نصوص الافتتاحيات والمقالات ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 1 " لاتطلقوا النار " ! زهير ماجد الوطن عمان انخفض منسوب التحدي الأميركي في العراق بعد الكلام الذي وجهه قائد القوات الأميركية بتراوس الى مقتدى الصدر " إننا نريد الرحيل فلا تطلقوا النار علينا ". الاحتلال لايتواضع ، ومن عادته أن يظل متماسكا حتى في ساعات الشدة كي لايفسح المجال لأعدائه بالتجييش أكثر. كلما ضعف الاحتلال زاد المقاومون من عملياتهم ، هكذا فعل الفيتناميون وهكذا فعل حزب الله وهكذا فعل الفلسطينيون في تجربة ماضية وغيرهم. ومع ذلك فالاحتلال يسلم بالأمر الواقع كلما واجه عقدة وجوده أو تماديه في اللعب بالنار. حتى الآن هنالك 3960 قتيلا أميركيا بينهم مائة انتحروا بعدما واجهوا أوضاعا عصيبة كان لايمكن حلها إلا بالانتقال من موقع الخوف الدائم الى الأمن الدائم الذي لم تحققه القيادة لهم. عام الاجتياح الاسرائيلي على لبنان 1982 دخلت القوات الاسرائيلية الى عاصمة عربية هي بيروت. بعد أقل من ساعات على دخولها واجهت مقاومة شرسة قتل على إثرها ضابط وثلاثة جنود مما دفع الجيش الاسرئيلي للمرور بشوارع بيروت عبر مكبرات الصوت مناديا " يا أهل بيروت لاتطلقوا النار على جيش الدفاع نحن منسحبين " .. وبالفعل تم الانسحاب على وجه السرعة ، اكتشف الاسرائيلي صعوبة بقائه في مدينة كل مافيها يحاصره وانه دخل الى المكان الخطأ ، بل الى الفخ الذي نصبه لنفسه واوقع قواته فيه. كان ضعيفا الى درجة انه تمنى على البيروتيين ان يرأفوا به. اليوم يكرر الأميركي كلاما مشابها لما حدث في بيروت. صحيح ان زمانا طويلا بين التجربتين ، لكن المعنى يظل قائما. ومثلما انسحب الاسرائيلي على دفعات من بيروت وبقية المناطق هاهو الاميركي يؤكد سحب قوات له في شهر يوليو القادم على ان يتبعها بقوات اخرى وهكذا. ان مشروع الانسحابات عندما يبدأ يظل قائما الى ان تنكشف الحقيقة في لحظات. ففي فيتنام انسحب الاميركي بشكل عشوائي لاتزال طائرات الهيلكوبتر الاميركية وهي تستقبل هاربين معلقين فيها عالقا في الاذهان ، في حين انسحب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 تاركا وراءه كومة من المتعاملين معه كانوا احتشدوا عند الشريط الشائك طالبين أخذهم معه وهو في الوقت ذاته يطلق الرصاص عليهم كي لايتحمل مسؤولية بقائهم في إسرائيل. وهكذا جرى عندما انسحبت القوات الفرنسية من الجزائر حين تعلق بها عدد كبير من المتعاملين معها وكان ذلك عشوائيا ايضا. يعيش الواقع الاميركي في العراق اليوم بين كر وفر. مرة يتأمن وجوده من خلال القتال بين " الصحوة " وببن " القاعدة " ومرة عندما ينسحب الصحوة من ائتلافهم مع الاميركي فنراه يشعر بالاضطراب على وجوده ، انه وسط كلمات متقاطعة عليه ان يعرف ان قتلاه سيظلوا يتساقطون يوميا ولكن كيف ؟ سؤال يمكن للاميركي الاجابة عليه لكنه لايستطيع هضمه نظرا للفرز غير الظاهر بين المقاومة العاملة ضده وبين تلك الرافضة لوجوده لكنها دخلت في لعبة الثأر التي لن تمتد طويلا حتى تظهر على حقيقتها . فالقتال بين جماعة " الصحوة " و" القاعدة" ليس معركة استراتيجية ولا هي ثابتة في التحديات الداخلية التي تواجه العراقي الآن وفي البعيد . ومهما استمد الصحوة سلاحا من المحتل فهم في النهاية سيرتدون عليه عندما تصل الأمور الى فرزها الحقيقي. هل سيتجاوب الصدر مع طلب بتراوس بعدم اطلاق النار على قواته ؟ على مايبدو انه كذلك ، لكن الامر لن يدوم طويلا اذ مابالغ الاميركي في تعنت البقاء الطويل في العراق ! ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 2 أخبار الفرح في العراق وليد الزبيدي الوطن عمان العديد من الاتصالات، تلقيتها خلال الأسابيع الماضية، من أصدقاء ومعارف من داخل العراق، جميعها تبعث السعادة في النفس، وتضيف الأمل إلى القلوب، وتنعش الصورة الثابتة، ورغم أن الاتصالات جاءت من مناطق مختلفة من العراق، إلا أنها تتحدث عن صورة واحدة، يمكن اختصارها بالآتي: إن الجهد المقاوم الذي يتبناه الرجال في العراق، يتوسع ميدانيا، ويزداد ضراوة ضد قوات الاحتلال الاميركي والبريطاني وسواها من قوات الاحتلال، وأن الهجمات تحصل بصورة يومية، سواء بتفجير مدرعات المحتل وكاسحات الالغام المتطورة ، باستخدام العبوات الناسفة، أو شن الهجمات بالاسلحة المحمولة، كما ان القناصين الابطال، يوقعون المزيد من الخسائر بين جنود الاحتلال الاميركي، حيث يصوبون فوهات بنادق القنص، لتحصد الرؤوس التي احتلت العراق وقتلت واعتقلت وأذلت وأهانت الآلاف من أبناء هذا البلد، وتزداد تفاصيل الروايات، التي لم يتحدث عنها الاعلام، الذي يخضع لسيطرة وهيمنة الولايات المتحدة، فتأتيك الأخبار عن هجمات صاروخية على قاعدة القوات البريطانية في مطار مدينة البصرة، وفرضت هذه القوات تعتيما تاما على الخسائر التي تلحق بها داخل هذه القاعدة، التي انهزمت اليها بعد ان تكبدت الكثير من الخسائر على أيدي أبناء العراق في مدينة البصرة الفيحاء. آخرون يتحدثون عن هجمات عنيفة ضد القواعد الاميركية في مدينة الرمادي وفي الثرثار والفلوجة، وأماكن اخرى، ويقول شهود العيان: إن الدخان يتصاعد إثر تلك الهجمات، وهناك من ينقل سماعه لصيحات الجنود الاميركيين وعويلهم وهم يتعرضون لهجمات المقاومة العراقية، حيث يواصلون حصدهم وإرسال الآخرين الى الولايات المتحدة بين جرحى ومجانين. من ديالي تأتي الأخبار، لتتحدث عن خسائر بين صفوف قوات الاحتلال، وهجمات يومية تستهدف دورياتهم وقواعدهم، وعلى مقربة من ديالي، تتعرض قاعدة البكر الجوية في ناحية يثرب التابعة لمحافظة صلاح الدين لهجمات بالأسلحة والقنص والعبوات الناسفة. في مدينة الموصل الحدباء، يوقع المقاومون الكثير من الخسائر بقوات الاحتلال، وبانتظار هزائم اكبر وأوسع، ولايختلف الأمر في مدينة العمارة والكوت والديوانية، فالجميع يتحدثون عن موقف عراقي واحد لطرد الاحتلال بعد انهاكه والحاق اكبر الهزائم به. اردت ان انقل بعضا من اتصالات الاصدقاء، التي تروي نتفا قليلة من الاحداث الكبيرة والهائلة، التي يقودها المقاومون في العراق ضد قوات الاحتلال. wzbidy@yahoo.com ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 3 حان الوقت للواقعية الكردية مايكل اوهانلون وعمر طسبينار الوطن عمان بشكل متزايد يبدو أن الأكراد في العراق يقومون بمحاولات من أجل تعزيز المصالحة السياسية بين الجماعات الطائفية الكبيرة في بلدهم. وبما أن مستقبل العراق يتوقف على ترسيخ مثل هذه الروح من التسوية والوصول الى حل وسط، فإن هذا الاتجاه من المحتمل ان يكون له مضامين كبير بالنسبة للعراق وجيرانه والولايات المتحدة. وهنا تبرز قضيتنان أساسيتان.الأولى أن الأكراد يبدأون في تطوير حقول نفط في إقليمهم مع مستثمرين أجانب بدون أي دور لبغداد في ذلك مدعيين ان دستور العراق لسنة 2005 يسمح بذلك.غير ان الاجزاء ذات الصلة من الدستور العراقي (الفقرات 109 و112 ضمن فقرات اخرى)تنص على ان مستقبل ابار النفط يتم تطويرها في المحافظات والاقاليم العراقية بالتنسيق مع الحكومة المركزية. الثانية،ان الاكراد يريدون استعادة مدينة كركوك وحقول النفط المحيطة به التي يمكن ان تحوي نحو 15% من الاحتياطيات الاجمالية للعراق.ويدعي الاكراد ان كثير من الممتلكات في المدينة تم الاستيلاء عليها منهم خلال برامج"تعريب"صدام حسين للمدينة.ويريد الاكراد استعادة ممتلكاتهم وعقاراتهم.وبشكل اوسع فانهم يريديون السيطرة على سياسة كركوك وضواحيها بما في ذلك امكانية ضم كركوك ونفطها الى اقليم كردستان العراق(التي يامل كثير من الاكراد ان تصبح مستقلة في النهاية). وجراء هذه الطموحات,صار من الصعب اجراء استفتاء على مستقبل كركوك وهو الاستفتاء الذين كان مفترض اجرائه بحلول نهاية العام الماضي. ان الاكراد يرتكبون خطأ جسيما.ويجب عليهم اعادة التفكير في نهجهم سواء بشكل يتناسب مع رد الجميل للولايات المتحدة التي منحتهم الفرصة للمساعدة في بناء عراق ما بعد صدام او على صعيد مصلحة الاكراد وجيرانهم.حيث يجب ان يكون لبغداد دورها في تطوير حقول النفط المستقبلية وفي تقاسم العائدات؛ويجب ان تظل كركوك على ما هي عليه في النظام السياسي العراقي او ربما تحصل على وضع خاص.ولا يجب ان يتم ضمها الى كردستان. من الصعب التأكد من ذلك، غير انه يبدو ان الاكراد يعتقدون انه لو فشل العراق، فإنهم سوف يكونون على ما يرام.وبموجب هذه النظرية، فإنه لو تفتت البلد، فإن الولايات المتحدة سوف تقف بجوار اصدقائها الاكراد وتقيم قواعد عسكرية في كردستان العراق وفي النهاية سوف تسهل الطريق امام استقلالها.وأعطى عدد من الاميركيين البارزين مباركة مؤقتة لهذا الحلم بشكل اقنع الاكراد بأن هذا الحلم يمكن ان يصبح حقيقة. ونحن نشك في ذلك بقوة.فكردستان منطقة جبلية تشبه جزيرة بين عدد من الدول المتاخمة لها في الشرق الاوسط.حيث تجاورها كل من تركيا وسوريا والعراق وإيران.واثنان من هؤلاء الجيران اعداء للولايات المتحدة؛ ولكل من هؤلاء الجيران قضاياهم مع أكراد العراق؛ ولن يتطلع احد منهم للتساهل مع نوع من التحليق الجوي العسكري الاميركي الذي يمكن ان يكون مطلوبا لتعزيز القواعد في كردستان حال تفكك العراق. كما انهم بالضرورة لن يسمحوا لاكراد العراق بتصدير النفط عن طريق اراضيهم وموانيهم. ولماذا يمكن ان ترغب الولايات المتحدة في إقامة قواعد عسكرية في كردستان؟ انها حتى لو اتجهت الى حرب ضد ايران، فإن عددا كبيرا من الدول الاخرى هي في وضع افضل لكونها مجاورة للطرق البحرية الدولية والفضاء الجوي. وربما تكون تلك البلدان ليست كلها موالية لاميركا مثلما هو حال اكراد العراق،غير انه اذا تزايد التهديد من قبل ايران، فإن بعض منها من المحتمل ان يمكن لها هدف مشترك مع الولايات المتحدة. المؤكد ان كثيرا من الاميركيين معجبون بالديمقراطية والرخاء والمرونة لدى الاكراد. كما يشعر الاميركيون ايضا بدين اخلاقي بعد السماح لصدام بقمع الاكراد مرات كثيرة في الماضي.غير انه بعد حماية الاكراد منذ عام 1991 وانفاق مئات البلايين من الدولارات وخسارة ارواح آلاف الاميركيين في العراق على مدى السنوات الخمس الماضية، فإن هذا الدين الاخلاقي يكون قد تم تسديده الى حد ما. واذا لم يساعد الاكراد الولايات المتحدة الآن في إحلال الاستقرار للعراق، فهل يكون هناك بالفعل احساس بهدف مشترك ومجموعة من المصالح المشتركة بين الشعبين؟ بدلا من السعي الى تحقيق مخطط خيالي في كركوك وحلم الاستقلال، يجب على الاكراد اختيار الواقعية.وهذا يعني الاقرار بأنه حال تفتيت العراق،سيكون عليهم ان يتولوا امرهم بأنفسهم وحدهم.كما يعني ايضا الاقرار بأن تركيا مع وجود 15 مليون كردي فيها اعصابها متوترة جدا بشأن استقلال كردي.ومع ذلك فإنه يجب على اكراد العراق ان يدركوا ايضا ان حرب تركية-كردية ليست أمرا حتميا.بل في الحقيقة فإنه مع وجود قيادة واعية في أنقرة واربيل،وتعاون اقتصادي وسياسي وعسكري تركي-كردي-والذي بدا بعمليات مشتركة ضد عناصر حزب العمال الكردستاني- فان ذلك يمكن ان يؤدي الى صداقة قوية حقيقية.وبشكل عام فإن تركيا تعد من اكثر الجيران ديمقراطية وعلمانية وموالاة للغرب وهي الصفات التي تشاطرها فيها كردستان العراق. امام اكراد العراق مستقبل غير عادي.غير انهم يواجهون خيارا حاسما:وهو انهم يمكنهم تحقيق هذا المستقبل عن طريق التوصل الى حل وسط مع رفقائهم العراقيين واقامة شراكة مع تركيا وتقوية علاقتهم مع الولايات المتحدة.او انهم يستطيعون الاستمرار في السعي الى تحقيق مخططتهم الخاص بهم بالطريقة التي تفتت في النهاية بلدهم وتزعزع استقرار المنطقة برمتها. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 4 هل من مؤيد لميزانية الدفاع الأمريكية الجديدة؟ ويليام أركين واشنطن بوست إن ميزانية الرئيس جورج بوش الخاصة بالأمن القومي، والتي تبلغ ثلاثة أرباع تريليون دولار أمريكي، والتي تعد الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، تعطي الانطباع إن الإدارة الأمريكية تدعم القوات المسلحة. تشتمل ميزانية الدفاع على 149 بليون دولار لزيادة الرواتب وتمويل الرعاية الصحية، كما أ ن هناك 8,9 بليون دولار أخرى لتحسين نوعية الحياة للجنود. أضف إلى كل ذلك ميزانية المحاربين القدامى التي تبلغ 93,7 بليون دولار وهي تعادل ضعف الإنفاق الذي كان ساريا عندما تولى الرئيس بوش الرئاسة. ثمة شيء يقلقني في كل هذه الأموال، هذا لا يعني أننا ندين لجنودنا ولمحاربينا القدامى بشيء. بل في الواقع إننا نحن الأمريكيين بينما ندفع الكثير لجيشنا، لا نحصل بالضرورة على أفضل جيش ممكن. إن أفضل جيش هو ذلك الذي نتشاطر جميعا المسؤولية فيه ونساهم فيه بأبنائنا وبناتنا. بدأت معالجة هذا السؤال خلال الأسبوع الماضي عندما قلت متسائلا إن الجيش يواجه مشكلة في تعيين المجندين لأن المجتمع بوجه عام لا يساند مختلف جهودنا في الحروب، وليس مجرد الحرب في العراق. هنالك شخص يدعى جي إيه قال إن نجله يخدم في الجيش سمع حديثي حول هذا الموضوع في راديو فيرمونت وكتب ما يلي: ربما ينبغي علي أن أتفق أن المجتمع بوجه عام لا يؤيد جهود الحرب، فكثيرون جدا من أفراد المجتمع ربما لا يشعرون بالارتياح تجاه الحرب الدائمة، لكنهم لا يفهمون تحديدا كيف يمكن تغيير هذا الوضع. فهم جميعا ليس لديهم أي خبرة عسكرية. قلت في مقالتي السابقة إن الولايات المتحدة تعاني من أزمة في الأمن القومي، وقلت إن الجيش فقد حدوده الدنيا في تجنيد المتطوعين في عام ،2007 وأن الجيش يعاني صعوبات بالغة في محاولة ملء الرتب المختلفة في وقت الحرب، كما أنه يخفض من معايير جودة المجندين المقبولين. ومما لا شك فيه أن هذ الحال يضع قواتنا المسلحة في مشاكل طويلة الأجل في ميدان المعركة. كما أنه يثير سؤالا أكبر عن استعداد الدولة برمتها على دعم القوات الأمريكية. أشارت دراسة جديدة أجراها مشروع الأولويات الوطنية، وهو مؤسسة بحثية تتخذ من ماساتشوستس مقرا لها، إلى أن نسبة المجندين الذين يلتحقون بالجيش من الحاصلين على دبلوم عال انخفضت إلى أدنى مستوياتها في عام ،2007 وتقل بحوالي 20٪ عن النسبة المستهدفة. كما رأت الدراسة أن متوسط العلامات الخاصة باختبارات المؤهلات قد انخفضت أيضا. رد الجيش قائلا إننا لا نعين أي شخص في الجيش إذا لم نشعر أنه مؤهل للخدمة كجندي. لكن رد الجيش على مشكلة التجنيد وانخفاض المعايير وتخفيف القيود الخاصة بالعمر، وزيادة العلاوات والحوافز الاقتصادية الأخرى، لا يمكن إلا أن تكون مجرد حل مؤقت. المعروف إن المجندين الأقل تأهيلا يخرجون من الجيش بسرعة، وبالتالي يقوم الجيش بتجنيد من هم أقل من الجنود لكنهم يتمتعون بقدرات ومؤهلات تعليمية أعلى. وفي الواقع نجد أن هؤلاء أقل قدرة على تنفيذ المهام الموكلة منهم، كما أنهم أقل قدرة على البقاء في ميادين المعركة في العالم الاكثر تعقيدا. ربما يمكن أن يؤدي انتهاء فترة إدارة بوش ثم عملية الخروج من العراق إلى تشجيع المزيد من الشباب الأكثر تأهيلا والاكثر تحمسا للانضمام إلى الجيش. لكنني أعتقد أن القضية أكبر من مجرد العراق وبوش. أكدت دراسة الأولويات الوطنية على أن الأسر ذوي الدخل المنخفض والدخل المتوسط هي التي تساهم بنصيب الأسد من المجندين الأمر الذي يؤكد أن الجيش الأمريكي لا يمثل المجتمع الامريكي. وأنا أعتقد أن أحد أسباب هذا التوجه هو ان الأمريكيين لا يشعرون بالارتياح إزاء مغزى الحرب ضد الإرهاب. مازال التلويح بالاعلام والشعارات وتبجيل القوات الأمريكية بشكل يجعل العيون تدمع جاريا. لكن الوطنية شعار أجوف. والحقيقة أن الدولة برمتها لا تؤيد الحروب التي تشنها الإدارة بزعم دحر الإرهاب، كما أن زيادة حجم الجيش وتخصيص المزيد من الأموال لوزارة الدفاع لن يعالج هذه المشكلة الأساسية. كنت أجلس في الطائرة في فيلادلفيا منذ شهرين متوجها من برلنجتون إلى تشارلوت. وكان على ظهر الطائرة جندي مجند في الجيش، وكان هناك رجل لطيف يجلس في الدرجة الأولى، وكان يبدو أنه محام أو رجل أعمال. ذهب هذا الرجل إلى الجندي وأعطاه مقعده. أنا شخصيا اعتقدت أن هذه بادرة طيبة، لكنني تساءلت، هل يمكن لهذا الشخص أن يشجع ابنه للانضمام إلى الجيش؟ هذا هو المحك الحقيقي، وأنا شخصيا كنت أشك في ذلك. لا أحد من جيراني السابقين من الطبقة المتوسطة العليا في كولومبيا يخدم أي من أبنائه في الجيش. تذكرت أيضا فترة خدمتي في الجيش منذ أربعين عاما، وكيف أنه ما كان يمكن لأي أحد يجلس في مقاعد الدرجة الأولى بالطائرة أن يعطيني مقعده. فجميعهم كان يمكن أن يكون قد خدم في الجيش في مرحلة ما في حياته، وما كان ينبغي على أي منهم أن يتقدم بمثل هذه البادرة. قصة الطائرة جذبت انتباهي كثيرا. لذلك، عندما قرأت قصة مثيرة عن مشاكل الأمراض العقلية التي عانى منها جنود مشاة البحرية الأمريكية شدتني هذه الفقرة التي تصف تجربة طبيبة متقاعدة في القوات الجوية. لم يسمح للطبيبة إعادة الجرحى إلى الوطن على متن طائرة تجارية. القاعدة كما تقول الطبيبة «هي أنه لا يمكن للجرحى أن يركبوا الطائرات التجارية إذا كانو يعانون من إصابات واضحة لكي لا يشعر الشعب الامريكي بالإحباط». كانت الطائرات العسكرية باردة جدا لدرجة أن القوات الجوية بدأت شراء القبعات والأوشحة والقفازات، وهذا هوالوضع اليوم. كتب أحد الضباط رسالة إلكترونية طلب فيها تبرعات جاء في الرسالة ما يلي (نفضل القفازات لأنها غالبا ما تناسب الأيدي والأصابع المصابة). يمكن صناعة القفازات بصورة دقيقة، ويمكن أن يزداد الغضب من أن الحكومة غالبا ما تتعامل بجبن مع الجنود المصابين الذين يعانون من مشاكل عقلية أو بدنية. بيد أنني أشك في هذه اللحظة أن طاقتنا العالمية، وغضبنا وحزننا هي بالفعل إحدى مظاهر عدم الارتياح العميق. حتى عندما تتحدث صحيفة يسارية مثل «ذي نيشن» في مقالها الافتتاحي عن جيش احبطت معنوياته، كما لو كانت تطالب بجيش أكثر قوة، فإنه من الواضح أن الجيش أصبح كرة قدم سياسية، مؤسسة خارجية تشيد بذلك الجندي على ظهر الطائرة لكنها ليست تلك المؤسسة التي يمكن اعتبارها جزءا من نسيج المجتمع الأمريكي. لا أحد في العالم السياسي يستطيع أن يؤيد ميزانية الدفاع الأمريكية خلال العام الحالي، وعندما يفكر الرئيس الجديد في ما ينبغي عليه أن يفعله بشأن العراق، وبشأن الحروب الأمريكية الأخرى، فمن غير المرجح لذلك الرئيس أن يسأل نفسه تلك الأسئلة الصعبة عن الصلة بين المجتمع والجيش. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 5 المرحلة العراقية التالية ديفيد ايغناطيوس واشنطن بوست يبدو أن الدور الأمريكي المستقبلي في العراق، قد بدأت أُطره تتحدّد، من خلال قضيتين، تجري مناقشتهما حالياً في بغداد وواشنطن، الأولى هي الجدل القائم داخل صفوف إدارة بوش، حول الجدول الزمني لخفض عديد القوات الأمريكية هذا العام، والثانية، هي المفاوضات الأمريكية- العراقية بشأن الوضعية القانونية للقوات الأمريكية التي ستبقى في العراق بعد عام 2008. وهذه النقاشات تجري ضمن إطار قناعة بأنّ السياسة الأمريكية في العراق، قد بدأت، أخيراً، تعطي ثمارها، وبأنه يجب إيجاد إطار عملي للحفاظ على المكتسبات الأمنية التي تحققت خلال العام المنصرم. لكنّ هذا التخطيط العسكري لا ينسجم بسهولة مع المزاج السياسي داخل أمريكا والعراق، حيث لا يزال الرأي العام متشككاً بشأن الاحتلال العسكري الأمريكي، حتى لو كان في طور تحقيق أهدافه. إن التقدم هنا، لا يمكن إنكاره، سواءً على صعيد الأمن على الأرض، أو على صعيد الحوار السياسي بين الفرقاء والأحزاب في العراق. فالشعب العراقي لم يعد يتذمَّر من الأوضاع الأمنية بل من سوء الخدمات. والسؤال هو هل هذه النهضة العراقية قادرة على الاستمرار في الوقت الذي تخفض أمريكا عديد قواتها المقاتلة؟ فالجيش العراقي لا يزال بعيداً عن المستوى الذي يؤهله الإمساك بالمسؤولية الأمنية الكاملة في البلاد. وقد تمضي سنتان قبل أن يصبح قادراً على التصرف بشكل مستقل تماماً عن القوات الأمريكية. ويتمحور الجدل والنقاش حول المدة الزمنية التي تتطلبها عملية إعادة تقييم الوضع بعد انسحاب كامل القوة الإضافية الأمريكية، في نهاية يوليو القادم. والجنرال «بيتريوس» القائد الميداني الأعلى، لا يريد المجازفة بخسارة ما حققه على الصعيد الأمني، ويرغب بفترة زمنية لإعادة التقييم لا تقلّ عن ثلاثة أشهر، وقد يطلب إبقاء جميع تلك القوات في العراق حتى نهاية عام 2008، والرئيس بوش الراغب في ترك منصبه في يناير القادم، قد يرفض أيضاً أي خفض إضافي للقوات في العراق. غير أن وجهة نظر معاكسة تفضل حصول عملية تسلسلية ومتواصلة للإنسحاب، تتلاءم مع الرغبة السياسية في كل من أمريكا والعراق، وأصحاب هذه النظرية، ومنهم ضباط بارزون في القيادة الوسطى، يتخوفون من أن الحفاظ على عديد القوات، كما كان قبل الزيادة الأخيرة، سوف ينعكس سلباً على الجيش الأمريكي. وهناك أيضاً عامل الخطر السياسي، وهذا يعني أنه إذا أبقى الرئيس بوش قوة كبيرة في العراق، حتى نهاية ولايته مطلع عام 2009، فإن الرئيس التالي يمكن أن يُصدر أمراً يقضي بإجراء تغيير سريع في السياسة، أي بتخفيض كبير ومفاجئ في عديد القوات في العراق، وهذا يمكن أن تكون له تداعيات كارثية على الأمن في العراق، ولذلك طالب مسؤولون في البنتاجون، وقيادة الجيش بإجراء الانسحاب بشكل تسلسلي ومتواصل، الأمر الذي يسمح للعراقيين والأمريكيين بوضع مخططات واضحة للعمليات خلال عام 2009 وما يليه. في غضون ذلك، بدأ مسؤولون أمريكيون بالتفاوض مع مسؤولين عراقيين، بشأن الوضع القانوني، لما سيتبقى من قوات أمريكية في العراق، في 2009، وما بعده. والهدف من وراء ذلك هو التوصل إلى «اتفاقية أمنية» جديدة، لتحل مكان التفويض الدولي الذي ينتهي مع نهاية العام الجاري. وإذا لم يأخذ المخططون الواقع السياسي الفعلي، من ضمن حساباتهم، وإذا لم يطمئنوا العراقيين والأمريكيين على السواء، بأن معظم القوات الأمريكية سوف ينسحب تدريجياً من العراق، فإن الأمر سيتحول إلى «مهمة مستحيلة» جديدة. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 6 الإرث الوحيد ... هو الفشل جهاد الخازن الحياة إذا كان من إرث يجزى عليه جورج بوش الابن أو يجازي، فهو عندي العراق، وأقول هذا وقضية فلسطين هي قضيتي الأولى، والأزمة السياسية اللبنانية تطاولني شخصياً وأسرتي معي. منذ البداية، لم أهتم كثيراً بكلامه عن دولة فلسطين المستقلة لأنني قررت انه سيبقى كلاماً يعجز عن تنفيذه حتى لو أراد، أما تأييده الغالبية النيابية اللبنانية، فهو مجرد كلام أيضاً، ويؤذي الغالبية لأنه يصورها وكأنها في خندق واحد مع الولايات المتحدة. الإرث لإدارة بوش هو في العراق الذي غزته الولايات المتحدة لأسباب ملفقة بالكامل، فلا أسلحة دمار شامل، ولا علاقة مع القاعدة. ولم تتحقق الديموقراطية في العراق ليصبح نموذجاً للشرق الأوسط، وإنما أُجريت انتخابات طائفية أفرزت برلماناً طائفياً، ودخل العراق إرهابيون من نوع القاعدة المجرمة، ودمر البلد على رأس أهله فقتل مباشرة في الحرب أو بسببها مليون عراقي (عندي دراسة جديدة عن الأرقام) وشرد 4.5 مليون عراقي منهم 2.3 مليون في سورية والأردن وغيرهما، و2.2 مليون في داخل بلادهم. اليوم تتحدث الإدارة الأميركية عن نجاح، وأخشى أن تصدق نفسها، فلا نجاح البتة، والعنف مستمر، وهناك قتل يومي، من عمليات انتحارية الى جثث بلا رؤوس، الى خطف وقتل على الهوية أو طلب فدية. كيف نجحت الحرب على العراق مع هذه الخلفية؟ العنف انخفض في العراق في الأشهر الأخيرة، مع أن الموت عام 2007 كان الأعلى منذ 2003، لذلك قررت الإدارة أنها نجحت، وهذا كله من دون أن نذكر نقص الخدمات، وأحياناً انعدامها، وكيف أن إنتاج النفط في العراق الآن عاد الى معدله قبل الحرب ومع ذلك يبقى إنتاج الكهرباء نصف حاجة البلد، وهو في بغداد تسع ساعات في اليوم، مع أن صدام حسين نجح في إصلاح محطة الدورة خلال أشهر من انتهاء الحرب عام 1991، وهو تحت الحصار. الرئيس بوش قال يوماً: «نقاتلهم هناك حتى لا نقاتلهم في شوارع المدن الأميركية». أي أنه اختار أن ينحر العراق لحماية بلاده من دون ذنب جناه. وهو في خطابه عن حال الاتحاد قال: «نبقى في العراق حتى لا تقوى إيران»، ونسي أنه شخصياً زاد قوة إيران ونفوذها أضعافاً، بتدمير خصميها الى الشرق والغرب، ثم جاء الآن ليواجهها. والرئيس يتحدث عن خوض «كفاح عقائدي حاسم» للقرن الحادي والعشرين، مع أن القرن لم يكمل عقده الأول، ولا بد من أن تكون هناك صراعات عقائدية كثيرة مقبلة. اليوم كل استطلاع للرأي العام العراقي يظهر أن حوالى 80 في المئة من المواطنين يريدون رحيل القوات الأميركية، إلا أن هذه ديموقراطية لا تناسب إدارة بوش لذلك فهي تفاوض حكومة نوري المالكي على اتفاق أو معاهدة لتنظيم الوجود الأميركي في العراق بعد أن تنهي في 31/12/2008 انتدابها بموجب تفويض الأمم المتحدة، والسفير العراقي في واشنطن سمير الصميدعي يقول إن المفاوضات ستبدأ قرب نهاية هذا الشهر. لا يمكن أن يقوم اتفاق عادل متكافئ بين طرف تحت الاحتلال والطرف المحتل، والمفاوض الأميركي لا يفاوض بل يملي، وقد كاد الإعلان الأميركي في 26/11/2007 عن المفاوضات يفضح نفسه، فهو تحدث عن تعهد بأن تحمي أميركا النظام العراقي الديموقراطي من التهديدات الداخلية والخارجية، وهذا غير ممكن من دون معاهدة عسكرية مفتوحة. الحكومة العراقية مقسومة على نفسها وضعيفة، ومثلها البرلمان، والديموقراطيون في أميركا لا يريدون اتفاقات تكبّل الرئيس القادم. والشعب العراقي لا يريد الأميركيين أصلاً، ومع ذلك فإدارة بوش تطالب حكومة المالكي بصلاحيات واسعة لخوض عمليات عسكرية، وحماية الجنود الأميركيين من أي ملاحقة قانونية عراقية، في قضايا مثل أبو غريب، أو قتل مدنيين على الحواجز، بل انها تريد حماية المتعاقدين المدنيين مع القوات الأميركية وهو ما لم يحدث في أي بلد آخر في العالم. هناك الآن 154 ألفاً من المتعاقدين مع قوات الاحتلال، وبينهم 13 ألفاً من شركات حراسة خاصة، مثل بلاكووتر، اتهمت بارتكاب جرائم، ومع ذلك تريد إدارة بوش حماية كل هؤلاء من حكم القانون. الأميركيون يريدون إكمال المفاوضات مع الجانب العراقي في 31/7/2008، أي قبل خمسة أشهر من انتهاء تفويض الأمم المتحدة لضمان بقائهم في المستقبل. الولايات المتحدة تبني قواعد عسكرية هائلة في العراق، وفي حين قالت تصريحات أميركية عن أن هذه القواعد لن تكون دائمة فإن المعاهدة التي تطلبها إدارة بوش تحتاج الى قواعد عسكرية ما استمر مفعول المعاهدة. لا أعتقد بأن هناك عراقيين، أو عرباً ومسلمين، يقبلون ترسيخ الاحتلال تحت أي مسمى، والإرث الوحيد لجورج بوش في العراق هو الفشل، وهذا حصل ولا نجاح بعده. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 7 الوضع الاستراتيجي في الخليج... دراسة استشرافية 2025 عبدالعزيز بن عثمان بن صقر الوسط البحرينية تسعى هذه الورقة الى استشراف الوضع الاستراتيجي في منطقة الخليج حتى العام 2025، والبحث في المعطيات والشروط التي يمكن أن توفر فرص الأمن والاستقرار والتحول الديمقراطي في المنطقة. وتأتي هذه الدراسة الاستشرافية في الوقت الذي تشهد منطقة الخليج الكثير من التحديات الأمنية والجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن أبرز هذه التحديات: الوجود العسكري الأجنبي، وتحديداً الأميركي، في منطقة الخليج، وأزمة الملف النووي الإيراني، وتداعيات الملف العراقي، وملف أمن الطاقة وأسعار النفط، وخطر التنظيمات الإرهابية، ومعضلة البحث عن صيغة مستقرة للعلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران. كل هذه التحديات المتداخلة وغيرها تجعل مستقبل المنطقة مفتوحاً على كل الاحتمالات. من هنا فقد بات من الضروري استشراف هذا المستقبل من قبل أبناء المنطقة المهمومين حتى يتسنى بلورة بعض الرؤى والمقترحات التي من شأنها تجنيب المنطقة مخاطر وكوارث قد تدفع بها إلى المجهول. وإن لم تخطط دول المنطقة لمستقبلها فسيخطط له الآخرون. وفي ضوء ذلك تأتي أهمية الدراسة المستقبلية الاستشرافية لقراءة الوقائع ورصد التحولات الجارية في منطقة الخليج من أجل وضع السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تشهدها هذه المنطقة خلال السنوات التي تفصلنا عن العام 2025، مع تحديد ماهية السيناريو المرغوب فيه أو المأمول، الذي يحقق طموحات وتطلعات شعوب دول المنطقة، وتحديد شروط ومتطلبات تحقيقه. وفي هذا السياق، كان لابد من أن تحدد الورقة أهم العوامل الحاكمة لمستقبل الوضع الاستراتيجي في الخليج في السنوات المقبلة ومن أبرزها ما يلي: 1. ميزان القوى في المنطقة، سواء على المستوى العسكري أم على المستوى السكاني أو الاقتصادي أو العلمي، وفي هذا السياق نعرض ومن منظار مقارن لموازين القوى بين دول مجلس التعاون الخليجي وكل من إيران واليمن والعراق، مركزين أساساً على موازين القوى العسكرية، والبشرية، فضلاً عن موازين القوى الاقتصادية، والقدرات العلمية والتقانة. 2. طبيعة وحدود التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي، مع التركيز على التعاون الاقتصادي والعسكري. فهذا العامل من العوامل الرئيسية التي سترسم حدود دور دول المجلس في صياغة مستقبل المنطقة، ومدى فاعلية هذا الدور. 3. مستقبل الطلب العالمي على النفط الخليجي ومعضلة أمن الطاقة. وهذا العامل سيرسم حدود الاهتمام العالمي بقضية الأمن في الخليج. 4. التطورات الداخلية على الساحة الإيرانية وتأثيرها في مستقبل الوضع الأمني في الخليج، وفي علاقة إيران بدول مجلس التعاون. فطبيعة النظام السياسي الحاكم في إيران سوف تنعكس على دوره كمصدر للاستقرار أو لعدم الاستقرار في المنطقة. 5. أزمة الملف النووي الإيراني وتداعياتها الإقليمية والدولية، وتأثيرها في أمن دول مجلس التعاون. وأسوأ السيناريوهات المرتبطة بهذا الملف هو أن تنشب حرب جديدة بسببه. 6. مستقبل الأزمة العراقية. وسيكون لشكل هذا المستقبل تأثيراته الكبيرة في مستقبل المنطقة برمتها. فعراق مستقر وموحد ويتحرك بفاعلية على طريق التنمية هو خلاف عراق مفكك يشكل بؤرة لتفريخ وتصدير التطرف والإرهاب. 7. الوجود العسكري الأميركي في الخليج. ويعد هذا من العوامل الرئيسية المرتبطة بمستقبل الدور الأميركي في المنطقة. وهو دور سيكون له تأثيراته في صياغة مستقبل المنطقة. 8. مستقبل العملية الإصلاحية في دول مجلس التعاون الخليجي. وانطلاقاً من دراسة هذه العوامل تصل الورقة إلى تحديد خمسة سيناريوهات لمستقبل الوضع الاستراتيجي في المنطقة، مع تحديد شروط تحقق كل من هذه السيناريوهات، وانعكاساته على دول مجلس التعاون الخليجي، وأخيراً السيناريو الأكثر ترجيحاً للمنطقة. السيناريو الأول: هو سيناريو الأزمة الممتدة، أي استمرار الوضع الراهن في المنطقة على ما هو عليه، سواء لجهة الوضع في العراق، أو لجهة النفوذ الأميركي في المنطقة، أو لجهة الملف النووي الإيراني، أو الوضع الداخلي في إيران، أو العلاقات بين دول مجلس التعاون. وسيكون لهذا السيناريو إذا ما تحقق انعكاسات على دول الخليج، كاستمرار حالة القلق في شأن مستقبل المنطقة، واستمرار الصراعات الطائفية في العراق، واستمرار أسعار النفط عند معدلات مرتفعة، واستمرار الإنفاق العسكري المتزايد في دول المنطقة، وتعرض بعض دول الخليج لعمليات إرهابية. السيناريو الثاني (الكارثي): وهو سيناريو سيتحقق في حالة توافر شروط ومعطيات من أبرزها تفكك العراق، واندلاع حرب خامسة في الخليج بسبب الملف النووي الإيراني، الأمر الذي سيترتب عليه تداعيات كارثية على المنطقة، بدءاً من تصدير العنف والإرهاب إلى دول المنطقة بسبب تفكك الدولة العراقية، وتدفق اللاجئين العراقيين إلى دول المجلس، واستهداف المصالح الأميركية في المنطقة كرد فعل على الهجوم العسكري الأميركي ضد إيران، وتحرك عناصر من الجوالي الإيرانية الموجودة في دول الخليج، وكذلك تحرك بعض الفئات الشيعية من مواطني دول الخليج وقيامها بأنشطة وردود فعل احتجاجية تعاطفاً مع إيران، فضلاً عن احتمال تعطل الملاحة في مضيق هرمز. السيناريو الثالث: امتلاك إيران قنبلة نووية (سيناريو هيمنة إيران النووية على الخليج)، ومن أبرز تداعيات هذا السيناريو: تحول إيران إلى قوة مهيمنة على دول المنطقة، وسيطرتها على العراق، وتمسكها باستمرار احتلال الجزر الإماراتية، وتدخلها في الشئون الداخلية لدول المنطقة من خلال تحريكها للجماعات الشيعية في هذه الدول، وهو أمر يمكن أن يدفع بدول مجلس التعاون، وتحديداً السعودية، إلى السعي بدورها لامتلاك سلاح نووي في مواجهتها. السيناريو الرابع: وقوع الخليج تحت هيمنة أميركية ـ إيرانية مشتركة. وسيكون لهذا السيناريو تداعيات كثيرة أبرزها: قيام تنسيق استراتيجي بين إيران والولايات المتحدة سيكون في الغالب على حساب دول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي سيجعل هذه الدول، وتحديداً السعودية، بوصفها كبرى دول المجلس الست، محاصرة بمحور واشنطن - طهران، الذي لن يمنع إيران من الاستمرار في التدخل في شئون دول المجلس الداخلية بموافقة ضمنية أميركية. السيناريو الخامس (التفاؤلي): وهو سيناريو تحقيق الأمن والاستقرار والديمقراطية والتنمية في المنطقة، ومن أبرز تداعيات هذا السيناريو: تجنب التهديدات الإقليمية، وشيوع الأمن والاستقرار على الصعيد الإقليمي والخليجي، والاهتمام أكثر بقضايا التنمية والإصلاح، وهو ما سينعكس تراجعاً في الإنفاق على التسلح، وسيعزر فرص الإصلاح السياسي في دول المنطقة. وفي الختام تحاول الورقة ترجيح كفة الاحتمال لأحد هذه السيناريوهات الخمسة، فترى أن السيناريو الأول هو الأكثر رجحاناً (أي سيناريو الأزمة الممتدة)، مع تزايد احتمالات التدهور فى بعض المجالات، لكن دون أن تصل الأمور إلى حد السيناريو الكارثي، اللهم إلا إذا اندلعت حرب بالمصادفة لأخطاء في الحسابات. وفي هذا السياق، فإن الأمر يؤشر إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في العراق لفترة من الزمن حتى وإن استمر العراق موحداً، واستمرار الخلل الاستراتيجي في بعض موازين القوى في المنطقة لمصلحة إيران، واستمرار الوجود العسكري الأميركي في المنطقة ولو بحجم أقل في بعض الدول. وكل ذلك يحتم الأمر على دول مجلس التعاون تعزيز التعاون والتنسيق في ما بينها وبخاصة في مجالات الأمن والدفاع، فهذا هو السبيل الوحيد لتعزيز قدرتها الذاتية على حماية أمنها ومصالحها في ظل بيئة إقليمية غير مستقرة. ومن المهم أن تتحسب هذه الدول لاحتمال اندلاع حرب جديدة في المنطقة ربما لأخطاء في الحسابات كما سبق القول، بما يتضمنه ذلك من ضرورات لبلورة خطط للتعامل مع التدعيات المحتملة لهذه الحرب فى حال نشوبها. كما يستدعي قيام دول مجلس التعاون، أكثر من أي وقت مضى، بتنسيق سياساتها في شأن التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية من ناحية، وتعزيز علاقاتها مع القوى الدولية الكبرى، كالصين وروسيا واليابان والاتحاد الأوروبي، من ناحية أخرى. كما أنه من المهم أن تقوم دول المجلس بتنويع مصادر دخلها وتعزيز قدراتها الإنتاجية مستفيدة من ارتفاع أسعار النفط وما يوفره لها ذلك من مصادر مالية تتيح لها توسيع دائرة خيارتها الاقتصادية. هذا فضلاً عن ضرورة سعي هذه الدول لتعزيز عملية الإصلاح السياسي الداخلي، على قاعدة التأسيس لعقد اجتماعي جديد تقوم عليه العلاقة بين المواطن والدولة، ويرتكز على مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان ودولة المؤسسات وسيادة القانون. فهذا هو الطريق الحقيقي لتعزيز الوحدة الوطنية الداخلية، وصد الباب أمام التدخلات الخارجية. ملخص تنفيذي لورقة قدمت في منتدى التنمية الذي عقد في المنامة في 8 و 9 فبراير/ شباط 2008. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 8 مفـارقــات كـرديـة جاسم الرصيف اخبار الخليج البحرينية عجيب إخواننا أكراد العراق انهم يتعاملون مع التأريخ وكأنه سلعة تباع وتشترى في سوق السياسة، او قطع طوب يمكن ان تحذف من اساس البيت أو احد جدرانه من دون خلل! وفي ابتعاد كثير من كتابهم عن حيادية العالم الذي يستقرئ التأريخ من معطياته القديمة لفهم مستجداته ، فهم مازالوا ينظرون لمشروعية الابتعاد عن مواطنيهم من عرب العراق لصالح عرقيات من دول الجوار وغير الجوار ، حسنا كان ام غير حسن. المدد الهوليوودي الذي هبط عليهم مع (هدية من الله) ــ كما قال (جلال الطالباني) ــ من خلال نبي الأكاذيب الـ (935) مازال يفقعنا (بمستجدات) تأريخية هي تكرار عجيب لمستجدات قديمة في شمال العراق ومن خلال وجوه اقدم من مفردة (كاكا) ــ ومعناها الأخ الأكبر بالكردية ــ جدّدها الاحتلال المركب: الأمريكي الايراني لأشخاص يتعاطون ذات خطاياهم القديمة على الظن والادّعاء انها تقدم (شيئا) لأكراد العراق، ولكنها في حقيقة وواقعية الأمر تثقل مستقبلهم بأوزار اخطاء وخطايا (قادة) غير آبهين بما يحصل من مستجدات تأريخ حقيقية في محيطهم الاقليمي وفضائهم الدولي، اذا كانوا قد حصلوا حقا على حيّز في هذا الفضاء. مجلة (ليفين) الشهرية الكردية في عددها الأخير اشارت الى: (اغتيال 300 من قادة وكوادر واعضاء الأحزاب الكردية الايرانية على يد المخابرات الايرانية في محافظة السليمانية)، كما اشارت الى ان الحكومة الايرانية مازالت تتعاطى: (ارسال المخدرات الى اقليم كردستان.. كعمل مخطط له)، وقبل ما كشفت عنه مجلة (ليفين)، متأخرة بعقود عن حقائق التأريخ، اكد (جلال الطالباني) مرات عديدة ومازال: (علاقته الجيدة) مع الايرانيين، الذين باتوا الظهير الحقيقي (لفخامته) قبل امريكا، وبذلك يؤكد هذا (القائد) الكردي انحيازه المصلحي الفردي لظهيره الايراني ضد ابناء جلدته انفسهم. وتذكر المجلة واحدة من اكبر حقائق التأريخ الايراني في شمال العراق لم يكتشفها أكراد العراق حتى هذه الأيام كما يبدو: (ان كل ما جرى في العقد الأخير من القرن الماضي من المواجهات الداخلية في كردستان كان من صنع النظام الايراني.. كل الرصاص الذي اطلقه الطرفان ــ حزب «جلال الطالباني« وحزب «مسعود البرزاني« ــ منذ عام 1991 ضد بعضهما كان رصاصا ايراني الصنع ). اي انهم وبعد اكثر من عقد ونصف عادوا الى مربّع الفهم الصحيح الذي فهمه عرب العراق قبل مئات السنين. ولا عجب ان ينسى اكراد العراق ان العراق في ايام (الدكتاتور) صدام حسين رحمه الله كان سدّا منيعا بوجه مؤامرات ايران ضد الأكراد انفسهم (الذين قتلوا بعضهم برصاص ايراني)، وقصفوا (حلبجة ) الكردية بالأسلحة الكيمياوية ــ حسب اعتراف امريكا في حينها ــ ثم عندما لحست امريكا تصريحاتها لتمرير جريمة احتلال العراق جيشوا الاحزاب الكردية المتناحرة ذاتها لتثقيف الأكراد البسطاء على انها جرائم (عربية شوفينية) ضدهم قادها (دكتاتور) سبق ان حماهم من ايران ولكنهم احتفلوا يوم مقتله بخسّة وهو اسير حرب. ليست (ذاكرة كردية مثقوبة)، وانما هو صمم تأريخي عن معنى ومبنى: ان يجازف رئيس دولة بجيشه ويرسله عام (1996) الى منطقة لا يسيطر عليها غير الأكراد انفسهم محميين بطائرات امريكية وبريطانية شمال خط ( 36 ) الذي استوطنته اللاشرعية الدولية واللاشرعية الأخلاقية لأمريكا وبريطانيا آنذاك ، ليحمي : (مسعود البرزاني) وجماعته من بطش عدوّه (جلال الطالباني)، الذي آزرته القوات الايرانية لاجتياح (اربيل)، وليس (نسيانا) كرديا لفضيلة الوطن الواحد تحت قائد غيور على بلده، بل هو: (شيزوفرينيا) كردية لا شفاء منها رأينا اعراضها المرضية في رقصات اكراد احتفلوا بمقتل من حماهم كما احتفلوا ترحيبا بأحذية جنود الاحتلال المركب للعراق. يخيل للقادة الأكراد انهم يجيدون لعب (الورق) السياسي ، فلا يجد (الطالباني) ضيرا ان تقوم الطائرات التركية والمدفعية الايرانية بقصف (بعض) القرى الكردية العراقية التي تمركز فيها (اولاد عمّه) من اكراد البلدين، ولا بأس من اغتيال (بعضهم) في المدينة التي (ناضل) من اطرافها ضد (الدكتاتورية)، ولسانه يتعطل عن الكلام بحضرة المسؤولين الايرانيين والأتراك الذين يستبيحون ارضا عراقية يدعي فخامته (شرف) القتال عليها دفاعا عن الأكراد، لأنه لا يستطيع غير لحس هذا (الشرف) امام غير عراقيين وظفوه ورقة ضد بلده وضد الأكراد منهم مع العرب ، في وقت يطول ويصول لسانه في وصف (شوفينية العرب) الذين حموا الأكراد وقراهم في أحلك الظروف ومنحوا لوجودهم قدسية دولية بوجودهم هناك. المفارقة المضحكة حقا ان اخواننا الأكراد عندما (استنخوا) نبي الأكاذيب الـ (935) لنصرتهم ضد عمليات الجيش التركي في قراهم جاءت الاجابة من (واشنطن) تجريما (لأبناء عمومتهم) من اكراد تركيا، وجاء الأمر منه نبي الأكاذيب الـ (935) بعدّهم (ارهابيين) ، فأعلن (البيشمركة) من شمال العراق ان (اولاد العم) الأتراك: (ارهابيون)، وعليهم التخلي عن عدوى (جيفارا)، وبلعوا الاهانات التركية والايرانية، مرغمين طائعين، لأن عجلتهم المسرعة بتهور مضحك اصطدمت بجدار المصالح الدولية لأمريكا، بعد ان مرّت على اشلاء مصلحة الأكراد ممّن لم تمسّهم بركات (هدية الله) المالية ولم يتمتعوا بمشاريع إعمار جيوب (القادة) من تجار الحروب الراكضين خلف من يدفع اكثر من غيره لهم. ما كتبته مجلة (ليفين) الكردية من (السليمانية) يؤكد جملة من الحقائق على الأرض ، كلها تصب في مجرى مصالح دول اخرى وجيوب (قادة) يضللون اكرادهم عن معطيات التأريخ ومصالحهم القومية في العراق: - وجود اكراد ايرانيين واتراك يقاتلون ايران وتركيا من شمال العراق يمنح هاتين الدولتين ذريعة دولية واقليمية للتدخل في العراق ويمنحهما غطاء (شرعيا) لضرب اكراد العراق مع (اولاد عمومتهم) المستضافين على نفقة الشعب العراقي وكرامة اكراد العراق. - العلاقات الحميمية بين (قادة) اكراد عراقيين وايران تتم على حساب علاقة الأكراد جميعا مع عرب يمثلون اكثرية شبه مطلقة على نسبة لا تقل عن (85%) من مجموع الشعب العراقي. - مفارقات سياسية كردية في فهم التأريخ الوطني للعراق. ولله في أمر اكراد العراق.. شؤون! ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 9 هيلاري كلينتون تنادي النساء بينما أوباما لا يستقوي بالعرق كاميلا كافينديش تايمز» البريطانية، وضع سباق الانتخابات الرئاسية أميركا من جديد على طريق التحول، في وقت ترددت صورتها في العالم. فالبيت الابيض يرسم صورة للأميركيين تحاكي النماذج المنمطة عنهم. والمتنافسون الثلاثة البارزون نجحوا في تقديم صورة مختلفة عن أميركا. ولعل دينامية باراك أوبـاما وجون ماكين قـادرة على رأب الانقسامات الحزبية الكبيرة. وتبدو هيلاري كلينتون، التي يُحتمل أن تصبح أول رئيسة للبلاد، مرشحة مملة ورتيبة. وماكين، الرجل الأبيض، قلب نجاحه المشهد السياسي. ففي مناظرة الثلثاء الكبير («سوبر تيوزداي») صدر حكم بالموت في تيار المحافظة الاجتماعية. فالحزب الجمهوري، و70 في المئة من أعضائه يؤيدون الرئيس بوش، يغرّد خارج سرب الأمة. وهو أمر بدأ يقلقه. ويكتم الجمهوريون غضبهم من مواقف ماكين من التغير المناخي والهجرة، ويقولون إنه بطل حرب سابق. فهو فرصتهم للبقاء في البيت الأبيض في الولاية الرئاسية الجديدة. والحق أن الديموقراطيين يواجهون بدورهم ورطة لا يجوز الاستهانة بها. فإلى وقت قريب، بدا ان ماكينة كلينتون الانتخابية لا تُقهر. فهي نجحت في حشد أصوات الاتحادات والجاليات المتحدرة من اميركا اللاتينية والمجموعات النسوية. ودوران كلام السيدة كلينتون على قلقها من حال الاقتصاد رفع نسبة تأييد المناصرين لها، من جهة، وأشاح الاهتمام عن مواقفها من العراق، من جهة أخرى. ولكن «سوبر تيوزداي» لم يحسم النتيجة لمصلحة المرشحة الديموقراطية. فصحيفة «نيويورك تايمز»، وهي تبنت ترشيح السيناتور كلينتون منذ أسبوعين، بدأت تخطب ودّ أوباما الذي تتدفّق الأموال من كل حدب وصوب الى حسابات حملته. وأرى، بصفتي امرأة، أن وضع هيلاري ملتبس ومحير. وأنا أقدّر رباطة جأشها وجرأتها، ولكني أنأى بنفسي من نزعتها إلى اعتبار ان منصب الرئاسة حق لها غير مكتسب. وأستاء من شعارها «انتخبوني فتحصلوا على بيل أيضاً»، بينما من المفترض أنها تخوض السباق مستقوية بصفاتها الشخصية. وكنت لأشعر بالاعتزاز لو حلّت امرأة سدة الرئاسة. ولكن شخصية كلينتون قد تكرس المفاهيم المسبقة السلبية المناطة بالنساء. وفي حملات كلينتون الزوج، خفف اهتمامُه الحقيقي بالناس من سطوة ماكينته الانتخابية القاسية. وعلى خلاف زوجها، لا يبدو أن السيدة كلينتون تحبّ الناس. وموقفي من هيلاري كلينتون يشعرني بشيء من الذنب. فغالباً ما يكون حكم النساء قاسياً على غيرهن من النساء اللواتي يشغلن مناصب عامة. والمجتمع يرتاب من النساء اللواتي يجاهرن بطموحهن، وينتقد مظهرهن ونبرتهن. ولكنني أرفض ما يقال إن التحفظ عن السيدة كلينتون يعني مناهضة النساء وازدراءهن. فالرأي العام يؤثر بلوغ الرجال المناصب العليا عوض النساء. ولكنه ينزع، كذلك، الى إقصاء الأقليات والافريقيين الاميركيين عن هذه المناصب. وفي تكتيكات الحملة الانتخابية، يلقي خطاب هيلاري كلينتون الضوء على قضية «الجندر» (الجنس) ويعلي من شأن كونها امرأة، بينما لا ينتهج أوباما سياسة تغلب كفة الأعراق، ويتجاوز قضية لون بشرته الى قضايا سياسية عامة. وقد تنجح السيدة كلينتون في توحيد الأميركيين. فمن المحتمل أن تحصل على أصوات الأسيويين والأميركيين اللاتينيين والنساء البيض، وأن تصبّ أصوات السود في مصلحة أوباما. غير أن السيدة كلينتون لا تحتكر أصوات النساء. فمنافسها حصد أغلبية أصوات النساء في أربع ولايات، وأغلبية أصوات البيض في إيلينوي ونيو مكسيكو ويوتاه. ومعظم سكان هذه الولايات من البيض. وفاز أوباما فيها بفارق كبير. ولكن الى أي مدى أعدت أميركا العدة لتنصيب رجل أسود في البيت الأبيض؟ والانتخابات الرئاسية المقبلة لا تدور حول البرامج السياسية، بل على هوية أميركا، وعلى الصورة التي تقدمها الى العالم. ومناهضة السياسة الأميركية والحياة الاميركية لم تبدأ مع بلوغ جورج دبليو بوش سدة الرئاسة، وهي لن تزول مع انتهاء ولايته. ولكن من شأن انتخاب أوباما أن يغير صورة الولايات المتحدة النمطية. |
السبت، 16 فبراير 2008
صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 13-02-2008
صحيفة العراق الالكترونية الاخبار والمقالات 13-02-2008
صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 12-02-2008
نصوص الافتتاحيات والمقالات ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 1 أعزاءنا الأكراد: سيخونونكم مجدداً سعد محيو الخليج الامارات هل انتهى شهر العسل بين أكراد العراق وأمريكا؟زعيما كردستان الطالباني والبرزاني لا يعتقدان ذلك. وهما واثقان من أن الأمريكيين ما زالوا في حاجة ماسة إليهم اليوم لاستخدام الورقة الكردية في لعبة التوازن الدقيقة بين الشيعة والسنة في العراق الفيدرالي، وسيكونون في حاجة ملحة أكثر غداً لإقامة قواعد عسكرية آمنة لهم في المناطق الكردية. قد يتضمن هذا الرهان شيئاً من الصحة، لكن ليس كل الصحة. فالاستخدامات الأمريكية للورقة الكردية ستستمر بالتأكيد، لكنها لن تصب بالضرورة هذه المرة في صالح الكرد. لماذا؟ لأن الحسابات الاستراتيجية الأمريكية بدأت تتغير بعمق، خاصة على “الجبهة التركية”. فواشنطن العالقة في صراع خطير مع إيران في العراق، تبحث عن حلفاء أقوياء في المنطقة يساندونها في هذه المعركة المصيرية. وبالطبع، تركيا بحجمها الإقليمي الكبير، وقوتها العسكرية المشهورة، وتاريخها كمعقل للسنة المسلمين، تعتبر مرشحاً ممتازاً للوقوف في وجه إيران. الورقتان الرئيستان اللتان تستخدمهما واشنطن الآن للضغط على أنقرة هما المسألتان الأرمنية والكردية، بمساندة فعالة من اللوبي اليهودي في الكونجرس الأمريكي (حيال الأرمن) والمخابرات “الإسرائيلية” في شمال العراق (حيال الأكراد). والمقايضة واضحة هنا: انضموا إلينا في المجابهة مع إيران، نمنع عنكم حرب الأرمن وندعم حربكم ضد أكراد أوجلان. ما تريده أمريكا من تركيا بات معروفاً: أن تعمل على ردع إيران لمنعها من ملء الفراغ بعد بدء سحب القوات الأمريكية من بلاد الرافدين، وأن تقوم بممارسة ضغوط قوية على سوريا لحملها على وقف تحالفها الاستراتيجي مع إيران، وأن تكون مستعدة تماماً لتقديم كل التسهيلات العسكرية واللوجستية لأمريكا في حال قررت هذه الخيرة توجيه ضربة جوية ماحقة لإيران. وما أخذته تركيا أصبح معروفاً أيضاً بعد قمة الرئيسين غول وبوش الأخيرة: ضوء أخضر لمواصلة قصف حزب العمال الكردستاني جواً، وربما غزو كل إقليم كردستان براً في الربيع المقبل، كما قد تكون أنقرة حصلت على تنازلات في كركوك ونفطها، ثم في كل العراق في حال تقسيمه، وعلى ضمانات بالحفاظ على وحدة الوطن التركي إذا ما بدأ العمل على إعادة رسم خرائط الشرق الأوسط. العامل التركي، إذاً، دخل بقوة على خط حسابات العامل الكردي العراقي، وهو سيؤدي إلى إعادة خلط كل الأوراق، بما فيها (أو بالأحرى على رأسها) ورقة التحالف الكردي العراقي مع واشنطن وتل أبيب. كتب قبل أيام مايكل أوهانلون وعمر تاسبينار، وكلاهما من مؤسسة بروكينغز النافذة لدى أصحاب القرار الأمريكي: أمريكا وفت بدينها للأكراد حين ضحت بآلاف من جنودها في العراق. والآن، إذا ما أراد الأكراد الحصول على مستقبل مميز، عليهم التخلي عن طموحاتهم الكبيرة وغير الواقعية، وإبرام حلول وسط مع أخوتهم العراقيين، وعقد شراكة مع تركيا. أوهانلون وتاسبينار أرادا أن يقولا، بكلمات أخرى، أن واشنطن قررت إرساء استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط على قاعدة مثلث أضلاعه الثلاثة تركيا والعراق (الموحد) و”إسرائيل”. والأكراد إما أن يرضخوا لكل مستلزمات لعبة الشطرنج الكبرى هذه، أو يفقدوا “مستقبلهم المميز”. لكن، هل الأكراد قادرون على تجرع سم هذه المعادلة الجديدة؟ لا يبدو أن ثمة خياراً آخر لهم. إذ في حال لم يفعلوا، ثمة “خيانات” كبرى جديدة تنتظرهم على ناصية الطريق التي تربط بغداد بأنقرة. وللتذكير: تاريخ العلاقات الكردية الأمريكية يعج بالكثير الكثير من هذه الخيانات. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 2 ماذا تبقى من ثورة الخميني؟ محمد خروب الراي الاردن يصعب طرح مثل هذا السؤال الذي ينطوي في ثناياه على مضامين تشكيكية أقرب الى ما يشبه النعي، واعتبار الثورة التي قادها الإمام الخميني قبل تسعة وعشرين عاماً، وكأنها لفظت أنفاسها أو أوشكت على ذلك، بعد أن فقدت الكثير من زخمها وتبددت شعاراتها وانقسمت صفوفها بين متشددين ومعتدلين، لم يتردد كثيرون في معسكر من يوصفون بالاصلاحيين من التحذير من الخطر الذي يتهدد مستقبل الثورة الايرانية ونظام الجمهورية الاسلامية، اذا لم تقاوم الحركة الاصلاحية موجة الاقصاءات التي عصفت بها، كما قال اية الله أسد الله بيات زنجاني، أحد مراجع التقليد في مدينة قم، في رسالة وجهها يوم أمس الى ثلاثة من زعماء الحركة الاصلاحية، وهم الرئيس السابق محمد خاتمي والرئيس الاسبق رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني ورئيس مجلس النواب السابق زعيم حزب الثقة الوطنية مهدي خروبي، بل ان زنجاني مضى بعيداً في القول (ان الجمهورية الاسلامية أمام فكرة منحرفة وهي الخلافة الاسلامية).. لا يمكن نعي الثورة الايرانية، لكن وفي الوقت ذاته، لن يكون من المغامرة القول أن ما هو قائم، وبعد ثلاثة عقود تقريباً على نجاحها في اطاحة نظام الشاه، قد بات موضع جدل وتجاذبات سياسية وحزبية وخلافات داخل مرجعيات دينية ايضاً، على نحو لم تشهده السنوات التي تلت وفاة الإمام الخميني، وتكريس معسكرين يتواجهان باستمرار، وتصل الامور بينهما الى درجة عالية من السخونة وربما تقترب من الغليان، لكنها وفي حرص لافت ومحسوب وتحت السيطرة حتى الان، لا تصل الى درجة الانفجار.. لم يتوقف الطرفان، المعتدلون والمحافظون، عن المبارزة وقد لا يكون دقيقاً القول انها لعبة توزيع ادوار ليس إلاّ، وان المرشد الروحي الإمام علي خامنئي هو الذي يمسك بالخيوط ويحرك الدمى ويضبط الايقاع.. عدم دقة هذا الاستنتاج تنبع من حدة الصراع، الذي يخوضه الطرفان ضد بعضهما البعض، والخسائر السياسية والشخصية الفادحة التي يلحقها احدهما بالآخر، واستمرار هذه الوتيرة من الاحتقان والتشنج، على نحو يصعب على المرشد الروحي أن يُبْقي على مستوى السجالات الدائرة الان، وخصوصاً على ابواب انتخابات مجلس الشورى الجديد المقرر اجراؤها بعد شهر من الان (14/3)، وخصوصا ان الملفات المفتوحة والقضايا موضوع النقاش المحتدم والاتهامات المتبادلة عديدة ومتشابكة، وللمرء ان يستعيد وقائع الثماني سنوات التي قضاها الرئيس المعتدل محمد خاتمي في الحكم، وكيف تمكن معسكر المحافظين من محاصرته وتفريغ برنامجه الانتخابي، ووعوده للشباب وطلبة الجامعات والنساء والصحفيين والاعلاميين، من مضامينه، وتحويله الى بطة عرجاء بعد هبوط شعبيته وتزايد انتقادات مؤيديه، وتغول أجهزة الامن والاستخبارات في ملاحقة الطلبة واقتحام الجامعات، وخصوصاً إقفال الصحف وسحب تراخيصها وسجن الصحفيين وقتل المثقفين والقاء جثثهم في الطرقات وجنبات السكك الحديدية، على نحو لم يجد خاتمي بداً من التهديد بالاستقالة اكثر من مرة (وكاد أن يفعلها) لولا تدخل خامنئي وإعلان دعمه له، ما مكنه من انهاء ما تبقى من فترته الثانية بصعوبة، ولكن بفشل ذريع وغضب من مؤيديه، وان كان كثيرون يسجلون للرجل نزاهته واستقامته وثقافته الواسعة وسلوكه الحضاري وانفتاحه، ما مكنه من لعب دور مهم وحيوي على الساحة الدولية، وبخاصة دعوته لحوار الحضارات، فيما اخفق خاتمي في انجاز أي مشروع جدي من برنامجه الطموح، الذي جاء به الى سدة الحكم. الحال لم تختلف مع الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد، الذي كان نجاحه في انتخابات العام 2005 مفاجأة مدوية وتكريسا لهزيمة الاصلاحيين والمعتدلين، الذي صمد منهم حتى الدورة الثانية، الرئيس الاسبق علي اكبر هاشمي رفسنجاني، ما دفع المراقبين الى اعتبار هزيمة رفسنجاني نهاية لحياته السياسية وطياً لمرحلة تمكن هذا الثعلب السياسي، كما يوصف في طهران، من البقاء في مقدمة المشهد الايراني طوال ربع قرن، حتى هزمه المهندس المغمور القادم من رئاسة بلدية طهران احمدي نجاد. ثلاث سنوات مضت على نجاح نجاد، لكنها سنوات ساخنة وغير عادية وذات ايقاع تصادمي، أبقت ايران في دائرة الضوء وتحت النار الاميركية، وبخاصة ان اقل من عامين كانا قد مرّا على سقوط النظام الأبغض لدى طهران، وبدء تحولات في الموقف الاميركي من النظام القائم فيها، رغم فترات الانسجام او الالتقاء في المصالح والتعاون الذي تم بينهما، سواء في اطاحة نظام طالبان في تشرين الاول عام 2001 ام في احتلال العراق في نيسان 2003. احمدي نجاد، كما خاتمي من قبله، فشل في الوفاء بتعهداته ولم ينفذ شيئاً من برنامجه، وخصوصاً الشق الاقتصادي منه الذي بذل فيه وعوداً هائلة لتحسين مستوى معيشة الايرانيين، والتوزيع العادل لعوائد الثروة النفطية عليهم، ما افسح في المجال لهجوم اصلاحي كاسح على نجاد وحكومته، لكن الأخير نجح في البقاء وادار معركة سياسية ودبلوماسية خارجية، لم تبعد الانظار عن الازمة الاقتصادية المتفاقمة، وبخاصة في الطوابير المزدحمة على محطات البنزين وارتفاع نسبة البطالة، الا انها (معركة نجاد حول الملف النووي) ابقت الوهج في خطاب المحافظين الذين استثمروا التهديدات الاميركية وقرارات العقوبات الاممية، لحشد انصارهم والقول ان ثورة الخميني في خطر.. تَبقّى الكثير من ثورة الخميني.. وما تزال المؤسسة الدينية تمسك جيداً بالخيوط، وتشرف بيقظة على الساحة السياسية والحزبية وخصوصاً المؤسسة العسكرية وفي مقدمتهم الحرس الثوري وهي تدير المواجهة مع الغرب في مهارة وبرود اعصاب وتحرك بيادق لعبة الشطرنج الاقليمية باتقان وتفكير عميقين، الا ان ذلك كله لا ينفي ان ثمة مخاطر عديدة تتهددها خارجياً وخصوصاً داخلياً وليس تصاعد الانتقادات من معسكر المعتدلين ازاء السياسات الداخلية وراهنا في ما خص شطب الاف من المرشحين لانتخابات الشهر المقبل، سوى بعض الاشارات على تراجع الثقة بالنفس لدى معسكر المحافظين الذين يمسكون بالسلطة، الآن ما يفرغ الانتخابات من محتواها ويزيد من الشكوك في حيدتها ونزاهتها وتمثيلها (وهذا هو الأهم) لأنها ستكون بالفعل انتخابات بين متنافسين من لون واحد وما انتقادات حفيد الامام الخميني (حسن الخميني) سوى بعض هذه الاشارات وخصوصاً ان تحذيرات الاخير انصبت على المؤسسة العسكرية (الحرس الثوري على وجه الخصوص)، في دعوة واضحة لعدم تدخلهم في السياسة. kharroub@jpf.com. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 3 ما الذي تغيّر فـي أوضاع العراق نصوح المجالي الراي الاردن أهم ما طرأ على أحوال العراق مؤخراً، أن قوات الاحتلال تعتبر أنها حققت اختراقاً مهماً، على الصعيد الأمني والشعبي، في غرب ووسط العراق، مما أشعر الإدارة الأميركية بالثقة، بأنها لم تعد مضطرة للخروج السريع من العراق، وأن نجاحها النسبي هذا، يرتب عليها ترتيب أولوياتها وأوضاعها، للبقاء أطول مدة ممكنة في قواعد ثابتة في العراق، ويجادل مؤيدو الحرب في العراق، ما جدوى الانسحاب من العراق والاستراتيجية الجديدة في العراق، تؤتي ثمارها، فالنجاح النسبي في العراق يجعل الأولوية، ليس للانسحاب السريع، ولكن لتعزيز التواجد الأميركي في الشرق الأوسط بدءاً من أفغانستان، والعراق؛ والبحار المحيطة بالمنطقة. التطور الآخر المهم في العراق، أنه بات هناك انفصام واضح بين تنظيم القاعدة وقوى المقاومة العراقية الوطنية، فالقاعدة التي صبغت أعمال المقاومة، بالقتل العشوائي، والتطرف الطائفي، والعنف المنفلت، وقدمت نفسها كواجهة للمقاومة في وسط وغرب العراق بخاصة، مستغلة عزوف قوى المقاومة عن طرح برنامج سياسي واضح أو قيادة محددة في هذه المرحلة، وجدت نفسها في مواجهة الشارع العراقي الذي عانى من استباحتها للدماء العراقية واغراقها في الفتنة المذهبية والتكفير الذي يجيز القتل. فانقسام السُنّة في العراق؛ بين سُنّة أكراد لهم برنامج كردي، قائم على الانفصال ما أمكن عن الدولة العراقية، وجبهة وفاق تمثل تجمعاً للشخصيات السياسية والدينية تبحث عن دور لها في التركيبة السياسية الحالية، وقوى عشائرية تتطلع لأن تكون قوة ميليشيا موازية للقوى الأخرى، فيما لو تعاونت مع الاحتلال، يزيد من تعقيد الموقف السني ومن فرص اختراق جبهة السُنّة. العقدة الرئيسية في العراق، أن الاحتلال، والنادي السياسي الحاكم في العراق، يتمسكون بالدستور العراقي الحالي الذي يشجع التقسيم الطائفي، ويدعو إلى تقسيم العراق وتقاسم ثرواته على أسس طائفية لأن ذلك يثبت النهج الطائفي في العراق. كما أن القوى المقاومة، لم تطرح حتى الآن قيادة موحدة ولا بد برنامجاً سياسياً واضحاً، فالبعثيون يناضلون لاستعادة وضعهم السابق في الدولة، والقوى المقاومة الأخرى، موزعة بين قوى عشائرية نجح الاحتلال في اختراقها، او قوى دينية لها برنامجها الخاص، أو قوى سياسية بعضها شارك في العملية السياسية لكنه يبحث عن طريقة لتحسين فرصه فيها. فهل تراخت المقاومة العراقية، وهل كسب الاحتلال معركته في تطويع أهم معاقل المقاومة الشعبية في وسط وغرب العراق، أم أنها دورة من دورات الاسترخاء واعادة التنظيم والعودة لمقارعة الاحتلال. عبر تاريخ العراق الطويل، كانت ساحة العراق رمالا متحركة، ابتلعت جميع الغزاة واعجزت حكام العراق وانهكتهم والاحتلال الحالي ليس استثناء لقد اتفق الايرانيون والأميركيون على هدم دولة العراق وتقزيم دور العراق، فتحالفوا في الغزو، وترك الاحتلال الساحة العراقية مفتوحة للنفوذ السياسي والديني والاقتصادي الإيراني، فضرب ا لدور والهوية العربية في العراق، كان القاسم المشترك الذي جمع بين مصالح الايرانيين، والأميركيين في العراق، رغم تناقضهم. ورغم تراخي وتيرة المقاومة الا ان دورة العنف ما زالت مستمرة في العراق تحصد أرواح العراقيين، الذين تجاوزت خسائرهم مليون قتيل منذ الاحتلال، وتزيد من خسائر المحتلين وتستنزف طاقاتهم، لكن المقاومة لا تطرح بدائل سياسية واضحة عدى عما تطرحه جهات معارضة تسعى لتحسين اوضاعها وتعظيم دورها في العملية السياسية الحالية، سواء جبهة التوافق، او قوات الصحوة، فالحكومة الجديدة المتوقعة سنقوم على هذا الأساس بدون تغيير جوهري. فلا بد من صيغة، تعيد النظر في الدستور العراقي الحالي، وتؤطر لدولة ديمقراطية تعددية موحدة تقوم على الوفاق بين جميع العراقيين، دولة مسالمة لجوارها العربي، والمسلم ومنفتحة على العالم ذلك هو البعد ا لذي يحرص الاحتلال واعوانه على استبعاده حتى الآن، رغم انه الخيار الوحيد للمّ شمل الشعب العراقي واستعادة دوره ومكانته من جديد. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 4 هل أصبح العدو شقيقاً.. والشقيق عدواً!! فواز العجمي الشرق قطر عجيب غريب ما يحدث في الوطن العربي خلال السنوات القليلة الماضية وخاصة بعد انحسار التيار القومي العربي وغياب دور القيادة والريادة عن مصر الشقيقة حيث برزت على السطح قوى لا تخجل ولا تستحي ولا تخاف في كشف دورها الخائن والعميل للأمة العربية وثوابتها القومية بل وخيانتها لعقيدتها الإسلامية لأن الاصطفاف إلى جانب العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية والعمل على تنفيذ مشاريع وأهداف هؤلاء الاعداء يعني بكل وضوح أننا نعيش اليوم وسط تيارين.. تيار ارتضى العمالة والخيانة والاستسلام.. وتيار اختار طريق المقاومة. ولعل ما حدث في العراق الشقيق من غزو واحتلال أمريكي يؤكد ان تيار العمالة والخيانة يترجم سلوكه اللاوطني واللا قومي على أرض العراق عندما جاء هذا التيار على ظهور الدبابات الأمريكية وشارك في قتل حوالي مليون ونصف المليون عراقي وشرد حوالي خمسة ملايين عراقي أيضاً ويدعي هذا التيار العميل أنه جاء مع القوات الغازية لنصرة ومساعدة «اشقائه» العراقيين بينما الحقيقة تقول أنه يرى «الشقيق عدداً.. والعدو شقيقاً»!! أما الصورة العجيبة والغريبة الأخرى والتي تؤكد خطأ الصواب.. وصواب الخطأ الذي نعيشه هذه الأيام هو ما يحدث في فلسطين المحتلة.. فتيار جماعة أوسلو وعلى رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فإنهم يترجمون حقاً عنوان مقالي هذا «العدو شقيق.. والشقيق عدو» عندما يتعامل هذا التيار مع العدو الصهيوني «بالاحضان» و«بالقبلات» و«المقبلات» و«بالانقلابات» على خط وأهداف الثورة الفلسطينية ويعتبر هذا التيار المقاومة الفلسطينية «عبثية». ويطالب المقاتلين «بتسليم» أسلحتهم ورفع الراية البيضاء امام العدو الصهيوني بل ان هذا التيار يساهم في «اعدام» مليون ونصف المليون من «اشقائهم» بقطاع غزة عندما لا يقول لا للعدو.. وعندما يرفض رفع الحصار عن قطاع غزة.. وهذا يؤكد أيضاً خطأ الصواب.. وصواب الخطأ في الاستراتيجية العربية. أما الصورة الثالثة والتي تظهر التباين بين تيار الاستسلام.. وتيار المقاومة.. وتظهر أيضاً ان الشقيق أصبح عدواً.. والعدو أصبح شقيقاً هو ما يحدث في لبنان الشقيق عندما نشاهد تياراً يعادي شقيقه في سوريا بينما يضع يده ويرهن مستقبله بيد عدوه الصهيوني والأمريكي بشكل سافر ومكشوف ويعلن أنه إذا لم يتم تنفيذ المشروع الصهيوني - الأمريكي في الشرق الأوسط فإنه سوف «يحرق الأخضر واليابس في لبنان». ما هذا الجنون.. كيف يمكن لمواطن لبناني ان يقول ويصرح له ما قاله وصرح به «وليد جنبلاط» أنه يريد حرق لبنان بالكامل وهذا يؤكد أيضاً خطأ الصواب.. وصواب الخطأ في عصرنا الحالي بل يظهر أن الشقيق يريد احراق شقيقه لينير الطريق بدماء هذا الشعب لترى خريطة الشرق الأوسط الكبير النور على اشلاء ودماء هؤلاء الاشقاء. ان ما صرح به السيد وليد جنبلاط مؤخراً ومعه بعض تيار المستقبل لا يقبله عقل أو منطق ولا يمكن لعاقل ان يفسره إلا إذا اصيب السيد جنبلاط «بوعكة صحية» في عقله وتفكيره وسلوكه لأن المواطن اللبناني ومعه المواطن العربي يرفض أن «يحترق» الاخضر واليابس في لبنان بل أنه يرفض أن يمس لبنان بأي سوء وبنفس الوقت فإنه يرفض ان تمس المقاومة الوطنية اللبنانية بأي سوء أيضاً لان هذه المقاومة هي التي حققت لبنان وللأمة العربية نصرين على العدو الصهيوني وهذا أيضاً يؤكد أننا نعيش عصر خطأ الصواب.. وصواب الخطأ.. وان العدو أصبح شقيقاً.. والشقيق أصبح عدواً!! ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 5 شرور القاعدة مصطفي سامي الاهرام مصر باسم الأخلاق والوطنية وحماية الدين وسمعة الإسلام يجب أن تتعاون جميع الدول الإسلامية للقضاء علي تنظيم القاعدة, وأن تستخدم جميع الوسائل لحماية المسلمين والمسيحيين من شروره. في الأسبوع الماضي قتل ثلاثمائة عراقي أبرياء بمؤامرات أعضاء القاعدة, لقد امتد سرطان هذا التنظيم الذي يتخذ من جبال ووديان أفغانستان قاعدة له إلي عدة دول عربية وإسلامية وأوروبية, وتوسعت شبكته بفضل سياسات وحماقات الرئيس الأمريكي جورج بوش وحربه ضد الإرهاب. الصمت والتهاون مع هذا التنظيم الذي يزداد شراسة كل يوم, وتتضاعف جرائمه ضد الأبرياء يدفعه باستمرار إلي تصعيد مذابحه وتطوير أحط الوسائل التي لم يسبق لمنظمات الإرهاب والإجرام الأكثر شراسة في العالم أن استخدمتها للقضاء علي أعدائها. الغريب أن القاعدة لم تعد تفرق, في العراق علي سبيل المثال, بين الغزاة والمستعمرين, وبين المدنيين العراقيين الذين هم ليسوا طرفا في معركتهم, والذين هم ضحايا صدام حسين, كما هم ضحايا الاستعمار الأمريكي لبلادهم ثم أصبحوا الآن ضحايا للقاعدة. لم تعد مشكلة القاعدة هي تطرف قادته وفهمهم الخاطئ للإسلام لكن الجنون الذي أصاب أعضاء هذا التنظيم دفعهم لابتكار طرق جديدة تتفق مع تعشطهم للدم لإلحاق الأذي بأكبر عدد من الأبرياء. لقد زرعوا الألغام في بطون الحمير والكلاب الضالة في العراق, ودفعوها إلي الشوارع المزدحمة بالمدنيين, الذين لا علاقة لهم بالسياسة, ثم تآمروا علي براءة الأطفال وألقوا بهم إلي الأسواق لينتحروا وينحروا معهم عشرات الأبرياء, وكشفت الشرطة العراقية هذا الأسبوع أن القاعدة افتتحت عدة مدارس في عدة مدن وقري عراقية للصبية ليتعلموا فنون القتل والانتحار. وأخيرا قادتهم عقولهم الشريرة إلي إقناع المرضي بالتخلف العقلي الذين أخرجوهم من مؤسسات العلاج النفسي بالانتحار لبلوغ الجنة, ونجحوا في الأسبوع الماضي في الدفع بفتاتين مريضتين إلي إحدي أسواق بغداد في ساعة الذروة بعد لف حزامين ناسفين حول خصريهما, وقام أحد ذئاب القاعدة بتفجيرهما مما أدي إلي مقتل160 عراقيا وتحول جسد الفتاتين إلي أشلاء. هذه الجرائم والمذابح التي يرفضها الإسلام وكل الأديان والشرائع, يمولها المال الحرام الذي تحصل عليه القاعدة من تجارة الهيروين, ألا يجب تعاون جميع أجهزة الأمن والشرطة في العالم لتصعيد الحرب ضد هذا التنظيم الشرير والقضاء علي سرطانه الذي استفحل؟! ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 6 تخصيب حكومة وحدة وطنية زهير المخ الراية القطرية يجدر بنا إعادة الاعتبار إلي الرابط الوثيق الذي يشد الحراك الحكومي الهادف إلي تشكيل وزارة جديدة بالأزمة السياسية العامة التي لم تجد طريقها إلي الحل. فما تبديه المكونات السياسية من استعصاءات متقابلة، لا يجد مبرراته في أروقة مجلس النواب العراقي، بل هو ينهل من معين الانقسامات الأهلية، المرافقة لنشأة الكيانات السياسية العراقية، والحاضرة بقوة، في محطات اهتزازها، وعند منعطفات انفجاراتها المتوالية. واقع السياسة العراقية اليوم، ينبيء بما كانت عليه بالأمس، ويتحكم، بشكل أو بآخر، بآفاق المستقبل، التي لا يمكن استشرافها إلا بأسئلة الإبهام، ولا تتاح مقاربتها إلا بعلامات الاستفهام. هذه الخلاصة الواقعية الصعبة، هي الحصيلة الممكنة، التي يمكن الخروج بها، من معاينة موجة التشاور التي انتعشت هذه الأيام بقصد السعي إلي تشكيل حكومة تكنوقراط ، وهي التي يمكن الركون إليها بعد مراجعة مجموع بيانات أقطاب الانقسام الأهلي، والتمعن في حرد الكتل السياسية التي أبعدت نفسها عن الحكومة الحالية. إذن، ليست القضية موضوع الكتل الشاردة عن التركيبة الحكومية القائمة، بل نظام المحاصصة، الذي حاك الكيان، ونسج النظام السياسي، وفصّل صيغة مؤقتة لتجاور العراقيين، ثم عيّن، بالتراضي المؤقت، موقع هذه الكتل وحصتها في مراكز القرار، أي ما يشكل، مجتمعاً، المردود الصافي العام، لكل كتلة خاصة، وفق نظام تقاسم تختل موازينه، لدي هذه الفئة أو تلك، تبعاً للتوازنات طرأت علي بنية النظام السياسي العام. مؤشرات إعادة توزيع الحصص الأقرب، كانت تلك التي انعقدت في مدينة أربيل، وقد تمّ الأمر ونفذت مفاعيله بتسهيل جبهة التحالف الكردستاني. يومها، ارتضي الحزب الإسلامي العراقي استرداد بعض المكاسب، مثلما قبل باقتسام صنع القرار السياسي، بما يتناسب مع الأحجام الطائفية، التي يمكن استشفافها من تصريحات نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي حين أشار إلي مواءمة المناخ الحالي لبحث قضايا المصالحة الوطنية . وعلي الرغم من أن المواقف السياسية، داخل كتلة التوافق السنية ليست موحدة، فقد ذهب البعض إلي وصف حماسة الهاشمي باعتبارها سحابة صيف عابرة ، واحتفظ بعض آخر برأي مفاده: إننا بتنا أمام أمر واقع جديد، وليس أمام نظام سياسي عراقي مختلف عن سابقه . إن الجديد الأبرز، في الموقف السني، هو جديد التوازنات الأهلية، التي عادت إلي الاهتزاز، خاصة، بعد دخول عناصر الصحوة علي الخط وما أطلقته من تداعيات سياسية وتبدل في صيغة التحالفات السياسية الداخلية. لسبب واقعي، وكحصيلة للتطورات السياسية التي أعقبت هزيمة تنظيم القاعدة من معظم مناطق المثلث السني، نقع يومياً، علي أدبيات جبهة التوافق السنية، التي يدلي بها بعض أركانها، ظاهرها التمسك بالعملية السياسية، والحرص علي استقامة الحياة الوطنية العامة، وباطنها السعي إلي استعادة الثقل التقريري للمكوّن السني، الذي أتاحته الظروف، لعناصر الصحوة الصاعدة، خصوصاً لجهة تعزيز دور التركيبة العشائرية في المثلث، وإدامة الإمساك بحق نقض معادلة واجبات الموقع السني، في محيطه، من خلال احتلال مقعد غير قابل للعزل. أداء جبهة التوافق السنية المعارضة، في الهجوم، تبدو خارج السياق الكياني العراقي، فقد انتقل قادة هذا الفريق، من موقع القابض علي الحصص، إلي موقع المطالب بشيء من حصة، وذلك علي صهوة خطاب عالي النبرة، يعتقد، لأسبابه غير المقنعة، بإمكان استعادة الفردوس المفقود . وبما أن هذا الجزء من السنية السياسية، لا يستطيع أن يكون شريكاً مضارباً ، في المنازلة الدائرة بين كتلة الائتلاف الشيعي ونظيرتها الكردية، الأكثر نفوذاً وأرجحية، بل سيكون الخاسر الأكبر في كل الحالات، إذ أن كل إعادة توزيع جديد للحصص ستنال من حصته تباعاً، هذا لأن حصة الشيعية السياسية، معرّفة، كيانياً، علي أنها حصة التأسيس الحكومي، والنزوع إلي استتباب العام ، وإبقاء قنوات الخاص مفتوحة علي الدوام علي مستويات تتيح بقاء الهيمنة الحكومية امتيازاً شيعياً عاماً، يعبر عنه، بصورة جلية، موقع رئاسة الوزراء. في هذا المجال، لا تظهر جبهة التوافق السنية، حسن استيعاب لدروس التغيير الحاصل في البيئة السنية، خاصة في باب التسوية التي تجنبها المواجهة، ذات يوم، مع العناصر الصاعدة الصحوة في هذه البيئة. وفي مناسبة المشاحنات الحالية بشأن التشكيل الحكومي المرتقب، يعيش العراقيون، مجدداً، في أجواء هجوم معاكس، علي الهجوم الذي أمكن لطيف أهلي عراقي آخر، أن يشنه، بالاتكاء علي ظروف الانعطاف الكبير، الذي أطلقته مجالس الصحوة . تتشكل أطياف الهجوم المضاد من الشيعية السياسية، ومن رموز ومواقع طائفية أخري، بعضها هامشي، يشكل جزءاً من لزوميات الإطلالة الوطنية العامة، لهذه الكتلة أو تلك، وبعضها وازن ضمن بيئته الخاصة، علي غرار ما هي الحالة الصدرية علي وجه التحديد. هكذا، تناوش الشيعية السياسية، خلف قناع رئاسة مجلس الوزراء، قريبتها السنية السياسية، وتنافسها في المجالات عينها: صيغة التركيبة الحكومية الجديدة، وآلية إنتاج أسس المشاركة، أي في كل المرافق التي تعيد إنتاج وبلورة الحصة الطائفية الخاصة، من مغانم التركيبة السياسية القائمة علي المحاصصة، أو المزمع تبديل ركائز توازناتها. قصاري القول، إن ما يجري التناوش بشأنه، انعكاس لواقع الحال، وقراءة مدركة له، أما فهم حركة الواقع المعاش فلا يعني بالضرورة وكل يعود إلي مخزونه الأهلي الضيق، في ظل الإفقار المتوالي، لخزائن الحكمة الوطنية الجامعة... الحكمة التي تصر المكونات العراقية، بمختلف أطيافها السياسية، علي عدم الاهتداء إلي مسالكها الوعرة. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 7 النظام الايراني وترتيب أوضاعه الامنية من خلال البوابة العراقية ؟ داود البصري السياسة الكويتية ليس من السرية القول بأن الرابح الاكبر من حالة الفراغ الامني والسياسي الهائل والمرعب السائدة في العراق اليوم ومنذ خمسة أعوام من سقوط نظام صدام على يد الجيش الاميركي هو النظام الايراني الذي إستطاع بذكاء وحرفنة وإستعداد ستراتيجي مسبق وبأساليب تكتيكية متغيرة ومرنة أن يحقق الكثير من أهدافه في الساحة العراقية خصوصا وأن الفراغ السياسي المرعب الذي تسبب به نظام البعث العراقي البائد بإفراغ الساحة العراقية من مختلف القوى الوطنية والديمقراطية قد أستعمل كسلاح رئيسي ومركزي لاحلال القوى السياسية الدينية والطائفية المرتبطة بالمشروع السياسي والطائفي والايديولوجي الايراني في مراكز السلطة العراقية الجديدة التي قامت للاسف على أسس طائفية وتحاصصية سقيمة وبنت لنفسها أسوارا وتخندقات طائفية لا يمكن مغادرة حدودها بسهولة مثلما يتصور البعض ويأمل , الايرانيون ومن خلال تجربة السنوات السابقة والتورط الاميركي في لعبة السياسة وإدارة السلطة في العراق تمكنوا من جعل العراق بأسره بمثابة خط الدفاع الايراني الاول , فمن خلال البوابة العراقية المشرعة على مصراعيها تتحرك الديبلوماسية الايرانية وأجهزة المخابرات بفروعها المختلفة , وينتشر الحرس الثوري ليشكل حالة مرعبة من الوجود الدائم والمتخفي وعبر أسلوب التعامل مع مختلف الفرقاء في الساحة العراقية ولو كانوا أعداء آيديولوجيين مثلما هوالحال مع الجماعات التكفيرية والسلفية, فالمهم بالنسبة للعقل الستراتيجي الايراني هو عنصر إدامة الازمة الداخلية لاطول فترة ممكنة لكي تمرر الكثير من الامور وتصفي رزم الحسابات الاقليمية المتراكمة , فأبو مصعب الزرقاوي مثلا دخل للعراق من البوابة الايرانية ما غيرها وكان عنصر إزعاج واستنزاف مهما للقوات الاميركية في العراق رغم أن ضحاياه كانت غالبيتهم من شيعة العراق البسطاء, والكثير من قيادات القاعدة ما زال الحرس الثوري يحتفظ بهم كأوراق مهمة في الصراع مع الولايات المتحدة مثل الناطق الاعلامي سليمان بوغيثو وغيرهم الكثير , فعناصر وأدوات اللعبة الايرانية واسعة وفسيحة جدا , ولكن الملف الاخطر بالنسبة لامن النظام الايراني هو ملف الوجود الايراني المعارض المسلح والقوى ممثلا بقيادة حركة المقاومة الايرانية عبر جماعة ( مجاهدي الشعب ) المقيمة في العراق منذ أكثر من ربع قرن والتي تتمركز في محافظة ديالى وفي معسكر أشرف على وجه التحديد والذي يشكل أرقا للنظام الايراني وحالة غريبة تواجه حلفاء ذلك النظام في السلطة العراقية الراهنة وبعضهم من صنائع النظام الايراني المباشرين والمبشرين بطروحاته والذين يتنفسون الهواء من رئة نظام الولي الفقيه, وتلك من طبائع الامور وبديهياتها , وقد حفلت الايام الاخيرة بتحركات إستخبارية إيرانية واضحة المعالم والتحركات هدفها حسم ملف الوجود الايراني المعارض في العراق من خلال تبني خيار الارهاب وعمليات الاغتيال التي تخصص بها وعرف جهاز حرس الثورة الايراني وفيلق القدس تحديدا المكلف بمثل تلك الامور الستراتيجية الحساسة , فالحكومة العراقية لا تستطيع التصرف بملف المعارضة الايرانية في معسكر مدينة أشرف لانه باختصار ملف ذو تراكمات وإرتباطات عديدة بعضها محلي وبعضها دولي مرتبط بالموقف الاميركي والغربي الذي سحب حركة مجاهدي الشعب الايراني من قائمة المنظمات الارهابية ووضع بدلا عنها مؤسسة الحرس الثوري الايراني, وذلك تطور في منتهى الاهمية يعبر عن مدى عجز الحكومة العراقية التي تقودها جماعات موالية لايران من حسم الملف طبقا للارادة الايرانية , فكان لا بد للاجهزة السرية الايرانية أن تتصرف بموجب منطقها وحلولها المعروفة فبدأ النظام الايراني بحملة إعلامية إبتدأتها زيارات رسل النظام لبغداد وتجمعهم في فندق المنصور البغدادي ومنهم مسعود خدا بنده وآخرون , ثم كان التطور المتوقع الاكبر هوالتطور الامني والذي حدث فجر الثامن من فبراير حين نسفت محطة ضخ المياه التي تزود معسكر أشرف بالمياه والطاقة الكهربائية بعبوة تفجيرية وزنها 300 كلغم من مادة تي أن تي المعروفة لتقطع الخدمات المائية عن المعسكر وعن أكثر من عشرين ألف عراقي يعيشون في المنطقة والتي رافقها بشكل ملفت للنظر أغتيال أحد شيوخ مجلس عشائر ديالي الشيخ حميد ذياب وهوالمسؤول عن اللجنة الامنية في محافظة ديالي لتضع على المحك طبيعة المرحلة القادمة وهي مرحلة صدامية وهجومية يبدو أن النظام الايراني قد قرر إنتهاجها وفقا لستراتيجية الهجوم الايرانية الجديدة سواءا على مستوى الملف النووي أوعلى مستوى إدارة الصراع الداخلي في العراق أوعلى مستوى لبنان وسورية وقضايا الصراع في الشرق الاوسط , فالحرس الثوري الايراني وفيلق القدس قد أعلن الحرب من العراق وما قضية المفاوضات الاميركية ¯ الايرانية في العراق إلا إحدى الواجهات الاستعراضية لسياسة هجومية إيرانية متقدمة في ظل حكومة عراقية ضعيفة ومأساوية في ضعفها وإدارة صراع أميركية متخبطة تعيش لحظات التحول التاريخي وفقدان البوصلة , والطريف أن السلطات الامنية العراقية أعلنت أنها اعتقلت في كربلاء عضوين من حركة مجاهدين خلق الايرانية وربطت تحركاتهم بتحركات جماعة اليماني المهدوية وسرعان ما أعلنت الحركة الايرانية المعارضة عن عدم دقة تلكم المعلومات وأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للعراق, وعلينا أن نعلم أن ( فيلق بدر ) التابع لمجلس الحكيم الاعلى الايراني له السطوة على مؤسسة الشرطة والامن في العراق, لذلك فإن المماحكات ستستمر وستتداخل أوراق ومصالح عديدة , وقد علمنا التاريخ من أن الايرانيين هم خير من يلتقط الفرص السانحة , فهل سنشهد حربا إيرانية ¯ إيرانية فوق الارض العراقية? إنها المهزلة والطرطرة العراقية الكبرى ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 8 التوسع الايراني خطر داهم حسن راضي السياسة الكويتية أصبحت مخططات ايران عبر سياساتهم اليومية الهادفة الى بناء الامبراطورية الفارسية على حساب دول المنطقة جلية للعيان و لن تتمكن ايران من اخفائها و احيانا تعترف بها بحجة الدفاع عن مصالحها في المنطقة. ك¯ اعتراف محمد خاتمي رئيس جمهورية ايران السابق و مستشاره محمد علي ابطحي بدورهم و مشاركتهم الى جانب الولايات المتحدة باحتلال العراق و افغانستان. و ما يدور اليوم و منذ احتلال العراق من مذابح و تدمير كل شيء على ارض العراق باياد ايرانية او بالوكالة عنهم وما يدور في لبنان من فوضى سياسية تعبث بها مجموعات مدفوعة من قبل ايران نموذجان من تدخل ايران في كلا البلدين. كما لا يخفى على احد دورهم السلبي في فلسطين واليمن والبحرين والامارات العربية المتحدة والكويت. ومطالبتهم العلنية بملكية البحرين والكويت والعراق وغير العلنية تمتد من الخليج حتى مصر تنفيذا لمخططاتهم التوسعية. تستخدم ايران وسائل عدة للوصول الى تحقيق اهدافها المعلنة وغير المعلنة اهمها: التدخل بشؤون البلدان العربية عن طريق التغلغل وزرع الفتنة و اثارتها في الوقت المناسب لتشغل المنطقة والعالم عن طموحها (النووي والتوسعي) مثل ما فعلت في صيف العام 2006 بتحريك حزب الله لاشعال حرب مفتعلة مع اسرائيل دفع ثمنها اللبنانيون باهضا بالارواح و الممتلكات قبيل اجتماع مجلس الامن لاصدار قرار دولي ضد ايران بشان ملفها النووي و بالفعل تمكنت ايران من تاخير ذلك القرار بانشغال العالم برمته بتلك الازمة بما فيه مجلس الامن. وما يدور في العراق من حرب اهلية طائفية هدفها تمزيق العراق وعدم استقرار الوضع الامني والسياسي بغية تقسيمه وضم الجنوب لها في المرحلة الراهنة صورة حقيقية على ارض الواقع للمخطط الايراني. يلعب الجهاز الاستخباراتي الايراني دورا كبيرا في تحقيق ذلك المشروع وتحت مسميات اقتصادية ودينية في عدد من البلدان العربية عن طريق الهجرة الفارسية المنظمة للبلدان الخليجية بالتحديد وشراء الممتلكات التجارية والسكنية بمخطط الاستخبارات الايراني من قبل الفرس الحاملين الجنسيات الاميركية والاوروبية والايرانية على حد سواء هي بداية ملموسة لذلك المشروع. ووجود 10 الاف شركة ايرانية في دبي وحدها لا يمكن قبول هذا العدد الضخم بحجج تجارية بحتة. اضافة لوجود الاف المساجد والحسينيات الايرانية في البلدان العربية لغسل ادمغة العرب وتحويلهم الى ادوات ايرانية للدفاع عن مشاريعها واهدافها هناك. وتصل عدد الحسينيات في الكويت وحدها وحسب مصدر حكومي كويتي الى 800 حسينية بما فيها البيوت التي تستخدم للغرض نفسه. تدعم وتشرف على الشركات التجارية الايرانية و الحسينيات في البلدان العربية السفارات والقنصليات الايرانية خاصة قسم الشؤون الثقافية الذي تديرها الاستخبارات بشكل مباشر. وما تقوم به القوات الايرانية في العراق في هذا المجال فلا يمكن احصاؤه حيث وصل عدد المساجد التي صودرت وتم تحويله الى حسينيات 189 في بغداد وعموم المحافظات الجنوبية خلال ثلاث سنوات فقط بعد الاحتلال الاميركي للعراق.(صحيفة "الحياة" اللندنية الثلاثاء 19/12/2006). كما استغلت ايران حالة الفقر في بعض البلدان العربية مثل سورية والسودان فقامت تبذر بلايين الدولارات لغسل الادمغة حتى تصبح تابعة للافكار الصفوية حيث ان قرى سودانية تشيعت باكملها وانتشرت الحسينيات في انحاء السودان. (تصريحات المجلس الاعلى للتنسيق بين الجماعات الاسلامية خلال مؤتمر صحافي عقدته في العاصمة الخرطوم وبدراية من السلطات - موقع ابن الخليج). و اما الادوات التي تتبعها الاجهزة الايرانية في سورية هدف نفسه هي: دفع الاموال لمن يتشيع- عروض الزواج للشباب وتحمل تكاليف ذلك- منح العطايا الضخمة لرؤساء العشائر مثل السيارات والاموال الضخمة لهم و لعشيرتهم لمن يتشيع- دعوتهم لدراسة العلوم الشرعية ( الشيعية ) داخل سورية وخارجها- اقامة الحسينيات والمساجد والحوزات في القرى والمدن- اقامة الجامعات في سورية الخاصة بهم ( مثل جامعة ال البيت - في مدينة الثورة ¯ الطبقة)- اقامة المراكز العلمية الكبيرة والخاصة بالتشيع ( مثل مركز السيدة زينب في دمشق - مركز المشهد في حلب- مركز عمار بن ياسر في الرقة - ( وهو مركز ضخم اقيم على قبر سيدنا عمار بن ياسر ). المصدر( المركز الاعلامي لجماعة اخوان المسلمين في سورية-موقع الملتقى السوري). و هل يمكن لنا ان نصدق ايران ان تصرف الاموال الهائلة على الحسينيات و ماشابه لاغراض دينية فقط!. فهذه مخططات و سيناريوهات ايران و بعض ادواتها التي اصبحت مكشوفة تجاه المنطقة و الدول العربية فما مخططات الدول العربية للدفاع عن نفسها و لجم الخطر الايراني? في اعتقادي تمتلك الدول العربية ادوات هائلة و كثيرة للضغط على ايران و تحجيم دورها في المنطقة اذا ما ارادت التحرك و هو التحالف مع الدول المتضررة من ايران خاصة في هذه الفترة التي طغي ملفها على السطح بما فيه النووي و التوسعي و العمل على التحالف بين الجهات الثلاثة و هي الدول العربية و الدول المتضررة والشعوب غير الفارسية في ايران و هم العرب الاحوازيون و الاتراك الاذربيجانيون والبلوش والتركمان والاكراد و دعم جبهتهم الموحدة المتمثلة ب¯ "جبهة الشعوب المضطهدة لحق تقرير المصير" في ايران. اضافة على تحصين البيت الداخلي العربي من الناحية العقائدية و هناك مصلحة مشتركة تجمع كل الاطراف لتقليم مخالب ايران الطويلة التي امتدت الى كل الدول العربية من الخليج العربي حتى المحيط. وهذا المثلث المتكامل اذا توفرت له الظروف العينية للتنسيق و التحالف سيكون الكفيل و الرادع الحقيقي للمخطط الفارسي و التخلص منه والى الابد. هذا النموذج الناجح حصل في نهاية القرن الماضي مع الاتحاد اليوغسلافي حينما تحالفت الولايات المتحدة و الدول الاوروبية والشعوب التي كانت تخضع للسيطرة الصربية(اليوغسلافية) للتخلص من الدولة اليوغسلافية واصبحت الشعوب مثل الجبل الاسود والبوسنة والهرسك والالبان دولا مستقلة والكوسوفو في طريقها الى الاستقلال. شاهد الخريطتين الفارسيتين المنتشرتين بشكل علني و هناك ادعاءات خفية حول امتلاك بعض الاراضي العربية خاصة في الضفة الغربية للخليج العربي. هذه الحدود الفارسية كما يدعون ويسعون الى تحقيقها على ارض الواقع ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 9 تشويش وضبابية وليد الزبيدي الوطن عمان يعيش قادة البنتاجون والبيت الابيض اعلى مراحل التشويش والضبابية، فالاوضاع في العراق تعصف بهم، وتقذف بهؤلاء مرة الى اقصى اليمين وثانية الى ابعد نقطة في اليسار، وتجد في خطاب هؤلاء قدرا كبيرا من التخبط،، فبينما كان الرئيس جورج دبليو بوش يصر على ان مستقبل وجود قواتهم في العراق، مرتبط بقوة تحقيق الانتصار الكبير، تراجع قبل سنتين ونقل خطابه من اصطلاحات الانتصار، الى مصطلح عائم اسمه ترسيخ الديمقراطية في العراق، وخلال عدة اشهر وتحديدا منذ منتصف عام2006، انقلب الخطاب على نفسه، واتجه الى تكريس الحديث على قضية الامن والمحافظة على الاوضاع من الانفلات، وصاحب هذا الانقلاب الكثير من الاتصالات عبر الدوائر التلفازية المغلقة بين حكومة المالكي ورئيس الولايات المتحدة. ورغم التراجع الهائل في الخطاب الاميركي، وما يؤشره من دلالات واضحة، ووصوله الى محاولة الامساك بآخر الخطوات، الا ان الاوضاع في العراق ازدادت تدهورا، وعندما فشلت جميع الخطط الاميركية والحكومية في اثارة الفتنة الطائفية وجر الشعب العراقي الى الاحتراب الداخلي، بدأ مسلسل البحث عن مخرج يحفظ ماء وجه الولايات المتحدة امام الرأي العام العالمي، وفي هذه المرحلة، انصب الخطاب الرئاسي والذي يمثله كبار المسؤولين في البيت الابيض على قضية الانسحاب، وهنا استمعنا الى بوش الابن، وهو يقول ان مسألة سحب الجنود الاميركيين من العراق، ليس قرارا سياسيا، وانه يعود اولا واخيرا الى القادة العسكريين في الميدان، حيث انهم الذين يعرفون تفاصيل الامور وجزئياتها، واين تسير وما هو المطلوب، ولا شك ان جورج بوش اراد بذلك الاعلان، وضع خطوته الاولى للانسحاب من القضية، ورمي الكرة في ملعب قادة الجيش، بعد ان كان مصرا على مقتضيات الحرب في العراق ليست احادية الهدف، وانما تبدأ من تحقيق الانتصار الكبير، واضافة هيبة اخرى الى صورة اميركا امام العالم، وتراجع في الطروحات السياسية، ليتحدث عن صناعة الديمقراطية، وهي اليافطة العريضة، التي ظلت ترفرف امام اعين الجميع في العالمين العربي والاسلامي منذ عقدين من الزمان. ثم تركز على حفظ الامن، ووصل الامر الى قرار يتخذه القادة في الميدان. الا ان الميدان يعكس صورة اخرى، فالتقارير اليومية التي تصل قادة البنتاجون ترسم صورة قاتمة لمستقبل هذه القوات في العراق، فالخسائر مستمرة، والانهيار النفسي يزداد ويهاجم بقوة الجنود والضباط من الجيش الاميركي في العراق، وبسبب هذا الواقع المخيف، فان الصداع يحتدم بين قادة البنتاجون، لكن خلاصة ذلك، تنحصر في زاوية واحدة، وهي الانسحاب، لكن هناك من يضع سقفا زمنيا لعدة اشهر وثمة من يريد مدة اطول، ولا شك ان هذه الضبابية والتشويش ناجمة عن عدم الثقة بالمستقبل. wzbidy@yahoo.com ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 10 عصابة الحرب تتحدث عن نصر جهاد الخازن الحياة الأميركيون مشغولون بالانتخابات التمهيدية والتنافس داخل الحزبين الديموقراطي والجمهوري على الترشيح للرئاسة، والرئيس بوش مشغول بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إرثه السياسي، إلا أن الوقت فات، فهو سيبقى في البيت الأبيض 11 شهراً آخر، غير أن المدة الحقيقية هي نصف ذلك، فالكونغرس سيأخذ إجازته في الصيف، وسيعقد الحزب الديموقراطي مؤتمره العام في آب (أغسطس) لاختيار مرشحه للرئاسة، ويتبعه الحزب الجمهوري في أيلول (سبتمبر)، وتجرى انتخابات الرئاسة بعد ذلك في تشرين الثاني (نوفمبر). لا أعتقد بأن جورج بوش يستطيع أن يفعل شيئاً غير إدارة الأزمات، فهو لن يحل أي أزمة، وإنما قد ينجح في منع انفجار هنا أو هناك، ثم يترك للرئيس القادم تركة ثقيلة تكبّله. إرثه محكوم بإرهاب 11/9/2001، وما فعل منذ ذلك اليوم الأسود. الولايات المتحدة خاضت حرباً مبررة على نظام طالبان في أفغانستان، وأيدتها دول العالم، إلا أنها لسبب غير مفهوم خاضت نصف حرب هناك وتركت أسامة بن لادن ينجو، بعد أن كان الرئيس نفسه وعد الأميركيين بأن يأتي به حياً أو ميتاً. اليوم يدق مقاتلو طالبان أبواب كابول، وهناك خلاف بين الدول الأعضاء في حلف «ناتو» فأكثرها يريد خفض قواته، في حين تريد الولايات المتحدة زيادتها، وقد أعلنت خطة لإرسال 3200 جندي آخر من المارينز ينضمون الى 27 ألف جندي أميركي آخر يعمل هناك. ولا يمكن فصل الوضع في أفغانستان عنه في باكستان، فالحدود تكاد تكون مفتوحة بين البلدين والسيطرة فيها للمسلحين، ونظام الرئيس برويز مشرف على كف عفريت، وأي انقلاب عسكري سيضع ترسانة نووية جاهزة في أيدي عسكر متطرفين متعاطفين مع المنظمات الأصولية. ومن فشل الى فشل، فالإدارة الأميركية لم تفعل شيئاً على صعيد النزاع العربي – الاسرائيلي، باستثناء إعلان الرئيس بوش عام 2004 تأييده قيام دولة فلسطين المستقلة لتعيش جنباً الى جنب مع اسرائيل في أمن وسلام. الإدارة تذكرت هذا الإعلان متأخرة، فكان مؤتمر أنابوليس في تشرين الثاني وجولة الرئيس في الشرق الأوسط الشهر الماضي، إلا أنني أستطيع أن أقول بثقة ان الادارة الأميركية لم تقم بخطوة واحدة على طريق الحل في الأشهر الثلاثة الماضية على رغم إعلان الرئيس نفسه ان تحقيق رؤيته ممكن مع نهاية هذه السنة، وتكرار وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس مثل هذا الموقف. الإدارة الأميركية لم تعد تتحدث عن حل الدولتين، وإنما عن صفقة تحدد شروط المحادثات لاتفاق نهائي على شكل الدولة الفلسطينية المقبلة. الواقع أن جولة جورج بوش في المنطقة كانت أقل اهتماماً بفلسطين منها بحشد تحالف عربي، خصوصاً في الخليج، ضد إيران، وقد رفضت الدول العربية كافة التحالف مع أميركا ضد جارتها، في مظهر آخر من تضاؤل نفوذ إدارة بوش. مع ذلك لا أجزم بشيء، فقد كان يفترض أن ينهي تقرير الاستخبارات الأميركية خطر مواجهة عسكرية مع إيران بعد أن أعلن انها أوقفت برنامجها النووي العسكري عام 2003. إلا أن نائب الرئيس ديك تشيني، وعصابة الحرب حوله من لوبي اسرائيل، رفضوا التقرير، وجاء الرئيس بوش ليقول في خطابه عن حالة الاتحاد كلاماً مقلقاً يحمل أكثر من معنى. هو قال ان إيران تطور صواريخ عابرة للقارات، وهذا لتبرير نشره الصواريخ في أوروبا، وتواصل تخصيب اليورانيوم الذي قد يستعمل في انتاج قنبلة نووية، وهذا محاسبة على نيات إيرانية مستقبلية. وقال أيضاً إن «أميركا ستواجه الذين يهددون قواتنا، وسننتصر لحلفائنا وندافع عن مصالحنا في الخليج الفارسي». وتفسير هذا الكلام انه يهدد إيران. أنا مدين ببقية مقال اليوم لشيء قرأته على الانترنت، فقد كنت سمعت الخطاب وقرأته مرتين، وفاتتني منه عبارة هي قوله للإيرانيين «لا خلاف لنا معكم». وقرأت على الانترنت من راجع تاريخ هذه العبارة، فالرئيس الأميركي قال في حديث إذاعي له في 5/10/2002: «لا خلاف لنا مع الشعب العراقي. أنتم ضحايا يوميين لصدام حسين». وهو في خطابه عن حالة الاتحاد في 28/2/2003 قال: «رسالتنا الى الشعب العراقي واضحة: لا خلاف لنا معكم». وتوني بلير قال في 19/3/2003: «أريد أن أوضح تماماً ان ليس لنا خلاف مع الشعب العراقي». بل ان جورج بوش الأب قال في 17/9/1990: «منعاً لأي سوء فهم، لا خلاف لنا مع الشعب العراقي». هل هذه العبارة من نوع زلة لسان فرويدية تكشف دخائل نفس قائلها؟ المستقبل، وهو هنا شهور معدودة، سيجلو الحقيقة، وما نعرف اليوم هو ان عصابة الحرب لا تزال تريد ضرب إيران خدمة لإسرائيل، لأنه يستحيل ان تهدد إيران الولايات المتحدة نفسها. في غضون ذلك يعمل الجنرال ديفيد بيتريوس من معسكر «النصر» في بغداد، وعصابة الحرب تتحدث عن نصر أو نجاح لمجرد انخفاض العنف في بغداد، فأكمل بالإرث العراقي لجورج بوش غداً. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 11 |
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)