Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الخميس، 8 نوفمبر 2007

تقرير ملخص لما ورد في الصحافة الأمريكية الإثنين في 5 نوفمبر ، 2007


The Washington Post
http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2007/11/02/AR2007110201784.html
في الشأن العربي، أبدى ديفيد إغناطيوس في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان "جسر رايس إلى السلام"، تشاؤمه من فرص نجاح مؤتمر أنابوليس للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك بالنظر، في رأي الكاتب، إلى عدم شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي يهود أولمرت، الذي لا زال يعاني من مضاعفات حربه الأخيرة في لبنان، وإلى الضعف السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي فقد السيطرة على جزء من أراضيه، فضلاً عن إحجام المساندة من الدول العربية. ثم يلفت إغناطيوس إلى حماسة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للمؤتمر، وأملها في أن يجمع بين الإسرائيليين والفلسطينيين علاوة على عدد آخر من المعنيين العرب والدوليين، بهدف وضع وثيقة تلزم الجميع بإنشاء دولة فلسطينية والإعتراف بدولة إسرائيل. فهل ستنجح؟ الإجابة برلأي إغناطيوس ستتضح خلال الأسابيع القليلة القادمة إذا ما نجحت رايس في دفع كلا الجانبين إلى التوقيع على وثيقة تخفض التوقعات وتجعل النجاح أكثر احتمالاً. ثم يستعرض المعلق الأمريكي ملخصاً لما تحضره رايس، قائلاً إنه مستمد من مصادر عربية وإسرائيلية. بداية، من الواضح أن إستراتيجية رايس قد طرأ عليها بعض التغيير الطفيف في الأشهر القليلة الماضية بعدما احتكت عن قرب بحقائق واقع الدبلوماسية في الشرق الأوسط، فأصبحت ترى الآن في أنابوليس مجرد البداية لمفاوضات الوضع النهائي، أكثر منه نهاية المطاف ذاتها. وكانت غاية رايس عندما أطلقت هذه المبادرة الدبلوماسية الجديدة في الربيع تتمثل في التحرك باتجاه التباحث في قضايا "الوضع النهائي"، التي قد تقرر شكل الدولة الفلسطينية. وكان الإفتراض الأساسي المتبع هو أن كلا الجانبين كان على دراية بالخطوط العريضة الأساسية للتسوية النهائية، وهي إنسحاب إسرائيلي لحدود ما قبل عام 1967 ومقايضة بالأرض للسماح للإسرائيليين بالإحتفاظ بمستوطناتهم الكبيرة حول القدس وإعطاء الفلسطينيين شريط يربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتخلي إسرائيل عن السيطرة على أغلب القدس الشرقية العربية، وقبول الفلسطينيين بعودة اللاجئين إلى الأراضي الفلسطينية دون سواها. وخلصت رايس من جهودها لدفع الجانبين إلى القبول بمسودة للصفقة، إلى أنها لو دفعت بهما لتقديم مزيد من التنازلات في مؤتمر أنابوليس، فقد تنفجر عملية السلام برمتها، إذا ما انفجر المتشددون الإسرائيليون في وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي يهود أولمرت، والمتشددون الفلسطينيون في وجه ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ومن هنا قررت رايس أن المشكلة لا تتوقف ببساطة على وثيقة أنابوليس، بل تتوقف أكثر على ما بعد الوثيقة. كما أدركت رايس أنه من الضروري للولايات المتحدة أن تعرض "لغة مد الجسور" بشأن القضايا الأساسية، لاسيما بالنظر إلى تباين الرؤى بين الجانبين حول ما يجب أن تتضمنه الوثيقة. فالفلسطينيون حسب إغناطيوس يريدون إعلاناً كاملاً لدولتهم الجديدة، والإسرائيليون يريدون مجرد تعهد من حيث المبدأ بحل الدولتين. ويأمل إغناطيوس في أن ينجح المفاوضون في غضون الأسابيع القليلة القادمة في الإتفاق على وثيقة تلزم الجانبين بوضع نهاية للصراع من خلال إنشاء دولة فلسطينية والإعتراف العربي بدولة إسرائيل، وهي الوثيقة التي ستتضمن قضايا يتعين حلها كجزء من هذه التسوية النهائية، بيد أنها لن تجبر الإسرائيليين والفلسطينيين على التطرق في الوقت الراهن لقضيتي القدس واللاجئين. ويختتم إغناطيوس مقاله بصحيفة واشنطن بوست قائلاً إن رحلة رايس لا زالت في بدايتها ولا تزال في انتظارها أصعب المحطات، لكنها تدرك الآن أنه كما كان لهذا الصراع زخمه الخاص، كذلك لعملية المفاوضات زخمها.
The New York Times
http://www.nytimes.com/2007/11/05/opinion/05mon3.html?_r=1&oref=slogin&ref=todayspaper&pagewanted=print
في الشأن العراقي، نشرت صحيفة نيويورك تايمز إفتتاحية اليوم تحت عنوان "ثغرات قانونية في العراق"، حيث أوردت فيها إشارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى غياب المحاسبة القانونية مما يسمح للمرتزقة العاملين لصالح الحكومة الأمريكية في العراق بقتل العراقيين دون خوف من الملاحقة القانونية. وتؤيد الصحيفة ما ذهبت إليه رايس، مشيرة بدهشة إلى أن هذه الثغرات كانت من صنع يدي الإدارة التي تخدم بها رايس، في مرسوم أصدره قبل ثلاث سنوات الحاكم المؤقت للعراق حينئذ بول بريمر، الذي منح حصانة قانونية للشركات الأجنبية الخاصة. وتلفت الصحيفة إلى مساعي الحكومة العراقية لتصحيح الخطأ، وإتفاق مجلس الوزراء العراقي يوم الأربعاء على مشروع قانون ينقض هذه المرسوم. لكن هذا، في رأي الصحيفة، لا يعفي واشنطن من التصدي للمشكلة، إذ يتعين على الإدارة سحب جميع هذه الجيوش من المرتزقة من العراق، وفي هذه الأثناء يتعين على الكونغرس سرعة التحرك لضمان تطبيق العدالة الأمريكية على كل من يقبى منهم. وتختتم صحيفة نيويورك تايمز إفتتاحيتها اليوم بالإشارة إلى أن حوادث القتل في بغداد الشهر الفائت لم تكن الجرائم الأولى التي تتورط فيها شركات خاصة متعاقدة مع الحكومة الأمريكية. ومن سخريات القدر أنه وبعد أربع سنوات من بداية الحرب، لم يمثل مرتزق واحد من هذه الشركات الخاصة أمام القضاء للمحاكمة ولو عن جريمة واحدة ضد عراقي واحد. هذه ليست الطريقة السليمة للتصرف إذا كانت أمريكا تفاخر الأمم بأنها أمة تلتزم بسيادة القانون.
Boston Globe
http://www.boston.com/news/globe/editorial_opinion/editorials/articles/2007/11/05/turkish_threat/
وفي الشأن العراقي الكردي، نشرت صحيفة بوسطن غلوب إفتتاحية اليوم تحت عنوان "التهديد التركي"، حذرت فيها من مخاطر حشد تركيا نحو 100.00 من جنودها على حدودها مع كردستان العراق، وتهديدها بمهاجمة المخابئ الجبلية للميليشيات الكردية المعروفة باسم حزب العمال الكردستاني، المسؤولة عن قتل الجنود والمدنيين الأتراك في جنوب شرق تركيا. وتورد الصحيفة عن المسؤولين الأتراك قولهم إنهم لن يتخذوا القرار باجتياز الحدود حتى يجتمع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس بوش اليوم في البيت الأبيض. وتلفت الصحيفة إلى أن التقييم المتعقل للمصالح التركية يجب أن يقنع أردوغان وزملاءه بضرورة تفادي الوقوع في مصيدة حزب العمال الكردستاني، لأن اجتياز الحدود، في رأي الصحيفة، لن يحل المشكلة، بل سيؤجج المشاعر القومية لدى الأكراد في المناطق الفقيرة والمفتقرة إلى أبسط الخدمات في جنوب شرق تركيا، علاوة على أن التدخل العسكري التركي الذي يضيف للفوضى العنيف الجارية بالفعل في العراق لن يؤدي إلا إلى الإضرار بعلاقات أنقرة مع واشنطن. ويضاف إلى ذلك أن فرص تركيا للإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي ستتلاشى في المستقبل المنظور إذا ما قرر الجيش التركي اجتياح إقليم كردستان العراق. وتختتم صحيفة بوسطن غلوب إفتتاحيتها اليوم قائلة إنه ينبغي على الرئيس بوش استخدام نفوذه لدى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني للضغط على زعماء حزب العمال الكردستاني للقبول بوقف ممتد لإطلاق النار مع تركيا، التي عليها بدورها عليها أن تعرض العفو على زعماء حزب العمال الكردستاني الراغبين في إلقاء السلاح والعودة إلى ديارهم. ذلك هو الطريق الحكيم لتفادي كارثة إقليمية أخرى.
Time Magazine
http://www.time.com/time/world/article/0,8599,1679818,00.html
لخص تشالرز كريين في مقال بمجلة تايم بعنوان "السبب وراء رفض الدبلوماسيين الذهاب إلى العراق"، الأسباب الرئيسية التي تقف وراء عزوف الدبلوماسيين الأمريكيين عن الخدمة في العراق، ذاكراً منها الخشية من التعرض للأذى الجسدي والإنعزال، فضلاً عن الشعور بعدم جدوى المهمة الأمريكية هناك. وأوضح معد المقال أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بعثت برسائل إلكترونية يوم 26 أكتوبر الماضي إلى 250 دبلوماسياً تبلغهم فيها باحتمال وقوع الخيار عليهم لشغل 50 منصباً شاغراً في السفارة الأمريكية بالعراق. وفي اجتماع أجري الأربعاء بوزارة الخارجية الأمريكية تحدث أحد الدبلوماسيين المشاركين عن المخاطر الجسدية التي قد تواجههم، وأوضح حقيقة خشيتهم عندما خاطب المدير العام للخدمة الخارجية الذي يدير الاجتماع قائلاً: "إذا كان المرء يؤمن بما يجري هناك ويتطوع فهذا شيء، أما إرسال المرء للخدمة هناك رغماً عنه، فهذا شيء آخر". وقال الكاتب إن العراق بدون أدنى شك مكان خطر لممثلي الولايات المتحدة، مضيفاً أن الجنود هم المعرضون في أغلب الأحيان لخطر القتل والإصابة، ولكن الدبلوماسيين إيضاً يواجهون مثل تلك المخاطر. ومن الأسباب المحبطة التي تنجم عن العنف ربما لا تكون المجازفة بل العزلة والشعور بعدم جدوى المهمة الأمريكية، حيث نادراً ما يغادر الدبلوماسيون الأمريكيون المنطقة الخضراء، ولا يتعايشون مع المواطنين العراقيين ولا حتى يتعرفون على بغداد. ورأى الكاتب ألا عجب بعد كل ذلك أن تلجأ وزارة الخارجية إلى مشروع قرار من أجل ملء شواغرها في بغداد، لاسيما أن المجازفة بالحياة حقيقية، ولكن ما يقلق كثيراً هو أن لا تكون المخاطر والصعوبات من أجل قضية محبطة فحسب، بل عديمة الجدوى
The New York Times
http://www.nytimes.com/2007/11/03/nyregion/03return.html?_r=1&oref=slogin
قالت ليسا فوديرادو في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "المعارك ليست بعيدة عن أسر الجنود الأمريكيين"، إن الجنود الأمريكيين الذين يعودون إلى ديارهم بعد خدمة مطولة في العراق يواجهون تحدياً كبيراً مع عائلاتهم، وهو العودة إلى الحياة الطبيعة. وقالت مراسل الصحيفة إن طول المدة التي يقضيها الجنود في العراق –لا سيما أن الجيش يطيل خدمة أفراده أكثر من أي فرع عسكري آخر في العراق- إلى جانب التوتر على مدار الساعة، جعل ذوي الجنود يشعرون بقلق شديد حيال عودتهم إلى الحياة الطبيعية. وأوردت الكاتبة أنه من وجهة نظر الخبراء بالثقافة العسكرية، فإن مدد الخدمة الطويلة تشكل تحدياً خاصاً للعائلات سواء في الإندماج المنزلي أو الإحتمال بإصابة الجنود بصدمات نفسية، رغم ما يقدمه الجيش من ورش عمل وتنظيم اجتماعات لتسهيل عملية الإنتقال إلى الحياة الطبيعية. ونقلت مديرة مركز الإشراف الإجتماعي للأبحاث حول المنظمة العسكرية بجامعة ميرلاند الدكتورة مادي سيغل إن "ثمة عدة أبحاث تشير إلى أنه كلما طالت مدة الخدمة ازدادت مهمة الجنود وعائلاتهم صعوبة في التأقلم". واستشهدت مراسلة نيويورك تايمز بما قالته بوبي بلوتز التي استقبلت زوجها ترافيس القادم من العراق، بأنه"عاد ببطء شديد إلى الشخص الذي اقترنت به الهزلي والذي يحب الدعابة، بعد أن كان يسهر الليالي وتأسره الكوابيس".
The Washington Post
http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2007/11/04/AR2007110401226.html
كتب جاكسون دييل مقالاً نشرته صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان "الهدوء لازال يحيط بشأن الهجوم الذي تعرضت له سورية"، ذكر فيه بأن يوم غد يوافق مرور شهرين على قذف الطائرات الإسرائيلية لما كانت تعتقد إسرائيل والولايات المتحدة أنه مجمع نووي سوري قيد الإنشاء على ضفة نهر الفرات، لافتاً إلى قرار الحكومة الإسرائيلية وإدارة بوش بعدم الحديث علانية حول هذا الحدث ذي العواقب السياسية البالغة الأهمية. ثم يلفت دييل إلى الجدل الدائر وراء الكواليس الآن بين المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين حول ما إذا كان يجدر فتح الباب أمام هذه العواقب السياسية لتنفجر عبر الشرق الأوسط وما بعده، محذراً من أن ذلك لن يقتصر على العلاقات الإسرائيلية المتوترة مع سورية التي لم تختر القصاص بعد فحسب، بل سيمس لفيفاً من نقاط الضغط الأخرى، من بينها المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية ونزاهة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأوراق الضغط الغربي على الديكتاتور السوري بشار الأسد على حد قول الكاتب، وكذلك الصفقة النووية الهشة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، التي يعتقد أنها ساعدت سراً في إنشاء المرفق النووي السوري المزعوم. ويشير دييل إلى قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي يهود أولمرت بالتعتيم على أنباء الضربة، ومنع وسائل الإعلام الإسرائيلية من الحديث عنها، مضيفاً أن التغني بنجاح مثل هذا الهجوم، في رأي الكاتب، لم يكن ليغذي الإحتجاجات الدولية ضد إسرائيل فحسب، بل كان سيضطر الرئيس الأسد إلى شن هجوم على هضبة الجولان أو إطلاق الصواريخ على تل أبيب. كما يدرك أولمرت حسب المعلق أن الإفشاء الكامل عن هذه العملية الإسرائيلية ضد سورية من شأنه أن يقوض فرص اجتماع السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في أنابوليس والذي تأمل وزيرة الخارجية الأمريكية انعقاده هذا الشهر. ومن بين المشاكل الأخرى التي يذكرها الكاتب، أن الدول العربية التي تعلق رايس الأمل على حضورها ستمتنع حتماً عن ذلك إذا ما اضطرت إلى الرد على حدث تشير كل المؤشرات أنها تتجاهل حدوثه من الأصل حتى هذه اللحظة. ويعرج دييل على جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها محمد البرادعي للتحقق من الواقعة بدراسة الصور الفوتوغرافية الملتقطة بالأقمار الصناعية وطلب المعلومات من المسؤولين الأمريكيين، محذراً من أن هذه الجهود من شأنها أن تزيد الوضع تعقيداً إذا اضطرت الأسد إلى تقديم إيضاح حول ما إذا كانت سورية انتهكت التزاماتها بموجب معاهدة حظر الإنتشار النووي، وما قد يترتب على ذلك من عقوبات عليها من مجلس الأمن. ويشار أن الولايات المتحدة ترفض حتى الآن التعاون مع البرادعي في هذا الصدد، بخاصة بعدما انحاز الأخير علانية لإيران في مساعيها للإفلات من القرارات الدولية بتجميد تخصيب اليورانيوم. ويختتم دييل مقاله بصحيفة واشنطن بوست بالإشارة إلى إطلاع مساعد وزيرة الخارجية كريستوفر هيل الكونغرس الشهر الفائت أنه طُلب من بيونغ يانغ الكشف عن أي تعاون مع سورية كجزء من تقرير شامل موعود حول برامج أسلحتها. فإذا أجابت كوريا الشمالية هذا الطلب، فقد تضع بذلك نهاية للتهامس الجاري حول دمشق. أما إذا اختارت الكذب، فحينئذ قد يصبح من المستحيل مقاومة الضغط على إدارة بوش للكشف عما تعرفه حول الغارة الإسرائيلية على سورية.
The New York Times
http://www.nytimes.com/2007/11/04/opinion/04sun3.html?pagewanted=print
نشرت صحيفة نيويورك تايمز إفتتاحية يوم أمس تحت عنوان "بيع أمريكا"، حيث لفتت إلى تزايد الكراهية للولايات المتحدة في العالم الإسلامي برغم تواتر الوجوه على مناصب الدبلوماسية العامة التي تعتبر من بين الأدوات المهمة لتعزيز المصلحة القومية الأمريكية وتحسين الصورة الأمريكية، مشيرة إلى إخفاق كارن هيوز في مواجهة التحديات التي تواجه الدبلوماسية الأمريكية في العالم العربي. وتلفت الصحيفة إلى إخفاق كل من شغل هذا المنصب في كسب الأصدقاء للولايات المتحدة في الوقت الذي كانت فيه سياسات الإدارة- شن حرب "وقائية" في العراق وتبرير التعذيب وخرق إتفاقيات جنيف وإنشاء معسكرات الإعتقال السرية والتعالي على النظر للأزمة الإسرائيلية-الفلسطينية- تخلق أعداء جدد في كل دقيقة وتغضب حتى الحلفاء. وتختتم صحيفة نيويورك تايمز إفتتاحيتها أمس بالتأكيد على أن أفضل وسيلة للتصدي لمشاعر الكراهية لأمريكا ومعاداة "الأمركة" واسترداد أمريكا هيبتها من جديد على الصعيد الدولي، هي تجديد الإلتزام بالقيم التي صنعت من أمريكا ما هي عليه في المقام الأول، وبخاصة احترام الحريات المدنية والقانون الدولي، وهو ما يتطلب تغييراً في التوجهات، فضلاً عن تغييراً في المسؤولين، على أعلى المستويات- في المكتب البيضاوي.
The New York Times
http://www.nytimes.com/2007/11/04/us/nationalspecial3/04gitmo.html
أورد ويليلام غلابرسون في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "النظر في منح حقوق جديدة لمعتقلي غوانتانامو ضمن خطط لإغلاق المعتقل"، قول مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قولهم إن الإدارة تدرس منح معتقلي غوانتنامو بكوبا مزيداً من الحقوق في غطار الجهود الرامية إلى إغلاق المعتقل ونقل العديد منهم إلى الأراضي الأمريكية. وقال غلابرسون إن من بين الإقتراحات المطروحة للدراسة النظر في منح المعتقلين تمثيلاً شرعياً في جلسات الإستماع أمام قضاة فدراليين غير عسكريين، يقررون من يجب أن يبقى رهن الإعتقال. وأورد الكاتب قول مسؤول مطلع رفض الكشف عن هويته قوله "إذا كان عليهم أن ينقلوهم إلى الولايات المتحدة فهم يدركون أن الأمر -لأسباب سياسية- يحتاج لإجراءات أكثر قوة من تلك المعمول بها حالياً في غوانتنامو". وأشار مراسل الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية أصرت لأكثر من خمس سنوات على أن الأساس القانوني للحرب على الإرهاب هو أن الجيش وحده يملك السلطة في تحديد من يجب إعتقاله مشتبهاً به في الإرهاب وإلى متى يبقى محتجزاً، دون أن تعير بالاً لكل ما يغير هذا المسار.غير أن بعض المسؤولين يقولون، حسبما أورد الكاتب، إن تعزيز حقوق المعتقلين قد يسهم إيضاً في مساعدة الإدارة من الناحية الإستراتيجية، ويمكن أن تنتهي بمنح المعتقلين مزيداً من القوة لمواجهة إعتقالهم. وبسبب الإنتقادات المتتالية لاحتجاز المئات من الأشخاص سنوات دون توجيه تهمة لهم، أعرب المسؤولون في إدارة بوش عن رغبتهم في إغلاق غوانتنامو، ولكنهم قالوا، حسب معد التقرير، إن قرار الإدارة المتعلق بالحقوق لا يعني اعترافاً بأن السياسات السابقة كانت فاشلة، ولكنه مؤشر على أن الإدارة مهتمة بتقييم العواقب العملية والقانونية إغلاق المعتقل ونقل من فيه إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وأعرب المسؤولون عن الحاجة إلى تشييد موقع آمن قبل نقل المعتقلين إليه، فضلاً عن تشريع يسمح بإعتقال من يعتبر تهديداً للبلاد إلى "حين انتهاء العمليات العسكرية" في الحرب على ما يسمى بالإرهاب، حتى وإن لم توجه إليهم تهمة جريمة حرب. وذكَر مراسل الصحيفة أن القوانين الحالية تسمح بإعتقال المشتبه بهم مدة غير محددة ودون توجيه تهم إليهم.
Christian Science Monitor
http://www.csmonitor.com/2007/1105/p08s01-comv.htm
في الشأن الباكستاني، نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونتور إفتتاحية اليوم تحت عنوان "عندما يفشل حليف في مكافحة الإرهاب"، أشارت فيها إلى أنه من الحكمة، في العشق كما في الدبلوماسية، أن ترى ما يفعله الشخص، لا ما يقوله. وقد قالت الولايات المتحدة حتى الآن الكثير احتجاجاً على حالة الطوارئ التي فرضت على باكستان يوم السبت، لكنها لم تفعل شيئأً حتى الآن إزاء ذلك. فلا زال برويز مشرف رغم كل ما حصل حليفاً مهماً للولايات المتحدة في حربها ضد زعماء الطالبان والقاعدة بمحاذاة الحدود الأفغانية، ويرى الرئيس بوش مصلحة أكبر له في منع وقوع 11/9 آخر في ولايته، من أن يتخذ خطوات حازمة لدفع بلدان إسلامية مثل باكستان باتجاه ديمقراطية بمقدورها التخفيف من حدة التطرف. وتذكر الصحيفة أن الرئيس الباكستاني، منذ استيلائه على السلطة بالقوة قبل ثمانية أعوام، وهو يعد بالعودة إلى الديمقراطية الكاملة، وقد بدا في الأسابيع الأخيرة أنه كان يتحرك باتجاه الحكم المدني بعقد صفقة مع الزعيمة المعارضة بيناظير بوتو. لكن مشرف، الذي تكمن سلطته الحقيقية في قيادته للجيش، واجه أيضاً قراراً مرجحاً من المحكمة العليا قد يحرمه من الحكم كرئيس مدني طبقاً لصفقة تقاسم السلطة مع بوتو. ودفعه ذلك التهديد، فضلاً عن تصاعد العنف السياسي مؤخراً، إلى محاصرة رئيس القضاة وإلقاء القبض على كبار الشخصيات السياسية وتقييد حرية وسائل الإعلام والإقتراب جداً من فرض القوانين العسكرية. وتورد الصحيفة إقرار الرئيس بوش بصعوبة الوفاء بوعده بنشر الحرية والديمقراطية كما قطعه على نفسه بداية ولايته الثانية، مشيرة إلى غياب الديمقراطية في المملكة العربية السعودية، التي تعتبرها الصحيفة جبهة إرهابية أخرى، وإلى تراجع الديمقراطية في بلدن من روسيا إلى فنزويلا إلى مصر، التي أصبحت أكثر استبداداً منذ 2004. وتختتم صحيفة كريستيان ساينس مونتور إفتتاحيتها اليوم معربة عن استيائها من تدني الإنفاق الأمريكي على بناء المؤسسات الديمقراطية ومحاربة الفقر مقارنة بالإنفاق العسكري، ومؤكدة على أنه كان من الممكن تفادي أزمات مثل الأزمة الباكستانية لو أن الولايات المتحدة اقتصدت في التصريحات وتحركت بهمة أكبر على صعيد الأفعال.
The New York Times
http://www.nytimes.com/2007/11/04/world/asia/04assess.html?_r=1&oref=slogin
وفي سياق متصل، رأت كل من شيريل غاي ستولبرغ وهيلين كوبر في تحليل إخباري نشتره صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "مشرف يضع البيت الأبيض في حيرة من أمره"، أن أمريكا حاولت على مدى أكثر من خمسة أشهر تنظيم عملية إنتقال سياسية في باكستان تحافظ بواسطتها على بقاء الرئيس الباكستاني برويز مشرف حاكماً للبلاد، دون أن تتعرض سياستها في تعزيز الديمقراطية في العالم الإسلامي للإنتقاد. غير أن مراسلتي الصحيفة أضافتا أن تلك الخطط الموضوعة بشكل دقيق باءت بالفشل يوم السبت -يوم إعلان حالة الطوارئ- ووجد البيت الأبيض نفسه في حيرة دفعته لاتخاذ موقف من ينتظر وليس لديه سوى خيارات محدودة للقيام بالخطوة التالية. واعتبرت الكاتبتان أن خطوة مشرف للسيطرة على سلطات الطوارئ وتخليه عن الدستور، جعلت كابوس المسوؤلين في الإدارة الأمريكية وشيك التحقق: دكتاتور عسكري يحظى بدعم أمريكي يعرض الإستقرار المدني في بلد يمتلك الأسلحة النووية للخطر. ولكن الكاتبتان أضافتا أنه بعد الإعلان لم يكن هناك رد فعل فوري من قبل الإدارة الأمريكية يصاحب إنتقاداتها القاسية له، وما يأمل به المسؤولون داخل البيت الأبيض هو أن لا تدوم حالة الطوارئ، وأن يفي مشرف بوعوده بالتخلي عن منصب رئيس الجيش. ولفتت مراسلتا الصحيفة النظر إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وجهت إنتقاداً لخطوة مشرف، ولكنها لم تدنها، بل تحدثت عن فضله في العديد من الأعمال نحو تهيئة باكستان لما أسمته "الطريق إلى حكم الديمقراطية".ورأت معدتا المقال أن هذا التناقض الواضح يؤكد الحيرة التي وجدت الإدارة الأمريكية نفسها فيها. وبحسب الخبراء، فإن قرار مشرف لم يكن خبراً ساراً لإدارة بوش ومن شأنه أن يشوه صورة الرئيس الباكستاني وشرعية أي إنتخابات تنظمها حكومته.
USA Today
http://blogs.usatoday.com/oped/2007/11/crackdown-in-pa.html#more
كما نشرت صحيفة يو إس إيه توداي إفتتاحيتها اليوم تحت عنوان "تردي الأوضاع في باكستان يضع الولايات المتحدة في مأزق"، حذرت فيها من أن باكستان قد تصبح مكاناً أشد خطورة من العراق أوإيران، ذلك أن باكستان تمتلك سلاحاً نووياً، وقد سبق لكبير علمائها النوويين بيع التقنية النووية إلى دولة "مارقة"، علاوة على أنها تأوي حركة إسلامية متطرفة ومتوسعة في مناطق الحدود القبلية، حيث من المعتقد أن أسامة بن لادن يختبئ هناك. وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن جميع هذه العوامل أدت إلى تعقيد الرد الأمريكي نهاية الأسبوع الماضي على حالة الطوارئ التي أعلنها الجنرال برويز مشرف، الرئيس الباكستاني وحليف الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب. وتورد الصحيفة أن رد الفعل التلقائي والبديهي على الإجراءات الديكتاتورية التي اتخذها مشرف هو قطع المعونة الأمريكية لباكستان والتي تقدر بنحو 10 مليارات، وفرض عقوبات عليها والإصرار على وضع جدول لإنتخابات قادمة. لكن الصحيفة رأت أن الأمر ليس بهذه البساطة، حتى برغم خطورة وحماقة الإجراءات التي اتخذها الجنرال الباكستاني، وأن كل ما ستفعله، أو لن تفعله، الولايات المتحدة سيزيد من مشاعر الكراهية لها وسط المتطرفين الإسلاميين. ومن هنا، في رأي الصحيفة، يتعين على الولايات المتحدة ألا تتخلى عن الديمقراطية في باكستان وفي الوقت نفسه تحمي نفسها من سيناريو كارثي يتمكن فيه تنظيم القاعدة من امتلاك السلاح النووي. والحل الأفضل في الوقت الحالي هو الضغط على مشرف للتراجع عن فرض حالة الطوارئ والعمل من وراء الكواليس حتى لا تقع باكستان بأيدي المتطرفين إذا أبعد عن منصبه. وتختم صحيفة يو إس إيه إفتتاحيتها اليوم مذكرة بأهمية الإستقرار، وبالدرس التحذيري من التاريخ الباكستاني القريب عندما تدخلت الولايات المتحدة لدعم الديكتاتور ضياء الحق مما أدى إلى تغذية التطرف الإسلامي في الثمانينات. كان يجدر بالمصالح الأمريكية حينذاك، والآن، أن تعتمد على المؤسسات الباكستانية القوية، لا على رجالاتها الأقوياء.
Time Magazine
http://www.time.com/time/world/article/0,8599,1680463,00.html
أعد كل من أرين بيكر وسايمون روبنسون تقريراً نشرته مجلة تايم الأمريكية تحت عنوان "خطوة مشرف قد تؤتي نتائج عكسية"، قالا فيه إن إعلان مشرف حالة الطوارئ، الرامية لتعزيز سلطاته، أدخلت البلاد في أزمة دستورية أكثر عمقاً من شأنها أن تحفز موجة من هجمات جديدة يشنها مسلحون مستلهمين من القاعدة أعمالها، وأن تزعزع إستقرار حليف رئيسي في حرب تقودها الولايات المتحدة على ما يسمى الإرهاب. وأورد الكلتبان تأكيد رئيس جمعية محامي المحكمة العليا، الذي يدعى اعتزاز إحسان للمجلة في مكالمة هاتفية من السجن الذي يقبع فيه بعد حجز دام شهراً، أن "رئيس المحكمة العليا كان سيصدر حكماً ضد شرعية دخول مشرف الإنتخابات". وقال إحسان "دستورياً، لا يملك مشرف الحق في أن يكون رئيساً للبلاد والجيش معاً. إنها نهاية الطريق بالنسبة له". وأشار مراسلا المجلة إلى أن ذلك التكهن –أي نهاية مشرف- سيعول على رد فعل المواطنين الباكستانيين، لأن مشرف لا يحظى بشعبية كبيرة، ولكن فصله رئيس المحكمة وإعتقاله مجموعة من القضاة المعارضين لحكمه قد يجهض نمو الإستياء الشعبي فلا يصل إلى درجة كافية للتخلص من مشرف. كما اعتبر الكاتبان أن حالة الطوارئ التي فرضها مشرف ستضع واشنطن في موقف غير مريح، لا سيما أنها دأبت على دعم مشرف باعتباره حليفاً رئيسياً فيما يسمى الحرب على الإرهاب، في الوقت الذي تدعوه فيه بشكل متواصل إلى العودة إلى الديمقراطية، بيد أن خطوة مشرف الأخيرة تحول دون القيام بحركة التوازن.
Washington Corridors
أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية أن واشنطن قد تعيد النظر في المساعدات التي تقدمها لباكستان بعد إعلان الرئيس مشرف حالة الطوارئ وتعليق العمل بالدستور. وقالت رايس في تصريحات أدلت بها في القدس، إن حكومة الرئيس بوش لا تؤيد قرار الرئيس الباكستاني برفيز مشرف إعلان حالة الطوارئ في بلاده. وأضافت: "أود أن أكرر أن واشنطن لا تؤيد ذلك الإتجاه وأنه لم يجر أي اتصال بيننا قبل إصدار هذا القرار". ودعت رايس الرئيس مشرف إلى إجراء الإنتخابات التشريعية في موعدها مشيرة إلى أن تلك القرارات تعيد باكستان إلى الوراء بعدما حققت الكثير من التقدم على طريق الديمقراطية.
يسعى الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي يواجه تهديدات تركية بالقيام بتوغل عسكري في شمال العراق لاقتلاع متمردين أكراد، لطمأنة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي بالتزام واشنطن بمحاربة الإنفصاليين الأكراد الذين يشنون هجمات من العراق على الآراضي التركية. وأوضح أردوغان الذي يلتقي مع بوش في البيت الأبيض بواشنطن إنه يريد حلاً حاسماً للتصدي لمقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين يعملون من داخل الأراضي العراقية. وإذا خرج رئيس الوزراء التركي من اجتماع الإثنين غير راض فيمكن أن يكون لذلك عواقب كبرى على جهود الرئيس الأمريكي لإعادة الإستقرار للعراق حيث حقق مؤخراً تقدماً حثيثاً.
حث الرئيس بوش اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ على الإسراع بالموافقة في اجتماعها يوم الثلاثاء القادم على تعيين مرشحه لشغل منصب وزير العدل القاضي مايكل ماكيسي وطرح اسمه لمجلس الشيوخ بكامل أعضائه بأسرع ما يمكن. وقال إن وزير العدل عضو مهم في فريق الأمن القومي وعليه مسئوليات مهمة لمنع الهجمات الإرهابية.
يقوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزيارة للولايات المتحدة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبليْن بهدف ترسيخ العلاقات بين البلدين التي أصابها فتور في أعقاب الحرب في العراق عام 2003. وساركوزي سيلقي خلال هذه الزيارة خطابا أمام الكونغرس الأمريكي.

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 7-11-2007


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
كردستان العراق تأمل في محادثات مع تركيا لحل الأزمة الكردية
نشيرفان برزاني
رئيس وزراء حكومة اقليم كردستان العراق
واشنطن بوست
عندما التقى الرئيس بوش ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان في واشنطن يوم الاثنين الماضي لمناقشة الأزمة الناشبة بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، كنا في حكومة إقليم كردستان العراق نصغي باهتمام وأمل كبير. وقد رحبنا بهذا اللقاء. حيث أن الحل الوحيد لهذه المشكلة الممتدة لعقود يكمن في الدبلوماسية.
دعوني أكون واضحا بأن حكومة إقليم كردستان العراق مستعدة تماما وسوف تظل مستعدة تماما لإيجاد حل طويل الأجل لهذه المشكلة.ولهذا الهدف نقترح إجراء محادثات بين أنقرة وبغداد واربيل وواشنطن.فهذه قضية عابرة القومية تعقدها الروابط العرقية ولا يستطيع اي طرف ان يجد لها حل من نفسه.وسوف نجلس في أي وقت مع أي أحد يسعى الى حل دبلوماسي متفاوض عليه.
يتعين علينا التخلي عن الخطاب السياسي الذي يحمل في طياته العنف وندرك ان الرد العسكري على الأزمة الحالية يمكن ان يشكل كارثة للكل عدا حزب العمال الكردستاني. فنحن في إقليم كردستان العراق سوف نفترق في طريقنا الى السلام والديمقراطية والرخاء،ويمكن للجيش التركي ان يصبح غارقا في مستنقع صراع دموي وغير فعال ضد حزب العمال الكردستاني خارج حدوده،ويمكن للولايات المتحدة والحلفاء الغربيين ان يصبحوا نافرين من حليف حيوي في حلف شمال الاطلسي،واقتصادات وشعوب المنطقة-لاسيما تركيا وسورية وايران والعراق-سوف يعانون.
لقد حاولنا ان نشرح لأصدقائنا الاتراك اننا لا نريد سوى السلام والتعاون معهم.ان اقليمنا يعتمد بشكل كبير على الاستثمار والتجارة مع تركيا.فالغالبية العظمى من الشركات الاجنبية العاملة هنا هي شركات تركية وتقريبا فان كل عمليات بنائنا تتم عن طريق مقاولين اتراك ونحن نحصل على كثير من طاقتنا الكهربائية من تركيا اضافة الى ان اكثر من 75% من وراداتنا تصل عبر تركيا.فلماذا اذاً نستفز تركيا الى القيام بعمل عسكري يمكن ان يدمر اقتصادنا بشدة؟
ان تاريخ هذا الجزء المتنازع من العالم يحمل رسالة مفادها ان مشاكل مثل حزب العمال الكردستاني لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية.فعلى مدى عقود حاولت حكومة صدام حسين تصفية الشعب الكردي عن طريق العنف بثمن فادح بالنسبة للطرفين. ونحن انفسنا حاربنا ضد حزب العمال الكردستاني في اواخر التسعينات بمساعدة من الجيش التركي وبعد 10 سنوات نجد انفسنا مرة اخرى في حالة ازمة.لقد حمت الجبال داخل اقليمنا وفي تركيا حزب العمال الكردستاني لعقود ولا يوجد مبرر كبير للاعتقاد بأن العمليات العسكرية الجديدة سوف تكون ناجحة بشكل أكبر من المحاولات السابقة.ان الحل العسكري لمثل هذه المشاكل لا يعمل ابدا.
لقد أدنا وسوف نستمر في إدانة حزب العمال الكردستاني على هجماته غير المبررة في تركيا. ونصر على أن يتخلى أفراده عن أسلحتهم فورا.ولا نسمح لهم بالعمل بشكل حر على العكس مما يوحي البعض.ان تركيا بقدرتها العسكرية الكبيرة لم تقو على القضاء على حزب العمال الكردستاني داخل حدودها ومع ذلك يتوقع بعض الاتراك منا ان ننجح نحن في القضاء على هذا الحزب بقدراتنا ومواردنا الاقل بكثير.تماما،وكما نطلب من الاتراك السعي الى حل سلمي،فإنه يتعين على حزب العمال الكردستاني ان يتخلى عن استراتيجيته الفاشلة في الصراع المسلح.حيث يتعين اعطاء الدبلوماسية والحوار فرصة.فمن خلال الوقت والصبر والاستقرار نعتقد ان التغير السلمي يمكن ان يحدث.فقبل 10 سنوات فقط كان يتم النظر الى منظمة التحرير الفلسطينية والحزب الجمهوري الايرلندي على انهما منظمتان ارهابيتان.اما الان فقد بداوا عملية تحول ويعملون داخل الاطار السياسي.الا يمكن ان يحدث مثل هذا التحول لدى حزب العمال الكردستاني؟لا يمكننا الجزم بذلك.غير اننا نعرف ان العمل العسكري سوف يزيد من تشدد الوضع بشكل اكبر وسوف يولد العنف بالتاكيد مزيدا من العنف.
اننا نريد السلام على طول حدودنا مع تركيا.ونحن نريد التعاون في القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.اننا نرغب في ان نكون جار جيد وان نتحمل مسئولياتنا كجيران جيدين.ان محاولاتنا الناجحة في التعاون مع انقرة وبغداد لتامين الافراج عن الجنود الاتراك يظهر رغبتنا المخلصة في ايجاد حلول سلمية للمشكلة. وسوف نستمر في القيام بخطوات ثابتة بغية تحسين البيئة الامنية على الحدود.غير انه على الحكومة التركية ان تتخلى عن رفضها اجراء محادثات معنا بوصفنا جيران.
إن إقليم كردستان هو الجزء الوحيد في العراق الذي ازدهر فيه السلام والتنمية منذ التحرر في 2003 ونحن الحكومة الاقليمية المعترف بها دستوريا في المنطقة. وقد اجتازنا طريقا طويلا على الصعيد الاقتصادي والسياسي.وان كان لا يزال هناك الكثير من العمل المطلوب.لقد اختارنا ان نصبح جزءا من عراق فيدرالي وسوف ندعم هذا الالتزام.ولم نهدد احدا،ونحن نتحرك صوب تنمية اكبر.ونأمل ان نستطيع مد يد الصداقة لتركيا والعمل معا من أجل إيجاد حلول لهذه المشكلة تؤدي الى استقرار طويل الأجل وعلاقات سلمية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
الإرهاب الكردي والغرب
تولين دالوجلو
واشنطن تايمز
منذ أكثر من ثمانية أعوام، حكم قاض تركي على زعيم جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية عبدالله أوجلان بالسجن مدى الحياة. وقد حضرت أنا شخصيا وقائع هذه المحاكمة بصفتي مراسل لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في ذلك الوقت. تشير ملاحظاتي إلى أن عبدالله أوجلان فقد أعصابه مرة واحدة خلال المحاكمة عندما عارضته مجموعة من الشهود الذين فقدوا أحباءهم في عمليات ارهابية ارتكبها مقاتلو حزب العمال الكردستاني.
حاول القاضي تورجوت أوكياي استعادة النظام في المحكمة حيث ان الشهود بدأوا يصرخون في وجه أوجلان وعرضوا صور أحبائهم القتلى. تغير وجه أوجلان بتعبير لا يخلو من الاحتقار، وخطى خطوة واحدة بقدمه اليسرى في البداية ثم وقف بسرعة على قدميه وصرخ «أنا أيضا فقدت 25000 من رجالي». تجدر الإشارة إلى أن تركيا أعلنت رسميا مقتل 37000 شخص في هجمات ارهابية لمقاتلي حزب العمال الكردستاني.
تساءلت في ذلك الوقت عن عدد الدول الأوروبية التي احتضنت أعضاء حزب العمال الكردستاني «كمقاتلين من أجل الحرية». لقد زعم عبدالله أوجلان أن حزب العمال الكردستاني حمل راية الكفاح المسلح لكي يجبر أنقرة على منح الأكراد حقوقهم الثقافية واللغوية. كما تحدث عن الدعم الخارجي الذي كان يحصل عليه من الحكومات الأوروبية التي تدعم القضية الكردية. نعم لقد ألقي القبض على أوجلان عندما كان مختبئا داخل السفارة اليونانية في العاصمة الكينية نيروبي.
تتعرض تركيا لانتقادات واسعة فيما يتعلق بالأكراد. قيل لي خلال محادثاتي التي أجريتها على مر السنين مع اتباع حزب العمال الكردستاني ومصادر غربية إنه لمن السذاجة بمكان افتراض أن الأكراد يمكن أن يطالبوا بحقوقهم من الدولة التركية بالوسائل السلمية.
ليس لدى الأتراك جبهة موحدة ضد حزب العمال الكردستاني. يقول أحمد ترك، زعيم حزب المجتمع الديمقراطي، الذي يتمتع بتمثيل في البرلمان، ويتألف من أكراد فقط، إنه لا يستطيع أن يسمي مقاتلي حزب العمال الكردستاني إرهابيين. ويطلق هاتب ديكل السياسي الكردي البارز سابقا على مقاتلي حزب العمال الكردستاني «مقاتلين من أجل الحرية»، ويقول انهم يعملون لصالح القضية الكردية.
وتنادي ليلى زانا الحائزة على جائزة نوبل بالحرية لعبد الله أوجلان. بل وخلال الأسبوعين الماضيين فقط، قام حزب العمال الكردستاني بعملية إرهابية جديدة مما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 30 مواطناً تركياً وجرح كثيرين، وقال لي محمد متينير السياسي الكردي السابق وأحد مستشاري رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، «إن هجمات حزب العمال الكردستاني استهدفت حزب المجتمع الديمقراطي أكثر من أي طرف آخر. لقد أصيبوا بالشلل لدرجة أنهم لا يستطيعون القيام بأي عمل».
تجدر الاشارة إلى أن إدارة الرئيس بوش تحث تركيا باستمرار على الامتناع عن شن أي عمليات عسكرية عبر الحدود. لكن ممثل حلف شمال الأطلنطي أو الناتو في أفغانستان سابقا حكمت تشيتين، وهو كردي وكان رئيسا للبرلمان التركي سابقا، قال خلال محادثة هاتفية ما يلي: (إذا طلب منا أن لا نتعامل مع حزب العمال الكردستاني، وإذا لم تفعل الولايات المتحدة والعراق شيئا تجاه تلك الهجمات التي يرتكبها مقاتلوه، فمن الذي يتصرف إذن؟ لا يمكن لهذه الأعمال أن تستمر).
وقد أشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أكثر من مرة إلى أن تركيا لا تهدد بغزو العراق، إنها لا تريد سوى إيقاف هجمات حزب العمال الكردستاني. وقال المتحدث باسم الحكومة الإقليمية الكردية في واشنطن قباد طالباني، «إذا بدأت الولايات المتحدة قصف معسكرات حزب العمال الكردستاني في الشمال، سنحرق تركيا غدا. كما أنه يقول: إن القوات الأمريكية لديها تفويض من الأمم المتحدة بحماية السيادة العراقية والدفاع عن الشعب العراقي». وبهذا المنطق، من المتوقع أن تقوم الأمم المتحدة بحماية منظمة إرهابية. إلا أن مسؤولا بوزارة الدفاع الأمريكية قال إذا تعاون أكراد العراق مع الإرهابيين، فإنهم سيخسرون الحماية الممنوحة لهم.
أما رئيس الأركان المشتركة التركية الجنرال ياسر بيوكانيت، فقد قال إنه ليس هناك أي فرق بين الإرهابي والشخص الذي يوفر المأوى له. وقال الرئيس العراقي جلال طالباني، وهو كردي، إننا لن نسلم ولو قطة كردية عراقية لأي أحد، ناهيك عن رجل كردي.
تجدر الإشارة إلى أن زعيم الحكومة الاقليمية الكردية مسعود برزاني لا يعترف بحزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية. بيد أن برزاني، الذي يتمتع بالحماية الأمريكية، يقول بثقة لكن تحت ضغط من الأمريكيين إن الأكراد العراقيين لن يقاتلوا حزب العمال الكردستاني، كما أنهم لن يسمحوا لتركيا بشن أي عملية عسكرية ضد أهداف تابعة لحزب العمال الكردستاني.
وفي الوقت نفسه، تصف وسائل الاعلام الأمريكية تحذير تركيا لكل من أمريكا والعراق بأنه تهديد لاستقرار العراق. وفي الواقع، وعلى الرغم من أن وزارة الخارجية الأمريكية تطلق على حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية إلا أن وسائل الاعلام الامريكية تطلق على مقاتلي الحزب (المتمردين الأكراد).
كنت قد أجريت مقابلة صحفية مع نائب وزير الدفاع جوردون إنجلاند منذ عامين تقريبا، وسألته وقتها، لماذا توفر الولايات المتحدة الحماية لمقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. رد متسائلا «ما هذا الهلع التركي وما هذا الشعور بالاضطهاد»؟ لكن الوضع اليوم يبدو شارحا لذاته. يقول أحد كبار القادة الأمريكيين في شمال العراق الجنرال بنجامين نيكسون إنه لم يعد أي خطة للتعامل مع حزب العمال الكردستاني. ومن المتوقع من تركيا أن تلتزم الهدوء عندما يقوم إرهابيو حزب العمال الكردستاني بالهجوم على أهداف تركية وزعزعة استقرار تركيا.
تقول وزيرة الخارجية الأمريكية إن السبيل الوحيد لمواجهة إرهاب حزب العمال الكردستاني هو الديمقراطية. إذا كان الإرهابيون يفهمون شيئا من مزايا الديمقراطية، كان ينبغي محاولة التعامل مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. إن آلاف الأتراك الذين تدفقوا على شوارع تركيا للاحتجاج على العمليات الإرهابية التي يرتكبها مقاتلو حزب العمال الكردستاني يعتقدون أن موقف الولايات المتحدة من هذه القضية مجرد كلام.
إن القضية الكردية يمكن أن تتعقد، لكن التحدي الحالي بسيط للغاية. عند لقاء الرئيس الأمريكي جورج بوش مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان في البيت الأبيض لنأمل أن يتمكن الزعيمان من تشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
لا أحد يريد الحرب
جورجي ميرسكي
عمان اليوم عمان
لا أحد أراد حربا في شمال العراق، الذي تتوغل فيه الآن القوات التركية.
إن حزب العمال الكردستاني - الذي أسسه أكراد تركيا - ربما كان هو التنظيم الوحيد المهتم والمعني بالصراع مع أنقرة. وقد قامت وحداته شبه العسكرية المرابطة في كردستان العراق بعمليات متقطعة ضد الجيش التركي لسنوات كثيرة.
والصراع الأخير ونشر القوات التركية في شمال العراق أوجد مشاكل للجميع.
فالجنرلات الأتراك يشتكون من أنهم لم يكونوا قادرين على هزيمة مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير قواعدهم في كردستان العراق لوقت طويل لأنهم كانوا يقاتلون وأياديهم مقيدة ومغلولة. فالمسلحون كانوا قادرين على التراجع إلى قواعدهم في كل مرة جرت فيها عملية عسكرية تركية.
وتريد أنقرة الوصول إلى ضربة ساحقة ضد المسلحين وقواعدهم خارج تركيا في سياق عملية واسعة النطاق.
ومع ذلك، فلن تكون قادرة على إحلال الهدوء في كردستان العراق لوقت طويل لأن حرب العصابات ستشتعل هناك. وعلى الرغم من أن الجيش التركي سيهزم بسرعة كل وحدات حزب العمال الكردستاني ووحدات الحزب الديمقراطي الكردستاني التي تحاول دعم أكراد تركيا، إلا أنه لن يبقى في شمال العراق لوقت طويل.
منذ خمس سنوات مضت، زرتُ الحدود بين كردستان العراقية والتركية، وكانت القوات التركية قادرةً على هزيمة الوحدات الكردية، ولكن العلاقات بين أنقرة وأكراد العراق تفسد وتزداد سوءا. وعلى الرغم من أن العملية العسكرية سترضي الأتراك، إلا أنها لن تسفر عن نتائج طويلة المدى.
وعلى الرغم من أن كردستان العراق مستقلة واقعيا، إلا أن الاتحاد الأوروبي، الذي مازال ممتعضا وكارها للاعتراف بتركيا وقبولها فيه، سيشعر أن الاعمال القتالية العدائية الجارية بمثابة عدوان ضد بغداد.
وإذا ما تحدثنا من الناحية الفنية، فمازالت كردستان العراق جزءا من العراق، وهو عضو في الأمم المتحدة: وبناء عليه، فإن الاتحاد الأوروبي سيدين العدوان التركي وينشئ عقبات إضافية على الطريق أمام الاعتراف بتركيا وقبولها فيه.
وستواجه الولايات المتحدة أيضا مشاكل خطيرة إذا قامت أنقرة بعملية عسكرية واسعة النطاق لأنها لا يمكنها أن تخون أكراد العراق وتغرر بهم، وهم حلفاؤها الموالون المخلصون الأقوياء فقط في العراق الذي مزقته الحرب.
من الشائع والمعروف أن أكراد العراق كانوا متطلعين إلى الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 لأنهم كانوا يعرفون أن واشنطن ستطيح بنظام صدام حسين.
وبناء عليه، فإن البيت الأبيض سيواجه توقعات واحتمالات مقيتة إذا غض الطرف عن فظائع تركية محتملة ضد أكراد العراق. ولكن تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلنطي " الناتو "، حليف مهم بقدر مساوٍ للولايات المتحدة.
إن الولايات المتحدة يمكن أن تفعل شيئا لحماية أكراد العراق في حالة حدوث عملية عسكرية، وذلك الوضع سيتدهور إذا انضم الحزب الديمقراطي الكردستاني وتدخل في الصراع.
وعلى الرغم من أنه ليس هناك قوات أميركية في كردستان العراق، إلا أنه من الصعب تخيل عواقب صدام محتمل بينها وبين الجيش التركي.
ويمكن أن تجد الولايات المتحدة نفسها بين نارين وتواجه معضلة خطيرة. وتدرك الحكومة التركية أن واشنطن لن تغفر أبدا لتركيا إذا أجبرت أميركا على الاختيار بين أقل الشرين. إن الغزو التركي لكردستان العراق سيُوصم بأنه عدوان على العراق ذي السيادة، وكذلك فإن الجيش العراقي سيرد الضربة. ومع ذلك، فإن مثل تلك العمليات لن تكون فعالة جدا لأن بغداد مازالت تعوزها الإمكانات العسكرية على محاربة الإرهاب في أجزاء أخرى من العراق.
إن حزب العمال الكردستاني سيكون هو الطرف الوحيد الذي يستفيد ويربح من العملية العسكرية التركية لأن المسلحين الباقين على قيد والناجين سيعيدون التشكل والتجمع في المناطق الجبلية. وهؤلاء المتشددون مستعدون لتقبل خسائر في حرب مطولة من أجل الانفصال عن تركيا وإقامة دولة مستقلة.
وبناء عليه، فإن الاحتلال التركي لكردستان العراق سيلبي مصالحهم لأن الجميع سيدين عدوان أنقرة ولأن الحزب الديمقراطي الكردستاني سيدعم أتراك العراق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
معضلة تركيا
د. أحمد مصطفى
الوطن عمان
نجحت الضغوط الدبلوماسية الأميركية حتى الآن في تأجيل العمل العسكري التركي في شمال العراق ضد مقاتلي حزب العمال الكردي الذين تحملهم تركيا مسؤولية قتل 30 الف تركي منذ اندلاع الصراع قبل نحو ربع قرن. لكن مسألة إلغاء تلك العملية يعتمد على عوامل أكثر تعقيدا من الضغوط الاميركية على الحكومة والتركية وتصاعد المشاعر الوطنية، أي ضغط الشارع التركي على الحكومة التي تجد نفسها أقرب الى من بين فكي كماشة. وان ظل ذلك لب معضلة تركيا: عين على واشنطن وعين على اربيل، إذن مع الشارع الاسطنبولي وإذن مع ما يردده المحيط الإقليمي.
منذ تجدد القتال بهجمات حزب العمال على القوات التركية في جنوب الشرق، شمال الحدود مع العراق ، ومقتل عدد من الجنود الاتراك واسر اخرين (أسفرت الجهود الدبلوماسية عن إعادتهم) الشهر الماضي، وتركيا تحشد قواتها على الحدود استعدادا لعملية عسكرية داخل شمال العراق عنوانها الرئيسي هو القضاء على الملاذ الآمن لنحو ثلاثة آلاف من مقاتلي الأكراد الذين يشنون هجمات على القوات التركية عبر الحدود وجبال قنديل الوعرة. وبسرعة اجاز البرلمان التركي للحكومة حق ارسال الجيش الى شمال العراق للقضاء على التمرد الكردي. الا ان الاميركيين لا يريدون بؤرة مشتعلة اخرى في بلد تمزقه الحرب منذ غزوه واحتلاله قبل اربع سنوات.
سبق لتركيا ان ارسلت قواتها الى شمال العراق من قبل دون ان يقضي ذلك على حزب العمال، الساعي لحكم ذاتي في المنطقة الكردية من جنوب شرق تركيا بمحاذاة مناطق العراق في شمال العراق وشمال شرق سوريا وشمال غرب ايران. وكان قلق تركيا المبرر من محاولات الاكراد فرض كيان شبه مستقل في تلك المنطقة، خاصة وانهم منذ بداية التسعينيات يتمتعون بشكل من اشكال الحكم الذاتي في العراق بدعم اميركي/بريطاني/اسرائيلي. واذا كانت الولايات المتحدة ، حتى الآن، ليست مع استقلال الاكراد تماما الا انها لا تريد ايضا ان تنتهي المشكلة بحسم لصالح أي من القوتين الاقليمتين: تركيا أو إيران.
وشهد الاكراد استقطابا قويا على مدى العقدين الاخيرين، فصيل تدعمه ايران وفصيل تدعمه اسرائيل، وشرائح من الفصيلين تتحالف مع بغداد او انقرة على مراحل تكتيكية. لكن منذ احتلال العراق يسعى الاكراد للاستقلال، وتلك مشكلة تركيا الحقيقية انها لا تثق في قدرة العراق عل عمل شئ وتتحسب للنوايا الاميركية ـ رغم ان واشنطن تحتاج لدعم انقرة لوجيستيا لعملياتها في العراق ـ وتحذر النفوذ الاسرائيلي في شمال العراق. مع كل هذه المخاوف، لم تتمكن تركيا من الحصول على دعم ايراني واضح لتدخلها العسكري في شمال العراق، اما سوريا فموقفها غائم الى حد ما ولا يبدو مؤثرا كثيرا في المحيط العربي والاغلب انه يتقارب مع الموقف الايراني من المشكلة الكردية.
أضف الى كل تلك التعقيدات الاقليمية التي تعظم من معضلة تركيا التوتر الداخلي بين حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان والرئيس عبد الله جول قادة حزب العدالة والتنمية الاسلامي التوجه وقيادات الجيش التركي العلمانية التوجه. واذا كان قادة الجيش يريدون ان يستعيدوا بعضا من السطوة والنفوذ الذي سحبهم الاسلاميون فان الازمة الحالية مع المتمردين الاكراد فرصة مثالية. الا ان الجيش مكبل ايضا بهدف علماني اعلى، وهو الرغبة في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي ويدرك الجنرالات ان اردوغان يمكنه حلحلة الكثير مع الاوروبيين ببراغماتيته الشديدة. ولا تحتاج أنقرة لعقبة جديدة امام التفاوض مع الاوروبيين من قبيل قمع الاقلية الكردية فيها، او التدخل العسكري في شمال العراق ـ وان كان العراق انتهكت سيادته اوروبيا واميركيا من قبل ، فهناك مباهاة اخلاقية زائفة بأن الغرض من ذلك كان "تحرير الشعب العراقي".
قد يضغط الاميركيون كي يتوقف اكراد العراق عن دعم اكراد تركيا، وربما يقوم الجيش التركي بعمليات محدودة في شمال العراق لا تنال تماما من الكيان الكردي شبه المستقل الوليد مجتزءا مما كان دولة العراق، ويهدأ الشارع التركي ويقتنع جنرالات انقرة بحنكة اردوجان، الا ان كل ذلك لن يحل جذر المشكلة: الخوف من كيان كردي يستقل مقتطعا جزءا من كل من تركيا وسوريا وايران.
كل ذلك مرهون بتطورات عسكرية في المنطقة تتجاوز تركيا، وتحديدا ما بين ايران والولايات المتحدة وسوريا واسرائيل. فعمل عسكري اميركي ضد ايران سيخلق جيبا كرديا في شمال غرب الجمهورية الاسلامية يتلاقى مع نظيره العراقي، والعمل على تغيير النظام في سوريا اميركيا (بحجة لبنان او اي حجة اخرى) او عدوان عسكري اسرائيلي يعطي الاكراد في سوريا فرصة الالتصاق بالعراق من شمال شرق تركيا. واذا كانت مثل تلك التطورات مفيدة لاسرائيل، الا ان واشنطن مترددة في الدفع باتجاهها حتى الان ـ وهذا ما يجعل تركيا متلهفة لاجهاض كل ذلك قبل ان يصبح على طريق الامر الواقع الذي لا تستطيع عمل شيء لتغييره.
تلك هي معضلة تركيا الحقيقية التي لا تحلها زيارة وزيرة الخارجية رايس لانقرة ولا لقاء القمة بين اردوجان وبوش في واشنطن. فبقية اللاعبين مترددين ويريدون الاحتفاظ بأوراقهم فيما تتعجل تركيا اللعب ولو وحدها. ولم تعد تنفع الاكراد تحالفاتهم القديمة مع القوى الاقليمية، فكل شئ الان قابل للتبدل السريع حسب المصالح والحسابات الجديدة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
الدور الأمريكي : الحاضر الغائب في الأزمة الكردية - التركية
نقولا ناصر
اخبار العرب الامارات
تكشف تطورات الأزمة الكردية التركية أن تحالف الكرد العراقيين مع الاحتلال الأمريكي للعراق يقود تدريجيا إلى نتائج معاكسة للأهداف التي كانوا يتوخونها من هذا التحالف الذي يخير قادتهم الاَن بين الموافقة على شق صفهم القومي بتقسيم واشنطن للتنظيمات الكردية القومية إلى ’’إرهابية’’ وغير إرهابية وبين الاختلاف معها على هذا التصنيف وبالتالي مواجهة المضاعفات الإقليمية والأمريكي ة لرفض شق الصف الكردي بتصنيفات مماثلة. وتحاول الإدارة الأمريكي ة حاليا المناورة للحيلولة دون وقوع حرب بين حلفائها الكرد العراقيين والأتراك، حرب إن وقعت فإنها تهدد بفتح جبهة جديدة تزيد من المصاعب التي يواجهها مشروع الاحتلال الأمريكي في العراق من جهة وتهدد من جهة أخرى ركنا أساسيا من أركان هذا المشروع في كردستان العراقية. ولكي تحمي النموذج الناجح لتقسيم العراق على أسس عرقية وطائفية، المتمثل في ’’واحة الأمن والأمان’’ الكردية التي كانت واشنطن ترعاها منذ عام 1991 في كردستان العراقية، من اجتياح عسكري تركي يتهدده، وصلت وزيرة الخارجية الأمريكي ة كوندوليزا رايس إلى أنقرة يوم الجمعة الماضي لتسوق حلا ’’دبلوماسيا’’ يقوم على تقسيم الأكراد إلى ’’إرهابيين’’ تقف واشنطن إلى جانب أنقرة ضدهم و’’غير إرهابيين’’ تطلب واشنطن من أنقرة الوقوف إلى جانبها في دعمهم من أجل نزع فتيل حرب كردية - تركية بين حلفائها في شمال العراق، حل ينقذ كرد العراق من نتائج قرار وافق عليه البرلمان التركي بحسم عسكري ينهي مشكلة تحويل كردستان العراق إلى قاعدة لعمليات رجال العصابات الأكراد ضد تركيا. لكن زيارة رايس لأنقرة ثم مشاركتها في اجتماع إسطنبول تسلطان الأضواء أولا على الدور الأمريكي في تفجير الأزمة الكردية التركية الراهنة وثانيا على مدى الأهمية التي توليها واشنطن لنزع فتيل هذه الأزمة. واستنفرت واشنطن أمين عام الأ· المتحدة بان كي-مون ومسئول السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي خافير سولانا لحضور مؤتمر اسطنبول لدعم حلها ’’الدبلوماسي’’، مما يشي بمدى الخطر الذي تستشعره واشنطن على مشروع احتلالها للعراق من احتمال اندلاع حرب كردية - تركية. لقد أعلنت رايس في أنقرة أن حزب العمال الكردستاني التركي ’’بي كيه كيه’’ المصنف ’’منظمة إرهابية’’ في واشنطن هو ’’عدو مشترك’’ للولايات المتحدة وتركيا والعراق، والغريب أن جلال طالباني ومسعود بارزاني وغيرهم من قادة الكرد العراقيين، الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها احتجاجا على توجه مماثل لحكومة نوري المالكي في بغداد لأنه لم يستشرهم في هكذا توجه ولأنه بعث وزير داخليته إلى أنقرة ليوقع اتفاقا معها في هذا الإطار ’’من وراء ظهورهم’’، لم يجدوا ما يقولونه اعتراضا على تصريحات رايس أو تأييدا لها. قالت رايس إن ’’لدينا عدو مشترك ونحن بحاجة إلى مقاربة مشتركة’’ وأضافت: ’’لا ينبغي لأي كان أن يشك في التزام الولايات المتحدة بهذه القضية’’. غير أن ثقة الأتراك في أدنى درجاتها في جدية واشنطن. فقد أظهر استطلاع أخير للرأي أجرته مؤسسة ’’صندوق مارشال الألماني’’ بأن 11 في المائة فقط من الأتراك لهم وجهات نظر ’’إيجابية’’ في الولايات المتحدة، وكان أحد الأسباب الرئيسية التي أوردها الاستطلاع للعداء الواسع لأميركا في تركيا عدم استعداد واشنطن للضغط على ’’حليفها’’ مسعود البرزاني لكي يوقف الهجمات ’’الإرهابية’’ التي يشنها ال’’بي كيه كيه’’ على تركيا انطلاقا من أراضي حكومة إقليم كردستان العراق. ويتهم الأتراك واشنطن ب’’الازدواجية’’ في موقفها من الإرهاب. إن تطورات الأزمة الكردية - التركية قد أوصلت انعدام الثقة التركية في ’’جدية صدق الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب’’ إلى ’’نقطة افتراق’’ كما قال كاتب تركي (شينك سيدار في الثاني من الشهر الجاري). ولا بد أن تكون ازدواجية واشنطن هذه على جدول أعمال اللقاء القريب في الخامس من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي جورج دبليو. بوش ، وكان أردوغان يوم الثلاثاء الماضي قد صرح بأن مستقبل العلاقات الثنائية سوف يتأثر سلبا أو إيجابا نتيجة لهذا اللقاء، وبالتأكيد أن قرار الاجتياح العسكري التركي لقواعد البي كيه كيه في شمال العراق سوف يتحدد أيضا نتيجة للقاء. إرهاب ترعاه أميركا في العراق وفي معمعة الحرب الكلامية الدائرة حاليا بين الأتراك والأكراد ووسط لعلعة الرصاصات الأولى في القتال بين الطرفين تكاد تضيع حقيقة أن الصاعق الذي فجر الأزمة الراهنة كان أميركيا ويغيب عن طرفي الأزمة أن العامل الأمريكي ، الذي يحرص على بقاء الأضواء بعيدة عنه، هو الغائب الحاضر في هذه الأزمة. لقد اجتمعت دول الجوار العراقي في اسطنبول في الثاني من الشهر الجاري لتغرق في تفاصيل الأزمة الكردية التركية بينما كان ينبغي أن يكون على جدول أعمالها بند واحد فقط هو مسؤولية القوة الأمريكي ة المحتلة للعراق عن الفوضى الإقليمية غير الخلاقة التي أعقبت احتلالها للجار العربي المسلم نتيجة لتحول الولايات المتحدة إلى أكبر دولة حاضنة للإرهاب داخل العراق في العالم. هل هناك مبالغة؟ لنلجأ إذن إلى تفصيل موجز للمنظمات التي تمارس الإرهاب تحت مظلة الاحتلال الأمريكي في العراق. فقد استدرجت واشنطن إلى داخل العراق منظمة القاعدة التي يصنفها القانون الأمريكي نفسه بأنها إرهابية، كي تتخذ منها قميص عثمان يسوغ للإدارة الأمريكي ة أمام شعبها المعارض للحرب على العراق استمرار إبقاء قواتها فيه من ناحية ولكي تشوه صورة المقاومة الوطنية العراقية بالخلط المدروس بينها وبين القاعدة من ناحية أخرى. كما احتضنت واشنطن منظمات يصنفها القانون الأمريكي أيضا بأنها إرهابية لكنها كانت موجودة قبل الاحتلال إما بحكم الأمر الواقع مثل حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) التركي أو بموافقة رسمية مثل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، دون أن يفسر الاحتلال الأمريكي للعراق لماذا يغمض عينيه عن تواجدهما في منطقة عملياته ولماذا لا يطبق القانون الأمريكي بحقهما ولا يوجد أي تفسير لذلك سوى قرار براغماتي باستخدامهما لهذا الغرض أو ذاك ضد الجوار العراقي. وحولت واشنطن احتلالها العسكري إلى حاضنة لمنظمات طائفية تكاثرت كالفطر في البيئة الأمريكي ة المواتية لكي تمارس الإرهاب والتطهير المذهبي لكن بدل أن تدرجها الإدارة الأمريكي ة في قائمتها للجماعات الإرهابية كافأت قياداتها السياسية بتسليمها مقاليد الحكم المحمي بقوات احتلالها في المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية. ثم أنشأت واشنطن منظمات إرهابية للعمل ضد إيران مستغلة العامل القومي داخل العراق لدى الأكراد والعرب على حد سواء ومستغلة أيضا العامل ذاته في أوساط العرب والأكراد الإيرانيين إضافة إلى ما لدى هؤلاء من تظلمات وماَخذ على النظام الإيراني، وهكذا لجأت واشنطن إلى خلط الأوراق في أوساطهم لتشوه كذلك نضالهم من أجل إزالة هذه التظلمات، فبات المراقب يسمع عن عمليات إرهابية داخل إيران تنسب إلى حركات وطنية أصيلة بين عرب إيران وأكرادها. يقول ريس إيرليش الصحفي والمنتج الإذاعي المستقل ومؤلف كتاب سيصدر قريبا بعنوان ’’أجندة إيران: القصة الحقيقية لسياسة الولايات المتحدة وأزمة الشرق الأوسط’’ في تقرير له نشره في ’’موذر جونز’’ مؤخرا إن مصادر كردية وأميركية أكدت له أن الولايات المتحدة تدعم غارات يشنها ’’رجال عصابات ضد إيران، وتمدهم بالمال عبر منظمات داخل كردستان العراقية’’، ويضيف، كما نقلت عنه ’’تيركيشويكلي. نيت’’ في 28 الشهر الماضي: ’’عندما كنت في شمال العراق تأكدت بأن ذلك النوع من النشاط مستمر من الأراضي العراقية الخاضعة للسيطرة الكردية’’. وفي تعليق له على نفي حكومة إقليم كردستان العراق والحكومة الأمريكي ة لوجود رجال عصابات كهؤلاء قال إيرليش إن مكالمتين بالهاتف النقال والذهاب بالسيارة إلى الجبال تكفي لدحض نفي علم الحكومتين بوجودهم. وتحقق إيرليش بنفسه من وجود معسكرات لل’’بي كيه كيه’’ ول’’حزب الحياة الحرة لكردستان’’ (بي جيه إيه كيه) التابع له للعمل في إيران. وأضاف أن ال’’بي كيه كيه’’ قبل حوالي سنتين انقسم إلى أربعة أحزاب يعمل كل منها في العراق وتركيا وإيران وسوريا لكن الأحزاب الأربعة هي في الأساس جزء من التنظيم الأم، لكن الولايات المتحدة لا تعترف بالفرع التركي بسبب علاقات واشنطن الإستراتيجية مع أنقرة، ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي ’’الناتو’’، غير أنها تدعم الفرع الإيراني لل’’بي كيه كيه’’. ولا بد أن تكون ازدواجية واشنطن هذه على جدول أعمال اللقاء القريب في الخامس من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي جورج دبليو. بوش ، وكان أردوغان يوم الثلاثاء الماضي قد صرح بأن العلاقات الثنائية سوف تتأثر سلبا أو إيجابا نتيجة لهذا اللقاء، وبالتأكيد أن قرار الاجتياح العسكري التركي لقواعد البي كيه كيه في شمال العراق سوف يتحدد أيضا نتيجة للقاء. والجدير بالذكر أنه لم يكن في العراق من الإرهاب قبل الاحتلال عام 2003 إلا الإرهاب الأمريكي وسوى عمليات متفرقة لا قيمة لها كانت تقوم بها فصائل ’’المعارضة’’ العراقية التي تمولها وتدربها السي اَي إيه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
حرام علينا‏..‏ حلال لهم‏!‏
عماد عريان
الاهرام مصر
قبل أشهر قليلة من اندلاع حرب الخليج الثانية في عام‏1991-‏ والمقصود بها حرب تحرير الكويت وتدمير العراق‏-‏ لم يتمكن عدد ضخم من الأوروبيين والأمريكيين ومن جنسيات أخري مغادرة العراق لأسباب عديدة ربما كان من بينها حالة الحصار المفروضة علي بغداد‏,‏ فما كان من رؤساء الدول الأوروبية والآسيوية إلا أن أطلقوا طائراتهم المدنية الخاصة وتوجهوا بها إلي بغداد واصطحب كل منهم أبناء جاليته من العراق وعاد بهم إلي بلاده سالمين آمنين‏.‏
هذا المشهد تكرر كثيرا من الجانب الغربي تجاه الشرق الأوسط‏,‏ وليس ببعيد وصول سيسليا ساركوزي طليقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلي طرابلس لاصطحاب الممرضات البلغاريات والعودة بهن إلي بلادهن برغم تورطهن في قضية حقن‏400‏ طفل ليبي بفيروس الإيدز‏,‏ وبالأمس فقط تمكن ساركوزي نفسه من الوصول إلي نجامينا عاصمة تشاد ليصطحب معه علي طائرته سبعة أوروبيين متورطين في فضيحة محاولة تهريب أكثر من‏100‏ طفل إفريقي من دارفور وتشاد إلي أوروبا في عملية تردد من الجانب الأوروبي أنها إنسانية دون ان تتوافر أية أسانيد أو أدلة تؤكد ذلك‏.‏
المهم في الأمر أن ذلك يحدث بسهولة تامة من الجانب الأوروبي والغربي في تعامله مع العالم العربي بينما يؤكد الوجه الآخر للحقيقة أن الدول العربية لا تستطيع أن تقدم علي خطوات مماثلة‏,‏ ولا يستطيع زعيم من العالم الثالث أن يقترب من قضية تمس مواطنين علي أرض دولة أوروبية‏,‏ وقضايا الإرهاب والاشتباه والهجرة غير الشرعية أكبر دليل علي ذلك‏.‏
والحقيقة أن حسابات القوة والتوازنات السياسية ولعبة المصالح كلها عوامل تؤثر في مثل تلك المواقف‏,‏ ولكن الواقع والتأمل الدقيق لها يؤكدان أن الفيصل في تلك المسألة هو الديمقراطية‏,‏ فتوعية المواطن في الدول الغربية‏,‏ وحرص الزعيم أو الرئيس أو الحزب علي صوت هذا المواطن تدفعهم لبذل أقصي جهد ممكن دفاعا عنه وعن مصالحه‏,‏ وفي الوقت ذاته فإن الديمقراطية أيضا هي التي تحمي النظام القضائي في بلادهم من أي تدخلات خارجية بزعم استقلال القضاء ونزاهته وإعمال مبدأ الفصل بين السلطات‏.‏
والعكس تماما في دول العالم النامي‏,‏ فالعنصر البشري ليس له مثل تلك الأهمية‏,‏ والمؤسسات القضائية ليست معصومة ولا تتمتع بهذه القدسية‏,‏ ومن ثم فإن العبث بهما أمر ميسور من أي جهة خارجية ترغب في التدخل‏,‏ والسبب مرة أخري هو غياب الديمقراطية‏,‏ ففي تشاد تستطيع أن تسلم مجرمين لأوروبا بقرار من الزعيم‏,‏ ولكن في إيطاليا علي سبيل المثال لا تستطيع أن تستلم جثامين ضحايا الهجرة غير الشرعية إلا بقرار قضائي‏!‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
جمال مبارك وتصريحه المدهش!
سليم عزوز
الراية قطر
بحلقت في شاشة قناة الجزيرة، وأنا اقرأ في شريط الأخبار، يوم الأحد الماضي، تصريح جمال مبارك ونصه: العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية جزء من الأمن القومي المصري.
البحلقة مردها الي أنني لم اصدق ما قرأته، صحيح ان العلاقات بين البيت الأبيض والقصر الجمهوري في مصر متينة، وطيبة للغاية، لم تقلل من متانتها، سحابات الصيف، عندما يتطرق أحد من الإدارة الأمريكية، في قضية مصرية مرتبطة بحقوق الإنسان، لكن أن يقال إن العلاقة مع القوم هي جزء من الأمن القومي المصري، فهذا ما لا يمكن ان تصدقه عين!.
أعلم ان كثيرا من الأنظمة العربية لا تستمد شرعيتها من الجماهير، فشرعية وجودها في الأصل والفصل مستمدة من الرضا الأمريكي السامي، واعلم ان جمال مبارك يحلم بحكم البلاد، وان هذا لن يكون الا بموافقة أمريكية صريحة.
وأعلم ان نجل الرئيس دائما ما يقدم نفسه للقوم في واشنطن علي انه الخيار المريح، بعد حكم الأب، ويبذل جهودا جبارة في هذا الصدد، لو بذل عُشرها تقربا للشعب المصري، لحصل علي تأييد جارف منه، لم يحصل عليه جمال عبد الناصر في عز مجده وهزائمه، لكن المشكلة في ان المحيطين بالرجل، فيما يسمي بلجنة السياسات، يدفعون به في السكة الأمريكية، وبعضهم من المتأمريكين، الذين يعلمون أن تقرب مبارك الابن من المصريين، فيه خطر علي وجودهم داخل دائرة النفوذ!.
اقرأ لهؤلاء وهم يكتبون مقالات ركيكة ومملة، عن ان من مصلحة مصر ان تنكفئ علي ذاتها، وتغلق بابها علي نفسها، ولا تنشغل بالحاصل خارج حدودها، وهو ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية، وهم يرفعون شعارا فاسدا هو: مصر أولا. ولهذا فانهم لا يرون بديلا عن الشرعية الأمريكية، التي هي اهم من شرعية الشعوب العربية كلها عند هؤلاء.. هذا ما اعلمه، لكن لم اكن أتصور ان يصل الحب العذري الي درجة ان يقال ان علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية هي جزء من الامن القومي المصري!
كان يمكن ان يقول جمال مبارك ان علاقاتنا مع القوم متينة، او انها استراتيجية، او ان القاهرة حليف لواشنطن، لكن ان يصل الامر الي أن يقال ما قيل، فان المرء يكون معذورا ان اندهش وبحلق في شاشة التلفاز!.
لاسباب عدة لا يستهويني التعرض لنجل الرئيس مبارك، ليس لأنني من الذين يستبعدون التوريث في الاجل المنظور، فرأيي ان جمال مبارك يحكم الا قليلا، ولكن لانني ممن يعتقدون ان التهجم عليه يتم في بعض الأحيان لصالح أطراف في السلطة، دون اتفاق علي ذلك.
فضلا عن ان نقده خرج من إطار النقد الموضوعي الي سكة الإسفاف، علي النحو الذي تطالعنا به بعض الصحف، وبالشكل الذي تقوم به بعض الأقلام، ووصل الحال الي التطرق الي قضية زواجه، بما لا يمكن قبوله من أي عاقل رشيد، ويمثل انتهاكا لحرمة الحياة الخاصة، المصونة بحكم الدستور.
وللأسف فان المنشور لا يستند الي معلومات، وانما يعتمد علي تجريح فج. كما وصل الامر الي ابتذال المعارضة بالقول انه تاه في شوارع الزمالك، الامر الذي ينتقص من جدارته في حكم مصر، فكيف يحكم بلدا لا يعرف شوارعه، وكأن المطلوب في رئيس الدولة ان يكون ساعي بريد، يحفظ عن ظهر قلب خريطة المنطقة التي يعمل فيها. شارعا شارعا.. وبيتا بيتا!.
لا أظن ان الهجوم علي جمال مبارك يمثل مخاطرة الا في الحد الأدني، علي العكس من بعض المسؤولين الذين يعتبرون الاقتراب من رحابهم جريمة يتفننون في ايقاع الأذي بمرتكبها، ومع هذا فان الهجوم عليه اكثر (تسميعا)، وينقل فاعله من خانة الكتاب، الي رتبة المناضلين، الذين يتعاملون مع السجن علي انه احب إليهم مما يدعونهم اليه. لا ندري ما الذي يدعونهم اليه؟..
وفي الخفاء يجرون جري الوحوش من اجل أن يقوم غيرهم بالتفاوض نيابة عنهم، لمنع حبسهم، ورأينا كيف عملوا علي إفساد قرار تيار استقلال نقابة الصحفيين بترشيح رجائي الميرغني نقيبا، فقد سعوا لاقناعه بالتراجع، ولما فشلوا قالوا ان التيار رشح اخر، ولم يكن هذا صحيحا، فقد كانوا يحاولون إحداث بلبلة لصالح المرشح الحكومي مكرم محمد أحمد، الذي وضع ضمن برنامجه الانتخابي سحب الدعاوي القضائية المقامة من قبل عناصر من الحزب الحاكم، والتي تسببت في صدور هذه الأحكام الابتدائية ضدهم!.
وميزة مكرم انه سيحافظ علي طُهرهم الثوري، فهم لن يتفاوضوا ولن يقبلوا الدنية في امرهم، ولم يدفعوا أيضا فاتورة النضال، وان كانوا قد جنوا مغانمه واصبحوا مناضلين فضائيين، يلوحون بعلامات النصر في مواجهة استبداد الطغاة!
الابتذال في الهجوم علي جمال مبارك يحول بيني وبين نقده، فلا اقدم علي ذلك الا أحيانا، ومع هذا فانني رأيت أن تصريحا كهذا الذي أطلقه، لا يمكن القفز عليه!
لم يعد خافيا علي احد أن مصر الرسمية أكبر حارس للمصالح الامريكية في المنطقة، فهي التي منحتهم الغطاء العربي اللازم لحصار العراق عقب احتلال الكويت، وهي التي لم تمانع، في تحقيق بوش الابن لنزواته بتدمير هذا البلد العربي الكبير، ولا اقول انها تواطأت. وهي ترفض التقارب مع ايران، بحجج واهية، ولاسباب أمريكية في الواقع.. الي غير هذا من سياسات، وعلي الرغم من هذا فان احدا من سكان البيت الأبيض لا يستطيع ان يتجرأ، ويقول ان علاقاتنا بمصر، هي جزء من الامن القومي الأمريكي، مع انها كذلك بالفعل.
ولاشك ان حالة الرضا الأمريكي هذه علي اهل الحكم في مصر، هي التي جعلتهم يغضون الطرف عن الانتهاكات الحاصلة ضد حقوق الإنسان، وتصفية المعارضين بالبطيء، علي النحو الحاصل الان مع الدكتور ايمن نور زعيم حزب الغد، واضطهاد المعارضة الجادة، ومع كل هذا فانه لا يمكن لاحد منهم ان يصرح بما صرح به جمال مبارك، وبهذه الجرأة التي نحسده عليها، علي الرغم من ان الشعب المصري، الذي يحلم بحكمه، يقيم موقفه من زعمائه بالقرب او البعد من البيت الأبيض، ويكفي أحدهم لان يفقد الثقة والاعتبار، ان يكون محميا بالشرعية الأمريكية!.
ولهذا فانه يكفي للتشهير بالمعارضين ان يقال انهم علي علاقة بالأمريكان، وهو السلاح الذي تم استخدامه بإسفاف ضد الدكتور ايمن نور، فقد تم استغلال تصريح كونداليزا رايس من انها تشعر بالقلق لاعتقاله في البداية، لتصويره علي انه رجل أمريكا في مصر، وقامت الصحف المصرية، وثيقة الصلة بالسلطة واجهزتها الأمنية، والصحف القومية المملوكة للدولة، بالهجوم عليه من هذه الزاوية، وتصويره علي انه رجل امريكا في المنطقة، الذي تقف وراءه من اجل ان يحكم مصر، مع انه ثبت باليقين ان المتغطي بالأمريكان عريان، وان كونداليزا رايس لم تتحرك وتصرح، الا بعد ان تعرض اهل الحكم في واشنطن لهجوم من قبل الصحافة الأمريكية، لانهم كانوا في هذا الوقت يتحدثون عن انهم منحازون للشعوب العربية، وانهم سيعملون المستحيل من اجل ان ينعم المواطن العربي بما ينعم به الأمريكي من حرية، وقد جاءت افتتاحية الواشنطن بوست لتقول ان خطاب الرئيس بوش عن حالة الاتحاد، والذي قدم نفسه فيه علي انه راعي الإصلاح في العالم العربي، يتعرض لامتحان عسير في مصر، فكان التدخل بما يحافظ علي ماء الوجوه الهارب، وتم سجن نور خمس سنوات، وتدمير حزبه، دون أي خطوة أمريكية جادة من اجل الافراج عنه، وفي كل مرة تتدخل رايس فتكون كمن سعي لتكحيلها فأعماها، فهي تتطرق لقضية ايمن نور، ذرا للرماد في العيون، ويكون في تطرقها مبررا للإعلام الحكومي للحديث عن هذا الامريكي العميل.
سلاح التشهير بالمعارضين لانهم علي علاقة بالأمريكان، تم استخدامه ضد سعد الدين ابراهيم، وضد الناشر المصري هشام قاسم، وقد تم التعامل مع الأول علي انه جلبي مصر، نسبة الي العراقي احمد الجلبي، فسعد يحرض الأمريكان علي بلاده، ويسعي لان ينتقص من سيادتنا الوطنية بحضهم علي التدخل في شؤوننا الداخلية، وهناك صحف يقدم أصحابها أنفسهم علي انهم حماة الوطنية، ولهذا فقضيتهم الوحيدة في الحياة هي الهجوم عليه، لانه عميل أمريكا، ولا ندري كيف سيكون حالهم تجاه تصريح جمال مبارك سالف الذكر؟.. ربما يهاجمونه هجوما رقيقا فحبيبك يبلع لك الزلط، علي خطورته، ولا أريد ان أقول فجاجته!.
ان هناك بلاغات تقدم بها بعض حلفاء السلطة في مصر، او الذين يسعون لكسب رضاها، للنائب العام تتهم سعد الدين ابراهيم بالخيانة، وتطالب بمحاكمته وإسقاط الجنسية المصرية عنه، بحجة انه عميل أمريكي، يحرض الإدارة الأمريكية علي النظام الوطني في مصر، وهؤلاء ينظرون الي الأمريكان علي انهم عدو، ويتعاملون مع اهل الحكم في مصر كما لو كانوا يقفون في مواجهتهم علي خط النار!.
هشام قاسم كان قد تسلم مؤخرا جائزة حقوقية من منظمة أمريكية، وقد التقي الرئيس بوش به وبالفائزين بها، ولان حديثه معه تطرق لحالة حقوق الإنسان في مصر، والتنكيل بالمعارضة الجادة، فقد شنت عليه الصحف الحكومية، والصحف الحليفة، معركة عنيفة، خلعت عنه ثياب الوطنية، وألبسته ثياب الخيانة، فبوش يكيد لمصر كيدا، وقاسم أعطاه ما يمكن ان يستخدمه في حالة الكيد هذه!
وكثيرا ما يتم التعريض بجماعة الإخوان المسلمين، بالقول انها حاورت الأمريكان، او لا تمانع في الجلوس معهم علي طاولة واحدة، حتي وإن كان اللقاء مع برلمانيين، وفي حضور برلمانيين من الحزب الوطني الحاكم، تماما كما حدث ان تم التشهير بأيمن نور لانه التقي بمادلين اولبرايت، مع انه كان يجلس جنبا الي جنب مع أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك!
وهذا هو بيت القصيد، فالقوم يريدون ان ينفردوا هم بالعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، أما الذين من دونهم فيحرم عليهم ذلك، حتي يمكن ان يروجوا بأن الشعب المصري يكره الأمريكان كراهية التحريم، وان للحفاظ علي المصالح الأمريكية في المنطقة لابد من تدعيم النظام الحالي، وان يكون الوارث منه، والبديل من صلبه، فكل البدائل محفوفة بالمخاطر.
لازلت اذكر كيف كان مرتزقة الحزب الحاكم، الذين يتم جلبهم لافساد مظاهرات حركة كفاية يهتفون ضد المتظاهرين، وفي حضور قادة من الحزب، وبدعم من أجهزة الأمن، بأنهم عملاء للأمريكان!
ما هو قولكم دام فضلكم في وصف جمال مبارك بأن علاقاتنا (يقصد علاقته) بالولايات المتحدة الأمريكية هي جزء من الأمن القومي المصري؟!
مشكلة نجل الرئيس المصري انه لا يزال ينظر الي أمريكا علي انها قادرة علي ان تقول للشئ كن فيكون، علي الرغم من هزائمها في كل مكان حطت فيه.
azzoz66@maktoob.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
العراق وقنبلة النزوح الموقوتة
افتتاحية
البيان الامارات
كل الأنظار والأضواء كانت موجهة في الآونة الأخيرة نحو الحدود التركية ـ العراقية، كما كان التركيز مصوباً فيما سبق على الوضع الأمني وما قيل عن تحقق درجات ملموسة من التحسن في ساحته، وهي قضايا لا شك أنها استأثرت بالاهتمام عن جدارة.
لكن خلف غبار الحديث اليومي الطاغي في هذه الأمور كانت تتفاقم قضية شديدة الخطورة والحساسية: قضية النزوح والتهجير في العراق، وهي، إذا ما بقيت على حالها فإنها تهدد أية خطوات إيجابية قد ترى النور. بل هي تهدد المصير العراقي برمته.
آخر الأرقام التي ذكرها تقرير جمعية الهلال الأحمر العراقية حول النزوح داخل العراق؛ بلغت 3. 2 مليون مواطن، عدد ضرب الرقم القياسي، والملفت أن حركة النزوح سجلت في شهر سبتمبر الماضي ثلاثمئة ألف؛ وذلك بالرغم مما تناقلته التقارير عن هبوط أعمال العنف نسبياً؛ وبالتالي انخفاض عدد الضحايا، والطبيعي كان أن تهبط، تبعا لذلك، معدلات النزوح،
وربما أن تتوقف بيد أن ما حصل كان العكس، وبالتحديد في محافظة بغداد؛ التي ذكر التقرير أن نسبة المغادرين بلغت حوالي 64% وبذلك صار مجموع العراقيين الذين تركوا ديارهم إلى أماكن أخرى، في الداخل والخارج، أكثر من 3. 2 مليون نسمة.
التفسيرات تدور حول ثلاثة أسباب. أولها أن خطاب التهديدات بضرورة النزوح عن مناطق معينة لا يزال رائجا، بل متنامياً ويشكل الدافع المباشر وراء حركة التهجير. ثانيها أن الإحساس بالأمان لا يزال هو الآخر بضاعة شبه مفقودة في أوساط العراقيين الأمر الذي حد من عودة العديد من النازحين إلى ديارهم ومناطقهم
وذلك بالرغم من حالة الاسترخاء الأمني النسبي الذي بدأت تنعم به مدن وأحياء معينة، لكن عدم تواجد قوات أمنية بصورة متواصلة وملحوظة؛ ترك المخاوف قائمة وبالتالي العودة مؤجلة، السبب الثالث وربما هو الأخطر، إذا كان صحيحاً؛ أن الثقافة التي باتت راسخة في صفوف العراقيين هي ثقافة الفرز والقناعة بأن البلد يتجه ليرسو على وضعه الثلاثي القائم؛ وبما يتعذر معه عودته إلى وحدته السابقة المختلطة.
سواء كان لهذه الأسباب أو غيرها، فإن الثابت بأن عملية الرحيل الداخلي ـ الأخطر من الخارجي ـ قائمة. بل متواصلة بوتيرة تدعو إلى الخشية من تحولها إلى موجة يصعب وقفها، ناهيك بردها على أعقابها، فاللجوء تاريخيا ـ وتجارب المنطقة تشهد ـ يصاحبه خلق واقع جديد على الأرض، وغالبا ما تكون إقامته مديدة، وفي العراق بحالته الراهنة لا ينتج فقط التفريغ، بل الفرز،
وهنا المقتل، بالنسبة إلى وحدة العراق ونسيجه الاجتماعي، فالحواجز التي تنتصب في طريق الأمن وتحول دون استتبابه، يمكن إزالتها والتغلب عليها بإجراءات مضادة وفي وقت غير طويل، متى توفرت وسائل وظروفها،
لكن الحواجز النفسية تبقى عصية على التخلص منها ولزمن طويل، وما يجري الآن على صعيد النزوح وحركته الناشطة يزيد من سماكة جدار هذه الأخيرة؛ وبالتالي يؤسس للمزيد من التفكيك في الوضع العراقي، المخلخل بفعل ما أصابه في السنوات الأربع الماضية.
المخاطر الحدودية والأمنية لا يصح التقليل من أهميتها ومضاعفاتها لكن محاذير النزوح واستفحاله لا تقل خطورة، ولابد من استدراك الأمر قبل أن يؤدي إلى نزوح العراق من مكانه على الخارطة التي نعرفها ونريد له الاحتفاظ بمحله.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
لماذا قلبت الإدارة الأمريكية ظهر المجن لأكراد تركيا؟
يوسف مكي
الوطن السعودية
في الحديث السابق، قدمنا قراءة مختصرة عن تطور العلاقات الأمريكية- التركية، وبشكل خاص منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وأشرنا إلى أن هذه العلاقات بلغت خلال النصف قرن المنصرم، الذي شهد استعار الحرب الباردة، مستوى استراتيجيا. لقد كانت تركيا، بالنسبة للإدارات الأمريكية المختلفة، حليفا رئيسا لا غنى عنه، في المنطقة المتعارف عليها في الجغرافيا السياسية الغربية، بالشرق الأوسط. ولم يتغير واقع الحال، إلا بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي. وبدقة أكثر، كان احتلال العراق عام 2003، والموقف التركي منه، قد أدى إلى حدوث فتور في علاقة الدولتين الحليفتين، تحول لاحقا إلى صراع خفي بين الإدارتين الأمريكية والتركية، ما لبث أن عبر عن نفسه بوضوح في جملة من الأفعال وردود الأفعال بين الطرفين.
وقد ناقشنا جملة الأسباب التي أدت إلى اتخاذ الإدارة الأمريكية الحالية موقفا مشجعا لحزب العمال الكردستاني للتحشد فوق أراضي شمال العراق، والانطلاق منها للقيام بهجمات عسكرية ضد المواقع التركية. ووعدنا أن نكرس هذا الحديث لمناقشة الأسباب التي جعلت إدارة الرئيس بوش تقوم بانقلاب معاكس في موقفها، وتتجه في الأيام الأخيرة بقوة لمساندة قرار تركيا باجتياح الشمال العراقي، والتنسيق معها، في منع الأكراد من التواجد في المناطق العراقية الكردية.
هناك في اعتقادنا جملة من الأسباب الدولية والإقليمية والمحلية، ربما أدت مجتمعة إلى حدوث الانقلاب في موقف إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، من مساند لعمليات الإرهاب التي يمارسها حزب العمال الكردستاني، إلى معارض بقوة لتلك العمليات. يمكن تلخيصها في ثلاثة أسباب رئيسة، هي المتغيرات في الساحة العالمية، وبروز نذر بانتهاء حقبة الأحادية القطبية في السياسة الدولية. وإقليميا، موقف أمريكا من النشاط النووي الإيراني، وفشل المشروع الأمريكي في العراق، ومحليا، إسقاطات فشل السياسة الأمريكية في العالم على أوضاع إدارة بوش داخل أمريكا نفسها، وحصد الحزب الديمقراطي لأغلبية المقاعد في الكونجرس.
ولعل الإشارة إلى خطاب الرئيس بوش قبل أسبوعين من هذا التاريخ، الذي أكد فيه قناعته بجدية طموحات إيران النووية العسكرية، معتبرا حيازة طهران سلاحا نوويا تعني حربا عالمية ثالثة. تشكل المدخل الصحيح لخشية بوش من المتغيرات في الميزان الدولي، والتي تتحقق على الأرض بوتائر متسارعة. هذه الخشية، من التغير في ميزان الصراع الدولي هي التي دفعت بالرئيس الأمريكي إلى الترهيب بإمكانية حدوث حرب عالمية ثالثة، إذا لم يتم التصدي لإيران الآن. وكانت صيحته لقادة العالم: "إذا أردتم أن تتفادوا حربا عالمية ثالثة عليكم أن تحاولوا منع الإيرانيين من الحصول على المعرفة الضرورية لصنع سلاح نووي".
قراءة هذا التصريح، ينبغي أن تعالج في إطار أشمل وأوسع، فلا يوجد عاقل يمكن أن يصدق أن دوافع هذا التصريح هي أنشطة إيران النووية. فالعالم بأسره يعلم أن إيران، بافتراض أنها تطمح فعلا لامتلاك السلاح النووي، لا تزال بعيدة عن أهدافها، وأن أمامها مشواراً طويلاً لتحقيق ذلك. كما أن كل الأطراف الدولية المؤثرة، كما أثبتت ذلك مناقشات مجلس الأمن الدولي، تجمع على أهمية حرمان إيران من حيازة هذا النوع من الأسلحة. وإذن فرسالة بوش ليست معنية بالأنشطة النووية الإيرانية، بقدر ما هي معنية بتحالفات إيران الدولية، وبشكل أكثر تحديدا بالدور الروسي والصيني في الساحة الدولية.
كان الرئيس الروسي بوتين متنبها جدا لمغزى تصريح الرئيس الأمريكي، ولم يغب عنه مضمون تلك الرسالة. وكان رده فوريا وسريعا على هذا التصريح، مستغلا قضية الدرع الصاروخي في شرق أوروبا، مذكرا الرئيس الأمريكي بأن "أزمة الدرع الصاروخي الأمريكي في شرق أوروبا تشبه، إلى حد كبير، أزمة صواريخ كََوبا عام 1962م". إن خلاصة رسالة بوتين هي أن الإدارة الأمريكية، بنهجها التوسعي في أوروبا الشرقية، هي التي تسوق العالم نحو حرب عالمية ثالثة. مذكرا بموقف الرئيس الأمريكي، جون كنيدي عام 1962م، حين هدد الاتحاد السوفييتي بإشعال حرب عالمية ثالثة، إذا لم تسحب إدارة الرئيس الروسي خروتشوف صواريخها المحملة بالرؤوس النووية من كوبا.
ولا شك أن للمخاوف الأمريكية من تغير ميزان الصراع في الساحة الدولية لها ما يبررها. فقد شهدت الأيام الأخيرة، إعلان روسيا، تحت قيادة بوتين، استئناف طلعات قاذفاتها الاستراتيجية، بعد أن كان يلتسن قد أوقفها كبادرة حسن النية من قبله تجاه الولايات المتحدة الأمريكية. وكان اللافت في الأمر أن الطلعات الجوية الروسية بدأت بالوقت الذي كانت تجري فيه مناورات عسكرية مشتركة للدول الأعضاء في منظمة شنجهاي للتعاون التي تضم روسيا والصين وكازاخستان وطاجيكستان وأوزباكستان وقرقيزيا. وكان الأكثر إثارة واستفزازا في هذه المناورات، بالنسبة لإدارة الرئيس بوش، هو رفض موسكو والصين طلبا أمريكيا بحضور مراقبين عسكريين أمريكيين، في الوقت الذي سمح فيه للرئيس الإيراني، أحمدي نجاد بحضور تلك المناورات، ومنحت بلاده صفة المراقب فيها.
من جهة أخرى، يبدو أن هناك عودة سريعة لسباق التسلح، فقد أعلنت روسيا مؤخرا نشر أسلحتها الاستراتيجية فوق القارة الأوروبية، وإنتاج صواريخ وطائرات بتقنيات عالية، ومتطورة. وكانت الصين قد أعلنت فجأة، ومن دون سابق توقع إطلاق صاروخ نسفت به قمرا صناعيا لها في الفضاء، وأرسلت مركبة غير مأهولة إلى القمر، لعلها أرادت من خلالها أن ترسل رسالة مضمونها بأنها دخلت سباق التسلح، دون عودة، مع الولايات المتحدة الأمريكية والحلف الأطلسي، وأن مرحلة جديدة في العلاقات الدولية في طريقها إلى الانبثاق..
إن عودة الحرب الباردة، أو ما يقترب منها، تقتضي في أبسط أبجدياتها البحث عن حلفاء إقليميين أقوياء. وكانت إيران الشاه، وتركيا، وباكستان والكيان الصهيوني، من حلفاء أمريكا الأقوياء في المنطقة. ولما كانت هناك استحالة أن تشن حروب مباشرة، في أية نزاعات محتملة، بين قطبي الصراع الرئيسين، أمريكا وروسيا، كون ذلك يعني دمارا محققا للبشرية، فقد كانت الحروب تتم بالوكالة، وكان الحلفاء، في الاتجاهين يقومون بالحروب وكالة.
ومن هنا تأتي أهمية استرضاء الحكومة التركية، والعمل على إعادتها حليفا قويا واستراتيجيا للإدارة الأمريكية في صراعها البارد المرتقب مع كل من روسيا والصين.
وإذا ما وضعنا في الحسبان موقف إيران الداعم لتركيا، في صراعها مع حزب العمال الكردستاني، فإن ذلك يضيف أسبابا أخرى للانقلاب الأمريكي الأخير تجاه تركيا. لقد وعدت إيران، على لسان وزير خارجيتها، منوشهر متكي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي في طهران أن بلاده، ستقدم العون لأنقرة في مواجهة حزب العمال الكردستاني. ووصف وزير الخارجية الإيراني حزب العمال الكردي بأنه منظمة إرهابية. وأدان "الممارسات الإرهابية" لهذا الحزب، مشيرا إلى أنها تبرز الحاجة إلى محاربة "الإرهابيين". ومن جهة أخرى، ردت الحكومة التركية التحية بأحسن منها، فأعرب وزير الخارجية التركي، بابا جان عن امتنانه لإيران لمساعدتها في محاربة حزب العمال الكردستاني، وقال إن الجانبين تحدثا بشأن استمرار التعاون المشترك فيما بينهما دون أن يذكر تفاصيل أخرى.
لقد اقتضت هذه التطورات من الإدارة الأمريكية سرعة في الحركة، لاحتواء الموقف التركي، وكسبه إلى جانبها، وفرض عزلة دولية على إيران، من خلال الوقوف في جبهة واحدة مع تركيا ضد أنشطة حزب العمال الكردستاني. وكان هذا الانقلاب هو أهم أدوات الاحتواء السلمي للموقف التركي من إيران.
وفي هذا السياق أيضا، ينبغي أن لا يغيب عن الذهن ما تنوء به الإدارة الأمريكية من أعباء ومصاعب في العراق وأفغانستان والصومال ودول أمريكا اللاتينية وكوريا الشمالية وإيران ولبنان.
وإذا ما أعطينا أرجحية لحديث الصحفي الأمريكي الشهير، سيمورهيرش في مجلة "النيويوركر" مؤخرا الذي أبلغ فيه "أن مسؤولين سابقين في وكالة المخابرات المركزية قد أخبراه بأن جهاز الـ"سي. آي. إيه" قام مؤخرا بتوسيع نطاق الوحدة المكلفة بالتخطيط للعمليات في إيران، وأنهم ينقلون الجميع إلى الوحدة المكلفة بإيران، وأنهم يأتون بالكثير من المحللين ويعيدون مراجعة كل شيء، بما يشبه خريف 2002، أي الأشهر التي سبقت غزو العراق، عندما أصبحت مجموعة العمليات في العراق هي الوحدة الأكثر أهمية في الـ"سي. آي. إيه"، وأن الضربة الأمريكية لإيران قادمة، وأن شهر يناير القادم هو موعد تنفيذها، فإن ذلك يعني أن الإدارة الأمريكية في مواجهة مع الزمن، من أجل تهيئة المسرح لتنفيذ عمليتها العسكرية ضد إيران، أيا كان شكل تلك العملية.
إن أي هجوم أمريكي على إيران يقتضي منح دور رئيس لتركيا، وإعادة ترتيب الأوراق في العراق، بما في ذلك، إعادة صياغة خارطة التحالفات الجديدة داخله، وإيجاد معادل عراقي سني مدعوم من تركيا والدول المجاورة، للوجود الشيعي المدعوم من إيران. وقد بدأت ملامح ذلك تتضح في قيام مجالس العشائر، الممثلة للزعامات التقليدية القديمة، في عدد من المحافظات العراقية.
ومحليا، ترتفع الأصوات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بالكونجرس ومجلس الشيوخ، والحزب الديمقراطي، وحتى ضمن قيادات الحزب الجمهوري، مطالبة بترصين علاقات بلادهم مع العالم، واعتماد سياسة الحوار. إن فريقا كبيرا من صناع القرار الأمريكي يرون أن فرض السياسات الأمريكية بالقوة، وعن طريق المغامرات العسكرية، من قبل إدارة بوش قد أدى إلى تضاعف حالة الكراهية لأمريكا في العالم، ويطالبون بتغيير هذه الصورة، بانتهاج سياسات بديلة وواقعية.
هذه الأسباب مجتمعة هي التي تفسر لماذا قلبت الإدارة الأمريكية مؤخرا ظهر المجن للحلفاء الأكراد في شمال العراق، ووقفت بالضد من العمليات الإرهابية لحزب العمال الكردستاني..
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
العراق النازف والنازح
افتتاحية
الخليج الامارات
هل سيبقى الاحتلال في العراق إلى الوقت الذي لا يبقى فيه عراقي في مكانه، بحيث يكمل التهجير دورته، سواء داخل بلاد الرافدين أو إلى الخارج؟
وهل يهتم العرب بالأرقام، أرقام الضحايا والجرحى في العراق، وأرقام المهجرين داخل وطنهم، وأرقام النازحين إلى دول الجوار وأبعد من دول الجوار؟
وهل يتذكر العرب نكبة فلسطين عام ،1948 والتشريد الذي فرضه الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني، على الأقل من باب تعلم الدرس، ومنع تكرار النكبة نفسها في العراق على أيدي الاحتلال الأمريكي البريطاني، خصوصاً أنهم إلى الآن يتفرجون على ما يجري في العراق، احتلالاً وفوضى وتقتيلاً وتشريداً، كأن الأمر لا يعنيهم بالمرة؟
الاحتلال بغيض، حيثما كان، وأهدافه شريرة، لأنه لا يفكر إلا في مصلحته على حساب أي شيء آخر، باعتبار أنه ليس جمعية خيرية، ولا يقدم خدمات مجانية، لكن ماذا عن أهل الدار، ومحيطهم؟ ولماذا هذا التطنيش عن تنفيذ مخطط تفتيت العراق، وهو تنفيذ معلن، وعلى مرأى من العالم كله، ومعد له بعناية منذ ما قبل غزو العراق في مارس/ آذار 2003؟
في الأرقام: من شهر سبتمبر/ أيلول الى أغسطس/ آب الماضيين ارتفع عدد المهجرين في الداخل العراقي 400 ألف، من 1،9 مليون الى 2،3 مليون، ما يعني تحقيق الاحتلال وفوضاه “نجاحات” في مخطط الفرز الطائفي والمذهبي الذي يشهده العراق تمهيداً للوصول إلى “أقاليم” شبه صافية طائفياً ومذهبياً وعرقياً، بما يسهل في مرحلة تالية تقسيم البلد.
2،3 مليون نازح داخل العراق، ومثلهم إلى خارجه، وأرقام مرعبة لعدد الضحايا والجرحى، وما زال الاحتلال يتحدث عن “تقدم” في “مهمته” في العراق، فيما النكبة تكبر وتكبر، ويغلفونها بأحاديث جوفاء عن الحرية وعن الديمقراطية، لكأن العالم يصدق أن ثمة حرية وديمقراطية مع مصادرة وطن وسلب شعبه إرادته وزعزعة أمن واستقرار مجتمعه.
نكبة في العراق، بعد نكبة فلسطين، والخشية كل الخشية من نكبات جديدة يجرى التحضير لها، إن استمر العرب غافلين عما يستهدفهم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
بغداد تحت الاحتلال
جمعة اللامي
الخليج الامارات
لم يكن الجنود الألمان الذين احتلوا باريس على مدى أربع سنوات، بتلك الفظاظة التي صورتهم بها الدعاية السوفييتية، فلقد “كانوا لا يرغمون المدنيين على افساح الطريق أمامهم، وعلى النزول عن الرصيف ليتركوه لهم حراً عريضاً. لقد كانوا يقدمون في المترو، محلاتهم للنساء العجائز، وكانوا يلاطفون عن طواعية الأطفال، ويداعبون خدودهم”.
هكذا كتب سارتر، واحداً من أفضل مقالاته، عن الاحتلال الألماني لبلاده، في نطاق مشهد وطن يتعرض إلى الاحتلال بقوة السلاح، من ثم وطن يتم تحريره، بقوة السلاح أيضاً، بمساعدة الأمريكان والبريطانيين، ولكن حسب برنامج “المقاومة الفرنسية”.
يسرد سارتر في ذلك المقال، معلومات دقيقة عن نفسية المواطن الفرنسي، وهو يواجه المحتل، كما هو منخرط في “المقاومة المسلحة” أو في “ثقافة المقاومة” عموماً. وهو “وجهة نظر” راقية في التعامل الوطني مع المحتل، فالاحتلال لا جنسية له، تساعد على تكوين خبرة مضافة لأولئك الذين انخرطوا في “المقاومة المسلحة” أو في “ثقافة المقاومة” عامة، في العراق والبلدان الأخرى عامة.
يسخر سارتر من صورة ظهرت في جريدة المقاومة الفرنسية “فرنسا الحرة” التي تطبع في لندن، تظهر جندياً فرنسياً ينقب في صندوق على نهر السين، وخلفه صورة فرنسي عادي، وتحتها الشرح التالي: “الألماني ينتهك حرمة أرصفة السين التي كانت تخص في الماضي الشعراء والحالمين”.
يتضمن ذلك المقال تفصيلات أخرى مهمة، وهي مشاعة حالياً لكل من يطلب المعرفة.
بيد أن سارتر قدم مرافعة راقية حول “الإلغاء الثقافي” من أي وجود احتلالي فوق أرض الغير، وفي الآن عينه، أشار إلى أن “ثقافة المقاومة” أبلغ من رصاصة تنطلق من بندقية، أو عملية اختطاف لأحد عملاء الألمان من الفرنسيين، أو أحد جنود الألمان.
إنه التصادم الثقافي بين إرادتين: إرادة تريد فرض “ثقافتها” بالقوة العسكرية المباشرة على مجتمع آخر، وإرادة مقابلة لها، تريد إثبات “هويتها الثقافية الخاصة”، والعميقة الجذور، كما في العراق الآن مثلاً.
إن كوميديا الاحتلال الأمريكي لبغداد تشبه الاحتلال الألماني لباريس، مع أن الأمريكان في العراق “محررون” وليسوا “فاتحين” كما يزعمون.
انظروا إلى الصورة الآن، كما يعرضها العراق الحالي، لتجدوا أنه فاق في أزماته وانقساماته العهود السابقة التي عرفها هذا البلد منذ ما قبل الاحتلال التركي لبغداد.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
تركيا والأكراد لهم مبرراتهم
د. جلال فاخوري
الراي الاردن
طرح العلماء المعاصرون العديد من التساؤلات حول العنف بشكل عام والعنف العمالي الكردي بشكل خاص، ومن ثم طُرح السؤال التالي: ماذا يمثل العنف الكردي تجاه تركيا؟ هل هو قانون الحياة التي يسعى الأكراد لتحقيق دولتهم بموجبه؟ أم أن عنفهم انتهاك لهذا القانون؟ أم أن العكس تماماً كأساس ضروري ومصدر مهم لتحقيق ما يصبون إليه؟ هذه الأسئلة طرحها العلماء المعاصرون كتحليل لمجريات الأمور بين تركيا والأكراد. لكن من جانبنا نطرح الأسئلة التالية: هل العنف وسائل عقلانية للعلاقات السياسية أم أن العنف أداتي ذاتي أي أداة لفناء التراث والإبادة الجماعية؟ هل العنف عادة مكتسبة من نوع الثقافة لكن تقررها الغرائز الطبيعية والفطرية؟ وهل سوف يتحمل العمال الأكراد نتائج ما يفعلونه؟ وأخيراً هل ستدرك تركيا دوافع العمال في حربهم مع تركيا؟ مثل هذه الأسئلة عادة ما تتسبب في بروز اختلافات شديدة في الواقع بين مؤيد لتركيا في الدفاع عن نفسها وبين مؤيد لقيام دولة قومية كردية على اعتبار ـ من وجهة نظر البعض ـ أن الأكراد قوم ليسوا عرباً ومن حقهم تحقيق دولتهم وقوميتهم بما في ذلك الخطورة البالغة في هذه الدعوة وبما في ذلك انحياز حاد لشذوذ قومي متعمد. وقبل أن نلجأ لمبررات كلا الطرفين في اللجوء للقتال والعنف نبادر إلى طرح وجهة نظر كارل ماركس في أن التاريخ يفسّر من وجهة نظر من يصنعونه مرتكزاً بهذا على أن العنف يعتمد على منهج اتحاد التاريخ بالمنطق المجرد والملموس. ومعنى هذا عملياً أن منطق العمال وتاريخ وجودهم على الحدود التركية يجب أن يترجم في دولة لها كيان وقيمة وحيث أن تركيا تقاوم ذلك فالقتال ضد تركيا مشروع وواجب من وجهة نظر العمال. أما وجهة نظر تركيا فتتبلور وتتمحور حول أن قيام دولة كردية على حدود تركيا أمر مزعج ويجب أن لا يتحقق لما يمكن أن تسفر عنه دولة كردية على حدود تركيا من تعقيدات وصعوبات وكذلك ترى كل من إيران وسورية الدول المحاددة للأكراد.
كما أن الأكراد من وجهة نظر هذه الدول هم جزء من الشعب العراقي لا دولة له إلاّ دولة العراق الموّحدة ولذلك تعارض تركيا وسورية قيام دولة منفصلة عن دولة العراق في حين تعارض إيران قيام دولة كردية في شمال العراق وتؤيد انفصال جنوب العراق المحادد والموالي لإيران ولكون الأكراد ليسوا شيعة. ويتمثل المبرر الآخر في أن حزب العمال الكردستاني يرى في انفصال كردستان البرزاني والطالباني عن العراق أمرا يشجعهم على الانفصال والاستقلال كغيرهم من بني جلدتهم في حين ترى تركيا أن حزب العمال وبحكم جغرافية أراضيه المحاددة لتركيا هو حزب مناؤى لتركيا منذ وقت طويل ومزعج لتركيا لكون الأكراد والأتراك يقعون داخل حدود تركيا ويرى حزب العمال أنه المسؤول عنهم لا تركيا، وحيث ذلك فعلا واقع مر لا ترى تركيا أن من واجبها السماح بقيام دولة كردية على حدودها مناوئة لها. وبناء على هذا الواقع الجغرافي والتاريخي العملي والمؤثر نسأل السؤال التالي: هل قيام دولة كردية وكيانات كردية على حدود تركيا وإيران وسورية هو واقع عملي يجب تشجيع قيامه أم أن منع الأكراد أساساً من الانفصال عن العراق ومنع قيام دولة هو أمر عقلاني؟ الحقيقة التاريخية الدامغة والصارمة لكل من يشجع قيام دولة كردية هي أن الأكراد لا يمكن أن يكونوا قومية واحدة داخل الدولة القومية العراقية أساساً وهم جزء من الشعب العراقي، وهل يستوي الحديث عن دولة قومية داخل دولة قومية؟ وهل يستوي أو يستقيم الحديث عن قيام جزء من الشعب العراقي ببناء دولة. وإذا كانت مشكلة الأكراد معقّدة من وجهة نظرهم فمن وجهة نظر عربية لا يوجد مشكلة ضمن الشعب العراقي الواحد. أليست تلك دعوات أمريكية لاستمرار إحداث الشروخ في الجسد العربي وتفتيت الجغرافية العربية إلى وحدات وطوائف وكيانات؟؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
مشكلة تركيا العراقية
ديفيد فيلبس
بوسطن غلوب
يتعرض رئيس الوزراء التركي ، رجب طيب أردوغان ، لضغط هائل للتصرف بحزم ضد حزب العمال الكردستاني. ويتعين عليه مقاومة المطالب بالقيام بعمل عسكري. مهاجمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق لها محاذير خطيرة ، مثل تقويض التطور الديمقراطي لتركيا ، والتطرف بين أكراد تركيا ، والمخاطرة بإشعال حريق في المنطقة يؤثر سلبا على العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا ، وعلى ترشيح تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي.
بدأ حزب العمال الكردستاني نضاله المسلح عام 1978 بهدف إنهاء القمع وتأسيس "كردستان الكبرى" ، التي تشمل أراضي داخل تركيا وإيران والعراق وسوريا. ردت الدولة التركية بإعلان حالة الطوارئ في المناطق الكردية وفرض الجيش إجراءات صارمة ، ما أدى إلى مقتل ما يزيد على 30 الف شخص.
بوعود الإصلاح ، اكتسح حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له اردوغان الانتخابات البرلمانية في تموز 2007. خلال زيارتي لتركيا قبل أسابيع قليلة ، عبر العديد من الاتراك عن أملهم بان يستخدم أردوغان سلطاته لتقوية الأجندة الإصلاحية لحزب العدالة والتنمية. وقد رحبوا بمقترحات عن دستور جديد ، ومنح المزيد من الحقوق الثقافية والسياسية للأكراد ، وإلغاء التشريعات الرجعية ، مثل قانون مكافحة الارهاب والمادة 301 من القانون الجزائي.
تحسين الظروف الاقتصادية في الجنوب الشرقي هو أيضا جزء من حل مشكلة حزب العمال الكردستاني. وثمة حاجة للمزيد من الاستثمارات في البنية التحتية ، مثل الطرق وشبكات المياه.
الخصخصة وإصلاح الأراضي قد يخلقان وظائف. ويمكن تشجيع التنمية الإجتماعية بتمويل الرعاية الصحية والتعليم.
سياسة العصى والجزرة مطلوبة. قادة الحكومتين العراقية والكردية الإقليمية قالوا الأشياء الصحيحة ، لكن يمكنهم القيام بالمزيد لزيادة الضغط على حزب العمال الكردستاني.
وعلى أكراد العراق أن يستخدموا نفوذهم للترتيب لهدنة تستمر 12 شهرا. وهذه التهدئة قد تحول دون وقوع حرب أوسع وتعطي اردوغان وقتا للمضي قدما في الإصلاح ، ما سيقضي على الدعم الذي يحظى به الحزب من اكراد تركيا. وكي تثبت حكومة إقليم كردستان بأنها جادة ، عليها استهداف حزب العمال الكردستاني لوجستيا بإستبدال نقاط التفتيش التابعة للحزب حول قاعدتها في جبال قنديل في العراق بقوات تابعة لحكومة إقليم كردستان ، وأن تمنع أموال الحزب التي يقال أنها تنقل جوا إلى أربيل ، وكبح نشاط الجماعات في كردستان العراق.
على المجتمع الدولي أيضا أن يقوم بدوره باستهداف البنية التحتية للدعاية ولتمويل الحزب. وللوصول إلى تلك الغاية ، على مجموعة محاربة الإرهاب التابعة للاتحاد الأوروبي أن تتحقق من الايرادات غير المشروعة وأن تطالب لجنة محاربة الإرهاب الدولية الدول الأعضاء بتقديم تقرير حول جهود قطع التمويل. بالإضافة إلى ذلك ، يجب ان تلغى تصاريح وسائل الإعلام التابعة لحزب العمال الكردستاني التي أسست في أوروبا. حُشد أكثر من 150 ألف جندي تركي على الحدود العراقية. مهددين بذلك أكثر من حزب العمال الكردستاني. ويخدم حشد الجنود أيضا كتحذير لاكراد العراق بالنسبة لكركوك. وتعارض تركيا بشكل عنيد ضم محافظة كركوك الغنية بالنفط إلى حكومة كردستان الإقليمية. وتعتقد أن امتلاك كركوك قد يهدد وحدة تركيا بفرض ظهور دولة مستقلة حقيقية في كردستان العراق التي قد تلهم الطموحات الانفصالية لاكراد تركيا.
حري بتركيا ان تقلق. فغالبية الاكراد يفضلون أن يكونوا جزءا من أوروبا أكثر على ان يكونوا محبوسين في "كردستان الكبرى".
في عام 2005 ، رد 83,3 بالمئة بالقبول عندما سئلوا عن العضوية في الاتحاد الاوروبي. علاوة على ذلك ، قد تدرك تركيا بأن كردستان العراق المستقرة العلمانية والمؤيدة للغرب حاجز مفيد بينها وبين عراق غير مستقر يتجه نحو التشدد الديني. وقد ينتج عن علاقات الجيرة الطيبة مع كردستان العراق فوائد اقتصادية من رسوم نقل النفط ، وحقوق المياه ، واتفاقات خاصة بالبناء ، وعقود تنمية في شؤون النفط ، وتجارة عابرة للحدود.
إذا أراد حزب العمال الكردستاني ان يتخذ قرار استراتيجيا بأنه يريد السلام ، سيتطلب الأمر نوعا من عفو عام. والعفو فكرة كريهة بالنسبة للأتراك الذين تثار مشاعرهم يوميا من رؤية تقارير وسائل الإعلام عن العائلات المكلومة التي تحمل الصور وتنوح على الذين قضوا على يد حزب العمال الكردستاني. على أي حال ، من دون العفو ستتدبر تركيا في أفضل الظروف أمرها لكنها لن تحل مشكلة حزب العمال.
يمكن إجراء العفو على مراحل. أولا ، يمكن منح شباب حزب العمال الذين انضموا بعد عام 2002 حق الانتخاب. يأتي بعدهم الكوادر الذين لا يحملون مسؤولية قيادية. الزعماء الكبار وعددهم 134 الذي وضعت عليهم "شارات حمراء" من الانتربول لا يشملهم العفو العام لكن يمكنهم طلب اللجوء السياسي في الدولة التي يقيمون فيها. على أي حال ، يطالب الكثيرون من الأتراك بالعدالة ، لكن عليهم أن يدركوا بأن قادة حزب العمال في موقع يمكنهم من عرقلة التقدم ما لم يكن لهم نصيب فيه.
على الولايات المتحدة ان تؤكد لاردوغان بأن ضبط النفس لا يعني الضعف. والحل السلمي للأزمة الحالية هو في مصلحة تركيا والعراق والولايات المتحدة التي تحتاج للمساعدة التركية في العراق وأفغانستان بالإضافة إلى نفوذها المعتدل في العالم الإسلامي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم
الكاتب
مكان النشر
14
بلفور وبيكر مضون واحد وهدف‮ ‬غربي‮ ‬مشترك
د. فاضل البدراني
الوطن قطر
قبل أن نشرع بتفسيرات وتفاصيل جوهرية تخص محتوى ومضمون وعد بلفور والجوانب المتعلقة به،‮ ‬لابد من إعطاء توضيح حقيقي‮ ‬للصهيونية على أنها ظاهرة استعمارية وأن انطلاقتها في‮ ‬بداية القرن العشرين وتوغلها بجسم الأمة العربية‮ ‬يأتي‮ ‬ضمن مشروع ظاهرة التآمر الاستعماري‮ ‬الدولي‮ ‬الذي‮ ‬أريد له أن‮ ‬يستهدف مصير العرب‮. ‬أما عن وعد بلفور الذي‮ ‬اقترن بمصير شعب فلسطين على مدى‮ ‬90‮ ‬عاماً‮ ‬من إعلانه في‮ ‬وقت تواصل الاحتضان والتبني‮ ‬الغربي‮ ‬الاستعماري‮ ‬لمصير شتات من المجموعات اليهودية والصهيونية وإسكانها في‮ ‬أرض فلسطين بقلب الأمة العربية بعد ترتيب موضوع اغتصابها‮ ‬يعتبر إحدى حقائق التاريخ على معاداة الغربيين للعروبة وتواطؤهم مع الصهيونية كظاهرة استعمارية‮. ‬إن الوعد المشؤوم الذي‮ ‬كتب بحدود المائة وسبع عشرة كلمة بالتمام هو مضمون التصريح الذي‮ ‬أطلقه وزير خارجية بريطانيا في‮ ‬الثاني‮ ‬من تشرين الثاني‮ ‬عام‮ ‬1917‮ ‬ويتألف من عدة سطور لكنها عكست نواة جريمة أخذ تاثيرها المأساوي‮ ‬يتعاظم ضد الشعب العربي‮ ‬الفلسطيني‮ ‬كلما أوغلت في‮ ‬القدم‮.‬
لقد سار التاريخ على هواه في‮ ‬مسألة تواصل التهجير والقتل والتشرد لشعب فلسطين العربي‮ ‬وكأن بلفور ما‮ ‬يزال وزيراً‮ ‬بذات المنصب والأهمية التي‮ ‬كان‮ ‬يتمتع بها قبل‮ ‬90‮ ‬عاماً،‮ ‬وإنه لأمر عجيب إذا ما تركنا الحقائق المذكورة جانباً‮ ‬ولكن‮ ‬يبطل العجب إذا ما عرف السبب‮.. ‬كلمات بلفور ما تزال ترن في‮ ‬آذان المسؤولين البريطانيين وغيرهم وتلقى الترحيب والاستجابة،‮ ‬وحيث‮ ‬يشكل ذلك بداية المؤامرة الغربية التي‮ ‬بنيت على أساس محو شعب هو وحضارته وتاريخه من وطنه الأصلي‮ ‬واستبداله بجماعات مشتتة اتفق على جمعها وفق مغريات كبيرة ومهمة من مختلف دول الغرب لأجل توطينهم‮. ‬والسؤال المطروح هنا‮: ‬يا ترى هل أن وصية بلفور جاءت منسجمة مع أفكار وتطبيقات لمنهج ديني‮ ‬أم أنها وصية سياسية لها أبعاد سياسية واقتصادية استراتيجية؟ ولتقصي‮ ‬الأبعاد الحقيقيّة التي‮ ‬تقف وراء إصدار بريطانيا لوعد بلفور رغم رفض رئيس الوزراء هربرت الأسباب الرئيسية التي‮ ‬قدّمت لتبرير هذه الخطوة البريطانيّة وأبرزها‮:‬
‮- ‬تطبيق معتقدات دينية تتعلق بأن تعاليم المسيحية وبخاصة عند اليمين المتطرف المسيحي‮ ‬تتبنى أفكاراً‮ ‬بأن عودة اليهود الى فلسطين هي‮ ‬واحدة من شروط عودة المسيح ودخول اليهود في‮ ‬المسيحيّة وبالتالي‮ ‬نهاية العالم وهذا‮ ‬يدفع نحو فكرة تقول‮ (‬إن احتضان اليهود ليس حباً‮ ‬بهم بقدر ما هو تطبيق خطوات لمعتقدات دينية متطرفة‮).‬
‮- ‬نظراً‮ ‬لأهمية موقع فلسطين إستراتيجياً‮ ‬بتوسطه قلب الأمة العربية فإن خطوة بريطانيا بتوطين اليهود فيها سيساعدها على أن تكون قريبة من قناة السويس مما‮ ‬يسهل لها الاتصال برياً‮ ‬بالمشرق فضلاً‮ ‬عن الاتصال الجوي‮.‬
‮- ‬حاولت بريطانيا أن تغطي‮ ‬على وزنها الأحادي‮ ‬في‮ ‬المشرق العربي‮ ‬ضمن التنافس الإمبريالي‮ ‬على السيادة والمصالح مع كل من فرنسا وروسيا وألمانيا،‮ ‬ففي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬كان لفرنسا موطأ قدم في‮ ‬فلسطين بعلاقتها مع المسيحيين الكاثوليك هناك وروسيا بعلاقتها بالأورثوذكس فإنّ‮ ‬بريطانيا لم‮ ‬يكن لها من بين السكّان الأصليّين حليف،‮ ‬وهو ما جعلها تسعى إلى أن تعقد تحالفاً‮ ‬مع الصهاينة ناهيك عن موقع فلسطين الاستراتيجي‮ ‬كنقطة التقاء لثلاث قارات وسعي‮ ‬ألمانيا وروسيا وفرنسا إلى تعزيز مواقعهم إما بمدّ‮ ‬شبكة القطار من برلين إلى بغداد أو بالسيطرة على البوسفور وكذلك التنافس الموجود على احتلال منطقة الشام جميعا كلّ‮ ‬ذلك جعل بريطانيا تفكّر بجدية في‮ ‬بسط النفوذ على فلسطين حتى تضمن عدم تحوّلها إلى أيادٍ‮ ‬أخرى بعد الحرب،‮ ‬وبالتالي‮ ‬تضمن مصالحها الاستراتيجيّة لفترة طويلة‮.‬
وأما البعد الخارجي‮ ‬والمهم في‮ ‬خطوة بريطانيا أن وقوع ميناءي‮ ‬حيفا وعكا بفلسطين تحت السيطرة البريطانية في‮ ‬إطار اتفاقية سايكس بيكو بعد السيطرة على مصالح الدولة العثمانية وهذا سمح لبريطانيا أن تستخدم أراضي‮ ‬فلسطين بمد خط سكة حديد بين العراق الذي‮ ‬يعد منطقة نفوذها بميناء حيفا وهذا‮ ‬يتطلب أن تبسط كامل السيطرة على فلسطين الى جانب الأهمية الإستراتيجية الأخرى المتعلقة بتدويل قضية فلسطين حتى تتحصن بريطانيا من أي‮ ‬عدوان خارجي‮ ‬وبخاصة من الدولة العثمانية كما حصل وقتها‮. ‬وتكشف الدلائل أن وعد بلفور،‮ ‬كما أوضح حاييم وايزمن،‮ ‬رئيس الوكالة اليهودية والجمعية الصهيونية المعترف بها في‮ ‬المادة الرابعة من صك الانتداب،‮ ‬في‮ ‬خطاب له في‮ ‬لندن‮ ‬يوم‮ ‬21‮ ‬أيلول‮ ‬‭,‬1919‮ ‬كان‮ ''‬المفتاح الذهبي‮ ‬الذي‮ ‬يفتح أبواب فلسطين،‮ ‬بقوله إننا سنخلق أوضاعاً‮ ‬تسمح لنا أن نصب فيها عدداً‮ ‬ضخماً‮ ‬من المهاجرين إلى أن ننشئ آخر الأمر مجتمعاً‮ ‬في‮ ‬فلسطين‮ ‬يجعل فلسطين‮ ‬يهودية بمقدار ما إنكلترا إنجليزية‮''.‬
هذا مجمل ما جييْء في‮ ‬تصريح بلفور،‮ ‬وأن قراءة بسيطة لمجريات الأمور السياسية والتوجهات الغربية لمنطقتنا العربية‮ ‬يكشف بما لا‮ ‬يقبل الشك أن المنطقة التي‮ ‬شهدت تقسيم حسب سا‮ ‬يكس بيكو‮ ‬1916‮ ‬ستشهد أيضاً‮ ‬تجزئة المجزء وستبقى رهن المتنفذين في‮ ‬العالم الطامعين في‮ ‬خيراتها،‮ ‬ومحاولة استمرار فرض سياسة التجزئة بمختلف الحجج والفتن الى ما‮ ‬يشاء القدر‮. ‬ومن أبرز مؤشرات ما نحن بصدده اليوم تلك الخطوة الجديدة التي‮ ‬تبناها مجلس الشيوخ الأمريكي‮ ‬بأغلبية‮ ‬75‮ ‬صوتاً‮ ‬مقابل‮ ‬23‮ ‬ضمن مشروع قرار‮ ‬غير ملزم قدمه السناتور الأمريكي‮ ‬جوزيف بايدن تضمن خطة لتقسيم العراق وإنشاء وحدات فيدرالية على أساس عرقي‮ ‬وطائفي‮. ‬وأصر المدافعون عنه على توصيفه بأنه الحل الوحيد لوضع حد لأعمال العنف التي‮ ‬تجتاح العراق وأن النظام الفيدرالي‮ ‬المقترح‮ ‬يسرع في‮ ‬انسحاب القوات الأمريكية دون أن‮ ‬يترك العراق في‮ ‬حالة من الفوضى‮.‬
إن فلسطين اعتبرت مشروع تضحية وفداء من أجل الأرض وحتى عودتها وما نشاهده عبر الفضائيات‮ ‬يومياً‮ ‬هو خير دليل‮ ‬يجسد تمسك اصحاب الارض الشرعيين بها،‮ ‬وقد‮ ‬يكون الأمر مشابهاً‮ ‬تماماً‮ ‬في‮ ‬العراق فإنه من‮ ‬يوم بدء الاحتلال الأمريكي‮ ‬في‮ ‬بداية العام‮ ‬2003‮ ‬والعراقيين‮ ‬يقدمون التضحيات من أجل البقاء،‮ ‬برغم كبر حجم المؤامرة وتشعب أطرافها‮. ‬
وفي‮ ‬النهاية نقول إن وعد بلفور الذي‮ ‬صرح به بلفور وزير خارجية بريطانيا عام‮ ‬1917‮ ‬يعد مشابهاً‮ ‬الى حد كبير من حيث الخطورة بوعد جيمس بيكر في‮ ‬العام‮ ‬1990‮ ‬حين قال‮: ''‬سنعيد العراق الى عصر ما قبل الصناعة‮''. ‬وعلى العرب أن‮ ‬يستفيقوا من‮ ‬غفلتهم‮.‬
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
.وحدة العراق وتماسكه مصلحة تركية!
جمال محمد تقي
القدس العربي
هذا القول يوصف حالة اللاخير التي تميز المسلك غير السوي للقيادات الكردية في شمال العراق ومنذ زمن ليس بالقريب، واللاسف لم تستفد هذه القيادات من التجارب المريرة والمكررة وعلي طول وعرض التاريخ الحديث، والتي تعلم حتي من به لوثة، من ان مصير شعوب الاوطان واحد في السراء والضراء، وان من يريد العدل لنفسه عليه ان يعدل مع الاخرين، وان الاستقواء بالاجنبي والعمل لحسابه علي حساب الاوطان وشعوبها جريمة لا تغتفر مهما كانت المبررات والذرائع، فالغايات الشريفة لا تحقق الا بوسائل شريفة!
وان اكبر المتضررين من نهجهم الانعزالي الاهوج هذا هم ابناء الكرد الابرياء، فطريق انتهاز الفرص الطارئة ليس هو الطريق التاريخي لصناعة دول وامم، ان للضرورات الموضوعية احكامها والتي لا تغيرها الرغبات الارادوية او النزعات الفردية او العشائرية او العقائد السياسية، رومانسية كانت ام ثورية ام ارهابية، وهذه الاحكام تؤكد ان المسار الوحيد القابل للتواصل التاريخي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا والذي يؤمن مصائر الاجيال القادمة بالتكامل مع سمات العصر الحالي هي أمم الاسواق المفتوحة، والمنضبطة لصالح اقتصادها السياسي الوطني، والتي تؤطرها اوطان اوسع من جحور العروق والطوائف والعشائر او المعاشر، حيث تذوب بها جميعا مكونة ارضية مؤهلة للتمدن والحداثة وتكون مستــــــعدة للتمازج الاكبر، وهنا فان الاوطان القائمة هي حاضنة طبيعية لهذه الانطلاقة، واذا اخذنا الوطن العراقي نموذجا فانه سيكون مثاليا في الانطلاقـــــة هذه، فهو مكون تاريخي طبيعي يتمتع بكل صفات التكامل الجغرافي والاقتصادي والبيئي والثقافي والسياسي!
ان استثنائية خارج نطاق الضرورة التاريخية، التي لا تحددها الا جغرافية الوطن واقتصاده وطرق معاشه وثقافته، لا تفرض حتميات، فالاستثناء طاريء، وعابر سبيل، كحالة فقاعية لا تفقس غير نهايتها في الظاهرة التي سببتها، واذا جاز لنا الاستثناء فاننا نعتبر ان الاستثناء الوحيد القابل للتراكم في الحالة الكردية من جراء تكرار الدور المجتر لارادة ورغبة واطماع القيادات العشائرية المضللة لابناء الشمال من الاكراد هو استثناء تضخم الفوائد والعوائد النازلة الي جيوبهم جراء ادوارهم المأجورة والمسلطة بالقوة والافساد علي المنطقة الشمالية وما حولها، ان مغامراتهم والتي تصل ببعض مناحيها درجة المقامرة لا تكلفهم في حالة الخسارة غير بعض ما حصدوه من مكاسب ثم شد الرحال الي حيث مهاجر الحسابات المنهوبة علي امل العودة مجددا للاستثمار في مراعي النشئة، هذا هو ديدنهم حين ينتهي موسم الحالة حيث تفقس الفقاعة، ويسقط مفعول الاستثناء من التاريخ!
ليس لهؤلاء خير في قومهم ـ الاكراد ـ ولا خير لهم في بلادهم العراق وشعبها، بل لهم شرور يتلمسها القريب والبعيد من ابناء جلدتهم ومن ابناء عموم اهل العراق من تآمر وعمالة وارتزاق وتجحش، فاذا استثنينا افعالهم السابقة وجرائمهم ضد ابناء عشائر السورجية والهيركية والزيبارية، واذا استثنينا تصفياتهم الجسدية للمناوئين لهم من اسلاميين ويساريين ووطنيين، ودورهم القذر اثناء الحرب العراقية ـ الايرانية حيث كانوا هم وراء ما حصل من خسائر فادحة بارواح المدنيين في قضاء حلبجة الحدودي حينما كانوا عونا للجيش الايراني وقوات حرس الثورة، لقد قدموا لهما العون، بل قاتلوا معهما لدخول المنطقة، وعندما جاءت القوات العراقية، عملت علي التصدي لهم ومنعهم من احتلال المدينة، وطلبت من السكان المدنيين اخلاء مساكنهم الي منطقة آمنة ومحروسة من قبل الجيش العراقي لكن انصار جلال الطالباني تحديدا عرقلوا الاخلاء وكذبوا البيانات العراقية التي كانت تلقي من الجو، لتحذير الاهالي من قرب المواجهات مع الجيش الايراني وما يمكن ان تؤديه تلك المواجهات من اضرار خاصة وان رغبة المتهورين من حكام ايران بنصر سريع يجعلهم يتجاوزون كل حدود ومحرمات ومنها استخدام عوامل كيمياوية، وفعلا حصلت المواجهات وفر انصار الطالباني الي الجبال بعد ان عرقلوا حركة الاهالي الذين راحوا يتجاوبون مع نداءات الجيش العراقي، وبعد تقهقر القوات الايرانية ومن معها من انصار فيلق بدر وبيشمركة الطالباني، جري الانتقام من القطعات العراقية بقصفها كيميائيا وايضا تم تبادل القصف العشوائي الذي ادي الي سقوط عدد كبير من القتلي بين المدنيين في المدينة ذاتها، ولم يكتف جلاوزة الطالباني بما فعلوه بل تسللوا الي المدينة المنكوبة ليسرقوا ما سهل حمله وغلا ثمنه من بيوتها المهجورة!
اما ما حصل من اقتتال علي الثروة والسلطة والنفوذ في المحافظات الشمالية الثلاث السليمانية واربيل ودهوك بعد ان وسعت امريكا الطريق لعبثهم من خلال اطلاق ايديهم فيها مستغلة الظروف الصعبة التي عاشتها الدولة العراقية وقتها، فحدث عنه ولا حرج حيث ذهب وقتها الالاف من المدنيين الاكراد ضحايا ابرياء لمعمعانات الاقتتال الميليشياوي بين بيشمركة الطالباني والبارزاني، وبعد ان عقدوا هدنة يتناصفون فيها النفوذ فيما بينهم علي مناطق سوران وبادينان وبدفع مخابراتي امريكي اسرائيلي لاجل تهيئة الظروف اللوجستية الملائمة ميدانيا لغزو العراق الذي ازف موعده، حدث اقتتال شرس بين جماعة البارزاني وجماعة حزب العمال الكردستاني التركي، تملقا لتركيا ومحاولة لطمأنتها، وايضا كتعبير عن نفور البارزاني وجماعته من اي منافسة كردية تركية لتطلعاتهم التي لا يربطها رابط بأي مصلحة وطنية او قومية، واستعداده للتحالف مع الشيطان للقضاء عليها اذا كان وجودها لا يخدم اغراضه الشخصية في بسط النفوذ والسلطة!
والان وبعد الاحتلال الامريكي للعراق وتصفية دولته تطاول البارزاني بأوهامه التي رسمت له سرابا مكللا بغار الدولة غير المعلنة والمحمية امريكيا والمتحوطة لنفسها باوراق ضغط علي دول جوار العراق وخاصة تركيا وسورية، فعاد حبل الوصل مع اعداء الامس جماعة اوجلان واخذ يهدد ويتوعد من يقف بطريقه، وفعل ذات الشيء مع سورية حيث مد خيوطا عابرة للحدود مع جماعات كردية مناوئة للنظام في سورية وهرب لها السلاح والتمويل لاثارة القلاقل فيها، وهذا ما حدث بالفعل ـ اضطرابات القامشلي ـ ولم تكن الايادي الاسرائيلية الخفية بالبعيدة عن هذا كله!
من هم الابعدون والاقربون من العراق؟
اعداء العراق وشعبه هم المحتلون الامريكان وحلفاؤهم، واسرائيل ونهجها التخريبي التوسعي، ومن يسعي الي تمزيق العراق عنصريا وطائفيا خدمة لمصالحه الضيقة!
اما الاقربون فهم كل شعوب المنطقة التي ثارت ثائرتها ضد احتلال العراق وتخريبه، وكل شعوب العالم المتضامنه مع نضال المقاومة العراقية الباسلة التي تسعي لدحر الاحتلال ومشاريعه التقسيمية ومن والاه من المرتزقة، الاقربون حكومات الدول الجارة التي رفضت عبور القوات الغازية من اراضيها واعلنت مواقفها قولا وفعلا بالضد من الحرب علي العراق وغزوه، وتحديدا سورية وتركيا، اضافة الي اغلب دول العالم غير الاسيرة للقرار الامريكي!
ليس لوجود اقطاعيي شمال العراق غير الضرر علي وحدة العراق وشعبه، ومن المسلم به ان وجودهم ضرر علي وحدة ابناء عشائرهم في الشمال ابتداء!
عليه فان هذا الضرر سينعكس علي الدار والجار، وحتي لا يصيبنا وجيراننا مكروه علينا معالجة الاسباب قبل النتائج، والاسباب في الحالة العراقية هي احتلال العراق وضعف دولته المركزية وسيطرة الانفصاليين العنصريين والطائفيين علي السلطة فيه، تحت راية هي الفتنة بعينها راية الفدرالية.
لا تكون صادقا ومتسقا مع ذاتك وانت تدين دولة جارة لانها تشعر بالخطر من مسلسل تمزيق العراق فتتحرك غير عابئة بالمحتلين واعوانهم، نعم الوطنية تستدعي ادانة اي مساس بسيادة الوطن ولكن الوطن منزوع السيادة، فالاولي استرجاع السيادة ثم العمل للدفاع عنها وليس العكس!
لتخرج كل القوات الاجنبية من العراق، ليكف الجميع عن التدخل بشؤون العراق، لندافع جميعا عن حرية العراق ومنعته، لنتصدي للتدخل الامريكي والايراني واخيرا التركي بشؤون العراق ومقدراته ومصيره وليس العكس!
نعم وحدة العراق وتماسكه مصلحة تركية!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
حين يفقد العقل موقعه في القرار الأمريكي
فهمي هويدي
الشرق الاوسط
حين يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، فإن السياسة الأمريكية تفقد توازنها، وتبدي استعداداً مدهشاً للتخلي عن المنطق والعقل. يسري ذلك بوجه أخص على الإدارة الحالية، التي اختطفها المحافظون الجدد وورطوها في غزو العراق، وهم الآن يلحون عليها بالقيام بمغامرة أخرى تستهدف إيران. ففي المذكرات التي كتبها جورج تينيت رئيس المخابرات المركزية السابق (في الفترة من 1997 الى 2004)، قال إنه ذهب للقاء الرئيس جورج بوش فجر اليوم التالي لأحداث سبتمبر، وهو يدلف الى مقر الرئيس شاهد ريتشارد بيرل، أحد عرابي المحافظين الجدد الذي كان وقتذاك رئيساً لمجلس مستشاري وزير الدفاع، فالتفت إليه الرجل وقال: يجب أن يدفع العراق ثمن ما حدث أمس، فهم يتحملون المسؤولية. فوجئ تينيت بهذا التعليق، وأدهشه أن يتم الربط بين تدمير البرجين الذي اقتنع منذ اللحظة الأولى بأنه من تدبير تنظيم القاعدة، وبين نظام الرئيس صدام حسين. وإذ لاحظ أن بيرل كان خارجاً لتوه من لقاء الرئيس بوش، فإنه استنتج على الفور أن فريق المحافظين الجدد بدأ في «شحن» عقل الرئيس وتعبئته لضرب العراق. ولم يستغرب ذلك، حيث لفت الانتباه في مذكراته الى أن ريتشارد بيرل وبول وولفوتيز ودوجلاس فيث، وهم الثلاثي الذي ألح على غزو العراق، كانوا من بين مجموعة الـ 18 التي أعلنت عن مشروع «القرن الأمريكي الجديد»، ودعوا فيه منذ عام 1998 الى الإطاحة بنظام صدام حسين. وكانوا وراء إصدار الكونغرس الذي اتخذ في عهد الرئيس السابق كلينتون، لقانون تحرير العراق، واعتمد له وقتذاك مبلغ مائة مليون دولار. وكان اللوبي الصهيوني هو الداعم الأكبر لذلك كله، حيث ظل وجوده مشهوداً سواء في تيار المحافظين الجدد، أو في مجموعة الـ 18، أو في الأصوات التي أيدت إصدار قانون تحرير العراق.
كرر تينيت في أكثر من موضع أنه كان مشغولاً بالمعركة ضد تنظيم القاعدة، معتبراً أنها الخطر الحقيقي الذي يهدد الولايات المتحدة، بينما كان الآخرون ـ جماعة المحافظين الجدد ـ مشغولين بإسقاط النظام العراقي. ولذلك فإنهم ظلوا طيلة الوقت يضغطون على المخابرات المركزية ويختلقون الأسباب والذرائع لإثبات أمرين، أولهما أن ثمة علاقة بين نظام صدام حسين وبين تنظيم القاعدة، وثانيهما أن العراق يملك أسلحة الدمار الشامل، من شأنها أن تمثل تهديداً للأمن القومي الأمريكي. ورغم أن الـ (سي آي إيه) كانت مقتنعة طيلة الوقت بأنه لا دليل على أن ثمة علاقة بين النظام العراقي والقاعدة، وأن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل ليس مقطوعاً به، إلا أن مجموعة المحافظين الجدد وعلى رأسهم ديك تشيني نائب الرئيس، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، ومن ورائهما الأسماء السابق ذكرها، هؤلاء كانوا يضمرون قرار الحرب الذي دعوا إليه في عام 1998 ونجحوا في فرضه في نهاية المطاف، عام 2003. ولم تكن أحداث 11 أيلول / سبتمبر إلا ذريعة استخدموها لتنفيذ مشروعهم.
ما يجري هذه الأيام في واشنطن يكاد يكرر السيناريو ذاته. إذ من الواضح أن قرار الحرب ضد إيران موضوع على الطاولة، في حين يجري البحث عن المبررات والذرائع لتسويغ شن الهجوم على الأهداف الإيرانية، مع فارق جوهري، هو أن غزو العراق في عام 2003 لم تكن عواقبه ظاهرة للعيان، وما حدث بعد ذلك كشف للجميع عن أن القرار كان خاطئاً وأنه كلف الولايات المتحدة الكثير، عسكرياً واقتصادياً وأخلاقياً، الأمر الذي كان له دوره في التأني هذه المرة. على الأقل فذلك واضح في الضغوط القوية التي يمارسها الديمقراطيون في الكونجرس، لمنع الرئيس بوش من إصدار قرار بالحرب. وهو واضح أيضاً فيما نشر عن معارضة جنرالات وزارة الدفاع (البنتاجون) لارتكاب هذه الحماقة، استناداً الى دروس الورطة الأمريكية في العراق.
استوقفتني في هذا السياق مقالة افتتاحية في مجلة «نيوزويك» عدد (10/30) كتبها رئيس تحريرها فريد زكريا ونقد فيها الذرائع التي تطلق في الولايات المتحدة بخصوص ما وصفه بأنه هيستيريا الحرب ضد إيران، ووصف فيها الجدل الدائر حول الموضوع بأنه منفصل عن الواقع، ولم يعد يمت له بصلة. وهو يصور الواقع قال زكريا إن الاقتصاد الإيراني ليس بحجم اقتصادنا، وميزانية إيران الحربية تصل الى 4.8 بليون دولار. وهي لم تغز أي بلد منذ أواخر القرن الثامن عشر. أما الولايات المتحدة فناتجها المحلي أكبر بـ 68 ضعفاً من ناتج إيران، وإنفاقها العسكري أكبر بـ 110 أضعاف. واسرائيل وأغلب الدول العربية متحالفة بشكل سري أو علني ضد إيران. ومع ذلك يريدوننا أن نصدق أن طهران على وشك أن تقلب النظام الدولي، وتستعيض عنه بنظام إسلامي فاشي. وهو ما علق عليه متسائلاً: في أي كوكب نعيش؟!
وأضاف: إنهم يدعون أن أحمدي نجاد رئيس الجمهورية في إيران على وشك إطلاق صواريخه النووية. في حين أن إيران لا تملك أسلحة نووية بعد. ولن تمتكلها قبل فترة تتراوح بين ثلاث وثماني سنوات وفقا لوكالة المخابرات المركزية (سي.آي. إيه)، وتقدير وكالة الطاقة الذرية، وفي هذه المرحلة التي يتحدث عنها، فقد لا يكون نجاد رئيساً. (أورد الكاتب ما ذكره المرشح الرئاسي رودي جولياني في خطاب ألقاه مؤخراً، وقال فيه إنه إذا كان بالإمكان ردع الاتحاد السوفيتي والصين خلال الحرب الباردة، فإنه لا يمكن ردع إيران لأن النظامين السوفيتي والصيني كان لديهما بقايا من التفكير المنطقي). وعلق على هذه الملاحظة قائلاً: يا للغرابة. فجولياني اعتبر أن ستالين وماو اللذين أمرا بقتل ملايين الناس من شعبيهما، وشجعا على التمرد والثورات، وجوعا مناطق بأسرها لأنها كانت تعارضهما، هذان الرجلان كانا منطقيين، في حين أن أحمدي نجاد ليس كذلك، بدون أن يدلنا أحد على شيء من الأعمال الشنيعة التي ارتكبها حتى يقارن مع ستالين وماو. وخلص من ذلك الى القول بأن أحد أغرب الأمور المحيطة بالهستيريا الحالية فيما يتعلق بإيران هو أن المحافظين أصبحوا راضين عن اثنين من أكبر السفاحين في التاريخ.
استطرد فريد زكريا قائلاً: لو كان علي أن أختار من هو المجنون، كيم ايل يونج الكوري الشمالي وأحمدي نجاد، ما كنت لاحتار. فقبل عقد ترك الزعيم الكوري مليوني شخص من شعبه يموتون جوعاً وأجبر الآخرين على أن يقتاتوا بالعشب، فيما راح يستورد جالونات النبيذ الفرنسي باهظ الثمن. وقد باع تكنولوجيا نووية لدول «مارقة» أخرى، وهدد جيرانه من خلال اطلاق صواريخ تجريبية. مع ذلك فإن الولايات المتحدة سوف تشارك في حملة للإغاثة الدولية لمصلحة بيونج يانج تبلغ كلفتها بلايين الدولارات.
أضاف: نحن على مسار لا يمكن الرجوع عنه سيؤدي إلى مواجهة مع بلد لا نكاد نعرف عنه شيئاً، ذلك أن الحكومة الأمريكية لم ترسل دبلوماسيين إلى إيران منذ نحو 30 عاماً. وما من تواصل بيننا وبين المجتمع المدني النابض بالحياة في ذلك البلد. لذلك فإن إيران بلد نجهل عنه كل شيء، تماماً كما كان العراق عام 2003. المرة الوحيدة التي تفاوضنا فيها جدياً مع طهران كانت في الأيام قبل الأخيرة من الحرب في افغانستان. وعن تلك المفاوضات قال جيمس دوبنز، ممثل بوش في مؤتمر بون الذي جرى فيه ترتيب الوضع في كابول، إن الإيرانيين كانوا محترمين ومريحين ومتعاونين جداً. وكان دورهم أساسياً في نجاحنا، حيث أقنعوا تحالف الشمال بالقيام بالتنازلات النهائية التي طلبناها.
ختم الكاتب مقالته بقوله إن برنارد لويس الاستاذ بجامعة برينستون، والمستشار المقرب من الرئيس بوش ونائبه تشيني، كتب في العام الماضي مقالة في «كريستيان ساينس مونيتور» تنبأ فيها بأن الرئيس أحمدي نجاد سوف يدمر العالم في الثاني والعشرين من اغسطس 2006. وحين شرح وجهة نظره في تحديد ذلك الموعد ذكر أنه في هذا التاريخ يحتفل المسلمون بسفر النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) ليلاً على صهوة البراق، وهو حصان مجنح، وقصد المسجد الأقصى، الذي يعني القدس عادة، ومن ثم الى الجنة، وعاد أدراجه بعد ذلك. وأضاف السيد لويس أن هذه المناسبة (يقصد الإسراء والمعراج) ستكون تاريخاً ملائماً لنهاية اسرائيل والعالم إذا اقتضى الأمر. وكان تعليق الكاتب على هذا الكلام إنه مضحك، لولا أنه في غاية الخطورة! هذا نموذج للآراء التي تروج في الولايات المتحدة، وتنطلي على أصحاب القرار فيها. رغم أن بعض العقلاء هناك يحاولون كبح جماح الجنون وإعادة العقل الى موقعه في قرار البيت الأبيض، لكن من غرائب الدهر وأعاجيبه أن المجانين ينجحون في فرض آرائهم أحياناً ـ ولعل في ذلك حكمة تتضح لنا معالمها بعد حين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
...أنقرة وواشنطن: من أغضب هذا الجنرال؟
عمار باكاشي
خدمة واشنطن بوست ـ
ترك الجنرال التركي المتقاعد أديب بصير منصبه كمبعوث خاص لمكافحة الإرهاب في مايو 2007 بعد شعوره بالضيق من أميركا لأسباب مهنية، حيث أنه رأى أميركا تقوم «بشد يدي تركيا» تاركة إياها معرضة لإرهاب حزب العمال التركي. لكن مشاعر الضيق تحولت الآن إلى مستوى شخصي.
فابنه سوكرو البالغ من العمر السادسة والعشرين على وشك البدء بالخدمة العسكرية التي يبلغ أمدها 15 شهرا. ويريد سوكرو أن يلتحق بالقوات الخاصة في جنوب شرقي تركيا، للاشتراك في مقاتلة حزب العمال الكردستاني الخارج عن القانون، فيما يعرف الجنرال بصير المخاطر التي تواجه ابنه.
وأصبح بصير منتقدا علنيا لدور أميركا في محاربة حزب العمال الكردستاني. وعلى الرغم من أنه عمل بشكل جيد مع نظيره الأميركي الجنرال جوزيف رالستون، ولكنه ترك منصب المبعوث الخاص بشكل مفاجئ بعد انتقاده للدور الأميركي في مقابلة أجرتها صحيفة تركية معه، وكذلك أصبح عدد من زملاء بصير العسكريين الذين كانوا من المناصرين الأشداء لأميركا خلال فترة طويلة يعبرون عن سخطهم العلني من نشاطاتها الأخيرة.
ولكنه يتذكر شكوكه عندما ضحت أميركا بأمن تركيا خلال أزمة الصواريخ الكوبية عبر «المساومة» على صواريخ الردع التركية. ثم يقول أن أميركا كانت تستخدم تجارتها في مجال السلاح من أجل إبقاء تركيا تحت سيطرتها في قبرص، عندما هاجمت المنظمة القومية للمقاتلين القبارصة.
وأوصلت حرب العراق الثانية الأمور إلى مرحلة الأزمة. فعندما غزت أميركا العراق «تولوا المسؤولية عن الشمال أيضا». ولكن حزب العمال الكردستاني استجمع قواه من جديد. وباعتباره قائدا عسكريا سابقا لحدود تركيا الجنوبية كان بصير يريد رجالا على الأرض، يحرسون المرتفعات الوعرة. وعندما لم يكن بوسع أميركا أو القوات العراقية في الشمال السيطرة على المنطقة «كنا مستعدين للقيام بذلك». ويضيف «لكن اميركا طلبت منا أن نبتعد». ولهذا فان المشاعر تجاهها كانت تتصاعد «مع كل هجوم يقوم به حزب العمال الكردستاني».
وعندما طلب رئيس الوزراء التركي من بصير أن يقوم بمهمة مبعوث خاص لمكافحة الإرهاب، ويعمل مباشرة مع الجنرال رالستون لتنسيق العمليات ضد الـ«بي كي كي» رأى بصير الأمر كفرصة للتعاون يمكن أن تحقق نتائج فعلية. وقد وافق على ذلك على الرغم من النقد القاسي من جميع الأطراف. غير أنه يقول انه بعد تسعة أشهر لم يتحقق تقدم، ذلك أن «واشنطن قالت كل الأشياء الصحيحة لكنها لم تفعل شيئا. أميركا لا تهتم إلا بإرهابييها».
ولكنني أتساءل: لماذا تدعم أميركا نسبيا مجموعة صغيرة من المتمردين الأكراد مقابل دولة بأسرها؟
يقول انه لا يعرف ولكن لديه تكهناته. ويقول إن «أميركا قوة عظمى ذات خطط بعيدة المدى بخصوص العراق والشرق الوسط، وتتشوش أذهان الناس وذهني هنا في تركيا حول نوايا واشنطن».
ويضيف أن «رايس قالت مرة أن بعض هذه الحدود ستتغير في الشرق الأوسط. ما الذي كانت تعنيه بذلك؟ لدي الكثير من الأسئلة حول نوايا واشنطن، أن كل ما أستطيع قوله إن هذه ليست صداقة على أية حال».