Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأحد، 25 نوفمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الأحد 25--11 -2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
قتلــة للإيجـــار مهامهم السرية إثارة الفوضي والفتن المـــــــــذهبية
المعتز بالله محمد
الموقف العربي مصر

قتلة مأجورون مهمتهم القتل بدم بارد، مليشيات متعددة الجنسيات جاءت من كل حدب وصوب علي شكل جيوش خاصة مدربة علي استخدام كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة والتقنيات التكنولوجية الحديثة، لها أذرع استخبارات خاصة بها، وظيفتها القتل مقابل المال، تدفقت إلي العراق كالوباء الفتاك منذ اليوم الأول لاحتلاله، صار عدد عناصرها هناك يقدر بـ 120 ألف عنصر أي ثاني أكبر قوة عسكرية بعد جيش الاحتلال الأمريكي، إنهم -لمن لا يعرفهم - مرتزقة بوش وكلاب أمريكا المسعورة.

أعاد حادث فتح عناصر في شركة الأمن الخاصة «بلاك ووتر» النار علي جمع من المدنيين العراقيين في ساحة النسور ببغداد وضع الشركات الأمنية الخاصة في دائرة الضوء لا سيما بعد أن قتلت عناصر الشركة 11 عراقيا وأصابت العشرات في الحادث نفسه، ولم تنجح حكومة المالكي معدومة السيادة في سحب ترخيص العمل من الشركة الإرهابية، بل هدد الأمريكان المالكي بالإطاحة به في حال سعيه إلي سحب الترخيص المزعوم، الأمر الذي يدفع إلي التساؤل عن ماهية تلك الشركات وأهميتها بالنسبة للمشروع الاستعماري الأمريكي وطبيعة عملها ونوعية أهدافها ومهامها وهل تعمل فقط من أجل المال أم أن هناك تعاقدا أيديولوجيا مشتركا وليس فقط مجرد تعاقد أمني مع البنتاجون تقوم بمقتضاه تلك المافيا بمهام قتالية نيابة عن جيش الاحتلال الأمريكي.

«بلاك ووتر» أو الماء الأسود واحدة من بين 236 شركة أمنية رافقت المحتل الأمريكي والعملاء الذين دخلوا علي ظهور الدبابات الأمريكية منذ اليوم الأول لاحتلال العراق يتراوح عدد الأمريكان في تلك الشركات ما بين 40 إلي 50 ألف عنصر والباقي ينتمي إلي دول أخري فمنهم القادمون من بيرو وتشيلي وكولومبيا والإكوادور وأيرلندا وروسيا والفلبين وأوكرانيا والهند وجنوب إفريقيا وتركيا وغيرها من البلدان لديهم خبرات عسكرية سابقة، يتم تجنيدهم من قِبل شركات أمن أمريكية وبريطانية بشكل أساسي، الكثيرون منهم عملوا في بلادهم لدي القوات الخاصة أو المخابرات ثم تركوها ابتغاء مكسب أكبر، يتم إرسالهم لتلقي مزيد من التدريبات في دول عديدة مثل أمريكا وهولندا وبلجيكا، ثم إرسالهم فيما بعد إلي الجحيم العراقي، تمتلك هذه الشركات أسطولا من طائرات الهليكوبتر كما تقول صحيفة نيويورك تايمز وكثير منهم مدجج بأسلحة قتال بالغة التقدم، يتجولون في عربات مدرعة، ومركبات مصفحة رباعية الدفع، لديهم أجهزة كمبيوتر متطورة جدا، إضافة إلي تسخير الأقمار الصناعية في خدمة تحركاتهم وإرشادهم نحو أهدافهم، ويحصل القاتل الأجير أو المرتزق علي أموال طائلة تجعله يترك عمله في بلده أيا كان ليتعاقد مع الشركات الأمنية العاملة في العراق حيث يتراوح راتبه هناك ما بين 500 - 1500 دولار أمريكي يوميا فيما لا يتعدي راتب الجندي النظامي 3000 دولار شهريا. مهامهم المعلنة: توفير الأمن الشخصي لسياسيين عراقيين وأمريكيين ورجال أعمال وأصحاب شركات وحماية المنشآت النفطية والعسكرية، وإنشاء قواعد عسكرية وتقديم الدعم اللوجستي للانتشار العسكري وتدريب القوات المسلحة المحلية وجمع المعلومات العسكرية وتحليلها ولكن هذا ليس كل شيء إذ تقوم تلك العناصر باحتجاز واستجواب السجناء بل تعذيبهم، حيث مارس عناصر المرتزقة التابعين لشركة تيتان العسكرية الخاصة عمليات استجواب وتعذيب وحشي ضد الأسري العراقيين في سجن «أبو غريب» أدت إلي وفاة عدد منهم تحت التعذيب كذلك تقوم تلك العناصر بمساندة الاحتلال بشكل مباشر في معاركه ضد المقاومة العراقية بل تقوم في كثير من الأحيان بخوض المعارك نيابة عنه، وما خفي كان أعظم!!حيث يشارك مرتزقة بوش في تنفيذ مهام سرية كلفتها بها المخابرات الأمريكية (سي أي إيه) وهي عبارة عن عمليات قذرة لتأجيج الصراعات المذهبية بين طوائف الشعب العراقي والوصول بالبلاد إلي وضع يستحيل خلاله التعايش بين المذاهب المختلفة ومن ثم يكون تقسيم البلاد هو الحل الأمثل وهو ما يريده الإرهابي بوش الصغير رغم نفيه لذلك مرارا، وللتدليل علي ذلك يكفي التذكير بواقعة 19 سبتمبر 2005 عندما أوقفت الشرطة الموالية للاحتلال جنديين بريطانيين يحملان متفجرات في سيارة مدنية في البصرة علي بعد 450 كيلومترا جنوبي بغداد وقد تخفيا في ملابس عربية وبعد إيداعهما أحد السجون وتواني السلطات العميلة عن الاستجابة لطلب بريطاني بتحريرهما قامت فرقة عسكرية بريطانية بمهاجمة السجن باستخدام دبابات ومروحيات، ما أسفر عن تحطيمه، كما قتلت العديد من العراقيين وأطلقت سراح السجينين، وبعد ذلك بشهر واحد وفي 11 أكتوبر 2005 ألقت الشرطة القبض علي أمريكيين يرتديان ملابس عربية وهما يفخخان سيارة في منطقة الغزالية السكنية غرب بغداد، وعندما تم اقتيادهما إلي أحد مراكز الاعتقال للاستجواب ظهرت قوة مسلحة قامت بإنقاذ السجينين وفرت سريعا من المنطقة، وفي 9 مارس2006 تم إلقاء القبض علي ثلاثة أشخاص كانوا يقومون بزرع عبوات ناسفة قرب مقر أحد الأحزاب الشيعية في مدينة البصرة وبعد التحقق من هوياتهم اتضح أنهم جنود بريطانيون متنكرون بزي عربي، و علي الفور قامت قوات بريطانية باعتقال عناصر الشرطة العراقية ومعهم البريطانيون الثلاثة الذين أفرجت عنهم وأبقت علي عناصر الشرطة العميلة قيد الاعتقال، وقبل ذلك بيوم واحد ألقت السلطات العميلة القبض علي شخص يحمل الجنسية الأمريكية وبحوزته أسلحة وتجهيزات عسكرية لتحديد المواقع في سيارة بي إم دبليو أثناء تجوله في حي القادسية بتكريت، ولم تتخذ «الحكومة» أية إجراءات ضده، وحسب أحد ضباط «الشرطة» فإن هذا الشخص من المتعاقدين الأمنيين.. ويروي الحاج حيدر أبو سجاد - مزارع عراقي من الحلة - قصة أخري تؤكد تورط شركات الموت في تأجيج الفتنة الطائفية بالعراق، حيث قام جنود أمريكيون عند حاجز تفتيش جنوب شرق بغداد بزرع عبوة ناسفة بين صناديق الطماطم التي كان يحملها أبو سجاد في عربته لبيعها في سوق شعبي مزدحم وسط بغداد، ولكن حفيده شاهد ما حدث ونبهه بعد تجاوز الحاجز فقام الرجل بفحص الصناديق وتبين وجود قنبلة موصولة إلي مؤقت كهربائي نجح في التخلص منها وإلقائها في حفرة عميقة علي أحد جانبي الطريق.

هذه الوقائع مجتمعة تضع الكثير من علامات الاستفهام حول المنفذ الحقيقي لعمليات القتل علي الهوية والمفخخات التي تستهدف المدنيين ومسلسل الجثث مجهولة الهوية التي تظهر في شوارع بغداد في وقت لا يخضع فيه أفراد هذه الشركات لقانون ولا يمكن محاكمة المخطئ منهم، وفقا للمرسوم الذي أصدره الحاكم الأمريكي السابق في العراق بول بريمر.

جدير بالذكر أن الشركات الأمنية الخاصة تحقق أرباحا سنوية تناهز الـ 100 مليار دولار في العراق وأفغانستان، وتتصدر الشركات البريطانية القمة في تحقيق هذه العوائد، فعلي سبيل المثال نجحت شركة ايجيس للخدمات الأمنية في رفع رأسمالها المدور من 554 ألف جنيه إسترليني قبل بدء الحرب علي العراق عام 2003 إلي 62 مليون جنيه عام 2005، فيما تحقق شركة بلاك ووتر أرباحا سنوية تقدر بالمليار دولار، ولكن لماذا ارتفع عدد المرتزقة في العراق التابعين لشركات خاصة من 20 ألف عنصر عام 2004 إلي 120 ألفا عام 2006 -بحسب إحصاءات غربية - وكيف يمكن تفسير ذلك؟

يعكس سعي الإدارة الأمريكية إلي التوسع في استخدام عناصر المرتزقة مدي الفشل الأمريكي في تجنيد ما يسد حاجة قوات الاحتلال من الجنود النظاميين، بسبب تصاعد عمليات المقاومة العراقية الموجعة، تلك العمليات التي ضاعفت نسبة الهاربين من الجنود الأمريكان الرافضين العودة إلي العراق مجددا، إضافة إلي سعي إدارة بوش إلي التقليل من الخسائر البشرية في صفوف جنودها المقيدين في سجلات الجيش، لما لتلك الخسائر من آثار سلبية علي الرأي العام الأمريكي، أما المرتزقة فلا يتم إدراجهم ضمن قوائم قتلي الاحتلال ومن ثم فلا يثير مقتلهم الرأي العام الأمريكي.

أما عن أشهر شركات الموت في العراق فهناك شركة «لوكهيد مارتن» و«جنرال ديناميكس» و«نورثروب جرومان»، و«هاليبورتون» و«داين جورب إنترناشونال»، و«كونترول ريسك جروب» و«أرمو جروب»، وبالطبع فإن الشركة الأكبر والأخطر هي بلاك ووتر وتعتبر تلك الشركة أكبر قاعدة عسكرية خاصة في العالم، وهي أكبر قاعدة لتصدير المرتزقة إلي المناطق الأكثر التهابا وتضم خمس شركات متخصصة، وتصنف نفسها كـ «أفضل شركة عسكرية متخصصة في العالم»، ومن بين عملائها، فضلا عن الشركات متعددة الجنسيات، البنتاجون والسي آي إيه. وتمتلك الشركة معسكر تدريب في الولايات المتحدة تبلغ مساحته 25 كيلومتر امربعا، وتحظي بعلاقات وثيقة مع سلطات البنتاجون والبيت الأبيض، تأسست عام 1997 علي يد الملياردير الأمريكي ايريك برينس الذي يشارك بوش معتقدات اليمين المسيحي المتطرف فهو ابن لعائلة جمهورية نافذة في ولاية ميتشيجان، وهي العائلة التي ساعدت تبرعاتها اليمين المسيحي في أمريكا علي النهوض وكذا يتشكل مجلس إدارة الشركة من شخصيات احتلت مكانة نافذة في دائرة صنع القرار السياسي والأمني في الولايات المتحدة يتصدرها جيري بوير، سياسي محافظ معروف بعلاقاته مع كثير من الجماعات المسيحية الإنجيلية، كما يعرف بتأييده غير المحدود للكيان الصهيوني وهناك الجنرال المتقاعد جوزيف شميتز الذي عمل مفتشا عاما في وزارة الدفاع الأمريكية في حقبة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان ثم انتقل للعمل مستشارا في مجموعة شركات برينس المالكة لشركة «بلاك ووتر» وهو من المقربين حاليا من الرئيس الأمريكي جورج بوش، وفي كتابه.. «بلاك ووتر: صعود أقوي جيش مرتزقة في العالم»، يشير الصحفي الاستقصائي الأمريكي جيرمي سيكل إلي العلاقة الوثيقة التي تجمع بين شركة بلاك ووتر للمرتزقة ومنظمة «فرسان مالطا» السرية، المنشقة عن «فرسان المعبد»، التي تعود جذورها إلي القرن الحادي عشر وهي من أواخر الفلول الصليبية إذ تزود «فرسان مالطا» شركة «بلاك ووتر» وغيرها من شركات المرتزقة الدولية، بمجندين تحركهم الحمية الأصولية المسيحية، ليقاتلوا في الأماكن الخطرة التي يتردد باقي المرتزقة في دخولها.

وقد كٌِلفت تلك الشركة منذ اليوم الأول لاحتلال العراق بحماية الحاكم الأمريكي السابق بول بريمر والسفيرين السابقين جون نيجروبونتي وزلماي خليل زاد، واليوم تتولي حماية ريان كروكر والعديد من الدبلوماسيين وقد أبرمت الشركة عقودا مع البنتاجون بلغت قيمتها مئات الملايين من الدولارات، ويرتدي مرتزقة بلاك ووتر خوذات معدنية وسترات واقية من الرصاص، مجهزين بمعدات مماثلة لجيش عصري تشمل أسلحة خفيفة ورشاشات ثقيلة وآليات مصفحة ومروحيات، يفتحون النار دون تمييز علي السيارات أو المارة الذين يقتربون من قوافلهم، يتصرفون باستقلالية ولا يحاسبون علي أعمالهم حيث لا يتبع المرتزقة القانون الدولي الخاص بالنزاعات وليس هناك رقيب علي الانتهاكات التي يقومون بها ضد العراقيين، وقد بدأ اسم الشركة يتردد في الأوساط العراقية بعدما قتلت المقاومة أربعة من عناصرها وقام العراقيون بسحل جثثهم في مدينة الفلوجة في 31 مارس 2004 بعدها انتقمت هذه الشركة من أهالي الفلوجة واستخدموا في ذلك أسلحة فتاكة مثل الفسفور الأبيض، وقد قتلت المقاومة العراقية حوالي ألف مرتزق منهم 400 من بلاك ووتر وحدها منذ بداية غزو العراق، وكانت أشهر العمليات التي نفذتها المقاومة ضد عناصر الشركة إسقاط مروحية من طراز MI-8 وقتل ستة من المرتزقة كانوا علي متنها في أبريل 2005 وفي 23 يناير 2007 لقي خمسة من عناصر الشركة حتفهم إثر إسقاط مروحيتهم من طرازH-6 وهي مروحية صغيرة تستخدمها بلاك ووتر لحماية القوافل البرية وتنفيذ الاغتيالات من الجو ويتألف طاقمها من طيار ومساعده ورشاشين.. ولا يقتصر وجود المرتزقة علي شركات الحماية الأمنية حيث يضم جيش الاحتلال الأمريكي أكثر من 35 ألف جندي لا يحملون الجنسية الأمريكية معظمهم من أصول لاتينية.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
فرنسا شريك أمريكي

محمد السعيد إدريس
الموقف العربي مصر
مقولة "إنه النفط يا غبي" التي انطلقت لتفسر الأسباب الحقيقية للغزو الأمريكي للعراق والرد علي أكاذيب الإدارة الأمريكية، وقتها، لتبرير هذا الغزو سواء كانت أسلحة الدمار الشامل العراقية التي ذهب الأمريكيون للبحث عنها لتدميرها، أو كانت الديمقراطية التي ذهب الأمريكيون الي العراق للانتصار من أجلها وتحويل العراق إلي النموذج الديمقراطي المطلوب للشرق الأوسط الكبير (الأمريكي)، لم تعد مجرد مقولة مفعمة بالإيحاءات التراجيدية لمعادلة "القوة المفرطة" التي تحكم زعامة الولايات المتحدة للنظام العالمي الجديد الذي ورث نظام القطبية الثنائية المتوازنة، ولكن تحولت الي حقيقة مؤكدة، بل صارخة علي لسان الرجل الذي كان مسئولاً عن الملف المالي الأمريكي كله، وقت صدور قرار الرئيس بوش بشن الحرب علي العراق في مارس 2003.

ففي كتابه الذي يعد مفاجأة سوداء للرئيس الأمريكي في وقت يتساقط فيه كل أعوانه الواحد تلو الآخر، أكد آلان جرينسبان رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي السابق أن الإطاحة بصدام حسين كانت خطوة أساسية بهدف تأمين مصادر النفط العالمية، وأنه شدد علي هذه الناحية خلال المباحثات الخاصة التي أجراها مع المسئولين في البيت الأبيض قبل الغزو الأمريكي للعراق.

في ذلك الوقت وقف الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وحكومته بقوة ضد هذه الحرب، ووقف معه صديقه جيرهارد شرودر مستشار ألمانيا، وأيدته روسيا وأوروبا، لكن بين كبار السياسيين والمثقفين الفرنسيين كان المعارض الاشتراكي برنار كوشنير يقف مؤيدا لهذه الحرب ضد العراق، والآن وبعد أن أصبح كوشنير وزيراً للخارجية في عهد "الانقلاب الفرنسي علي العهد الديجولي" الذي يقوده الرئيس نيكولا ساركوزي، فإنه يتزعم اتجاه الدعوة الي فرض عقوبات اقتصادية مشددة ضد إيران من جانب الاتحاد الأوروبي، أي من خارج إطار مجلس الأمن والتهديد المباشر بالحرب كحل قد لا يكون هناك مفر منه، إذا استمرت إيران علي رفضها الاستجابة للمطلب الدولي المحدد الخاص بالوقف الفوري لتخصيب اليورانيوم.

ما مبررات كوشنير لكل هذا التصعيد ضد إيران؟ بل والتصعيد بالأزمة النووية الإيرانية وجعلها الأزمة الأخطر التي تهدد الأمن والاستقرار العالمي في وقت تتجه فيه كل الأنظار الي الورطة الأمريكية في العراق باعتبارها الحدث الأهم الذي يجب أن يحظي بالاهتمام العالمي؟ هل تجد مقولة "إنه النفط يا غبي" مكانا لها ضمن هذا السياق؟، أم أن الأمر أبعد كثيرا من مجرد النفط؟، أو فلنقل هي تطلع فرنسي جديد لشراكة شرق أوسطية مع الولايات المتحدة، أو هي مسعي صارخ لاقتسام النفوذ مع واشنطن بين ما هو شرق أوسط (لأمريكا) وما هو متوسطي (لفرنسا)، أي ما يشبه "سايكس بيكو" جديداً لا يختلف كثيرا عن الأولي إلا في ما يمكن تسميته بـ "المواءمة العصرية"، فالأولي كانت اقتساما للمشرق العربي بين فرنسا وبريطانيا عن طريق فرض الاستعمار المباشر، والجديد هو اقتسام للنفوذ، ولكن في مجال أوسع يضم كل ما يمكن وصفه بـ "الشرق الأوسط الكبير" بحيث تستقطع فرنسا منطقة نفوذها في المنطقة التي حددها الرئيس ساركوزي بـ "الاتحاد المتوسطي".

فالتصعيد الفرنسي الآن ضد إيران ليس إلا امتداداً للمفهوم الذي ذهب به كوشنير إلي بغداد في زيارته المفاجئة الشهر الماضي، حيث أكد أن جوهر الأزمة العراقية (داخلي)، وتجنب أي حديث عن الاحتلال الأمريكي كسبب أصيل لهذه الأزمة.

الآن جاء الدور علي إيران، والإعلان عن توجه جديد آخر يتجاوز الأمم المتحدة ومجلس الأمن في التعامل مع الأزمة النووية الإيرانية، تجاوز يبدأ بعقوبات اقتصادية من خارج مجلس الأمن لتجنب الرفض الروسي والصيني، لكن قد يمتد الي إصدار قرار بالحل العسكري وأيضا من خارج مجلس الأمن.

إن إيران لن تدفع وحدها ثمن هذه الشراكة الفرنسية- الأمريكية، فالحرب إن بدأت في إيران فلا أحد يعرف أين ومتي تتوقف.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
نفط العرب.. ومصير العراق وأمريكا
عبدالعال الباقوري
الموقف العربي مصر


منذ غزو العراق واحتلاله في 2003، لم تفصح الدوائر الأمريكية المختلفة سواء دوائر الإدارة أو دوائر معارضيها وناقديها، عن دور النفط في هذا العدوان، كما أفصحت في الفترة الأخيرة. في أعقاب العدوان والاحتلال مباشرة، بل قبلها، كانت هناك إشارات إلي العامل النفطي، بناء علي دوره في تحديد أهداف ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، ومنذ العقد الأخير من القرن العشرين أصبحت أهداف ومصالح أمريكا في المنطقة والوطن العربي تتمثل في تدفق النفط العربي، بل والسعي إلي فرض «أدوات» تحقق ذلك- ولعلنا لانزال نذكر تصريحات هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا في السبعينيات عن احتلال مصادر البترول العربي، حتي لاتتكرر تجربة الحظر التي جرت في إطار حرب أكتوبر - تشرين أول 1973..


الضغط الأمريكي في هذا المجال منذ السبعينات إلي التسعينات من القرن الماضي جعل الحديث عن النفط كسلاح سياسي يتواري، وأصبح العرب انفسهم يتحدثون عن ثروتهم الطبيعية كأداة اقتصادية فقط.

وبقي العراق وحده يتحدث عن النفط كسلاح سياسي.. وبالإضافة إلي ذلك دخل العراق مرحلة تصنيع البتروكيماويات، علي الرغم مما تعرض له من خسائر في الحرب الطويلة مع إيران، وحرب التدمير في 1991 وماتلاها من حصار.

أما الهدف الأمريكي الثاني. إلي جانب النفط- فقد كان الحفاظ علي التفوق الإسرائيلي ضد الدول العربية مجتمعة.. هذان الهدفان تحددا وبرزا بشكل واضح في ظل إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، وفي ظل الدور الكبير الذي أصبح المحافظون الجدد يلعبونه في هذه الإدارة. وهؤلاء المحافظون الجدد صهيونيون قبل أن يكونوا أمريكيين، وقد جعلوا أمريكيتهم في خدمة صهيونيتهم، وكتاباتهم في هذا المجال عديدة، ولاتزال مستمرة إلي اليوم. ومع ذلك، فإن خبثهم الصهيوني دفعهم في أحيان كثيرة إلي مواراة الحديث عن العامل النفطي، علي الرغم من أن دعواتهم إلي ضرب العراق ترجع في بعض المصادر، إلي ثمانينات القرن الماضي، خاصة عند «بول وولفووتز» حين كان عميدا لكلية السياسة في جامعة جون هوبكنز.

علي أية حال، شهدت الفترة الأخيرة دلائل واعترافات من أمريكيين كان لهم دورهم في إدارة بوش بأن العامل النفطي كان حاسما في دفع أمريكا إلي غزو العراق واحتلاله. وتمثل هذا بشكل خاص في مذكرات «آلان جرينسيان» الرئيس السابق للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أي البنك المركزي الأمريكي، والتي سلفت الإشارة إليها الأسبوع الماضي، مع ربط هذه المذكرات بمجموعة الشهادات التي شهدها الكونجرس الأمريكي في خلال شهر سبتمبر- إيلول الماضي، وبالبحوث العديدة التي توالت في فترة قصيرة، والتي صدرت عن أهم مراكز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية، لدرجة أن المحلل الاستراتيجي المعروف «انتوني كوردسمان» أصدر في شهر واحد ثلاث دراسات مهمة عن العراق، إلي جانب دراسة عن الميزان العسكري السوري -الإسرائيلي، وقد صدرت في الرابع من سبتمبر- أيلول الماضي أهم هذه الدراسات، إذ أن عنوانها يوحي بمضمونها وهو «فرصة أمريكا الأخيرة في العراق: الاستراتيجية الأمريكية المتعثرة للوفاء باحتياجات العراق الواقعية». وقد أبرز «كورد سمان» العامل فهو يشير إلي تزايد اعتماد أمريكا علي الواردات من النفط في العقد القادم، حيث إن العراق يختزن في أرضه حوالي 12% من الاحتياطي البترولي النفطي المؤكد عالميا، في حين يبلغ نصيب دول الخليج حوالي 60%، و40% تقريبا من احتياطي الغاز العالمي.

إن حديث الانسحاب علي مراحل يتردد علي استحياء في دراسة كورد سمان علي العكس من دراساته السابقة، والأكثر عمقاً بشأن العراق، واحتمالات المستقبل، وحولها يكتفي بأن يذكر أن الانسحاب الأمريكي قد يستغرق فترة عامين، بل يختتم هذه الدراسة بعبارة متعددة الإيحاءات إذ يقول: إن الفشل يمكن أن يكون سريعا وأي شكل من النجاح (الأمريكي) قد يحتاج علي الأقل إلي نصف عقد من الصبر الاستراتيجي.. وهو يتحدث عما يسميه فترة أو خطة عبور بين إدارة بوش والإدارة التي ستخلفها، ويقول : إن الكونجرس والمرشحين الديمقراطيين يحتاجون أيضا إلي أن يتطلعوا إلي ما بعد انتخابات 2008، وبأفق بعيد عن الانتهازية السياسية. وأيا كانت أخطاء الماضي، فإن الولايات المتحدة تحتاج، من وجهة نظر «كورد سمان»، إلي ما يسميه «التزاماتها الاخلاقية واحتياجاتها الاستراتيجية المستقبلية، وهذا يتطلب من الرئيس الأمريكي المقبل جهدا مزدوجا والتزاما واضحا، ولايعني هذا تأييد المستوي الحالي للقوات (الأمريكية في العراق) أو إلي التزام نهائي محدد إذا لم تتقدم إلي الإمام عملية المصالحة السياسية (الداخلية) في العراق، في الربيع المقبل. بل يعني التزاما ممتداً إن تحققت المصالحة!

أليس هذا ما عبر عنه «هنري كيسنجر» بقوله إنه «من المحظور الفرار من العراق» وهذا عنوان مقاله الذي نشرته صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية في 20 سبتمبر - إيلول الماضي، إنه يدافع عن إدارته للأزمة الفيتنامية في ظل إدارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، ويدعو إلي الاستفادة من دروس هذه الأزمة. وهو يرفض وجهة نظرالحزب الديمقراطي التي طالبت بتحديد موعد نهائي للانسحاب من العراق ويري أنه ليس من الممكن وضع خطة استراتيجية ترتكز علي «موعد نهائي يحدد بصورة عشوائية».. كما يري أنه من المحظور وضع قدرة الشعب الأمريكي علي الصمود موضع الاختبار. ويخلص كيسنجر إلي وصف الانسحاب السريع وأحادي الجانب من العراق بأنه «سيكون كارثة» ويدعو بدلا من ذلك إلي تسوية سياسية من خلال وجهات النظر التي يناقض بعضها بعضاً، أو تتطابق فيما بينها، سواء في ذلك وجهات نظر الأحزاب العراقية المختلفة أو الدول المجاورة للعراق أو الدول الأخري ذات العلاقة بهذه القضية، فبدون ذلك .أي بدون مثل هذه التسوية «سيفيض الطوفان العراقي علي الجانبين ويغرق جميع الضالعين في الأمر»، ويدعو وزير الخارجية الأمريكية الأسبق وأخبث دبلوماسي أمريكي ذي ميول صهيونية، عرفته السياسة الأمريكية في الوطن العربي، إلي أنه يجب علي الرئيس بوش أن يتقدم قدر المستطاع نحو هذا الهدف، أي نحو التسوية التي حدد هو أطرافها، كما أن هذا أيضا هو واجب الرئيس الذي سيحل محله في البيت الأبيض.. والخلاصة، يري كيسنجر أن ما تحتاج إليه أمريكا في العراق حاليا أكثر من أي شيء آخر هو «إعادة بناء الشراكة الديمقراطية الجمهورية في الفترة الرئاسية الحالية، وفي الفترة الرئاسية المقبلة».

وهذا يعني باختصار أن الانسحاب الأمريكي الكامل والشامل من العراق لم يعد واردا في 2008، بل أصبح الحديث السائد في الإدارة الأمريكية وفي دوائر مختلفة خارج الإدارة عن وجود أمريكي دائم في العراق، وعن استمرار قوات الاحتلال بشكل أو آخر لمدة عقد من السنوات، حسبما صرح به بوش نفسه.. ماذا وراء هذا؟. إذا كان العرب واعين بالخطر، وجادين في مواجهة مثل هذه الأخطار والمخططات، ما عليهم سوي أن يتذكروا مقولة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الحالية ومستشار الأمن القومي السابق بأن العراق مفتاح إعادة تشكل المنطقة بأكملها.. أدلت بذلك في أول اجتماع لمجلس الأمن القومي في إدارة بوش. وفي الاجتماع الثاني للمجلس نفسه، قال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع عندئذ: «تخيلوا ما ستكون عليه المنطقة من دون صدام، وبنظام منحاز إلي المصالح الأمريكية. سيغير ذلك كل شيء في المنطقة وما وراءها».

حقا، تخيلوا !! ولكن لماذا نتخيل، ألم يصبح الخيال واقعا؟.. إن هذا بعض ما رواه «بول أونيل» أول وزير خزانة في إدارة بوش، واقتبسناه من دراسة هاني فارس عن «السلسلة المتصلة بين فلسطين والعراق ولبنان» المنشورة في عدد سبتمبر - إيلول الماضي من مجلة «المستقبل العربي» منذئذ، أي منذ دخول بوش البيت الأبيض في 2000 «بدأ رسم خرائط حقول النفط العراقية ومناطق التنقيب وسرد الشركات التي ربما تكون مهتمة باستغلال هذه الأصول الثمينة».. وأشار هاني فارس في دراسته إلي أن كيسنجر- كيسنجر إياه، كان إلي جانب بوش ونائبه تشيني- من أكبر الداعين إلي أن مصير العراق والشرق الأوسط ونفطه وأوروبا والايات المتحدة في نهاية المطاف سيكون مهدداً إذا هٌزمت أمريكا في العراق أو تركته قبل أن تتمكن من صياغة مستقبل هذا البلد».

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
قـــــــــــرار الكونــــــــــــجـــــرس .. وبلقـــــنة العـــــــراق
د. محسن خليل

الموقف العربي مصر


باكورتها المعروفة عبرت عن نفسها أولا، في تدمير الدولة العراقية كمؤسسات وهوية وذاكرة وتاريخ وأرشيف ووثائق وحتي كآثار،لم يكن مشروع القانون الذي تقدم به السيناتور جوزيف بايدن والذي تبني تقسيم العراق طائفيا وعرقيا، مجرد زلة لسان أو مشروعا رمزيا كما قال بعض الأمريكيين، أو أنه مجرد قرار غير ملزم للإدارة الأمريكية، بل هو عمل مخطط، سبق طرحه قبل هذه المرة من باب تحضير الأذهان لقبوله، وفحص ردود الفعل عليه.. ولا يغير من خطورة القرار كونه غير ملزم، فهذه العبارة لا تعني حكومة الاحتلال في العراق بالفعل، لأنها لا تملك سلطة حقيقية، وإنما لها علاقة بآليات اتخاذ القرار داخل النظام السياسي الأمريكي.. من هذه الناحية البيت الأبيض غيرملزم بتنفيذ القرار، ولكن القرار جاء بمثابة تتويج تشريعي لسياسات وخطط نفذتها سلطة الاحتلال الأمريكي في العراق علي طريق تهيئته للتقسيم وحققت خطوات كبيرة فيها.

والهدف محو الشخصية العراقية وتدمير مقوماتها المادية ومعالمها الثقافية والسياسية والفكرية والاجتماعية. واتُخِذَ قانون اجتثاث البعث غطاءً لاجتثاث هوية العراق العربية من خلال طمس عروبة العرب الشيعة وعروبة العرب السنة لحساب هويات طائفية مفتعلة لم يعرفوها من قبل. والمؤامرة في هذا التقسيم غرضها إفراغ العراق من أغلبيته العربية (85%)،وتحويل العرب من القومية الأم إلي طوائف، إلي مجرد أقلية كأي أقلية أخري، فيما يتم تصنيف الأقليات الأخري علي أساس قومي رغم تعدد المذاهب والأديان التي تتكون منها.

وعلي مدار سنوات الاحتلال الماضية أعيد بناء كل شيء في العراق علي قواعد التفتيت والتقسيم الطائفي العرقي .. قوانين الانتخابات التي أجريت مرتين والثالثة للاستفتاء .. الخارجية الامريكية أعدت دستورا للعراق أقره بعد مناقشة شكلية مجلس نواب منشأ تحت الاحتلال، وفي هذا الدستور تم تكريس الطائفية ووضعت فيه مواد دستورية لتقسيم العراق باسم الفيدرالية، إذ تم منح صلاحيات للأقاليم تعلو علي صلاحيات الدولة الاتحادية، وحُسِمَ أي تعارض بين دستور الدولة الاتحادية ودستور الاقليم، لصالح الاخير علي حساب الدستور الاتحادي،كما أجاز الدستور للأقاليم، حق إقامة علاقات دولية علي كل الصُعد وعقد الاتفاقيات والمعاهدات مع الدول الاجنبية ومنحها امتيازات الاستثمار بمعزل عن حكومة الاتحاد، وأجاز إقامة مكاتب تمثيل للأقاليم داخل السفارات العراقية في الخارج.. إلخ .. هذا الدستور وضع في عام 2000 بإشراف الخارجية الامريكية ومشاركة نقابة المحامين الأمريكية وعدد من العراقيين من حملة الجنسيات (الامريكية، البريطانية، السويدية، الايرانية )،وأطلق عليه في حينها قانون إدارة الدولة المؤقت، وطبق خلال فترة مجلس الحكم وبريمر ثم أعيدت صياغته بنفس المضامين لكي يسمي (دستورا عراقيا ) ويقر من مجلس نواب تحت الاحتلال.

المراد بهذا الاستطراد، التأكيد بأن مشروع قانون السناتور بايدن الذي صادق عليه الكونجرس والداعي لتقسيم العراق، قد سبقته الادارة الامريكية وسلطة الاحتلال في تنفيذ مشروع فعلي لتقسيم العراق منذ بداية الاحتلال وعلي مراحل، وقد وفرت لهذا المشروع أغطية قانونية وتشريعية، وبناء مؤسسات الدولة علي قاعدة التفتيت والتقسيم الطائفي العرقي، وقدمت الدعم والرعاية لتأسيس ميليشيات الاحزاب الحاكمة، وفرق الموت (الامريكية، الصهيونية، الايرانية، مغاوير الداخلية) وأشرفت بشكل مباشر وغير مباشر علي أعمال قتل وخطف وتعذيب وتهجير علي الهوية، وتعطيل الخدمات ووقف التنمية، وانتشار البطالة علي نطاق واسع حتي أصبحت الحياة مستحيلة، وبات مجرد البقاء علي قيد الحياة، بالنسبة لملايين العراقيين قضية صعبة المنال لم يتمكنوا من التعاطي معها الا بالهجرة داخل العراق وخارجه، حتي وصل عدد المهجَّرين الي خمسة ملايين، والقتلي أكثر من مليون، والاسري والمعتقلين مئات الالاف.. حصل كل هذا لكي يقول بوش وقادته أمثال بترايوس وكروكر وغيرهم إن العراقيين يقتلون بعضهم بعضا، وإن الحرب الطائفية قائمة وقابلة للتوسع، وإن الانسحاب الامريكي سيؤدي إلي اقتتال هائل بين العراقيين .. والاستنتاج ( المنطقي) الذي توصل اليه الكونجرس،وجعله يقر مشروع بايدن، هو أن حكومة المالكي فشلت في تحقيق المصالحة وفشلت في تحسين أدائها، وفشلت في فرض الامن رغم خطة بوش لزيادة القوات الامريكية، وبالتالي لم يبق أمام الادارة الامريكية من حل سوي تقسيم العراق، لكي تستطيع كل طائفة وقومية ان تعيش في أقليمها بأمان وبمعزل عن الطوائف والاعراق الأخري.. ولهذا جاء تعديل بايدن علي ميزانية تفويض الدفاع لسنة 2008 مقترنا بالنص علي : (يتعين علي الولايات المتحدة أن تعمل بجهد علي دعم تسوية سياسية في العراق استناداً إلي أحكام الدستور التي تنشئ نظاماً فيدرالياً للحكم وتسمح بإنشاء المناطق الفيدرالية) .

أما في العراق، فإن الطرفين،الاحتلال وحكومة احزاب الاحتلال، يعملان بانسجام تام علي تغذية القتل والتهجير الطائفي والعرقي، ودعم قوي الارهاب في العراق وفي مقدمتها ميليشيات الاحزاب الحاكمة وفرق الموت، لإنجاز الفرز الطائفي والعرقي، كما يحصل الآن بتهجير العرب من كركوك ومناطق أخري من كردستان، وتفريغ مناطق كاملة من سكانها علي الهوية الطائفية، واستجلاب عناصر من ايران وتركيا وتوطينها في العراق لتغيير ديمغرافيته السكانية.

البعض يري أن إدارة البيت الأبيض لم تتخذ قراراً واضحاً بشأن قانون الكونجرس ويفترض أنها لم تقرر بعد موقفها من التقسيم، والحقيقة أن البيت الابيض لا يحتاج الي اتخاذ قرار بشأن التقسيم لأنه بادر في تنفيذ التقسيم من دون إعلان.. ومن يتتبع مسار المؤشرات الأمريكية لتقسيم العراق سيلمس التناغم الواضح بين سياسات واجراءات سلطة الاحتلال في العراق، والدعوات الامريكية المتواترة الي تقسيم العراق، ابتداءً من ضغوط اللوبي الصهيوني السرية، الي دعوات هنري كيسنجر العلنية، ومن قبله الباحث فولر من مؤسسة راند، ومن بعده السناتور جوزف بايدن، والكاتب توماس فريدمان، وقبل هؤلاء جميعا دعوات قادة الكيان الصهيوني الي تقسيم العراق وتفتيته منذ الخمسينات ثم في مطلع الثمانينات كما عبرت عنها الوثيقة الموسومة (استراتيجية إسرائيل في الثمانينات ) .. فما كان بالامس مجرد سيناريو افتراضي، تُرجم اليوم علي أرض الواقع عبر إحداثيات متتالية أوصلت الأمة إلي كارثة احتلال العراق، وللأسف تتواصل فصول المأساة في سيناريوهات أخري يجري الإعداد لها ومن ضمنها ما يجري في لبنان والصومال والضغوط علي سوريا والمؤامرة الكبري علي وحدة السودان وتقسيمه الي خمس دويلات، بدأت ملامحها جلية فيما يحدث في الجنوب وفي دارفور كمقدمة أولي.

إن ردود الفعل علي القرار كشفت عن ترحيب مباشر من أحزاب الاحتلال الكردية، وعن ترحيب مبطن من أحزاب الاحتلال الطائفية .. وهي الاحزاب التي تمثل الرباعي المحتكر للقرار السياسي والمهيمن علي السلطة ومؤسسات دولة الاحتلال والمكون من (المجلس الاعلي، وحزب الدعوة، والاتحاد الوطني الكردستاني، والديمقراطي الكردستاني). متحدث باسم رئاسة اقليم كردستان (رحب بقرار الكونكرس واعتبره منسجما مع الدستور العراقي ويحقق الوحدة الطوعية) .. هوشيار زيباري وزير خارجية الاحتلال والقيادي في حزب مسعود البارزاني اعتبره تأكيداً لمسألة الفيدرالية الموجودة في الدستور، وأن الكونجرس لم يأت بهذا المشروع من الفراغ، وحين سألته صحيفة الشرق الاوسط في نيويورك:هل أنت مع هذا القرار أو ضده؟ قال هوشيار أنا لا استطيع أن أكون ضد أو مع هذا القرار وكل ما بينته لك هو شرح الخلفية وراء فكرة التقسيم).

صدر الدين القبانجي من المجلس الاعلي الذي يرأسه الحكيم، علق علي قرار الكونجرس بقوله إن (الفيدرالية امر مقبول بالنسبة الينا (...) ولكن عندما يعرض المشروع كمشروع تقسيم فهو عرض سلبي).. هكذا ولكنه لم يقل إن الفيدرالية الموجودة في الدستور هي التقسيم بعينه لأنها تعطي الإقليم سلطة أعلي من سلطة الدولة الاتحادية، وتخول الإقليم بناء قوته العسكرية وعلاقاته الخارجية،ولا توفر للدولة الاتحادية صلاحيات مماثلة لصلاحيات الإقليم. إضافة الي إصرار حزبي المجلس الاعلي والدعوة علي إقامة إقليمين في الوسط والجنوب وفق أسس طائفية بالرغم من عدم وجود أية مسوغات ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينية أو قومية.

من المؤكد أن معطيات مرحلة سياسية جديدة تتشكل حالياً بعد أن اصبحت خطوات تقسيم العراق تسير علي الأرض خطوة خطوة . والمرحلة الجديدة بعد قرار الكونجرس تتطلب بأختصار شديد انجاز مشروع اقامة :

1-جبهة فصائل المقاومة المسلحة، مهما اختلفت في مبادئها وأفكارها وسياساتها، إذ أن ما يجمع بينها ويوحدها كثير وكبير، وهويكفي لتوفير مساحة مشتركة للعمل ضد الاحتلال وإجهاض مشروع التقسيم وتحرير العراق، واختصار زمن التحرير.ولاعذر لأحد أمام الله وأمام التاريخ وأمام شعب العراق والأمة العربية في التلكؤ وعدم الاستجابة السريعة لإنجاز مهمة الجبهة وبذل أقصي الجهود مع كافة الأطراف وإقناعها بالوحدة والعمل المشترك.

2- جبهة القوي السياسية المناهضة والمقاومة للاحتلال والرافضة للتقسيم في أسرع وقت ممكن علي مستوي العراق، وتطوير مبادرات سبق أن اتخذتها قوي سياسية استطاعت أن توحد جهودها في إطار جبهوي مهم، ولابأس في أن تستكمل تلك المبادرات بانضمام الأطراف التي ما تزال تعمل خارج أطر العمل الجبهوية..

3- يمكن الانطلاق من الجبهة الوطنية علي مستوي العراق، إلي ألآفاق القومية، والعمل علي إقامة جبهة واسعة تضم كل القوي السياسية القومية والإسلامية واليسارية، وتوحد جهودها لدعم المقاومات العربية ومناهضة الهيمنة الامبريالية والاستيطان الصهيوني .

4- ورغم الصعوبة البالغة في التطلع لأن يتحمل النظام العربي الرسمي مسؤوليته إزاء ما يحدث في العراق وما يتهدده من تقسيم حقيقي وليس افتراضيا، إلا أن الامل معقود علي إدراك الانظمة العربية بأن مقص التجزئة بات قريبا من رقاب الجميع، ولا ينفع معه الهروب الي أمام، والمطلوب مواجهة المخاطر والتهديدات بشجاعة، ذلك أن تقسيم العراق سيكون البداية لاستكمال السيناريوهات المعدة لكل بلد عربي علي حدة.

الحقيقة التي رفضها كثير من العرب الذين مدوا يد العون لحكومة الاحتلال اعتقادا منهم أن هؤلاء حريصون علي وحدة العراق، وجادون في بناء نموذج جديد، تقف اليوم صلبة قوية أمامهم، لتؤكد لهم أنه في ظل الاحتلال لا توجد حرمة لوطن، وأن الحكومات الدمي المنشأة في ظل الاحتلال لا تملك سلطة حقيقية ولا تقدم أو تؤخر إن أرادت أن تقدم أو تؤخر،، فكيف إذا كانت مكونة من احزاب باعت نفسها للأمريكان والصهاينة وللشعوبية الايرانية الحاقدة ؟؟ هاهو ذا العراق يقترب من ميعاد التقسيم، فماذا يقول الذين وعدوا بعراق ديمقراطي جديد؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
انتشار زراعة الافيون في مناطق عراقية
محمد التميمي
جريدة حوارات


تفشت في الازقة الشعبية الضيقة والكراجات المهجورة ظاهرة بيع المخدرات والحشيش بانواعها المختلفة، حيث ينتشر صبية تبدو ملامح الإدمان عليهم، يقفون على مفترق الأزقة يبيعون (بودرة بيضاء) للمدمنين علي تعاطيها، وذلك بالرغم من تأكيد الحكومة على ملاحقة تجار المخدرات ومروجيها في كل مكان. و تشير تقارير غير رسمية الى ان المراهقين والاطفال يعتبرون الاكثر انجرافا في الإدمان على المخدرات حيث تصل نسبتهم في جنوب البلاد إلى 30 بالمئة من مجموع المتعاطين ، خصوصا بعد أن ان ارتفعت نسبة
المدمنين على الترياك ذي المصدر الإيراني (مادة شبيهة بالهيروئين تلف على شكل سيجارة)، والذي يتم تهريبه من منافذ حدودية في الجنوب بين إيران والعراق. اما في بغداد، فأصبحت أنواع أخرى كالخشخاش والافيون متاحه بيسر للمتعاطين كما ارتفعت الارقام التقديرية للمدمنين عليها.
وتوعز مصادر اسباب تفشي هذه الظاهرة الخطيرة الجديدة على المجتمع العراقي الى غياب السلطة والمؤسسات المعنية بمناهضة المخدرات والرقابة على الصادرات، إضافة إلى فلتان الحدود، فيما تشير تقارير صحفية الى ان وجود القوات الاجنبية في البلاد سبب أول في انتشار المخدرات رغم ان قوانين الجيش الاميركي تمنع تعاطيها ، حيث توجه العديد من التقارير الصحفيه اصابع الاتهام لجنود قوات التحالف وايضا للمرتزقة العاملين في الشركات الامنية الخاصة ( 80 الف مجند تابع الى 350 شركة امنية 35 منها اميركية وبريطانية واوروبية متعددة الجنسيات)، وذلك بعد ان كشفت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير لها عن تورط 9 جنود بريطانيين بتوريد المخدرات الى العراق.
وتفيد وزارة الصحة العراقية بانها لا تمتلك احصائية رسمية دقيقة حول عدد المدمنين الذين تجاوز عديدهم 7096 حسب احصائية منظمات معنية بهذا الخصوص في البصرة. واوضح مصدر من وزارة الصحة لـ ( نقاش ) ان عدد المدمنين الذين ترددوا على العيادات الخاصة للعلاج في محافظة ميسان الجنوبية (العمارة) بلغ 286 حالة لكنه اضاف ان التقديرات غير الرسمية للعدد الاجمالي للمدمنين تشكل 5% من سكان المحافظة. مشيرا الى ان الاحصائية الاخيرة الرسمية لمدينة كربلاء بلغت 679 مدمنا مع وفاة اربعة منهم بسبب تعاطيهم جرعات زائدة. ويعزو المصدر كثرة عدد المدمنين في كربلاء الى "دخول كميات من المواد المخدرة عن طريق الوافدين من ايران لزيارة العتبات المقدسة في المدينة".
وفي هذا الصدد اكد مصدر مخول في وزارة الصحة العراقية ان "ضعف تطبيق القانون وعدم الاستقرار الامني والبطالة وسهولة توفر المواد المخدرة والموقع الجغرافي للعراق القريب من بلدان منتجة للمواد المخدرة وقيام النظام السابق باطلاق سراح الاف المجرمين من المدمنين كلها اسباب وراء انتشار وتفشي المخدرات بين العراقيين" في حين فتحت بيوتات يطلق عليها لقب (المخمخة ) بغرض توفير وتناول انواع المخدرات فضلا عن تقديم بنات الهوى للزبائن مقابل 500$ لليلة الواحدة .
زراعة الافيون في الجنوب
وما يعمق من أزمة تعاطي المخدرات في العراق، وجود مخاوف من تحول العراق الى بلد مصدر بامتياز للمخدرات، حيث لجأ بعض مالكو الاراضي الزراعية في وسط وجنوب البلاد الى زراعة الافيون والخشخاش التي تدر مكاسب جيدة. ولعل مدينة الديوانية ( في الجنوب ) المعروفة بزراعتها رز العنبر (أحد أنواع الرز العراقي) تعتبر ابرز المدن في هذا المجال بعد ان تمكن مزارعون فيها من استبدال زراعة الخشخاش الذي يستخرج منه الافيون بزراعة الرز التقليدية في مزارعهم على طول نهر الفرات، تحديدا في تلك المناطق القريبة من الكفل والشنافية والشامية وغماس. لتليها مدينة ديالى المشهورة بزراعة البرتقال، حيث عمد مزارعون منها إلى زراعة الخشخاش ايضا.
تجار ايرانييون
وحتى وقت قريب كانت المخدرات غير معروفة في العراق بسبب القوانين الصارمة التي فرضتها سلطة الرئيس العراقي الرحل صدام حسين بموازاة تمركز الفرق الخاصة بمراقبة الحدود مع ايران والخليج وسورية والاردن، وذلك على الرغم من تفشي الادمان في سجون النظام السابق (استمرهذا الادمان في السجون إلى اليوم) خاصة في السجون ذات الاحكام الثقيلة مثل سجن ابو غريب حيث راجت تجارة بيع الاقراص الطبية المخدرة مثل " الارتين والستلازين والفاليوم " وغيرها من الحبوب التي يطلق عليها اسم " الكبسلة ".
وتم ضبط أول شحنة مخدرات مهربة بعد سقوط النظام السابق في سوق باب الشرقي وسط بغداد بتاريخ 25 ايلول سبتمبر 2003 بعد ان تمكن تجار ايرانييون من نقل بضاعة الترياك على انها مصنوع " التمر الهندي " عبر الحدود المشتركة إضافة إلى نقل 2 طن من مادة الافيون عبر الحدود المشتركة مع اقليم كردستان .وفشلت الجهات المسؤولة في مدينة كربلاء في القضاء على انتشار المخدرات في مواسم الزيارات الدينية بسبب تمكن تجار ايرانيين من ادخال بضاعتهم الى المدينة بعد الاتفاق مع عناصر التفتيش المنتشرة على حدود المدينة . ويتوقع ان تشهد الظاهرة انتشارا مماثلا في غير مدينة عراقية بسبب تركيز الجهود الامنية على الجماعات المسلحة والاصولية المتشددة مع ترك الحدود الشرقية مع إيران مشرعة امام مافيات المخدرات والنفط المهربين. وتخشى مصادر من وزارة الصحة من ان تتسبب تجارة المخدرات وتفشيها في المجتمع والاسواق إلى انحراف 40% من جيل المراهقين و20 % من هم في سن العاشرة بسبب غياب الوعي الاجتماعي والصحي وانعدام الرقابة الوطنية وتفشي التهريب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
تنديد عالمي بالمشروع الاستعماري ‏العراقي لتقسيم امريكا!‏

سليم مطر

حوارات
اصيب الرأي العام العالمي والامريكي بحالة ذهول من قرار الكونغرس العراقي، بتبني المشروع ‏الخطير لتقسيم امريكا، الذي تقدم به السيد (الطلباني) رئيس دولة(المحافظات المتحدة العراقيةـ ‏ The United govirnoretis of IRAK/ UGI‎ مدعوما من قبل الزعيمين( المالكي والهاشمي). ويتضمن (مشروع الطلباني) فكرة تقسيم امريكا ‏الى عدة دويلات على اساس عرقي وطائفي :‏
ـ الولايات الجنوبية مثل ( تكساس ونيومكسيكو و فلوريدا وكاليوفورنيا ولويزيانا واريزونا) ‏تشكل دويلة (لاتينية) خاصة بالناطقين بالاسبانية، وخاضعة للنفوذ الكاثوليكي المكسيكي. ‏
ـ ولاية واشنطن وبضعة ولايات حولها، تشكل دويلة خاصة بالزنوج. ‏
ـ الولايات الشمالية والشرقية(عدى نيويورك) تشكل دويلة خاصة بالبروتستان الناطقين ‏بالانكليزية.‏
ـ نيوريوك وما حواليها، تربط مباشرة بهيئة الامم المتحدة، من اجل تسهيل نشاط هذه المنظمة ‏الدولية وتجنب الاشكالات الادراية التي كان يعاني منها موظفيها من قبل الادارة الامريكية.‏
ـ ولاية (الاسكا) يتم ارجاعها الى روسيا بعد ان تتعهد بضمان حقوق سكانها الاصليين. ‏
وقد اعترض القادة الكاثوليك والبروتستان على هذه المشروع الاستعماري، بينما رحب به القادة ‏الزنوج الذي يسيطرون على المحافظات الشمالية الغربية ذات الميول الانفصالية، والداعية لضم ‏المناطق الزنجية في كندا والمحيط الاطلسي، وتكوين ما يسمى بـ (زنجستان الكبرى). وقد رحب ‏السيد(مايسود بايرساني) رئيس سلطة(زنجستان) ذات الحكم الذاتي، بأنه يرحب بالمشروع العراقي، ‏ويعتبره يتطابق مع طموحات الشعب الزنجي الذي يطمح ان يبني مشروعه القومي الذي يمتد في كل ‏البقاع التي يتواجد فيها الزنوج في امريكا وافريقيا وعموم العالم المتمدن. واشار بصورة غير مباشرة ‏الى تقديسهم لمدينة البصرة التي يعتبرونها(قدس زنجستان) لانها معقل اول ثورة زنجية في التاريخ، ‏وفيها منابع (النفط الاسود) الذي تكون من دماء ضحايا الثورات الزنجية. ‏
‏ علما بان اللوبي اليهودي في الكونغرس العراقي هو الداعم الاساسي لمشروع(الطلباني)، لان ‏الجاليات اليهودية في امريكا ستكون المستفيد الاول من عملية التقسيم هذه، وبالذات في ولاية ‏نيويورك التي ستتحول عمليا الى دويلة يهودية ولكن تحت غطاء الامم المتحدة. وستكون هذه الدويلة ‏اليهودية مركز نفوذ ومحطة استعمارية لتعزيز النفوذ العراقي والعربي والاسلامي في القارة ‏الامريكية.‏
من المعلوم ان دولة( فلسرائيل) ( العبرية الفلسطينية) هي الحليف الاكبر لدولة (المحافظات ‏العراقية المتحدة) في حربها الظالمة ضد الشعب الامريكي الاعزل. وآن لها ان تجني بعض المغانم من ‏موقفها هذا.‏
اما بالنسبة لتطورات الاحتلال العراقي لامريكا، فأن آخر الاخبار تؤكد استمرار تخلي حلفاء ‏العراق عن دعمه في غزوه الاحمق. فبعد قرارات تركيا ومسقط وافغانستان والبانيا بسحب فرقها ‏المشاركة، هاهي الحكومة الصومالية تعلن بصورة رسمية بأنها ستحب قواتها من منطقة تكساس ‏بعدما تكبدت خسائر كبيرة بلغت اكثر من سبعين عسكريا في العملية التي اعلنت عنها (منظمة القاعدة) ‏المسيحية المتطرفة. وقد بثت (محطة الجزيرة) الهايتية، تسجيلا صوتيا باسم ( سام بن لايدن
Sam‏ ‏of LAIDEN
زعيم هذه المنظمة، انذر فيه : ( جميع القوات الكافرة المعتدية في حربها الهلالية الاستعمارية، ‏لتعود الى بلدانها خلال اربعة وعشرين ساعة، والا فأننا سننقل حربنا الجهادية الصليبية الى عقر ‏داركم في عواصم الفسق والانحلال، بغداد ودمشق والقاهرة والرباط واسطنبول وطهران ‏ونواقشوط..)! ‏
‏‏
ولم يتبقى حتى الآن من القوات الحليفة غير القوات السورية التي تسيطر على الشمال ‏الامريكي، لكنها تعاني كثيرا من نفوذ المخابرات الكندية المعادية، وكذلك بسبب المنافسة الدائرة بين ‏التنظيمين البروتستانيين المهيمنين على الشارع: ( المجلس المسيحي الاعلى) المدعوم كنديا، و(جيش ‏المخلص) بقيادة الزعيم البروتستاني الشاب( موكتاد سايدر ‏Moktad OF SAIDER‏). ويتداول ‏الآن مجلس الشعب السوري مشروع تقدمت به المعارضة الفلاحية لسحب قواتها، وخصوصا بعد ‏الفضيحة التي تورط بها احد العقداء الحمصيين بقيامه بالاعتداء على شابة امريكية متدينة واجباره ‏لها ان تخلع نظارتها وتعطيه(بوسة) من عيونها في احدى المطاعم وعلى مرأى الجميع. وبهذه ‏المناسبة صرح النائب الشهير(علوس) عن اليمين السوري المتطرف، قائلا: (عيب على شباب حمص ‏يهملوا نسوانا الحلوات الماليات الشواطي، ويغازلوا بنات الشعوب المتخلفة). ومن المعروف ان هذا ‏النائب من اشد دعاة وحدة بلدان الشام وتنظيفها من المهاجرين الاوربيين الذين بلغ عددهم حوالي ‏خمسة ملايين مهاجر غالبيتهم من فرنسا وانكلترا. وفي دمشق وحدها، هنالك اكثر من مليوني مهاجر ‏اوربي غالبيتهم من فقراء السويد والدانمارك الذي يعيشون في معازل في احياء اليرموك وفلسطين ‏والسيدة زينب.‏‎ ‎‏‏
‏ بعد ان اجبرها الضابط السوري على ان تعطيه بوسة من عيونها! وقد طالب مندوب‏ الكونغو زائير في هيئة الامم المتحدة بعقد مؤتمر طارئ لمجلس الامن الدولي لادانة هذه العملية اللا أخلاقية.‏
اما بالنسبة لردود الفعل في داخل العراق، فيلاحظ تعزز التيار السلمي الداعي لسحب القوات ‏العراقية من امريكا. وقد انطلقت في الاسبوع الماضي في العاصمة بغداد اكبر تظاهرة سلمية في تاريخ ‏العراق، قدر عدد المشاركين بها بحوالي المليون، ضمت العديد من رجال الدين من كل الاديان ‏والطوائف وبعض قادة المعارضة، إذ اصطف جنب الى جنب كل من السيد مقتدى الصدر والشيخ ‏الضاري وكاكا حما وعزة الدوري، رافعين العلم الامريكي ترفرف عليه حمامة السلام وهم يضربون ‏على صدروهم بلطمية عراقية، صارخين بالعربي والانكليزي:‏
‏ ‏Peace..peac‏ والف صلاة على النبي..‏Peace..peace‏ ‏
وقامت احدى الناشطات السلميات بالقاء عبوة كوكتيل عراقية(خلطة جاجيك مع عرق زحلاوي) ‏على عضو الكونغرس (حنتاو آل صباح) رئيس (المحافظة السادسة عشر) والمرشح القادم للرئاسة ‏وأشد الداعين الى استمرار الاحتلال العراقي لامريكا.‏
وعلى اثر هذه المظاهرة التاريخية، صرح السيد ( دانيل عبد الحسن الدليمي) رئيس مجلس ‏الحرب واحد زعماء (حزب الدعوة) وممثل محافظة الانبار في مجلس الحكم، بأن هولاء المتظاهرين ‏ما هم الا شرذمة من المتنكرين لوطنيهتم ويخدمون دون قصد الحركات الارهابية المسيحية، ‏ومدعومين لوجستيا من قبل المخابرات الهندية، من اجل ايقاف النفوذ العراقي الحضاري في العالم.‏
‏ ثمة شائعات تداولها بعض الاوساط العارفة، عن قرب اقالة ( الجنرال حنتوش برزان اوغلو) ‏قائد القوات العراقية في امريكا، بعد الفضيحة التي كشفتها احدى الصحف العراقية عن قيام ‏الضابطة(صبرية التلفزيونجي) بتعذيب السجناء الامريكين في سجن (غوانتانامو)، من خلال اجبارهم ‏على مشاهدة كليبات اغاني عربية، ادت بالكثير من السجناء الى حالات كآبة مزمنة وهلوسة وانتحار. ‏وقد اصدرت بحقها المحكمة العسكرية حكما بالسجن لمدة شهرين مع تعريضها يوميا لعدة ساعات ‏للتعذيب بمشاهدة نفس الكليبات العربية. ولكن رئيس الجمهورية السيد الطلباني اضاف الى هذا الحكم ‏فترة اسبوع تمضيها في احد سجون السليمانية لمشاهدة كليبات أغاني كردية. ‏وتذكر الاخبار، ان هنالك انخفاض كبير بعدد العمليات العنفية في امريكا، وخصوصا بعد نجاح ‏الجيش العراقي، بتكوين ما يسمى بـ (مجالس الصحوة العائلية)، حيث تم تكوين ميليشيات بقيادة ‏شيوخ العوائل الامريكية الكبرى، وخصوصا من شيوخ الكاوبوي السابقين. وصرح (السيد جورج آل ‏بوش) شيخ مشايخ تكساس ورئيس (مجلس الصحوة) فيها، قائلا: (أن حربنا ضد الارهاب تقترب من ‏نهايتها).‏
بهذه المناسبة، اصدرت (قيادة المقاومة الامريكية) المقربة من الكاثوليك، بيانا تدين فيه ‏المؤامرة التقسيمية العراقية، يتضمن المقطع المؤثر التالي:‏
‏(( ايها الشعب العراقي الكريم، انت منبع الحضارات الانسانية، واول من صنع القوانين في ‏التاريخ، كيف تسمح لقادتك ان يحتلوا بلادنا. تخيل ايها العراقي، لو ان جيشنا الامريكي هو الذي يحتل ‏بلادكم، وان قيادة بلدنا هي التي تقرر مصير بلدكم وتناقش وحدتكم وتقسيمكم.. نقول فقط تخيلوا ايها ‏العراقيون.. فقط تخيلوا لا اكثر))!!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
الجنوب الحكيم والحكيم الاحمق

طالب الشطري
كتابات

اقول لاهلي في الجنوب وقد وصفهم اعلام ال الحكيم بانهم عربنجية لانهم وقفوا ضد الاحتلال الايراني لاتبتاسوا ولا يغيظنكم هذا الوصف فغيرة العربنجية مضرب المثل وان المرء يفضل ان يقال له غيرة عربنجي على ان يقال غيرة اخوندي من امثال ال الحكيم حاشا عمائم الشرف العراقية من تلك التي قادت التحرك المنظم الاخير والذي تعتبر عملية التعريف به غمطا لاهميته لانه لايحتاج الى تعريف لا على مستوى القوة ولا على مستوى الديمومة ولا على مستوى الاتساع.

يقع مقهى العربنجية على جرف نهر الشطرة بين مقهى الحاج عبيد ومطحنة الحاج داخل وكذا موكبهم الشهير وتجمعهم اليومي ومربط خيولهم وموقف عرباتهم.
ذات مرة لفت نظري وقوف امراة مسنة بجانب احد العربنجية لتسارره وكان المعروف ان الجنوب لايستجدي ولا يبيع الماء ولا يفتح الباب للضيف عند المغادرة ولايدفع به المشحوف المهم ظاهر الامر ان المراة سالت العربنجي من مال الله ومال العربنجية فرايته نزع لفة عمامته الصغيرة واخرج ورقة نقدية فئة 5 دنانير ووضعها في العمامة ثم دار بالعمامة على العربنجية فما رايت احدا تردد او تعذر او انسل مطاطا الراس وعندها تنازع العربنجية على الذي يدفع اكثر.
امتلأت عمامة العربنجي بالدنانير وكان الدينار وقتها عملة قوية وماحسبت ان المراة سيقل ماحصلت عليه عن ثمن شراء بيت او اعالة مابرقبتها لسنوات ويومها صرت اقول لمن امدح حميته وغيرته وشهامته بانه يملك غيرة العربنجية.
جربوا ان تقولوا للعربنجي انكم لاتملكون ثمن الحمولة وانظروا ردة فعله اما الاخوندية فهم يماكسونكم اي يجادلونكم في سعة رحمة رب العالمين وبالكاد يتسامحوا معكم على قطرة بول تقع على ملابسكم دونما علم او على شربة ماء في شهر الصيام نسيانا.

كانت قصيدة الشعب عنوانها الحقيقي (حكيمية حرامية )الى ان بعض الكرام طلبوا تبديل العنوان اكراما لسيد يوسف الحكيم ولبقية الكرام من ال الحكيم ممن لاشغل لهم بعبد العزيز الحكيم وجرائمه واقول لهم الان هاكم انظروا كيف يقوم اعلام ال الحكيم بوصف ابناء العراق بانهم حمالين وجايجية وساقطين لانهم وقفوا ضد التدخل الايراني في بلادهم ومنطقتهم.
قبل مدة ليست مديدة وضعنا عنوان (الشطري للسي ان ان...) وكان الموضوع عبارة عن حوار مفترض تجريه القناة المشهورة وفيه نتوقع قيام ثورة في الجنوب ضد ايران وضد ال الحكيم لكن الاستاذ اياد الزاملي رئيس تحرير كتابات لم يهضم العنوان باعتبار ان المقابلة مفترضة ولا اساس لها وبالتي ادى الانصراف عن العنوان الى الانصراف عن الموضوع برمته لكن في سلسلة المواضيع التي نشرت حول الجنوب وال الحكيم لم تعدم الاشارة المتكررة الى ان الجنوب وقواه المجتمعية سوف يتحرك للاطاحة بالمشروع الحكيمي الى حد ضياع السلطة الحزبية المنخفضة التي يملكها الحكيم ومجلسه في الجنوب عبر مكاتب المجلس والتنظيمات المرتبطة به بل وتوقعنا ان يصبح الجنوب منطقة محرمة على ال الحكيم فلايدخلونه دون ان يفقدوا ارواحهم.
التحرك الاخير الذي كان عماده سلطة المثقفين وسلطة التكنوجنوب وسلطة العشائر وسلطة المؤسسة الدينية العراقية مثل نوع من المفاجئة للبعض وعدوه تطورا جديدا بينما لم نكن نحن لنتفاجا الا بكون التحرك قد سبق الظهور المفترض له بسنوات على اعتبار اننا نتوقع بان ال الحكيم لازالوا يملكون قوة دفع دينية مستمدة من سلطة ابيهم السابقة تعطل عملية تعبير الجنوب عن ارادته بصورة جلية اما وقد برز جبل الثلج فاننا نود الاشارة الى ان الجزء الغاطس كبير وكبير جدا وهو منظم وبعيد عن الحماسة وله نواة وطنية.
الكل يعرف بان الاعلام في العراق بيد من! وكذا الاعلام في الجنوب وعليه لانتوقع ان تحصل الامور هناك على التغطية المستحقة ولسوف يتم تشويه الحقائق الى امد الا ان ماتبلور ليصبح ثقافة لايمكن للاعلام القضاء عليه بل بالعكس فان ابواق ال الحكيم سوف تسهم في رفع درجة الوعي وتسهم في دفع مزيدا من علامات الاستفهام باذهان الناس حول حقيقة المشروع الحكيمي.
العرقنة المتصاعدة مقابل الايرنة مبناها الاساس الاعتقاد الاخذ بالتنامي ان مشروع ال الحكيم بالنسبة للجنوب على مرحلتين تسيران جنبا الى جنبالاولى عملية القطع اي فصل الجنوب عن العراق والثانية الضم اي ربط الجنوب بايران امنيا واقتصاديا واجتماعيا ومن ثم ابتلاعه على طريقة ابتلاع امارة الاحواز العراقية العربية.ثمة خطوة لاحقة سيقوم بها الجنوب وامل ان يبتعد السادة الكرام الذين هم في قلب هذا المشروع الوطني عن الوقوع تحت فوبيا الزمن فالزمن لصالحهم وليس لصالح ال الحكيم اذ لم يبق لهؤلاء سوى الجادرية وهي تضيق عليهم يوما بعد اخر وان ينجحوا في استقطاب العشائر العراقية لمشروعهم امر استبعده جدا واملهم الاخير هو نشر الفوضى الامنية ليلعبوا دور المغيث.الامر الجيد ان التحرك ينبع من القاعدة الجماهيرية في ادق تفاصيلها مايجعله خارج المساومات.لقد كنا نصيح بطبقة الحقوقيين العراقيين من قضاة ومحامين وطبقة مثقفة ووطنيين وعمائم عراقية وحيث كنا نعتقد ان الصيحة ستحتاج الى زمن طويل سررنا ان الانبات قد جرى والاصول لم تصل مشاتلها.
لكل طرف خطوة لاحقة وخطوة الحكيم اللاحقة زيادة الضخ الاعلامي حول الصداميين والبعثيين وتوظيف دماء الشهداء الذين قضوا في المواجهة مع النظام السابق وشراء بعض الذمم ومحاكاة سلطة العشائر اذ ليس مصادفة ان نرى للحكيم مضيفا ينزل به بعد عودته من ايران على غرار مضيف صدام ومثلما كان هناك (شيوخ طبع) زمن النظام السابق سيكون ثم (شيوخ طبع ايراني ) ومن الفئتين المعمم والمعكل لكنها تظل رفسات اخيرة لمشروع اسقط نفسه بنفسه لايقف وراءه سوى عبد العزيز الحكيم وابنه عمار وعصابة ربطت مصيرها بمصير الاشخاص لابمصير الوطن.
لقد كنا نكتب بانتظام حول الجنوب والحكيم فاعتقد البعض اننا وقعنا في فخ معاداة جماعة بينما كنا نستشرف تبلور ارادة عراقية يصلنا من بشائر ولادتها مايبقينا على اطلاع كاف لعميلة مواصلة الكتابة التي لاتدور في حلقة مفرغة.

كان السؤال ماذا تريد؟وكان الجواب هذا الذي ترونه من ارادة عراقية في الجنوب ليس لاحد ادعاء التاثير بقدر النجاح في الاستشراف والرصد لولا ضياع عنوان (الشطري للسي ان ان...اتوقع ثورة في الجنوب ضد ايران، او مايقاربه فليس عندنا ارشيف) نعم لايمكن لاحد ادعاء التاثير مع علمنا بان موضوع (سيدي الجنوب انه الحكيم) وموضوع (نصيحتي لال الحكيم ...الوطن عزيز فلايكون عزيز الوطن) وعدة مواضيع اخرى قد تم توزيعها على نطاق واسع .
حكمة الجنوب انه انتظر انكشاف مشروع ال الحكيم فلو انه تحرك ضد مشروعهم قبل هذا التاريخ لواجهت القوى الوطنية تعقيدات التداخل في الرؤى وحمق الحكيم انه اعتقد بان الجنوب لايمكن ان يكون بهذا الحد من الطيبة الا لان اهله اغبياء وقد راى الان اننا اهل الجنوب طيبون وفي نفس الوقت اذكياء فليصفنا اعلام السيد بما يشاء اذ ان في الجنوب لايسلق احد البيضة الفاسدة.

سنظل نواطير للبصرة وميسان وذي قار وواسط والقادسية والمثنى وبقية الديار العراقية قاعدين للحكيمية بالمرصاد حتى يتعرقنوا فنكف عنهم، او يتعصبوا لايرانيتهم فنعيدهم الى عناوينهم السابقة كوجة مروي وكوجة كشك وخيابانات تهران.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
الى عشائر الجنوب الشيعية الشريفة .. تحية لموقفكم الوطني في محاربة التدخل الايراني

خضير طاهر
كتابات
الى ابناء شعبنا عشائر الجنوب الشيعية الشجعان ... لقد تلقينا ببالغ الفرح والفخر بوطنيتكم بيانكم المندد بالتدخل الايراني الاجرامي القذر في شؤون وطننا الحبيب العراق ، وسوف يسجل لكم التاريخ والوطن هذا الموقف الشريف الذي دافعتم فيه عن شعبكم في لحظة صعبة .أنتبهوا أيها الأعزاء .. قريبا ستنطلق ابواق عملاء المخابرات الايرانية وستتهمكم بأنكم من ( عناصر بقايا البعث وازلام صدام ... ) الى أخر قائمة الأتهامات الجاهزة في أروقة المخابرات الايرانية ضد الاصوات الشريفة التي تدافع عن مصالح الشعب العراقي ، فأمضوا في مشروعكم الوطني العظيم في محاربة النفوذ الايراني ، ولاتخشون حملة التسقيط التي ستنطلق من أزلام ايران ضدكم .أنا أحد ابناء مدينة كربلاء معكم في روحي وفكري وقلمي في الدفاع عن العراق ضد التدخل الايراني وتطهير وطننا من رجسه النجس الاجرامي .لقد قامت المخابرات الايرانية بدعم مجرمي القاعدة وازلام صدام ودفعتهم الى قتل ابناء العراق من الشيعة ، ودعمت الميليشيات الشيعية وحرضتهم على قتل السنة ، وخلقت فتنة طائفية حقيرة القصد منها تدمير العراق أرضا وشعبا . وايران اليوم تسيطر على كل شيء في العراق ، فهي سيطرت على الحكومة والبرلمان من خلال أزلامها العملاء السفلة ، لاحظوا كيف استولت ايران على النفط والأموال العراقية من خلال تعيين حسين الشهرستاني وزيرا للنفط وبيان جبر صولاغ وزيرا للمالية وكلا الوزيرين ينحدران من اصول ايرانية وعلى ارتباط بالمخابرات الايرانية ويعملان على تدمير العراق .أننا نتطلع الى ثورة عارمة يفجرها شرفاء الشيعة في كل مكان من العراق ، وننتظر ذلك اليوم الموعود الذي نرى فيه جماهير شعبنا وهي تقتحم أوكار المخابرات الايرانية المتمثلة في السفارة والقنصليات في البصرة وكربلاء والجمعيات الخيرية وغيرها ... فكل هذه عبارة عن أوكار للمخابرات الايرانية تخطط لقتل ابناء شعبنا وتدمير وطننا ، وأرجو ان يكون هذا اليوم قريبا جدا الذي نشاهد فيه ابناء العراق الشجعان وهم يقتحمون هذه الأوكار الايرانية ويقومون بحرقها وتهديمها على رؤس المجرمين فيها . ويجب ان يرضع كل طفل عراقي شيعي ويتربى على ان ايران عدو تاريخي شرير للعراق ، فأيران تسفك دماء شعبنا وتسرق ثرواتنا وخلقت فتنة طائفية بين صفوفنا. نحن ضد نظام صدام وجرائمه الوحشية ، ولكننا لن نقمع وترهبنا محاولات الأبواق الايرانية لإسكات الأصوات الوطنية الشريفة التي كلما فضحت التدخل الايراني ، انطلقت ضدها حملات الأتهامات الرخيصة المطبوخة في دهاليز المخابرات الايرانية .
بارك الله فيكم وفي كل عراقي شريف يضع مصلحة العراق أولا واخيرا بعيدا عن الطائفية والقومية والحزبية والمناطقية .
وتذكروا ان مصالح وطننا العراق لبنائه اقتصاديا وعلميا وتكنلوجيا تكمن في أقامة علاقات تحالف أستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكي التي هي المنقذ الوحيد للعراق من الأطماع الايرانية السورية وبقية دول الجوار .


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
هذا ما جرى في البحر الميت
د عبد الرزاق الدليمي
صحيفة العراق


يمر احتلال العراق بمنعطفات كثيرة يحاول فيها المحتلين وعملائهم خلط الأوراق وتسطيح الأمور بل وتشويه صورة العمل المقاوم للاحتلال بكل أبعاده ألسياسيه والمسلحة وقد اخذت هذه المحاولات اشكالا وابعادا مختلفه باختلاف الاهداف الانيه والستراتيجيه للاحتلال وحجم اخفاقاته الكبيره بل وفشله الاكيد في تحقيق أي من اهدافه اللهم.... الا تدميره الكامل للعراق وقتل مليوني من ابنائه واعتقال اكثر من مليون عراقي وتشريد اكثر من خمسة ملايين خارج العراق وتهجيرثلاثة ملايين ونصف داخل العراق عدا ان البقيه الباقيه عاطلين عن العمل كل ذلك بفضل الحريه والديمقراطيه وحقوق الانسان والرفاهيه التي منٌ علينا بها السيد بوش والثلل التي جلبها معه جيش الاحتلال ناهيك عن سرقة الثروات الطبيعيه والاموال والاثار النفيسه التي لاتقدر بثمن...كل هذا افرز في العراق المحتل خندقين لاثالث لهما الاول المقاوم للاحتلال ومعه الغالبيه العظمى من الشعب العراقي وهو خندق يكبر ويتعاظم قوة عده وعدد وتنظيم... والثاني خندق الاحتلال ومن ساروا معه في طريق الرذيله والخذلان حيث يزدادون ضعفا وفرقتا وتفككا.
في هذه الظروف البالغة التعقيد تشابكت وتناقضت الرؤى بين كثير من القوى المناهضه للاحتلال وهو امر يكاد يكون طبيعيا طالما ان خلفياتهم ومرجعياتهم متباينه والمهم ان الاصل في كل مواقف هؤلاء هو اتفاقهم على الثوابت الرافضه للاحتلال ولكل ما ترتب عليه من عمليه سياسيه ودستور وانتخابات مزوره وغير ذلك.
لقد اصبح واضحا ان كل الرافضين للاحتلال يدركون ان لاحل لقضية العراق بدون خروج المحتل وان مشكلتنا كعراقيين هي مع المحتل الامريكي وليس مع ذيوله الخائبه ولان النسبه الاغلب من العراقيين لم يألفوا الآليات التي تفعل فعلها فى مصادر صنع القرار الامريكي يفاجئون عندما يتقدم أي شخص وطني كي يتحاور مع جهات امريكيه غير رسميه لغرض ايصال أي قدر من المعلومات المهمه التي ربما لم تصل الى صناع القرار او انها تصل بشكل مشوه كما هو الحال في المعلومات المترسخه في ذهن نسبه كبيره من اعضاء الكونكرس الامريكي الحالي.
ولغرض توصيف الحاله نشير الى ان جهات صنع القرار تعتمد او تتأثر او تعتمد على عدد من المصادر التي تعطيها مؤشرات يمكن ان تشكل جزء اساس من القرار ومن هذه المصادر بل واهمها:
اولا مراكز الخبرات Think Tanks وهي مراكز ومعاهد بحثيه مستقله تاخذ على عاتقها دراسة وبحث الاشكاليات التي تتورط بها الحكومات الامريكيه ومنها احتلال العراق.
ثانيا مراكز رصد الحقيقه Fact Tanks وهي ما تقوم به معاهد ومراكز استطلاعات الرأي داخل امريكا.
ومن هنا تأتي اهمية هذه الجهات وهي كثيره جدا في الولايات المتحده الامريكيه ورغم خطورة ما تقوم به هذه المراكز الا انه ليس بالضروره ان تاخذ الادارات الامريكيه بتوصياتها ولعل تقرير بيكر هاملتون حول العراق خير دليل على ما نقول رغم انه كان منحازا لصالح ادارة بوش ومع ذلك فان هذه الاداره لم تأخذ بما جاء فيه.
ومن المعاهد المعروفه في امريكا المعهد الدولي للحوار الدائم الذي اخذ على عاتقه اجراء حوارات كثيره خلال الفترات الماضيه وبدأ يهتم بقضية العراق قبل سنه ومن ابرز اعضائه السفير هارولد ساندرز ونائب وزير الخارجيه الاسبق ريتشارد مورفي والدكتوره رند ام سليم وهي امريكيه من اصل لبناني ومعهم السفير البريطاني المخضرم باسيل ايستوود وجميع هؤلاء سبق ان عملوا في الاقطار العربيه ولديهم سعة اطلاع بكثير من اوضاعه.
قبل عام اطلق هذا المعهد مبادره اسماها مبادرة للحوار حول المصالحه الوطنيه وفق رؤيا مختلفة عما طرحه العميل نوري المالكي على امل ان يتمكن المشاركون في اجراء نقاشات غير رسميه وعصف افكار ربما تؤدي الى إنضاج أفكار بناءه يقتنع بها العراقيين وتم التركيز بالدعوات على أساتذة جامعيين بصفتهم ألشخصيه ( أي أن كل واحد يمثل رأيه الشخصي ) وعقد اللقاء الاول في مدينة اسطنبول في تشرين الثاني 2006 وحضره عدد كبير من بينهم د صالح المطلق ود ظافر العاني واياد جمال الدين ود صباح ناهي ود سعيد البر زنجي ووثاب الدليمي ود سلمان الجميلي ود علي العطار واخرين ثم عقد لقاء ثاني في شهر نيسان الماضي في بيروت ومن ابرز من حضر فيه السيد نزار السامرائي الذي كلف بتسليم برنامج التحرير والجهاد الى ادارة اللقاء وحضر ايضا الشيخ جواد الخالصي امين عام المؤتمر التاسيسي الذي يضم في عضويته(هيئة علماء المسلمين وحركة التيار القومي وحزب الاصلاح وحركة التجمع الوطني) والدكتور خالد المعيني واخرين.
والملفت للانتباه ان اللقاءين السابقين عقدا ولم يهتم احد بهما او يتناولهما في وسائل الاعلام ايا كانت لان الاراء المطروحه(شخصيه لاصحابها وغير ملزمه لاحد) الا ان المفاجئه المثيره حدثت في اللقاء الثالث الذي عقد في بداية تشرين الثاني الحالي في الاردن ورغم انه لم يختلف في آلياته ألتنظيميه عن سابقيه الا ان البعض ولاسباب معروفه اقاموا الدنيا ولم يقعدوها علما ان كل ما تم تناوله وما نشر يفتقد للدقه والمصداقيه وكان عباره عن محاولات للصيد في المياه الاسنه.
ولغرض تسليط الضوء على هذا اللقاء الذي اشترك في تنظيمه ( معهد شؤون أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط الإيطالي – إيبالمو ) والذي حملوه ما لاطاقة له به ويبدو ان لكل من ساهم في هذه الشوشرة والشائعات ليلى يغني عليها وليس لها... نورد الامور التاليه:
حضر كل من الدكتور خالد المعيني (حضر بعلم هيئة العلماء المسلمين وعلم الشيخ جواد الخالصي الذي وجهت اليه الدعوى ولم يحضر لكونه كان مرتبط بالتزام داخل العراق وقد جرى لقاء بين المسؤلين عن المعهد الامريكي والشيخ حارث الضاري في مسكنه في عمان وتم نشر الخبر والحديث عنه من خلال الدكتور محمد بشار الفيضي ) اما الدكتور عبدالرزاق الدليمي فوجهت له الدعوى وحضر بصفته العلميه ألشخصيه (اكاديمي عراقي )ولم يتحدث باسم احد ولم يمثل احد(لاحزب البعث لا غيره) مثل كل الذين حضروا لان شرط المشاركه في هذا اللقاء وسابقيه هوالتمثيل الشخصي وقد ركز كل من د ألمعيني ود الدليمي على الثوابت ألوطنيه وبرنامج ألمقاومه والتحرير.
وحضر اللقاء ايضا:
د. فؤاد معصوم وعبد الله صالح.وفرياد راوندوزي و د. قصي الموسوي. ود. نصار الربيعي ، وكريم الموسوي. ود. باسم شريف ود. عمر عبد الستار والسيّد أحمد راضي ود أسماء عدنان الدليمي و د. حيدر العبادي ، و فالح الفياض ، و د.علي العطار والشيخ أسامة العيثاوي . والشيخ علي البرهان وعبد مطلق الجبوري وذو الفقار الفياض وقيس سعد العامري وغانم جواد ووثاب شاكر ود.وائل عبد اللطيف ود. جابر حبيب جابر.
استمر اللقاء من الثاني الى الخامس من تشرين الثاني الحالي وابرز ما تمّ مناقشتة هي الأمور التاليه:
- طرح رئيس المعهد هال ساندرس أنّ لا أحد هنا يمثل الحكومات ، وإنّ المعهد يحاول إيجاد أسس العلاقات التي تسهم ببناء السلام في العراق وإنّ الحوارات غير الرسمية سياقات سبق وأن اعتمدت في تجارب كثيرة في العالم لحل النزاعات . وأكّد على وجود أسلوب جديد أطلق عليه دبلوماسية الخط الثاني ( أي الدبلوماسية غير الرسمية ) .
.
- تم طرح الرؤية الأمريكيّة ( إدارة بوش ) وهي إيجاد حلول في إطار العملية السياسية التي أوجدوها.
– رغبة الشعب الأمريكي لسحب قواتهم من العراق .
- الشعب الأمريكي لم يعد يثق أو يعول على عملية المصالحة في العراق .
– أقرّ السفيران ساندرس وريتشارد مورفي بأنّ كبار الساسة في أمريكا أصبحوا يعون :
أ- أنّ احتلال العراق كان عملاً كارثياً .
ب- القوات الأمريكيّة احتلت العراق دون معرفة بالعراق ولا تزال هذه المعرفة قليلة جداً .
جـ- ازداد الحديث عن الانسحاب بعد تقرير بتراويس وكروكر.
د – هناك رغبه امريكيه كبيره في مساعدتهم للانسحاب ( بشكل مشرّف من العراق ) .
اما الأمور التي ركز عليها د خالد المعيني ود الدليمي خلال الاجتماعات فتمحورت على التأكيد على الثوابت الوطنية والتركيز على ( برنامج الجهاد والتحرير) واستقلال العراق ووحدته أرضاً وشعباً والحفاظ على هويته العراقيّة الائتلافية أضافه الى : .
أ- إنّ المشكلة الأساسية لكلّ مشاكل العراق هي الاحتلال الأمريكي البريطاني و الاحتلال الإيراني.
ب- لا حديث عن حلول ومصالحة او دستور أو بناء ثقة أو أيّة خطوات حقيقية
إلاّ بعد خروج الاحتلال ورفض الفيدرالية باعتبارها مشروعاً لتفكيك وتقسيم العراق خطط له العملاء منذ عقد مؤتمراتهم التي قادها زلماي خليل زاده بداية التسعينيات من القرن الماضي .
جـ- الاعتراف بالمقاومة الوطنية العراقيّة البطلة التي يقف معها كلّ الشعب العراقي وهي الوحيده التي يمكن لها ترتيب انسحاب قوات الاحتلال وليس حكومة الاحتلال.
د- إعادة الجيش العراقي الشرعي وقد قدمنا لهم أفكاراً عملية وأكدنا أنّ الجيش موجود ( القيادة العامّة للقوات المسلّحة ) وأنّه يمكن ظهوره علنياً خلال زمن قياسي وإنّ أسلحته موجودة ( أسلحة فيلقين موجودة لدى الحزبين الكرديين العميلين ) وهذا الحديث والمعلومات أصابتهم بصعقة وتم التأكيد بالحرف الواحد : إنّ الجيش العراقي هو العمود الفقري للمقاومة العراقيّة ومعه كلّ تشكيلات الأجهزة الزمنية وإنّ هناك دولة وطنيه تعمل تحت الأرض .
هـ - إلغاء وإنهاء كلّ ما ترتب على وجود الاحتلال ابتداءً بما يسمى بالعملية السياسية والدستور ، وهنا طرح الأمريكان و السفير البريطاني والمشاركون بالعملية السياسية كيف يقوضون أربع سنوات ونصف ومعها انتخاباتهم المزوره ودستورهم الطائفي العنصري المزيف الذي أرغموا الشعب العراقي المشاركه فيه بتحفيز عنصري طائفي مناقض للوطنيه ، وعلقنا على كلامهم( بما أنّكم أي – الاحتلال وعملائه – ألغيتم – بجرة قلم – دول عصرية عمرها 86 سنة فكيف تتحسرون على أربع سنوات ونصف من الكوارث وتسببتم بقتل مليوني عراقي وتهجيز أكثر من خمسة ملايين عراقي من خيرة الكفاءات إلى خارج العراق وشردتم أكثر من ثلاثة ملايين ونصف من العراقيّين داخل العراق واعتقلتم أكثر من مليون عراقي ومن تبقى من العراقيين فهم بين عاطلين عن العمل ومرضى ومعوقين وفقر مدقع وايتام بلا مأوى وحكومة فاسده ، وإنّ عدد هؤلاء أكبر من عدد من تدعون كذباً أنّهم انتخبوكم في الانتخابات المزورة فأين الشرعية التي تتحدثون عنها ؟
و – وضحنا للأمريكيين ولكلّ الحاضرين أنّ المعارضة والمقاومة للاحتلال وعملائه موجودة داخل العراق وليس في سوريا او أي مكان اخر كما حاول أن يصوره الاعداء وهي تزداد قوه وتماسك بعكس خندق الاحتلال وعملائه .
ز – إنّ ما يسمى بالإرهاب والقاعدة لم يكونا معروفين في العراق المستقل قبل الاحتلال وإنّهما بعض ما جاد به الاحتلال على العراقيين.
ح – إنّ العراقيّين لا يحتاجون إلى مصالحتكم لأنّهم متصالحون مع أنفسهم وإنّ هذه الصراعات الطائفية السياسية هي بفعل الاحتلال وعملائه ولا علاقة لها بالشعب وستزول بزوال الاحتلال وعملائه .
ط- نحن لا نعترف بما يسمى بالصحوة لأنّها كلمة معيبة، فالشعب العراقي لم يكن نائماً لكي يأتي البعض ويوقظه، ومقاومة الاحتلال بدأت منذ 19/3/2003 وتزداد قوةً وصرامةً ونجاحاً وستستمر حتى خروج آخر جندي من جنود الاحتلال.
ك – لااحد يثق بالاحتلال او عملائه لانهم يقولون شئ ويفعلون عكسه ،
ل- إنّ العملية السياسية عملية فاسدة وإنّ معالجتها في عملية جراحية هي الأخرى فاسدة وإنّها ميتة سريرياً قبل أن تولد .
م- إنّ تجربة الاحتلال في العراق تجربة شاذة، ففي كلّ العالم نجد ان الطبقات السياسية تقود وتوجه الرأي العام والشارع إلاّ في العراق المحتل فإنّ الشارع العراقي المعادي للاحتلال ولعملائه هو الفعال لأنّه يتحرك وفقاً لخط المقاومة الوطنية العراقيّة والداعم المحتضن لها .
كما ركزنا على ان الاحتلال والحكومة ألعميله تحتجز مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء( كبار السن والنساء والأطفال) كرهائن لديها كما لاحظنا ان هناك قناعات لدى غالبية الحاضرين بان حكومة المالكي ألعميله غير صادقه في نواياها مع الآخرين(المشاركين معها فيما يسمى بالعملية ألسياسيه الميتة ) وان ما يسمى بهيئة ألمصالحه هيئه فاسدة ولا تصلح .
كذلك تيقنا ان ألطبقه ألمشاركه في حكومة الاحتلال الرابعة ليس لديها استعداد للتخلي عن ما حققته من مكاسب ماديه وسلطويه وطائفيه في ظل الاحتلال وان هذه الأطراف تنظر للعراق من خلال مصالحها عبر نظره طائفيه عنصريه بحته وليس العكس كما تبين لنا من خلال طرحهم ان دستورهم المسخ يثبت ان العراق فدرالي نظريا الا انه من الناحية ألفعليه كونفدرالي وقد اكد الدكتور على العطار انه لايوجد في العراق جيش وان الاحتلال الأمريكي لايمكن ان يسلح ما يسمونه بالجيش( الذي أسسه بريمر) لانه جيش طائفي لان تسليحهم لهؤلاء يعني تسليح للمليشيات ألعميله لإيران كما شكك الدكتور باسم شريف بما أسموها تسليم الملفات الامنيه للمحافظات ووصفها بانها ليست اكثر من عمليات دعائية لا اساس لها من الصحة.
اضافه الى ما ذكرناه قدم الدكتور خالد ألمعيني ورقة عمل حول مفهوم حقيقي للمصالحة ركز فيها على الثوابت الوطنيه المناهضه للاحتلال و أكد فيها على ان الأطراف المشاركه في العمليه السياسيه لاتريد أي مصالحه حيث سبق لها ان تنصلت من اتفاقي القاهره في تشرين ثاني عام2005 و تموز عام 2006 الذي رعته جهات عربيه رسميه اضافه الى جامعة الدول العربيه.
ان هذا اللقاء الغير رسمي وغيره فرصه لايصال افكار المشروع الوطني العراقي الذي تقوده ألمقاومه ألعراقيه البطله... وان ترهات بعض من يريدون الاساءه للعمل الوطني او تشويهه ستذهب مثل أصحابها الى حيث يجب ان تنتهي في...؟!ولن يعطلنا عن واجبنا ودورنا الذي آمنا به.. قول هذا اوذاك والله والعراق وراء القصد .

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
تعميم التقسيم في العراق

وليد الزبيدي

الوطن عمان

منذ ان اطلق الكونجرس الاميركي مشروعه الخاص بتقسيم العراق الى ثلاثة دول على اسس طائفية وعرقية، والكثير من العراقيين منشغلون بهذا الامر، يناقشون المشروع، الذي تقول مسودته انه غير ملزم للحكومة الاميركية، ويأتون بالأدلة والبراهين،التي تؤكد خطورة هذا القرار، وبينما يذهب البعض الى البحث في جذور قضية تقسيم العراق، فإن البعض الاخر، يرى ان الخطورة متأتية من رغبة وحاجة اميركية لتحقيق هذا الامر، وقد تكون هذه الرؤية المرتكز الذي يحتاج الى وقفه، ويمكن النظر اليه من زاويتين اساسييتين هما:
الاولى: ان توقيت هذا القرار، يأتي في ظل الاوضاع الاميركية المرتبكة في العراق، وثمة من يرى ،ان احد اهم الحلول، التي قد تنقذ الادارة الاميركية من مأزقها الخطير الذي تعيشه قواتها في العراق،هو الوصول بالواقع العراقي الى ثلاثة كيانات منقسمه،حيث تتحقق امكانية اثارة الاحتقان، والدفع بالبعض من هذا الطرف الى اختلاق الفتن مع الاخر، مايفضي الى نزاع مسلح ، تغذي اطرافه الجهة المستفيدة من ذلك،على طريق الوصول بجميع الاطراف المتقاتلة الى الانهاك،وهنا يتحقق للاميركيين حلمهم الاكبر في العراق،
اذ ستتوجه اسلحة العراقيين الى العراقيين، وهذا بحد ذاته يشكل انتصارا كبيرا للقوات الاميركية ، وتصبح بمأمن من الهجمات اليومية القاتلة، التي تستهدف هذه القوات، ملحقة فيها الكثير من الخسائر بين قتلى وجرحى ومعاقين،اضافة الى الخسائر بالآليات والمعدات.
الثانية: إن أولى نتائج ذلك الواقع الناجم عن التقسيم والاحتراب الداخلي، هو انتقال النظرة الى القوات الاميركية من قوات احتلال ،الى قوة تحتاج اليها جميع الاطراف، لتوفير الحماية من خطر الاخر، ودور القوات الاميركيين هنا، سوف لن يكون دور المتفرج فقط، بل ان عملية تغذية لجميع الاطراف ستتواصل، ولن تسمح هذه القوات ببروز طرف منتصر، وان انهاك واضعاف الجميع سيكون الهدف النهائي، مايدفع الجميع الى مطالبة القوات الاميركية للبقاء فوق اراضيها، على اعتبار انها ستتحول الى قوات حماية وانقاذ من الطرف العراقي الاخر، وهذه الصورة ليست بالبعيدة، اذا ماتوفرت الفرصة الاولى، وتمكنت الادارة الاميركية من الدفع باتجاه أي شكل من اشكال الاحتراب الداخلي.
إن هاتين الزاويتين،هما المرتكز الذي ينطلق منه مشروع تقسيم العراق، واذا وجه هذا القرار بسيول من الرفض والاستنكار والاستهجان، فإن ذلك ليس كافيا، لاننا يجب ان ندرك ان هناك قوى ومجاميع وتشكيلات علنية وسرية في العراق تعمل بتوجيه مباشر من قبل القوات الاميركية، وان هذه القوى يمكن ان تتحرك بصورة ما لإثارة الفتن الطائفية والمناطقية،وان لم يكن وعي حقيقي بخطورة مثل تلك الخطوات،فان احتمال انزلاق العراقيين في مستنقع عراقي،ليس بالامر الصعب.

wzbidy@yahoo.com


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
بوش يخسر «ذنبه» العراقي
مها سلطان
صحيفة تشرين دمشق
قطع الاستراليون «ذنب» بوش ـ والمقصود هنا جون هاورد رئيس وزرائهم كما كان يصفه الخصوم، ويرسمه الكاريكاتوريون..

صحيح أنه كان ذنباً «فولاذياً» كما وصفه الرئيس الأميركي قبل أيام، إلاّ أن قطعه بدا سهلاً، فالاستراليون لم يعنهم كثيراً أن يكونوا حلفاء للقوة العظمى، وهم بالأساس يدركون أن الإدارة الأميركية لم تنظر إليهم يوماً بوصفهم حلفاء، وإنما «ذنب». ‏

كما صوروا عفوياً رئيس وزرائهم هاورد في المجسمات التي حملوها، على مدى سنوات الحرب على العراق، خلال مسيراتهم الاحتجاجية ضد مشاركة بلادهم في هذه الحرب. ‏

هاورد لم يزعجه تصويره على هيئة «ذنب كلب» يميل كلما مال بوش وبالاتجاه الذي يريد، ربما كان يقول لنفسه: إذا كان بلير يُنعت «بكلب بوش» فلا بد أن هذا الكلب يحتاج ذنباً، إنه موقع شاغر وضع هاورد نفسه فيه قبل أن يضعه الاستراليون. ‏

هاورد لم يأبه للمعارضة الشعبية العارمة ضد الحرب على العراق، ولم يعتبر من هزائم أقرانه الدوليين حلفاء إدارة بوش بدءاً من بيرلسكوني بإيطاليا مروراً بأزنار في اسبانيا وبلير في بريطانيا والأخوين كاتزينسكي في بولندا وصولاً الى هزيمته الساحقة في انتخابات الأمس. ‏

الاستراليون بدورهم لم يأبهوا لمناشدات اللحظة الأخيرة التي حاول هاورد خطب ودهم بها لمنحه ولاية جديدة، لم يأبهوا لكونه «أذكى سياسي أنجبته» البلاد كما قال خصمه كيفن رود الفائز بقوة المعارضة للحرب على العراق.. لم يأبهوا لكون هاورد أراد السير في ظل القوة العظمى ولو كان هامشياً وعلى مبدأ «من جاور السعيد يسعد» وعلى مبدأ «ذنب البيك بيك»، فأداروا له ظهرهم كما فعل هو قبلاً، متجاهلاً رغبتهم بعدم مشاركة استراليا في حرب بوش على العراق.. وهكذا فإن هاورد لم يسعد بمجاورة بوش، ولم يتحول الى «بيك» مثله. ‏

أما بوش فكان يتحضر لهزيمة هاورد، لذلك أسبغ عليه مسبقاً الألقاب مشيداً بمناقب «الراحل» و«فولاذيته» في مواجهة المعارضة الشديدة للحرب.. مغتبطاً في سره لكون الأميركيين لم يصلوا بعد لمرحلة أقرانهم الاستراليين، وقبلهم من البولنديين، والبريطانيين والاسبان والطليان، وإلاّ لما كان أكمل ولايتين «طافحتين» بكل الاساءات والانتهاكات للأميركيين قبل غيرهم. ‏

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
معركة (العقول) في العراق

اليكساندر زافيس
لوس انجلوس تايمز

تزاحم الرجال على الخيمة المفروشة بالبسط وكان من بداخلها ينصتون باهتمام وإجلال كبيرين للواعظ الديني ومد الجميع رقابهم حرصا على ألا تفوتهم كلمة واحدة، وكان الواعظ يقول لمستمعيه: اصبروا تأسوا بالنبي، سامحوا من أخطأ في حقكم وبعد أن فرغ الواعظ من كلمته بدأ في الاستماع إلى اسئلة المستمعين، ولقد انتقلت التعاليم الاسلامية عبر القرون العديدة من خلال هذه الطريقة، لكن هذه الخيمة لا تمثل مدرسة دينية، فهذه الخيمة محاطة بأسوار يعلوها سلك عازل وجنود يقفون بالمدخل والمستمعون يرتدون الزي الاصفر، زي المعتقلين في السجون الامريكية بالعراق، وفصل (التأهيل الديني)، هذا والذي يعقد في معسكر كروبر بالقرب من مطار بغداد الدولي هو جزء من العلاج الراديكالي لنظام الاعتقال الذي تلطخت سمعته بسبب ما حدث في معتقل أبوغريب عام 2004 والذي يقول عنه الجنرال دوجلاس ستون: فشل القيادة الذي أدى بالامور إلى ما حدث في أبو غريب لن يتكرر ثانية، وتعتبر إعادة تأهيل المعتقلين شكلا من أشكال العمليات الحربية لم يكن مستخدما بالقدر الكافي من قبل ومنذ تولي ستون مسؤولية عمليات الاعتقال في العراق في شهر مايو الماضي قام الرجل بتوسيع نطاق إعادة التأهيل والتثقيف الديني للمعتقلين وقدم ستون ايضا حزمة من البرامج يهدف من خلالها إلى تحويل المتمردين المشتبه بهم إلى نموذج للمواطن الصالح، وقام بجلب المعلمين والوعاظ والاطباء النفسيين ومختلف التخصصات الاخرى لتعديل وجهات نظر المعتقلين وتلطيف جنوحهم وذلك باستخدام القرآن الكريم وسيرة الصالحين، ويقول ستون أنه يهدف في الاساس لقلب مفهوم الاعتقاد التقليدي من أنه مكان يجمع العناصر الخطرة ويمنعها من الحركة إلى مكان يستطيع المعتقلون فيه تلقي ما يفتقدونه من تعليم وتثقيف في الخارج وذلك من أجل وقف تأثير الميليشيات وأفكارها عليهم، إنها حسب رؤية ستون معركة العقول.
وقد دخلت هذه المهمة نقطة صعبة مع وصول أعداد المعتقلين إلى رقم غير مسبوق، هناك حوالي 25 ألف عراقي معتقلون في معسكري كروبر وبوكا بالقرب من البصرة، وقبل فبراير الماضي كان هذا العدد 15 ألفا فقط، ومع كون المتمردين مصدر خطر أمني، يتم اعتقال البالغين منهم بلا حد، والكثير منهم ينتظر سنوات قبل عرضه للمحاكمة أو قبل اطلاق سراحه، فلجنة أمريكا العسكرية تراجع قضايا المعتقلين كل ستة أشهر على الاقل، وحتى وقت قريب كانت اللجنة تفعل ذلك دون السماح للمعتقلين بالحضور، وما زالت اللجنة لا تسمح لهم بتوكيل ممثلين قانونيين عنهم، وكل ما هو مسموح للمعتقلين لا يزيد عن مناقشة قضاياهم مع اللجنة بشكل شخصي وتم اطلاق سراح 35 بالمائة ممن عرضوا على اللجنة في أول جلسة لها، وحوالي ثمانية بالمائة أطلق سراحهم في كل جلسات اللجنة حتى الآن، وفي محاولة منه لاسترداد المصداقية سمح ستون بوجود ممثلين من لجنة الهلال الأحمر الدولية ومن الحكومة العراقية وبعض الهيئات الحكومية الآخرى، وقال الناطق باسم الصليب الاحمر الدولي أن هناك زيارات منتظمة منهم لمعسكري اعتقال كروبر وبوكا، لكن بعثة المساعدة الامريكية للعراق أشارت في آخر تقاريرها أنه لم يتم السماح لها بدخول أي من مراكز الاعتقال الامريكية في العراق وفكرة (تحويل عقول) المعتقلين مستخدمة على نطاقات مختلفة منذ عشرات السنين ففي حرب فيتنام، أقنع الفيتناميون الجنوبيون أكثر من مئة ألف من مقاتلي الشمال بالعدول عن موقفهم عن طريق منحهم العفو والاموال والوظائف والتدريب والمنازل ويرى بعض المحللين أن هناك نقصا في المعلومات ليتم قياس مدى فعالية هذه البرامج (التحويلية) وأنه من غير الواقعي أن نتوقع تحول توجهات المتطرفين المتشددين ويقول ستون أنه من المبكر جدا الحكم على نجاح أو فشل البرنامج الآن رغم أن هناك أكثر من ألف معتقل كانوا مندرجين في برامج التأهيل الديني هذا وتم اطلاق سراحهم ولم يعودوا للتمرد مرة أخرى، ويؤكد ستون أن افضل سلاح بيد العسكرية الامريكية في عملية أعادة التأهيل هو القرآن الكريم، والذي به قيود كثيرة وتحريمات لعملية القتل.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
حضور عسكري طاغ ودبلوماسية معزولة
تمام أبوصافي
الوقت البحرين


ما من نموذج يجسد الدبلوماسية الأميركية في المنطقة أكثر من التصاميم الهندسية التي وضعتها الولايات المتحدة لسفارتها المستقبلية في العاصمة العراقية بغداد. فنحن نتحدث عن مجمع يضم 20 مبنى محكما بنظام أمني متطور وتضم 619 شقة يستيطع أن يعيش آلاف الناس داخل أسوارها في حالة عزله كاملة عن محيطهم العراقي من دون ان يحتاجوا لمغادرة هذه المجمعات التي توفر جميع احتياجاتهم من أسواق على طراز (المول) الاميركي ومطاعم الوجبات السريعة (الفاست فود) والنوادي الرياضية (الجيم الأميركي) ومدارس اميركية ودور سينما تعرض احدث الأفلام الأميركية. كل شيء اميركي حتى عندما يتعلق الأمر بالبعثات الدبلوماسية التي يفترض ان تكون أكثر انفتاحاً على المجتمع المحيط بها.
فالسفارات تصمم في العادة للتفاعل مع مجتمعات البلدان التي تنشأ فيها. تختلط وتنفتح على ثقافتها وحضارتها. وتتجول في أسواقها وتلتقط أطباقها المحلية. تقرأ مكونات مجتمعاتها وتحتفظ بعلاقات حسنة مع حكوماتها المحلية ووفق هذه المعطيات تنطلق نحو تعزيز علاقاتها الدبلوماسية بهذا البلد أو ذاك. فما بالكم عندما يتعلق الأمر بالعراق الذي باتت الولايات المتحدة بحاجة للوصول الى مفاتيحه أكثر من أي بلد اخر؟ ألم تأت إليه تحت شعار نشر قيم الديمقراطية وتحريره من حكم دكتاتور؟ إلا إذا كانت الولايات المتحدة تختصر بلداً مثل العراق في المنطقة الخضراء التي لا تتعدا مساحتها 4 أميال مربعة وتريد ان تدير مهماتها الدبلوماسية بواسطة جهاز التحكم عن بعد (الريموت كنترول) من دون ان يكلف دبلوماسييها أنفسهم التورط بالتعرف على ثقافته او حتى تناول وجبة سمك (المسقوف) على ضفاف نهره من بائع محلي ولو من باب المجاملة.
هذه السطحية الأميركية في التعاطي مع المجتمعات المختلفة لا تنحصر فقط بحالة مثل الحالة العراقية التي قد تجد للأوضاع الأمنية فيه مبرراً لكل ذلك الانعزال أو لبناء ‘’الحصن الأميركي[1]’’ وسط بغداد لكنها ثقافة متأصلة في الأميركي الذي يسافر دوماً لكن دون ان يخرج من حقيبة سفره. فرغم ان المجتمع الأميركي مجتمع متعدد الاثنيات ولا يملك مقومات القومية الواحدة، فان السمة الغالبة على أفراده هي عدم قدرتهم على رؤية نموذجاً في الحياة سوى النموذج الأميركي، بدءاً من السياسات مروراً بالثقافات انتهاء بوجبة طعام ومشروبات على الطراز الأميركي مثل (كنتاكي) و(كوكا كولا) او مشاهدة مبارة (الفوتبول الأميركية) حين يفترض الأميركيين منا أننا على علم مسبق بجميع قواعدها.
هذه الوضعية لم تخلق حتى الان أي حالة من الانسجام بين اهتمام الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الاوسط وبين قدرتها على فهم المنطقة والتعامل معها الا اذا كانت الادوات الدبلوماسية الوحيدة التي تملكها الولايات المتحدة الأميركية اصدار قرارات حرب وإرسال قوات وحاملات طائرات لتغير وضع ما على طريقة (رامبو) في حسم الأمور.
نموذج ‘’القلعة الاميركية’’ التي تحمل اسم السفارة الأميركية في بغداد اعادني الى كتاب ‘’أعمدة الحكمة السبعة’’ الذي كتبه توماس لورنس المعروف باسم ‘’لورنس العرب’’[2]. لم يكن لورنس كاهنا يقود إرسالية تبشيرية او مصلحا اجتماعيا، بل كان ضابطاً بريطايناً حمل أجندة سياسية بريطانية غيرت وجه المنطقة بأكملها من دون ان يحتاج الى حاملة طائرات او سفارة تصل كلفة بنائها الى مليار دولار أميركي. كل ما احتاجه لورنس الدبلوماسية الحقيقية وفهم الأمور وان كان ذلك لن يغير من توجهاته التي تترجمها مقولة رئيس الوزراء البريطاني الشهير ونستون تشرتشل ‘’ليس لبريطانيا أصدقاء أو حلفاء بل مصالح عليا[3]’’.
لكن المصالح العليا لبريطانيا العظمى لم تكن لتحقق من دون ان يفهم ضابط شاب مثل لورنس المنطقة التي يريد ان يفرض أجندة بلاده السياسية عليها او ان يعيش ويتعايش حياة البدو ويشاركهم أدق تفاصيل حياتهم اليومية او يعقد تحالفات مع زعماء قبائلهم التي لم تكن لتتفق مع بعضها البعض في الأوضاع الطبيعية. لقد فهم ‘’لورنس’’ العرب كقومية وحركات فكرية ونزعات قبلية، وحمل اسمهم طيلة حياته وبعد مماته بعد ان قادهم نحو أجندته من دون ان يغضبهم او ينتهي أمره برصاصة من احدى بنادقهم مثلما كم كانت تحسم بالعادة نزعاتهم بين بعضهم البعض. لقد فعل لورنس هذا في الوقت الذي لا زال الأميركيون يتمسكون بفهم مفترض للمنطقة تمت صياغته في واشنطن من دون ان يكلفوا أنفسهم بفهم آخر على ارض الواقع. هذا التعاطي الأميركي مع المنطقة المنطوي على التجاهل أسهم بشكل كبير في تنامي مظاهر التطرف الديني ونتائجه المقلقة والتي لم يرق الفهم الاميركي حتى الان في التعامل مع جذورها وأسبابها وفهمها، بل قفز نحو قرارات حروب تحت مظلة الحرب على الإرهاب وأسهم في تأجيجها (ظاهرة التطرف) مع ممارسات تمثل ‘’فضيحة أبوغريب’’ ومعتقل ‘’غوانتانامو’’ الذي لا تتعدى أعمار نزلائه 30 عاماً!
اليوم عندما نتطلع الى نتائج الصراع العربي- الاسرائيلي نجد ان الفاتورة لا زالت باهظة الكلفة من دون حلول واقعية تصل بنا الى السلام. وعندما نرى نتائج الافتراضات المسبقة للحالة العراقية نجد ان هناك 4 آلاف جندي اميركي قتلوا في العراق وأوضاع دموية أدخلت العراق في اتون الاقتتال الطائفي كما لو ان العراقيين صحوا فجأة على حقيقة أنهم سنة وشيعة. وحتى الان لم يصل الأميركيون الى مفاتيح البيت العراقي.

[1] لمزيد من المعلومات حول السفارة الاميركية في بغداد، يمكن مراجعة التحقيق المفصل تحت عنوان:’’الحصن الأميركي’’، مجلة ‘’فورن بوليسي’’ عدد سبتمبر/اكتوبر.2007
[2] توماس ادوارد لورنس، شخصية أدبية وسياسية بريطانية. ولد في 15 سبتمبر/ايلول 1888 وتوفي في 19 مايو/ايار 1935 .تخرج من جامعة أكسفورد. وسافر إلى سوريا وفلسطين بحجة القيام بدراسات أثرية، وأقام مدة في جبيل بلبنان تعلم بها مبادئ اللغة العربية قبل سنة .1911 وأرسلته حكومته في بعثة إلى صحراء سيناء فكتب دليلاً لها لاستعمال الجنود. ونقل إلى مكتب المخابرات العسكرية البريطانية في القاهرة. اشتهر بدوره في قيادة القوات العربية خلال الثورة العربية العام 1916 ضد الإمبراطورية العثمانية عن طريق انخراطه في حياة العرب الثوار. صُور عن حياته فيلم شهير حمل اسم (لورنس العرب).
[3] يعتبر أحد أهم الزعماءِ في التاريخِ البريطانيِ والعالميِ الحديثِ. شغل منصب رئيس وزراء بريطانيا العام 1940 واستمر فيه خلال الحرب العالمية الثانية. توفي في 14 يناير/كانون الثاني .1965


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
أميركا وفشل السياسة الخارجية المعسكرة
جيفري دي. ساش
الشبيبة عمان
إن العديد من مناطق الحرب في العالم ـ بما في ذلك أفغانستان، وأثيوبيا، وإيران، والعراق، وباكستان، والصومال، والسودان ـ تشترك في مشاكل أساسية تنبع منها كل الصراعات. فكل هذه المناطق تعاني من الفقر والكوارث الطبيعية ـ وخاصة الفيضانات والجفاف والزلازل ـ كما تتسم هذه المناطق بالنمو السكاني السريع الذي يحد من قدرة الأرض على إطعام الناس. فضلاً عن ذلك فإن نسبة الشباب من سكان هذه المناطق مرتفعة للغاية، وهذا يعني أن أعداد الشباب ممن هم في سن الخدمة العسكرية (بين 15 إلى 24 عاماً) في تزايد مستمر.
كل هذه المشاكل لن يتسنى حلها إلا من خلال التنمية الاقتصادية المستدامة بعيدة الأمد. إلا أن الولايات المتحدة تصر على التعامل مع الأعراض، بدلاً من الظروف والأسباب الأساسية، فتواجه كل صراع باللجوء إلى السبل العسكرية. فهي تساند الجيش الأثيوبي في الصومال، وتحتل العراق وأفغانستان، وتهدد بقصف إيران، وتساند الدكتاتورية العسكرية في باكستان.
كل هذه الأعمال العسكرية لا تخاطب المشاكل التي أدت إلى اندلاع الصراعات في المقام الأول. بل إن السياسات الأميركية تؤدي دوماً إلى تأجيج المواقف بدلاً من حلها.
وفي كل مرة يرتد هذا التوجه العسكري إلى نحر الولايات المتحدة. فقد شملت الولايات المتحدة شاه إيران بالرعاية والتدليل بإرسال كميات هائلة من الأسلحة، التي وقعت في النهاية في يد حكومة إيران الثورية في أعقاب العام 1979. ثم ساندت الولايات المتحدة صدّام حسين في حربه ضد إيران، إلى أن انتهى بها الحال إلى الهجوم على صدّام حسين ذاته. كما ساندت الولايات المتحدة أسامة بن لادن في أفغانستان ضد السوفييت، حتى انتهى بها الحال إلى محاربة بن لادن. ومنذ العام 2001 ساندت الولايات المتحدة برويز مشرف في باكستان فأرسلت إليه ما يزيد على العشرة مليارات من الدولارات الأميركية في هيئة معونات، لكي تجد نفسها الآن وقد أصبحت في مواجهة نظام مزعزع لا يكاد يستقر في مكانه.
لقد أصيبت السياسة الخارجية التي تنتهجها الولايات المتحدة بالعجز الكامل نتيجة لاستيلاء المؤسسة العسكرية عليها. وحتى عمليات إعادة تعمير العراق في مرحلة ما بعد الحرب تحت الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة، كانت تديرها وزارة الدفاع بدلاً من الهيئات المدنية. إن ميزانية الولايات المتحدة العسكرية تهيمن على كل ما يتصل بالسياسة الخارجية. وإذا ما جمعنا ميزانية البنتاجون، وتكاليف الحرب في العراق وأفغانستان، وميزانية إدارة الأمن الوطني، وتكاليف برامج الأسلحة النووية، وتكاليف عمليات المساعدة العسكرية التي تتولاها وزارة الخارجية، فهذا يعني أن الولايات المتحدة سوف تنفق ما يقرب من الثمانمائة مليار دولار أميركي هذا العام فقط على الأمن، مقارنة بما يقل عن عشرين مليار دولار على التنمية الاقتصادية.
في مقالة مذهلة تتحدث عن المعونات التي حصلت عليها باكستان أثناء إدارة بوش، أظهر الكاتبان كريغ كوهن وديريك كوليت الطبيعة المأساوية لهذا التوجه العسكري ـ حتى قبل الإجراءات الصارمة التي فرضها نظام برويز مشرف المترنح مؤخراً. أظهر الكاتبان أنه على الرغم من المشاكل الضخمة التي تواجهها باكستان، مثل الفقر، والانفجار السكاني، والمشاكل البيئية، إلا أن 75% من المعونات الأميركية التي بلغت عشرة مليارات دولار ذهبت إلى المؤسسة العسكرية الباكستانية، بحجة تعويض باكستان عن مساهمتها في "الحرب ضد الإرهاب" ولمساعدتها في شراء طائرات إف-16 وغيرها من أنظمة التسلح.
كما ذهبت 16% من المعونات إلى الميزانية الباكستانية مباشرة دون توجيه أية أسئلة. أما ما تبقى من المعونات، وهو أقل من 10% فقد استخدم في التنمية والمساعدات الإنسانية. ولم تتجاوز قيمة المساعدات الأميركية السنوية للتعليم في باكستان 64 مليون دولار أميركي، أو حوالي 1.16 دولار عن كل طفل باكستاني في سن المدرسة.
ذكر الكاتبان أن "القرار الإستراتيجي فيما يتصل بالتوجه نحو باكستان كان قد اتخذ مسبقاً بواسطة دائرة ضيقة من كبار مسئولي إدارة بوش، وركز ذلك القرار إلى حد كبير على الجهود الحربية متجاهلاً الموقف الداخلي في باكستان". كما أكد الكاتبان أن "ارتباط الولايات المتحدة بباكستان يتسم بصبغة عسكرية مركزية قوية، ولا يلتفت إلى الأغلبية العظمى من الشعب الباكستاني إلا قليلاً". ويقتبسان مقولة جورج بوش: "حين ينظر مشرف إلى عيني ويقول... لن يكون لطالبان ولا القاعدة وجود، فأنا أصدقه".
إن هذا التوجه العسكري يقود العالم إلى هوة من العنف والصراعات. فكل سلاح جديد تنتجه الولايات المتحدة و"يباع" أو "يمنح" إلى مناطق الصراع يزيد من فرص اندلاع حروب موسعة واحتمالات حدوث انقلابات عسكرية، بل واحتمالات توجيه هذا السلاح نحو الولايات المتحدة ذاتها. وكل هذه الأسلحة لا تساعد في معالجة المشاكل الأساسية المتمثلة في الفقر، وارتفاع معدلات الوفاة بين الأطفال، وندرة المياه، والافتقار إلى سبل العيش في مناطق مثل الإقليم الحدودي الواقع إلى شمال غرب باكستان، أو منطقة دارفور في السودان، أو الصومال. إن هذه المناطق تعج بأعداد هائلة من البشر الذين يواجهون تضاؤل معدلات سقوط الأمطار، والافتقار إلى المساحات الكافية من أراضي الرعي. وبطبيعة الحال، تدفع هذه العوامل العديد من سكان هذه المناطق إلى مساندة قضايا التعصب والتطرف.
إن إدارة بوش عاجزة عن إدراك هذه التحديات الديموغرافية والبيئية الأساسية، ولا تدرك أن إنفاق ثمانمائة مليار دولار أميركي على الأمن لن يوفر مياه الري في أفغانستان وباكستان والسودان والصومال، وهذا يعني بضرورة الحال أن كل هذا الإنفاق لن يجلب السلام. إن إدارة بوش لا ترى بشراً حقيقيين يعيشون أزمات طاحنة، بل ترى رسوماً كاريكاتورية، في هيئة إرهابي عند كل ناصية.
إن فرص السلام في العالم لن تتحسن إلا حين يبدأ الأميركيون وغيرهم في النظر إلى الأمور بعين أعدائهم المفترضين، وحين يدركون أن صراعات اليوم، الناجمة عن الإحباط واليأس والقنوط، لا حل لها إلا من خلال التنمية الاقتصادية، وليس بشن الحروب. سوف ننعم بالسلام حين ننتبه إلى كلمات الرئيس الأميركي الراحل جون ف. كينيدي الذي قال قبل أشهر قليلة من اغتياله: "إن الرابطة الأساسية المشتركة التي تجمع بين كل البشر في نهاية المطاف هي أننا جميعاً نعيش على ظهر هذا الكوكب الصغير، ونتنفس نفس الهواء، ونعمل جميعاً من أجل مستقبل أولادنا، وكلنا في النهاية من البشر الفانين".


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
الحرب مع إيران مجرد كلام
ويليام أركين
واشنطن بوست
أجرت حاملة الطائرات الأمريكية المقاتلة (يو إس إس إنتربرايز) ومجموعة السفن والغواصات التابعة لها في مطلع الأسبوع الماضي جولة من المناورات المكثفة بمشاركة عدد كبير من الوحدات الأمريكية استغرقت ثلاثة أيام في شمال بحر العرب. وقد شاركت في المناورات غواصتان تحملان صواريخ كروز توماهوك.
لم ترد أي أخبار عن هذه المناورات في أي من وسائل الإعلام ولا في الصحف الكبيرة، ولم يتحدث بشأنها أي من كتاب الأعمدة ولا المراقبين. بيد أنه إذا تم تناول هذه المناورات كما ينبغي، فإنه يكون من المرجح وضعها في إطار أحد الأدلة على أن إدارة الرئيس بوش تتحرك نحو الحرب مع طهران. نعم لقد أشارت وسائل الإعلام إلى أن البحرية الأمريكية قالت، (إن هذه مجرد مناورة تدريبية روتينية الهدف منها وضع قواتنا على أهبة الاستعداد. لكن هذا الكلام لا يمكن أن يثني أي أحد عن التفكير في أن الحرب الاستباقية قادمة لا محالة.
قلت سابقا إن قيادة وزارة الدفاع الأمريكية تحاول منذ فترة إخماد مفهوم الحرب الوشيكة بل واستبعاده تماما. ومؤخرا، أجرت صحيفة الفينانشيال تايمز مقابلة مع قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الأدميرال ويليام فوكس فالون تناول فيها موضوع الحرب مع إيران.
قال فالون في المقابلة التي حظيت باهتمام واسع النطاق إن عملية ضرب إيران ليست (في مرحلة الإعداد). أضاف فالون قوله: (إن هدفنا الحقيقي هو العمل على تغيير السلوك الإيراني، وإيجاد السبل التي تحمل الإيرانيين على العودة إلى صوابهم). أما الهجوم عليهم كوسيلة لتحقيق هذا الهدف فلا يبدو لي وكأنه الخيار الأول المتاح في كتابي.
بالطبع، الإدميرال فالون لم يستبعد الحرب. أما كتابه الذي يتحدث عنه فهو ليس بالضرورة ذلك الكتاب الذي يمكن للرئيس بوش وفريقه أن يقرأوه إذا قرروا القيام بعمل ما ضد إيران.
وجاء على لسان فالون ملاحظة أخرى أكثر أهمية عندما قال: (إن استمرار الأخبار المنتشرة هنا وهناك بأن حربا أخرى ستقوم أي لحظة، هذا ما لا نسعى إليه على الإطلاق).
كما نقلت صحيفة الفينانشيال تايمز عن الأدميرال فالون قوله في مقالة أخرى، (يبدو لي أن الكثير من المحللين والكتاب يقضون وقتا كثيرا في الحديث عن هذا الموضوع).
إننا ندعو الله أن يكون هذا هو الحال، وأن الولايات المتحدة لا تسعى من أجل شن حرب جديدة في المنطقة.
لقد تعمدت في مطلع هذه المقالة أن أصف المناورات البحرية بأنها مكثفة، واستخدمت كلمات الهجوم على إيران وضرب إيران، وذكرت صواريخ توماهوك، هذه الكلمات ليست دقيقة، لكنها مضللة ومثيرة. ما قصدته من ذلك هو توضيح كيف تؤدي المبالغة في وصف الوضع إلى تحويل تلك المناقشات إلى عملية دق طبول الحرب.
ماذا لو قلت (إن حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس إنتربرايز ومجموعة السفن والغواصات التابعة لها أجرت جولة من المناورات التدريبية المضادة للغواصات قبالة سواحل باكستان في مطلع الأسبوع الماضي، حيث أنهت حاملة الطائرات مهمتها في المحيط الهندي وتستعد للعودة إلى الولايات المتحدة).
هل تلحظون الفرق. إن ما يدور هنا وهناك عن قرب الحرب ضد إيران ما هو إلا مجرد كلام.
من ناحية أخرى، يقول مارتن وولاكوت في مقال له في صحيفة الجارديان إن أي هجوم على إيران سوف يقوي من شكيمة الصقور في طهران وسنعاني جميعا من العواقب، إن رد فعل إدارة الرئيس بوش المتوقع تجاه تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو القول بأن هذا التقرير يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن عملية الخداع النووي الإيراني مستمرة، وأنه ستكون هناك عواقب لذلك، وكان رد فعل إسرائيل أكثر قوة، وفي نفس الوقت، تدعم كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا الموقف الأمريكي بدرجة أو بأخرى. ينبغي على المرء أن يأمل أن تتواجد بعض العناصر المنزعجة من هذا الوضع. وإلا فإننا جميعا سوف نواجه عواقب وخيمة بل وأخطر مما ستتحمله إيران.
لا يكمن الخطر في الضربة الأمريكية أو الإسرائيلية الوشيكة ضد إيران، لكنه يكمن في انقطاع خطوط الاتصال بين مختلف الدول المعنية، وفي عدم السيطرة على الأحداث في منطقة مازالت تعاني من الأفعال الطائشة. إذا أخذت الولايات خطوة إلى الوراء وقامت بتقييم الوضع بهدوء، بدلا من مواصلة الضغط نحو ساعة الصفر مع إيران، ما الذي يمكن أن تراه؟ سترى أن هناك خطرا كبيرا على مستقبل باكستان ومعه كافة الجهود الغربية في أفغاتستان، وفي منطقة الحدود الباكستانية، وهناك تركيا التي استعدت للقيام بعمل عسكري في شمال العراق، وإسرائيل تضرب هدفا سوريا يمكن اعتبار هذه العملية بمثابة تحذير لطهران بأن مثل هذا العمل يمكن أن يحدث في إيران، حتى وإن لم تقم الولايات المتحدة بالهجوم، هناك أيضا مؤتمر أنا بوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي فشل قبل أن يبدأ، مع استمرار الصراع بين فتح وحماس، وفي نفس الوقت يستشعر كثيرون في المنطقة بأن يدا أمريكية تقف وراء هذا التدهور في الأوضاع.
إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي جعل من التحدي النووي لأمريكا مصدر قوة له لن يخرج من هذا الوضع فائزا. ربما يكون صحيحا أن قليلين من أعضاء النخبة الحاكمة في إيران ممن لا يريدون حصول إيران على الأسلحة النووية، لكن هناك عددا من الشخصيات الكبيرة على استعداد للسير ببطء ودفع القضية إلى المستقبل أي عندما تتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة وبالتالي لن تكون هناك حاجة إلى متابعتها.
ينبغي علينا الاهتمام بما يقوله المنشقون الإيرانيون باستمرار، وهو أنهم يرفضون رفضا قاطعا أي هجوم عسكري على إيران .


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
تركيا والعراق .. تجليات القوة الجديدة

د. باقر النجار
البيان الامارات
تركيا كانت وما زالت أحد اللاعبين الأساسيين في المنطقة العربية والتي ارتبطت بها المنطقة يوم دخلت هي في الإسلام وتبني الناس والدولة فيها الإسلام كدين وعقيدة لغالبية سكانها.


وهي الدولة الوحيدة في التاريخ التي أخضعت المنطقة العربية لسيطرتها قرابة الأربعة قرون استطاب لها البقاء وأثرت فينا وبتنا مؤثرين فيها في فترات ومراحل من حياة المنطقة العربية.


وفي السابق وقبل الحقبة الاسلاموية والتي ما زلنا نعيش بعضا من حالاتها، كنا ولربما ما زال البعض منا ينظر إليها على انها أحد أهم أسباب التخلف العربي وإنها بفعل استعمارها للمنطقة العربية قد حجبته عن مراكز التنوير في العالم الحديث.


بالمقابل فهناك البعض منا من ذوي الاتجاهات الاسلاموية الذين ما زالوا ينظرون إلى تركيا الخلافة العثمانية على انها الطرف الذي حمى المنطقة العربية من الأطماع الاستعمارية الأوروبية. وإن المنطقة العربية جاءت عليها النوائب يوم قررت التخلص من العثمانيين والاحتماء أو كما يفضل البعض أن يقول «الارتماء في أحضان» الأوروبيين!.


وإذا ما كان الأمر هو كذلك في السابق، فإن الشقاق العربي قد تضاعف ودخلت عليه عوامل وأسباب كثيرة بعضها فينا نحن أصحاب الأمر والحق، وبعضها قد تمكن منا بفعل الوهن والاختراق الخارجي.


من هنا فإن تركيا المعاصرة هي ليست تركيا العجوز في أواخر عقود الدولة العثمانية كما إن تركيا من حيث طبيعتها المعاصرة ليست هي بذات الدولة الحديثة التي أقامها أتاتورك. فقد خضعت هذه الدولة منذ ذلك الوقت لتحولات ومرت عليها أحزاب وجماعات، كلها أمور قد غيرت من طبيعتها ومن علاقاتها بمحيطها الإقليمي والدولي..


وتركيا كدولة تمتلك من عناصر القوة البشرية والاقتصادية والعسكرية ما لا تمتلكه أيا من الدول العربية، ألم يسبق لتركيا أن هددت سوريا عسكريا واقتصاديا في أواخر سنين القرن الماضي بسبب استضافتها لزعيم المتمردين الأتراك عبدالله أوجلان.


بالإضافة لذلك إن الاستقرار السياسي الذي شهدته تركيا منذ آخر انقلاب قاده العسكر في العقد الماضي ضد أربكان وتطور عملية الإصلاح السياسي وامساك حزب العدالة والتنمية بالمفاصل الثلاثة للدولة التركية قد منحها قدراً كبيراً من الثقل السياسي والأهمية الاستراتيجية الجديدة رغم تلكؤ دخولها في الاتحاد الأوروبي.


بل إن محاولتها العودة لفضائها الإسلامي بات يعطيها قدراً من الأهمية السياسية على الصعيد الدولي، وهو الأمر الذي لم تكن تحظى به في السابق، أبان حكم الأحزاب العلمانية. وأعتقد ان كل هذه الأمور وغيرها، قد تفسر حالة الصمت التي جاءت على العالم اثر حشدها لأكثر من مئة ألف من الجنود على الحدود الشمالية للعراق بل وتغلغلها المتكرر فيه.


وفي حين التزمت كل الدول العربية موقف الصمت من العمليات العسكرية التركية في شمال العراق اتخذت كل من سوريا وإيران موقف المؤيد من حق تركيا في ملاحقتها لحزبها الكردستاني بما فيه اجتياحها للشمال العراقي..


وإذا ما كانت حالة الوهن وعدم المبالاة وتداخل المصالح قد شكلت الموقف العربي في عمومه فإن الموقف السوري والإيراني قد بني في الأساس على حسابات متعلقة بالداخل فيهما كما هو بدورهما ووضعهما الإقليمي.


وإذا ما كانت الكثير من الأقلام والأصوات العربية قد اشتعلت إزاء التدخلات الإيرانية في الحالة العراقية والتي في بعضها تحمل نزوعا عصبويا شديدا، فإننا نقول إن كلتا الدولتين وبسبب الحالة العراقية الكارثية والانقسام الشديد وغير القابل للجبر في آنيته، بين فئاته السكانية الداخلية لأسباب جلها مصالح سياسية، فإن هذا المعطى قد شكل سياسات كلتا الدولتين نحوه.


وباعتقادي فإنه إذا ما كانت لإيران مطامح في العراق لأسباب سياسية وتاريخية وقد يٌضيف إليها البعض المتغيرات المذهبية. فإن الثراء الاقتصادي لشمال العراق والوجود الكردي والتركماني فيه هي وأسباب أخرى تاريخية وسياسية ومذهبية تشكل بعض المطامح التركية في شماله وإن لم تبح عنها.


وهما، أي تركيا وإيران، ولأسباب متعلقة بالوضع الدولي العام والإقليمي فإنهما قد تكتفيان بحضورهما السياسي الظاهر والعسكري المبطن حتى تحين الساعة. وإذا ما اعتبرت إيران العراق في وضعه الحالي حديقتها الشرقية تغلغل حضورها فيه بمداخل وأساليب مختلفة،


فإن شماله قد مثل الحديقة الجنوبية لتركيا منذ أن ضرب الجيش العراق في حربه الأولى والثانية وحتى قبل سقوط النظام السابق. وتبدو المفارقة في ترك العرب للعراق والعراقيين لأن يحلوا أمره بنفسه إلا من محاولات رفع العتب،


فإن الحضور التركي والإيراني الكثيف في العراق والغياب العربي عنه قد عكس ما يعنيه العراق لهم وغموضه في الحالة العربية. وإذا ما كانت إيران قد وظفت بعض القوى الإسلاموية العراقية لخدمة أهدافها في الداخل العراقي،


فإن لتركيا هي الأخرى ارتباطاتها ببعض القوى الاسلاموية العراقية والتي وإن لم تبح فإنها قد تجد في تحالفها مع تركيا وحدا للتحالف الإسلاموي الآخر المدعوم من قبل إيران، وسبق لتركيا وإن استضافة نهاية العام الماضي مؤتمر «نصرة أهل السنة والجماعة» والذي دعا إليه ما يسمى بإمام الوسطية،


والذي قيلت فيه كلمات لا تزيد الوضع العراقي إلا فرقة وتشرذم وعبر كذلك عن «مركب الطأفنة» والذي لبسه بعض من رجال الدين والساسة وبعض الأكاديميين والخبراء من كلتا الضفتين. كما إن لتركيا مصالح اقتصادية كبيرة مع العراق فبالإضافة لتبادل تجاري يأتي للمصلحة التركية بما يقارب الملياري دولار فإن عدد العمال الأتراك العاملين في العراق يقدر بعشرات الآلاف جلهم في شماله.


كما ان لإيران وتركيا حضورا دبلوماسيا كبيرا ومؤثرا في العراق يقابله غياب عربي واضح على الصعد العراقية المختلفة وإن اعتبرت بعض القوى العراقية، المنطقة العربية فضاء سياسياً واسعاً داعما لها!!، إلا أنه فضاء قد عمل القليل لوقف انحداره المتسارع نحو النموذج الصومالي، بل ساهم في بعض حالاته بقصد عصبوي نحو انزلاقه الحالي.


من ناحية أخرى، وبعيدا عن درجة الاستقطاب السياسي في الساحة العربية التي بات يأخذ منحدرات عصبوية أكثر منها إيديولوجية في تقييمها للموقف التركي والإيراني من الحالة العراقية، إلا إنه يمكن القول إن تركيا كما هي إيران لم تكن تشعٌرا بشيء من الارتياح، مهما كانت طبيعة الطبقة السياسية الماسكة بالدولة فيهما، لوجود عراق قوي.


وفي الداخل التركي فإنه لا توجد اختلافات جوهرية بين القوى السياسية التركية المختلفة من الحالة العراقية. فالمصالح القومية التركية تعلو على أي مصالح آنية أو أيديولوجية أو عصبوية معينة مهما كان حجم الإسطفاف والدعم الذي قد تحصل عليه بعض القوى الاسلاموية العراقية، وهو تحديدا ما يتماثل مع الموقف الإيراني من الحالة العراقية.


من هنا فإن حشد أكثر من 100 ألف جندي تركي قد لا يعني تأهبا لاجتياح تركي محتمل للشمال العراقي وإنما هو عامل وخز في الخاصرة الأميركية اللينة في العراق للحصول على مزيد من التنازلات الأميركية والعراقية للدولة التركية الجديدة التي تحلم في أن تعيد أحلام تركيا في المنطقة العربية وإن كان ذلك بشكل وإستراتيجية جديدة.


فتركيا لن تغامر وتدخل في حرب عصابات في الشمال العراقي دون أخد الموافقة والدعم الأميركي، وهو إن تم فإنه قد يأتي بفاتورة قد لا يقوى النظام التركي على تحملها خصوصاً وإن تركيا تعتبر ثاني أكبر حليف بعد إسرائيل لأميركا في الشرق الأوسط من حيث المساعدات العسكرية والدعم والاستثمارات الاقتصادية.


وخلاصة قولنا إن ضعف الحالة العربية المشرقية والتي جاءت بفعل الحرب العراقية الإيرانية والاحتلال العراقي للكويت وأخيرا الاحتلال الأميركي للعراق قد قاد لقدر من التنافس وكذلك التعاون بين القوتين الإسلاميتين التقليديتين في المنطقة:إيران وتركيا حيث باتتا تمثلان القوتين الأكثر تأثيراً في الحالة العراقية.


بل إن عودة توظيف بعض المصطلحات التي لا تخلو من نزوع عصبوي ولربما نوازع شوفينية مريضة «كالصفوية» لا يكتمل إلا بمقابلته «بالعثمانية». فتركيا لم تعد قوة سياسية محايدة، بل إنها وبفعل تحالفاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والدينية إن لم تكن كذلك الأثنية قد أصبحت تمثل أحد أهم القوى الإقليمية في المنطقة


وبالتالي المشكلة لنمط جديد من العلاقة مع محيطها العربي. ومع ذلك فإن الوجود الإيراني والتركي في العراق لن يقود لصراع معلن بينهما لحاجة كل منهما للآخر، وهو الأمر الذي سيستمر لبضعة عقود حتى يعود الوعي الغائب لأهله، وبعد أن يدرك الخلق إن مصالح الوطن والأمة يجب أن تدرك قبل مصالح الطائفة والجماعة. والله من وراء القصد.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
هل بقي شيء فـي العراق لم يسرق؟!!!
د. عمر الحضرمي
الراي الاردن
في 25/11/2002 اجتمع مجلس الامن الدولي، واصدر قرارا حمل الرقم 1443. يدعو الى استرجاع كل القطع الاثرية التي سرقت من بغداد ومن غيرها من مدن العراق ... على اثر تكرم الولايات المتحدة الامريكية بتحرير العراق وتصدير الديمقراطية اليه. وبعد ان عاثت اطراف الاستقواء الدولي في ارض ما بين النهرين تدميراً و تكسيراً، وفساداً وإفساداً، وتقسيماً وتقزيماً وقتلاً وتقتيلاً.

في الايام الاخيرة اعلنت المصادر المختصة بالاثار والمنظمات الثقافية والعلمية الدولية وعلى رأسها منظمة اليونسكو ان العبث والسرقة والنهب قد لحقت باثني عشر الف موقع اثري في العراق؛ علما بان هذه المواقع لم تعين لها سلطات الاحتلال الطيبة والقادمة على جياد الحضارة والعلم والتقدم والحداثة والديمقراطية والاخلاق والخير، الا 1400 رجل يحرسونها. اي ان كل رجل كان يحرس ثمانية أو تسعة مواقع اثرية في ذات الوقت.

وقالت التقارير العالمية إن يد النهب والسرقة قد امتدت الى 170 الف قطعة اثرية عراقية. كما لحقت الاضرار باكثر من 150 الف قطعة اخرى... وان هناك 5 الاف ختم اسطواني ومجموعات حلي ذهبية تعود لالاف السنين قد اختفت. وان 13 متحفاً عراقياً قد طالته يد اللصوص، وذلك في اكبر سرقة آثار شهدها التاريخ الانساني منذ بدء الخليقة.

لا نملك هنا الا ان نربط على قلوبنا ورؤسنا بقطع من الحبال ونشدها حتى لا تنفجر. لا نملك الا ان نقول لقد ارادت الادارة الامريكية بكل صلف وسابق نية وترصد وعمد، ان تدمر كل شىء في العراق. وإلا فما تفسير هذا الذي يحدث؛ مئات من العلماء واساتذة الجامعات والمفكرين والمثقفين قد سرقت ارواحهم او هجروا او نفوا من الارض او منعوا من التفكير بعد ان مورست ضدهم كل وسائل الارهاب الحديث التي ابتدعتها الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها من دول محاور الشر. وإلا ما تفسير ان ينشغل العراقيون ابناء حمورابي والملوية وابي جعفر المنصور والامين والمأمون وهارون الرشيد واحفاد ابي نواس وسكان سامراء وبغداد التاريخ، والبصرة التي اعطت للانسانية اسماء واسماء، ينشغلوا بالاستنجاد والتسول على ابواب الامم المتحدة وغيرها. وإلا ما تفسير ان ينشغل العراقيون بالبحث عن الرغيف وهم ينامون على كنوز من النفط ويتفيأون تحت ملايين النخل ويمر بارضهم نهران عظيمان. وإلا ما تفسير ان ينشغل العراقيون، كل يوم، باحثون عن دقيقة أمن أو ثانية هدوء. وإلا ما تفسير ان يمضي العراقيون كل العراقيين يومهم وهم يبحثون عن بقعة ارض يدفنون فيها قتلاهم..

من العراق سرق الامن وسرقت كل قطرة من النفط حتى اننا لا نعرف كم ينتج منه يومياً وبكم يباع واين تصرف ايراداته. من العراق سرق النوم من الجفون، وسرقت الفرحة من عيون الاطفال، وسرقت الوحدة بين اطراف الوطن الذي مزق اشلاء واشلاء، وسرق التاريخ، وسرقت الجغرافيا، وسرقت المقامات، وسرقت ثياب ابي نواس وعمامة ابي جعفر المنصور، وسرقت هوية الدولة، وشعار الدولة ومعنى الدولة وسيادة الدولة.

حقيقة سؤال ملح ومرعب، هل بقي شىء في العراق لم يسرق!!!! .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
نحو حل سلمي للمسألة الكردية
محمد نورالدين
الخليج الامارات
رغم تكرار مسؤولين أتراك، ومن بينهم رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، أن تركيا تحتفظ بخيار العملية العسكرية “التي تقترب”، حسب قوله، ضد حزب العمال الكردستاني فإن القناعة السائدة أن هناك ميلاً داخل تركيا لمقاربة المسألة الكردية على نحو مختلف لا يستبعد الضربات العسكرية، لكنه يرى أن الحل النهائي والشامل إنما يتحقق عبر خطوات سياسية واجتماعية واقتصادية.

وبرز الميل السلمي لدى أردوغان أولاً باقتراحه “حلاً شاملاً” للمسألة من دون تحديد ماذا يقصد بالحل الشامل، وإن كان يشار إلى احتمال صدور عفو عام أو جزئي عن مقاتلي حزب العمال الكردستاني على الأقل ممن لم يكونوا اعضاء في الحزب قبل العام 1999 تاريخ اعتقال زعيمه عبدالله أوجلان. وثانياً موقف أردوغان المعارض لاحتمال حظر حزب المجتمع الديمقراطي الكردي المتمثل في البرلمان ب 21 نائباً، وقد رفعت دعوى بهذا الخصوص وافقت على فتحها المحكمة الدستورية وتطالب بحظر الحزب كاملاً وليس فقط سجن بعض نوابه وقادته.

ويرى أردوغان أن حظر احزاب في السابق لم يؤد ألا لالتحاق حتى النواب الهاربين بحزب العمال الكردستاني، فيما يقول نائب رئيس الحكومة جميل تشيتشيك إن حظر حزب المجتمع الديمقراطي سيخدم حزب العمال الكردستاني في تعميق الشرخ بين الأتراك والأكراد، ولا سيما بعدما نجح حزب العدالة والتنمية في كسب نصف السكان الأكراد في انتخابات 22 تموز/يوليو الماضي.

وجاء التعبير الرسمي الثاني عن خيارات غير عسكرية من جانب رئيس الجمهورية عبدالله غول، الذي قال إنه يجب مقاربة المسألة بطريقة عقلانية ودم بارد وواقعية، وإن حل المسألة يتطلب سياسات بناءة وشاملة. ويقول غول انه يجب التحرك برؤية الخبير السياسي والعسكري.. وفي ذلك يدخل تدبير انهاء البيئة التي تنتج إرهابيين وإلا فإن الفشل في انتظارنا. كل هذه التعابير التي استخدمها غول تصب في اتجاه استبعاد الخيار (وليس الحل) العسكري. ومع أن قادة الجيش التركي عوّدونا على سياسات كردية متشددة عندما يكونون في السلطة، فإن الجيش التركي لا يقف في هذه اللحظة خارج “الميل السلمي” للحل وإن ليس بشكل متطابق مع السلطة السياسية. فقائد القوات البرية الجنرال ايلكير باشبوغ تحدث مفصلاً عما يمكن أن يسمى رسائل في اتجاهات مختلفة.

يقول باشبوغ إن 75 في المائة من عناصر حزب العمال الكردستاني هم بين 20 و30 سنة وان 75 في المائة من هؤلاء كانوا عاطلين عن العمل .اي ان الكرة في ملعب الحكومة لاتخاذ إجراءات اقتصادية واجتماعية وأن للمسألة بعداً آخر غير عسكري.

ومع أن باشبوغ والعسكر عموماً لا يؤيدون عفواً عاماً، فإنهم لا يعارضون عفواً عمن لم يشارك من عناصر الكردستاني في عمليات عسكرية ضد الأتراك. كما دعا باشبوغ إلى الصبر في التعاطي مع المسألة الكردية.

ويمكن إضافة بعض الأهمية إلى كلام باشبوغ أنه سيكون رئيس الأركان المقبل في نهاية صيف ،2008 بعد تقاعد الرئيس الحالي ياشار بويوك انيت.

تتحرك المسألة الكردية في الداخل التركي أكثر مما تشهد من تطورات في الخارج. فالعمليات العسكرية المحدودة لن تتوقف ضد شمال العراق، لكن التحدي الذي تواجهه انقرة ولا سيما السلطة السياسية يتصاعد في الداخل. وهو تحدّ مزدوج يتمثل في ضغوط المؤسسة العسكرية من جهة وضغوط المؤسسات التي تعتبر امتداداً للمؤسسة العسكرية أي القضاء والمحكمة الدستورية لحظر حزب المجتمع الديمقراطي.

هذا خلق وضعاً غير مريح لحكومة أردوغان التي تسعى للخروج من مناخ التعبئة والاستنفار للعودة إلى استئناف الاصلاح السياسي، ومن ذلك الانتهاء من إعداد مسودة الدستور الجديد الذي سيكون التحدي الأكبر أمام حزب العدالة والتنمية في المرحلة المقبلة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
تركيا الجديدة
:احمد عمرابي
البيان الامارات
يمكن أن نطلق عليه «هيكل» التركي. هذا هو المفكر الاستراتيجي التركي أحمد دافوتغلو. وكما كان محمد حسنين هيكل المستشار الأكبر للرئيس جمال عبدالناصر فإن دافوتغلو هو الشخصية العبقرية التي يسترشد بها زعيم «حزب العدالة والتنمية» ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان في وضع أهداف وتحركات سياسته الخارجية،


وإذا توقفنا عند التوجهات الفكرية الجيو ـ سياسية لهذه الشخصية الفريدة فإننا ندرك إلى أين تتجه تركيا. منذ مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى قبل بضع سنين تحسب بأصابع اليد الواحدة ظلت تركيا في نظر الشعوب العربية مجرد دولة تابعة وعميلة للولايات المتحدة وحليفا ثابتا لإسرائيل، لكن هذه الصورة أصبحت آخذة في التغير منذ أن تولى السلطة حزب أردوغان قبل خمس سنوات.


حزب العدالة والتنمية لا يمكن وصفه بأنه حزب إسلامي على غرار «الإخوان المسلمين» في مصر وغيرها من البلدان العربية الأخرى. لكن جمهور الناخبين الذين حققوا له أغلبية ساحقة وكاسحة في الانتخابات البرلمانية في دورتين متتاليتين كانوا دون شك يدركون أنه حزب ذو منطلقات إسلامية يؤمن بالوسائل الديمقراطية السلمية


وأنه يهدف بواسطة هذه الوسائل إلى إعادة الاعتبار للهوية الإسلامية للشعب التركي. ويجوز من هذا المنظور أن نعتبر «العدالة والتنمية» النقيض النظري للأتاتوركية التي أرادت محو هذه الهوية مضموناً وشكلاً، من هذا المنظور أيضاً فإن فكر أحمد دافوتغلو هو القوة الدافعة لهذا التوجه.


ليس معنى هذا أن دافوتغلو ابتكر أفكاراً فرضت على جمهرة الشعب التركي بواسطة حزب أردوغان الحاكم، وإنما المغزى هو أن هذا المفكر الإسلامي استطاع أن يتلمس شعوراً عاماً متنامياً في أوساط الفئات الشعبية يعكس رغبة عارمة في العودة إلى أصول الهوية فوجد نفسه يتجاوب مع هذا الشعور وما تمت ترجمته إلى أفكار براغماتية.


تقول مجلة «إيكونومست» اللندنية أن كلاً من أردوغان ورفيقه رئيس الجمهورية عبدالله غول يخاطب دافوتغلو بلقب «الخوجة» والذي يعني باللغة التركية كما نعلم «المعلم»، وتفيد المجلة أن قادة حزب العدالة والتنمية اجتذب اهتمامهم هذا المفكر الأكاديمي خلال منتصف عقد الثمانينات من خلال مقالات صحافية نشرها عن الإسلام والغرب.


ومما يروى أن وزير خارجية تركيا الحالي علي باباكان الذي يعتبر خليفة أردوغان في المستقبل يصطحب معه دافوتغلو في أسفاره على الدوام. ولد دافوتغلو لأسرة تعمل بالتجارة اشتهر أعضاؤها بالتدين والسلوك الأخلاقي القويم رغم أنها كانت أسرة موسرة.


وتلقى تعليمه العالي في جامعة ألمانية في اسطنبول، وظلت مقالاته الصحافية تدور حول تساؤل أساسي: لماذا تستورد تركيا أفكارها من الغرب؟ ولماذا لا تنجب مفكرين أتراكاً ذوي توجهات فكرية أصيلة؟


ومن المفارقات أن مماطلة دول الاتحاد الأوروبي في الاستجابة لطلب تركيا دخول عضوية الاتحاد وكأنها لا تعتبر دولة أوروبية كان من شأنها حفز القوى الشعبية التركية على إدارة ظهرها لأوروبا المسيحية وإيقاظ مشاعر العودة إلى الهوية الإسلامية الأصيلة عوضاً عن مناشدة أو تكالب نحو الاتحاد الأوروبي لقبول تركيا ضمن الأسرة الأوروبية.


تركيا تعيش الآن مرحلة تغيير حضاري ينعكس على حزب العدالة والتنمية الحاكم كتوجه استقلالي للدولة التركية في ساحة العلاقات الدولية ممتزج بشعور قوي بالانتماء إلى العالم الإسلامي، وهذه فرصة يهيؤها التاريخ للدول العربية والإسلامية للتجاوب مع دولة مسلمة عملاقة في ظرف دولي عصيب باتت فيه الشعوب الإسلامية أحوج ما تكون إلى التضامن والتكتل في مواجهة الغرب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
ايران تنتقم من شيعة العراق
طــلال معروف نجم
واع
كل الدلائل التي تجري على الساحة العراقية , تشير الى ان ايران هي من تدير الاقتتال الشيعي الشيعي في البصرة وكربلاء وباقي محافظات الجنوب والفرات الاوسط . فأيران الشوفينية تضمر عداءا دفينا للعشائر العربية الاصيلة التي تحتضن الفرات . مرده الاسباب التالية :
1/ عولت ايران في حرب السنوات الثماني التي شنتها على العراق على العشائر العربية, بالتمرد والعصيان ضد النظام السابق, على نظرية ان جل الجيش العراقي كان بقادته وأفراده من الشيعة, وهذا يعني بمنظورها الضيق سيرجحون كفة العسكرية الايرانية.
2/ ضخت ايران الى محافظات الجنوب والوسط , مع أنسحاب الجيش العراقي من الكويت , بآلاف المقاتلين من الحرس الثوري الايراني, ليشعلوها فتنة راح ضحيتها الابرياء من ابناء شعبنا في المحافظات المذكورة . إثر انتقام النظام السابق منهم , لوقوف المغرر بهم والسذج مع أغراءات وغيبيات الحرس الثوري الايراني . فلم تأت النتائج بأتجاه طموحات ايران.
3/ أشعلت ايران مجتمعة مع القوى التكفيرية والوافدة من خارج العراق من مسلحين حاقدين على وحدة العراق , وعلى الالفة التي جبل عليها الشعب العراقي بشيعته وسنته, فتنة طائفية مكشوفة , إثر تفجيرات المراقد المباركة في سامراء, بالايدي الاجنبية الحاقدة. باركتها ايران وجعلت منها نقطة الانطلاق لحرب , خططت لها ان تقضي على كل العناصروالعشائر العربية بسنتها وشيعتها . ليتسنى لها السيطرة على هذه المحافظات بالعنصر الايراني, الذي يشاع بأنه يتواجد حاليا في العراق بالالاف وتقديرات أخرى تقول قد يزيد على المليوني ايراني . ولما لم تأت الرياح بما تشتيهه النفس الفارسية الشوفينية, كان العداء قد ترسخ في قلوب حكام طهران تجاه شيعة العراق العروبيين الاصلاء .
أذن .. لابد لايران من أن تنتقم من شيعة العراق , لانهم رفضوا ان يلبوا أطماعها. فما يجري الان من اقتتال شيعي شيعي بين الميليشيات وابناء العشائر العربية في الجنوب والفرات الاوسط , ماهو الا فتيل أوقدته الشوفينية الفارسية . والا بماذا يفسر الاقتتال على عوائد المراقد الدينية في كربلاء والنجف؟. وهي المراقد التي ظلت عبر عقود وعقود مضت . تحت قيادة عوائل الاشراف من تينك المدينتين المقدستين , تنتقل قيادة ادارتها اسبوعيا بين عوائل لها مكانتها واحترامها .
انها الحرب التي اشعلتها ايران . ونسيت الميليشات , انها العوبة بيد الحرس الثوري الايراني . فكل الميليشيات تغذى بالمال من مصدر واحد هو ايران . فأين الاخلاص من دولة تنثر المال على كل المسلحين دون استثناء ؟ .
talalmn@yahoo.com

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
الديموقراطيون يتنكرون للتقدم في العراق
تشارلز كراوثامر
القبس الكويت
تحول الحال بالنسبة للولايات المتحدة في العراق على مدار الأشهر القليلة الماضية من مؤشرات الهزيمة إلى مؤشرات النصر، بالنظر إلى تراجع معدلات العنف والتحولات التي شهدتها التحالفات السياسية، وعودة الحياة إلى طبيعتها في العديد من المدن هناك، ما يدل على أن ثمة شيئا مهما يحدث. رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، وهي من منتقدي الحرب، ترفض الإقرار بما يتحقق في العراق. فقد صرحت قبل أسبوعين ماضيين: 'هذا لن يجدي.. وعلينا الرجوع عنه'، أو بمعنى آخر الانسحاب و'الهروب من الميدان'، وهو ما يعد به كل مرشح رئاسي ديموقراطية، بفارق وحيد هو مدى سرعة هذا الانسحاب.
إن عدم اعتراف مرشحي الرئاسة الديموقراطيين بحقائق الواقع على الأرض العراقية لهو أمر يثير العجب. هؤلاء يزعمون أن أميركا لم تبلغ أهدافها السياسية، المتمثلة في إجراءات تشريعية من قبل حكومة بغداد. وأن هذه الأهداف مبالغ فيها. وأن ما تحقق حاليا من تقدم سيضيع هباء في غياب المصالحة الوطنية بتشريعات من المركز.
القائد الثاني في العراق الجنرال رايموند أودييرنو قال إن الحكومة المركزية في العراق تحتاج إلى استغلال هذه الفرصة التي تحققت بفضل استراتيجية القوات الإضافية لبلوغ المصالحة السياسية، والدفع بقادة الفصائل المختلفة- الأكراد والسنة والشيعة، للتصدي بجهود صادقة لمسائل شائكة مثل الفدرالية واجتثاث البعث والعوائد النفطية.
فهل نسي المنتقدون الحجج التي ساقوها 'تشكيكا' في جدوى وضع الأهداف السياسية الرسمية، مثل انتقال السلطة في عام 2004، وعقد انتخابات في عام 2005، والتصديق على الدستور، وجميعها كان من المفترض أن تكون نقاط تحول تأتي بالأمن والاستقرار لكن نسفتها تفجيرات سامراء في فبراير 2006 وأدت إلى موجة من أعمال العنف وما يشبه الحرب الأهلية. لقد تعلم الأميركيون أهمية الربط بين الأهداف السياسية والاستقرار الحقيقي، وهو ما يجعل المنتقدين يتحولون إلى النقيض الآن، مدعين أن الأهداف السياسية هي الأساس، في حين أن الأهداف السياسية وحدها غير قادرة على تحقيق النجاح في العراق. لذلك، فمن الحماقة التخلي عن الطريق الذي يؤدي إلى ذلك النجاح عندما يظهر طريق مختلف، أكثر وعورة لكنه لا يزال في المتناول، ومن الواضح أنه يؤتي ثماره.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
'الجرعة' الأميركية من اللاجئين العراقيين تزداد

من صحافة العالم
القبس الكويت
أقلت الولايات المتحدة، جوا، قبل عقد من الزمن قرابة ألفي كردي عراقي للأمن وإعادة التوطين في الولايات المتحدة ممن سبق لهم العمل مع منظمات أميركية وكانوا يفرون بحياتهم خوفا من ثأر صدام حسين منهم، وقال المسؤولون حينها إنهم كانوا يشعرون بالتزام أخلاقي نحوهم بالنظر إلى الخدمات التي قدموها للولايات المتحدة.
هذا المنطق يجب أن يطبق على اللاجئين الفارين من الحرب الجارية في العراق. لكن رغم كل ذلك وطوال أكثر من العامين، لا تزال واشنطن لا تقدم إلا الكلام المعسول حول الحاجة لمساعدة آلاف العراقيين من الذين خاطروا بحياتهم بالعمل مع الولايات المتحدة منذ الغزو في عام 2003 وتبقى حياتهم معرضة للخطر رغم التحسن الذي طرأ على الوضع الأمني أخيرا.
هؤلاء العراقيون يزيد عددهم على مليوني لاجئ في البلدان المجاورة، ومليونين آخرين من النازحين داخل العراق، في حين أن الولايات المتحدة لم تقم بوضع أي نوع من البرامج الخاصة التي استخدمتها لتقديم المساعدة من قبل للأكراد وللاجئين الفيتناميين في السبعينات ولألبان كوسوفو قبل ثمانية أعوام ماضية.
عدد اللاجئين العراقيين الذي سمح لهم بدخول الولايات المتحدة أخيرا شهد زيادة إلى حد ما، حيث سمح بدخول ما يربو على 1.600 في العام المالي الذي انتهى 30 سبتمبر الماضي، وهو أقل من معدل 7.000 حسب ما كان متوقعا لكنه على أي حال أفضل كثيرا من معدل أقل من المائتين في العام في السنوات الماضية.
اللاجئون العراقيون في الولايات المتحدة، ومثل الفيتناميين من قبلهم، قد يشكلون جسرا اقتصاديا وثقافيا أميركا في أمس الحاجة إليه بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط. ورغم تغير أحوال الزمن بعد الحادي عشر من سبتمبر كما تتذرع الإدارة، فإن الحاجة إلى مراعاة الأصول والشيم الأميركية لم تتغير.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
عودة المهجرين العراقيين
حميد المالكي
الراي الكويت

بعد النجاحات الملموسة والواضحة لخطة فرض القانون عاد إلى العراق خلال أقل من شهر أكثر من 46 ألفا كانوا قد هاجروا إلى خارج العراق بسبب تردي الوضع الأمني. اضافة إلى عودة مئات العوائل المهجرة في داخل العراق إلى منازلها في مناطق الدورة والغزالية والعامرية وسبع البور وغيرها، وازدانت الساحات العامة في العاصمة وفي تقاطعات الشوارع بالمساحات الخضراء والورود والزهور والنافورات وعاد شارع أبي نواس إلى سابق عهده وشهد شارع المتنبي، شارع الثقافة والمعرفة احتفالاً رسمياً وشعبيا بمناسبة بدء حملة إعماره من جديد كما شهد فعالية ومعرضاً للصور وأغاني تراثية، ثم شهد احتفالاً كبيراً نظمته مؤسسة المدى» بمناسبة ذكرى الروائي العراقي الراحل غائب طعمة فرحان قدمت خلاله مسرحية خمسة أصوات وهي احدى روايات فرحان.
عاد المهجرون من سورية والأردن الشقيقتين ولسان حالهم يقول: ما أكثر الاخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل. عادوا وهم في أشد حالات الفرح والبهجة لسببين: الأول لأن العراقي يكره الاغتراب عن وطنه وهو كالسمكة لا تفارق موطنها في النهرين الخالدين دجلة والفرات، والثاني لفشل المؤامرة الطائفية السياسية حين فشل زنادقتها الأوغاد من تحويلها إلى طائفية اجتماعية، وذلك بوحدة العراقيين وتجانسهم ووطنهم الذين يذوبون به كشعب واحد لا يقبل التجزئة والتقسيم لأي سبب كان فالوطن للجميع والدين لله.
وفي مقابلات ولقاءات مع المهجرين العائدين الذين أبدوا شكرهم وارتياحهم لكل من سورية والأردن اللتين فتحتا حدودهما لتحتضنهم كالأم الحنون رغم امكاناتهما المادية الضعيفة، فالبلدان يعانيان من شحة مواردهما المادية الطبيعية والمالية ومن ضعف اقتصادهما، ولكنهما مع ذلك كله اقتسما رغيفهما مع أخوانهم العراقيين. ورافق تدفق العائدين زيادة خيالية في ايجارات البيوت وأسعار الأراضي السكنية حيث بلغ سعر المتر المربع الواحد في مناطق مثل الجادرية والكرادة والمسبح إلى مليون دينار عراقي للمتر المربع الواحد وهذا يتطلب من الحكومة الاسراع بتنفيذ مشاريعها لبناء الوحدات السكنية بشكل عمودي والتدخل
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
المقاتلون الأجانب في العراق من الدول الحليفة
ريتشارد أوبل
القبس الكويت
2007 معظم المقاتلين الأجانب، الذين يتسللون إلى العراق، يأتون من دول حليفة للولايات المتحدة وحربها ضد الإرهاب.
وتعد كل من المملكة العربية السعودية وليبيا من الدول المتحالفة مع واشنطن في مكافحة الإرهاب، غير أنهما المنبع الذي قدم منه 60% من المقاتلين الأجانب في السنة الماضية لتنفيذ هجمات انتحارية في العراق، وتمويل بقية الهجمات.
إن قاعدة البيانات هذه جرى رصدها بعد عثور الجيش الأميركي في سبتمبر الماضي على مجموعة من الوثائق والحاسبات الإلكترونية في غارة شنها قرب منطقة سنجار قرب الحدود العراقية - السورية، حيث استهدف مسلحا يعتقد بمسؤوليته عن نقل غالبية المسلحين الأجانب إلى داخل العراق.
أهم ما كشفت عنه تلك الوثائق تمثل بالمعلومات الشخصية عن أكثر من 700 من المقاتلين الأجانب الذين تسللوا إلى العراق منذ أغسطس سنة 2006 حيث كشفت عن لوائح بأسمائهم والأماكن التي قدموا منها. وفي الوقت الذي تظهر الوثائق كيف تسنى للتمرد أن يظل قويا في العراق، فإن المسؤولين الأميركيين قدروا مدى تدفق المسلحين الأجانب في النصف الأول من السنة الجارية بما يتراوح بين 80 إلى 100 مسلح شهريا، في حين بلغ عددهم الصيف الماضي 60 مسلحا يدخلون العراق كل شهر، وقد تقلص العدد ليبلغ الشهر الماضي 40 فقط.
السعوديون احتلوا المرتبة الأولى في نسبة المقاتلين الأجانب المتسللين إلى العراق حيث وصلت نسبتهم إلى 41%. وقاعدة البيانات التي توافرت لدى الاستخبارات الأميركية أظهرت أنه على الرغم من تزايد الجهود الحكومية السعودية للجم المتطرفين فإن المقاتلين ما زالوا يتدفقون من المملكة لشن الهجمات الانتحارية التي كانت منها هجمات ال 11 من سبتمبر ، حيث كان عدد السعوديين الانتحاريين قد بلغ في هذه الهجمات 15 من أصل 19 مهاجما.
أما نسبة الليبيين فقد بلغت 18%. ونسبة المقاتلين الأجانب لا تتجاوز في مراكز الاعتقال الأميركية في العراق أكثر من 1.2%، بواقع 290 معتقلا من أصل 25 ألف معتقل عراقي يشكل العرب السنة أربعة أخماسهم. وحدود العراق مع سورية كانت المدخل الرئيس لعبور المقاتلين إلى الأراضي العراقية، وفقا لمسؤولين أميركيين أوضحوا أن أكثر هؤلاء يأتون عبر محافظة الأنبار غربي البلاد.
إن التمرد الذي أظهرته العشائر السنية في هذه المحافظة ضد المجاميع المسلحة المتطرفة دفع مقاتلي هذه المجاميع إلى تركيز جهودها في استقطاب المقاتلين الأجانب من مناطق شمال نهر الفرات على طول الحدود السورية. ويؤكد مسؤولون، بناء على قاعدة البيانات التي حصلوا عليها في سنجار، أن خلية سنجار، التي أغار عليها الجيش الأميركي كانت المسؤولة عن استقطاب المقاتلين الأجانب إلى العراق على طول الحدود مع سورية من منطقة القاسم في الأنبار، وامتدادا إلى الشمال وصولا إلى تركيا في مساحة تصل إلى نحو 200 ميل.
وبحسب وثائق سنجار أيضا، فإن 39% من المقاتلين الأجانب جاؤوا من شمال أفريقيا، وهي نسبة أكبر بكثير من التقدير السابق الذي كان يقدر عددهم بنسبة تتراوح بين 10% و 13 . وتحتل ليبيا الصدارة بين الدول الأفريقية في هذا المجال.
وبينما كان الأميركيون يقدرون نسبة المقاتلين السوريين واللبنانيين في العراق ب20% فإن وثائق سنجار أظهرت أن نسبة المقاتلين السوريين لا تتجاوز 8% في حين لم يكن أي لبناني مدرجا في هذه الوثائق. كما لم تدل الوثائق على وجود مقاتلين أجانب من إيران التي تدأب الولايات المتحدة على اتهامها بإرسال قنابل متطورة إلى العراق ودعم المليشيات الشيعية وتمويلها.
الجدير بالذكر انه لا يوجد في سجون القوات الأميركية في العراق سوى 11 إيرانيا.
هذا ويعتقد المسؤولون في الجيش الأميركي أن نصف المقاتلين الأجانب المتسللين يصبحون مهاجمين انتحاريين، وأن 90% من الهجمات التي تستخدم فيها القنابل تحمل من خلال هؤلاء المقاتلين. الجيش الأميركي يقول انه 'قطع رأس القاعدة في العراق'، ولكن الذيل ما زال موجودا. ومن البوادر المشجعة قيام مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بإصدار فتوى الشهر الماضي أدانت الجماعات التي ترسل الشباب السعودي عبر الحدود للقيام بأعمال لا علاقة لها بالإسلام.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
الكويت حجر الأساس في سياسة الولايات المتحدة الخليجية شبح إيران المستقوية الخطر الأكبر على الكويت (7) الحرب العراقية الايرانية
ديفيد بولوك
القبس الكويت
إذا كانت الكويت تشعر اليوم بانها في منأى عن خطر العدوان العراقي، واذا كانت لا تشعر بالقلق من شبح هجوم ايراني مباشر، او من خطر على الامن الداخلي، فانها عرضة لتهديدات غير مباشرة لاتقل خطورة، وربما تكون الكويت الاكثر تأثرا في انعكاسات ما يجري في العراق، من بين كل جيرانه، سواء اكان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر، مقصود او غير مقصود، والتي من اهمها زيادة نفوذ وطموح ايران الاقليميين.
وتتركز مخاوف الكويت على تجدد التحريض الطائفي من قبل النظام الايراني، فضلا عن اسباب اخرى ذات صلة بسياسات القوة تبدأ بالضغط حول حقول نفطية متنازع عليها، وخطوط الملاحة والطاقة والسياسات الاخرى وجيران آخرين والنزعة الايرانية للهيمنة الاقليمية.
علاقات متعسرة
تعتبر علاقات الكويت المتعسرة مع ايران تكذيبا للمثل العربي المعروف 'عدو عدوي صديقي'. فبعد عام على اندلاع الثورة الاسلامية في ايران وحين شن صدام حسين الحرب على ايران، ادى الدعم المالي الكويتي الكبير للعراق الى اثارة استياء الايرانيين.
ويبدو ان ايران هي التي رعت عمليتي تفجير في الكويت عام 83 ومحاولة لاغتيال امير الكويت عام 1985، اضافة الى سلسلة اخرى من التفجيرات خلال عامي 86 و87، وقد ادى تصعيد ايران التدريجي للهجمات على منشآت وناقلات النفط الكويتية الى اضطرار الكويت لرفع العلم الاميركي على ناقلاتها لحمايتها من الهجمات الايرانية.
الود أيام خاتمي
ولكن خلال عام او يزيد من انتهاء الحرب، حدث الغزو والاحتلال العراقي للكويت. وقد سارعت طهران للتنديد بهذا الغزو ولكنها لم تشارك في الحملة الاميركية لتحرير الكويت. وقد سعت الكويت للحصول على الدعم الايراني لمواجهة العدوان العراقي، من دون نجاح يذكر، حتى عام 2001 حين عرضت الكويت 'تقديم اعتذار' لمساندتها العراق خلال حرب الثماني سنوات (وفقا لوكالة الانباء الايرانية الرسمية). وقد بدأ الدفء في العلاقات يدب بين البلدين بعد تولي الرئيس محمد خاتمي السلطة في ايران واطلاقه 'حملة لكسب ود' العالمين العربي والغربي، بما في ذلك زيارة غير مسبوقة له للمملكة العربية السعودية وتوقيعه اتفاقية صداقة معها. ومنذ ذلك الحين، ظلت تعقد اللقاءات بين زعماء البلدين بما في ذلك لقاءات قمة، وصدرت عنها بيانات غامضة حول الصداقة والتعاون الاقليمي.
وعلى المستوى العملي، حدث القليل من التعاون على المستوى الاقتصادي او غيره بين البلدين، فقد وصل حجم التبادل التجاري عام 2005 الى 400 مليون دولار بعد ان كانت 100 مليون دولار قبل عقد مضى.
وقد أدى الخلاف بين البلدين حول حقل الدرة للغاز، الى احباط كل الاحاديث عن مشاريع النفط والغاز المشتركة.
خيارات ممكنة
لقد أدى اسقاط نظام صدام عام 2003 وما تبعه من اضعاف لقوة العراق وزيادة النفوذ الايراني، الى ايجاد أرضية جدية للكويت كي تعيد النظر في هذا التوجه، لكن ليس من الواضح مدى أو اتجاه هذا التقييم، إما بمواجهة القوة المتصاعدة لإيران أو التعايش معها وإما مزيج من الاثنين.
ومن المثير للاهتمام ان رئيس الوزراء الحالي الشيخ ناصر المحمد سبق له ان عمل سفيرا في طهران طوال السنوات العشر التي سبقت سقوط نظام الشاه (1968 ـ 1979)، ويجيد الفارسية، إضافة إلى الانكليزية والفرنسية والعربية.
وليس من السهل التكهن بتأثير تجربته في طهران على تفكيره اليوم، لكن المنطق يشير الى ان اندلاع الثورة الإسلامية الذي تزامن مع مغادرته طهران، ولم يترك انطباعا طيبا لديه.
وقد أشار مسؤولون كويتيون بارزون في مناسبات مختلفة الى خطر قيام ايران باثارة المتاعب، لا سيما الطائفية منها. ففي منتصف عام 2004 وبعد لقاء عقد بين مسؤولين في السفارة الايرانية وناشطين كويتيين من الشيعة، وصف وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح ايران بأنها تمثل 'تهديدا استراتيجيا للخليج'. وفي أواخر عام ،2006 أوردت 'مجموعة دراسة العراق' في تقريرها ان 'سفراء من الدول المجاورة (للعراق) ابلغوها انهم يخشون من تمردات شيعية ـ بإيحاء من إيران ـ في الدول التي تحكمها أنظمة سنية'.
وفي منتصف عام ،2007 احتج مسؤولون وبرلمانيون كويتيون بشدة على ضرب احد الدبلوماسيين الكويتيين في طهران، اضافة الى بيان آية الله حسين شريعتمداري الممثل الشخصي للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية ومدير مؤسسة كيهان بأن 'البحرينيين يريدون العودة إلى أحضان الوطن الأم (الشيعي)'، وبأن مجلس التعاون الخليجي كله ليس سوى 'منظمة مصطنعة'.
وفي سبتمبر ،2007 كرر شريعتمداري تصريحاته ولكن حاول التخفيف من لهجة تهديداته بتغيير أنظمة الخليج، وجاء في تعليق له في صحيفة كيهان: 'اذا كان حكام الخليج صادقين في مزاعمهم وان شعب البحرين لا يفضل الانضمام الى الوطن الأم، فلماذا لا يطرحون هذا السؤال تحديدا على شعبهم، وهناك أيضا اقتراح لدول مجلس التعاون الخليجي الخمس الأخرى، فإذا كان حكام هذه الدول لا يعتبرون أنفسهم جزءا من الأنظمة التي زرعها الكفار، واذا كانوا يزعمون انهم يحظون بشعبية في بلدانهم، وهو الأمر المثير للضحك، فعليهم ـ من أجل إثبات مزاعمهم ـ ان يطلبوا آراء شعوبهم بهم من خلال استفتاءات شعبية'.
ومن اللافت ان أيا من دول الخليج لم ترد على هذا الطرح. ويمكن لهذا الصمت ان يعني ان مسؤولي هذه الدول ومحلليها يميلون لاخذ هذه التهديدات على محمل الجد ولا يرغبون بتوسيع هذه الحرب الكلامية مع طهران.
وجهات نظر
ويعبر المواطنون الكويتيون عن وجهات نظر مختلفة حيال تنامي الدور الايراني في المنطقة. فهناك اقلية ليبرالية يعبر عنها عادة اشخاص من امثال الدكتور شفيق الغبرا الذي كتب في احدى مقالاته في مارس 2007 يقول ان الوقت قد حان 'لتطوير' العلاقات الكويتية - الايرانية لان 'لكل منها مصلحة مشتركة في العراق'. ولكن معلقين آخرين من امثال عبدالرحمن الراشد كتب في صحيفة 'الشرق الاوسط' يقول ان 'الصراع مع ايران، وان كان هادئا اليوم، قد ينفجر في اية لحظة.. حتى دون تصعيد في الملف النووي. فهناك مخاوف حقيقية من توسع ايراني في جنوب العراق القريب من الحدود السعودية والكويتية'.
وفي هذا السياق، اظهر استطلاع ان 52 في المائة من العرب في الكويت يرون ان ايران (وليس العراق او اسرائيل او الولايات المتحدة) كأكبر تهديد للبلاد. وبالاضافة الى ذلك، فمن بين الخمسين جنسية الذين يعيشون في الكويت والذين تم استطلاع ارائهم، قالت الغالبية العظمى ان ايران تمثل تهديدا خطيرا.
وتساوقا مع نظرية المؤامرة السائدة كثيرا في المنطقة، يتساءل عدد من الكويتيين ما اذا كان صعود الاحزاب الشيعية في العراق و'حزب الله' في لبنان يشير الى ان الاميركيين قد وضعوا ثقلهم الى جانب الشيعة، حتى وان كانوا مدعومين من ايران. وقد لا يقبل الكثير من الكويتيين بوجهة النظر الغربية التي تذهب الى ان ايران قد تجد نفسها تحت رحمة العداوات المحلية في العراق ومناطق اخرى، التي لا يمكنها السيطرة عليها. وربما تكون نتيجة هذه التقييمات والدوافع المتعارضة سياسة تتسم بالغموض والالتباس: فالكويت تعتمد على الحماية الاميركية ومع ذلك لا تثق تماما بها. وتأمل ان تستقر الاوضاع في العراق، ومع ذلك لا تجرؤ على ان تفعل الشيء الكثير لدعم الحكومة التي يقودها الشيعة. وتشكك في نوايا ايران، ومع ذلك تحاول التهوين من هذه النوايا.
ومن الامثلة على ذلك، تعقيب قائد الاسطول الكويتي احمد يوسف الملا، على مناورات منفصلة اجرتها كل من ايران والولايات المتحدة في مياه الخليج، بان المناورات الايرانية كانت 'روتينية ولا صلة لها بالبرنامج النووي'. اما المناورات الاميركية التي شاركت فيها الكويت كمراقب فقط 'فلا تستهدف ايران، لان الكويت تعتبر ايران دولة صديقة'. ومن الصعب ان تعثر على تصريح رسمي كويتي يوجه الانتقادات لايران. ومع ذلك، فقد وقعت الكويت مؤخرا على العديد من البيانات المشتركة (منها ذلك الذي صدر عن اجتماعات دول مجلس التعاون، ومع وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس في يناير 2007 وفي يوليو ،20007 التي تعبر عن رفض 'الضغوط الخارجية' وهو المصطلح الذي يشير عادة الى ايران. وفسر ذلك النهج مراقب بريطاني بقول ان 'حلفاء واشنطن العرب يريدون ردع ايران، لا استثارتها'.
القضية النووية الإيرانية:
يمثل البرنامج النووي الايراني اختبارا صعبا لهذا الموقف المساير، فبدءا من مارس 2006 وحتى قبل حدوث المأزق الراهن حيال المفاعل النووي الايراني، صدر بيان عن دول مجلس التعاون الخليجي يعتبر النشاطات النووية الايرانية مصدر 'قلق كبير' وحث طهران على 'الاستجابة الايجابية للمطالب والمبادرات الدولية' في هذا الشأن.
واضافة الى ذلك، فان لدى الكويت والدول المجاورة مخاوفها الخاصة ذات الصلة بالبيئة الناجمة عن المفاعل النووي الايراني حتى لو كان للاغراض السلمية.
ولا تزال الذكريات المؤلمة عن التكاليف البيئية لحرب التحرير عام 1991 حية في اذهان الكويتيين، واظهر استطلاع اجري في الكويت عام 2007 ان 62 في المائة يعتبرون التلوث مشكلة كبيرة اي ثاني اكبر خطر بعد المخدرات (70 في المائة)، وهكذا فإن المخاوف البيئية قائمة حيال المفاعل النووي الايراني.
الشرعية الدولية
وقد وجدت الكويت في ما يتعلق بالمفاعل النووي الايراني، ملاذا في لغة 'الشرعية الدولية' اي تقارير وانظمة اللجنة الدولية للطاقة الذرية، وبيانات وقرارات مجلس الامن، ويشير ناطقون كويتيون الى حق ايران في برنامج نووي للاغراض السلمية لكنهم يلتزمون بالعقوبات الدولية المحدودة ضدها، ففي فبراير 2007 عرض امير البلاد الشيخ صباح الاحمد في مقابلة مع صحيفة 'التايمز اللندنية' اوضح احتجاج كويتي على البرنامج النووي الايراني قائلا: 'لقد زارني الرئيس الايراني هنا وتحدثنا بمنتهى الصراحة، وابلغناه انه اذا كانت الطاقة النووية ستستخدم لاغراض سلمية، فسنكون اول من يرحب، اما اذا كانت نوايا القيادة الايرانية استخدام هذه الطاقة لاغراض عسكرية فاننا سنكون في غاية عدم الرضا، وآمل ان يحكموا عقولهم، وان يكونوا عقلانيين وان تسود الحكمة، ويجب عليهم تفادي هذه المرحلة الخطيرة، والوضع الخطير، الذي هم فيه الآن، وآمل الا تقع مواجهة عسكرية، ولكن كل الاحتمالات قائمة'.
إجراء احترازي
بعد صدور قرار مجلس الامن رقم 1747 بغرض عقوبات ضد ايران، وصف وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح ب'التصعيد المتسلسل ضد طهران.. واضاف انه يخشى ان 'يحدث للايرانيين ما حدث لصدام'.
وكاجراء احترازي للمدى الطويل، انضمت الكويت الى الدول الخليجية الاخرى في الاعلان عن نيتها دراسة خيار امتلاك القدرات النووية للاغراض السلمية، ويقول مسؤولون خليجيون في مجالسهم الخاصة ان هذا الخيار تجري دراسته بالفعل منذ حوالي عامين، ومن المبكر الجزم في مدى جدية هذا التوجه، بيد انه قد يكون شكلا من اشكال الضغوط على ايران.
وفي شهر مايو ،2007 عقد وزيرا خارجية ايران والكويت اجتماعا على هامش مؤتمر شرم الشيخ للدول المجاورة للعراق، للبحث في بعض الامور ذات الاهتمام المشترك، واشار الوزير الكويتي بعد الاجتماع الى ان هناك خلافات واضحة بين البلدين بشأن العراق والمسألة النووية.
وفي النهاية، فإن شبح ايران المستقوية بسبب الاوضاع في العراق هو الخطر الاكبر على الكويت، ومن الواضح ان المسائل ا لداخلية ومنها التوازن الطائفي التي قد تتفاقم جراء التدخل او الالهام الايراني، اكثر من كونها انعكاسا للوضع في العراق.
ويعتبر خط الدفاع الاول للكويت ضد احتمال حدوث توتر طائفي هو الابقاء على انفتاح انظمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحفاظ على استمرار عملها بشكل طبيعي، حتى في ظل الاوضاع غير الآمنة وغير المستقرة على حدودها، فقد ثبت نجاح هذا النهج طوال تاريخ الكويت الحديث على الاقل، في الحفاظ على الاستقرار الداخلي.
وعند مواجهة اي تهديد خارجي او مشكلة خطيرة في السياسة الخارجية، فإن لدى الكويت خيارات، وان كان من الصعب تجاهلها، غير انها تظل محدودة.

تأليف:ديفيد بولوك
زميل زائر في معهد واشنطن ومستشار سابق لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية تقلد قبل ذلك العديد من المناصب الاستشارية في الوزارة منها خبير للتخطيط السياسي لمدة اربع سنوات.
حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة هارفارد، وعمل محاضرا فيها ثم استاذا مساعدا في جامعة جورج واشنطن.
من ابرز مؤلفاته دراسة لمصلحة معهد واشنطن بعنوان 'الشارع العربي: الرأي العام في العالم العربي' عام 1993.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
26
تركيا ونظرية الدور الوسيط
حسام الضاوي
الوطن قطر
تواصل تركيا تقديم نفسها الى الساحة الدولية على انها قادرة وراغبة وصاحبة مصلحة في القيام بدور الوسيط السياسي والاقتصادي ـ واحيانا الثقافي ـ في صراعات الشرق الاوسط. ولعل هذه النقطة هي الاشد بروزا في المراحل المتأخرة التي تميزت بقوة حزب العدالة والتنمية في الحكومة اولا ثم في رئاسة الجمهورية، فالحزب اسلامي على مستوى الخلفية العقائدية وليبرالي براغماتي على مستوى الممارسة السياسية وواقعي مباشر على مستوى قراءة المصالح التركية، اي المصلحة العليا للشعب وللدولة، وإن تكون الصعوبات الناجمة من جمع هذه الخطوط مع بعضها، هي صعوبات كبيرة جدا، ومحفوفة أحيانا بمخاطر الاخفاق والتعثر وقد تصل الى درجة الفشل.

نظرية الدور التركي الوسيط غير معلنة في برنامج متكامل ولكنها مطبقة عمليا في المواقف الحكومية والرئاسية التي يعبر عنها «غول» و«اردوغان» وهذا ما يفسر الاتصالات التي تقودها انقرة بين دمشق وتل ابيب بأسلوب غير مباشر، وما يفسر ايضا عدم انجرارها وراء كل المواقف الاميركية ـ واحيانا رفض بعض المواقف ـ رغم العلاقات الجيدة مع واشنطن، مثلما يفسر الحرص التركي على نسج العلاقات مع الجميع في المنطقة من ايران الى السعودية الى مصر الى الاردن الى اسرائيل الى لبنان الى العراق برغم حساسية الملف الكردي المشتعل في الشمال العراقي بسبب ممارسات حزب العمال الكردستاني وبالمقابل يزداد الحرص التركي على توطيد العلاقات مع روسيا ومع الاتحاد الاوروبي، وان تكن مسألة انضمامها الى الاتحاد بعيدة المنال.

هذه الصورة المبنية على نظرية الدور الوسيط، تكرست في مؤتمر استنبول قبل ثلاثة اسابيع تقريبا وقد تتكرس اكثر في مؤتمر أنابوليس حيث من المحتمل ان تحضره تركيا واذا كانت الجغرافيا السياسية (التقاطع بين آسيا واوروبا) والهوية المركبة (الجمع بين الاسلام والخصوصية الوطنية) والمصلحة الاقتصادية (التجارة والمياه) هي التي تقف كلها وراء «الدور الوسيط» فهل يعني ذلك ان هذا الدور مرسوم له النجاح في كل الميادين؟

لا شك في ان العقبات كثيرة، بعضها داخلي ذو جذور دينية ـ ثقافية فقاعدة حزب العدالة والتنمية قد تتقبل دور تركيا للوساطة السلمية بين العرب واسرائيل ولكنها لا تتقبل بسهولة خطوات من مثل استقبال الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في البرلمان التركي حتى ولو جرى معه استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقضية القدس وحدها تتحرك في الوجدان الاسلامي ما لا تتحرك اية قضية اخرى. ثم هناك عقبات خارجية فالولايات المتحدة تراقب دور الوسيط التركي غير انها تضغط باستمرار ليكون تابعا لارادتها وهذا ما يسيء الى هذا الدور ومن هنا فإن حزب العدالة والتنمية سيكون مضطرا الى اعادة النظر في دور الوسيط بحيث يحتفظ به ـ وهذا ضروري ـ ولكن بعد ضبط معاييره بأسلوب يراعي الجمهور الاسلامي في الداخل والمصالح في الخارج والدور في الشرق الاوسط في وقت واحد.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
27
استيقظوا

راجح الخوري

النهار لبنان
إنه اليوم الأول من «عهد» فخامة الفراغ. وليس واضحاً طبعاً كم يمكن أن يستمر هذا الفراغ الرئاسي الذي سبق أن شهدنا مثله في 23 تشرين الثاني من عام 1988. هل يستمر الى يوم الجمعة المقبل موعد الجلسة الجديدة. هل ينتهي غداً. هل يدخل البلاد في محظورات الفوضى والفلتان والعودة الى حروب الشوارع والاحياء؟
ليس واضحاً الى اين يتجه هذا البلد البائس. لكن الخبر السيئ الذي برز امس عندما فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية، قابله خبران جيدان:
الاول: ان هذا العهد الذي كان بمثابة دهر من الفواجع والمآسي انتهى اخيراً قبل ان تختنق البلاد والعباد وخرج اميل لحود الى بيته.
أما الثاني، وهو الاهم طبعاً، فقد تمثل في أجواء الاسترخاء والهدوء والحرص الذي أبداه كل فرقاء 14 آذار على التمسك بثلاثة امور اساسية تهم اللبنانيين جميعاً اي: الدستور والاستقرار وروح التوافق، وهو أمر يمكن تلمسه ايضاً في الخطاب السياسي المعلن لقوى اساسية في المعارضة وتحديداً «حزب الله» و»حركة أمل».
وعلى امتداد الاسبوع الذي يفصلنا عن 30 الشهر الجاري موعد الجلسة الجديدة يخلق الله ما لا تعلمون. لكن الازمة التي ادخلتنا في الفراغ الرئاسي، باتت تضعنا الآن على ايقاع «المؤتمر الدولي للسلام» الذي سيعقد في انابوليس في 28 تشرين الجاري، بمعنى ان لبنان يقف الآن في موقع المقايضات الاقليمية والدولية، تماماً كما وقف عشية مؤتمر كمب ديفيد حيث شكلت الحروب التي دمرته ابتداء من عام 1975 ساتراً دموياً لذلك المؤتمر الذي وقّعه الاميركيون والمصريون والاسرائيليون بالحبر، ووقعناه نحن المجانين في لبنان بدماء ابنائنا وبركام بلدنا المتعوس.
***
لماذا هذا الكلام؟
لسبب بسيط جداً هو اننا لا ندري اذا كان كل المندفعين في الازمة الرئاسية عندنا، وفي جعل شعار التوافق بالشروط الحصرية او الآحادية الجانب ساطوراً يهدد روح الوفاق ومعناه، يدركون الآن معنى ادخال لبنان وازمته الرئاسية كعنصر مقايضة او كمجرد كسور لترتيب الحسابات الاقليمية الممتدة من النوويات الايرانية الى القضية الفلسطينية مروراً بأحوال الميدان العسكري في العراق، وبضخ كمية كبيرة من عناصر انعاش المسار السوري.
ثمة حاجة عند معظم الفرقاء في الاكثرية والمعارضة الى معرفة عدد من التحولات الاقليمية المهمة واستيعاب معناها وانعكاساتها على الازمة عندنا. ان هذا الامر دقيق ومهم ويتجاوز في حساسيته كل الجدال الدائر حول اسماء المرشحين ومفهوم التوافق على الرئيس العتيد.
تذكروا ايها الاشاوس جميعاً ان الاميركيين يشيدون الآن بالايجابيات الايرانية والسورية في العراق. وان واشنطن التي وافقت اخيراً على ان تنخرط اسرائيل في التفاوض مع سوريا، قبلت ادراج موضوع الجولان على جدول اعمال انابوليس بعدما دعت دمشق اليه مع انها قبل اشهر كانت تستبعدها، وتذكروا ان روسيا عضو الرباعية الدولية تسابق اميركا عندما تعرض استضافة المفاوضات السورية – الاسرائيلية المحتملة.
ماذا يعني هذا؟
انه يعني ان اموراً حساسة وكبيرة تتحرك على مستوى المنطقة كلها في وقت يئس العالم تقريباً من اصرار اللبنانيين على الخلاف الذي قد يصير عاملاً مساعداً للترتيبات الدولية الكبرى من حيث تقديم لبنان عنصراً للمقايضة في الحسابات الكبيرة في انابوليس او خارجها.
***

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
28
سلام كوكو..!
د. محمد حامد الغامدي
اليوم السعودية
حتى وهو ميت.. نعتذر للفنان العربي [محمد زويد].. مؤسس الأناشيد العربية الفلسفية.. من البحرين.. استطاع أن يقدم للعرب نشيد: كوكو.. كوكو!. إن قلت مفهوم فهو مفهوم.. وإن قلت غير مفهوم فهو غير مفهوم.. نشيد يجعل الكل يستمع ويصغي قبل الهروب الأخير.
كوكو.. كوكو.. نشيد قديم.. أبعاده متجددة.. كبقية الأناشيد العربية.. لها قوالب اخطر من أسلحة الدمار الشامل العراقية.. منها نشيد [الوردة الحمراء] لنفس الفنان [زويد].. أعلن أنها على صدر السمراء.. تجاهل الشقراء.. استبعدها.. وهذا سر عربي له نبضات.
اخطر أناشيد [زويد] الفلسفية كانت: [عدّل عقالك].. خص بها أبناء الحمولة العربية.. نتذكر النشيد مع مهازل محاكمة العراق في نظامه السابق.. يضعونهم في اللباس العربي.. لتثبيت الصورة على صدر الشقراء.. لتصبح ممزوجة مع حليب الطفل الغربي.. لترسيخ الصورة في حبيبات المستقبل.. ليصدحوا مستقبلا: كوكو.. كوكو.. قبل كل (نفرة) غربية.. نحو البلاد العربية.
كوكو.. كوكو.. تناثرت بغداد.. أصبح لكل دجاجة كنّ.. الكنّ هو بيت الدجاجة العربية.. كنتيجة.. كل دجاجة تعرف كنّها.. الغرب يعرف أن العراق هي الأرض الوحيدة التي قام على أرضها اكثر من حضارة.. يقول الغرب: إنها متهيئة لحضارة أخرى.. لكنهم لن يسمحوا بإقامة أي حضارة أخرى على ارض العراق..كنتيجة.. ما أحلى أن نردد مع [زويد]: كوكو.. كوكو!
كوكو.. كوكو.. فلسطين قبلها راحت.. رغم أصناف النشيد العربي من دولة: [أخي جاوز الظالمون المدى].. إلى جمهورية [الأرض بتتكلم عربي].. إلى صحراء [فوق الخيل فوق الخيل].. إلى هضاب [الطشت قلي قومي استحمي].. إلى حدائق [خطابة.. خطابة.. جيناكم خطابه].. فلسطين كانت قضية العرب.. تحولت بفعل النضال العربي.. إلى قضية فلسطينية فلسطينية.. كوكو.. كوكو!
كوكو.. كوكو.. العرب يعانون من كل شيء.. أفراحهم وأحزانهم معاناة.. فقرهم وغناهم معاناة.. علمهم وجهلهم معاناة.. مرضهم وعافيتهم معاناة.. صمتهم وصياحهم معاناة.. كنتيجة.. اصبح العالم يتدخل حتى في تنظيف الأنف العربي بالأصابع.. ربما بحثا عن المزيد من النفط.. كوكو.. كوكو!
كوكو.. كوكو.. طاح البعير.. ما طاح البعير.. طاح.. ما طاح.. سلام يا صواريخ [نانسي عجرم] خاصة في العيد.. [طل القمر ما أحلاه].. في ظل الإحباط بسبب مشاهد الجثث العربية.. التي تناثرت مع حضارة ديموقراطية كوكو.. التي تعشق الدماء العربية.. كوكو.. كوكو!
كوكو.. كوكو.. بسبب عمى ألوان الديمقراطية عند العرب.. لم يميزوا بين خيط كوكو الخيانة.. وخيط كوكو الوطنية.. كنتيجة قادوا الدبابات الاستعمارية لاحتلال بلادهم.. كانوا يرددون: يسقط الدكتاتور.. صدقناهم.. وإذا بهم يقصدون العراق.. كوكو.. كوكو!
كوكو.. كوكو.. اختفى العراق.. بقي البحث عن سلام كوكو مع الست إسرائيل.. رفعوا سلام الشجعان.. كوكو.. كيف تريدون من العرب أن يصدقوا أن السلام منحة غربية.. ستعيد الحقوق وتحفظ الكرامة العربية؟!.. كوكو.. كوكو!
كوكو.. كوكو.. السلام للطرف الآخر.. أما الاستسلام فهو للناطقين بالعربية ومنها كوكو.. خذوها أو خلوها.. مع كوكو.. تزيد مساحة الليل في الليل.. لا تخافوا.. يقول النشيد العربي: [الحياة حلوة.. بس نفهمها].. اصبح العرب يستمعون إلى الطرف الآخر.. اكثر مما يستمعون إلى أنفسهم.. كوكو.. كوكو!
كوكو.. كوكو.. هل اصبح الأمل في تعدد أنواع ومسميات الزواج العربي.. لمزيد من أطفال كوكو العربية؟!.. أطفال غير متجانسين.. يبحثون عن الخلافات.. بعضهم يبحث عن التشرذم.. كوكو.. كوكو!
كوكو.. كوكو.. أين الرؤوس العربية؟!.. الرأس بمحتواه.. ليس بشكله الخارجي.. كوكو.. [نيو لوك].. كوكو.. (رفيق أنت فيه معلوم).. كوكو.. حتى اللباس اصبح كوكو.. لا يختلف عن كوكو.. اللي مع كوكو.
كوكو.. كوكو.. [بس.. أعرفك.. يا بحر.. غدار].. توقفوا يا عرب.. هل يصنع الضعفاء السلام؟!.. إذاعة كوكو.. تقدم برنامج: سلامي مع سلام كوكو.. سلامي إلى أخي في مخيم المريخ.. وعمي في مخيم زحل.. وخالي في مخيم عطارد؟!.. إننا عائدون.
إلى أين؟!.. في ظل ديمقراطية كوكو الدموية.. وسلام كوكو المفروض.. والشرق الأوسط الغربي الجديد.. والاتجاه العربي للسيطرة على الفضاء.. سلام كوكو.. هل يدعو للتفاؤل؟
mgh7m@yahoo.com