Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأربعاء، 2 يناير 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 1-1-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
فشل سياسي هائل
وليد الزبيدي
الوطن عمان
أثار تأجيل الاستفتاء على مصير مدينة كركوك العراقية لمدة ستة أشهر، حفيظة بعض أطراف العملية السياسية، بسبب إدراك هذه الأطراف أنها وصلت إلى نقطة قريبة من النهاية، لكن هذه النهاية تحمل تفاصيل الفشل الحقيقي للعملية السياسية، التي انطلقت مع بداية احتلال العراق من قبل القوات الأميركية والبريطانية في ربيع عام2003.
إن الأطراف السياسية، التي بذلت كل مابوسعها لتطبيق الفقرة(140) من الدستور الحالي، تجد نفسها في فضاء الفشل التام، لأن القضية ترتبط بموضوع المصالح الخاصة لهذا الطرف أو ذاك، وبما يطمئن المشاركون في العملية السياسية بأنها تسير باتجاه النجاح، وهذا الطريق، هو الوحيد الذي يعيد الثقة إلى تلك الأطراف، التي بدأت تدرك خلال السنة المنصرمة، أن كل ما وضعوه في جدران العملية السياسية، لم يتم التحقق من ثباته، ثم تأكد للجميع أن الهشاشة والوهن، هما سمات هذه العملية، وما يؤكد ذلك، هو الصورة الاخيرة، التي بدت واضحة خلال زيارة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية إلى مدينة كركوك مثار النزاع، والتي خصصوا لها فقرة كاملة في قانون إدارة الدولة، الذي تم وضعه في عهد بول بريمر، وأقره مجلس الحكم أواخر عام2003. كما تم تخصيص المادة(140) في الدستور الحالي، الذي تم الاستفتاء عليه في ظل وجود قوات الاحتلال الأميركي في الخامس عشر من اكتوبر عام2005.
ان زيارة كوندوليزا رايس إلى مدينة كركوك، مع الاعلان عن تأجيل تطبيق المادة الخاصة بها، لمدة ستة اشهر تؤكد حالة الخيبة والفشل الكبيرين، وقناعة أطراف العملية السياسية بذلك، وايمان الادارة الأميركية بهشاشة مابنوه خلال اربع سنوات ونصف.
ان الحديث عن مدينة كركوك العراقية ياخذ اكثر من زاوية واتجاه، وهنا سنحاول ان نركز على دلالات التاجيل، الذي نتحدث عنه، وهو في الواقع بمثابة انهاء لهذا المشروع ، الذي ارادته العملية السياسية، لان ضم مدينة كركوك إلى المنطقة الشمالية، يعني تحقيق مشروع الأطراف المشاركة في الميدان السياسي الحالي، لتنفيذ البنود الأساسية في مفاصل العملية السياسية، ويدفع بها لإعلان الاقاليم التي تحاول هذه الاطراف اقامتها منذ مايقرب من ثلاث سنوات، وهذه الدعوات غير خافية على أحد، لانها تعلن بصورة متواصلة، وهناك حرص من تلك الاحزاب على إعلان اقليم الوسط واقليم الجنوب واقليم المنطقة الغربية، ولو نجح الحزبان الكرديان(الاتحاد الكردستاني والديمقراطي الكردستاني) في ضم كركوك إلى اقليم الشمال، لتحقق للاخرين مايريدون، وتوصلوا الى احد اهم اهداف العملية السياسية، وهو تقسيم العراق على اسس عرقية وطائفية.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
خريطة الطريق» بين فلسطين والعراق
نواف الزرو
الدستور الاردن
بعد ان اتفق عباس واولمرت في اعقاب لقائهما على "إحياء خريطة الطريق التي تعثر تطبيقها في السابق" ، وبعد ان اكدت ليفني من جهتها ايضا خلال لقائها بمستشار الأمن القومي الأمريكي ستيف هادلي: "ينبغي التوصل إلى تفاهمات يعقبها تطبيق الفلسطينيين لتعهداتهم الأمنية في إطار المرحلة الأولى من خريطة الطريق" ، وكذلك بعد ان "تمخض انابوليس فولد خريطة الطريق" كما يستخلص الدكتور مصطفى البرغوثي في مقال له يحمل نفس العنوان ، مشيرا الى ان البيان الختامي التفاهمي المكون من ورقة واحدة فقط يذكر "خريطة الطريق ست مرات" بعد كل ذلك اصبح ملحا استحضار ملفات الخريطة واعادة قراءتها قراءة متجددة بهدف توضيح خلفياتها ومضامينها واهدافها واحتمالاتها ، وعلى نحو خاص المرحلة الاولى منها التي يصر الامريكان والاسرائيليون على تنفيذها من جانب الفلسطينيين اولا،
ففي الخلفيات نتذكر: منذ البدايات ربطت المحافل والتحليلات السياسية والاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية وغيرها في حينه ، ما بين العدوان على العراق وضربه وتفكيكه ، وما بين تداعيات ذلك على القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي المحتدم هناك في فلسطين.
فقد كتب المحلل العسكري الإسرائيلي المعروف رؤوبن فدهتسور مبكراً يقول: "ان الهدف الإسرائيلي الأول يجب ان يكون توجيه ضربة استراتيجية للعراق" ، بينما أعربت مصادر عسكرية إسرائيلية عن أملها في: "ان تغير النظام في العراق أساسي بمقدار ما يؤدي إلى أضعاف الفلسطينيين" ، في حين كان بلدوزرهم شارون قد صرح في عهده قائلاً: "ان هجوماً أمريكياً ناجحاً ضد العراق يمكن ان يؤدي إلى وجود فرصة جديدة أمام المسيرة السياسية في المنطقة ، فطالما لا يتوفر خيار عسكري لدي العرب سيبدون استعداداً أكبر لاجراء مفاوضات وللتوصل لحلول وسط .." في حين قال الجنرال أهارون زئيفي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سابقا قائلاً: "ان الحرب ضد العراق ستؤدي إلى تهدئة المناطق الفلسطينية ، وإلى اعتدال المنظمات الفلسطينية خشية قيام إسرائيل بعملية حربية واسعة النطاق..".
غير ان ابلغ إشارة رابطة بهذا الصدد جاءت على لسان نائب الرئيس الأمريكي ديك شيني الذي اعلن محرضاً: "ان الحرب ضد العراق يمكن ان تدفع عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية إلى الأمام".
بينما اعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش قبيل انطلاق العدوان على العراق قائلاً: "ان الاطاحة بالزعيم العراقي صدام حسين ستحرم المجموعات الارهابية الفلسطينية من الدعم الذي تتلقاه وستؤدي إلى قيام دولة فلسطينية ديمقراطية فعلا يتوجب على إسرائيل القبول بوجودها". وأضاف "أن دولة فلسطينية يجب ان تكون دولة اصلاحات دولة مسالمة تتخلى عن استعمال - ما وصفه - بالارهاب إلى الابد".
وبعد ذلك التصريح بأيام أعلن الرئيس بوش أيضاً في خطاب مفاجئ جاء قبيل شن حرب على العراق بخمسة أيام فقط قائلاً: "انه سيطرح على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خريطة الطريق الخاصة بالسلام بينهما بعدما يتولى رئيس وزراء فلسطيني قوى يتمتع بصلاحيات فعلية منصبه".
وقال الرئيس الأمريكي أيضاً: "بعد تسليم خريطة الطريق فاننا سنتوقع ونرحب باسهامات من الإسرائيليين والفلسطينيين خدمة السلام الحقيقي وسنحثهم على ان يناقشا الخريطة كل مع الاخر ، وقد حان الوقت لتجاوز المواقف المتصلبة واتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق السلام كما انه يجب على إسرائيل ان تتخذ عدت خطوات من شأنها ان تساعد على إقامة دولة فلسطينية".
ومن جانبه حك توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق على جرب بوش وشارون ، حينما رحب في اليوم ذاته بخطاب بوش زاعماً: "سوف اواصل استخدام اقصى نفوذي لضمان بدء محادثات السلام بدون تأخير ، وخريطة الطريق سوف تحدد مدداً زمنية واهدافاً محددة بتواريخ لتسوية شاملة لصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بحلول عام 2005".
ولذلك وعلى هذه الأرضية والخلفية حصراً ، سارعت الإدارتان الأمريكية الإسرائيلية معاً بعد العدوان إلى توجيه رسائل التحذير والوعيد للفلسطينيين ، وإلى دعوتهم لاستخلاص العبر والدروس مما جرى في العراق ، وقد اعربت الحكومة الإسرائيلية عن املها في ان: "يستخلص الفلسطينيون العبر المناسبة من بغداد وان يختاروا قيادة مسالمة أكثر تعمل على مكافحة الارهاب" ، وقد ذهب اولمرت بعيدا حينما قال: "ان على الفلسطينيين ان يعوا ان نتائج الحرب تفرض عليهم مرونه كبيرة بل غير مسبوقة بكل ما يتعلق بسقف توقعاتهم من أي عملية سياسية معنا ، وعليهم ان يعوا انه لا طائل من الان فصاعداً من الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة ، ولا عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين..".
اذن - هكذا كان الاجماع الأمريكي - البريطاني - الإسرائيلي - الاوروبي يقود إلى خريطة الطريق باعتبارها أهم الاستحقاقات المترتبة على تدمير وتفكيك وإلغاء العراق العربي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
العلاقات العربية الايرانية
حمادة فراعنة
الراي الاردن
لا نستطيع كعرب، التهرب من الاستحقاقات المطلوبة منا نحو جيراننا الذين يعيشون معنا منذ مئات السنين وسيبقون. لن نستطيع التخلص منهم. ولن يستطيعوا الرحيل عنا. وسنبقى ملازمين لبعضنا نزولا عند ديكتاتورية الجغرافيا التي لا فكاك منها.
ثلاث قوميات، بثلاث لغات، لثلاثة دول هي: تركيا في الشمال، وإيران في الشرق، واثيوبيا في الجنوب، تتفق مصالحنا معها وتختلف، وتتجاذب وتفترق، حسب الأولويات والمستجدات وتطور الأحداث، وهذا وضع طبيعي، سوي، حيث تتقاطع المصالح العربية معها وتتفق في الكثير من العناوين والقضايا، مثلما تختلف وتتعارض مع عناوين وقضايا أخرى، ولكننا ولو اختلفنا معها أو مع بعضها أو مع إحداها، فيجب أن لا تقع القطيعة أو إعلان الحرب بيننا وبين جيراننا بسبب الخلاف أو التباين أو تعارض المصالح، وإلا وقعنا فيما يماثل الحرب الإيرانية العراقية المدمرة التي آذت البلدين وأسقطت ضحايا بمئات الالاف من الشعبين دون تحقيق نتيجة إيجابية واحدة لأي من بغداد وطهران، بل أورثت الأحقاد والضغائن عبر حرب مجنونة استمرت ثماني سنوات، غذتها سياسات دولية أجنبية عملت على تحطيم البلدين واستنزاف مواردهما عبر مدهما بأسباب الصمود واستمرارية القتال بينهما وبقاء متاريس المواجهة نحو بعضهما البعض.
ايران بلد له نفوذه الاقليمي وامتداداته في العالم العربي وله مصالح يعمل على حمايتها وتحقيقها، مثلما للعرب مصالح يجب أن يحافظوا عليها ويستبسلوا للدفاع عنها سواء أمام إيران أو غير إيران، ولكن كيف يتم ذلك؟؟ أيتم ذلك بالحرب والعمليات العسكرية والمواجهة أم يمكن تحقيق ذلك بالوسائل المدنية والدبلوماسية والحوار وتكثيف الجهود واختراق الجدران لجعل صدى الصوت العربي في الشارع الايراني مسموعاً ومحترماً وذا قيمة!! مشاركة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في قمة مجلس التعاون لبلدان الخليج العربية في الدوحة يوم 3/12/2007، ودعوته من قبل العربية السعودية لأداء فريضة الحج، وزيارة نائب وزير الخارجية المصري لطهران، مظاهر ملموسة تدل على وجود توجه عربي ايجابي يسعى للتعامل مع ايران على أساس الندية والاحترام المتبادل عبر عنها رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بقوله: علينا أن نحكم العقل ومصلحة دول مجلس التعاون في التعامل مع إيران، كما يجب على الإيرانيين أن يتعاملوا بالمثل مع دول تمد يدها لهم بالصداقة والأخوة، وهذه هي الحكمة، ولكن أن ننجر وراء إستراتيجيات لأهداف قد نعلمها وقد لا نعلمها سيكون خطيراً وغير مقبول في مجلس التعاون .
الرئيس الإيراني دعا إلى مجموعة من الخطوات العملية بين بلدان مجلس التعاون العربي وإيران، تتضمن 12 اقتراحاً لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني، مشدداً على القواسم المشتركة بين العرب والإيرانيين وقمة مجلس التعاون لبلدان الخليج العربية التي خاطبها الرئيس أنجاد لم تنتظر طويلاً في في ردها على الاقتراحات الايرانية، حيث تضمن البيان الختامي فقره صريحة تتعلق بإيران جاء فيها: أولاً: دعم حق السيادة لدولة الامارات على جزرها طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وعلى المياه الإقليمية والاقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخاصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من دولة الامارات العربية المتحدة.
ثانيا: التعبير عن الاسف لعدم إحراز الاتصالات مع ايران على أية نتائح إيجابية من شأنها التوصل إلى حل قضية الجزر الثلاث، مما يسهم في تعزيز أمن واستقرار المنطقة.
ثالثاً: النظر في الوسائل السلمية كافة التي تؤدي إلى إعادة حق دولة الامارات في جزرها الثلاث.
رابعاً: دعوة ايران للاستجابة لمساعي الامارات لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
دعوة الرئيس الإيراني والاستماع اليه والرد الخليجي نموذج لمعالجة العلاقات بين الطرفين وتعبير عن الفهم لادارة الازمة مع إيران.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
تراجع المقاومة العراقية : تهويشات إعلامية ساذجة
عوني القلمجي
المحرر الاردن
ارتفعت في الآونة الأخيرة أصوات حاقدة وأقلام مأجورة وكتّاب مرتزقة، معلنين عن أفول نجم المقاومة العراقية وتراجع عملياتها العسكرية وعن انخفاض عدد قتلى الجنود الأمريكان، إلى جانب تحسن الوضع الأمني وخصوصا داخل بغداد وضواحيها. ولم تكن بعض القنوات الفضائية والإذاعات ووسائل الإعلام العربية والأجنبية بعيدة عن ذلك، حيث أخذت تركز على هذه المعزوفة وتظهر عودة الحياة في العراق إلى طبيعتها وتنقل بالصوت والصورة رجوع آلاف الهاربين من جحيم الاحتلال إلى ارض الوطن وخاصة من سوريا والأردن.
ومن المؤسف حقا أن تجد هذه التهويشات الإعلامية صدى لها في أوساط عراقية وعربية، مما ولدت حالة من الإحباط والتشكيك بقدرة المقاومة على هزيمة المحتل، في حين تؤكد الوقائع والأحداث على تقدم المقاومة العراقية ومحاصرتها لقوات الاحتلال الأمريكي ووضع قائدها الأعلى بوش في ورطة لا يعرف سبل الخروج منها، الأمر الذي دفع العديد من الخبراء العسكريين والسياسيين الأمريكيين إلى مطالبة بوش بالانسحاب وفق جدول زمني حفاظا على هيبة وسمعة أمريكا بين دول العالم وشعوبه، بل وصل الأمر إلى حد استقالة العديد من رجالات بوش المخلصين والهروب من السفينة قبل غرقها، أمثال وزير دفاعه رونالد رامسفيلد وكارل روف كبير مساعديه الأساسيين ثم سكرتيره الصحفي طوني سنو وسكوت ماكليلان الناطق باسم البيت الأبيض ودان بارتليت مستشاره السياسي وكارين هيوز مستشارة بوش المكلفة بتحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم العربي والإسلامي وأخيرا وليس أخرا استقالة فرانسيس تاونسند مستشارته لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن القومي.
نعم لقد تراجعت عمليات المقاومة فعلا وتحسن الوضع الأمني قليلا في بغداد، لكن القول بأن مرد ذلك يعود إلى وجود ضعف في أداء المقاومة أو محاصرة معاقلها أو جراء تكبدها خسائر كبيرة، لا ينطوي على شيء من الحقيقة، وما حدث هو أن بوش أصبح في أمس الحاجة إلى تقليل عدد قتلى جنود الاحتلال، لإقناع الشعب الأمريكي، بأن استراتيجيته الجديدة تحقق تقدما ملموسا، ولسحب البساط من تحت أقدام "الحزب الديمقراطي" الذي يوجه سهامه ضد بوش ويركز على فشل استراتيجيته الجديدة لكي يحرمه من هذه الورقة التي تؤهله للفوز في انتخابات الرئاسة المقبلة، وقد تطلب ذلك تجنب قوات الاحتلال للمواجهات العنيفة في مناطق التماس مع المقاومة العراقية والتقليل من الهجمات الكبيرة والواسعة بالاعتماد على القوات الأمريكية لوحدها، والحد من حركة قوات الاحتلال داخل المدن وخارجها، ووصل الأمر إلى استبدال الأرتال العسكرية التي تؤمن احتياجات قوات الاحتلال من عتاد وسلاح وأرزاق، بطائرات الهليكوبتر لتجنب العبوات الناسفة على جانبي الطريق والتخلص من الكمائن التي تنصبها المقاومة بإحكام شديد وأصبح الجنود الأمريكيين يقضون معظم الوقت في الثكنات العسكرية المحصنة، وكل هذا من شأنه أن يقلل من الخسائر البشرية والمادية، إلى جانب ذلك اعتمدت القوات المحتلة في أي مواجهة مع المقاومة عند الضرورة على قوات الحكومة إضافة إلى مرتزقة "مجالس الصحوة" وتكتفي هي بتقديم الدعم والإسناد.
بالمقابل وعلى الجهة الأخرى، فأن المقاومة العراقية قد استغلت بدورها هذا التغيير والهدوء النسبي في المعارك لإعادة ترتيب أوراقها، ومنها إحداث تغيرات واسعة في مواقعها والقيام بحركة تنقلات واسعة في مجموعاتها القتالية من مكان إلى آخر وشمل ذلك أماكن سلاحها ومعداتها تحسبا من المعلومات التي بحوزة بعض العشائر قبل انتقالها إلى معسكر الاحتلال، لتقتصر عملياتها بشكل رئيسي ضد القواعد والثكنات العسكرية، تدمير القاعدة العسكرية في (سلمان باك) نموذجا.
ومع ذلك دعونا نفترض وجود تراجع حصل في معسكر المقاومة وأن شيوخ العشائر و"مجالس صحوتها" والمشاركة الفعالة لما يسمى بالجيش العراقي والشرطة وأجهزة الأمن وزيادة عدد قوات الاحتلال قد فعلت فعلها، ترى ما هو العيب في ذلك؟
المعركة التي تدور رحاها بين المقاومة العراقية وقوات الاحتلال ليست حربا نظامية ولها آجال محددة وقصيرة والتراجع فيها من قبل أي طرف لا يمكن اعتباره مقدمة لهزيمته، فما يحدث على أرض العراق هي حرب تحرير شعبية طويلة الأمد، ومن أهم مستلزماتها التغيير الدائم في آلية إدارتها ومنها اللجوء إلى تراجع قوات المقاومة كلما تطلبت الضرورة ذلك، خاصة وأن المحتل لديه إمكانات هائلة ويتمتع بالقدرة على الصمود وتغيير مسار الصراع أحيانا، فقبل 500 عام من تاريخ ميلاد المسيح، أوصى الصيني صن تزو في كتابه الموسوم (الكتاب المقدس للمقاومة) والذي اختير من بين أفضل 100 كتاب في تاريخ العالم، بأنه إذا أرادت المقاومة الشعبية كسب المعركة ضد عدو متفوق، عليها إتباع العديد من القواعد والمباديء منها: إذا أصبح عدوك أقوى منك تفاداه، وإذا كان غاضبا أزعجه، وإذا تعادلت معه فحاربه، وإذا لم يكن متعادلا معك أوقع الانقسام في صفوفه ثم أعد تقييم وضعه، في حين أكد الخبير العسكري النمساوي المتميز كلاوفيتز هذه المباديء بعد 2400 عام بلغة ومصطلحات جديدة. ناهيك عن أن حروب التحرير دون استثناء قد اتبعت هذه المباديء في حالات كثيرة، وعليه فالتراجع لا يعني السلبية في كل الأحوال، وإنما يؤخذ به من أجل خلق الظروف المناسبة لاستنزاف العدو، ولولا إلمام المقاومة العراقية بكل هذه الخبرات لما تمكنت من تحقيق كل هذه الانتصارات الكبيرة.
في الجانب الآخر فأن أكثر ما يحزن في هذه التهويشيات الإعلامية، أنها تمكنت من إيهام أوساط عراقية وعربية حين ربطت زورا بين التحسن الأمني وتراجع عمليات المقاومة العراقية وكأن المقاومة هي التي كانت وراء التفجيرات وقتل المدنيين الأبرياء وهدم المساجد والحسينيات والقتل على الهوية!! في حين أثبتت الوقائع والأحداث بأن الذي يقف وراء كل ذلك هي قوات الاحتلال والمرتزقة و"الموساد الاسرائيلي" والمخابرات الإيرانية، إضافة إلى "فرق الموت" وفيلق غدر ومليشيات "جيش المهدي" الذي اعترف زعيمه قبل أيام بأن "فرق الموت والقتل قد انطلقت من مدينة كربلاء"، وليست مصادفة أن تنخفض أعمال التخريب والقتل والتفجيرات كلما احتاج بوش تسويق استراتيجياته الخائبة لإثبات تقدمها ونجاحها كسلاح يشهره في وجه خصومه، وعلى سبيل المثال لا الحصر فأن مثل هذا التحسن قد حدث قبل شهرين من تقديم تقريري القائد العسكري الميداني "سانشيز" والسفير الأمريكي "كروكر" إلى لجنة الدفاع في الكونغرس الأمريكي ليثبتا بأن قوات الاحتلال تحقق تقدما وأن المقاومة في طريقها إلى الزوال، حيث صدرت الأوامر إلى قادة جيش المهدي بترك العراق والسفر إلى إيران وإلزام مليشيات الحكومة بالتوقف، إلى حين، عن الأعمال الإجرامية ضد الأبرياء، وهذا بالضبط ما يحدث الآن.
إن المقاومة العراقية بريئة من كل تلك الجرائم القذرة ضد المواطنين بل على العكس من ذلك فهي شديدة الحرص على حماية الناس من جرائم المحتل وأعوانه فهؤلاء المواطنين هم من يقف وراء المقاومة ويقدم لها الدعم والإسناد والحماية لمقاتليها والدفاع عنها، وبالتالي فمهما فعل المحتل ومهما حاول تلميع صورته ومهما تظاهر بالقوة والجبروت، فأن مشروع الاحتلال قد انتهى إلى الفشل على الرغم من أن قواته لم تهزم بعد، فالحرب كما يقال هي امتداد للسياسة بوسائل عنيفة وإذا لم يتم تحقيق أهداف الحرب السياسية فإنها تعتبر فاشلة بكل المقاييس، فالإدارة الأمريكية حين قررت احتلال العراق فأنها أرادت بعد السيطرة عليه وجعله ولاية أمريكية، أن تسير قدما لتحقيق مشروعها الكوني وبناء الإمبراطورية التي ينتهي التاريخ عند أبوابها وأن يكون القرن الواحد والعشرين قرنا أمريكياً، وما "مشروع الشرق الأوسط الكبير" الذي كان مقررا إقامته بعد احتلال العراق إلا جزء أو حلقة وسيطة لتحقيق الهدف الإمبراطوري المنشود.
أمريكا اليوم غير أمريكا قبل احتلال العراق، فبالأمس رفع بوش شعار "من ليس معنا فهو ضدنا" وهدد العالم ودوله بالحروب "الاستباقية"، والحروب "الوقائية" والخروج من المعاهدات الدولية التي تحد من حركته وغير العقيدة النووية من دفاعية إلى هجومية، وأخضع دول العالم الكبير منها قبل الصغير للهيمنة الأمريكية واجبرها على السير بالاتجاه الذي يخدم مصالح أمريكا، وجعل المنظمات والهيئات الدولية خدم أمناء لتلبية مصالح الولايات المتحدة وتأييد سياساتها العدوانية أو السكوت عنها، بل وبإشارة منه تغير البلدان سياستها وعاداتها وتقاليدها بل ودينها.
أما اليوم وبعد أن مرغت المقاومة العراقية سمعة أمريكا وهيبتها في الوحل أصبح بإمكان أي دولة أن تقول لا لأمريكا حيث لم تعد أمريكا القوة التي لا تقهر.
ومن الطريف في هذا الصدد ومن باب الاستهزاء بالقوة الأمريكية فقد ذكر الكاتب الايطالي ماركو ديرامو في مقال نشرته جريدة "ديل منافستو" بتاريخ الخامس عشر من هذا الشهر بأن أمريكا التي تعتبر نفسها أكبر قوة عسكرية شهدها التاريخ لم تتمكن من السيطرة على العراق الذي تبلغ مساحته 22 مرة أقل من مساحة الولايات المتحدة، وسكانه 12 مرة أقل من سكانها ودخله القومي لا يساوي إلا 1 على 141 من دخلها.
المقاومة العراقية بخير وهي تواصل تقدمها على طريق التحرير كونها مقاومة مشروعة تدافع عن أرضها وكرامة أهلها واستقلال بلادها، في مقابل قوات محتلة أتت من بعيد لتعتدي على البلاد والعباد خلافا لكل القوانين والشرائع الدولية وبالتالي فأن أصحاب الحق هم المنتصرون.
لندع المحتل وأعوانه ينسجون الأقاويل والحكايات كما يحلو لهم، فأن شهادة ميادين القتال اصدق أنباء مما يكتبون ويفترون.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
انقرة - اربيل.. مؤشرات تقارب
محمد نورالدين
الخليج الامارات
يصل الرئيس التركي عبدالله غول إلى واشنطن في السادس من يناير/كانون الثاني من العام الجديد ليلتقي في الثامن منه الرئيس الأمريكي جورج بوش.
لهذه الزيارة أكثر من خصوصية ورمزية. فهي الأولى في العام الجديد للرئيس التركي خارج البلاد وهي الأولى له إلى واشنطن بعد انتخابه رئيساً للجمهورية في نهاية أغسطس/آب الماضي.
غير أن الأهم ربما هو أن الزيارة تأتي بعد مباشرة تركيا غارات جوية وقصفاً برياً وأحياناً توغلات برية محدودة داخل الحدود العراقية ضد قواعد لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل عند أقصى الحدود الشمالية - الشرقية.
الرئيس غول سبق زيارته إلى واشنطن بالإشادة الكبيرة بمستوى التنسيق مع الولايات المتحدة والذي يليق بما تتطلبه العلاقات بين حليفين، كما قال حرفياً.
نجحت انقرة وواشنطن في نزع فتيل أزمة كبيرة في المنطقة. فمن جهة سمح لتركيا القيام بعمليات عسكرية محدودة وإن قوية ضد حزب العمال الكردستاني، وهذا كان مطلباً للجيش التركي منذ أشهر. كما محت هذه الغارات الصورة التي ألصقت بحزب العدالة والتنمية من أنه لا يريد توتيراً عسكرياً ليستكمل عملية الإصلاح السياسي في الداخل. وبما أن هذه الغارات لم تصل إلى حد العملية العسكرية الواسعة كان بإمكان الولايات المتحدة أن تعطيها الضوء الأخضر بحيث تحافظ على ضوابط الوضع في شمال العراق وفي العراق عموماً من دون اضطرابات تعرض التوازنات القائمة لاهتزازات لا ترغب بها واشنطن.
يذهب غول إلى واشنطن وسط هذا التحسن الكبير في العلاقات التركية- الأمريكية الذي جسّده التعاون الاستخباراتي الذي سمح للطائرات التركية القيام بالغارات على العراق.
ربما لا يقف هذا التعاون عند هذا الحدّ. اذ يلفت أيضاً تراجع حدّة المواقف الكردية العراقية من الغارات التركية بحيث بدت هذا المواقف متفهمة للسلوك التركي رغم بعض الانتقادات لمسعود البرزاني وجلال الطالباني.
ومع أن الجميع ملتزم بالسقوف الحمر الأمريكية إلا أن ما أوردته وسائل إعلام غربية حول مقايضة بين انقرة وأمريكا تعترف فيه تركيا بالفيدرالية الكردية مقابل إنهاء تواجد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وعدم ضم كركوك إلى المنطقة الكردية قد يفسر جانباً من هذه “التفهمات”. علماً بأن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان نفى وجود هذه الصفقة واعتبر أن هذه الأقاويل خسيسة.
مهما يكن، تبدو العلاقات التركية- الكردية في المرحلة الراهنة في تحسن مستمر، وكان تصريح لعبدالله غول أحد أبرز تجلياتها عندما قال إن “العراق جار ويهم تركيا كثيراً. ثم إن طالباني رئيس جمهورية منتخب، ولكل شيء وقته وبالنسبة لنا وله يوجد وقت مناسب ويمكن لرئيس دولة جارة منتخب أن يأتي في أي وقت ويمكن لنا نحن أن نذهب في أي وقت. ولو لم يأت رئيس الحكومة العراقية إلى مؤتمر دول الجوار لكان هو (طالباني) قد أتى”.
وقابل طالباني إشارات تركيا الإيجابية بتصريحات إلى صحيفة “طرف” التركية حيث دعا إلى عفو شامل عن حزب العمال الكردستاني ليتسنى له ترك السلاح والعودة إلى تركيا، واعتبر أن التفاوض مع عبدالله أوجلان ليس مناسباً في الظروف الحالية لتركيا كما أنه ليس واقعياً الاعتراف بحزب العمال الكردستاني كحزب سياسي.
وأرسل طالباني رسائل تطمين ضمنية إلى تركيا بأن فكرة كردستان مستقلة أيضاً ليست واقعية. وقال إن استقرار تركيا وأمنها هو في مصلحة الشعب العراقي والشعب الكردي.
لغة جديدة من طالباني تعكس واحداً من أمرين: إما ان هناك توزيع أدوار بين زعماء أكراد العراق أو أن هناك بالفعل تحوّلاً في الموقف الكردي العراقي له استتباعات إقليمية ولا سيما على خط انقرة-اربيل. وفي ظل التذبذب في المواقف والعلاقات السابقة فإن الفترة المقبلة ستحسم الإجابة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
«ماكلاتشي الاميركية» : لم ينته الأمر بعد
جو غالاوي
الدستور الاردن
في عرض نادر ولافت للانتباه من الحذر والإدراك الجيد ، لم يبدأ أي واحد من إدارة بوش في رفع اشارات النصر ابتهاجا بالأخبار الجيدة الواردة من العراق.
نعم ، فأعداد الجنود الأميركيين والمدنيين العراقيين الذين يموتون هناك قد انخفض بشكل كبير في الأشهر الستة الماضية.
وحدث ذلك أيضا لأعداد القنابل المتفجرة على جوانب الطرق والسيارات المفخخة. ويسود مقاطعة الأنبار ، على الاقل في هذا الوقت ، الهدوء نسبيا.
يبدو أن المسلمين السنة المنتمين للقاعدة في العراق قد تراجعوا أو في تراجع ، يضمدون جراحهم ويعيدون التفكير باستراتيجيتهم.
وما هو أفضل من ذلك ، أن مليشيا جيش المهدي التابعين للشيخ الشيعي المتشدد مقتدى الصدر قد تنحت بشكل كبير كما أمرها في شهر آب الماضي.
في بغداد ، عادت بعض الأحياء إلى الحياة بشكل حذر ، وقد امتلأت الأسواق التي تقام في الساحات بالمتسوقين الذين كانوا يتكدسون في بيوتهم خوفا من فرق الموت والسيارات المفخخة.
بدأت فئة قليلة - 20 ألف أو ما يقارب ذلك - من ال 2 مليون عراقي الذين هربوا من بيوتهم بسبب الرعب عبر الحدود إلى سوريا والأردن بالعودة إلى البلاد.
بعضهم أجبر بسبب الموقف المتشدد للسلطات السورية تجاه اللاجئين العراقيين ، وآخرون أغرتهم الأخبار الجيدة من البلاد.
كل هذه أخبار جيدة ، وكلها أخبار مرحب بها. لكن كل شخص ابتداء من القادة العسكريين في العراق إلى وزير الدفاع روبرت غيتس إلى البيت الأبيض وسكانه حذر جدا في أن يحتفل قبل الأوان ، وهم محقون في ذلك.
حتى أن نائب الرئيس ديك تشيني تجنب إصدار أي بيان رسمي عن المتمردين "الذين يلفظون انفاسهم الأخيرة".
قد يكون من السهل - والخطأ - الإدعاء ان الزيادة المؤقتة لثلاثين ألف جندي أميركي إضافي هي المسؤولة كلية عن تراجع مستويات العنف والحرب الأهلية في العراق.
زيادة عدد القوات ساعدت على ذلك. وما ساعد أكثر كان تغيير التكتيكات الاميركية والاستراتيجية التي اتبعت في العراق خلال السنوات الأربع الماضية وتزامنت مع وصول الجنرال ديفيد بترايوس كضابط أميركي جديد. لكن الحقيقة أن الكثير من هذا الانخفاض في مستوى العنف ، مثل العنف نفسه ، من فعل العراقيين أنفسهم بالكامل وهو بالتالي لا يخضع لتحليلات وفهم الأجانب.
نحن لا نعلم لماذا سحب الصدر رجال المليشيات التابعبن له لمدة ستة أشهر أبتداء من شهر آب الماضي أو لماذا ، في هذا الأسبوع ، أرسل بإشارات بأنه قد يمدد هدنته.
ما نعلمه هو أن المليشيا التابعة له كانت ، في ذروة تصاعد أعمال القتال ، مسؤولة عن أكثر من %60 من موت الجنود الأميركيين في العراق.
نحن نعلم أن مقاطعة الأنبار توقفت الحياة فيها خلال الليل لتصبح ميدان قتل لرجال المارينز الأميركيين لأن شيوخ القبائل المحليين لديهم ما يكفيهم من "الجهاديين" الذين يقدمون لهم الحماية.
وعندما بدأ "الحهاديون" في قتل الشيوخ أنفسهم وفرض فكرتهم عن الشريعة الإسلامية - قطع رؤوس الحلاقين وبائعي الخمر والنساء غير الملتزمات بشكل كاف - فقد تخطوا الحدود.
وكان من السهل جدا على الشيوخ أن يبدأوا في ابلاغ القوات الاميركية عن "الجهاديين".
والأمر الأكثر أهمية ، قرار الشيوخ إيقاف التمرد السني والتوقف عن قتل الأميركيين.
قد يرفضون المشاركة في الحكومة المركزية العراقية والجيش والشرطة ، التي هي ذات أغلبية شيعية.
وهذا لن يكون جيدا في اليوم الذي قد يغادر فيه الأميركيون وفي الليلة التي قد تصل فيها سكاكين الشيعة الطويلة ، لذا بدأ السنة بإرسال ابنائهم في محاولة للانضمام إلى الجيش والشرطة.
وعندما تردهم الحكومة ، يوقع الشيوخ عقودا للقتال مع الأميركيين مقابل مبلغ 300 دولار شهري وسلاح وبعض التدريب.
طبق هذا النظام بشكل ناجح في المدن والتجمعات التي كانت ثائرة في الاماكن الأخرى ، رغم امتعاض ومعارضة الحكومة المركزية الشيعية التي تدعمها الولايات المتحدة. لذا دعونا نستعرض الرهان.
المناقشات الرئيسية التي قادت إلى الانخفاض في مستوى القتل لم تجرى من قبلنا أو عن طريق ما أقرته الحكومة الوطنية في بغداد.
فقد تمت على يد بعض الاشخاص - سواء من الشيعة والسنة - الذين كانوا يقتلون الجنود الأميركيين قبل ستة أشهر فقط.
قد يبدو أن جميع السياسات محلية ، وان جميع السياسيين العراقيين لا سبيل إلى اختراقهم ، وشديدي التعقيد وأبعد من أن يفهمهم الأجانب.
قد يظهر أيضا أن احتمالات قيام حكومة العراق الوطنية بأي شيء لتلبية اشارات التقدم التي وضعتها واشنطن للوصول الى المصالحة الوطنية - وهو السبب الذي اعتمدت من أجله زيادة عدد القوات - تبقى ضعيفة الى معدومة. لذا ثمة أسبابا وفيرة لقادتنا العسكريين وزعمائنا لتجنب إقامة مواكب النصر ، أو لافتات "المهمة انجزت" أو البيانات الرسمية عن "الأنفاس الأخيرة" وبدلا من ذلك انتظار ما سيحدث لاحقا بهدوء. لو أن بوش عرف ان العراق أصعب من علم الجبر في العام 2003 ، لربما كان بامكاننا تجنب الأمر كله.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
الجيش التركي: خطوة إلى الأمام... عشرة إلى الوراء
هوشنك أوسي
الاخبار لبنان
غنيٌّ عن البيان الأهميَّة والمكانة التي كانت وما زالت تحظى بها المؤسَّسة العسكريَّة في الحياة السياسيَّة التركيَّة، بدءاً بالحقبة العثمانيَّة، وما حققته الانكشاريَّة من «فتوح» للسلطنة، ابتلعت شعوباً وبلداناً وثقافات شرقاً وغرباً، وصولاً إلى العهد الجمهوري الذي أنتجه العسكر التركي على أنقاض «الرجل المريض»، ولغاية يومنا هذا. ومعطيات تاريخ المؤسَّسة العسكريَّة التركيَّة، تشير إلى أن الجنرالات هم الصنَّاع الحقيقيون للسياسة التركيَّة، وما إن يشعرون بأنهم قد ضاقوا ذرعاً بالنسق السياسي التركي السائد، والمعرقل لسلوكهم وأدائهم، حتى ينقلبوا عليه، معيدين إنتاج أنساق سياسية جديدة، تتواءم وإرادتهم. لكن، في الأعوام الأخيرة، تراجعت فرضيَّة الانقلابات التقليديَّة التي كان يشتهر بها الجيش التركي، إلى جانب تعرُّض هذه المؤسَّسة لانتكاسات خطيرة، جعلتها تعيد النظر في أدائها، فيما يشبه «المراجعات النقديَّة»، فتعترف بارتكاب الأخطاء، وفي الوقت عينه، تلوِّح بعزمها على اقتراف المزيد منها!
قبل فترة وجيزة، وتحت عنوان: «استئصال دابر الدعم الاقتصادي والأيديولوجي لحزب العمال الكردستاني»، نظَّم مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة التابع لهيئة الأركان التركيَّة ملتقى، أدلى فيه قائد هيئة الأركان العامَّة الجنرال ياشار بيوكآنت، ونائبه الجنرال أرغين سايغون، باعترافات هامَّة وانتقادات ذاتيَّة، وللحكومة وللاتحاد الأوروبي، تقاطعت في جزء منها مع اعترافات سابقة كان قد أدلى قادة أركان سابقون لصحيفة «حرييت» قبل فترة. وتشير اعترافات بيوكآنت وسايغون إلى «انحسار دور المؤسَّسة العسكريَّة، وأنها باتت تُحشَر في زاوية ضيّقة»، بحسب قولهما. كما سرد بيوكآنت أخطاء الجيش والدولة التي استثمرها حزب العمال الكردستاني ضدَّ تركيا، قائلاً: «منذ سنة 1984، (بدء الكردستاني الكفاح المسلح)، ولغاية يومنا هذا، لقد أهدرنا الكثير من القيم الإنسانيَّة السامية. ودون استثناء، بمن فيهم نحن. ما ارتدَّ علينا كسلاح فاعل. وهذه القيم، يمكن حصرها في أربع: حقوق الإنسان، الديموقراطيَّة، الحرِّيَّة والسَّلام. الآن، من يوظِّف هذه المفاهيم، هل نحن أم المنظمة الإرهابيَّة؟ وكأن حقوق الإنسان بات محصوراً في حقوق الإرهابيين، كذلك الديموقراطيَّة؟ ضعوا أنفسكم مكان أحد الأجانب حيال هذا المشهد: ثمَّة مجموعة في تركيا، لا تملّ من الحديث عن حقوق الإنسان والحريَّة والديموقراطيَّة والسلام، وثمَّة مجموعة أخرى تناهض وتكافح المجموعة السابقة، وهي: قوى الأمن والبوليس والدولة. ولأننا نفتقد لهذه القيم، صرنا في وضعية الدفاع عن النفس، وأمام من؟ أمام الإرهابيين؟! بالنتيجة، نظهر وكأننا لا نؤمن بحقوق الإنسان والديموقراطيَّة».
ولم ينسَ بيوكآنت أن ينتقد بشدَّة مشروع قانون «العفو/ الندم، العودة للبيت» الذي ذكرت حكومة العدالة والتنمية أنها بصدد إنجازه، ردَّاً على المشروع الذي طرحه العمال الكردستاني، مدخلاً لتخلِّيه عن سلاحه، وطواها على سبعة اشتراطات، هي:
1. الاعتراف الدستوري بالهوِّيَّة القوميَّة للشعب الكردي، وكل الهوِّيَّات الموجودة في البلاد، ضمن الهوِّيَّة العليا الجامعة لمكوِّنات الجمهوريَّة التركيَّة.
2. الاعتراف باللغة الكرديَّة كثاني لغة في البلاد، وضمان حقوق تعليمها، مع احترام الحقوق اللغويَّة والثقافيَّة للأقليَّات الأخرى.
3. قبول المشاركة الكرديَّة في الحياة السياسيَّة في البلاد، وضمان حرِّيَّة الفكر والتعبير والرأي في الدستور، وإلغاء كل البنود التي تفرِّق بين المواطنين، وسنّ بنود جديدة تقوم على المساواة والحريَّة.
4. إعلان عفو عام، وإطلاق سراح كل السجناء السياسيين، ومن ضمنهم، قادة حزب العمال، والإقرار بحقِّهم في النشاط السياسي، وصولاً إلى مصالحة وطنيَّة شاملة، تعيد أواصر الثقة والاحترام بين المجتمعين الكردي والتركي.
5. إلغاء كل المظاهر التي تدلُّ على الحرب في المناطق الكرديَّة، عبر تقليل عدد القوات العسكريَّة ووحدات الحرب الخاصة المتمركزة جنوب شرق البلاد، وحلّ ميليشيات حماة القرى الكرديَّة، المتعاملة مع الجيش التركي، وضمان عودة المهجَّرين والمبعدين الأكراد إلى قراهم ومناطقهم، والعمل على إقامة المشاريع الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة التنمويَّة بغية تطبيع الأوضاع في تلك المناطق، وضمان فرص العمل والاستقرار فيها.
6. توسيع صلاحيات الإدارات المحليَّة، وتقديم الدعم لها، وإيقاف كل المضايقات والتدخلات في عمل وشؤون هذه الإدارات.
7. تحديد سقف زمني معيَّن ومتَّفق عليه، كي يتسنى بموجبه تخلي المقاتلين الكرد عن أسلحتهم بشكل سلس، وانضمامهم رويداً للحياة الاجتماعيَّة والسياسيَّة.
حيث أشار بيوكآنت إلى أن خطوة كهذه، «ستعطي الأمل والثقة لحزب العمال بأنه سائر نحو النصر. وعليهم أن يفقدوهم أيَّ أمل في ذلك». وفيما يتعلَّق بالمداولات الجارية حول الدستور المدني التركي، الذي يعتكف عليها حزب العدالة والتنمية، عبَّر بيوكآنت عن خشيته من أنه بحجَّة التعديلات والتغييرات الدستوريَّة، سيتم إضفاء الصبغة السياسيَّة على «المنظمة الإرهابيَّة، وشرعنة علنية وجودها ونشاطها». وذكر بيوكآنت أن الإرهاب «نال الشرعيَّة السياسيَّة، بوصوله إلى البرلمان، وهو على وشك أن يحظى بالحراك العلني الدستوري»، في إشارة منه للنوَّاب الأكراد التابعين لحزب المجتمع الديموقراطي DTP.
كما وجَّه الجنرال أرغين سايغون انتقادات شديدة إلى الاتحاد الأوروبي، واتهمه بدعم الإرهاب، قائلاً: «إن العديد من الدول التي من المفترض أنها حلفاؤنا، تؤمِّن ملاذاً آمناً للإرهاب»، وذكر أسماء البرلمان الأوروبي والفرنسي والبريطاني، على أنها تحتضن الدعاية للإرهاب، في إشارة منه إلى المؤتمرات التي تنعقد في قاعاتها حول القضيَّة الكرديَّة في تركيا، وآخرها كان، المؤتمر الذي انعقد في مبنى البرلمان الأوروبي، ما بين 3 ـ 4/12/2007، تحت عنوان: «الاتحاد الأوروبي، تركيا والأكراد»، وحضره العديد من البرلمانيين الأوروبيين، والبرلمانيين الأكراد من حزب المجتمع الديموقراطي، ورئيسه السابق، النائب أحمد ترك، ورئيسه الحالي نور الدين دمرتاش، ورئيس المؤتمر الوطني الكردستاني في المهجر علي أييد، وبعض من حملة جائزة نوبل للسلام كشيرين عبادي، ونوبل للآداب كهارولد بينتر، فضلاً عن العشرات من المثقفين والسياسيين والأكاديميين الأكراد والأتراك والأجانب، بالإضافة إلى حضور جنرال تركي متقاعد. وقد لقي هذا المؤتمر دعماً وتأييداً من كتّاب ومثقفين آخرين كياشار كمال ونعوم تشومسكي. واعتبر سايغون المؤتمر الآنف الذكر، والتي على شاكلته: «دعماً سياسيَّاً لحزب العمال، وشراكة في قتل المواطنين الأتراك». كما انتقد سايغون الإعلام الأوروبي لأنه لا ينعت حزب العمال بـ«الإرهاب»، ويصف أعضاءه بـ«المتمرِّدين أو المناوئين لأنقرة، أو الغريلا، أو المقاتلين، أو المسلحين...».
لا شك، أن هذه التصريحات تشير إلى مدى تدهور سمعة المؤسَّسة العسكريَّة التركيَّة، والحصار المفروض عليها داخلياً وخارجياً، ورغم ذلك، كل هذه الانتقادات الذاتيَّة للعسكر، تنطوي على تلويح صريح بعدم الارتياح لما آلت إليه حالهم، من جهة، ومن جهة أخرى، تعطي تهديداً استباقياً لأيَّة محاولة من قبل الحكومة، قد تصبُّ في خانة الكردستاني، وتوحي أنه المنتصر في معركته، وتظهر الجيش مهزوماً. كما تشير هذه التصريحات إلى أن هذه المؤسَّسة ما زالت مدمنة، ليس على التدخل في السياسة وحسب، بل في الشأن القانوني التركي أيضاً، وتسعى إلى تنميط الإعلام العالمي في ما يتعلَّق بالقضيَّة الكرديَّة، ليكون صورة فوتوكوبيَّة عن الإعلام التركي، ناهيك عن فرض أجندتها السياسيَّة بهذا الصدد على كل دول العالم!
الاعتراف بالأخطاء، ولو كان متأخِّراً، وانتقادها من قبل الجنرالات الأتراك بشكل صريح، هو فعل شجاعة، وخطوة في اتجاه الحل السلمي، على ألّا تكون مصحوبة بالمزيد من التهديد والوعيد على الاستمرار في قرار الحرب، لأنه لا منتصر في الحروب إلا الموت والدمار. والحال هنا، أن كلام الجنرالات الأتراك ووعظهم، ونقدهم الذاتي، كان مدعاة للشكِّ والارتياب أكثر من إثارته للطمأنة، وتعيد إلى الأذهان المثل الأوروبي القائل: «حين يبدأ الذئب بالوعظ، فما عليك إلا أن تخشى على دجاجاتك». وهذا ما أكَّدته المؤسَّسة العسكريَّة والحكومة التركيتان، في بدئهما الهجوم على كردستان العراق في 16/12/2007. والهجوم الجوِّي الأول، كان بـ50 طائرة من طراز «إف 16»، ألقت 200 طن من القنابل على جبال قنديل، على مدى ساعات، ثم تلا ذلك قصف مدفعي تركي ـــــ إيراني عنيف، وما زالت الهجمات مستمرة. خلاصة القول: نجح العسكر التركي في جرّ الحكومة «الإسلاميَّة»، وكل ألوان الطيف السياسي التركي لخنادقه، لكن حجم الهجمات الأخيرة على الكردستاني يشير إلى فشل الحسم العسكري لمصلحته. فلو كانت تلك الطائرات الخمسين، ألقت تلك الكميَّة من القنابل على أنقرة، فماذا كان حلَّ بها؟! وعلى مدى 23 سنة، هل بقي سلاح لم يستخدمه الجيش التركي ضد الثوار الأكراد، حتى المحرَّمة دوليَّاً تمَّ استخدامها؟ ويبدو أن العسكر الذين بنوا تركيا الحديثة، بعنادهم الخاسر، يسيرون بها نحو خرابها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
دول إيران السرية
على الموسى
الوطن السعودية
والذين يزعمون اليوم أن إيران قد فشلت في مشروع ـ تصدير الثورة ـ إنما هم واهمون متعامون عن الحقائق الثابتة على الأرض، وسأحمل على مسؤوليتي القول إن الخطر الحقيقي على مستقبل المنطقة ينبع من ركني إيران ثم إسرائيل وأنا لم أضع ـ إشارة التراتب ـ ولا الترتيب عبثا وإنما استقراء للواقع. وعلى أسوأ الأحوال، فإسرائيل أمامنا على جبهة ثابتة وفي حدود جغرافية معلومة واضحة بحدود ـ الميل ـ وأجزائه بينما بؤر إيران السرية والمعلنة تنتشر في سائر الجسد العربي مثل حمم البراكين المفاجئة. ومن حركة ـ الحوثيين ـ في جبال اليمن إلى "دولة حزب الله السرية" في لبنان، مرورا بالواقع الإيراني الذي سلخ اليوم جنوب العراق عن خريطته، فما زال مشروع تصدير الثورة يختار له بؤر التعايش ليحيلها إلى ثكنات مواجهة، وآخر الضحايا على القائمة ليس إلا مملكة البحرين الشقيقة. يلعب مشروع تصدير الثورة الإيراني على التناقضات في توازن محسوب. فبينما يسكت الجهاز الإيراني الرسمي في القيادات السياسية هناك عن التعليق على فتنة الحدث المذهبي، يتولى الدور أحد أقطاب اللعبة من الملالي وها هو آية الله شريعتمداري يعلن في خطبة جمعة صاخبة أن البحرين ولاية إيرانية. ومخطئ من يظن أن تصريحه عبارة شاردة من رجل يعبر عن نفسه ولا يتكلم بالضرورة عن الرأي الرسمي للدولة، فكل العملية تبادل أدوار راسخ في أدبيات المشروع السياسي الضخم لتصدير الثورة.
ومن يقرأ الكتاب الشهير ـ دولة حزب الله السرية ـ يعلم تماما أبعاد المشروع ويدرك جليا حجم الهدف القومي الفارسي وإن تلبس لغة دينية مؤدلجة. وعدا عن اللعب المكشوف على التناقضات المذهبية التي تكتنزها دول الخليج العربي ولبنان والعراق فإن مشروع تصدير الثورة أيضا يمد يديه إلى المجتمعات السنية الخالصة في استغلال خطير للظروف السياسية السيئة. اللعبة الإيرانية واضحة مكشوفة في تحييد الكيان السوري عن محيطه العربي، وقيادات حركة حماس تجد في إيران اليوم جدارا استناديا جعلها حركة أسيرة لما تمليه عليها القيادة الإيرانية. ذات الكتاب يبرهن أن إيران تمد جذورها نحو حركة الإخوان المسلمين، مستغلة أولا، أن ذات الحركة ـ واسعة المذهب ـ لا يوجد لديها حدود عقدية بعد أن تحولت من حركة دينية إلى فكرة سياسية، وثانيا، لأنها أخطر حمم البراكين في الجسد العربي وهي تنتشر في كل الخارطة وداخل كل النقابات والبرلمانات وأوساط النخبة العربية. مخطئ أخيرا من مازال يظن أن الحرب الأهلية بفضل هذه البؤر والبراكين التي زرعتها إيران في الجسد العربي لم تنفجر بعد، بل هي واحدة بعد الأخرى والقادمة على الطريق. وعلى مسؤوليتي أخيرا فإن حروبنا العربية القادمة بين ظهرانينا ستكون مع "دول إيران السرية" على الخريطة العربية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
سؤال وملاحظة للسفارة الأمريكية
محمد المحميد
اخبار الخليج البحرين
** السؤال: نشرت مجلة «الوطن العربي« في عددها الأخير، الذي يباع حاليا في الأسواق المحلية، حوارا خطيرا مع موظف الاستخبارات الأمريكية «روبيرت بير«، جاء فيه ــ وعلى لسان الموظف الأمريكي ــ «أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت أن تعطي إيران كلا من العراق وسوريا ولبنان والبحرين..، وهي تريد أن تجعل «الهلال الشيعي« أمرا واقعا على الأرض.. وهذه هي الإمبراطورية الفارسية الجديدة وهي أكبر من الصفوية«.
كما جاء في ذلك اللقاء الصحفي أن هناك صفقة أمريكية إيرانية، وسوف يتم تعزيز دور إيران في المنطقة، والأحداث المتتالية حول إيران من تقرير الملف النووي إلى هجرة اليهود الإيرانيين إلى غيرها من التطورات التي تسير نحو جعل إيران الشرطي الجديد في المنطقة، هذا بجانب الكثير من الكلام في ذلك اللقاء الصحفي... الذي يطرح عدة تساؤلات من واجب السفارة الأمريكية في البحرين أن توضحها وتكشفها، وخاصة أن مملكة البحرين سوف تستقبل الرئيس «جورج بوش« الشهر الجاري، ومثل هذه التصريحات لا تخدم أحدا، سواء كانت بالونات اختبار أو حقائق أو كذبا وتلفيقا..!! الرئيس الأمريكي سيزور البلاد بعد أيام، ضيفا كريما، وبحسب المعلومات فسوف يعطى الرئيس الأمريكي وساما بحرينيا رفيعا، بل إن السلطة التشريعية تناقش اليوم مشروع قانون في شأن الأوسمة، وهناك توجه للإسراع في المناقشة والإقرار قبل وصول الرئيس الأمريكي. وحيث إننا طالبنا بالأمس بالتعامل مع الزيارة التاريخية مع ما يحقق مصالح الدولة، وحيث إننا أعلنا رفضنا ورصدنا لأي عملية تخريب أو عنف أو عبث أثناء زيارة الرئيس الأمريكي، وتلبية لدعوة المسئول الإيراني (شريعت مداري) كما كتب في الصحافة الإيرانية هناك، ولم نسمع أي تعليق أو رفض من السفارة الإيرانية هنا، وذلك شأنهم المتكرر، ونحن نفهمه وندركه، فيحق لنا أن نتساءل اليوم عن حقيقة ما ورد في اللقاء الصحفي المنشور في مجلة «الوطن العربي«، ومن واجب السفارة الأمريكية أن تجيب وتوضح، ومن حقها أن تنفي وتستنكر، ولكن الصمت والسكوت عن مثل هذا الكلام وفي هذا التوقيت بالذات غير مقبول وغير مسئول. ** الملاحظة: تم تعيين موظف سابق في السفارة الأمريكية مسئولا لشئون الطلبة في إحدى الجامعات الأمريكية الخاصة، المعروفة والمشهورة في البلاد، وينقل البعض أن هذا المسئول (ذا الملامح والبشرة الأفريقية) يتدخل في شئون الطلبة والطالبات ويذكي الخلافات من خلال إحياء الاحتفالات الدينية والمناسبات المذهبية، وما هو مسموح وما هو ممنوع. وحيث إن البحرين وعبر التاريخ ليست بحاجة الى من يعلمها التسامح في الأديان والمذاهب، فلماذا لا توعز السفارة الى موظفها السابق بأن اللعبة باتت معروفة ومكشوفة ومفضوحة، وإلا فإننا سنضطر الى ذكر اسمه واسم الجامعة ومنصبه السابق في السفارة. إننا في هذا الوطن جميعا، بكل انتماءاتنا، نعيش تحت حكم واحد ودولة واحدة ودستور واحد، ونعرف كيف ندير خلافاتنا، ولسنا بحاجة الى «فزاعات« أو «تدخلات« من شأنها إذكاء فتن داخلية أو مطامع خارجية أو صفقات دولية، ولكننا بحاجة الى التعايش واحترام القانون للأفراد واحترام استقلالية الدولة.. فما رأي السفارة الأمريكية في ذلك.. مع كل الترحيب بزيارة الرئيس الأمريكي للبلاد.

صحيفة العراق الالكترونية الاخبار والتقارير 1-1-2008


نصوص الأخبار والتقارير القسم
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
1
"القاعدة" تعلن الحرب على قوات "الصحوة" عقب رسالة بن لادن
الغد الأردنية
ارتفعت وتيرة هجمات تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين على قوات "الصحوة" غداة رسالة صوتية حذر فيها اسامة بن لادن العراقيين من الانضمام الى مجالس الصحوة التي تنسق عملها مع الاميركيين، ومن تأييد الحكومة. فقد اسفر هجوم انتحاري بسيارة ملغومة عن مقتل خمسة أطفال وستة من عناصر مجالس الصحوة على مشارف بغداد امس، وفق مصدر بوزارة الداخلية العراقية.وصدم المهاجم سيارته في نقطة تفتيش تابعة لدوريات عناصر الصحوة بالقرب من مدرسة في الطارمية الى الشمال من بغداد. وأصيب سبعة من مجالس الصحوة، فيما كان كان الاطفال القتلى من تلاميذ المدرسة.وفي الاسابيع الاخيرة تزايدت الهجمات على عناصر مجالس الصحوة التي تضم أساسا أفرادا من العرب السنة الذين يحصلون على أجورهم من القوات الامريكية لمواجهة مقاتلي تنظيم القاعدة. وتزايدت الهجمات بشكل خاص شمالي العاصمة حيث تقول القوات الامريكية ان المقاتلين أعادوا تنظيم أنفسهم بعد اخراجهم من مناطق أخرى.واكد احد سكان المدينة لفرانس برس ان "الطارمية كانت معقلا مهما لتنظيم القاعدة قبل نحو ثلاثة اشهر قبل ان تتشكل فيها مجالس للصحوة التي (...) تمكنت من تأمين المنطقة واعتقال عدد كبير من عناصر تنظيم القاعدة وهي مستمرة في ذلك".وحققت الصحوة في محافظة الانبار نجاحا كبير في طرد تنظيم القاعدة اذ اكد قادة عسكريون اميركيون ان التنظيم بدء بالهروب الى مناطق شمال العراق بعد خسارته الارض في غرب العراق.وكان الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء عبد الكريم خلف اعلن السبت الماضي عن "القضاء على 75% من مخابئ القاعدة وابعاد شبكات هامة مؤيدة للقاعدة".واضاف "بعدما قضينا على المخابئ في محافظة الانبار (غرب) اطلقنا عمليات في محيط بغداد ومحافظة ديالى المجاورة"، موضحا ان "اعضاء القاعدة ينتقلون نحو الشمال ونحن نطاردهم".واكد قياديون في "قوات الصحوة" في العراق اصرارهم على مواصلة قتال تنظيم القاعدة حتى طرده من بلاد الرافدين، ردا على رسالة بن لادن. ورد الشيخ خالد شاحوذ العلواني احد قيادي قوات الصحوة في محافظة الانبار (غرب العراق)، على الرسالة قائلا ان "تصريحات بن لادن لا تمثل لنا شي، لانه يهدد من مصدر ضعف وليس من مصدر قوة".واكد العلواني الذي كان يتحدث لوكالة فرانس برس "لم يبق للقاعدة اي قوة في محافظة الانبار حتى يهددنا بها".وتابع ان تنظيم القاعدة "ليس لديه نفوذ هنا لان قوات الصحوة التي يشترك فيها كل الطوائف العراقية منتشرة في كل العراق ونفوذنا اقوى في جميع انحاء البلاد".وتابع العلواني "سنستمر في مطاردتهم وليس لدينا عدو في البلاد اليوم سوى القاعدة. ستكون معركتنا معهم حصريا اينما كانوا وسنطاردهم حتى نقضي على اخر عنصر منهم".وتساءل العلواني "ما الذي فعلته في العراق وما الذي قدمته للعراقيين سوى القتل والدمار؟ يجب ان تقارن بين ماقامت به القاعدة ومنجزات الصحوة".ومثلت قوات الصحوة التي ترأسها الشيخ ابو ريشة في محافظة الانبار النواة الاولى لقوات الصحوة لما حققته من نجاح في طرد تنظيم القاعدة والحد من اعمال العنف هناك.من جانبه، قال الشيخ حمد ابراهيم الجبوري احد قادة قوات الصحوة في صلاح الدين (شمال بغداد) ان "قواتنا مستعدة لمطاردة تنظيم القاعدة وطردها من بلاد الرافدين"، معتبرا ان تنظيم القاعدة "عصابات وقطاع طرق تستهدف اعراض العراقيين وتسفك دمائهم".واعرب عضو في قوات الصحوة التابعة لصلاح الدين طلب عدم كشف هويته، عن اسفه لوجود تنظيم القاعدة في بلاده. وقال ان "ما يقوم به اتباع بن لادن من اعمال منافية لمبادىء الاسلام والاخلاق مؤسف".واشار الى بيان لقوات الصحوة في صلاح الدين يطالب بن لادن بان "يأمر اتباعه بوقف استهداف وقتل العراقيين (...) وتقديم الاعتذار للعراقيين الذين تضرروا من افعال اعضاء تنظيمه لما ارتكبوا من جرائم بشعة ضدهم".واكد البيان ان "جرائم اتباع من اسموه الشيخ بن لادن كانت الدافع الاول والاخير لانشاء مجالس الصحوة والاسناد وليس حب السلطة والجاه والمال او العمالة لاحد كما يقول بن لادن".واعرب عن اصراره على استمرار نشاط الصحوة التي "ترفض سفك دماء العراقيين وتحميهم من قوى الشر ولاتسعي لاهداف اخرى".بدوره، قال ابو تبارك العبيدي العضو في قوات الصحوة في محافظة ديالى وكبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) ان "لعبة القاعدة في العراق انكشفت واليوم نقاتلهم بمساندة جميع اطياف الشعب العراقي".واضاف مخاطبا عناصر تنظيم القاعدة "عثتم في الارض فسادا وستكون نهايتكم على ايدينا"، بينما قال باسم الكرخي العضو في قوات بعقوبة ان "القاعدة تحاول ممارسة شكلا من اشكال الاحتلال تحت غطاء الدين والاسلام".واستنكر النائب عبد الكريم السامرائي العضو في الحزب الاسلامي الموقف الذي عبر عنه بن لادن من حزبه. وقال "لا نحب الرد على بن لان حتى لا نعطيه اهمية".ونقلت مجموعة "انتليجنس غروب سايت" الاميركية عن بن لادن انتقاده بشدة الحزب الاسلامي العراقي العضو في الحكومة العراقية معتبرا ان المسلمين الذين يدعمونه "يخونون" الاسلام.واعتبر بن لادن في رسالته المسلمين الذين يدعمون الحزب الاسلامي الذي يرأسه نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، انهم "يحاربون المجاهدين بينما عليهم الالتفاف حول الابطال الذين اقاموا الدولة الاسلامية".وقال السامرائي لفرانس برس ان "ورقة القاعدة سقطت بسبب اعمالهم، والعراقيين بعشائرهم وجميع اطيافهم يرفضون القاعدة بعد ان ذاقوا الامرين من تصرفاتهم" مؤكدا ان "القاعدة انتهت في العراق".الى ذلك، اعلن مصدر امني عراقي رفيع المستوى امس مقتل سبعة من عناصر تنظيم القاعدة بينهم سعوديان وافغاني، خلال عملية نفذتها قوات عراقية اول من امس قرب مدينة بيجي (شمال بغداد).وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته ان "سبعة من عناصر تنظيم القاعدة قتلوا واعتقل 12 اخرون خلال عملية نفذتها قوات عراقية غرب مدينة بيجي (200 كلم شمال بغداد)".واوضح ان "قوات الشرطة الوطنية داهمت اوكارا لتنظيم القاعدة في منطقة صحرواية غرب بيجي بعد ظهر الاحد ما ادى الى مقتل سبعة ارهابيين بينهم سعوديان وافغاني".واكد المصدر ان القوات العراقية التي نفذت العملية استطاعت تدمير ستة "اوكار" تابعة لتنظيم القاعدة في المنطقة الصحراوية الوعرة وتمتد غرب مدينة بيجي.واشار الى مقتل احد عناصر قوات الشرطة الوطنية خلال الاشتباكات.كما اعلن مصدر امني عراقي ان ثلاثة اشخاص قتلوا في هجوم مسلح امس شنه تنظيم القاعدة مستهدفا قرى شمال مدينة بعقوبة (شمال بغداد).وقال المصدر المقدم نجم الصميدعي من شرطة مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) كبرى مدن محافظة ديالى ان "ثلاثة اشخاص قتلوا جراء هجوم مسلح من قبل تنظيم القاعدة استهدف قرى شمال مدينة بعقوبة". واعلنت مصادر امنية عراقية في محافظة كركوك (شمال بغداد) اعتقال 16 "ارهابيا" خلال مداهمات نفذتها قوات عراقية بالتعاون مع الجيش الاميركي، في موقعين منفصلين جنوب وغرب كركوك امس.وقال العميد سرحد قادر من شرطة محافظة كركوك، مركزها مدينة كركوك (255 كم شمال بغداد)، ان "قوات مشتركة من الشرطة العراقية والقوات الاميركية اعتقلت 11 ارهابيا".واوضح ان "القوات نفذت مداهمة في قرية باجون الواقعة في قضاء الدبس (40 كم غرب كركوك) في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، واسفرت عن اعتقال 11 ارهابيا".كما اعتقلت القوات خلال المداهمة ستة من المشتبه بهم بالقيام بعمليات عنف، وفقا للمصدر.وعثرت القوات على اسلحة مختلفة ووثائق تابعة لعناصر تنظيم القاعدة وما يسمى بدولة العراق الاسلامية، وفقا لذات المصدر.على الصعيد ذاته، اعلن المقدم صبحي عبد الكريم من الجيش العراقي في كركوك "اعتقال خمسة ارهابيين من عناصر تنظيم القاعدة خلال مداهمات نفذتها قوات مشتركة عراقية واميركية في ناحية سليمان بك (110 كم جنوب كركوك)". كما عثرت القوات على اسلحة واعتدة مختلفة، وفقا للمصدر.واعتقلت قوات التحالف في كركوك السبت الماضي عضوا بارزا في تنظيم القاعدة، وفقا لمصادر امنية عراقية.وتعد محافظة كركوك الغنية بالنفط، من بين المناطق الشديدة التوتر في العراق.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
2
الائتلاف يعتبر «التفاهم الثلاثي» خطراً ويتريث بالرد
الوطن الكويتية
وجهت كتلة التحالف الكردستاني رسالة الى رئيس الحكومة نوري المالكي يوم الخميس الماضي بعد ايام من توقيع مذكرة التفاهم بين الحزبين الكرديين والحزب الاسلامي العراقي عبرت فيها عن انتقاداتها الشديدة لدور رئيس الوزراء في اعاقة تطبيق المادة 140 من الدستور، الخاصة بتعطيل الاوضاع في كركوك، وفشل مفاوضات رئيس حكومة اقليم كردستان حول ميزانية البشمركة وعدم موافقته على طلب نجيرفان بمحاسبة الدكتور حسين الشهرستاني على تصريحاته المضادة لتوقيع العقود النفطية، وفقا لآليات الدستور، حيث اعتبر نجيرفان تلك التصريحات ضد ما ورد في الدستور حول اعتبار العراق دولة اتحادية.واستدركت هذه المصادر بالقول ان كتلة الائتلاف الآن بصدد الرد على مذكرة التحالف الكردستاني، بانتظار عودة الرئيس طالباني من اجازة اعياد الميلاد، لا سيما انتقاد «الرسالة - المذكرة» تصريحات النائب سامي بشأن لجوء الاقليم الى الحكومة المركزية فقط في الازمات، والذي اعتبرته منافيا لاصول التعامل ما بين حكومة الاقليم والحكومة المركزية، كون تصريحات العسكري تصدر باسم «مستشار في مكتب رئيس الجمهورية، وليس بصفته الشخصية».كما انتقدت هذه الرسالة، حسب المصدر، تعثر مبادرة المصالحة الوطنية التي اطلقها المالكي من يونيو من العام الماضي، بسبب دور مستشاريه، الذي اعاق تقدم هذه المبادرة الى الامام، ولم تجد اية آليات واضحة لكسب القوى الموجودة على الساحة السياسية، فضلا عن تدخل مكتب المستشارين في اعمال الوزراء.كما انتقدت الرسالة دور مكتب رئيس الوزراء بصفته القائد العام للقوات المسلحة، من خلال الاتصال المباشر بقيادات الفرق في واقع الاحداث دون الرجوع لمراجعهم العسكرية، مما اربك ما يعرف عليه في السياقات العسكرية بـ «سلسلة المراجع».واكدت هذه المصادر بأن الوعكة الصحية التي ألمت بالماكي جاءت بعد هذه المذكرة ونقل على اثرها الى لندن للعلاج، لكنها لم تربط -هذه المصادر- بين الوعكة الصحية وبين ما ورد في الرسالة، لكنها اشارت الى استدعاء المالكي لوزير الخارجية هوشيار زيباري، الوزير الكردي الوحيد الموجود في بغداد، لمناقشته بما ورد في هذه الرسالة، كونه يحضر اجتماعات التحالف الرباعي ممثلا لرئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني.واشارت الى تأكيد زيباري خلال لقائه بالمالكي بأن هذه الرسالة قد كتبت قبل اسابيع، وتم تأجيلها بانتظار نتائج زيارة نجيرفان البرزاني لبغداد، وتم اعادة صياغتها لأكثر من مرة، وانتهت صياغتها قبل ايام من عقد الاجتماع الثلاثي في دوكان بين الحزب الاسلامي والحزبين الكرديين، وتوقيع مذكرة التفاهم السياسي بينهم.وعلمت «الوطن» بأن عدة اجتماعات عقدت في منزل الطالباني للتحالف الرباعي، ومنها زيارة قام بها الطالباني شخصيا لمنزل المالكي، لم تنجح في التوصل الى حل لمسألتين يطالب بهما الحزب الاسلامي، موضوع العفو العام عن جماعات الصحوة واطلاق سراح من لم تثبت ادانتهم في المعتقلات العراقية والامريكية، والثانية، طبيعة «الشراكة» في السلطة، كحكام فعليين، فيما يراهن المالكي على مجلس انقاذ الانبار، برئاسة الشيخ حميد الهايس، كبدلاء لوزراء التوافق، الامر الذي رفضه الطالباني، واعتبره مفصلا مهما في تغيير الخارطة السياسية الحالية لمجلس النواب.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
3
القوات الأمريكية تقتحم وزارة الصحة
الخليج
قال مصدر في وزارة الصحة العراقية ان قوة أمريكية اقتحمت، ظهر أمس، مبنى الوزارة الواقع وسط العاصمة بغداد، واعتقلت عدداً من حراسها لأسباب غير معلومة.وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، نقلاً عن الوكالة المستقلة للأنباء “أصوات العراق”: “ان القوات الأمريكية اقتحمت، ظهر أمس، مقر وزارة الصحة في منطقة باب المعظم وسط بغداد، وقامت باعتقال عدد من أفراد الحماية والعبث بمحتويات مبنى الوزارة وتكسير عدد من الأبواب”. ولم يذكر المصدر مزيداً من التفاصيل.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
4
العراقيون يقررون قفزة كبيرة في عدد قواتهم والبنتاغون يحذر من تخطي برامج التدريب والاعداد لقوات الشرطة والجيش
الملف برس
كشف التقرير الفصلي الاخير لوزارة الدفاع الاميركية ، عن ان الحكومة العراقية مسؤولة الان عن تحديد حجم قواتهاالامنية ، وبانها قد وافقت على مستوى 550000 جندي وشرطي – وهو رقم يزيد بنسبة 40 % عن الرقم الذي افادت بتحققه القوات الاميركية وبقية قوات التحالف قبل ثلاثة اشهر مضت . وبحسب تقرير البنتاغون لهذا الشهر " فانه في الوقت الذي كانت التقارير السابقة قد حددت القوات التي تخضع لكشف الرواتب العراقية التي اجازتها القوات المتعددة الجنسيات، فان الحكومة العراقية هي مسؤولة الان لتقرير احتياجاتها وعدد الاشخاص المحسوبين، وبالتالي فان التقارير ستتضمن الان ماتعكسه احصاءات الحكومة العراقية ". وتظهر الاعداد الجديدة قفزة باكثر من 150000 عما كانوا عليه قبل ثلاثة اشهر ، حينما حدد التحالف الرقم الذي اجازه لمجموع الجيش والشرطة العراقية وهو 389000 .واستنادا الى تقرير البنتاعون فان تلك القفزة بموجب الاحصاءات العراقية تمثل بشكل اساسي قوات الشرطة التي " لم يتم تدريبها ابدا والذين تم تعيينهم بسرعة خلال السنتين الماضيتين بشكل سابق لاية تدريبات اكاديمية مطلوبة ".وتقول صحيفة الواشنطن بوست ان ثمانية محافظات تحتاج اكثر من 45000 شرطيا جديدا ، ولكن وزارة الداخلية وافقت فقد على تعيين 12000 شرطي مع اوامر اصدرتها بتعليق تعيين الاخرين . ولكن تقرير البنتاغون اشار الى " ان توسع قوات الشرطة استمر بدون اساس مبرمج ، كما استمر تغير احجام الشرطة في بعض المحافظات حسب الامزجة ".وقال البنتاغون ان وزارة الداخلية العراقية المسؤولة عن الشرطة العراقية ، ليس فقط تجند وتعين المشاكل ولكنها لاتعرف ايضا " كم من الرقم المقدر 376346 من المستخدمين على قوائم الرواتب يقومون بشكل منتظم بالقيام بالواجب ".وبخلاف ذلك ، فان قوات التحالف ووزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين تستخدم " رقم الاشخاص الذين اجيزوا والذين تمت الموافقة عليهم " بدلا من رقم الذين تم تدريبهم باعتبارهم مقياس التطور لقوات الامن". وفي الوقت نفسه حذر البنتاغون بان الوزارتين العراقيتين :" لاتتابع حقيقة ايا من هؤلاء الذين تم تدريبهم بموجب البرامج الاميركية سواء من هو موجود في الخدمة الفعلية او الذين لم يعد في الخدمة لانهم اما قتلوا او تركوا العمل الى مهام اخرى لاسباب اخرى".وعلى سبيل المثال فقد ورد في تقرير البنتاغون ان معدل التآكل السنوي للعدد التقريبي لقوات الشرطة البالغ 255000 يدور حول 17 % . والجيش العراقي الذي يبلغ عدده 186000 فان معدل تآكله يبلغ ايضا 17 % . وعزا التقرير " في جزء من السبب الى الاصابات التي تبلغ مرتين الى ثلاثة اكثر من قوات التحالف "، لكن تقرير البنتاغون يذكر ايضاً ان 2000 جندي يسجلون في حالة غياب بدون موافقات رسمية ، وبانه في هذه السنة هرب 21000 جندي من مواقعهم الوظيفية . واستنتج تقرير البنتاغون بانه في وزارة الداخلية :" استمر السلوك الطائفي والفساد بشكل جلي "، بالرغم من ان التحقيقات الداخلية تجري بنشاط ، لكشف المتواطئين والجناة وتقليص تأثيرهم . وقد تم القاء القبض على ثلاثين قائدا في الشرطة برتبة لواء وعميد وتم اقصاء عدد منهم او احيلوا على التقاعد " فان عدة الاف من الشرطة تم اقصاءهم ، 700 منهم بسبب معلومات عن نشاطات اجرامية ، وطرد 195 شرطيا بسبب نشاطهم في الميليشيا والتورط في الفساد ". وبسبب هذه الاجراءات الحازمة قال تقرير البنتاغون ان مدير الشؤون الداخلية في وزارة الداخلية وعائلته استلموا تهديدات بالموت .وتوقع البنتاغون استمرار توسع قوات الامن العراقية تحت خطط الحكومة المركزية في بغداد وان يصل عددها " الى مابين 601000 و 646000 بحلول سنة 2010 "، وستصل قوات الشرطة الى 35000 وسوف يتوسع الجيش الى 28000 بضمنهم ال 26000 في الخدمة، وفي قمة مابلغه رقم قوات الامن العراقية من جيش وشرطة وامن في عهد صدام حسين كان يقدر عددها ب 550000 شخص
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
5
برلماني من الائتلاف يدعو إلى إبقاء ملف الدليمي بعيدا عن التوظيف السياسي
الوكالة المستقلة للأنباء
دعا نائب في الائتلاف العراقى الموحد، الإثنين، إلى أهمية أن يبقى ملف إتهام رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي بعيدا عن التوظيف السياسي، مشيرا إلى أن رفع الحصانة عن الدليمي يجب أن يكون بناء على مذكرة قضائية.وقال النائب عباس البياتي، عضو البرلمان العراقي عن الائتلاف العراقى الموحد للوكالة المستقلة للانباء (أصوات العراق )" نشدد على أهمية أن تبقى الإتهامات الموجهة إلى الدكتور الدليمي بعيدة عن التوظيف السياسي، وأن لسلطة القضاء القول الفصل في توجية الإتهام ضد الدليمي من عدمه ".وأضاف النائب" نحن في لجنة الأمن والدفاع في البرلمان لم نبلغ لحد الآن بمذكرة لرفع الحصانة من مجلس القضاء الأعلى، ولم نبلغ بذلك ".وأوضح أنه" حال ورود هذه المذكرة فإنها ستحظى بنقاش معمق من قبل أعضاء البرلمان ".وأضاف البياتى" يهمنا سلامة الأعضاء وسلامة القضاء، ولابد من الموازنة بينهما" مشددا على أن" البرلمان لايمكن له التستر على أي شخص وتحت أي عنوان ".كان الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون العميد قاسم عطا قال، السبت، إن قوة من الجيش إكتشفت مخبأ كبيرا للأسلحة قال إنه وجد في منزل أحد أفراد حماية رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي. وأثيرت قضية فى هذا الشأن نهاية شهر تشرين الثانى نوفمبر الماضى عندما اعلن الناطق الرسمي باسم خطة (فرض القانون) العميد قاسم عطا إنه تم العثور على سيارتين مفخختين في مكتب الدليمي في (حي العدل) ببغداد وأن قوة أمنية اقتحمت المكتب إثر عملية إطلاق نار، وتم العثور على سيارتين مفخختين... وتم تفجيرهما، ما تسبب في إحراق المكتب والمباني المحيطة به وتم اعتقال عدد من أفراد حماية الدليمى من بينهم نجله مكى وفرض الحماية على الدليمى فى منزله.ورفض الدليمى هذه الاتهامات، وأبدى اعتراضه على وضعه تحت الحماية فى منزله، وقام الرئيس العراقى جلال الطالبانى بارسال عناصر من الحماية الخاصة به لحماية الدليمى فى منزله بدلا من القوات الأمنية.ويترأس الدليمي (مؤتمر أهل العراق)، أحد الأحزاب السنية التي تشكل (جبهة التوافق) التي تشغل (44) مقعدا من مقاعد البرلمان الـ (275)، وتعد ثالث أكبر كتلة في البرلمان العراقي.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
6
الكربولي يرفض الاتهامات الموجهة للحزب الإسلامي باستغلال إنجازات مجالس الصحوة
راديو سوا
رفض القيادي في الحزب الإسلامي العراقي النائب عمر الكربولي الاتهامات التي ساقها قياديون في مجالس الصحوة لحزبه بمحاولة تجيير نجاحهم في مواجهة القاعدة لصالحه، واصفا تلك الاتهامات بأنها عارية عن الصحة. وعمّا أثير من أن الحزب الإسلامي دخل في اتفاق مع الحزبين الكرديين بسبب تراجع شعبيته أمام مجالس الصحوة، قال الكربولي إن من الطبيعي أن تثير هذه الخطوة اعتراضات وتحافظات بالجهات، وقد اتهم رئيس مجلس إنقاذ الأنبار الشيخ حميد الهايس في حديث لـ"راديو سوا" الأحد الأمينَ العام للحزب الإسلامي طارق الهاشمي بسرقة جهود مجالس الصحوة. وأيّد الهايس كلام أمير عشائر الدليم علي حاتم سليمان وعضو مجلس إنقاذ الأنبار الذي اتهم الحزب الإسلامي باستغلال مجالس الصحوة لتحقيق مكاسب سياسية. وكان الشيخ سليمان أمير عشائر الدليم قد اتهم في حديث لقناة "الحرة" السبت الحزب الإسلامي العراقي بمحاولة هدم مشروع الصحوة، حسب وصفه. وقال إن الحزب الإسلامي يسعى لخلق بديل عن القاعدة من مجالس الصحوة، بعد أن كان لعناصر تلك المجالس الفضل في هزيمة القاعدة.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
7
متحدث: كتلة الصدر تعود الى البرلمان العراقي
صوت العراق
قالت الكتلة السياسية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر يوم الثلاثاء انها استأنفت المشاركة في البرلمان العراقي التي علقتها في الشهر الماضي احتجاجا على هجوم على مسجد شيعي.وقال نصار الربيعي المتحدث باسم الكتلة الصدرية في البرلمان لرويترز انه بدءا من يوم الثلاثاء أنهت الكتلة تعليق المشاركة في البرلمان وانها ستعود الى البرلمان.وتشغل الكتلة الصدرية 30 مقعدا في البرلمان المؤلف من 275 مقعدا وتمثل ربع مقاعد الائتلاف الحاكم الذي يرأسه رئيس الوزراء نوري المالكي.وانسحبت الكتلة الصدرية من البرلمان يوم 13 يونيو حزيران بعد تدمير مئذنتي المسجد الذهبي في سامراء من جانب اشخاص يشتبه في انهم متشددون من القاعدة. وشكت الكتلة من ان حكومة المالكي لم تفعل ما يكفي لحماية المسجد.وقال الربيعي ان الكتلة انهت مقاطعتها بعد ان استجاب البرلمان لمطالبها بالضغط على الحكومة لحماية المزارات الشيعية.وسحبت الكتلة وزرائها الستة ايضا من حكومة المالكي في ابريل نيسان احتجاجا على تقاعسها عن تحديد موعد لانسحاب القوات الامريكية من العراق.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
8
برلماني بلجيكي : واشنطن أجبرت بلجيكا علي عدم محاكمة الجنرال فرانكس الذي احتل العراق
وكالة الصحافة العراقية
أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ البلجيكي السناتور جوزي دوبيي أن وزير الدفاع الأمريكي مارس ضغطا مكثفا علي بروكسيل لعدم السماح له بمتابعة محاكمة الجنرال فرانكس الذي قاد عملية احتلال العراق، وأن أمريكا هددت بسحب مقر قيادة حلف الناتو من بروكسيل، الأمر الذي أدي إلي الغاء قانون محاكمة مجرمي الحرب الأجانب وبالتالي وقف محاكمة شارون ، وقال دوبيي جاءنا تهديد أمريكي بسحب مركز قيادة حلف الناتو من بروكسيل في حال استمرار العمل القانون الخاص ومواصلة محاكمة الجنرال فرانكس وقد تم الغاء القانون الخاص، وكان ذلك لمصلحة شارون الذي ارتكب مجازر صبرا وشاتيلا ولمصلحة شركائه في تلك المجازر
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
9
دراسة أميركية: النصف الأخير من 2007 شهد انخفاضا في أعمال العنف بالعراق
الدار العراقية
نشرت مؤسسة ماكلاتشي الإعلامية الأميركية إحصائيتين حول الأوضاع في العراق، الأولى أشارت إلى أن عام 2007 يعد أكثر الأعوام دموية للجيش الأميركي في العراق منذ بدء الحرب التي أطاحت بنظام صدام حسين عام 2003، إذ شهد مقتل 900 من جنوده خلاله، في حين لفتت الثانية إلى أن عدد الجنود القتلى لم يتجاوز 16 جنديا خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وهي أقل نسبة يتم تسجيلها منذ ثلاثة أعوام.وتعد مؤسسة ماكلاتشي الأميركية، في دراسة نشرتها السبت على موقعها، هذه الأرقام مؤشرا إلى أن النصف الأخير من هذا العام شهد انخفاضا ملموسا في الهجمات المسلحة التي تستهدف المدنيين العراقيين والقوات الأميركية، على حد سواء.وتلفت الدراسة إلى تصريحات أدلى بها السفير الأميركي في بغداد رايان كروكر وأشار فيها إلى أن هذه التطورات الإيجابية لسنة 2007 قد تعني المزيد من التحديات في سنة 2008، مؤكدة أن القضية التي ستحدد مستقبل العراق تتلخص بالنسبة له في كلمة واحدة، ألا وهي المصالحة.ومع أن الأرقام تشير إلى حصول تحسن ملحوظ في الوضع الأمني خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر، إلا أن أهالي العاصمة ما زالوا غير مقتنعين بأن أعمال العنف قد أصبحت من الماضي.وتشير الدراسة إلى أن أهالي بغداد لا يعتقدون أن الحواجز الأمنية والجدران الإسمنتية، التي قسمت مدينتهم إلى أحياء ذات لون طائفي واحد، هي الجواب على التحديات التي تواجههم.كما تشير ماكلاتشي إلى أن هناك تحديا آخر أمام عودة الأمور إلى طبيعتها في العراق يتمثل بأربعة ملايين شخص هجروا قسرا في بغداد، وهؤلاء ما زالوا مترددين في العودة إلى منازلهم، خصوصا بعد سماعهم قصصا كثيرة عن مهجرين عادوا فوجدوا عوائل أخرى تحتل بيوتهم وترفض إخلاءها.
ت
عنوان الخبر أو القرير
مكان النشر
10
نجاة قائد شرطة البصرة ومسلحون يخطفون 13 في كركوك
أخبار العرب
نجا قائد شرطة البصرة من هجوم بانفجار قنبلتين بالمدينة، فيما اتهمت الشرطة مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة بخطف مدنيين أمام حاجز تفتيش وهمي قرب كركوك. وقالت الشرطة العراقية إن عبد الجليل خلف الذي نجا من ست محاولات سابقة لاغتياله منذ توليه منصبه في يونيو/حزيران الماضي نجا من الحادث، عندما انفجرت القنبلتان قرب موكبه بالشطر الشمالي من المدينة. وقد أصيب أحد حراسه جراء الحادث. وهذه هي المحاولة الأولى لاغتيال خلف منذ سلمت القوات البريطانية المهمات الأمنية للقوات العراقية في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري. من جهة أخرى أفادت الشرطة بأن مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة خطفوا 13 مدنيا بعد نصبهم حاجز تفتيش وهميا في طريق بالقرب من كركوك شمال العراق. وأضافت أن المسلحين أوقفوا ثلاث سيارات وخطفوا كل من فيها. وفي نفس المدينة قال مصدر أمني عراقي إن قوات التحالف اعتقلت عضوا بارزا في تنظيم القاعدة. وأضاف المصدر أن المعتقل يدعى جاسم محمد علي الملقب بالملا جاسم، موضحا أن عملية الاعتقال تمت بناء على معلومات استخباراتية دقيقة أدلى بها أحد السكان لقوات التحالف. بدوره قال الجيش الأميركي إن قواته قتلت ستة مسلحين واحتجزت 14 اَخرين خلال عمليات استهدفت تنظيم القاعدة بوسط وشمال العراق.أما في الموصل فقالت الشرطة إن مسلحين هاجموا دورية تابعة لها فقتلوا ثلاثة من عناصرها وأضرموا النيران في مركبتهم. وبشأن الجثث، ذكرت الشرطة أنها عثرت على جثتين في بغداد. كما عثر الجيش الأميركي على جثة مدفونة تحت كوخ استخدم سجنا وغرفة تعذيب لضحايا جرائم الخطف قرب مدينة بعقوبة شمالي بغداد. وجاءت كل التطورات الميدانية، فيما طالب مجلس إسناد محافظة صلاح الدين زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بالاعتذار للشعب العراقي عن كل الجرائم البشعة التي ارتكبها أتباعه، حسب وصف بيان صادر عن المجلس . من جهته قال الناطق باسم جيش المجاهدين في العراق أبو أحمد البغدادي في اتصال مع الجزيرة إن دعوة بن لادن إلى رفض مجالس الصحوة ’’تكليف بما لا يطاق’’.يأتي ذلك بعدما دعا زعيم تنظيم القاعدة في تسجيل صوتي منسوب إليه من سماهم أمراء المجاهدين وأعضاء مجالس الشورى في تنظيماتهم ممن لم يبايعوا أبو عمر البغدادي أمير ما تسمى بدولة العراق الإسلامية، إلى مبايعته. ودعا بن لادن العراقيين وعشائرهم إلى رفض مجالس الصحوة التي تشكلت في عدد من المناطق العراقية خاصة في محافظتي الأنبار وديالى، ووصفها بأنها مجالس ضرار.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
11
مصدر: العراق يوقف ضخ خام كركوك لتركيا مع امتلاء صهاريخ التخزين
وكالة الاخبار العراقية
قال وكيل ملاحي يوم الاثنين إن العراق أوقف ضخ خام كركوك عبر خط الانابيب الى تركيا بسبب امتلاء صهاريج التخزين في مرفأ جيهان التركي بعد اسبوعين تقريبا من الامدادات المتصلة.وقال الوكيل "اوقفوا الضخ أمس بسبب امتلاء كل الخزانات (التي تسع) 6.8 مليون برميل."وأضاف إن اثنين من صهاريج التخزين في مرفأ جيهان على البحر المتوسط لا يعملان حاليا نظرا لاجراء أعمال صيانة فيهما
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
12
أفراد الصحوة يعتقلون ثلاثة إيرانيين في الأعظمية ويسلمونهم إلى القوات الأميركية
شبكة اخبار العراق
سلم عناصر صحوة الأعظمية ثلاثة إيرانيين إلى القوات الاىحتلال الأميركية بعد العثور على بطاقات هوية صادرة من وزارة الداخلية العراقية، في حين أكدت الداخلية أن تلك البطاقات مزورة. وأوضح قائد صحوة الأعظمية العقيد رياض السامرائي في حديث لـه تفاصيل عملية الاعتقال، قائلا إن إحدى مفارز الصحوة في المنطقة الواقعة ما بين ساحة عنتر ومكتبة الصباح في الأعظمية قامت بتفتيش سيارة كان ثلاثة من ركابها مرتبكين أثناء عملية التفتيش والتدقيق في هوياتهم الشخصية ،عندما تبين أنهم من الجنسية الإيرانية. وأضاف السامرائي أن عناصر الصحوة أبلغوا دورية الاحتلال الاميركية في المنطقة بالأمر، فقام الجانب الاحتلال الأميركي بسوق الركاب إلى قاعدة أميركية.وأشار قائد صحوة الأعظمية إلى أن المعتقلين كانوا يحملون هويات تعريفية صادرة من قبل وزارة الداخلية العراقية، فضلا عن شهادات تثبت تخرجهم من دورات لحزب الله اللبناني في ايران.من جانبه، أكد مدير دائرة العمليات في وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف أن الهويات التي عثر عليها بحوزة المعتقلين الثلاثة مزورة ولم تصدر من قبل الوزارة. وقال خلف في حديث له إن القوات الاحتلال الأميركية تشارك الداخلية في إصدار البطاقات التعريفية
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
13
بعد الهجمات التركية... عراقيون أكراد يفقدون الأمل
الرأي الأردنية
منذ أن حولت الطائرات الحربية التركية قرية عزية رشيد الى كومة من الركام الاسبوع الماضي تقول المواطنة العراقية وهي أم لثمانية انها فقدت أي أمل في المستقبل. دمرت الضربات الجوية التي استهدفت القرى الجبلية حول بلدة سنكسار في شمال العراق يوم 16 كانون الاول معظم منازل عزية بينما كان جميع أفراد الاسرة نائمين مما أدى لاصابة ابنتها البالغة من العمر 16 عاما بجروح خطيرة حتى أن ساقها بترت حتى الركبة.وقالت غاضبة ''فقدنا كل شيء حتى ساق ابنتي. أليس هذا ارهابا من تركيا''.وتابعت ''ليس عندي أمل في العودة الى منزلي المدمر.. كل ماشيتي نفقت ومستقبل أبنائي مشكوك فيه. كيف سيدرسون هنا وأنا أعيش في غرفة صغيرة مثل هذه''. اضطرت هذه الاسرة للعيش خلال ما بقي من الشتاء في غرفة صغيرة من الطوب اللبن ملك لاقاربهم في سنكسار على بعد 160 كيلومترا الى الشمال من مدينة السليمانية. ومن الممكن أن يؤثر مصير المدنيين العراقيين الذين حوصروا في القتال بين القوات التركية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني على التوازن الدقيق للامن في شمال العراق.وحشدت تركيا ما يصل الى 100 ألف جندي على الحدود العراقية وشنت حملة من الضربات المحدودة عبر الحدود استهدفت مقاتلي حزب العمال الكردستاني لعدة أشهر متهمة المتمردين الاكراد المتمركزين في شمال العراق بتنفيذ هجمات مميتة في تركيا.وزادت حدة الحملة هذا الشهر مع شن المزيد من الضربات الجوية والقصف المدفعي وعمليات محدودة للقوات البرية عبر الحدود. وتعتبر الولايات المتحدة والسلطات العراقية مقاتلي حزب العمال الكردستاني ارهابيين وان لتركيا حق الرد. ولكنهما أبديا أيضا قلقا من احتمال أن يؤدي سقوط قتلى من المدنيين الى زعزعة الاستقرار في شمال العراق. ويتعين على واشنطن تحقيق توازن دقيق بين مصالح حليفيها المقربين.وتقول القوات التركية انها قتلت أكثر من 150 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني في الضربة الجوية التي تمت يوم 16 ديسمبر وهي أكبر ضربة الى الان. وقال عبد الله ابراهيم رئيس بلدية سنكسار انه لا يوجد مقاتلون من حزب العمال الكردستاني في المنطقة وان الضربات الجوية التركية أجبرت 370 أسرة عراقية كردية على الفرار من منازلهم في القرى المحيطة. وأضاف ''الوجود المستمر للطائرات التركية فوق القرى منع أي شخص من العودة لانهم يخشون من وقوع هجوم اخر''. ولم يتسن التحقق مما اذا كان مقاتلو حزب العمال الكردستاني موجودين في المنطقة أو التحقق من حجم الضرر الذي لحق بأهداف حزب العمال الكردستاني. واحتج العراق بعد هجوم 16كانون الاول الذي أسفر عن مقتل امرأة واحدة على الاقل من المدنيين. ونفى الجيش التركي اصابة أي أهداف مدنية. وقالت الحكومة العراقية الاحد انها ستدفع مليون دينار /نحو 700 دولار/ لكل أسرة نازحة بسبب الضربات.ودمر قصف تركي منزل محمد حسن الذي يبلغ من العمر 40 عاما وهو والد لستة من الابناء ويقول انه يخشى العودة الى قريته لان الطائرات التركية ما زالت تحلق فوق المنطقة. وقال ''نصيبنا كأكراد أن نواجه كل تلك المآسي.في البداية كان صدام حسين /الرئيس العراقي السابق/ يجعلنا هاربين دائما والان تركيا وايران تتناوبان قصفنا''.كانت المساعدات من المنظمات الخيرية وتبرعات رجال الاعمال في السليمانية هي مصدر حصول الاسر المحتاجة على الاغذية الاساسية مثل الارز والسكر والشاي كما وزعت عليهم الاغطية لمساعدتهم على تحمل البرد القارس خلال الفترة المقبلة. تنتحب شلية خضر /30 عاما/ التي تعيش الان مع شقيقها وهي تتذكر ليلة أن فقدت منزلها. وأضافت ''أصبت عندما انهار سقف المنزل فوقنا خلال الضربات الجوية. فقدنا كل ما نملك''.ومضت تقول ''أتمنى لو كنت قد مت بدلا من أن أمر بكل هذا''.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
14
حسيني: المحادثات مع امريكا بشأن العراق ستكون على مستوى السفراء
الوفاق الإيرانية
أجاب المتحدث باسم الخارجية في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الاثنين على أسئلة المراسلين، فقال ردا على مراسلة صحيفة (الوفاق) بشأن اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو، وردود الفعل الواسعة على المستوى العالمي في التنديد بهذه الجريمة، أجاب محمد علي حسيني قائلا: ان الأحداث التي وقعت في باكستان لا تحظى بتأييد أي دولة او شعب، وان الارهاب مدان في كل مكان وزمان.واوضح حسيني ان اغتيال بوتو كان حادثاً مؤلماً، معربا عن أمله بأن يعود الهدوء والأستقرار الى هذا البلد بأسرع ما يمكن، مشيرا الى بذل الاحزاب الباكستانية اقصى جهودها لاستقرار هذا البلد.وردا على سؤال حول أسباب عدم مشاركة أي مسؤول ايراني في مراسم تشييع جثمان بوتو، قال حسيني: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية أعلنت استعدادها للحضور في هذه المراسم، إلا ان المسؤولين الباكستانيين لم يرحبوا بذلك نظرا للظروف الخاصة التي تمر بها باكستان.وحول الحدود الايرانية الباكستانية، قال حسيني: ان الحدود بين البلدين مفتوحة حاليا.وأشار المتحدث باسم الخارجية الى ان طهران وافقت على مبدأ الحوار مع امريكا حول العراق، لافتا الى ان أعلى مستوى لهذه المحادثات سيكون على مستوى سفراء.وأضاف حسيني: ان المشاورات جارية لتحديد موعد الجولة الجديدة من المحادثات الايرانية.الامريكية بشأن أمن العراق.وحول قضية كري وإزالة الرواسب من نهر (اروندرود)، أكد حسيني نبأ زيارة وفد عراقي لايران في المستقبل من اجل إجراء مباحثات حول قضية كري نهر اروندرود، منوها الى انه لم يتم حتى الآن تحديد موعد نهائي لهذه الزيارة.وأشار حسيني الى ان هذه القضية هي من القضايا المتفق عليها من قبل مسؤولي البلدين، وان كري النهر سيجري في اطار اتفاقية الجزائر، حيث تم بناء على هذا تأسيس مكتب مشترك للبلدين لإجراء التنسيقات المطلوبة بهذا الخصوص.وعن السبب في تركيز الدبلوماسية الايرانية مؤخرا أنشطتها على منطقة الخليج الفارسي والدول العربية في المنطقة، أوضح حسيني: ان تعزيز التعاون مع دول الجوار المطلة على الخليج الفارسي هو من أولويات السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية وان الزيارات التي تمت لدول هذه المنطقة تأتي في اطار هذه السياسة.وأكد المتحدث باسم الخارجية ان ايران تعتقد بضرورة توثيق العلاقات مع الدول الاسلامية في المنطقة، وذلك من منطلق ضرورة الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.وحول التعاون الروسي الايراني في تشغيل محطة بوشهر النووية، أكد حسيني ان الروس يؤدون التزاماتهم حيال محطة بوشهر، مشيرا الى ان ايران تسلمت الشحنة الثانية من الوقود النووي الروسي لهذه المحطة وان باقي الشحنات سيتم ارسالها الى البلاد ايضاً.وحول محطة بوشهر النووية صرح حسيني قائلا: ان ما التزم به الروس بشأن ارسال الوقود لمحطة بوشهر الذرية، هو قيد التنفيذ حاليا في اطار تعهدات البلدين، موضحا: ان شحنات اخرى من الوقود سيتم ارسالها وفقا للبرنامج المحدد.واضاف حسيني: ان الروس بصدد اكمال محطة بوشهر الذرية، لكن من الضروري ان يبدي الاخصائيون والخبراء الفنيون وجهات نظرهم بشأن مراحل تدشين المحطة على اساس برنامج تسلم الوقود من روسيا.وأكد حسيني: ان القضايا المتعلقة بتحديد موعد تدشين المحطة تعود الى قرار المفاوضين المعنيين بهذا الشأن، لكننا متفائلون حيال الخطوات التي يعتمدها الروس بهذا الشأن.وردا على سؤال عن الزيارة غير الرسمية التي يقوم بها ممثل قائد الثورة الاسلامية في المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني الدكتور علي لاريجاني الى مصر ولقاءاته مع كبار المسؤولين المصريين، قال حسيني: كما أعلن سابقاً فان هذه الزيارة غير رسمية، الا انه نظرا للمعرفة السابقة بين المسؤولين المصريين والدكتور لاريجاني عقدت اللقاءات بينهم، حيث أكد الجانبان في هذه اللقاءات على ضرورة مواصلة المحادثات بين البلدين على مختلف المستويات.وأكد حسيني عزم المسؤولين في ايران ومصر على مواصلة مسيرة تطوير العلاقات الحالية بين البلدين.ورحب حسيني بتصريحات وزير الخارجية الايطالي التي أكدت على ضرورة جلاء القوات الاجنبية عن العراق، قائلا: ان هذه المواقف جاءت بناء على الواقع الموجود في المنطقة، وان التصريحات المنطقية تحظى بالترحيب دوماً.وأيد حسيني في جانب آخر من مؤتمره الصحفي نبأ احتمال قيام الرئيس الاندونيسي بزيارة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية، موضحا بأن موعد هذه الزيارة التي تأتي في اطار التعاون الثنائي بين البلدين لم يحدد بعد.وردا على سؤال عن مصير استحصال التعويضات عن الاضرار التي أصابت ايران جراء هجوم نظام صدام المقبور على ايران من الحكومة العراقية، قال حسيني: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تتنازل عن التعويضات، وان هذا الموضوع مدرج على جدول الاعمال وتجري متابعته.وقال حسني ردا على سؤال حول ما اُشيع بشأن شراء ايران منظومة صواريخ (اس ۳۰۰) من روسيا، قال: ان محادثات ايران مع الجانب الروسي لها طابع دفاعي وتأتي في اطار قرارات دولية.واضاف حسيني انه وفقا لما اعلنه المسؤولون الروس، فانه لم تجر محادثات بهذا الشأن.وحول قطع الغاز المستورد من تركمانستان الى ايران، قال حسيني: ان هناك بعض المشاكل الفنية تسببت في بروز هذه المشكلة، وان مسؤولي تركمانستان بصدد حل هذه المشكلة حاليا.وردا على سؤال مراسل وكالة (قدسنا) حول ممارسات الكيان الصهيوني الحالية، قال حسيني: انها تستهدف رفع معنويات مسؤولي الكيان. وأشار الى التحضيرات التي يقوم بها الكيان لزيارة بوش القادمة لفلسطين المحتلة.وقال حسيني: كل هذه الممارسات تأتي في اطار رفع معنويات الكيان وجيشه المعتدي واستمرارا لتدخلاته في المنطقة.وردا على سؤال آخر حول الحفريات التي يقوم بها الصهاينة تحت المسجد الاقصى المبارك، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية: الكيان الصهيوني يحاول من خلال حفرياته هذه تقسيم المسجد الاقصى المبارك من ناحية، ومن ناحية اخرى تغيير الصفة الدينية والتاريخية لهذا المكان المقدس، ووصف حسيني هذه الممارسات بالتحريضية.وطالب المتحدث باسم الخارجية الايرانية، المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية وكذلك البلدان العربية الحيلولة دون تنفيذ الكيان الصهيوني لمخططاته هذه.وأضاف حسيني في جانب آخر من مؤتمره حول طرح عبارة (خليج الصداقة) على الخليج الفارسي من جانب امين المجلس الاعلى للامن القومي: بان الخليج الفارسي سيبقى (خليجا فارسيا) الى الابد، وان وجهة نظر الدكتور جليلي اشارت الى انه بامكان الخليج الفارسي ان يصبح خليج الصداقة والاستقرار في المنطقة.وحول حصة ايران من بحر قزوين قال حسيني: ان ايران لن تتراجع عن حصتها في بحر قزوين التي تبلغ ۲۰ بالمائة، وستبذل كل جهدها للوصول لهذه الحصة ولن تتراجع عن حقها في هذا المجال.واضاف: ان النظام الحقوقي لبحر قزوين مبني على أساس الانصاف الذي له تعريف خاص في المجال الحقوقي وكذلك الحقوق الدولية.وردا على سؤال بشأن تصريحات وزير الخارجية يوم أمس الاول بشأن تحديد حصة ايران في الماضي ب ۳/۱۱ بالمائة، قال حسيني: بذلت جهود في عهد الاتحاد السوفيتي السابق، وعلى أساس قوة الروس لتعيين وفرض حصة محدودة لايران، ولكن لم يحدث هذا ابدا.واضاف حسيني: بانه لم يسجل نسبة هذه الحصة في أي اتفاقية، وان ايران لن توافق على هذه الحصة ابدا.واضاف المتحدث باسم الخارجية الايرانية: بعد انتصار الثورة الاسلامية وانهيار الاتحاد السوفيتي، قامت الدول المطلة على بحر قزوين بالبحث بشأن تقسيم الحدود، وأعلنا على الفور باننا نوافق على هذا التقسيم بشرط مراعاة الانصاف والعدل في هذا التقسيم.وعن زيارة رئيس مجلس الشورى الاسلامي غلام علي حداد عادل الى مصر، اكد حسيني أنها ستتم في موعدها المقرر، ورأى ان هذه الزيارة تتم في اطار التعاون بين البرلمانيين وبرلمانات الدول الاسلامية.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
15
مسؤول أمني: 133 امرأة قتلت في البصرة خلال عام 2007
الدستور الأردنية
كشف مسؤول امني عراقي عن مقتل 133 امرأة في محافظة البصرة خلال العام 2007بزيادة مقدارها 37 امرأة عن العام 2006 .وقال عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة البصرة ، ان اغلب عمليات القتل تمت لاسباب وصفها بالموروثات الاجتماعية. فيما عزا قائد شرطة المدينة تلك الظاهرة لدوافع دينية تقوم بها جهات متشددة .وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة أن عدد النساء اللواتي تعرضن لعمليات القتل في محافظة البصرة بلغ 133 حالة منذ الأول من كانون الثاني 2007 ولغاية الأول من تشرين الثاني. واشار الى ان عدد حالات القتل بلغت خلال العام 2006 ( )96 حالة وفي عام 2005 تم تسجيل (85) حالة قتل في البصرة.وأشار إلى انه لم تسجل أية حالة قتل على أساس سياسي أو طائفي ، أو كون النساء القتيلات غير ملتزمات بتطبيق التعاليم الدينية ، وهذا ما تم رصده خلال الاستقراء شبه الرسمي اجري مؤخرا عن طريق المجالس البلدية في محافظة البصرة.ونوه المسؤول الامني الى عدم وجود بيانات خاصة حول عمليات قتل النساء في محافظة البصرة خلال السنوات التي أعقبت سقوط النظام السابق للاستدلال بها في معرفة تزايد هذه الحالات أو انخفاضها.من جانبه قال قائد شرطة محافظة البصرة اللواء عبد الجليل خلف ، أن ملف قتل النساء في البصرة قد تم تفعيله من قبل قيادة شرطة المحافظة وهناك شعارات ترفع في الشوارع والأسواق العامة تحذر النساء من التبرج والخروج سافرات وتهددهن بالقتل ، وهذا يأتي لزعزعة الأمن وخلق الرعب بين النساء في المحافظة.وأوضح ان هناك من يقوم بهذه الأعمال بدوافع دينية ، وهناك جماعات تعاني من عقد نفسية للانتقام من المرأة نتيجة مشاكل عائلية سابقة. وقال نعتقد ان وراء هذه الظاهرة جهات خارجية تنفذ هذه الأعمال. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد تطرق إلى هذا الموضوع خلال زيارته الأخيرة إلى المحافظة.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
16
برلمان كوردستان يصادق على مشروع قانون خدمة وتقاعد قوات البيشمركة
PUK media
عقد برلمان اقليم كردستان أمس الإثنين جلسته الاعتيادية الـ38 برئاسة الدكتور كمال كركوكي نائب رئيس البرلمان، وحضرها السيدان عمر عثمان وزير البيشمركة وسعد خالد وزير الاقليم لشؤون البرلمان. بعد قراءة برنامج عمل الجلسة من قبل نائب رئيس البرلمان وكان عرض ومناقشة مشروع قانون خدمة و تقاعد البشمركة، دعا نائب رئيس البرلمان، اللجنة القانونية لقراءة المشروع وقرأت اللجنة المشروع باللغتين الكردية والعربية، وبدأت المناقشات في الجلسة الصباحية وبعد مناقشة مستفيضة صادق البرلمان على عدد من مواد القانون وتم تأجيل ما تبقى من مواد المشروع الى الجلسة المسائية. وفي الساعة الرابعة مساء باشر البرلمان مناقشاته حول مشروع قانون خدمة وتقاعد البشمركة وتبادل اعضاء البرلمان ووزير البيشمركة الآراء بشأن المشروع، وقال آريز عبدالله عضو البرلمان: على الجهات المعنية ان تعمل من اجل توحيد قوات البيشمركة التابعة الى الحزبين الرئيسيين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني وكان من المفروض ان تتم هذه الخطوة قبل اقرار هذا القانون بغية تحديد امتيازات واختصاصات تلك القوات.واضاف: يجب ان يكون هذا القانون بالشكل الذي يضمن حقوق تلك القوات وتحديد سنوات التقاعد والرواتب التي يتسلمها البشمركة وامتيازاتهم من حيث التدريب والتجهيز.وبعد مناقشة مواد المشروع، عرض رئيس البرلمان المشروع على التصويت ونال المصادقة بالاجماع. هذا ويتكون القانون من 51 مادة ويضم امتيازات تمنح لقوات البيشمركة، واشار رئيس لجنة البشمركة في برلمان اقليم كردستان إلى أن القانون يأتي لحفظ حقوق قوات البيشمركة في الاقليم، واضاف ان القانون يعتبر البيشمركة كل من التحق بالثورة التحررية الكوردستانية لتحقيق حقوق شعب كوردستان الديمقراطية والقومية، وكل من يلتحق بتلك القوات خدمة لاقليم كوردستان.
من جانبة قال وزير البيشمركة عمر عثمان ان هذا القانون وضع بشكل واضح ليطابق قانون الخدمة العسكرية العراقية باعتبار ان هذه القوات جزء من القوات العراقية وانها خاصة بحماية اقليم كوردستان.واشار وزير البيشمركة الى الجهود التي تبذلها وزارة البيشمركة ورئاسة حكومة اقليم كوردستان بشأن ميزانية البشمركة.
هذا وجاء في نص مشروع القانون مايأتي:
1- رئيس الاقليم هو القائد العام للقوات المسلحة.
2- القيادة العامة لقوات البيشمركة (حرس الاقليم) هي السلطة العليا لقوات البيشمركة في كوردستان.
3- قوات بيشمركة الاقليم عبارة عن كافة مكونات بيشمركة كردستان.
4- وزارة البيشمركة هي الجهة المسؤولة عن تدريب وتجهيز والتخطيط العسكري لهذه القوات باشراف القائد العام لقوات البيشمركة في الاقليم.
وكذلك اشار القانون الى تحديد الرتب العسكرية من رتبة جندي الى رتبة فريق وتحديد الامتيازات التي يمتاز بها المشارك ضمن هذه القوات من تخصيصات مالية ومعنوية.وشمل القانون ايضا وجود عقود للضباط في حرس الاقليم لمدة عشر سنوات تكون قابلة للتجديد لمدة ثلاث سنوات اضافية بموافقة وزير البيشمركة في حكومة الاقليم.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
17
المطلك بحث مع الشرع المصالحة العراقية
القبس
بحث نائب الرئيس السوري فاروق الشرع مع رئيس جبهة الحوار الوطني العراقي صالح المطلك امس الاوضاع على الساحة العراقية وعملية المصالحة الوطنية.وجدد الشرع حرص سوريا على 'تعزيز اللحمة بين جميع مكونات الشعب العراقي بما يضمن وحدة العراق أرضا وشعبا'.المطلق الذي عقد مؤتمرا صحافيا عقب اللقاء قال ل'القبس' ان 'هذه الزيارة تأتي في اطارها الطبيعي'، مشيرا الى ضرورة ان 'تكون هناك علاقة بيننا وبين سوريا، سعيا لتخليص العراق من الوضع المأساوي، وكانت رؤانا متطابقة مع الاخوة السوريين والقيادة السورية في عراق موحد وعراق انتماؤه عروبي'.وحول ما إذا كانت حكومة المالكي قادرة على تنفيذ المصالحة الوطنية (اجاب) 'لم نجد جدية حقيقية في موضوع المصالحة من الحكومة ولا حتى من الآخرين الذين يدفعون الحكومة بهذا الاتجاه من خارج الحدود، والمصالحة الوطنية يراد منها الآن أن تستعمل في اطالة امد الحكومة الحالية'.وحول موقف جبهة الحوار من مجالس الصحوة اجاب المطلق انه 'كان له دور ايجابي لخلق الاستقرار في بعض المناطق، لكننا نعتقد انها يجب ان تكون جزءا من مؤسسات الدولة وليست بالطريقة التي هي عليها الآن، ويجب ان نؤسس لجيش وشرطة بطريقة مهنية ويكون منتسبو الصحوة جزءا منها'.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
18
إرجاء جلسة البرلمان للخميس المقبل والصدريون يرفضون المصادقة على الموازنة ان لم تتضمن زيادة رواتب المعلمين
الملف برس
أٌرجأت جلسة البرلمان التى عقدت مفتوحة بسبب عدم اكتمال النصاب، اليوم الإثنين، إلى الخميس المقبل، فيما تحولت قضية المصادقة على ميزانية عام 2008 الى معضلة جديدة تضاف الى الملفات العالقة في اروقة مجلس النواب، بعد ان هدد التيار الصدري بعدم المصادقة عليها اذا لم تتضمن تعديل رواتب المعلمين والمدرسين اسوة بمعلمي إقليم كردستان.وقال نصار الربيعي النائب عن الكتلة الصدرية في البرلمان في مؤتمر صحفي مشترك عقده بقصر المؤتمرات في بغداد أن "الكتلة الصدرية في البرلمان لن تصادق على موازنة 2008 اذا لم تتضمن تعديل رواتب المدرسين والمعلمين اسوة بزملائهم في إقليم كردستان"، موضحا أن "الكتلة طرحت خلال الجلسة موضوع الزيادة بعد اكتشافنا بانه لا توجد تخصيصات لزيادة رواتب المعلمين في موازنة 2008".من جهته، قال النائب صالح العكيلي من الكتلة الصدرية خلال المؤتمر "نتمنى من الحكومة ان تكون اكثر حرصا على مصالح الشعب، ونريد زيادة جدية لرواتب المعلمين وليس زيادة هامشية".وتصاعدت تداعيات المصادقة على مشروع الميزانية عندما طالبت كتلة الفضيلة في البرلمان، الحكومة بتقديم حساب ختامي عن موازنة (2007) وما تم انفاقه وما تم تحصيله.وقال النائب حسن الشمري، رئيس الكتلة في تصريحات صحفية إن " الفضيلة تطالب الحكومة بتقديم الحساب الختامي لموازنة سنة (2007) من اجل التعرف على ما تم انفاقه وما تم تحصيله ". أضاف الشمري" لم تقدم السلطة التنفيذية حسابا ختاميا عن موازنة (2007) الذي يمثل ما تم انفاقه وما تم تحصيله كايراد وبشكل فعلي وملموس خلال العام المذكور، وهذا يشكل مخالفة دستورية "، موضحا أن "المادة (26) - الفقرة واحد- من الدستور قضت بأن يقدم مجلس الوزراء مشروع قانون الموازنة العامة والحساب الختامي الى مجلس النواب لاقراره". وقال "للاسف لم يحصل ذلك.. مما يثير لدينا علامات استفهام ". وبلغت موزانة العراق لعام (2007) (41) مليار دولار . وأوضح الشمري أنه"من الممكن ان تقدم موازنة (2008) الان، ويتم بعد أربعة اشهر تقديم الحساب الختامي لموازنة (2007) من اجل إحالة الفاسدين للقضاء".وكانت جلسة اليوم تضمنت مناقشة موازنة البرلمان ، والقراءة الثانية لمشروع قانون القرض الياباني الخاص بتمويل مشروعي ماء البصرة واعادة بناء قطاع الكهرباء في اقليم كرستان . من جهته، قال النائب عبد الكريم السامرائي، عن قائمة جبهة التوافق العراقية "لم يتسن للبرلمان المصادقة على الموازنة العامة لسنة (2008) بسبب عدم تسلمنا لها من قبل مجلس الوزراء، وسيتم المصادقة عليها حال تسلمنا لها"، وأضاف " كما لم يتم المصادقة على قانون المساءلة والعدالة ( إجتثاث البعث) لعدم تحقق النصاب الكافي". وكان مجلس النواب عقد، بعد ظهر الاثنين، جلسة مفتوحة بمقره بقصر المؤتمرات ببغداد لعدم اكتمال النصاب القانوني؛ بسبب تغيب العديد من الاعضاء عن حضور الجلسات، اذ بلغ عدد الحضور اليوم (121) ئائبا من اصل (275) بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
19
قوات الاحتلال تواصل حملتها العسكرية في بيجي
وكالة يقين للأنباء
تواصل قوات حكومية تساندها قوات من جيش الاحتلال الامريكي وعناصر ما يسمى اسناد بيجي حملة امنية كبيرة شهدتها المدينة منذ خمسة على قرية السكري وقرية الناعمة القريبة على بيجي ،وذكر الرائد احمد صبحي الفحل قائد ما يسمى بعمليات بيجي في ايجاز صحفي في مبنى محافظة صلاح الدين ان العملية مستمرة ،فيما ذكر شهود عيان لمراسل يقين استمرار غلق المدينة وازدياد معاناة الموظفين والطلبة بالتنقل فيما تكبد اصحاب المحلات والمتاجر خسائر كبيرة نتجية تكسد بضائعهم
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
20
الدباغ: مكافحة الفساد وتحسين الخدمات على رأس اهتمامات الحكومة لعام 2008
راديو سوا
أكد علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية أن هناك الكثير مما يجب تحقيقه على مستوى الخدمات العامة بعد تحسن الوضع الأمني في بغداد وضواحيها. وقال الدباغ في حديث مع "راديو سوا" إن عام 2007 مثل تحديا كبيرا على المستويين السياسي والأمني.وأكد الدباغ أن البلاد ما تزال تعيش في ما وصفه بالنفق السياسي الذي يجب الخروج منه في العام القادم، أما عن أهم البرامج التي ستعمل الحكومة على تنفيذها خلال العام القادم، أشار الدباغ الى أنها تتلخص في تحسين الخدمات ومكافحة الفساد والإصلاح السياسي، وأضاف الدباغ أن رئيس الوزراء نوري المالكي سيعود قريبا إلى بغداد لمواصلة مهامه بعد خضوعه لفحوصات طبية في لندن.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
21
السنيد:رفع العلم العراقي خلال مؤتمر البرلمانات العربية في اربيل
وكالة أنباء براثا
قال النائب عن الائتلاف العراقي الموحد حسن السنيد ان حكومة اقليم كردستان سترفع العلم العراقي الحالي خلال مؤتمر البرلمانات العربية في اربيل داخل اروقة المؤتمر. واضاف السنيد ان قرار حكومة الإقليم برفع العلم يقتصر على القاعة التي ستشهد عقد المؤتمر مطلع شهر شباط المقبل. واوضح السنيد انه في داخل اروقة مؤتمر البرلمانات العربية في اربيل سيرفع العلم العراقي اما العلم الذي ترفعه حكومة اقليم كردستان فإنه يرفع خارج اطار المؤتمر. واستبعد السنيد امكانية اقرار علم جديد قبل انعقاد المؤتمر قائلا ان تفسير العلم غير مكتوب وغير دستوري ولا يحتوي حتى الآن على تفسير انما اورثه النظام السابق بشكل نجومه والوانه. مطالبا بإنجاز مشروع علم وشعار ونشيد وطني بشكل سريع لحل مشكلة المواقف المتباينة عليه. من جانب اخر اعلن الأمين العام لحزب الأمة العراقية مثال الآلوسي عن مسابقة لتصميم علم جديد لجمهورية العراق وكذلك مسابقة لكتابة وتلحين نشيد وطني جديد . وذكر الالوسي خلال حضوره لحفل ختام مهرجان بغداد السينمائي انه خصص مبلغ عشرة الآف دولار لكل فقرة من فقرة المسابقة داعيا جميع العراقيين وخصوصا السياسيين لدعم هذه المبادرة.

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 31-12-2007


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
المقاومة العراقية, هل انتهت؟ (2-2)
ناهض حتر
العرب اليوم
المرحلة الاولى من المقاومة العراقية انتهت بوصولها الى سقفها السياسي, وهو اضطرار المحتلين الى تغيير استراتيجيتهم جذريا, والاعتراف بثقل ونوعية المكوّن السني في البلد, والذهاب الى تسوية تقوم على المناصفة السنية-الشيعية, بدلا عن المثالثة مع الاكراد الذين سيعودون الان الى حجمهم الطبيعي في المعادلة العراقية والاقليمية, ولن يشكلوا, بعد, فدرالية توسعية-قضية كركوك مثلا تسير نحو الحل على اساس عراقية المدينة, وليس كرديتها.
انجازات المقاومة العراقية في مرحلتها الاولى, رغم ما واجهته من قوى شرسة ورغم ما اعتراها من ضعف سياسي داخلي-شرحناه امس-, هي انجازات جبارة. فهي انقذت العالم العربي كله من الانحلال تحت وطأة هزيمة جرى الرد عليها بسرعة خارقة غير مسبوقة بقتال ضار غير مسبوق من المقاومات عبر التاريخ.
وقد عرقل هذا الرد العاصف, المشروع الاستعماري الامريكي في العراق والمنطقة ووجه اليه ضربات موجعة جدا.
البنية العراقية, مثلما قلنا دائما, مستعصية على الاستعمار, بمعنى ان شروطها الداخلية هي اقوى من شروطها الخارجية-ومع ذلك, فان سرعة انطلاق المقاومة العراقية وحجمها وقدرتها على ايقاع خسائر جسيمة في صفوف جيش الاحتلال وشله عسكريا وامنيا منذ ربيع ,2004 اثبتت هذه النظرية, وبرهنت على الفشل التاريخي لاستراتيجية المحافظين الجدد القائمة على امكانية تغيير البنى الوطنية بالقوة العسكرية. هذه الاستراتيجية اصبحت من الماضي الان.
استطاعت المقاومة العراقية في اربع سنوات من القتال, ان تعيد ترتيب موازين القوى الاقليمية لصالح الدول والقوى المحلية في المنطقة, كل منها وفقا لطاقته وقدرته على الاستفادة من المأزق الامريكي في العراق. واكبر الرابحين هم ايران وسورية والمعارضة اللبنانية وحركة »حماس«.
وعلى المستوى العالمي, شكلت السنوات الاربع الفائتة من غرق الامريكيين في حرب العراق, فرصة ذهبية للصين وروسيا للتحول الى قطبين دوليين, ولليسار الامريكي اللاتيني للنهوض وتسنم السلطة في عدة بلدان في »الحديقة الخلفية« للاستعمار الامريكي, على حساب النفوذ والمصالح الامريكية بالذات. وعلى مستوى موقع امريكا الشمالية في المنافسة الدولية, خسرت واشنطن, حرب المنافسة في كل المجالات, ما عدا واحدا هو المجال العسكري. ولا يمكن ان تستمر دولة عظمى في الهيمنة الدولية من خلال قدرات البلطجي وحده, من دون قدرات اقتصادية وثقافية وايديولوجية ناجحة. وقد خسرت واشنطن في حربها على العراق, كل شيء تقريبا, من السيطرة شبه الشاملة على قطاع النفط الدولي, حيث قضمت روسيا والصين والهند, حوالي ثلث هذا القطاع, الى قوة الدولار. وبرز في التجارة الدولية منافسون اقوياء في كل حقول الصناعة والتقانة. لكن الهزيمة الكبرى التي لحقت بالامبراطورية الامريكية, هي هزيمة ايديولوجيتها وثقافتها التي ارتبطت في العقل الجمعي للبشرية بالبربرية والحرب والدماء والاستغلال والامبريالية. لقد تغير العالم, بالفعل, منذ 2003 ولكن بالاتجاه المعاكس لارادة الولايات المتحدة.
لا نعرف متى سوف تنطلق المرحلة الثانية من المقاومة العراقية, ولكنها ستأتي في المدى المنظور على شكل ثورة وطنية شعبية مضادة للمذهبية وربط السياسة بالدين والنفوذ الاقليمي خصوصا الايراني. وسوف تعصف هذه الثورة بالاحتلال وبنفوذ الامريكيين في المنطقة والعالم. وسوف يدهشنا العراقيون مثلما فعلوا دائما.
لم يقاتل احد من العرب بشجاعة وقوة ومثابرة العراقيين. وهو ما سيتحول, لاحقا, الى رصيد لهم في شرعية قيادة العالم العربي. قدر العراق ان يقاتل حتى النهاية, وقدر الامبراطورية الامريكية, ان تتهشم في العراق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
تنظيم «القاعدة» لم يعد الخيار السياسي لسُنّة العراق
محمد أبو رمان
الحياة
تثير مسألة تمكّن تنظيم «دولة العراق الإسلامية» (المرتبط بالقاعدة) من الإطاحة برؤوس وقيادات في الصحوات العشائرية في العراق في الأسابيع الأخيرة، ونشاطه المكثف في العمليات الانتحارية سؤالاً حيوياً فيما إذا تمكنت «القاعدة» من استعادة زمام الأمور والعودة مجدداً إلى الساحة، بعد شهور من التراجع الملحوظ في النشاط العسكري وانحسار نفوذها من العديد من المحافظات العراقية التي كانت تخضع لها سابقاً؟
الإجابة عن السؤال السابق تكمن في الوقوف على السياق السياسي الذي يؤطر المجتمع السني في العراق اليوم، ما يقتضي العودة قليلاً إلى الوراء لملاحظة مسار الأحداث وتطوراتها. فبدايات عام 2007 شهدت لأول مرة حروباً إعلامية شرسة بين «دولة العراق الإسلامية» وبين الفصائل السنية المسلّحة الأخرى، في مقدمتها كتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي، وتمّ الكشف بصورة واضحة وصريحة عن معارك مسلّحة جرت في تلك الفترة وأدّت إلى قتلى وجرحى وصراع شديد على النفوذ في العديد من المناطق.
في الحقيقة، كانت هذه الصراعات المتفجرة بين القاعدة وبين الفصائل المسلّحة بمثابة مسمار فولاذي دقّ شقّاً بدأ بالاتساع بين القاعدة وبين حاضنتها السنية، إذ بدأ نجم «الصحوات العشائرية» بعد ذلك بالصعود بصورة متسارعة، إلى أن استطاعت هذه «المجاميع» طرد أفراد القاعدة والحد من نفوذها بصورة كبيرة وملحوظة، وباعتراف أنصار القاعدة ومؤيديها، إذ تقدِّر قراءات متعددة عدد أفراد الصحوات العشائرية اليوم بسبعين ألف مقاتل، وانحسار نشاط القاعدة بنسبة 60 في المئة.
تمتاز العلاقة بين «الصحوات العشائرية» وبين «قوى سنية» فاعلة بأنّها متشابكة ومتعانقة، وإن كان ذلك بصورة غير رسمية، فهنالك مؤشرات ومعلومات على اندماج عدد كبير من أفراد الجيش الإسلامي وحماس العراق وجيش المجاهدين وحركة جامع (وجميعها تشكل ما أطلق عليه مؤخراً «المجلس السياسي للمقاومة العراقية»)، بينما لا تزال كل من كتائب ثورة العشرين وجيش الراشدين (جبهة الجهاد والتغيير) يتخذان مساحة أبعد عن هذه الصحوات، وفي أحيان توجه هيئة العلماء المسلمين نقداً لاذعاً لها، على الرغم من الخلافات السياسية والأيديولوجية والصراعات المسلّحة التي تنشب بين هذه الاتجاه وبين القاعدة.
السياق السياسي يظهر أنّ «حصار القاعدة» وتآكل حاضنتها السنية يتسعان باضطراد في الشهور الأخيرة، على المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية. فنجاح الحزب الإسلامي في لعب دور كبير في صوغ الصحوات العشائرية، مع بناء ملامح تحالف جديد استراتيجي مع الجيش الإسلامي والقوى المرتبطة به، وضمان وجود دعم أميركي سياسي وعسكري واقتصادي بمثابة متغيرات كبيرة تشكل «بيئة سُنيّة» جديدة مختلفة كليا عن البيئة السابقة التي نمت وصعدت فيها القاعدة حتى باتت بهذا الحجم وبتلك القوة والنفوذ.
فالمشهد العراقي يختلف تماماً عن المرحلة السابقة؛ ويمكن ملاحظة ملامح هذا الاختلاف بتحول شطر كبير من الصراع المسلّح من الاقتتال الطائفي (سني- شيعي) إلى الاقتتال داخل الطائفة نفسها (سني- سني، شيعي- شيعي) في سياق محاولة القوى المتنافسة السيطرة على مناطق النفوذ الجغرافي لتواجد كل طائفة.
حتى اللعبة الطائفية - التي اتقنت القاعدة التعامل معها في المرحلة السابقة - انقلبت اليوم عليها. فالقوى السنية المختلفة اصبحت ترى في النفوذ الإيراني الأكثر خطراً وصاحب الأوّلية في المواجهة على الخطر الأميركي، ما يعني التحالف والالتقاء مع الأميركيين على مواجهة الإيرانيين. بينما لا تزال القاعدة تصر على أوّلية الخطر الأميركي وثانوية التهديد الإيراني أو على الأقل محاولة تحييده في هذه المرحلة، ما أدّى إلى التحول البنيوي في المشهد هو إعادة الولايات المتحدة النظر في سياساتها في العراق جاعلة «الخطر الإيراني» التحدي الرئيس بدلاً من القاعدة، مما خلق مجالاً واسعاً للقاء بين قوى سنية عراقية والولايات المتحدة، وأدّى إلى صعود فكرة «الصحوات العشائرية»؛ وهي وإن كان هدفها المعلن «تطهير المناطق السنية من القاعدة» فإنّ وراء المشهد يبرز هدف ثان وأخطر وهو بناء «ميليشيات سنية مسلّحة» في مواجهة الميليشيات الشيعية التي يحظى أغلبها بدعم وتمويل إيرانيين.
لم تعد القاعدة تمثّل اليوم الخيار السني في العراق، فقد توافرت لها الحاضنة الاجتماعية سابقاً تحت وطأة الاحتلال وتهميش السنة واستعدائهم وشعورهم بالخطر الكبير في ظل ضعف قدرتهم على مواجهة التحديات الحيوية. أمّا اليوم فليس من مصلحة السنة ولا من خياراتهم المضي قدما مع مشروع القاعدة «الأممي» ومع خطها الديني والسياسي «المتشدد». فالمجتمع السني يرى أنّ مصلحته تكمن في استثمار التناقضات السياسية الجديدة في اللعبة الإقليمية والمحلية وأن يكون طرفاً فاعلاً في لعبة الصفقات أو الصراعات مع إيران على العراق، لا أن يكون السنة خارج اللعبة بأسرها!
هذا لا يعني، بحال من الأحوال، أنّ القاعدة قد انتهت أو في طريقها إلى الزوال، فالقاعدة لا تزال التنظيم الكبير القوي الفاعل، وقد استطاعت اليوم أن تكتسب جسداً عراقياً (أكثر من 90 في المئة) من أفرادها، وأن تنتج قيادة عراقية محلية بموازاة القيادة الخارجية. وتمثل الضربات الأمنية المؤلمة التي وجّهتها القاعدة إلى قيادات «الصحوة العشائرية» مؤشراً مهماً على حيويتها وقدرتها، حيث شكّلت ما يسمى بكتيبة «الصدّيق» وهي كتيبة مدرّبة ومحترفة أمنياً لاستهداف مجاميع الصحوة، وفي الاسم استعادة رمزية لـ»حروب الردّة» التي قام بها أبو بكر الصديق، ما يتقاطع مع إطلاق القاعدة وصف «الردة الجماعية» على «مجاميع الصحوة».
مستقبل القاعدة في العراق مرتبط بدرجة رئيسة بقدرة «الصحوات العشائرية» والقوى السنية المسلّحة الأخرى على التوافق على برنامج سياسي عام وقيادة معينة خلال المرحلة القادمة، تكون ممثلة للمجتمع السني في اللعبة العراقية، وهو تحدّ بالغ الصعوبة لوجود اختلافات أيديولوجية ولتعدد الزعامات العشائرية وتتباينها في المواقف والطموحات، وإن اتفق أغلبهم على مواجهة القاعدة وإضعافها داخل المناطق السنية على المدى القريب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
معالجات فاشلة
وليد الزبيدي
الوطن عمان
نتذكر جميعا، كيف وزع الجيش الأميركي قبل بداية غزو العراق ربيع عام2003، نصف مليون نسخة من القرآن الكريم على الجنود الذين يشتركون في الغزو وفي الاستحضارات والدعم اللوجستي والإداريين وسواهم ، بهدف التعرف على مبادئ الدين الإسلامي ، ولم يكتفوا بذلك ، بل حرصوا على عرض فيلم الرسالة الشهير للمخرج الراحل(مصطفى العقاد) الذي يحكي قصة الإسلام منذ بداياته، وروج البنتاجون لهذين الامرين على نطاق واسع ، وافردت وسائل الإعلام الأميركية من صحافة وتلفاز مساحات كبيرة للحديث عن هذه الأمور، وتوقع الكثيرون أن يأتي الجنود الأميركيون إلى العراق ويتصرفون بطريقة تتلاءم وماشاهدوه وقرأوه عن الإسلام والمسلمين، مايضعهم في إطار السلوك القويم.
وقبل أن نقيم ذلك السلوك خلال مايقرب من خمس سنوات من احتلال العراق، وكيف تصرف جنود الاحتلال الأميركي مع الأطفال والنساء والشيوخ في العراق، نتوقف قليلا، عند البرامج الجديدة، التي تحاول الإدارة الأميركية اللجوء إليها، إذا أعلنت مؤخرا عن برنامج جديد، يتضمن الاستعانة بالكثير من الخبراء في تخصصات مختلفة، لضمان مايقولون إنه تعامل السليم مع المجتمع العراقي.
من بين هذه الاختصاصات خبراء في علم نفس الأطفال، بهدف التعامل مع جيل الصبية العراقيين، الذين يتعاملون بكثير من الحقد والكراهية ضد الجنود الأميركيين، لأن هؤلاء الصبية إما تعرضوا للضرب والإهانة والاعتقال المؤقت أو الطويل على أيدي جنود الاحتلال، أو شاهدوا سلوك هؤلاء الجنود وهم يقتحمون البيوت الآمنة، وينهالون بالضرب والركل والبصق على الشيوخ والنساء، واعتقال الكثيرين بعد وضع غطاء الرأس وربط الأيدي ورميهم داخل العربات المصفحة، كما أن هؤلاء الصبية، سمعوا الكثير من القصص، التي رواها الآباء والأقارب عن بشاعة التعذيب والتعامل الوحشي، الذي تعرضوا له داخل معسكرات الاعتقال أو في السجون الأميركية الكبيرة، ومن أشهرها سجن أبو غريب وبوكا ومعتقل المطار وغيرها.
كل ذلك السلوك والتصرفات أوجدت شخصية عراقية صلبة قوية عند هؤلاء الصبية، تنطلق من قناعة راسخة، تؤكد أن الجيش الأميركي هو العدو الذي يجب التصدي له.
على الطرف الآخر، تربى هذا الجيل على قصص يومية يتداولها العراقيون شفاهة ويتحدثون بها في مجالسهم، تحكي أشكال البطولة والشجاعة، التي يتحلى بها مقاتلو المقاومة في العراق، وهم يشنون الهجمات ضد قوات الاحتلال للانتقام من جنوده، والأصرار على طرده من أرضهم وتحرير شعبهم من هذه الوحوش ،التي ترتكب مختلف الجرائم بحق الأهل والأقارب في كل مكان.
هذا كله يوجد روحا مقاومة لدى الصبية، ويجعلهم أندادا حقيقيين للجيش الأميركي، وهذا الأمر يشكل كابوسا مرعبا للأميركيين، الذين يمنون النفس ببقاء طويل الأمد في قواعد عسكرية داخل العراق، لكنهم في الوقت نفسه، يقرأون شراسة الجيل الذي يكن لهم الكراهية، ولن ينسى هؤلاء جرائمهم بحق العراق والعراقيين. ولذلك فإن معالجاتهم تبقى فاشلة والحل يكمن برحيلهم عن العراق.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
في وداع العام 2007م
محمد بن سعيد الفطيسي
الوطن عمان
نحن نمشي , وحولنا هاته الأكوان تمشي ,000ولكن لأية غايــة ؟نــحن نتلـــو رواية الــكون للمـوت , ولـكن مــاذا ختام الــرواية ؟
هكذا قلت للرياح فقالت :" سل ضمير الوجود : كيف الـبداية ؟"
ها أنت أيها العام 2007 قد مضيت إلى حال سبيلك , رحلت كما هو حال الأعوام والسنين قبلك إلى كتب المجهول والتاريخ , ومضيت إلى عالم لم يبق فيه منك معنا , سوى ما تركته وراءك من آثار وأحداث وما أكثرها , فقد كنت فصلا من فصول رواية كونية طويلة , رواية الموت والحياة , رواية الفناء والبقاء , وتعاقب الليالي والأيام , وصراع أزلي ممتد فيما بين الفراغ الهائل في هذا الكون اللامتناهي , وما بين جنبات ما حوته أقفاصنا الصدرية نحن بني البشر, كتبت بقدر معلوم , وأديت دورك كما ينبغي لك في تلك الرواية الأبدية , لتضع أقدامك بعدها على جزر الماضي في عالم الأقدار , فوداعا بقدر الألم والأسى الذي خلفته وراءك ليل نهار, وبقدر آثار بصماتك على رفات الأحياء والأموات , وبقدر ما جرى من دموع على خدود الثكالى من الأمهات , والأطفال اليتامى والبؤساء والمحرومين في كل أرجاء المعمورة.
نعم ... هي كلمات تأبين لهذا الراحل عنا إلى الأبد , فما هذه الحياة سوى دقائق وثوان , ورواية كبيرة تتناقص بمضي فصولها ورواتها , ليبقى على مسرح الحياة شواهد مما بقي منها فقط , وهو ما سنحاول في سطورنا القادمة أن نمر عليه مرور الكرام , مسلطين الضوء على أبرز أحداثه ومتغيراته الإقليمية منها والدولية , والتي كان لها أبرز الأثر في تغيير خارطة العالم السياسي منها والاقتصادي , على أمل أن نروي للعالم روايتنا الخاصة , ونجمع لمن سيأتي بعدنا أنفاس تنهيدات ما مضى من رواية هذا العام المنصرم , ونؤرخ للأجيال الإنسانية القادمة أبرز أحداث هذا العام , فقد كان له ما بعده , ولنا ما خلفه من آثار ستبقى شواهد حاضرة على جبين البشرية إلى الأبد , حيث لم يختلف هذا العام كثيرا عمن سبقه من أعوام هذا القرن الدموي , فقد ظل مجرد امتداد لفلسفة التبادل الأزلي لمجريات الحياة , فما من عام يمضي إلا ويترك للبشرية في العام الذي سيتلوه شيئا من مرارته ومآسيه , فلا يكون العام الجديد سوى مستلم لعهدة العام المنصرم , وامتداد لظل أحداثه وكوارثه.
ورغم انه كان للمتفائلين وجهة نظر خاصة به قبل قدومه , امتزجت بالأمل والسلام والمحبة والاستقرار والطمأنينة , وهو حال طبائع البشر بوجه عام , وذلك مع تقادم الزمن وتبدل الفصول وتعاقب الأعوام , وستبقى كذلك حتى تنتهي هذه الرواية الكونية , ولكن - وللأسف - فقد تغيرت تلك النظرة التفاؤلية مع قلب صفحاته الأولى , لتتضح الصورة الحقيقية لوجه هذا العام , فرغم الاكتشافات العلمية والثورة الطبية والتقدم في علوم الفضاء وغيرها من الاكتشافات التي تخدم البشرية , إلا أن كل ذلك قد تبدد مع موجات القتل والإبادة الجماعية والتفجيرات الإرهابية والفوضى في السياسات العسكرية , والانهيار في الاقتصاد العالمي وتراجع دور الإنسان أمام الثورة الحجرية والصناعية والتكنولوجية , وازدياد البؤس والفقر والمجاعات والكوارث الطبيعية وغيرها الكثير من الأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية , والتي شكلت الصورة المأساوية السابقة للعام 2007 م.
وبداية من عالمنا العربي الغارق في خلافاته السياسية وأزماته الاقتصادية , ننطلق من فلسطين العربي المحتل , أرض الطهر والرسالات , والذي سيغادره العام كما غادرته الأعوام السابقة , وهو قابع تحت وطأة الظلم والاستبداد الصهيوأميركي الغاشم , والذي لم يفرق في إرهابه ما بين طفل رضيع وشيخ كبير وأم ثكلى , وإجرام عشوائي لا يميز بين قداسة مكان وحرمة زمان , واعتداءات سافرة على مدينة السلام والحب والطهر الأبدية والتاريخية ـ القدس الشريف ـ وعلى وجه التحديد تجاه المسجد الأقصى ، وقضايا مصيرية معلقة , تحمل بين طياتها عجز الإرادة السياسية العربية " إلى الآن " , واعوجاج القانون الدولي ومنظماته الحقوقية والإنسانية , والمحزن في كل ذلك , من انه وبالرغم من كل ذلك , فلا زال الإخوة في هذا الوطن المسلم العربي الغالي , متشرذمين ومتفرقين ما بين صراع المراكز والسلطة والأهواء الشخصية.
وهذا العراق الحبيب أرض العروبة والحضارة والإباء , يمضي به قطار الاحتلال الصهيوأميركي الظالم كذلك , طاويا وراءه رواية هذا العام إلى اجل لا نعلم مستقره ومنتهاه , جارفا معه الآلاف من الضحايا الأبرياء , من أطفال ونساء وعجائز ومسالمين, والذين لم يكن ذنبهم في هذه الحياة سوى أنهم وجدوا في زمن فقدت فيه الإنسانية مكانتها وحرمتها وكرامتها , وإلا فما يعني أن تتحول الديمقراطية المزعومة , والتي روجت لها الولايات المتحدة الأميركية إلى نزف في أرواح الشعب العراقي المسلم وممتلكاته وثرواته , وتنتهك باسمها سيادته وأراضيه , وأمام أنظار المجتمع الدولي , وما من حراك عربي ملموس ولا أممي محسوس , يوقف ذلك الاستنزاف في الأرواح والممتلكات , وها هو العراق وبعد نصف عقد تقريبا من دخول ارتال الدبابات الأميركية الغازية إليه , وهي تحمل - حسب وجهة النظر الأميركية - الحرية والعدالة والديمقراطية , يرزح تحت وطأة الفوضى الهدامة والإرهاب ويعيش أهله في حالة من البؤس والفقر والخوف والإبادة الجماعية , وبطرق لا تختلف كثيرا عما سبق ذكره , تعيش بقية دولنا الإسلامية والعربية مثل ذلك , فمنها ما يعصف به التشرذم والتناحر والتفرق والاقتتال والفوضى , ومنها ما يعيش تحت وطأة الفقر والخوف والأزمات الاقتصادية والسياسية.
وبالطبع فبقية دول العالم بدون استثناء قد نالت نصيبها من أحداث العام 2007 م , بداية بالكوارث الطبيعية التي خلفت وراءها العديد من الضحايا الأبرياء , وكما أننا نلوم الطبيعة ونرجع ذلك لغضبها , فان للإنسان دخل لا يقل عن دور الطبيعة نفسها فيما تقوم به من اجتثاث وإبادة جماعية للجنس البشري , حيث يعتبر الاحتباس الحراري على سبيل المثال ، والذي آل إلى زيادة درجات الحرارة في مختلف مناطق العالم , وما واكبها من تداعيات سلبية على جبال الجليد وذوبانها، أسوأ كارثة مسؤول عن إشعالها الإنسان بصورة مباشرة ، ورغم انه احد امتدادات السنوات الماضية , إلا أن الإنسان لا زال عاجزا إلى يومنا هذا عن النظر بعين البصيرة إلى خطر هذه الكارثة التي تحيق به , وخصوصا تلك الدول الصناعية منها , والتي تتحمل المسؤولية الكبرى في وقوع هذه الكارثة , هذا بخلاف الفيضانات والعواصف والأعاصير وموجات الجفاف والحر , والتي كان أسوأها ما وقع في المكسيك مما أدى إلى إغراق مناطق "تاباسكو" و"شياباس" بصورة شبه كاملة , وما وقع في خليج "بنجالا" وألحق ببنجلادش أضراراً جسيمة بسبب الفيضانات الناتجة عن غزارة الإمطار , أما في الجانب الآخر من الطبيعة المتغيرة , فقد كان للجفاف وما ينتج عنه من تفشي ظاهرة "التصحٌر" وموجات الحر , مشكلة أساسية تعاني منها بقية الكرة الأرضية , وخصوصا تلك التي استهدفت المناطق الجنوبية الشرقية في الولايات المتحدة الأميركية وأجزاء عديدة من أفريقيا وبعض مناطق أوروبا , والتي بدورها تتسبب سنويا بموت الملايين من الضحايا في تلك الأراضي المتضررة من الجفاف , والتي نال فيها الإنسان وحياته في العام 2007 نصيب لا يقل عن الأعوام السابقة.
وبعيدا عن الطبيعة فقد كان للمتغيرات الجيواستراتيجية العالمية والتحولات السياسية الدولية أثر بارز في تغيير خارطة العالم خلال العام 2007 م , ومن أبرز وأهم ما يمكن الإشارة إليه في هذا الجانب هو انتخاب نيكولا ساركوزي رئيسا لفرنسا بعد تغلبه على منافسته سيجولين رويال بنسبه 53% في الانتخابات الرئاسية الفرنسية بتاريخ 3 / مايو , وما أحدثه ذلك من انقلاب على صعيد السياسة الفرنسية تجاه عدد من القضايا الدولية , و استقالة طوني بلير من منصب رئيس الوزراء البريطاني واستلام جوردن براون خلفاً له بتاريخ 27 / يونيو , وتنازل الرئيس الباكستاني عن زيه العسكري الذي لازمه لفترة زمنية طويلة , وانتصار الإسلاميين في تركيا بانتخاب عبد الله جول رئيسا لتركيا , وانعقاد مؤتمر أنابوليس بالولايات المتحدة الأميركية بتاريخ 27 / نوفمبر , والتقرير ألاستخباراتي الأميركي تجاه الملف النووي الإيراني , والذي قلب موازين ذلك الملف رأس على عقب , لدرجة تغيير لغة الخطاب السياسي الأميركي تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدرجة غير متوقعة , وأخيرا وليس آخرا اغتيال رئيسة وزراء باكستان السابقة بناضير بوتو بتاريخ 27 / 12 / 2007 م وبشكل مفاجئ.
كما شهد ملف محاربة الإرهاب , وهو الملف الذي نعتبره احد امتدادات اللعبة السياسية العالمية , وصراع المصالح والهيمنة على رقعة الشطرنج الدولية , فقد ظل كما هو في العام 2007 م , الشغل الشاغل لمختلف دول العالم في مختلف أرجاء المعمورة , في وقت لم تحقق فيه تلك الدول التي تسعى لاحتوائه - كما تدعي - أي خطوة محسوبة إلى الأمام , فقد ظلت زمره الشيطانية تحصد الأرواح البشرية المسالمة في مختلف أرجاء الأرض وبدون استثناء , لتشكل بتلك الجرائم أهم صور الإرهاب الناتج عن الخلافات الأيديولوجية والانعكاسات النفسية وجنون البشرية الحاقدة المريضة , وإرهاب الدول الامبريالية المستعمرة والعصابات الإجرامية , كما هو حال المستعمرة الإسرائيلية الكبرى في فلسطين , وما تقوم به بعض الأطراف الخارجية والداخلية في العراق الحبيب , والذي نتج عنه عدد من التفجيرات الاستثنائية في هذا الوطن العربي المغتصب , كتفجير جسر الصرافية في بغداد , وتفجير كربلاء بتاريخ 15 / ابريل , هذا بخلاف العمليات التي تقع كل يوم في ذلك الوطن العزيز , والذي يقضي نتاجها عشرات الضحايا الأبرياء من المدنيين , والذين تجاوزوا ما يقارب الــ 20 ألف حتى نهاية هذا العام , بمتوسط 65 في اليوم الواحد مقارنة ب33 في العام الماضي وذلك بحسب وكالة الأسوشيتد برس , مع عدم تناسي التفجيرات الإرهابية الأخرى كمذبحة جامعة فرجينيا الأميركية , والتي أسفرت عن مقتل 33 شخصا , وتفجيرات الجزائر العاصمة والتي أدت لمقتل حوالي 23 شخصا , و تفجير آخر في الدار البيضاء وباكستان على سبيل المثال لا الحصر.
أما على المستوى الاقتصادي , فقد شهد العالم في العام 2007 م ابرز متغيراته منذ مطلع القرن الحادي والعشرون, بل وأخطرها منذ حرب الخليج , حيث شهد ارتفاعات قياسية في أسعار النفط كان آخرها يوم 21 نوفمبر, عندما بلغ الخام الأميركي الخفيف 99.29 دولار للبرميل , كما كان لهبوط الدولار الأميركي أمام العملات الرئيسية وأزمة الرهن العقاري بالولايات المتحدة الأميركية , دور كبير في تفاقم أزمة الاقتصاد الأميركي على وجه الخصوص والعالمي بوجه عام , مما أدى بدوره إلى بروز عدد من التبعات الاقتصادية الناتجة عن كل تلك التحولات في مختلف أرجاء العالم , أهمها ارتفاع مستويات التضخم وخاصة في تلك الدول التي تربط عملتها بالدولار , وخصوصا بعد انخفاض العملة الأميركية أمام نظيرتها الأوروبية إلى مستوى قياسي , حيث بلغ اليورو 1.4966 دولار، وهو أعلى مستوياته على الإطلاق مما أدى بطبيعة الأمر إلى ارتفاع أسعار العديد من المنتجات والسلع الاستهلاكية , وهو ما دفع المعهد الدولي لأبحاث سياسات الغذاء إلى دق ناقوس الخطر حيال توقع مواجهة العالم نقصا في المواد الغذائية , لاستهلاكه غذاء أكثر مما ينتج , وقال المعهد إن أسعار المواد الغذائية قد ترتفع لسنوات بفعل عوامل منها التوسع في زراعة محاصيل لإنتاج الوقود الحيوي وعلى رأسها الإيثانول والتغيرات المناخية , - وللأسف - فانه بالرغم من الآمال المعقودة على العام 2008 م , للتخفيف من وطأة تلك التغيرات الراهنة على الصعيد السياسي والاقتصادي , فان التوقعات تشير إلى عكس ذلك , وأبرزها تلك التي تتوقع ارتفاع مستوى العنف والحروب والاضطرابات والفوضى , فضلا عن تزايد الكوارث الطبيعية كالفيضانات والأعاصير والزلازل والانفجاريات البركانية , واستفحال ظاهرة الإرهاب الناتج عن الطائفية والعنصرية والقومية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
انسحابات أميركية وشراكات عراقية
كاظم الموسوي
الوطن عمان
قبل توالي الأعياد والسنة الجديدة وتوقع مفاجأة زيارة الرئيس الأميركي بوش للعراق بين الدول التي أعلن التجول فيها بالمنطقة تصاعدت من أكثر من طرف مصطلحات انسحابات أميركية من العراق وقابلتها أيضا مصطلحات شراكات مع أميركا في العراق. بالتأكيد بين المصطلحين أو المسمين اختلافات كبيرة ولكن في الزمن الأميركي الحالي لا غرابة ولا مفاجأة في مثل هذه الأمور. في العراق المحتل، الانسحاب اضطرار بينما الشراكة اختيار، وليس بينهما مقاربات إلا إذا كان الهدف هو مساعدة الإدارات الأميركية للخروج من الورطة العراقية والتفرغ لما بعد "الصحوة" المشتركة. أو استمرار الخطط الاستراتيجية الأميركية في حرثها على أرض النفط والغاز والحضارات، والمحافظة على مشاريعها الرئيسية باختلاف التسميات أو المصطلحات، والتهرب من حكم التاريخ.
كان الحديث عن الانسحابات قد تردد على لسان الوزير روبرت جيتس وآخرها في مؤتمره الصحفي بمناسبة نهاية العام: "اعتقد أن الوضع على الأرض يجعل من المرجح أن يتمكن الجنرال ديفيد بترايوس من اتخاذ قرار بإعادة أول خمس فرق بحلول يوليو" المقبل. وأضاف أن "أولى هذه الفرق ستنسحب خلال الشهر الجاري وأمل في استمرار تحسن الأوضاع على الأرض". وان التحدي في العام المقبل سيكون "الحفاظ على المكاسب التي حققناها". وترددت أصداء التصريح لدى اكثر من مسؤول أميركي أو عراقي. وبين اسطره مرر قرار موافقة الحكومة العراقية على تمديد فترة بقاء القوات الأجنبية في العراق عاما آخر بطلب إلى مجلس الامن الدولي وصدر القرار بذلك خلسة رغم اجتماع مجلس الامن الدولي، الذي يكفي اسمه شاهدا في مثل هذه القضايا. وقبل أن تصدر ردود الأفعال حول شجبه أو استنكاره لفظيا على الأقل تصاعدت مسميات المشاركة مع أميركا في الأوساط الرسمية وغيرها في العراق، ولم تجابه طبعا بأية معارضات من الأطراف المتفقة على الامر قبل إعلانه، كما اعتادت على ذلك حين تعلنه أو يصبح معلنا بدون علمها. كما هو الحال مع ما سمي بالاتفاق الاستراتيجي بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأميركية والتوقيع عليه عبر دائرة تلفزيونية، مغلقة طبعا.
أكد البنتاجون تصريحات وزيره، في تقرير له، موضحا أن استراتيجية الانسحابات تحقق نجاحا والقوات الأميركية حققت "تقدما كبيرا في مجال الامن" في العراق خلال الاشهر الثلاثة الماضية مع انخفاض عدد الهجمات بنسبة 62 بالمئة. ووضح البنتاجون سبب التقدم باستراتيجية زيادة القوات التي بدأت مطلع 2007 إضافة إلى ازدياد فعالية قوات الأمن العراقية والسياسة الأميركية الجديدة بتعبئة العشائر العربية ضد عناصر القاعدة، بما سميت بمجالس الصحوة وتسليحها و"رشوتها" بالمال وبغيره. إلا أن التقرير استدرك وأشار إلى انه: "لا يزال يتعين عمل المزيد لدعم المصالحة للمحافظة على المكاسب". وأمل جيتس في أن يسمح تحسن الأمن في العراق "بخفض عدد الجنود بالوتيرة نفسها التي يمكن أن تسجل في النصف الأول من العام". وأضاف انه في حال استمرت الانسحابات، ستكون عشرة ألوية غادرت العراق بنهاية ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش في يناير 2009.
والغريب، (ولماذا الغرابة هنا؟)، أن الرئيس العراقي، رئيس العراق كله، قابل هذه الأقوال والتأكيدات بالتصريح عن شراكة مع القوات الأميركية المتبقية في العراق، ولكن في كردستان العراق ، كما أورد الناطق باسم التحالف الكردستاني الذي كشف ان الرئيس العراقي جلال الطالباني قد يفصح عن "خارطة طريق" حول مستقبل العلاقات العراقية - الأميركية، بداية السنة الجديدة، وأكد أن حكومة إقليم كردستان العراق لا تمانع في وجود قواعد أميركية دائمة على أراضيها (ماذا تعني هذه التصريحات؟، من يحكم العراق ومن يقرر فيه مثل هذه الاتفاقيات؟). وفي الوقت نفسه علق على تسلل الوزيرة الأميركية إلى كركوك بعدم تجاوب مجموعته ممن سماهم بالمسؤولين العراقيين مع طروحات كوندوليزا رايس خلال زيارتها الأخيرة إلى العراق، وأضاف لذلك قد تقوم رايس بزيارة أخرى الشهر المقبل، ويمكن حسب توقعات صحافية العودة مع بوش، وحينها ستطرح أمامها مسالة المشاركات وغيرها طعما لقضايا كركوك والمصالحة وغيرها من الشؤون الداخلية، المركزية والمحلية، حسب اختيار أو اتفاق مجموعات العمل السياسي المترافقة مع التواجد العسكري الأميركي خصوصا.
ورغم كل هذه التطورات لم يشارك قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس وزيره ولا رئيس جمهورية العراق!، معترفا في حديث إلى شبكة "فوكس نيوز" بأن ما تحقق يظل متواضعا وهشا في مجالات عدة وأشار بترايوس إلى "أن هجمات المسلحين وخسائر الجيش الأميركي تراجعت في شكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، ما يتيح سحب خمس وحدات مقاتلة العام المقبل". لكنه تدارك أن الاتفاق السابق مع وزير الدفاع روبرت جيتس الذي يلحظ انسحابا إضافيا يظل "غير مشروط" ويتوقف على استمرار تراجع أعمال العنف. وبترايوس هو القائد الاعلى على الأرض وكلامه نابع من التجربة والواقع الذي يعيشه يوميا ويسجله في تقاريره المتواصلة، والتي تعبر عنها بشكل آخر تلهفات المسؤولين العراقيين لبقاء قواته معهم، في قواعد ثابتة ومقرات دائمة، ويا حبذا قرب بيوتهم ومقرات عملهم، ليستمروا في وظائفهم وليقرر غيرهم مصير البلاد والعباد وهم في دائرة المسؤولية والمناصب والتصريحات، بدون قراءة للتاريخ القريب وتذكر وثبة كانون وأسبابها وقصص نوري السعيد وصالح جبر مثلاً.
لقد فشل الحزب الديمقراطي في تحقيق الشعارات التي منحته أكثريته في الكونجرس والشيوخ وابرزها وقف الحرب وسحب أو إعادة توزيع القوات وتخفيض ميزانياتها، وأخفقت الإدارة في إعلان رقصة النصر مبكرا، وعلى منوالهم ظلت التصريحات متبادلة بين انسحابات وشراكات، وستاتي الأيام بالخبر اليقين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
عام الفوضى الخلاقة..؟!
افتتاحية
الوفاق الايرانية
انتهى عام ۲۰۰۷ الذي كان مشحونا بالاحداث والتطورات ليبدأ عام جديد يكتنفه الغموض في كثير من زواياه.
فمع بدء العام الجديد بقت الازمات الاقليمية على حالها، لا بل تفاقمت الصراعات حدة بسبب تشابك خيوط المؤامرة على الساحة الاسلامية بدءاً من باكستان وافغانستان شرقا حتى السودان وموريتانيا غربا، مرورا بالعراق ولبنان وفلسطين، ولم تكن اهداف العام المنصرم الا استمرارا لوقائع وذيول خلفتها الاعوام السابقة، كما لن تكون نهاية للمأساة التي ستبقى اصداؤها متواصلة بسبب استمرار المشروع.
وفي قراءة سريعة للوقائع، فان هناك ملفات بارزة في مقدمتها الملفان الفلسطيني والعراقي، اللذان يعانيان من تجاذبات خارجية وفتن داخلية، فالاول لازال تحت رحمة المشروع الصهيوني الذي كشف عن بعض عناوينه في مؤتمر انابوليس وبدأ يستكمل فصوله لتكون أداة للتطبيع مع الاحتلال بعد الفشل في الاساليب الحربية.
اما الثاني، فانه يدفع المشروع الامريكي الذي اراد للعراق ان يبقى مشتعلا من الداخل، ويتيح للغزاة استغلال ثرواته دون رادع، رغم انهم سيواجهون بعض الاخطار بسبب الرفض العراقي للاستفراد الامريكي.
اما الملف اللبناني الذي يدفع هو ايضا ثمن صموده في وجه الاعتداء الاسرائيلي، ولا زال يتنقل بين دهاليز الغرب ومطامع الكيان الصهيوني، حيث يحول دون توصل الاقطاب اللبنانية الى التوافق الناجز او كاد يدخلهم في صراعات داخلية وحروب أهلية، كما سبق لهذا البلد ان دفع اثمانها.
اما افغانستان، فلا زالت أسيرة لجحافل الغرب الذي لا يريد لها الا قاعدة للتمدد الغربي نحو شرق آسيا، فيما باكستان هي الاخرى تحترق برياح نفس المشروع الاقليمي للولايات المتحدة (الفوضى الخلاقة)، وكأنها تدفع ثمن جريمة لم ترتكب، وهي احداث ۱۱ سبتمبر والتي يكتنف الغموض اهدافها ومنفذيها.
بذلك لا يتوقع ان يبدأ العام الجديد بهدوء اكثر من سابقاته، بل يتوقع ان يكون مليئاً بالتطورات والاحداث، الا اذا تمكن العالم الاسلامي من استعادة وحدته.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
الصورة قاتمة، أو مخيفة
جهاد الخازن
الحياة بريطانيا
جورج بوش دخل البيت الأبيض وهناك فائض في الموازنة بمبلغ ترليون دولار، وسيترك الحكم وهناك عجز يزيد على ترليون دولار، ومع ذلك وعلى رغم وضوح الأرقام فهو في مؤتمره الصحافي الأخير هذه السنة وبّخ الكونغرس على إسرافه.
الرئيس شكا تحديداً من اضافات على الموازنة، يسمونها Earmarks، يزيدها عادة الأعضاء على الموازنة مقابل التصويت لها، وتكون لمشاريع في ولاياتهم أو تهمّهم شخصياً. وقال بوش إن الكونغرس سحب بعض أسوأ الاضافات، الا أن حوالى 12 ألف اضافة بقيت والكونغرس يقر موازنة للحكومة الفيديرالية بمبلغ 555 بليون دولار، إلا أن الاضافات كلها لا تتجاوز 22 بليون دولار، وعلى مشاريع محلية مفيدة.
الرئيس تسبب في عجز قياسي في كل سنة من السنوات السبع الماضية ثم جاء ليتهم الكونغرس بالإسراف، ما يذكرني بمثل معروف بالانكليزية عن الابريق الذي يعيّر المقلاة بالسواد، فسياسته الاقتصادية مقرونة بالحرب على الارهاب، نكبت الاقتصاد والدولار، وتسببت في أزمات لدول لا علاقة لها بالرئيس أو أي سياسة له.
مركز السيطرة على السلاح ومنع انتشار الأسلحة يقدر نفقات الحرب في افغانستان والعراق بحوالى 700 بليون دولار، أي أنها تجاوزت نفقات حرب فيتنام، وبلغت ضعفي نفقات حرب كوريا، وسبعة اضعاف حرب تحرير الكويت، بعد حساب تغيّر قيمة العملة على مر السنين. ويقدر المركز أن حكومة بوش انفقت هذه السنة 137.6 بليون دولار، ويقول إن هذا المبلغ كان سيوفر رعاية صحية لحوالى 39 مليون مواطن، أو ما يكفي لبناء نصف مليون مسكن رخيص الثمن، أو تجهيز 142 مليون بيت أميركي بمصادر طاقة قابلة للتجديد (مثل أشعة الشمس).
المقارنات السابقة تصبح لا معنى لها إذا حسبنا النفقات النهائية الحقيقية للحرب، فالعناية بالمصابين والمقعدين، والتعويضات لهم والمرتبات عبر 20 سنة مقبلة سترفع المبلغ حتى ترليوني دولار أو أكثر، بحسب دراسات أميركية.
كنت أراجع ما جمعت من معلومات من مصادر أميركية عندما وقعت صدفة على تحقيق نشرته «نيويورك تايمز» عشية عيد الميلاد عنوانه «الأسنان في كنتكي: حصاد الفقر والإهمال» وضم معلومات لا تصدق عن الفقر في أغنى بلاد العالم وأقواها عسكرياً واقتصادياً. التحقيق حكى قصة بنت أميركية في الرابعة عشرة لا ترفع رأسها لأنها فقدت معظم أسنانها بسبب سوء التغذية. وقرأت ان رجلاً مسنّاً قلع أسنانه الخربة بنفسه لأنه لا يملك أجر طبيب، وأن نسبة عالية من الذين تجاوزوا 65 عاماً لا أسنان لهم، ولا يملكون ثمن أسنان اصطناعية، وأن المخدرات والخمر وعادة مضع التنباك تفتك بأسنان المواطنين في الولاية حيث نصف الناس من دون تأمين طبي على الأسنان.
كنت أعتقد بأنني أعرف أميركا التي أقمت فيها سنوات، وأن أخبار الأسنان هي من نوع لا يوجد إلا في افريقيا جنوب الصحراء، غير أنني لا أعرف أميركا جورج بوش على ما يبدو، فالانتخابات النصفية كانت تصويتاً على سياسة الرئيس الداخلية والخارجية، وخسر الجمهوريون السيطرة على مجلسي الكونغرس، ومع ذلك فقد استعمل الرئيس بوش الفيتو والأوامر الإدارية ليفرض إرادته على رغم تخلي الشعب عنه.
والنتيجة أن مشاريع بوش الداخلية سقطت، من اصلاح الضمانات الاجتماعية الى الهجرة الى اصلاح التعليم. أما الحرب على الارهاب، فقد زادت الارهاب حول العالم على رغم إنفاق البلايين، وربما الترليونات التي شرحتها في الفقرات السابقة.
لست هنا لأحاسب ادارة بوش على أي سياسة «أميركية»، فهذا شأنه مع الناخبين الأميركيين، وأنا أكتفي بما يصيبنا من سياسة ادارة بوش، وتحديداً ما يصيب العراق وأهله.
الادارة الأميركية تزعم أن زيادة القوات نجحت، وأن الوضع حسن ويسير نحو الأحسن. هل هذا صحيح؟ عدد القتلى والجرحى هبط فعلاً، إلا أننا لا نزال نسمع يوماً بعد يوم عن 20 قتيلاً هنا و30 هناك أو 40 كأن هذه أرقام مقبولة، وعن عمليات انتحارية وتوتر طائفي مستمر، بعد أن أقيمت جدران تفصل أحياء بغداد وغيرها على أساس سنّة وشيعة.
الاحتلال ألقى بثقله في البداية مع الشيعة، وهو تحول أخيراً نحو السنّة، وبدأنا نسمع عن ميليشيات مجالس الصحوة في وجه ارهاب القاعدة وهو ارهاب وحشي يجب تعاون الجميع لدحره.
إلا أنني أخشى أن تكون الادارة الأميركية تسلح الميليشيات السنية والشيعية لتقتتل هذه في النهاية، فكلها يملك المال والسلاح والكره اللازم، والأميركيون ينفقون على الجانبين، فالبلد منقسم طائفياً، منذ انشاء مجلس الحكم على أساس طائفي، ووصولاً الى الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أفرزت برلماناً طائفياً لا تكاد كتله المختلفة تتفق على شيء.
والصورة لا تكتمل من دون اشارة الى قوات الأمن الخاصة التي يقدر مكتب المحاسبة (المساءلة) الحكومي الأميركي عدد أفرادها بحوالى 48 ألف مسلح، وربما كانوا حوالى مئة ألف، أي جيش آخر يضاف الى قوات الاحتلال الأميركية والميليشيات، ومع وجود 30 ألف عراقي في معتقلين أميركيين قرب البصرة وبغداد، قال ضباط أميركيون انهما يفرخان مقاومة أو إرهاباً.
الصورة قاتمة، أو مخيفة، من واشنطن وكنتكي الى العراق، ولا ايجابية واحدة سوى اننا مع السنة الأخيرة لجورج بوش في الحكم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
العــراق بـين تدليس العمــلاء وتـدنيس المحتلــين‮!‬
د. فيصل الفهد
الوطن البحرين
رغم كل التداعيات التي‮ ‬ستخلفها حادثة اغتيال بنظير بوتو زعيمة المعارضة الباكستانية إلا أن ذلك لا‮ ‬يعدو أن‮ ‬يكون حدثاً‮ ‬جانبياً‮ ‬إذا ما قورن بما تسببه تداخلات الوضع في‮ ‬العراق المحتل مع الانتباه الشديد لقوة الترابط بين ما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬العراق وأفغانستان وضلاله على مستقبل الباكستان وإيران ودول أخرى لاسيما ونحن نتناول عن بلدان متنوعة إلا أن ما‮ ‬يجمعهم سله واحدة‮.‬
ولا‮ ‬يمكن لأي‮ ‬متتبع للأحداث أن‮ ‬يهمل ما أثارته التصريحات الأخيرة للطالباني‮ ‬من زوبعة إعلامية عندما تناول قضيتين مهمتين،‮ ‬أولهما إعلانه عن اتفاق جديد قديم مع الهاشمي،‮ ‬والقضية الثانية إلغاؤه اتفاقية الجزائر،‮ ‬ورغم البون الشاسع بين القضيتين إلا أن عملية رميهما على وسائل الإعلام مرة واحدة وفي‮ ‬هذه الأيام‮ ‬يحمل دلالات ومعاني‮ ‬تجبرنا الوقوف عندها حتماً،‮ ‬رغم أننا كمتابعين للشأن العراقي‮ ‬لا نفاجأ من مثل هكذا تصرفات من الطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬على حد سواء لما‮ ‬يحفل تاريخهما من قدرة على التنوع والتبدل والتغير الذي‮ ‬يصل في‮ ‬كثير من الأحيان إلى تغيير اتجاههما‮ ‬180‮ ‬درجة،‮ ‬وكل ذلك‮ ‬يجري‮ ‬تبعاً‮ ‬لمصالحهما الذاتية البحتة أكثر من المصالح الكردية التي‮ ‬يدعي‮ ‬الاثنان أنهما‮ ‬يدافعان عنها كذباً،‮ ‬وقد‮ ‬يقول قائل إن هذه هي‮ ‬سمات السياسة في‮ ‬هذا العصر‮ (‬لا توجد عداوات أو صداقات دائمة بل هناك مصالح دائمة حسب المصطلح البريطاني‮)‬،‮ ‬ومع ذلك نقول إن الطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬في‮ ‬سرعة تقلباتهما ابتعدا كثيراً‮ ‬حتى عن جوهر هذا المفهوم،‮ ‬فهما في‮ ‬علاقاتهما مع الاخرين أشبه بالمرأة التي‮ ‬تجلس في‮ ‬بيتها ويأتيها خصومها ويعرضون عليها عطاياهم فتأخذ كل شيء ولا تعطي‮ ‬أي‮ ‬شيء،‮ ‬بل وتتنكر لما سبق أن تعهدت به مع الآخرين؟‮!‬
لقد سبق للطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬أن اتفقا قبل فترة مع المالكي‮ ‬والحكيم وهذا الاتفاق لم‮ ‬يكن وليد لحظته بل إنه امتداد لعلاقاتهم وعمالتهم التي‮ ‬ترجع إلى فترة سيطرة الملالي‮ ‬على النظام في‮ ‬طهران وقيام الحرب العراقية الإيرانية حيث كانت أحزاب الأشخاص الأربعة تنعم بالدعم الإيراني‮ ‬لمساندتها لإيران في‮ ‬عدوانها على العراق وقد‮ ‬يفهم هذا الاتفاق‮ (‬مع الهاشمي‮) ‬من البعض على أنه رد فعل وضغط باتجاه إيران للضغط على المالكي‮ ‬والحكيم للإيفاء بما سبق وأن تعهدا به للطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬في‮ ‬قضيتي‮ ‬كركوك وسرقة نفط العراق‮.‬
ولم‮ ‬يكن الاتفاق‮ (‬الرباعي‮) ‬قبل أشهر بعيداً‮ ‬عن حزب الهاشمي‮ ‬وقد أطلق عليه البعض بالاتفاق الخماسي‮ ‬ومن هنا‮ ‬يتساءل الناس عن ماهية الاتفاق الجديد بين الهاشمي‮ ‬والطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬ومبرراته،‮ ‬ونؤكد أن الشخصين الكرديين كثيرا الاتفاق كثيرا النكوث بما‮ ‬يتفقا عليه مع الاخرين بل إننا لا نجد الوقت الكافي‮ ‬لنفهم اتفاقاً‮ ‬ما لنفاجأ باتفاق جديد للطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬مع س أو ص‮.. ‬وربما هذا جزء من السمات الشخصية لهذين العميلين اللذين تدربا على مدى عقود من الزمن على ممارسة سلوكيات العماله الشائنة بحق الشعب العراقي‮ ‬مع عدم إغفال ما‮ ‬يحمله كل منهما من ضغائن ضد الآخر وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن العلاقة الجيدة‮ (‬الحالية‮) ‬بينها هي‮ ‬شهر عسل مؤقت سرعان ما‮ ‬ينتهي‮ ‬ليعود الاقتتال بينهما إلى سابق عهده للاستحواذ على المحافظات الثلاث‮ (‬أربيل ودهوك والسليمانية‮).‬
إن الاتفاق مع الهاشمي‮ ‬يأتي‮ ‬في‮ ‬ضوء ما‮ ‬يحصل من تطورات في‮ ‬شمال العراق والمنطقة لاسيما هجمات الجيش التركي‮ ‬على معاقل مقاتلي‮ ‬حزب العمال الكردستاني‮ ‬التركي‮ ‬المدعوم من الطالباني‮ ‬والبارزاني،‮ ‬علماً‮ ‬أن الهاشمي‮ ‬وبعض القوى المحسوبة على‮ (‬الإخوان المسلمين‮) ‬يلقون دعماً‮ ‬كبيراً‮ ‬من حكومة تركيا التي‮ ‬يتزعمها الإخوان المسلمين وليست السعودية ببعيدة عن هذا المشهد‮.. ‬ومن هنا فإن هذا الاتفاق لا‮ ‬يخلو من بصمات إعادة ترتيب الأوراق في‮ ‬شمال العراق وتقليم أظافر الطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬والحد من جشعهما في‮ ‬استغلال الظروف الراهنة في‮ ‬العراق بعد احتلاله وأن هناك تطابقاً‮ ‬في‮ ‬مواقف تركيا وإيران وسوريا ضد الصلف والعنجهية الفارغة للطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬وبمباركة واضحة من الإدارة الأمريكيه التي‮ ‬لا‮ ‬يمكن أن تفرط بحلفائها الاستراتيجيين مثل تركيا من أجل سواد عيون قطاع طرق لا‮ ‬يمكن الوثوق بهما ويمكن شراؤهما بأبخس الأثمان‮.‬
وفي‮ ‬ذلك تأتي‮ ‬أيضاً‮ ‬قضية حسم موضوع كركوك لصالح بقائها ضمن الجسد العراقي‮ ‬وبعيداً‮ ‬عن التداول والصفقات بين عملاء الاحتلال المشاركين باللعبة السياسية وكانت زيارة رايس إلى كركوك خلال الفترة الأخيرة بمثابة دق المسمار الأخير في‮ ‬نعش المطالب‮ ‬غير المشروعة للطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬بهذه المحافظة التي‮ ‬هي‮ ‬تجسيد لصورة حية لتعايش كل مكونات الشعب العراقي‮ ‬من عرب وأكراد وتركمان واشوريين وكلدان وغيرهم من أبناء العراق الاصلاء،‮ ‬وهذا ما تؤكده كل الإحصاءات السكانية التي‮ ‬أجريت قبل عام‮ ‬1958‮ ‬حيث كانت بريطانيا تهيمن على العراق والتي‮ ‬ظهر فيها أن أكثرية سكان كركوك هم من العرب والتركمان والاشوريين وأن الأكراد هم أقلية‮!.‬
إن هذا الاتفاق بين الهاشمي‮ ‬والطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬يأتي‮ ‬في‮ ‬أعقاب فشل مباحثات أجراها المدعو‮ (‬ناجريفان البارزاني‮) ‬رئيس ما‮ ‬يسمى بحكومة كردستان مع العملاء في‮ ‬حكومة المالكي‮ ‬حول موضوع كركوك واستغلال نفط الشمال ونسي‮ ‬جميع هؤلاء عن قصد أو بسبب‮ ‬غبائهم المعهود أن من‮ ‬يحكم العراق هو المحتل الأمريكي‮ ‬مع عدم إغفال التمدد الإيراني‮ ‬فيه،‮ ‬ولذلك فإن أي‮ ‬اتفاق أو مباحثات لا تأخذ هذه المسلمات بعين الاعتبار فهي‮ ‬بحكم الميتة بمعنى أن ما تقره أمريكا وترتضيه إيران هو ما‮ ‬يجد طريقه للتطبيق سواء رضي‮ ‬أو لم‮ ‬يرض الطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬والمالكي‮ ‬والحكيم والهاشمي،‮ ‬ولذلك فإن الحديث عن قبول أو رفض هذا أو ذاك من الذين‮ ‬يدعون أو‮ ‬يعتقدون أنهم‮ ‬يحكمون العراق إنما هو حديث الواهمين الحالمين‮.. ‬فالعراق بلد منزوع السيادة والسلطات محكوم بالاحتلالين الأمريكي‮ ‬والإيراني‮ ‬ونسأل الطالباني‮ ‬والمالكي‮ ‬أين سيادتهم المزعومة أمام كثرة زيارات مسؤولي‮ ‬الدول التي‮ ‬أسهمت قواتها في‮ ‬احتلال العراق الذين‮ ‬يأتون ويغادرون العراق دون علم ومعرفة،‮ ‬من‮ ‬يخدعون أنفسهم والعالم ويدعون أنهم حكام العراق‮ (‬زار رئيس وزراء بريطانيا البصرة وغادرها إلى افغانستان ولم‮ ‬يعلم المالكي‮ ‬بها،‮ ‬وكذا بالنسبة لزيارة رئيس وزراء استراليا الجديد ومثلها كثير من الأمثلة منذ احتلال العراق وستستمر طالما بقي‮ ‬الاحتلال جاثماً‮ ‬على صدور العراقيين‮).‬
أما عن حديث الطالباني‮ ‬وإلغائه اتفاقية الجزائر التي‮ ‬أبرمت بين الرئيس العراقي‮ ‬الراحل صدام حسين وبين شاه إيران عام‮ ‬1975‮ ‬فهو الجنون والكذب بعينه فلا الطالباني‮ ‬ولا المالكي‮ ‬ولا‮ ‬غيرهما من ذيول الاحتلال قادرون على إبرام أو إلغاء اتفاقية مع الدول الأخرى لأنهم لا‮ ‬يمتلكون أية صلاحيات في‮ ‬بلد مازال خاضعاً‮ ‬للاحتلال بكل أشكاله المادية والاعتبارية وبمضامينه العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية‮.. ‬كما أن إيران لا تأبه لا بالطالباني‮ ‬ولا بالبارزاني‮ ‬ولا بالهاشمي‮ ‬لأنها لاتزال تهيمن على الموجودين في‮ ‬حكومة الاحتلال وما‮ ‬يسمى بمجلس النواب هذا عدا أنها لا تقيم وزناً‮ ‬إلا لما‮ ‬يصدر حصرياً‮ ‬من الأمريكيين ولهذا فالنظام الإيراني‮ ‬يصغي‮ ‬لأي‮ ‬كلام‮ ‬يصدر من السفير كروكر أو قائد القوات الأمريكية ولا‮ ‬يعنيه ما‮ ‬يقوله سواهم من العملاء حتى وإن كانوا عملاء مزدوجين لأمريكا ولإيران وهذا أمر‮ ‬ينطبق على‮ ‬غالبية المشاركين في‮ ‬العملية السياسية الميتة سريرياً‮.‬
إن الحديث عن تلك الاتفاقية الآن والرغبة في‮ ‬التحرر منها حديث‮ ‬غبي‮ ‬فما الفائدة من التخلص من هذه الاتفاقية والعراق محتل مسلوب الإرادة والسيادة وأن إيران تشارك أمريكا باللعب بمقدراته‮.. ‬ثم نسأل الطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬عن سبب اضطرار المرحوم صدام حسين لتوقيع تلك الاتفاقيه مع الشاه؟‮.. ‬ألم‮ ‬يكن السبب الأساسي‮ ‬هو التمرد الذي‮ ‬قاده مصطفى البارزاني‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يدعمه الشاه والذي‮ ‬أنهك قدرات العراق الاقتصادية والعسكرية‮.. ‬علماً‮ ‬أن مصطفى البارزاني‮ ‬وابنه مسعود ومعهم الطالباني‮ ‬تصرفوا ولا زالوا على أساس أنهم جزء من إيران،‮ ‬ولذلك فنحن نشك بأي‮ ‬تصرف أو موقف للطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬يشم منه رائحة تتقاطع مع إيران‮.. ‬كما نضيف إلى ذلك أن الطالباني‮ ‬لا‮ ‬يمتلك الصلاحيات بموجب دستور الاحتلال‮ (‬إذا افترضنا أن لديه أية صلاحيات وهي‮ ‬غير موجودة فعلاً‮) ‬لأن‮ ‬يلغي‮ ‬هذه الاتفاقية،‮ ‬كما أن إيران لا تستطيع الإقدام على عمل‮ ‬غير محسوب‮ ‬يمكن أن‮ ‬يضطر الاحتلال الأمريكي‮ ‬بموجب قرارات مجلس الأمن أن‮ ‬يرد عليها عسكرياً‮ ‬لأن العراق تحت الوصاية الأمريكية‮.‬
ثم كيف‮ ‬يسمح المالكي‮ ‬والأهم عبدالعزيز الحكيم للطالباني‮ ‬أن‮ ‬يضر بمصالح إيران والحكيم هو من‮ ‬يبذل كل ما في‮ ‬وسعه لتقريب وجهات النظر بينها وبين سادته الآخرين في‮ ‬واشنطن‮.. ‬وهل ننسى مطالبة الحكيم بتعويض إيران بمائة مليار دولار أمريكي‮ ‬من جلد الشعب العراقي‮ ‬مكافأة لها على حربها العدوانية على العراق التي‮ ‬استمرت ثمان سنوات وأتت على الأخضر واليابس في‮ ‬البلدين‮..‬؟‮! ‬ثم أليست الحدود المائية والبرية والجبلية بين العراق وإيران مفتوحة على مصراعيها منذ التاسع من نيسان‮ ‬2003‮ (‬طول الحدود أكثر من ألف وثلاثمائة كيلو متر‮).. ‬فعن أية اتفاقيه‮ ‬يتحدثون وإيران لا تلتزم ولا تعترف بأية اتفاقيه إلا في‮ ‬حالة ضعفها وإيران الآن قوية طالما بقت الأوضاع في‮ ‬العراق على ما هي‮ ‬عليه وطالما بقت الأخطاء الأمريكية الكارثية فيه مستمرة‮.‬
إن تصريح الطالباني‮ ‬حول إلغاء اتفاقية الجزائر ربما‮ ‬يفهم منه أن هذه الاتفاقية وجدت أو صممت ضد التمرد الكردي‮ ‬وبذلك أراد أن‮ ‬يجد منفذاً‮ ‬لترحيل مقاتلي‮ ‬حزب العمال الكردستاني‮ ‬التركي‮ ‬إلى الأراضي‮ ‬الإيرانية كنوع من الضغط على إيران لتضغط هذه بدورها على عملائها كي‮ ‬يصونوا ما اتفقوا عليه فيما سمي‮ ‬بالاتفاق الرباعي‮ ‬وللعودة بالعلاقة بين ثلة العملاء إلى سابق عهدها‮.. ‬وربما هو صرح بهذا الكلام تنفيذاً‮ ‬لإيعاز أمريكي‮ ‬والأيام القريبة القادمة كفيلة بكشف أبعاد هذه المسرحية‮.‬
إن الذي‮ ‬يمكن فهمه مما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬العراق سواء في‮ ‬هذه التصريحات الغبية أو‮ ‬غيرها أنها لا تخرج عن كونها محاولات لتعتيم الصورة وخلط الأوراق على الشعب العراقي‮ ‬والرأي‮ ‬العام العالمي‮ ‬وتوجيه أنظارهما بعيداً‮ ‬عن جوهر الحقائق عما‮ ‬يجري‮ ‬على الأرض لاسيما أحداث العنف وعمليات المقاومة البطولية للاحتلال وازدياد معانات العراقيين من سوء الأوضاع التي‮ ‬يعانون منها بشكل متزايد وهذا ما تؤكده كل‮ ‬يوم الإحصاءات التي‮ ‬تصدرها منظمات الأمم المتحدة المختلفة فهناك أكثر من خمسة ملايين طفل عراقي‮ ‬يتيم وخمسة ملايين طفل آخر‮ ‬يعانون من الأمراض الخطيرة وسوء التغذية ناهيك عن معاناة خمسة ملايين عراقي‮ ‬مهجر خارج العراق وثلاثة ملايين ونصف المليون عراقي‮ ‬نازح داخل العراق وكلهم‮ ‬يعانون من شغف العيش وصعوبة الحياة في‮ ‬ظل ظروف بالغة التعقيد انعدام أبسط مستلزمات الحياة في‮ ‬حين تزداد شهية عملاء الاحتلال في‮ ‬سرقة ثروات العراق وتهريبها إلى الخارج في‮ ‬حين تستمر معاناة مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ المحتجزين بدون مبرر لدى سلطات الاحتلال والحكومة العميلة في‮ ‬سجون ومعتقلات لا تصلح حتى للحيوانات ويتعرضون فيها لشتى أساليب التعذيب والقهر‮.. ‬هذا دون الإشارة إلى مقتل أكثر من مليوني‮ ‬عراقي‮ ‬منذ دخول قوات الاحتلال إلى العراق في‮ ‬نيسان‮ ‬2003‮ ‬ولحد الآن‮.. ‬ومع ذلك لا‮ ‬يزال بعض الأفاقين الدجالين الذين عميت أبصارهم عن قول الحقيقة‮.. ‬يقولون متبجحين إن من‮ ‬يتولوا أمر العراقيين‮ (‬من أمثال الطالباني‮ ‬والبارزاني‮ ‬والمالكي‮ ‬وغيرهم من العملاء‮) ‬قد تم انتخابهم من‮ ‬12‮ ‬مليون عراقي‮ ‬ولا ندري‮ ‬أين هم هؤلاء الآن علماً‮ ‬أن‮ ‬غالبيتهم‮ ‬يتمنون لو أنهم قطعوا أصابعهم قبل أن‮ ‬يعطوا أصواتهم لقوائم مجهولة ولأناس لا‮ ‬يعرفونهم‮.. ‬أثبتت الأيام أنهم أبعد ما‮ ‬يكونوا عن آمال الشعب العراقي‮ ‬وتطلعاته في‮ ‬العيش الكريم بعيداً‮ ‬عن أمريكا وإيران وغيرهما من مصادر الشر وأهله‮.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
إيران والعراق... والدَّمُ الذي يراق
محمد عبدالله محمد
الوسط البحرين
ما يصل إيران بالعراق اليوم هو عبارة عن معادلة من نوع آخر. فمع الاحتلال ظهرت سياسة غير مستقرة ممزوجة بدبلوماسية قاسية بين طهران وواشنطن عبر البوابة العراقية التي مثلت البطن الرخو للإدارة الأميركية. وضمن هذه المساحة تتباعد ركلات الفرقاء حول نواتها عندما يقل الحلفاء، وتتحول من هكذا حال إلى صيغة حرب مخففة عندما يصبح الموضوع ذا صلة بأسباب الوجود والتحدي والتفوق. وأيضاً وبوجود الاحتلال الأميركي للعراق بدأ التحدي الأكبر لواشنطن وطهران في إيجاد تفسير لما يجري وإدراك ما سيجري ومن ستكون رجله على صدر الآخر على الأقل في محيط جغرافي أو في ملف من الملفات كما يحلو لبوش أن يباعدها قسراً ضمن سياسة الفصل بين الملفات. الأميركيون ربما يتساءلون: هل تجاوزت إيران نظرية محور الشر أم أن الأخيرة تجاوزتها بفعل الزمن، ومن الذي استطاع أن يطوِّع الحوادث لصالحه؟ والإيرانيون هم أيضاً يسألون: هل أوجعنا الأميركيين بما يكفي لكي ينصرفوا عن غلوائهم ضدنا؟ وبين التساؤل الأميركي والإيراني تغيب السياسات الهاجعة لصالح السياسات المتقافزة التي تتحكم في إيقاع حركتها الحوادث ولي الأذرع.
على أرض العراق وحوله جرت جولات الحوار بين الخصمين اللدودين، فكسب الأميركيون قدراً جيداً من الأمن وفَّره لهم الإيرانيون بعد حبسهم لآلة الجيوب التي لهم ولاية عليها في الجنوب والوسط والشمال، وكسب العراقيون قدراً مهماً من الهدوء السياسي في العلاقات الخارجية والداخلية أيضاً، وكسب الإيرانيون لجماً أكبر لمجاهدي خلق ومعسكر أشرف وحرية التصرف ضد حركة بيجاك الكردية المسلحة، وأيضاً تقريراً استخباراتياً برأهم من وزر السلاح النووي الذي بدا مزعجاً لهم إلى حدٍّ ما من العام 2002، لكن الأكيد أيضاً أن هذه الجولات لم تمنع من ليِّ الأذرع بينهما في مواطن أخرى داخل العراق، وربما دفعت حسابات الأرض لأن تتغير فواتير الملفات اللاحقة صعوداً وهبوطاً وطريقة العرض والطلب بشأنها.
فالدولة العراقية اليوم أشبه بسوق البازار التي تجيد المضاربات وتصوغ التحالفات، والفارق هنا فقط هو أن التشطير في هذه السوق هو لصالح فريقين لا أكثر. قبل أسبوع بالضبط صرح الرئيس العراقي جلال الطالباني في مؤتمر صحافي مشترك في السليمانية مع نائبه من الحزب الإسلامي طارق الهاشمي ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بأن «معاهدة الجزائر ألغيت في السابق من جانب قوى المعارضة العراقية التي هي الآن تشكل الحكومة العراقية، وكذلك من جانب الأطراف الأخرى في البلاد لأنها أبرمت بين صدام حسين وشاه إيران، وأن العراق سبق أن أعلن مراراً رفضه لتلك المعاهدة أو التوقيع على بيانات مشتركة مع الجانب الإيراني بسبب دعوة المسئولين الإيرانيين إلى تضمين تلك البيانات بعض الفقرات التي تشير إلى نصوص معاهدة الجزائر»، لكن الغريب أن الخارجية العراقية وعلى لسان وكيلها محمود الحاج حذرت من أن إعلان الطالباني إلغاء معاهدة الجزائر الموقعة بين العراق وإيران قد يثير مخاوف طهران بسبب فقدانها نصيبها من شط العرب الذي كانت تتقاسمه مع العراق منذ العام 1975، وأن المحادثات المرتقبة ستركز على موضوع شط العرب وليس معاهدة الجزائر لأنها ليست موضع نقاش، وكذلك الحال بالنسبة إلى رئاسة الوزراء العراقية عندما أعلنت أنها «فوجئت بإعلان الطالباني إلغاء معاهدة الجزائر، لأن هذا الموضوع لم يطرح أساساً خلال جولات الحوار الكثيرة بيننا وبين الجارة إيران، وإعلان إلغاء المعاهدة بهذه الطريقة سيؤدي حتماً إلى نتائج سلبية ولاسيما في الملف الأمني، ويبدو أن هناك رسالة ما أراد الرئيس الطالباني إيصالها للإيرانيين نجهلها نحن»! وإذا كان التناقض بين رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية ورئاسة الوزراء وصل إلى هذا الحدِّ، فإن الأمر يعني أن هذا البلد لا يعيش محاصصات طائفية أو مذهبية بل أيضاً محاصصات إقليمية ودولية! بل الأكثر أن الطالباني وفي استدراك سريع منه قال من مقر إقامته في السليمانية مساء الجمعة الماضي عقب استقباله السفير الإيراني في بغداد حسن كاظمي قمي إن تصريحاته بشأن اتفاق الجزائر بين العراق وإيران «لم تُنقل بشكل دقيق» وأن «هذه الاتفاقية بنظر القانون والأعراف الدولية يعتبر قائمة ونافذة»، مضيفاً «أننا في عهد المعارضة، عندما كنا نعارض النظام الدكتاتوري، كنا نعارض هذه الاتفاقية باعتبارها اتفاقية بين الجلادين شاه إيران وصدام حسين، ولكن الأوضاع تبدلت عندما تحررت إيران وجاءت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة لشعبنا، وتحرر العراق من الدكتاتورية وجاءت الجمهورية العراقية الصديقة لإيران»!
وربما تكون هذه الحادثة المُمَسْرحة إحدى قيم الصراع داخل الدولة العراقية ومدى انسجام علاقاتها الدولية والإقليمية مع الخط العام للهوية العراقية ومفاعليها في مجال السياسة والتحالفات القائمة. وفي حادثة أخرى تُبيّن حجم الاستقطاب بين المحورين الخصمين، قال رئيس لجنة الأوقاف والسياحة الدينية في محافظة كربلاء أحمد الحسيني قبل أربعة أيام، إن إيران تهيمن على العتبات المقدسة في كربلاء وأنها تهرب أسلحة حديثة وبنادق خاصة للقناصة بجوار مرقدي الإمامين العسكريين بحجة حمايتهما، في حين رد محافظ كربلاء عقيل الخزعلي على هذه التصريحات بأن «الذين يتهمون إيران بالهيمنة على المرقدين الشريفين في كربلاء هم سياسيون فاشلون، ومتسولون»! وهي إحدى مظاهر القيم التي تمت الإشارة إليها سلفاً.
بطبيعة الحال، فإن ضبط التوجهات والمسارات الاستراتيجية للدولة العراقية هي هدف مركزي ومهم بالنسبة إلى الإيرانيين والأميركيين معاً، فطهران تريد أن تُحيِّد حدودها مع العراق ما أمكن وتحاشي تحولها إلى ممر عبور سواء للقوات الأميركية أو للمنظمات الإيرانية المسلحة المعارضة وخصوصاً بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة بأن واشنطن تسعى إلى تدبير انقلاب عسكري ضد طهران، والأميركيون يريدون إبعاد التوجهات الراديكالية عن القرار العراقي بهدف إيجاد الآليات التي تسمح لهم بالبقاء في قواعد دائمة أو ربط الحكومات العراقية بعقود نفطية أو أمنية طويلة الأمد.
الإيرانيون سعوا إلى ربط السياسة العراقية الاقتصادية والاجتماعية بهم لضمان تأثيرهم على القرار العراقي فرفعوا موازنتهم التجارية مع بغداد إلى ملياري دولار، ووقعوا خلال الأعوام التي تلت احتلال العراق أكثر من سبعين وثيقة للتعاون في مختلف المجالات، كما زودوا محافظة البصرة بالطاقة الكهربائية وطبعوا الكتب المدرسية ودخلوا في مشروعات إسكانية واسعة، وبالتالي فهم يُزاحمون الأميركيين في ضبط توجهات الدولة الجديدة وخصوصاً أن واشنطن مازالت غارقة في الخيارات الأمنية والعسكرية المباشرة.
الإيرانيون ربما يواجهون واقعاً سياسياً جديداً داخل العراق إثر التسويات التي من المفترض أن تقوم بين الفرقاء السياسيين، وبعد تعديل قانون اجتثاث البعث التي كانت تدعمه بقوة، والأميركيون ربما يواجهون أيضاً واقعاً جديداً يتمثل في خلق الحيّزات السياسية والمؤسساتية التي يُمكنها استيعاب الترتيبات الطارئة التي تدفع بها واشنطن في ظل سيطرة الائتلاف الشيعي على الحكم وبقاء الصدريين أو جيوب منهم خارج الضبط العمودي وإصرارهم على خيار الصدام والتمرد.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
ماذا حدث في دوكان؟
جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين
عن تجربة في الحياة قالت العرب منذ مئات السنين: (خذ الأمر بقوابله). واذا كانت (قوابل تحرير) العراق من اهله العرب بدبابات وطائرات امريكية وفرق موت ايرانية قد اسفرت عن احتلال امريكي صريح فصيح في اروقة الأمم المتحدة وعلى الأرض في العراق، واحتلال ايراني يحكم العراق من دون ظل،
فقد جيرت الأيام (قوابل) المشاركين في العملية السياسية التي اطلقها الاحتلالان لصالح اجندة واحدة: تفكيك العراق وطمس تأريخه العربي بكل الوسائل المتاحة.. واذا كانت من قوابل الاحتلال ان (الحزب الاسلامي العراقي) كان واحدا من ابرز الوجوه التي وقعت هذه الأجندة من خلال المحاصصة الطائفية والمعاصصة العرقية العنصرية التي جاءت في ثنايا قانون (ادارة الدولة)، الذي كتبه محام صهيوني مبتدئ، ووضعه (بريمر) نبي اللصوص (قرآنا بديلا) لعملائه الذين ساندوه في احتلال العراق، فعن اي (اسلام) يتحدث هذا الحزب؟ وردتني رسائل ذات طوابع قبلية على المذهبية السياسية تفيد بأنني (كعربي سني) يجب ان اساند المسلمين العرب السنة لا ان اكتب ضدهم، وفي يقيني القاطع ان كتبة هذه الرسائل قد تعكزوا، على قبلية سياسية ومذهبية طائفية عرقية من دون قيم الوطن والمواطنة بكثير، ومن دون اخلاق العرب (سنة وشيعة) بما لا يقاس على اي مذهب اسلامي صحيح، مذ انزل الله سبحانه تعالى قرآنه الكريم ليبعدنا عن جاهلية اولى حتى ايام الغربلة الدموية هذه من ايام جاهلية ثانية يؤسس لها الاحتلالان على اجنحة منها هذا الحزب. حسنا! لمن كتبوا لي محتجّين، وللقراء العرب والمسلمين، انقل آخر ما تسرب من اخبار (الحزب الاسلامي)، على هامش (تحالف دوكان) يفيد ان السيد ابن السيد (الأمين) العام للحزب (الاسلامي) الذي وقع بنود تحالفه، قد حقق للعرب السنة، وللعراق بعربه واكراده، (إنجازا اسلاميا؟!) كبيرا، اذا صح فهو يرقى الى مستوى جريمة حرب كبرى بحق العراقيين جميعا، وفي مقدمتهم العرب السنة، مرورا بكل المسلمين من كل المذاهب التي لم تسرطنها عطايا الاحتلالين. ان الحزب الاسلامي «تنازل عن ثلثي محافظة نينوى للأكراد، ورفض انضمام الموصل الى اي اقليم مستقبلا فيما اذا وافق العرب السنة على تشكيل اقليم يضم المحافظات ذات الأغلبية السنية.. ويكون للأكراد حق ثلثي ادارة مدينة الموصل، وللعرب والقوميات الأخرى الثلث الباقي إضافة الى إلحاق قضاء سنجار بالادارة الكردية«. هذا هو البروتوكول السري الملحق بإعلان (تحالف دوكان)! وعسى ان يكون ما تسرّب ليس صحيحا. ولكن اذا ما عدنا الى قوابل الاحتلال، فهو على الأرجح قد حصل، ليثبت ان هذا الحزب، قد فاق في مخططاته (الوطنية) مخططات السيناتور (بايدن) للعراق وللشرق الأوسط في آن، من حيث انه قدم اعرق محافظة عربية في شمال العراق لقمة سهلة للأكراد الذين تفتك (بيش مركتهم) بالعرب السنة يوميا، وبكل ما هو عربي الاسم والتأريخ، مستظلة قوات الاحتلال للأكراد. والسؤال الذي يطرح نفسه فورا على منضدة الحزب (الاسلامي) هو: هل عقدتم هذا الاتفاق مع الحزبين الكرديين ام لا؟ وهل تقرّون بأن نينوى وبنسبة (95%) من سكانها عربية ام لا؟ اراهن ان قادة الحزب (الاسلامي العراقي)، لن يجيبوا عن هذه (التهمة).
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
كركوك: الهوية والولاء ( 1 )
زهير المخ
الراية قطر
تتجه أنظار العراقيين نحو النزاع الذي بدأت تلوح نذره في سماء كركوك، النزاع الذي يدور بين مكونات التركيبة السكانية حول الثروة النفطية للمدينة والتنافس الإثني حول الهوية بين هذه المكونات.
وبالفعل، فما أن يسعي الباحث إلي إطلاق أحكام قيمية علي التركيبة السكانية والإثنية لمدينة كركوك حتي يجد نفسه أسير مفارقة جديّة ذات طبيعة مركبة، ذلك أن تركيبة المدينة هذه غامضة ودقيقة في آن معاً؛ فهي غامضة لصعوبة العثور علي معطيات رقمية موثوقة تساعد علي سبر مكنونات هذه التركيبة واستخلاص نتائج هي ذاتها بحاجة إلي مزيد من التحديد؛ وهي دقيقة، لأنه يصعب علي الباحث أن يتصدي لهذا الموضوع بتشابكاته وتعقيداته دون أن يخضع كذلك للتضليل، وإن كان بنسب متفاوتة.
يصيب أحد الباحثين القول: "إن أي تحديد لمدلولات التركيبة الجغرافية والإثنية لمدينة كركوك هو تحديد اعتباطي إلي حد كبير"، لذلك لا يفاجأ المرء إذا ما واجهه سيل من الإجابات الجاهزة. وفي الواقع، فقد طبع كركوك تاريخياً صدام بين هويات ثلاث متنافسة كل واحدة منها تحمل مفهوماً جغرافياً وديمغرافياً يختلف جذرياً عن الأخري. الأولي هي الهوية الكردية والثانية هي الهوية "المركزية العروبية"، أما الثالثة فهي بالطبع الهوية التركمانية.
فلنكتف فقط بالقول إننا إن تبنينا هذه الهوية أو تلك فإننا لا نحملها أي مغزي سياسي أو إيديولوجي، بل دلالة جغرافية - ديمغرافية شبه مجردة. ففي هذا الحزام الجغرافي الفاصل بين منطقة كردستان ومناطق الكثافة العربية، ثمة من يتذكر بغبطة تلك الأيام الخوالي إبان العهد الفيصلي حين كان معظم سكان المدينة هم من التركمان والأكراد يتخللها جزر، وإن كانت معزولة، من المسيحيين واليهود: "كان عصر التسامح بجدارة". هذا، علي الأقل، ما يردده جيل شارف علي الانقراض.
ومهما يكن من أمر، فإن السعي إلي تبيان الصورة الحالية لجغرافية مدينة كركوك وديمغرافيتها يستوجب مزيداً من التوصيف لرصد التبدلات النوعية في التركيبة السكانية التي طرأت في الحقبة الماضية ومن ثم تعيين العمق الزمني الماضي كمنطلق أو أساس للمقارنة المستقبلية.
السؤال الجوهري هو: ما هي المظاهر المميزة للتركيب السكاني والإثني في مدينة كركوك؟ يصعب إعطاء إجابة مباشرة ودقيقة عن هذا السؤال. فالمعطيات الخاصة بهذا الشأن تبقي موضوع جدل كبير بين المكونات المتنازعة.
وإذا ما حاولنا أن نتجنب "لعبة المرايا" بين أطراف النزاع، لا بد من الإقرار بحقيقة تاريخية وهي أن غالبية سكان المدينة هم من التركمان الذين كانت لهم الغلبة في الهيمنة اقتصادياً علي الأقل علي مقدرات المدينة. إلا أن موجات الانتقال إلي كركوك نمت "كالفطر بعد مطر الشتاء" خصوصاً في ضوء بدء شركة نفط العراق عملها في الحقول النفطية المكتشفة حديثاً وما صاحبها من تزايد فرص العمل فيها.
هذه الظاهرة لم تكن مقتصرة علي مدينة كركوك وحدها فحسب، بل المدن العراقية الأخري أيضاً. وعلي سبيل المثال شهدت بغداد نمواً في عدد السكان بين عامي 1914 و1975 نحو 25 مرة وسكان البصرة نحو 34 مرة.
وفي هذه الحالة كذلك تعزي هذه الظاهرة إلي عدد من العوامل لعل من بينها، النمو الاقتصادي في المدن - المراكز والارتباط المتزايد بين معيشة العائلات والسياسات الحكومية، سواء من خلال نمو أجهزة الدولة المختلفة أو من خلال حركة التأميمات، ومنها أيضاً أمل الحياة في المدن حيث أسباب الصحة أكثر توفراً منها في الريف.
وينطبق هذا التطور طبعاً علي مدينة كركوك، فالطفرة الكبري للهجرة الكردية التي حدثت علي الأرجح في نهاية الخمسينيات ومطلع الستينيات كانت هجرة لأفراد العشائر الكردية المحيطة بالمدينة، كعشائر جباري وزه نكنه وكاه يي والجاف وهموند وطالباني وشوان وغيرها، في وقت كانت السلطة السياسية بصورة محددة في اتجاه غلبة عناصر غير مدينية أو علي الأقل غريبة عن المدن الكبري الأخري، بما فيها مدينة كركوك.
وبالطبع أدي هذا التدفق الكردي علي المدينة إلي ظهور أحياء جديدة في المدينة بالترافق مع توسع الأحياء التقليدية لسكن الأكراد مثل حي الإمام قاسم ورحيم آوي والشورجة، إضافة إلي تغلغل ديمغرافي كردي محسوس في أحياء أخري من المدينة. وطبقاً للإحصاء السكاني للعام 1957 فإن نسبة الأكراد في المدينة كانت 48.3% من إجمالي السكان، وهو الإحصاء الذي اتفق عليه الطرفان الكردي والحكومي وفق بيان مارس 1970 للحكم الذاتي، بينما انخفضت هذه النسبة إلي 37.3% في إحصاء العام 1977، وفي المقابل ازدادت نسبة الفئات من أصول عربية من 28.2% في إحصاء العام 1957 إلي 44.4% في إحصاء العام 1977، بينما تراجعت نسبة التركمان من 21.5% في إحصاء 1957 إلي 16.3% في إحصاء 1977.
وبما أنه ليس ثمة إحصاءات يعتد بها لعدد سكان المدينة، ولا يثق سكان كركوك بتعداد السكان الذي كان يتم كل عشر سنوات، والذي عرف أن النظام المركزي السابق كان يتلاعب به، أضف أن العراقيين من غير العرب في المناطق الإستراتيجية مثل كركوك كانوا يجبرون علي تسجيل هويتهم العرقية علي أنهم "عرب"، يمكن القول إن عدد سكان كركوك اليوم يقترب من 1.5 مليون نسمة في المحافظة، من ضمنهم حوالي 800 ألف نسمة من أطرافها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
كيف غطّت مواقع الإنترنت العراقيّة «إعلان المبادئ» بين بوش والمالكي
علاء اللامي
الاخبار لبنان
حظيت اتفاقية «إعلان مبادئ لعلاقة تعاون وصداقة طويلة الأمد بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الأمريكية» باهتمام خاص ومتابعة دائبة من لدن أغلب المواقع العراقية على شبكة الإنترنت، وقد تراوحت مضامين ما نشر عليها من مقالات وتقارير وبيانات بين مواقف التأييد والدعم أو العرض الإخباري المحايد، مسهَباً أو مختصَراً، والنقد، إذ وُصفت تلك الاتفاقية في بعض المواقع ذات التوجهات المناهضة للاحتلال وحكم المحاصصة الطائفية باتفاقية «العار» و«الانتداب» أو «الوصاية الجديدة»، وتلك مصطلحات سياسية عراقية سادت في فترات تاريخية سابقة يعود بعضها للعهد الملكي.
• فمن المواقف المؤيدة، نقرأ تقريراً إخبارياً في موقع «أصوات العراق»، وهو موقع يعرِّف نفسه بـ«وكالة الأنباء المستقلة»، مع أنه لا يختلف كثيراً عن أية وكالة أنباء حكومية في الأنظمة الشمولية في العالم الثالث. نقرأ في هذا الموقع تحت عنوان «جبهة التوافق: مضمون اتفاقية الصداقة العراقية الأمريكية يتماشى مع المصلحة الوطنية»، تقريراً يخبرنا بأن نائبة من جبهة التوافق، هي أزهار السامرائي أعلنت أن جبهتها «تنظر للاتفاق نظرة إيجابية... نحن في جبهة التوافق نعتقد بأن إقرار بنود الاتفاق مع الجانب الأمريكي كان إيجابياً والشعب العراقي بات بأمس الحاجة له». ولا ينسى الموقع أن يذكِّر قراءه في تضاعيف المقال بحقيقة حاول البعض إخفاءها وتقول: «وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء نوري المالكي قد وقعا على اتفاق مبدئي للشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، يسمح بوجود عسكري أمريكي طويل الأمد في العراق، لحمايته من تهديدات خارجية، والعمل على استقراره الداخلي».
www.aswataliraq.info
• ومن المواقف التي حاولت تسويق وجهة نظر محايدة شكلاً أو مشككة على وجل، نقرأ في صحيفة «الرأي» الإلكترونية، التي تعرِّف نفسها أيضاً بالسياسية المستقلة، تحليلاً إخبارياً تحت عنوان «إعلان النوايا بين بغداد ـــــ واشنطن.. تخويف الجيران أم طمأنتهم؟»، وفيه يصف الكاتب الاتفاقية موضوع الحديث بـ«الخطوة الأولى على طريق مسافة الألف ميل بين العراق والولايات المتحدة الأميركية»، محاولاً في موضع آخر ترويج التطمينات الحكومية، فيقول: «وطبقاً لتصريحات أدلى بها للصحافة أحد مستشاري المالكي، وصف ما حصل بأنه مجرد وثيقة للمبادئ، ويمكن عدها خريطة طريق لتنظيم علاقة التعاون والصداقة بين الولايات المتحدة والعراق»، مشيراً إلى أن الالتزامات الأمنية في الاتفاقية أو جزء منها «إنما هو موجه إلى بعض دول الجوار العراقي، وفي مقدمة هؤلاء الجيران إيران. ذلك أن باقي جيران العراق، ما عدا سوريا، هم جزء من المنظومة الدفاعية والأمنية الأمريكية، مثل السعودية والأردن والكويت وتركيا»، مسجلاً على لسان مستشار المالكي أن «رئيس الوزراء حرص على إشراك جميع المؤسسات الدستورية العراقية في الحوار والاطلاع على هذا الإعلان، وعلى حد علمي، فليس هناك أحد اعترض على وثيقة إعلان النوايا من ناحية المبدأ». وفي نهاية التقرير، نقرأ خلاصة غريبة يقول المحرر فيها: «إن الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة تكون قد دخلت حيز التنفيذ، حيث لم يعد ثمة حاجة لقوات تحت اسم متعددة الجنسيات وتحت ولاية مجلس الأمن، بل سيتم ذلك في إطار اتفاق ثنائي بين بلدين سياديين هما الولايات المتحدة والعراق». والواضح أن هذه الخلاصة (الجريئة) تنزع تماماً بضربة واحدة مزاعم الحياد والاستقلالية عن الكاتب وموقعه، حين تساوي بين بلد محتل ومنزوع السيادة وآخر يحتله ويلغي استقلاله الوطني.
www.alraynews.com
• من المواقف الرافضة والناقدة للاتفاقية موقع «البديل العراقي»، ويعرّف نفسه بـ«الموقع الوطني الديموقراطي المستقل»، ونقرأ فيه مقالة لأحمد الناصري تحت عنوان «الاحتلال والاتفاق معه من منظور وطني». يبدأ الناصري مقالته بسلسلة تساؤلات ذات مذاق تهكمي، منها: «هل يوجد احتلال وسيادة على أرض وطنية واحدة في الوقت نفسه وعلى المكان نفسه؟ هل يمكن تسمية الغزو والعدوان والاحتلال تسميات أخرى؟ وهل يجوز لطرف داخلي محلي (وطني) أن يتفق مع محتل خارجي ويمنحه ما لا يملك من حقوق وطنية عامة وليست خاصة؟ وهل هناك تجارب ناجحة من هذا النوع؟ ماذا يترتب على اتفاق كهذا من الناحية السياسية الوطنية والقانونية؟ هل نجحت المعاهدات الاسترقاقية في تأمين بقاء الاحتلال البريطاني والفرنسي في منطقتنا العربية؟ ولماذا يحتاج المحتل إلى معاهدات؟ وهل تستطيع قوى محلية معينة أن تمنح شرعية حقيقية للمحتل بالاتفاق معه؟ وهل يحق لها أصلاً القيام بهذا العمل من منظور وطني؟». ويختم الكاتب بالخلاصة القائلة إن «محاولة شرعنة الاحتلال الزائفة من أطراف محلية هي الجريمة التي لا يمكن السكوت عنها أو نسيانها أو غفرانها تحت كل الظروف والاعتبارات، لأنها تجاوز وتهديد لكل القيم والمصالح الوطنية ومساهمة بائسة أخرى في تثبيت الاحتلال وإطالة عمره مقابل ثمن معلوم وصفقات مشينة». وكان هذا الموقع قد وجه نداءً إلى من سمّاهم «الأقلام الوطنية»، ناشدهم فيه إطلاق حملة جديدة من الكتابات النقدية عن الاتفاقية المذكورة بعدما كادت أخبارها تتلاشى ويطويها النسيان في خضم الأحداث اليومية، متعهداً نشر الآراء التي تصل إليه كما هي، ودون تدخل من محرريه، مشيراً إلى أن «وضع هذه الاتفاقية على طاولة النقد والتشريح والتفكيك من الأقلام الوطنية واجب ومهمة سياسية وأخلاقية كبرى، وإن من الواجب عدم نسيان أو إهمال هذا الشأن الخطير، فأصحاب الاتفاقية سيعودون إليها عاجلاً أو آجلاً، لكن على الصعيد التطبيقي هذه المرة لتحويلها إلى واقع قائم».
www.albadeeliraq.com
• أما في موقع «الحوار المتمدن»، وهو موقع يساري علماني ينشر غالباً مقالات للمؤيدين للاحتلال وعمليته السياسية، وأحياناً للمناهضين له، فنقرأ لصائب خليل مقالة بعنوان «صراع الكلمات مع «فرق القوة» في إعلان مبادئ التعاون بين أميركا والعراق»، وفيها التفاتة مهمة وردت في تحليل الكاتب النقدي لعدد من مواد الاتفاقية، ومنها على الخصوص المادة الأولى والثانية، حيث يكتب خليل: «المادتان تعطيان القوة الأمريكية صلاحية التدخل لحماية الحكومة العراقية من أية محاولات من أيٍّ كان لتغييرها. أي الشعب أيضاً! وبما أن الحكم على ما هو خطر على النظام الديموقراطي يعود للقوي، فإن الاتفاقية تتيح للأميركان ضرب أية قوة تراها غير مناسبة في العراق باعتبارها تهديداً للديموقراطية».
www.ahewar.org
• وفي موقع «هيئة علماء المسلمين» يطالعنا بيان رسمي للهيئة عن الاتفاقية، يرى أن «الرئيس الأمريكي بهذه الخطوة يُحيي الخراب في البلاد، ويدعم مؤسسات التدمير، ويصنع لهؤلاء الذين أتى بهم ديكتاتورية يباركها لهم بترسيخ وجودها وتقديم الدعم لها والاعتراف بها جهةً ممثلةً لشعب سحق جنوده كل معاني الحرية فيه، وغُيبت قواه الحقيقية المعبرة عن إرادته صدقاً، ويبيع العراق بيع مسود لسيد، لا هم له إلا أن يبقى في السلطة، وهو مستعد ليفرّط في سبيل ذلك بكل البلاد ثمناً ما دام يفرط بما ليس له، ويبيع ما لا يملك». ويركز البيان على الجانب السلطوي في الاتفاقية وينتقد تضمينها «دعم الحكومة الحالية وأجهزتها الأمنية المتورطة في قتل أبناء الشعب العراقي وتعذيبهم»، وفي ختامه تعلن الهيئة أنها «إذ تدين هذه الوثيقة وتعدها باطلة لا قيمة لها ولا تساوي الحبر الذي كتبت به، فإنها تؤكد أن الشعب العراقي بكل قواه الوطنية ومقاومته الشرعية وفئات شعبه الرافضة للاحتلال الأميركي لن يعترف بأي اتفاق يبرم في ظل الاحتلال يمس سيادة العراق ومصالحه العليا».
www.iraq-amsi.org
• كما نشير إلى المحور الذي افتتحه موقع «ثوابت» حول موضوع الاتفاقية، وتضمن إضافة إلى مقالة أحمد الناصري سابقة الذكر في موقع آخر، مقالة للكاتب جمال محمد تقي وأخرى لكاظم محمد، وغيرهم، إضافة إلى النص الكامل لتلك الاتفاقية :
www.thawabit.com
• وانفرد موقع «الدار العراقية» بنشر صورة لنسخة من الاتفاقية المذكورة، وقد وقع عليها أقطاب حكم المحاصصة الطائفية والإثنية، حيث نرى في الصورة إضافة إلى توقيع جورج بوش، تواقيع كل من مسعود البرزاني وجلال الطالباني ونوري المالكي وعبد العزيز الحكيم وطارق الهاشمي ومحمود المشهداني. وقد أعاد موقع «البديل العراقي» سالف الذكر نشر الجزء المتضمن للتواقيع في اليوم ذاته.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
فخري كريم «يقاضي» سماح إدريس: نزق العاجزين عن الحوار
منذر سليمان
الاخبار لبنان
ليتني كنتُ على علمٍ بما أخفى فخري كريم وراء برقع الوقار ولطفِ الابتسامة الهاتفة في رنّة صوته، عندما تقدَّم منِّي وعرّف عن نفسه باللهجة العراقية العربية المحبّبة إلى قلبي. كان المشهد في استراحة بهو الفندق الذي ضمّنا أخيراً، حيث كنتُ مدعوّاً للمشاركة في ندوة «المال والإعلام والسلطة» في نشاطات مهرجان القاهرة للإعلام العربي. حتى تلك اللحظة لم أكن قد التقيتُ بالرجل الذي انطبعتْ في ذهني عنه، من متابعتي للأخبار، صورةُ اليساري السابق الذي تحوَّل «صائداً» لكوبونات النفط المشهورة بعد أن أضاف إلى محفظته الغنية صفةَ المستشار الدائم لجلال الطالباني، الذي يُرمز إليه حاليّاً بصفة «الرئيس» في العراق الرازح تحت الاحتلال الأميركي.
أبدى كريم استياءَ العاتب المستغرب، عندما بادرتُه بلهجةٍ ساخرة متسائلاً إن كنتُ قد أرهقتُه بمشقّة التنقيب، دون طائل، في قائمة كوبوناته التشهيرية عن اسمي.
غير أنّي، لم أكن على علمٍ بتوسّع مدى صيْده إلى آفاق جديدة، تعبيراً عن تماهيه مع سيّده الجديد، وتفانيه في الدفاع عن سمعته التي خَدَشها قلمُ ناقدٍ مُتّزنٍ وملتزمٍ بقضايا كان فخري كريم ذاتَ يوم يَزْعم تبنّيها، قبل أن تحلَّ مضاربُ «بني حداثة» الأميركية في ربوع العراق، وتَجْرف دبّاباتُهم طريقَ الحرية من الاستبداد الشرقي أمامه.
لقد قرأتُ في «الآداب» و«الأخبار» عن دعوى القدح والذمّ التي رفعها فخري كريم على سماح إدريس ومجلة «الآداب»، هذا المنبر الثقافي الحرّ العصيّ على التطويع والإلحاق، في سوق النخاسة الثقافية، وفي زمن يلهو ويَعْبث فيه مثقفو اليورو والدولار والنفط (بكوبونات أو بدونها) على معظم المنابر المرئية والمسموعة والمكتوبة. عندها، أدركتُ قعرَ الانحطاط الذي وصل إليه بعضُ الزمّارين بفوائد الاحتلال الأميركي، وسماسرةِ الثقافة الذين لا يتورّعون عن إقامة مهرجاناتهم الاستعراضية باسمها. فقد كنتُ إلى حين أعتقد ـــــ مخطئاً على ما يبدو ـــــ أنّ القضاء هو ملجأُ الضعفاء الاضطراري في مجابهة استبداد الأقوياء وطغيانهم وقهرِهم، علّه يعيد إلى أولئك الضعفاء بعضَ الحقّ والكرامة. ولم أكن أَعْلم أنّه يُراد للقضاء أن يُضْحيَ مرتعَ الجبناء ونزق العاجزين عن الحوار والمساجلة الفكرية والسياسية، وخاصةً عندما تتوافر لهم المنابر بيسر، وعندما يصان حقُّهم في الردّ من المنبر (أي «الآداب») الذي يَزْعمون أنَّه قد خَدَشَ حياءهم الرفيعَ جدّاً.
واللافت هنا أنّ فخري كريم، الذي صار من أصحاب السلطة والمال والإعلام معًا، يَعْجز أيضاً عن استكتاب ردٍّ ممّن تزخر بهم الساحةُ الإعلاميةُ العراقيةُ التي تورّمتْ مثل الفطر تحت سلطة الاحتلال التي عوّدتهم زرعَ المقالاتِ المدفوعة الأجر.
يبقى أن أذكّر القارئ بأن يسعى للاطّلاع على مقالة سماح إدريس، ليَحْكم بنفسه ويكتشفَ دعوى الافتراء عليه. فمقالةُ إدريس تَحْفل بالنقد الأدبي الرفيع والرصين، المسنود بالوقائع، عدا توجّهه إلى فخري كريم في أكثر من مكان بكلّ احترام، ويخاطبه بلغة الزمالة. عجبي! فمن يضعك على المرتبة نفسها، لا يُضمر لك شرّاً أو يقصد استخفافاً بقدرك، بل يناقش أفكارَكَ وممارساتك ومواقفك. فهل أضحى ذلك الحقُّ جريمةً تستدعي المقاضاة؟
قد يكون الأمرُ كذلك لدى مَنْ فرغت جعبتُه الفكرية، وضاق صدرُه، وتقلّص مداه، وجفّ مدادُه، لانهماكه بالسعي وراء سراب جني كوبوناتٍ جديدة... هذه المرة بواسطة القضاء. والحقّ أنَّه من المعيب أن يتوسّل بعضُ المحسوبين على الثقافة استباحةَ وتجريمَ ما تبقّّى من شموعٍ مضيئةٍ تصون شرفَ الثقافة وآدابها.
حقّاً صدق الشاعر بقوله: لا نامت أعين الجبناء!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
أما آن لليلهم أن ينجلي عنا
د.بثينة شعبان
الشرق قطر
لم نكن، نحن المعنيين جداً بما يجري لأهلنا وإخواننا في العراق منذ كارثة الاحتلال الأمريكي له، بحاجة إلى تقرير أعدّته الخارجية الأمريكية وتمّ رفعه إلى الرئيس جورج بوش، كي نتأكّد من الاستهداف المقصود والتصفية الجسدية المنتظمة للعلماء والأطباء والمفكرين والمدرّسين وأساتذة الجامعة في العراق. ولكنّ التقرير أكّد، على كلّ حال، أن وحدات «الموساد» و«الكوماندوز» الإسرائيلية تعمل في الأراضي العراقية خصيصاً لقتل العلماء والمهندسين العراقيين وتصفيتهم جسدياً بعد أن فشلت الجهود الأمريكية منذ بداية الغزو في استمالة عدد منهم للتعاون والعمل في الأراضي الأمريكية، ويؤكّد التقرير أنّ هناك فريقاً أمريكياً خاصاً يساند القوات الإسرائيلية في أداء هذه المهمة الدموية، وأنّ الفريق الأمني الأمريكي يختصّ بتقديم السيرة الذاتية الكاملة، وطرق الوصول إلى هؤلاء العلماء العراقيين، وأنه ترتب على ذلك قتل 350 عالماً و200 أستاذ جامعي حتى الآن في الشوارع العراقية بعيداً عن منازلهم. وتستهدف هذه العمليات وفقاً للتقرير الأمريكي أكثر من 1000 عالم عراقي. إلا أنّ العبارة الجديدة الهامة في التقرير هي أنّ «أحد أسباب انتشار الانفجارات في بعض شوارع المدن العراقية يكون المستهدف منه قتل العلماء». أي أنّ قتل العلماء العراقيين لم يحدث نتيجة عمليات إرهابية غامضة، بل إنّ عمليات الإرهاب تحصد في كلّ مرة عشرات الناس خلال عملية تستهدف قتل عالم أو أستاذ جامعي، أي أنّ هؤلاء العلماء ليسوا ضحايا إرهاب عبثي يُلصقُ بـ «القاعدة» كالعادة، بل ضحايا عمليات قتل متعمّد من قبل أجهزة مخابرات مدرّبة على الاغتيال ولديها قائمة تستهدف سلب العراق خيرة علمائه ومفكريه.
وقد كتبت جهات عدّة عن هذا الموضوع منذ احتلال العراق إلى حدّ اليوم، من ضمنها جريدة اللوس أنجلس تايمز «8 نوفمبر 2007» التي تحدثت عن خطف وقتل أساتذة الجامعة، كما أشارات تقارير وكالات الأنباء إلى مقتل أكثر من ثلاثمائة أستاذ جامعي، وإلى «هجرة» ثلاثة آلاف منهم بعد الاحتلال الأمريكي الذي استهدف، كما يقول بوش وعلى ذمته، نشر «الديمقراطية» في العراق ليكون «نموذجاً» للبلدان الأخرى في الشرق الأوسط. يترافق ذلك مع حملة منظمة لخطف أشهر وأفضل الأطباء وقتلهم، وتهديد البعض الآخر ودفعهم إلى الهجرة خارج العراق أو مواجهة الموت المحتّم. كما أكّدت الحركة الإيرلندية المناهضة للحرب في تحقيق أجرته منذ شهر مارس2006 أنّ قوات الاحتلال الأمريكية، ولا ننسى أنها جاءت لنشر «الديمقراطية» تساعدها في ذلك فرق الموت التابعة للموساد الإسرائيلي، يقومون بإبادة «الثروة الفكرية والمهنية» في العراق، مطالبة اليونسكو بحماية من تبقى منهم. وقال التحقيق «رغم أن هناك مغدورين من ديانات وطوائف متعددة»، لكنّ التقرير شدّد على أنّ «النموذج الوحيد السائد هو أنّ الغالبية المطلقة من الضحايا هم إثنياً من العرب حصراً، وأن الاختصاصات الرئيسية المستهدفة هي العلوم والحقل الطبي وحملة الدراسات العليا من الماجستير والدكتوراه ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات والأكاديميون الناجحون والمعروفون».
وتتزامن حملة الإبادة الجسدية هذه مع سرقة المتاحف، وحرق المكتبات، وتفجير الكنائس، والمساجد والجوامع، خاصة ذات القيمة الأثرية والفنية والمعمارية، فرغم كلّ ما مرّ على العراق من غزوات وحشية مدمّرة في تاريخه لم يشهد وحشية مثل التي قامت بتفجير منارتي مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، وتفجير مئذنة مسجد «العشرة المبشرة» في حي الزهراء في البصرة. وقد بلغ عدد المساجد، ومراقد الصحابة، ودور العبادة ذات المكانة الواسعة التي تمّ تدميرها منذ احتلال العراق أكثر من عشرين. وفي السياق ذاته يأتي تفجير وحرق المكتبات في الجامعات والمدن، بما في ذلك تفجير شارع المتنبي في بغداد الذي هو الشارع الوحيد في العالم المتخصص كلياً بالكتاب والمكتبات وهو دليل حيّ على ألق فكر وحضارة أبناء ما بين النهرين.
ولكن هل هي محض صدفة أن تلقى مكتبة الشيخ عفيف النابلسي في مجمع الزهراء في صيدا اللبنانية ذات المصير، من قوات الدمار الإسرائيلية، الذي لقيه شارع المتنبي في بغداد؟ فقد دمّرت الطائرات الإسرائيلية، الأمريكية الصنع، مكتبة السيدة الزهراء في صيدا خلال حرب يوليو عام2006 وهي المكتبة التي كانت تضمّ آلاف الكتب والمخطوطات والمدونات، كما دمّرت أيضاً مكتبة العلامة السيد محمد حسين فضل الله، التي كانت تعتبر من أغنى المكتبات في المنطقة. كما دمّرت إسرائيل البنية التحتية للمدارس والجامعات والمبرّات والمراكز التربوية والاجتماعية والإنمائية. والشيء ذاته تمارسه إسرائيل منذ عقود في فلسطين، الذي ظهر جلياً خلال اجتياحها للبنان عام 1982، حين دمّرت بشكل منظّم مراكز الأبحاث والتراث والمكتبات الفلسطينية في بيروت والجنوب، كما اغتالت المئات من الكتّاب والمثقفين والفنانين الفلسطينيين، وتقوم حالياً بحرمان الشعب الفلسطيني من إدخال أي كتاب إلى الضفة والقطاع ضمن سياسة فرض حصار ثقافي وفكري على الشعب العربي الذي شكّل، طوال تاريخه الممتدّ لآلاف السنين، منارة للفكر والثقافة والعلوم والفنون والفلسفة والآداب في التاريخ الإنساني.
وإذا قرأنا في ضوء ما تقدّم من حقائق ما كتبته جريدة الغارديان البريطانية في10 أغسطس2007 عن مصير المكتبة والأرشيف الوطني في العراق، نستطيع أن نحدّد من هم «المتطرّفون» الذين يُتَّهَمون عادةً بحرق مكتباتنا، وبقتل علمائنا، والذين يصدرون بياناً في موقع للانترنت تتبنى فيه «القاعدة» كعادتها المسؤولية. فقد كتب مايكل هاورد من أربيل مقالاً بعنوان «يخشى من السرقة بعد إحكام القبضة على المكتبة الوطنية العراقية» أنّ آلاف الكتب النادرة والمخطوطات في المكتبة ومركز التوثيق العراقي، وهي أهمّ مؤسسة ثقافية عراقية، أصبحت في خطر بعد أن تمّ احتلال المبنى من قبل قوات الأمن العراقية. وقال سعد اسكندر أمين المكتبة: «لقد حولوا مكتبتنا وأرشيفنا الوطني إلى هدف عسكري، وغداً أو بعد غد، سوف يأتي «المتطرفون» ويهاجمون القوات العراقية هنا» وأضاف «نحن بين فكّي كماشة الإرهابيين والمتطرفين من جهة، والقوات الأمريكية من جهة أخرى». وفي ضوء ما تقدّم نرى أن التخطيط لقتل العلماء، وإحراق المكتبات يتمّ بالتعاون بين القوات الأمريكية والإسرائيلية في حرب إبادة شاملة ومنظمة للفكر والإبداع العربي.
من الواضح من كلّ ما لديّ من وثائق، التي أشرتُ إلى النزر اليسير منها في هذا المقال، أنّ الاستراتيجية الصهيونية في فلسطين والعراق ولبنان، وفي أيّ بلد عربي، تقوم على جذب أو تهجير أو قتل العلماء العرب، ونهب الآثار، وحرق المكتبات، ومن جهة أخرى اتهام العرب والمسلمين أنفسهم بالإرهاب، ويترافق ذلك مع منع أبنائهم من دخول فروع الطبّ والعلوم في الجامعات الغربية والأمريكية. ومن الواضح أيضاً أنهم بهذا يحاولون إعادة تجربة إبادة السكان الأصليين في الولايات المتحدة وأستراليا وإقامة دولتهم الاستعمارية الاستيطانية مكان الدول العربية، إذ يحلمون بأن تكون هذه منطقتهم بعد مائة عام، ولكنهم أخطأوا العنوان هذه المرة، فهذه الأمة لن تموت ولن يتمكنوا من إبادتها، فقد قتلوا غسان كنفاني، كما اعترفوا مؤخراً، في بيروت فانبعثت مؤسسة غسان كنفاني لتخرّج عشرات الكتاب والمؤلفين، وقتلوا ناجي العلي، فتمّ تأسيس مؤسسة ناجي العلي لتخرّج عشرات الفنانين! وفي غمرة إحراقهم للكتب في العراق نالت الرواية العراقية المرتبة الأولى بين الروايات العربية المترجمة إلى الانجليزية ونشطت حركة الشعر والكتابة والفنون والموسيقى لدى العراقيين في المهجر.
هذه ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها العرب لمثل هذه الغزوات الوحشية، فهذه الأمة تعرّضت إلى سرقة فكرها وعلمائها وحرفييها مراتٍ عديدة طوال تاريخها الطويل، وأُفرِغَت بلادنا من أمهر الحرفيين والمهندسين والأطباء الذين صاغوا هويتها أكثر من مرة، وقد كان لذلك أسوأ الآثار طبعاً على تقدمها وحركتها وتطورها ونمائها، ولكنها ما لبثت أن أنجبت البدلاء وإن استغرق ذلك وقتاً، ووضعها في موكب مختلف عما كان يمكن أن تكون لو قدّر لهذه الأمة ألا يمرّ عليها الطغاة من الغزاة ممن سلبوها أفضل أبنائها. فالغزاة من جيوش الأجانب المتوحشين والمتحضرين، القدماء والمعاصرين! على حدّ سواء يستهدفون علماءنا أولاً بقدر استهدافهم ثرواتنا وقلاعنا. فهم الذين أحرقوا مكتباتنا عندما كانت كتبنا رُقماً طينية، وأحرقوها في بغداد والإسكندرية وطرابلس والأندلس عندما تحولت إلى الورق الذي نشره العرب ليكون أداة لحمل ونقل المعارف والحضارة لكلّ البشر. والغزاة الرومان، والتتريين، والمغول والعثمانيين، كالأمريكيين والإسرائيليين أفرغوا عواصم الحضارة الإنسانية: بغداد، ودمشق، والقاهرة، وقرطبة وكلّ المدن العربية التي غزوها، وفي كلّ مرة، من مئات الألوف من الفلكيين، والكيميائيين، والبنّائين، والحدادين، والأطباء، والمعماريين، والسيّافين والصيادلة والأطباء والعشّابين وغيرهم من شاغلي آلاف الحرف التي طورها الإبداع العربي، وحملوهم إلى مواطن الغزو الوحشية لينشروا فيها منتجات الحضارة العربية، وليحرموا أمتنا من فرص التطور والتنمية. هذا ما عمله هولاكو ببغداد، وتيمور بحلب ودمشق وحمص، وهذا ما كرره السلطان سليم العثماني بالقاهرة ودمشق وغيرهما من مدن الشام، حين أقام أشهراً فيها وهو يرسل قوافل طويلة يومياً من العلماء والحرفيين وأدواتهم وكتبهم براً وبحراً إلى بلاده لتعميرها. وهذا ما يفعله بوش، وحلفاؤه من طغاة كيان الاستيطان الغربي في فلسطين، من جديد، بعلمائنا وأطبائنا ومهندسينا ومثقفينا. ولكن عبثاً يحاولون! فالطغاة هم الذين ينتهون وأمتنا تجدد نفسها كلّ مرة رغم ظلام التجهيل، وظلم الغزاة..