Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الخميس، 6 سبتمبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الاربعاء 6-9- 2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
مهجورون عند الحدود
جوزيف ب. هور
انترناشونال هيرالد تربيون»



منذ أكثر من عام ، حث الرجال والنساء في القوات المسلحة الأميركية الولايات المتحدة على تأمين الحماية للمترجمين العراقيين ، وغيرهم ممن عملوا إلى جانبهم وهم الآن ضحايا الانتقام.
زاخاري إسكول ، ضابط من الماريينز ، قال أنه يدين بحياته وحياة رجاله لمترجمه العراقي. "كان مجيئه إلى العمل عملا بطوليا وشجاعة تحمل مسؤوليتها".
في السابع من شهر تموز ، تلقت إدارة بوش اتصالا ملحا آخر للتصرف حيال هذه القضية ، هذه المرة من السفير ريان كروكر. في برقية إلى واشنطن ، وضح الأخطار التي يتعرض لها موظفوه العراقيون. وكتب "فقط في الأسبوع الماضي تعرفنا على جثث إثنين ممن خطفوا في شهر آيار ، وواريناهم التراب". لقد أراد كروكر أن يكون قادرا على التأكيد للعراقيين من موظفيه بأن لديهم بعض الأمل في الحصولهم على ملاذ في الولايات المتحدة. من العار أنه على مدى أكثر من أربع سنوات من هذه الحرب ، لم يتمكن العراقيون الذين عملوا لدى سفارتنا من الاعتماد على الولايات المتحدة في حمايتهم ، أو مساعدتهم بالعثور على وطن جديد ، عندما جعل عملهم لدينا العيش في بلدهم أمرا مستحيلا.
وبشكل مشابه ، وفي تصرف يجمع بين القسوة والغباء ، تجاهلت الولايات المتحدة التعهد الذي قطعته لأكثر من 2 مليون عراقي آخر ممن فروا من بلادهم ويناضلون للبقاء على قيد الحياة في سوريا والأردن. وتعهد الولايات المتحدة هذا الأسبوع بدفع 30 مليون دولار للمساعدة في تعليم اللاجئين العراقيين في المنطقة بدا صغيرا جدا بسبب الحاجة الماسة. التعامل مع أزمة اللاجئين أمر حيوي بالنسبة للأمن القومي الأميركي. والاستمرار في اللامبالاة فيما يتعلق بالمعاناة ، التي لدينا اليد الطولى في التسبب بها ، سيجعل مؤيدينا من المسلمين ينقلبون ضدنا. والأهم من ذلك ، أنه يجعلنا نتخلى عن القيم الاساسية لبلادنا ويكلف العراقيين أرواحهم.
وعدت الإدارة بإعادة توطين سبعة آلاف لاجئ عراقي في شهر أيلول. في بداية شهر آب ، أنخفض العدد إلى 190 شخصا فقط. لقد استقبلت الأردن ما يقارب 700 الف لاجئ - وهو ما يعادل أكثر من 10% من عدد سكانها. كما استقبلت سوريا ما يزيد على 1,2 مليون شخص ، كما أ هناك أعداد كبيرة في كل من لبنان ، ومصر ، وتركيا ، وإيران ودول الخليج.
ترسل الولايات المتحدة رسالة واضحة إلى اللاجئين والدول التي آوتهم: تدبروا امركم بأنفسكم. ولا واحدة من تلك الدول مستعدة بشكل جيد لاستقبال اللاجئين ، على العكس من الولايات المتحدة.
القتال الطائفي في لبنان يشل حركة الحكومة ، ويعاني الأردن من شح في المياه ، وتناضل سوريا ضد اقتصاد ضعيف ومعدلات بطالة عالية. وفي مؤتمر عقد مؤخرا في تلك المنطقة ، أطلقت تلك الدول نداء تطلب فيه تقديم مساعدة دولية للتعامل مع تلك الأزمة. دون دعم أميركي أو دولي جاد ، ستبدأ دوامة الانحدار للاجئين والشرق الأوسط. في الاردن تضاعفت تكاليف الحياة لكل السكان ، وأدى ذلك إلى استياء كبير ضد كل من العراقيين والحكومة. في المقابل ، انكرت الحكومة الأردنية على اللاجئين العراقيين حقهم بالعمل وشددت القيود على دخولهم المراكز الصحية.
سوريا ، وهي أخر دولة استمرت بفتح حدودها أمام العراقيين ، المحت إلى أنها لا تستطيع الاستمرار بذلك لوقت طويل دون نوع من الدعم الدولي. فالخدمات الاجتماعية تنهار ، وقد قاد الفقر العديد من اللاجئين نحو اليأس. قد يولد هذا الضغط عدم استقرار مخيف يؤثر على الشرق الأوسط. هذا العام ، ولأول مرة ، سمحت الحكومة الأردنية للأطفال العراقيين بدخول المدارس الحكومية - وهذا يعني أن 30 مدرسة ستعمل بنظام الفترتين.
طبقا لبعض التقديرات ، هناك نصف مليون عراقي الآن خارج المدارس ، وبعضهم تخلفوا عن الدراسة لثلاث سنوات دراسية. في منطقة أصبحت فيها القاعدة أكثر حصانة ، فإن ضمان أن يتمكن هؤلاء الاطفال من الذهاب إلى المدرسة هو أمر حيوي للامن الإقليمي ، بقدر قتال المتمردين في العراق.
فيما يأتي شهر أيلول دون وجود أي إشارة لأي تقدم في العراق ، فإن هناك زخما في الكونجرس باتجاه استراتيجية جديدة مترابطة تعمل ، على الاقل ، على منع عدم الاستقرار هناك من الانتشار.
وكجزء رئيسي من هذه الاستراتيجية ، على الولايات المتحدة أن تتواصل مع جيران العراق - بما في ذلك سوريا - وان تظهر رغبة في المساعدة بدعم واحتواء اللاجئين ، وأن تبدأ بهؤلاء الذين عرضوا حياتهم للخطر للوقوف بجانبنا.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
احتمالات التغيير في سياسة أمريكا
عاطف الغمري
الاهرام مصر
من اللافت للنظر في حملة المطالبة في الولايات المتحدة بسحب القوات الأمريكية من العراق‏,‏ أن المعارضين لاستمرار وجود القوات الأمريكية‏,‏ لم يتطرقوا إلي أصل المشكلة وجوهرها‏,‏ وهو الهدف الحقيقي من غزو العراق‏,‏ بل اكتفوا بالتوقف عند نتائج الغزو التي تتمثل في الخسائر البشرية والمادية الفادحة‏.‏

بينما علاج مثل هذه المشكلة التي تفرعت منها‏,‏ وترتبت عليها أزمات ومشاكل أخري‏(‏ لو كانوا يريدون إغلاق ملفها‏),‏ لابد أن يبدأ من العودة إلي الأصل‏,‏ الذي تكشفت حقائقه من معلومات أمريكية موثقة‏,‏ وهو مشروع الامبراطورية‏,‏ الذي حشد المحافظون الجدد كل قوي أمريكا وراءه‏,‏ وإعادة رسم خريطة الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط‏,‏ بما يمكن اسرائيل منها‏,‏ ولتصبح هي الدولة المحورية فيها‏.‏

وهذا التبسيط للمشكلة هو جزء أساسي من العوامل التي تحرك فكر الرأي العام والنخبة الذي اعتاد تقليديا بناء مواقفه علي أساس ما يصيبه من خسائر مباشرة‏.‏

فلو كانت أمريكا قد انتصرت عسكريا لما كان الرأي العام قد هبط بنسبة الموافقة علي أداء بوش إلي أدني مستوي‏[26%]‏ ولما كانت ضغوط النخبة قد وصلت إلي هذه الدرجة الحادة في المطالبة بوقف الحرب‏,‏ وسحب القوات الأمريكية‏.‏

وهذا يهبط بسقف التوقعات فيما يتعلق باحتمال حدوث تغييرات مهمة وجذابة في السياسة الامريكية بعد بوش‏,‏ ليس في العراق فحسب‏,‏ بل في كل المنطقة العربية والشرق الأوسط كله‏.‏

بالطبع‏..‏ هناك نسبة متوقعة من التغيير يعتمد حجمها علي شخصية الرئيس القادم بعد انتخابات‏2008,‏ صحيح أن المشهد يوحي بانتصار الديمقراطيين‏,‏ لكن فوز رئيس جمهوري ليس مستبعدا بسبب ان الديمقراطيين لم يطرحوا حتي الآن بديلا لاستراتيجية بوش في العراق‏,‏ بل ان موقفهم من قضايا الشرق الأوسط عامة‏:‏ القضية الفلسطينية‏,‏ والمواجهة مع ايران‏,‏ ومشكلة لبنان‏,‏ وغيرها‏,‏ يكتنفه‏,‏ داخل قيادات الحزب‏,‏ قدر كبير من الانقسامات‏,‏ والتوجهات المتعارضة‏.‏

ثم ان مجيء رئيس جمهوري لن يكون‏,‏ بالضرورة‏,‏ استمرارا لنهج حكومة بوش‏,‏ فسوف تتحدد اتجاهاته‏,‏ وفكره السياسي‏,‏ بناء علي أي الأجنحة في حزبه ينتمي إليها‏,‏ فالمحافظون الجدد كانوا مجرد جناح في الحزب الجمهوري يكون نسبة‏20%‏ فقط‏,‏ في إطار تجمع اكبر للمحافظين الجمهوريين‏.‏

وبالنسبة لاحتمال حدوث أي تغيير في سياسة بوش في الفترة المتبقية له في الحكم حتي عام‏2008,‏ فهذا أمر مستبعد تماما‏,‏ لأن أي تغيير أساسي إنما يتعارض مع معتقدات بوش‏,‏ الذي اقترب فكره مع برامج المحافظين الجدد إلي حد التطابق منذ الحادي عشر من سبتمبر‏.‏

وحين وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر‏,‏ وجد عند المحافظين الجدد برامج جاهزة موضوعة من قبل هذا اليوم بعشر سنوات‏,‏ تقدم الوسائل العملية للتصرف حيال مثل هذه القوي التي جسدها لهم إرهاب بن لادن‏.‏

فكان تبنيه لبرامجهم الجاهزة‏,‏ وإدماجها في استراتيجية السياسة الخارجية الجديدة التي أعلنها البيت الأبيض في‏33‏ صفحة عام‏2002.‏

وفوق ذلك تبني سياسة إعادة رسم خريطة الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط‏,‏ وتغيير العالم العربي والإسلامي من الداخل‏,‏ وكان بوش مقتنعا بأن تحقيق ذلك سوف يفتح له صفحة في تاريخ الرؤساء الأمريكيين العظام‏.‏

كان بوش يواجه موجات متصاعدة من المطالبة بالانسحاب من العراق‏,‏ عبر عنها عدد ليس بقليل من المفكرين والكتاب‏,‏ منهم هنري كيسنجر‏,‏ الذي اقترح عقد مؤتمر دولي لوضع شروط مقبولة لانسحاب منظم من العراق‏,‏ وريتشارد هاس‏,‏ رئيس مجلس العلاقات الخارجية‏,‏ والمدير السابق لإدارة التخطيط الاستراتيجي بوزارة الخارجية في عهد كولن باول‏,‏ وقدم وجهات نظر قريبة من توصيات بيكر ـ هاملتون‏,‏ والتي دعت لحل أزمات المنطقة بالتفاوض‏.‏ ودعا هاس لتغيير استراتيجي في السياسة الأمريكية‏,‏ يتضمن انسحابا تدريجيا منظما‏,‏ مصحوبا بإجراءات لإيجاد تفاهم سياسي عن طريق التفاوض مع إيران وسوريا‏,‏ لضمان عدم انهيار حكومة العراق بعد الانسحاب‏.‏

لكن العنصر المشترك هو أن يكون التفاوض مع إيران شاملا صفقة إقليمية تتعلق بكل مشاكل المنطقة‏.‏

هذا التفكير لم يكن يستبعد بقاء قوات امريكية لمدي طويل في العراق‏,‏ حسب المشروع المعروف منذ الغزو الأمريكي للعراق في مارس‏2003,‏ بإقامة خمس قواعد عسكرية كبري‏,‏ بعيدا عن المدن وساحات المواجهة في الشوارع‏,‏ لتكون مركز عمليات عسكرية في الشرق الأوسط وإفريقيا‏.‏

وهكذا‏,‏ فإذا كان تغيير استراتيجية بوش في الفترة المتبقية له مستحيلا‏,‏ وإذا كانت احتمالات التغيير الجوهري والشامل في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ليست كبيرة‏,‏ إلا في حدود الخروج من تحت المظلة الأيديولوجية المتعنتة للمحافظين الجدد‏,‏ ومسار السياسة الخارجية الهجومية‏,‏ التي أفقدت امريكا تعاطف غالبية الشعوب حتي بين الدول الصديقة والحليفة‏,‏ فإن ذلك يقتضي من الآن‏,‏ نظرة عربية بعيدة المدي‏,‏ لما هو متوقع من السياسية الأمريكية‏,‏ بمواقف ومبادرات‏,‏ ورؤية استراتيجية‏,‏ قبل أن يأتي ما هو قادم بصدمة أخري‏,‏ تبعثر كل التوقعات المتفائلة‏.‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
تحقيقات وعقوبات محدودة في جرائم حرب العراق

افب
من التجاوزات في سجن ابو غريب العراقي الى مجزرة حديثة ، فتحت تحقيقات معمقة في الفضائح التي تورط فيها جنود اميركيون في العراق لكنها لم تفض في معظم الاحيان الى ادانات. ولدى نشر صور تظهر معتقلين عراقيين يعذبون وتساء معاملتهم من جانب حراسهم الاميركيين في سجن ابو غريب في ربيع 2004 كان العالم باسره تحت وقع الصدمة.
والعام الماضي اعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش ان هذه الفضيحة كانت "اكبر خطأ" في العراق. وبعد تحقيقات عدة واجراءات قضائية دامت سنوات ، مثل 11 جنديا فقط وهم الذين ظهروا في الصور ، امام القضاء وصدرت بحقهم عقوبات بالسجن تتراوح بين ساعات عمل للمصلحة العامة والسجن لمدة 10 سنوات.
ووجه اللوم الى عدد من مسؤولي الجيش الكبار ووحدها ضابطة في الشرطة العسكرية الاميركية في العراق جانيس كاربينسكي جردت من رتبتها.وتم هذا الاسبوع تبرئة ضابط الاحتياط الكولونيل ستيفن جوردان (51 عاما) ، الذي كان يدير مركز الاستجوابات في ابو غريب ، من الوقائع المرتبطة مباشرة باعمال التعذيب.
وبعد محاكمة استمرت ثلاثة اعوام ونصف عام ، دين جوردن فقط بعصيان امر بعدم التحدث عن الفضيحة مع اشخاص آخرين عندما ارسل رسالتين بالبريد الالكتروني حول القضية في ربيع 2004. واكدت ادارة بوش على الدوام ان "التجاوزات في سجن ابو غريب كانت من فعل عدد محدود من المهمشين. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال نشر هذا الاسبوع انه "من الواضح ان هذا الامر غير صحيح". واعرب العالم مجددا عن صدمته لدى نشر شريط الفيديو الذي التقط غداة مجزرة حديثة في ربيع 2006. وظهرت في الشريط جثث اطفال قتلوا برصاصة في الرأس وانتشرت روايات عن اقدام جنود مشاة البحرية الاميركية (المارينز) على قتل 24 مدنيا انتقاما لمقتل احد رفاقهم في انفجار قنبلة يدوية الصنع. وكشفت تحقيقات الجيش عن مشاعر النقمة والارباك في صفوف هؤلاء الجنود الذين وجدوا انفسهم عالقين في منطقة معارك. وفي هذا الملف ايضا لم يكن هناك عناصر كافية ليتخذ القضاء قرارا. وفي كانون الاول دين4 جنود بتهمة القتل وتم تبرئة اثنين منهم على ان تتم تبرئة ثالث قريبا.
وهذا الاسبوع درس محقق عسكري الادلة ضد الاخير ، السرجنت فرانك وتريش المتهم 17ب جريمة قتل والذي يؤكد انه ما اقدم عليه في ذلك اليوم كان ضمن قواعد اطلاق النار التي حددتها القيادة العليا لحماية اوراح الجنود. ويبقى4 ضباط متهمين بعدم التحقيق في القضية وتم تبرئة احدهم. وفي بعض الحالات صدرت احكام قاسية جدا على جنود ارتكبوا جرائم حرب. فقد صدر حكم السجن المؤبد على 3 جنود ادينوا باغتصاب وقتل فتاة عراقية وافراد اسرتها في المحمودية. وقد يتعرض احدهم ستيفن غرين الى عقوبة الاعدام.وفي المقابل حكم بالسجن 18 عاما على جنديين اقرا بقتل سجناء بدم بارد خلال عملية في نهر دجلة.
واكدا انهما كانا ينفذان اوامر ضابط لكن الاخير برىء من تهمة القتل وحكم عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة "التسبب بالقتل نتيجة الاهمال". وخلال التحقيق في هذه المأساة اكد جنود ان قائد الوحدة الكولونيل مايكل ستيل الذي قلد اوسمة لانجازاته في الصومال ، امر بعدم اسر عراقيين. وصور خطابه في اطار وثائقي عن وحدته.
ووجه اللوم اليه ونقل الى خارج منطقة معارك. وترى هناء شمسي المحامية في منظمة "هيومن رايتس فرست" ان "المحاكمات طريقة جيدة تدفع بالافراد لتقديم ايضاحات عن تصرفاتهم".لكن وحده التحقيق العام كالذي اطلقه الكونغرس قادر على كشف "المسؤولية التراتبية".

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
إيران تنتقل إلى مرحلة لملء الفراغ *
رسمي حمزة
الدستور الاردن
يبدو أن إيران قد إنتقلت إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة من أي وقت مضى ، في إطار سعيها للهيمنة على الإقليم الملتهب ، حتى أن قادتها بدأوا بالتفكير على طريق تقاسم تركة "الرجل المريض".
وعملياً ، فإن الأطماع الفارسية قديمة جديدة ، لكنها هذه المرة بانت على حقيقتها ، وما يحزننا أنها ترغب بتنفيذ هذه الأطماع على أرض الواقع دون أي إكتراث أو إعتبار للدماء والآلام العراقية ، ونتألم كثيراً حينما ندرك أن شكوكنا في تورط إيران في التخطيط والتنفيذ والمساعدة على أرض الواقع للقوات الأمريكية في الحرب الأخيرة والمستمرة ، قد بان أنها حقيقة ، وان الخنجر الإيراني الإسلامي ، قد نفذ من الخاصرة العراقية إلى بطن العالم العربي الذي يترنح تحت وقع الأزمات والشدائد.
تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد المتمثلة "بملء الفراغ في العراق" لا تبشر بنوايا إيرانية طيبة تجاه العراق ، سيما وأن هذا البلد يواجه أزمات ومآزق تشمل الحكومة العراقية والقوات الأمريكية المحتلة ، وهي أزمات على مفترق طرق ، السير في أي منها يقود إلى كارثة من نوع مختلف ، وبالتالي ، فإن حالة من الفراغ ستحصل بالتأكيد في ظل حالة الوهن العامه ، وهنا جاء وقت قطف الحصاد لأحمدي نجاد وإيران الفارسية ، فتطوع الرجل ليطمئن الولايات المتحدة والعراقيين والعالم العربي المنقسم ، بأن إيران مستعدة لملء الفراغ ، أي إحتلال العراق ، وهذه المرة ليس من خلال أزلامها الشيعة فقط ، بل بالإحتلال العسكري.
إن الأزمات الحالية ، بطرقها المغلقة هي أخطر ما واجه النظام العربي عبر تاريخه ، فلا أفق للخروج من شرنقة الإختناقات في هذا الإقليم ، من لبنان إلى فلسطين إلى العراق والسودان ، ثم الأكثر خطورة إلى المواجهه المحتملة بين من سماهم الكاتب "عادل مالك" بين "المحافظين الجدد في البيت الأبيض والمجانين الجدد في إيران" ، وهي الحرب التي ستحرق الإقليم في حال نشوبها ، وتؤخر إنقشاع غيومه لعقود قادمة.
إن أخطر ما في الأزمة العراقية حالياً هي وصول مسارب الأمل إلى متاريس يبدو أن فرص تجاوزها ضئيلة ، والأهم أن الولايات المتحدة ، وتبعاً لظروفها السياسية الداخلية ، تسعى للخروج من عنق الزجاجة ، ولا بد من التفكير بطريقة خروج تحفظ ماء الوجه ، وبدأ المشوار بالتهيئة أن حكومة المالكي غير كفؤة ، وانها فاسدة وطائفية ، وغير قادرة على فرض مبادرات سياسية للمصالحة الداخلية ، بمعنى أن الحكومة العراقية هي من فشلت وليس القوات الأمريكية التي نفد صبرها .
لكننا لا نعرف إلى أين يمكن أن يذهب عقل المحافظين الجدد للتغطية على الهزيمة ، مثل شن حرب على إيران تخلط الأوراق على مبدأ أن الغريق لا يخشى من البلل ، فتعيد رص الصفوف خلف الرئيس المهزوم وإدارته اليائسة ولو إلى حين ، وبكل الأحوال ، ستزداد الأمور سوءاً وتعقيداً ، وستبقى أبواب الحلول أمام الأزمات في إقليمنا مغلقة.
إن تبرع أحمدي نجاد باستعداد إيران لملء الفراغ أفزعنا قبل أن يفزع العراقيين ، فهم لا يرغبون في الإنتقال عبر إحتلالين ، فسيطرة أمريكية كاملة لم تمنع عمائم طهران في العراق من تنفيذ جرائمهم الطائفية المقيته تجاه السنه ، وهي بكل الأحوال ، تصريحات غبية لا تنم عن حنكه وتفهم لمشاعر العالم العربي ، بل تنم عن عنجهية وغرور ، وهي بذلك تدخلنا في مرحلة حاسمه من الصراع ، توقظ فينا مخاوفنا القديمة الجديدة من الأطماع الفارسية ، أما خيارات العراقيين: فاحتلال أمريكي دائم لا يقايض باحتلال عسكري إيراني لأيام ،


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
قصف وصمت
وليد الزبيدي
الوطن عمان


ما هذا الصمت المطبق الذي يحصل في الاوساط الحكومية والسياسية في العراق،فاصوات القصف الايراني والتركي تخترق الجبال ،ومن يحاول ان يضع الخرق البالية باذنه فان الصور التي تتناقلها وسائل الاعلام، تتحدث عن هذه الحروب المعلنة، التي تشنها دول من جوار العراق ضد ابناء العراق في المناطق الحدودية من مدن وقصبات يسكنها الاكراد العراقيون .
ان المراقبين يسجلون عدة ملاحظات على ما يحصل من قصف وتهجير في هذه المناطق،هي:
أولا- أن عمليات القصف التي تطال المدنيين من الاكراد العراقيين قد بدأت بهذه القوة والشراسة بعد زيارة نوري المالكي الى كل من تركيا وايران،وهذا يعني ان ثمة اتفاقا بين حكومة المالكي وهذه الدول على شن الحرب على المناطق الشمالية من العراق،والا لماذا لم يحصل مثل هذا القصف قبل هذه الزيارة،وهذا الامر يطرح مسألة في غاية الاهمية تتعلق بدور السياسيين الاكراد في حكومة المالكي والداعمين بقوة لها،اذ كيف يسمحون بشن حرب من دول الجوار ضد المواطنين الذين انتخبوهم ووضعوهم في الكراسي التي يجلسون عليها الان.
ثانيا-من الواضح ان هذا القصف يلقى قبولا قويا من قبل الادارة الاميركية،اذ تلتزم الصمت ازاء ما يحدث وكأنها لا تعلم شيئا عن القتل والدمار وفرار الاف الاكراد العراقيين من تلك المناطق، التي تتعرض لقصف ايراني وتركي بصورة يومية،وفي الواقع ان القوات الاميركية مسؤولة عن حماية المواطنين العراقيين لانها تحتل هذا البلد،وينتشر جنودها في مختلف انحاء العراق،وتواصل هذه القوات الأميركية شن حملات ابادة ضد المدن والقرى العراقية،وتعلن ذلك امام العالم،وتقول ان ما تقوم به يستهدف من يلحق الاذى بالعراقيين،لكنها على الطرف الاخر تبارك القصف الايراني والتركي الذي يستهدف حياة العراقيين وممتلكاتهم في المناطق الحدودية التي تنهال عليها الصواريخ والقنابل الايرانية والتركية،وهذا الامر يكشف عن الوجه الحقيقي للقوات الاميركية ،التي تعمل على قتل العراقيين وتدمير هذا البلد،ولو كانت لها اهداف غير هذه لعملت على وقف من يقتل العراقيين بالقصف اليومي.
ثالثا : لا اعرف كيف يفهم البرلمانيون العراقيون والساسة والقوى الامنية الحكومية مسألة السيادة،التي احتفلوا بانتقالها الى العراقيين كما ادعوا منذ اواخر يونيو 2004،ولكن اليوم تنكشف الحقائق ويتأكد ما قالته القوى الوطنية الرافضة للاحتلال وللعملية السياسية ،بكذب هذا الكلام وان لا سيادة في العراق على الاطلاق،ويثبت ذلك الاعتداءات اليومية على المناطق الشمالية في العراق والموقف الرسمي والعسكري منها إن ما يجري من اعتداءات صارخة ضد العراق ،يؤكد عدم اهلية القائمين على الحكم لانهم لم يتمكنوا من تو فير الحماية والامن للمواطنين العراقيين .

كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
ذريعة الانسحاب
افتتاحية
اخبار العرب الامارات
كما كان للغزو الأمريكي لاجتياح العراق قبل أربع سنوات ذرائع بعضها هلامي وبعضها مختلق وبعضها استراتيجي وبعضها تكتيكي، فإن الانسحاب أيضا ستكون له ذرائع، تتراوح بين دواعي الاطمئنان إلى رسوخ الأمن في العراق وفاعلية حكومة نوري المالكي وهزيمة الإرهاب واحتواء مخاطره على المنطقة ووضع أسس ديمقراطية جديدة ومتميزة في العراق. وكما أصبح من الصعب معرفة الأسباب الحقيقية وراء قرار الغزو والاحتلال، فإنه أيضا من الصعب معرفة أسباب الانسحاب، لأنها أسباب متقاربة في النتائج، كما أنها متطابقة في الحجم ولكنها متعاكسة ومتباينة في القيمة. فالهزيمة ليست كالنصر، فكل منها له قيمة لدى المنتصر والمنهزم. فإذا كان قرار تخفيض أعداد القوات الأمريكية من العراق، كما ألمح الرئيس الأمريكي جورج بوش ، بسبب الاطمئنان إلى رسوخ أركان الأمن في العراق فيكون الانسحاب بسبب النصر وتحقيق الأهداف المعلنة والمطلوبة، أما إذا كان بسبب الضغط العسكري والسياسي الذي يواجهه الرئيس بوش فإن ذلك الانسحاب يعني الهزيمة والفشل في تحقيق أهداف كلفت القوات الأمريكية نحو 4 اَلاف قتيل وعشرات الاَلاف من الجرحى الذين يشكلون رمزا شريرا للحرب، ومأساة إنسانية لا تختفي صورها من ذهن المصاب وأسرته وأحبائه وأهله.

وفي زيارته المفاجئة تحدث الرئيس بوش عن احتمال تواجد عدد أقل من القوات الأمريكية في حال استمر التقدم المحرز في العراق. ولكن ما هو المقياس لمعرفة ما إذا كان هناك تقدم أو تراجع. . ؟ المقياس ما يدور في الميدان الاَن. . وعدد العمليات التي يقوم بها المسلحون. . والضحايا الذين يستشهدون ويقتلون ويشردون ويخطفون. . وحجم المأساة التي يعيشها العراق في الخبز والماء والكهرباء واستقرار الأسر والمدارس والعمل والإحساس بالخوف والهلع.

فإذا كانت كل تلك العناصر تشكل مقياساً لمعرفة ما إذا تقدم العمل العسكري نحو أهدافه، فإن الإجابة تكون سلبية، لأن العراق حتى الاَن لم يعد إلى حياته الطبيعية، فالعمليات ما زالت تهدد الجميع، بما فيهم القابعون في المنطقة الخضراء، والأهالي يقتلون بسبب ومن دون سبب، والتفجيرات ما زالت تؤرق الأبرياء، وأعداد المشردين واللاجئين والنازحين لم تخف بعد، بل هناك طلب متزايد على الهجرة واللجوء، وعلى كل البوابات الشرقية والشمالية والجنوبية والغربية. فسورية تمتلئ باللاجئين والأردن فاض بهم والأمصار البعيدة تستقبل كل يوم أعدادا من العراقيين لا يحصون ولا يعدون.

فنصر أمريكي في العراق يبدو مستحيلا وفق الظروف السياسية والعسكرية الحالية، وهزيمة حاسمة للقوات الأمريكية أيضا أمر صعب بسبب الإمكانات المتجددة والمتدفقة على العراق. ولذلك سيكون الوضع عبارة عن ’’ لانصر ولاهزيمة’’، وهي حالة أقرب إلى حرب استنزاف منها إلى حرب يمكن حسمها بالضربات القاضية.

وحسب التجربة الفيتنامية إن الولايات المتحدة سوف تتعب من حرب الاستنزاف، خاصة إذا دخل الكونجرس في الخط، والرأي العام تحوّل إلى خانة أصحاب القرار النهائي.

ويخشى الرئيس بوش من بلوغ الحالة إلى تلك النقطة التي يحسمها السياسيون المتوترون في واشنطن خاصة الذين ينظرون إلى أبعد من أنوفهم.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
كتابان يرصدان أخطاء رايس وكواليس البيت الابيض

البيان الامارات
يضع كتاب «ذي كونفيدانت» او «المؤتمنة على الأسرار» للصحافي غلين كيسلر عن السيرة الذاتية لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، حصيلة سلبية عموما عن أداء واحدة من أقرب معاوني الرئيس الاميركي جورج بوش خلال اول عامين من توليها مهامها، ولا سيما فشلها في بلورة رؤية متكاملة للسياسة الخارجية.


وان قلة خبرتها واخطائها أثرت على العالم، في موازاة كتاب آخر للصحافي روبرت درابر، يكشف فيه بعضا من اسرار وكواليس البيت الابيض ومنها أن مستشار الرئيس المستقيل كارل روف كان يعارض اختيار ديك تشيني نائبا للرئيس خلال حملة الرئاسة، كما عارض اقالة وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد، في مواجهة تأييد رايس لهذه الاقالة.


وفي كتاب «ذي كونفيدانت» يقول الصحافي في «واشنطن بوست» غلين كيسلر إن رايس التي تعد من اقرب مستشاري بوش منذ اكثر من سبع سنوات، فشلت في تقديم رؤية متماسكة له عن السياسة الخارجية.


وكانت رايس، مستشارة شؤون الامن القومي خلال ولاية بوش الرئاسية الاولى وهو منصب مهم في البيت الابيض تولاه قبلها هنري كسينجر، في المواقع الاولى للتأثير على ادارة الحرب في العراق. وقال كيسلر «لقد كانت احد اضعف المستشارين لشؤون الامن القومي في تاريخ الولايات المتحدة».


واضاف ان قلة خبرتها واخطائها انعكست على العالم واثرت على الخيارات التي يتعين عليها القيام بها بوصفها وزيرة للخارجية، وذلك في اشارة الى غزو العراق وتدهور العلاقات مع الاوروبيين والصورة الكارثية للولايات المتحدة في العالم العربي.


ومن اخفاقات رايس، ذكر كيسلر الحرب الاسرائيلية على لبنان الصيف الماضي التي وصفها بانها كانت منعطفا اساسيا في تراجع النفوذ الاميركي في المنطقة، والتجربة النووية الكورية الشمالية في اكتوبر 2006 التي كان في امكان الادارة الاميركية تفاديها، وعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية التي راوحت مكانها لأشهر والمأساة الانسانية في دارفور التي لم تساهم شخصيا في تسويتها.


الا ان كيسلر يكشف في المقابل نجاحات حققتها رايس مثل الاتفاق النووي مع الهند الذي تم التفاوض بشأنه بجرأة لدى بدء ولايتها في 2005 والذي لم تضع عليه بعد اللمسات الاخيرة.


ويقوم كيسلر بتغطية يومية للسياسة الخارجية ويرافق بانتظام وزيرة الخارجية في تنقلاتها حول العالم. وسمح له ذلك بكشف حصري عن تفاصيل مفاوضات رايس مع قادة أجانب ومباحثاتها الخاصة مع بوش وبالقاء الضوء على شخصية امرأة من اكثر النساء تكتما في السلطة في الولايات المتحدة مع نكات حول تقديمها مساعدة لصديقة كانت تواجه مشاكل مالية.


ورفض كيسلر في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية وصف أداء رايس على رأس الدبلوماسية الاميركية بالفاشل حيث يتوقع ان تنهي مهامها نهاية العام المقبل. واضاف (اعتقد انه من المبكر جدا اصدار مثل هذه الاحكام. لكن في الوقت الراهن لا يبدو اداؤها مرضيا).


وفي الوقت نفسه، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن كتاب «المؤكد في رئاسة جورج بوش» للصحافي روبرت درابر، أن مستشار الرئيس الأميركي المستقيل كارل روف أخبر بوش أنه يجب ألا يعطي ديك تشيني بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري ليكون نائباً للرئيس. وأورد الكتاب الذي يدور حول رئاسة بوش، أن بوش، بحسب الكتاب، لم يكترث وكان مرتاحاً إلى تشيني ولم ير أي أذى في منح نائب الرئيس فرصة غير مسبوقة، ليكون على لائحته الانتخابية خلال السباق إلى البيت الأبيض.


وأورد الكتاب أيضاً أن بوش قام بإجراء استطلاع غير رسمي بين مستشاريه في أبريل 2006 بشأن ما إذ كان يجب اقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وأوضح درابر أنه خلال عشاء في البيت الأبيض لمناقشة كيفية تعويم رئاسة بوش، فإن سبعة مستشارين، بينهم رايس، صوتوا الى جانب اقالة رامسفيلد، في حين أن بوش وثلاثة آخرين بينهم روف ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي صوتوا الى جانب بقاء رامسفيلد.


وكشف درابر في كتابه أن نائب الرئيس لم يجد نفسه غارقاً في التفكير، بشأن بعض الأخطاء التي ارتكبت، ومنها بشكل أساسي تعيين السفير بول بريمر لإدارة العراق طوال السنة التي تلت الغزو.


وأوضح درابر أنه يرجح أن تشيني بدلاً من ذلك، كان يعتقد أنه كان على البيت الأبيض أن ينشئ حكومة مؤقتة مباشرة بعد احتلال العراق كما أوصى رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي منذ البداية. وكشف الكتاب أن العديد من مستشاري بوش الكبار يعتقدون أن نظرة الرئيس لكيفية إدارة العراق بعد الحرب تأثرت بشكل أساسي بلقائه مع ثلاثة من القادة العراقيين المنفيين قبل عدة شهور من اجتياح العراق.


وأضاف درابر أن هؤلاء القادة الذين كانوا في المنفى، ولم يسمهم، «أكدوا من دون أن يكونوا مؤهلين لفعل ذلك، أن العراق سيرحب بالقوات الأميركية بحماسة»، مشيراً إلى أنهم أقنعوا بوش بأن التوترات العرقية والدينية ستختفي مع سقوط نظام صدام حسين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
حوادث الانتحار
نبيل زكي

اخبار العرب الامارات
نشر في الأسبوع الماضي تقرير الجيش الأمريكي عن حوادث الانتحار بين صفوفه خلال عام 2006.

يكشف التقرير أن 97 جنديا أمريكيا قد انتحروا في العام الماضي، منهم الذين انتحروا أثناء الخدمة في العراق وأفغانستان، ومنهم الذين كانوا في الخدمة العسكرية خلال السنوات الخمس الماضية سواء في العراق أو أفغانستان.

وهذا أكبر عدد من الجنود المنتحرين الأمريكيين منذ عام 1991 أي منذ حرب الخليج ضد العراق ولكن. . نظرا لانخفاض حجم الجيش الأمريكي الاَن بالمقارنة بأوائل التسعينيات فإن عدد المنتحرين عام 2006 يعد أعلي رقم منذ 26 سنة.

وفي عام 2003 كان عدد المنتحرين 76 جنديا، وكان عددهم 67 في عام 2004 وارتفع إلي 83 في عام 2005.

أما عدد محاولات الانتحار ’’التي تنطوي علي دلالة لا تقل أهمية وخطورة’’ فإنه 984 حالة علي الأقل وفقا لتقرير الجيش الأمريكي.

وما دمنا نتحدث عن القوات المحاربة الأمريكية فإنه لا يمكن إغفال حالات التوتر النفسي بين الجنود، وتقول صحيفة ’’الجارديان’’ البريطانية إنه يتم ترحيل عدد يتراوح بين عشرين وأربعين جنديا من مناطق القتال كل شهر لأسباب تتعلق بالصحة العقلية.

وجاء في تقرير الجيش الأمريكي أن 79% من المنتحرين و52% ممن حاولوا الانتحار كانوا يعانون من الفشل في العلاقة الزوجية.

وفي تقرير اَخر لمجموعة العمل المختصة بالصحة العقلية في البنتاجون أن 38% من الجيش العامل و50% من جنود الحرس الوطني ’’ممن شاركوا في احتلال العراق وأفغانستان’’ مصابون بمرض عقلي.

وأخيرا. . فإن عشرة في المائة من المنتحرين و36% من الذين حاولوا الانتحار سبق أن أحدثوا إصابات في أجسامهم عن عمد للتخلص من واجباتهم القتالية.

هذه المعلومات تؤكد أن عددا كبيرا من الجنود الأمريكيين غير مقتنع بأنه يحارب من أجل قضية عادلة.

وأتصور أنه مع استمرار الحروب الأمريكية سوف تتزايد حالات الانتحار ومحاولات الانتحار والتوترات النفسية والأمراض العصبية والعقلية تماما كما حدث في حرب فيتنام. . وما تركته بعدها من اَثار وعواقب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
التذاكي لا يجعل الهزيمة نصراً
الافتتاحية..

صحيفة تشرين سوريا

خطوة استعراضية لا يتقنها إلا بهلوان سياسي يلعب على الحبال هي تلك التي قام بها الرئيس الأميركي جورج بوش بزيارته المفاجئة للعراق، وبالتحديد لمحافظة الأنبار.

خطوة فيها شيء من الذكاء، لذا لا نظن ان المستر بوش هو من قررها، وإنما فريقه السياسي الذي يديره المحافظون الجدد. ‏

مع ذلك نعتقد أن الاستعراضات والتذاكي والمفاجآت لم تعد قادرة على إنقاذ مركب بوش من الغرق. فلا الزيارات الخاطفة التي تُعدّ بليل وبسرية تامة، ولا التلميح الى احتمال خفض القوات في العراق، ولا الادعاء بأن الخطط «الأمنية» التي يضعها الجيش في العراق وطدت الأمن، ولا غيرها من المبررات والمسوغات قادرة على تبييض صفحة الإدارة الأميركية داخلياً ولا خارجياً. ‏

ربما شعر المحافظون الجدد، بعد فوات الأوان، بأنهم محاصرون من الداخل، وفاشلون في الخارج، فأرادوا استباق التقارير التي تفضح سياساتهم وتكشف إخفاقاتهم الخارجية، وعلى وجه الخصوص في العراق، فكانت زيارة بوش إلى العراق، وكانت تصريحاته التي تحدث فيها عن احتمال خفض عديد القوات الأميركية بعد «النجاحات» التي حققها الجيش الأميركي وجعلت الأوضاع «أكثر أمناً»!. ‏

ومع أننا نخالف المستر بوش وأفراد جوقته الرأي لجهة الأوضاع الأمنية التي تزداد توتراً وتفجراً، على العكس مما يزعم، إلا أننا مضطرون لمسايرته في ذلك إذا كان هذا الأمر يرضي غرور المحافظين الجدد ويؤدي إلى جدولة الانسحاب من العراق بدءاً من تخفيض عديد القوات الأميركية. ‏

لكننا ندرك أن الشعب الأميركي ليس بهذه السذاجة التي يفترضها بوش وإدارته والمحافظون الجدد بحيث تنطلي عليه هذه البلهوانيات وذاك التذاكي. ‏

فالهروب إلى الأمام لم يعد ممكناً، والحديث عن خفض للقوات قبيل صدور تقارير أميركية يفترض أنها ستدعو إلى جدولة الانسحاب في أقرب الآجال، هذا الحديث يراد منه الإيحاء بأن إدارة بوش لا تعمل استناداً إلى توصيات التقارير السابقة واللاحقة، وإنما إلى نجاحات وهمية في العراق ليس لها ترجمة فعلية على أرض الواقع. ‏

هذه المكابرة لن تجدي نفعاً، وليست قادرة على تزوير الحقائق التي أضحت اليوم في متناول أوسع شرائح المجتمع الأميركي والعالم، خاصة بعد أن سحب الشعب الأميركي البساط من تحت أقدام إدارة بوش خلال الانتخابات النصفية الأخيرة، ما أدى إلى فقدان هذه الإدارة للأغلبية البرلمانية التي كانت تملكها وتسوق من خلالها برامجها وخططها وحروبها، وغالباً ما كان يتم ذلك عن طريق تضليل الرأي العام الأميركي عبر اعتماد الأكاذيب والفبركات والاتهامات التي تطلق ذات اليمين وذات اليسار بهدف تبرير كل الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها إدارة بوش على مدى ما يقرب من سبع سنوات. ‏

اليوم لم تعد هناك أغلبية تصفق في الكونغرس للرئيس بوش وتبارك خطواته ومغامراته الطائشة، بل أضحت هناك قوة برلمانية تضم أعضاء جمهوريين وديمقراطيين تعارض السياسات الأميركية وتفضحها وتدعو إلى مراجعة دقيقة وحقيقية لها، بما يخفف من كراهية الشعوب ليس للإدارة الأميركية التي ورطت أكبر دولة في العالم بحروب ودمار، وورطت الأميركيين في مأزق حقيقي فحسب، بل لهذا الشعب الذي تم التغرير به وتضليله خلال سنوات طويلة. ‏

بوش في الانبار أراد أن يوجه رسالة إلى الكونغرس وإلى المعارضين الأميركيين يقول فيها: إن الأمور بخير وإن السياسات الأميركية والحرب على العراق واحتلاله كانت ضرورية، بل إن كل ما جرى كان صائباً وإنه عندما يأمر بتخفيض عديد قواته في العراق، أو يجدول الانسحاب فإنه يفعل ذلك من موقع المنتصر وليس تحت الضغط الداخلي أو الاستياء الخارجي. ‏

لا بأس... لنسمح للسيد بوش بنصر وهمي إذا كان ذلك سيؤدي إلى تحرر العراق من الاستعمار، وسنترك للتاريخ أن يحكم من انتصر ومن مني بالهزيمة المرة، لكننا نؤكد أن الاستعراضات والبهلوانيات والتذاكي لا يمكنها أن تحوّل الهزيمة إلى نصر. ‏


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
مسؤولية العراق القانونية إزاء الخروقات الحدودية

حسن علي كرم
الوطن الكويت
هل تردي الوضع الامني في العراق وبخاصة في بغداد يعفي الحكومة العراقية عن تحمل مسؤولياتها ازاء الخروقات الامنية للحدود الكويتية. وهل التدهور الامني في بغداد يمنع الحكومة العراقية للتعاون مع الحكومة الكويتية لانهاء المسائل الفنية العالقة وسد المنافذ والثغرات الحدودية التي تسمح للمهربين والمتسللين عبورها؟ اغلب الظن ان تجاهل الحكومة العراقية للمسائل الحدودية العالقة بين البلدين هو تكتيك متعمد وهو مايعني ان هناك شيئا ما يدور في اذهانهم يخططون له بهدف التسويق وبهدف رجوع المسألة الحدودية الى المربع الاول، وكأننا لم نتعلم من كل المصائب والمآسي التي مرت بنا وكأنهم هناك يريدون ان يجعلوا من النقاط الحدودية العالقة قميص عثمان او مسمار جحا يساومون عليه الكويت بهدف الابتزاز وبهدف التخويف ولعل المطلوب من الحكومة الكويتية الا تتهاون او تتساهل لان الوضع على الحدود غير آمن بعد تزايد عمليات التهريب والتسلل عبر الحدود الى داخل الكويت. وآخر تلك العمليات الاجرامية اكتشاف عبوات ناسفة وضعها متسللون على طريق الدوريات الحدودية الكويتية. داخل الاراضي الكويتية. مقابل العلامة الحدودية رقم 92 واذا كان العراقيون سيتمادون في التجاهل والمماطلة، فلا مناص للكويت غير الرجوع الى مجلس الامن وطرح المسألة عليه باعتبار مجلس الامن هو مرجعية رسم الحدود الكويتية العراقية فلا مجال للمجاملة او التغاضي عن امن الكويت وعلاقتنا الطيبة مع اخواننا في العراق لا تعفينا من طرح الامور صراحة ان كان بالحل الثنائي او الحل الدولي.
ان امن الكويت لا ينفصل عن امن العراق، وانتقال الاعمال الارهابية الاجرامية من هناك الى الكويت ليس بالعمل البعيد او المستبعد، فكل شيء وارد طالما ان العدو مشترك وطالما ان هدف الارهابيين التخريب والعدوان.
على الاجهزة الامنية الكويتية تكثيف الاجراءات الامنية الحدودية وبخاصة في الاماكن التي يسهل منها العبور والتسلل، وعلينا ان نضع في الحسبان ان امننا الداخلي مرهون بأمننا الخارجي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
بوش فى «مثلث الموت»
الافتتاحية
الشرق قطر
لم تكن زيارة الرئيس الأمريكى جورج بوش المفاجئة الى العراق أمس، زيارة عمل ولازيارة صداقة لحكومة المالكى التى تجنب مقرها ببغداد فى مؤشر على استمرار التوتر بين الإدارتين، بقدر ما أراد بوش من هذه الزىارة نقل رسالة الى الأمريكيين مفادها بان استراتىجىته فى العراق تؤتى ثمارها وتحقق تقدما، ولذا اختار محافظة الانبار عاصمة "مثلث الموت" الذى ىضم محافظات الصمود فى وجه الاحتلال، و معقل المقاومة السنىة لىطل على الأمرىكىىن فى طرىقه الى سىدنى التى ىصلها الىوم لحضور قمة زعماء منطقة آسىا والمحىط الهادى معلنا فى خطاب اذيع تلفزيونيا فى الولاىات المتحدة أن "أمرىكا لا تتخلى عن اصدقائها. وأن أمرىكا لن تتخلى عن الشعب العراقى". وقال بوش ان قائد القوات الأمرىكىة فى العراق ابلغه انه بالامكان المحافظة على الامن بقوات أمرىكىة اقل اذا استمر التقدم المحرز فى محافظة الانبار، مما ىعنى أن قرارات حاسمة سىعلنها الرئىس الأمرىكى قرىبا بشأن الوجود العسكرى فى هذا البلد، سواء تعلق الأمر بخفض القوات أوالانسحاب التدرىجى. حىث قال جىف مورىل الناطق باسم البنتاغون ان زىارة بوش ستكون فرصة "لاخر لقاء كبىر لمستشارى الرئىس العسكريين والقادة العراقيين قبل ان ىقرر الرئىس الاجراءات اللاحقة".

زىارة بوش للعراق هذه هى الأولى منذ ىونىو 2006 والثالثة له منذ الغزو، وتأتى قبل أقل من أسبوعىن من صدور تقرىر رسمى عن الادارة الأمرىكىة حول مستقبل القوات الأمرىكىة فى العراق. اذ من المقرر ان ىقدم الجنرال بتراىوس مع السفىر الأمرىكى فى العراق رىان كروكر فى العاشر والثانى عشر من الشهر الحالى امام مجلسى الكونغرس تقىىمهما لمدى نجاح الاستراتىجىة التى قررها بوش فى فبراىر الماضى لوضع حد لـ"الحرب الأهلىة" فى العراق، وقضت بتعزىز القوات الأمرىكىة هناك. وعلى البىت الابىض اىضا ان ىعرض الوضع فى العراق امام الكونغرس فى الخامس عشر من سبتمبر لاقناع اعضائه بمواصلة تموىل نفقات هذه الحرب.

زىارة بوش للعراق لم تأت فى أسعد أىامه، ولا فى أسعد أوقاته، فهى أتت بعد ساعات على انسحاب 500 جندى برىطانى ، حلىف الحرب، من آخر قاعدة لهم فى مدىنة البصرة. كما أن الزىارة لم تسلم من المنغصات حىث أفاد مسؤولون أمنىون ان سىارتىن مفخختىن انفجرتا فى الرمادى عاصمة المحافظة قبىل وصوله مما ادى الى مقتل اربعة اشخاص. ولكن بوش حرص على جمع أركان الحرب والسىاسة الأمرىكىىن فى العراق أمس، فىاترى ماذا تراه فاعلا؟. الجواب سنتابعه قرىبا، وهو سىكون جوابا سىاسىا بامتىاز حىث المواجهة المنتظرة مع الدىمقراطىىن فى أروقة الكونغرس، وحىث فقد بوش جمىع مراكز قوته فى "حربه على الارهاب

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
حرب نفسية..!!

افتتاحية
الوفاق الايرانية


في ذروة الحرب النفسية الأمريكية على ايران، تناولت وكالات الأنباء خبراً مفاده ان خبيراً أمريكياً في الأمن القومي قال ان البنتاغون وضع خطة لشن هجمات عنيفة وخاطفة بواسطة قاذفات قنابل على (۱۲۰۰) هدف في ايران للقضاء - كما ادعى - على قدرتها العسكرية في غضون ثلاثة أيام ووصف هذه الخطة بأنها (استراتيجية مشروعة ومدروسة).
ان الخطط التي يتحدث عنها الكثير من الساسة والعسكريين الأمريكيين بشأن استخدام الخيار العسكري ازاء ايران لاجبارها - حسب زعمهم - على الامتثال للمجتمع الدولي. لا تعدو كونها حرباً نفسية لجأت اليها الادارة الأمريكية للتغطية على فشلها الذريع في عدة مناطق من العالم خاصة العراق، لأن الوقائع الميدانية تؤكد استحالة قيام واشنطن بارتكاب حماقة جديدة وهي لم تفر بعد بجلدها من المستنقع العراقي الذي ورطت نفسها فيه. علماً بأن ايران ليست العراق الذي كان يعاني بوناً شاسعاً بين الشعب والنظام الدكتاتوري الذي كان يحكمه، في حين ان التلاحم بين المواطنين والسلطة في ايران يبلغ أقصى الدرجات، مما يمنح نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية القوة التي تجعل حكام الولايات المتحدة يحسبون ألف حساب قبل أن يبادروا الى تنفيذ ما يهددون به.
وعليه كما قلنا أعلاه، فان ما يوجهه الأمريكان من تهديدات وتصريحات ليس أكثر من حرب نفسية لم تعد تجد لها آذاناً صاغية لدى الرأي العام الذي يتفهم بجلاء ان الخصم الذي يريد مباغتة خصمه لا يكشف له عن جميع أوراقه لأنه في هذه الحالة سيكون قد كشف عن جميع اسلحته وساعد خصمه على اتخاذ الاجراءات الكفيلة برد أي عدوان وهجوم الى نحره.
واقع الأمر هو ان ادارة بوش وزعت الأدوار على اللاعبين فيها كل حسب موقعه للحديث عن الاستراتيجية المتبعة ازاء طهران، ولهذا فان سبب التصعيد في اللهجة الأمريكية مؤخراً يعود الى أن الكونغرس الأمريكي هو على أبواب مناقشة الموضوع العراقي في سبتمبر، وهناك أيضاً المباحثات بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما يزعج هذه الادارة ويدفعها الى المزيد من التخبط في سياساتها الخاطئة أصلاً.
وهذا الأمر يدفع بها الى التحرك لحرف الأنظار عن واقع حالها المزري، وإلا فان واشنطن تعلم ان الشلل الذي أصابها في العراق يمنعها عن ارتكاب مغامرة أخرى مهما وضعت من مخططات ضد دولة ينظر اليها الكثيرون كقوة اقليمية أكدت غير مرة انها تستخدم قوتها للدفاع والردع وخدمة مصالحها ومصالح المنطقة وللرد على أي عدوان عليها بمنتهى الاقتدار أياً كان المعتدي.
وبالرغم من ان السيناريوهات لا تعدو كونها حرباً نفسية، غير ان جميع الاحتمالات قد أخذت بعين الاعتبار إلا الخضوع أمام التهديدات.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
دكتاتورية العمائم العراقية الخرافية المقدسة ?
داود البصري
السياسة الكويت
الصورة المأساوية والمريعة التي وصلت لها حالات الصراع الدموي على الاسس الطائفية في المدن العراقية تشير لحجم الروح الاجرامية التي تهيمن على العصابات الدينية الجديدة (شيعية كانت ام سنية) وهي تخوض بدماء الابرياء وتضحيات الجهلة والمغفلين والمحبطين والمحرومين حروبها التسلطية الخاصة التي تحاول الباسها صفة القداسة الدينية عبر التسلح بالخطابات العقائدية والنهل من التراث الطائفي, وتطويع النصوص التاريخية الفقهية لتستخدمها ابشع استخدام واسوأ استغلال من اجل فرض الزعامة والتسلط وممارسة الاهواء السادية المعبرة عن ازمة اخلاقية وضميرية محضة, فالتكتيكات المخادعة والحجج الدعائية المضحكة التي يلجا اليها المختل مقتدى الصدر مثلا لا علاقة لها اطلاقا بحالة الشفافية الفكرية والسياسية والصراحة العملية وروحية التسامح التي ميزت زعماء الفقه والفكر الشيعي عبر العصور, وحالة الثورية المزيفة التي يحاول مقتدى المريض ابرازها لاتتناسب اطلاقا مع اساليب زعماء وقادة الفكر الثوري الشيعي المجاهد ضد الظلم والرافع لشعار (هيهات منا الذلة), فلم يعرف عن شيعة العراق في الاوقات الطبيعية تعصبهم وولعهم بمناظر الدماء والاشلاء , ولم يعرف عنهم الجنوح الجنوني صوب لغة الشعارات والتهديدات وسفك دماء الابرياء و المساكين, وكانوا على الدوام و خلال دورات العنف التي مرت في التاريخ العراقي المعاصر صمام الامان للمجتمع العراقي عبر مختلف حقب وفصول وايام الازمات العاصفة وما اكثرها واشد ايامها و ذكرياتها, ولم تكن مطالبهم في يوم ما الانفصال عن العراق واقامة كيانهم الخاص ! بل اعتبروا انفسهم جزءا رئيسيا وفاعلا من النسيج الوطني العراقي يفرحون لافراحه ويحزنون لاحزانه ويساهمون في النضال الوطني وبشكل يسمو على كل صيغ الخلاف الطائفي والسياسي , وهم اي شيعة العراق رغم مظلوميتهم التاريخية ومحاولات عزلهم والتشكيك في اصولهم واسلامهم وحتى انتماؤهم الاثني لم يحاولوا في يوم ما القصاص او الانتقام ممن ظلمهم بل كانت مكارم الاخلاق الاسلامية تعلو عندهم فوق كل الاعتبارات , ولو لاحظنا ماحصل في الفلوجة قبل سنوات وتحديدا عام 2004 من قتل على الهوية لمجموعة من العمال العراقيين الشيعة من سائقي عربات النقل الذين غدرت بهم قطعان الاصولية والسلفية المجرمة ومثلت بجثثهم اشنع تمثيل وبشكل بعيد عن القيم الاسلامية الواضحة التي نهت عن (التمثيل ولو بالكلب العقور)!! فان عموم الشيعة وعشائر المقتولين لم تنجر للفتنة بل صبرت على القذى وهي تنتظر ان يتم تسليم القتلة المختفين وسط البعثيين والمخابرات في الفلوجة لمحاسبتهم قانونيا واصوليا , ولم يتم اللجوء الشيعي مطلقا لاسلوب الخطف المتبادل وهي عملية سهلة ولاتتطلب مشقة في ظل الاوضاع السائدة في العراق حاليا!! الا ان مافعله ويفعله اقطاب عصابات مقتدى و منافسيه من جماعة (بدر ) وفرق الموت الحكومية من عمليات قتل وخطف ولصوصية وتعذيب تفصح اساسا عن براءة عموم شيعة العراق من تلكم الممارسات الاجرامية واللصوصية الشبيهة باساليب المدرسة الارهابية البعثية الصدامية والتي يبدو واضحا ان مقتدى ومنافسوه من المعجبين بها ومن الامناء على ضرورة استمراريتها وهو لا يراعي حرمة و قدسية الدماء والاعراض والاموال ويتمنطق بمنطق ارهابي وتقسيمي مريض وشاذ يعبر عن حالة خواء فكري وسلوكي فاضح , فهو حين يشعر بالحصار والضيق يمارس تكتيكا مراوغا يدعو بواسطته للتفاوض في حين تستمر عصاباته في انتهاك المحرمات وتستمر اقاويل وتخرصات واكاذيب رموزه الاعلامية وتصريحاتها السقيمة المتضمنة كل اساليب الكذب والمراوغة والرياء والدجل فرجال وحاشية مقتدى تحولوا لنسخ جديدة من الدجالين والمهرجين وجميعنا يتذكر اساليب المدعو عبد الهادي الدراجي من مدينة الثورة في بغداد و المعتقل حاليا وهو ينشر الاكاذيب ويطلق الاشاعات ويعمم الكراهية والحقد , اما المدعو اوس الخفاجي ورائد الكاظمي فتصريحاتهما التلفيقية لا تختلف كثيرا عن سابقيهم ولن نتحدث عن الكفر البواح المنطلق من افواه قادة عصابة مقتدى في البصرة والعمارة حول الدعوات التقسيمية والتشطيرية والانفصالية والتي تفضح عن الحقيقة الطائفية المريضة والمشبوهة لتلك العصابة التي ترفع زورا الرايات المهدوية المغلفة باحاديث الدجل والخرافة والطفولية المضحكة التي تحتقر العقول وتسخر من كل ما هو معلوم ومعروف من الدين النقي او المذهب السليم... وفي ذلك فان الروايات الشيعية المتعلقة بظهور المهدي تؤكد على ان المهدي حين يظهر سيحصد رؤوس اكثر من سبعين الف معمم بعمائم الزور والدجل? فهل ستكون العمائم الايرانية والمقتدوية وعمائم علماء القتل والتحريض الطائفي من كل الملل و النحل من ضمن العمائم المحصودة?.
انها اساليب مريضة لاوضاع مريضة تؤكد ان حبل الكذب والدجل قصير ولو تشبث بالروايات والشعارات الدينية التي ثبت بطلانها لان مقتدى وجيشه في البداية والنهاية لا يشكل ويمثل سوى مشروع بدائي و ضئيل لديكتاتورية دينية ومذهبية فاشية وارهابية ودموية جديدة يراد لها ان تكتسب صفة القداسة ولكنها لن تحوز الا على لعنة كل الاحرار , فلا مكان في عراق المستقبل الحر للدجل والدجالين. وتجميد عمليات جيش مقتدى لستة شهور ليس سوى محاولة واضحة وساذجة للالتفاف على ضرورة منع ومحاربة جميع انواع الميليشيات مهما كان مصدر دعمها, وهي عملية صعبة ولكنها ليست مستحيلة , فقد ان لعمائم الخرافة ان تغرب و ترحل بعيدا عن مشاهد البناء الحضاري البعيدة عنها و عن عقليتها المتخلفة الغيبية.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
طرد الرؤساء الفاشلين
آندي زيليك
كرسيان ساينس

في عصر الإرهاب, بدأ الامريكان يعون بألم, المخاطر المتأتية من العيش في مجتمع حر ومنفتح. لكن ماذا عن المخاطر المتأتية من الفترة الرئاسية الثابتة لمدة أربع سنوات؟ فالتقديرات الضعيفة وعدم الكفاءة لدى المدير التنفيذي يمكن ان يجعل أكبر الشركات تخر راكعة على ركبتيها في زمن وجيز. وهذا هو السبب في أن مجالس الإدارات تحتفظ بحقها في الطرد الفوري للمديرين التنفيذيين. إذن, فلماذا يستمتع المدير التنفيذي لامريكا برحلة مجانية لمدة أربع سنوات مهما كان حجم المخاطر التي يعرضنا لها.
هذا سؤال يستحق النقاش. لقد تعرضت ملامح أخرى أساسية من صميم البنية الامريكية, على راسها الحريات المدنية, للمراجعة أوالتعديل في السنوات الخمس الماضية. وقد صاحب التآكل في حقوق المواطنين توسع متزامن للسلطة في فرعها التنفيذي. والتبرير لكلا التغييرين هو:
حماية امريكا من الهجمات الإرهابية.
ألن يكون من الحكمة التفكير في معادلة هذه المتغيرات المقلقة بآليات تجعل من الممكن طرد حتى الرؤساء الملتزمين بالقانون, إذا علم ان أداءهم ضعيف في مواجهة هذه المهددات؟
إذا أردتم الحقيقة, فإنه يكون من الهرطقة حتى مجرد التفكير في التدخل في الخطة التي قامت عليها الدولة. فجزء من عبقرية الآباء المؤسسين يكمن في نسجهم لنظام من الضوابط والتوازنات يتضمن دورا مستقرا للمدير التنفيذي. فبمجرد انتخابه رئيسا, يحصل على عقد عمل لمدة أربعة أعوام ليقود الدولة. 48 أسبوعا من سيطرة شخص واحد على السياسة الخارجية والامن القومي.
ولا شك أن هذا العقد الذي لا يبطل إلا بالإستقالة بسبب الحالات النادرة من "الجرائم والجنح العليا", لا شك أنه أدى لأمريكا خدمة كبيرة. فقد وفر الإستقرار الذي لا تستطيع العديد من النظم البرلمانية الغربية, مثل النظام الإيطالي الذي تنهار فيه الحكومات بصروة روتينية, سوى ان تحلم به.
وللمقارنة, فكروا في أوضاع المديرين التنفيذيين بالشركات. فمقارنة مع نظرائهم في الإقتصادات المتقدمة الاخرى, فإن المديرين التنفيذيين للشركات الأمريكية يتمتعون بقدر كبيرمن تركيز السلطات وغالبا ما يزاوجون بين دور التنفيذي الاول ورئاسة مجلس الإدارة. وترفض دول أخرى هذا النموذج. لكن الثقافة التجارية للولايات المتحدة ترى ان المدير التنفيذي البالغ القوة أمر ضروري لإنجاز الاشياء الصعبة وفي وجه أي نوع من المقاومة.
والمديرون التنفيذيون الامريكان يطردون عادة من قبل مجالس إداراتهم, وغالبا ما يكون ذلك بسبب ضعف الاداء أكثر منه بسبب التعديات القانونية. ومجالس الإدارات تجعل المديرين التنفيذيين الاقوياء مسؤولين عن أدائهم عن طريق الإحتفاظ بحقها في طردهم في أي وقت تراه. وليس أمام مجلس الإدارة اليقظ من خيار سوى أن يسأل نفسه بصورة مستمرة, ما إذا كان لدى الشركة المدير التنفيذي المناسب, واستبداله بسرعة إذا لم يكن كذلك, حتى إن كان أو كانت إنسانا لطيفا.
ومع حجم ما هو معرض للخطر في المجال السياسي, مما هو أكبر بكثير من أية مؤسسة اخرى, فإننا في حاجة لأن نسأل ما إذا كانت البيئة الامنية العالمية المعاصرة تجعل من الحكمة أن نعطي الرؤساء المنتخبين حديثا - بغض النظر عن الحزب - ضمانا بالحيازة لمدة أربع سنوات. فسنة واحد, دعك من الأربع, قدر كاف من الزمن لأي رئيس حتى يتسبب في قدر عظيم من الدمار للأمة.
إن الإتفاقيات الدستورية الاساسية التي نجحت عبر الزمان, لا يجب ان يعبث بها بسهولة. لكننا عطلنا بالفعل عددا من الممارسات القانونية المعظمة عبر الزمان باسم محاربة الإرهاب بصورة أكثر فعالية, لدرجة ان السفينة جنحت بالفعل. أفليس علينا ان نلقي نظرة جديدة على مؤسساتنا وبصورة اكثر إتساعا, للتأكد من انها على قدر التحديات التي نواجهها؟ لقد قصد ان يكون الدستور صعب التعديل. عليه فإن أي إصلاح لا يحدث إلى بعد الحصول على إجماع واسع.
بالطبع لن يكون واضحا باية طريقة, أن التخلي عن نظام فترة السنوات الأربع الثابتة من مصلحة امريكا. فهناك تحديات صعبة, ذات مدى طويل, تعشش في مجالات سياسية اخرى مثل التأمين الإجتماعي والرعاية الصحية وتغير المناخ, على سبيل المثال. والإستجابة الفعالة لمثل هذه التحديات تتطلب فترة رئاسية طويلة.
ومع ذلك, فعندما ألغى الناخبون فترة حاكم كاليفورنيا, غراي ديفيز واستبدلوه بآرنولد شوارزينجر, فإن السماء لم تسقط. وربما ان السماء لن تسقط إذا كان الرؤساء يستيقظون كل صباح وليس فقط كل أربعة أعوام, وهم يعرفون أنهم عرضة للطرد بسبب الاداء الضعيف.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
منتصر ومنسحب !

زهير ماجد

الوطن عمان

مع أن الأميركي والأوروبي يتحدث ليل نهار عن الإرهاب ومحاربته وفرحه بالقضاء على أي " إرهابي " في هذا العالم كما هي صورته لديه ، فإننا لم نسمع صوتا أوروبيا أو أميركيا يهنئ جيش لبنان على إنجازه الكبير ، أجل الكبير، بعدما عجز حتى الاميركي عن التقاط انفاسه في العراق امام آلة هي اقل منه بكثير فيما تملكه من مواد قتالية ، فيما كان ارهابيو نهر البارد يملكون العتاد الذي اكملوا به حربهم حتى الرمق الاخير .
كنا نظن ان الرئيس الاميركي جورج بوش ستحط به الرحال فجأة قرب مخيم نهر البارد قبل ان تطأ اقدامه منطقة الانبار العراقية ليقول للبنانيين شكرا ، لكنه فاجأ الجميع بخطوته في العراق حين اعلن بشكل معاكس ان الانسحاب منه ممكن مع ان هذا التطور ليس عجزا او فشلا كما اضاف .
وهكذا ثبت ان للارهاب معاني متعددة عند الأميركي ، هو يعلن الانسحاب "أمامه" وهذا بحد ذاته اثبات قوي انه ليس في العراق ارهابا بل قوى مقاومة حتى وان اغتال بعض حملة السلاح اصول التعايش بين العراقيين كما اثبت بوش ان خفض عدد قواته في بلاد الرافدين بداية لاشهار حسن النوايا التي تبقى نوايا معلقة اذا لم تترجم بجدولة للانسحاب الكامل والشامل .
مع انتهاء معارك نهر البارد يتقلص حدود " القاعدة" اذا صح التعبير لكنه لاينتهي او يصغر ، ماتزال هنالك مسافة كبيرة للقضاء على هذا التنظيم الذي سلك طريق العالمية ووضع اشاراتها في اكثر من مكان في العالم ومهد لها في اكبر عملية في الحادي عشر من سبتمبر لكن القتال بن ذلك التنظيم الذي يتخبط في اكثر من مكان وبين القوات الاميركة قد يتحول الى مصاهرة مع الوقت اذا ما اكتشف قادة " القاعدة" ان الاميركي الذي يدرس جيدا حركتهم العسكرية يعرف كيفية استغلالها في لحظات يحتاجها فـ" القاعدة" التي تعتمد على افكار قادتها الميدانيين في العراق لم تستطع ان تكون سندا لأهل العراق في مقاومتهم ، ولهذا السبب سارع أهل الانبار اولا الى التصادم معهم ، وتلك من اسباب مجيء بوش الى تلك المنطقة للتهنئة بخطوات اهلها في الوقوف على الاقل الى جانب الولايات المتحدة حتى لو يعلنون وقوفهم بشكل علني كما تقتضي الحاجة الاميركية.
ومثلما ينبذ اهالي الانبار على وجه التحديد وجود " القاعدة " التي عليها ان تعيد النظر بجدول اعمالها ، فان اللبنانيين على اختلافهم اضافة الى فلسطينيي لبنان وقفوا الى جانب الجيش اللبناني واعطوه الثقة الكاملة من اجل بلوغ اهدافه التي جاءت مرة اثر سقوط هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى والمعاقين من الجيش ، فكان رد قائده العماد ميشال سليمان انه يهدي الانتصار لكل الشعب اللبناني .
لو كان غير لبنان من فعل هذا الفعل الكبير لقدر لرجل مثل ميشال سليمان ان يتحول الى قائد عالمي ومرجع يتقاطر الى " داره " من هم بحاجة لنقل التجربة اللبنانية في التصدي للارهاب والاستفادة من عساكر وضباط خاضوا حربا صعبة بسلاح غير متوفر وبذخيرة ناقصة .. وهذا إن دل على شئ فانه احد ابرز مواقع المرحلة التي انتجت انتصارا تاما وكاملا في وقت يتخبط فيه كثيرون سواء في افغانستان او في العراق في جحيم لن ينتهي .
ينتصر الجيش اللبناني البسيط في مخيم معقد ، وينسحب جيش جرار من اماكن في العراق .. الفرق بين الاثنين ان الاول قاتل عن السيادة ، والثاني يريد انتزاع سيادة ليست ملكا له ، وهنا الفرق والافتراق .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
بوش في الأنبار .. وعينه علي واشنطن
خليل العناني
الوطن عمان


فجأة وبدون مقدمات حل الرئيس الأميركي جورج بوش ضيفاً على مدينة "الأنبار" العراقية، وذلك في زيارة لم تخطر على بال أحد سواء في الداخل الأميركي ، أو في العراق ، ولربما تفاجأ بها كثير من الساسة في العرق وخارجه.
الزيارة الثالثة لبوش الى العراق لم تخل بالطبع من دلالات سياسية كثيرة ، وهي قطعاً زيارة رمزية تحمل مضامين كثيرة ليس أقلها أنها محاولة من الرئيس بوش لتوجيه رسالة سياسية واضحة ترد على منتقديه في واشنطن ، بشأن خططه للبقاء في العراق واستراتيجيته الأمنية التي تسعى لاستئصال المناوئين للوجود الأميركي في العراق .
وقد تم اختيار محافظة الأنبار دون العاصمة العراقية بغداد أو أية محافظة أخرى، لإثبات نجاح استراتيجية زيادة القوات للعراق التي أعلنها بوش أوائل العام الجاري ولاقت اعتراضات كثيرة ، حيث يوجد في الأنبار ما يقرب من ثلاثين ألف جندي أميركي من القوات الإضافية التي وصلت العراق خلال الأشهر القليلة الماضية.
ولذا فبينما كانت قدما بوش تغرس في صحراء الأنبار، كانت عيناه مصوبة إلي واشنطن، فهو يدرك جيداً مدي خطورة الأوضاع الأمنية في العراق، رغم ما يقال عن انخفاض عدد العمليات اليومية هناك، ولكنه غامر بزيارته من أجل توفير الدليل القاطع على نجاعة استراتيجيته في العراق .
كما أن اختيار محافظة الأنبار لا يحمل فحسب دلالات سياسية للموجودين في واشنطن، إنما أيضا للموجودين داخل العراق ، فالأنبار كانت تمثل حتى وقت قريب أحد معاقل تنظيم القاعدة ، وتحصن بها أبو مصعب الزرقاوي زعيم التنظيم الذي اغتيل في يونيو 2006 وكأنما أراد بوش أن يوجه الشكر والتحية لزعماء القبائل والعشائر السنية هناك حول دورها المهم في "تنظيف" الأنبار من تنظيم القاعدة وهو ما يؤكد أنباء كثيرة روجت في الماضي حول دعم القوات الأميركية لعشائر الأنبار بالمال والعتاد من أجل مواجهة القاعدة وغيرها من تنظيمات المقاومة العراقية المسلحة التي تعمل ضد الوجود الأميركي في العراق.
بيد أن هدف الزيارة لم يكتمل ، ففي حين حاول بوش توصيل رسالته بأن قدراً كبيراً من الهدوء والأمان قد تحقق بفضل استراتيجيته الجديدة في العراق، إلا أن أجواء الزيارة التي أحيطت بسرية تامة وتعمد البيت الأبيض التكتم على توقف بوش وكبار قيادات الولايات المتحدة في العراق ، حيث لم يعلن البيت الأبيض عن الزيارة المفاجئة إلا بعد إتمامها ، كل ذلك يضرب أهداف الزيارة في مقتل . فقد بدا الرئيس بوش كما لو كان موجوداً في صحراء نيفادا وليس صحراء الأنبار نظراً لشدة الإجراءات الأمنية .
قطعاً هي مغامرة محسوبة أن يقوم بوش بزيارة العراق في هذا التوقيت بالذات، فمن جهة أولى يسعى بوش لإسكات الديمقراطيين واستباق أي هجوم متوقع من قياداتهم خلال الأسابيع القليلة المقبلة كما أنها من جهة ثانية محاولة لتقييم الأوضاع على الأرض ، وذلك قبل صدور التقرير المصيري عن الأوضاع في العراق الذي من المفترض أن يقدمه كل من السفير الأميركي في العراق رايان كروكر، وقائد القوات الأميركية هناك الجنرال ديفيد بتراوس بعد أسبوعين من الآن وفي هذا الصدد يسعي بوش لتجهيز موقفه استعداداً للرد على أية انتقادات قد توجه للتقرير .
ومن جهة ثالثة، يحاول بوش رفع معنويات جنوده في العراق خصوصاً بعد اكتمال الانسحاب البريطاني من مدينة البصرة وتسليم مهامها الأمنية للقوات العراقية .
بيد أن الزيارة لا تقلل بحال مما ينتظر الرئيس بوش في واشنطن، فها هو الكونغرس الأميركي يعود للانعقاد بعد انتهاء إجازته الصيفية ومن المتوقع أن تبدأ درجة حرارة الملف العراقي في الارتفاع، وقد استبق بعض قادة الحزب الديمقراطي ذلك بالتشديد علي ضرورة وضع حد لمماطلة البيت الأبيض فيما يخص مسألة الانسحاب الأميركي من العراق .
في حين ينظر كثير من الديمقراطيين بعين الريبة والشك لقدرة رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي على الإمساك بزمام الأمور في العراق ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية قد تمهد الطريق للاستقرار والهدوء في العراق.
لذا فإن سيناريو المعركة المقبلة في واشنطن سوف يرتكز على نقطتين أساسيتين، أولاهما نتائج التقرير الذي سوف يقدمه كل من بترايوس وكروكر، وهو سيكون فرصة على أية حال لزيادة ضغط الديمقراطيين على البيت الأبيض ، حتى لو لم يقدم انتقادات لاستراتيجية بوش ، فالديمقراطيون متأهبون للانقضاض على التقرير، أو استغلاله في معركتهم مع الإدارة الأميركية.
وثانيتهما، ضرورة البحث عن بديل حقيقي للمالكي، وهو الذي يتعرض لانتقادات من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء أو على الأقل وضع خطة سياسية تستطيع أن تسير بالتوازي مع النهج الأمني الذي يتم تطبيقه في العراق، وهذا أقل القليل الذي يرضي طموح الديمقراطيين .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
بؤرة العراق

د. احمد مصطفى

الوطن عمان
احتل العراق بؤرة الاهتمام الاعلامي في الايام الاخيرة، ليس بسبب استمرار تصاعد المعاناة الدموية لشعبه ولا بسبب تواصل تدهور اوضاعه منذ احتلاله لكن لان الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا في مأزق فالإعلام البريطاني أسهب في تغطية انسحاب القوات البريطانية من مقر قيادتها في البصرة ، تمهيدا لانسحابها من المدينة ذلك لان الاعلام البريطاني كان ضد الحرب لغزو واحتلال العراق ، وانحاز في اغلبه ـ باستثناء وسائل الاعلام المملوكة لروبرت ميردوخ والمقربة منه ـ لقطاع كبير من الشعب البريطاني عارض الحرب التي دخلها رئيس الوزراء المتنحي توني بلير مؤازرة للولايات المتحدة وبالتالي لم يعلق على الانسحاب من البصرة باعتباره خطوة عسكرية في إطار خطة لتسليم مهامها لقوات امن عراقية دربتها ، وانما اعتبر الانسحاب فشلا عسكريا امام استمرار تدهور الاوضاع الامنية في العراق واسهبت الصحف ووسائل الاعلام الاخرى في التحليل، مشيرة الى انتقادات من القادة العسكريين البريطانيين للاميركيين وعملهم العسكري في العراق .
ربما يتفهم الاميركيون الموقف العسكري البريطاني في العراق باعتباره يأتي في سياق حرص رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ، الذي خلف توني بلير، على إبعاد نفسه عن كارثة العراق في محاولة لضمان فوزه حزبه ، حزب العمال ، في انتخابات عامة رابعة في غضون عامين لكن يصعب على الاميركيين التعامل بموضوعية مع الانتقادات العسكرية البريطانية لادائهم في العراق. ويضيف ذلك للأزمة التي يواجهها الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش مع تزايد الانتقادات في الداخل، خاصة من الكونغرس، لسياساته في العراق وهي انتقادات تعنيه، كما تعني الأزمة رئيس وزراء بريطانيا بسبب الداخل البريطاني ، أكثر مما تعنيه أي ملاحظات لحاكم عربي ولو كانت من باب النصح .
لذا قام الرئيس الأميركي بزيارة مفاجئة للعراق في طريقه الى سيدني لحضور قمة اسيا والمحيط الهادئ وكما فعل في آخر زيارة قبل عام ، لم يعرف بزيارته إلا من معه ، وفي مقدمتهم وزيرة خارجيته ووزير دفاعه ، وكبار قادته في العراق وكالمرة السابقة، جيء بالقادة العراقيين الى قاعدة عسكرية اميركية للقاء الرئيس الاميركي وفي خطوة رمزية لا تخفى دلالتها، اختار من يشيرون على الرئيس الاميركي قاعدة في محافظة الانبار وتشهد المحافظة، التي يغلب على سكانها مسلمون من السنة ، في الآونة الاخيرة عمليات مكثفة للقوات الاميركية للحد من العنف الذي يسودها وكأنما يرسل الرئيس الاميركي رسالة للداخل الاميركي يود ان تحمل مؤشرا على نجاح استراتيجية العسكرية بالحد من العنف في اكثر جنبات العراق اشتعالا وربما يمكن استخدام ذلك لتبرير البدء في خفض القوات الاميركية في العراق باعتبار ان انجازا تم بخفض توتر الانبار ، حتى ان الرئيس ـ وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة ـ زارها .
تلك الحمى من النشاط الدبلوماسي ـ وغير الدبلوماسي ـ لا علاقة لها اذا بمستقبل العراق واوضاع شعبها، لكن تركيز البؤرة خصوصا اعلاميا، حول الاهتمام بعيدا عن افغانستان وفلسطين وحتى ايران بدرجة ما وان كان هناك من يرى ان جزءا من مشكلة اميركا في العراق له صلة بأزمة ايران، فان ايران لم تكن ظاهرة في بؤرة التحركات حول العراق وانما اختار بوش ان تبدو سياساته في العراق غير فاشلة، بالتركيز على ما يعتقد انها كتلة نجاح حرجة وكان مخضرمون نصحوا الادارة الاميركية قبل فترة بوضع اهداف محدودة ومركزة تعيد للعسكرية الاميركية هيبتها المفقودة وتبرر اي تفكير في خفض القوات لكن هؤلاء المخضرمين لم يعنوا مجرد حملات دعابة وعلاقات عامة وانما استراتيجية خروج مشرف للقوات الاميركية بعد جعلها تحقق انجازا ما، لكن المحيطين بالرئيس ما زالوا يعملون بالطريقة نفسها التي أغرقت الجميع في ذلك الأمر ولا يتصور أن يستمر العراق في البؤرة كثيرا، بمجرد ابتعاد الشخصيات التي يتعقبها الاعلام باعتبارها نجوما ، ومن ثم لا حلول هناك ولا خطط لاعادة العراق بلدا ـ ثم ان استراتيجية "غطيني في تلك المسألة" قد تجدي مع ايران بجعلها تستجيب بطريقة مختلفة تماما المهم ان العراق الحقيقي ليس في البؤرة.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
زيارة الرجل المأزوم !
نواف ابو الهيجاء

الوطن عمان


الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الاميركي للعراق ، بصحبة اركان ادارته الحربيين ، ومنهم وزيرة خارجيته ، كانت الرد الأولي على خطوات الشريك البريطاني القاضية بالانسحاب من البصرة اولا ، ومن الحملة على العراق ثانيا. اراد الرئيس الاميركي ان يبعث بعدد من الرسائل ، اولها : النجاح المزعوم في (الانبار) ، حيث حطت الطائرة في أحد المطارات العسكرية لقوات الاحتلال في المنطقة وثاني الرسائل ان هناك إمكانية لخفض عدد القوات الاميركية في حال (تحسن الوضع الأمني ) ، أما الثالثة فهي أنه مرغم على استباق تقرير القادة العسكريين والسياسيين الاميركيين المنتظر ، تطويقا لما قد يحدث لاحقا في الكونغرس الاميركي في دورته الجديدة ومناقشته الوضع في العراق وهناك رسالة صغيرة لم يعرها العراقيون ادنى اهتمام وهي ان الانبار ( الساخنة دائما ) اصبحت هادئة جدا ، وعليه فبإمكان القوات المحتلة التخفيف من وجودها في الانبار وارسال قوات تسد الفراغ الذي يحدثه الانسحاب البريطاني .
مالم يرد ان يقوله او يعلنه الرئيس الاميركي وطاقم ادارته هو ان ( الابتعاد ) بين الشريكين الاميركي والبريطاني قد اصبح واقعا ملموسا ، وان العبء اليوم صار حكرا على كاهل القوات الاميركية ، ولذلك ، ولايجاد البديل في حال اشتداد احتدام الوضع الامني في الجنوب عموما وفي البصرة خصوصا ، فان زيارته الثانية بعد العراق كانت الى استراليا هل تحل استراليا محل بريطانيا في الشراكة مع القوات الاميركية ـ وتزيح عنها اعباء الجنوب والبصرة ؟ ام ان استراليا لن تكون البديل العملي عن بريطانيا ؟
لاشك ان براون يختلف تماما عن بلير ، لذلك سارع الى خطوة (عسكرية) تبقي دور الشريك الاكبر في احتلال العراق خاليا تماما ولا تستطيع ادارة الحكومة الاسترالية ان تكون اميركية اكثر من الاميركيين ، وعليه لابد من أن تأخذ استراليا في الاعتبار المعارضة الاميركية الداخلية لبقاء القوات المحتلة في العراق ، اضافة الى عدم القدرة على مجابهة المعارضة الشعبية الداخلية في استراليا ، ولذلك لن تستطيع استراليا تعويض خسارة الرئيس الاميركي للموقف البريطاني ، لا من الزاوية السياسية ولا من الزاوية العسكرية .
الرئيس الاميركي في المحشر اذا والقادم من الزمن سيؤكد بالملموس ان الدفع في اتجاه جدولة واضحة لانسحاب قوات الاحتلال من العراق يزداد ليفرض نفسه ، ليس لاسباب ذاتية اميركية حسب بل لأن الوضع في العراق واشتداد بأس قدرات المقاومة العراقية ستفرضان الموقف الطبيعي على الادارة الاميركية. الرئيس الاميركي وادارته في ازمة محتدمة واحتلال العراق كلف الادارة المحافظة العديد من الرؤوس الكبيرة من رامسفيلد الى غونزاليس كما ان الشريك البريطاني لم يعد كذلك في ضوء رئاسة الوزارة البريطانية الجديدة ، براون وللعلم فإن ساركوزي منسجم في الموقف من الحرب في العراق مع موقف سلفه شيراك ، بصرف النظر عن الاقتراب الفرنسي أكثر إلى سياسة الرئيس بوش في مواضيع وقضايا أخرى ، غير مسألة احتلال العراق .
أزمة الرجل المأزوم ستحتدم أكثر مع اقتراب استحقاقات (شرق اوسطية) ، حتى أن المؤتمر الدولي الذي دعا إليه الرئيس الأميركي حول القضية الفلسطينية لن يكون طوق النجاة من الغرق ، نشير هنا إلى اقتراب موعد المعركة الرئاسية الأميركية.
لا شئ ينقذ سفينة الرئيس الاميركي من الغرق الا الاقرار بأن غزو العراق كان خطأ كبيرا جر على اميركا والمنطقة والعالم ويلات كبيرة ، وأن الايسر يكمن في اعلان جدولة زمنية للانسحاب من العراق ، ومنح (العرب) دورهم في الشأن العراقي الذي هو شأنهم اكثر من أي جهة اخرى في العالم عليه فإن دعوة الامانة العامة للجامعة الى بحث عربي للوضع في العراق ، قد تكون متأخرة ، لكنها في الصميم وتتسم ببعد نظر كبير ، اذا ما تم الحوار مع قوى إقليمية لها ادوار مهمة في العراق ، مثل إيران.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
العراق .. سلاسل من حرير
د. محسن خضر
الوطن عمان


إحصائية صغيرة منشورة في عشرات الصحف ، قد يمر عليها القارئ مرور الكرام ، ولكنها إحصائية ذات مدلول كاشف يدين عصرنا ، ويفضح حقيقة القوة فيه ذكرت لجنة حقوق الإنسان فيما يسمي مجلس النواب العراقي أن عدد المعتقلين بلغ 56 ألفاً ، غالبيتهم من العرب السنة ومنهم 17 ألف معتقل من أنصار مقتدى الصدر .. العدد المرعب من المعتقلين في العراق موزع على سجون القوات الأميركية العراقية ، منهم 24 ألفا في سجون القوات الأميركية ، 23 ألفا في سجون القوات العراقية ولا نعرف أين ذهب التسعة آلاف المتبقين من إجمالي المعتقلين في السجون العراقية .
المنطق البسيط يقول : إن أغلب هؤلاء المعتقلين من أفراد المقاومة وتشكيلاتها أما الباقون فمن المجرمين الذين اتهموا بجرائم مثل القتل والخطف والسرقة وغيرها .. البشرى أن هناك 25 لجنة قد شكلت لمتابعة ملف المعتقلين هل نقرأ المزيد من التفاصيل حول هذه المهزلة ؟.
اللجنة المشتركة من الجانب الأميركي والعراقي صنفت المعتقلين إلى أربعة أقسام : معتقلون برأتهم المحكمة ومازالوا قابعين في المعتقل , وكبار السن والمعوقون , والذين هم قيد التحقيق ولم يحالوا إلي القضاء , والمدانون بجرم وفقا للشهود هناك خبر ملطف : سيطلق سراح خمسين معتقلا يوميا خلال شهر رمضان .. لو أضفنا هؤلاء الستة والخمسين ألفا من المعتقلين العراقيين إلى 11 ألفا من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية فسوف تكتمل أبعاد المشهد وهو أن الشعبين العراقي والفلسطيني معتقلين بشكل أو بآخر بفضل القوة العمياء الأميركية والإسرائيلية ، دون أن نبخس حق قوات الأمن العراقية التي تحظى بنصيب لا بأس به من العراقيين المعتقلين علي أيديها ..
هل يلخص المشهد حقيقة المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي في المنطقة وهو سجن المقاومين العرب ووضعهم داخل صندوق لا فرق أن يسمى سجن أبي غريب أو كوبر أو عوفر أو النقب
ويتبدي الإنجاز الأميركي الكبير في مشروعها لتسويق الديمقراطية في المنطقة فيما يترتب عليه الغزو الأميركي لتحقيق السعي الأميركي بـ "تحرير العرب من طغاتهم " نسينا أن نضيف إلي الإحصائية مليون عراقي قتيل لم ينعموا بثمرة مشروع التحرير الأميركي للعرب ، وهؤلاء الذين سقطوا بنيران أميركية أو نيران صديقة طائفية من قبل ميليشيات وعسكر حكام المنطقة الخضراء من حكام العراق وسادتها الجدد ، بالإضافة إلي تهحير 4.5 مليون عراقي في واحدة من أكبر حملات التهجير في تاريخ العالم في نصف القرن الأخير هذه هي حقيقة سلام عصرنا ، أو الباكس أميركان Pax Americain وهو سلام يبدع في اعتقال الشعوب العربية والإسلامية إما داخل المعتقلات أو خارجها في الوطن المحتل .
خاضت إسرائيل حربا من أجل جنديين ضد لبنان الشقيق ، وقطعت أوصال غزة من أجل الجندي شاليط ، أما نحن فقدمنا أكثر من خمسة ملايين متضرر في قطر واحد وهو العراق. منذ قرابة الستين عاما كتب الروائي البريطاني في جورج أورويل Georeg Orwell صاحب روايات الأخ الكبير The Big Brother ومزرعة الحيوانات The Animal Farm محذرا قائلا : إذا لم نكن قادرين علي مواجهة الحقيقة.
إذا أطلت مسيرة التاريخ جامدة غير قابلة للتعديل.
إذا استؤصلت من العالم مبادئ الرغبة والحب والإخلاص والثقة .
إذا نسي الإنسان شوقه إلي الحرية .
إذا لم تعد للحياة الإنسانية قدسية .
إذا بقيت حاله الحرب إلي الأبد باعتبارها ضرورة لازمة أليس بقيه العرب محظوظين لأنهم لا يعيشون في العراق أو فلسطين وبالتالي يعيشون مطلقي السراح ولا يصطلون بألم وحرقة التعذيب في المعتقلات الأميركية أو المعتقلات العراقية ولا يعثر عليهم كل صباح وقد اخترقتهم رصاصة في الرأس بعد حفلة تعذيب قبل أن تطلق عليهم رصاصة الرحمة قرنان مضيا منذ أن أطلقت الثورة الفرنسية شعار الحرية والإخاء والمساواة ومع ذلك يصلي كل فلسطيني منذ نصف قرن ويصلي كل عراقي منذ اربعة أعوام من أجل التمتع بهذه الحرية المزعومة .
وخمسون عاما أخرى أو أزيد مضت منذ أن أطلقت الأمم المتحدة شعارها البراق عند تأسيسها سنة 1945 وهو لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر فإن من عقول البشر أيضا ينبغي أن ترتفع معاقل السلام ولا نعرف لماذا لا تستوعب عقول عصابة المحافظين الجدد في الإدارة الأميركية إلا الحروب ولا تتسع إلي أفكار عن سلام الآخرين وسلام الشعوب بدأنا القرن العشرين ونحن نناضل من أجل تحرير أوطاننا وها نحن نبدأ القرن التالي ونحن ندعو إلي تحرير الفرد وإطلاق سراحه فكم اختر لنا نسيج الأماني .
الاعتقال والتعذيب صنوان كما بينت الحالة العراقية والحالة الفلسطينية وفيها يتم تجريد المعتقل من صفة الإنسان وإلغاء آدميته وهو ما يعني أن يصبح ألعوبة في يد جلاديه وممارسة كافه صفوف الأذى والعنف والتحقير ضده وعندما تسقط عن المعتقل إنسانيته يتحول الضحية الي مجرد كيان شرير أو مادة شر يجب إخضاعها وتطويعها وبالتالي يتم تدميره وتصفيته بلا رادع وعبر تحقيره وإذلاله ونزع صفته الإنسانية وحرق جسده الذي يتحول إلي ملكية خاصة بحارسه أو جلاده مما يزلزل بنيانه النفسي حتي بعد إطلاق سراحه.
ما تبقى من العراقيين إما معتقل أو مشروع للاعتقال في المستقبل إن تجاوز مصير التصفية نهائيا .
ويقدم المعتقلون العرب في المعتقلات العراقية والفلسطينية أكبر دليل علي نوع مشروع القرن وهمجية القوة والإفلاس الروحي والقيمي الذي يتذرع بتحرير الأوطان ودمقرطة مجتمعاتهم إقصاء طعناتهم وهو إن يفعل ذلك فإن الثمن يكون فادحا حيث لا وطن يبقي ولا إنسانية ولا معيارا أخلاقيا ولا يترك وراءه إلا صلف القوة وغرور الهيمنة واختزال العالم إلي نحن وإلغاء الآخر تماما.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
العراق.. واقع وفرص
طارق الحميد
الشرق الاوسط بريطانيا


هناك واقع في العراق، وحوله، لا يمكن تجاهله خصوصا مع انسحاب القوات البريطانية من البصرة، وخطورة أن يندلع قتال هناك بين ميليشيات شيعية ـ شيعية متناحرة، وتحديدا بين أنصار الصدر، وأنصار عبد العزيز الحكيم.

كما أن هناك واقعا آخر وهو تسليم القوات المتعددة الجنسيات الملف الأمني في ديالى إلى القوات الأمنية العراقية.

ومهم أن نتذكر أن كلا من السعودية والإمارات قد أوفدتا بعثة دبلوماسية للبحث عن مقر لسفارتيهما في بغداد، وهذا يعني حراكا عربيا بات يقدر بشكل كبير خطورة الوضع في العراق.

أمر آخر لا يمكن تجاهله في الجوار العراقي وهو فوز السياسي المتمرس هاشمي رفسنجاني برئاسة مجلس الخبراء الإيراني، ذي الأهمية البالغة داخل المشهد الإيراني.

وقبل يومين كنت على الهاتف مع إحدى القيادات العراقية التي أثق بها، سألته عن أحواله في العراق، خصوصا وقد أزعجني صوته، فقال «يمرضني حال العراق... إيران تعبث ببلادي بشكل غير معقول»!

وعليه، السيد هاشمي رفسنجاني، وإذا لم تتعرض إيران إلى ضربة عسكرية من الخارج، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في طهران، قد لا ينزل أحمدي نجادي من الشجرة كما يقال، بل قد يقذف به من فوقها.

السيد رفسنجاني ليس «بهاشمي جيفرسون» حتى يتمنى رؤية عراق حر، مستقل، بعيدا عن التأثير الإيراني، لكنه سياسي متمرس وعاقل، أظهر فيما سبق أنه قادر على تقدير الأمور. وبالتأكيد إنه أفضل في العمليات الحسابية من أحمدي نجاد، ومن خلفه. ولا يمكن تجاهل فوزه في الانتخابات مع الانقلاب في الحرس الثوري والذي قد يبدو أنه كان حركة سريعة خاطفة لحماية الصف الأخير الحساس في لوحة الشطرنج.

إضافة إلى كل ما سلف هناك زيارة الرئيس الأميركي للأنبار، ولقاؤه مع شيوخ عشائر سنية، وهذا تحول مهم، لو أحسنت القيادات السنية التعامل معه. ومع أن تحفظات السيد نوري المالكي حول تسليح السنة في العراق على اعتبار أنها قد تشكل خطرا يصل إلى الصراع المسلح بين السنة والشيعة، صحيحة، إلا أن تسليح تلك العشائر لمواجهة «القاعدة» قد يكون فرصة لإعادة توحيد الصف العراقي لو أحسن رئيس الوزراء العراقي استغلالها، وتجنب إقصاء بعض العراقيين، وأمر وفرض نظاما لحل الميليشيات الشيعية وبالتالي السنية، لتكون السلطة للدولة العراقية، لا للميليشيات.

هذه وقائع تحققت في بحر اليومين الماضيين، كلها يمكن اعتبارها مؤشرات على أمل أن ينتشل العراق من الوحل الذي وقع فيه، ولتحقيق ذلك تتطلب هذه المرحلة جهدا عربيا ينطلق من واقع ادراك خطورة عراق اليوم على مستقبل المنطقة.

كما أنه من المهم تجنيب العراق من أن يصبح كرة يتقاذفها الديموقراطيون والجمهوريون، العارفون منهم بأمور المنطقة أو الجهلة منهم، وهذا لا يـأتي إلا بجهد عراقي ذاتي يغلب المصالح الوطنية، وهذا لن يتحقق بدون تحرك عربي مع جميع الأطراف العراقية.

تحرك لا يهمل العشائر، أو الميليشيات، ولا يتجاهل المعركة القادمة حول مصير كركوك، وهي معركة بشعة لو اندلعت.

ما أريد قوله هو أن هناك بصيصا من أمل، فهل هناك ساسة على قدر هذه المسؤولية؟ هنا السؤال!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
شكراً سيادة الرئيس.. على تذكيرنا بفيتنام
يوجين روبنسون
واشنطن بوست

الأمر المثير للاهتمام في محاولات الرئيس جورج بوش إبعاد الكونغرس من التدخل في حربه المأساوية والحمقاء، اشارته الى حرب فيتنام، ليس من باب التحذير واستخلاص الدروس من عواقب الغرور والغطرسة، وإنما كمبرر وسبب للاستمرار في العراق.

قل ما شئت عن بوش، لكنه بالتأكيد صاحب مفاجآت مستمرة – لا أتحدث هنا عن زيارته غير المعلنة يوم أمس الأول الى محافظة الأنبار. إذا أخذنا في الاعتبار اقتراب موعد صدور تقرير الجنرال ديفيد بتراوس والسفير ريان كروكر الأسبوع المقبل حول الوضع في العراق وفشل الحكومة العراقية في إحراز أي تقدم بشأن المصالحة السياسية، فليس من المفاجئ أن يقرر بوش الظهور في صور خلال جولته في جزء من العراق يمكن ان يزعم تحقيق بعض النجاح فيه.

ولكن، هل وصل به الأمر الى السعي لكسب التأييد من خلال تذكير الأميركيين بفيتنام؟ ربما كان شعوري أفضل إذا جاء إيراد بوش لفيتنام في سياق إشارة استهلالية لحديثه من باب السخرية، إلا أن لدي شعورا عميقا بأن بوش يعتقد في الصورة التاريخية الخاطئة التي يحاول الترويج لها، وأخشى أيضا أن يكون بصدد مهمة لإعادة كتابة الماضي.

قال بوش الشهر الماضي خلال حديثه أمام رابطة العسكريين الأميركيين السابقين الذين شاركوا في حروب خارجية، إن «من ضمن التركة التي خلفتها حرب فيتنام أن ثمن انسحاب الولايات المتحدة دفعه ملايين المواطنين الأبرياء الذين أضافت آلامهم ومعاناتهم مفردات وعبارات جديدة مثل «لاجئي القوارب» و«معسكرات إعادة التأهيل» التي أقامتها الحكومة الفيتنامية عقب انسحاب الولايات المتحدة و«حقول الموت».

أضاف بوش أيضا: «يمكن أن يقول البعض إن انسحابنا من فيتنام لم ينعكس سلبا على مصداقية الولايات المتحدة، إلا أن الإرهابيين سينظرون الى هذا الأمر بصورة مختلفة».

وحتى لا يعتقد أي شخص أن ذلك مجرد حديث عشوائي عابر، كتب قيصر البيت الأبيض، السياسي كارل روف، الذي أعلن نيته ترك موقعه الشهر الماضي، مقالا في «ناشونال ريفيو» المحافظة الأسبوع الماضي: إذا جاءت المحصلة النهائية (في العراق) مشابهة لما حدث في فيتنام بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن حلفائنا وسادت الفوضى وأعمال العنف في المنطقة، فإن حكم التاريخ سيكون قاسيا. التاريخ سيعتبر الرئيس بوش على صواب، ومعارضي سياسته على خطأ».

يا للمفارقة!!

للتاريخ، القصف الأميركي لكمبوديا أدى الى زعزعة استقرارها وعزز من موقف الخمير الحمر، الذين استولوا في نهاية الأمر على السلطة وقضوا على «ملايين» الناس في «حقول الموت». نظام الخمير الحمر أطيح في النهاية بواسطة الشيوعيين الذين استولوا على السلطة في فيتنام عقب الانسحاب الأميركي. ريتشارد نيكسون هو الذي فاوض وبدأ الانسحاب الأميركي. أما جيرالد فورد، فقد كان رئيسا للولايات المتحدة عندما سقطت سايغون، وكلاهما جمهوري، حسبما أتذكر.

جورج ماكغفيرن، الذي لم يصبح رئيسا، كان على صواب.

بوش وروف وديك تشيني، وبقية مهندسي حرب العراق، لم يحاربوا في فيتنام. وليس ذلك فحسب، بل انهم ذهبوا الى النأي بأنفسهم عن المغامرة العسكرية التي يصفونها الآن بأنها نبيلة وضرورية على حد سواء. إلا أن اهتمامي الآن بتشويههم للتاريخ أكثر من اهتمامي بنفاقهم.

القول بأن الولايات المتحدة ما كان ينبغي أن تسحب قواتها من فيتنام، يعني أنه كان بوسع تلك القوات فعل شيء هناك بخلاف استخدام قنابل النابالم والقصف الشامل وتدمير القرى. لم يحدد بوش والآخرون ما كان يجب فعله هناك لأنهم ببساطة لا يعرفون. فهم لا يرون شيئا سوى سراب تاريخي.

يبدو أن بوش يريد العودة الى عصر ذهبي ترمي فيه الولايات المتحدة بثقلها متى ما رغبت وأينما أرادت وكيفما شاءت. إلا أن المشكلة تكمن في أن هذا العصر الذهبي لا وجود له في الواقع. فقوة الولايات المتحدة لها حدودها، كما أن هناك دائما حروبا لا يمكن الانتصار فيها.

يبدو أيضا أن بوش ومساعديه نسوا أن دوايت آيزنهاور ـ وهو رجل أكثر خبرة في إدارة الحرب، مقارنة بمن يسيطرون على البيت الأبيض الآن ـ أدرك أن الورطة والجمود هما أقصى ما يمكن أن يحققه في كوريا.

هل يريدنا بوش أن نتذكر فيتنام؟

لا بأس، فلنتذكر إذن مشاهد مثل أسير الفيتكونغ الذي أعدم برصاصة في رأسه، ومنظر الطفلة التي كانت تركض عارية وهي تصرخ إثر هجوم بقنابل النابالم. لنتذكر أيضا ضآلة ما نعرفه فعلا حول المجتمع الفيتنامي، كما يجب أن نتذكر ثبوت خطأ نظرية تأثير الدومينو، ويجب ألا ننسى أيضا مدى الأضرار التي ألحقتها تلك الحرب بقواتنا المسلحة وبالبلاد والزمن الذي استغرقته عملية معالجة هذه الآثار.

شكرا سيادة الرئيس على تذكيرنا بفيتنام. فعندما تتحدث عن «الانتصار» في العراق ويشير تقرير بتراوس الى ضوء في نهاية النفق، فإننا سنتذكر فيتنام.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
المؤامرة... "الصدريون" نموذجاً
احمد اميري
الاتحاد الامارات
حين كان شيعة العراق يبكون نحو 52 رجلاً منهم راحوا ضحية الاشتباكات التي شهدتها مدينة كربلاء، غداة الاحتفال بمولد الإمام المهدي، بين "جيش المهدي" والقوات العراقية، الشيعية بطبيعة الحال، خصوصاً أنها في كربلاء، كانت فضائية "الفرات" التابعة لآل الحكيم، و"الأنوار" التابعة لآل الشيرازي، و"الكوثر" التابعة لآل الخميني، تدين الفاعلين، لكن من دون الإشارة إلى مرجعيتهم... كأنّ شخصاً اسمه مقتدى لم يُولد، وكأنّ جيشه لم يكن أبداً.



ورغم أن مقتدى نفسه، وعلى إثر ذلك، جمّد أنشطة جيشه ستة أشهر، وهو تجميد يصرخ، لمن أراد أن يسمع، بأن هذا الجيش بالذات هو الذي عربد في كربلاء، إلا أن صدام أُخرج من قبره للمرة الألف، وأُخرج ابن لادن من كهفه أيضاً، والدليل أن المشاهدين كانوا يحيُّون من خلال "مسجات" أسفل الشاشة "سماحة السيد مقتدى الصدر"، ويلعنون الصداميين والتكفيريين، وهي إشارة معروفة المعنى، كيف لا ونوري المالكي نفسه ضلّلهم حين اتهم "عصابات إجرامية خارجة عن القانون ومن بقايا النظام الصدامي استهدفت زوّار كربلاء المقدسة".



لكن لحسن حظ سُنة العراق أن سلاح الاقتتال الشيعي-الشيعي وُجد هذه المرة وعليه بصمات شيعية، فتحدث التيار الصدري عن مؤامرة تحيكها جماعة الحكيم، والحكيم عند الصدر يعني السيستاني أيضاً، وممثل الأخير لمّح إلى دور جماعة الصدر لكنه لم يصرّح، إلا أن المالكي، الغارق حتى أذنيه في نظرية المؤامرة على الشيعة، أو لعلّه يلعب بالكرة الطائفية لإحراز أهداف سياسية، رحّب بمبادرة الصدر وفي الوقت ذاته أقحم "مؤسساتٍ سعوديةً متشددةً تصدر فتاوى تكفّر فيها الشيعة وتدعو لتدمير مرقدي الحسين والعباس"... ولا أحد ينكر التشدد السلفي، لكن ما دخل هذا بما حدث في كربلاء في ذلك اليوم تحديداً؟



لا علاقة إلا كعلاقة الصهيونية باختفاء موسى الصدر في ليبيا، واستبعاد أي دور للخمينيين رغم أن موسى الصدر كان حجر عثرة في طريقهم نحو تجيير شيعة لبنان لصالحهم، خصوصاً أن علاقة الصدر بالشاه كانت وثيقة، لكن قيادات الشيعة مرتاحة وهي نائمة على وسادة نظرية المؤامرة إلا بعض اليقظين كرئيس التيار الشيعي الحر الذي قال بلا مواربة بمناسبة مرور 29 سنة على اختفاء الصدر: "لماذا لم يناد قادة الشيعة السياسيون والروحيون بمحكمة دولية تلاحق المجرم؟.. أُخفي الإمام لأنه أراد صناعة وطن وقيام دولة، وقضيته مطروحة اليوم في البازار الليبي- الإيراني؟". المفارقة أن خمينيي لبنان، أي "حزب الله"، دانوا "الصمت المريب إزاء استمرار جريمة تغييب الصدر والتقصير الفاضح في ملاحقة المتورطين".



يلوم قادة الشيعة نظراءهم من السنة لجهة عدم وضوح موقفهم من إرهابيي "القاعدة"، لكنهم ينهون عن خُلقٍ ويأتون مثله؛ فلا هم يشيرون بأصابعهم نحو مقتدى وجيشه ليدينوا دورهم في تصفية وتهجير سُنة العراق، ولا هم َصدقوا مع جمهورهم في قضية الاقتتال الداخلي، خصوصاً جمهورهم البعيد عن مناطق الأحداث، وهذا ما يجعل ابن لادن حاضراً مع كل قنبلة تدمّر مرقداً شيعياً، وصدام حاضراً خلف كل كلاشينكوف يخترق رصاصه صدور الشيعة، كأنّ العلاقات الشيعية- الشيعية سمن على عسل رغم أنها علاقات نزفت كثيراً، وبشكل فظيع أحياناً... لكن دائماً هناك يزيد بن معاوية!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
زيارة مريبة
افتتاحية
البيان الامارات
الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس بوش للعراق، حملت في طياتها دلالات، تدعو إلى التوجس. توقيتها ورمزيتها وما صدر عنها ورافقها من إشارات؛ كله يحمل على الاعتقاد بأن الوضع العراقي ربما يكون قد دخل، أو هو على عتبة الدخول، في انعطافة جديدة مختلفة ومفتوحة على المجهول. وليس من المجازفة القول، في ضوء تعقيدات وتفخيخات المشهد العراقي المعروف، بأنه مجهول يحمل على الخشية والتخوف.


طبعاً ليست هذه المرة الأولى التي يفاجئ فيها الرئيس بوش العالم ويحط في العراق. لكنها كانت في السابق زيارات استطلاعية ومعنوية، هذه المرة زيارته نوعية، فهي أولا تأتي بالتزامن مع انسحاب القوات البريطانية من البصرة، ثم هي تحصل عشية صدور تقرير الجنرال بتريوس، قائد القوات الأميركية في العراق، حول مدى ما حققته الحملة الأمنية في أعقاب زيادة عدد هذه القوات، قبل أشهر، وهو تقرير ينتظره الكونغرس وتلطى خلفه الرئيس بوش كي يشتري المزيد من الوقت للخيار الأمني.


وتجمع التوقعات، فضلا عن التسريبات، بأن الجنرال لن يكون بوسعه تقديم صورة مرضية للكونغرس، تكفل وقف اعتراضاته وتلويحاته بغرض جدولة انسحاب قريب؛ لا يريده الرئيس وحتى إذا كان بإمكانه تسجيل حصول درجة من التحسن الأمني ـ في بغداد والأنبار، حسب المصادر الأميركية ـ فإن الأوضاع تبقى بعيدة عن الاستتباب، بسبب تعثر العملية السياسية، في غياب مصالحة سياسية؛ لا بديل عنها. وفي مثل هذه الحالة فإن التقرير سوف يقدم ذخيرة للناقمين في الكونغرس، على سياسة الرئيس العراقية.


من هنا جاءت زيارة الرئيس بوش، لتدبير صيغة استباقية، تساعده على لجم استئناف الكونغرس المتوقع لحملته، بعد صدور التقرير؛ وذلك من خلال تسلحه بورقة جديدة؛ تعطيه المزيد من الوقت وبالتالي المزيد من تأجيل أي انسحاب، قدر الإمكان.


الخطر في ذلك أن الورقة التي يتوسلها شديدة التفخيخ. وهو قد كشف عنها عندما تحدث عن اعتزامه اللجوء إلى فئات وقبائل ـ من هذا الفريق وذاك ـ لتقوم بالمهمة الأمنية؛ بدلا من القوات العراقية.


في وضع مثل العراق، يشكل ذلك خياراً خطيراً. التعويل على قوى محلية بعد تسليحها وتدريبها، وفي غياب الحل السياسي؛ لن يكون أقل من وصفة لصدام أهلي واسع؛ ولو بعد حين، لا سيما وأن تلميحات صدرت عن مسؤولين، تسلط الضوء على ما قد تكونه الأحوال بعد ترجمة هذا الخيار.


مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي، ستيفن هادلي، يقول إن الرئيس شعر بوجوب فعل شيء ما ليصبح في موقف يؤهله لاتخاذ بعض القرارات المهمة، وهذا الشيء، تقول وول ستريت جورنال، شديد الشبه بإستراتيجية «التقسيم الناعم» للعراق، والتي سبق وطرحها الديمقراطيون، خصوم الرئيس، الإشارة واضحة وهي لا تقل عن إنذار برسم العراقيين كافة.

الرئيس بوش حزم أمره، خطوة مماثلة مطلوبة من جانبهم لإسقاط هذا الخيار قبل فوات الأوان.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
حديث الانسحابات من العراق
افتتاحية
الجزيرة السعودية
في العراق لم تعد المذابح تشكل عنصراً للمفأجاة حتى في تجلياتها المأساوية الفاجعة، فهي كثيرة ومتواترة بصورة تكاد تكون يومية، ومع ذلك اعتبر الكثيرون وصول الرئيس الأمريكي إلى منطقة ديالي بعد أكثر بقليل من أسبوع على كيله الاتهامات لرئيس الوزراء العراقي نوعاً من المفاجآت..

كما يمكن إدراج الانسحاب البريطاني من القصور الحكومية في البصرة في باب المفاجآت؛ حيث نظر إليه الكثيرون داخل بريطانيا على أنه مقدمة للانسحاب الكلي من العراق، وقالوا إنه بداية للتخلص من التبعية للولايات المتحدة واستجابة لرأي عام متعاظم بضرورة الخروج من المستنقع العراقي.

وفي باب الانسحابات فإن الزيارة الأمريكية المفاجئة جاءت قبل أيام من التقرير الذي من المفترض أن يقدمه القائد والسفير الأمريكيان في العراق حول الوضع هناك، لكن بوش استبق التقرير، بالقول إن قادته في الميدان أبلغوه أنه يمكن الحفاظ على الأمن في العراق حتى بقوات أقل، ومن الواضح أن في هذا الكلام نوعاً من التلميح إلى إمكانية الانسحاب ولو جزئياً، ففي الولايات المتحدة كما في بريطانيا هناك ربما ضغوط أقوى على سحب (الأبناء) من تلك البقاع المأهولة بالمخاطر والمسكنونة بالموت اليومي، ومن الواضح أيضاً أن بوش يحاول أن يقول إن أية خطوة للانسحاب لن تتم بالضغوط من داخل الكونجرس وإنما اعتماداً على الأوضاع على الأرض ووفقاً لتقويم القادة العسكريين.

وفي المحصلة يبدو أن حديث الانسحابات من العراق هو أحد عناوين المرحلة المقبلة، سواء كان ذلك بصورة مفاجئة أم وفق ترتيبات بعيدة المدى الأمر الذي يعني مسؤولية مضاعفة بانتظار العراقيين في ظل الوضع الأمني المضطرب الذي يتصدر الأولويات..

غير أن استتباب الأمن يفترض توسيع فرص المشاركة في إدارة البلاد من قبل مختلف أنواع الطيف السياسي مع احتمالات تقلص الظل الأجنبي حتى يعود العراق عراقاً بمعنى الكلمة.. ويتطلب ذلك أن تجد القرارات الأخيرة لرئيس الوزراء نوري المالكي بشأن الإفراج عن المعتقلين وإشراك القوى البعثية طريقها إلى التطبيق وأن تكون فاتحة لاستيعاب جميع القوى وأن يكون الرهان على إنقاذ العراق بأيدي العراقيين..

ويعني ذلك أيضاً بصورة مباشرة التخلص من التبعية للخارج ومن القوى الأجنبية بالداخل، وكلما أيقن الآخرون أن العراقيين يتماسكون ويتقاربون زادت قناعتهم بأن من الخير لهم أن يخرجوا ويتركوا البلد لأهلها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
تقرير "بيترايوس"... واستنساخ "كذبة باول"
بول كروجمان
نيويرك تايمز
في فبراير من عام 2003، وعبر خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، زعم كولن باول، وزير الخارجية الأميركية حينئذ، أن لديه من الأدلة ما يثبت حصول صدام حسين على أسلحة الدمار الشامل. بيد أن كل الذي قدمه باول من أدلة مزعومة، لم يتجاوز حدود عرضه صوراً لمبانٍ رُسمت فيها أسهم كبيرة تشير إلى عبارة "حصون لأسلحة كيميائية". وبفعل السحر الذي يتمتع به "باول"، وبسبب إعجاب الكثيرين به في أوساط السياسة والإعلام، فقد أذعن هؤلاء لما قيل، وصدقوا ما نطق به باول، لا لشيء سوى أنه كان هو قائل تلك المعلومات. وبالنتيجة فقد كانت لرؤسائه الحرب التي طالما أرادوها وخططوا لها منذ وقت بعيد. غير أن الوقت لم يمض كثيراً على الكشف عن زيف كل ما قال به "باول" في ذلك الاجتماع التاريخي. وكنت إلى وقت قريب جداً، ثابتاً على قناعتي بأن ذلك الفشل الذريع في العثور على أي من أسلحة الدمار الشامل العراقية، مصحوباً بسنوات من المزاعم والأوهام حول إحراز تقدم ملموس في عراق ما بعد الحرب، لن يكون أكثر من تكرار لتجربة تسويق ذات الحرب المستحيلة. غير أنه تكشف لي زيف ما اعتقدت. ففي هذه المرة ومن خلال استخدامها للجنرال "بترايوس"، القائد العام للقوات الأميركية في العراق، لأداء ذات الدور الذي قام به "كولن باول" قبيل الحرب، قد حققت نجاحاً كبيراً فيما يبدو في تسويق فكرة نجاح الاستراتيجية الأمنية الجديدة، القائمة على سياسة زيادة عدد القوات، على الرغم من عدم وجود أدنى دليل مادي ملموس، على نجاح هذه الاستراتيجية. وهكذا عاد الباحث "كينيث بولاك" -من مؤسسة بروكنجز ومؤلف كتاب "العاصفة المنذرة: مبررات غزو العراق- وزميله مايكل أوهانلون وهو أيضاً من كبار قارعي طبول الحرب، من زيارة تنويرية إلى العراق نظمت تحت توجيهات البنتاجون، ليقولا لنا إن الاستراتيجية الأمنية الجديدة تؤتي أكلها وثمارها! والذي حدث أن تصريحاتهما هذه قد حظيت بتغطية صحفية واسعة لها، مع ملاحظة أن الجزء الغالب من هذه التغطية الصحفية قد مال إلى تصديق تلك القصص المضحكة التي روجا لها عن نفسيهما، بوصف كل واحد منهما لذاته على أنه كان من منتقدي مسار الحرب، إلا أن قناعته تلك قد تغيرت بسبب ما رآه من أدلة ملموسة على الأرض هناك.
وإلى جانب هذين، شارك في الزيارة نفسها، "أنتوني كوردسمان"، الباحث في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية". وخلافاً لما قاله زميلاه "بولاك" و"أوهانلون" نفى "كوردسمان" أن يكون قد رأى أي تغير يذكر في الوضع العراقي، وأن يكون قد لمس أي قدر من نجاح الاستراتيجية، التي كان قد أعلن عنها بوش في شهر يناير الماضي من العام الحالي. غير أن الملاحظ أنه لا ذلك الخلاف الواضح الذي عبر عنه "كوردسمان" مع وجهة نظر زميليه، ولا ذلك المقال الذي تصدى فيه سبعة من الجنود الذين أدوا الخدمة في العراق لافتراءات "بولاك" و"أوهانلون"، ونشر هنا في هذه الصحيفة، قد حظيا بما يليق بهما من تغطية صحفية واهتمام عام.


الاستراتيجية الأمنية الجديدة لم يتم تبنيها إلا لتشجيع العراقيين للسير نحو المصالحة الوطنية، لكن لا يوجد ما يشير إلى إحراز أي تقدم في هذا الاتجاه.


وبين هذا وذاك، خرج سيل من التقارير الإخبارية التي روجت لمعلومات مضللة زائفة تشير إلى حدوث تراجع كبير في عدد القتلى من الجنود الأميركيين. والحقيقة أن هذه الأعداد تشهد تذبذباً شهرياً، مثلما هي عليه إحصاءات القتلى من جنودنا في السنوات الماضية، بحيث يصعب تحديد معدلات ثابتة للانخفاض أو الارتفاع. فعلى سبيل المثال، كان شهر يوليو من العام الماضي مؤشراً على انخفاض عدد القتلى، إذ لم يزد فيه عدد هؤلاء على 43 جندياً. إلا أنه كان ذات الشهر الذي شهد فيه الوضع الأمني العراقي العام تدهوراً ملحوظاً. أما العام الحالي فقد شهد كل شهر من شهوره المزيد من القتلى بين الجنود الأميركيين، مقارنة بأي شهر مقابل له في العام الماضي. ثم ماذا نقول عن القتلى المدنيين؟ من جانبها تقول "البنتاجون" إن أعدادهم في انخفاض، ولكن دون أن تعلن عن إحصاءاتهم ولا عن الكيفية التي تمت بها تلك الإحصاءات. وعلى رغم صحة تراجع أعداد القتلى من المدنيين في بعض أنحاء العاصمة بغداد مؤخراً، إلا أن تلك الأخبار ليس بالضرورة أن تكون أخباراً إيجابية أو سارة. فكما قالت ليلى فاضل بمؤسسة "ماكلاتشي" فربما كان ذلك الانخفاض مؤشراً على أن حملات التطهير العرقي قد أنهت أعمالها ومهامها بحيث لم يعد هناك المزيد ممن يجب قتلهم أصلاً.



وفوق ذلك كله، فإن علينا أن نذكر أن الاستراتيجية الأمنية الجديدة لم يتم تبنيها إلا لإفساح المجال أمام العراقيين لإحراز تقدم سياسي نحو المصالحة الوطنية. غير أنه لا تقرير "مكتب المساءلة الحكومية" الذي تم تسريب أجزاء من محتواه عبر الوسائل الإعلامية مؤخراً، ولا تقرير "التقديرات الاستخباراتية" الذي نشر من قبل، أشارا إلى إحراز أي تقدم في هذا الاتجاه. وكيف لهذا التقدم أن يتحقق أصلاً، في ظل غياب أدنى مؤشرات على إبرام مصالحة بين الطوائف، أو بالأحرى الفصائل العراقية المتناحرة، بينما ألمح تقرير حكومي أميركي آخر -جرى تسريب بعض محتواه أيضاً عبر الصحف- إلى أن الحكومة العراقية الحالية قد شلها الفساد عن القيام بمهامها وواجباتها. وهناك بعض المتشككين يرون أن "بترايوس" جنرال عسكري مستقيم السلوك وأنه لن يقحم سمعته في حملة كذب وتضليل جديدة تنوي الإدارة تدبيرها. ولكن فلنذكر هنا أمرين: أولهما أن صفاتٍ مشابهةً كانت قد أطلقت من قبل على "كولن باول". وثانيهما أن مصير "بترايوس" مرتبط كل الارتباط بالاستراتيجية الأمنية الجديدة، فإن طاحت طاح هو أيضاً معها. ومن لم يتعلم دروس التاريخ وأخطاءه، فهو لا مناص محكوم عليه بتكرارها المرة تلو الأخرى.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
26
البصرة" هل غابت عنها شمس بريطانيا؟
... أحمد إبراهيم
الخليج الامارات
بريطانيا التي كانت لاتغيب عنها الشمس عجزت أخيراً، فأعلنت العجوز من مدينة بصرة بجنوب العراق أن جنودها سيضعون السلاح جانباً ليقفوا مكتوفي الأيدي الى جوار جمهور المشاهدين للمسرح الامريكي بالعراق في المرحلة الاولى، استعداداً لسحب آخر جندي لها من الأراضي العراقية كمرحلة أخيرة ونهائية.

هل يحق لنا أن نفسر هذا الموقف البريطاني الجديد بالانفصال التام عن العناد الهتلري الأمريكي للرئيس بوش في العراق، الذي لايزال يناضل لإقناع الأمريكيين بأن زيادة عدد القوات الأمريكية الى 160 الف جندي قد يساعد على إخماد العنف؟ أم أن مائدة (جوردن براون) البريطانية تختلف طعماً ولوناً عن مائدة (توني بلير)، فخاطر براون أن يقدم فيها ما يرضي الشعبين العراقي والبريطاني على حساب إثارة غضب واشنطن؟

فبعد 103 أيام من الصيف الساخن على النهر البارد، أعلن لبنان أنه كان قادراً فانتصر، وأعلنت بريطانيا من البصرة أنها كانت عاجزة فعجزت، فالمملكة المتحدة التي كانت قد رصدت يوماً ميزانية بنتاغون للحفاظ على حياة الهندي العرق (سلمان رشدي) لمجرد انه يحمل الجنسية البريطانية، وجدت نفسها اليوم وقد افتقدت في العراق حياة 168 من جنودها باعترافات رسمية لضباط الجيش البريطاني، الذي يوجد له في العراق خمسة آلاف جندي، وسبعة آلاف غيرهم في أفغانستان، وقد استنفدت كل طاقاتها على الجبهتين الى يومنا هذا.

واعترفت بريطانيا بأنها كانت تعلم مسبقا أن حلم إعادة بسط بلاطها لما وراء النهرين غير عملية، بعد ان كانت قد تراجعت قبل عقود من الزمان عن الاعتقاد الفاشل بتوسيع رقعة المملكة المتحدة الى حدود مالاتغيب عنها الشمس بالنار والسياط على رقاب الشعوب، حيث إنها كما لم تكن ناجحة بالأمس في القارة الهندية أمام “الغانديين” كذلك لن تنجح اليوم في العراق أمام العراق.

وقرار براون بالانسحاب ليس لسواد عيون العراقيين، وإنما لأنه في مواجهة ضغوط أكبر أحزاب المعارضة البريطانية، الذي يطالب بتحديد جدول زمني لمغادرة العراق بعد اقتناع الرأي العام بعدم جدوى هذا الاحتلال. ويمثل هذا الانسحاب خطوة نحو تسليم السيطرة الأمنية بمحافظة البصرة للقوات العراقية بحلول نهاية العام وتمهيد الطريق امام انسحاب القوات البريطانية من العراق في نهاية المطاف، لأن براون يدرك جيداً أن سلفه توني بلير كان قد زرع حرب العراق كعائق انتخابي لحزب العمال الحاكم وأنه أنقذ نفسه بفبكرة استقالته المبكرة.

وبما ان مهندس حرب العراق (رامسفيلد)، وإن كان مهندساً جيداً للحرب في نظر البعض، فإنه لم يكن يملك حتى ابجديات هندسة ما بعد الحرب، وهنا قد تستغل بريطانيا استبدال نقطة الضعف “الكاوبوي” الأمريكي بحقائب الساسة والقساوسة السلميين البريطانيين، وهذا ما بدأ يطبقه بالفعل توني بلير يوم الاحد في الكويت في بداية جولة سلمية له قد تستمر أسبوعين في الشرق الاوسط لدفع الجهود الرامية الى انهاء الصراع الفلسطيني “الاسرائيلي” المستمر في المنطقة منذ 60 عاماً.

وزيارة بلير هي الثانية للمنطقة بعد خلعه جبة رئاسة الوزراء البريطاني، حيث من المفترض ان يرفع نتائج زيارته كمبعوث للجنة الرباعية الدولية الى الشرق الاوسط خلال اجتماعها المقبل المقرر عقده في نيويورك في 23 سبتمبر/ايلول، وكل تلك الرحلات المكوكية ما هي الا تمهيد آخر قبل أقل من شهرين من مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط، الذي دعا اليه الرئيس الامريكي جورج بوش، حيث يتوقع أن يعقد المؤتمر في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، لكن الولايات المتحدة لم تعلن الى الآن تفاصيل جدول أعماله مما أثار مخاوف عربية من فقدان التسوية المطلوبة.

المنطقة العربية موروثة بمكارم الأخلاق، فهي تمتاز برحابة الصدر العربي وابتسامات الثغر العربي، وشعوبها تحب الوجوه الباسمة للضيوف، والزوار بحقائب التآزر الدبلوماسية التي تفتح آفاق التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الإقليمي والعالمي بين الشعوب. وإننا واثقون تماماً بأن خروج بريطانيا عسكرياً وعودتها دبلوماسياً سيكون موقع ترحاب شديد حتى في العراق نفسه، وان الجنرالات لو وضعوا بزاتهم العسكرية جانباً وأعادوا بنادقهم الى المخازن ومشوا في شوارع بغداد والبصرة فإنهم لن يجدوا بعد اليوم وجوها عابسة في العراق تتربص بهم.

والوجه المبتسم من المفترض ان يذكرهم بشروق الشمس الجديد، كما الوجه العابس كان يذكرهم بالغروب: (غروب الحياة والمحبة والتقارب بين الشعوب).

انها شروق الابتسامات وشروق العلاقات والصداقات، وشروق كل جديد كان موجوداً لكن متخفياً في ظلال “الاحتلال” حتى إذا ما أعلن من قاعدة القصر الرئاسي بمدينة البصرة ان القوات البريطانية في طريقها الى الخروج من المنطقة بالكامل بمؤشرات نهاية الوجود العسكري في العراق من جانب، ومتزامناً بتواجد توني بلير في المنطقة بابتساماته العريضة من جانب آخر، حتى كانت هناك ابتسامات تلو الابتسامات في كل مكان.

من المفترض ألا يرى البريطانيون بعد اليوم وجهاً عابساً في العراق، لأن الشعب البريطاني يحب الضحك والابتسام، ونحن العرب مثله نحب الحياة والابتسام، حيث ان لم نجد ما نضحك عليه كنا نضحك على انفسنا، او نضحك على خيبتنا، لكن من اليوم نستطيع ان نضحك مع البريطانيين للدنيا لتضحك لنا الدنيا، ولأننا اكتشفنا (ايضاً بالتضامن) اننا لو عبسنا للدنيا عبست في وجوهنا، ولأن الابتسامة يقال انها تطول العمر، والعبوس يقصره، فإننا نريد ان تطول اعمارنا ويزداد بيننا عدد المعمرين كما في جبال الصين واليابان، فكما تعلمنا من اليابانيين التواضع من دون تصنّع، كذلك تعلمنا من البريطانيين البسمة المشتركة في وجوه الأثرياء والبؤساء.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
27
من سيملىء الفراغ
عادل بن زيد الطريفي

الرياض السعودية
دول الخليج -والسعودية على وجه الخصوص- ضد فكرة الهيمنة سواء كانت خارجية أم إقليمية، وهم لن يستمروا في العلاقة إذا ما أحسوا بنوايا لا تراعي مصالحهم السياسية، أو مواقفهم العربية والإسلامية، وحتى لو قررت إيران تجاوز جيرانها، فإنها ستضر نفسها قبل الآخرين.

صرح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد -الأسبوع الماضي- بما كان يلمح ويشير إليه المراقبون والخبراء سابقاً بشأن نوايا إيران المستقبلية في حال انسحاب القوات الأمريكية. الرئيس الإيراني قالها صراحة ودون ما مواربة أو تجميل: (السلطة السياسية للمحتلين آخذة في الانهيار بسرعة، وقريباً سنرى فراغ سلطة هائلاً في المنطقة. وطبعاً، نحن مستعدون لملء هذا الفراغ). هذه التصريحات أيضاً تبعها إعلان إيران تشغيلها لأكثر من 3آلاف جهاز طرد مركزي، وهنا أيضاً لم يتوان الرئيس الإيراني عن القول بأن: (اليوم، إيران هي إيران نووية، وهذا يعني أنها تمتلك دورة الوقود النووي كاملة).

طبعاً هذه التصريحات الإيرانية صدرت فقط بعد ثلاثة أسابيع من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخاص بتطورات الملف النووي، والمثير في الأمر أن التصريحات الإيرانية ناقضت تقرير الوكالة بحيث ادعت تقدم إيران في المشروع بينما كان تقرير الوكالة يتحدث عن بطء وصعوبات تواجه المشروع النووي الإيراني، لقد تعودنا أن الدول تسعى لإخفاء تطورات برامج من هذا النوع، وإخفاء مراحله المتقدمة، فكيف بمناقضة تقرير دولي يقلل من شأن خطورة المشروع. صحيح، أنه لا فرق بين أن تكون إيران شغلت بالفعل 3آلاف جهاز طرد مركزي -أو 8691كما تقول الوكالة-، لأن كلا الرقمين ما يزالان متأخرين عن التوقعات السابقة التي وضعت البرنامج النووي الإيراني في مرحلة متقدمة بحدود هذا الوقت من العام، وسواءً صدقت التنبوءات التي تقول بأن طهران قادرة على إجراء أولى تجاربها النووية في نهاية 9002، أو تلك التي تضعها في 2102، فإن إيران تكشف عبر سياسة الإعلانات هذه أنها جادة في الحصول على التكنولوجيا النووية، وأنك تخطئ مرتين إذا اعتقدت أن دولة تتحمل كل هذه الضغوط الدولية فقط لإنتاج طاقة نووية سلمية تكلفها مادياً أكثر من تطوير وتحديث منشآتها البترولية المتهالكة. وإذا تساءلت لماذا تعمد طهران إلى سياسة كهذه، فإن الجواب غير صعب: هم يقدرون أنهم بإعلانهم -أو قل مبالغتهم ربما- عن تقدمهم في المشروع النووي إنما يحاولون ثني بقية الدول عن الضغط عليهم أكثر بالعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية، أي ما دام أنهم قطعوا كل هذا الشوط فماذا إذا ستقدمه العقوبات.


ولكن هل هذه قراءة صحيحة؟

برأيي أننا أصبحنا في مرحلة متقدمة من الأزمة مع إيران خصوصاً مع اقتراب ثلاثة استحقاقات مهمة: أولها تقرير "مراجعة الخطة الأمريكية في العراق" الذي من المنتظر أن يعرضه قائد القوات الأمريكية في العراق على الكونغرس الأمريكي هذا الشهر، وثانياً، المهلة التي أعطتها الوكالة الدولية للطاقة لإيران بالإفصاح عن جوانب من مشروعها النووي منتصف نوفمبر القادم، وهو استحقاق قال عنه محمد البرادعي مدير الوكالة بأنه: (ربما كان فرصة -إيران- الأخيرة). أما الاستحقاق الأخير والأهم، فيتعلق بمسار بناء القوات الأمريكية في مياه الخليج، وهو جزء من مشروع حشد قوات كبيرة كشفت عنه الواشنطن بوست -أبريل الماضي- مهمتها التحضير والاستعداد لأي مواجهة محتملة في المستقبل مع طهران.

أمام هذه الاستحقاقات يتبدى لنا المشهد الجيوسياسي معقداً بالفعل، فإيران تراهن على خروج الأمريكيين من العراق بفعل ضغوط السياسة الداخلية الأمريكية، ويتوقعون قدرتهم على الانتشار والتمدد لملء الفراغ في السلطة في العراق. إن مجرد تصريح الساسة الإيرانيين بأنهم يتوقعون سقوطاً حتمياً للحكومة العراقية الحالية -رغم قربها منهم- هو أمر مخيف ومريب في نفس الوقت. إذا أضفت إلى ذلك التدخل الإيراني العسكري في شمال العراق -وخصوصاً قصف مواقع مليشيا الحزب الديمقراطي الكردي- فإن الصورة لا تبدو واعدة أبداً.

الأسئلة التي ينبغي طرحها هنا، هل سيلجأ الأمريكيون فعلاً لانسحاب كامل أو حتى جزئي كما يتوقع الإيرانيون؟ هذا سؤال يبدو أن طهران متيقنة من إجابته، ولكن ربما فات على الساسة الإيرانيين أن يطرحوا على أنفسهم أسئلة من نوع آخر: هل يعتقدون أن معادلة القوة والانتشار اليوم في المنطقة هي كما كانت عليه قبل عقدين أو ثلاثة؟ وكيف سيواجهون دور المنظمات والمليشيات غير النظامية التي يمتلئ بها العراق والمنطقة، في حين أن دولة عظمى كالولايات المتحدة وتحالف من واحد وعشرين دولة فشلوا في ذلك؟ ثم، هل يعتقد الإيرانيون أن الدول المجاورة -وعلى الأخص تركيا- ستقف مكتوفة الأيدي بينما تعقد طهران صفقات مع حزب العمال الكردستاني؟

الإيرانيون قد لا يكترثون لهذه الأسئلة الآن ما دام أنهم مطمئنون إلى استقرار العلاقة مع السعودية ودول الخليج، والوعود التي تقدم بشأن معارضة أي اعتداء على إيران. ولكن طهران تنسى هنا أن جيرانها مع رغبتهم في حسن الجوار، إلا أنهم لا يشاركون إيران خطابها الحالي، وهم لا يريدون ملء الفراغ -إن حدث- بأنفسهم، ولا أن يملأه بالنيابة أي طرف. دول الخليج -والسعودية على وجه الخصوص- ضد فكرة الهيمنة سواء كانت خارجية أم إقليمية، وهم لن يستمروا في العلاقة إذا ما أحسوا بنوايا لا تراعي مصالحهم السياسية، أو مواقفهم العربية والإسلامية، وحتى لو قررت إيران تجاوز جيرانها، فإنها ستضر نفسها قبل الآخرين.

صدق أو لا تصدق، فإن إيران قد تصبح ضحية استعجالها في المستقبل، والإجابة تكمن كما يقال في الاقتصاد. إيران تنفق اليوم مبالغ طائلة من دخلها النفطي على مشروعها النووي، وعلى مصاريف الإنفاق العسكري، واستخبارات الحرس الثوري، ناهيك عن المبالغة الطائلة التي يصرفها الإيرانيون على عملائهم في الخارج، ولاسيما حزب الله اللبناني -الذي يقوم الآن ببناء شبكة اتصالات خاصة به بتمويل إيراني-. كان الانهيار الاقتصادي في الداخل -مصحوباً بالإضرابات الطويلة- هو أول مسمار دق في نعش نظام الشاه في السبعينات، وهذا السيناريو قد يتكرر مرة أخرى حتى دون تدخل أي قوة خارجية في نظام الملالي. إذا كانت إيران تخطط كما تقول لليوم الذي يعقب انسحاب القوات الأمريكية، فإن عليها أن تتوقع إنفاق كل ما لديها ليس فقط لإعاشة 04بالمائة من سكانها الفقراء، ولكن إعاشة وتمويل بلد آخر بحجم العراق.

الخطر الحقيقي الذي قد يسببه ملء الفراغ الإقليمي لإيران هو أنها قد تصبح مفلسة تماماً. الأمريكيون يبدو أنهم باتوا يدركون هذه المعادلة الآن ويخططون لها كخيار رديف وموازٍ لإستراتجيتهم المقبلة. فأمريكا تسعى جاهدة إلى إضافة بعض مؤسسات الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة الإرهاب، والتحسن في العلاقات الأمريكية-الأوروبية يعني أن أمريكا ستكون قادرة على فرض عقوبات إضافية على طهران مطلع العام القادم من خلال مجلس الأمن أو بصورة مستقلة مع الأوروبيين. الحرس الثوري الإيراني يحصل على ثلثي الإنفاق العسكري، ويملك شبكة من المؤسسات المالية والتجارية، وإذا تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من استهداف الذراع المالي للحرس الثوري فإن إيران ستتضرر بالتأكيد. العقوبات التي فرضها مجلس الأمن في ديسمبر الماضي -رغم محدوديتها- قد كلفت الاقتصاد الإيراني أضراراً كبيرة، فمؤشر النمو تراجع بمقدار 1.2بالمائة بينما تراجعت الواردات بمقدار 41بالمائة، وهذا يعني غلاء الأسعار والذي يتراوح اليوم بزيادة 8- 21بالمائة، أما أخطر ما تمر إيران به حالياً على الرغم من عائداتها النفطية التي تجاوزت 06مليار دولار العام الماضي، فهو ارتفاع معدل التضخم واقترابه من 51بالمائة.

هذه حصيلة طبيعية لفشل الإدارة الاقتصادية، واستمرار السلطات في تدعيم السلع الضرورية بينما يزداد العجز في الموازنة وتمتنع الشركات الكبرى عن الاستثمار لارتفاع المخاوف، وهو وضع قال عنه المحلل عباس عبدي من طهران: أنه يشابه الوضع الذي كانت عليه إيران في الأعوام الثلاثة التي سبقت الثورة على الشاه. وأخيراً، حتى لو استطاعت طهران تجاوز مأزق العقوبات الدولية، فإنها لا ولن تستطيع مواجهة أزمتها النفطية، والتي يقدر خبراء كثيرون آخرهم روبرت ستيرن -جامعة جون هوبكنز- بأن إيران إذا استمرت في هذا المسار، فإنه لن يكون بإمكانها إنتاج برميل نفط واحد في5102م.

وأخيرا، فإن إيران قد تملأ الفراغ في المنطقة مستقبلاً، ولكن لن يطول الأمر حتى يملأها الفراغ نفسه.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
28
البريطانيون انحسبوا ... لم ينسحبوا!
الياس حرفوش
الحياة
سواء كان انسحاب الجنود البريطانيين الخمسمئة من آخر قاعدة لهم في مدينة البصرة انسحاباً سياسياً، ليؤكد رئيس الوزراء غوردون براون من خلاله على الخلاف في موقفه من غزو العراق عن موقف سلفه توني بلير، أو مجرد «انسحاب رمزي» كما وصفته صحيفة «ذي تايمز» البريطانية، فإن النتيجة هي ذاتها: شوارع المدينة الثانية في العراق لم تعد تحت سلطة قوات الاحتلال واستعادها اهلها، مثلما كانوا يطالبون طوال السنوات الأربع منذ الغزو.

لكن هذه ليست نهاية القصة. فانسحاب القوات البريطانية من شوارع البصرة يحصل قبل أن يكون الجيش العراقي قد اصبح قادراً على الامساك بالوضع الأمني بشكل كامل. ويقول الضباط البريطانيون ان الفرقة العاشرة من الجيش العراقي ستحتاج الى اسابيع قبل ان تستطيع فرض سيطرتها، مما يعني ان القوات البريطانية تبقى مسؤولة عن امن المدينة التي انسحبت منها، وانها ستضطر الى العودة الى شوارعها اذ حصلت فيها مشاكل.

وهذا يستدعي السؤال: ماذا سيفعل ابناء البصرة بهذا «الانتصار» على القوات البريطانية؟ هناك اصوات مرتفعة تقول ان انسحاب هذه القوات يشكل هزيمة مدوية للدولة المستعمِرة القديمة، وهناك من يعتبر هذا الانسحاب سابقة لا بد أن يستتبعها انسحاب القوات الاميركية التي لا تزال الذراع الاساسية للاحتلال. لكن كل هذا يجب أن لا يكون شاغلاً للعراقيين من وجهة نظر مصلحتهم المباشرة، فآخر ما يفترض أن يعنيهم هو الدخول في تحليل خلفيات الانسحاب وذيوله السياسية في بريطانيا والولايات المتحدة ، بل يفترض أن يتم استثمار الانسحاب في سبيل توفير نموذج مقبول لمدينة خارجة من ضغط الاحتلال، وقادرة على إعادة بناء أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، بعيداً عن صراعات الميليشيات المتنازعة التي عصفت بأجهزتها الامنية وبشوارعها، في الفترة الماضية. فهذا النموذج لو اتيح له أن ينجح يمكن أن يشكل عنصراً ضاغطاً على القوات الاميركية في بغداد وغيرها، ويسحب حجة مهمة من يد ادارة بوش المترنحة، التي تتذرع بالوضع الامني لإطالة أمد الاحتلال.

فاذا كان القادة البريطانيون انفسهم يعترفون أن 90 بالمئة من العمليات العسكرية كانت تستهدف جنودهم، فإن الانسحاب يجب أن يكون كافياً لاستعادة وضع امني اكثر استقراراً في البصرة. الا ان ردود الفعل من سكان المدينة لا توحي بمثل هذا الاطمئنان. ويقول بعض سكان البصرة، الذين سألتهم الصحف البريطانية عن تعليقهم على الانسحاب: ان عمليات الخطف والقتل كانت تحصل في ظل وجود الجنود البريطانيين، فما بالك الآن بعد انسحابهم؟ هناك قوى كثيرة تتنازع على السلطة ولذلك فلا بد أن يصبح الوضع اكثر سوءاً.

وتشير التقارير الصحافية الى صراع وتقاسم واضحين لمراكز القوى في المدينة: حزب «الفضيلة» يشرف على القوة المسؤولة عن حماية المرافق النفطية، و «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» (الحكيم) يسيطر على قيادة الشرطة والاستخبارات، بينما اخترق «جيش المهدي» (مقتدى الصدر) عناصر الشرطة المحلية وتمتد سيطرته الى مرفأ المدينة. ومن شأن هذا أن يفتح شهية النزاع على الموارد المالية وعائدات النفط في مدينة هي بين الاغنى في العراق، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي.

ويبدو من المفارقات أن يكون «جيش المهدي» مستعداً للاعلان عن «حل نفسه» وعن هدنة لستة اشهر، في الوقت الذي تمهد القوات البريطانية لانسحابها، وهو ما اعتبرته جهات قريبة من وزارة الدفاع البريطانية بمثابة «تسهيل» لخروج قواتها من شوارع البصرة وتمركزها في موقعها الرئيسي في مطار المدينة الى جانب 5 آلاف جندي آخرين. واذا كان هذا التقدير صحيحاً فإن المؤمل أن يوفر «جيش المهدي» مثل هذه الفرصة لاستعادة البصرة حياتها الطبيعية، بعد أن عبث المسلحون بأمنها ودمروا نسيجها الاجتماعي الذي حافظت عليه، على رغم السنين الكالحة التي مرت بها في ظل النظام السابق

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
29
الحملة على المالكي
الكسندر كوكبيرن
الخليج الامارات
عندما يتوجه المالكي الى مكتبه في هذه الأيام، ينبغي عليه أن يودّع أفراد أسرته وداعاً رقيقاً بوجه خاص، لأنه بالاسترشاد بأنماط السياسة الخارجية الأمريكية، يتبين أن التأمين على حياة رئيس الوزراء العراقي، ينطوي على مجازفة.

ففي يوم الاثنين 20 أغسطس/ آب، عاد السيناتور الديمقراطي البارز، كارل ليفين، الذي ينتمي الى ولاية متشيغان، ويرأس لجنة الخدمات المسلحة، من نزهة قضاها في نهاية الأسبوع في العراق، وأعلن على الملأ، أنه ينبغي على برلمان العراق أن يزيح المالكي عن سدة السلطة. وأعلن ليفين أن حكومة المالكي عاجزة عن القيام بمهامها، وأنها لا تستطيع أن تصنع تسوية سياسية لأنها مدينة جدّا بالفضل إلى زعماء دينيين وطائفيين.

وفي اليوم التالي، ظهرت هيلاري رودهام كلنتون، الأوفر حظّا بين الديمقراطيين في سعيهم الى أن يرشحهم حزبهم للرئاسة، أمام الاجتماع السنوي لقدامى المحاربين في الحروب الخارجية، وكررت دعوة زميلها في مجلس الشيوخ. وقالت انه ينبغي استبدال المالكي “بشخص أقل إثارة للانقسام، وأكثر قدرةً على تحقيق الوحدة”.

وجاء آخر الأخبار المتجهمة للمالكي يوم الأربعاء عندما أكد الرئيس بوش الثقة في رئيس الوزراء، معلناً أنه شخص طيب.

غير أنه لا علاقة لأي من هذه البلاغات بالوضع الحقيقي على الأرض في العراق، حيث اعتادت أشهر الصيف الحارة جدّا أن تشهد انخفاضاً سنوياً منتظماً في أنشطة مجموعات المقاومة العراقية. ومع ذلك، كانت تفجيرات السيارات في بغداد في يوليو / تموز أعلى بنسبة 5% عما كانت عليه قبل “الفورة”، كما كان هنالك ارتفاع مماثل في الخسائر المدنية جراء الانفجارات. وفي هذه الأثناء هنالك تقارير صريحة، تتحدث عن الإنهاك الشديد الذي يعانيه الجنود الأمريكيون، الذين يجبرون على القيام بجولات عديدة ويظلون في الخدمة وقتاً إضافياً طويلاً، بسبب النقص الشامل في الأفراد والمعدات.

كما لا يمكن العثور على بارقة أمل مشجعة في الصورة العسكرية الأشمل، تدل على النيل من تماسك تحالف الأغلبية الشيعية، أو خفض سلطة مقتدى الصدر بصورة جدية، أو إضعاف المقاومة السنية.

ولكن، هنا على الجبهة الداخلية في الولايات المتحدة، يصر ليفين وهيلاري كلنتون وغيرهما من الديمقراطيين البارزين على ألا يفقدا توازنهما تحت وطأة هجمات البيت الأبيض، التي تتهمهما بطعن رجال أمريكا ونسائها المحاربين في الظهر، بالتشكيك في نجاح الفورة المفترض. وعلى مدار الساعة، يستمر الديماغوجيون في محطات الإذاعة اليمينية في اتهامهم بمثل تلك الخيانة. والتلويح بالأعلام وقرع الطبول أمران تقليديان في اجتماعات قدامى المحاربين في الحروب الخارجية. وفي حركة بلاغية مضادة، يؤكد الديمقراطيون فشل المالكي، رجل بوش، في حل انقسامات العراق السياسية بسرعة مساوية. وفي غمار توكيدات بوش والجمهوريين الجوفاء، لثقتهم في المالكي، يعترفون بأن المالكي قابل للاستهلاك، وأنه يمكن اجباره على التنحي، مثلما جرى التخلص من سابقه.

وهي هي المرحلة التي ينبغي على المالكي أن يتمعن فيها، في الحدث الكئيب الذي وقع في فيتنام قبل وقت غير طويل من اغتيال جون ف. كنيدي في نوفمبر/ تشرين الثاني 1963. فقبل ذلك بأسابيع قليلة من ذلك الشهر ذاته، أدى انقلاب، حمل الاسم المستعار (برافو اثنين)، وبتحريض من السفير الأمريكي هنري كابوت لودج، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وتنفيذ ضباط من فيتنام الجنوبية، الى قتل رئيس فيتنام الجنوبية نجو دين ديم وشقيقه بصورة خاطفة.

ومثلما يحدث الآن في العراق، كان البيت الأبيض قد استنتج أن رجله المختار ديم قد غدا عقبة في طريق خطة سياسية تتطلب “التقدم”، وخفضاً وهميّا لعدد الجنود الأمريكيين بانتظار سنة الحملة الانتخابية ،1964 ومن هنا جاء الانقلاب وما اسفر عنه من زوال ديم المزعج وشقيقه.

ويدّعي شاهد صديق أن عائلة كنيدي قد شعرت بصدمة عميقة لدى سماع أخبار مقتلهما. فإذا صح ذلك، فهو قريب من صدمة الملك هنري الثاني بعد اغتيال توماس بيكيت (رئيس أساقفة كانتربري، سنة ،1170 على أيدي أتباع الملك). وقد ألزم قتل ديم الولايات المتحدة بعمق أكبر من أي وقت مضى بسنوات “بناء الدولة” الملطخة بالدم.

وفي نهاية الأمر، انسحب الأمريكيون لأنهم هزموا عسكرياً وسياسياً على أيدي الفيتناميين.

هذا هو التاريخ الذي يستطيع المالكي أن يطيل التأمل فيه


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
30
المصالحة العراقية.. والاحتلال الأميركي.. لا يجتمعان
علي الطعيمات
الوطن قطر
قبل أيام قليلة من تقديمه التقرير التقييمي للأوضاع في العراق مع قائد القوات الأميركية المحتلة ديفيد بترايوس الى الكونغرس الأميركي يقول السفير الأميركي (الحاكم الفعلي للعراق) رايان كروكر ان التقدم السياسي في القضايا الاساسية في العراق «مخيب جدا للآمال»، ويقترح حتى تكون «مصالحة» ذات معنى ان تصل الى ابناء المجتمع العادي وألا تنحصر فقط بالقادة السياسيين، مشيرا الى ان ذلك «يحتاج الى وقت».. وكل ما تعلق بالعراق من انسحاب الاحتلال الأميركي وهو اساس كل المآسي العراقية الى مسألة الوحدة الوطنية العراقية ارضا وشعبا وطموحات وانتماء، يبقى على الدوام «يحتاج الى وقت»، وما دون ذلك فالوقت ضيق ويحتاج الى تنفيذ فوري حسب العرف والارادة الأميركية.. أي ان كل مصلحة عراقية مرهونة بنزع دسمها وعندها يكون الوقت قد حان. والمصالحة التي يتحدث عنها كروكر بين السياسيين غير متوافرة فالاوضاع بين القادة السياسيين لهذه المرحلة من تاريخ العراق الذي يتعرض لأبشع المؤامرات بعد المؤامرة الدولية على فلسطين والتي تمثل القضية العراقية واحدة من تداعياتها وحلقة في الترس الأمني الاسرائيلي الذي تقوم بتصنيعه الادارة الأميركية راعية الارهاب الاسرائيلي والاجندة الصهيونية ومشروعها الاستيطاني الاستعماري الشرير.

ويتجاهل كروكر الذي يعبر عن خيبة أمله تجاه التقدم السياسي في القضايا السياسية الاساسية في العراق، والذي يقترح مصالحة شعبية أو ما شابه، ان الاحتلال الأميركي هو السبب الاساسي ويمكن القول انه هو الذي فتح الابواب امام المخططات العدائية للعراق وانه المثير الرئيسي للنعرات الطائفية والعرقية والتمزيقية وللفتن بأنواعها واصنافها بين ابناء الشعب العراقي تنفيذ متغطرس وغبي للقاعدة الاستعمارية، «فرق تسد» وهو الذي حمل مع احتلاله كل ما يعاني منه العراق وشعبه من طائفية حاقدة وقومية عنصرية مقيتة تحت شعارات انتهازية كريهة افرزت مذابح واحقادا وكراهية رعتها العصابات الطائفية المدعومة من اعداء العراق العربي، وتصفية حسابات يدفع المواطن العراقي من امنه ودمه ومستقبله ثمنا لها دون ذنب اقترفه، بدعم مباشر وغير مباشر وبصور متعددة. فالقتل الطائفي والعرقي ليس كما يقول كروكر المتحصن وسط المنطقة الخضراء الحديدية انه انخفض في نفس الوقت الذي يعترف فيه ان الهجمات بالسيارات المفخخة مازالت مستمرة ومتوقعة والتي هي في الاساس صناعة أميركية تلعب في ساحتها وعلى جبالها المخابرات الغربية والاسرائيلية وبخاصة الأميركية والبريطانية لجر الشعب العراقي بعيدا عن قضية الاحتلال الأميركي وتحويل الانتماء الى طائفية والمذهبية او القومية وهو الواقع الحالي في هذا البلد المقاوم والذي يسطر ابناء المقاومة فيه بطولات ويعيدون كتابة التاريخ لدفن كل المؤامرات والقتل وكسر المحتل ومشاريعه الاستعمارية.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
31
الكلمة الثانية .. بقاء العراق محترقاً

أيمن عبوشي

الراية قطر
أربعون ألف جثة مجهولة الهوية تم دفنها في مقبرة دار السلام في مدينة النجف، منذ الغزو الأمريكي للعراق، ووفق مسؤول عراقي فإن معدل الجثث التي تدفن في هذه المقبرة وصل إلي مائتي جثة أسبوعيا، أي أن مائتي جريمة قتل مجهولة الجناة، والضحايا تتم بشكل مرتب، ومتتال.

في العراق لا يستطيع معتنق لمذهب ما أن يزور صديقا له في حي يهيمن عليه أتباع مذهب آخر، والتوغل لأمتار قد يدفع ثمنها الزائر حياته، بعد أن يجبره مقنعون علي ركوب سيارة، تنطلق ليعود بعد أيام جسدا بلا رأس، أو جثة تطفو علي مياه دجلة أو الفرات.

هذا الواقع الذي يفوق قدرات الجيش الوطني العراقي المغربل، وأفق الحكومة محدودة الإمكانيات، ينذر بما هو أبشع من ذلك في حال غاب الخصم الأمريكي، ودان العراق لعداواته الشخصية.. وانقسمت بغداد كبعض المدن العراقية الأخري إلي جيتوهات، تعمل علي تمزيق الأواصر العائلية نفسها، بعد أن جري تصنيف الفئات السياسية، وتوزيع الحصص وفق سطوة البعض ونفوذه.

ثمة مؤامرة.. وإلا كيف يمكن أن نفسر الإقصاء الفوري للمؤسسة العراقية التقليدية، وملء الفراغ بنفس طائفي بحت، وزرع صدع سياسي يصعب رأبه، وشغل الأطراف الأخري بمحاولات ترميمه، والانكباب علي تفتيت العلاقات الاجتماعية الدقيقة بين العائلات العراقية المتداخلة والمتزاوجة.

هناك من يحاول أن يفتت الجينات العراقية نفسها، ويذهب هؤلاء إلي تلقيم البلاد بفيروس طائفي، تخرج منه البلاد منهكة بعقود من الهموم الداخلية. وترتبط أزمات المنطقة ككل، بالخلاص من مشاكل العراق الذي يتوسط ست دول تشكل الهيكل البنيوي للشرق الأوسط، بالإضافة إلي مجاورته غير المباشرة لإسرائيل، وسيظل بؤرة صراع، من شأنها أن تبقي علي التوتر في حدوده العليا، وتفتح الباب علي جميع الاحتمالات، أما استقراره فيعني حسما لصراعات إقليمية عديدة، من المطلوب بقاؤها في جدوتها.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
32
.. التسلل للعراق
حامد إبراهيم حامد
الراية قطر
:..فاجأ الرئيس الأمريكي جورج بوش وأركان إدارته العالم والأمريكان والعراقيين بالتسلل سراً الي الأنبار بالزيارة المفاجأة التي قام بها أمس الأول الي المنطقة ولم تهبط طائرته كالعادة بمطار بغداد وإنما هبطت في قاعدة الأسد العسكرية بمحافظة الأنبار السنية.

فقد أراد بوش من الهبوط سراً بالأنبار إرسال رسالة الي المالكي والتحالف الشيعي الكردي الجديد بأن لديه أوراقاً قد يلعبها مع السنة إذا لم تنجح خططه واستراتيجياته التي اعتمدت طوال السنوات الماضية علي الشيعة والأكراد والذين وضح أنهم قد فشلوا تماماً في تنفيذ المهمة الأمر الذي أدخل بوش وإدارته في محنة داخلية مع الديمقراطيين وخارجية مع المجتمع الدولي ومحلية مع العراقيين فبوش الذي وصل الي الأنبار قبل أن يحط رحاله في بغداد وقبل أن يعلم المالكي بوصوله قد فشل فشلاً ذريعاً بالعراق ويريد مخرجاً مقبولاً خاصة بعدما قرر البريطانيون الانسحاب من الجنوب وترك الأمر للأمريكان فهو لا يريد أن يظهر بمظهر العاجز عراقياً وأمريكياً ودولياً ولذلك تسلل الي قلب مثلث الموت نهاراً جهاراً لتوجيه رسالته الي حلفائه العراقيين الذين فشلوا في إقامة حكومة يثق بها المواطن الأمريكي قبل العراقي.

فمثلما فشل هؤلاء فشل بوش ولكن بوش هناك من يحاسبه ويراقبه وحكام العراق الجدد لا يراقبهم إلا بوش الذي أراد بهذه الزيارة السرية ان يوجه لهم رسالة مهمة مفادها قد نلجأ لمثلث الموت لحماية العراق وحماية جنودنا..

وحتي انتظار تقرير مستقبل الجنود الأمريكان بالعراق فإن زيارة بوش تشكل لغزاً للقادة العراقيين الذين لم يفقهوها وبالتالي لم يضعوا في حساباتهم أن بوش قد يتسلل الي الأنبار في وضح النهار فيما قرر البريطانيون في ذات اليوم الانسحاب من وسط البصرة.