Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 16 فبراير 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 13-02-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
" لاتطلقوا النار " !
زهير ماجد
الوطن عمان
انخفض منسوب التحدي الأميركي في العراق بعد الكلام الذي وجهه قائد القوات الأميركية بتراوس الى مقتدى الصدر " إننا نريد الرحيل فلا تطلقوا النار علينا ". الاحتلال لايتواضع ، ومن عادته أن يظل متماسكا حتى في ساعات الشدة كي لايفسح المجال لأعدائه بالتجييش أكثر. كلما ضعف الاحتلال زاد المقاومون من عملياتهم ، هكذا فعل الفيتناميون وهكذا فعل حزب الله وهكذا فعل الفلسطينيون في تجربة ماضية وغيرهم. ومع ذلك فالاحتلال يسلم بالأمر الواقع كلما واجه عقدة وجوده أو تماديه في اللعب بالنار. حتى الآن هنالك 3960 قتيلا أميركيا بينهم مائة انتحروا بعدما واجهوا أوضاعا عصيبة كان لايمكن حلها إلا بالانتقال من موقع الخوف الدائم الى الأمن الدائم الذي لم تحققه القيادة لهم.
عام الاجتياح الاسرائيلي على لبنان 1982 دخلت القوات الاسرائيلية الى عاصمة عربية هي بيروت. بعد أقل من ساعات على دخولها واجهت مقاومة شرسة قتل على إثرها ضابط وثلاثة جنود مما دفع الجيش الاسرئيلي للمرور بشوارع بيروت عبر مكبرات الصوت مناديا " يا أهل بيروت لاتطلقوا النار على جيش الدفاع نحن منسحبين " .. وبالفعل تم الانسحاب على وجه السرعة ، اكتشف الاسرائيلي صعوبة بقائه في مدينة كل مافيها يحاصره وانه دخل الى المكان الخطأ ، بل الى الفخ الذي نصبه لنفسه واوقع قواته فيه. كان ضعيفا الى درجة انه تمنى على البيروتيين ان يرأفوا به.
اليوم يكرر الأميركي كلاما مشابها لما حدث في بيروت. صحيح ان زمانا طويلا بين التجربتين ، لكن المعنى يظل قائما. ومثلما انسحب الاسرائيلي على دفعات من بيروت وبقية المناطق هاهو الاميركي يؤكد سحب قوات له في شهر يوليو القادم على ان يتبعها بقوات اخرى وهكذا. ان مشروع الانسحابات عندما يبدأ يظل قائما الى ان تنكشف الحقيقة في لحظات. ففي فيتنام انسحب الاميركي بشكل عشوائي لاتزال طائرات الهيلكوبتر الاميركية وهي تستقبل هاربين معلقين فيها عالقا في الاذهان ، في حين انسحب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 تاركا وراءه كومة من المتعاملين معه كانوا احتشدوا عند الشريط الشائك طالبين أخذهم معه وهو في الوقت ذاته يطلق الرصاص عليهم كي لايتحمل مسؤولية بقائهم في إسرائيل. وهكذا جرى عندما انسحبت القوات الفرنسية من الجزائر حين تعلق بها عدد كبير من المتعاملين معها وكان ذلك عشوائيا ايضا.
يعيش الواقع الاميركي في العراق اليوم بين كر وفر. مرة يتأمن وجوده من خلال القتال بين " الصحوة " وببن " القاعدة " ومرة عندما ينسحب الصحوة من ائتلافهم مع الاميركي فنراه يشعر بالاضطراب على وجوده ، انه وسط كلمات متقاطعة عليه ان يعرف ان قتلاه سيظلوا يتساقطون يوميا ولكن كيف ؟
سؤال يمكن للاميركي الاجابة عليه لكنه لايستطيع هضمه نظرا للفرز غير الظاهر بين المقاومة العاملة ضده وبين تلك الرافضة لوجوده لكنها دخلت في لعبة الثأر التي لن تمتد طويلا حتى تظهر على حقيقتها . فالقتال بين جماعة " الصحوة " و" القاعدة" ليس معركة استراتيجية ولا هي ثابتة في التحديات الداخلية التي تواجه العراقي الآن وفي البعيد . ومهما استمد الصحوة سلاحا من المحتل فهم في النهاية سيرتدون عليه عندما تصل الأمور الى فرزها الحقيقي.
هل سيتجاوب الصدر مع طلب بتراوس بعدم اطلاق النار على قواته ؟ على مايبدو انه كذلك ، لكن الامر لن يدوم طويلا اذ مابالغ الاميركي في تعنت البقاء الطويل في العراق !
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
أخبار الفرح في العراق
وليد الزبيدي
الوطن عمان
العديد من الاتصالات، تلقيتها خلال الأسابيع الماضية، من أصدقاء ومعارف من داخل العراق، جميعها تبعث السعادة في النفس، وتضيف الأمل إلى القلوب، وتنعش الصورة الثابتة، ورغم أن الاتصالات جاءت من مناطق مختلفة من العراق، إلا أنها تتحدث عن صورة واحدة، يمكن اختصارها بالآتي:
إن الجهد المقاوم الذي يتبناه الرجال في العراق، يتوسع ميدانيا، ويزداد ضراوة ضد قوات الاحتلال الاميركي والبريطاني وسواها من قوات الاحتلال، وأن الهجمات تحصل بصورة يومية، سواء بتفجير مدرعات المحتل وكاسحات الالغام المتطورة ، باستخدام العبوات الناسفة، أو شن الهجمات بالاسلحة المحمولة، كما ان القناصين الابطال، يوقعون المزيد من الخسائر بين جنود الاحتلال الاميركي، حيث يصوبون فوهات بنادق القنص، لتحصد الرؤوس التي احتلت العراق وقتلت واعتقلت وأذلت وأهانت الآلاف من أبناء هذا البلد، وتزداد تفاصيل الروايات، التي لم يتحدث عنها الاعلام، الذي يخضع لسيطرة وهيمنة الولايات المتحدة، فتأتيك الأخبار عن هجمات صاروخية على قاعدة القوات البريطانية في مطار مدينة البصرة، وفرضت هذه القوات تعتيما تاما على الخسائر التي تلحق بها داخل هذه القاعدة، التي انهزمت اليها بعد ان تكبدت الكثير من الخسائر على أيدي أبناء العراق في مدينة البصرة الفيحاء.
آخرون يتحدثون عن هجمات عنيفة ضد القواعد الاميركية في مدينة الرمادي وفي الثرثار والفلوجة، وأماكن اخرى، ويقول شهود العيان: إن الدخان يتصاعد إثر تلك الهجمات، وهناك من ينقل سماعه لصيحات الجنود الاميركيين وعويلهم وهم يتعرضون لهجمات المقاومة العراقية، حيث يواصلون حصدهم وإرسال الآخرين الى الولايات المتحدة بين جرحى ومجانين.
من ديالي تأتي الأخبار، لتتحدث عن خسائر بين صفوف قوات الاحتلال، وهجمات يومية تستهدف دورياتهم وقواعدهم، وعلى مقربة من ديالي، تتعرض قاعدة البكر الجوية في ناحية يثرب التابعة لمحافظة صلاح الدين لهجمات بالأسلحة والقنص والعبوات الناسفة.
في مدينة الموصل الحدباء، يوقع المقاومون الكثير من الخسائر بقوات الاحتلال، وبانتظار هزائم اكبر وأوسع، ولايختلف الأمر في مدينة العمارة والكوت والديوانية، فالجميع يتحدثون عن موقف عراقي واحد لطرد الاحتلال بعد انهاكه والحاق اكبر الهزائم به.
اردت ان انقل بعضا من اتصالات الاصدقاء، التي تروي نتفا قليلة من الاحداث الكبيرة والهائلة، التي يقودها المقاومون في العراق ضد قوات الاحتلال.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
حان الوقت للواقعية الكردية
مايكل اوهانلون وعمر طسبينار
الوطن عمان
بشكل متزايد يبدو أن الأكراد في العراق يقومون بمحاولات من أجل تعزيز المصالحة السياسية بين الجماعات الطائفية الكبيرة في بلدهم. وبما أن مستقبل العراق يتوقف على ترسيخ مثل هذه الروح من التسوية والوصول الى حل وسط، فإن هذا الاتجاه من المحتمل ان يكون له مضامين كبير بالنسبة للعراق وجيرانه والولايات المتحدة.
وهنا تبرز قضيتنان أساسيتان.الأولى أن الأكراد يبدأون في تطوير حقول نفط في إقليمهم مع مستثمرين أجانب بدون أي دور لبغداد في ذلك مدعيين ان دستور العراق لسنة 2005 يسمح بذلك.غير ان الاجزاء ذات الصلة من الدستور العراقي (الفقرات 109 و112 ضمن فقرات اخرى)تنص على ان مستقبل ابار النفط يتم تطويرها في المحافظات والاقاليم العراقية بالتنسيق مع الحكومة المركزية.
الثانية،ان الاكراد يريدون استعادة مدينة كركوك وحقول النفط المحيطة به التي يمكن ان تحوي نحو 15% من الاحتياطيات الاجمالية للعراق.ويدعي الاكراد ان كثير من الممتلكات في المدينة تم الاستيلاء عليها منهم خلال برامج"تعريب"صدام حسين للمدينة.ويريد الاكراد استعادة ممتلكاتهم وعقاراتهم.وبشكل اوسع فانهم يريديون السيطرة على سياسة كركوك وضواحيها بما في ذلك امكانية ضم كركوك ونفطها الى اقليم كردستان العراق(التي يامل كثير من الاكراد ان تصبح مستقلة في النهاية). وجراء هذه الطموحات,صار من الصعب اجراء استفتاء على مستقبل كركوك وهو الاستفتاء الذين كان مفترض اجرائه بحلول نهاية العام الماضي.
ان الاكراد يرتكبون خطأ جسيما.ويجب عليهم اعادة التفكير في نهجهم سواء بشكل يتناسب مع رد الجميل للولايات المتحدة التي منحتهم الفرصة للمساعدة في بناء عراق ما بعد صدام او على صعيد مصلحة الاكراد وجيرانهم.حيث يجب ان يكون لبغداد دورها في تطوير حقول النفط المستقبلية وفي تقاسم العائدات؛ويجب ان تظل كركوك على ما هي عليه في النظام السياسي العراقي او ربما تحصل على وضع خاص.ولا يجب ان يتم ضمها الى كردستان.
من الصعب التأكد من ذلك، غير انه يبدو ان الاكراد يعتقدون انه لو فشل العراق، فإنهم سوف يكونون على ما يرام.وبموجب هذه النظرية، فإنه لو تفتت البلد، فإن الولايات المتحدة سوف تقف بجوار اصدقائها الاكراد وتقيم قواعد عسكرية في كردستان العراق وفي النهاية سوف تسهل الطريق امام استقلالها.وأعطى عدد من الاميركيين البارزين مباركة مؤقتة لهذا الحلم بشكل اقنع الاكراد بأن هذا الحلم يمكن ان يصبح حقيقة.
ونحن نشك في ذلك بقوة.فكردستان منطقة جبلية تشبه جزيرة بين عدد من الدول المتاخمة لها في الشرق الاوسط.حيث تجاورها كل من تركيا وسوريا والعراق وإيران.واثنان من هؤلاء الجيران اعداء للولايات المتحدة؛ ولكل من هؤلاء الجيران قضاياهم مع أكراد العراق؛ ولن يتطلع احد منهم للتساهل مع نوع من التحليق الجوي العسكري الاميركي الذي يمكن ان يكون مطلوبا لتعزيز القواعد في كردستان حال تفكك العراق. كما انهم بالضرورة لن يسمحوا لاكراد العراق بتصدير النفط عن طريق اراضيهم وموانيهم.
ولماذا يمكن ان ترغب الولايات المتحدة في إقامة قواعد عسكرية في كردستان؟ انها حتى لو اتجهت الى حرب ضد ايران، فإن عددا كبيرا من الدول الاخرى هي في وضع افضل لكونها مجاورة للطرق البحرية الدولية والفضاء الجوي. وربما تكون تلك البلدان ليست كلها موالية لاميركا مثلما هو حال اكراد العراق،غير انه اذا تزايد التهديد من قبل ايران، فإن بعض منها من المحتمل ان يمكن لها هدف مشترك مع الولايات المتحدة.
المؤكد ان كثيرا من الاميركيين معجبون بالديمقراطية والرخاء والمرونة لدى الاكراد. كما يشعر الاميركيون ايضا بدين اخلاقي بعد السماح لصدام بقمع الاكراد مرات كثيرة في الماضي.غير انه بعد حماية الاكراد منذ عام 1991 وانفاق مئات البلايين من الدولارات وخسارة ارواح آلاف الاميركيين في العراق على مدى السنوات الخمس الماضية، فإن هذا الدين الاخلاقي يكون قد تم تسديده الى حد ما. واذا لم يساعد الاكراد الولايات المتحدة الآن في إحلال الاستقرار للعراق، فهل يكون هناك بالفعل احساس بهدف مشترك ومجموعة من المصالح المشتركة بين الشعبين؟
بدلا من السعي الى تحقيق مخطط خيالي في كركوك وحلم الاستقلال، يجب على الاكراد اختيار الواقعية.وهذا يعني الاقرار بأنه حال تفتيت العراق،سيكون عليهم ان يتولوا امرهم بأنفسهم وحدهم.كما يعني ايضا الاقرار بأن تركيا مع وجود 15 مليون كردي فيها اعصابها متوترة جدا بشأن استقلال كردي.ومع ذلك فإنه يجب على اكراد العراق ان يدركوا ايضا ان حرب تركية-كردية ليست أمرا حتميا.بل في الحقيقة فإنه مع وجود قيادة واعية في أنقرة واربيل،وتعاون اقتصادي وسياسي وعسكري تركي-كردي-والذي بدا بعمليات مشتركة ضد عناصر حزب العمال الكردستاني- فان ذلك يمكن ان يؤدي الى صداقة قوية حقيقية.وبشكل عام فإن تركيا تعد من اكثر الجيران ديمقراطية وعلمانية وموالاة للغرب وهي الصفات التي تشاطرها فيها كردستان العراق.
امام اكراد العراق مستقبل غير عادي.غير انهم يواجهون خيارا حاسما:وهو انهم يمكنهم تحقيق هذا المستقبل عن طريق التوصل الى حل وسط مع رفقائهم العراقيين واقامة شراكة مع تركيا وتقوية علاقتهم مع الولايات المتحدة.او انهم يستطيعون الاستمرار في السعي الى تحقيق مخططتهم الخاص بهم بالطريقة التي تفتت في النهاية بلدهم وتزعزع استقرار المنطقة برمتها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
هل من مؤيد لميزانية الدفاع الأمريكية الجديدة؟
ويليام أركين
واشنطن بوست
إن ميزانية الرئيس جورج بوش الخاصة بالأمن القومي، والتي تبلغ ثلاثة أرباع تريليون دولار أمريكي، والتي تعد الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، تعطي الانطباع إن الإدارة الأمريكية تدعم القوات المسلحة. تشتمل ميزانية الدفاع على 149 بليون دولار لزيادة الرواتب وتمويل الرعاية الصحية، كما أ ن هناك 8,9 بليون دولار أخرى لتحسين نوعية الحياة للجنود. أضف إلى كل ذلك ميزانية المحاربين القدامى التي تبلغ 93,7 بليون دولار وهي تعادل ضعف الإنفاق الذي كان ساريا عندما تولى الرئيس بوش الرئاسة.
ثمة شيء يقلقني في كل هذه الأموال، هذا لا يعني أننا ندين لجنودنا ولمحاربينا القدامى بشيء. بل في الواقع إننا نحن الأمريكيين بينما ندفع الكثير لجيشنا، لا نحصل بالضرورة على أفضل جيش ممكن. إن أفضل جيش هو ذلك الذي نتشاطر جميعا المسؤولية فيه ونساهم فيه بأبنائنا وبناتنا.
بدأت معالجة هذا السؤال خلال الأسبوع الماضي عندما قلت متسائلا إن الجيش يواجه مشكلة في تعيين المجندين لأن المجتمع بوجه عام لا يساند مختلف جهودنا في الحروب، وليس مجرد الحرب في العراق. هنالك شخص يدعى جي إيه قال إن نجله يخدم في الجيش سمع حديثي حول هذا الموضوع في راديو فيرمونت وكتب ما يلي:
ربما ينبغي علي أن أتفق أن المجتمع بوجه عام لا يؤيد جهود الحرب، فكثيرون جدا من أفراد المجتمع ربما لا يشعرون بالارتياح تجاه الحرب الدائمة، لكنهم لا يفهمون تحديدا كيف يمكن تغيير هذا الوضع. فهم جميعا ليس لديهم أي خبرة عسكرية.
قلت في مقالتي السابقة إن الولايات المتحدة تعاني من أزمة في الأمن القومي، وقلت إن الجيش فقد حدوده الدنيا في تجنيد المتطوعين في عام ،2007 وأن الجيش يعاني صعوبات بالغة في محاولة ملء الرتب المختلفة في وقت الحرب، كما أنه يخفض من معايير جودة المجندين المقبولين.
ومما لا شك فيه أن هذ الحال يضع قواتنا المسلحة في مشاكل طويلة الأجل في ميدان المعركة. كما أنه يثير سؤالا أكبر عن استعداد الدولة برمتها على دعم القوات الأمريكية.
أشارت دراسة جديدة أجراها مشروع الأولويات الوطنية، وهو مؤسسة بحثية تتخذ من ماساتشوستس مقرا لها، إلى أن نسبة المجندين الذين يلتحقون بالجيش من الحاصلين على دبلوم عال انخفضت إلى أدنى مستوياتها في عام ،2007 وتقل بحوالي 20٪ عن النسبة المستهدفة. كما رأت الدراسة أن متوسط العلامات الخاصة باختبارات المؤهلات قد انخفضت أيضا.
رد الجيش قائلا إننا لا نعين أي شخص في الجيش إذا لم نشعر أنه مؤهل للخدمة كجندي.
لكن رد الجيش على مشكلة التجنيد وانخفاض المعايير وتخفيف القيود الخاصة بالعمر، وزيادة العلاوات والحوافز الاقتصادية الأخرى، لا يمكن إلا أن تكون مجرد حل مؤقت. المعروف إن المجندين الأقل تأهيلا يخرجون من الجيش بسرعة، وبالتالي يقوم الجيش بتجنيد من هم أقل من الجنود لكنهم يتمتعون بقدرات ومؤهلات تعليمية أعلى. وفي الواقع نجد أن هؤلاء أقل قدرة على تنفيذ المهام الموكلة منهم، كما أنهم أقل قدرة على البقاء في ميادين المعركة في العالم الاكثر تعقيدا.
ربما يمكن أن يؤدي انتهاء فترة إدارة بوش ثم عملية الخروج من العراق إلى تشجيع المزيد من الشباب الأكثر تأهيلا والاكثر تحمسا للانضمام إلى الجيش. لكنني أعتقد أن القضية أكبر من مجرد العراق وبوش.
أكدت دراسة الأولويات الوطنية على أن الأسر ذوي الدخل المنخفض والدخل المتوسط هي التي تساهم بنصيب الأسد من المجندين الأمر الذي يؤكد أن الجيش الأمريكي لا يمثل المجتمع الامريكي. وأنا أعتقد أن أحد أسباب هذا التوجه هو ان الأمريكيين لا يشعرون بالارتياح إزاء مغزى الحرب ضد الإرهاب.
مازال التلويح بالاعلام والشعارات وتبجيل القوات الأمريكية بشكل يجعل العيون تدمع جاريا. لكن الوطنية شعار أجوف. والحقيقة أن الدولة برمتها لا تؤيد الحروب التي تشنها الإدارة بزعم دحر الإرهاب، كما أن زيادة حجم الجيش وتخصيص المزيد من الأموال لوزارة الدفاع لن يعالج هذه المشكلة الأساسية.
كنت أجلس في الطائرة في فيلادلفيا منذ شهرين متوجها من برلنجتون إلى تشارلوت. وكان على ظهر الطائرة جندي مجند في الجيش، وكان هناك رجل لطيف يجلس في الدرجة الأولى، وكان يبدو أنه محام أو رجل أعمال. ذهب هذا الرجل إلى الجندي وأعطاه مقعده. أنا شخصيا اعتقدت أن هذه بادرة طيبة، لكنني تساءلت، هل يمكن لهذا الشخص أن يشجع ابنه للانضمام إلى الجيش؟ هذا هو المحك الحقيقي، وأنا شخصيا كنت أشك في ذلك. لا أحد من جيراني السابقين من الطبقة المتوسطة العليا في كولومبيا يخدم أي من أبنائه في الجيش. تذكرت أيضا فترة خدمتي في الجيش منذ أربعين عاما، وكيف أنه ما كان يمكن لأي أحد يجلس في مقاعد الدرجة الأولى بالطائرة أن يعطيني مقعده. فجميعهم كان يمكن أن يكون قد خدم في الجيش في مرحلة ما في حياته، وما كان ينبغي على أي منهم أن يتقدم بمثل هذه البادرة.
قصة الطائرة جذبت انتباهي كثيرا. لذلك، عندما قرأت قصة مثيرة عن مشاكل الأمراض العقلية التي عانى منها جنود مشاة البحرية الأمريكية شدتني هذه الفقرة التي تصف تجربة طبيبة متقاعدة في القوات الجوية.
لم يسمح للطبيبة إعادة الجرحى إلى الوطن على متن طائرة تجارية. القاعدة كما تقول الطبيبة «هي أنه لا يمكن للجرحى أن يركبوا الطائرات التجارية إذا كانو يعانون من إصابات واضحة لكي لا يشعر الشعب الامريكي بالإحباط». كانت الطائرات العسكرية باردة جدا لدرجة أن القوات الجوية بدأت شراء القبعات والأوشحة والقفازات، وهذا هوالوضع اليوم. كتب أحد الضباط رسالة إلكترونية طلب فيها تبرعات جاء في الرسالة ما يلي (نفضل القفازات لأنها غالبا ما تناسب الأيدي والأصابع المصابة). يمكن صناعة القفازات بصورة دقيقة، ويمكن أن يزداد الغضب من أن الحكومة غالبا ما تتعامل بجبن مع الجنود المصابين الذين يعانون من مشاكل عقلية أو بدنية. بيد أنني أشك في هذه اللحظة أن طاقتنا العالمية، وغضبنا وحزننا هي بالفعل إحدى مظاهر عدم الارتياح العميق. حتى عندما تتحدث صحيفة يسارية مثل «ذي نيشن» في مقالها الافتتاحي عن جيش احبطت معنوياته، كما لو كانت تطالب بجيش أكثر قوة، فإنه من الواضح أن الجيش أصبح كرة قدم سياسية، مؤسسة خارجية تشيد بذلك الجندي على ظهر الطائرة لكنها ليست تلك المؤسسة التي يمكن اعتبارها جزءا من نسيج المجتمع الأمريكي. لا أحد في العالم السياسي يستطيع أن يؤيد ميزانية الدفاع الأمريكية خلال العام الحالي، وعندما يفكر الرئيس الجديد في ما ينبغي عليه أن يفعله بشأن العراق، وبشأن الحروب الأمريكية الأخرى، فمن غير المرجح لذلك الرئيس أن يسأل نفسه تلك الأسئلة الصعبة عن الصلة بين المجتمع والجيش.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
المرحلة العراقية التالية
ديفيد ايغناطيوس
واشنطن بوست
يبدو أن الدور الأمريكي المستقبلي في العراق، قد بدأت أُطره تتحدّد، من خلال قضيتين، تجري مناقشتهما حالياً في بغداد وواشنطن، الأولى هي الجدل القائم داخل صفوف إدارة بوش، حول الجدول الزمني لخفض عديد القوات الأمريكية هذا العام، والثانية، هي المفاوضات الأمريكية- العراقية بشأن الوضعية القانونية للقوات الأمريكية التي ستبقى في العراق بعد عام 2008.
وهذه النقاشات تجري ضمن إطار قناعة بأنّ السياسة الأمريكية في العراق، قد بدأت، أخيراً، تعطي ثمارها، وبأنه يجب إيجاد إطار عملي للحفاظ على المكتسبات الأمنية التي تحققت خلال العام المنصرم. لكنّ هذا التخطيط العسكري لا ينسجم بسهولة مع المزاج السياسي داخل أمريكا والعراق، حيث لا يزال الرأي العام متشككاً بشأن الاحتلال العسكري الأمريكي، حتى لو كان في طور تحقيق أهدافه.
إن التقدم هنا، لا يمكن إنكاره، سواءً على صعيد الأمن على الأرض، أو على صعيد الحوار السياسي بين الفرقاء والأحزاب في العراق. فالشعب العراقي لم يعد يتذمَّر من الأوضاع الأمنية بل من سوء الخدمات.
والسؤال هو هل هذه النهضة العراقية قادرة على الاستمرار في الوقت الذي تخفض أمريكا عديد قواتها المقاتلة؟ فالجيش العراقي لا يزال بعيداً عن المستوى الذي يؤهله الإمساك بالمسؤولية الأمنية الكاملة في البلاد. وقد تمضي سنتان قبل أن يصبح قادراً على التصرف بشكل مستقل تماماً عن القوات الأمريكية.
ويتمحور الجدل والنقاش حول المدة الزمنية التي تتطلبها عملية إعادة تقييم الوضع بعد انسحاب كامل القوة الإضافية الأمريكية، في نهاية يوليو القادم. والجنرال «بيتريوس» القائد الميداني الأعلى، لا يريد المجازفة بخسارة ما حققه على الصعيد الأمني، ويرغب بفترة زمنية لإعادة التقييم لا تقلّ عن ثلاثة أشهر، وقد يطلب إبقاء جميع تلك القوات في العراق حتى نهاية عام 2008، والرئيس بوش الراغب في ترك منصبه في يناير القادم، قد يرفض أيضاً أي خفض إضافي للقوات في العراق.
غير أن وجهة نظر معاكسة تفضل حصول عملية تسلسلية ومتواصلة للإنسحاب، تتلاءم مع الرغبة السياسية في كل من أمريكا والعراق، وأصحاب هذه النظرية، ومنهم ضباط بارزون في القيادة الوسطى، يتخوفون من أن الحفاظ على عديد القوات، كما كان قبل الزيادة الأخيرة، سوف ينعكس سلباً على الجيش الأمريكي.
وهناك أيضاً عامل الخطر السياسي، وهذا يعني أنه إذا أبقى الرئيس بوش قوة كبيرة في العراق، حتى نهاية ولايته مطلع عام 2009، فإن الرئيس التالي يمكن أن يُصدر أمراً يقضي بإجراء تغيير سريع في السياسة، أي بتخفيض كبير ومفاجئ في عديد القوات في العراق، وهذا يمكن أن تكون له تداعيات كارثية على الأمن في العراق، ولذلك طالب مسؤولون في البنتاجون، وقيادة الجيش بإجراء الانسحاب بشكل تسلسلي ومتواصل، الأمر الذي يسمح للعراقيين والأمريكيين بوضع مخططات واضحة للعمليات خلال عام 2009 وما يليه. في غضون ذلك، بدأ مسؤولون أمريكيون بالتفاوض مع مسؤولين عراقيين، بشأن الوضع القانوني، لما سيتبقى من قوات أمريكية في العراق، في 2009، وما بعده. والهدف من وراء ذلك هو التوصل إلى «اتفاقية أمنية» جديدة، لتحل مكان التفويض الدولي الذي ينتهي مع نهاية العام الجاري. وإذا لم يأخذ المخططون الواقع السياسي الفعلي، من ضمن حساباتهم، وإذا لم يطمئنوا العراقيين والأمريكيين على السواء، بأن معظم القوات الأمريكية سوف ينسحب تدريجياً من العراق، فإن الأمر سيتحول إلى «مهمة مستحيلة» جديدة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
الإرث الوحيد ... هو الفشل
جهاد الخازن
الحياة
إذا كان من إرث يجزى عليه جورج بوش الابن أو يجازي، فهو عندي العراق، وأقول هذا وقضية فلسطين هي قضيتي الأولى، والأزمة السياسية اللبنانية تطاولني شخصياً وأسرتي معي.
منذ البداية، لم أهتم كثيراً بكلامه عن دولة فلسطين المستقلة لأنني قررت انه سيبقى كلاماً يعجز عن تنفيذه حتى لو أراد، أما تأييده الغالبية النيابية اللبنانية، فهو مجرد كلام أيضاً، ويؤذي الغالبية لأنه يصورها وكأنها في خندق واحد مع الولايات المتحدة.
الإرث لإدارة بوش هو في العراق الذي غزته الولايات المتحدة لأسباب ملفقة بالكامل، فلا أسلحة دمار شامل، ولا علاقة مع القاعدة. ولم تتحقق الديموقراطية في العراق ليصبح نموذجاً للشرق الأوسط، وإنما أُجريت انتخابات طائفية أفرزت برلماناً طائفياً، ودخل العراق إرهابيون من نوع القاعدة المجرمة، ودمر البلد على رأس أهله فقتل مباشرة في الحرب أو بسببها مليون عراقي (عندي دراسة جديدة عن الأرقام) وشرد 4.5 مليون عراقي منهم 2.3 مليون في سورية والأردن وغيرهما، و2.2 مليون في داخل بلادهم.
اليوم تتحدث الإدارة الأميركية عن نجاح، وأخشى أن تصدق نفسها، فلا نجاح البتة، والعنف مستمر، وهناك قتل يومي، من عمليات انتحارية الى جثث بلا رؤوس، الى خطف وقتل على الهوية أو طلب فدية.
كيف نجحت الحرب على العراق مع هذه الخلفية؟ العنف انخفض في العراق في الأشهر الأخيرة، مع أن الموت عام 2007 كان الأعلى منذ 2003، لذلك قررت الإدارة أنها نجحت، وهذا كله من دون أن نذكر نقص الخدمات، وأحياناً انعدامها، وكيف أن إنتاج النفط في العراق الآن عاد الى معدله قبل الحرب ومع ذلك يبقى إنتاج الكهرباء نصف حاجة البلد، وهو في بغداد تسع ساعات في اليوم، مع أن صدام حسين نجح في إصلاح محطة الدورة خلال أشهر من انتهاء الحرب عام 1991، وهو تحت الحصار.
الرئيس بوش قال يوماً: «نقاتلهم هناك حتى لا نقاتلهم في شوارع المدن الأميركية». أي أنه اختار أن ينحر العراق لحماية بلاده من دون ذنب جناه. وهو في خطابه عن حال الاتحاد قال: «نبقى في العراق حتى لا تقوى إيران»، ونسي أنه شخصياً زاد قوة إيران ونفوذها أضعافاً، بتدمير خصميها الى الشرق والغرب، ثم جاء الآن ليواجهها.
والرئيس يتحدث عن خوض «كفاح عقائدي حاسم» للقرن الحادي والعشرين، مع أن القرن لم يكمل عقده الأول، ولا بد من أن تكون هناك صراعات عقائدية كثيرة مقبلة.
اليوم كل استطلاع للرأي العام العراقي يظهر أن حوالى 80 في المئة من المواطنين يريدون رحيل القوات الأميركية، إلا أن هذه ديموقراطية لا تناسب إدارة بوش لذلك فهي تفاوض حكومة نوري المالكي على اتفاق أو معاهدة لتنظيم الوجود الأميركي في العراق بعد أن تنهي في 31/12/2008 انتدابها بموجب تفويض الأمم المتحدة، والسفير العراقي في واشنطن سمير الصميدعي يقول إن المفاوضات ستبدأ قرب نهاية هذا الشهر.
لا يمكن أن يقوم اتفاق عادل متكافئ بين طرف تحت الاحتلال والطرف المحتل، والمفاوض الأميركي لا يفاوض بل يملي، وقد كاد الإعلان الأميركي في 26/11/2007 عن المفاوضات يفضح نفسه، فهو تحدث عن تعهد بأن تحمي أميركا النظام العراقي الديموقراطي من التهديدات الداخلية والخارجية، وهذا غير ممكن من دون معاهدة عسكرية مفتوحة.
الحكومة العراقية مقسومة على نفسها وضعيفة، ومثلها البرلمان، والديموقراطيون في أميركا لا يريدون اتفاقات تكبّل الرئيس القادم. والشعب العراقي لا يريد الأميركيين أصلاً، ومع ذلك فإدارة بوش تطالب حكومة المالكي بصلاحيات واسعة لخوض عمليات عسكرية، وحماية الجنود الأميركيين من أي ملاحقة قانونية عراقية، في قضايا مثل أبو غريب، أو قتل مدنيين على الحواجز، بل انها تريد حماية المتعاقدين المدنيين مع القوات الأميركية وهو ما لم يحدث في أي بلد آخر في العالم.
هناك الآن 154 ألفاً من المتعاقدين مع قوات الاحتلال، وبينهم 13 ألفاً من شركات حراسة خاصة، مثل بلاكووتر، اتهمت بارتكاب جرائم، ومع ذلك تريد إدارة بوش حماية كل هؤلاء من حكم القانون.
الأميركيون يريدون إكمال المفاوضات مع الجانب العراقي في 31/7/2008، أي قبل خمسة أشهر من انتهاء تفويض الأمم المتحدة لضمان بقائهم في المستقبل.
الولايات المتحدة تبني قواعد عسكرية هائلة في العراق، وفي حين قالت تصريحات أميركية عن أن هذه القواعد لن تكون دائمة فإن المعاهدة التي تطلبها إدارة بوش تحتاج الى قواعد عسكرية ما استمر مفعول المعاهدة.
لا أعتقد بأن هناك عراقيين، أو عرباً ومسلمين، يقبلون ترسيخ الاحتلال تحت أي مسمى، والإرث الوحيد لجورج بوش في العراق هو الفشل، وهذا حصل ولا نجاح بعده.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
الوضع الاستراتيجي في الخليج... دراسة استشرافية 2025
عبدالعزيز بن عثمان بن صقر
الوسط البحرينية
تسعى هذه الورقة الى استشراف الوضع الاستراتيجي في منطقة الخليج حتى العام 2025، والبحث في المعطيات والشروط التي يمكن أن توفر فرص الأمن والاستقرار والتحول الديمقراطي في المنطقة.
وتأتي هذه الدراسة الاستشرافية في الوقت الذي تشهد منطقة الخليج الكثير من التحديات الأمنية والجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن أبرز هذه التحديات: الوجود العسكري الأجنبي، وتحديداً الأميركي، في منطقة الخليج، وأزمة الملف النووي الإيراني، وتداعيات الملف العراقي، وملف أمن الطاقة وأسعار النفط، وخطر التنظيمات الإرهابية، ومعضلة البحث عن صيغة مستقرة للعلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران.
كل هذه التحديات المتداخلة وغيرها تجعل مستقبل المنطقة مفتوحاً على كل الاحتمالات. من هنا فقد بات من الضروري استشراف هذا المستقبل من قبل أبناء المنطقة المهمومين حتى يتسنى بلورة بعض الرؤى والمقترحات التي من شأنها تجنيب المنطقة مخاطر وكوارث قد تدفع بها إلى المجهول. وإن لم تخطط دول المنطقة لمستقبلها فسيخطط له الآخرون.
وفي ضوء ذلك تأتي أهمية الدراسة المستقبلية الاستشرافية لقراءة الوقائع ورصد التحولات الجارية في منطقة الخليج من أجل وضع السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تشهدها هذه المنطقة خلال السنوات التي تفصلنا عن العام 2025، مع تحديد ماهية السيناريو المرغوب فيه أو المأمول، الذي يحقق طموحات وتطلعات شعوب دول المنطقة، وتحديد شروط ومتطلبات تحقيقه.
وفي هذا السياق، كان لابد من أن تحدد الورقة أهم العوامل الحاكمة لمستقبل الوضع الاستراتيجي في الخليج في السنوات المقبلة ومن أبرزها ما يلي:
1. ميزان القوى في المنطقة، سواء على المستوى العسكري أم على المستوى السكاني أو الاقتصادي أو العلمي، وفي هذا السياق نعرض ومن منظار مقارن لموازين القوى بين دول مجلس التعاون الخليجي وكل من إيران واليمن والعراق، مركزين أساساً على موازين القوى العسكرية، والبشرية، فضلاً عن موازين القوى الاقتصادية، والقدرات العلمية والتقانة.
2. طبيعة وحدود التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي، مع التركيز على التعاون الاقتصادي والعسكري. فهذا العامل من العوامل الرئيسية التي سترسم حدود دور دول المجلس في صياغة مستقبل المنطقة، ومدى فاعلية هذا الدور.
3. مستقبل الطلب العالمي على النفط الخليجي ومعضلة أمن الطاقة. وهذا العامل سيرسم حدود الاهتمام العالمي بقضية الأمن في الخليج.
4. التطورات الداخلية على الساحة الإيرانية وتأثيرها في مستقبل الوضع الأمني في الخليج، وفي علاقة إيران بدول مجلس التعاون. فطبيعة النظام السياسي الحاكم في إيران سوف تنعكس على دوره كمصدر للاستقرار أو لعدم الاستقرار في المنطقة.
5. أزمة الملف النووي الإيراني وتداعياتها الإقليمية والدولية، وتأثيرها في أمن دول مجلس التعاون. وأسوأ السيناريوهات المرتبطة بهذا الملف هو أن تنشب حرب جديدة بسببه.
6. مستقبل الأزمة العراقية. وسيكون لشكل هذا المستقبل تأثيراته الكبيرة في مستقبل المنطقة برمتها. فعراق مستقر وموحد ويتحرك بفاعلية على طريق التنمية هو خلاف عراق مفكك يشكل بؤرة لتفريخ وتصدير التطرف والإرهاب.
7. الوجود العسكري الأميركي في الخليج. ويعد هذا من العوامل الرئيسية المرتبطة بمستقبل الدور الأميركي في المنطقة. وهو دور سيكون له تأثيراته في صياغة مستقبل المنطقة.
8. مستقبل العملية الإصلاحية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وانطلاقاً من دراسة هذه العوامل تصل الورقة إلى تحديد خمسة سيناريوهات لمستقبل الوضع الاستراتيجي في المنطقة، مع تحديد شروط تحقق كل من هذه السيناريوهات، وانعكاساته على دول مجلس التعاون الخليجي، وأخيراً السيناريو الأكثر ترجيحاً للمنطقة.
السيناريو الأول: هو سيناريو الأزمة الممتدة، أي استمرار الوضع الراهن في المنطقة على ما هو عليه، سواء لجهة الوضع في العراق، أو لجهة النفوذ الأميركي في المنطقة، أو لجهة الملف النووي الإيراني، أو الوضع الداخلي في إيران، أو العلاقات بين دول مجلس التعاون. وسيكون لهذا السيناريو إذا ما تحقق انعكاسات على دول الخليج، كاستمرار حالة القلق في شأن مستقبل المنطقة، واستمرار الصراعات الطائفية في العراق، واستمرار أسعار النفط عند معدلات مرتفعة، واستمرار الإنفاق العسكري المتزايد في دول المنطقة، وتعرض بعض دول الخليج لعمليات إرهابية.
السيناريو الثاني (الكارثي): وهو سيناريو سيتحقق في حالة توافر شروط ومعطيات من أبرزها تفكك العراق، واندلاع حرب خامسة في الخليج بسبب الملف النووي الإيراني، الأمر الذي سيترتب عليه تداعيات كارثية على المنطقة، بدءاً من تصدير العنف والإرهاب إلى دول المنطقة بسبب تفكك الدولة العراقية، وتدفق اللاجئين العراقيين إلى دول المجلس، واستهداف المصالح الأميركية في المنطقة كرد فعل على الهجوم العسكري الأميركي ضد إيران، وتحرك عناصر من الجوالي الإيرانية الموجودة في دول الخليج، وكذلك تحرك بعض الفئات الشيعية من مواطني دول الخليج وقيامها بأنشطة وردود فعل احتجاجية تعاطفاً مع إيران، فضلاً عن احتمال تعطل الملاحة في مضيق هرمز.
السيناريو الثالث: امتلاك إيران قنبلة نووية (سيناريو هيمنة إيران النووية على الخليج)، ومن أبرز تداعيات هذا السيناريو: تحول إيران إلى قوة مهيمنة على دول المنطقة، وسيطرتها على العراق، وتمسكها باستمرار احتلال الجزر الإماراتية، وتدخلها في الشئون الداخلية لدول المنطقة من خلال تحريكها للجماعات الشيعية في هذه الدول، وهو أمر يمكن أن يدفع بدول مجلس التعاون، وتحديداً السعودية، إلى السعي بدورها لامتلاك سلاح نووي في مواجهتها.
السيناريو الرابع: وقوع الخليج تحت هيمنة أميركية ـ إيرانية مشتركة. وسيكون لهذا السيناريو تداعيات كثيرة أبرزها: قيام تنسيق استراتيجي بين إيران والولايات المتحدة سيكون في الغالب على حساب دول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي سيجعل هذه الدول، وتحديداً السعودية، بوصفها كبرى دول المجلس الست، محاصرة بمحور واشنطن - طهران، الذي لن يمنع إيران من الاستمرار في التدخل في شئون دول المجلس الداخلية بموافقة ضمنية أميركية.
السيناريو الخامس (التفاؤلي): وهو سيناريو تحقيق الأمن والاستقرار والديمقراطية والتنمية في المنطقة، ومن أبرز تداعيات هذا السيناريو: تجنب التهديدات الإقليمية، وشيوع الأمن والاستقرار على الصعيد الإقليمي والخليجي، والاهتمام أكثر بقضايا التنمية والإصلاح، وهو ما سينعكس تراجعاً في الإنفاق على التسلح، وسيعزر فرص الإصلاح السياسي في دول المنطقة.
وفي الختام تحاول الورقة ترجيح كفة الاحتمال لأحد هذه السيناريوهات الخمسة، فترى أن السيناريو الأول هو الأكثر رجحاناً (أي سيناريو الأزمة الممتدة)، مع تزايد احتمالات التدهور فى بعض المجالات، لكن دون أن تصل الأمور إلى حد السيناريو الكارثي، اللهم إلا إذا اندلعت حرب بالمصادفة لأخطاء في الحسابات. وفي هذا السياق، فإن الأمر يؤشر إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في العراق لفترة من الزمن حتى وإن استمر العراق موحداً، واستمرار الخلل الاستراتيجي في بعض موازين القوى في المنطقة لمصلحة إيران، واستمرار الوجود العسكري الأميركي في المنطقة ولو بحجم أقل في بعض الدول.
وكل ذلك يحتم الأمر على دول مجلس التعاون تعزيز التعاون والتنسيق في ما بينها وبخاصة في مجالات الأمن والدفاع، فهذا هو السبيل الوحيد لتعزيز قدرتها الذاتية على حماية أمنها ومصالحها في ظل بيئة إقليمية غير مستقرة. ومن المهم أن تتحسب هذه الدول لاحتمال اندلاع حرب جديدة في المنطقة ربما لأخطاء في الحسابات كما سبق القول، بما يتضمنه ذلك من ضرورات لبلورة خطط للتعامل مع التدعيات المحتملة لهذه الحرب فى حال نشوبها.
كما يستدعي قيام دول مجلس التعاون، أكثر من أي وقت مضى، بتنسيق سياساتها في شأن التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية من ناحية، وتعزيز علاقاتها مع القوى الدولية الكبرى، كالصين وروسيا واليابان والاتحاد الأوروبي، من ناحية أخرى. كما أنه من المهم أن تقوم دول المجلس بتنويع مصادر دخلها وتعزيز قدراتها الإنتاجية مستفيدة من ارتفاع أسعار النفط وما يوفره لها ذلك من مصادر مالية تتيح لها توسيع دائرة خيارتها الاقتصادية. هذا فضلاً عن ضرورة سعي هذه الدول لتعزيز عملية الإصلاح السياسي الداخلي، على قاعدة التأسيس لعقد اجتماعي جديد تقوم عليه العلاقة بين المواطن والدولة، ويرتكز على مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان ودولة المؤسسات وسيادة القانون. فهذا هو الطريق الحقيقي لتعزيز الوحدة الوطنية الداخلية، وصد الباب أمام التدخلات الخارجية.
ملخص تنفيذي لورقة قدمت في منتدى التنمية الذي عقد في المنامة في 8 و 9 فبراير/ شباط 2008.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
مفـارقــات كـرديـة
جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرينية
عجيب إخواننا أكراد العراق انهم يتعاملون مع التأريخ وكأنه سلعة تباع وتشترى في سوق السياسة، او قطع طوب يمكن ان تحذف من اساس البيت أو احد جدرانه من دون خلل! وفي ابتعاد كثير من كتابهم عن حيادية العالم الذي يستقرئ التأريخ من معطياته القديمة لفهم مستجداته ، فهم مازالوا ينظرون لمشروعية الابتعاد عن مواطنيهم من عرب العراق لصالح عرقيات من دول الجوار وغير الجوار ، حسنا كان ام غير حسن.
المدد الهوليوودي الذي هبط عليهم مع (هدية من الله) ــ كما قال (جلال الطالباني) ــ من خلال نبي الأكاذيب الـ (935) مازال يفقعنا (بمستجدات) تأريخية هي تكرار عجيب لمستجدات قديمة في شمال العراق ومن خلال وجوه اقدم من مفردة (كاكا) ــ ومعناها الأخ الأكبر بالكردية ــ جدّدها الاحتلال المركب: الأمريكي الايراني لأشخاص يتعاطون ذات خطاياهم القديمة على الظن والادّعاء انها تقدم (شيئا) لأكراد العراق، ولكنها في حقيقة وواقعية الأمر تثقل مستقبلهم بأوزار اخطاء وخطايا (قادة) غير آبهين بما يحصل من مستجدات تأريخ حقيقية في محيطهم الاقليمي وفضائهم الدولي، اذا كانوا قد حصلوا حقا على حيّز في هذا الفضاء. مجلة (ليفين) الشهرية الكردية في عددها الأخير اشارت الى: (اغتيال 300 من قادة وكوادر واعضاء الأحزاب الكردية الايرانية على يد المخابرات الايرانية في محافظة السليمانية)، كما اشارت الى ان الحكومة الايرانية مازالت تتعاطى: (ارسال المخدرات الى اقليم كردستان.. كعمل مخطط له)، وقبل ما كشفت عنه مجلة (ليفين)، متأخرة بعقود عن حقائق التأريخ، اكد (جلال الطالباني) مرات عديدة ومازال: (علاقته الجيدة) مع الايرانيين، الذين باتوا الظهير الحقيقي (لفخامته) قبل امريكا، وبذلك يؤكد هذا (القائد) الكردي انحيازه المصلحي الفردي لظهيره الايراني ضد ابناء جلدته انفسهم. وتذكر المجلة واحدة من اكبر حقائق التأريخ الايراني في شمال العراق لم يكتشفها أكراد العراق حتى هذه الأيام كما يبدو: (ان كل ما جرى في العقد الأخير من القرن الماضي من المواجهات الداخلية في كردستان كان من صنع النظام الايراني.. كل الرصاص الذي اطلقه الطرفان ــ حزب «جلال الطالباني« وحزب «مسعود البرزاني« ــ منذ عام 1991 ضد بعضهما كان رصاصا ايراني الصنع ). اي انهم وبعد اكثر من عقد ونصف عادوا الى مربّع الفهم الصحيح الذي فهمه عرب العراق قبل مئات السنين. ولا عجب ان ينسى اكراد العراق ان العراق في ايام (الدكتاتور) صدام حسين رحمه الله كان سدّا منيعا بوجه مؤامرات ايران ضد الأكراد انفسهم (الذين قتلوا بعضهم برصاص ايراني)، وقصفوا (حلبجة ) الكردية بالأسلحة الكيمياوية ــ حسب اعتراف امريكا في حينها ــ ثم عندما لحست امريكا تصريحاتها لتمرير جريمة احتلال العراق جيشوا الاحزاب الكردية المتناحرة ذاتها لتثقيف الأكراد البسطاء على انها جرائم (عربية شوفينية) ضدهم قادها (دكتاتور) سبق ان حماهم من ايران ولكنهم احتفلوا يوم مقتله بخسّة وهو اسير حرب. ليست (ذاكرة كردية مثقوبة)، وانما هو صمم تأريخي عن معنى ومبنى: ان يجازف رئيس دولة بجيشه ويرسله عام (1996) الى منطقة لا يسيطر عليها غير الأكراد انفسهم محميين بطائرات امريكية وبريطانية شمال خط ( 36 ) الذي استوطنته اللاشرعية الدولية واللاشرعية الأخلاقية لأمريكا وبريطانيا آنذاك ، ليحمي : (مسعود البرزاني) وجماعته من بطش عدوّه (جلال الطالباني)، الذي آزرته القوات الايرانية لاجتياح (اربيل)، وليس (نسيانا) كرديا لفضيلة الوطن الواحد تحت قائد غيور على بلده، بل هو: (شيزوفرينيا) كردية لا شفاء منها رأينا اعراضها المرضية في رقصات اكراد احتفلوا بمقتل من حماهم كما احتفلوا ترحيبا بأحذية جنود الاحتلال المركب للعراق. يخيل للقادة الأكراد انهم يجيدون لعب (الورق) السياسي ، فلا يجد (الطالباني) ضيرا ان تقوم الطائرات التركية والمدفعية الايرانية بقصف (بعض) القرى الكردية العراقية التي تمركز فيها (اولاد عمّه) من اكراد البلدين، ولا بأس من اغتيال (بعضهم) في المدينة التي (ناضل) من اطرافها ضد (الدكتاتورية)، ولسانه يتعطل عن الكلام بحضرة المسؤولين الايرانيين والأتراك الذين يستبيحون ارضا عراقية يدعي فخامته (شرف) القتال عليها دفاعا عن الأكراد، لأنه لا يستطيع غير لحس هذا (الشرف) امام غير عراقيين وظفوه ورقة ضد بلده وضد الأكراد منهم مع العرب ، في وقت يطول ويصول لسانه في وصف (شوفينية العرب) الذين حموا الأكراد وقراهم في أحلك الظروف ومنحوا لوجودهم قدسية دولية بوجودهم هناك. المفارقة المضحكة حقا ان اخواننا الأكراد عندما (استنخوا) نبي الأكاذيب الـ (935) لنصرتهم ضد عمليات الجيش التركي في قراهم جاءت الاجابة من (واشنطن) تجريما (لأبناء عمومتهم) من اكراد تركيا، وجاء الأمر منه نبي الأكاذيب الـ (935) بعدّهم (ارهابيين) ، فأعلن (البيشمركة) من شمال العراق ان (اولاد العم) الأتراك: (ارهابيون)، وعليهم التخلي عن عدوى (جيفارا)، وبلعوا الاهانات التركية والايرانية، مرغمين طائعين، لأن عجلتهم المسرعة بتهور مضحك اصطدمت بجدار المصالح الدولية لأمريكا، بعد ان مرّت على اشلاء مصلحة الأكراد ممّن لم تمسّهم بركات (هدية الله) المالية ولم يتمتعوا بمشاريع إعمار جيوب (القادة) من تجار الحروب الراكضين خلف من يدفع اكثر من غيره لهم. ما كتبته مجلة (ليفين) الكردية من (السليمانية) يؤكد جملة من الحقائق على الأرض ، كلها تصب في مجرى مصالح دول اخرى وجيوب (قادة) يضللون اكرادهم عن معطيات التأريخ ومصالحهم القومية في العراق: - وجود اكراد ايرانيين واتراك يقاتلون ايران وتركيا من شمال العراق يمنح هاتين الدولتين ذريعة دولية واقليمية للتدخل في العراق ويمنحهما غطاء (شرعيا) لضرب اكراد العراق مع (اولاد عمومتهم) المستضافين على نفقة الشعب العراقي وكرامة اكراد العراق. - العلاقات الحميمية بين (قادة) اكراد عراقيين وايران تتم على حساب علاقة الأكراد جميعا مع عرب يمثلون اكثرية شبه مطلقة على نسبة لا تقل عن (85%) من مجموع الشعب العراقي. - مفارقات سياسية كردية في فهم التأريخ الوطني للعراق. ولله في أمر اكراد العراق.. شؤون!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
هيلاري كلينتون تنادي النساء بينما أوباما لا يستقوي بالعرق
كاميلا كافينديش
تايمز» البريطانية،
وضع سباق الانتخابات الرئاسية أميركا من جديد على طريق التحول، في وقت ترددت صورتها في العالم. فالبيت الابيض يرسم صورة للأميركيين تحاكي النماذج المنمطة عنهم. والمتنافسون الثلاثة البارزون نجحوا في تقديم صورة مختلفة عن أميركا.
ولعل دينامية باراك أوبـاما وجون ماكين قـادرة على رأب الانقسامات الحزبية الكبيرة. وتبدو هيلاري كلينتون، التي يُحتمل أن تصبح أول رئيسة للبلاد، مرشحة مملة ورتيبة.
وماكين، الرجل الأبيض، قلب نجاحه المشهد السياسي. ففي مناظرة الثلثاء الكبير («سوبر تيوزداي») صدر حكم بالموت في تيار المحافظة الاجتماعية. فالحزب الجمهوري، و70 في المئة من أعضائه يؤيدون الرئيس بوش، يغرّد خارج سرب الأمة. وهو أمر بدأ يقلقه.
ويكتم الجمهوريون غضبهم من مواقف ماكين من التغير المناخي والهجرة، ويقولون إنه بطل حرب سابق. فهو فرصتهم للبقاء في البيت الأبيض في الولاية الرئاسية الجديدة.
والحق أن الديموقراطيين يواجهون بدورهم ورطة لا يجوز الاستهانة بها. فإلى وقت قريب، بدا ان ماكينة كلينتون الانتخابية لا تُقهر. فهي نجحت في حشد أصوات الاتحادات والجاليات المتحدرة من اميركا اللاتينية والمجموعات النسوية. ودوران كلام السيدة كلينتون على قلقها من حال الاقتصاد رفع نسبة تأييد المناصرين لها، من جهة، وأشاح الاهتمام عن مواقفها من العراق، من جهة أخرى. ولكن «سوبر تيوزداي» لم يحسم النتيجة لمصلحة المرشحة الديموقراطية. فصحيفة «نيويورك تايمز»، وهي تبنت ترشيح السيناتور كلينتون منذ أسبوعين، بدأت تخطب ودّ أوباما الذي تتدفّق الأموال من كل حدب وصوب الى حسابات حملته.
وأرى، بصفتي امرأة، أن وضع هيلاري ملتبس ومحير. وأنا أقدّر رباطة جأشها وجرأتها، ولكني أنأى بنفسي من نزعتها إلى اعتبار ان منصب الرئاسة حق لها غير مكتسب. وأستاء من شعارها «انتخبوني فتحصلوا على بيل أيضاً»، بينما من المفترض أنها تخوض السباق مستقوية بصفاتها الشخصية. وكنت لأشعر بالاعتزاز لو حلّت امرأة سدة الرئاسة. ولكن شخصية كلينتون قد تكرس المفاهيم المسبقة السلبية المناطة بالنساء. وفي حملات كلينتون الزوج، خفف اهتمامُه الحقيقي بالناس من سطوة ماكينته الانتخابية القاسية. وعلى خلاف زوجها، لا يبدو أن السيدة كلينتون تحبّ الناس.
وموقفي من هيلاري كلينتون يشعرني بشيء من الذنب. فغالباً ما يكون حكم النساء قاسياً على غيرهن من النساء اللواتي يشغلن مناصب عامة. والمجتمع يرتاب من النساء اللواتي يجاهرن بطموحهن، وينتقد مظهرهن ونبرتهن. ولكنني أرفض ما يقال إن التحفظ عن السيدة كلينتون يعني مناهضة النساء وازدراءهن. فالرأي العام يؤثر بلوغ الرجال المناصب العليا عوض النساء. ولكنه ينزع، كذلك، الى إقصاء الأقليات والافريقيين الاميركيين عن هذه المناصب. وفي تكتيكات الحملة الانتخابية، يلقي خطاب هيلاري كلينتون الضوء على قضية «الجندر» (الجنس) ويعلي من شأن كونها امرأة، بينما لا ينتهج أوباما سياسة تغلب كفة الأعراق، ويتجاوز قضية لون بشرته الى قضايا سياسية عامة.
وقد تنجح السيدة كلينتون في توحيد الأميركيين. فمن المحتمل أن تحصل على أصوات الأسيويين والأميركيين اللاتينيين والنساء البيض، وأن تصبّ أصوات السود في مصلحة أوباما.
غير أن السيدة كلينتون لا تحتكر أصوات النساء. فمنافسها حصد أغلبية أصوات النساء في أربع ولايات، وأغلبية أصوات البيض في إيلينوي ونيو مكسيكو ويوتاه. ومعظم سكان هذه الولايات من البيض. وفاز أوباما فيها بفارق كبير. ولكن الى أي مدى أعدت أميركا العدة لتنصيب رجل أسود في البيت الأبيض؟
والانتخابات الرئاسية المقبلة لا تدور حول البرامج السياسية، بل على هوية أميركا، وعلى الصورة التي تقدمها الى العالم. ومناهضة السياسة الأميركية والحياة الاميركية لم تبدأ مع بلوغ جورج دبليو بوش سدة الرئاسة، وهي لن تزول مع انتهاء ولايته. ولكن من شأن انتخاب أوباما أن يغير صورة الولايات المتحدة النمطية.

ليست هناك تعليقات: