Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأربعاء، 25 يوليو 2007

الجزء الثاني من صحيفة العراق اللكترونية ليوم الأربعاء 24-7-2007


فجأة أنزلت الفضائية العراقية المحروسة على شريطها الإخباري عنوان »خبر عاجل«, فحبست أنفاسي مترقباً لذلك الخبر العاجل, فإذا به يقول: »إيران أهدت طائرة آرباص 300 للسيد رئيس الوزراء« هذا الخبر العاجل لجهاز الإعلام العراقي التعبان الذي يشرف عليه مجموعة من الذين لا علاقة حقيقية لهم بالعمل الإعلامي قدر علاقتهم بتجارة قطع الغيار والسكراب وبقية أصول الهمبكة والنفاق المتميز, أصابني بالإحباط لأنه يؤشر على مقدار وحجم التدهور الإعلامي, كما أنه مؤشر على حالة الضياع السياسي الحقيقية في العراق, فلا أدري السر الذي يجعل إيران تهدي طائرة مدنية بملايين الدولارات لمكتب رئيس الوزراء العراقي الذي هو رئيس وزراء لبلد اسمه جمهورية العراق وليس جمهورية الصومال, فالعراق ليس بلدا معوزا فقيرا كي تتصدق عليه إيران وغير إيران بهذه الهدية المسمومة التي ما أحسبها إلا بضاعتنا ردت إلينا مع كميات هائلة من الخبث السياسي الإيراني المتوارث, فجميعنا نتذكر أن النظام البعثي البائد وفي الساعات الأخيرة التي سبقت إندلاع حرب تحرير الكويت العام ,1991 كان قد هرب الطائرات العراقية المدنية والعسكرية لتكون أمانة ووديعة عند إيران لحمايتها من التدمير, وهي خطوة كانت في منتهى الغباء التكتيكي والستراتيجي لأن الطائرات صنعت للقتل والقتال وليست مجرد سيارات تاكسي تهرب عند المواجهة, ولكن منطق النظام البائد الغبي كان قد فرض نفسه على الأحداث ليفرز واقعا سياسيا مستحدثا استغلته السلطات الإيرانية لتقوم بمصادرة تلك الطائرات, بل ونكران وجودها أصلا تحت ذريعة أنها جزء من تعويضات الحرب العراقية - الإيرانية وأنها غير ملزمة بإعادة تلك الطائرات, وقتها صمت النظام العراقي المهزوم وقبل بتجرع كل كؤوس المذلة أمام خيار البقاء في السلطة ثم دار الزمن دورته وحققت الولايات المتحدة هدف إسقاط النظام العراقي لتأتي الجماعات المؤيدة لإيران وتتسلق هرم السلطة في العراق من خلال الانتخابات المسلوقة المعروفة, والتي جعلت من رجال النظام الإيراني السابقين بمثابة رجال وقادة العراق الجديد الذي يعيش في حالة تراجع مفجع وفظيع منذ أكثر من أربعة أعوام عجاف تهشمت فيها كل أواصر الوحدة الوطنية, وحل الخراب المبرمج وتسلل الفشل الذريع لكل مفاصل السلطة والحياة في العراق الذي تحول اليوم لواحد من أفشل الدول في العالم المعاصر, فلا خدمات حياتية ولا ماء ولا كهرباء ولا أي شيء خدمياً حقيقياً ولا أمناً ولا أماناً بل كل ما تحقق هو سرقة العراق بالجملة وبالتقسيط المريح وساد الموت والخراب بشكل تفوق على كل روايات التاريخ المرعبة, واليوم أمام فشل حكومة المالكي الذريع يكافئ النظام الإيراني تلك الحكومة بهدية الطائرة الآرباص التي لا أحسبها إلا هدية مسمومة, فهل حكومة العراق عاجزة عن توفير طائرة لرئاسة الوزارة, أليست موازنة العراق للعام الحالي قد بلغت أكثر من 41 بليون دولار, أين ذهبت تلك الموازنة, لكي تتسول الحكومة وتقبل بالصدقات من النظام الإيراني المتورط والمأزوم بمشكلاته الخطيرة, وكيف تقبل الحكومة العراقية تلك الهدية, وأطراف مسؤولة منها تتحدث عن تدخلات إيرانية سافرة ومرعبة في الشأن العراقي وهي تدخلات معروفة وبديهية لأن العراق يمثل اليوم خط الدفاع الأول للنظام الإيراني في أي مواجهة محتملة قادمة مع الغرب, كيف يرضى العراقيون بأن تتصدق إيران بطائرة على رئيس وزرائهم الذي ويا للمفارقة ترفض الكثير من دول المنطقة استقباله لفشله الذريع في حفظ أرواح العراقيين ولتفشي الروح الطائفية المريضة وفشله في الخروج والتملص من صفته الحزبية باعتباره أحد قادة حزب الدعوة الطائفي ليكون قائدا لكل العراقيين, ولماذا لحتفت الفضائية العراقية بتلك الهدية التي هي إهانة حقيقية للشعب العراقي في هذا الوقت العصيب الذي تتكاثر فيه سكاكين القتل الطائفية المدعومة من إيران تحديدا, ولماذا لا تقوم الحكومة العراقية الحالية بمفاتحة إيران حول الطائرات العراقية التي سرقتها إيران لأن تلك الطائرات ليست من أموال صدام ولا بقية أهله بل إنها أموال العراقيين الالعامة التي ينبغي على الحكومات العراقية متابعتها واستردادها والتفاوض حول مصيرها, والعراق ليس من البلدان المعدمة لكي يقبل هدايا الملابس والطائرات المستعملة, عيب والله وألف عيب, لقد أهدرت الدماء العراقية واليوم أهدرت الكرامة العراقية مع هذه الحكومة العاجزة في كل شيء, والخوف كل الخوف من أن تتعاطى الحكومة العراقية مع المطاليب التي طرحها قائد الإئتلاف العراقي عبد العزيز الحكيم قدسه الله والتي تتلخص في ضرورة تعويض النظام الإيراني بمبلغ 200 بليون دولار كثمن لخسائر الحرب التي شنها صدام, ليس بعيدا هذا الاحتمال, فحكومة الفشل التاريخي مستعدة لكل المفاجآت, فهل الطائرة الهدية الإيرانية رشوة إيرانية علنية للمالكي وحكومته, أم أنها إشارة أخرى من إشارات العار والذل والمهانة التي تحيق بالعراق.
البرلمان العراقي المحروس لن يناقش هذا الأمر طبعا لأنه مشغول بإجازته التي يحرص النواب الكرام على قضائها في الديار الأوروبية والأميركية, فكرامة العراق ليست من ضمن أولويات لصوص العراق الجديد.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
التكاليف غير المقبولة لحرب العراق * د.
عبدالله الخطيب
الدستور الاردن
زودني احد القراء بصورة من وثيقة اميركية امتدادا لما جاء في مقالتي السابقة حول تكاليف الحرب الاميركية القذرة في العراق وافغانستان والتقديرات التي سقتها في هذا المقال والتي تتجاوز الترليونات وليس كما هو حديث الادارة الاميركية عن 500 بليون دولار حتى تاريخه. وتذهب الوثيقة الى تأكيد ان هذه الحرب تكلف الميزانية الاميركية ربع مليون دولار كل دقيقة. وتكلف العراق بالمقابل مليون دولار في الدقيقة. وان متوسط كلفة ارسال الجندي الواحد ارتفعت الى 390 الف دولار سنويا.
وبالمقارنة يشير التقرير الذي قامت به لجنة الأبحاث في الكونغرس الى التكلفة المباشرة للحرب على العراق ستصل الى (135) بليون دولار ، وفي مجملها وآثارها على العراق فان هذا الرقم لا بد من أن يتحول الى عشرة اضعافه.
والجدلية التي يضعها التقرير ان الاموال تذهب هدراً وبدعاوى لا تصمد لمنطق الا ان المؤسف انه ما زال هناك في واشنطن وحتى في الكونغرس المحكوم بمن يدعون محاربتهم ودعوتهم للخروج من العراق ، من هو على استعداد لاستمرار هذه المهزلة طالما ان هؤلاء الذين يموتون ويقتلون في العراق ليسوا من أبناء أعضاء الكونغرس او من هم في سدة الحكم. والتقرير يشير الى ان الادارة الاميركية لا تستطيع احتمال كلفة التأمين الصحي الشامل هنا ، لكن الادارة إياها تستطيع وبموافقة الكونغرس انفاق ما يزيد عن عشرة مليارات دولار في الشهر كي يصاب الجنود باعاقات في بلد لا يرغب بوجودهم والتكلفة الكلية لحرب العراق يمكن ان تستخدم لتمويل الرعاية الصحية لكافة الاميركيين غير المشمولين بها.
ويأتي التقرير بمثل بسيط حيث يورد (تخيلوا لو أننا استثمرنا ما يعادل نفقات اسبوعين فقط مما تنفقه على الحرب في العراق لمحاربة الملاريا ، ومعالجة الاطفال المصابين بالحمى حول العالم ، وخفض وفيات الولادة بين النساء ، هذه المشاريع الانسانية يمكن ان تنقذ أعداداً هائلة من الأرواح وتساعد في الحفاظ على صورة اميركا في الخارج).
وبالطبع فان الرقم المالي بالنسبة للأميركان مهم للغاية ، الا ان الواضح ان هذه الحرب التي تشم رائحة البترول وراءها ما زالت تدفع بالادارة الاميركية الى مزيد من هذه الحرب على اعتبار ان الربح في النهاية قادم وانه سوف يتم تعويض تكاليف الحرب من عوائد البترول العراقية وخاصة ان العراق يمتلك المخزون العالمي الأكبر.
وينتهي التقرير الى العديد من النتائج ، الا ان أبرزها هو استطلاع للرأي العام أجري مؤخراً بين العراقيين ، الذين على رأي التقرير ، يعرفون بلادهم أكثر مما تعرفه الادارة الاميركية ، اظهر ان 21 بالمئة فقط يعتقدون ان وجود القوات الاميركية جعل الوضع الأمني في العراق افضل ، فيما يعتقد 69 بالمئة ان وجود هذه القوات يجعل الوضع الأمني أسوأ. كما أن ما نسبته 22 بالمئة فقط من أبناء العراق يدعمون وجود قوات في العراق. واذا ما كانت كل هذه الحقائق واضحة لأصحاب القرار في واشنطن فلماذا يبقى الجيش الاميركي في العراق ولماذا تستمر معاناة أبناء العراق وتبقى المنطقة على فوهة بركان. والواضح ان قضيتنا في هذه المنطقة التي قررنا أن نضعها في يد الرئيس المؤمن بوش أصبحت خارج اطار السيطرة ، وهي تقع ضمن اللامعقول الذي سوف يستمر طويلا ، كما هو واضح طالما ان القضايا الرئيسة لا تقاس الا بالدولار بعد أن تم تغييب كل القيم الانسانية المطلقة.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
إيران أميركا والجولة الثانية من الحوار
صافي الياسري
السياسة الكويت
في مقال سابق -وعلى عكس توقع الكثير من المحللين السياسيين, قلنا ان الطرفين الأميركي والإيراني إنما خططا منذ البدء لجولات أخرى قادمة تعقب الجولة الأولى, التي عقدت في بغداد, والتي لم يكن السيناريو الخاص بها, يكشف عن هذا التوقع أو يوحي به, بل على العكس كان يؤيد الرأي الذاهب الى ان الطرف الأميركي إنما كان يريد ان يبلغ الإيرانيين رسالة بطلباته وحسب, وهذا ما حصل فعلاً, لكننا المحنا الى ان الأمر ظاهرياً كذلك, فلعبة شد الحبل بين الطرفين, لايمكن ان تنتهي من جلسة واحدة, وان الجولة الأولى, كانت بالون اختبار, لمبدأ قبول الحوار فالنظام الإيراني منقسم الى معسكرين في هذا الشأن كما ذكرنا, الأول يرى فيه تنازلاً عن الايديولوجيا والآخر يرى فيه اعترافاً بدور إيران الاقليمي وانه نوع من التنازل من مشروع تفعيل الديمقراطية في إيران, ودعم التيارات الليبرالية وقوى التغيير فيها بالضد من النظام القائم, وآخر يرى فيه محاولة اخيرة لسحب البساط من تحت اقدام المدعين بان الإدارة الأميركية لم تبذل جهدها للحوار مع إيران, لانها تسعى الى تصعيد الامور باتجاه ضربة عسكرية لازبة, أي انها رؤية مضادها استنفاد الذرائع والاعذار وبالنسبة لكل الاطرف, فإن الجولة الثانية من الحوار, لابد لها ان تختلف عن الجولة الأولى, وليس بالضرورة ان تتقدم أو تتراجع, ولكن المهم ان تختلف, وسواء أرتفع مستوى التمثيل فيها بالنسبة للطرفين عن مركز السفير, أو بقي على ما هو عليه, فليس ثمة تغيير في النتائج, التى نرى مسبقاً, كما قلنا في تحليلنا السابق, انها لن تعدو ان تكون مجرد مراكمة خطوات جانبية وليست تقدمية, كما انها سوف لن تتضمن استعراضاً لاوراق أي من الطرفين في لعبة الحوار هذه, ولن يكشف أي منهما عما في جعبة تاركاً للطرف الآخر ان يدركها, ضرراً أو استنتاجاً وان يوصل رسائله عن خطوطه الحمر تلميحاً, وسوف لن يحدث أي تقارب على الاطلاق, لابشأن الاجندة المعلنة وهي الملف العراقي ولا بشأن الاجندات الآخرى ومنها الملف النووي الإيراني والوجود الاميركي في دول الخليج والتهديدات الاميركية والسعي الأميركي لتغيير النظام الإيراني وسبل تطمين احتياجات السوق النفطية العالمية أمام تصاعد اسعار البترول واحتمالات تجاوزها ال¯100دولار للبرميل على اعتاب الشتاء القادم, وتخوفات الترويكا الاوربية من انفراد اميركا بفرض نفوذها وحاجة النظام الإيراني الى تطمين روعه للبقاء في السلطة ومعاقبة المعارضة المتنامية, والمعاونة على حل ازماته الخارجية والداخلية, وتفاصيل آخرى كثيرة لامجال لاستعراضها هنا, فالعلاقات الاميركية الايرانية شائكة وعميقة الجذور ومعقدة تاريخياً وامتدادات واستحقاقات وتحديدات, هكذا يمكننا النفاذ الى جوهر مقالنا السابق في القول ان الحلقة الجديدة من الحوار بين الطرفين لن تكون بأي شكل من الاشكال بناء فوق بناء وإنما الى جنب بناء فهي امتداد افقي ليس الا, لا يقدم ولايؤخر, وكما قلنا فإن ساعة واشنطن تمضي اسرع من ساعة طهران, وبمعنى ادق ان تلاحق الاحداث, اميركياً اسرع منه تعجيلا, من تلاحق الاحداث ايرانياً, ما يدفع النظام بقوة وبزمن اسرع الى زاوية حرجة يضطر فيها لقبول ما يسميه السيئ بدلاً من الاسوأ, وكشف اوراقه, لتفرغ من تأثيرها اميركياً وهذا ما يدركه الطرف الاميركي ويلعب عليه, ويعرفه الطرف الايراني ويسير اليه مجدا في محاولة لتعطيل ضغطة زر التدمير الذاتي الذي سيحكم حتماً بضغطة بفعل اشتراطات ظرفية لايملك لها تغييراً, تقول كل المؤشرات انه سائر الى نقطتها.
وه¯ذا ما تدركه المعارضة الإيرانية, وتعرفه تفصيلياً وتعرف ان النظام الإيراني في الحالين القبول بالحوارفإنه يمضي مرتفعاً الى الهاوية, ورفضه فإنه سيرغم على التراجع, وعند بدء مسلسل التراجع فإنه لن يتوقف الا على عتبة النهاية, ولهذا فهي لن تصدع رأسها بالتعليق على مايجري وإنما تكتفي بالمراقبة والانتظار, وتفعيل نشاطها الداخلي والخارجي, سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياًلتقريب زمن الانهيار من أجل تحقيق تغيير ديمقراطي تهيئ الرأي العام العالمي كله بدأب وجد حازم لدعمه? وسنراقب نحن المتابعين مشاهد سيناريو الحوار وهي تنفيذ على الارض مع معرفتنا المسبقة بتفاصيلها بدءاً وختاماً


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
العراق.. مسؤولية عربية
عبد المنعم سعيد
الشرق الاوسط
وصلت إلى الولايات المتحدة في زيارة عمل فوجدت حديث تقسيم العراق شائعا بأكثر مما كان عليه الحال من كل المرات السابقة، بل بأكثر مما يمكن معرفته عند الوجود في العواصم العربية. فعندما تبدأ كل مراكز البحوث السياسية والاستراتيجية في أمريكا في الحديث عن الموضوع في شكل ندوات ومؤتمرات وبحوث منشورة وغير منشورة، سوف تعرف أن الموضوع قد أصبح مطروحا على الدوائر السياسية العليا وهي تحتاج إلى المشورة والمعرفة حول نتائج خطوة بعينها.
وعندما يكون الحديث فى الموضوع فى صيغة خيار واحد لم يعد هناك خيار آخر بعده ولا قبله للخلاص من المحنة الأمريكية فى العراق، فمعنى ذلك أن الخيار أصبح قريبا للغاية من دائرة القرار. وعندما يكون الحديث قائما على أن الإدارة الأمريكية قد بذلت أقصى ما في وسعها من أجل وحدة العراق ولكن العراقيين أنفسهم لا يريدون ذلك وأنهم لا يعتبرون أنفسهم عراقيين في المقام الأول أو حتى الثاني أو الثالث، بل انهم لا يريدون عراقا من الأصل، فمعنى ذلك أن التقسيم قد أصبح هو البديل للسياسة الحالية التي بدأ تنفيذها مع مطلع العام وتقوم على مزيج من استخدام القوة، ودعم الحكومة المركزية الحالية في العراق. وسواء كنت في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، أو في معهد بروكينغز، أو فى معهد ودرو ويلسون للعلاقات الدولية، فسوف تجد الحديث واحدا مهما تغيرت القوالب وتعددت الأساليب.
والقول هكذا منتشر بين كل مراكز البحوث بلا استثناء، خاصة في تلك الدائرة الواقعة حول العاصمة واشنطن، وهو قول قد يرى بعض العرب أنه لا جديد فيه طالما أن الولايات المتحدة وإسرائيل أيضا لا تريد خيرا بأهل المنطقة وتريد تقسيمها شيعا وأحزابا منذ وقت طويل. ولكن بغض النظر عن الآراء والنوايا فإن الضرورات الاستراتيجية للصعود الإيراني في المنطقة حتى الوصول إلى الحافة النووية، ومن ورائه أشكال مختلفة من الأصوليات الإسلامية، قد جعل وجود العراق موحدا ضرورة استراتيجية لموازنة هذه القوة الصاعدة. بل ان ذلك كان السبب الرئيسي وراء الإبقاء على نظام صدام حسين وعدم الإطاحة به إبان حرب تحرير الكويت، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بالتكلفة ورغبات ومصالح الدول المجاورة والحليفة لواشنطن.
ولكن إدارة جورج بوش ارتبكت أخطاء فادحة ليس فقط عندما دخلت حربا لم يكن واجبا خوضها، ولا عندما أرادت دولة فيدرالية لم توفر لها مقوماتها الوحدوية. وعلى عكس ما هو شائع الآن في مراكز البحوث الأمريكية، فإن الفيدرالية التي حاولت أمريكا تطبيقها في العراق وإن اعترفت بالطبيعة التعددية للشعب العراقي، فإنها لم تضع الأسس التي تبقيه موحدا، لا من خلال الحفاظ على الأمن الذي يبقي الاختلاط السكاني، ولا من خلال خلق المؤسسات والآليات السياسية التي تكفل المساواة والتفاعل الوحدوي بين الأطراف العراقية. فالولايات المتحدة نفسها، والقائمة على 50 ولاية شبه مستقلة فى مؤسساتها التشريعية ولها الحق في حمل السلاح وحتى التمثيل الخارجي، فإنها أبقت الولايات موحدة من خلال اقتصاد واحد، وعملة واحدة، وحق انتقال مشروع بين الولايات، وحكومة فيدرالية ومجلس تشريعي يكفل المساواة ـ مجلس الشيوخ ـ وآخر ـ مجلس النواب ـ يكفل التنوع والتعبير عن الأعداد.
أيا من هذا لم يحدث في العراق، وتركت أمريكا حلفاءها الأكراد يتصرفون كما لو كانوا في دولة مستقلة، كما جعلت الديمقراطية العراقية ديمقراطية طائفية وليست شعبية، وفي النهاية عملت بالإهمال أو بالخطأ على وصول السلاح لكل من يريد حمله طالما أنه يدعي بالحق أو بالباطل أنه سوف يقاتل إلى جانبهم. وبالطبع من الممكن المضي قدما في لوم الأمريكيين حتى نهاية التاريخ، ولكن المشكلة أن هذا اللوم لن يحل من المعضلة العراقية أمرا، بينما تبقى على عاتق المنطقة شئنا أم بينا. ففي النهاية فإن الولايات المتحدة سوف تترك العراق مدحورة ومهزومة وفاقدة المصداقية كما حدث في فيتنام من قبل، ومن الجائز أن تكسب قوى دولية أخرى من الفشل الأمريكي، أو أن تعود أمريكا بما حباها الله من ثروة وتكنولوجيا وقدرة على التصحيح من خلال انتخابات حرة إلى سابق جبروتها مرة أخرى، ولكن كل ذلك يخصها، أما بالنسبة لنا فإن ذلك سوف يعني كارثة بلا حدود.
وأول الكوارث سوف تصب على الشعب العراقي نفسه، فالحرب الأهلية لن تكون استمرارا لما هو حاضر، بل ستكون أكثر ترويعا من كل ما سبق ولمن اقشعرت أعصابه من المذابح الحالية فإن عليه توفير أعصابه حتى المذابح المقبلة. وإذا كان الأكراد يعتقدون أنهم سوف يحصلون على دولة مستقلة نتيجة الخلاف والصراع الشيعي السني، فإنهم يتجاهلون تأثيرات هذا الصراع عليهم، بل وصوله في أشكاله الأصولية وغير الأصولية إلى داخلهم. ولا يقل أهمية عن ذلك ما سوف ينتج عن الفراغ الاستراتيجي الهائل الذي سوف تتركه الولايات المتحدة من تمدد إيراني من ناحية، وتمدد تركي تجد بشائره معلنة على كل حوائط الانتخابات التركية الراهنة.
وثاني الكوارث ناجمة من موقع العراق التاريخي في المنطقة، ومن دون الذهاب إلى عصور بعيدة، فإن العصور الحديثة جعلته واحدا من الركائز الأساسية في المنطقة، وعندما تنهار واحدة من هذه الركائز فإن نتائجها تقع على البقية الباقية، ليس فقط نتيجة رابطة العروبة والإسلام والجوار الجغرافي والروابط التاريخية المعروفة، وإنما أساسا للحفاظ على توازن القوى في المنطقة بما فيه من أبعاد عسكرية ومذهبية أيضا. وثالث الكوارث هو أن كل الجهود الحالية لتحديث الدولة العربية ووصولها إلى البر الديمقراطي، وقاعدة المواطنة سوف تنهار وتنتهي لأن الوطنية والخيانة سوف تتوزعان من الآن فصاعدا على أسس مذهبية ومن ورائها سوف تتدفق جماعات اللاجئين بين البلاد والأمم.
كل ذلك معروف وشائع، ولكنه لم يصل بعد لا إلى العناوين العراقية ولا العربية ولا إلى كل من يهمه الاستقرار في المنطقة ويعرف جيدا أنه إذا كانت الحرب الأهلية اللبنانية قد كلفت المنطقة ستة عشر عاما من الكرب والغم، فإن العراق سوف يكلفها ما هو أكثر أضعافا مضاعفة. وهناك قدر غير قليل من الشماتة في الولايات المتحدة من الثوريين العرب لأنهم غزوا بلدا عربيا، وقدرا آخر من الشماتة من غير الثوريين العرب لأنهم أضافوا موضوع الديمقراطية إلى غزو العراق فصار الأمريكيون مسؤولين عن جريمتين في جريمة واحدة. ولكن حجم الشماتة فى أمريكا مهما طال وكبر وتراكم لن يحل واحدة من المعضلات العربية في العراق، ولن يحل معضلة العراقيين أنفسهم إزاء أولادهم وأجيالهم القادمة.
وبالتأكيد فإن هناك من سيسأل: ما العمل في هذه المعضلة؟ وبالتأكيد أكثر فإن هذه مهمة أكبر من قدرة فرد، ولكن التسليم بأن قضية العراق هي قضية استراتيجية في المقام الأول، قد يكون مقدمة، ومعرفة أنه لا توجد دولة عربية يكون بمقدورها وحدها التعامل مع العواقب، سيكون خطوة أولى، والعلم أن الشماتة فى الولايات المتحدة ربما يكون لها قيمة لدى المؤرخين أو المشاركين في الانتخابات الأمريكية، لكنها لن تقدم أو تؤخر في فداحة ما يجري، سوف يكون خطوة ثانية، واليقين بأن وقت العمل الآن وليس غدا سوف يكون خطوة لا بديل لها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
العراق دولة المستشارين
رشيد الخيون
الشرق الاوسط
لا غرو أن وظيفة المستشار، أو المُشاور، من الوظائف الهامة، فمنْ لسانه يؤخذ الرأي في سَوس البلاد والعباد. نقل ابن قتيبة (ت 276هـ) ما يجب فيمَن يُشاوَر: «لا تشاور صاحب حاجة، يريد قضاءها، ولا جائعاً، ولا حاقن بول»(عيون الأخبار). ولم يكن ابن قتيبة، ومن قبله من كُتاب الأدب المتنوع، على حق في النهي عن مشاورة: المعلمين، ورعاة الغنم، والحاكة، لصنف المهنة! بل لهم الحق إذا حملوها على محمل التخصص، فكيف للمشغول بتعليم الصبيان يُشاور بأمر الحرب وإدارة البلاد، وكذلك راعي الغنم، والحائك، وصاحب المطعم، وورشة تصليح السيارات مثلاً؟ لا بد للمستشار السياسي أن يكون جرب فن السياسة وتعمق فيه، ولا يكفيه ليكون مشاوراً الانتماء الحزبي. ولا يكفي أن يكون مشاوراً للإعلام مَنْ كتب مقالاً بجريدة، أو أذاع نشرة أخبار من راديو المعارضة. ولا يكفي للمشاور الثقافي أن يكون خطيباً بمسجد.
أصبحت وظيفة المشاور مكرمة يتكرم بها أهل السلطة على أصدقاء أو رفاق نضال في زمن المعارضة! فاق عدد المستشارين اللازم، أين ما تلفتَّ تتسلم كارتاً يُعرف صاحبه بمستشار في مجلس الوزراء، أو مستشار أقدم، أو المستشار السياسي، أو الاقتصادي. عدد من هؤلاء دبروا شهادات بطرق معروفة، وخلعوا ثياب المهن السابقة لارتداء حلة المشاور. وما هي أيام ويضمن راتب تقاعد الوظيفة الجديدة.
تبدو وظيفة المشاور، إذا كان يصاحبها مزاج صداقة ومودة حميمة مع صاحب الأمر، مغنماً لا يُفرط به، وهذا ما كان عليه المتكلم ثمامة بن أشرس (نحو 213هـ)، يقضي باسم الخليفة الصغيرة والكبيرة، ولما سأله الوزير في حضرة الخليفة عبد الله المأمون (ت 218هـ) عن معنى وجوده في دار الخلافة، وهو بلا وظيفة بائنة، رد عليه بالقول: «إن معناي في الدار والحاجة إليًّ بائنة... أشاوَر في مثلك هل تصلح لموضعك أم لا تصلح» (ابن طيفور، كتاب بغداد). وعندما أراده الخليفة وزيراً فضل الاستشارة، لأنها أدوم من الوزارة.
وليست هناك سلطة أكثر من سلطة المشاورين الإنكليز في أول تأسيس الدولة العراقية، حيث كان من شروط تشكيل الوزارة (1920) أن يعين لكل وزير مشاور، لا يقطع أمراً، ولا يكتب كتاباً من دونه. بل ولا يعرض الوزير أمور وزارته على مجلس الوزراء إلا عن طريقه (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث). لذا أنشد الشاعر معروف الرصافي (ت 1945) في قوة المستشار وضعف الوزير: «أراك بحمام الوزارة نورةً.. وأما جناب المستشار فزرنيخُ».
وأكثر من هذا سار على ألسنة العراقيين للشيخ محمد باقر الشبيبي (ت 1960):«المستشار هو الذي شرب الطلا.. فعلام يا هذا الوزير تعربد». كانت المناسبة (1929) الاحتفاء بالثري الأمريكي جارلس كراين، مبعوث لجنة أمريكية لاستطلاع رأي الشعوب في تقرير المصير» (الهلالي، الشاعر الثائر). ويا سبحان مُقلب الأحوال كان العراقيون يشكون للأمريكان أمر احتلال الإنكليز، ويطلبون منهم المساعدة بالتحرر؟ ونقل لي نجل الشاعر، الحقوقي صادق الشبيبي، أن نوري السعيد (قُتل 1958) كان حاضراً الحفل، فأعاد الشاعر عجز البيت بالصيغة: «... فعلام يا نوري الوزير تعربد». إلا أن الرصافي والشبيبي لم يُعرضا لأذىً أو اغتيال! مثلما قُتل اليوم إعلاميون وشعراء أشاروا إلى زعيم حزب أو ميليشيا بمفردة ناقدة.
سكان المشاور، في عهود قديمة، يجمع بين وظيفة التنجيم والمشورة، فهو يشير بما يحسبه في الأبراج، وربما يتحمل المشاور والمنجم سليمان شاه (قُتل 656هـ) جزءا من إبعاد الحل السياسي بين الخليفة وهولاكو. نفهم ذلك من تحقيق الأخير مع سليمان شاه. قال: «لقد كُنت منجماً، ومطلعاً على أحوال السعد والنحس للبلاد. فكيف أنك لم تتنبأ بسوء مصيرك، ولم تنصح مخدومك (الخليفة) لكي يبادر إلينا عن طريق الصلح»؟ (جامع التواريخ). أحاذر من أمثال هذا الصنف من المشاورين، فالاستخارة، وهي ضرب من التنجيم، كانت وراء تعيين رئيس قسم من أقسام جامعة من الجامعات العراقية! فهل يستبعد أن لا يقدم المستشار السياسي أو الاقتصادي أو العسكري مشورته في المصالحة وعقد الاتفاقيات بلا أخذ الرأي من مسبحته؟!
على أي حال، أن من متطلبات الدبلوماسية، لبلد عريق مثل العراق، سجية لا يوطئها التعصب لمذهب أودين أو قومية! وإتقان لغات، وفهامة، وأساليب متحضرة في التعامل، لا يشغلها حجاب الموظفات، ومصافحة النساء، وتصميم المرافق الصحية، غربية أو شرقية كانت!



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
العودة الى الحوار
افتتاحية
المدينة السعودية
عودة الحوار الأمريكي الإيراني حول العراق يعتبر ظاهرة صحية رغم أن جولة الحوار الأولى التي انعقدت في 28 من مايو الماضي لم تؤد إلى تهدئة الوضع الأمني العراقي وإنما أدت – على العكس من ذلك- إلى زيادة هذا الوضع سوءًا . عدم تفاؤل البعض بجدوى الجولة الجديدة يأتي نتيجة طبيعية لتدهور الأوضاع الأمنية التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة بالرغم من زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق وتصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن القوات المسلحة العراقية قادرة حاليا على تسلم المسؤولية كاملة في إدارة الملف الأمني في أي وقت ترغب فيه القوات الدولية بالانسحاب من العراق.
ما يدعو البعض إلى عدم التعويل كثيرًا على الجولة الثانية من المحادثات بين الجانبين عدم رفع مستوى الحوار إلى مستوى أعلى ، حيث لا يزال سفيرا البلدين في بغداد يترأسان وفدي بلديهما في الحوار إلى جانب مجيئه على إثر زيارة الرئيس الإيراني الثانية لدمشق مؤخرًا وما حملته من رسائل متشددة للإدارة الأمريكية.
أهمية جولة المحادثات الراهنة تكمن في أنها تأتي وسط تجدد الخلافات في الكونجرس حول موضوع جدولة الانسحاب الأمريكي من العراق، وفي الوقت الذي تدنت فيه شعبية الرئيس بوش إلى أدنى نسبة لها عند 33 في المئة وبما يؤكد على حاجة الإدارة الأمريكية إلى تحقيق انفراج أمني في العراق – أيا كان مستواه أو درجته- للخروج من المأزق الراهن . تبقى الحقيقة في أهمية إدراك كل من واشنطن وطهران بأن نجاح المحادثات يصب في مصلحتهما ، ذلك أن الفشل، جراء تمسك كل طرف برؤيته ، سوف يؤدي إلى زيادة حدة الاحتكاك بينهما، ليس فقط بشأن العراق، لكن أيضًا بشأن كافة الملفات الخلافية، فيما أن نجاح المحادثات سوف يؤدي إلى انفراج في كافة تلك الملفات بما في ذلك الملف النووي الإيراني والملف اللبناني.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
مبادرة اللحظات الأخيرة
محمد على باناجة
المدينة السعودية
لن تحقق السلام بين العرب واسرائيل أي إدارة أمريكية . لن يحققه إلا قوى السلام على الجانبين العربي والإسرائيلي ، وطالما أن هذه القوى خافتة وضعيفة فاحتمالاته ضئيلة .في الوقت الذي يبدو موقف الحزب الديموقراطي الأمريكي واضحا في دعوته للانسحاب من العراق بلا تردد ووفق جدول زمني قصير يكتنف موقف الحزب الجمهوري قدر لا بأس به من الغموض حيال التواجد الأمريكي في العراق . في جميع الأحوال الانسحاب واقع ، ربما في غضون عامين لا أكثر حتى لو فاز الجمهوريون في الانتخابات الرئاسية مادام للديموقراطيين أغلبية في الكونجرس ، رغم أن ليس من سلطات هذا الأخير اتخاذ قرار ببقاء أو رحيل القوات إلا أنه يستطيع عمليا أن يجعل بقاءها في العراق مستحيلا عن طريق حجب الموارد المالية اللازمة لبقائها هناك . لا احتمال أن يطول الاحتلال أكثر من سنتين إلا في حال سيطرة الجمهوريين على الإدارة والكونجرس معا كما كان الحال خلال فترة الولاية الأولى لهذه الإدارة ، ولو طال لن يطول كثيرا لأن نفس المجتمع الأمريكي على تحمل الأعمال العسكرية في الخارج قصير ، وميوله الى العزلة وتجنب الانغماسات المكلفة قوية ، واقع الأمر أن سياسات الانغماس في العالم الخارجي لم يمارسها الأمريكيون بتوسع إلا بعد الحرب العالمية الثانية ولم يؤمن بهذه السياسات سوى النخبة التي عانت وتعاني عنتا شديدا فى إقناع الرأي العام بها ، بدليل أن نغمة مضار العزلة تتجدد دوريا في كل موسم انتخابات .

لم تنتقد إدارة أمريكية بالحدة التي انتقدت بها الإدارة الحالية ، ولا حظيت سياسات إدارة بمقدار الجدل الذي دار حول سياساتها ، السبب سيطرة لون واحد من الأفكار عليها وعدم وجود حد أدنى من التوافق بين الحزبين حول السياسة الخارجية .. وبالنسبة لنا في الشرق الأوسط سنعاني أزمة مستمرة مع السياسة الإقليمية الأمريكية أياً كان نوع وتوجهات الإدارات في واشنطن ، لسبب رئيسى أنها لا تستطيع أن تعترف بمركزية دور المسألة الفلسطينية في أزمات المنطقة ، وإن اعترفت لن تستطيع أن تفرض الحل الذي يناسب العرب ، ولن تستطيع التقدم الى حل معقول ما لم تتحالف مع قوى السلام في اسرائيل وداخل اللوبي المؤيد لها في الولايات المتحدة ، وطالما بقيت هذه القوى ضعيفة وغير مؤثرة لن نرى جديدا على مسار التسوية . ولأمر ما (لعله صدفة ولعله غير ذلك) لا تنشط الإدارات الأمريكية في البحث عن تسوية إلا في الأيام الأخيرة من فترات ولايتها ! ، حدث ذلك على عهود نيكسون وكلنتون وبوش الأب وها هو يتكرر مع بوش الابن ، بحيث حتى لو نتج اختراق ما باتجاه التسوية لن يجد من يتابعه .. مبادرة سلام اللحظات الاخيرة هذه المرة لا فرصة ولو ضئيلة لها بعد انفصام شراكة فتح وحماس ، فليس كل وزر تأخر السلام واقع على الغير ، ثمة قدر غير معترف به أو قل غير متحدث عنه واقع على الجانب العربي ، الجميع ليسوا بأفضل حالاتهم الان ، واشنطن واسرائيل والعرب ، ولا أدرى إن كانت هذه الحال ستتحسن ، ما أعرفه أن التسويف لا يحل مشكلات وعادة يزيدها صعوبة .

مشكلة هذه المنطقة ليس فيما تفكر فيه اسرائيل أو أمريكا ، مشكلتها أنها لم تضع نفسها أبدا منذ انتهاء عصر الاحتلالات والانتدابات على الطريق الصحيح بعجزها عن تأسيس النظام الإقليمي المستقر ، وكلا التيارين السياسيين السائدين فيها القومي والديني لا يؤهلان لتأسيس مثل هذا النظام الإقليمي لأنهما ليسا على وفاق مع فكرة الدولة الوطنية . لهذه المنطقة قدرة (لا تحسد عليها) على تصدير المشاعر ، وعلى ترحيل تناقضاتها الى تناقضات مع الغير ، مع ضعف في الرؤية نتج عن الحساسية المفرطة تجاه حرية التعبير .. ولا بديل عملي للنظام الإقليمى إلا سياسات المحاور الإقليمية ، وهذه لم يطبقها أحد الى مداها الكامل عدا سوريا وإيران ، حيث استفاد المحور السوري الإيراني من قاعدة جماهيرية مهيئة لتقبل مقولة أن ثمة صراع أزلي (لا تسوية له) ومصيرى (إما نحن أو هم) مع الغرب ورأس حربته إسرائيل ، وهى مقولة صنعها الخطاب الإعلامي التكراري وجعلها من المسلمات .



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
النفخ في بوق الحرب الأهلية
عبد الجبار السامرائي
الزمان العراق
تداعي الخيرون في عشائر العراق لعقد ميثاق شرف بين العشائر من المكونين الرئيسين ،لمنع الاقتتال والتخندق المذهبي و الطائفي ، معربين عن رفضهم للتهجير القسري ،والرغبة في دوام التعايش المشترك والسلم الأهلي ، وصرحوا علي لسان زعمائهم الشرفاء ، ان الحرب الأهلية خط احمر ، وانها مرفوضة لأنها تخدم الأجنبي ، الذي يسعي لتاجيجها حتي يخلو له الجو فيتمكن من رقاب العراقيين علي حد سواء، فيسلبهم خيراتهم ومقدراتهم ، وحقهم في الحياة.ان قيام زعماء بعض العشائر العراقية بهذه الخطوة ،مؤشر علي وعي العراقيين واصالتهم ،فالكل اخوة، الرب واحد ، والقرآن واحد، والنبي واحد، والقبلة واحدة،والوطن واحد ،فلماذا نتحارب ؟ ولمصلحة من هذا الاحتراب؟ان التفجيرات التي تستهدف اليوم مكونات الشعب العراقي ليست من ثقافة العراقيين ولا من بنات افكارهم ، وانما هي من صنع الأجانب الذين لا يريدون لشعبنا غير الدمار والزوال من الخريطة البشرية. أكاد اجزم ان الهاونات التي تضرب ضاحية الأعظمية وكذلك ضاحية الكاظمية مثلا ،هي هاونات الغرباء الذين يتقاضون الثمن من أسيادهم الحاقدين علي الشعب العراقي ،بغية اذكاء نار الفتنة، وتحويل البلاد الي جهنم تحرق الأخضر واليابس .(والفتنة نائمة لعن الله من يوقظها ) كما يقول نبينا الأعظم.ان الاخيار في وطننا كثر والحمد لله،والعقلاء كثر أيضا، وما دام هؤلاء موجودين ،فان نار الفتنة الي انطفاء لا محالة . قال لقمان الحكيم لابنه ( يا بني ، كذب من قال الشر يطفيء الشر ، فان كان صادقا فليوقد نارين ، ثم ينظر ؛ هل تطفيء إحداهما الأخري ؟ وإنما يطفيء الشر الخير ، كما يطفيء الماء النار).ان تفشي العداوة والبغضاء بيننا كعراقيين تغذيها جهات أجنبية معروفة ، فلماذا لا نقف جميعا يدا واحدة،وصفا واحداً وقلبا واحدً ،لصد هذه الهجمة الشرسة؟إننا ان لم نقف الوقفة الصادقة لرأب الصدع فيما بيننا ، فسيشمت بنا الأعداء .والشاعر يقول:كل المصائب قد تمر علي الفتي فتهون غير شماتة الأعداءإعمار العراق .. الكذبة الكبريقبل احتلال العراق ،سمعنا ان الولايات المتحدة وحلفاءها سيعمرون العراق بعد تدميره وما ان احتلوا العراق حتي رصدوا المليارات من الدولارات وزعموا أنها مخصصة لحركة أعمار ما دمرته قوات الغزو والاحتلال.وبالفعل ،ورصدوا تلك المبالغ وقد شرعوا بـ( التعمير)لكنه ليس تعميرا للمؤسسات والمشاريع والمصانع والمعامل التي جعلوها حجرا فوق حجر ،وانما عمروا فقط السجون كسجن الناصرية الذي يعد اكبر سجن في المنطقة و(أبدعوا)في صب الحواجز الكونكريتية التي لا عد لها ولا حصر ، و(شيدوا)المعسكرات والقواعد التي تحمي جنودهم و (سرقوا)منا الشوارع لتامين انسيابية قطعاتهم الجرارة في طول البلاد وعرضها ،ولم يبالوا في الاختناقات المرورية التي نجمت عن احتكارهم لطرق المواصلات ،حتي ان التنقل داخل بغداد أصبح مجازفة وإهدارا للوقت ،وحرماناً للشعب من لقمة العيش. اما قطاع الخدمات في العراق فلم يشهد أي تحسن ملموس بعد الغزو ،فقد دمرت مصافي النفط ولم تعمر ، ودمر قطاع الكهرباء ، ما أدي الي تعطيل المصانع وورش العمل ، وأصيبت الحياة الاقتصادية بالشلل التام الذي لا مثيل له في تاريخ العراق .ان الولايات المتحدة الامريكية التي غزت العراق عنوة دون الرجوع الي الامم المتحدة والمجتمع الدولي ، وأعلنت عن نفسها (دولة احتلال) مطالبة برفع الحيف عن كاهل الشعب العراقي وذلك بتوفير الأمن المفقود والشروع بحركة الاعمار الواسعة لامتصاص البطالة التي أصبحت نسبتها في حدود 75%من العراقيين ، ونتيجة لذلك ،انتشرت أعمال العنف ، وتدهور الأمن ، وتحول الشعب المظلوم الي يتامي لا اب لهم ولا ام ، يفترشون الارض ويلتحفون السماء ،تفترسهم الفاقة ،وتهجم عليهم الامراض الفتاكة، وتحولت نسبة كبيرة منهم الي لاجئين داخل بلدهم وفي دول العالم الفقيرة والغنية علي حد سواء.واذا كانت الولايات المتحدة تريد اعمار العراق بصدق ،فما سبب استمرار التدمير الذي شمل العراق من اقصاه الي اقصاه؟هل للولايات المتحدة ثأر مع العراق والعراقيين ؟هل قام العراقيون بعبور الاطلسي لاجتياح دول الغرب حتي يعاقبوا هذا العقاب الجماعي؟وانت يا شعب العراق المحاصر المظلوم ،لقد ضربت اروع الامثلة في الصبر ،فثق ان الله لن يتخلي عنك. فيا ابن العراق الجريح:سبحان صبرك ،لا صبر يضارعه في النائبات ، ولا حلم يضاهيه سبحان طرفك ان فاضت محاجره تراقص الدمع جمرا من ماقيهسبحان روحك والالام تحرقها سبحان قلبك والاشجان تدميهصبرا ال عراق .. موعدكم الحرية وانقشاع الاحتلال.هل ستغزو تركيا شمالي العراق؟تعلن تركيا مراراً وتكراراً أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ضم كركوك الي كردستان العراق ، وأعلنت غير مرة علي لسان كبار ساستها،ان كركوك خط احمر ،لا يمكن تخطيه من قبل الاكراد ،وإذا ضمت كركوك بعد الاستفتاء فأنها ستتدخل لحماية حقوق التركمان وشدد المسؤولون الأتراك علي ان كركوك الغنية بالنفط (30%من نفط العراق)إذا ما سلخت من العراق،فان ذلك يعد مقدمة للانفصال.ان مخاوف تركيا من ضم كركوك الي كردستان العراق ،تنطلق من رفضها لتكوين دولة كردستان الكبري التي يطمع الكرد في كل من تركيا وإيران والعراق وسوريا الي تكوينها ،ولم ينف بعض الكرد رغبتهم في الاستقلال وهم يقولون ان المجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الاولي (1914ـ 1918) ظلمهم حين وزع الأجزاء علي تركيا والعراق وسوريا وإيران ،فاصبحوا تابعين.السيد جلال طالباني قال : ( ان إمكانية تكوين دولة للاكراد في الوقت الحاضر غير قابل للتحقيق ، لعدم موافقة تركيا وإيران وسوريا).أما السيد مسعود البارزاني ، فيؤكد ان : (من حق الاكراد أقامة دولة) ويقول:( الدولة الكردية ليست حلماً بل هي واقع). بينما تقول تركيا من جهتها ان إقامة هذه الدولة يهدد أمنها القومي والوطني ،وأنها ستقاتل بلا هوادة للحيلولة دون قيام هذه الدولة .ولذلك ،هيأت (240 ألف) محارب وحشدتهم علي الحدود ،للانقضاض علي حزب العمال الكردي الذي يتخذ من شمالي العراق منطلقا للعمليات الحربية ضد الأتراك ،وان هذا الرقم قابل للازدياد اذا دعت الضرورة .أما بعض الكرد العراقيين ، فيقولون : لا مصلحة للاكراد في الانفصال عن العراق ، وإقامة دولة مستقلة ، لعدة أسباب ،أولها ان تركيا وإيران والعراق وسوريا سوف يحاصرونها ، فضلا عن أنها ستكون دولة مغلقة ،لعدم وجود إطلالة لها علي البحر ، فليس من الحكمة الانفصال ،والأفضل للكرد حكما ذاتيا يضمن حقوقهم في هذه الدول والعيش بسلام.أما المجتمع الدولي ، ولاسيما الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي ،فان موقفهم غير واضح بالنسبة لموضوع كركوك ،فهم يدعون ان تسوية هذه المسالة شان عراقي محض ، يحسم في الاستفتاء المرتقب ، بموجب نص المادة (140) من الدستور العراقي الجديد ، ولا ندري ما الذي يجري خلف الكواليس لهذه الدولة التي تتلاعب بمقدرات الشعوب .بينما يري فريق من المحللين السياسيين ان الدولة العظمي ، وزعيمة العالم ،أي الولايات المتحدة الامريكية ، لن تسمح في ضم كركوك الي كردستان العراق حرصا منها علي ديمومة صداقتها مع حليفتها التاريخية في الناتو (الاطلسي) (تركيا) وهي حليفة مهمة لا يمكن لامريكا الاستغناء عنها في المدي المنظور ، لأهميتها الاستراتيجية.أذن ، وبموجب هذه المعطيات ،نستطيع القول بان حلم الاكراد في ضم كركوك الي كردستان العراق ضرب من احلام اليقظة ولكن ،اذا ما اجري الاستفتاء بصددها في هذا العام او العام المقبل ، وتسني للكرد الظفر بها ، فان تركيا وإيران وسوريا سوف يهبون للاجهاز علي هذا المشروع ،وربما تتغير الخريطة السياسية والجغرافية للمنطقة ،لصالح تركيا ،خاصة إذا أعطتها الولايات المتحدة الامريكية الضوء الأخضر لاجتياح المنطقة ،وربما تتخطي تركيا الولايات المتحدة وتقوم بعمل عسكري واسع لاجهاض هذا المشروع ،وهو احتمال مرجح في الوقت الراهن.لذا ،ومن باب حرصنا علي سلامة كردستان العراق ،نقترح علي زعمائها غض النظر عن ضم كركوك ، والاكتفاء بمحافظاتها الثلاث (السليمانية واربيل ودهوك) وتجنيب الاخوة الكرد في هذه المحافظات ويلات حرب تتسبب لهم في نكبة كبري هم في غني عنها ،سواء في الحاضر او في المستقبل ، وعلي كرد العراق ان يقنعوا بما متاح لهم من حكم ذاتي والقناعة كنز لا يفني.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
" type="#_x0000_t75" o:spid="_x0000_i1025">"> عملية تسويق الجندي الامريكي : قناع طفل على وجه فرانكشتاين

بثينة الناصري
دورية العراق
في الاخبار ان الامريكان يبحثون عن افضل السبل لتسويق جنودهم على انهم رسل الخير والمحبة بين البشر . وكما يرتبط اسم كوكاكولا في الاذهان بالانتعاش ، وسيارات فولفو بالامان ، يجب التفكير بوسيلة تجعل صورة الجندي الامركي ترتبط بالحماية والحنان . بالضبط مثل ان تضع قناع جدتك على وجه ذئب قاتل ، او وجه طفل بريء على جذع فرانكشتاين.

ولكن سبق السيف العذل ولم تعد اشد الاصباغ ثباتا ، قادرة على تحويل الفظاعة والفظاظة الى وداعة. فقد رسم الامريكان لانفسهم – عبر افلامهم واساطيرهم والعابهم الكومبيوترية – صورة العضلات المنفوخة لابطال اقرب الى الالات منهم الى البشر مدججين بالاسلحة الفتاكة ولا يترددون في التدمير الساحق الماحق للعدو ، وافضل نموذج هو "المدمر" في افلام شوارتزنجر والذي بلغ من اعجاب الشعب الامريكي به حد انتخابه حاكما يمثلهم في كاليفورنيا بلاد هوليوود والخيال .

منذ 2003 اطلق العدو الاميركي على عشرات من عملياته الحربية اسماء تتراوح بين اسماء الزواحف الكريهة مثل العقرب والافعى او اسماء الحيوانات والطيور الكاسرة مثل النمر والنسر او اسماء المخلوقات الاسطورية مثل التنين والشبح او اسماء ادوات القتل مثل المطرقة والفأس والشاكوش والسيف والرصاصة او اسماء الظواهر الطبيعية ذات التدمير الهائل مثل الطوفان والاعصار والرعد والبرق والحريق أو اسماء طرق القتل مثل ضربة الشيطان والخنقة والقبضة واللذعة . واخيرا اوصاف القتلة: القاتل والسفاح والمدمر .. بالضبط مثل شخصياتهم الخارقة التي لا تحسن سوى القتل والتدمير في افلامهم الهوليوودية .

ومع ان الحرب هي الحرب ولكن بالمقارنة مع الاسماء التي قد يطلقها جيش عربي على عملياته الحربية حيث نجد اسماء مثل: الفتح والنصر المبين و النداء وتوكلنا على الله والعبور والقادسية وحطين واليرموك وغير ذلك ، فالجيش العربي يستخدم من الاسماء ما يفيد التفاؤل والاستعانة بالله او يطلق اسماء المواقع على الوقائع العسكرية ، أما الجيش الامريكي فإنه يستخدم كل مايفيد تدمير العدو ، وكل ما يفيد هيمنة الامريكي ووحشيته ولا انسانيته (فهو عقرب وهو تنين وهو شيطان وهو اعصار وهو شبح ) في التعامل مع الاخرين . في حين ان النصر ليس بالضرورة ان تدمر عدوك وانما ان تشل ارادته على مواصلة القتال .

يحضرني الان المقدمة الاعلانية لمسلسل (الجناح الغربي west wing) الامريكي وهو يصور مايجري داخل البيت الابيض ، حيث يظهر الممثل الذي يقوم بدور الرئيس الامريكي وهو يضرب بقبضته على مكتبه قائلا : لن نرد بهجوم مناسب وانما بهجوم كاسح مضاعف عدة مرات .

يقول روبرت فيسك في مقالة نشرت في شهر ايلول 2006 ان قسم الجندي الامريكي قد تم تغييره ، فبعد ان كان مرسوما بدقة ليمنع فظاعات مثلما حدثت في فيتنام وفيه يحلف الجندي على :

(انا جندي أمريكي

أنا عضو في جيش الولايات المتحدة الامريكية – حامي اعظم شعب على الارض. لأني فخور بالزي الذي ارتديه سوف اتصرف دائما بالطريقة التي تشرفني في الخدمة العسكرية والشعب الذي اقسمت على حمايته . لايهم أي ظروف اكون فيها لن افعل اي شيء سواء من اجل المتعة او الربح او السلامة الشخصية ، مما قد يشين الزي والوحدة والوطن الذي انتمي اليه . سوف استخدم كل الوسائل لدي ، وحتى خارج الخدمة ، لكبح رفاق الجيش من القيام بافعال مشينة لهم وللزي . انا فخور ببلادي وبعلمي . وسوف احاول ان اجعل اهل بلادي فخورين بالخدمة التي امثلها لأني جندي امريكي.)

الى القسم الجديد – على ايام بوش - الذي اصبح فيه الجندي ذو القيم، محاربا لا يهمه الا اداء المهمة ولا يقبل الهزيمة مهما كان الثمن :

( انا محارب وعضو في فريق واخدم شعب الولايات المتحدة واعيش قيم الجيش . سوف اضع دائما المهمة فوق ا لجميع. لن اقبل الهزيمة مطلقا .
ولن اهرب ولن اترك رفيق سقط . انا منضبط وقوي بدنيا وعقليا ومدرب ومحترف في مهامي القتالية والتدريب . واحافظ دائما على سلاحي ومعداتي ونفسي.
انا خبير وانا محترف . ومستعد للانتشار والاشتباك وتدمير عدو الولايات المتحدة في المعارك. انا حارس الحرية والطريقة الامريكية للحياة ."

ويقول فيسك ان والد احد الجنود في العراق كتب له بذلك مع التعليق "
" عقيدة المحارب لا تسمح بانهاء أي صراع الا بتدمير العدو تدميرا شاملا . فهو لايسمح بالهزيمة ولايسمح لأي شخص ابدا ان يوقف القتال وهذا ما يفسر حديث بوش عن "الحرب الطويلة " وهو لايقول شيئا حول تطبيق الاوامر او اطاعة القوانين او كبح الجماح. ولايقول شيئا عن الافعال المشينة .." وان مهمة الجيش الامريكي هو "تدمير العدو وليس هزيمته"

وفي الواقع هذه هي العقيدة العسكرية الامريكية : التدمير المفرط والانتقام البشع وصنع امثولة لتخويف الاخرين لئلا يفكروا في الوقوف بوجه العنجهية الامريكية، باستخدام احدث ابتكارات التكنولوجيا من اسلحة متفوقة. وتحدث المفارقة حين يكون "العدو" شعبا اعزل يعيش في قرى ومدن وقصبات ، وليس جيشا نظاميا ، ولهذا تصبح مدينة صغيرة مثل الفلوجة او مدينة وادعة مثل بعقوبة ميدان حرب عالمية ثالثة وتصبح منطقة عرب جبور وهي - جزء صغير من بغداد- قارة مناسبة للغزو مثل قارة افريقيا في اكبر عملية تضليل اعلامي شهدها التاريخ.

واليكم التفاصيل .

معركة بعقوبة التي اطلق عليها اسم (arrowhead ripper) وترجمها الاعلام – تواطؤا او جهلا – على انها (السهم الخارق) وصحيح الترجمة (عملية سفاح راس السهم) واروهيد (رأس السهم) هو اسم منطقة تقع في كاليفورنيا كانت موطن هنود سيرانو التي وصلها المبشرون (وهم مقدمات الاستعمار ) في عام 1776 وحين ثار الهنود ضدهم اقيمت فيهم المذابح ونشر بينهم في 1840 و1860 وباء الجدري فانخفض عددهم من 1500 الى 100 ثم بنى لهم الغزاة مستوطنة (معزل) في 1875 وبعد مائة سنة وحسب احصاء 1975 لم يزد هذا العدد عن 100 الا قليلا وفي احصاء عام 2000 كان عددهم 150 (تصوروا ان يعيش السكان الاصليون منذ تأسيس الولايات المتحدة حتى الان في معازل في حين ان منطقتهم بحيرة اروهيد اصبحت من المنتجعات الشهيرة التي يذهب اليها اغنياء امريكا لممارسة الرياضات والترفيه ) .

ولكن تسمية اروهيد للعدوان الامريكي على شعب ديالى والتي بدأت في 18 حزيران 2007 ، لا يحمل هذا المعنى المستقى من مذبحة الهنود الحمر فقط ولكنه ايضا يعكس معان تاريخية اخرى . فاسم العملية ذاته (سفاح رأس السهم) مقتبس بالنص من مصدرين اولهما كنية فريق القتال في اللواء سترايكر الثالث ، الفرقة مشاة الثانية التي كانت طليعة الهجوم فالاسم الذي يطلق على هذا الفريق القتالي هو (اروهيد) . اما (عملية السفاح) فمأخوذة من اسم هجوم كبير في الحرب الكورية اشتركت فيه فرقة المشاة الخامسة والعشرين مع فرقة المشاة الثانية نفسها ونتجت عنها تحرير سيئول من القوات الشيوعية. اذن لدينا هنا فرقة مجرمة اسمها اروهيد وعملية اكثر أجراما شاركت فيها الفرقة التي تنتمي اليها في الحرب الكورية.

اشترك في عملية بعقوبة 3 فرق و 3 الوية و3 كتائب و سرية واحدة
واشتركت الى جانب القوات البرية مروحيات مقاتلة من لواء الطيران الخامس والعشرين.

اسم العدوان على ديالى اذن يجمع بين (مذابح الهنود الحمر + اسم الفرقة المهاجمة والمستمد افتخارا من مذابح الهنود + اسم عملية ضد الشعب الكوري)

هل كان صدفة ان يقول بوش في خطاباته الاخيرة انه يريد وجودا امريكيا في العراق يشبه الوجود في كوريا ؟!

"عملية السفاح " عملية عسكرية خطط لها الجنرال ردجوي خلال الحرب الكورية وكان الهدف تدمير مايمكن تدميره من جيش التطوع الشعبي وجيش كوريا الشمالية وطردهما من سيئول ومدينتين محيطتين بها ولاحضار قوات الامم المتحدة الى الخط المتوازي 38. وقد جاءت العملية بعد (عملية القاتل) وهو هجوم لقوات الامم المتحدة انتهى في شباط 28 من اجل طرد القوات الشيوعية في شمال نهر هان .

اطلقت العملية في 7 مارس 1951 بعد اكبر عملية قصف مدفعي في الحرب الكورية . ورغم ان "العدو" تراجع ولكن لم يتم القضاء عليه لأن القوات الشيوعية كانت تتراجع قبل ان يحل بها الدمار . وفي نهاية مارس وصلت القوات الامريكية خط 38 واعتبرت هذا انتصارا.

اذن كل ما يرجوه جيش الاحتلال من عملية ديالى رغم كل التسميات المدمرة والفخمة ، هو هذا (الانتصار) الضئيل بتراجع "العدو" الى مكان آخر .

وفي نفس الوقت وفي استعراض آخر للقوة الجوفاء تحدث معركة عرب جبور . ويطلق عليها عملية مارن تورج .

والتسمية مستمدة من "عملية تورج" و هو الغزو البريطاني الامريكي لشمال افريقيا الفرنسية في الحرب العالمية الثانية خلال حملة شمال افريقية التي بدأت في 8 /11/1942 . وكان جنود من فرقة المشاة الثالثة قد حاربوا الى جانب زملائهم البريطانين وبخسارة قليلة تمكنوا من توفير مركز اضافي للحلفاء في شمال افريقيا .

وبدأت مارن تورج في جنوب بغداد في 16/6/2007 باسقاط 4 قنابل على مواقع مستهدفة لمنع "المتمردين" من دخول جنوب بغداد . هذه كانت بداية عملية هجوم كبيرة حيث دعمت الطائرات ثابتة الجناحين فريق قتال تابع للواء الثاني المكون من 1200 جندي والذين يتبعون فرقة المشاة الثالثة (نفس الفرقة في الحرب العالمية الثانية اعلاه) المكلفين بمهمة تأمين حزام الامان حول بغداد.

هدف العملية كما يقول الجيش الامريكي هو " هزيمة التمرد ومنع الملاذ للعدو ومنع عناصر ارهابية من التحرك من عرب الجبور الى بغداد".

وهي جزء من عملية اكبر اعلنها وزير الدفاع روبرت غيتس والجنرال ديفد بترايوس قائد قوات الاحتلال .

**

اذن جيش العدو الامريكي يعتبر كل حي من احياء العراق ميدانا يساوي قارة بمصطلحات الحرب العالمية الثانية ، فمنطقة عرب الجبور الريفية تساوي شمال افريقيا برمتها ، و لهذا تتطلب معركة مثل التي شارك فيها الجيش الامريكي والبريطاني لغزو تلك القارة . وبدلا من ضرب فرقاطات وغواصات العدو (النازي) ، دمر العدو الاميركي 17قارب صيد يستخدمه اهل عرب جبور فقطع رزقهم وقتل 4 اشخاص واعتقل 62 . هذه هي نتيجة هذه العملية (التاريخية) التي استمرت اربعة ايام و التي اصدر العدو بيانا عنها قال فيه دون خجل :

" ان قواته قتلت اربعة مسلحين واعتقلت 62 اخرين خلال عملية (تورج مارن) العسكرية بعد اربعة ايام من انطلاقها جنوب شرق بغداد.

وذكر بيان للجيش الامريكي وزع في حينه ان قواته تمكنت كذلك من تدمير 17 زورقا كان المتمردون يستخدمونها في عملياتهم المسلحة فضلا عن تدمير خمس عبوات ناسفة "

ياللمهزلة ! فقراء الصيادين يصبحون اهدافا لعملية بحجم عمليات الحرب العالمية الثانية ، ورجال المهام العتيدة يمرون على البيوت واحدا إثر واحد لاعتقال شباب في عمر حمل السلاح ، معلنين الانتصار على "الارهاب" .

بالضبط كما فعلوا قبل ايام حين استهدفوا سطح بيت عراقي ينام فيه اهله هربا من الحر وانقطاع الكهرباء ، فقنلوا الاسرة كلها ثم زعموا ان من كان على السطح هم ارهابيون اتخذوا نساء واطفالا رهائن .. والا كيف ولماذا يتواجد النساء والاطفال على السطح في ليلة صيف قائظ ؟


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
سلسلة أطفال العراق... مستقبل العراق (3) الواقع الصحي وأطفال العراق
سعاد خبية

شبكة البصرة


أقرت اتفاقية حقوق الطفل في المادة (24) منها:
بحق الطفل في التمتع بأعلى مستو صحي يمكن بلوغه....(1)
والمقصود بالطفل هو الشخص الإنساني البالغ من العمر ثمانية عشرة عاما وذلك حسب ما أوردته اتفاقية حقوق الطفل في مادتها الأولى والتي كان العراق من أوائل الدول التي صادقت عليها المادة (1)"" لأغراض هذه الاتفاقية، يعني الطفل كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة، ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه.""
وقد عرف القانون العراقي الطفل بأنه الشخص الإنساني الذي لم يتجاوز السابعة عشرة عاما فقط

الوضع الصحي العام في مرحلة ما قبل الاحتلال
في تقرير سابق لمنظمة الصحة العالمية صدر في عام 1989 أشادت فيه المنظمة بالمستوى الصحي الجيد في دولة العراق واعتبرته من الدول المتقدمة في هذا الجانب ,
فقد كانت الميزانية المخصصة للرعاية الصحية في الفترة السابقة للحصار أي في 1989وماقبل , تبلغ (550) مليون دولار تشمل الإنفاق العام على جميع النواحي الصحية.
أما في الفترة اللاحقة لحرب الخليج الثانية والمتمثلة بفترة الحصار فبلغ إجمالي ما توفره مذكرة النفط مقابل الغذاء بما يخص مسألة الإنفاق الصحي الشامل في دولة العراق فهي (26) مليون دولار سنوياً فقط أي مقابل 550 مليون $كانت تصرف فيما سبق؟؟!!

المراكز الصحية العامة الموجودة في دولة العراق :
تعرضت المؤسسات الصحية العراقية إلى عملية إفقار منظم في جانب المعدات الطبية والعلاجات والأدوية البسيطة والأساسية خلال فترة الحصار وقد أشارت تقارير دولية كثيرة إلى هذا السلوك الدولي تجاه العراق, مما مهد لانهيارها بشكل كامل وسريع جدا بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003. لقد كان العراق في فترة العقدين الأخيرين ما قبل الحصار , يسير بخطوات واضحة على طريق تطوير واقعه الصحي عبر الاهتمام بالمستشفيات ,وتأهيل كوادر طبية متخصصة , واستقبال خبرات من مناطق مختلفة من العالم لرفد وتطوير واقعه الصحي ,فكانت المشافي تعج بالأطباء والممرضات من جنسيات مختلفة ,منهم العراقيين والعرب والغربيين والفيليبين والبنغال وووو....ينتشرون في المراكز الصحية والمستشفيات التي بلغ عددها في بغداد وحدها 78مستشفى , وكانت مجهزة بالمعدات الطبية المتطورة وبكافة المستلزمات الأخرى تأتيها من كافة دول العالم المتقدم لاستقبال المرضى والعناية بهم. كما تسارعت الخطى على طريق تأسيس معامل الأدوية المتطورة ومعامل إنتاج اللقاحات (معمل إنتاج مصل الحمى القلاعية والتي كانت تعتمد على إنتاجه حتى بعض الدول الغربية لسد حاجتها من هذا المصل ,هذا المعمل الذي تم إغلاقه من قبل لجان التفتيش كما أغلقت جميع معامل الأبحاث العلمية المتطورة الأخرى؟؟!!. ومن خلال زيارة خاصة لهذا المعمل أتاحتها ظروف ما قبل الاحتلال للباحثة تمت رؤية أنقاض هذا المعمل عن كثب,والحقيقة لايمكن نسيان ذلك الشعور الأليم لحظة رؤية هذا الصرح العلمي والصحي الكبير وقد تحول إلى أطلال دارسة تزورها الوفود للتأكد من سريان الحصار والإغلاق على تلك الصروح العلمية التي طورها العراق في المرحلة السابقة للحصار)(2)
وبالعودة للحديث عن وضع المراكز الصحية في فترة الحصار فقد تغير حالها كثيرا فالمشافي التي كانت تملأها رائحة الحياة والصحة والحداثة والنظافة(بحسب أطباء ومواطنين عراقيين) أصبحت شكل خارجي دون محتوى ,فالأبنية متصدعة لا تصل إليها إلا المياه الملوثة، الأدوات الطبية متهالكة يتم العمل بمعظمها دون تعقيم لا يوجد أَسِرة حديدية جيدة.. يحضر المريض ومعه سريره الخاص به أو فراشه إن أمكن له ذلك أو يشارك غيره في سرير واحد.. المصاعد والمكيفات معطلة، الأسقف والشبابيك تتدلى منها القاذورات، معظم المواد الطبية ثنائية الغرض ممنوعة بمقتضى العقوبات(القرار 1051)، فأجهزة القلب والرئة والأشعة، وحاضنات الأطفال الخدج، وعربات الإسعاف،كلها ممنوعة على العراقيين خشية الاستخدام المزدوج؟؟ّّ!!.. أما الأدوية مثل المضادات الحيوية والمسكنات وأدوية التخدير والعلاج الكيميائي وكثير من التطعيمات بل ومواد معامل التحاليل (التي قلت كفاءتها بنسبة 68.6% كما ذكر رمزي كلارك من "المركز الدولي للتأثير" في تقريره لسكرتير الأمم المتحدة في نوفمبر 99) فهي محظورة بقرار مجلس الأمن ""كي لا تتحول في العراق إلى أسلحة بيولوجية أو كيميائية ""، حتى الأدوية العادية المنقذة للحياة من محاليل الجفاف إلى الأنسولين..و السرنجات والقفازات عادة غير متواجدة وحسب الإمكان تغسل ويعاد استخدامها.(3)
مضافا إلى كل ذلك انقطاع الكهرباء المتواصل، وندرة المولدات مما أثر بشكل كبير على الرعاية الصحية في البلاد خاصة العمليات الجراحية التي انخفض عددها بنسبة 70% تبعاً لنفس المصدر السابق(3)، وهذه العمليات التي تجرى يُضطر الأطباء في بعض الأحيان إلى إجرائها بدون بنج، فكثيراً ما تسمع في أروقة هذه المستشفيات صرخات الألم الموجعة.
أما الأطباء والممرضات فرجع كلٌّ إلى بلاده. و الممرضة الآن هن أم الطفل المريض نفسه أو جدته أوو.. تحضر ومعها الطعام والمياه المغلية ويشرفون على أعمال التمريض الخفيفة.
وكثير مكن الأطباء الذين تَلقى الكثير منهم دراسته في أمريكا وبريطانيا.. رواتبهم لا تتعدى 2-4 دولار شهريًّا! ويشتركون في نُسخ متهالكة من الكتب الطبية القديمة.. فلا يوجد بحث علمي.. ولا إنترنت.. بل إن بعضهم يُضطر للعمل كسائق تاكسي مساء لتلبية الاحتياجات الأسرية، كما ذكر ريتشارد ماكدويل الصحفي في جريدة "جزيرة الأرض" عام 1998(4)

انتهاك حق الطفل العراقي في الصحة والرفاه والرعاية

الأمراض السارية والإصابات.
ارتفعت نسبة الإصابات المرضية بشكل عام بين الأطفال دون سن خمس سنوات من (37)حالة قبل الحصار إلى (254)حالة في كل ألف طفل في الفترة الممتدة بين (1990-2000)
وقد ظهرت لأول مرة في العراق أمراض مثل السعال الديكي والحصبة والكوليرا وشلل الأطفال والجرب وغيرها كالآتي:
شلل الأطفال عام 1998 بلغ 18 حالة بعدما سجلت حالتان عام 89 19
الكوليرا من لا شيء عام 1989 إلى 2560 في 1998
الجرب من لا شيء إلى 43,580 حالة في 1998
السعال الديكي زاد 3 - 4 مرات
الحصبة زادت 4 - 5 مرات (25.818 حالة)
الغدة النكفية زادت 3 - 7 مرات (35,881 حالة
الأميبيا زادت 5 - 13 مرات في عام 1989
التيفويدارتفع 9 - 10 مرات (19,825 حالة)(3)

وفيات الأطفال في فترة الحصار
ذكر تقرير لوزارة الصحة العراقية بتاريخ 2/8/2002م أن هناك ما يقارب (719 ـ 1.261) طفل ماتوا ما بين عامي 1990 ـ 1999م،
أي أن عـدد الوفيات بين الأطــفال بلغ مابين مليون إلى مليون ونصف طفل خلال 13 سنة وهي فترة الحصار كنتيجة لجهود الولايات المتحدة وحلفائها "لمُسَاعَدَتهم"" وقد حاولت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد جورج بوش الأب أن تبرر ذلك عندما سُئلت عن إن الأطفال الذين ماتوا في العراق خلال العقوباتِ هم أكثر مِنْ الأطفال الذين قُتِلوا في هيروشيما، أجابتْ:

}} نعتقد بأن النتيجة تستحق كل ذلك؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!{{

نعم النتيجة تستحق.فقد ارتفع معدل وفيات الأطفال بعد 95 إلى ستة أضعاف ماكان قبلها!!

أسباب ارتفاع نسبة الوفيات في فترة الحصار
ارتفعت نسبة الوفيات من الأطفال العراقيين في فترة الحصار نتيجة للتراجع العام والكبير في المستوى الصحي العام فقد ازدادت وتوسعت نسبة الأمراض المهلكة والمميتة كالتالي:
ازدادت نسبة الوفيات بسبب الإصابة بمرض (التهاب الكبد الفيروسي) بنسبة (45%)، وأصبحت الوفيات تشكل نسبة 100% للمصابين به
بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة يعد السبب الرئيسي للوفاة هو الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والإسهال والقرحات والتهاب الأمعاء وسوء التغذية.وذلك خلال الفترة من 1990 ـ 2000
أما بالنسبة لوفيات المواليد الجدد فارتفعت نسبة وفياة المواليد من 40 وفاة من أصل ألف ولادة في العام 1989 إلى 108 وفاة من أصل ألف ولادة. عام1995 ذلك لعدم توافر الكثير من الضرورويات كالمعقمات وحليب الأطفال والماء النقي و حاضنات الأطفال الخدج وغيرها... وتسارع انتشار الأمراض المعدية و الأورام والتي كان بالإمكان معالجتها لو توافرت المواد المضادة للجراثيم أو لو أجريت العمليات الجراحية سريعاً.
أما الأطفال فوق الخامسة فالسبب الرئيسي للوفيات ضمن هذه الشريحة هو أمراض القلب وضغط الدم والسكري وأمراض الجهاز البولي والكبد والأورام.. ويصل تعداد الوفيات بين الأطفال من 5 إلى 6 آلاف طفل في الشهر الواحد ذلك حسب تقرير لليونسيف (6)
أما ارتفاع نسبة الوفيات في المستشفيات لعدم توفر العلاج والمعدات الطبية فتبلغ (30%) بين البالغين، و(70%) بين الأطفال. وكان العراق قد طلب خلال الفترة من 1997 ـ 2002م استيراد أغذية وأدوية ومعدات طبية بقيمة (35) مليار دولار، وصل منها فعلياً (23) مليار فقط، ورُفضت طلبات قيمتها (5) مليارات دولار وذكرت مصادر دولية إن مستوى العناية الطبية في العراق انخفض إلى أقل ما كان عليه قبل 1995.وفي حديث مع أحد العراقيين ممن كان على مقربة من المطبخ الصحي البائس في فترة الحصار ,فتحدث عن جهود وزارة الصحة العراقية في مسألة تأمين بعض الأجهزة الضرورية للحفاظ على الحياة وبعض الأدوية والمستلزمات الطبية والتي كانت ممنوعة بمقتضى ""القانون الدولي "" وذكر بألم الصعوبات البالغة والعراقيل الكبيرة التي كانت تقف أمام الوزارة بغية تأمين مستلزمات طبية تعد بسيطة في أماكن أخرى من العالم باستثناء دولة العراق!!. فقد تم تأمين شحنة من لقاح شلل الأطفال كانت قد تبرعت بها إحدى المنظمات الإنسانية للعراق وكما هو معلوم فإن لهذه اللقاحات فترة صلاحية محدودة تنتهي بعدها فعاليتها وكان من المفترض أن تدخل عبر ممر الأردن إلى العراق بعد فحصها من قبل اللجنة(661)التي تعطي إذن السماح بدخولها إلى العراق ()ونتيجة للإجراءات المعقدة والطويلة وللإهمال المتعمد أحيانا من قبل اللجنة والسلطات المختصة. فقد انتهت فترة صلاحيتها قبل الإفرج والسماح بدخولها إلى العراق. وقد أتلفت الكمية وحرم منها الأطفال وهي تساوي ملايين الدولارات وذلك أمام أنظار وانتظار الجميع.

ومن الشهادات العينية شهادة خاصة للباحثة من خلال زيارة ميدانية قامت بها لإحدى مشافي الأطفال في العراق وهي""مشفى صدام المركزي للأطفال"" بحي الإسكان قبيل الاحتلال بمدة قصيرة وكانت الصورة حقيقة تتحدث عن نفسها تسمعها أنظارنا الشاخصة إلى المأساة قبل آذاننا. وكان أكثر ما لفتني أثناء تلك الزيارة لقسمي الأطفال الخدج وقسم اللوكيميا ,هوالأطفال الخدج وهم في خيامهم المسماة حاضنات وهي لا تشبه الحاضنة إلا ببعض التفاصيل البسيطة فكانت مستهلكة قديمة معظمها انتهت فترت صلاحيتها منذ سنوات ترى داخل الحاضنة الواحدة طفلين أو ثلاثة أحيانا ولكن لا بديل.أما القسم الأكثر مأساوية فهو قسم الأطفال المصابين باللوكيميا فقد كان أكثر من مؤلم. فمن الناحية الشكلية كان المكان كئيبا فقيرا رمادي اللون وأنت تحتاج كناظر إلى المكان التركيز فيما حولك لتتأكد من أن هذا المكان يفترض أنه مصح للأطفال؟؟!! فلا ألوان ولا نظافة ولا أي مقوم إيجابي لمرفق صحي من المفترض أنه سيزرع الأمل ويجلب الصحة ويهب الحياة لزائريه وقد تحدث مدير قسم الأطفال في المستشفى الدكتور واثق ألحديثي عن افتقار المشفى حتى لأبسط الأدوية والمعدات الطبية وتحديدا أدوية علاج اللوكيميا على اختلافها بالرغم من الأعداد الكبيرة للمصابين كذلك الحاجة إلى عبوات الأكسجين النقي وقد رأينا في إحدى غرف المشفى طفل بحالة اختناق يحتاج إلى أوكسجين نقي وهو غير متوفر في المستشفى. بالرغم من أن العراق كان يمتلك عدة معامل لإنتاج وتعبئة الأكسجين النقي إلا أنها أغلقت كلها بعد الحصار. والحقيقة لا يزال صراخ طفل صغير يدوي في أذني وهو يطلق صرخات الاستغاثة والتوسل في أثناء إجراء عملية خياطة لجرح كبير في إحدى ساقيه دون تخدير للجرح, وقد ذكر أحد الأطباء أن كثير من العمليات تتم بدون تخدير"" وحدثنا أنه قد أجريت عملية قيصرية لسيدة حامل مؤخرا في مشفى التوليد بدون تخدير نظرا لسوء حالتها وعدم إمكانية الانتظار أكثر لما في ذلك من تهديد لحياتها وحياة جنينها "" أما عن هؤلاء الملائكة الصغار فكانت عيونهم مطفأة ونظراتهم باردة دون حياة تراهم متأكدين أن الرحلة قاربت على نهايتها فلا علاج فعلي لهم في هذا المصح وليس هناك أمل من خروجهم للعلاج في الخارج لعدم وجود الإمكانية المادية لذلك ولصعوبة الخروج من العراق.وقد أردف الطبيب متهكما : يوميا عندنا مغادر ((إلى المقبرة))فمن أين يمكن للفرحة أن ترفرف في هذا المكان؟؟.
الحقيقة اعتراني كمراقبة إحساس أشعرني بعجز إنساني مخزي عندما غمرتني إحدى الأمهات وبكت بحرقة وهي تسلم علي وتضمني وقد ظنت بأنني سأقدم عونا طبياً ما لطفلها الذي يحتضر أمامها جراء إصابته بنوع من السرطانات ولكني أخبرتها بأنني مجرد مراقبة لهذه المأساة أستطيع أن أطلق صوتي على الملا بتفاصيل المأساة وليس أكثر. وكم كان الموقف صعباومخزيا""للضمير الإنساني الذي شاركني جميع من كان يرافقني بأنه رآه راقدا على إحدى الأسرة في هذه المستشفى البائسة وهوفي حالة موت سريري معلن ""
وبالعودة إلى الموقف المخزي عندما قام أحد الأشخاص المتعاطفين الذين يرافقوني وقد أحب أن يرسم ولو بسمة صغيرة على شفاه ذلك الطفل فقام بتقدم لعبة له ولكن الطفل لم يعبأ حتى بالنظر إليها بل أدار وجه عنا وعنها وغرق في عالمه الكئيب الخاص. هذه مشاهداتي من داخل مشفى للأطفال في عراق الحصار الدولي اللإنساني.

الوضع الصحي فترة ما بعد الاحتلال
كان عدد مستشفيات العراق فترة ما قبل الاحتلال 217 مستشفى و 1394مركز صحيا و402 عيادة طبية ,كما بلغ عدد الأطباء الاختصاصين والممارسين 17532وبلغ عدد العاملين بمجال التمريض في القطر 25043 (7) هذه الأرقام اعتمدت إحصاء أعداد العاملين في فترة ما قبل الغزو, وقد اختلفت هذه الأرقام كلية منذ تاريخ 9\4\2003 تماشيا مع اختلاف الأحوال على الأرض فقد تم قصف وتدمير العديد من المستشفيات والمراكز الصحية وإزالتها بشكل كامل.وقد قتل عدد كبير من العاملين فيها إضافة إلى تسريح أعداد كبيرة من العاملين فيما بعد تماشيا مع القوانين الجديدة وتابعت خسائر القطاع الصحي البشرية ازديادها مع تفاقم تدهور الوضع الأمني وفي تقرير لصحيفة الاندبيندت في عددها الصادر يوم الجمعة 19 / 1/ 2007 ذكرت فيه بأن 50 % من مجموع الأطباء العراقيين تركوا العمل إما نتيجة استهدافهم بشكل متعمد وقتلهم أو وفاتهم نتيجة العمليات العسكرية أو هروبهم نتيجة أعمال التهجير أو التهديد ومنذ عام 2003، تعرض ما لا يقل عن 100 طبيب للقتل وتم اعتقال ما يزيد عن 250 طبيب من جميع أرجاء البلاد. (8) كل ذلك أمام مرأى ومسمع قوات الاحتلال وهو ما يعد خرقا لاتفاقيات جنيف التي تلزم قوات الاحتلال (الولايات المتحدة وبريطانياوحلفائهما) بصفتها قوات محتلة بحماية حياة المدنين وتأمين المراكز الصحية والعاملين فيها وحمايتهم ففي اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب
المؤرخة في 12 آب/أغسطس 1949المادة (2)التي تقول""...تنطبق الاتفاقية أيضا على جميع حالات الاحتلال الجزئي أو الكلي لإقليم أحد الأطراف السامية المتعاقدة، "" وفصلت ذلك في المواد (18-19-20-فيما يتعلق بمسألة الحماية الواجبة للمستشفيات والموظفين المتخصصين لتشغيلها وإدارتها والعاملين الطبيين فيها
كما ورد تفصيل ذلك في المادة (8) من البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات المسلحة الدولية
في فقراته(هه,و,ز,ج)والمتعلقة بحماية الوحدات الطبية وأفراد الخدمات الطبية والنقل الطبي ووسائط النقل الطبي والمركبات الطبية.. هذا وقد تحدثت التقارير عن مقتل 618موظفا ضمن ملاك وزارة الصحة العراقية حتى 2006 , وفي العام 2007 تم استهداف الكثير من موظفي القطاع الصحي نتيجة عمليات التطهير الطائفي وعمليات القتل العشوائي مما سبب فراغا كبيرا وتدهورا يضاف إلى الأسباب الآنفة الذكر. وقد مارست قوات الاحتلال سلوكيات تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وذلك باستهدافها المشافي والمراكز الصحية والعيادات الخاصة وسيارات الإسعاف (9)
فقد قامت هذه القوات باحتلال المشفى الرئيسي لمدينة الفلوجة واعتقال المرضى والأطباء فيه وقصف المستشفى الثاني في حي نزال لمرتين وقتلت عدد من الأطباء والعاملين والمرضى وتم تدمير جميع مخازن الأدوية والمعدات. و استهداف سيارات الإسعاف وضربها وجاء في تقرير لمنظمة العفو الدولية. ذكرت فيه أن عشرين من الموظفين الطبيين وعشرات من المدنيين العراقيين الآخرين في الفلوجة قد قتلوا عندما ضرب صاروخ عيادة طبية في 9 نوفمبر/تشرين الثاني) (9)وذكر بيان لهيئة علماء المسلمين يحمل رقم 331 نشر على موقعها الإلكتروني
أن مستشفى الرمادي تعاني من نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى فضلاً عن هجرة الكوادر الطبية إلى خارج المدينة بسبب القصف العشوائي من الطائرات، 31\10\2006والمداهمات والاعتقالات العشوائية وحالات القنص
وتعاني المشافي العراقية عامة من نقص حاد في الأجهزة الطبية و المستلزمات والاحتياجات الأساسية والأدوية الضرورية ومن عراقيل مختلفة تحول دون السماح بدخولها وعن الدكتورة ميسان عبد الرحمن- طبيبة أطفال متخصصة في مستشفى الطفل التعليمي ببغداد- إن النظام الصحي في البلاد آخذ في التفتت. وأن استمراره يعود فقط إلى دعم كل من اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية. لكن هنا حاجة ملحّة إلى المزيد من الفعل في ظروف موت مئات الأطفال بسبب أمراض بسيطة يمكن معالجتها بسهولة في حالة توفر الأدوية المناسبة مثل الإسهال وذات الرئة (10).
ويمكن تبين جزء من الحالة العامة لوضع المشافي من خلال بعض نداء ات الاستغاثة وطلب العون التي توجه من قبل بعض المشافي والأفراد للمنظمات الإنسانية فقد وجهت المستشفيات العراقية في المنطقة الغربية من العراق نداء استغاثة نشره موقع الرابطة العراقية جاء فيه ((هناك غياب تام لأدوية الأمراض المزمنة، كارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والذبحة الصدرية والجلطة الدماغية. نرجو من الهيئات الإغاثية إيصال ما يستطيعون من هذه الأدوية بأقصى سرعة. تحذير" تسليم المواد الطبية إلى وزراة الصحة العراقية يعني سرقتها، نسقوا مع الرابطة العراقية لإيصال المواد إلى المستشفيات مباشرة "!))(11)

أما وضع مشافي المنطقة الجنوبية فقد قالت الناطقة باسم منظمة "أنقذوا الأطفال من الحرب" ماري فرنانديز في تقرير نشرته البي بي سي عرضه موقع أمان في 4\2006تصور فيه وضع مشافي مدينة البصرة إن مشافي مدينة البصرة تعاني نقصا في عدد من الأدوية الأساسية كما تعاني من نقص في أجهزة التنفس الخاصة بمساعدة المواليد الجدد على التنفس ونتيجة للنقص في عدد الممرضات تسمح المشافي لذوي المرضى بالاهتمام بهم أثناء وجودهم في المشفى. وقالت فرنانديز إن مشفى التوليد والأطفال لم يتلق أية أدوية خاصة بأمراض السرطان منذ ثلاث سنوات من وزارة الصحة العراقية.
ويقول الناطق باسم منظمة "حافظوا على حياة الأطفال" العراقية المستقلة خالد علاء حسن كلما طالب مسؤولوا المشفى الوزارة بتوفير هذه الأدوية يكون الرد لا توجد اعتماد ات
وفي احتجاج على هذه الأوضاع أعلن العاملون في جميع مستشفيات البصرة اعتصامهم ابتدءا من 12 / 3 ولغاية 1 / 4 / 2007 وذلك من أجل تنفيذ مطالبهم التي تتلخص بمنح كافة ذوي المهن الصحية والعاملون في مستشفيات البصرة بمخصصات الخطورة وكذلك شمول ذوي المهن الصحية بالدرجة الوظيفية التي أعطيت للإداريين و صرح السيد طارق زاير مسؤول نقابة ذوي المهن الصحية في مستشفى الفيحاء قائلاً: لقد نفد صبرنا بعد وعود كثيرة أعطيت لنا بأن مطالبينا ستنفذ وإحدى هذه الوعود مع الأسف من السيد رئيس الوزراء السابق الدكتور الجعفري.
وأضاف : أننا نعاني من أوضاع صعبة جداً بل فقد بعضنا حياته جراء الإصابة بالأمراض المعدية من المصابين الراقدين في مختلف مستشفيات البصرة.. إن رواتبنا محدودة جداً وكثير من العاملين على الملاك المؤقت لا يتم تثبيتهم على الملاك الدائم وتصادر حقوقهم بذلك وأكمل: ليس هناك قطع أراضي وليس هناك سلف ولا مخصصات نقل نحن باعتصامنا نطالب بحقنا ولا نريد أضرار أهلنا في بصرتنا الحبيبة(12).
وفي حديث لطبيب عراقي يعمل في المدينة الطبية في بغداد وهي تجمع للمستشفيات التعليمية الرئيسية في العراق
منذ عام كان لدينا 11 طبيبا متخصصا في وحدة المسالك البولية ونحو 40 طبيبا مقيما والآن لدينا ثلاثة أطباء متخصصون وما لا يزيد عن تسعة أطباء مقيمون فبسبب تعرضهم للكثير من الضغوط، فإنهم يتقدمون بطلبات للعمل في مستشفيات أخرى في مناطق أكثر أمنا إن وجدت أو يهاجروا إلى الدول المجاورة يوجد حراس على مداخل المشفى والمجمع السكني الخاص بالأطباء يحاولون حماية الأطباء إلا إننا نخشى أن يكون بعض أفراد الميليشيا من بينهم.
هذا لايعني أن جميع المستشفيات تعيش الحالة نفسها بل هناك تفاوت مابينها مرتبط بعوامل مناطقية وطائفية وحزبية ففي مدينة مثل بغداد يعتبر وضع المراكز الصحية مزريا فالمدينة مقسمة جغرافيا حسب التقسيم الطائفي والتوجه السياسي تحكمها ميلشيا وجماعات مسلحة وتعتبر سيطرت الحكومة ضعيفة وتتهم بأنها منحازة لبعض الجهات المسلحة وتشكل لها نوعا من الغطاء , أما قوات الاحتلال فهي لاتقوم إلا بما من شانه حماية وجودها دون أن تعبأ بحال العراقيين كبارا أو أطفالا مما كان له كبير الأثر السيئ على حالهم ففي بغداد تتركز معظم العمليات العسكرية والتفجيرات والمفخخات وحالات القتل والتصفيات مما يجعل الضغط على مستشفياتها كبيرا جدا دون أن تستطيع استيعابه لذلك فأعداد الجرحى في تزايد يومي وقد أصبح عمل المشافي مركزا في هذا الجانب وقد قال احد الأطباء العراقيين نضطر إلى استقبال الجرحى بأي أعدد حتى في ردهات المشفى وممراتهاوهذ كله مما يجعل عمل المشافي مقتصرا على الحالات الإسعافية ويغلق الباب أمام استقبال حالات مرضية أخرى مهما كانت أما العيادات الخارجية فمعظمها مغلقة لأسباب ورد تفنيدها ضمن السياق

إن تردي الوضع الأمني واستفحال الإنقسامات الطائفية وغياب هيبة الدولة ومرجعية القانون وتحكم ميليشيات حزبية وجماعات مسلحة بمجمل الوضع قد فاقم المشكلة بشكل مطرد
وقد تحدثت وسائل إعلام متعددة عن سوء أوضاع المشافي العراقية من الناحية الأمنية وإن كثيرا من المرضى يتعرضون دون تمييز كبارا و صغارا إلى القتل على يد ميليشيا طائفية تسيطر على معظم مشافي بغداد وقد اعتقلت القوات الأمريكية على إثر تلك الأحداث وكيل وزارة الصحة العراقي والذي يعتبر ممثل الحكومة لجهة الصحة بعد اتهامه بجرائم تتعلق بتصفية بعض المرضى على أسس طائفية وسياسية.إن هذا الحديث المطول عن تردي حال المشافي يجعلنا نتساءل عن مكان الطفل فيها وعن الإمكانيات المتاحة للاهتمام بصحته وعلاجه ضمن هذه المعمعة.وفي حديث خاص لأحد الإعلاميين العراقيين د. علي أن أحد أولاده أصيب أمام منزله في بغداد وقد خيطت جراحه وبعد شفاءه أراد إزالة الخيوط عن الجرح فتوجه إلى مشفى اليرموك وعندما بدأ طبيب بإزالتها دخلت المشفى أعداد كبيرة من المصابين القتلى والجرحى نتيجة انفجار سيارة مفخخة مما جعل الطبيب يترك الطفل ونصف الخيوط لم تنزع وكان الموقف لا يحتمل حتى أن يطلب والده من أحد في المشفى أن يتم العمل فأخذ ولده وغادر بصمت.
وفي مناطق أخرى غالبا جنوبية من التي تظهر واضحة عليها سيطرة أحزاب لها مكانتها في الحكومة الحالية فأوضاع المشافي فيها مختلفة تماما حتى أن بعضها مصاب بالتخمة الدوائية من كثرة ما يصل إليها من مخصصات وقد حدثني د.علي أنه زار مشفى في مدينة العمارة وكان يعاني من بعض الاضطراب في القولون فأعطاه الطبيب بطاقة مجانية وصف له فيها أربعة أدوية ليصرفها من صيدلية المشفى مجانا وهي أدوية معلوم أن أسعارها عالية وجميعها توصف لنفس الغرض أي أنها بدائل لبعضها يمكن الاكتفاء بواحد منها فقط
وعندما قال المريض لا احتاجها كلها رد الطبيب إذا لم تحتاجها ""ارمها!!"".مع العلم أم مناطق أخرى تفتقر إلى هذه الأدوية بصورة كبيرة
إن قسما كبيرا من مخصصات المشافي يذهب إلى مشافي خاصة أو عيادات خارجية أو تباع في السوق السوداء وإلا فكيف ويمكن رؤيتها بكل بساطة تباع الأرصفة مثل مواد التخدير وأكياس الدم ولقاحات الأطفال وعليها ختم وزارة الصحة العراقية وهي من مخصصات المشافي تحديدا
أما فيما يتعلق بالمساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية للمشافي العراقية والتي لم يبقى منها في العراق أي منظمة عاملة على الأرض بعد استهدافها بالتفجير أو استهداف العاملين فيها بالقتل أو الاختطاف ولكن قسما قليلا منها يعمل عن طريق مكاتبه في عمان أو بعض الدول المجاورة الأخرى ولكن يبقى عملها محدودا جدا كمنظمة اليونيسيف والهلال الأحمر الدولي التي تتعامل مع الهلال الأحمر العراقي ولها فروع في العديد من المحافظات ولكنها لا تستطيع وهذه الحال تقديم ما يكفي من الدعم لكل المحتاجين وخاصة من فئة الأطفال وهناك منظمات أخرى تقدم مساعدات وتدخلها عن طريق قوات الاحتلال أو الحكومة العراقية أو بعض الوجهاء أو شيوخ العشائر ولكن يبقى وصول مساعداتها مرتبط بمزاجية هذه الجهة أو تلك وبطريقة تعاملها كونه لا توجد أي رقابة لطريقة توزيع وإيصال هذه المساعدات.
فقد تحدثت مي الدفتري رئيسة مؤسسة جمعية العون الطبي لأطفال العراق، عن سوء تعامل قوات التحالف مع المساعدات الطبية التي أرسلتها الجمعية إلى مستشفيات العراق، وعن سوء الأوضاع الصحية في هذا البلد المعذب والمحتل. وأشارت إلى انه منذ نهاية الحرب في العراق أرسلت المؤسسة ثلاث دفعات من المساعدات الطبية لمستشفيات الأطفال. وقد تم تسليمها إلى المسؤول الطبي البريطاني في قوات التحالف وقد أعطى إيصالاً بتسلمها ثم أكد إتمام توزيعها على المستشفيات. وتبين لاحقاً أن الحقيقة كانت مخالفة لذلك. إذ أن عملية توزيع هذه المواد استغرقت شهرين مما أدى إلى فقدان كميات كبيرة من الأدوية وأدوات الجراحة والكراسي الطبية، وإن تقديرات الخسارة بلغت حوالي نصف الشحنة. ولما استفسرت عما جرى لم تتلق أي رد).إن سرد ذلك الواقع المرير لوضع المستشفيات العراقية والنقص الحاد في القوى الطبية البشرية سينعكس بشكل مدمر على الواقع الصحي للطفل العراقي

كما جددت المنظمة الدولية للصليب الأحمر نداءها إلى أطراف النزاع في العراق كافة، من أجل وضع حد للاستهداف المتعمد للمدنيين وحمايتهم، وحثت على احترام وحماية أفراد الخدمات والمرافق الطبية.
ومن الجدير بالذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر موجودة في العراق منذ عام 1980, وللجنة حالياً تواجد ميداني في وسط وجنوبي وشمالي العراق. ما زالت ملتزمة بتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في البلاد بالرغم من تدهور الأوضاع الأمنية وانتشار العنف مما أثر بشكل بالغ على قدرتها على تأدية مهامها كاملة.

وقالت رباب الرفاعي الناطقة الإعلامية باسم المنظمة إن مساعدات الطوارئ التي تقدمها اللجنة الدولية لا يمكن أن تساعد إلا في تخفيف العبء الملقى على عاتق المرافق الصحية العراقية والعاملين في المجال الطبي.ولا تحل المشكلة بشكل حقيقي

وأضافت في بيان لها "تبدو بغداد وكأنها في حالة طوارئ دائمة مع الهجمات التي تحدث يومياً... إننا نبذل كل ما في وسعنا لمواجهة سيل المصابين بالوسائل المتوفرة لدينا، وتبقى الردهات الجراحية في المستشفيات دائماً مشغولة، فيما ظروف العمل صعبة للغاية".(13)

سوء التغذية
ظهر كنتيجة طبيعية للحصار وحرب العقوبات التي فرضت على الشعب العراقي ابتدءا من 1990وما سببه من كوارث على المستوى الصحي بالنسبة لأطفال العراق فقد ذكر تقرير لوزير العدل الأمريكي السابق أن مرض سوء التغذية يصيب واحدًا من كل أربعة أطفال في العراق تحت سن الخامسة، بل إن 90% من المواليد منذ عام 90 أقل من الوزن المطلوب.. وتبلغ نسبة وفيات المواليد في العراق بذلك أعلى نسبة وفيات مواليد في العالم.. ويرجع السبب أيضاً إلى وضع الأم الحامل الصحي والتي تعاني هي الأخرى من سوء التغذية وفقر الدم الحاد.
حالات سوء التغذية (فقدان الفيتامينات والبروتينات) فترة الحصار
حالة 96.859 1990
(بزيادة 9.8 مرات) 947.974 1991
(بزيادة 16.4 مرة) 1576.194 1994
(بزياده 19.7 مرة) 1910.308 199

وفي تقرير نشر في 13 سبتمبر/ أيلول ذكرت منظمة الأغذية والزراعة أن حصص الغذاء الموجودة -إلى جانب المشتريات الغذائية من الأسواق- قد حالت دون حدوث مزيد من التدهور في أوضاع التغذية، إلا أنها لا تكفي وحدها لإيقاف التدهور. وخلصت المنظمة إلى أن سوء التغذية الحاد الذي يعاني منه الأطفال دون سن الخامسة لم ينخفض إلا بدرجة طفيفة عن النسبة المسجلة عام 1995 وهي 12%. كما خلصت إلى أن 800 ألف طفل على الأقل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية بصورة مزمنة

أما في المرحلة التالية للاحتلال فيُعاني أطفال العراق من المستويات المخيفة نقص/ سوء التغذية، حسب المختصين. فبحسب أرقام الجهاز المركزي للإحصاء مسح 2004ان 1.9 من أطفال العراق يعانون من سوء تغذية حاد أعلاها في القادسية 5.6وإن 5.6 منهم يعانون من سوء تغذية معتدل أعلاه في المناطق الجنوبية 6.7 وبخاصة في محافظة القادسية إذ يبلغ 11.6
وحسب وكالة الأمم المتحدة للأطفال- اليونيسيف UNICEF، إن واحداً من كل عشرة أطفال عراقيين دون الخامسة مصابون بفقدان الوزن، وأن واحداً من كل خمسة أطفال هم دون الطول الطبيعي لأعمارهم. وهذا يعني أن 4.5 مليون طفل في البلاد يُعانون من سوء التغذية.
لكن هذه الظاهرة تُجسّد جانباً من المشكلة فقط، حسب - موظف الارتباط في اليونيسيف- مركز دعم العراق- عمان ISCA. "الكثير من أطفال العراق يُعانون من (جوع خفي- نقص الفيتامينات والمعادن اللازمة لاستكمال بناء الجسم وتطوير بنية الطفل فيزيولوجياً وفكرياً."
ويصعب قياس النواقص، لكنها تؤدي بالطفل نحو مزيد من الرخاوة/ الضعف، وتُسهل احتمال إصابته بالمرض في مرحلة بداية دخوله المدرسة."الرضاعة الطبيعية في العراق منخفضة جداً بالمقارنة مع بقية دول المنطقة، وتشكل فقط 12%، وفق مسح سابق تم تنفيذه قبل عدة سنوات مما يدفع لاستخدام الغذاء البديل/ الرضاعة الصناعية، بما يؤدي إلى مخاطر إصابة الطفل بالأمراض مثل الإسهال وذات الرئة. وهذه الأمراض بدورها تُفاقم سوء التغذية. ويُشكل الإسهال خطراً رئيساً في غياب الماء النقي والوسائل الصحية
في 12 أيار (مايو) 2005 نشر تقرير صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أوضاع مأساوية يعيشها الطفل العراقي. 18% من الأطفال العراقيين يعانون من سوء التغذية، 8% من سوء التغذية الحاد 23% من سوء تغذية مزمن
. كانت مؤشرات التغذية تقليدياً الأكثر انخفاضاً- بحدود ثلاث مرات مقارنة بالمتوسط العام على مستوى البلاد- في المحافظات الأكثر فقراً جنوب العراق، وعموماً في المناطق الريفية، حسب اليونيسيف. وحالياً، وبسبب العنف، تُعاني هذه المناطق من الفقر على نحو أشد من السابق!..

4.5 مليون طفل يُعانون من نقص التغذية في العراق..!
أما فيما يعد من أسباب تفاقم هذه الظاهرة فيعتبر الفقر وانعدام الأمن والعنف والتهجير الإجباري لملايين العراقيين مما يمنع حصول هؤلاء المهجرين على الحصة الغذائية كما إن الأوضاع الأمنية السيئة والغير مستقرة تعيق كثيرا حصول سكان المناطق الساخنة في محافظات مثل بغداد، الأنبا ر، ديالى، ميسان والبصرة على رعاية صحية وقائية حيوية.وعلى حصصهم الغذائية الضرورية لصعوبة وصولها إلى مناطقهم وذلك"إما بسبب معيقات تتعلق بسلوكيات الاحتلال من سيطرات أو مناطق عسكرية مغلقة أو قناصة أو بسبب سلوكيات طائفية أو إجرامية بهدف السرقة والتخريب. تقول إحدى السيدات نحن مشرّدون وعلينا أن نغير عنواننا (بسبب انتشار العنف الطائفي) كل شهر، وهذا ما يجعل الأمر صعباً للحصول على حصتنا الغذائية. وكنتيجة لذلك، أطفالنا مرضى باستمرار ويعانون من سوء التغذية لأننا لا نملك نقوداً لشراء الطعام المناسب،" قالتها سميرة عبدالكريم- أم ثلاثة أطفال- أُجبرتْ على هجر دارها في اليرموك إلى ضاحية أخرى من العاصمة.وأضافت "فقدتُ أحدد أطفالي قبل شهر بسبب نقص التغذية. كان يبلغ فقط سنتين من العمر. لا أُريد أن أفقد طفلاً آخر وأملي أن نجد المساعدة لتجاوز هذه المعضلة.وحسب وكالة الأمم المتحدة للأطفال- اليونيسيف UNICEF، إن واحداً من كل عشرة أطفال دون الخامسة مصابون بفقدان الوزن، وأن واحداً من كل خمسة أطفال هم دون الطول الطبيعي لأعمارهم..
في تقرير رفعه جان زيغلر، مقرر الأمم المتحدة للحق بالغذاء، أمام الدورة السنوية لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، حذَّر فيه من أن «وضع الحق بالغذاء في العراق مقلق جداً :وإن ما تم إثباته هو أنه في الفلوجة تم استعمال الحصار وحظر دخول المواد الغذائية وتدمير خزانات المياه كسلاح حرب». مما يعتبر «انتهاكاً واضحاً لمعاهدة جنيف
وكان قد أشار إلى أن «سوء التغذية لدى الأطفال العراقيين ما دون الخمس سنوات قد تضاعف منتقلاً من 4 % إلى 7،7% منذ سقوط نظام صدام حسين». مؤكداً أن «ربع الأطفال العراقيين يعانون من نقص حاد في الغذاء ونسبة الوفيات لدى الأطفال تزداد كل شهر»(14)
وحسب وكالة (إسوشيتدبرس) قام المسئول عن حقوق التغذية بالأمم المتحدة جين تسيجلر بتقديم تقرير عن الأوضاع الغذائية في العراق. وقد تضمن إدانة واضحة للاحتلال الأمريكي في العراق. وأشار إلى أن عدد الأطفال الذين كانوا يعانون الجوع قبيل الغزو قد وصل إلى ما يقرب من الضعف منذ دخول القوات الأمريكية والبريطانية إلى العراق. كما أكد أن نحو 7.7 في المئة من أطفال الشعب العراقي الأقل من خمس سنوات كانوا يعانون من نقص حاد في الوزن وسوء التغذية قبل الغزو الأمريكي، وأن هذه النسبة قفزت نحو 4 درجات أخرى لتصل إلى ما يقرب من 11.5 في المئة(15)
ويشير تقرير حكومي (2006)اعتمد على مسح شمل 22 ألف و 50 أسرة عراقية، في 98 منطقة في عموم البلاد، بأن واحد بين كل ثلاثة أطفال عراقيين، في مختلف المحافظات،يعاني من سوء التغذية.وأن الوضع أسوأ في المناطق البعيدة، حيث يعاني 33 % من الأطفال من مشاكل سوء التغذية، من قبيل بطء النمو ونقصان الوزن. وأظهرت النتائج الأولية لمسح الأمن الغذائي الذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن نقص التغذية يهدد حياة طفل بين كل أربعة أطفال في العراق.وأوضح أن 25% من أطفال العراق، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 اشهر و 5 أعوام،يعانون في الوقت الحاضر من سوء التغذية المتمثل بالهزال والتقزم (سوء التغذية الحاد وسوء التغذية المزمن) ونقص الوزن عن المعدل الطبيعي، وأن هذه النسبة تتباين ضمن مناطق العراق. وأعرب ر وجر رايت- الممثل الخاص لليونيسيف في العراق عن أسفه العميق لما كشفته الدراسة، ونبه إلى أن سوء التغذية يعيق النمو العقلي ولإدراكي السليم للطفل، مما يتعذر علاجه.

وفي أحدث مسح في عام (2007) قامت به اليونيسيف ضمن برنامجها البحثي حول وضع النساء والأطفال بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء وبحسب اليونيسيف أن أطفال العراق لم يشهدوا أوضاعا أصعب من الأوضاع الحالية التي يعيشونها فالمقومات الأساسية لطفولة سعيدة أصبحت صعبة المنال وقد قال محمود عثمان معروف مدير إحصاء السليمانية في حديث له على محطة الشرقية بتاريخ 11/4/2007 ""إن هذا المسح الإحصائي الأول منذ 2002 وهو المسح الثالث على مستو العراق وهو مسح عنقودي متعدد الأغراض والمؤشرات على مستو الأسرة استهدف عينة من 18 ألف أسرة عراقية تناول خلالها شريحة النساء والأطفال وقد أطلقت المعلومات للأسف تراجع جميع المؤشرات وأطلقت مؤشرات سلبية جدا عن وضع الطفل بصورة خاصة ""وقال مهدي العلاق رئيس جهاز الإحصاء المركزي ""إن المؤشرات سلبية وخطرة للغاية وخاصة فيما يخص ارتفاع مؤشر سوء التغذية عند الأطفال وما يترتب عنه من وفيات وارتفاع كبير لأعداد حالات التقزم , وتراجع وضع التعليم والالتحاق المدرسي وتدني مستو الخدمات (الماء الصالح للشرب والصرف الصحي....... مسح 2006)

الأمراض السارية والإصابات
الحقيقة أعترف بأنني لم استطع الحصول على معلومات وأرقام دقيقة يمكن أن أستند إليها في تقريري عن هذا الجانب لغياب الجهة التي يمكن الركون إلى أرقامها وإحصاءاتها وذلك نتيجة لمجمل الأمور التي ذكرت سابقا وقد حاولت عن طريق أحد زملائي الصحفيين الناشطين في نفس المجال داخل العراق الوصول إلى بعض الأرقام من المشافي العراقية التي لازالت تعمل داخله وذلك بعد أن أذيع نبأ وفاة ثلاث أطفال نتيجة إصابتهم بمرض الكوليرة في النجف , وقد توجه زميلي إلى مشفى النجف وطلب مقابلة بعض الأطباء وعندما علموا بأمر هذا التقرير رفضوا إعطاء أي معلومات من داخل المشفى وطلبوا من زميلي "النجفي" المغادرة حفاظا على حياته؟ ولم يقولوا له سوى أن الطفل العراقي في أحسن حالاته اليوم ولا داعي للبحث وإضاعة الوقت في هذا الأمر الفرعي! (16)
يتبع ...
(4)-التلوث والانتشار الواسع لأمراض السرطان عند الأطفال العراقيين حالات من الواقع

نشر سابقا ضمن نفس السلسة :
(1)- جحيم الحرب وتأثيرها على الصحة النفسية والعقلية لأطفال العراق
(2) - القوانين الدولية "الإنسانية" والجريمة الكبرى بحق أطفال العراق


الهوامش
(1) -المادة 24 اتفاقية حقوق الطفل
1. تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في التمتع بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه وبحقه في مرافق علاج الأمراض وإعادة التأهيل الصحي. وتبذل الدول الأطراف قصارى جهدها لتضمن ألا يحرم أي طفل من حقه في الحصول على خدمات الرعاية الصحية هذه.
2. تتابع الدول الأطراف إعمال هذا الحق كاملا وتتخذ، بوجه خاص، التدابير المناسبة من أجل:
(أ) خفض وفيات الرضع والأطفال،
(ب) كفالة توفير المساعدة الطبية والرعاية الصحية اللازمتين لجميع الأطفال مع التشديد على تطوير الرعاية الصحية الأولية،
(ج) مكافحة الأمراض وسوء التغذية حتى في إطار الرعاية الصحية الأولية، عن طريق أمور منها تطبيق التكنولوجيا المتاحة بسهولة وعن طريق توفير الأغذية المغذية الكافية ومياه الشرب النقية، آخذة في اعتبارها أخطار تلوث البيئة ومخاطره،
(د) كفالة الرعاية الصحية المناسبة للأمهات قبل الولاة وبعدها،
(هـ) كفالة تزويد جميع قطاعات المجتمع، ولاسيما الوالدين والطفل، بالمعلومات الأساسية المتعلقة بصحة الطفل وتغذيته، ومزايا الرضاعة الطبيعية، ومبادئ حفظ الصحة والإصحاح البيئي، والوقاية من الحوادث، وحصول هذه القطاعات على تعليم في هذه المجالات ومساعدتها في الاستفادة من هذه المعلومات،
(و) تطوير الرعاية الصحية الوقائية والإرشاد المقدم للوالدين، والتعليم والخدمات المتعلقة بتنظيم الأسرة.
3. تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير الفعالة والملائمة بغية إلغاء الممارسات التقليدية التي تضر بصحة الأطفال.
4. تتعهد الدول الأطراف بتعزيز وتشجيع التعاون الدولي من أجل التوصل بشكل تدريجي إلى الإعمال الكامل للحق المعترف به في هذه المادة. وتراعى بصفة خاصة احتياجات البلدان النامية في هذا الصدد.
(2)زيارة خاصة لوفود سورية تضامنية مؤلفة من منظمات مدنية أهلية وفنانين ومثقفين لمساندة الشعب العراقي في محنته أمام تهديدات الغزو تمت بتاريخ 5\3\2003حتى 14\3\2003قامت الوفود فيها بزيارة لبعض المشافي تحديدا لمشافي الأطفال للإطلاع على مأساة الطفولة العراقية عن كثب ورصد التأثير السلبي الإجرامي لحالة الحصار أللإنساني عليهم كما تم القيام بزيارة لمواقع مختلفة منها بعض المعامل المخبرية الصحية الصناعية والتي تم إغلاقها تنفيذا للقرارات الدولية كذلك زيارة مناطق شعبية فقيرة ورؤية النتائج الفعلية الحقيقية لهذا الحصار الظالم على الأرض والذي حول عددا كبيرا من الأطفال إلى متسولين يستجدون أي غريب تراه عيونهم الحزينة الجوعى البائسة كما تمت زيارة لملجأ العامرية والذي مثل بجدارة لا متناهية الجريمة العالمية المسكوت عنها تماما والتي كان ضحاياها عددا كبيرا من الأطفال والنساء الذين أزهقت أرواحهم بتواطؤ دولي عام.
(3) موقع إسلام أون لاين 31\3\2002
(3)إسلام أون لاين(الجدول عن رمزي كلارك من "المركز الدولي للتأثير" في تقريره لسكرتير الأمم المتحدة، نوفمبر 99)).
(6)موقع ملف العراق مأخوذ عن جريدة البيان \العراق ودورة الاستعمار \..تداعيات المشهد العراقي صورة من الداخل
للكاتب محمد صادق أمين
اللجنة 661وهي لجنة المتابعة التي تقوم بمراقبة وفحص جميع ما يدخل إلى العراق من سلع ومستوردات ومراقبة تنفيذ قرار المقاطعة والحظر الدولي
(7) (الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات \ باب إحصاءات وزارة الصحة الع
(8) - اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب
المؤرخة في 12 آب/أغسطس 1949
المادة (2) - علاوة على الأحكام التي تسري في وقت السلم، تنطبق هذه الاتفاقية في حالة الحرب المعلنة أو أي اشتباك مسلح آخر ينشب بين طرفين أو أكثر من الأطراف السامية المتعاقدة، حتى لو لم يعترف أحدها بحالة الحرب.تنطبق الاتفاقية أيضا في جميع حالات الاحتلال الجزئي أو الكلي لإقليم أحد الأطراف السامية المتعاقدة، حتى لو لم يواجه هذا الاحتلال مقاومة مسلحة.وإذا لم تكن إحدى دول النزاع طرفا في هذه الاتفاقية، فإن دول النزاع الأطراف فيها تبقي مع ذلك ملتزمة بها في علاقاتها المتبادلة. كما أنها تلتزم بالاتفاقية إزاء الدولة المذكورة إذا قبلت هذه الأخيرة أحكام الاتفاقية وطبقتها.
(9) --المادة (18) - لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات.على الدول الأطراف في أي نزاع أن تسلم جميع المستشفيات المدنية شهادات تثبت أنها مستشفيات ذات طابع مدني و



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
كيف نساعد العراق ليصبح فاعلاً من جديد؟
كيم هاولز
الحياة بريطانيا
لدى العراق الإمكانات اللازمة لكي يزدهر. فبداية، يقبع العراق على ما يمكن أن يكون ثالث أكبر مخزون نفطي في العالم. والعراقيون معروفون بذكائهم وقدرتهم على الابتكار والعمل بجد. وقد عزز نهرا دجلة والفرات على مر آلاف السنين وضع العراق باعتباره سلة الغذاء الزراعية بالنسبة للمنطقة ككل، ويشهد تاريخ العراق بأن تنوع الثقافات والطوائف فيه يمكن أن يكون مصدرا لإثرائه، لا سبباً لمعاناته.
كان العراق في نهاية السبعينيات من القرن الماضي قد بدأ يحقق ازدهارا كبيرا، فقد كان من أكثر دول المنطقة رخاء، وكانت النساء المتحررات يلعبن دورهن كاملا في القوة العاملة مع بداية نشوء نظام جيد للرعاية الاجتماعية، وبدت الفرص جيدة. لكن كانت تلك هي القمة التي وصلها العراق. حيث أن المغامرات التي خاضها صدام، من الحرب العراقية - الإيرانية، واجتياح الكويت، والقتل الجماعي للعراقيين الأكراد وغيرهم ممن عارضوه، وتحديه المطوَّل للمجتمع الدولي وتحكمه الوحشي بالموارد لخدمة غاياته الشخصية، أدت جميعها إلى تقهقر اقتصاد العراق عقوداً الى الوراء. ومع الإطاحة بصدام عام 2003 اجتمع طمعه وعدم كفاءته من جهة والعقوبات الدولية من جهة أخرى ليساهم كل ذلك في تهالك البنية التحتية، وتداعي الخدمات العامة، ووضع القيود على القطاع الخاص، والديون الهائلة التي ترتبت على الاقتصاد، وتدني مستويات المعيشة بدرجة قاسية بالنسبة لغالبية المواطنين العاديين. وكان العديد من المواطنين ممن يتمتعون بالمهارات قد هاجروا إلى خارج العراق آخذين معهم القدرة على إدارة اقتصاد سوق حديث.
وقد واجه من خلفوا صدام - سلطة الائتلاف المؤقتة في البداية ومن ثم الحكومات العراقية المتعاقبة - تحديات هائلة في محاولتهم إصلاح الأضرار التي تسبب بها صدام، وإتاحة الفرصة للعراق لاستغلال الميزات الكامنة لديه. لكن على الرغم من تلك التحديات تم تحقيق الكثير، بما في ذلك ما يلي:
* قيام بيئة يمكن من خلالها للنشاط الاقتصادي في القطاع الخاص أن يزدهر - وذلك عبر الإصلاح الدستوري والتنظيمات والمؤسسات الجديدة. وفي العراق اليوم عملة قوية ومستقرة وميزانية شفافة وموحدة. وقد شهد العام الجاري إقرار الحكومة الجديدة المنتخبة ديموقراطياً لأول قانون ميزانية على الإطلاق يتيح لجميع العراقيين قدراً أكبر من المحاسبة بشأن الإنفاق الحكومي.
* تحديد أخلاقيات العمل في القطاع الحكومي في بلد لم يكن فيه طوال عقود من الزمان أي مفهوم لكون الوزراء والموظفين الحكوميين يقدمون الخدمات للمواطنين، وإمكانية مساءلتهم على أدائهم. لا يمكن بناء هذه الأخلاقيات بين ليلة وضحاها، لكن أخلاقيات الشفافية والمحاسبة والخدمات العامة تعتبر أخلاقيات حيوية في قطاعات الإدارة الاقتصادية والمالية. وتعتبر التشريعات المتعلقة بالشفافية وسيادة القانون ومكافحة الفساد عناصر مهمة لتحقيق النجاح الاقتصادي، وقد ذهب تمويل كبير قدمته المملكة المتحدة نحو مشاريع ترمي الى تشجيع وجود أساس قوي للمؤسسات السليمة التي يمكن لقطاع الأعمال أن يزدهر على أساسها.
ولعبت المملكة المتحدة دورها كاملا في دعم الاقتصاد. فقد تعهدت الحكومة البريطانية حتى يومنا هذا بتقديم 744 مليون جنيه إسترليني لأغراض إعادة إعمار العراق. وكان رئيس الوزراء البريطاني الجديد، غوردون براون، قد أكد خلال زيارته الأخيرة إلى العراق على أهمية الدور الذي يلعبه الاقتصاد في تأمين مستقبل واعد لجميع العراقيين. كما أبدت دول وهيئات أخرى، بما فيها الدول المجاورة للعراق والأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، دعمها للعراق عبر التزاماتها بخفض الديون وكذلك دعمها للعقد الدولي مع العراق. كل ذلك يحدد أجندة إصلاح طموحة من قبل الحكومة العراقية - مدعومة من قبل المجتمع الدولي - والتي من شأن عناصرها الاقتصادية أن تساعد في عملية التحول من اقتصاد مركزي يخضع للسيطرة إلى اقتصاد سوق ديناميكي.
وقد نتج عن البيئة الجديدة بعض الاستجابة من القطاع الخاص. ومن بين الأمثلة على ذلك نمو عدد المشتركين في خدمة الهاتف الخليوي من الصفر إلى ما يربو على أحد عشر مليون مشترك، وذلك عبر الاستثمار الخاص في البنية التحتية للاتصالات، وتحرير التنظيمات. واصبحت أطباق استقبال البث عبر الأقمار الصناعية - التي كانت قبل الحرب تعتبر غير قانونية - موجودة الآن في كل مكان، كما تقدم التكنولوجيا الحديثة للأقمار الصناعية خدمات مهمة للمصارف وغيرها من قطاعات الأعمال.
لكن ما زال العراق بعيداً كل البعد عن استغلال ميزاته الاستغلال الأمثل. فالعائق الأساسي - بالطبع - هو الوضع الأمني السيئ الذي يحدّ من النشاط الاقتصادي ويعيق تجديد البنية التحتية. وتتيح العائدات النفطية للحكومة تسديد رواتب الموظفين والاستمرار بدعم المنتجات والخدمات اللازمة من الناحية الاجتماعية. لكن الاقتصاد الذي يفترض به أن ينمو نمواً سريعاً، ويقدم خدمات عامة رفيعة المستوى، ويخلق الوظائف ويحقق الرخاء لشعبه، يواجه صعوبات. فإمدادات المياه والكهرباء في أجزاء كبيرة من البلاد ما زالت غير كافية إلى حد كبير على الرغم من الاستثمارات الكبيرة في هذا القطاع. وتنشأ عن هذا مشاكل كبيرة، خصوصا في فصل الصيف. والأسوأ من ذلك فإن نزوح المواطنين والهجرة على نطاق واسع يؤديان إلى تآكل فرص العراق بأن يتعافى.
هنالك الكثير من الجهود المثيرة للاهتمام - على الرغم من الصعوبات - لمساعدة العراق على أن يصبح فاعلاً من جديد. فقد أدت إدارة وموظفو شركة النفط الجنوبية في محافظة البصرة عملا رائعا - على الرغم من الوضع الأمني المتردي وانعدام الاستثمارات وقلة التكنولوجيا المتاحة - للإبقاء على استمرار الإنتاج وتدفق العائدات لأجل إعادة الإعمار.
حقول النفط هذه بحاجة ماسة للاستثمارات لخلق ثروة لصالح العراقيين كافة. وتقدم الشركات البريطانية المساعدة للعاملين في القطاع النفطي كي يتكون لديهم فهم أفضل لجيولوجية تلك الحقول النفطية، ولاستخدام التكنولوجيا الضرورية. كما تساعد الجهود التي تمولها المملكة المتحدة لتحسين إمدادات الكهرباء والمياه العذبة والصرف الصحي في تخفيف المشاكل في البنية التحتية التي تعيق العراق.
لكن على الرغم من أن الحكومة تعتمد حاليا على إيرادات النفط في 95 في المئة من إجمالي ميزانيتها، فإن الإنتاج العام للنفط يعتبر متدنيا. لهذا السبب فإن مشروع قانون الهيدروكربونات، بما في ذلك قانون مشاركة العائدات النفطية، الذي يخضع حالياً للنقاش لدى الحكومة العراقية يعتبر هاماً جداً، فهو سيوفر الإطار القانوني لإتاحة تطوير القطاع النفطي وتوفير استثمارات هناك حاجة ماسة إليها في هذا القطاع الحيوي. فهو سيوفر عائدات أكبر لإعادة الإعمار وسيساعد في زيادة قدرة العراق على توليد الكهرباء. وعلاوة على ذلك، فإن الاتفاق على توزيع العائدات النفطية سوف يساهم في تحقيق مصالحة وطنية أكبر بين جميع الأحزاب السياسية الأساسية في العراق.
إلا أن الدوامة التي يتسبب من خلالها انعدام الأمن باستمرار الركود الاقتصادي تجعل احتمال انخراط الشباب في العنف احتمالا أكثر ترجيحاً. والتحدي أمام المجتمع الدولي هو مساعدة العراق على الدخول في دائرة من الاعمال الايجابية لتحسين كل من الوضع الأمني والأداء الاقتصادي. يجب أن يكون تحسين الوضع الأمني هو الأولوية القصوى. فإذا تحقق ذلك فإنه سيؤدي لأن تتوفر الفرصة لنمو الثقة لدى قطاع الأعمال والمستثمرين الأجانب وكذلك - وفوق كل اعتبار - لدى الشعب العراقي. فمع الثقة يأتي تعافي الاقتصاد. وبمساعدة أصدقاء العراق وبالبناء على الإصلاحات التي جرت فعلياً، ستكون هناك على الأقل فرص جيدة لتوفير المرافق الملائمة وغيرها من الخدمات العامة، وتحقيق نمو مستدام وتحسين مستويات المعيشة لجميع أجزاء المجتمع العراقي. وبمجرد أن يشهد المواطنون بأنفسهم نمو الرخاء وبأن هناك مستقبلاً مشرقاً لأبنائهم، سوف تضمحل جاذبية العنف. وهذا ثمن يستحق الصمود من أجله.
* وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
مبادرة تدويل الأزمات الداخلية
داود الشريان
الحياة
استهل الرئيس الأميركي جورج بوش مبادرته بشأن استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل بالقول «ان العراق ليس وحده المسألة المحورية في الشرق الأوسط». ان تكون القضية الفلسطينية كما وصفها الرئيس فهذا ليس خبراً جديداً علينا، لكنه بالتأكيد جديد على الأوساط السياسية في أميركا وخارجها التي تعاملت مع رفض الإدارة الأميركية لهذه الحقيقة على مدى السنوات الأربع الماضية. فمع بداية الغزو الأميركي للعراق أصيبت هذه الإدارة بحساسية مفرطة تجاه حقيقة ان «القضية الفلسطينية هي محور الصراع في منطقة الشرق الأوسط»، إلى درجة أن السياسة الخارجية للبيت الأبيض أصبحت تتعامل مع كل قائل بمحورية القضية الفلسطينية بأنه يسوغ الإرهاب في أحسن الأحوال، وحاولت خلال الفترة الماضية خلق قناعة بأن ما يجري بين الفلسطينيين والإسرائيليين أزمة حدود. لكنها اليوم تعترف بأن القضية الفلسطينية هي مفتاح الحل لأزمات المنطقة، فما الذي حدث؟ وهل يمكن النظر الى استهلال الرئيس الأميركي باعتباره محاولة لتحسين سمعته وتنفيذ وعده بالدولتين قبل رحيله؟
الصحوة الأميركية الجديدة فسرها بعضهم بأنها مجرد توظيف إعلامي لتحسين صورة الإدارة وتحويل الاهتمام عن ورطتها في العراق وإشغال الرأي العام الأميركي والدولي بالقضية الفلسطينية لبعض الوقت، وآخر نظر إلى التوجه الأميركي «الجديد» بأولوية ومركزية الصراع العربي - الإسرائيلي بأنه عرض جدي هدفه تهيئة الظروف الأمنية في المنطقة، وتحسين فرص صانع القرار في السياسة الأميركية لاتخاذ موقف من قضايا إعادة انتشار القوات الأميركية في العراق أو انسحابها، وتقسيم العراق، وثالث نظر إلى استهلال الرئيس الأميركي كاستجابة للمطالبة المتكررة من دول الاعتدال العربي بضرورة تحريك عملية السلام، فجاءت الاستجابة في هذا الوقت بالذات بسبب حاجة الإدارة لمساعدة هذه الدول على تحسين الوضع في العراق، خصوصاً ان تعاون دول الاعتدال العربي في دعم العملية السياسية في العراق أصابه فتور مقصود في الفترة الأخيرة لأسباب عديدة أهمها رفض واشنطن الاعتراف بأن ما يجري في العراق احتلال، وكما قال سياسي خليجي رفيع «أميركا تحتل العراق وتتصرف كدولة منقذة، ليتها تواجه الحقيقة، وتتصرف بطريقة امبريالية مكشوفة، ولو فعلت فربما تغير الأمر لمصلحة الجميع، فالسياسة الدولية لديها آليات محسومة للتعامل مع الاحتلال»، فضلاً عن ان دول الاعتدال تعتقد ان الإدارة الأميركية في العراق سمحت بتنامي التدخل الإيراني في الحياة السياسية والاجتماعية للعراقيين.
لاشك في ان التصريحات الإسرائيلية، التي سبقت ورافقت زيارة ممثل اللجنة الرباعية الدولية في الشرق الأوسط توني بلير، كشفت الى حد بعيد أهداف مؤتمر السلام ومبادرة بوش لتحريك المفاوضات، فنقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية حرص الدولة العبرية على «ان لا يحيد بلير عن التفويض الرسمي الممنوح له المتمثل في بناء مؤسسات السلطة»، ما يعني ان ما قيل من تفسيرات وتحليلات عن المبادرة الأميركية ليست هي المقصودة، حتى وان تحقق بعضها، فمن الواضح ان المبادرة الجديدة ليست بمعزل عن الوضع الفلسطيني الداخلي، فهي ستسعى الى تكريس تجاهل حركة «حماس»، وتدويل الخلافات الفلسطينية، والتعامل مع تحركات «حماس» بصفتها جزءاً من الاعمال الإرهابية في المنطقة، واتخاذ إجراءات اقتصادية وسياسية بغطاء دولي ضد المنتمين للحركة، فإذا سار المؤتمر بهذا التوجه، فإن الشعب الفلسطيني سيكون بانتظار عقوبات أشدّ وأقسى من تلك التي واجهها الشعب العراقي قبل الغزو، فضلاً عن أن هذا التوجه سيخلق أوضاعاً سياسية تزيد من العنف، وربما دخلت الأراضي الفلسطينية في حرب أهلية طاحنة، تفضي في النهاية الى معاودة تشكيل أو إخراج ما يسمى بـ «عملية السلام» وحسم مسألة ضمها لاستراتيجية ما يسمى «الحرب الأميركية على الإرهاب»، ولهذا فإن على الدول العربية ان تتريث، وتسارع الى حل الإشكالات الفلسطينية - الفلسطينية قبل الدخول في أي تحرك نحو مفاوضات السلام. فالدخول الى هذا المؤتمر بنصف الشرعية الفلسطينية، يتنافى مع استراتيجية توحيد تمثيل الشعب الفلسطيني التي تقرها الجامعة العربية، ناهيك عن ان التماهي مع تجاهل حركة «حماس» وما تمثله على الأرض يسوغ «عرقنة» الأراضي الفلسطينية، فالصورة، كما تعكسها التصريحات الأميركية، ان ثمة سلطة شرعية، وأخرى تدعم الإرهاب وخارجة على القانون، وهذا تفسير كاذب، وتحيز فج، رغم كل المآخذ على حركة «حماس» ورعونة تصرفاتها، فما جرى لا يختلف كثيراً عما شهدته دول مثل أوكرانيا وتركيا وغيرهما، ويمكن حله بقوانين اللعبة ذاتها، بعيداً عن تدويل الأزمات الداخلية، التي ستبدأ في فلسطين، لكن لا أحد يدري أين تنتهي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
حروب امريكا
افتتاحية
الجزيرة السعودية

بدا لبعض الوقت وكأنَّ الولايات المتحدة بصدد إطلاق حرب أخرى، وهذه المرة في باكستان، وهو أمر أثار غضب حكومة إسلام أباد المثخنة بالجراح والمصاعب، فقد أدهش حكومة إسلام أباد إعلان أمريكي حول توجيه ضربات جوية في منطقة القبائل، باعتبار أن ذلك لو تم يمثل تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية.

وعلى الرغم من أن الحكومة الأمريكية تراجعت عن تصريحاتها، فإن الأثر الذي تركته ربما لا يزول بسهولة، خصوصاً أن إسلام أباد كانت ولا تزال من أقرب أعوان الولايات المتحدة في حربها التي تشنها في المنطقة المضطربة والمتمركزة خصوصاً على الحدود الباكستانية الأفغانية، حيث تفيد معلومات حديثة للمخابرات الأمريكية أن (القاعدة) تعيد تنظيم صفوفها.

وجاءت التصريحات الأمريكية في وقت تبدو فيه حكومة مشرف أكثر حاجة لابتعاد الآخرين من خطوطها الحمراء التي تمثل حدود السيادة والأمن الداخلي، فباكستان لم تطلب عوناً فيما تفعله، وتبدو مصممة على إنجاز مهامها بنفسها، وسيكون من المحبط لها أن تتدخل قوة أخرى دون إرادتها، فهي لا ترفض التعاون لكن تتطلع أن تكون لها الكلمة الأولى والقيادة فيما يتعلق بأمن أراضيها.. كما أنها الأكثر قدرة على التفريق بين الإرهابيين وبين المواطنين العاديين، بينما الطائرات التي تلقي بحممها من أعلى ربما أحرقت الجميع على الأرض دون فرز بينهم، وهذا سبب آخر للنقمة المتزايدة على الولايات المتحدة في المنطقة. فالغضب العارم من الحروب الدولية في المنطقة تزايد كثيراً في الآونة الأخيرة عندما تحولت الحرب على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة إلى حرب ضد المدنيين، حيث يتم تسجيل عدة هجمات سقط فيها عشرات المدنيين برصاص قوات التحالف في أفغانستان المجاورة لباكستان، وتبرر قوات التحالف سقوط المدنيين بأنه أمر غير مقصود في حد ذاته، بل يأتي ذلك في سياق ملاحقة عناصر طالبان.. فالقوات الأجنبية لا تتردد في هدم منازل بأكملها على رؤوس ساكنيها لمجرد ملاحقة بضع عناصر من طالبان، ومع تواتر هذه العمليات وتكرارها بدأ الناس هناك يعتقدون أن الأمر سيان سواء حملوا البنادق أم لم يحملوها، فالنيران المكثفة تنهمر على الجميع، ولذلك فإن التقارير درجت على الإشارة إلى أن طالبان منهمكة في إعادة ترتيب تشكيلاتها واستعادة نفوذها، طالما أن كل الرصاص لا يصيبها، وذلك يتفق مع الاعتقاد السائد أن هذه الحروب التي تشنها الولايات المتحدة نجحت في توسيع نطاق الإرهاب بدلاً من القضاء عليه.

إن نماذج مما يحدث هناك تحدث بالفعل في العراق، حيث يسقط عشرات القتلى برصاص قوات التحالف خلال مطاردة المسلحين، ويخشى الباكستانيون أيضاً أن تكون بلادهم ساحة أخرى لهجمات لا تفرق بين الإرهابي والمناهض للإرهاب.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
26
هذه بعض نتائج التبعية لأمريكا .. التخلف والهزيمة والحروب الأهلية
د سليمان صالح
الشرق قطر
التبعية أخطر تجليات الاستعمار الجديد ، فبعد أن انكسرت الموجة الاستعمارية الأوربية التي بدأت منذ بداية القرن التاسع عشر نتيجة مقاومة الشعوب وكفاحها لتحقيق الاستقلال اتجهت القوى الاستعمارية خاصة الولايات المتحدة إلى فرض الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي كبديل للاحتلال.

ولقد استطاعت الولايات المتحدة لفترة طويلة أن تخدع الكثير من الشعوب وتضللها فقد أتاحت لها أن تستمتع بمظاهر الاستقلال دون جوهرة وان تسيطر على عملية صنع القرار السياسي في هذه الدول وتتحكم فى اقتصادها وتعليمها وإعلامها وثقافتها في الوقت نفسه تظل للشعوب بعض مظاهر الاستقلال الزائف مثل العلم ومقعد في الأمم المتحدة.

أين الاستقلال!!
لو درسنا حاله الكثير من الدول ومن أهمها الدول العربية لأدركنا أن معظم تلك الدول لا تمتلك أراده سياسية ولا يملك قادتها القدرة على صنع القرارات بشكل مستقل.. انك تستطيع أن ترى بوضوح اليد الأمريكية في معظم القرارات التى تصدر عن الحكومات التى يتم تشكيلها بإرادة أمريكية.

ولا يمكن لأية دولة أن تدعي الاستقلال إذا لم تكن قادرة على اتخاذ قراراتها بحرية واختيار حكامها طبقا لإرادة شعوبها.. لو درسنا تشكيل معظم الحكومات في عالمنا البائس لوجدنا أزلام أمريكا الذين صنعتهم يحرسون مصالحها التى تتناقض مع مصالح الشعوب ولعرفنا كيف تتم صناعة القرارات داخل تلك الحكومات ولاستطعنا أن نفسر حالة التخلف والفقر والتعاسة التى تعيشها الكثير من الشعوب ولعرفنا أن الهزيمة نتيجة للتبعية، وان الحروب الأهلية يتم إشعالها في الدول الإسلامية لتبرير التدخل الأمريكي وان أمريكا تستخدم العملاء وتوفر لهم الظروف ليصبحوا حكاماً ليضعفوا الأمة وليثيروا النزاعات ذات الطابع العرقي والثقافي هناك الكثير من الإحداث التي لا يمكن تفسيرها إلا بأنها كانت صناعة أمريكية بواسطة العملاء الذين حولتهم الى حكام لذلك فإننا لابد أن نواجه التحدي بجرأة وتطور وشجاعة مفهوما جديدا للاستقلال، يقوم علي كسر كل أشكال التبعية والتحكم في إرادة الأمة وحق الشعوب في اختيار حكامها من الذين تتوافر فيهم القدرة على الحفاظ على الاستقلال، والانتماء لثقافة الأمة وحضارتها، والإخلاص للأمة والقدرة على الكفاح لتحقيق أهدافها الكبرى ومن أهمها الحفاظ على الوحدة والسيادة الوطنية والمصالح العليا.

الحاكم التابع لأمريكا
اتجهت أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الى صناعة حكام تابعين لها بشكل كامل ينفذون مصالحها مهما تعارضت تلك المصالح وتناقضت مع حقوق الشعوب وكرامتها وكان نموذج كرزاي أفغانستان هو النموذج المفضل لأمريكا، فهو مجرد موظف في الإدارة الأمريكية بدرجة حاكم، ويحمل اسماً مألوفاً للشعب، وينفذ أوامر المندوب السامي الأمريكي الذي يعتبر الحاكم الفعلي بدون مناقشة. أرادت أمريكا أن تفرض ذلك النموذج على الكثير من الشعوب الإسلامية، ومن المؤكد أنها نجحت في ذلك الى حد كبير. وهناك حكام أرادوا أن يزيدوا في التبعية على كرزاى، ويثبتوا أنهم أكثر أخلاقا لأمريكا من كرزاى حتى وان كانوا قد جاءوا قبلة، وأنهم الأقدر على تنفيذ أوامر أمريكا وتحقيق مصالحها.

لقد شهد العالم سباقاً بين حكام الدول على إثبات الولاء والطاعة والإخلاص لأمريكا باعتبار أن ذلك هو الطريق الوحيد للبقاء في الحكم، والتمتع بامتيازاته. وشهوة الحكم طاغية، والسلطة مفسدة، ولذلك ارتكب الكثير من الحكام جرائم يشيب لهولها الرضيع من أجل إرضاء أمريكا وإسقاط صدام حسين، وما تعرض له في الجزء الأخير من حياته اقنع الكثير من الحكام بأن إرضاء أمريكا بارتكاب الجرائم ضد شعوبهم بحجة مقاومة الإرهاب، والطاعة الكاملة لأمريكا هي الوسيلة الوحيدة لتجنب مصير صدام. ومن الواضح أن أمريكا قد استخدمت صدام لبث الخوف والرعب في نفوس الحكام وإجبارهم على الخضوع التام والتبعية الكاملة.

مشرف يكسب
لكن الذي فاز في السباق بجدارة وتفوق وإبداع هو برويز مشرف، فلا أحد يستطيع أن يزايد عليه، فلقد اثبت بشكل قاطع أنه الأكثر ولاء وطاعة لأمريكا.
لقد ثبت أن وصول مشرف لحكم باكستان هو أخطر الانتصارات التى حققتها أمريكا في العصر الحديث، وربما يكون أيضاً أخطر الانتصارات التي حققتها الهند. ومشرف جنرال جاء الى الحكم عن طريق انقلاب عسكري، وليس له اى شرعية، وأقام نظاماً ديكتاتورياً مستبداً عطل فيه المؤسسات الديمقراطية الباكستانية خاصة البرلمان والقضاء.. وهو يعرف تماماً أنه لايملك أية مؤهلات للحكم، وأن الشعب الباكستاني يكرهه لذلك استقوى مشرف على شعبة بقوة أمريكا وتخلى عن كل رموز السيادة الوطنية وحقوق شعب باكستان من أجل إثبات أخلاصة لأمريكا ومن المؤكد أن مشرف قد ساهم بشكل كبير في تسهيل احتلال أمريكا لأفغانستان، وفي قهر الشعب الباكستاني لمنعه من تقديم أية مساعده لطالبان.

ولقد استخدم مشرف الجيش الباكستاني لضرب مناطق القبائل بقسوة بحجة القضاء على الإرهاب، وأدى ذلك الى أن يعتبر قطاع كبير من شعب باكستان الجيش الباكستاني عدواً له.. وتلك أخطر النتائج التي حققها مشرف، وسوف يكون لها تأثير كبير علي مستقبل باكستان. العلاقة بين شعب باكستان وجيشه أصبحت سيئة، وهذا لايمكن أن يرضى جيش باكستان الذي سيدرك أن مشرف قد شوه صورة هذا الجيش، وحوله الى أداة لقهر الشعب. وهذا أكبر خطأ ارتكبه مشرف لأن الجيش الباكستاني سوف يضطر للانقلاب على مشرف لعادة تشكيل صورته كجيش وطني وظيفته أن يحمي استقلال بلاده.. إن وظيفة الجيش هي أن يقاتل ليحمي حدود دولته وسيادتها ضد الأعداء الخارجيين، ولذلك فإن استخدامه في قهر الشعب وضرب القوى الوطنية مغامرة خطيرة تزيد من الغضب داخل الشعب والجيش.

جيش للقهر الداخلي
وأمريكا استطاعت أن تحول الكثير من الجيوش إلى أدوات للقهر الداخلي في الكثير من دول العالم. لكن الأمر بالنسبة لباكستان خطير جداً، فالشعب الباكستاني يعتز بجيشه الذي يعتبره وسيلة الحماية ضد الخطر الهندي. باكستان تواجه عدواً على حدودها، والنار جاهزة للاشتعال في أى لحظة، فمشكلة كشمير قد تم تجميدها في عهد مشرف، لكنها مازالت مشكلة يمكن أن تؤدي إلى اندلاع صراع باكستاني هندي في أية لحظة. وباكستان طورت قنبلتها النووية في مواجهة السلاح النووي الهندي، وهذا أدى إلى قدر من التوازن وتجميد الموقف، لكن جيش باكستان يضعف أمام الجيش الهندي بعد أن ساءت علاقات هذا الجيش بالشعب الباكستاني. وهذا يشكل خطراً على الأمن القومي لباكستان ويزيد الأطماع الهندية.

جريمة المسجد الأحمر
ولقد جاءت جريمة اقتحام المسجد الأحمر وقتل المتحصنين فيه لتزيد العلاقة سوءاً بين مشرف والجيش الباكستاني من ناحية والشعب الباكستاني من ناحية أخرى.
والمسجد الأحمر له أهمية تاريخية بالنسبة لشعب باكستان، ولقد كان السبب الرئيسي لجريمة اقتحامه هي أنه يقوم بدور مهم في التعليم الديني.
وأمريكا تخطط منذ زمن طويل للقضاء على المدارس الإسلامية في باكستان لأنها تشكل الثقافة الإسلامية، وتحافظ على الهوية الإسلامية لباكستان، كما أنها تشكل مصدراً لتأييد الشعب الباكستاني لطالبان.
ولقد لعبت تلك المدارس الإسلامية دوراً مهماً في إعداد المجاهدين للقتال ضد القوات السوفييتية، ثم ظهور طالبان كحركة سياسية إسلامية سيطرت على أفغانستان بعد ذلك. وكانت أمريكا تريد القضاء على هذه المدارس، فهي تعرف أنها لايمكن أن تستقر في أفغانستان، أو تسيطر على باكستان طالما ظلت هذه المدارس تعلم الآلاف من الشباب الثقافة الإسلامية. ولقد كان مشرف يؤجل عملية السيطرة على المسجد الأحمر لفترة طويلة، لكنه حسم أمره بعد أن نجح في طرد آلاف من الشباب الذين يدرسون في المدارس الإسلامية الباكستانية ونجح في السيطرة على الكثير من المدارس.

ومتابعة عملية الاقتحام التي اعتبرها مشرف نصراً، تشير الى إصرار مشرف على اقتحام المسجد دون إعطاء أية فرصة للمفاوضات أو التوصل إلى الحلول السلمية، كما إن المتحصنين داخل المسجد كانوا من الطلاب العزل وأساتذة المدارس الإسلامية التابعة للمسجد والمصلين لذلك فإن عملية الاقتحام هي جريمة بكل المقاييس، وسوف تشتعل نار الحرب الأهلية في باكستان، وتلك أخطر نتائج تبعية نظام مشرف لأمريكا. إن هذا النموذج يوضح خطورة التبعية لأمريكا، وأنها يمكن أن تصل الى حد إشعال الحرب الأهلية، وتحويل الجيش إلى وسيلة لقهر الشعب كما يحدث الآن في باكستان.

كما ان هذا النموذج يوضح إن التبعية يمكن إن تؤدي الى إسقاط النظام نفسه، فمن المؤكد أن استمرار نظام مشرف أصبح محمل شك، فالغضب الذي يجتاح شعب باكستان قد يتحول الى حرب أهلية، كما ان الجيش الباكستاني قد يجد نفسه قريباً مضطراً للقيام بانقلاب عسكري جديد ضد مشرف لإنقاذ البلاد من حرب أهلية. ولذلك فإن السحر قد ينقلب على الساحر، ومبالغة أي نظام في الخضوع لأمريكا والإخلاص لها قد تؤدى الى سقوط النظام.

بإرادة الشعب
النظام الذي يريد أن يحقق الاستقرار لابد أن يعتمد على إرادة شعبة؛ ويسعى لتحقيق الشرعية المستمدة من رضاء الشعب عن هذا النظام؛ لكن المبالغة فى التبعية تزيد حدة العداء بين النظام والشعب، وتدفع النظام لارتكاب الكثير من الجرائم لتحقيق مصالح أمريكا، ثم يسقط النظام مهما كانت قوته. إن عملاء أمريكا الذين يبالغون فى إرضائها قد يجرون عليها الكثير من المصائب والكوارث، فهم كالدبة التى تقتل صاحبها، وعملاء أمريكا من العراقيين زينوا لها احتلال العراق، وأغروها بشن العدوان على العراق، فصوروا لها أن العراقيين سوف يستقبلون الجنود الأمريكيين بالزهو والرقص الشرقي، وأمريكا تعانى الآن من الويلات والكوارث التى سببها لها عملاؤها، فالمقاومة العراقية قد لقنت أمريكا درسا قاسيا أهم مفرداته أن العملاء والتابعين والذين يبالغون فى إثبات الولاء قد يدفعون أمريكا الى كارثة. ففي العراق سوف تتعرض أمريكا لأكبر هزيمة فى تاريخها، وليس أمامها سوى الاعتراف بالهزيمة، وفى باكستان أيضا، فإن مبالغة مشرف فى إثبات تبعيته وإخلاصه لأمريكا بقهر الشعب الباكستاني، وتدمير المسجد الأحمر وقتل رجال القبائل سوف يؤدى الى انتشار الفوضى والحرب الأهلية فى باكستان وسيؤدى ذلك الى سقوط النظام وهذا ليس فى مصلحة أمريكا التى تتزايد الكراهية ضدها فى أفغانستان.

جريمة المسجد الأحمر لن تمر بسهولة ولكنها ستجر الكثير من المصائب.. ونظام مشرف يوشك أن ينهار، ولذلك سيلتحم شعب باكستان بطالبان ليعيد تشكيل المنطقة، وسيضطر الناتو الى سحب قواته من أفغانستان لكن ذلك يمكن أن يجر المنطقة الى حرب طويلة ومدمرة بين الهند وباكستان وسيشكل تاريخا جديدا للمنطقة.

وأمريكا سوف تدرك قريبا أن أتباعها وعملاءها قد ورطوها فى حروب طويلة ومدمرة وعرضوها للهزائم، وسوف تدرك أن العدو العاقل خير لها من الصديق التابع الجاهل وسوف تتزايد كراهية الشعوب لأمريكا لأن الشعوب تعرف أن التابعين العملاء يرتكبون جرائمهم إرضاء لأمريكا وبأوامر أمريكية

الجزء الأول من صحيفة العراق اللكترونية ليوم الأربعاء 24-7-2007


ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
1
قائد عمليات بغداد: المجموع الكلي للمعتقلين بلغ 5590 معتقلا
وكالة الأخبار العراقية
قال القائد العام لعمليات فرض القانون في بغداد:" ان بعض دول الجوار التي لم يسمها تقوم بإرسال أجهزة مخابراتها لتنفيذ أجندة خاصة في العراق واذكاء حالة العنف فيه.وقال الفريق الركن عبود هاشم قنبر في مؤتمر صحفي عقدة اليوم الثلاثاء : "هناك العديد من دول الجوار العراقي تساهم في إذكاء حالة العنف في العراق." مطالبا هذه الدول بالوقوف إلى جانب العراق والمساهمة في منع المتسللين وضبط الحدود".وحول خطة امن بغداد، قال قنبر إن" خطة امن بغداد ماضية بالطريق الصحيح، وكما رسم لها، وقد حققت الكثير من النجاحات وامتلكنا زمام المبادرة بعد خمسة اشهر من تطبيقها".وبدأت خطة أمن بغداد المسماة ( فرض القانون) فى منتصف شباط فبراير الماضى بمشاركة القوات الامريكية وقوات الامن والشرطة العراقية فى بغداد وضواحيها بهدف القضاء على بؤر التوتر والجماعات المسلحة. وقال قنبر ان" خطة امن بغداد حققت الكثير من المكاسب، واستطاعت تقليل موجة العنف في بغداد والمحافظات." مشيرا الى "توقف العنف الطائفي بشكل ملحوظ وانخفاض عدد الجثث التي يتم العثور عليها بنسبة 90بالمئة حسب وزارة الصحة.:وحول أعداد المعتقلين قال ان المجموع الكلي للمعتقلين بلغ " 5590 معتقلا موزعة على 4400 في الكرخ و1190 فى الرصافة." وأشار الى ان "عدد الذين اطلق سراحهم بلغ 1124 شخصا ".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
2
الاعرجي : مشروع قانون هيئة العدالة والتوزان الوطني للسكان يكرس الطائفية
شبكة أخبار العراق
تحفظ النائب البرلماني عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد بهاء الاعرجي، الثلاثاء، على مشروع قانون هيئة العدالة والتوازن الوطني للسكان الذي تمت القراءة الاولى له فى جلسة مجلس النواب إلى جانب القراءة الاولى لتعديل النظام الداخلي للبرلمان. وقال النائب الاعرجي، الذي ينتمي لكتلة التيار الصدري، قبل ان تتم القراءة الاولى لمشروع القانون ان"هذا القانون يكرس الطائفية في البلد بدلا من تقليلها سيما ونحن نسعى من خلال المصالحة الوطنية إلى القضاء عليها", وتابع "أرى ان تتم القراءة الاولى اليوم ثم يترك (القرار) لتقدير البرلمان ". من جانبه، قال رئيس البرلمان محمود المشهداني، الذي حضر الجلسة متأخرا تعقيبا على مداخلة الاعرجي "هذه تمثل وجهة نظرك". وعقب النائب البرلماني سليم عبد الله عن قائمة التوافق العراقية على تعليق الاعرجي بالقول " وفقا للدستور وللبرنامج الوزاري يحق انشاء مثل هكذا هيئات؛ لأن الدستور أوجد عشر هيئات وترك للبرلمان انشاء هيئات اخرى، وانشاء هذه الهيئة هو تنفيذ للبرنامج الوزاري." وينص مشروع قانون انشاء هيئة العدالة والتوازن الوطني للسكان الذي تمت قراءته الاولى في البرلمان على تأسيس هيئة مستقلة تكون قرارتها علنية ومقرها بغداد ولها فروع في المحافظات، وتكون مستقلة ماليا وتتمتع بكل الصلاحيات.وتكون من صلاحيات الهيئة اعادة النظر بهيكلية دوائر الدولة بما يحقق العدالة بالمشاركة، وتسري صلاحياته على جميع دوائر الدولة بما فيها الاقاليم.ومن صلاحياته ايضا تفعيل الدستور ورفع توصيات لمجلس الوزراء لمراجعة الملاك الوظيفي واعادة النظر بترتيبه وفقا للتكوين السكاني، وكذلك وضع معايير موضوعية للتعيين في دوائر الدولة بما يتناسب مع الكفاءة . وشهدت جلسة البرلمان ، الثلاثاء، التصويت بالموافقة على مشروع قانون الاستثمار الخاص بمصافي النفط الخام، كما تمت القراءة الاولى لتعديل النظام الداخلي للبرلمان. ونص مشروع النظام الداخلى على خصم نصف مليون دينار من مخصصات عضو مجلس النواب عن كل يوم غياب للنائب. وتضمن القانون تنبيه العضو في حالة تغيبه لخمس جلسات متتالية او عشر جلسات متفرقة خلال الفصل التشريعي الواحد تنبيها خطيا يصار بعده الى اتخاذ الرئاسة اجراءات قانونية بحقه. واعطى القانون الجديد لعضو المجلس المتغيب لأي سبب شرعي صلاحية تخويل احد زملائه لممارسة مهامه وفق تخويل خطي على ان لايحصل العضو الواحد على اكثر من تخويل، وان لا تزيد عدد الجلسات المخول بها العضو اكثر من 15جلسة. وعلق الدكتور سليم عبد الله، عضو اللجنة القانونية، على هذه الفقرة بالقول "ان اللجنة بريئة من هذه الفقرة لأن كل عضو يجب أن يمثل اصالة وليس وكالة، وان مثل هذه الفقرة مخالفة للدستور." واشار النظام الى أن من حق العضو الحصول على اجازة ستة اشهر كحد اعلى بدون راتب لأي عذر، يصار بعدها الى احالته على التقاعد واستبداله بعضو اخر من قائمته، كما نص على منح العضوة المتوفي زوجها إجازة شهر واجازة الحج شهر بدون راتب، واعتبر الايفادات الخاصة بالمجلس ليست اجازات.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
3
وزيرة الإسكان والتعمير العراقية: مافيات الفساد والسرقة تكتسح دوائر الدولة
الملف نت
كشفت بيان دزه ئي وزيرة الاسكان والتعمير في الحكومة العراقية، عن ان "الازمة الامنية والفساد الاداري، هما من اكثر المخاطر التي تعوق عمل الوزارة وتقف بوجه تنفيذ مشاريع مهمة في العراق". وقالت دزه ئي في حديث لصحيفة الشرق الاوسط في لندن أمس، خلال زيارة عمل مع وفد فني من الوزارة، ان "الفساد الاداري موجود في اغلب دوائر الدولة، وأنا أتابع وأراقب بشدة هذا الملف، لكنني لا استطيع القول اني قضيت عليه"، مشيرة الى ان "الاموال التي تسرق نتيجة الفساد الاداري في الدولة طائلة جدا وقد تتسبب بقتل من يقف بوجه بعض الفاسدين إداريا، وهناك نسبة من المسؤولين الذين يتم قتلهم بسبب وقوفهم بوجه عمليات الفساد والسرقة وليس لأسباب أمنية". وأضافت "سأفشي لك سرا وهو انني هددت بسبب موقفي الحازم من قضية السرقة والفساد الاداري الذي قضيت على نسبة ليست قليلة منه في وزارتنا". وأضافت وزيرة الاسكان والتعمير العراقية قائلة "ان كوادر وزارتنا من المهندسين والفنيين مستهدفون باستمرار في العمليات الارهابية، ووزارة الاسكان والتعمير اعطت اكبر عدد من الضحايا الذين استشهدوا خلال عملهم؛ فنحن ننفذ مشاريع عملاقة خاصة في مجال بناء الجسور او اصلاحها ومد الطرق الخارجية".وأدرجت دزه ئي مشكلة "القوانين القديمة والتي لم يتم تغييرها حتى الآن كعائق بوجه عمل الوزارة وتنفيذ مشاريعها"، مؤكدة على ان "الوزارة تنفذ مشاريع استراتيجية مهمة في مقدمتها بناء المدارس والمجمعات السكنية والمستشفيات وإعادة اعمار دوائر الدولة ومد الطرق وبناء الجسور". وكشفت وزيرة الاسكان والتعمير عن "ان للوزارة خطة ضخمة خلال العام الحالي 2007 من بينها بناء مجمعات سكنية في البصرة والناصرية والحلة والعمارة وبغداد"، مشيرة الى انه "تم تنفيذ ما نسبته 85% من المشاريع الاسكانية ضمن خطة عمل مستمرة، وانه تم بناء 118 مدرسة ضمن خطة لبناء 279 مدرسة في مناطق مختلفة من العراق". وأوضحت دزه ئي أن "سبب زيارتها لبريطانيا هو لأغراض التنسيق مع منظمة هبتايت لدراسة المشاريع الاسكانية ووضع دراسة لتطوير المناطق السكانية المتضررة والسكن داخل المدن، وقد تم إجراء الدراسات وورش العمل بالتعاون مع جامعة نيوكاسل لوضع استراتيجية لحالة السكن في العراق". وأوضحت دزه ئي أن "حسب الدراسات التي اجرتها وزارة الاسكان والتعمير مع منظمة هبتايت، فان العراق بحاجة الى مليونين ونصف المليون وحدة سكنية حتى عام 2010"، معترفة "باستحالة امكانية الوزارة لتنفيذ هذا العدد من المشاريع السكنية خلال هذه الفترة القصيرة". وقالت "ليست هناك حكومة في العالم تكون مسؤولة مائة % عن مشاريع الاسكان او اسكان المواطنين، فمثل هذه المشاريع تنفذ من قبل خطط استثمارية وشركات القطاع الخاص"، منوهة بأن "الظروف في العراق أخرت كثيرا قانون الاستثمار وهيئة الاستثمار المنجز منذ فترة ليست قصيرة". وشكت وزيرة الاسكان والتعمير من العمليات الارهابية التي تستهدف كوادرها ومشاريعها، وقالت "كلما بنينا مشروع أو أنجزنا طريقا تم تفجيره واختطاف العاملين فيه وقتلهم، وفي مثل هذه الظروف يكون من الصعب للغاية العمل وتنفيذ المشاريع، ومع هذا فنحن نعمل ونبني". وحول خطط إعمار الجسور، قالت دزه ئي "واجهنا ظروفا صعبة من الناحية الفنية فيما يتعلق بإعادة إعمار جسر الصرافية الذي تم تصميمه عام 1947 ، ومع ذلك تغلبنا على المشاكل الفنية وأقنما خلال شهر جسرا عائما الى جانبه كي نتخلص من الاختناقات المرورية، وسيكون جسر الصرافية جاهزا خلال أشهر قليلة"، مشيرة الى ان "هناك ثمانية جسور تم تخريبها نتيجة العمليات الارهابية، ونقوم بإعادة بنائها، وهي بالاضافة الى جسر الصرافية: جسر ذراع دجلة، ديالى، الزعفرانية، بادوش، كركوك، تكريت، وجسر خالد بن الوليد، وفي غالبية هذه المناطق وضعنا جسورا عائمة لتسهيل المرور". وأوضحت دزه ئي أن "هناك شركة سعد التابعة للوزارة مهمتها بناء مصافي النفط، ونحن نعمل حاليا على إصلاح بعض المصافي وبناء مصاف جديدة، كما نعمل على إعادة تأهيل الطريق السريع الذي يربط المركز الحدودي (طريبيل) عند الحدود العراقية ـ الاردنية وحتى بغداد". وقارنت دزه ئي التي كانت وكيلة وزارتي الاعمار والبلديات في اقليم كردستان العراق، بين عملها السابق والحالي، قائلة "ان استقرار الاوضاع الامنية في اقليم كردستان وانخفاض نسبة الفساد الاداري ووجود قانون الاستثمار وتجاوز القوانين القديمة التي تقف بوجه تقدم العمل، كلها امتيازات تشجع على العمل والتقدم"، منوهة بأن "من الصعب ان نقــارن بين إقليم كردستان ومساحته مع العراق كله.. وما يهمنا اليوم هو بناء العراق كله وبضمنه كردستان والبصرة والعمارة والنجف".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
4
وفد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين يلتقي طالباني
وكالة الأخبار العراقية
التقى وفد رفيع المستوى من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالئيس طالباني عصر امس الاثنين .وضم الوفد لاري جونسون نائب المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين واشرف قاضي الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة واليستر كامبل ويوهان سيفوانتي وبروسبير نينيداغازي.وعرض الوفد خلال اللقاء مجمل خططه وبرامجه لمساعدة اللاجئين العراقيين الموجودين في الاردن وسوريا، مشيرا الى ان هناك تطورا ملحوظا بهذا الاتجاه. وقال طالباني : لدينا قرار ببذل كل الجهود الممكنة لمساعدة مواطنينا اللاجئين وتقديم العون اللازم اليهم والعمل من اجل التقليل من معاناتهم وتحسين ظروفهم المعيشية والصحية ومعالجة مشاكلهم، داعيا المفوضية العليا الاستمرار في جهودها لمد يد العون الى اللاجئين العراقيين من كل النواحي.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
5
3000 بعثي على قائمة اغتيالات للمليشيات في جنوب العراق
الملف نت
قالت مصادر امنية عراقية ان "المليشيات في محافظات البصرة وميسان وذي قار قد اعدت قائمة باسماء ثلاثة آلاف عراقي بعثي تريد تنفيذ حكم الاعدام بهم قبل محاكمتهم امام القضاء بتهم تقوم على الشبهات". واضافت المصادر ان الذعر يسود محافظات جنوب العراق بعد بدء المليشيات التابعة للأحزاب الدينية تصفية ثلاثة آلاف بعثي سابق أدرجتهم على قائمة مطلوبين تتهمهم بقتل مشاركين في انتفاضة اذار (مارس) عام 1991 ضد النظام السابق وذلك قبل استبدال قانون الاجتثاث بقانون المساءلة والعدالة المعروض امام البرلمان للتصويت. وحول انتهاكات المليشيات في وسط العراق اوضحت المصادر الامنية "ان "عدداً كبيراً من قادة المليشيات منحوا رتباً كبيرة تتراوح بين مقدم ورائد في الجيش او الشرطة تساعدهم علي تشديد قبضتهم في كربلاء والحلة والديوانية. وقالت المصادر ان "مئات الاغتيالات قد نفذت في كربلاء من دون ان تفتح الشرطة فيها اي تحقيق" وقالت ان "الاغتيالات نفذت ضد محامين وموظفين في الادارات يرفضون التخلي عن ملفات الفساد المالي والاداري التي يتولون متابعتها".
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
6
ضابط سابق بالجيش الاميركي يعترف بتلقيه رشاوى في العراق
شبكة أخبار العراق
اعترف ضابط احتياط اميركي سابق بانه تلقى رشاوى من متعاقدين مع الحكومة الاميركية اثناء عمله في العراق، حسب ما صرحت وزارة العدل الاميركية امس الاثنين. ويواجه الميجور جون الين ريفارد (48 عاما) الذي يمثل امام محكمة في اوستن بتكساس حكما بالسجن يصل الى 30 عاما بعد اعترافه بتلقي رشاوى والتآمر للحصول على رشاوى وغسل اموال، حسب بيان وزارة العدل. واعترف ريفارد انه في الفترة من نيسان/ 2004 وحتى اب/ 2005 ساعد في منح عقود بقيمة 21 مليون دولار لمتعاقد خاص لقاء رشاوى تصل الى اكثر من 220 الف دولار، اثناء عمله في قاعدة ال اس ايه اناكوندا، احدى اكبر القواعد الاميركية في العراق والواقعة على مشارف مدينة بلد.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
7
"أنسولين إيراني" ملوث بالإيدز في العراق
الملف نت
قالت مصادر إعلامية عراقية إن أنسولين إيراني ملوث بالإيدز ينتشر في العديد من المدن العراقية. ونقلت الأنباء الواردة من العاصمة العراقية بغداد عن الصيدلاني العراقي أحمد عبد الله قوله إن هناك أنسولين إيراني ملوث بالإيدز في العديد من الصيدليات العراقية،مشيرا إلى أن الاختبارات المخبرية أثبتت تلوث الأنسولين بفيروس الإيدز، داعيا المواطنين إلى تجنب استعمال أي منتج إيراني وخاصة الأدوية، تجنبا لأي مضاعفات أو مخاطر. ويعاني العراق من تدهور القطاع الصحي بعد أن فرضت ميليشات مسلحة سيطرتها على العديد من مفاصل هذا القطاع العام، وخاصة في أعقاب تولي التيار الصدري لوزارة الصحة ضمن المحاصصة التي اعتمدت لتشكلي الحكومة الحالية. وتتهم إيران بأنها تقف وراء انتشار المخدرات في العراق، بالإضافة إلى دعمها المتواصل للميليشيات المسلحة. ولم يصدر أي توضيح أو بيان من وزارة الصحة العراقية حول قضية انتشار الأدوية الملوثة بالإيدز في العراق.

ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
8
السفير الأميركي في بغداد: المتعاونون معنا يهددون بترك وظائفهم ما لم نمنحهم تأشيرات اللجوء وهذا يضعف تأثيرنا في العراق
شبكة أخبار العراق
تساءل محللو الأخبار عما إذا كانت حالة إصرار ألوف المترجمين العراقيين على طلب اللجوء الى الدول التي يتعاونون مع قواتها وبشكل خاص الولايات المتحدة وبريطانيا بدافع الحصول على امتياز الإقامة في تلك الدول أم "الخوف المشروع" من تهديدات المتمردين والميليشيات باختطافهم وقتلهم أو بتعريض أفراد عوائلهم للأذى، أم أنهم بدأوا يدركون (الخطر على حياتهم) بحساب احتمالات قرب انسحاب جيوش قوات التحالف من العراق. ويرى المحللون أن العملية السرية التي نفذتها الدنمارك لنقل 200 مترجم وموظف وعوائلهم، إضافة الى الضجة التي أثارتها أعداد كبيرة من الموظفين والمترجمين المتعاونين مع سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا وقواتهما العسكرية في العراق، حالة غير اعتيادية وتستلفت الانتباه. وقال محللو الأخبار إن المترجمين والعاملين في السفارات ربما يكونون أكثر الناس اطلاعاً على طبيعة التطورات السرية لعمل قوات التحالف في العراق، ولهذا فإنهم يستعجلون الحصول على ملاذات آمنة لهم ولعوائلهم لإنهم يدركون جيداً مخاطر تعرضهم للأذى فيما لو شرعت قوات التحالف بالانسحاب من العراق في غضون نصف السنة المقبل على أكثر التقديرات. ويعتقد المحللون أنّ حالة الهلع التي يعبر عنها المترجمون العراقيون "صورة مصغرة" لما يمكن أنْ تتعرّض له أعداد كبيرة جدا من العاملين في الجيش والشرطة والقوات الأمنية ومؤسسات حكومية أخرى، فهم أيضا يـُتهمون بالتعاون مع قوات الاحتلال الأميركية والبريطانية على وجه الخصوص. وهم مستهدفون بشكل خاص من قبل المتمردين السنة والميليشيات الشيعية على حد سواء. وإلى ذلك دعا سفير الولايات المتحدة في العراق (رايان كروكر) جميع العراقيين الذين يعملون مع الحكومة الأميركية الى تقديم تعريف بالمخاطر التي يتعرّضون لها لغرض قبولهم كلاجئين. وطبقاً لصحيفة الغارديان البريطانية، حذر كروكر في حديث متلفز مع صحيفة الواشنطن بوست من أن الموظفين العراقيين ما لم يمنحوا الأمل بوجود ملاذ آمن في أميركا فإنهم سيتركون عملهم مع القوات الأميركية أو في وظائف السفارة، مشيراً الى أنّ ذلك يضعف قدرة الإدارة الأميركية على إحداث التأثير الذي تسعى اليه في العراق. وقال السفير الأميركي إن العراقيين العاملين بوظائف في الحكومة الأميركية "يعملون تحت ظروف صعبة للغاية، وهم في الغالب أهداف للعنف وبصفة خاصة القتل والاختطاف. وما لم يعرف هؤلاء بأن هناك بعض الأمل في الحصول على تأشيرة (فيزا) الى الولايات المتحدة فإن الكثيرين منهم سيطرقون أبواباً أخرى لطلب اللجوء، تاركين مهمتنا في العراق تفتقر الى أحد أكثر أهم مصادر قوتنا فيه". وتؤكد الغارديان أن الحكومة الأميركية وحليفتها الشريكة الرئيسة في احتلال العراق بريطانيا، تعرّضتا لحملة انتقاد شديدة من قبل منظمات حقوق الانسان واغاثة اللاجئين بسبب فشلهما في السماح بلجوء أعداد من العراقيين. ولم تسمح واشنطن إلا بقبول 825 من اللاجئين العراقيين منذ الغزو في سنة 2003. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة البريطانية منحت حق اللجوء السياسي لحوالي 100 من العراقيين بين سنتي 2003 و2005، لكن الأعداد لما بعد هذا التاريخ غير معروفة. وقد رفضت المملكة المتحدة النظر في طلبات اللجوء المقدمة الى مفوضيات اللاجئين من قبل حوالي مليوني عراقي كانوا قد هربوا من البلد الى الأردن وسوريا ومصر ودول عربية أجنبية أخرى. وفي اعقاب الانتقادات الشديدة، وسعت الإدارة الأميركية برنامج السماح بقبول اللاجئين العراقيين، واعدة بقبول 7000 لاجئ بحلول شهر اكتوبر-تشرين اول المقبل. ولم تروج دوائر الهجرة في الولايات المتحدة إلا 133 طلب لجوء لعراقيين منذ شهر تشرين الأول الماضي. وتقدر الأمم المتحدة أنّ عدد غير القادرين على العودة الى العراق قد يصل الى 20 ألف شخص. وقبلت البلدان الأوربية الأخرى أعداداً كثيرة من اللاجئين العراقيين. واستقبلت السويد أعداداً تفوق أية دولة أخرى، على الرغم من أنها ليست جزءاً من قوات التحالف التي قامت بغزو العراق. والأسبوع الماضي كـُشف عن نقل الدنمارك جواً وفي عملية سرية حوالي 200 مترجم عراقي مع عوائلهم قبل الانسحاب الوشيك لـ 470 جندياً دنماركياً شاركوا في عملية الغزو.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
9
خطة عسكرية جديدة تحدد دور القوات الأمريكية في العراق لمدة عامين قادمين مقتل وإصابة‏96‏ في عملية انتحارية قرب مستشفي للأطفال بالحلة واحتجاجات علي حصار الحسينية المالكي يفتتح جولة المحادثات الأمريكية ـ الإيرانية ويطالب بعدم التدخل في الشئون العراقية
الأهرام
كشفت تقارير أمريكية أمس عن انتهاء القادة العسكريين الأمريكيين من وضع معالم خطة عسكرية جديدة بشأن العراق تتضمن بقاء القوات الأمريكية في العراق لمدة عامين قادمين‏,‏ وذلك في الوقت الذي بدأت فيه أمس في بغداد جولة جديدة من المحادثات الأمريكية‏-‏ الإيرانية حول سبل وقف العنف في العراق‏,‏ بينما شهدت مدينة الحلة الشيعية عملية انتحارية دامية راح ضحيتها‏95‏ شخصا ما بين قتيل وجريح‏.‏فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن القيادة العسكرية للقوات الأمريكية في العراق أعدت مشروع خطة بعنوان خطة الحملة المشتركة تتضمن تحديد الدور الأمريكي في العراق علي مدي عامين قادمين‏,‏ متضمنة مرحلتين أساسيتين‏,‏ حيث تدعو إلي إعادة الأمن إلي العاصمة العراقية بغداد وما حولها من المناطق بحلول صيف‏2008,‏ ثم إلي فرض وضع أمني دائم في أنحاء العراق كلها بحلول صيف‏2009.‏وأشارت الصحيفة إلي أن الخطة تستند إلي أسس استراتيجية الرئيس الأمريكي جورج بوش بزيادة القوات والتي بدأ تنفيذها في يناير الماضي بإرسال المزيد من القوات القتالية إلي العراق‏,‏ وتستند أيضا إلي فكرة أن احتواء العنف وحماية سكان العراق سيثمر عزل المسلحين وتوفير الظروف التي تحتاجها الفصائل السياسية العراقية لتحقيق المصالحة‏.‏ وأضافت الصحيفة أن الخطة لا تدعو إلي تحديد مستوي القوات في العراق أو مواعيد زمنية لسحب القوات البالغ قوامها‏160‏ ألف جندي‏,‏ إلا أنها تتوقع انخفاض مستوي القوات الأمريكية بعد انتهاء مهمة الاعداد الإضافية التي تم إرسالها إلي العراق في وقت لاحق من العام الحالي أو مطلع عام‏2008.‏وقالت الصحيفة إن مسودة هذه الخطة أعدها الجنرال ديفيد بيتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق وريان كروكر السفير الأمريكي في بغداد‏,‏ وأنه تم تقديمها بالفعل إلي وزير الدفاع روبرت جيتس‏,‏ ومن المتوقع أن تقدم بشكل رسمي إلي المسئولين العراقيين خلال أيام‏.‏جاء الكشف عن هذه الخطة في الوقت الذي كشف فيه استطلاع للرأي العام الأمريكي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة تليفزيون إيه‏.‏ بي‏.‏ سي أن‏60%‏ من الأمريكيين يرون أنه يجب أن تكون للكونجرس الكلمة الأخيرة في تحديد موعد الانسحاب من العراق‏,‏ في مقابل‏31%‏ فقط اعتبروا أن قرارا كهذا ينبغي أن يصدر عن الرئيس جورج بوش‏,‏ وهو ما يعكس ثقة غالبية الأمريكيين في الكونجرس بدلا من بوش نفسه فيما يتعلق بالحرب في العراق‏.‏وفي غضون ذلك‏,‏ بدأت أمس في بغداد جولة جديدة من المحادثات الأمريكية ـ الإيرانية حول العراق بمشاركة ريان كروكر السفير الأمريكي في بغداد والمبعوث الإيراني حسن كاظمي قومي وفي حضور مسئولين عراقيين‏,‏ وذلك لبحث سبل وقف العنف في العراق‏.‏وافتتح الجلسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بكلمة رحب فيها بالحاضرين في مقره بالمنطقة الخضراء‏,‏ قبل أن يغادر القاعة وفقا لما ذكره أحد مسئولي مكتبه‏.‏وقال المالكي في كلمته الافتتاحية إنه من الضروري دعم استقرار العراق عبر المرحلة الثانية من الحوار بين البلدين‏,‏ وقال للحاضرين‏:‏ نتمني دعمكم لاستقرار العراق الذي لا نريد أن يتدخل في شئون الآخرين ولا نريد أن يتدخل أحد في شئونه الداخلية‏.‏كما شدد المالكي علي ضرورة تكاتف المجتمع الدولي وجميع الأصدقاء لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي تجاوزت حدود العراق‏,‏ بحسب تعبيره‏,‏ نظرا لتلقي تنظيمات القاعدة والإرهابيين ضربات قوية وهروب الكثير منهم من المواجهة في العراق إلي دول أخري‏.‏وعلي صعيد أعمال العنف‏,‏ أعلنت الشرطة العراقية عن مصرع‏26‏ شخصا وإصابة‏69‏ آخرين بجروح في انفجار بمدينة الحلة الواقعة جنوب العاصمة بغداد والتي تقطنها أغلبية شيعية‏,‏ عندما اقتحمت سيارة ملغومة يقودها انتحاري شارعا قريبا من مستشفي للأطفال‏.‏وذكر مسئول من الشرطة العراقية أن غالبية القتلي والجرحي من النساء والأطفال‏,‏ وقال إن‏25‏ من المصابين يعالجون من إصابات خطيرة‏,‏ مشيرا إلي أن الانفجار أدي أيضا إلي تدمير‏15‏ سيارة و‏20‏ محلا تجاريا‏.‏
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
10
السفير الإيراني: حل المشاكل الأمنية في العراق، ينعكس بالايجاب حتى على الأمريكيين في حل مشاكلهم
الوفاق الإيرانية
قال السفير الاميركي لدى العراق أمس الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي عقب جلسة الحوار الثلاثي الاميركي. الايراني.العراقي: إن المحادثات كانت مستفيضة وصريحة، وإنه تم الاتفاق مع الجانب الايراني على تشكيل لجنة أمنية مشتركة.وكانت الأطراف الثلاثة قد عقدت جلستين من الحوار استمرت عدة ساعات في العاصمة بغداد. وترأس الوفد الإيراني السفير حسن كاظمي قمي، فيما ترأس الوفد الأميركي سفير واشنطن لدى بغداد رايان كروكر.وحضر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الجلسة الاولى صباح أمس، وحث الأطراف المشاركة على المساعدة في إحلال الأمن والاستقرار في بلاده، وقال: إن الحوار هو السبيل الأفضل للتعاون.وكانت الجولة الثانية من المباحثات بين ايران واميركا والعراق قد بدأت قبل ظهر أمس بكلمة للمالكي رحب من خلالها بالمشاركين ودعاهم الى فهم شامل للوضع العراقي آملا أن يؤدي الإجتماع الى تقديم العون للشعب العراقي، وأن يخلق مناخاً إقليمياً جديداً يقوم على أساس التعاون والإيجابية في مواجهة الارهاب الذي يهدد الجميع.وأضاف رئيس الوزراء العراقي: إن الحوار هو السبيل الأفضل للتعاون، وإننا نتطلع إلى بناء عراق جديد على أساس التعاون والرغبة في إقامة العلاقات الطيبة مع الجميع، كما نتمنى دعمكم لإستقرار العراق الذي لا نريد أن يتدخل في شؤون الاخرين ولا نريد أن يتدخل أحد بشؤونه الداخلية.وقبل بدء هذه الجولة من المحادثات، اجتمع الرئيس العراقي جلال الطالباني أمس الاول (الاثنين)، بسفيري ايران والولايات المتحدة في بغداد.وأعلنت الرئاسة العراقية أن الطالباني دعا، خلال اجتماعه مع حسن كاظمي قمي سفير ايران في العراق بحضور نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، ايران الى مساعدة العراق في استتباب الأمن والاستقرار والتصدي للارهاب.من جانبه، أبلغ رئيس الوفد الايراني الى الحوار الرئيس العراقي حرص ايران على اجراء هذه المحادثات بروح جدية وبذل أقصى الجهود من أجل انجاحها والتوصل الى نتائج ايجابية من شأنها مقارعة الارهاب وتحقيق الاستقرار في العراق والمنطقة بأسرها.كما اجتمع الطالباني بالسفير الاميركي في بغداد رايان كروكر أمس الاول لتدارس سير العملية السياسية والمعوقات التي تعترض استكمال سير العملية السياسية في العراق.وكان السفير الايراني في العراق حسن كاظمي قمي قد اكد أن الجولة الثانية من الحوار بين ايران واميركا والعراق أمس الثلاثاء في بغداد، ستتمحور حول سبل تفعيل ما تمت مناقشته في الجولة الاولى بشأن الوضع الامني في العراق.واعتبر كاظمي قمي في تصريح ادلى به مساء الاثنين لقناة العالم الاخبارية أن جولات الحوار الثلاثي، الايراني. العراقى.الاميركي حول العراق لا تتمخض عن شيء ما لم تجتمع الارادة الحقيقية، ويحوّل الجانب الاميركي اقواله بشأن العراق الى افعال.وقال السفير الايراني لدى بغداد: إن المسؤولين العراقيين يؤكدون متابعة موضوع الدبلوماسيين الايرانيين المختطفين من قبل القوات الاميركية.كما اكد أن اختطاف الدبلوماسيين الايرانيين على يد القوات الاميركية يخالف القوانين الدولية ويعتبر انتهاكا لسيادة الحكومة العراقية.واضاف: إن المسؤولين العراقيين الذين التقاهم يوم الاثنين بمن فيهم الرئيس جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي اعربوا عن تفاؤلهم بجولة الحوار الجديدة.واشار الى وجود توافق في وجهات النظر الايرانية والاميركية حول بعض المواضيع في الجولة الاولى من المحادثات، منها دعم الحكومة العراقية المنتخبة والحرص على وحدة الاراضي العراقية والمساعدة على حل المشاكل الامنية وكذلك سبل اعادة الاعمار في هذا البلد، مضيفا: إن الجولة الثانية من المفاوضات ستتناول كيفية انجاز هذه المهمات وخاصة القضايا الامنية منها.واضاف كاظمي قمي: إن الجولة الثانية من الحوار بين ايران واميركا تجري بحضور الجانب العراقي في نفس اطار الجولة الاولى، مشددا انه سيتم خلال هذه الجولة بحث كيفية تفعيل ما تم تاكيده في الجولة السابقة.واشار قمي الى أن المسؤولين العراقيين ينظرون بعين التفاؤل الى استمرار هذه المفاوضات معتبرين انه قد يساعد على حل بعض المشاكل الامنية ومكافحة الارهاب الذي يعاني منه الشعب العراقي.واعتبر السفير الايراني المساعدة على حل المشاكل الامنية في العراق قد تنعكس ايجابا حتى على الاميركيين الذين يعانون من مشاكل وصعوبات جمة في العراق، مؤكدا ضرورة السعي لجعل العراق بلدا مستقرا وآمنا يتمتع بحكومة قادرة على الدفاع عن أمن شعبها ووحدة اراضيها.واضاف: المسؤولون العراقيون يعتقدون أن ايران تتمتع بخبرات كبيرة في حل المشاكل الامنية وبإمكانها القيام بدور فعال جدا للمساعدة على حل هذه المشاكل في بلدهم، ويعتبرون توصل هذه المحادثات الى طريق عملي لحل المشاكل الامنية يصب في مصلحة الشعب العراقي.وتابع قائلا: المسؤولون العراقيون يعتبرون استتباب الامن في البلاد سيؤدي الى تسليم الملف الامني للحكومة العراقية وهذا ما سينهي الحاجة الى وجود قوات اجنبية في العراق.وقلل السفير الايراني لدى بغداد من شأن التوقعات بالتوصل الى نتيجة حاسمة لحل المشاكل الامنية في هذه الجولة من المحادثات، لكنه اعتبر بدء هذه المفاوضات ايجابيا وفي الاتجاه الصحيح، واضاف: إن عدد الجولات التي ستحتاجها هذه المفاوضات للتوصل الى نتيجة حاسمة يتوقف على التقدم الذي سيحصل اثناءها وكذلك التزام الجانب الاميركي بتعهداته.وفي وقت سابق، أشاد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بدعم الجمهورية الاسلامية الايرانية لشعب العراق وحكومته الشرعية.وعبر زيباري الاثنين لدى لقائه بالوفد الايراني المفاوض مع امريكا بخصوص العراق، عن شكره لموافقة الجمهورية الاسلامية الايرانية لدعوة بغداد باجراء محادثات مع امريكا لدعم الحكومة والشعب العراقي.وأعرب عن أمله في ان تقدم الجمهورية الاسلامية الايرانية بشكل جاد كما في الجولة الاولى من المحادثات وجهات نظرها لتحقيق نتائج بناءة.كما أعرب زيباري عن أمله في ان تفضي هذه الجولة من المحادثات بين امريكا وايران بخصوص قضايا العراق الى دعم المسار السياسي وترسيخ الامن والاستقرار في العراق.من ناحية ثانية، قال مساعد وزير الخارجية في الشؤون البرلمانية والقنصلية محمد علي شهيدي أمس الثلاثاء ان الجولة الثانية من المحادثات بين ايران وامريكا تدور حول العراق فقط.وابلغ شهيدي مراسل (ارنا): اننا نسعى في هذه الجولة مرة اخرى ان نذكر الامريكان بمسؤوليتهم في احلال الامن بالعراق.ورأى ان عدم التعاون الامريكي هو وراء تصاعد التدهور الامني في العراق.وصرح ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تشهد لحد الآن وخاصة بعد الجولة الاولى من المحادثات بين طهران وواشنطن بشأن العراق اي تعاون بهذا الخصوص من قبل الحكومة الامريكية.وشدد على ان موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذه الجولة كما في الجولة السابقة هو دعم حكومة السيد نوري المالكي.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
11
جنود أمريكيون يتهمون إدارة بوش بالإهمال في معاملتهم
الأهرام
تقدم جنود أمريكيون ممن أصيبوا بجروح خلال خدمتهم في حربي العراق وأفغانستان بشكوي ضد الحكومة الأمريكية يتهمونها فيها بعدم تقديم المساعدة المالية والطبية الضرورية لهم‏.‏ وقدمت الشكوي أمام محكمة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا باسم مئات الآلاف من المحاربين القدامي جمعيتا محاربون قدامي من أجل الصواب ومقرها في واشنطن ومحاربون قدامي من أجل الحقيقة ومقرها في كاليفورنيا‏.‏ ويتهم هؤلاء وزارة المقاتلين السابقين بانتهاك الحقوق الدستورية للمحاربين القدامي الذين يواجهون بيروقراطية ينجم عنها تراكم الملفات الخاصة بهم‏,‏ وقالوا في شكواهم إن التأخير أصبح حاجزا لا يمكن تجاوزه‏,‏ ويمنع العديد من المحاربين القدامي من الحصول علي العناية والتعويضات‏.‏ واتهم هؤلاء الوزارة أيضا بأنها خدعت عن عمد بعض المحاربين القدامي ضحايا الضغط النفسي الذي يلي صدمة المشاركة في الحروب‏,‏ وذلك عبر حملهم علي الاعتراف بأنه كانت لديهم اضطرابات سابقة في الشخصية‏,‏ بهدف تفادي دفع تعويضات لهم‏.‏

ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
12
انسحاب الاتحاد الوطنـي من قاعة برلمان كردستان أثناء مناقشة قانون النفط
الصباح
قال عضو في برلمان اقليم كردستان امس الثلاثاء: إن كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني بالبرلمان تركت قاعة البرلمان في مدينة أربيل، أثناء مناقشة قانون النفط والغاز، ما أدى إلى رفع الجلسة وارجاء مناقشة القانون الى جلسة لاحقة.و قال آريز عبد الله، عضو برلمان كردستان في تصريح صحفي: ان الكتلة الخضراء في البرلمان طالبت بداية جلسة امس بتأجيل مناقشة قانون النفط والغاز في كردستان الى وقت لاحق لأنه مهم ولا يمكن التصديق عليه في جلسة استثنائية وخلال عطلة البرلمان، لكن الطلب رفض من قبل رئاسة البرلمان فخرج على اثر ذلك أعضاء الكتلة الخضراء من القاعة.ويتكون برلمان كردستان الذي يضم (111) عضوا من كتلتين رئيستين، الخضراء وأعضاؤها هم من المنتمين للاتحاد الوطني الكردستاني ، والكتلة الصفراء وأعضاؤها ينتمون إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني اضافة الى قوائم تمثل أحزابا أخرى. وأضاف عبد الله: ان أعضاء القائمة الخضراء خرجوا من القاعة لاعتقادهم بأن قانون النفط والغاز قانون مهم يشمل إخراج وتصفية و بيع النفط والغاز ومناقشة هكذا قانون تحتاج الى وقت، مشيرا إلى أن الكتلة طالبت بإرجاء المناقشة إلى وقت لاحق لكن لم تأخذ رئاسة البرلمان بالاقتراح.وأشار عضو البرلمان الى أن عددا آخر من الأعضاء من خارج القائمة الخضراء تركوا القاعة أيضا، ما أدى إلى رفع الجلسة الى وقت لاحق.يذكر أن البرلمان دعا أعضاءه، أمس الاول ، لحضور جلسة استثنائية لمناقشة قانون النفط والغاز الخاص بإقليم كردستان، برغم أن عطلة البرلمان قد بدأت منذ الأول من شهر تموز الحالي والتي ستستمر حتى بداية أيلول المقبل.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
13
بوش يربط بين ابن لادن والعنف بالعراق ويعتبر الانسحاب كارثة
الرأي الاردنية
ربط الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء بين العنف اليومي في العراق وزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، مذكرا بالمخاطر التي تمثلها هذه الشبكة الارهابية في محاولة منه لتبرير الوجود الاميركي في هذا البلد.وفي مواجهة مزيد من المطالبة بانسحاب اميركي من العراق، حذر بوش من ان اي انسحاب متسرع سيضاعف مخاطر وقوع اعتداء في الولايات المتحدة.وقال في خطاب امام عسكريين في شارلستون (كارولاينا الجنوبية، جنوب شرق) ان ''التخلي عن العراق لتنظيم القاعدة سيكون كارثة على بلدنا''. واضاف ''مهما كانت صعوبات المعارك في العراق، علينا ان نربح ونستطيع ان نربح''. وتابع بوش ''البعض يقول ان العراق ليس جزءا من الحرب على الارهاب، انهم يدعون ان التنظيم المسمى القاعدة في العراق هو ظاهرة عراقية مستقلة عن اسامة بن لادن ولا تسعى الى مهاجمة اميركا. وهذا سيكون امرا جديدا بالنسبة الى اسامة بن لادن''.من جهة اخرى قال ريان كروكر السفير الاميركي في العراق امس بعد جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة وايران ان الدعم الايراني للميليشيات التي تزعزع الاستقرار في العراق زاد منذ اجرت واشنطن وطهران محادثات مهمة في بغداد في ايار. وقال كروكر في مؤتمر صحفي بعد محادثات حول الازمة الامنية في العراق مع نظيره الايراني ان كثيرا من الحوار لم يكن ''وثيق الصلة بالموضوع''.ميدانياً، اعلنت مصادر امنية وطبية عراقية مقتل 26 شخصا واصابة 69 آخرين بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة صباح امس وسط مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد) التي تقطنها غالبية شيعية.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
14
واشنطن تجدد اتهام طهران بـ"دعم الميليشيات" في العراق
الغد الاردنية
جددت الولايات المتحدة أمس اتهام ايران بدعم الميليشيات التي تقاتل قوات التحالف في العراق، وذلك اثر جولة ثانية من المحادثات الاميركية الايرانية حول الامن في هذا البلد.وقال السفير الاميركي لدى بغداد راين كروكر، اثر اللقاء، "منذ المحادثات الاولى بين طهران وواشنطن التي رمت الى لجم العنف في العراق، فإن ايران زادت دعمها للميليشيات التي تقاتل" في هذا البلد.وكان كروكر يتحدث الى الصحافيين اثر محادثات استمرت ساعات عدة مع نظيره الايراني حسن كاظمي قمي، ووصفها بأنها "مفصلة وصريحة".واللقاء بين السفيرين هو الثاني على هذا المستوى بين البلدين منذ قطع العلاقات الدبلوماسية عام 1980، اثر احتجاز الرهائن بالسفارة الاميركية في طهران.واكد كروكر ان "الحكم على ما تقوم به طهران سيكون بناء على ما سيجري على الارض" مضيفاً "في الحقيقة رأينا ازديادا لنشاط الميليشيات التي تدعمها ايران وليس تراجعا".وأشار الى الفترة الزمنية منذ الاجتماع الاول بين الطرفين في 28 أيار (مايو) الماضي.وتتهم الولايات المتحدة ايران بـ"دعم المجموعات المتطرفة في العراق عبر تدريبها وتزويدها السلاح"، في حين تعتبر طهران ان الانسحاب الاميركي من العراق هو "الشرط الاول ليستعيد هذا البلد "أمنه".وفي طهران، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد حسيني ان "الاتهامات الاميركية لا اساس لها وتهدف الى تضليل الرأي العام القلق من السياسة الحربية للولايات المتحدة".واضاف "الافضل للاميركيين ان يبحثوا عن سبل الخروج من الازمة العراقية، ويحترموا استقلال الشعب العراقي وارادته".غير ان اللقاء الذي تم بمكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، تناول فكرة تشكيل لجنة أمنية ثلاثية من الولايات المتحدة وايران والعراق، وفق مسؤولين عراقيين.وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في بيان، ان "اللقاء الاميركي-الايراني كان بناء ونشعر بأنه اسفر عن نتائج فعلية".واضاف "توصلنا، للمرة الاولى، الى اتفاق على العمل معا داخل لجنة امنية بهدف خدمة الشعب العراقي".وأكدت الحكومة العراقية، في بيان رسمي، ان "الحاضرين انتهوا الى تشكيل لجنة امنية ثلاثية لحل جميع الاشكالات القائمة او التي تحصل لاحقا".واضاف البيان ان اللجنة ستركز جهودها على "التعاون من اجل ملاحقة الارهاب والمجموعات الارهابية في العراق وعلى رأسها تنظيم القاعدة الارهابي".كما ستتولى "دعم جهود الحكومة العراقية في بسط الامن والاستقرار في جميع ارجاء العراق وملاحقة الخارجين عن القانون والعناصر المتطرفة" اضافة الى "مراقبة الحدود العراقية الايرانية وضبطها والتعاون من اجل منع العناصر المعادية من اختراقها والاضرار بمصالح البلدين".كما أكد الطرفان الاميركي والايراني دعمهما "لوحدة واستقلال العراق واحترام سيادته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وتأييد حكومة المالكي ودعم جهودها في بسط الامن والاستقرار ومحاربة الارهاب وملاحقة الخارجين على القانون والعمل من اجل تحسين الخدمات واصلاح الوضع الاقتصادي" وفقاً للبيان.من جهته، قال كروكر انه "لم يتم تحديد هوية المشاركين في اللجنة ولا موعد اجتماعها" مضيفاً "انه امر ينبغي ان نوضحه نحن الاميركيون مع الايرانيين والعراقيين".وكان المالكي حض، في كلمة ألقاها بمستهل الاجتماع، ايران والولايات المتحدة على توحيد جهودهما لضمان استقرار العراق.وقال "نتمنى دعمكم لاستقرار العراق الذي لا نريد ان يتدخل في شؤون الآخرين ولا نريد ان يتدخل أحد بشؤونه الداخلية".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
15
البرلمان يقر قانونا للاستثمار الأجنبي في مصافي النفط
الدستور
وافق البرلمان العراقي امس على مشروع قانون يفتح الباب أمام الشركات الاجنبية لبناء مصاف لتكرير النفط في البلاد وادارتها.وبمقتضى القانون ستتمكن "الحكومات المحلية والسلطات الاقليمية" من التعامل بصفة مستقلة مع الشركات الاجنبية وتوقيع العقود واصدار التراخيص لبناءالمصافي. ويختلف هذا القانون عن مشروع قانون للنفط والغاز يحكم قواعد التنقيب والانتاج ويعتبر عنصرا أساسيا في سد الهوة التي تفصل بين طوائف العراق. وقدمت الحكومة مشروع قانون النفط والغاز للبرلمان لكن المجلس لم يبدأ بعد مناقشته في جلساته الموسعة. وعرض التلفزيون العراقي في بث مباشر الجلسة التي وافق فيها النواب على قانون صناعة التكرير.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
16
أميركا تنوي إبقاء قواتها فـي العراق عامين آخرين
الرأي الاردنية
صاغت القيادة العسكرية الاميركية في العراق خطة تقضي ببقاء القوات الاميركية في العراق لمدة عامين آخرين، حسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز امس.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين لم تكشف عن هوياتهم ان الوثيقة تدعو الى اعادة الامن في بغداد وغيرها من المناطق العراقية بحلول صيف 2008 كما تدعو الى احلال الامن الدائم في العراق بحلول صيف 2009.وتستند خطة القيادة إلى استراتيجية الرئيس الاميركي جورج بوش بزيادة القوات والتي بدأ تنفيذها في كانون الثاني بارسال مزيد من القوات القتالية الاميركية الى العراق.وذكرت الصحيفة ان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بتراوس والسفير الاميركي في العراق ريان كروكر وضعا الخطة وقدماها الى وزير الدفاع روبرت غيتس.وتأتي الاستراتيجية التي تحمل عنوان خطة الحملة المشتركة في الوقت الذي يسعى اعضاء الكونغرس الى وضع جدول زمني لبدء انسحاب القوات الاميركية بعد ان وصفوا سياسة بوش بانها فاشلة.وتستند استراتيجية بوش وهذه الخطة إلى فكرة ان احتواء العنف وحماية سكان العراق سيثمر عن عزل المسلحين وتوفير الظروف التي تحتاجها الفصائل السياسية العراقية لتحقيق المصالحة، حسب الصحيفة.واشارت الصحيفة الى ان الخطة لا تدعو الى تحديد مستوى القوات في العراق او تحديد مواعيد زمنية لسحب القوات البالغة 160 الف جندي. الا انها تتوقع انخفاض مستوى القوات الاميركية بعد انتهاء مهمة الاعداد الاضافية التي ارسلت الى العراق في وقت لاحق من هذا العام او مطلع عام 2008. وتشتمل الخطة على خطوتين بهدف قصير المدى وهو احلال الامن محليا في بغداد وغيرها من المناطق في موعد لا يتجاوز حزيران 2008، مع تشجيع التعايش السياسي على المستوى المحلي وفي الوقت ذاته مواصلة دفع القادة العراقيين نحو المصالحة، حسب الصحيفة.أما الخطوة التالية او الهدف المتوسط المدى فسيكون محاولة البناء على الاتفاقات المحلية لاحلال الامن في انحاء البلاد بحلول 2009.ويتوقع ان توزع الخطة رسميا على المسؤولين في بغداد هذا الاسبوع، طبقا للصحيفة.ومن المقرر ان يقدم الجنرال بتراوس والسفير الاميركي في بغداد في ايلول المقبل تقييما لاستراتيجية زيادة القوات في لحظة يتوقع ان تكون حرجة ومهمة بالنسبة لبوش الذي يسعى الى وقف محاولات الديمقراطيين في الكونغرس لاجباره على سحب القوات الاميركية من البلد المضطرب.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
17
الحكيم يعود الى العراق بعد خضوعة للعلاج في طهران
الغد الاردنية
عاد رئيس المجلس الأعلى العراقي الإسلامي (شيعي) عبدالعزيز الحكيم أمس الى العراق بعد خضوعة للعلاج في طهران لورم سرطاني يعاني منه.وأكد مؤيد الحكيم، سكرتير نجل الحكيم، ان "الحكيم يتمتع بصحة جيدة بعد ان قطع مراحل كبيرة للشفاء ولا يشوب صحته أي شائب".وكان الحكيم توجه منتصف ايار (مايو) الماضي الى الولايات المتحدة لإجراء فحوص طبية ثم توجه الى طهران للعلاج.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
18
جنود أميركيون خدموا فـي العراق يقاضون حكومتهم
الرأي الأردنية
تقدم جنود اميركيون اصيبوا بجروح في العراق وافغانستان بشكوى الاثنين ضد الحكومة الاميركية التي يتهمونها بعدم تقديم المساعدة المالية والطبية الضرورية لهم. وقدمت الشكوى امام محكمة سان فرانسيسكو (كاليفورنيا، غرب) بواسطة جمعيتي محاربون قدامى من اجل الصواب ومقرها في واشنطن و محاربون قدامى من اجل الحقيقة ومقرها في كاليفورنيا، باسم مئات آلاف المحاربين القدامى. ويتهم هؤلاء وزارة المقاتلين السابقين بانتهاك الحقوق الدستورية للمحاربين القدامى الذين يواجهون بيروقراطية ينجم عنها تراكم الملفات: ان التأخير اصبح حاجزا لا يمكن تجاوزه ويمنع العديد من المحاربين القدامى من الحصول على العناية والتعويضات . ويواجه المحاربون القدامى ايضا اجهزة علاج تراكمت لديها الملفات. وكتبوا في شكواهم ان العدد الكبير من العسكريين الجرحى العائدين من العراق وافغانستان غرقوا في الاجهزة المهملة في وزارة المقاتلين السابقين (..) وهذه الاجهزة القديمة ليست مؤهلة لمعالجة حالات الضغط النفسي الذي يلي الصدمة . واتهموا الوزارة ايضا بخداعها عمدا بعض المحاربين القدامى ضحايا الضغط النفسي الذي يلي الصدمة عبر حملهم على الاعتراف بانه كانت لديهم اضطرابات سابقة في الشخصية بهدف تفادي دفع تعويضات. وقالت الشكوى اذا لم تتخذ اجراءات قوية ومنهجية فورا، فان الكلفة لهؤلاء المحاربين القدامى وعائلاتهم وبلدنا ستكون باهظة لا تحصى: عائلات مهشمة وجيل جديد من المحاربين القدامى العاطلين عن العمل ومن مأوى وزيادة تعاطي المخدرات والادمان على الكحول . وكانت ظروف استقبال ومعالجة الجرحى في العراق وافغانستان اثارت موجة غضب في بداية العام في الولايات المتحدة مع فضيحة مستشفى ولتر ريد العسكري في منطقة واشنطن.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
19
الحكومة العراقية تستبعد زيارة المالكي لأنقرة قريبا
الدستور
استبعد المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريحات نشرت امس أن يقوم رئيس الحكومة نوري المالكي بزيارته المقررة إلى أنقرة خلال الأسبوع المقبل وذلك بسبب انشغال الأوساط السياسية التركية بالانتخابات التشريعية التي جرت هناك الاحد ونتائجها.ونسبت صحيفة "الصباح" الحكومية إلى الدباغ قوله "إن رئيس الوزراء سوف يقوم بزيارة رسمية إلى أنقرة في وقت لاحق بسبب انشغال الحكومة التركية بالانتخابات".وأضاف أن تركيا لم تحدد "موعدا للزيارة بسبب انشغالها بالانتخابات وأن المالكي الذي ثمن دعوة الجارة تركيا سيقوم بالزيارة في وقت لاحق. ومن المبكر لأوانه أن تكون الأسبوع المقبل".ويذكر أن مصادر مقربة من رئيس الوزراء العراقي كانت قد ذكرت في وقت سابق أن المالكي سيتوجه إلى تركيا الأسبوع المقبل لبحث عدد من القضايا المشتركة بين البلدين "في مقدمتها الملف الأمني وعمليات القصف التركي لمناطق حدودية في إقليم كردستان وموقف الحكومة العراقية إزاء عناصر حزب العمال الكردستاني التركي" المحظور في أنقرة
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
20
الدنمارك تقرر إرسال أربع مروحيات الى العراق
الغد الاردنية
أعلنت الدنمارك أمس، وهي من اكبر حلفاء التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، انها سترسل خلال الايام القليلة المقبلة وحدة من اربع مروحيات مجهزة الى هذا البلد.وكان رئيس الوزراء اعلن تلك المساهمة الدنماركية في شباط (فبراير) الماضي عند اعلان سحب كتيبة قوامها 430 جنديا من العراق في آب (اغسطس) 2006.وصرح الضابط في المكتب الصحافي لقيادة الأركان الدنماركية نيلس اولي ماركوسن "انها اربع مروحيات من طراز فنك و55 رجلا يشاركون في مهام مراقبة وحراسة لدعم القوات البريطانية" المنتشرة في البصرة.ورفض ماركوسن تحديد موعد رحيل الوحدة "لأسباب أمنية".وكانت قيادة الاركان الدنماركية ارسلت خلال 2005 تلك المروحيات غير المجهزة بأسلحة لمهمة مشابهة مؤقتة في العراق تحت قيادة بريطانية.ويحدد قرار الحكومة، الذي صادق عليه البرلمان، مدة مهمة تلك الوحدة بنهاية السنة.وتنشر الدنمارك منذ 2003 في البصرة قوات تحت القيادة البريطانية وقتل سبعة من جنودها في العراق منذ ذاك التاريخ.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
21
الاحتلال يضر بـ80% من المصانع المعتمدة على العراق
الغد الأردنية
ألحق انخفاض حجم التبادل التجاري مع بغداد في أعقاب الاحتلال الأميركي في العام 2003 "خسائر مادية حقيقية" بحوالي 80% من المصانع التي كانت تعتمد على التصدير إلى السوق العراقية، بحسب رئيس جمعية المصدرين عمر أبو وشاح.وقال أبو وشاح إن "تركيز تصدير إنتاج هذه المصانع على أسواق معينة كان خطأ استراتيجيا أدى للإضرار بصناعاتها ومصالحها، عندما فقدت جزءا كبيرا من السوق العراقية بعد الحرب، لا سيما أن هذه الصناعات لم تكن ذات جودة عالية تمكنها من التصدير إلى دول العالم الأول".وأضاف أن تعدد الخيارات أمام السوق العراقية بعد فتحها في أعقاب الحرب والاحتلال الأميركي على أسواق جديدة مثل سورية وتركيا وإيران ودول الخليج إلى جانب دول شرق آسيا والسوق الأوروبية أضعف من حصة المنتجات الأردنية، إلى جانب المشاكل الأمنية على الطريق الواصلة بين الحدود الأردنية وبغداد على خلاف الطرق الواصلة بين المعابر الحدودية للدول الأخرى المجاورة للعراق.وانخفض حجم الصادرات الوطنية إلى العراق خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي بنسبة 8.9% لتصل إلى نحو 145 مليون دينار مقارنة مع 159.3 مليون دينار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، فيما لم يتجاوز حجم المستوردات من العراق خلال تلك الفترة 1.8 مليون دينار مقارنة مع 3.3 مليون دينار خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الماضي بحسب دائرة الاحصاءات العامة.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
22
المحادثات الأميركية ـ الإيرانية تشكل لجنة ثلاثية لضمان أمن العراق * خطة سرية أميركية تفترض البقاء لعام 2009
الشرق الأوسط
أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية أمس تشكيل لجنة أمنية ثلاثية تضم الولايات المتحدة والعراق وإيران، بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في العراق. وأورد بيان رسمي للحكومة العراقية أن «الحاضرين انتهوا الى تشكيل لجنة أمنية ثلاثية لحل جميع الإشكالات القائمة أو التي تحصل لاحقا». وأضاف أن اللجنة ستركز جهودها على «التعاون من اجل ملاحقة الإرهاب والمجموعات الإرهابية في العراق وعلى رأسها تنظيم القاعدة الإرهابي». وتابع البيان أن اللجنة ستتولى «معالجة كافة الأمور التي من شأنها تعزيز أمن واستقرار العراق». ومن جهته كشف السفير الاميركي في العراق ريان كروكر ان الدعم الايراني للميليشيات في العراق تضاعف. وقال كروكر في مؤتمر صحافي اثر اللقاء "منذ المحادثات الاولى بين طهران والولايات المتحدة التي رمت الى لجم العنف في العراق، فان ايران زادت دعمها للميليشيات التي تقاتل في العراق". واضاف السفير ريان كروكر في مؤتمر صحافي بعد عقد جولة ثانية من المحادثات مع نظيره الايراني بشأن الوضع الامني المتدهور في العراق «ما شهدناه على الارض على مدى الشهرين الماضيين يمثل تصعيدا وليس تراجعا». في غضون ذلك, تعد القيادة الأميركية في بغداد، خطة سرية تفصيلية تتكهن بالدور الأميركي المهم للعامين المقبلين وتفترض البقاء حتى 2009. وتحدد الخطة مرحلتين. ويتجلى هدف «المرحلة القريبة» في تحقيق «الأمن المحلي» في بغداد، ومناطق اخرى في وقت لا يتجاوز يونيو(حزيران) 2008. والهدف «المتوسط المدى» يتمثل في توحيد الترتيبات المحلية من أجل تحقيق إحساس أوسع بالأمن على مستوى البلاد في وقت لا يتجاوز يونيو من عام 2009. والخطة التي تغطي فترة عامين، لا تعالج على نحو جلي، مستويات القوات أو جدولة الانسحاب.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
23
محكمة أردنية تقضي بحبس نقيب الصحفيين العراقيين
الشرق القطرية
قضت محكمة صلح جزاء عمان في حكمها الغيابي القابل لإعادة المحاكمة بحبس نقيب الصحفيين العراقيين، وأمين سر النقابة بالإضافة الى صاحب أحد مواقع الإنترنت لمدة اربعة أشهر لكل واحد منهم وتغريم كل منهم مبلغ (2500) دينار اردني، مع جميع المصاريف القانونية، وذلك بعد ادانتهم بتهمة الذم والقدح من خلال النشر في الصحف والإنترنت. وتتلخص وقائع الدعوى في أن المشتكى عليهم قاموا بشن حملة اعلامية واسعة من خلال النشر بالصحف والانترنت ضد أمين عام المجلس العراقي للثقافة تضمنت الكثير من التهم والإساءات والعبارات الجارحة على إثر رفضه نقلهم من فندق 4 نجوم الى آخر 5 نجوم اثناء انعقاد الاسبوع الثقافي العراقي في عمان في الفترة من 15 الى 22 من شهر يوليو العام الماضي، الأمر الذي نال من كرامة وسمعة الأمين العام للمجلس في الأوساط الاعلامية. وجاء في قرار الحكم تجد المحكمة أن ما قام به المشتكى عليهم يتفق والتهمة المسندة اليهم بجميع أركانها وعناصرها وشروطها.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
24
الحكيم يعود إلى العراق بعد خضوعه للعلاج في طهران
الشرق الأوسط
عاد رئيس المجلس العراقي الإسلامي الأعلى عبد العزيز الحكيم أمس الى العراق، بعد خضوعه للعلاج في طهران من ورم سرطاني يعاني منه، وأكد ان «صحته جيدة»، بحسب مصدر في المجلس. والمجلس من أبرز الأحزاب الشيعية المشاركة في الائتلاف الحاكم. وقال مؤيد الحكيم، سكرتير نجل الحكيم، «عاد السيد الحكيم اليوم من طهران، وهو في مكتبه ببغداد». وأكد ان «الحكيم يتمتع بصحة جيدة، بعد ان قطع مراحل كبيرة للشفاء، ولا يشوب صحته أي شائب». وكان الحكيم توجه منتصف مايو (ايار) الماضي الى الولايات المتحدة، لإجراء فحوص طبية ثم توجه الى طهران للعلاج.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
25
قائد خطة «أمن بغداد» يتحدث عن أيام مقبلة حاسمة * «مفخخة» تودي بحياة 32 عراقيا في الحلة والعثور على 24 جثة في احياء العاصمة
الدستور الأردنية
اعلنت مصادر امنية وطبية عراقية مقتل 32 شخصا واصابة 117 اخرين بجروح في هجوم بسيارة مفخخة صباح امس وسط مدينة الحلة جنوب بغداد. واشار الطبيب محمد ضياء من مستشفى الحلة الجراحي الى "تعرض 25 شخصا الى اصابات بحروق بليغة". وافاد مراسل وكالة فرانس برس في الحلة الى "تعرض نحو عشرين محل تجاري الى اضرار بليغة واحتراق 15 سيارة مدنية في موقع الانفجار".في الوقت نفسه أعتبر الفريق الركن عبود قنبر قائد خطة "أمن بغداد" أن الأيام المقبلة ستكون "حاسمة" قائلا إن "الإرهاب غادر بغداد وإن معدل العنف الطائفي قد هبط خلال الخمسة أشهرالأخيرة في العاصمة" أي منذ بدء تنفيذ الخطة منتصف شباط . وقال قنبر في مؤتمر صحفي عقده ظهرامس أن "8 مناطق ساخنة من أصل 11منطقة أصبحت هادئة في بغداد" مضيفا بالقول "إن المسلحين يستخدمون الغفلة والتستر بالمناطق السكنية لإطلاق صواريخهم ويلجأ العدو إلى أساليب زرع العبوات وتفجير السيارات عن بعد".ميدانيا كذلك ، اعلن مصدر من شرطة مدينة العمارة اغتيال عضو سابق في حزب البعث صباحا على يد مسلحين يستقلون دراجة نارية ، في حي الوحدة جنوب المدينة. وقال مصدر في الشرطة العراقية بالبصرة امس ، إن 3 قذائف هاون سقطت على مستشفى الصدر التعليمي وسط مدينة البصرة صباح امس ، ما تسبب في مقتل 3 أشخاص وإصابة 14 آخرين بجروح.وفي بغداد ، قال مصدر امني ان جنديين عراقيين اصيبا بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في ساحة قحطان في منطقة اليرموك .وانفجرت عبوة ناسفة على دورية للشرطة في منطقة زيونة وسط بغداد ما ادى الى اصابة اثنين من عناصر الشرطة بجروح .وقالت الشرطة ان مسلحين قتلوا بالرصاص موظفا في بلدة الحويجة جنوب غربي كركوك.كما اصيب 3 اشخاص على الاقل بجروح بينهم شرطي في انفجار قنبلة في جانب الطريق بالقرب من دورية للشرطة في جنوب كركوك. على صعيد متصل قال الجيش الامريكي امس ان أحد جنوده قتل في معركة في محافظة الانبار الغربية يوم السبت. من جهتها ، اعلنت وزارة الدفاع العراقية ان قواتها قتلت 9 مسلحين في بغداد في عمليات نفذتها خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية . واعلن الجيش الاميركي في بيان اعتقال عشرين مسلحا في مداهمات نفذتها قواته امس في مدن شمال بغداد استهدفت تنظيم القاعدة في العراق. الى ذلك قالت الشرطة امس انها عثرت على 24 جثة عليها اثار أعيرة نارية واثار تعذيب في أحياء متفرقة في بغداد خلال الاربع والعشرين ساعة المنصرمة.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
26
حسيني: الإسقاط الذي تمارسه أمريكا لا يعزز مناخ المباحثات بين البلدين
الوفاق الإيرانية

قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني أمس الثلاثاء وهو يرد على مزاعم المتحدثين باسم البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية: ان اللجوء الى الاسقاط وتوجيه التهم الكاذبة لا يسهم في تعزيز مناخ المباحثات الجارية. واكد حسيني: ان من الافضل للمسؤولين الامريكيين ان يضعوا جانبا التوجهات التي تستخدم كأداة ويبحثوا عن سبل للخروج من الازمة الناجمة عن ادائهم غير الملائم وان يقبلوا بالرؤى الواقعية للجمهورية الاسلامية.واعتبر حسيني ان المخرج من الازمة الجارية في العراق يتمثل في احترام حق الشعب العراقي في تقرير المصير والاستقلال بشكل حقيقي وعملي ونقل الامور والصلاحيات الى حكومته المنتخبة وانهاء الاحتلال وما يترتب عليه.وبشأن المزاعم الفارغة للسلطات الامريكية حول ارسال الاسلحة وتدريب الميليشيات قال حسيني: ان الدافع الرئيسي لاثارة مزاعم خاوية ومكررة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية يتمثل في تلبية الاحتياجات النفسية والاعلامية الامريكية، مشيرا الى ان الادلاء بهكذا تصريحات هدفة خداع الرأي العام القلق والمرهق من سياسات الساسة الامريكيين المثيرة للحرب.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
27
مستشار الأمن القومي العراقي ينفي وجود أي صراعات مع وزارة الأمن القومي
الشرق الأوسط
نفى مكتب مستشار الأمن القومي العراقي، موفق الربيعي، وجود صراعات بين مجلس الأمن القومي الذي يترأسه هو، وبين وزارة الأمن القومي التي يشغل فيها منصب الوزير شيروان الوائلي، مؤكدا ان التقارير الصحافية التي تناقلت الخبر لا صحة لها وتهدف الى زرع الفتنة وإثارة الفوضى. وقال بيان صادر عن مكتب الربيعي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «إن أجهزتنا الأمنية تعمل ضمن مؤسسات الدولة العراقية الحديثة التي نسعى الى بنائها وفق معايير الدول المتقدمة ووفق الدستور العراقي الذي رسم الخطوط العريضة لسلطات الحكومة الاتحادية، وبالتالي لا يوجد نزاع أو خلاف في ما بينها، وان دور وزارة الأمن القومي يختلف عن دور مجلس الأمن القومي ولذلك فهما بعيدان عن التقاطع»، موضحا ان المجلس يرتبط بمجلس الوزراء مباشرة، كما انه أعلى هيئة استشارية للأمن القومي في العراق وله علاقة مباشرة برئيس الوزراء الذي يُمثل قمة الهرم في السلطة التنفيذية. وكشف البيان عن الأهداف التي يسعى مجلس الأمن القومي الى تحقيقها كخلق التكامل في سياسات الأمن القومي وتنسيقها مع الوزارات، ومراقبة المؤسسات الأجنبية التي تعمل في العراق، فضلا عن تقديم التوصيات اللازمة المتعلقة بالأمن القومي، وإيجاد الحلول للقضايا التي لا تتطلب قرارا من رئيس الوزراء. وفي نفس الوقت قال نواب عراقيون في تصريحات إن وسطاء مقربين من الحكومة العراقية أعدوا قائمة تضم 28 فصيلا لإجراء حوار معها واستبعاد 20 آخرين في إطار مساعي رئيس الحكومة نوري المالكي «لإجراء إصلاح سياسي شامل ودعم مشروع المصالحة القومية بين العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم». وقال النائب وائل عبد اللطيف، عضو الكتلة العراقية بزعامة إياد علاوي: «سيتم في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل عقد اجتماع بين لجنة حكومية وبرلمانية من جهة وجماعات معارضة في إحدى دول الجوار برعاية منظمة أميركية ـ إيطالية». أما الفئة الثانية، بحسب النائب العراقي، فتتمثل في «مجاميع مسلحة تقاتل القوات الأجنبية وترغب في الحوار، وعدد هذه المجاميع 28 فصيلا هي التي يتم التركيز عليها لفتح قنوات حوار معها». وفي مسلسل الأحداث الدامية، أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل 24 شخصا وإصابة 66 آخرين بجروح في هجوم انتحاري صباح امس بسيارة مفخخة وسط مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد). وقال الملازم كريم الموسوي من شرطة الحلة لوكالة الصحافة الفرنسية «قتل 24 شخصا وأصيب حوالي 66 بجروح جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة قرب مستشفى الأطفال وسط الحلة». وكانت حصيلة أولية سابقة قد أفادت عن مقتل عشرة أشخاص واصابة خمسين بجروح. من جهته، أكد الطبيب علي الربيعي «تلقي مستشفيات الحلة جثث 24 شخصا و66 جريحا بينهم 22 شخصا أصيبوا بحروق بليغة». كما أعلنت الشرطة أنها عثرت على 24 جثة عليها آثار عيارات نارية وتعذيب في أحياء متفرقة في بغداد خلال الأربع والعشرين ساعة لمنصرمة. وأفاد مصدر في الشرطة العراقية أمس بأن عددا من قذائف الهاون سقطت على المنطقة الخضراء وسط بغداد في الوقت الذي يعقد فيه الجانبان الأميركي والإيراني اجتماعا لمناقشة الأوضاع الأمنية في العراق. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من قبل القوات الأميركية حول الهجوم، حسب وكالة الأنباء الألمانية وفي البصرة، قالت القوات المتعددة الجنسيات في جنوب العراق إن مسلحين اثنين قتلا بنيران بريطانية بعد أن ردت القوات البريطانية على مسلحين قاموا بهجمات على القاعدة البريطانية في القصور الرئاسية وسط مدينة البصرة، فيما تعرضت جميع القواعد البريطانية في البصرة الى هجمات بنيران غير مباشرة. ومن جهة ثانية، تنفس أهالي منطقة الحسينية شمال بغداد، الصعداء بعد أن قررت القوات الأميركية فك الحصار عليها والذي فرضته بشكل مشدد هذه المرة، مع الاستمرار بقصفها بالهاونات ورشاش الطائرات الهليكوبتر طيلة الأيام الأربعة الماضية بحجه كونها معقل لميليشيات شيعية. وبين كاظم التميمي احد مواطني الحسينية لـ«الشرق الأوسط» إن أهالي المدينة تفاجأوا عند رؤيتهم قوة عسكرية أميركية ضخمة جدا تطوق المدينة في ساعات الليل الأولى من يوم الجمعة الماضي ومنع الأهالي من الدخول والخروج للمدينة وحظر التجوال فيها طيلة فترة الحصار، إضافة إلى استخدام مختلف الأسلحة لترويع الأهالي من قناصات وهاونات وأيضا استمرار تحليق الطائرات فوقها واستهداف أي جسم متحرك.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
28
منظمة الصحة العالمية * القطاع الصحي العراقي على حافة الانهيار الشامل
الدستور الاردنية
ذكرت منظمة دولية ان القطاع الصحي في العراق بات على حافة انهيار شامل ينبئ بحدوث كارثة حقيقية في البلاد . واضافت منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة في تقريرها السنوي الذي نشر قبل ايام "ان اعمال العنف والسيارات المفخخة تقتل يومياً اكثر من(100) شخص ، و ان(70%) من السكان يفتقرون الى مياه الشرب و(80%) منهم لايمتلكون مرافق صحية في بيوتهم" .وبين التقرير"ان امراض الاسهال وباقي الالتهابات الجرثومية ، تشكل الان ثلثي اسباب وفيات الاطفال الذين تقل اعمارهم عن(5) سنوات فيما يعاني(20%) من سوء التغذية بشكل دائم ، مايجعلهم عرضة لمخاطر الاعاقة الجسدية والعقلية" . و ذكر الدكتور ليس روبرتس المتخصص في متابعة ونشر ابحاث متعلقة بالصحة العامة في العراق"ان مانراه اليوم هو حصيلة طبيعية للعنف الذي سيؤدي في النهاية الى إنهيار إجتماعي ، معبراً عن اعتقاده بأن الوضع الصحي سيىء جداً ، وقد يسوء اكثر" .بينما اكدت منظمة الصحة العالمية على لسان الدكتور خالد شبيب "ان استمرار التدهور الحالي سيؤدي الى ظهور امراض وبائية مثل الكوليرا وامراض الجهار التنفسي ومرض السل".يذكر ان المستشفيات العراقية باتت مكاناً لتصفية الحسابات الطائفية بسبب سيطرة بعض المليشيات المسلحة عليها ، مما تسبب بعزوف المرضى عن الذهاب اليها حفاظاً على ارواحهم .
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
29
مخاوف عراقية من الأضرار المتوقعة لسد «أليسو» التركي
الشرق الأوسط
حذر عدد من الباحثين والأكاديميين العراقيين، من المخاطر والأضرار الكبيرة التي قد يتحملها العراق، نتيجة عزم الحكومة التركية بناء سد أليسو على نهر دجلة، والآثار السلبية التي قد تترتب عليه. ونظمت كلية الهندسة في جامعة واسط وبمشاركة عدد من الباحثين من مختلف الجامعات العراقية، ندوة علمية لدراسة الأضرار الناجمة عن اقامة سد «اليسو» التركي على نهر دجلة، وأهداف الحكومة التركية من اقامته، والآثار السلبية والاضرار المتوقعة لهذا السد على العراق، من النواحي السياسية والزراعية والبيئية ونقصان مياه الشرب، وتغيير نمط معيشة السكان في البلاد. وتناول الباحثون في الندوة، محاور عديدة كانت أهمها الدراسة التحليلية عن اهداف تركيا في اقامة هذا السد، والتأثيرات البيئية في العراق باستخدام تقنيات التحسس النائي، والاضرار البيئية والهيدرولوجية التي ستحصل في منطقة أهوار العراق.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
30
إعادة هيكلة دوائر الدولة
القبس
بحث البرلمان العراقي أمس مشروع قانون لتشكيل هيئة جديدة مهمتها اعادة هيكلة دوائر الدولة العراقية وفقا لمكونات الشعب العراقي المختلفة.وتلا أعضاء اللجنة القانونية في مجلس النواب العراقي خلال جلسة البرلمان مشروع قرار تشكيل (هيئة العدالة والتوازن الوطني والسكاني) وهي هيئة مستقلة تخضع لرقابة مجلس النواب ماليا وإداريا وتمارس صلاحياتها وفق قانون تشكيلها.وأوضح مشروع القانونأن الهيئة الجديدة مهمتها اعادة النظر بهيكلية دوائر الدولة العراقية وطريقة التوظيف في المؤسسات العسكرية والمدنية ضمن معايير تراعي تمثيل جميع مكونات الشعب في هذه المؤسسات.وأضاف ان الهيئة ستعمل على إلغاء الأوامر الإدارية المخالفة للدستور فيما يتعلق بالتعيين والتوظيف ومراجعة الدرجات الوظيفية الخاصة طبقا لانسجامها مع مكونات المجتمع العراقي .كما تضع الهيئة الجديدة معايير موضوعية للتعيين على أساس المؤهلات وإعادة تقييم الموظفين وإصدار التوصيات بإقالة من لم تثبت كفاءتهم.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
31
المحادثات الأميركية - الإيرانية: لجنة أمنية ثلاثية لضمان أمن العراق
القبس
اعلن في بغداد امس عن تشكيل لجنة امنية ثلاثية تضم الولايات المتحدة والعراق وايران، تتولى معالجة كل الامور التي من شأنها تعزيز امن العراق واستقراره، منها 'ملاحقة الارهاب والمجموعات الارهابية، بالاضافة الى دعم جهود الحكومة ومراقبة الحدود وضبطها'.\جاء ذلك بعد محادثات اميركية - ايرانية، هي الثانية بين البلدين منذ عام ،1980 ترأسها السفيران الاميركي رايان كروكر ونظيره الايراني حسن كاظمي قمي وحضر الاجتماع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.وصرح كروكر في مؤتمر صحفي بأنه 'منذ المحادثات الاولى في مايو الماضي زادت ايران دعمها للميليشيات التي تقاتل في العراق'، واصفا المحادثات بأنها 'كانت مفصلة وصريحة، والحكم على ما تقوم به طهران سيكون بناء على ما سيجري على الارض'.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
32
تظاهرات في بغداد احتجاجاً على حصار مدينة الحسينية
البيان
تظاهر مئات من العراقيين صباح أمس في منطقة حي أور شمالي بغداد تنديدا بالحصار الذي فرضته القوات الأميركية على مدينة الحسينية شمالي المدينة.وقال قيادي بارز في مكتب الصدر، طلب عدم ذكر اسمه، إن التظاهرات الجماهيرية تلك تأتي تنديدا بالحصار الذي فرضته القوات الأميركية لليوم الخامس على التوالي على مدينة الحسينية شمال العاصمة بغداد.. وأضاف أن »التظاهرات انطلقت من حسينية المصطفى في حي أور وحتى جامع الفردوس في نفس المنطقة«، مشيراً إلى أن مطالب الجماهير المتظاهرة تركز على فك الحصار عن حي الحسينية وإنهاء حالة المأساة التي يتعرض لها المواطنون لليوم الخامس«. من جهة أخرى، أعرب مواطنون من حي أور عن الحالة المأساوية التي يتعرضون لها منذ خمسة أيام حيث فرضت القوات الأميركية طوقا على الحي منعت بموجبه دخول وخروج الأفراد. وقال المواطن احمد عبد »إن القوات الأميركية فرضت حصارا منعت بموجبه دخول وخروج المواطنين«.وأضاف أن » الحصار المذكور صاحبه هجوم أميركي عنيف على المنطقة وسقوط العديد من القذائف والصواريخ«.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
33
موعد الانسحاب قد يتأجل لعدم اكتمال بناء قوى الأمن ... صراع بين بغداد ومحافظة البصرة وأحزاب على قصور ستنسحب منها القوات البريطانية
الحياة
كشفت مصادر سياسية عن نشوب خلاف بين الحكومة المحلية في البصرة والحكومة المركزية على القصور الرئاسية في المدينة، والتي يشغلها الجيش البريطاني حتى انسحابه المقرر مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل، وفقاً لوزارة الدفاع البريطانية.وكان رئيس مجلس محافظة البصرة محمد سعدون العبادي أكد نيته تحويل القصور الرئاسية الى أماكن سياحية ترفيهية تديرها الحكومة المحلية، فيما تطالب حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعودتها إلى ديوان رئاسة الجمهورية، كون الأرض المقامة عليها تابعة للديوان المذكور منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي، وخصوصاً أنها بين قصور الرئيس السابق صدام حسين.ومعلوم أن القوات البريطانية فقدت أكثر من 160 جندياً منذ دخولها البصرة عام 2003 وحتى منتصف تموز (يوليو) الجاري، أي ما يعادل 8.8 في المئة من عديد قواتها الـ5500، فيما تتعرض مقرات الجيش البريطاني يومياً إلى قصف بمدافع الهاون والصواريخ على أيدي عناصر مسلحة يعتقد بانتمائها إلى «جيش المهدي» الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وكان ثلاثة جنود بريطانيين قُتلوا في يوم واحد أول من أمس بقصف صاروخي استهدف مقر مطار البصرة الدولي (30 كلم شمال المدينة) حيث مقر القنصلية البريطانية الجديد، بعدما انتقلت من مبنى القصور الرئاسية الكائن على شط العرب في منطقة السراجي (كيلومتران عن مركز المدينة).وأشارت المصادر ذاتها إلى أن القصور ستخضع إلى سيطرة الجيش العراقي في حال انسحاب الجيش البريطاني منها، فيما ينوي بعض التيارات الحزبية النافذة في المنطقة، كالتيار الصدري و «المجلس الأعلى»، الاستيلاء عليها من خلال نفوذها في الأجهزة الأمنية.يذكر أن تسليم الملف الأمني للبصرة تأجل «لأسباب تكتيكية» في آذار (مارس) الماضي وتموز (يوليو) الجاري، إذ طالبت لجنة بريطانية خاصة برئاسة اللورد بادي أشداون بتقويم الوضع في البصرة وإصدار تقرير مماثل لما فعلته لجنة بيكر - هاملتون الأميركية. وأكدت هذه اللجنة أن «الانسحاب يجب أن يكون على أساس إحلال الأمن والنظام في المدينة بالتزامن مع استكمال تدريب القوات وأجهزة الأمن العراقية».وعلق الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية في البصرة الميجور ماثيو بيرد على تصريحات هذه اللجنة، قائلاً إن «توصياتها ليست ملزمة ولا تغيير في استراتيجية الحكومة البريطانية تجاه القضية العراقية».وكان المالكي أعلن خلال استقباله وفد لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني برئاسة النائب جيمس أرتينت أن «الحكومة العراقية ستتمتع بالسيادة الكاملة على الملف الأمني في البصرة في موعد أقصاه أيلول (سبتمبر) المقبل»، مؤكداً أن أجهزة الأمن في المدينة «جاهزة لاستلام الملف». لكن محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي شكك في جهوزية أجهزة الأمن، قائلاً إنها «في حاجة إلى فترة طويلة حتى تكون مؤهلة لحماية المدينة وتأمينها».واعتبر النائب عن الكتلة الصدرية عقيل عبد الحسين أن التقرير البريطاني «يفتقر إلى الصدقية، فارتباط الجهوزية بالانسحاب غير منطقي وضرب من المستحيل»، لافتاً الى أن «البريطانيين غير جادين بالانسحاب من البصرة».وما زال الوضع الأمني في المدينة رهن العناصر المسلحة داخل الأجهزة الأمنية وخارجها، إذ تفيد تقارير محلية أن بعض رجال الشرطة في مكتب التنسيق المشترك بين الشرطة العراقية والجيش البريطاني، يخرج من المبنى قبل تعرضه إلى القصف، في إشارة إلى علمهم بموعده.وتشكك أوساط محلية في البصرة في قدرة الشرطة على حماية أمن المدينة، على رغم اندفاع قائدها الجديد وتصريحاته المناوئة للميليشيات، وتأكيد استعداده لقتالهم، إلا أن موكبه تعرض الى انفجار عبوة ولإطلاق نار قرب مكتب الشهيد الصدر في منطقة الطويسة وسط المدينة، وذلك بعد أسبوعين فقط من تسلمه قيادة الشرطة.كما أن حوادث القتل عادت في شكل لافت، إذ قُتل ثلاثة أطباء الأسبوع الماضي بينهم أستاذ جامعي وجراح، فضلاً عن حوادث قتل أخرى طالت عدداً من المواطنين، وفُسرت على أنها مواجهة حقيقية مع قائد الشرطة لإفشال مهمته «الصعبة»، ولا سيما وسط انقسام الشرطة إلى قسمين إما «يخشى الميليشيات» أو «ينتمي اليها»، وفقاً لهذا المسؤول الأمني الرفيع.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
34
البرلمان يرفض إلغاء عطلته أو اختصارها و«التوافق» تتهم المالكي بعرقلة العملية السياسية
الحياة
تصاعدت حدة الخلاف مجدداً بين رئيس الوزراء نوري المالكي و «جبهة التوافق العراقية» السنية التي اتهمته بالعمل على إفشال العملية السياسية والتعجيل في انسحاب القوات الأميركية لإنقاذ حكومته من السقوط، في وقت رفض مجلس النواب طلب رئيس الحكومة إلغاء عطلة المجلس الصيفية أو اختصارها.وأكد مصدر في المجلس لـ«الحياة» أن رئيسه «محمود المشهداني رفض ذلك أثناء اجتماع خاص عُقد أمس، وضم المشهداني وعدداً من أعضاء البرلمان». وكشف رئيس «جبهة التوافق» في البرلمان اياد السامرائي أن جبهته بدأت تشعر بأن هناك محاولات لإفشال العملية السياسية برمتها من خلال تعطيل عمل الحكومة، وتأجيل طرح التعديل الوزاري، وعدم وجود نية جادة في حسم التعديلات الدستورية.وأضاف السامرائي في تصريح إلى «الحياة» أن «الحكومة تواجه ضغوطاً خارجية وداخلية بسبب ضعف أدائها ومطالبتها الاعتراف بذلك»، لافتاً الى أنها «تحاول التشبث بالسلطة لأطول فترة ممكنة، وذلك في محاولة لإيجاد مخرج يتيح لها العمل بحرية أكبر».وشدد السامرائي على أن «بقاء الوضع السياسي على ما هو عليه حتى موعد التقرير الأميركي منتصف ايلول (سبتمبر) المقبل سينتج موقفاً أميركياً جديداً، على خلفية الفشل السياسي والأمني للاستراتيجية الاميركية، يتمثل بسحب القوات العسكرية من البلاد وتقليل الضغط السياسي على الحكومة، الأمر الذي يولد حالاً من الفراغ تعتقد الحكومة بأنها ستكون قادرة على ملئه من خلال زيادة صلاحياتها الامنية».ولفت السامرائي الى أن «الجميع يعلم بأن الوضع العراقي لا يسمح بخروج القوات الاجنبية، وأن القوات الحكومية غير قادرة على تحمل الأعباء الأمنية»، منتقداً تصريحات أدلى بها المالكي قبل حوالي أسبوع عن «قدرة القوات العراقية على تسلم الملف الامني في البلاد في أي لحظة». إلا أن القيادي في «المجلس الاسلامي الاعلى» الشيخ جلال الدين الصغير اعتبر أن «المالكي أكثر من يعمل لإنجاح العملية السياسية واخراجها من أزمتها الحالية». وأضاف في تصريح إلى «الحياة» أن «المرحلة الحالية تشهد انفراجاً، وتوحد الأطراف السياسية أكثر من أي وقت»، مشيراً الى أن «بعض الكتل السياسية يسعى الى افشال العملية السياسية وليس الحكومة. وذكر بأن انسحاب «جبهة التوافق من الحكومة والبرلمان لا يمكن تفسيره، إلا بالعمل على تعطيل العملية السياسية».ولفت الصغير الى أن التكتل الجديد المزمع اعلانه في وقت قريب يمثل دليلاً على رغبة المالكي في دعم العملية السياسية وليس إفشالها، مشيراً إلى أن التكتل دعا جميع الاطراف الى الانضمام اليه من دون تمييز بين جبهة وأخرى. وتابع أن الجهود ما زالت مستمرة مع «الحزب الاسلامي» على رغم «تحفظه» عن ضمه الى التكتل الجديد.وفي هذا السياق، رفض مجلس النواب إلغاء عطلته الصيفية أو تقليصها بناء على طلب تقدم به المالكي الاحد الماضي لإقرار مشاريع قوانين مهمة. كما أرجأ المجلس مناقشة قانون النفط والغاز والتعديلات الدستورية وقانون مجالس المحافظات الى الفصل التشريعي المقبل في أيلول (سبتمبر).وقالت النائب عن «التحالف الكردستاني» كميلة ابراهيم لـ «الحياة» إن «اجتماعاً عُقد أمس ضم رئيس المجلس محمود المشهداني وعدداً من النواب للبحث في طلب المالكي إلغاء اجازة البرلمان أو تقليصها... رفض خلاله المشهداني الطلب كون الدستور يضع عقبات أمام أي تمديد جديد بعدما مدد المجلس عمله لمدة شهر، كما ينص الدستور».ولفتت كميلة الى أن بعض النواب في الاجتماع طالب باعتماد مبدأ الجلسات الطارئة، فيما رأى آخرون عدم وجود ضرورة لذلك إذ لم تُناقش القوانين المهمة التي لم تتفق الكتل النيابية الرئيسية عليها بعد.من جهة ثانية، قالت عضو اللجنة القانونية في المجلس سميرة الموسوي إن التصويت على أسماء المرشحين لشغل المناصب الوزارية الشاغرة سيكون قبل انتهاء الفصل التشريعي الحالي نهاية هذا الشهر. وأضافت في حديث الى «الحياة» أن «رئيس الوزراء نوري المالكي أرسل قائمة بأسماء المرشحين الجدد لشغل ست مناصب وزارية شاغرة»، مشيرة الى أن كل الكتل البرلمانية لديها نسخة من هذه الاسماء للاطلاع عليها. وتابعت أن القائمة تضم وزارات الصحة والسياحة والزراعة والنقل وشؤون المجتمع المدني، ونأمل بالتصويت على الاسماء الجديدة الاسبوع المقبل».قال نور الدين الحيالي نائب رئيس لجنة النفط والغاز في المجلس إن اللجنة أرجأت عرض القانون الى التصويت لما بعد الفصل التشريعي مطلع ايلول (سبتمبر) المقبل. وأضاف في تصريح الى «الحياة» أن «تصاعد حدة السجال السياسي حول قانون النفط والغاز، دفع اللجنة الى تأجيل عرض القانون على المجلس على رغم الضغوط بالاسراع في اقرار القانون».جاء ذلك في حين وافق البرلمان العراقي على مشروع قانون يفتح الباب أمام الشركات الاجنبية لبناء مصاف لتكرير النفط في البلاد وادارتها. وبمقتضى القانون، ستتمكن الحكومات المحلية والسلطات الاقليمية من التعامل بصفة مستقلة مع الشركات الاجنبية وتوقيع العقود واصدار التراخيص لبناء المصافي.ويختلف هذا القانون عن مشروع قانون للنفط والغاز يحكم قواعد التنقيب والانتاج، ويعتبر عنصراً أساسياً في سد الهوة التي تفصل بين طوائف العراق. وكانت الحكومة قدمت مشروع قانون النفط والغاز إلى البرلمان لكن المجلس لم يبدأ مناقشته في جلساته الموسعة. وعرض التلفزيون العراقي في بث مباشر الجلسة التي وافق فيها النواب على قانون صناعة التكرير.ويقضي القانون أيضاً بأن تتولى وزارة النفط العراقية توريد النفط الخام للشركات المستثمرة بأسعار تصدير النفط الخام العراقي من دون حساب كلفة نقل النفط الى أقرب نقطة تسليم للمصفاة وبخصم يبلغ واحداً في المئة. ويحق للشركات المستثمرة تحديد أسعار المنتجات النفطية وبيعها داخل العراق أو خارجه. وستتمكن هذه الشركات من استخدام منشآت التخزين والموانئ وخطوط الانابيب العراقية للتصدير، وفقاً للعقود الموقعة بين الطرفين.

رابعا نصوص المقالات والافتتاحيات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
خروج العرب من الملف العراقي
ناهض حتر
العرب اليوم
عشية انعقاد الدورة الثانية من المباحثات الأميركية ـ الإيرانية حول العراق, ألغت دمشق, فجأة, "مؤتمر القوى العراقية المقاومة والمناهضة للإحتلال" الذي كان مقررا انعقاده في العاصمة السورية, أول من أمس, بحضور طيف واسع من الشخصيات والهيئات السياسية والمسلحة, خصوصا السنية.

وكانت ترددت أنباء مضطربة عن خلافات عصفت في صفوف المشاركين في المؤتمر, خصوصا بين طرفيّ البعث, أدت الى" تأجيله", لكن كل الدلائل تشير الى أن تلك الخلافات كان يمكن تجاوزها لو كان لدى القيادة السورية, الإرادة السياسية لإنجاز المهمة. وفي النهاية, فقد كان "تأجيل" مؤتمر المناهضين للإحتلال, قرارا سوريا, تم اتخاذه, للأسف, تحت تأثير إيران.

وقد أظهرت المداخلة السورية في الملف العراقي, طوال الشهرين الفائتين, زخما استثنائيا. وبدا أن دمشق أخذت على عاتقها, التزامات وواجبات التدخل العربي في العراق. وقد تفاعلت القيادات العراقية الوطنية, وفي مقدمتها الشيخ حارث الضاري, مع المداخلة السورية, وبذلت جهودا استثنائية في ترتيب الإصطفافات وتقريب المسافات بين أطراف المقاومين والمعارضين العراقيين. وقد تكلف المئات منهم عناء السفر الى دمشق, ومخاطر الإنكشاف الأمني للمخابرات الإيرانية التي سعت الى استغلال الموقف لجمع المعلومات " القاتلة" عن القادة السريين للمقاومة.

كل تلك الآمال الباهظة التكاليف, تحطمت, وظهر للعيان أن دمشق قد سلّمت الملف العراقي, بالكامل, للإيرانيين. وبذلك, يكون العرب قد خرجوا, كلهم, من هذا الملف, وتركوا العراقيين تحت رحمة الصفقة الامريكية - الإيرانية المنتظرة.

"ليس هذا تراجعا سياسيا فقط. انها إهانة للعراقيين", يقول مصدر عراقي حجب اسمه لأسباب أمنية, ويتابع" أن القرار السوري بإلغاء مؤتمر المقاومة العراقية كان متخذا منذ زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الى دمشق, الأسبوع الماضي, لكن من دون إبلاغ المشاركين. فكما لو أنه جرى إحضارهم لإظهار حجم النفوذ السوري في العراق أمام الإيرانيين, لا غير"

ومن المعروف أن العلاقات السورية - الإيرانية, شهدت توترات على خلفية مساعي طهران للتعاطي المنفرد في الملفين اللبناني والفلسطيني, ما حدا بدمشق الى المبادرة الى مداخلة اعتراضية " مؤثرة" في العراق. ومن المرجح أن عودة البلدين الى التحالف الوثيق, قد تمت على أساس تقسيم مناطق النفوذ.

ما زلنا نعتقد أن سورية قد توصلت الى موقع قوي, لم تحزه سابقا, في الصراع العربي ـ الإسرائيلي. وقد حدث ذلك نتيجة جملة معطيات من بينها الدعم الإيراني. إلا أن خسارة الملف العراقي, سوف يضعف مكانة دمشق الإقليمية, على المدى المتوسط, خصوصا إزاء الاستقلال الفعلي لحلفائها اللبنانيين.

سوف يعود المعارضون والمقاومون العراقيون من دمشق, الآن, خائبين, وليس أمامهم, سياسيا, سوى ثلاثة خيارات: -1- الإندراج في مصالحة مع حلفاء الإحتلال في الحكم -2- أو السعي الى تكوين تحالف وطني عراقي عريض مع قوى دينية ويسارية معارضة للإحتلال من صفوف الشيعة - 3- أو تجديد التحالف مع " القاعدة". وهو الخيار الأسوأ, لأنه خيار التقسيم والحرب الأهلية.

ومن الأرجح أن هذه الخيارات الثلاثة, سيكون لها حضور متفاوت ومتداخل في ردات الفعل العراقية السنية المتباينة, على أفول الخيار العربي. وعلى الجانب الآخر, فلن يكون أمام الشيعة العروبيين, الآن, سوى فرص محدودة لمقاومة " التعجيم".

فهل يمكن لبلد آخر ان يحمل راية العروبة في العراق؟ نعم ! الأردن يستطيع. وهو مؤهل, تاريخيا, لتجديد تحالفه الاستراتيجي مع القوى الوطنية العراقية, من كل المذاهب والإثنيات, في مواجهة التدخل الإيراني, مثلما كان الحال في الثمانينيات.

القيام بهذه المهمة القومية سوف يعطي الأردن مكانته الاستراتيجية التي يستحقها, ويعزز دوره الإقليمي, وقدرته على مجابهة التحديات, وبالتأكيد : تحسين شروط الحفاظ على مصالح الأردن حيال واشنطن وتل أبيب.

أمام الأردن فرصة كبيرة استثنائية ليكون لاعبا اقليميا رئيسيا. دعونا نغتنمها! كل ما نحتاجه هو الجرأة على أن نجترح مبادرة أردنية مستقلة في العراق. وحالما نفعل, سيكون وجودنا حقيقة يصعب على واشنطن أو طهران, وأدها. و لماذا لا نبدأ بعقد" مؤتمر المقاومة والمعارضة العراقية ", ذلك الذي فشلت دمشق في عقده, تحت سماء عمان؟ ألن يكون ذلك اختراقا استراتيجيا؟..
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
"الشيطان الأكبر" على مائدة "محور الشر"!!
محمد كعوش
العرب اليوم
"الشيطان الأكبر" التقى "محور الشر" على مائدة المالكي في بغداد لبحث المصالح الايرانية - الأمريكية في العراق!!

اشتراك طهران في هذه المفاوضات أكد ان ايراني لم ولن تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق, كما هو اعتراف ايراني, بالاحتلال الامريكي, وبالتالي هو مؤشر الى ان لايران اطماعاً اقليمية في هذا البلد العربي..

كذلك نرى ان الولايات المتحدة بقبولها الجلوس على طاولة التفاوض مع ايران كلاعب رئيسي في المنطقة تؤكد ان لديها نية واضحة لتحقيق تقاسم امريكي - ايراني في العراق, بعدما عجزت عن احتواء الاوضاع الأمنية وهزمت أمام المقاومة الوطنية العراقية...

فالولايات المتحدة ليست لديها علاقات دائمة, بل مصالح دائمة تدفع ادارتها الى تغيير تحالفاتها ومواقفها كما تبدل ملابسها القذرة, وهي على استعداد لعقد هدنة مؤقتة, قصيرة أو طويلة, مع ايران, او منحها بعض المكاسب من أجل الخروج من المأزق, وتجنب هزيمة كبرى في العراق.

فواشنطن تعرف تماماً ان طهران تتدخل بشؤون العراق الداخلية وتسلح وتحرك المليشيات الطائفية في المكان والزمان اللذين تريد, كما انها تعرف مدى تبعية اركان النظام الجديد وحكومة المنطقة الخضراء للنظام الايراني, ولكنها لا تستطيع مواجهة المقاومة الوطنية, والمليشيات الطائفية في وقت واحد, وهي تعاني من ورطة كبرى, وتواجه هزيمة عسكرية حتمية...

لذلك وجدت الادارة الامريكية نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما بالنسبة لحل مشكلاتها مع ايران, اما المواجهة العسكرية وخوض حرب جديدة في المنطقة, واما اللجوء الى التفاوض وكسب الوقت الذي يمنحها بعض الحرية في التحرك في معركتها الانتخابية داخل الساحة الامريكية, وعلى ارض العراق في حربها المتواصلة التي لم تتوقف منذ احتلال هذا البلد العربي.

ويبدو ان الولايات المتحدة التي كانت تلوح بالخيار الأول, أي الحرب على ايران, فضلت التراجع خطوتين مؤقتاً واختيار اللقاء والتفاوض مع "محور الشر" بحضور رئيس حكومة المنطقة الخضراء "كشاهد زور" وبغياب عربي حيث تم تشكيل لجنة أمنية مشتركة!!

ولكن هذا لا يعني ان يكون الصمت الدائم هو قدر العرب, لأن ليس من حق ايران ولا امريكا البحث في الشأن العراقي, وتقرير ما يلزم وما لا يلزم بغياب أهل العراق... لان حضور "شاهد الزور" المالكي لا يعني مشاركة عراقية حقيقية في الاجتماع.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
حقائق
إبراهـيم نـافـع
الاهرام مصر
بدأ مبعوث اللجنة الرباعية‏,‏ رئيس الوزراء البريطاني السابق‏,‏ توني بلير أول جولة له في المنطقة‏,‏ حيث زار الأردن ثم انتقل إلي تل أبيب ورام الله‏,‏ وعقد اجتماعا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي‏,‏ ثم الرئيس الفلسطيني‏.‏ وقد تم تعيين بلير مبعوثا للجنة الرباعية الخاصة بعملية السلام في الشرق الأوسط في السابع والعشرين من يونيو الماضي‏.‏ وقد أثار تعيين بلير جدلا شديدا في المنطقة‏,‏ لاسيما أن الرجل ترك منصبه كرئيس لوزراء بريطانيا بعد حملة انتقادات عاتية ضده بسبب انقياده وراء الرئيس الأمريكي جورج بوش وتأييده لكل سياساته‏,‏ الأمر الذي جعل بعض البريطانيين يصفونه بأنه مجرد صدي صوت للرئيس الأمريكي‏,‏ كما كان رئيس الوزراء الأوروبي الوحيد الذي تبني موقف بوش كاملا بشأن غزو العراق‏,‏ بل وردد كل الحجج الأمريكية لغزو العراق والتي تبين فيما بعد زيفها‏.‏ من هنا رأي البعض ـ لاسيما في المنطقة ـ أن تعيين بلير مبعوثا للرباعية لن يضيف شيئا لدور هذه اللجنة في عملية التسوية في المنطقة‏,‏ وأن التعيين جاء بمبادرة من الرئيس الأمريكي بوش في خطوة أقرب إلي الحفاظ علي دور ما لشريكه السياسي في الساحة الدولية‏.‏

وبرغم وجاهة الحجج التي تؤكد أن تعيين بلير مبعوثا للرباعية لن يضيف شيئا جديدا‏,‏ وبرغم اقتناعي التام بمشكلة بلير الجوهرية التي تتمثل في سيره خلف الرئيس الأمريكي جورج بوش‏,‏ فإنني أعتقد أن بلير يمكنه أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه‏,‏ وأن يسجل له أنه ساهم في التوصل إلي تسوية سياسية لقضية من أعقد القضايا ولصراع من أشد الصراعات وأطولها عمرا‏,‏ وذلك إذا ما قرر توظيف علاقاته الخاصة بالرئيس الأمريكي ووضع تصورا واضحا لمؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط يتلقف المباردة العربية‏,‏ ويعيد تأكيد أسس التسوية ممثلة في قرارات الشرعية الدولية‏,‏ ثم‏,‏ وهو الأهم يضع جدولا زمنيا صارما لعملية التسوية يتعهد الجميع ـ وعلي رأسهم الرئيس الأمريكي ـ باحترامه والعمل علي تنفيذه بكل ما يتطلب ذلك من جهود واستثمار في الوقت والامكانات والقدرات‏.‏ إذا فعل ذلك بلير‏,‏ فسوف يدخل التاريخ من أوسع أبوابه بالفعل‏,‏ وإذا تقاعس فلا جديد في الأمر سوي تكريس الصورة النمطية الشائعة عنه‏.‏


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
حدود التهافت الامريكي في العراق
فيصل جلول
العرب اليوم الاردن
ينسى كثيرون من أصحاب النوايا الحسنة في الغرب أن الاجتياح الأمريكي للعراق تم بلا سبب شرعي وفق القياسات الغربية أو وفق القانون الدولي الذي وضعه المنتصرون في الحرب العالمية الثانية. بهذا المعنى لم يعتد العراق على الولايات المتحدة الأمريكية. لم تصدر عنه اعمال إرهابية تهدد مصالح واشنطن وحلفائها. كان راغباً في فتح الاستثمارات النفطية العراقية أمام الشركات الغربية. خضع للعقوبات الدولية بعد أن قبل قرارات الأمم المتحدة الصادرة بحقه بعد غزو الكويت ورحيله عنها وكان الأمر يصل في العقوبات الى حد تعويض بائع زهور “إسرائيلي” بعشرات الألوف من الدولارات العراقية بزعم أنه تضرر جراء سقوط صواريخ سكود على المدينة التي يقيم فيها. وينسى كثيرون أيضا من ذوي النوايا الطيبة أن مئات الآلاف من الأطفال العراقيين قضوا بسبب الحصار الدولي والعقوبات الأممية. أما كذبة أسلحة الدمار الشامل العراقية فقد بلغت درجة قياسية في لائحة الكذب المعروفة في العلاقات الدولية.

عندما نتحدث عن موقف ذوي النوايا الطيبة في الغرب إزاء المسألة العراقية فإننا لانغفل موقف أصحاب النوايا السيئة من سادة العالم ومن يشد أزرهم، وما اللجوء الى التمييز هنا إلا من أجل إعادة رسم صورة مباشرة لتهافت المنطق الأمريكي في العراق إلى حد نفاد مصطلحات اللغة الذرائعية بفعل العدوان الأمريكي نفسه ومن دون جهد يذكر من طرف المقاومين العراقيين.

سوء النية في غزو العراق بدا واضحاً منذ اللحظة الأولى خصوصا عندما بادرت فرنسا التي لم يسبق أن اختلفت مع أمريكا على قضية دولية إلى شن حملة سياسية عليها وتهديدها باستخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن إن هي جربت تغطية عدوانها المبرمج بالشرعية الدولية.

كان يمكن استدراك سوء النية بعد سقوط بغداد وإنقاذ واشنطن قبل فوات الأوان لو أن إدارة الرئيس جورج بوش برمجت انسحابها خلال شهور واعتمدت حكماً موالياً لها، بيد أن سهولة احتلال بغداد وسهولة سقوط أفغانستان من قبل، ناهيك عن ارتعاد فرائص العقيد القذافي ومسارعته لتسليم مشروعه النووي كاملاً فضلاً عن انتشار الرعب في مفاصل الممانعين، ذلك كله أغرى الإدارة الأمريكية بطلب المزيد، جعلها ترتكب أخطاء خرافية داخل العراق وخارجه، بل باتت تتصرف عن حق كقوة غاشمة إلى درجة حل الجيش وأجهزة الدولة العراقية وإعلان مطالب مهينة بوجه الدول المحيطة بالعراق التي كانت أمام خيارين يؤديان إلى نتيجة واحدة السقوط من الداخل أو السقوط من الخارج عبر الغزو. فكان أن صمدت ومانعت على طريقة إن استجبت للضغوط الأمريكية فأنت ساقط وإن لم تستجب فأنت ساقط، إذن ارفض واسقط بكرامة وهكذا حصل إلى أن انقلب “السحر على الساحر” وبات الغازي الأمريكي أسير غزوه في الداخل وتحت رحمة الدول “الشريرة” المحاذية للعراق، والتي كان ينوي تحطيمها والسيطرة عليها.

ثمة من يعتقد أن التهافت الأمريكي في العراق شبيه بتهافت مماثل في فيتنام وأن انسحاب واشنطن من بلاد الرافدين “بلا حمص” لن يؤثر في مكانة الدولة الأعظم في العالم تماماً كما حصل من قبل. فبعد فيتنام أصبحت أمريكا أكثر قوة وربحت بعد حوالي العقدين الحرب الباردة.

على الرغم من الإغراء الذي تنطوي عليه فإن هذه المقارنة لا تصمد امام وقائع قاهرة هي التي تحرك جبهة عريضة من طلاب الانسحاب في الولايات المتحدة الأمريكية . وأول هذه الوقائع أن حرب العراق بينت بوضوح حجم القوة الأمريكية ومدى فعاليتها في مواجهة مقاومة مصممة ومعزولة بلا حليف دولي أو اقليمي، وبالتالي صار بوسع أي شعب في العالم أن يدرك ما الذي يمكن عمله إذا ما تعرضت بلاده للاحتلال الأمريكي أو الغربي. ولعل تمرد العديد من دول أمريكا اللاتينية على إدارة بوش دليل واضح على تراجع قوة الردع الأمريكية بعد احتلال العراق. وثاني الوقائع القاهرة يتصل بشعور غالبية دول العالم أن أمريكا ليست حاجة للعالم كما تدعي وليست ضامنة للسلام العالمي بل أصبحت خطراً على السلام والأمن، فها هو الإرهاب يضرب في كل مكان وبلا رادع وها هو الخراب يهدد دولاً كانت مستقرة. لقد اكتشف الباحث الفرنسي ايمانويل تود هذه الحقيقة منذ سنوات لكن أحداً لم يصدقه في ذلك الحين.

وثالث الوقائع القاهرة يتصل بالدب الروسي، فموسكو تدرك تراجع قوة الردع الأمريكية وتدرك أن واشنطن بعد حرب العراق هي غيرها قبل الحرب، وها هي تبني على المعرفة مقتضاها وتعمل بنجاح ملحوظ للحصول على المكانة التي ترى أنها تستحقها في النظام الدولي. ورابع الوقائع القاهرة تبين أن آلة الحرب الحديثة مبنية على حماية الجيوش من الإصابة وبالتالي التعرض لأقل قدر من الخسائر البشرية، ويصل الحديث أحيانا عن “صفر قتيل”. لقد بينت حرب تحرير الكويت في العام 1991 صحة هذه النظرية غير أن حرب العراق الثانية تكاد تدمرها، إذ تثبت أن القوة الأعظم في العالم تلجأ إلى فرق المرتزقة للتعويض عن تراجع الروح القتالية لدى جيوش فهمت أنها تخوض الحرب دون مخاطرة تذكر. . هذا غيض من فيض التهافت الأمريكي في العراق هذا التهافت الذي إذا ما ظهر في كامل هيئته قد يصيب رؤوسا واثقة بدوار هائل.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
محادثات بغداد الاميركية الإيرانية .. العراق الغائب
حازم مبيضين
الراي الاردن

تؤشر تحركات المسؤولين العراقيين عشية المحادثات الاميركية الإيرانية بشأن الوضع الأمني في العراق إلى ما توليه بغداد من أهمية حيال هذه الجولة من المباحثات ، فقد أعرب رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بعد اجتماعه بالوفد الإيراني عن أمله في أن يحقق الحوار نتائج طيبة وأن تؤدي المحادثات بين الجانبين إلى إحلال الأمن والاستقرار في البلاد.كما أن الرئيس العراقي جلال طالباني اجتمع بالسفيرين الإيراني والاميركي داعيا الأول إلى مساعدة العراقيين في استتباب الأمن والاستقرار والتصدي للإرهاب، وحاثا طهران على توظيف علاقاتها مع الفصائل العراقية القريبة منها لغرض تهدئة الوضع في العراق ومستعرضا مع الثاني سير العملية السياسية والمعوقات التي تعترض استكمال المسيرة الديمقراطية في العراق ومتفقا معه على ضرورة تسريع الخطوات وتكثيف الاتصالات مع الجميع من أجل إنقاذ الوضع السياسي والوصول إلى إجماع وطني حقيقي من شأنه ترسيخ الشراكة بين الكتل الفاعلة وإيجاد حلول مِرضية للمسائل العالقة في العراق.وكان واضحا أن الحكومة العراقية تخشى تأثير الملفات العالقة بين واشنطن وطهران على الاتفاق المأمول لبسط الأمن في بلاد الرافدين وهي أعلنت ذلك بوضوح على لسان الناطق باسمها حين أعرب عن الامل في أن تتركز المباحثات على الملف العراقي دون الخوض في ملفات جانبية شائكة موضحا أن 28 عاما من الصراع بين إيران ودول المنطقة لم تؤد سوى إلى مشاكل دفع ثمنها العراق.وكمتابعين للملف العراقي الأمني فإن آمالنا تتركز على أن يكون الاجتماع عمليا يبحث عن حلول للمعضلة ولا يضيف إليها أحمالا أخرى هي في غنى عنها وأن يترجم ذلك إلى قرارات قابلة للتنفيذ.واذا كانت الجولة الأولى من المحادثات الاميركية الإيرانية وصفت بأنها ''الأكثر جوهرية'' بين البلدين طيلة أعوام رغم عدم تطرقها إلى موضوعات خلافية أخرى مثل الأنشطة النووية الإيرانية أو القناعات الاميركية بأن إيران تسلح المسؤولين عن شن هجمات على قواتها في العراق وتعمل على إثارة العنف الطائفي فان هذه الجولة (الثانية) تستمد أهميتها من قناعات واشنطن بعدم حصول تغيير ايجابي محسوس في المسلك الإيراني فان طهران تواصل التأكيد اللفظي على أملها تحقيق رغبات ومصالح الشعب العراقي وتخفيف وطأة المحنة وتعزيز الأمن.والنتيجة ان الجميع بمن فيهم إيران والعراق على قناعة أن لحكام طهران وآيات الله في قم تأثيرا مباشرا على حلفائهم في العراق وإن أنكر البعض ذلك ، وأن المفاوض الإيراني في بغداد يتحدث عن أمن العراق وعينه على الأساطيل الاميركية التي تمخر عباب الخليج ، بينما تتردد في اذنيه اصداء الأنباء التي تتحدث عن عملية عسكرية اميركية وشيكة ضد إيران التي تحركت مؤخرا صوب حلفائها في دمشق وبيروت وغزة لاستنهاض الهمم لمنع هذه العملية أو الاعداد لمواجهتها .وبعد ، فان السؤال المطروح هو هل يتوقف الجهد العراقي على تأمين سلامة المتحاورين وإعلان الامال أم أن هناك أوراقا تملكها الحكومة العراقية يمكن لها بها أن تضغط على الطرفين للوصول إلى اتفاق ملزم بأن لا يكون العراق ودم ابنائه ورقة مساومة سواء فوق المائدة أو تحتها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
تحالف سني جديد خارج العراق
سيوماس ميلني
الغارديان
إتفقت أهم سبع منظمات سُنية تقاتل قوات الاحتلال الاميركي في العراق على تشكيل تحالف سياسي وطني بهدف الاعداد لمفاوضات تسبق إنسحابا اميركيا ، بحسب ما ابلغ بعض قادة تلك المنظمات صحيفة الغارديان في دمشق.
في اول مقابلة لهم مع وسيلة اعلام غربية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وبريطانيا في عام 2003 ، قال قادة ثلاث جماعات مسلحة - هي المسؤولة عن الاف الهجمات ضد القوات الاميركية وقوات الجيش والشرطة العراقية - إنهم مصممون على مواصلة المقاومة المسلحة حتى إنسحاب جميع القوات الاجنبية من العراق ، ونددوا بتنظيم القاعدة بسبب عمليات القتل الطائفية والتفجيرات الانتحارية التي تستهدف المدنيين.
وقال المتحدث باسم الجماعات الثلاث - الوية ثورة العشرين ، انصار السنة وحماس العراقية - إن الجماعات تخطط لعقد مؤتمر وطني بهدف اطلاق جبهة موحدة ، مناشدا الحكومات العربية ، والحكومات الاخرى والامم المتحدة تقديم المساعدة لهم لتأسيس تواجد سياسي دائم خارج العراق.
ابو احمد ، الناطق باسم حماس العراقية قال "المقاومة السلمية لن تنهي الاحتلال والولايات المتحدة اوضحت بأنها تعتزم البقاء لعدة عقود ، والآن هناك تصور مشترك في المقاومة بأن قوات الاحتلال سوف تبدأ الانسحاب في غضون عام". تشكل هذه الخطوة للمقاومة تحولا جذريا في الاستراتيجية بالنسبة لمعظم الجماعات العراقية المسلحة التي ظلت قياداتها وهمية وحظرت الاتصال على نحو كبير مع العالم ، واقتصرت بدلا من ذلك على البيانات الموجزة على مواقع الانترنت وفي وسائل الاعلام العربية.
الاشهر الثلاثة الاخيرة كانت الاكثر دموية بالنسبة للقوات الاميركية التي فقدت 331 قتيلا و2029جريحا حيث عرضتهم "الزيادة" في عديد القوات ومقدارها 28 الف جندي ، لمزيد من الهجمات.
قادة الجماعات الثلاث الذين لم يذكروا اسماءهم الحقيقية في المقابلة وقالوا ان الجبهة الجديدة التي تضم المنظمات السنية الرئيسية المسلحة بإستثناء القاعدة والبعثيين ، اتفقت على البنود الرئيسية لبرنامج سياسي مشترك يتضمن التزاما بتحرير العراق من القوات الاجنبية ، ورفض التعاون مع الاطراف المشاركة في مؤسسات سياسية اقيمت في ظل الاحتلال ، واعلانا بأن القرارات والاتفاقيات التي اتخذها الاحتلال الاميركي والحكومة العراقية باطلة ولاغية.
هدف الحلف - الذي يضم مجموعة من الجماعات الاسلامية والوطنية والذي يعتزم اطلاق اسم"المكتب السياسي للمقاومة العراقية" على نفسه - الاتصال مع الجماعات الاخرى المناهضة للإحتلال داخل العراق من اجل التفاوض مع الاميركيين في ضوء التوقعات بانسحاب اميركي مبكر. ويضع برنامج التحالف تصورا لحكومة تكنوقراط مؤقتة تدير البلاد خلال فترة إنتقالية لحين اجراء انتخابات حرة.
وتنفي الجماعات المسلحة بأنها تتلقى الدعم من اي حكومة اجنبية ، بما في ذلك سوريا ، لكنها تدعي بأنها رفضت عرضا ايرانيا لتزويدها بالمال والسلاح. وتقول ايضا انها تعرضت لضغوط من السعودية وتركيا كي تتوحد. يقول عبدالله سليمان عمري ، رئيس الدائرة السياسية لالوية ثورة العشرين" نحن حركة المقاومة الوحيدة في التاريخ الحديث التي لم تتلق اي مساعدة او دعم من اي دولة اخرى". ويضيف للغارديان" السبب في ذلك هو اننا نقاتل اميركا".
يقول قادة الجماعات السنية الثلاث انهم يدركون جيدا التهديد الذي يفرضه الخلاف الطائفي على مستقبل العراق ويؤكدون على اهمية العمل مع الجماعات الشيعية - لكنهم يرفضون اي اتصال مع الميليشيات الشيعية والاحزاب بسبب مشاركتها في المؤسسات السياسية التي اقامها الاميركيون ودورها في عمليات القتل الطائفية.
يقول عبدالرحمن الزبيدي ، المتحدث السياسي باسم جماعة انصار السنة المعروفة في العراق ، ان منظمته منقسمة بشان علاقاتها مع القاعدة التي يتحدر معظم عناصرها من العراق ، لكن غالبية قادتها من الاجانب.
يتابع الزبيدي فيقول" المقاومة ليست قتل اميركيين وحسب بدون اهداف. شعبنا اصبح يكره القاعدة التي تعطي انطباعا للعالم الخارجي بان المقاومة في العراق ارهاب. نحن ضد القتل بدون تمييز ، القتال يجب ان يركز على العدو فقط". ويضيف"فتحت فجوة كبيرة بين السنة والشيعة تحت الاحتلال وساهمت القاعدة في ايجاد هذه الفجوة". يقول وين وايت من معهد واشنطن للشرق الاوسط والخبير السابق الذي عمل مستشارا في مجموعة الدراسة حول العراق ، من غير الواضح ماذا سيكون تأثير المجموعة الجديدة على الارض في ظل وجود اختلاف داخل الجماعات السنية العربية المسلحة.
ويضيف"يكشف هذا بالتاكيد انه رغم توسيع التعاون من جانب بعض الجماعات السنية العربية المسلحة مع القوات الاميركية في الاشهرالاخيرة ، فان مثل هذا التعاون قد يعيش حياة قصيرة جدا اذا لم تعمد الولايات المتحدة الى التوضيح بان لديها استراتيجية خروج معقولة من العراق.
ويختم وايت بالقول" مع وجود خطر كامن حقيقي جدا من تفجر حرب اهلية على نطاق اوسع في اعقاب تخفيض جوهري للتواجد العسكري الاميركي في العراق ، فان الشيعة والاكراد يدركون ادراكا كاملا بان المقدرة المتزايدة لدى السنة العرب على تنظيم انفسهم من الناحية السياسية والتجمع في تشكيلات مسلحة اوسع كنتيجة لمثل هذا التعاون ، قد تؤدي الى مواجهة معهم بوجود تحد هائل الى حد بعيد مع مرور الوقت".

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
ولكن بوش لا يتغير
باول كروجمان
نيويورك تايمز
لماذا يفترض بنا ان نعتبر ثقة بوش مستمرة والتي لا تنتهي إلى شيء ايجابيا، وهل ننسى ان بوش منذ ست سنوات كان في غاية الثقة عندما وعد بالامساك بأسامة حيا او ميتا. ومنذ اربع سنوات كان ايضا واثقا من القضاء على المتمردين. ومنذ سنتين كان واثقا ان خططه ستثمر في القريب العاجل. والآن، العراق حمام دماء وافغانستان يأكلها التقسيم العراقي والصراعات القبلية. وتعترف وكالة الاستخبارات الامريكية نفسها والتابعة لادارة بوش انه بفضل قيادة بوش الفقيرة تخسر امريكا نضالها مع القاعدة. ومع ذلك، مازال بوش واثقا. في ماذا؟!! ان كل ما يحدث وهو بالتأكيد مرعب، لا يوضح قوة شخصية بوش، بل يعكس فقط حقيقة ان بوش فقد الترابط مع الواقع. في الواقع، ليس من الواضح ان بوش في حياته كان متصلا مع الواقع يوما – لقد تحدثت كثيرا عن عقدة المعصومية في ادارة بوش، عن عدم قدرتها للاعتراف بأخطائها او مواجهة المشاكل الحقيقية.
في عام 2002 قام رون سسكيند "صحفي" باجراء حديث مع احد مستشاري بوش والذي سخر من "المجتمع المبني على الحقائق" مؤكدا انه "عندما نقوم بفعل، فنحن نوجد حقيقتنا الخاصة بنا". وعلى الرغم من ان بوش لم يعد يملك الكثير من المصدقين لأقواله، ما زال لديه وفرة من المساعدين – اشخاص يفهمون تماما غباء افعال بوش لكنهم يرفضون فعل اي شيء لوقفه. واوضح مثال على هذا، حدث هذا الشهر، كان السيناتور ريتشارد لوجار، الذي قال في حديث ان "مسار ادارتنا في العراق فقد الرابط مع مصالح امننا القومي المهم".
وريتشارد رجل ذكي وبديهته حاضرة، تصرف ذات مرة بشجاعة ليجنب بلاده كارثة في السياسة الخارجية عندما اقنع رونالد ريجان بوقف دعمه لفرناند ماركوس، القائد الفاسد للفلبينيين بعد انتخابات غير شرعية سرقها فرناند. لكن الشجاعة السياسية هذه اختفت عندما حاول ديمقراطيو مجلس الشيوخ الحصول على تصويت المجلس لصالح قانون كان سيجبر الادارة على تغيير مسارها في حرب العراق. ولوجاء ضمن العديد من الجمهوريين الذين عبروا عن شكوكهم في نجاح الحرب في العرق، صوت ضد قرار الديمقراطيين مؤكدا بذلك ان الغباء الذي تتصرف به الادارة في العراق سيستمر. وبفضل هذا التصويت – الذي انتهى لصالح بوش وادارته – لن يحدث جديد حتى يصدر تقرير الجنرال ديفيد باتريوس، الرأس الاعلى للقيادة الامريكية في العراق، في سبتمبر القادم. لكن يجب آلا نأمل في الكثير حتى بعد صدور التقرير. واتمنى ان يثبت التقرير اننا على خطأ وان الادارة على صواب. لكن تاريخ الرجل – باتريوس – يقول بانه شخص ذكي ولا اعرف لما يجذب المقال الذي نشره باتريوس في واشنطن بوست في سبتمبر 2004، المزيد من الانتباه. في ذلك المقال اخبرنا باتريوس ان "القادة العراقيين يحققون تقدما ويقودون بلادهم وقوات الامن بشجاعة "وان "اداء قوات الامن هذه على مستوى معقول" بمعنى آخر، نقل باتريوس دون ان يقول اي شيء مزيف عن عمد الانطباع المضلل. والجميع يعرف اننا يجب ان نتوقف عن لوم بوش بسبب الفوضى التي نحن فيها. فبوش هو بوش الذي عرفناه واي شخص يتوقع منه شيئا مخالفا عما عهدناه منه فهو واهم. وسيظل بوش يحدث الضرر في كل خطوة يخطوها لان الكثير من الناس الذين يدركون كيف يهدد غباؤه هذا أمن امريكا مازالوا يرفضون – بسبب الحذر السياسي والمهنية – ان يفعلوا اي شيء لوقفه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
اختطاف النظام العالمي
عاطف الغمري
عمان عمالن
كانت حرب العراق جزءا مهما من خطة اختطاف النظام العالمي، لأن أصحاب مشروعها من المحافظين الجدد، كانوا مقتنعين بانتصارهم عسكريا، وبأن ذلك سيكون بوابة الدخول إلى العالم العربي بكامله لتغييره من الداخل، وإعادة رسم الخريطة الإقليمية للمنطقة، بما يضع إسرائيل في مركزها.
هل تعتبر استراتيجية السياسة الخارجية الأمريكية التي نتعامل معها، استراتيجية تعبر عن نظام عالمي جديد، أم أنها خطة اختطاف للنظام العالمي، قبل أن يتشكل على صورة لم تكن لتتفق مع رؤية أمريكا لدورها في العالم في القرن الحادي والعشرين؟
كثير من الخبراء والكتاب الأمريكيين اتفقوا في دراساتهم منذ مجيء حكومة بوش للسلطة عام ،2001 على أن استراتيجية الأمن القومي الجديدة التي أعلنها البيت الأبيض في 20 سبتمبر ،2002 تنقصها الشروط التقليدية والمتعارف عليها،لبناء أية استراتيجية عالمية للولايات المتحدة، ومن أهمها ثلاثة شروط هي:
1- توافق الرأي العام على قبول هذه الاستراتيجية، واحتشاده وراءها بالتأييد كهدف وطني تتحرك الدولة بكامل طاقاتها وراءه.
2- توافق النخبة من صناع القرار السياسي وأصحاب الخبرة العالمية على تبني هذه الإستراتيجية.
3- وضوح كلي لأهداف السياسة الخارجية دون غموض.
وهذه الشروط منعدمة في استراتيجية الأمن القومي المعمول بها حاليا، بعد انتهاء العمل باستراتيجية السياسة الخارجية للخمسين عاما السابقة، والتي بدأت عام ،1947 وتوافرت فيها كل الشروط المطلوبة.
وبناء عليه ففي تقديرهم أن ما يجري تطبيقه هو خلل في الاستراتيجية، وليس بناء إستراتيجيا حقيقيا.
.. فكيف جرى اختطاف النظام العالمي.
كانت هذه الفكرة تسيطر على المحافظين الجدد، وتظهر في كتاباتهم وبرامجهم السياسية المنشورة والمعلنة، وبالتحديد منذ بداية التسعينيات.
وربما كان أبرز تجسيد لها ما قام به اثنان من أكبر المفكرين والمنظرين لفلسفة حركة «المحافظين الجدد» وهما ويليام كريستول، وروبرت كيجان، عندما نشرا في عام 2000 ورقة عمل مشتركة بعنوان «أمريكا في العالم» تحدد تصور المحافظين الجدد لمعنى العدو. وهو العدو الذي يمثل- من وجهة نظرهم خطرا على الولايات المتحدة ودورها في العالم في القرن الحادي والعشرين، باعتبارها القوة المهيمنة. وأن هذا الخطر يأتي نتيجة تقليص هذا الدور، وبالتالي انهيار النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. ودعت هذه الورقة الولايات المتحدة بألا تنتظر وصول هذا التهديد المقبل، بل المبادرة بمنع حدوثه بالإسراع بإقامة نظام دولي يتفق مع مصالحنا ومبادئنا.
كانت تحت عيونهم معلومات موثقة تقول: إن أمام أمريكا 20 سنة، يبقى لها خلالها وضع القوة العظمى الوحيدة قبل أن يتشكل للعالم نظام دولي جديد.
وان ضياع دور الهيمنة هو العدو، وذلك حسب ما قدرته كبريات المؤسسات الاقتصادية الأمريكية من أن هذا التحول سيحدث عام 2020 بوصول الصين إلى وضع التعادل في القوة مع أمريكا، بينما قدرت وزارة الدفاع الأمريكية حدوث ذلك في عام .2025
ولهذا لم تكن الاستراتيجية العالمية لعام ،2002 إستراتيجية لنظام عالمي جديد، بقدر ما كانت اختطاف للنظام العالمي تحت الإنشاء.
كان هدفهم استباق التحول إلى ما هو متوقع من قيام النظام العالمي للقرن الحادي والعشرين، على أساس التعددية، وليس القوة العظمى الوحيدة، بصعود قوى اخرى إلى قمة النظام العالمي، كالصين، أو بعض دول الاتحاد الأوروبي كألمانيا، وروسيا في مرحلة لاحقة، واليابان، ومشاركة قوى إقليمية بازغة مثل الهند والبرازيل.
مع احتمال حصول بعض هذه الدول على مقاعد العضوية الدائمة في مجلس الأمن، وهو تحول يضعف من قدرة أمريكا على توجيه الأمم المتحدة كما تريد.
وكانت لهنري كيسنجر مقولة في أول التسعينيات بعد انتهاء الحرب الباردة، يتوقع فيها التعددية في القرن الحادي والعشرين، وقتها قال: إن أمريكا تتوقع أن تكون واحدة ضمن مجموعة قوى متساوية على قمة النظام الدولي المقبل.
وكانت حرب العراق جزءا مهما من خطة اختطاف النظام العالمي، لأن أصحاب مشروعها من المحافظين الجدد، كانوا مقتنعين بانتصارهم عسكريا، وبأن ذلك سيكون بوابة الدخول إلى العالم العربي بكامله لتغييره من الداخل، وإعادة رسم الخريطة الإقليمية للمنطقة، بما يضع إسرائيل في مركزها. وبأن يكون ما جرى في العراق، نموذجا ملهما ونمطا يتكرر في المناطق الإقليمية الاخرى في العالم. ومن ثم يتغير العالم وصياغة النظام الدولي الجديد.
فضلا عما كانت تتضمنه الأهداف المتعددة وراء غزو العراق، من هدف يخص الصين، بأن تكون السيطرة على بترول العراق ثاني أكبر احتياطي بترولي في العالم ــ ضمن منظومة التحكم في بترول الشرق الأوسط، وافريقيا، وآسيا الوسطى، والذي تعتمد عليه الصين في خططها للتنمية، والتي ستدفع بها إلى مستوى التعادل في القوة مع الولايات المتحدة.
ولا يغيب عن النظر التعديل الذي أدخله المحافظون الجدد في عهد حكومة بوش على ما سبق أن وصف به كلينتون العلاقة مع الصين بعلاقة الشريك الاستراتيجي. ليصبح الوصيف هو علاقة تنافس استراتيجي.
فأين العالم العربي من كل هذا؟
يفترض أن هذه استراتيجية لاختطاف النظام العالمي، أو بمعنى آخر هذا الخلل في البناء الاستراتيجي الأمريكي الحالي، كان لابد أن يسفر عن فشل، وليس عن نجاح في السياسات الأمريكية التي تتعامل مع مشكلات وأزمات المنطقة، وهو ما حدث بالفعل في العراق.
وبالتالي فإن مسايرة هذه الاستراتيجية لا تنتهي سوى بالتورط في سياسات ليس مقدرا لها النجاح.
وكان ينبغي أن تكون للعرب مبادرة بخصوص رؤيتهم ومواقفهم من مختلف قضاياهم يسندها موقف موحد نابع من رؤية إستراتيجية شاملة لما تغير في أوضاع المنطقة وفي العالم.
وان تكون هذه الرؤية مستوعبة المصالح العربية على المدى البعيد. وإذا كانت استراتيجية الاختطاف لم تمكن المحافظين الجدد من إحراز نصر عسكري، يبني عليه مشروعهم العالمي، لمنع ما اعتبروه العدو المقبل، وهو في نظرهم حدوث التعددية على قمة النظام العالمي، فإن بلوغ هذا التحول، وهو أمر يبدو مؤكدا، يفرض ضرورة تنويع العلاقات الدولية للعالم العربي، لتكون أكثر توازنا مع القوى المرشحة لقمة التعددية، فضلا عن القوى الإقليمية الأصغر حجما. ومعنى ذلك أن العالم مهيأ لتحولات كبرى واستراتيجية خلال السنوات القليلة المقبلة. وهناك دول إقليمية بدأت من قبل ذلك بسنوات تضع البدائل والخيارات للتعامل مع الواقع المتغير، فما الذي فعله العالم العربي، وهو يمشي في سياق التحولات التي لابد أن تطوله وتؤثر عليه بشكل مباشر؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
سبعة سيناريوهات للانسحاب من العراق
أوستن باي
واشنطن تايمز
تفتت العراق إلى أقاليم عرقية، مع قيام بعض الدويلات الصغيرة التي تحاول السيطرة على حقول النفط. وتبذل إيران وتركيا نفوذا إقليميا على الريادة وعلى شمال العراق على الترتيب، لكنهما سوف ينشغلان بالمواجهة فيما بينهما، أو التسبب في فرض عقوبات عليهما من جانب أوروبا والولايات المتحدة
ماذا يحدث لو أن الولايات المتحدة وقوات التحالف قرروا الانسحاب من العراق بسرعة؟ لدى الحكومتين الأمريكية والعراقية السيناريوهات الخاصة بكل منهما، فضلا عن ذلك قامت كل من إيران وتنظيم القاعدة وسوريا وتركيا بتحليل النتائج المحتملة للانسحاب المبكر.
قطاع الأعمال والحكومة يضعان الخطط. وكل خطة تتوقع نتيجة في المستقبل. وحيث أنه لا يمكن التنبؤ بالمستقبل، فإن أفضل الخطط تقر بالغموض. وبناء عليه فإن الاعتراف بالغموض وعدم اليقين يعنيان قبول المخاطر - مخاطر حدوث أخطاء. إن فن القيادة هو أن تكون القيادة والقائد أقل ارتكابا للأخطاء.
ما يلي سبعة سيناريوهات للنتائج المحتملة للانسحاب السريع من العراق. وهذه السيناريوهات السبعة ليست حصرية، وقد تجدون بعض النقاط والعناصر المشتركة في كل سيناريو من السيناريوهات السبعة.
1- ظهور ثلاث دول جديدة - أولها كردستان التي ستصبح دولة مستقلة في الشمال، وتبدأ على الفور في صراع مع تركيا حول حزب العمال الكردستاني الذي يشن صراعا محموما من أجل الانفصال في جنوب شرق تركيا. كردستان تتمتع بوفرة في احتياطات النفط. وثانيها جنوب العراق- وهي منطقة شيعية- سوف تصبح دولة شيعية، وتتمتع أيضا بوفرة في النفط. وثالثها أن بعض اجزاء من محافظة الأنبار ستصبح دولة سنية- لديها القليل من حقول النفط.
لكن ما الذي سيتبقى من بغداد؟ هل ستقسم إلى قطاعات شيعية وسنية؟ في الواقع ستبقى بغداد مصدرا لصراع مستمر.
2- قيام حرب شيعية سنية إقليمية: تجد إيران فرصة مواتية لاستعادة، ليس منطقة شط العرب فحسب - دلتا نهري دجلة والفرات - بل الفرصة لتوسيع حدودها إلى مناطق اقتصادية منتجة في جنوب العراق. وسترد المملكة العربية السعودية والكويت على الفور على دخول إيران إلى جنوب العراق. لقد كانت العراق بمثابة منطقة عازلة بين العرب السنة والشيعة الإيرانيين، وبدأت تلك المنطقة العازلة في التفتت. وستستعد الاردن وسوريا على الاستجابة لتلك التطورات. وقد تستمر الحرب على بلاد النهرين على مدى أسابيع، أو قد تدور رحاها لعدة سنين.
3- توسع تركيا: تستولي تركيا على شمال العراق حتى مدينة كركوك. كانت الامبراطورية العثمانية تتحكم في وقت من الأوقات في بلاد النهرين. وسوف تدعي تركيا ملكيتها على بعض المناطق في شمال العراق. لقد كانت تركيا، على مدى عقدين تقريبا، تقاتل حزب العمال الكردستاني- وهو جماعة كردية انفصالية في تركيا ولها قواعدها في شمال العراق.
تستطيع تركيا إيجاد طريقة لإنهاء الحرب مع حزب العمال الكردستاني بالاستيلاء على كردستان العراق.
وعلى الرغم من ذلك، يمكن لتركيا أن تدفع ثمنا سياسيا باهظا، حيث أنها قد تفقد فرصة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ومع تدهور العلاقالت التركية مع الغرب، قد تصبح تركيا أقل علمانية وأكثر إسلاما، في هويتها وتوجهاتها السياسية على السواء.
4- قيام دولة دكتاتورية شيعية: ينتصر العرب الشيعة في المعركة الفوضوية على الأحياء، ويجبرون العرب السنة على الفرار. يمكن تسمية هذه عملية تطهير عرقي بحكم الواقع، لأن السنة سيفرون إلى الدول السنية، أو ينتقلون إلى الولايات المتحدة. وسيحتفظ تنظيم القاعدة بوجوده في العراق. ويستولي نظام شيعي متشدد على السلطة في بغداد، وتكون مهمته القضاء على القاعدة. ويحتفظ الأكراد بدرجة من الاستقلال بعلاقات كافية مع بغداد بهدف إبعاد الأتراك.
5- ظهور العصابات: نسخة محسوبة من السيناريو الرابع- رواندا في الصحراء. يقوم العرب الشيعة والأكراد بشن حملة منسقة للقضاء على العرب السنة في العراق. ويأتي التهديد بالتدخل من جانب إيران ليمنع الدول العربية السنية من حماية السنة العراقيين.
6- حدوث حالة من الفوضى: تتفتت العراق إلى أقاليم عرقية، مع قيام بعض الدويلات الصغيرة التي تحاول السيطرة على حقول النفط. تبذل إيران وتركيا نفوذا إقليميا على الريادة وعلى شمال العراق على الترتيب، لكنهما سوف ينشغلان بالمواجهة فيما بينهما، أو التسبب في فرض عقوبات عليهما من جانب أوروبا والولايات المتحدة، وبالتالي لا يقوم أي من الطرفين بإرسال قواته المسلحة بأعداد كبيرة إلى خارج حدودهما الحالية.
ستؤثر الهجمات الإرهابية والقتال المتقطع على الأحياء في كل أنحاء العراق. ويمارس أمراء الحرب الحكم بالتخويف، كما أنهم سوف يسعون إلى جمع الأموال إما عن طريق تهريب النفط أو المخدرات أو الأسلحة. ولا شك أن هذا الجحيم القبلي سوف يكون بمثابة كارثة حقيقية، وهو نفس الكارثة التي تسمح للقاعدة ببناء منشآت تدريب وبناء معسكرات للعمليات في كل أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا.
7- يظل المركز العراقي متماسكا: تثبت الحكومة الديمقراطية قوتها. يتمثل الافتراض وراء هذا السيناريو في أن الحكومة العراقية سوف تستجيب لكافة التطورات على نحو كاف، وأن قوات الأمن العراقية سوف تكون بالقوة الكافية للوقوف في مواجهة هجمات المتطرفين ووقف إيران. وبعد عدة أشهر من الحرب الوحشية، سوف يفلح الجيش العراقي في تدمير الجماعات المسلحة.
مما لا شك فيه أن السيناريو الأخير هو الوحيد من بين السيناريوهات السبعة الذي يفيد غالبية العراقيين.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
خطة بوش الجديدة.. للحافظ على ماء الوجه
ناصر اليحمدي
الشبيبة عمان
تتبع الإدارة الأمريكية هذه الايام سياسة لم نعهدها من قبل .. فقد أفرجت السلطات العسكرية عن فيلم كامل مصور لجنودها المشوهين الذين يعانون من إصابات رهيبة في أحد مستشفياتها كي تبثه كل وسائل الإعلام في حين انها كانت تضع حظرا حتى على تصوير توابيت الموتى العائدين من العراق!!.
كما تحول اهتمام واشنطن المكثف تجاه الكتلة الشيعية في الحكم الى الكتلة السنية والسعي للتعاون مع قبائل سنية في بعض المدن ومدها بالسلاح وفي الوقت نفسه تضييق الخناق على زعيم التيار الصدري الشيعي وقواته الذين يشكو السنة من مجازرهم ضدهم.
لاشك ان هذه المؤشرات تظهر ان هناك خططا أمريكية متسارعة تجري في العراق ليس من أجل تحقيق نصر عسكري كما يزعم الرئيس الامريكي وانما من أجل تحقيق تحول سياسي في العراق استعدادا لإعلان جدول زمني للانسحاب النهائي مع بقاء قواعد خصوصا في شمال العراق لأغراض تدريب القوات العراقية وتنفيذ ما يسمى بعمليات مكافحة الإرهاب وحماية الدبلوماسيين الامريكيين وانه من أجل هذه الخطوة المقبلة بدأت خطط تكثيف الضغط على رئيس الوزراء نوري المالكي كي يفتح المجال أمام تلبيه بعض مطالب العشائر السنية في محاولة لإقاناع المقاومة بوقف القتال.. كذلك تعمل على ضرب بعض مصادر قوة التيار الصدري من خلال إقرار سلسلة قوانين وتعديلات سياسية ترضى السنة بصورة ما.. وربما هذا يسهل الانسحاب الامريكي في ضوء ضغوط الكونجرس ذي الاغلبية الديمقراطية لوضع جدول زمني للانسحاب وربما تحسبا لخطة بريطانية بوضع جدول زمني للانسحاب قد تشكل مأزقا لإدارة بوش.
ان تصاعد هذه الضغوط الداخلية في أمريكا ضد إدارة بوش والمطالبة بالانسحاب علاوة على انهيار شعبيته مع اقتراب انتهاء ولايته الأخيرة وظهور تقارير رسمية من البيت الابيض تؤكد فشل الاستراتيجية الجديدة في العراق حيث لم يتحقق سوى 8 فقط هدفا حددها الكونجرس أغلبها أمنية لا سياسية مما أدى لإنعاش الخطط نالقديمة والتي من أخطرها تقسيم العراق لثلاث مناطق كردية وسنية وشيعية تتمتع كل منها بالحكم الذاتي كي تصبح هي الحل على المدى البعيد لمشكلة العراق الحالية خصوصا ان الظروف بالفعل باتت مهيأة بصورة أكبر لذلك وبالتالي التقسيم بات سهلا عن ذي قبل في العراق في ظل التفكك والنزاع الطائفي بين أبناء شعبه وللأسف هذا التقسيم أصبح يتردد بقوة في واشنطن كحل أخير يضمن بقاء السيطرة والنفوذ الامريكي مستقبلا في العراق ويتبناها العديد من السياسيين لانهم يرون في تقسيم العراق المخرج الوحيد من المستنقع العراقي خاصة وهذا يعتبر تهديدا للسنة في حال رفضهم التفاهم والحوار مع الإدارة الأمريكية لان التقسيم يعني في هذه الحالة سيطرة الشيعة على غالبية ثروة العراق النفطية في ضوء انتشار آبار النفط في الجنوب ذي الاغلبية الشيعية والذي سينضم ضمنا للقسم الشيعي اذا ما طبق خيار التقسيم.
ان الخطة الامريكية الجديدة للفرار من العراق ترتكز على تحقيق أهداف سياسية على أرض الواقع – بعد فشل الخيار العسكري- ترضي سنة العراق نسبيا بدرجة تخفف من هجمات المقاومة العراقية السنية وفي ذات الوقت تحجيم التيار الصدري الشيعي المسؤول عن مجازر السنة وتقوية الجيش العراقي ومحاولة نزع الطائفية عن عملياته لكن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة هنا: هل ينجح بوش الذي فشل منذ غزو العراق في ان يحقق الاستقرار للعراق على مدار الاشهر المقبلة المتبقية له في الحكم؟!..هذا ما ستسفر عنه الشهور المقبلة كثير من المنظرين السياسيين والمهتمين بالقضايا الافريقية يحدوهم الأمل في ان تصبح أفريقيا قارة ذات وحدة سياسية.
هؤلاء المتابعون للهم الأفريقي يحاولون القفز من فوق الواقع ويسعون الى تحقيق المستحيل ويجرون وراء أوهام ينسجون من خيوطها أحلاما بيس هناك بوادر أمل في تحقيق هذه الوحدة لا في اليوم الحاضر ولا في المستقبل المنتظر .. لانها ليست في الولايات الافريقية.
هذه القارة السمراء عاشت فترة طويلة من الزمن تئن تحت وطاة الفقر والجهل والمرض فكان الأهم ان ينشغل بال هؤلاء بتوفير الطعام والعلاج ووقف الصراعات والحروب ودعم الاصلاحات السياسية بدلا من السعي وراء هذه الوحدة والتي لا تغني ولا تسمن من جوع في هذا الوقت .. فهناك المهم وهناك الأهم ولابد من بدء العلاج تدريجيا حتى تتحقق هذه الرغبة وتصبح أفريقيا ذات اتحاد كالاتحاد الأوروبي وغيره.
ان الذين ينادون بالوحدة الافريقية يتجاهلون الواقع الافريقي وللأسف الشديد لم يتعلموا نالدرس جيدا من فشل التجارب الوحدوية السابقة سواء أكانت عربية ام أفريقية واننا نتساءل لماذا يصر هؤلاء على السعي وراء هذا السراب والجري وراء هذا الوهم هل هو الطموح ام الجوع؟!.
وأخطا من يظن ان النفط يمكنه شراء هذه الوحدة.. فكان الأجدر بصناع قرار هذه القارة ان يجمعوا نقود النفط المتراكمة ليستغلوها في بناء وتعمير هذه القارة وفي حل مشاكلها التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء والسوداء.
ودعونا نسأل أيضا لو تحققت هذه الوحدة المزعومة هل يمكنها ان تحل الخلاف بين قبيلتي الهوتو والتوتسي والذي راح ضحيته ملايين البشر من القلبلتين و هل يمكن لهذه الوحدة أيضا ان تقضي على المشاكل الدموية الناجمة من الصراعات الصومالية .. وهلة قادرة على حل خلافات القائمة بين كثير من دول القرن الأفريقي طبعا الاجابة على كل هذه التساؤلات بالنفي لسبب بسيط جدا هو ان هذه القارة تعاني من جرح غائر يصعب علاجه بما لا يتلاءم معه.
بعض رؤساء أفريقيا يسبحون مع الخيال ويظنون ان هذا الأمل سهل المثال .. وهؤلاء يتناقضون مع أنفسهم ومع بعضهم البعض لان الذي يحركهم لغة العاطفة وليست لغة العقل التي يتخاطبون بها لا يمكن ان تنجح في تحويل هذا الوهم الزائل الى واقع منظر.
القيلولة لز يادة الإنتاج
القيلولة تحسن الصحة بشكل عام وتزيد في إنتاجية الموظفين.. هذا هو آخر ما توصل إليه الألمان مما دعاهم لنصح العاملين في الحكومة الألمانية بأخذ قيلولة يوميا بهدف زيادة الإنتاجية والفاعلية معتبرين في الحكومة ان هذه الخطوة ستحد من عدد المسؤولين الكسالي في الحكومة.
لثقد توصل العلماء الى اثبات ان القيلولة تساهم في إزالة التوتر فهي تؤدي الى الراحة الدماغية والارتخاء العضلي بما يساعد على زيادة إنتاجية العمال كما انها تعزز الذاكرة والتركيز وتفسح المجال امام دورات جديدة من النشاط الدماغي في نمط أ كثر ارتياحا .. كذلك كشف فريق من الباحثين الامريكيين ان فترة القيلولة القصيرة تعمل على خفض نسبة الهرمون المسؤول عن الضغط.
كما اكد الباحثون في دراسة ان القيلولة لمدة 10-40 دقيقة (وليس أكثر) تكسب الجسم راحة كافية وتخفف من مستوى هرمونات المرتفعة في الدم نتيجة النشاط البدني والذهني الذي بذله الإنسان في بداية اليوم.. ويرى العلماء ان النوم لفترة قصيرة في النهار يريح ذهن الإنسان وعضلاته ويعيد شحن قدراته على التفكير والتركيز ويزيد إنتاجيته وحماسه للعمل.. وان القيلولة في النهار لمدة لا تتجاوز 40 دقيقة لا تؤثر على فترة النوم في الليل أما اذا أمتدت لأكثر من ذلك فقد تسبب الارق وصعوبة النوم.
لاشك انم كل ما توصل إليه العلماء مما سبق ليس بجديد علينا نحن المسلمين فمن المعلوم لدينا ان القيلولة هي نومة وسط النهار وكان من السنة ان يقيل المسملون اذا كان الجو حارا ويلاحظ ان الصحابة كانوا يحرصون على وقت القيلولة حرصا شديدا حتى ان أحدهم ان لم يستطع القيلولة بالبيت نام في المسجد .. بل الثابت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – انه كان يحافظ على نومة القيلولة.
وللقيلولة فوائد أخرى منها إراحة الجسم حتى يستطيع القيام بالعبادة فكلما كان الجسد في راحة ب عيدا عن الاجهاد والتعب كان أداء الإنسان لعبادته أفضل فإن إراحة الجسد بالقيلولة فيه دعوة لإتقان العبادة.. واسترخاء الجسد بسنة القيلولة لا يجعل الجسد ينام كثيرا مما ينهض أصحاب الليل لأداء أشرف عبادة في الإسلام وهي قيام الليل كما انها تساعد الإنسان على المحافظة على صيام النافلة.
للأسف القيلولة سنة نبوية مهجورة فهل يطبقها المسلمون اقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم – لان في فعلها ينال المسلم ثوابا من الله تعالى مع ما فيها من الفوائد؟ فكثير من السنن النبوية ماتت في حياة الناس ولا يكون لها أهمية الا اذا ألبست لباس الاكتشافات العلمية الحديثة ومن تلك السنن التي أضحت معدومة في حياة المسلمين سنة القيلولة وبدأ أهل العلم يتحدثون عنهاوعن فوائدها وكتبت فيها أبحث مهمة تؤكد فوائدها العلمية .. والمثير للاهتمام ان الدول الغربية بدأت تدرج القيلولة في أنظمتها اليومية.
ان السنة النبوية يجب ان توضع موضعها الصحيح حتى تطبق بشكل إيجابي .. فهل نعود الى سنة القيلولة حتى ننال راحة الدنيا وثواب الآخرة؟!
من فيض الخاطر
لو لم يكن الشوك .. ما كان الز هر
لو لم ترعد السماء .. ما سقط المطر
لو لم تطل الظلمة.. ما أطل الفجر
لو لم تكن الجبال .. ما تدفق النهر
أطلق العنان للبشرى.. تعانق النظر
هو الحب لولاه.. ما كان البشر.
آخر كـــلام
عندما تطرق الفرصة الباب.. فإن البعض يشكو الضوضاء..!!

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
هل ينجح المبعوث الأمريكي فـي المؤتمر الإسلامي فـي تجميل الصورة الأمريكية؟
السفير د. عبدالله الأشــعل
عمان اليوم عمان
من مظاهر السطحية أيضا في اختيار المنظمة، أن هذه المنظمة هي أضعف المنظمات الإقليمية على الإطلاق، ولذلك لقيت إغفالاً من داخل العالم الإسلامي والغربي معاً، ولا يزال ينظر اليها على أنها تجمع لحكومات تعادي الحركات الإسلامية وتكرس الديكتاتورية والفساد وتتواطأ مع السياسات الأمريكية
أعلن الرئيس الأمريكي في الأسبوع الأخير من يونيو 2007 انه قرر تعيين مبعوث خاص لدى منظمة المؤتمر الإسلامي وذلك في إطار برنامج الدبلوماسية العامة الأمريكية الهادفة إلى تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي. هذا الإجراء جزء من اعتقاد الولايات المتحدة بأن أزمة العلاقة بينها وبين العالم الإسلامي أساسها الفهم الخاطئ لدى الدول الإسلامية للسياسات الأمريكية وأن مهمة هذا المبعوث ضمن إجراءات أخرى في السياق نفسه، على أن يشرح السياسة الصحيحة حتى لا تصل إلى العالم الإسلامي مشوشة. وقد استقبل هذا الحدث في العالم الإسلامي بشكل عام بحذر شديد، ذلك أن واشنطن في عهد هذه الإدارة لم يعد لها صديق أو محب بسبب الجرائم التي ارتكبتها في العراق وفلسطين ومساندتها المطلقة للعدوان الإسرائيلي وسعيها الدائم إلى تفتيت العالم العربي وتصديها للإسلام والمسلمين تحت شعار مقاومة الإرهاب.
على جانب الآخر اعتقد البعض أن تعيين ممثل خاص للرئيس الأمريكي لفتة فريدة غير مسبوقة في الاهتمام بمنظمة المؤتمر الإسلامي التي لم تعرها واشنطن أي اهتمام إلا كلما وجدت فيها ما يفيد في تحقق الأهداف الأمريكية. فقد استعانت واشنطن بهذه المنظمة في عدة مناسبات إن لم تكن قد وظفتها لخدمة أغراضها.. كانت المناسبة الأولى إثر الغزو السوفييتي لأفغانستان في ديسمبر 1979 حيث استخدمت المنظمة ودولها لتقويض الاتحاد السوفييتي من باب أفغانستان وسوف يسجل الباحثون في أسباب انهيار الإمبراطورية السوفييتية أن أفغانستان كانت من وجوه عديدة هي فيتنام بالنسبة لموسكو مع فارق واحد، وهو أنه إذا كانت موسكو والصين قد اشتركتا في مساندة فيتنام لتقويض القوة الأمريكية في إطار الحرب الباردة، فان المسلمين ساندوا الولايات المتحدة في حربها ضد الإتحاد السوفييتي على المسرح الأفغاني.
ويمكن تقييم الخطوة الأمريكية في ضوء عدد من الاعتبارات:
الاعتبار الأول:
هو النظرة الأمريكية إلى سياستها أي الصورة الذاتية الأمريكية فما دامت واشنطن ترى أنها على حق والعالم الإسلامي لا يتفهم هذا الوجه، فلن تنجح أية سياسة لتجميل الصورة القبيحة، ولسنا في هذا الصدد بحاجة إلى التأكيد على أنه لا يمكن أن يستقيم الظل والعود أعوج.
فلا يزال لدى العالم الإسلامي عشرات الأسباب لمعاداة الولايات المتحدة، ولذلك فإن القفز فوق الواقع وتجاهله والتصرف من طرف واحد يحسبان أن العالم الإسلامي بحاجة إلى توضيح ينطوي إلى إمعان في الخط الأمريكي الذي لا يكترث بالآخر. فهل ترى واشنطن في دعم إسرائيل ضد الفلسطينيين ما يجب توضيحه حتى يقبله العالم الإسلامي؟ وهل ترى واشنطن في جرائم قواتها وسياستها التدميرية في العراق بطوله لا يقدرها العالم الإسلامي؟ وهل تصر واشنطن على أن وجود قوة دولية قوامها 24 ألفاً تنفق المليارات هو الحل الصحيح للجوانب الإنسانية من مشكلة سياسية تعيق واشنطن حلها من طريقها الصحيح في دارفور؟ وماذا تقول عملية التحميل الأمريكية في استهداف الإسلام وقرآنه ورسوله وتشجيع تيارات للنيل منه والاستخفاف بقداسته، واستهداف المسلمين حتى داخل الولايات المتحدة؟ وهل واشنطن مقتنعة فعلا بان سياستها الباطشة في العالم الإسلامي هي حقا لمقاومة الإرهاب، وهل ترى الإرهاب سوى أنه عندنا الدفاع عن حقوقنا وأرضنا ووحدة أراضينا؟ وكيف تستخدم واشنطن المبررات الإنسانية للتدخل والعالم الإسلامي ريثما ترتكب أبشع الجرائم ضد حقوق الإنسان في كل مكان خاصة في جوانتانامو؟ وكيف تبرر واشنطن موقفها من السجون السرية في أوروبا وبعض الدول الإسلامية والعربية؟ وهل ترى أن سحق الفلسطينيين واستهداف حماس لأنها منظمة إسلامية وغض الطرف عن المتطرفين الدينيين اليهود يمكن تجميله وتوليد معان نبيلة منه تقلب الرأي في صورة واشنطن القبيحة؟ وهل تــنكر واشنطن أنها بامتهانها للقانون الأمريكي والدولي هي التي شجعت إرهاب الشباب المسلم وورطته في مقتل فضاعوا وأضاعوا؟
الاعتبار الثاني:
هو أن اختيار منظمة المؤتمر الإسلامي يظهر فهمها السطحي للأمور. وذلك إن المنظمة منذ ميلادها عام 1969م على الأقل منذ قرار القمة الإسلامية في الرباط عقب حريق المسجد الأقصى قد قامت لاسترداد القدس والأراضي المحتلة ومقاومة التهويد ودعم الدول العربية المحتلة أراضيها، فهل هذا يرضي واشنطن ويدفعها إلى العمل معها وواشنطن تحبط أهداف المنظمة كل يوم؟
من مظاهر السطحية أيضا في اختيار المنظمة، أن هذه المنظمة هي أضعف المنظمات الإقليمية على الإطلاق، ولذلك لقيت إغفالاً من داخل العالم الإسلامي والغربي معاً، ولا يزال ينظر عليها على أنها تجمع لحكومات تعادي الحركات الإسلامية وتكرس الديكتاتورية والفساد وتتواطأ مع السياسات الأمريكية، فإلى من يتوجه المبعوث الأمريكي غير هذه الحكومات التي هي طيعة أصلاً، مما يكرس صورة التواطؤ بين واشنطن وهذه الحكومات في قطر الشعوب الإسلامية.
لقد نظرت الشعوب الإسلامية بكل الحق لواشنطن التي شجعت الإرهاب تحت راية الإسلام في البداية ووظفت كل المنظمات والحكومات الإسلامية لتحقيق الأهداف الأمريكية ضد موسكو كما أشرنا في أفغانستان في نفس الوقت الذي شجعت العراق وإيران على الدخول في حرب ضروس أتت على الأخضر واليابس في بلدين إسلاميين جارين.
وها هي تذكي نار الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة وفي العراق وفي هموم المنطقة وكأنها اكتشفت فجأة أن ظاهرة الثنائية الفقهية الشيعية السنية من مبتكرات العصر وتجليات العولمة.
الاعتبار الثالث:
يتعلق بما إذا كان المبعوث الخاص سيقيم في مقر المنظمة في جدة أم أنه سيحضر اجتماعات القمة والوزراء بصفته أم تريد واشنطن أن تكون مراقباً كما طلبت موسكو، وهل هناك علاقة بين تقارب واشنطن من المنظمة وبين الأقلية الإسلامية في الولايات المتحدة؟
والخلاصة أنني أظن أن تعيين ممثل أمريكي لشؤون منظمة المؤتمر الإسلامي مناورة بائسة جديدة ودليلاً على تخبط واشنطن وإغفالها للواقع المزري الذي أوجدته في العراق ولبنان وفلسطين ودارفور والصومال وغيرها من المسارح التي تشهد على ضحايا الولايات المتحدة في عصر التوحش الأمريكي. أما القول بأن تعيين هذا الممثل دليل على اهتمام واشنطن بالعالم الإسلامي وأنها تريد أن تفهم مآخذ العالم الإسلامي ضدها، فربما صدر هذا القول ممن لا يتابع العقل الأمريكي وتبعاته.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
حدود المواجهة بوش والكونجرس حول العراق
حنان سليمان
الشبيبة
ربما لم تواجه الادارة الأمريكية الحالية مأزقا سياسيا بهذا الحجم من قبل بسبب الحرب في العراق، فقد وجدت نفسها في وضع حرج بعد تسلم الكونجرس للتقرير الأزمة الذي يؤكد فشل الحكومة العراقية بقيادة نوري المالكي في تحقيق الأهداف الثمانية عشر الموضوعة لها. وتساءل النواب الجمهوريون فيما بينهم عن جدوي استمرار الوجود العسكري في العراق حتي انشق بعضهم عن معسكر الادارة الأمريكية لينضموا الي نظرائهم الديمقراطيين في معركة سيشهدها الكونجرس في الأيام القليلة القادمة حول سحب القوات من العراق.
التقرير الذي كتبه مجلس الأمن القومي بمشاركة وزارتي الدفاع والخارجية وغيرهما بناءا علي تقارير قادة ميدانيين كبار ودبلوماسيين في العراق، تسلمه أعضاء الكونجرس الخميس الماضي. ويبين أن حكومة المالكي لم تحقق سوي 8 أهداف من 18 هدفا كان عليها انجازهم وبالتالي فان النتيجة "غير مرضية". ومن أهم محطات الفشل التي حطت فيها الحكومة العراقية كان مثلث نزع سلاح الميليشيات التي لا زالت تهيمن علي الأمن الداخلي، العفو عن المسلحين وتوزيع الثروة النفطية توزيعا عادلا علي الطوائف العراقية. أما الجوانب الايجابية التي أشار اليها التقرير فكان أهمها خفض حدة العنف الطائفي وتخصيص 10 مليار دولار من عائدات النفط لمشاريع التنمية لجميع الجهات.
وزادت تصريحات الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الأركان المشتركة النار اشتعالا عندما أكد أن عدد الكتائب العراقية القادرة علي القيام بعمليات أمنية بمفردها ومن دون دعم من القوات الأمريكية قد انخفض في الشهور الأخيرة رغم الجهود الأمريكية المركزة علي تدريب وتأهيل قوات الأمن العراقية.
ومع ذلك، فقد أعرب بوش عن ثقته في نجاح سياسته في العراق وأكد ثقته في المالكي قائلا انه يجد العذر له لأن الوضع صعب. اقليميا، اتهم بوش ايران وسوريا وحزب الله بالتورط في تدهور الوضع في العراق. واعتبر أن الانسحاب المبكر سيخيف الحلفاء العرب وبناءا عليه سيقوم وزيري الخارجية والدفاع بزيارة الي المنطقة في مطلع الشهر القادم لاستشارة حلفاء أمريكا العرب.
مفاجأة بوب وودوارد
في غضون ذلك، فجر الصحفي الأمريكي الشهير بوب وودوارد مفاجأة مدوية عندما كشف أن المخابرات الأمريكية حذرت قبل عام من أن الحكومة العراقية بقيادة المالكي عاجزة عن الحكم وتبدو غير قابلة للاصلاح. وكتب في صحيفة "واشنطن بوست" قائلا ان مجموعة دراسة العراق أو ما عرف باسم لجنة بيكر-هاميلتون اعتمدت علي شهادة مايكل هايدن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي.أي.ايه" الذي التقته في الثالث عشر من نوفمبر الماضي في البيت الأبيض. وخلصت اللجنة الي ضرورة سحب الثقة من المالكي وهو ما أوردته في توصياتها التي لم يعتد بها الرئيس الأمريكي.
انشقاق جمهوري وتحفز ديمقراطي
لكن هذه التوصيات عادت مرة أخري لتصبح مثار جدل بعد انشقاق نحو عشرة نواب جمهوريين في مجلس الشيوخ هم ريتشارد لوجار وجون وارنر و بيت دومينيشي وسوزان كولينز وتشاك هاجل وجوردون سميث وجون سنونو وجورج فوينوفيتش وأوليمبيا سنو ونورم كولمان في صفعة قوية وجهت الي الادارة الجمهورية والرئيس بوش. وقدم السناتور لوجار والسيناتور وارنر اللذان يتمتعان باحترام كبير في وسط الجمهوريين مشروع قرار يحصر مهام القوات الأمريكية في تدريب القوات العراقية واستهداف عناصر القاعدة وتأمين الحدود وحماية المنشآت والممتلكات الأمريكية. وقالا انه ينبغي تعديل الاستراتيجية الأمريكية وفقا للمعطيات الجديدة خاصة أن العنف الطائفي لا يبدو أنه سينتهي قريبا.
وفي المعسكر الديمقراطي، تزعم السيناتور كارل ليفين رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ والسيناتور جاك ريد التحركات الرامية الي المطالبة بتعديل المسار وتغيير طبيعة المهام الأمريكية في العراق لتقتصر علي تدريب القوات العراقية واستهداف عناصر القاعدة وتأمين الحدود.
وفي اجراء رمزي الي حد كبير يهدف للضغط علي الادارة الأمريكية، وافق مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بأغلبية 223 صوتا مقابل 201 على قانون غير ملزم يقضي بسحب القوات من العراق بحلول أول أبريل من عام 2008. ومن المقرر أن يشهد مجلس الشيوخ أسبوعا ساخنا حيث سيناقش عدة مشاريع لقرارات حول العراق أهمها علي الاطلاق مشروع قرار "ليفين – ريد" الذي يطالب بسحب القوات في غضون 120 يوما ودون أن يحدد عدد القوات التي ينبغي سحبها. مضمون هذا المشروع هو نفس مضمون توصيات لجنة بيكر-هاميلتون التي أرادت انسحابا في غضون 120 يوما مع الابقاء علي القوات اللازمة لمطاردة الارهابيين وتدريب القوات العراقية. وهناك مشروع قرار ثان مقدم من السيناتور روبرت بيرد والسيناتور هيلاري كلينتون لسحب التفويض الذي منح للادارة في البداية لشن الحرب علي العراق، الا أن هذا الاقتراح لا يلق تأييدا من قيادة الحزب الديمقراطي.
ولم يجد بعض مساعدي بوش مفرا من حثه علي الاعلان عن خطط لتحديد مهمة أضيق وأصغر للقوات الأمريكية في العراق تسمح بانسحاب علي مراحل لوقف أي انشقاقات جديدة في صفوف الجمهوريين.
لكن الرئيس الأمريكي يري أن وضع جداول زمنية للانسحاب من العراق يعني وضع تاريخ للفشل ويرفض الاذعان لمطالب الديمقراطيين. وبينما يشدد بوش نفسه علي أن الانسحاب سيأتي "في وقت ما"، الا أنه يطالب الجميع بانتظار التقرير النهائي الذي سيرفعه الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير رايان كروكر سفير الولايات المتحدة هناك في منتصف سبتمبر القادم مشيرا الي أن قرار الانسحاب يعود للقيادة الميدانية وليس القيادة السياسية. وسيعرض التقرير المفصل نتائج خطة زيادة القوات بعد اكتمال التعزيزات العسكرية التي بدأت في يناير الماضي لارسال حوالي 30 ألف جندي والتي يري الرئيس الأمريكي أن الوقت ما زال مبكرا للحكم عليها.
المعركة السياسية بين ادارة بوش والكونجرس بدأت تلقي بظلالها علي التقارير العسكرية الميدانية اذ قدم الجنرال بنيامين ميكسون وهو أرفع قيادة أمريكية في شمال العراق خطة متصورة لعملية خفض القوات الي الجنرال رايموند أوديرنو كبير ضباط العمليات العسكرية في العراق. وأفاد ميكسون أن خفض عدد القوات الأمريكية في شمال العراق الي النصف يمكن أن يبدأ مع مطلع العام المقبل ويستمر عاما ونصف العام دون اغفال تأثير الأوضاع الأمنية علي عملية الانسحاب.
الجنرال بترايوس نفسه وفي سياق هذه التطورات، أدلي بحديث لهيئة الاذاعة البريطانية "بي.بي.سي" قال فيه ان مواجهة التمرد في العراق مهمة طويلة الأمد قد تستمر لعقود. وتوقع أن يستغرق القضاء علي المسلحين 9 أو 10 سنوات مؤكدا أن الجميع في أمريكا أو العراق يريدون رحيل القوات الأمريكية.
بوش في وضع لا يحسد عليه
إذا أدرك البيت الأبيض بالفعل صعوبة الوضع واحتدام المناقشات التي ستجري في مجلس الشيوخ علي مدي أسبوعين تقريبا حول الميزانية الجديدة للحرب التي وصلت تكاليفها حتي الآن 450 مليار دولار (أي حوالي نصف تريليون دولار) وهي نفس تكاليف حرب فيتنام بواقع 10 مليار دولار شهريا وحول مشروع قرار الانسحاب الذي يعده الديمقراطيون ويبذلون كافة جهودهم لاستمالة أكبر عدد ممكن من الجمهوريين اليه. ولهذا فقد قرر كبار أعضاء الادارة الأمريكية التفرغ للمعركة وتركيز جهودهم علي اقناع الجمهوريين بعدم التصويت لصالح القرار الديمقراطي حتي لا يضطر الرئيس جورج بوش الي حسم المسألة مستخدما الفيتو لنقض أي قرار يدعو للانسحاب. وفي هذا السياق، ألغي روبرت جيتس وزير الدفاع زيارة كانت مقررة الي أمريكا اللاتينية وقام ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي بقطع اجازته كما تشارك كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية بجهود في نفس الاتجاه. حزبيا، طالب السيناتور جون ماكين العائد لتوه من زيارة للعراق –والذي يعتزم دخول سباق الرئاسة الأمريكية- الأمريكيين بالتحلي بالصبر وعدم جعل التعب والارهاق من مهمة العراق يملي عليهم سياستهم.
ورغم ذلك فانه يبدو أن الحظ لا يحالف الرئيس بوش. ففي الوقت الذي صدر فيه التقرير المرحلي، أشارت أحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة جالوب الي تهاوي شعبية الرئيس الأمريكي حتي وصلت الي 29%. أما المعارضة الشعبية للحرب فسجلت ارتفاعا قياسيا بلغ 70% مع المطالبة بسحب القوات من العراق بحلول ابريل القادم. وأظهر استطلاع آخر لمجلة "نيوزويك" أن نحو ثلثي الأمريكيين يعتبرون أن خطة بوش لزيادة القوات هي خطة فاشلة. وأعربت غالبية المستطلع آرائهم عن رغبتهم في خفض عدد القوات الا أن أقل من 20% فقط أيدوا انسحابا فوريا.
لكن مع اقتراب ساعة الحسم هذا الأسبوع عندما تنعقد جلسات التصويت علي مشروع القرار الديمقراطي، تبرز الحاجة لموافقة 60 عضوا علي الأقل من أعضاء المجلس المائة. وبالنظر الي تركيبة المجلس الذي يملك فيه الديمقراطيون 51 صوتا فيما يملك الجمهوريون 49 صوتا (منهم عشرة أعلنوا بالفعل مساندتهم للقرار)، يتبين مدي الفرق الذي سيشكله الصوت الواحد وسخونة أجواء المعركة التي ستحاول فيها الادارة الأمريكية بكل ما أوتيت من قوة أن تجعل النواب الجمهوريين العشرة يتراجعون عن قرارهم .. أم أن صافرة الانسحاب قد انطلقت بالفعل؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
رشوة إيرانية للمالكي... أم إهانة للعراق,
داود البصري
السياسة الكويتية
فجأة أنزلت الفضائية العراقية المحروسة على شريطها الإخباري عنوان »خبر عاجل«, فحبست أنفاسي مترقباً لذلك الخبر العاجل, فإذا به يقول: »إيران أهدت طائرة آرباص 300 للسيد رئيس الوزراء« هذا الخبر العاجل لجهاز الإعلام العراقي التعبان الذي يشرف عليه مجموعة من الذين لا علاقة حقيقية لهم بالعمل الإعلامي قدر علاقتهم بتجارة قطع الغيار والسكراب وبقية أصول الهمبكة والنفاق المتميز, أصابني بالإحباط لأنه يؤشر على مقدار وحجم التدهور الإعلامي, كما أنه مؤشر على حالة الضياع السياسي الحقيقية في العراق, فلا أدري السر الذي يجعل إيران تهدي طائرة مدنية بملايين الدولارات لمكتب رئيس الوزراء العراقي الذي هو رئيس وزراء لبلد اسمه جمهورية العراق وليس جمهورية الصومال, فالعراق ليس بلدا معوزا فقيرا كي تتصدق عليه إيران وغير إيران بهذه الهدية المسمومة التي ما أحسبها إلا بضاعتنا ردت إلينا مع كميات هائلة من الخبث السياسي الإيراني المتوارث, فجميعنا نتذكر أن النظام البعثي البائد وفي الساعات الأخيرة التي سبقت إندلاع حرب تحرير الكويت العام ,1991 كان قد هرب الطائرات العراقية المدنية والعسكرية لتكون أمانة ووديعة عند إيران لحمايتها من التدمير, وهي خطوة كانت في منتهى الغباء التكتيكي والستراتيجي لأن الطائرات صنعت للقتل والقتال وليست مجرد سيارات تاكسي تهرب عند المواجهة, ولكن منطق النظام البائد الغبي كان قد فرض نفسه على الأحداث ليفرز واقعا سياسيا مستحدثا استغلته السلطات الإيرانية لتقوم بمصادرة تلك الطائرات, بل ونكران وجودها أصلا تحت ذريعة أنها جزء من تعويضات الحرب العراقية - الإيرانية وأنها غير ملزمة بإعادة تلك الطائرات, وقتها صمت النظام العراقي المهزوم وقبل بتجرع كل كؤوس المذلة أمام خيار البقاء في السلطة ثم دار الزمن دورته وحققت الولايات المتحدة هدف إسقاط النظام العراقي لتأتي الجماعات المؤيدة لإيران وتتسلق هرم السلطة في العراق من خلال الانتخابات المسلوقة المعروفة, والتي جعلت من رجال النظام الإيراني السابقين بمثابة رجال وقادة العراق الجديد الذي يعيش في حالة تراجع مفجع وفظيع منذ أكثر من أربعة أعوام عجاف تهشمت فيها كل أواصر الوحدة الوطنية, وحل الخراب المبرمج وتسلل الفشل الذريع لكل مفاصل السلطة والحياة في العراق الذي تحول اليوم لواحد من أفشل الدول في العالم المعاصر, فلا خدمات حياتية ولا ماء ولا كهرباء ولا أي شيء خدمياً حقيقياً ولا أمناً ولا أماناً بل كل ما تحقق هو سرقة العراق بالجملة وبالتقسيط المريح وساد الموت والخراب بشكل تفوق على كل روايات التاريخ المرعبة, واليوم أمام فشل حكومة المالكي الذريع يكافئ النظام الإيراني تلك الحكومة بهدية الطائرة الآرباص التي لا أحسبها إلا هدية مسمومة, فهل حكومة العراق عاجزة عن توفير طائرة لرئاسة الوزارة, أليست موازنة العراق للعام الحالي قد بلغت أكثر من 41 بليون دولار, أين ذهبت تلك الموازنة, لكي تتسول الحكومة وتقبل بالصدقات من النظام الإيراني المتورط والمأزوم بمشكلاته الخطيرة, وكيف تقبل الحكومة العراقية تلك الهدية, وأطراف مسؤولة منها تتحدث عن تدخلات إيرانية سافرة ومرعبة في الشأن العراقي وهي تدخلات معروفة وبديهية لأن العراق يمثل اليوم خط الدفاع الأول للنظام الإيراني في أي مواجهة محتملة قادمة مع الغرب, كيف يرضى العراقيون بأن تتصدق إيران بطائرة على رئيس وزرائهم الذي ويا للمفارقة ترفض الكثير من دول المنطقة استقباله لفشله الذريع في حفظ أرواح العراقيين ولتفشي الروح الطائفية المريضة وفشله في الخروج والتملص من صفته الحزبية باعتباره أحد قادة حزب الدعوة الطائفي ليكون قائدا لكل العراقيين, ولماذا لحتفت الفضائية العراقية بتلك الهدية التي هي إهانة حقيقية للشعب العراقي في هذا الوقت العصيب الذي تتكاثر فيه سكاكين القتل الطائفية المدعومة من إيران تحديدا, ولماذا لا تقوم الحكومة العراقية الحالية بمفاتحة إيران حول الطائرات العراقية التي سرقتها إيران لأن تلك الطائرات ليست من أموال صدام ولا بقية أهله بل إنها أموال العراقيين الالعامة التي ينبغي على الحكومات العراقية متابعتها واستردادها والتفاوض حول مصيرها, والعراق ليس من البلدان المعدمة لكي يقبل هدايا الملابس والطائرات المستعملة, عيب والله وألف عيب, لقد أهدرت الدماء العراقية واليوم أهدرت الكرامة العراقية مع هذه الحكومة العاجزة في كل شيء, والخوف كل الخوف من أن تتعاطى الحكومة العراقية مع المطاليب التي طرحها قائد الإئتلاف العراقي عبد العزيز الحكيم قدسه الله والتي تتلخص في ضرورة تعويض النظام الإيراني بمبلغ 200 بليون دولار كثمن لخسائر الحرب التي شنها صدام, ليس بعيدا هذا الاحتمال, فحكومة الفشل التاريخي مستعدة لكل المفاجآت, فهل الطائرة الهدية الإيرانية رشوة إيرانية علنية للمالكي وحكومته, أم أنها إشارة أخرى من إشارات العار والذل والمهانة التي تحيق بالعراق.
البرلمان العراقي المحروس لن يناقش هذا الأمر طبعا لأنه مشغول بإجازته التي يحرص النواب الكرام على قضائها في الديار الأوروبية والأميركية, فكرامة العراق ليست من ضمن أولويات لصوص العراق الجديد.