Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأحد، 14 أكتوبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية المقالات والافتتاحيات الأحد 14/10/2007


نصوص الافتتاحيات والمقالات

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
تركيا : دور مغيب في منع البلقنة
نزار السامرائي
باحث في المركز العراقي للدراسات الستتراتيجية
لم تكن تركيا بعيدة عن خطط تقسيم منطقة الشرق الأوسط ، على أسس عرقية أو طائفية ، ويحمل المشروع الإسرائيلي ، لتركيا مقصا حادا إلى حد لا يمكن مطابقته مع علاقات تركيا التاريخية مع إسرائيل ، ومع العالم الغربي ، وكونها الذراع الجنوبية لحلف شمال الأطلسي ، فالغرب ينظر إلى تركيا على أنها وريثة الدولة العثمانية ، التي احتلت شطرا مهما من أوربا ، ووصلت جيوشها إلى مشارف فيينا فهي وإن خرجت عن الجامعة الإسلامية ، فالغرب يبقى ينظر لها بارتياب تام ، ويعتبر ذلك الخروج حالة مؤقتة ، لن تستطيع الصمود أمام قوة الإسلام الغلابة والصحوة الجديدة ، والتي من مظاهرها وصول حزب العدالة والتنمية التركي ، ذي الميول الإسلامية إلى السلطة في البلاد عبر انتخابات حرة ، وهذا الحذر في التعامل مع الانتساب التركي ، أو التشكك من جذوره ، هو ما دفع الإتحاد الأوربي إلى تعليق قبول عضوية تركيا فيه ، على شماعات معلقة بالهواء ، ووضع شروط تعجيزية تريد من تركيا سحب طلبها الانضمام إلى الإتحاد .
ويبدو أن وصول تركيا إلى قناعة مؤكدة بشأن هذا التوجه ، سواء عبر المعلومات الموثقة ، أو عبر الاستنتاج المستند على مؤشرات ما يجري فوق أرض الجار الجنوبي ، هو الذي جعل تركيا تعارض استخدام أراضيها أو أجوائها ، في عملية غزو العراق عام 2003 ، والموقف التركي هذا ، هو الذي دفع بالإدارة الأمريكية إلى انتهاج سياسية معقدة تجاه تركيا ، فيها تقارب حد التلاحم ، وفيها الابتعاد حد التصادم ، فالولايات المتحدة لا تريد أن تغفر لتركيا تلك الخطيئة ، التي أجبرت غرف العمليات إلى إدخال تعديلات جوهرية على خطط الغزو ، وتم بموجب تلك التعديلات جعل الكويت محور الغزو الرئيس .
لكن موقف تركيا المنساق وراء التحالف الغربي ، عام 1991 وبآلية عمياء ، هو ما هيأ الأرضية الخصبة لنمو تيار بات يؤرق الزعامة التركية ، ولم يكن قد وصل إلى هذا المستوى من الخطورة ، لولا دخول الحزبين الكرديين العراقيين على خط الفعل العدائي المؤثر ، في محاولة منهما لوضع تركيا أمام أحد خيارين ، أما التسليم بمبدأ الحوار المباشر مع ما يسمى بحكومة كردستان ، أو قبول خيار المواجهة المباشرة مع القوات الأمريكية عسكريا ، ومع الولايات المتحدة بمؤسساتها التشريعية والتنفيذية سياسيا ، فقد لعبت تركيا في حقبة التسعينات من القرن الماضي ، دورا مؤذيا لوحدة العراق بوقوف حكومات غبية في أنقرة ، كان همها كسب رضا الغرب دون التفكير بعواقب تلك السياسة ، على وحدة الأراضي التركية نفسها ، وتحت لافتات مختلفة ، استقدم الحزبان الكرديان ، إلى شمال العراق ، مئات الآلاف من عناصر حزب العمال الكردي التركي ، لاستخدامه عصا غليظة بوجه الحكومة التركية وقت الضرورة ، وحينما بدأت تركيا تتحسس حجم الخطر ، كان الوقت قد مر متسارعا ، وبدأت أنقرة تلوح برد العصا إلى رؤوس عناصر حزب العمال الكردي , المدعوم بالتسليح من جانب القوات الأمريكية العاملة في العراق ، أو عبر الشركات الأمنية الأمريكية .
ولكن التهديدات التركية لم تأخذ طريقها نحو التنفيذ ، لأن كبار المسؤولين الأمريكيين ، كانوا في كل مرة تلوح فيها نذر العمل العسكري التركي ، يبادرون لتحذير الحكومة التركية من مغبة الإقدام على العمل العسكري ، ولم يكن أمام أنقرة والحال هذه إلا الانصياع لرغبة واشنطن ، مما كان يزيد في تصلب ( حكومة كردستان ) ، ويرفع من سقف طلباتها إلى علو شاهق ، فالبرزاني وجد في هذه الورقة ، ضالته التي يستقدم الحكومة التركية للحوار ، والاعتراف بالوضع الشاذ في شمال العراق كأمر واقع ، يمكن أن يتكرس بالموافقة التركية ، كدولة مستقلة في المستقبل ، واندفع حزب البرزاني في اعتماد النهج الذي اختطه التحالف الصهيوني الغربي ، وخاصة الأمريكي ، في إثارة النزاعات الإقليمية ، وتم استخدام ورقة الأقليات في هذا المجال ، وكان نصيب العراق من هذا التوظيف كبيرا إلى حد بعيد ، وكانت إسرائيل قد دخلت على خط الحركة البرزانية منذ ستينات القرن الماضي ، إذ تم تدريب عناصرها وتزويدهم بالخبرة القتالية والإستخبارية ، عبر موفدين لهذا الغرض اعترف أكثر من مسؤول من الحزب الديمقراطي الكردستاني حتى قبل انشقاق جلال الطلباني عنه ، بحصول ذلك التعاون ، والذي وصل مرحلة الزيارات المتبادلة ، بما فيها زيارة مصطفى البرزاني إلى إسرائيل ، وكانت إيران عراب هذه العلاقة ، أما تركيا التي كانت علاقاتها مع العراق في صعود ونزول تبعا لمدى الضغط الذي تتعرض أنقرة له ، فقد نأت بنفسها عن لعب الورقة الكردية حتى في أكثر أوقات توتر علاقاتها مع العراق ، هذا باستثناء ما جرى في تحضيرات الحرب على العراق عام 1991 ، وما أعقبها من تحول شمال العراق إلى كيان مستقل تماما عن الدولة العراقية من الناحية العملية وكان لتركيا في هذه المرحلة أسوأ الأدوار والتي بدأت الآن فقط تحصد نتائج ما أسهمت بزرعه ، وفي كل مرة كانت الحركة الكردية العراقية هي التي تدفع الثمن ، وبمجرد استنفاد الغرض منها ترمى كما ترمى النفايات .
لقد أيقنت تركيا أن ما اندفعت إليه بقوة العداء للعراق ، ما كان له أن يعيد التاريخ إلى الوراء ، ويعيد جزء من الأراضي العراقية إليها من ممتلكات الدولة العثمانية ، وأن الغربيين يشتغلون على مشروعهم الدولي ، لإعادة تركيب المنطقة ، على أنقاض اتفاقية سايكس- بيكو ، وأن الأكراد في تركيا ، والحزبين الكرديين في العراق ، لدى كل طرف منهم مشروعه الخاص أيضا ، وأن التركة مقسمة منذ زمن بعيد ، ومن لا يعي هذه الحقائق فهو وحده من يتحمل نتائجها .
فأين تقف حدود المرونة التركية ، وخاصة ما يتصل بشؤون الأمن القومي ، ووحدة الأراضي التركية ؟
وأيهما أكثر أهمية للحكومة التركية ، بقاء الدولة التركية بحدودها الحالية ؟ أم العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة ؟
وإلى أي مدى تستطيع حكومة السيد أردوغان قبول خيار الانصياع للضغوط الأمريكية فيما يتصل بالتعامل مع الملف الكردي ؟
لقد فرط التحالف الغربي بالعلاقة مع تركيا ، في أكثر من واقعة ، ولم يتم التعامل مع البلد الذي يمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي ، إلا باعتباره دركيا ميدانيا ، يدافع عن مصالح التحالف الغربي ، و لم يكترث الغرب لوجهات النظر التركية ، سواء ما يتصل بمراهنة الساسة الأتراك على الانضمام للإتحاد الأوربي ، أو لمعالجة تداعيات الدعم الأمريكي للتوجهات الانفصالية ، لبعض الزعامات الكردية العراقية ، والتي مضت تغذي التوجهات الانفصالية في جنوب شرقي تركيا , إلى قبول خيار الصدام مع تركيا معتمدة في ذلك على القوات الأمريكية ، التي لا تجد كسبا إستراتيجيا في الصدام مع حليف معمر مع واشنطن ، بدء من الحرب الكورية وحتى الوقت الراهن ، وتارة اخرى ، وحينما تجد الحركة الكردية نفسها في عنق الزجاجة ، فإنها تتخلى عن كل اطروحاتها الانفصالية ، وتعود إلى بيت الطاعة العراقي ، حينها تبدو حريصة على سيادة العراق من أي انتهك تركي ، وتتجاهل أنها تنتهك السيادة العراقية ، على نحو متصل منذ سبعة عشر عاما ، وبصورة متقطعة منذ نصف قرن .
لقد كان فوز حزب العدالة والتنمية التركي ، هزيمة لخيار التحالف مع الغرب ، على وفق الأسس التي يريدها الغرب نفسه ، وحين بارك الغرب نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، فإنه لم يستطع الخروج عن قناعاته المعلنة من جهة ، ولأنه لم يستطع الطعن في نتائجها من جهة اخرى ، ولكنه وهو يبارك الخطوات الديمقراطية في تركيا ، ويحاول تقليص دور الجيش في الحياة السياسية في البلاد فإنه كان يتطلع إلى رؤية انهيار التجربة ، نتيجة الصدام المحتمل ، بين حزب العدالة والتنمية والأحزاب العلمانية مدعومة بقوة الضغط الذي ينشره الجيش فوق الجميع ، تحت لافتة الدفاع عن ارث أتاتورك ، وصدام هذه أبعاده كان لابد أن يضعف من قوة الجيش التركي ، ويسهل بالتالي تهديد وحدة الأراضي التركية ، وكجزء أساس من هذه اللعبة المزدوجة ، أخذت قضية حزب العمال الكردي التركي مسارا متسارعا ، لفت أنظار مراقبي السيناريوهات المعدة للمنطقة ، فإذا أطلقت الحكومة عملية عسكرية ضد نشاط الحزب في شمال العراق ، فقد تواجه احتمالات متكافئة ، من حيث النجاح والفشل ، وقد يستدرج مثل هذا التدخل موقفا أمريكيا مضادا ، مما قد يعرض حكومة العدالة والتنمية ، إلى أصعب امتحان في تاريخها ، وإذا أحجمت عن التقدم خطوة على هذا الطريق ، فحينذاك ستفقد مصداقيتها أمام الناخب الذي جاء بها إلى موقع المسؤولية ، وقد يتحرك الجيش حينذاك وبدعم شعبي وخاصة من أحزاب المعارضة الحالية ، لإنقاذ البلاد من مفترق الطرق الذي وصلت إليه ، وعندها لن تكون الإدارة الأمريكية وكذلك الغرب عموما ، أمام أي حرج إزاء حكم جنرال جديد ، يمكن أن يضاف إلى قائمة الجنرال برويز مشرف في باكستان ، من الجنرالات الذين يحكمون في الكثير من بلدان العالم ، دون أن يثيروا رد فعل أمريكي .
ولكن لماذا تقف الولايات المتحدة ضد التدخل التركي ؟
وهل يتصل الأمر بإمدادات القوات الأمريكية في العراق ؟
في ذروة الأزمة التي رافقت التكهنات حول احتمال اجتياح القوات التركية لشمال العراق ، تحدث أكثر من مسؤول أمريكي بمن فيهم روبرت غيتس وزر الدفاع ، وبلغة تحذيرية للحكومة التركية من النتائج المترتبة على مثل هذا التدخل ، ومن بين ما قاله الأمريكيون ، أن الأوضاع الاقتصادية في ( كردستان العراق ) ، ستشهد تدهورا كبيرا في حال نفذت تركيا تهديداتها ، أما انعكاسات العملية المتوقعة على إمدادات القوات الأمريكية ، فقد رسم لها غيتس صورة متشائمة للغاية ، إذ ذكر بأن ثمانين بالمائة من تلك الإمدادات ستتوقف ، وان ثلاثين بالمائة من وقود الجيش الأمريكي القادمة من تركيا ستتوقف ، وأن خمسة وتسعين بالمائة من العربات عالية التدريع تصل إلى الجيش عبر الأراضي التركية ، و حذر غيتس من أن بدء العمليات التركية ضد حزب العمال الكردي ، سيوقف كل هذه الإمدادات وقفا كليا ، مما سيعرض أمن القوات الأمريكية في العراق إلى أخطار جدية .
وهنا يبرز سؤال منطقي عن أسباب الرفض الأمريكي القاطع ، لعملية تركية لحماية أرضها وسكان المناطق الحدودية ؟ وهل ينحصر السبب في حماية خطوط إمدادات القوات الأمريكية ؟ ومدى قدرة الولايات المتحدة على نقل طرق مواصلاتها من الشمال إلى الجنوب ؟ خاصة وأن الكويت كانت خلال السبعة عشر عاما الأخيرة منطلقا لجيوش التحالف الغربي ، الذي نفذ معظم الجهدين البري والجوي ، لاحتلال العراق ، وما تزال الحكومة الكويتية تضع قواعدها الجوية ، وموانئها البحرية وطرق مواصلاتها ، تحت تصرف الولايات المتحدة ، لدعم القوات في العراق .
لا شك أن تركيا هي أقصر طرق المواصلات من القواعد الأمريكية في أوربا ، ومن أمريكا نفسها ، ولكن بلدا بإمكانات الولايات المتحدة ، يمتلك مرونة عالية ، في تغيير الخطط ، وطرق المواصلات ، على وفق ما يطرأ من معادلات ميدانية مستجدة ، مع أخذ تطورات الموقف في البصرة ، إذا انسحبت القوات البريطانية منها بنظر الاعتبار ، لا سيما وأن إيران قد تجد فرصتها في تحريك جيش المهدي لضرب خطوط إمداد القوات الأمريكية من الكويت كلما حصل تسخين على ملفها النووي .
الولايات المتحدة ، إذن ترمي إلى أشياء اخرى ، غير حماية طرق تموين قواتها فقط في العراق ، فما هو دافعها المركزي لموقفها هذا ؟
لقد جاءت الولايات المتحدة إلى المنطقة محملة بأوهام القوة ، لتحقيق هدف إستراتيجي مشترك مع الحركة الصهيونية العالمية ، وهو تقسيم دول المنطقة ، بدء من القوة التي كان العرب ينظرون إليها ، على أنها الخزين الإستراتيجي ، ماديا ومعنويا ، وكانوا يعلقون على العراق آمالا عريضة في التحرر من بقايا عهود السيطرة الاستعمارية ، فإذا الضربة في مركز القوة ، فإن ذلك وحده الكفيل بزعزعة قناعات الأمة بقدراتها ، وقابليتها على مواكبة التطور الإنساني .
هذه الافتراضات لا تتيح فرصة لراسمي تلك الإستراتيجية ، للتراجع ، لأن تراجعا كهذا ، سيعني قطعا هزيمة المشروع الأمريكي ليس في المنطقة فقط ، وإنما هزيمة المشروع الكوني الأمريكي ، وإعادة رسم خارطة القوى الدولية ، بما يعطي لأمريكا حجمها الحقيقي بعيدا عن أوهام مراكز دراساتها .
ولذا فإن خيار ( سلطة كردستان العراق ) ، لم يأت من فراغ ، بل تم اختياره نقطة الشروع في سياسية البلقنة ، بسبب وجود تأثيرات متبادلة على أطراف حدود العراق مع دول الجوار ،في هذه المنطقة بالذات ، ولما لم يتحرك أكراد إيران ، وسوريا ، وهما البلدان المؤشر عليهما حاليا في واشنطن كقوى معادية للولايات المتحدة ، بل حصل التحرك في بلد صديق وحليف لأمريكا ، فقد جرت فرملة ميدانية على قوة الدفع للمشروع ، بانتظار إعادة تقييم وبحث لكل الملفات الملحقة بالمشروع الأمريكي .
ولكن الحركة الكردية في تركيا كانت قد قطعت شوطا بعيدا ، في تنظيم صفوفها ، ودخلت معترك العمل العسكري ، مستفيدة من الظروف التي رافقت حرب الخليج الثانية ، عام 1991 ، وما أعقبها من دخول حكومات تركية قصيرة النظر ، اندفعت في تحالفات مع كل القوى السياسية المحلية والإقليمية ، المعادية لنظام الرئيس الراحل صدام حسين ، وكان من أخطر هذه القوى على وحدة تركيا بالذات ، الحزب الديمقراطي الكردستاني ، الذي يترأسه بالوراثة من أبيه ، مسعود البرزاني ، والإتحاد الوطني الكردستاني ، الذي يرأسه العدو اللدود لمسعود والمنشق عن الحزب السابق ، جلال الطلباني ، الذي يشغل حاليا منصب رئيس الجمهورية ، فقد بدأت رياح تحمل بذور الفتنة من شمال العراق إلى جنوب شرقي تركيا ، وكان من الصعب تطويق آثار هذه العدوى ، في منطقة ظلت تنظر إلى الجار الجنوبي ، بكثير من الإعجاب لما تحقق لهم من مكاسب منذ 11/3/ 1970 ، وإلى اللحظة الراهنة ، إذ يقف العراق على أعتاب مرحلة تاريخية من حياته ، ولم ينظر حزب العمال الكردي التركي ، إلى تداخل الحلم الوردي مع احتمالات تحوله إلى كابوس مرعب ، بل مضى في طريقه لا يلوي على شيء متجاهلا حساسية هذه القضية عند تركيا ، على مستوى كل الأحزاب السياسية ، واتخذ الحزب وبدعم مباشر و معلوم من الزعامة الكردية العراقية ، مقرات داخل الأراضي العراقية للتدريب ، والانطلاق لتنفيذ العمليات ضد القوات التركية ، واستندت الحركة الكردية العراقية ، على ما تلقاه من دعم أمريكي ، يوفر لها مظلة الحماية من أي رد فعل عسكري تركي ، وتلخص الهدف الكردي العراقي في فتح قناة رسمية تركية للاتصال معها ، يمكن أن تنطلق منها لمد جسور إلى العالم الخارجي ، للحصول على اعتراف دولي بها في حال إعلان الدولة الكردية المستقلة ، ولما حافظت تركيا على رفض واضح الأسباب ، للحوار مع ( سلطة كردستان ) العراقية ، بدأت تلك الزعامات بممارسة المزيد من الضغط على أكراد تركيا ، وسط تجاهل أمريكي لمصالح الحليف التركي ، وذلك بتشجيع حزب العمال الكردي ، على شن المزيد من العمليات ضد القطعات التركية العاملة في المنطقة ، أوقعت خسائر لم يكن لأنقرة القبول بها أو تحمل تبعاتها على صعيد الشارع التركي ، أو على جبهة الجيش الذي ألقى بمسؤولية اتخاذ قرار الدخول إلى الأراضي العراقية ، على عاتق حكومة السيد أردوغان .
هذا كله قرب احتمالات المواجهة ، فقد نفد الصبر التركي ، وأمريكا التي تعرف حساسية هذه القضية بالنسبة لتركيا ، تمضي في خطة تفتيت المنطقة ، وتترك حليفتها الأطلسية تسبح وسط موج متلاطم من الأزمات المتلاحقة والمعقدة ، وكأنها تريد أن ترد على أنقرة موقفها في رفض استخدام الأجواء والأراضي التركية في غزو عام 2003 .
\ولم يقتصر الأمر عند توفير الغطاء السياسي ، مباشرة أو بالنيابة ، لإيجاد كيان يحمل جرثومة التقسيم ، على حدود تركيا الجنوبية ، بل تحرك الكونغرس ليقلب صفحات الماضي البعيد ، وكأن العالم لم يعد يعاني من أية قضي إلا ما يسمى بإبادة الأرمن وهنا لا بد للمراقب أن يلاحظ انتماء لتركيا الحديثة ، إلى تراث الدولة العثمانية مما يعكس قطعا موقفا إستراتيجيا في اختيار الماضي ذي الجذور الإسلامية ، على انتماء ملفق إلى أوربا المسيحية ، ولم تتحرك ضمائر من صوت على هذه التوصية ، إزاء جرائم أمريكا نفسها في العراق ، وهي ليست من الجرائم الملتبسة ، التي تحتاج إلى دراسات تاريخية ، أو الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ، هذا كله أشر أن تركيا وضعت على لائحة الدول التي يجب ردعها ، وإعادتها إلى حجمها الحقيقي .
لقد اختارت تركيا منذ انسلاخها عن محيطها الإقليمي والإسلامي ، نهج الاستجداء لرضا الغرب ، حتى لو كان ذلك على حساب ثوابتها الوطنية ، رغبة من بعض حكوماتها في نزع ثياب الشرق والإسلام عن الجسد التركي ، وبالمقابل حافظ الغرب على نهج يتعمد في إبقاء تركيا في دائرة القلق ، فلا هو قبلها في صفوفه بصورة جلية ، ولا هو تركها لبيئتها الحقيقية ، ومارس معها دور الرقيب الصارم على سلوكها ، يوبخها متى أراد ، ويمنحها الشعور بالرضا عندما يسعى لقطع الطريق على محاولات الانسلاخ عنه ، والعودة إلى المنبع ، والاستفادة من الإمكانات الاقتصادية لدول الجوار العربي ، والأسواق العربية والإسلامية وإقامة منظمة للتعاون الاقتصادي الإقليمي ، لتحقيق تطور اقتصادي متوازن ، أكدت التجربة العملية أن الغرب لن يمكن تركيا من تحقيقه ، ولو أن الغرب عموما ، والولايات المتحدة بشكل خاص ، جادين في نقل التكنولوجيا إلى تركيا ، لأمكن تحقيق ذلك منذ زمن بعيد ، خاصة وأن تركيا اختارت التحالف مع الغرب منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى ، انتقلت دول كانت تقف وراء تركيا ، إلى مصاف أكثر الدول تطورا في العالم ، مثل كوريا الجنوبية ، التي شاركت تركيا في حربها مطلع خمسينات القرن الماضي ، ولكن أنقرة لم تكافئ على جهودها تلك ، إلا بإثارة المزيد من المشاكل لها .
ولعل المرحلة الراهنة ، التي تحاول روسيا استعادة الدور الإستراتيجي ، للإتحاد السوفيتي ، لعلها تشكل بالنسبة لدول كثيرة في العالم ، اللحظة التاريخية الحاسمة التي يجب استثمارها ، لإعادة التوازن إلى العلاقات الدولية ، بعد أن اختلت نتيجة انفراد الولايات المتحدة كمركز استقطاب دولي وحيد في عالم اليوم ، كما أن صعود الصين اقتصاديا لا بد أن يتبعه صعود سياسي وعسكري لها ، وهذا بدوره سيجعل دول العالم ، وخاصة الصغيرة منها أكثر أمنا ونزوعا إلى التنمية .
ومما يعزز الحاجة لتوجه تركي متفاعل مع دول المنطقة لقطع الطريق على مشاريع التفتيت ، أن مجلس الشيوخ الأمريكي ، وفي ذروة التأزم في قضية حزب العمال الكردي التركي ، قرر تقسيم العراق على أساس فدرالي ، هو من الناحية العملية ، الخطوة الأولى على طريق تقسيم العراق ، ثم تتابع الخطوات لبقية دول المنطقة ، والتي تشعر بالاطمئنان ، لأنها لم تكن بداية مشروع التجزئة .
فما هي قدرة تركيا للوقوف بوجه هذا المشروع ، الذي سيجعل من اتفاقية سايكس- بيكو شعارا للأحزاب المطالبة بالوحدة ؟ وقبل هذا ، هل لتركيا الاستعداد للنهوض بواجب الدفاع عن وحدة أراضيها ، من خلال الرفض السلبي لتقسيم العراق ؟
وتأسيسا على ما تقدم ، فإن تركيا موضوعة على مشرحة التقسيم ، حتى وإن حصلت على ضمانات مؤقتة بالحفاظ على وحدة أراضيها حتى عام 2025، وطالما كانت أمريكا مصممة على تقسيم العراق كخطوة أولى على الطريق ، فلا بد والحال هذه أن تلتقي جميع الدول المهددة بمشروع التقسيم ، للوقوف ضد صفحاته المتعاقبة ، وأن تؤجل خلافاتها ، بل عليها أن تنسق جهدا مشتركا فيما بينها ، لرفض ما يسمى بمشروع الفدرالية في العراق ، والذي يجسد في حقيقته التمهيد العملي للتقسيم ، ومن الواضح أن السلطة المتمردة في شمال العراق ، لا يمكنها الصمود أمام أي شكل من أنواع الضغط الاقتصادي ، فالمنطقة لا تمتلك مقومات دولة بكل المقاييس ، ولعلنا نستل دليلا على ذلك مما عانته ، بعد أن أغلقت إيران منافذها الحدودية مع المنطقة الشمالية للعراق لبضعة أيام ، وأشارت تقارير أولية أن هذه المنطقة ، ستتعرض إلى كارثة اقتصادية وإنسانية فيما لو أغلقت تركيا نقطة حدوده مع زاخو العراقية .
ولو أن (سلطة كردستان ) ، توصلت إلى قناعة بأن دول جوار العراق ، لن تكون على استعداد لمد يد العون لها في حال إعلانها الانفصال ، وأنها ستقدم على فرض حصار اقتصادي عليها ، فإنها سوف لن تتوقف عن نواياها بالانفصال فقط ، وإنما ستتراجع عن كثير من أوهامها المعلنة حول خارطة الإقليم الفدرالي ، وخاصة ما يتصل بمدينة كركوك ، ومحافظة التأميم وعموم المناطق المطالب بها في محافظات نينوى و ديالى و صلاح الدين ، أما إذا أقدمت تركيا على عمل عسكري في شمال العراق ، فإن ذلك قد يبعث برسالة قوية ، إلى الحزبين الكرديين ، مفادها أن تركيا لن تبقى أسيرة للضغوط الأمريكية إلى الأبد ، فالمرونة التركية في مسألة الأمن القومي ، لا تسمح لأية جهة أن تتلاعب بمصير وحدة الأراضي التركية ، حتى إذا كانت الحليف الإستراتيجي ، وهو الولايات المتحدة .
فأي الخيارات هو الذي سيفرض نفسه على حكومة السيد أردوغان ؟
وراء الستار تجري اتصالات لتطويق الأزمة قبل أن تنتقل من أروقة السياسة ، إلى ميادين القتال ، ولكن إذا اندلعت المعركة ، فإن أطرافا كثيرة ستجد نفسها قد خسرت الكثير ، منها الحركة الكردية ، ولكن هذه الحركة التي تعودت أن تجعل من نفسها بضاعة في سوق المساومات الإقليمية والدولية ، ستبلع النتيجة وتعلن التوبة ، ولكن خسارة أمريكا هي الأكبر ، فستخسر هيبتها الدولية ، وقدرتها على فرض خياراتها على الآخرين ، وسينبأ ذلك بنهاية الزمن الأمريكي ، وبدأ مرحلة جديدة في العلاقات الدولية ، وتدحرج القوى الكبرى عبر التاريخ ، كان بسبب غرور القوة ووهم استخدامها ، في كل مكان وزمان دون دراسة خصائص الشعوب ، وهذا ما حصل بالضبط في غزو العراق .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
مأساة التقسيم من فلسطين للعراق
أمين محمد أمين
الاهرام مصر
ما أشبه الليلة بالبارحة صمت العرب والمجتمع الدولي أمام قرار تقسيم فلسطين عام‏1948‏ أدي إلي نكبة فلسطين التي لم تحرر بعد‏60‏ عاما من النضال واستجداء السلام‏.‏
واليوم بكل أسف يتواصل الصمت العربي أمام قرار الكونجرس الأمريكي بالأغلبية الديمقراطية لتقسيم العراق إلي‏3‏ دويلات شيعية وسنية وكردية‏.‏
وعلي الرغم من أنه قرار غير ملزم الا أنه مع تولي الرئيس الأمريكي القادم من الديمقراطيين كما تشير التوقعات سيصبح القرار ملزما خاصة أنه يتماشي مع أهداف الغزو الأمريكي للعراق الذي عمل منذ اليوم الأول علي تطبيق السياسة الاستعمارية القديمة فرق تسد بين أبناء بلاد الرافدين وأشعل جذور الفتن والخلافات الطائفية والمذهبية القديمة وزرع المرتزقة وحول العراق إلي ساحة مفتوحة للقتال وتصفية الحسابات وكان الشعب العراقي الصامد هو الضحية في عهد صدام وفي العهد الأمريكي الذي بشر بتحقيق الديمقراطية التي لم تتحقق بكل أسف برغم أنهار الدماء التي أسيلت من أبناء العراق‏.‏
المؤسف أن قرار التقسيم لم يأت صدفة بل جاء كنتيجة لانتصار العرب في حرب أكتوبر ودعوة هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق بدعم من اللوبي اليهودي إلي تفتيت الدول العربية الكبري إلي دويلات لتتساوي في المساحة مع إسرائيل وأن تقوم الدويلات علي أسس دينية ومذهبية لإنهاء صفة الدولة الدينية العنصرية الوحيدة في المنطقة عن إسرائيل وتتويجها بالدعوات الأمريكية لإذابة الوطن العربي في الشرق الأوسط الكبير المخطط له أن يضم‏54‏ دويلة صغيرة تنصهر وتذوب فيها الـ‏22‏ دولة عربية بعد تقسيم دولها الكبري وتفتيتها بداية من العراق‏...‏الخ‏.‏
أمام هذا المخطط والخطر القادم هل يستمر الصمت العربي والعالمي أم لابد من سرعة التحرك لإجهاض مشاريع الغزو والاحتلال والتقسيم والتفتيت بإحياء جهود المصالحة الوطنية وتحقيق المواطنة العادلة بين جميع أبناء الوطن دون تفرقة بين أغلبية وأقلية علي أسس دينية وطائفية‏,‏ ودون إصلاح البيت العربي من الداخل في كل دولة سيستمر تدخل القوي الكبري من أجل مصالحها بالمبدأ الإستعماري القديم فرق تسد فهل نتحرك لتجنب مأساة قادمة‏..‏ وكل عام والأمة العربية والإسلامية بخير وعيد سعيد‏.‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
مستقبل الشرق الأوسط بعد جورج بوش
د. عبد العاطي محمد
عمان اليوم عمان
طريق الديمقراطيين المفترض في الشرق الأوسط لن يكون سهلا لأسباب عديدة في مقدمتها أن إدارة بوش (الأولى والثانية) ستترك تركة ثقيلة لأي رئيس ديمقراطي قادم ما بين حرب فاشلة في العراق وانهيار في قدرات العراق وبين مناخ من حروب الكراهية في لغة الخطاب وانقسامات داخلية في البلدان العربية على قواعد إحياء النزعات العنصرية والطائفية وإشعال الفتن الدينية، ومن ناحية اخرى عدم الثقة العربية في نيات إسرائيل تجاه أي تسوية سياسية كبرى لقضية الشرق الأوسط، ومن ناحية ثالثة عدم جاهزية الوضع العربي للاتفاق على أجندة واحدة للتعامل مع السياستين الأمريكية والإسرائيلية.
على مدى 8 سنوات هي عمر الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الجمهوري جورج بوش، عاش الشرق الأوسط تطورات بالغة السخونة والعمق جعلته إقليما ملتهبا أكثر من أي عهد مضى، وعاشت السياسة الأمريكية تجربة فريدة في تاريخها المعاصر قوامها اتباع سياسة خارجية تدخلية عنيفة وإقصاء لبقية القوى السياسية الدولية، سواء كانت القوى الدولية الكبرى التقليدية ممثلة في أوروبا واليابان أو الصاعدة مثل روسيا (بعد انهيار الاتحاد السوفييتي) والصين والهند، وكان حظ المنطقة العربية وفيرا فيما يتعلق بمظاهر التدخل والاستقواء، وإذا استثنينا أفغانستان تصبح هذه المنطقة هي المسرح الوحيد الذي تصلح شواهده لتقويم أداء هذه الإدارة، ومن ثم محاولة استشراف ما يمكن أن يطرأ على سياستها الخارجية عندما تحل قيادة جديدة على البيت الأبيض، سواء كانت من الديمقراطيين أو الجمهوريين..
والانطباع الأعم بين المراقبين هو أن تغييرا ما سيحدث في هذه السياسة يخالف ما سارت عليه طوال السنوات التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر، بينما يشتد الجدل حول ملامح هذا التغيير وآلياته، حيث ان الشواهد داخل الرأي العام الأمريكي تتجه الى المزيد من صعود الحزب الديمقراطي بأن يأتي الوافد الجديد على البيت الأبيض من بين صفوفه، مع توقع استمرار سيطرة الحزب على الكونجرس، وذلك بالنظر الى الأخطاء الفادحة التي منيت بها الإدارة الجمهورية في العراق، فإن التوقعات تتجه الى تغليب فلسفة الحزب الديمقراطي في صياغة السياسة الأمريكية الجديدة بالشرق الأوسط، وحتى إن وقعت مفاجأة وفاز المرشح الجمهوري بالرئاسة فإنه سيواجه ضغوطا جماهيرية بأن يستعير الكثير من فلسفة منافسة.
وفي البحث عن ملامح للسياسة الأمريكية المنتظرة (بعد نحو عام من الآن)، هناك من يتوقع عودة الولايات المتحدة الى العزلة استجابة لما هو معروف تقليديا منذ انتهاء حرب فيتنام بأن الشعب الأمريكي يضع الأولوية دائما لشؤونه الداخلية، وقليلا ما يهتم بالشأن الخارجي، وبميل السياسة الأمريكية عموما الى تفضيل الدبلوماسية والضغوط السياسية غير المباشرة للحفاظ على مصالح أمريكا في الخارج دون التورط في تدخلات عسكرية أو حروب، ووفقا لهذه النظرية أيضا فإن الإعجاب بالنموذج الأمريكي لدى شعوب العالم الاخرى تحقق بمنجزاته الداخلية سواء في المجال الاقتصادي من خلال الرأسمالية أو في المجال السياسي من خلال تقديم أفضل نموذج لليبرالية أو الحياة الديمقراطية دفاعا عن قيمة الحرية، وبرغم الانحياز المطلق من جانب أمريكا لإسرائيل، فإن ذلك الإعجاب بالنموذج الأمريكي لم يهتز كثيرا لدى أبناء المنطقة العربية الذين غالبا ما أرجعوه الى تأثير اللوبي اليهودي وعجزهم عن مواجهة داخل الولايات المتحدة، وزاد من هذا الإعجاب أن الولايات المتحدة ما كانت يوما دولة استعمارية في المنطقة العربية، والقصد هنا أنها لم تحتل أرضا عربية مثلما فعلت بريطانيا وفرنسا، ولم تتغير صورة أمريكا الى التدهور إلا بعد أن أصبحت دولة محتلة أو استعمارية في نظر العرب في ظل احتلالها الراهن للعراق. وفي سياق المراجعة الأمريكية لما جرى على مدى السنوات الماضية فإن هناك اتفاقا واسعا بين الأمريكيين على أن التدخل الخارجي المباشر والعنيف عاد عليهم بخيبة الأمل وخسارة فادحة ماليا وبشريا، ولكن العزلة أو الانكفاء على الداخل لم يعد خيارا يسيرا كما كان في الماضي البعيد، ففي ظل انتهاء الحرب الباردة وانفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم، وفي ضوء مطالب العولمة التي تقتضي الانفتاح على العالم لا الانعزال عنه، لا تستقيم فلسفة العزلة مع مستجدات وضع الولايات المتحدة عالميا، ولذلك اتجهت في السنة الأولى من حكم جورج بوش الى بناء تحالف دولي تلعب فيه الدور المؤثر.وكان ذلك تطويرا لمبدأ العزلة، حيث يشير الى أن يكون هناك دور خارجي مباشر للولايات المتحدة في السياسة العالمية دون أن يؤدي ذلك الى تورط عسكري من جانبها يدفعها الى خوض حروب خارجية، ولكن أحداث 11 سبتمبر 2001 دفعت الرئيس بوش الى أن يجعل من هذا التحالف قوة عسكرية تخوض الحرب في العراق، ومن قبل في أفغانستان وتزيد من صور الوجود عسكريا في أفريقيا وجنوب شرق آسيا ضمن حرب اخرى أوسع نطاقا ودون جدول زمني هي ما سمته بالحرب على الإرهاب.
الديمقراطيون لا يريدون العودة ببلادهم الى العزلة ولكنهم لا يريدونها تدفع الثمن لتدخلات مباشرة في شؤون الآخرين، ولذلك يجبزون استمرار العمل بآلية التحالف الدولي المناهض للإرهاب والمدافع عن نشر الحرية والديمقراطية والقيم الأمريكية عموما، ولكن بمنظور آخر هو أن يعتمد هذا التحالف على الدبلوماسية وليس الردع أو الحروب، ومن هذا المنطلق فإنهم أقل حماسا من الإدارة الجمهورية فيما يتعلق بالانغماس في الأزمات الإقليمية، ويرون أن هذا التحالف لو أصبح متماسكا فإنهم يستطيعون التأثير في مجرى هذه الأزمات من بعيد دون أن يكون لهذا التأثير ثمنً غال ماليا وبشريا كما فعلت إدارة بوش، ويتوازى مع ذلك اقتناع الديمقراطيين بأن الأطراف المباشرة الإقليمية هي القادرة وحدها على حسم أزماتها وإنهاء خلافاتها بسلام حيث لا جدوى من الدور الخارجي حتى لو كان قويا طالما أن الأطراف المباشرة غير مقتنعة به ولا مستعدة أو راغبة في إنهاء خلافاتها، وقد كان هذا وذاك واضحا في تقرير بيكر هاميلتون عن العراق الذي كان بداية ثورة جديدة على الرئيس بوش يقودها الديمقراطيون وبعض قوى الجمهوريين، وواصل الكونجرس بأغلبيته الديمقراطية الحملة ليس فقط بهدف تأمين انسحاب تدريجي لأمريكا من العراق، وإنما لإرساء تقاليد سياسية مختلفة عما سارت عليه أمريكا في سياستها الخارجية، ولذلك يشدد الديمقراطيون على أن الدور الأمريكي الخارجي لا يتحقق بالانفراد في اتخاذ القرار الدولي وباستخدام آليات القوة المسلحة لتنفيذه، وإنما بالعمل الدبلوماسي داخل تحالف دولي متماسك، وبدفع الأطراف المباشرة في الأزمات الى العمل المشترك وتحمل المسؤولية، وفي هذا الإطار فإنه في حالة وصول رئيس ديمقراطي الى البيت الأبيض (ومعه أغلبية في الكونجرس) فإن الإدارة الأمريكية ستربط تدخلها بوجود مؤشرات قوية على إمكان تلاقي الأطراف المباشرة من ناحية، وتحقق التفاهم السياسي على صعيد التحالف الدولي الذي أقامته بعد أحداث 11 سبتمبر من ناحية أخرى.
وبما أنه من الصعب عمليا توافر كل من التلاقي الشديد بين الأطراف المباشرة في الأزمات الإقليمية، والاتفاق واسع النطاق على صعيد التحالف الدولي، فإن ذلك يعزز تصور من يعتقدون أن الولايات المتحدة في عهد الديمقراطيين المفترض ستتجه الى العزلة، وبالتالي استمرار الجمود في الشرق الأوسط (استبعاد التوصل الى حلول في الملفات الساخنة كالقضية الفلسطينية والوضع في العراق ولبنان والعلاقات بين أمريكا وكل من سوريا وإيران..) ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد أن إدارة بوش أعلنت بوضوح انتقادها الحاد للإدارة الديمقراطية السابقة لها على أساس أنها سكتت عن الممارسات السياسية الخاطئة للأنظمة العربية داخليا حرصا منها على الاستقرار الذي هو مهم للإبقاء على مصالح أمريكا ممثلة في النفط وأمن إسرائيل، وأن هذا السكوت هو الذي أدى الى ما لحق بشعوب المنطقة من أزمات وتسبب بشكل غير مباشر في أحداث 11 سبتمبر، وحيث يرغب الديمقراطيون الآن في تغيير السياسة الخارجية الأمريكية التي اتبعها الرئيس بوش، فإن هذا يعني أنهم لا يفضلون سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للأنظمة العربية ولا يؤمنون بأن التحول الديمقراطي يمكن أن يتحقق بهذا التدخل السافر، ويهمهم أن تبقى المنطقة مستقرة، وليست ساحة للاحتقان الدولي والإقليمي والداخلي، وقد يفهم البعض أن الديمقراطيين بهذا الطرح يبسطون الأمور الى حد الإسفاف ويتجاهلون الحقائق ويقودون بلادهم في نهاية المطاف الى فشل آخر من نوع مختلف، ولكنهم يردون على ذلك بعدة حجج قوية أولاها أن الإدارة الجمهورية جربت التدخل في الشؤون الداخلية للأنظمة العربية وفشلت، وكان ذلك من أسباب تدهور صورة أمريكا عند العرب، وبدلا من أن يتحقق الاستقرار ازدادت المنطقة اضطرابا وسادتها أجواء الحروب لا السلام، وثانيتها أنها تتعامل مع منطقة معقدة المصالح والأهواء والثقافات الفرعية والبناء الاجتماعي والميراث التاريخي، ومن ثم فإن أطرافها المباشرة هي الأقدر فعلا على أن تحل مشكلاتها بنفسها لأنها هي التي تستطيع تحديد الممكن وغير الممكن، ولذلك فإنها لا تخضع لتصورات خارجية جاهزة مسبقا، بل يتعين التعامل معها بحكمة وبالتشاور وثالثتها أن ما تعتبره أية إدارة أمريكية مصدرا لعدم استقرار المنطقة يتفهمه جيدا أن نظاما عربيا مهما تكن توجهاته السياسية، وهو الجمود السياسي الداخلي، والإرهاب (التطرف) والصراع العربي الإسرائيلي، ويعمل من جانبه على محاصرة تداعياته، فالجميع لا يختلف على تحقيق الإصلاح واقتلاع جذور الإرهاب والتطرف الفكري وإقامة السلام العادل والشامل مع إسرائيل، ورابعتها أن الشرق الأوسط ليس حكرا على الولايات المتحدة، وإنما هو ملتقى مصالح أطراف دولية عديدة خصوصا على الصعيد الاقتصادي ومنها أوروبا والصين والهند واليابان وروسيا، ولا تستطيع أي إدارة أمريكية تجاهل هذا الوضع مما يفرض ضرورة أن تكون سياستها تجاه المنطقة حصيلة تشاور بناء مع هذه الدول، تماما مثلما هو كذلك مع أطرافها المباشرة.
ولكن طريق الديمقراطيين المفترض في الشرق الأوسط لن يكون سهلا لأسباب عديدة في مقدمتها أن إدارة بوش (الأولى والثانية) ستترك تركة ثقيلة لأي رئيس ديمقراطي قادم ما بين حرب فاشلة في العراق راح ضحيتها الآلاف من العراقيين والأمريكيين وانهيار في قدرات العراق وبين مناخ من حروب الكراهية في لغة الخطاب وانقسامات داخلية في البلدان العربية على قواعد إحياء النزعات العنصرية والطائفية وإشعال الفتن الدينية، ومن ناحية اخرى عدم الثقة العربية في نيات إسرائيل تجاه أي تسوية سياسية كبرى لقضية الشرق الأوسط والتي من الممكن أن تتزايد في ظل التعاطف التقليدي من جانب الديمقراطيين تجاه اليهود ودولة إسرائيل، ومن ناحية ثالثة عدم جاهزية الوضع العربي للاتفاق على أجندة واحدة للتعامل مع السياستين الأمريكية والإسرائيلية بغض النظر عمن يتخذ القرار فيهما.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
مسمار في نعش السيادة
افتتاحية
البصائر العراق
لا يزال الدوار مسيطراً على تخبطات ادارة الحرب الأمريكية في معالجة الإفرازات الخاطئة للفعل الخاطئ ...والمصر على المضي الى قعر الهاوية.
وعلى الرغم من ان معالجات المحتل لا تتسم بالذكاء ولا الحنكة الا انه فيما يبدو مجبول على الاجترار وذلك من خلال اعتماده على مشاريع قديمة خبرتها الشعوب وعلمت المغزى المراد من طرحها.
فاسلحة الدمار الشامل تلتها اسقاط الدكتاتورية ثم التبشير بالديمقراطية ومن بعدها الوصول الى مفصل (الفوضى الخلاقة) فانتهاء بالدعم الكامل للفشل على الصعد كافة. وما مشروع تقسيم العراق الذي بدأ بقراءة خاطئة للمنطقة ثم تطور ليصبح مقالاً في صحيفة تروج وتلمع افكار الاحتلال وها هو اخيراً بعد اطلاق العنان للفكر المهزوم والمأزوم على حد سواء اصبح قراراً غير ملزم في مشروع لتقسيم العراق اعتمادا ًعلى ما بطن به الدستور الملغوم بمثل هذه المطبات.
غير ان من رتب لهذه الافكار لتصبح قرارات ومشاريع قوانين لم يكن يخطر بباله حجم المواجهة والمجابهة التي تنتظره لمثل هذه المشاريع المشؤومة. ولكي تكون الصورة مكتملة نأخذ طرح هذا المشروع من جانبين لا ثالث لهما.
أولهما: ان طرح مثل هكذا قانون انما يصرخ بوجه الزاعمين بالسيادة على مجريات الاحداث في العراق أن كفى كذباً وادعاءً ودجلاً فالمحتل هو المعني الاول برسم الصورة التي يرد ان يراها وما انتم الا ادوات مستهلكة لتنفيذ ما يريد.
وثانيهما: ان طرح هذا المشروع جعل كثيراً من المغرر بهم ان ينتبهوا الى حجم المصيبة التي ابتلي بها اهل العراق من جراء الاحتلال واعوانه فما كان منهم الا اطلاق اصوات الرفض العالية فصار القرار بدلاً من تفتيت العراق شرارة لجمع كلمته واعتزاز العراقيين بوحدتهم.
فبعد ان وصل الاحتلال الى قناعة تامة بفشل مشروعه الاحتلالي في العراق والذي كان يأمل بتصديره لدول المنطقة صار لزاماً عليه ان يركب الصعب ويكشف عن وجهه القبيح ضارباً عرض الحائط طروحاته عن الديمقراطية والانتخابات الحرة وحقوق الشعوب بتقرير مصيرها، فالسيادة لا تذكر هنا الا على سبيل التندر وان بعض الواهمين بالاحتلال الحديث والمتطور نفضوا ايديهم منه ليجدوا مكانهم بين صفوف ابناء الشعب الرافضين لمشاريع الاحتلال.
بقي ان نقول ان الشعب الذي اسقط مشروع الاحتلال وقلب حساباته رأساً على عقب قادر بإذن الله تبارك وتعالى على دحض مشاريعه وان مشروع التقسيم هذا بمثابة المسمار الاخير في نعش ما يسمى بالعملية السياسية وبطروحات مهندسي الاحتلال.
ان تظافر قوى الشعب بمقاومته ومعارضته السياسية والتفاف ابناء الشعب حول الطروحات الوطنية اذهلت المحتل واعوانه فها هم حبيسو منطقة لا تبلغ مساحتها بضعة كيلومترات بوجود عسكري مكثف غالي الثمن وسيكون باهضاً اكثر لمن يراهن على البقاء لفترة اطول.
ان انكفاء مشروع الاحتلال جعله يبحث في دهاليز افكاره عن مخرج للحل دون النظر الى عواقبها المريرة التي تجرع كأسها في مشروعه الذي حشد له بعض الدول التي يسوقها طمع المشاركة في امنيات امبراطورية اليأس الامريكي وسيكون مشروع التقسيم الذي اقره مجلس الشيوخ الامريكي واحدة من امانيه البائسة والفاشلة بعون الله.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
الجنرال بترايوس يفوز بالمعركة في واشنطن وليس في بغداد« 2-2 »
آند روجيه باسيفيتش
موقع ذي أمرييكان كونسرفيتيف
لقد قام على الصعيد السياسي بمراوغة بارعة. فعلاقة الجنرال بالمسؤولين في واشنطن لم تهتز. ولكنه فصم العهد بينه وبين الجنود الذي يأتمرون بأمره، والجيش الذي كرس له حياته. لقد خذل بلده. ولن يكون حكم التاريخ عليه رحيما بأية حال
يحلو لبترايوس أن يصور نفسه على هيئة الجندي المفكر. ولأن أطروحته للدكتوراة كانت عن دروس فيتنام، فهو يصلح تماما للقيام بدور مكافح التمرد. ومن ثم فهو يعرف أن مكافحة التمرد تحتاج قوات كثيرة، أكثر بكثير مما لدى الولايات المتحدة في العراق مقارنة مع عدد السكان هناك. وهو يعرف أيضا أن مكافحة التمرد تحتاج إلى الكثير من الوقت، والذي سوف يتراوح ما بين ثمانية وتسعة أعوام وفقا لتقديره المعلن. وهذه النقاط جميعا واضحة بلا أدنى لبس في دليل مكافحة الإرهاب الذي شارك بترايوس في إعداده قبل أن يتولى القيادة في بغداد.
لو أن بترايوس يعتقد حقا أن بوسعه تحقيق أي شيء شبيه بالنجاح في العراق، ولو أنه يتفق مع الرئيس بوش على عواقب الفشل مثل خطر الإبادة الجماعية، وتحول العراق إلى منطلق للهجمات الإرهابية الموجهة للولايات المتحدة، وانهيار الشرق الأوسط وغرقه في فوضى تضير بإسرائيل، وتعرض سوق النفط العالمي لأضرار يتعذر إصلاحها، ويبلغ ذلك كله الذروة عندما تنشأ خلافة عازمة على تدمير الغرب فمن المؤكد أن هذه ليست اللحظة التي يتم فيها التقليل. وإنما هذه بالأحرى هي لحظة تكريس كل شيء، لحظة الإصرار على الحد الأقصى من الجهد.
لا يوجد غير تفسير منطقي واحد لإناء بترايوس عمل القوات الإضافية التي مكنت (على حد قوله) قوات التحالف وإن يكن بصفة غير نهائية من امتلاك اليد العليا. والتفسير هو السياسة، السياسة في أردأ أنواعها.
في ضوء الوضع الراهن كما يصفه بترايوس، فإن تقليل قوات الولايات المتحدة لا يكون منطقيا إلا في حالة واحدة: أن يساهم ذلك في استرضاء جميع أطياف الناخبين الذين لبترايوس مصلحة سياسية في استرضائهم.
التقليل المحدود للقوات يمثل استجابة لانشغال زملاء بترايوس خاصة في رئاسة الأركان الذين يرون أن حجم الضغوط المفروضة على القوات الأمريكية أكبر مما ينبغي. وإنهاء زيادة القوات سوف يوفر للجيش قدرا لو ضئيلا من الراحة.
كما أن التقليل المحدود للقوات يأتي ليقابله المعتدلون في الكونجرس بالترحاب. هؤلاء ينظرون إلى الانتخابات القادمة بقلق بالغ راغبين في شيء يقدمونه للناخبين فلا يظلون متماهين مع حرب بوش الكارثية. وها هم الآن يستطيعون أن يشيروا إلى بوادر تغير، فقد اقترح بترايوس سحب لواء واحد قبل عيد الميلاد، وهو ما يتزامن بدقة مع المقترح المقدم منذ أسابيع من قبل النائب الجمهوري النافذ جون وورنر عن ولاية فرجينيا.
ومع أن الديمقراطيين لن يعلنوا عن ذلك، إلا أن التقليل المحدود للقوات لن ينزل على صدورهم إلا بردا وسلاما. ففي مواجهة تهمة لها ما يبررها ومفادها أنهم لم يفعلوا شيئا لإنهاء الحرب منذ بدأت سيطرتهم على الكونجرس في يناير، يمكن لهم الآن أن يشيروا إلى تقليل القوات كدليل على أنهم يسيرون قدما. حتى أن مايكل هيرش قد لاحظ في النيوزويك أن بترايوس قد قدم هدية عيد ميلاد مبكرة للديمقراطيين في الكونجرس.
والأهم من ذلك كله، أن التقليل المحدود للقوات قد أرضى الرئيس بوش. فلقد وفر له متنفسا ومجالا لمواصلة الصراع الذي استثمر فيه الكثير. وهو يضمن اي شيء إلا أن تتحول العراق إلى هدية من بوش إلى خلفه عندما يترك المكتب البيضاوي في يناير .2009 فحرب العراق سوف تمتد إلى مرحلة ما بعد جورج دبليو بوش، ولقد أصبح ذلك هدفا للرئيس وأتباعه الموالين له، لأسباب لا يمكن التكهن بها.
من المؤكد أنه لا يوجد من يشعر بسعادة كاملة. ولكن أحدا في الوقت نفسه لم يخرج خالي الوفاض. فخطة بترايوس تقدم النزر اليسير لكل الأطراف، وليس أقلهم بترايوس نفسه، الذي يعود إلى بغداد مع قلامة وقت (إذ لن يحين موعد تقريره القادم قبل ستة أشهر) ومزيد من الأموال الإضافية (على الأقل 3 بليون دولار في الشهر وتطمينات بتمديد فترته في القيادة.
ويأتي ذلك النتاج بمثابة عمل يدوي بارع لشخص يمتلك أساليب واشنطن. ولكن النتيجة النهائية تسمح باستمرار التناقض بين جهودنا العسكرية في العراق وأغراضنا السياسية.
الجنرال بيتر تشيارلي ضابط يرغب في مواجهة هذا التناقض بدلا من تجاهله. وفي مقال ظهر في العدد الأخير من مجلة ميليتاري ريفيو العسكرية كتب الجنرال يقول:
إن الولايات المتحدة كأمة وبالتأكيد كحكومة لم تذهب إلى الحرب منذ 11/.9 وبدلا منهم ذهبت إدارات من الدفاع والخارجية (بقدر ما تسمح لهم إمكاناتهم الحديثة) ووكالة المخابرات المركزية إلى الحرب بينما بقية الشعب الأمريكي وأغلب المؤسسات الأخرى تعيش حياتها الطبيعية وتؤدي أعمالها المعتادة.
تشيارلي محق. فقوله ذلك يصب مباشرة في صلب المسألة. فبعد هجمات 11 سبتمبر ،2001 وبموافقة من كلا الحزبين، ألزم الرئيس بوش الولايات المتحدة خوض حرب مفتوحة على الإرهاب العالمي. وباتخاذ ذلك القرار المصيري، قام الرئيس والكونجرس بإرسال الجنود الأمريكيين لخوض الحرب وحثا الشعب الأمريكي على أن يشغلوا أنفسهم بشواغل أخرى. فلم يفعل الشعب الأمريكي إلا ما طولب به.
والنتيجة، وبعد ست سنوات، هي فجوة هائلة متنامية بين الموارد البشرية المطلوبة للحرب، والموارد البشرية المتوفرة فعلا لذلك. ولقد قام الرئيس بوش ومساعدوه في رئاسة الأركان بدراسة هذه الفجوة والتعامل معها عبر إرسال الجنود لفترة قتالية ثالثة ورابعة، ومن خلال زيادة الفترة القتالية للجنود. وفي بلد يبلغ تعداد سكانه ثلاثمائة مليون نسمة، فإن نصف في المائة فقط من إخواننا المواطنين هم الذين يتحملون عبء هذه الحرب الكوكبية. أما التسعة وتسعون ونصف في المائة فقد قرروا ألا يكترثوا بالأمر برمته.
إن الرئيس لم يبذل الجهد الكافي لحشد لوازم حربيه في العراق وأفغانستان. وجعل الكونجرس ذو الأغلبية الديمقراطية نفسه شريكا في الجريمة المتمثلة في هذه السياسة النكراء بفرضه كل سياسية من شأنها المخصات المالية التي يطلبها الرئيس باسم زدعم القواتز.
والآن، قام بترايوس بمنح هذه التمثيلية الفجة فرصة أخرى للحياة. فهو عمليا يتيح للرئيس والكونجرس المجال لمزيد من التملص من الموضوع الرئيسي وهو كالتالي: لو أن القيادة المدنية تريد خوض حرب كوكبية على الارهاب، ولو أن هذه الحرب تستوجب تهدئة العراق، فلنتحل بالجدية في توفير كل ما يلزم لإكمال المهمة ولنبدأ بزيادة عدد الجنود. وبدلا من تقليل القوات الإضافية الأخيرة التي يبدو أنها نجحت في مهمتها، ينبغي أن يقوم بترايوس بتعميقها وتوسيعها. وذلك يعني إرسال مزيد من الجنود إلى العراق، لا إعادتهم إلى الوطن. كما أن ذلك يوحي أيضا بضرورة زيادة حجم الجيش الأمريكي إلى مثلى أو ثلاثة أمثال ما هو عليه.
لو أن القيادة المدنية غير عازمة على توفير اللازم، فكل الكلام الدائر عن خوض حرب عالمية على الإرهاب وهو كلام لا يقوله الرئيس وحسب بل والطامحون إلى مكانه ليس إلا تسخينا لهواء. انما المنتقدون الذين يحسبون الحرب الكوكبية على الإرهاب ليست سوى مفهوم معيب فيسيرون في ذلك تطورا إيجابيا. وما أن ندرك أن الحرب الكوكبية على الإرهاب ليست سوى مشروع قائم على أساس زائف حتى يتسنى لنا أن نتحلى بالمزيد من الجدية في وضع استراتيجية للخطر الذي يواجهنا بالفعل، وهو ليس الإرهاب، وإنما الراديكالية الإسلامية العنيفة. وعلاج الراديكالية الإسلامية إن كان ثمة علاج أصلا لن يدور في فلك غزو أماكن كالعراق واحتلالها.
من هنا يتجلى فشل بترايوس. فبدلا من أن يجبر الرئيس والكونجرس على مواجهة هذا التناقض القاتل هل نحن في حرب أم لسنا في حرب؟ اختار أن ينزع الشط من أفواههم.
لا شك أنه لو كان قال العكس، لو كان على سبيل المثال طلب زيادة القوات بمقدار خمسين ألف جندي، لكان ألقى بالحزن في صدور جميع سكان واشنطن. ولعله كان سيدفع الثمن غاليا على الصعيد الوظيفي.
ولكنه حزن صحي. فالجنرال السياسي العظيم هو الذي لا يسمع رؤساؤه ما يودون أن يسمعوه، وإنما ما ينبغي لهم أن يسمعوه، ومن ثم يفيقون ويتخذون من القرارات ما ينبغي اتخاذه وما فيه تحقيق مصلحة الوطن. وفي هذه الحالة، قدم بترايوس الغطاء لتجنب القيام بمسؤولياتهم.
لقد قام على الصعيد السياسي بمراوغة بارعة. فعلاقة الجنرال بالمسؤولين في واشنطن لم تهتز. ولكنه فصم العهد بينه وبين الجنود الذي يأتمرون بأمره، والجيش الذي كرس له حياته. لقد خذل بلده. ولن يكون حكم التاريخ عليه رحيما بأية حال.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
مسا التماسي.. يا قرد قاعد علي الكراسي"!!
محمد أبوكريشة
الجمهورية مصر
لم نعد في حاجة إلي أن نشاهد ونسمع قبل أن نصدر الحكم.. فالحكم في أمتنا قبل المداولة وهو دائماً حكم بالادانة.. والأدلة كلها ضد المتهم قبل أن يرتكب الجريمة ولم يعد هناك مجني عليه أو ضحية.. كلنا مجرمون وجناة.. والذي يحكم بالادانة مجرم أيضاً.. لا يوجد في أمتنا الآن بريء واحد.. الأبرياء ماتوا.. الجناة والمفسدون يتصدرون المشهد ويتصدون للإصلاح.. ويعجبك قولهم في الحياة الدنيا ويشهدون الله علي ما في قلوبهم وهو ألد الخصام.. فإذا تولوا سعوا في الأرض ليفسدوا فيها ويهلكوا الحرث والنسل.. والتولي هنا بمعني تولي الأمر واعتلاء المناصب أو أن يوليك الفاسد دبره وظهره ليمارس فساده بعد قوله الذي يعجبك.. والقول الجميل والفعل القبيح هو جناية العرب الكبري.. فالكل مثالي عندما يتكلم.. والجميع شياطين عندما يسلكون ويعملون.. والقول الجميل المقنع والفعل القبيح من أبرز صفات الشيطان.. والشيطان لم يعد له في أمتنا عمل أو وظيفة.. وأصبح عاطلاً كما قلت من قبل.. لأننا أزحناه من موقعه وتولينا أمر الفساد.. ليصبح الشيطان مجرد تلميذ خائب في مدرسة نحن جميعاً فيها أساتذة.
وشياطين الإنس العرب بارعون في السياسة والاقتصاد والفن والثقافة والصحافة والقانون والطب.. بارعون في كل مجال وعباقرة عندما "يسوقون الهبالة علي الشيطنة" حتي في الدين والدعوة.. والحصيف الذي يريد النجاة يحكم بالادانة قبل أن يشاهد ويسمع ويقرأ لأن الشر لم يعد خشناً ولا دموياً ولا فظاً في أمتنا.. بل أصبح ناعماً رقيقا جميلا باسماً يرفع راية الحق ليريد بها الباطل.. الشر يرفع المصاحف والأناجيل علي أسنة الرماح.. الشر لم يعد يقتلنا ببندقية أو حجر أو سكين.. بل أصبح يقتلنا بوردة وكلام معسول.. يقتلنا بالاستنارة والسلام والخيار الاستراتيجي.. يقتلنا بمسلسلات نادية الجندي ويسرا وإلهام ونور والفخراني.. الشر يقتلنا بالحب والجنس والضحك "عمال علي بطال".. يقتلنا بتقديم إسرائيل لنا في طبق من العسل.. يذبحنا بتحرير العراق من العراقيين علي يد أمريكا.. يقتلنا بخيمة رمضانية وخيبة قوية.. بتفريغنا من كل مضمون.. وبجعل كل منا عجلاً جسداً له خوار.
الشر لم يعد فقط في السجن وفي غرز الحشيش وصالات الديسكو والمواخير.. فذلك والله أخف الشر وأهونه.. لكن الشر الأخطر والمستطير يكتب مقالات في الصحف ويعتلي منصات القضاء ويدعو إلي الدين "الديجيتال" عبر الفضاء.. الشر يحكم والشر يعارض ويحتل القمة في كل مجال.. يقود الرأي العام ويوجهه وينتصر ويفوز وله القدح المعلي في كل شأن.. ولو كرهنا.. ولو رفضنا ولو متنا غيظاً.. الشر يقول لنا الان: الإسلام هو الحل.. وتحت الشعار سعار وسعير من الفساد والتربح وكلمات الحق التي يراد بها باطل.
لا تسألني: ومن أصدق إذن؟ لأنني سأجيب وأنا حزين: لا تصدق أحداً.. لا تثق بأحد وإذا كانت لديك بقية من عقل فاحتفظ بها وتحصن بالشك والحذر والريبة.. لا تصدقني "عايز أكثر من كده؟".. نعم لا تصدقني.. واعلم ان سوء الظن من حسن الفطن.. خالف لتسلم وتنجو وتفوز.. يا ناس شبعنا معرفة ومعلومات ولكننا جائعون للحقيقة وظمأي للصدق.. والحكمة ضالة المؤمن اني وجدها فليأخذها.. لكن الحكمة ستظل ضالة وتائهة وضائعة حتي يولد المؤمن الذي يجدها ويأخذها.. فالحكمة ضالة المؤمن.. والمؤمن غير موجود.. ولذلك ستظل الحكمة تائهة.. وسنظل نأخذها من أفواه المجانين والمفسدين والضالين وباعة الخيار وشياطين الاستثمار والاستعمار.. سنظل نأخذها من الفسقة والمارقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.. سنظل نأخذها من علماء عوالم ودعاة دهاة.. وأقلام ملوثة ورجال قانون "بتوع ثلاث ورقات".. سنأخذ الحكمة من أهل الجهل.. ومن أبي لهب وأبي جهل لأننا غير مؤمنين وليست لدينا كياسة ولا فطنة.. فتبت أيدينا.
***
هل من المناسب أن يتحدث المرء عن شر في أيام عيد؟ نعم لأن الأشياء تعرف بضدها ولا تعرف بذاتها فنحن لا نعرف الخير إلا إذا عرفنا الشر ولا نعرف الحق إلا إذا عرفنا الباطل ولا نحب الجمال إلا إذا كرهنا القبح.. كما ان الحديث عن المعاني النبيلة والسامية والفضائل لا يؤتي ثماره إلا بالحديث عن الرذائل والسفالات والدونية.. وحين نتحدث عن الخير والحب والحق والجمال فإننا نؤذن في مالطا لأن هذه المعاني لم يعد لها وجود نقي في حياتنا.. فهي تشبه المعادن النفيسة التي نعثر عليها مختلطة بالشوائب والحجارة والتراب والقمامة أيضا.. وآفة الشر في زماننا انه يرتدي عباءة الخير.. والكارثة أن الباطل يختبيء في ثياب الحق.. فنحن نمارس الحب بكراهية ونتصدق برياء ومنظرة.. ونجتهد في عملنا لنترقي علي جثث الآخرين.. ونفعل الخير بمنتهي الشر.. ونعبد الله بنفاق ومخادعة.. أجسادنا خيرة وجميلة.. ورءوسنا وقلوبنا مظلمة ودميمة ومشوهة.
نحن نخرج من رمضان كل عام بحسنات ومكاسب أقل وزبالة أكثر.. نضيف إلي قمامتنا ألوف الأطنان من الزبالة في رمضان.. فخيرنا في رمضان وغيره قليل وزبالتنا كثيرة.. وإذا أردت أن تعرف المساحة الواسعة التي يحتلها الشر في حياتنا.. فانظر إلي كمية التبرير لأفعالنا وسلوكياتنا.. فإذا انتشر التبرير فاعلم ان ذلك دليل استشراء الشر.. ونحن استطعنا أن نضع الشر تحت عناوين براقة وجميلة مثل الاستنارة والاعتدال والشفافية والحرية والديمقراطية والعولمة والحب.. وبرعنا في تسمية الأشياء بغير اسمائها الشريرة. ورحنا نمارس تسويق وترويج الباطل علي انه حق.. فأصبح الاستسلام والهزيمة والانبطاح سلاماً وواقعية.. وأصبح بيع الأوطان خصخصة واستجابة للمتغيرات العالمية.. وصار احتلال العراق تحريراً.. وتقسيم السودان حق تقرير المصير.
والعرب وحدهم هم فئران التجارب للعولمة والأمركة والصهينة.. ولم يحدث ان تم تدويل قضية إلا إذا كانت عربية أو إسلامية.. فقد فشلت الولايات المتحدة في تدويل ملف كوريا الشمالية النووي.. ورفضت الاقتراب من ترسانة إسرائيل النووية بينما تم حشد العالم كله ضد إيران وضد العراق وأفغانستان والسودان.. والتقارير الأمريكية التي يقال عنها دولية تحرض دائماً علي التدخل في الشئون الداخلية للعرب والمسلمين بحجة حماية حقوق الإنسان وحماية الأقليات والاثنيات.. ولم يصدر تقرير دولي واحد حول مذابح حقوق الإنسان في معتقل جوانتانامو.
والمشكلة ليست في أمريكا وإسرائيل أو الغرب ولكنها في أنظمة الحكم والمعارضة في الدول العربية والإسلامية.. فالكل يستمد شرعيته وقوته من رضا الغرب بل والأدهي من رضا إسرائيل.. وكل الدول العربية والإسلامية التي تطلب أو تريد صكوك الغفران وشهادات الرضا والصلاحية من أمريكا عليها أولاً أن تدخل من باب إسرائيل وأن تحصل علي ختم النسر الإسرائيلي وعلي توقيع إسرائيل علي "عرضحال دمغة" حتي يمكن اعتماده من الرب الأمريكي.
فعلت ذلك باكستان وتركيا وكرزاي أفغانستان وتفعل ذلك كل الدول العربية ماعدا سوريا التي أصابتها لعنة الرب الأمريكي.. لكن إلي حين فالصمود في وجه الرب الأمريكي لن يطول أكثر من ذلك.
***
حتي المعارضة في الدول العربية والإسلامية ليست لها منطلقات وطنية أو قومية ولكنها تستقوي بالرب الأمريكي الذي يستخدمها ورقة ضغط علي الأنظمة الحاكمة لتظل راكعة خوفاً من البديل المعارض الذي تعده أمريكا كفزاعة للأنظمة لكنها لن تسمح أبداً بانتصار النظام الحاكم أو بانتصار المعارضة.. حتي يبقي الطرفان في حاجة إلي عون ومدد الرب الأمريكي.
فالمشهد الذي تتابعونه علي الساحة السياسية العربية ظاهره الحرية والديمقراطية والخير وباطنه من قبله العذاب والشر.. هو مسرح عرائس تحركه أصابع أمريكا وإسرائيل في العلن وليس للوطن ولا الأمة فيه نصيب ولا ناقة ولا جمل.
وهناك رهان رابح علي الشعوب العربية التي لم يعد لها "في الثور ولا في الطحين" فاللعب أصبح علي المكشوف ولم تعد هناك حاجة إلي التآمر والدسائس لأن الشعوب نفسها تأمركت في زيها وطعامها وشرابها وحبها وجنسها وأرضها وفضائها.. بل تأمركت في دينها أيضاً وفي دعوتها إلي الله.. وهناك سباق علي الاعتدال الذي تريده أمريكا.. حتي ان أحد الدعاة قال: ليس هناك معني آخر للإسلام سوي السلام وهو رأي شرير ومنبطح وفيه وقاحة وجرأة.. لأن المعني الحرفي والنصي للإسلام لا علاقة له بالسلام.. بل هو يعني الخضوع لله عز وجل.. لذلك سمي الدين كله من آدم إلي يوم القيامة إسلاماً.. بمعني الخضوع والعبودية لله.
الناس بالتأكيد مشغولون بالكعك والبسكويت.. وتلك فرصة للعك في موسم الكعك "ولا من شاف ولا من دري ولا من قرأ".. فرصة لأن أقول ما يحلو لي وأغالط وأثرثر وأنا أضمن ان ساعة البطون تتوه العقول.. والبطون في أمتنا لم تعد ساعة.. بل أربعاً وعشرين ساعة.. لذلك لا أمل في أن تهتدي العقول إلي الطريق.. بلد ستبقي تائهة.. فالبطون اما تبلع وتهضم وتتجشأ أو تقرقر في انتظار ما يشحنها ويعبئها والعربي بين حالتين.. فإما هو جائع ولا عمل لعقله مع الجوع.. أو متخم ولا عمل لعقله مع التخمة.. والعقل العربي في كل الأحوال لا يعمل.. لأن العربي مشغول بأن يملأ شر وعاء وهو البطن.
والعربي لا يكف عن الأكل حتي إذا كان معدماً لا يجد قوت يومه.. فهو يأكل الكافيار والسيمون فيميه والطعمية والفول وإن لم يجد فهو يأكل "الأونطة".. ويأكل أموال الناس بالباطل.. ويأكل ويشرب المقالب الأمريكية ويأكل المطبات في الشوارع.. و"ياكلها والعة".. ويأكل الخيار الاستراتيجي.. ويأكل وعود الحكومة الكاذبة ويأكل بطولات وهتافات المعارضة المزيفة.. وفي كل الأحوال فإن العربي آكل ومأكول.. يأكل من يد أمريكا وإسرائيل والغرب ليسمن و"يربرب" ويتم ذبحه في العيد وفي كل أيام وشهور العام.
وهناك كعكة أمريكية مسممة ومسرطنة في انتظار العرب هي مؤتمر السلام الذي سترعاه أمريكا الشهر القادم.. وأمريكا راعية في كل الأحوال لأن العرب غنم وقطيع "قطيعة تقطع القطيع".. والراعي يورد الغنم المهالك وهي لا تملك لنفسها ضراً ولا نفعاً.. والورد الأمريكي دائماً هو بئس الورد المورود.. ولكن العرب لايعلمون.. أو هم يعلمون ويأكلون الأونطة من أجل الكراسي "مسا التماسي.. مسا التماسي.. يا قرد قاعد علي الكراسي.
***
أمريكا تخصصت في السرح بالقرود العربية.. التي أجادت طاعة الأوامر حفاظاً علي الشرعية والكراسي وراحت "تعمل عجين الفلاحة.. ونوم العازب".. ومؤتمر خريف السلام الأمريكي حلقة من مسلسل مؤتمرات السرح بالقرود العربية التي أدمنت المؤتمرات والاجتماعات والقمم والرمم والندوات.. فكل مسئول عربي عندما يريد أن يبريء ذمته ويغسل يديه من أي قضية يدعو إلي مؤتمر قمة إسلامي طاريء أو مؤتمر قمة عربي عاجل أو تدخل عاجل من المجتمع الدولي لانقاذ القدس من حملة التهويد وانقاذ المسجد الأقصي من معاول إسرائيل.. وآخر دعوانا هو تجديد نداء وزير أوقافنا بأن يهاجم مليار مسلم القدس بالزيارة.. بأن يشنوا هجوم السلام علي المسجد الأقصي وأن ينعشوا حركة السياحة الإسرائيلية من أجل السلام مما يؤكد أن الأوقاف في أمتنا الإسلامية تعني وزارة "وقف الحال".. ويؤكد أيضا ان المرجفين في المدينة هم سادة المشهد الآن.. وان المصائب لا تأتي فرادي وان المتكئين علي الأرائك الذين يضعون ساقاً علي ساق ويهرطقون صاروا هم النخبة في أمة النكبة..
وفي الوقت الذي يطالب فيه وزراء "وقف الحال.. ووقف المراكب السايرة" بهجوم السلام وجدتني أسير في شارع سليمان الحلبي بوسط القاهرة وأسترجع رسالة صديقي المهندس محمود أبو العلا الذي قال ان سوريا تحركت من أجل استعادة رفات سليمان الحلبي من فرنسا حيث يرقد هناك وقد كتبوا علي قبره "المجرم القاتل".. انه الشاب الذي كان يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً عندما ثار وأخذته الحمية حين دنست خيول الفرنسيين ساحة الأزهر فكمن لقائد الحملة الفرنسية الجنرال كليبر وطعنه طعنات قاتلة.. وأعدموه علي الخازوق عام ..1800 وقتها كان هناك من يموت من أجل الأزهر وهو مجرد جامع وجامعة.. واليوم لاأحد يستحي أو يخجل ولا أقول يموت من أجل المسجد الأقصي.. ولا أحد سوف يخجل أو يستحي مما سيحدث للمسجد الحرام بعد حين.. وأظن ان اللافتة الموجودة علي قبر الحلبي سوف تتغير في عصر العولمة لتحل محلها لافتة أخري تقول: "الإرهابي الأصولي"..
"عشنا وشفنا وسنعيش ونشوف أكثر".. فها هو وزير إسرائيلي يقول ان تل أبيب لا يمكن أن تقيم سلاماً مع جزء من الشعب الفلسطيني ولابد أن تتصالح فتح وحماس وتحلا مشاكلهما لتدخلا معاً غرفة السلام.. وكأن ما حدث بين فتح وحماس جاء "علي الطبطاب" لإسرائيل حتي تلعب بورقة التسويف والمماطلة.. وهذا يجعلني علي يقين بأن النار المشتعلة بين فتح وحماس ستزداد اشتعالاً وكلما خبت زادتهم إسرائيل سعيراً.. ليصبح ما بين فتح وحماس من الشر والحرب والدم أضعاف ما بين الشعب الفلسطيني كله وإسرائيل.
وازداد يقيناً بأن أشرار فتح وحماس يلعبون لحساب إسرائيل.. حتي نصبح أمام أمر واقع جديد ينسينا القدس والأقصي.. وهو كيان فلسطيني في الضفة وكيان فلسطيني آخر في غزة.. وقد أصبح ذلك واقعاً حياً يعمل العرب وأمريكا وإسرائيل بكل طاقتهم للحفاظ عليه.
***
وتقولون بعد ذلك كله مؤتمر السلام؟ "يا اخي جاتكم نيلة".. سلام لمن ومع من وضد من؟ سلام مربع يا قوم تبع.. العرب لا يملكون أي ورقة لعب علي الطاولة ولكنهم دعوا فلبوا.. وقيل هل أنتم مجتمعون: لعلنا نتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين.. العرب موعدهم في أمريكا يوم الزينة وان يحشروا ضحي ليشاهدوا عصي وحبال أمريكا وإسرائيل ويخيل لهم من سحرهم انها تسعي.. يذهبون إلي أمريكا ليشاهدوا السحر ويخروا ساجدين.. ليس معهم موسي.. بل ان معهم موسي ولكن عصاه وعصيهم كلها "فشنك".. العرب يذهبون كقرود يتم ترقيصها في أمريكا.. وبعد ذلك يقال لهم: ان الانتخابات الأمريكية علي الأبواب وسينشغل بها الرب الأمريكي فخذوا ما أتيناكم وكونوا من الشاكرين.. خذوا وعوداً.. خذوا تصريحات من بوش بضرورة قيام دولتين تعيشان جنباً إلي جنب في أمن وسلام.. خذوا تصريحات وردية إسرائيلية بأن تل أبيب ستجد نفسها مضطرة لتقديم تنازلات مؤلمة من أجل السلام.. وفي النهاية سيتمخض الجبل مثل كل مرة ويلد الفأر.. وسيلدغ القرد العربي من نفس الجحر للمرة المليون.. وستتردد في أمريكا وإسرائيل والأمة العربية كلها أغنية السلام وأنشودة الاستقرار الشهيرة: مسا التماسي.. مسا التماسي.. يا قرد قاعد علي الكراسي!!.
نظرة
ماتت أمنا التي هي أمتنا وتزوج أبونا الذي لا نعرف من هو أمريكا التي أنجبت منه الفتاة الجميلة إسرائيل أختنا لأبينا.. وتعاملنا زوجة أبينا أمريكا علي طريقة الحكاية الشعبية الشهيرة.. التي تقول ان رجلاً ماتت زوجته وتركت له طفلين وتزوج أخري أنجبت له طفلاً وكانت زوجة الأب تغلف شرها وقسوتها بالخير واللبن.. لتقنع زوجها بأنها حانية علي ابنيه من الزوجة المتوفاة.. فكانت تجلس مع الأطفال الثلاثة علي مائدة الطعام وتعطي كل طفل من ابني زوجها رغيفاً ولا تعطي ابنها شيئاً.. ثم تقول للطفلين بانكسار.. أخوكما مسكين.. فليعطف كل منكما عليه ويعطه "كسرة".. ويشرب الطفلان المقلب ويعطي كل منهما أخاهما كسرة.. وبذلك يحصل ابن الزوجة الشريرة علي رغيف كامل.. ويحصل كل من الطفلين الآخرين علي "كسرة"
".. يا سلام عالحنية.. يا سلام عالإنسانية"!!. Mabokraisha@yahoo.com-Mabokraisha@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
لمناسبة يوم الطفل العراقي ذكرى مقتل اطفال مدرسة بلاط الشهداء في الدورة ببغداد بصاروخ ارض ارض على يد نظام خميني المجوسي كل عام واطفالنا بخير
المحامي علاء الاعظمي
دورية العراق
**اليوم هو ذكرى سقوط الصاروخ الايراني طراز سكوت أطلقه دهاقنة الشر في قم وطهران وفرعونهم خميني الدجال على مدرسة بلاط الشهداء في مدينة الدورة ببغداد الأبية على الفرس والعلوج واليهود والصليبيين .
**اليوم ذكرى تعفر ارض بغداد بدماء الاطفال من مدرسة بلاط الشهداء وفي الساعة السابعة وخمسة واربعين دقيقة وقبل ان يصطف التلاميذ ليغردوا بالنشيد الوطني..وطن مد على الافق جناحا
**اليوم ذكرى صعود أرواح الشهداء من الاطفال بين أعمار السادسة والثانية عشرة وقبل ان يدخلوا الصف ليقول المعلم قيام
ويرد عليه التلاميذ عاش القائد صدام
ويقول جلوس ليردوا
الموت للفرس المجوس .
**اليوم سقط صاروخ ارض- ارض باعته كوريا الشيوعية للنظام الخميني المجوسي ويدعي الاسلام وعن طريق عرب الجنسية لينطلق من قم الرذيلة وطهران المتعة على بغداد الفضيلة ودورة الجهاد والتحرير لتقتل اطفال الصف الاول الابتدائب الذين لم يمض على دخولهم المدرسة سوى 28 يوما لان الدراسة في العراق تبدأ في 15-9 من كل عام والصف الثاني ب الذي بقيت على جداره اية الكرسي وصورة لصدام حسين رحمه الله وهو يرتدي البدلة الخضراء والرباط المخطط بالاسود والاخضر ولم تسقطا من الجدار والله على ما أقول شهيد والخامس أ والسادس ج المقابل لبيت الحاج انور رحمه الله الذي كان واقفا في بابه يودع احفاده الذين ذهبوا للمدرسة قبل أن يفتحوا دفاترهم وكتبهم التي تقول ان :-
العدو الاول لنا اسرائيل وليس ايران
**اليوم سقط صاروخ النذالة الذي اوعز الطاغية خميني الذي لم ير احدا صورة له وهو يبتسم طوال حياته ليسكت الضحكة من على شفاه الأطفال حيث بات كل واحد منهم يتذكر زميله على الرحلة الواحدة بعد ان صعدت روحه الى جنة الخلد بحواصل طير خضر ليتحولوا الى عصافير الجنة .
**اليوم عيد الطفل العراقي الذي منع عملاء المحتل الاحتفال به ارضاء لنظام خميني المقبور ودهاقنة الفساد والتآمر على الاسلام الحقيقي والمذهب الجعفري الحقيقي وصدق الأمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي عليهم السلام أجمعين عندما قال للفرس تشيعكم بنا وبال علينا
**اليوم نستذكر احفاد ابو لؤلؤة المجوسي الذي غرز خنجره المسموم في صدر الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضوان الله عليه سيد شيوخ أهل الجنة ونسيب الرسول الاعظم ص وزوج ابنة الامام علي أم كلثوم عليهما السلام والذي قال له الامام علي ابن ابي طاليب عليه السلام عندما استشاره ابن الخطاب رض لقيادة الجيش الاسلامي لتحرير العراق من الفرس المجوس :-
كيف تذهب لقيادة الجيش وأنت كالقطب من الرحى اذا هلكت هلك الاسلام !! ولم يقل له انا ولي الله !!!
**اليوم ذكرى سقوط ابناء الاشاوس الذين جرعوا خميني السم شهداء ليكون اسفلت مدرستهم حديقة للزهور سُقيت من دمائهم فأصبح اسم المدرسة بلاط الشهداء أُسم على مسمى .
**اليوم ذكرى إستشهاد الابطال الذين ياخذ ثأرهم زملائهم من عملاء المجوس في فيلق بدر وجيش الصدر الذين اصطفوا مع العلوج فيقاتلهم الاشاوس في حي الصحة والدورة والميكانيك والمهدية والخورنق وأجنادين وشارع أبو طيارة وشارع ستين والجمعيات وضباط الامن الداخلي .
**اليوم ذكرى انطلاق صاروخ الحقد من الارض التي دفن بها الامام الرضا عليه السلام جد شيخ الشهداء صدام حسين عليه السلام الامام الرضا الذي عندما يزور قبره الشيعة الجعفرية يقولون السلام على الغريب بين الغرباء لأن ارض الفرس لم تضم رفات نبي ولا إمام على الاطلاق لانها ارض مجوس النجسين الذين عندما أنتصر العرب عليهم في وقعة ذي قار قبل أن يصلهم الاسلام قال نبي الله محمد عليه وعلى آله وصحبه أجمعين السلام :-
اليوم انتصر العرب من الفرس وبي نصروا
**اليوم ذكرى انطلاق الصاروخ المجرم من ارض بلاد فارس التي حمّل كسرى رسول النبي ص بعد أن دعاه إلى دين الاسلام حفنة من تراب فارس
**اليوم ذكرى خلود أبنائنا بعد أن سقطوا بصاروخ الرذيلة الذي أنطلق من الارض التي دفن بها الخليفة هارون الرشيد الهاشمي القرشي جد الامام محمد الجواد عليه السلام لأن أمه زوجه الامام السلطان علي الرضا عليه السلام ولي عهد المامون رحمه الله هي أبنة المأمون وهي حفيدة الخليفة أبي جعفر المنصور رحمه الله الذي هدم الفرس تمثاله ثارا لأبي مسلم الخراساني الذي قتل المسلمين العرب بحجة الثأر للحسين عليه السلام وإعادة الحكم للشيعة بدعوى باطنية هدفها سلب الخلافة الاسلامية من العرب القرشيين مثلما فعل بعد ذلك البويهيون لعنهم الله .
**اليوم فرح المقبور خميني بقتل أطفال العراق لأنه يخاف على أولاد الفرس منهم فقاتلهم العراقيون من شماله إلى جنوبه وكان في مقدمة الفيالق أبناء ميسان والبصرة وواسط وذي قار والنجف وكربلاء وبابل والمثنى قبل ان يضع العملاء صور خميني بعد الاحتلال في باحات الدوائر الحكومية والشوارع والساحات
ويهتفوا الله اكبر خميني الاغبر !!!
**اليوم هنأ رفسنجاني الفارسي جيشه بقتل أبناء العراق والذي يعرف العربية قراءة و كتابة ولم يتحدث بها حتى مع العرب ممن غشتهم الشعر ات التي رفعها نظام خميني بإسم فلسطين ومنهم مناضلوا الثورة الفلسطينية مثل أبو عمار رحمه الله وهاني الحسن وخالد الحسن واحمد جبريل الذي حول القتال من الصهاينة الى جبهة قتال العراقيين في المحمرة ونايف حواتمة واخرون قبل ان يذهب اليهم – سامحه الله – خالد مشعل بدفع ممن يضيفّونه الان !!!!!!!!
**اليوم سقط أطفال العراق في مدرسة بلاط الشهداء وإلى الان لم يعرف ذووهم من هو الشيعي منهم ومن هو الكردي أو السني أو الصابئي المندائي أو المسيحي لان منطقة الدورة تضم كل الاطياف العراقية ليكون دما عراقيا واحدا موحدا قبل ان يرفع الزنيم عبد الحكيم وابنه اللوطي عمار لا عمر الله له عمرا الا بالحنوع شعار تقسيم العراق باسم الفدرالية .
**اليوم 13-10-2007 ذكرى سقوط الصاروخ الفارسي على مدرسة بلاط الشهداء التي سميت بهذا الاسم قبل سقوط الصاروخ بشهر تيمنا بالمعركة العظيمة التي خاضها أجدادنا العرب في الاندلس ضد الصليبيين حيث سقط في الساعة الثامنة الا ربع في 13-10-1997 فقتل 38 تلميذا ومعهم عوائل بإكملها هم جيران المدرسة ومنهم عائلة الحاج انور رحمة الله عليهم أجمعين ولعن الله من قتلهم ومن لم يحتف بذكرهم – عمدا- ومن لم يذّكّر بهم عمداَ وخنوعاَ وعمالةَ وفي مقدمتهم هيئة الطفولة في العراق ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة التربية ومديرية ثقافة الاطفال ومكتبة الطفل المركزي .alaaaladamy@gmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
اعتراف.. بعد فوات الأوان
افتتاحية
الشرق قطر
قبل الغزو روّجت إدارة بوش لصورة عراق متعطش لـ «الخلاص» على يديها، يستقبل أبناؤه جنودها الغزاة بالأحضان وينثرون الورود على آلياتها العسكرية الفتاكة، ثم ما لبثت الصورة أن تبدلت تحت وقع الضربات العنيفة التي تلقاها أولئك الجنود منذ الأيام الأولى للاحتلال، فتعددت الأسماء والأوصاف التي أُطلقت على أوضاع العراق الجديد مراوحة بين «الورطة»، و«المستنقع» و«الجحيم» وما الى ذلك.. ثم جاء دور أحد أكبر القادة الميدانيين، الذين ظلت ادارة بوش تراهن على ما يقدمونه من آراء وتقارير لفترة طويلة، ليعترف بعد فوات الأوان بجزء من الحقيقة التي يصر البيت الابيض حتى اليوم على تجاهلها والمكابرة بشأنها، حيث وصف الحرب التي يخوضها الجنود الامريكيون في بلاد الرافدين بأنها «كابوس لا نهاية له».
الجنرال المتقاعد ريكاردو سانشيز الذي تدرج في مناصبه العسكرية بالجيش الامريكي حتى تولى قيادة قوات «التحالف» في العراق بعد اشهر من الغزو قبل ان يضطر الى الاستقالة بسبب فضيحة سجن أبو غريب، لم يكتف باطلاق ذلك الوصف على الاوضاع العراقية بل وجه اشد الانتقادات الى الاستراتيجية التي يتبعها البيت الابيض لاحتواء تداعيات الحرب، ساخرا من تلك الاستراتيجية التي أكد انها «لن تأتي بأية نتيجة ولن تقود الى النصر»، ومشككا في كفاءة القادة السياسيين الامريكيين الذين اتهمهم بالفساد والاهمال، وطالب باخضاعهم للمحاكمة.
وبدل ان يعترف البيت الابيض بـ «التقرير» الذي قدمه قائده الميداني السابق الجنرال سانشيز من واقع خبرته العسكرية، تمادى في المكابرة، مكتفيا بالاشارة الى حديث بترايوس - كروكر في تقريرهما الاخير عن «بعض التقدم» رغم الصورة القاتمة التي رسماها للوضع العراقي بوجه عام.
اعتراف سانشيز المتأخر، لم يكن الاول ولن يكون الاخير في سلسلة الاعترافات الامريكية بالفشل في ادارة الحرب وسوء تقدير عواقبها على العراق والمنطقة، لكنه «درس جديد» يجب على ادارة بوش وعلى المراهنين عليها من العراقيين الاستفادة منه وتوظيفه في البحث الجاد عن مخرج من الدوامة التي لم تعد مجرد «كابوس»، بل تحولت الى «فشل كارثي» حمّل سانشيز المسؤولية الكاملة عنه «لإدارة بوش والكونغرس وكل الوكالات الحكومية خصوصا وزارة الخارجية»، وطالب الشعب الامريكي بـ «محاسبتهم عليه».
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
لماذا التباكي على عراق مُقسم منذ سبعة عشر عاماً
د فيصل القاسم
الشرق قطر
لم أكتب هذا المقال تعليقاً على اقتراح السناتور الأمريكي جوزيف بايدن الأخير الداعي إلى تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، بل كنت قد كتبته قبل سنتين وشهر تقريباً تعليقاً على طرح مسودة الدستور العراقي الجديد الذي نص صراحة على تفتيت العراق إلى شراذم بحجة الفيدرالية. لكن بما أننا أمة ذاكرتها الإعلامية والسياسية قصيرة جداً، أحببت وقتها أن أوضح أن خطة التفتيت التي مررها الدستور كانت مطبقة على أرض الواقع دون ضجة تذكر منذ زمن بعيد. لقد تباكى العرب رسمياً وشعبياً وقتها، وذرفوا دموع التماسيح على مشروع التقسيم الدستوري، فذكرت عندئذ أنه لا داعي للتباكي على عراق مقسم عملياً منذ خمسة عشر عاماً. وبعد مرور سنتين على فكرة التقسيم الأولى أعود الآن بعد اقتراح السناتور (سايكس) الأمريكي، وأغير عنوان المقال ليصبح: لماذا التباكي العربي على عراق مقسم منذ سبعة عشر عاماً.
لقد أسرّ لي أحد المسؤولين العرب العارفين ببواطن الأمور قبل أكثر من تسع سنوات، أي قبل الغزو الأمريكي بخمسة أعوام، عندما سألته عن استراتيجية بلاده تجاه العراق قائلاً: "إن العراق كما كنا نعرفه قبل عام ألف وتسعمائة وتسعين قد انتهى، ولن تقوم له قائمة قبل نصف قرن من الزمان على أقل تقدير، هذا إذا قامت". وهذا ما يفسر الصمت العربي الرسمي الواضح تجاه ما يحدث للعراق هذه الأيام.
لقد غسلت الأنظمة العربية أيديها من الموضوع منذ زمن، لأنها تعلم أن الذي يجري الآن على قدم وساق قد بدأ تنفيذه على نار هادئة بُعيد خروج القوات العراقية من الكويت. أما فكرة احتلال العراق وتقسيمه فربما تعود إلى خمسينيات القرن الماضي. وكم كان أحد الأصدقاء ثاقبي النظر على حق عندما قال لي بزفرة حزينة بعد سويعات من دخول القوات العراقية إلى الكويت إن العراق قد انتهى، وأتحداك أنهم سيقسمونه إلى كانتونات. لقد اعتبرت كلام صديقي وقتها ضرباً من المستحيل، خاصة أن غبار الحرب لم ينقشع بعد، لكن صاحبنا أدرك الملعوب من اللحظة الأولى.
ولو أردنا تشبيه الوضع العراقي الآن لشبهناه بالعلاقة الزوجية التي يقيمها الأوربيون مع النساء بشكل غير قانوني. فالرجل الأوروبي يمكن أن يعيش مع شريكة حياته ردحاً من الزمان، لكن دون أن يكون الزواج مسجلاً في دائرة النفوس. ويمكن أن نسميه بزواج الأمر الواقع، فما قيمة صك الزواج إذا كان الأمر حاصلاًً أصلاً على الأرض؟ وقد لا يجد المتزوج بشكل غير شرعي مانعاً من تثبيت الزواج في المحكمة فيما لو اضطر إلى ذلك. لكن المهم أنه يمارس حياته الزوجية بأوراق ثبوتية أو من دونها. وكذلك الأمر بالنسبة للعراق تماماً. لقد عاشت البلاد حالة تقسيم فعلي منذ عقد ونصف العقد تقريباً. ورأى المعنيون بالأمر أنه لا بد من تثبيت التقسيم شرعياً أو بالأحرى دستورياً، فوضعوا دستوراً جديداً ثبت الأمر الواقع قانونياً، فاستقل الاكراد في الشمال، وكذلك فعل جماعة إيران في الجنوب والوسط، والسنة في مناطقهم مرغمين طبعاً. وجاء الآن السناتور الأمريكي جوزيف بايدن ليعلن على الملأ المعروف مسبقاً.
ألا يعيش الأكراد مستقلين عن الحكومة المركزية في بغداد منذ "انقلابهم" على النظام العراقي بعد اجتياحه للكويت عام ألف وتسعمائة وتسعين باستثناء فترة وجيزة جداً دخلت القوات العراقية خلالها منطقة أربيل داخل منطقة الحظر شمال العراق بطلب من زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود البرزاني عام ألف وتسعمائة وستة وتسعين؟ بعبارة أخرى فإن تدخل حكومة بغداد المركزية بالشأن الكردي لم يتم إلا بدعوة وموافقة كردية. وما عدا ذلك فقد وفر الأمريكيون الحماية للأكراد كي ينعموا بالاستقلال التام عن النظام الحاكم. وكذلك فعلوا مع "أزلام إيران" في جنوب البلاد بعد تمرد عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين الذي أخمده النظام العراقي آنذاك بعد أن غض الأمريكيون الطرف عنه لأسبابهم الخاصة. لكن الأمريكيين عادوا، وحموا جنوب العراق الذي استقل بدوره فعلياً عن سلطة بغداد بعد أن انقطع حبل الود تماماً بين الرئيس العراقي وجماعة إيران إثر ما يسمى بـ"انتفاضة" الجنوب.
ألا تتذكرون ما عُرف بمنطقتي الحظر الجوي في جنوب العراق وشماله حيث كانت الطائرات الأمريكية والبريطانية تحتل فعلياً أجواء تلك المنطقتين، وتمنع تحليق أي طائرات عراقية فوقهما؟ وقد جاء الدستور العراقي الجديد ليشرعن تلك الخطوط الجوية، ويضعها موضع التنفيذ الفعلي.
واعتقد أن النظام العراقي السابق كان مدركاً لحقيقة التقسيم قبل أن يسقط على أيدي القوات الأمريكية عام ألفين وثلاثة. وقد وضع أحد الدبلوماسيين النقاط على الحروف عندما قال لي في بغداد قبل الغزو بسنتين إن: "صدام حسين لم يكن رئيساً للعراق منذ خروج قواته من الكويت، بل محافظ لمدينة بغداد وضواحيها وبعض المناطق الصغيرة الأخرى." وهذا صحيح طبعاً. فقد كان الشمال والجنوب خارجين عن نطاق سيطرته تماماً، ولم يكن يسيطر إلا على ذلك الجزء الذي اتهموه في الماضي بالتمرد أو بالمقاومة لقوات الاحتلال وحلفائها والتصدي للمخططات الحالية لتقسيم البلاد. بعبارة أخرى فإن الوضع الجديد ليس جديداً فعلاً، بل هو صدى لواقع قديم مستمر منذ اتفاق (خيمة صفوان) الذي تجرعه النظام مجبراً بعد إخراجه من الكويت.
حري بنا أن نعرف في ضوء مسلسل التقسيم المبين أعلاه إذن أن الأمريكيين لم يفكروا فجأة بتفتيت العراق إلى ثلاث دويلات بعد غزوهم له عام ألفين وثلاثة، بل رسموا المخطط منذ زمن بعيد وراحوا ينفذونه خطوة خطوة حتى اكتمل السيناريو بإخراج مسودة الدستور العراقي الجديد التي عكست الخلافات حولها الصراع القديم الجديد لتقاسم العراق وتفتيته، بدءاً بانقلاب الأكراد في الشمال، مروراً بتمرد الشيعة في الجنوب، وانتهاء بانتفاضة المثلث السني في الشرق والغرب.
أليس البكاء العربي الرسمي والشعبي إذن على العراق الآن وذرف الدموع على عروبته المغدورة ووحدته المهدورة ضرباً من النفاق والنحيب في الوقت الخطأ؟ إن المغدور قد قضى نحبه يا سادة يا كرام منذ زمن بعيد جداً بعلمكم جميعاً، وكان حرياً بكم أن تبكوا عليه عندما قطعوه إرباً إرباً قبل حوالي سبعة عشر عاماً، وليس الآن لمجرد أن سيناتوراً أمريكياً أخرج أوراق النعوة!! www.fkasim.com
fk@fkasim.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
الحقائق الأمريكية بالعراق تنكشف
افتتاحية
الراية قطر
مما لا شك فيه أن تصريحات الجنرال ريكاردو سانشيز القائد السابق للقوات الأمريكية بالعراق حول الوضع الراهن الامني بالعراق ووضع القوات الاجنبية ووصفه قرار الرئيس بوش بغزو العراق بأنه ورطة وكابوس يمثلان ضربة قوية للإدارة الأمريكية ومصداقيتها باعتبار أن هذه التصريحات جاءت من خبير عسكري ويعرف تماما الوضع بالعراق في كل كبيرة وصغيرة في كل المجالات خاصة العسكرية والامنية.
فهذه التصريحات والتي أقر فيها سانشيز بفشل الاستراتجيية الامريكية اعتراف صريح بفشل المهمة الامريكية بالعراق وأنه مهما سعت ادارة بوش لتعديل استراتيجيتها فإن الوضع قد خرج من اليد ولذلك فإن القوات الامريكية تعيش كابوسا لا نهاية له إلا الانسحاب العاجل لأن زيادة القوات كما أكد سانشيز تمثل محاولة يائسة لا تقبل الوقائع السياسية والاقتصادية لهذه الحرب التي ورطت فيها ادارة بوش امريكا.
ان اعتراف الجنرال سانشيز بالفشل يجب أن يمثل خط رجعة مهماً للادارة الأمريكية لتغيير سياستها تجاه العراق خاصة أن جميع الاستراتيجيات والخطط العسكرية والسياسية التي وضعتها منذ سقوط نظام صدام حسين لم تقد الا لمزيد من الفشل ومزيد من الدمار للعراق، فمثلما فشل الأمريكان في تحقيق اهدافهم نجحوا في تدمير العراق وتفتيته سياسيا واجتماعيا.
فمن الواضح أن الادارة الامريكية باتت عاجزة عن اتخاذ قرار ايجابي تجاه العراق وأن الأمر داخلها تحول الي صراع وسجال سياسي بين الديمقراطيين والجمهوريين ولذلك لم يجد العسكريون الخبراء امثال سانشيز الا الجهر بالقول الصريح والواضح عن حقيقة الوضع بالعراق وأنه بهذه التصريحات المثيرة قد كشف عورة السياسيين وعدم كفاءتهم لمواجهة استحقاقات العراق ما بعد صدام حسين.
فرغم أن تصريحات سانشيز لم تأت بجديد حول فشل الاسراتيجية الامريكية بالعراق والذي يعلمه الجميع امريكيين وعراقيين والمجتمع الدولي إلا أن مجرد صدور مثل هذا القول من خبير عسكري عمل علي وزن سانشيز الذي عمل علي رأس المؤسسة العسكرية الامريكية في فترة مهمة بالعراق يؤكد حقيقة الوضع القاتم للوجود الامريكي بالعراق ويؤكد ايضا مدي الورطة التي ادخل فيها بوش جيشه وشعبه والعراق والعالم أجمع.
ان الفشل الامريكي بالعراق كما اكد سانشيز تتحمله جميع الادارات الامريكية السياسية منها والعسكرية والأمنية والدبلوماسية والتي وضح أنها غير مؤهلة للتعامل مع مستنقع العراق ولذلك تسببوا في هذه الكارثة التي فشلوا في الخروج منها بأقل الخسائر بعد تدمير العراق وهو أمر وضح أنه لا يهم الامريكان في شيء.
من الواضح أن ادارة بوش رغم فشلها البين الا أنها لا تزال تخوض صراعا يائسا دون تحقيق أي نصر علي من تسميهم بالإرهابيين ولذلك فهي تعيش كابوسا لا تظهر له نهاية في الافق ولن تنفع معه زيادة عدد القوات او تغيير الاستراتيجيات إلا الانسحاب الفوري بالكامل وهو قرار مغيب حتي الآن.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
تركيا تواجه تصفيات حسابات التاريخ
عبد الحليم غزالي
الراية قطر
دخلت تركيا بامتياز دورة المزاج السياسي السيئ داخليا وخارجيا،وهي دورة تحل من آن لآخر كلما واجهت تفاعلات التاريخ أو الجغرافيا، غير أن هذه المرة تواجههما معا،حيث يترصدانها علي أكثر من جبهة في آن،مما أوقع تركيا، حكومة ومعارضة وشعبا تحت ضغط ربما يكون الأكبر منذ سنوات،خاصة أنه قد قاد إلي أكبر توتر في العلاقات مع الولايات المتحدة منذ عام 2003، والأخطر أن الأمور قد لا تقف عند التطورات الراهنة، والتاريخ هنا يعني قضية الأرمن، أما الجغرافيا فهي المشكلة الكردية، وإن كان لقضية الأرمن جانبها الجغرافي،وللمشكلة الكردية بعدها التاريخي،غير أن التاريخ يطغي في الأولي والجغرافيا أكثر وضوحا في الثانية!.
قضية الأرمن دخلت مرحلة الذروة بتصويت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي لصالح مشروع قرار يعترف بما يوصف بإبادة الأرمن علي يد الأتراك العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولي، وبالقطع هذا الاتهام تحول علي مدي سنوات طويلة من جانب الغرب لما يشبه بندقية قنص تطلق باتجاه تركيا لترويعها أو الضغط عليها عند اللزوم، والخطورة هذه المرة أنها تأتي من جانب أكبر حليف لتركيا، وفي حالة إقرار الكونجرس الأمريكي بمجلسيه للمشروع، فإن القضية ستدخل في مستوي آخر حيث من المتوقع أن يطلب الأرمن بتعويضات عن ذبح ما يقرب من مليون ونصف المليون شخص من أجدادهم وآبائهم حسب إدعاءاتهم ،وسيتحول الأمر إلي عبء خطير علي كاهل تركيا قد يصبح عقبة أمام انضمامها للاتحاد الأوروبي، وإذا فتح ملف التعويضات بمطالبات مالية لهذا العدد الهائل من البشر،فسيعرض استقرار تركيا السياسي والاقتصادي للخطر.
من هنا جاء رد فعل تركيا قويا وسريعا بسحب سفيرها من واشنطن، واستدعاء السفير الأمريكي في أنقرة لوزارة الخارجية لإبلاغه عدم الارتياح لموافقة اللجنة علي المشروع، بل ووصل الأمر لدرجة تهديد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بإجراءات أخري أشد في حالة إقرار الكونجرس للمشروع،قد تشمل منع الجيش الأمريكي من استخدام قاعدة إنجيرليك في جنوب تركيا، حيث تعد مركز التموين الرئيس لقواته في العراق،ولدي تركيا أوراق أخري منها الدور الذي تلعبه في ما يسمي بالحرب العالمية علي الإرهاب، الأمر الذي جعل الرئيس بوش وأركان إدارته يحثون المشرعين الأمريكيين علي رفض مشروع القرار، غير أن أعضاء الكونجرس خاصة الديمقراطيين تجاهلوا هذه المواقف، وهنا لابد من تأمل تأثيرات جماعات الضغط والمصالح الخاصة داخل الولايات المتحدة علي السياسة الخارجية الأمريكية،وعلي توجهات الكونجرس،فقد فضل المشرعون الاستجابة لتحركات اللوبي الأرمني الذي يخوض حربا بلا هوادة ضد تركيا منذ سنوات طويلة في إطار تصفية الحسابات التاريخية، في قضية خلافية، وكان من المنطقي أن ينتقد البيت الأبيض موقف المشرعين الذين فضلوا مكاسب انتخابية ضيقة تتمثل في نيل أصوات الأمريكيين من ذوي الأصول الأرمنية في أية انتخابات مستقبلية، علي مصلحة قومية تتمثل في الحفاظ علي حليف قوي يقدم الكثير من الخدمات الضرورية للولايات المتحدة.
ولعل أبرز ما كشفت عنه هذه الأزمة هو الضعف النسبي الذي أصاب العلاقات التركية الإسرائيلية في عهد حكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان ،ذلك أن تركيا استخدمت اللوبي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة وهو الأقوي علي الإطلاق بين جماعات الضغط والمصالح الخاصة في صد تحركات اللوبي الأرمني لإقرار قضية الإبادة المزعومة، غير أن حماة إسرائيل تناكصوا عن دعم تركيا،انطلاقا من رؤيتهم لترمومتر العلاقات المنخفض بين أنقرة وتل أبيب،أو ربما بإيعاز مباشر من الأخيرة،عقابا لأنقرة علي انتقادها للسياسات التي تتبناها تجاه الفلسطينيين،فضلا عن رفضها مساعدة إسرائيل في أي تحرك عسكري محتمل ضد سوريا كما أظهر احتجاجها علي انتهاك الأجواء التركية في الغارة الجوية الأخيرة.
ولعل ما زاد اشتعال الغضب التركي، أن الأمر ينطوي علي بعث لمسألة تاريخية في غير وقتها ودون مبرر،وكانت حكومة أردوغان قد بادرت العام الماضي إلي إبداء استعدادها لفتح الأرشيف العثماني أمام لجنة مؤرخين محايدة تحقق فيما جري للأرمن، بحيث يتم التعرف علي روايات الطرفين، إذ يقول الأتراك أن من قتلوا من الأرمن لا يتجاوز بضع مئات آلاف الأشخاص وأن من قتلوهم مسلحون في الأقاليم الشرقية من تركيا الحالية كانوا بعيدين عن سيطرة الدولة العثمانية وأنهم تصرفوا من تلقاء أنفسهم ردا علي خيانة الأرمن للدولة العثمانية وتحالفهم مع روسيا التي كانت في حالة حرب ضد هذه الدولة،كما يتهم الأتراك المليشيات الأرمنية بقتل عشرات الآلاف من الأتراك أو ما يصل لحوالي مائتين وخمسين ألف شخص وفق بعض المؤرخين، وتتعجب تركيا من رفض الأرمن وجمهورية أرمينيا المجاورة لهذا الحل التحكيمي.
أما فيما يخص المشكلة الكردية فقد وضع تصعيد حزب العمال الكردستاني لهجماته داخل تركيا انطلاقا من شمال العراق حكومة أردوغان في مأزق، خاصة أن هناك غضبة شعبية قومية تركية ضد الأكراد تغذيها أحزاب المعارضة، ويسايرها الجيش تحت قيادة رئيس الأركان الجنرال يشار بويك أنت الذي يبدو متعطشا لقتال المتمردين الأكراد داخل شمال العراق،علي الرغم من أن توغلا عسكريا تركيا هناك لن يقود إلي القضاء علي خطر هؤلاء المتمردين وربما لا يحد كثيرا من قدراتهم.
علي شن مزيد من الهجمات داخل تركيا، إذ يتوزع ما يقرب من ثلاثة آلاف متمرد علي كهوف وقمم جبلية، بحيث يبدو تأثير وسائل الحرب التقليدية من قوات برية وجوية وقصف مدفعي محدودا أما مسلحين يجيدون أساليب حرب العصابات،من كر وفر وتفرق في جماعات صغيرة يصعب مطاردتها، وسبق لتركيا القيام بالعديد من التوغلات في عهد الرئيس السابق صدام حسين ولم تنجح في تقزيم قدراتهم.
ولعل قرار أردوغان طلب الحصول علي موافقة من البرلمان للقيام بعملية عسكرية في شمال العراق، يعكس عدم قدرته علي مواجهة الضغوط الحزبية والشعبية، خاصة أنه سبق أن أبدي تحفظا علي شن مثل هذه العملية بسبب معارضة الولايات المتحدة لها نظرا لأنها تخشي أن تهدد استقرار شمال العراق الإقليم الوحيد شبه الهادئ في بلد متفجر العنف والصراعات.
والمشكلة الحقيقية أن أردوغان ومعه الكثير من العقلاء في أنقرة يدركون أنه لا حل عسكريا للمشكلة الكردية ذات الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعرقية المركبة، وحلها يستلزم تغيرا جذريا في ذهنية الأتراك و رؤيتهم للأكراد الذين يشكلون كتلة سكانية كبيرة تقدر بإثني عشر مليون نسمة علي الأقل في جنوب شرقي الأناضول، وبقاء المشكلة بلا حل مقبول يقوم علي تنازلات من الأتراك بشكل أساسي يستنزف تركيا في صراع بلا نهاية.
أغلب الظن أن القضية الأرمنية والمشكلة الكردية ستتفاعلان معا علي مسرح العلاقات الأمريكية التركية، لتظهر آثارهما في شمال العراق في صورة توغل عسكري محدود للجيش التركي، وربما تكون هناك مقايضة ما توقف هذا التحرك مقابل تعهد من إدارة بوش بمنع الكونجرس من التصويت لصالح مشروع القرار الخاص بالأرمن أو تأجيله لفترة طويلة، وفي كل الأحوال هناك احتمالات عديدة أخري،في ظل الطابع المركب لحسابات التاريخ والجغرافيا!ghazaly1@gmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
الفيدرالية ليست شراً
د. محمد بن ويدن
البيان الامارات
تقدم كل من السناتور الديمقراطي جوزيف بايدن والسناتور الجمهوري سام برون باك بمقترح مخطط إدخال النظام الفيدرالي على العراق كأفضل حل من أجل وقف سيل دماء الجنود الأميركيين في العراق والوصول إلى حالة من الاستقرار في ذلك البلد؛ مشروع القرار هذا حصل على تأييد مجلس الشيوخ الأميركي وبواقع 75 صوتاً مؤيداً مقابل 23 صوتا معارضا.
ورغم أن هذا القرار لم يكن قراراً ملزماً، إلا أنه لقي وابلاً من الانتقادات الرافضة له لاسيما من قبل القيادات العراقية لاسيما تلك التي في الحكومة.
ومن والقيادات العربية التي عبرت ردة فعلها عن تخوف مكنون من النظام الفيدرالي وكأنه نظام شرير لا يصلح لأن يطبق في العراق. للأسف أن ردة الفعل العراقية والعربية هذه كانت قاسية على فكرة الفيدرالية كنموذج للعراق ولم يقدم من خلالها منتقدي هذه الفكرة دلائل قوية تؤكد عدم صلاحية النظام الفيدرالي لدولة كالعراق سوى شعارات تحركها العواطف لا الوقائع.
هؤلاء المتوجسين من النظام الفيدرالي لا يدركون معنى الفيدرالية ولا أشكالها، وكأنهم يرون نموذجاً معيناً ولا يريدون أن يحتذون به. الفيدرالية في حقيقة الأمر ليست شيئا واحدا؛ فلدينا في عالم اليوم 25 دولة تتبع النظام الفيدرالي، لكنها جميعا تختلف عن بعضها البعض بشكل كبير في شكلها الفيدرالي المتبع، فالفيدرالية الألمانية ليست كالفيدرالية الأميركية، ولا الفيدرالية الروسية كالفيدرالية الهندية وليست الفيدرالية البرازيلية كالفيدرالية الإماراتية...
فالفيدرالية تنطلق من خصوصيات كل مجتمع وما هو مناسب له. فعندما يأتي الحديث عن إقامة نظام فيدرالي في العراق فإن هذا النظام لن يكون سوى تعبيرا عن حاجات المجتمع العراقي وخصوصياته.
ولعل خصوصية المجتمع العراقي المنقسم على نفسه بين طوائف وأعراق مختلفة أقرب في حاجته إلى إقامة نظام فيدرالي عن أية دولة أخرى. فالنظام الفيدرالي لا يصلح لمن ينتمون إلى طوائف وأعراق ومذاهب فكرية واحدة بل هو لمجتمع غير متجانس كالمجتمع العراقي الذي لا يمكن أن يدعي أحد بأنه وحدة واحدة متجانسة، فما بين الشيعة والسنة من اختلافات قائمة اليوم وإن كانت سياسية إلا أنها كبيرة جدا ولا يمكن لأي نظام حكم أن يزيلها، ولكن يمكن للنظام الفيدرالي أن يحد منها بدرجة أكبر عن أي شكل حكم آخر.
الفيدرالية لا تعني التقسيم كما يروج لها الكثيرون، فلو كانت الفيدرالية تعني التقسيم لقلنا إذاً أن الهند وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والبرازيل وسويسرا والنمسا وكندا واستراليا هي دول مقسمة، وهذا غير صحيح.
الفيدرالية تعني إقامة كيان سياسي يتم من خلاله تقاسم السلطة بين ما هو اتحادي يضم جميع أطياف الدولة الواحدة وبين ما هو محلي يضم الاختلافات المحلية القائمة في البلاد. فإذا كان هناك تقسيم للبلد فهو تقسيم إداري ليس أكثر، وتبقى البلاد وحدة سيادية واحدة بسياسة خارجية واحدة، وبسياسة دفاعية واحدة، وبسياسة نقدية واحدة، وبعلم واحد، ونشيد وطني واحد، ورئيس واحد، واسم واحد.
الفيدرالية كنظام سياسي تقف بين نظامين لا يمكن أن يتم تطبيقهما في العراق اليوم. فهناك نظام الدولة الوحدوية التي تسيطر حكومتها المركزية على جميع الشؤون الداخلية والخارجية كحال العراق زمن نظام صدام حسين، وهذا الشكل من الأنظمة لا يمكن أن يتحقق في العراق نتيجة للاختلافات الكبيرة القائمة في داخل المجتمع العراقي والتي تجعل كل طرف لا يثق في الطرف الآخر.
وهناك النظام الكونفيدرالي والذي يسعى إلى أن تكون الدولة الاتحادية فيه ضعيفة وتكون القوة الكبرى للمحليات. النظام الفيدرالي هو بين هذين النظامين، حيث إنه يدعو إلى إقامة دولة واحدة ذات نظام اتحادي واحد مع احترامها لسلطات وصلاحيات المحليات.
فالنظام الفيدرالي يقيم عدالة في التمثيل السياسي وبالتالي لا أعتقد أن هناك خوفا في العراق من هذا الأمر وإنما الخوف الدائر اليوم في العراق نابع أساسا من الخوف من مسألة تقاسم الثروة.
وهناك منطق في مثل هذا الأمر، فالعراق بلد نفطي ونفطه موزع بطريقة غير متساوية بين مناطق العراق المختلفة، فإقامة نموذج لنظام فيدرالي يقوم على إعطاء بعض الأقاليم ثروات أكبر على حساب الأقاليم الأخرى هو أمر مرفوض في فيدرالية العراق المنشودة وهو خط أحمر لابد من عدم تجاوزه لأنه بالفعل لن يؤدي إلا إلى تدهور الأوضاع في العراق. لكننا ذكرنا سابقا أن النظام الفيدرالي ليس له نموذجاً واحداً يقتدى به.
وبالتالي فإنه يمكن لكل دولة والعراق في هذا الخصوص أن يضع الضوابط الخاصة بتوزيع الثروة النفطية بحيث يكون ذلك التوزيع عادلا ومتساوياً بين الأقاليم المختلفة حتى لا يستأثر طرف على الطرف الأخر؛ ويكون ذلك بالطبع في جعل الثروة النفطية من مسؤولية الطرف الاتحادي لا مسؤولية الأطراف المحلية وهو ما لا ينافي روح النظام الفيدرالي بالطبع.
صحيح أن النظام الفيدرالي ليس أفضل الأنظمة على الإطلاق حيث إنه لا يوجد هناك نظام نستطيع أن نقول عنه إنه أفضل نظام حكم بالشكل المطلق، لكننا نرى أن كل دولة لها خصوصيتها التي تجعلها أكثر تناسبا مع نظام دون غيره، والعراق بحالته الحالية هو نظام أقرب إلى أن يتناسب مع النظام الفيدرالي عن أي نظام آخر.
وحتى الدول المركزية الواحدة نجدها تميل اليوم إلى استخدام عناصر الفيدرالية في تسيير شؤون البلاد، فالصين دولة ليست فيدرالية ولكن الاختلافات العرقية والمذهبية جعلت من الحكومة الصينية تتبنى منهج منح المقاطعات نظام الحكم الذاتي، وهذا عنصر من عناصر الفيدرالية التي تجعل المحليات تتولى تسيير أمورها اليومية بذاتها مع مباشرة الحكومة المركزية على الأمور السيادية الهامة كالدفاع والأمن والثروة.
فأولئك المنتقدون للنظام الفيدرالي للعراق لم يقدموا وللأسف الشديد بديلاً عن الفيدرالية كنظام يمكن أن يطبق بنجاح في العراق. الفيدرالية ليست شرا على الإطلاق، ولكن الشر هو أن تحكم على الأمور من منطلقات ضيقة جدا وبعيدة كل البعد عن مستقبل العراق الذي يجب أن يكون للجميع وليس لفئة أو طائفة أو عرق على حساب فئة أو طائفة أو عرق آخر؛ صحيح أن هناك مخاوف للبعض من إقامة نظام فيدرالي في العراق لكن مثل تلك المخاوف يمكن تجاوزها بتطويع النظام الفيدرالي لحالة العراق. binhuwaidin@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
إعادة رسم خرائط المنطقة .. العراق منطلقا
محمد صادق الحسيني
البيان الامارات
قرار تقسيم العراق الكارثي بهدف تقطيع أوصاله وجعله جرس إنذار جديد لكل من يتجرأ على التمرد على القرار الأميركي من الحلفاء والأصدقاء، مهما قيل عنه انه غير ملزم! إلى قضاءات الصدام اللبناني الذي تروج له وترعاه الإدارة الأميركية بسبب الفيتو العلني الذي تضعه على الرئيس التوافقي، إلى أجواء مؤتمر خريف «السلام الشرق أوسطي» المفخخ إسرائيلياً، إلى حالة الاستقطاب المفتعل مع إيران على خلفية مدرسة غوبلز الهتلرية من الكذب المجاني المستمر حتى يصدقك الناس! ثمة أجواء مكفهرة تجتاح السماء العربية والإسلامية يبدو أنها كتب لها أن تستمر معنا إلى نهاية خريف المحافظين الجدد والذي سيكون طويلاً ومملاً، لكنه سيكون متعباً أيضاً لمن لا يحسن قراءة القرائن والمعطيات على تراجع الأحادية الأميركية الحاد وفي طليعتها حيثيات الفشل الأميركي الموغل في مستنقع العراق! أصحاب الذاكر ة القوية يتذكرون جيداً أننا قلنا لمن يهمه الأمر من العراقيين الذين كانوا وقتها يعلنون ـ في الظاهر على الأقل ـ رفضهم للأجندة الأميركية بخصوص غزو العراق واجتياحه العسكري الفج بحجة أسلحة الدمار الشامل الملفقة، نعم قلنا لهم إن أية تغطية لهذا الغزو والاجتياح مهما كانت المصالح الحزبية بل حتى «الوطنية» التي تبحثون عنها إنما ستؤدي لا محالة بالعراق وبكم إلى «عسكرة» ليس فضاءات العراق الداخلية وتحويله إلى ساحة صراع لميليشيات لا يعرف أحد كيف ستنبع مثل الفطر.
ومن ثم إلى تمزيق العراق إرباً إرباً، بل إنكم ستفتحون العراق على مصاريعه مضطرين ومجبرين إلى كل أشكال التدخل الخارجي الفج أمنياً واستخباراتياً وعسكرياً ولن تتمكنوا بالتالي مهما اعتمدتم على ما تسمونه ب«التذاكي» على الأميركان . ـ كما كان ولا يزال يتفلسف جهابذة «الحركة الإسلامية» ـ التخلص من مأزق ونفق الاحتلال والعسكرة والتقسيم والتبعية للخارج لمجرد أنكم كنتم يوماً وطنيين وتعتقدون أنكم أذكياء بما فيه الكفاية للخروج من شرنقة تشابك المهمات بينكم وبين المحتل وتالياً تحرير أنفسكم مما اضطريتم للقبول به قسراً كما تقولون والذي كنتم ولا تزالون تصرون على تسميته ب«تقاطع المصالح» مع الأميركي! وقتها قلنا لأكثر من زعيم ديني وزمني عراقي معارض إن الأميركيين لهم أجندة طويلة عريضة ومعقدة ومتشابكة للمنطقة لن تقبل بأقل من تأمين مفتاح التحكم بوصول النفط بشكل سلس إلى الإمبراطورية الأميركية وإلى ضمان أمن إسرائيل، وبالتالي فإن واشنطن والمحافظين الجدد أكثر تحديداً ليسوا «جمعية خيرية» لإزالة الديكتاتوريين وإشاعة الديمقراطية والدفاع عن حقوق المرأة والطفل والرجل العراقي أو غير العراقي ونشر الحريات في العالم!
وقتها غضب أكثرهم وحنق وكتب الرسائل وأصدر البيانات ضدنا واتهمنا بشتى الاتهامات بالرغم من تاريخنا الناصع والمعمد بالدم في مقاومة ومناهضة الديكتاتورية والاستعمار والتبعية، فقط وفقط لأننا قلنا لهم يومها: بأي وجه ستقابلون شعبكم عندما يسيل دمه أمامكم على يد المحتل الذي سيمعن في التقتيل والذبح لأبناء العراق .
ولن يرحم أحداً وإن آخر همه حرية العراقيين ونظامهم الديمقراطي العتيد! في الوقت الذي قبلتم ان يكون في صفوفكم من صرح علناً يومها «بأن اليهود سيكونون درة التاج العراقي» فيما ذهب آخر ليقول بكل وقاحة «بأن أصوات القنابل التي تسقط على بغداد أجمل سيمفونية سمعها في حياته» وأنتم تعرفون من نقصد وأين أصبح مصير أمثال هؤلاء!
لم نكن يوماً نقرأ في الفنجان ولم ندع علم الغيب ولم نكن كذلك نوابغ! فقط وفقط لأننا قرأنا التاريخ بشكل صحيح ونريد أن نقرأه لكم اليوم على الطريقة نفسها قبل فوات الأوان ولأن العرب والمسلمين من دول الجوار المباشر وغير المباشر معنيون هذه المرة أيضاً ولكن بشكل مباشر وسريع أيضاً!
إن كل العلائم والقرائن والمعطيات التي بين يدي من يقرأها من العقلاء تفيد بأن الأميركيين لاسيما من المحافظين الجدد الحالمين بإنقاذ مشروعهم الإمبراطوري العالق بطين قاع المستنقع العراقي لا يهدفون من وراء كل الضوضاء الذي يثيرونها من حول تحركاتهم ومهرجاناتهم الخريفية وما بعد الخريفية، سوى تصدير الفشل العراقي المحقق إلى سائر دول الجوار القريبة والبعيدة، لأنها الفرضية الوحيدة التي تجمد هزيمة بوش الكارثية وحوارييه في العراق وتدير فشلهم هناك إلى حين انكشاف العهد الأميركي الجديد!
لقد بدأوا اللعبة في لبنان وها هم يريدون تطويرها واشاعتها على مستوى العالمين العربي والإسلامي ويبحثون عن تغطية عربية لها في مؤتمر التطبيع المجاني الخريفي مقابل إنهاء الصراع وليس مقابل الأرض بالتأكيد، لكنهم سرعان ما سينقضون على الدول العربية والإسلامية الكبرى الواحدة بعد الأخرى بمشاريع التقسيم الجاهزة .
والتي لن تستثني أحداً، نعم من إيران وتركيا وباكستان مروراً بالسعودية وصولاً إلى مصر فضلاً عن سوريا، والخرائط والمخططات والدراسات جاهزة، المهم أن نقرأها اليوم وبعيون مفتوحة لأن غداً سيكون متأخراً جداً، حتى لا نكون مصداق الحديث الشريف: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»!
يقول مازن مكية وهو منشق من حزب الدعوة العراقي مؤخراً: «إن السياسيين العراقيين يفسحون مجالاً رحباً لتدخل الآخرين.. عندما أخفقوا في ممارسة أداء إيجابي، مهملين المصلحة الوطنية العليا، وانهم ساهموا في هدم الأسوار التي تحصن السيادة العراقية»!
بعد أربع سنوات ونصف ها هو شاهد من أهلها ينبه مما قد حذرنا منه مبكراً، أم سجاد وهي زوجة كريم خلف ـ مرافق نائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي والذي لم يخبرها أحد بأن الذي قتله ليلة عيد الميلاد إنما هو كاوبوي أميركي مخمور حتى الثمالة، إلا بعد انكشاف فضيحة بلاك ووتر ـ تقول: «إن مال العالم كله لا يستطيع أن يعوضني عن زوجي.. إن حارس بلاك ووتر يجب أن يعاد إلى العراق ويحاكم في بغداد.. وإن المجرم في الحقيقة تم تهريبه إلى خارج العراق من قبل مسؤولين أميركيين»!
في هذه الأثناء ثمة جدل سخيف ومهين يدور في أروقة الدوائر الدبلوماسية والسياسية العراقية والأميركية حول «سعر» أو ما يسمونه «دية» كل قتيل وقع في مجزرة ساحة النسور التي كشفت في الواقع حقيقة جيش بول بريمر السري وسماسرة القتل المجاني من أعضاء شركات الأمن الخاصة التي لا تخضع لمحاسبة أحد في الدنيا كلها والذين يفوق تعدادهم الجيوش المحتلة رسمياً للعراق باعتراف وسائل الإعلام الأميركية،.
والذين يتفاخرون في تدعيم وتعزيز الأمن والاستقرار في العراق من خلال عدد الإصابات المحققة! والتي آخرها وليس أخيرها القتيلتان البريئتان المدنيتان أوهانيس ـ وهي أم لثلاث بنات ـ ورفيقها في محلة الكرادة في بغداد فقط وفقط لأن سيارتهما اقتربت أكثر مما هو مسموح به في أعراف الكاوبوي من شركة يونيتي ريسورسز «للتنمية الدولية» للأمن الخاص!
تستحضرني هنا وعلى عجالة واقعة معبرة جداً وهي إقرار نظام الشاه البائد لقانون حماية المستشارين والأمنيين الأميركيين من الملاحقة القضائية الإيرانية في بداية الستينات وإلحاقهم بمعاهدة فيينا الشهيرة، الأمر الذي دفع بالزعيم الديني المعارض آنذاك الإمام الخميني إلى تفجير ثورة الاستقلال الوطني الشهيرة الأولى والتي أدت إلى اعتقاله ونفيه خارج البلاد عندما طالب الشعب الإيراني من خلال خطبته المزلزلة بإعلان الحداد العام في البلاد، قائلاً في جملة ما قال يومها ما مضمونه:
«إنهم يبيعون الوطن والبلاد وكرامة شعب بأكمله بثمن بخس.. أي من أجل تأمين قرض مقداره مئتي مليون دولار.. مقابل أن يصبح شاه البلاد مرشح للمحاكمة في أميركا إذا دهس كلباً أميركياً، في الوقت الذي إذا ما دهس فيه كلباً شاه البلاد أو إذا ما أقدم حمّال أو خادم أميركي على اغتيال مرجعكم الديني لا يحق فيه للمحاكم الإيرانية التدخل أو قول كلمتها»!
إنها لمفارقة عجيبة أن نعيش ونشهد ما يحصل من إهانة لأمة بأكملها من خلال ما يحصل للعراق المستباح في كل ساعة تمر علينا، والعالم ساكت على الجريمة إن لم يكن متواطئاً، والطبقة السياسية العراقية التي هدمت أسوار السيادة العراقية بأيديها وأيدي الأميركيين كما يقول شاهد من أهلها وهو مازن مكية «ومشغولة بتلطيف أو تغليف مشاريع التقسيم للعراق إن لم تكن راضية ومتواطئة مع مشروع جوزيف بايدن لتقسيم العراق كما يتهمها شهود آخرون، على غرار ما حصل مع مشروع «اتحاد الدول العراقية» الذي سبق أن روج له ما يسمى ب«صندوق السلام الأميركي»!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
برابرة القوة وتقسيم المنطقة
محمد خليفة
الخليج الامارات
الأمة العربية تعاني التفكك والاحتضار على ساحة الحياة الجغرافية، جسد مسجى على طاولة التشريح كالفريسة المغمورة بالدم بعد الذبح والطعن والتنكيل والتدمير، بسبب طغيان البرابرة رعاة البقر الظالمين الذين جاؤوا من أقصى الأرض بقصد التسلط واستغلال ونهب اقتصادات المنطقة، وامتهان مشاعر أبنائها، وتقسيم أرضهم حتى تموت الحياة في وجدانهم.
وكانت خاتمة المطاف قرار مجلس الشيوخ الأمريكي القاضي بتقسيم العراق إلى ثلاث دول طائفية كردية وسُنية وشيعية، الذي تقدم به السيناتور الديمقراطي جوزيف بيدن المرشح للبيت الأبيض. وجاء هذا القرار المأساوي في حقبة العبث واللامعقول، استناداً إلى منطق اللا منطق واللا قانون، وتعامل مع اللامكان بدلاً من المكان والزمان، وأسقط الحق والعلة والمعلول. فهذا المشروع المريب عبارة عن مسرحية تنتهي من حيث تبدأ، هدفها تفتيت هذه الأمة، ولا تقدم حلاً للعراق، ولا يبررها دافع ولا يفسرها منطق حتى، ولو كان توفير أرضية سياسية لانسحاب القوات الأمريكية.
والواقع، أن هذا القرار يفصح عن جوهر التوجه السياسي الأمريكي في المنطقة العربية، وهو توجه قائم على أساس إعادة صياغتها وتقسيمها على أساس طائفي وعرقي، لتوفير الغطاء لتواجد أمريكي طويل الأمد فيها، ومن أجل حماية أمن ووجود “إسرائيل”.
والمشكلة الأدهى والأمرّ أن المشروع العربي بات غائباً بالكلية بعد تنازع الدول العربية حول الأولوية في الصراع. فهل الأولوية هي محاربة “إسرائيل”، أم الأولوية هي الحرب المذهبية؟ وتعمل الولايات المتحدة على تعميق الانقسام في وجهات النظر بين العرب لتسهيل تمرير مشروعها التدميري، الذي لن تسلم منه ولا دولة عربية واحدة. فمنذ أن غزا العراق الكويت عام ،1991 تنبّهت الولايات المتحدة إلى وجود دولة كبيرة وقوية مثل العراق على مشارف منطقة الخليج المهمة جداً بالنسبة للولايات المتحدة، ولذلك قررت تحطيم هذه الدولة. وبعد إخراج القوات العراقية من الكويت بالقوة عام ،1991 طبقت الولايات المتحدة خطة لتقسيم العراق، حيث فرضت منطقتي حظر طيران في جنوب العراق وشماله، ومنعت الحكومة العراقية من ممارسة سيادتها الكاملة على هاتين المنطقتين، من خلال تنفيذ الطائرات الأمريكية والبريطانية طلعات وهجمات يومية ضد المؤسسات والمنشآت التابعة للحكومة العراقية في المنطقتين، حتى تم إضعاف سيطرة الحكومة العراقية على شمال العراق وجنوبه، مما أسس لخطة التقسيم القادمة بتهيئة نفوس العراقيين لتقبلها.
وعندما شنّت الولايات المتحدة عدوانها الشامل على العراق عام ،2003 بدأ التنفيذ الفعلي لخطة التقسيم. وتجلّى ذلك في القرارات التي اتخذها الحاكم الأمريكي بول بريمر والمتعلقة بحلّ الجيش العراقي، وحلّ حزب البعث، وتشكيل ما كان يسمى “مجلس حكم” على أساس طائفي وعرقي. ومن ثم أُطلقت عصابات مجهولة راحت تعيث فساداً، وتقتل الأبرياء من الشيعة والسُنة والأكراد في الأماكن المختلطة، ولاسيما في بغداد ومحيطها، بهدف إحداث الفصل الطائفي والعرقي داخل الأقاليم الثلاثة. وقد أصبح في العراق اليوم، وبفعل نشاط تلك العصابات المجهولة الهوية، نحو ستة ملايين نازح عن أرضه وبيته. وهؤلاء النازحون من الشيعة والسُنّة والأكراد، يقدمون أوضح مثال على أن خطة التقسيم قد قطعت مرحلة طويلة، وأن الراعي الأمريكي لها قد أجاد التنفيذ. وعندما أصبح التقسيم واقعاً يعيشه العراقيون بشكل يومي، كان من المفترض أن تُصدر الولايات المتحدة قراراً بالإعلان عن ولادة الدول الثلاث التي ستقام مكان دولة العراق. ومن هنا جاء هذا القرار الخاص بالتقسيم عن الكونجرس الأمريكي.
لكن طالما أن الذي تقدم بهذا القرار هو السيناتور جوزيف بيدن من الحزب الديمقراطي، فإن ذلك يعني أن الولايات المتحدة ستستمر في وجودها العسكري في العراق إلى حين انتهاء حكم الرئيس جورج بوش، ومن ثم سيأتي بعده رئيس من الديمقراطيين يتولى تطبيق قرار الكونجرس بالتزامن مع سحب الجيش الأمريكي من العراق، كما فعلت بريطانيا مع الهند. فمع إعطائها الاستقلال عام ،1947 قامت بريطانيا بشقّ الهند إلى دولتين، واحدة للهندوس، وأخرى للمسلمين بدعوى أن الطائفتين لا تستطيعان العيش سوية، مع أنها استعمرت الهند نحو مائتي عام، وخلال هذا الاستعمار الطويل لم تكن تجد مشكلة في التعامل مع الهندوس أو مع المسلمين. وبالتالي، فإن تقسيمها للهند كان بهدف إضعافها وخلق عداء دائم بين الدولتين الوليدتين، وهذا ما حدث، ولايزال يحدث إلى اليوم. والآن، وتحت مسمى الخوف من الحرب الطائفية والعرقية بين أبناء الشعب العراقي، تقوم الولايات المتحدة بتدمير العراق وإنشاء ثلاث دول طائفية وعرقية فيه. فهل يعتبر العرب مما يجري، أم يصدق عليهم المثل القائل:”ما أكثر العبر وما أقلّ الاعتبار”؟ medkhalifa@maktoob.com . ww.mohammedkhalifa.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
العراق : تحولات المقاومة
جابر حبيب جابر
الشرق الاوسط
في كل المقاومات التي عرفها عالمنا المعاصر تحدث تغيرات أثناء السفر الطويل لتلك الحركات وهي تناهض وتقاتل عدوها وتنازل خصمها، لكن هذه التغيرات لا تبعد عن أن تكون افتراقا حول الاستراتيجية الموصلة نحو الهدف، الذي انبثقت من اجله هذه الحركات واستدعى منها حمل السلاح، فغالباً ما يبرز عند منعطف مفصلي جناح يدعو ويفضل الخيار السياسي أو التفاوض، بعد أن يكون قد استجمع أوراقا ضاغطة زودته بها مسيرة كفاحه المسلح، ومرتكزاً على الاتساع المطرد للقاعدة الشعبية المنحازة إلى مشروعه، ومن كونه أصبح رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في أي تسوية للوضع، لكن أن تستدير المقاومة مئة وثمانين درجة وتتحالف مع المحتل، الذي نشأت وطالما نظرت وأدلجت وشرعنت لمقاتلته، فإن هذا من العجائب التي لم تحدث إلا في العراق، وتضيف غرائب للمشهد السيريالي للوحة الواقع العراقي.
أين كان هذا النضج طيلة الأربع سنوات، الذي ظهر الآن واستدعى الانقلاب على القاعدة ومقاتلتها من قبل بعض الفصائل المسلحة، وكذلك الانقلاب عليها من البيئة الحاضنة، هل من مدع بأنه ضلل أو اختل لديه الحساب وفاته القياس أو عازه نفاذ البصيرة، في حين كان حتى السطحي منها كافياً، حيث تجارب القاعدة وتنويعاتها المستمدة من السلفية الجهادية وسمت في حروبها زمننا الأخير وتركت مخلفات خرابها على تضاريس عالمنا الإسلامي، وفي صدارته العربي، واخرها تسببها بإسقاط دولة «النموذج» في أفغانستان التي ذهبت «لنصرتها»، ام كان ينقصنا تجريب المجرب للإدراك بان لها مشروعها الخاص المتجاوز لكل ما هو وطني، والممتد في جغرافيته وأهدافه خارج حدود الكيانات والمرتد في نموذجه إلى قرون بعيدة، أم ظن بأنها بندقية للايجار أو فريق إنقاذ، أو هي من السذاجة لتكون ورقة ضمن أوراق الآخرين التفاوضية، أو هي تستدعى بغية تضخيم القوة مقابل الخصوم، وبعد ذاك تصرف مشكورة راضية من الغنيمة بالإياب، أو هي أداة لاستعادة ملك مفقود؟
أم أن هذا التغيير استدعته إعادة ترتيب سلم الاولويات وتغير خريطة التحالفات، نتيجة الاكتشاف أخيراً بان الخطر الإيراني هو الأشد وان احتلاله سيكون الأطول عمراً والأصعب تخلصاً، وبالتالي لا ضير بل ضرورة التحالف مع الامريكان لمواجهته، لا شك أن ذلك إن قبل يؤشر لأشياء عدة. أولها ان إيديولوجية «المقاومة» لا تنفك تبحث لها عن عدو، وان لافتة الجهاد يجب أن تظل مرفوعة وان تغيرت اتجاهاتها، وثانيها أن ذلك استمرار لنفس التوظيف الساعي لاستثارة واستدراج الدعم العربي المتخوف من التمدد الإيراني، وثالثها أن نظرية «العدو الخارجي» توفر اسمنتا لاصقا بين الجماعات المتشرذمة والمتفرقة وتوحدها تحت الخوف والاضطرار، ورابعها أنها توظف كمبرر للارتداد عن منهج مقاتلة المحتل، بل والذهاب للتحالف معه.
لا ريب بأن النفوذ والخطر الإيراني بين ولا يمكن إغفاله أو التقليل منه، ولكن هل هو قدر العراقيين أن يكونوا رأس سهم في خوض حروب الآخرين وتطمين مخاوفهم، ثم من أوكل لهم هذا الدور الذي يذكر ويشي بامتداد عقلية النظام السابق، التي طالما طرحت نفسها كوكيل للقوى الدولية والإقليمية لموازنة قوة إيران، في حين أن هذا الطرح يتغافل عن المسبب في هشاشة الوضع العراقي، التي أسهمت الجماعات المسلحة بإحداثها، وهو الأمر الذي سهل النفوذ الإيراني ويديم كل النفوذ، كما أنها هي نفسها عندما استقوت واستنجدت بالخارج لإمدادها بالعدة والرجال فان ذلك بديهياً يدفع الطرف الآخر لاستقدام ظهير خارجي، الذي لن تكون مساعدته بلا أثمان، لذا فالاستقرار هو وحده ووحده الكفيل بإيقاف النفوذ الأجنبي وليس تغيير وجهة ماسورة البندقية.
الا ان هذا الدوران والعودة إلى البدء يدفع أسئلة مريرة، ألم نكن في غنى عن كل ذلك، وألا يستحق الشعب الذي خرج من حقبة دكتاتورية طويلة وحروب عبثية أن يعطى فرصة العيش، وان يسأل قبل زجه مجددا في دوامة الموت، فما جدوى المقاومة عندما يصبح وجود الوطن ومستقبل بقائه على كف أقدار، وأبناؤه نهبا للتشرد ومقدراته للضياع، والمحتل الذي أريد طرده يعود مطلوباً كحماية وعزل وعامل تطمين بين أبناء البلد المنقسمين المتقاتلين، فهل هذا خطأ حسابات أم حسن نوايا، ربما هو كذلك لجزء من المقاومة التي اندفعت بوازع ديني ودافع عقائدي وبمشروع وطني وبمبررات أخلاقية ولكنه ليس كذلك لباقي اجزائها التي خطفت المشهد المقاوم وأخذته إلى لانهايات عقلانية، فالأمر عندها انقسم وتداخل إلى عدة مشاريع، اولها بني على سياسة تخادم وحرب بالاستنابة عن دول إقليم حفزت ودعمت من اجل إرباك الوجود الامريكي في العراق وهاجسها إفشاله لكي لا تكون أنظمتها محطة الاستهداف التالية، وأيضا لدرء استحقاقات الإصلاح التي هبت على أنظمة أخرى، وكذلك لإفشال نموذج أريد له أن يكون موضع استقطاب وتمثل من شعوب المنطقة وان يكون بقعة الزيت التي تتسع لنشر الديمقراطية في بحرها، والثاني أنها عادت تجارة مقاومة، تستدرج الدعم المالي الخارجي المتعاطف والمضلل بمشروعها وتستنزف الداخل عبر دائرة استثماراتها القائمة على الاتاوات والتهريب والاختطاف وحصص المشاركة الحمائية في مشاريع الاعمار، وثالثها إنها مشروع نفوذ وهيمنة مبتدئاً على المستوى المناطقي ومنتهياً بكونه صراع سلطة على المستوى الوطني، فمن بين 1400 عملية انتحارية بحزام ناسف وعربة مفخخة، وهي تفوق مجمل العمليات الإرهابية في عموم العالم للعشرين سنة الأخيرة، لم تكن حصة القوات الامريكية منها إلا الربع، فهي لا تسعى حتى للانتقام من الامريكان بقدر ما تسعى لزيادة الهوة والفرقة والانقسام بين العراقيين أنفسهم ولزيادة التوتر بين طوائفهم المختلفة، بجانب هدفها لزعزعة الثقة بين الحكومة والشعب وإيقاعها في حالة من الشلل، عبر استراتيجية جعل البلد غير قابل للحكم، فمشروع المقاومة هنا لا ينتهي حتى تصبح هي السلطة وعند ذاك تنتج مقاومة أخرى!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
حكومة الكوليرا
عبد الجبار الجبوري
السياسة الكويت
يخيل للمرء أنه يعيش زمن الأوبئة والأمراض الطاعنة والفتاكة التي تنخر جسد البلاد سياسيا وجسديا, فعلى الصعيد السياسي والحكومي تعاني الحكومة من مرض الطائفية السياسية التي تعد أشد فتكا في تمزيق وحدة الشعب العراقي المتماسكة منذ آلاف السنين وقد غرس (سياسيو العراق الجديد) هذا المرض في الجسد العراقي المحتل منذ تشكيل (مجلس الحكم) على يد الحاكم المدني (بريمر) سيء الصيت, وظل يستشري وينتشر في أنحاء معينة من البلاد في حكومات لاحقة أثبتت طائفيتها المقيتة في فرق الموت وحملات الاغتيالات والتصفيات والتهجيرات على يد ميليشيات طائفية وحزبية نافذة تشرف عليها وتمولها دولة جارة تدعي (الإسلام), وصولا إلى (حكومة المنطقة الخضراء) التي مارست أقصى درجات الطائفية في تهجير ملايين العراقيين وقتل مئات العلماء والأطباء والصحافيين ورجال الدين ورؤساء العشائر ممن يعارضون الاحتلال الأميركي وعملائه, حتى انكشفت عورة (الحكومة) كلها وانسحبت الكتل السياسية التي عانت (الأمرين) داخل كتلة الائتلاف الشيعي الموحد نتيجة الإقصاء والتهميش والتسويق والطائفية وتنفيذ أوامر وأجندات (إيرانية) ورافق هذا انسحاب وزراء كتل أخرى من الحكومة وأصبحت حكومة عرجاء مشلولة لاتستمع إلى رأي الشعب والكتل السياسية والبرلمانية وزادت في (طائفيتها) أن شكلت تحالفا رباعيا يضاف إلى (منجزاتها) في دستور ناقص وانتخابات مزورة مستخدمة أقصى درجات القسوة والانفراد السلطوي والتي أسميها (الدكتاتورية الطائفية) وبات العراق يعاني نزيف الدم المراق في شوارعه ليل نهار بفعل هؤلاء السياسيين الذي يسندهم المحتل الأميركي ويغذيهم لتمزيق البلاد وقتل العباد لزمن قد يطول!! أليس مرض (الدكتاتورية الطائفية) الذي زرقته (حكومة المالكي) في وريد العراق هو الأشد فتكا في تاريخ العراقيين والعراق, فماذا ينتظر العراقيون?!.. بعدها ظهرت أولى تباشير هذا (المرض) الذي يسمى (الكوليرا) في شمال عراقنا الحبيب واستشرى برعاية ودعم حكوميين واضحين وعدم اكتراث مقصود في محافظتنا الجريحة التي تقاوم المحتل وأذنابه بكل شراسة دون أن يرف لها جفن, فإحصائيات منظمة الصحة العالمية تقول أن هناك(15000 ألف) إصابة في السليمانية و(1500) في كركوك و(500) في أربيل وهكذا يداهمنا الموت على شكل (كوليرا) وحرس وطني وميليشيات ومارينز أمريكي وبيشمركة ويظهر (المالكي) ليقول للعالم هو وسيده بوش بأنهم حققوا إنجازات تاريخية في العراق!!.. ونقول لهم نعم لقد حققتم إنجازات تاريخية لم يسبق للتاريخ أن شاهد مثلها في طريقة تدمير الشعوب وقتلها ومحو هويتها القومية والتاريخية وطمس معالمها الحضارية والدينية وقتل رموزها الوطنية وتدمير بنيتها الاجتماعية وإحراق دولتها وتحويلها إلى رماد وفجائع وخرائب مهجورة... هذا هو (العراق الجديد) بأبشع صوره في زمن (الدكتاتورية الطائفية), كل هذا يجري في العراق بلد الحضارات والمعرفة, بلد التاريخ العريق بلد الحرف الأول والموسيقى الفارابية, وبلد حمورابي ومسلته التاريخية وجنائنه المعلقة التي تطل على التاريخ, وزقورة أور التي أوت نبينا إبراهيم (عليه السلام) وبلاد سومر وأكد وآشور, بلاد تفيأت تحت ظلال نخيلها كل البلدان والحضارات ... أقول كل هذا المجد الباذخ والعالم يغمض عينيه عن جرائم الاحتلال وعملائه التي يراها بالصورة والصوت على فضائياته لحظة بلحظة.. إنه زمن العبودية والانحطاط الخلقي.. زمن الرذيلة السياسية.. إنه زمن (الكوليرا) السياسية التي باتت متوطنة في قلوب مروجيها قبل أن تنتشر في جسد البلاد.

صحيفة العراق الالكترونية الاخبار والتقارير الأحد 14/10/2007


نصوص التقارير والاخبار
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
1
رايس تدعو تركيا لضبط النفس بشأن شمال العراق
وكالة الاخبار العراقية
قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس يوم السبت انها حثت تركيا على الامتناع عن القيام بعملية عسكرية كبيرة في شمال العراق في الوقت الذي تزايد فيه التوتر بين البلدين عضوي حلف شمال الاطلسي.وقالت رايس التي تقوم بزيارة لموسكو للصحفيين عن المحادثات التليفونية التي أجرتها يوم الجمعة مع الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الخارجية الاتراك "دعوت لضبط النفس".وتوجه مسؤولان أمريكيان كبيران الى تركيا في محاولة لتخفيف التوتر بعد أن وصف مشروع قرار للكونجرس قتل الارمن على يد العثمانيين عام 1915 بأنه إبادة جماعية.ويعتقد بعض المحللين أن الموافقة على القرار قد تضعف نفوذ واشنطن لكبح تركيا وتزيد احتمال أن تشن تركيا عملية توغل الى شمال العراق لسحق المتمردين الأكراد.وقالت رايس انها أبلغت المسؤولين الأتراك "أننا جميعا لنا مصلحة في أن يكون هناك عراق مستقر وأن أي شيء يزعزع الاستقرار هناك سيكون ضارا لمصالحنا."وأقرت رايس بوجود توتر بعد أن صوتت لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب الامريكي على وصف قتل الارمن بأنه إبادة جماعية. وقالت ان ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش ستواصل الجهود لمنع صدور القرار من مجلسي الكونجرس.وأضافت للصحفيين "انه وقت عصيب..ليس وقتا سهلا بالنسبة للعلاقات وكان الأمر متوقعا تماما."وتوجه دان فرايد مساعد وزيرة الخارجية الامريكية واريك ايدلمان وكيل وزارة الدفاع الى أنقرة من موسكو حيث كانا برفقة رايس.ونسبت شبكة (سي.ان.ان) التلفزيونية التركية الى ايدلمان القول لدى وصوله انه وفرايد يزوران تركيا للتعبير عن الاسف بشأن الموافقة على مشروع القرار.ومن المُرَجح ان يستمع الاثنان الى انتقادات حادة من الحكومة التركية التي استدعت الاسبوع الماضي سفيرها لدى الولايات المتحدة للتشاور وقالت ان العلاقات الامريكية التركية في خطر بسبب القرار.كما من المُرجح أن يثيرا مسألة العراق في الوقت الذي ستسعى فيه الحكومة التركية لنيل موافقة البرلمان الاسبوع المقبل على شن عملية كبيرة ضد متمردي حزب العمال الكردستاني المتمركزين في جبال شمال العراق.وأبلغ دبلوماسي تركي رويترز أن فرايد وايدلمان "سيثيران حتما مسألة شمال العراق لكن من وجهة نظرنا فان القضية الأهم هي مشروع القرار الخاص بالارمن."وتنفي تركيا وقوع ابادة جماعية لكنها تقول ان كثيرين لاقوا حتفهم في صراع عرقي.ويقول مسؤولون أتراك ان مسؤولين من وزارة الخارجية والجيش اجتمعوا بعد الموافقة على مشروع القرار لمناقشة احتمال اتخاذ اجراءات ضد الولايات المتحدة.وفي أول تداعيات للموافقة على القرار ألغيت زيارة وزير التجارة كورساد توزمن الى الولايات المتحدة كما ألغي مؤتمر كان سيعقده مجلس التجارة التركي الامريكي في الولايات المتحدة.ويقول محللون ودبلوماسيون ان من التحركات المحتملة الأُخرى منع الولايات المتحدة من دخول قاعدة انجرليك الجوية والغاء عقود شراء وخفض الزيارات الثنائية ومنع الطائرات الامريكية من دخول المجال الجوي التركي ووقف التدريبات العسكرية المشتركة.وتعتمد الولايات المتحدة بشدة على قواعد تركية في إمداد قواتها في العراق حيث لها أكثر من 160 الف جندي يحاولون إعادة إرساء الاستقرار بعد أكثر من أربع سنوات من الغزو الذي أطاح بالرئيس العراقي السابق صدام حسين.وتشكو أنقرة منذ فترة طويلة من أن واشنطن لم تبذل ما يكفي من الجهود سواء من جانبها أو من خلال الحكومة العراقية لشن حملة ضد متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يستخدمون شمال العراق قاعدة لمهاجمة أهداف تركية.وقال حزب العمال يوم الجمعة ان متمرديه يعبرون الحدود عائدين الى تركيا لاستهداف ساسة وأفراد الشرطة بعد طرح احتمال شن عملية عسكرية عبر الحدود.وتلقي تركيا بالمسؤولية على حزب العمال الكردستاني في مقتل أكثر من 30 الف شخص منذ بدأت الجماعة صراعها المسلح عام 1984 من أجل إقامة وطن للأكراد في جنوب شرق البلاد.ويثير احتمال شن عملية توغل عسكرية الى شمال العراق قلق مسؤولين أمريكيين يخشون من أن يؤدي ذلك الى زعزعة استقرار تلك المنطقة من العراق التي تتمتع بسلام نسبي.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
2
قائد الجيش الاميركي السابق في العراق: حرب العراق كابوس لا نهاية له
ميديل ايست اونلاين
اعلن قائد سابق للقوات الاميركية في العراق ان الاستراتيجية الحالية التي ينتهجها البيت الابيض في العراق لن تحقق النصر في هذه الحرب المستمرة منذ اربع سنوات ونصف السنة والتي وصفها بانها "كابوس لا نهاية له". وفي تقويم صريح للوضع في العراق من جانب مسؤول كبير سابق في البنتاغون، وصف الجنرال المتقاعد ريكاردو سانشيز القادة السياسيين الاميركيين بانهم "غير كفوئين" و"فاسدون" و"مهملون في تأدية واجباتهم". واوضح انهم كانوا ليحالوا على محكمة عسكرية لو كانوا يخدمون في صفوف القوات المسلحة الاميركية. وقال امام بعض الصحافيين والمراسلين العسكريين في ارلينغتون (فيرجينيا ضاحية واشنطن) ان "اميركا تعيش كابوسا لا نهاية له". وانتقد استراتيجية الرئيس جورج بوش القائمة على ابقاء اكثر من 160 الف عنصر في العراق حتى نهاية العام على امل تقليص اعمال العنف الطائفي وارساء نوع من الاستقرار السياسي. ومذاك عدلت هذه الاستراتيجة مع اعتماد خطة تدعو الى سحب نحو 21500 جندي بحلول تموز/يوليو ليعود عديد القوات الاميركية الى ما كان عليه قبل زيادتها اي 130 الفا. وقال سانشيز انه لا يعتقد ان هذه التعديلات ستأتي باي نتيجة. واضاف ان "التغييرات والتعديلات المستمرة على استراتيجيتنا لن تقودنا الى النصر" مضيفا ان "افضل ما يمكن ان نقوم به مع هذه المقاربة الخاطئة هو تجنب الهزيمة". وكان سانشيز الذي نشأ في اسرة فقيرة في جنوب تكساس اصبح اكبر ضابط عسكري من اصل لاتيني اميركي في صفوف الجيش الاميركي. في العام 1991 خدم سانشيز كقائد كتيبة خلال عملية "عاصفة الصحراء" التي ادت الى انهاء احتلال القوات العراقية للكويت. وفي تموز/يوليو 2003 اصبح سانشيز قائدا لقوات التحالف في العراق لمدة عام واحد. وبعد فضيحة سجن ابو غريب اضطر سانشيز الى الاستقالة من منصبه كقائد للقوات الاميركية في العراق في تشرين الثاني/نوفمبر 2006.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
3
كروكر أرجأ نشر تقرير للأمم المتحدة يحذر من " أزمة إنسانية عميقة" في العراق
الملف نت
قالت صحيفة" سان فرانسيسكو كورينكل" الامريكية اليوم السبت إن الأمم المتحدة أصدرت تقريرا أرجأت نشره أكثر من شهر بطلب من سفير الولايات المتحدة في العراق ريان كروكر، يحذر من وجود " أزمة إنسانية عميقة جدا" في العراق، حيث آلاف الناس يطردون من بيوتهم كل شهر، وتتواصل عمليات القتل العشوائي، و"التعذيب المعتاد" في السجون العراقية.وتشير الصحيفة الى ان المسودة الاولى من تقرير الامم المتحدة قد اكتملت في آب اغسطس الماضي، الا ان الامم المتحدة ارجأت نشر النسخة النهائية لما يزيد عن شهر على اثر طلب من سفير الولايات المتحدة في العراق، ريان كروكر، لإعطاء العراق الوقت للرد على هذه المزاعم، طبقا لما ذكر مسؤول في الامم المتحدة. وصدر التقرير عن مهمة مساعدة العراق التابعة للامم المتحدة، وغطى مدة ثلاثة شهور انتهت في 30 من حزيران يونيو الماضى. ونقلت الصحيفة عن التقرير ان كروكر اصر على وجوب اعطاء العراق الوقت للرد على هذه المزاعم، فعمدت الامم المتحدة الى اعداد تقييم حاسم عن تحري الامم المتحدة الذي ضمنته في تقريرها النهائي. وقال مسؤولون في الامم المتحدة ببغداد ان التقرير لم يكن يقصد تحدي تأكيد الجيش الامريكي بان زيادة القوات قد ساعدت في تقليل العنف في غالبية مناطق العراق، فالمدة التي يتحدث عنها التقرير انتهت قبل الوقت الذي ذكر فيه الجيش الامريكي ان العنف قد انخفض بحدة. ويقول التقرير، بحسب الصحيفة، ان "المدنيين يعانون من تبعات مدمرة جراء العنف الذي يضرب البلاد". ووثق التقرير حالة 100 مدني يقول انهم قتلوا على يد القوات الامريكية خلال غارات جوية أو مداهمات. ويصف التقرير العراق باشد التعابير قتامة على النقيض من الشهادة التي أدلى بها امام الكونغرس قائد القوات الامريكية في العراق وسفير الولايات المتحدة ببغداد فى ايلول سبتمبر الماضى، التي اكدت حدوث تحسن في الوضع الامني، بحسب الصحيفة. وقالت ايفانا فوكو، مسؤولة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ببغداد فى التقرير ان "القتل ما زال يحدث، وما زالت تقارير تقول ان التعذيب مستمر، وما زالت القضايا القانونية غير محسومة."وقالت الامم المتحدة انه لم يكن ممكنا اقناع الحكومة العراقية في الاعلان عن اعداد الخسائر في صفوف المدنيين، كما كان عليه الحال في الماضي. وقالت فوكو ان منظمتها لم تكن تحاول تحديد ما اذا كان الوضع في العراق شهد تحسنا ام ترديا. وقالت "ما دام هناك انتهاكات لحقوق الانسان، فالمخاوف ما زالت قائمة." وقالت الصحيفة ان من اخطر القضايا التي اثارها التقرير هي المعاملة في السجون فقد وجدت الامم المتحدة ان في حزيران يوليو الماضى ، كان هناك 44.325 سجينا في مراكز اعتقال عراقية او امريكية، وهذا يعني زيادة 4.000 شخص تقريبا منذ نيسان ابريل، وان الكثيرين منهم بقوا رهن الاحتجاز على مدى شهور من دون مراجعة قضاياهم او كان وصولهم الى الاستشارة القانونية محدودا. وعبر التقرير ايضا عن مخاوفه من اكتظاظ السجون ومن الوضع الصحي المتدني فيها، لا سيما زنزانات الاحتجاز التي تديرها وزارة الداخلية ببغداد. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الداخلية، عبد الكريم خلف، قوله ان الوزارة ترفض هذا التقرير كليا. وقال خلف ان سياسيين، وصحفيين، وعاملين في مجال حقوق الانسان قد زاروا مرافق الوزارة، ولم يشهدوا حدوث أي تجاوز. وحذر تقرير الامم المتحدة من تزايد وتيرة العنف ضد النساء، بوجه خاص بحجة الشرف، في المنطقة الكردية شبه المستقلة في شمالي العراق. ففي النصف الاول من العام الحالي، ذكرت احصاءات الحكومة الاقليمية ان 23 امراة قتلت بالات حادة، و195 قتلن حرقا، و37 بسلاح ناري. كما شدد التقرير على وجود ما يقد بـ 2.2 مليون عراقي يعيشون الان لاجئين خارج العراق، نصفهم في سوريا بحسب الصحيفة الامريكية.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
4
أنباء عن حشود تركية على الحدود العراقية
الخليج
أفادت مصادر عسكرية كردية في محافظة دهوك الشمالية، أمس السبت، أن القوات التركية تعزز حشودها داخل الأراضي التركية في المناطق القريبة من الحدود مشيرة إلى أن القوات الأمريكية تراقب تطورات الموقف عن كثب، فيما قال شهود عيان من أهالي المناطق الواقعة على الحدود، إن قوات يعتقد أنها تركية هاجمت، ليل الجمعة الماضية، قرية عراقية على الحدود التركية بالأسلحة الرشاشة، فيما دعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تركيا إلى ضبط النفس، وأقرت بوجود توتر بين أنقرة وواشنطن.وذكرت مصادر عسكرية كردية في قضاء زاخو للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) أن حشود القوات التركية ازدادت في المناطق القريبة من الحدود العراقية. ومن جانبها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أمس السبت إنها حثت تركيا على الامتناع عن القيام بعملية عسكرية كبيرة في شمال العراق في محادثة مع ثلاثة مسؤولين أتراك كبار.وقالت رايس التي تقوم بزيارة لموسكو للصحافيين عن المحادثات التليفونية التي أجرتها أمس الأول الجمعة مع الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الخارجية الأتراك “وجهت إليهم دعوة لضبط النفس”.وقالت رايس للمسؤولين الأتراك “إننا جميعا لنا مصلحة في أن يكون هناك عراق مستقر وان أي شيء يزعزع الاستقرار هناك سيكون ضارا بمصالحنا”.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
5
الفضيلة والعراقية: تطبيق (الفيدرالية) الآن سيغذي الصراعات الحزبية والطائفية
الوكالة المستقلة للأنباء
اعتبر قيادي في حزب الفضيلة الإسلامي, السبت, أن الظرف "غير مهيأ" في الوقت الحاضر لتطبيق الفيدرالية، ردا على دعوة القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم للإسراع بتشكيل الأقاليم في ظل نظام فيدرالي. فيما رأي قيادي في القائمة العراقية الوطنية أن تطبيق الفيدرالية الآن "سيعمل على تنامي الصراعات الطائفية والحزبية".وأوضح عضو مجلس النواب عن (حزب الفضيلة الإسلامي) باسم شريف للوكالة المستقلة للأنباء ( أصوات العراق )، السبت, أن الظرف في الوقت الحاضر "غير مهيأ لتطبيق الفيدرالية"، وقال " نحن مع مبدأ الفيدرالية التي ذكرها الدستور العراقي... لكننا في (حزب الفضيلة) لنا رأي في تطبيق الفيدرالية في الوقت الحاضر."وأضاف " نعتقد أن تشكيل أقاليم كبيرة يحتاج إلى مقدمات صحيحة من أجل إنجاح هذا المشروع السياسي، خاصة وأن هذا المشروع هو مشروع سياسي جديد على العراق."وكان عمار الحكيم، رئيس مؤسسة (شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي)، إحدى مؤسسات المجلس الأعلى الإسلامى في العراق، طالب بالإسراع في تشكيل الأقاليم "في ظل نظام فيدرالي"، معتبرا هذا النظام "يصب في مصلحة الشعب العراقي."وقال الحكيم، وهو نجل رئيس المجلس الأعلى وزعيم كتلة ( الإئتلاف العراقي الموحد) عبد العزيزالحكيم، أمام جمع غفير من المشاركين في صلاة (عيد الفطر) التي اقيمت في مكتب الحكيم ببغداد صباح اليوم (السبت)، إلى " العمل على تشكيل الأقاليم، والمضي بتطبيق النظام الفيدرالي... بدءا من إقليم جنوب بغداد (الذي يضم المحافظات ذات الغالبية الشيعية) إلى الأقاليم الأخرى." ولفت شريف إلى أن المقدمات لتطبيق الفيدرالية "غير متوفرة في الوقت الحاضر"، معتبرا أن العراق "يحتاج إلى تهيئة الظروف المناسبة لتطبيق هذا النظام."وشدد القيادي في (حزب الفضيلة)، تعليقا على دعوة عمار الحكيم، على أن تطبيق الفيدرالية، إذا حدث، فيجب أن يكون "على أساس إداري... وليس على أساس طائفي"، رافضا الفيدرالية " التي تؤدي إلى تقسيم العراق"، وطالب بأن تشكل الفيدرالية "وفق مقدمات صحيحة."وكان (حزب الفضيلة) أحد المكونات الأساسية للإئتلاف العراقي الموحد، الذي تشكل من عدة أحزاب وتنظيمات سياسية ودينية شيعية لخوض أول انتخابات برلمانية تجري في العراق، في كانون الأول/ ديسمبر من العام (2005)، منذ سقوط النظام السابق برئاسة صدام حسين على يد التحالف العسكري الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية في نيسان أبريل من العام ( 2003).وفاز الإئتلاف بـ (130) مقعدا في تلك الإنتخابات من (275) اجمالي عدد مقاعد محلس النواب العراقي. لكن انسحاب الفضيلة، في آذار مارس من العام الجاري (2007)، والذي يحتفظ بـ (15) نائبا، قلص مقاعد (الإئتلاف) إلى (115)... انخفضت بعد ذلك إلى ( 83)، منتصف أيلول سبتمبر الماضي، بعد انسحاب كتلة التيار الصدري (30 نائبا) وقائمة (رساليون)، ولها مقعدان.لكن (الإئتلاف الشيعي) لا يزال يحتفظ بالأغلبية في مجلس النواب، ويأتي بعده التحالف الكردستاني (55 مقعدا)، ثم جبهة التوافق العراقية (44 نائبا)، والقائمة العراقية الوطنية (22 مقعدا)، ثم جبهة الحوار الوطني (11 نائب).وقال باسم شريف " تطبيق الفيدرالية يحتاج إلى اتفاق سياسي، وأرضية مناسبة، وتهيؤ شعبي لتقبل مثل هذا المشروع"، مؤكدا على أنه في حال عدم توفر هذه المقدمات "سيتعرض هذا المشروع إلى الفشل."وكان عمار الحكيم قال بدوره، في كلمته اليوم، على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق " أرضا وشعبا وحكومة"، معتبرا أن النظام الفيدرالي "هو واحد من المداخل لتحقيق هذه الوحدة."وشهدت فكرة ( الفيدرالية) سجالا واسعا فى العراق، خلال الأيام الماضية، خاصة فى اعقاب موافقة مجلس الشيوخ الأمريكى، الشهر الماضى، على اقتراح يقضي بتقسيم العراق إلى ثلاث كيانات على أسس طائفية، كردية وشيعية وسنية، مع حكومة فيدرالية في بغداد تتولى أمن الحدود وعائدات النفط .ولاقى هذا المشروع اعتراضا واسعا بين أطياف مختلفة من الشعب العراقي. وانتقد رئيس الوزراء نوري المالكي، وهو من قيادات ( الإئتلاف العراقى الموحد) صاحب الأغلبية البرلمانية، مشروع التقسيم... معتبرا أنه "يعمل على تقسيم العراق طائفيا"، وهو ما لا يقره الدستور العراقى الذى ينص على التقسيم الفيدرالى الذى لا يقوم على الطائفية.من جهته، قال عضو البرلمان عن القائمة العراقية حسام العزاوي إن تطبيق الفيدرالية في الوقت الحاضر "سيعمل على تنامي الصراعات الطائفية والحزبية" في البلاد.وردا على دعوة الحكيم بالإسراع في تطبيق الفيدرالية، أوضح العزاوي في اتصال مع ( أصوات العراق)، أن الدستور العراقي الحالي "كفل الفيدرالية... ولكن الظروف السياسية والأمنية لا تساعد على تطبيقها في الوقت الحاضر."ودعا القيادي في (القائمة العراقية) إلى تأجيل الفيدرالية " إلى حين استكمال بناء الدولة العراقية على أساس وطني"، مطالبا الحكومة الحالية برئاسة نوري المالكي بـ " تحقيق المصالحة الوطنية، من أجل بناء الدولة على أساس وطني... وليس على أساس طائفي."وقال العزاوي " المادة (142) من الدستور تدعو إلى اعادة النظر في كل فقرات الدستور"، مشيرا إلى أن الفيدرالية "لا تلقى تأييدا من معظم الكتل السياسية، ومنها القائمة العراقية."وأضاف " لو طبقت الفيدرالية في الوقت الحاضر، فإنها ستخلق الكثير من الصراعات"، لافتا إلى أن اعطاء صلاحيات واسعة لمجالس المحافظات، خلال الفترة الماضية " أثبت فشل الفيدرالية... بسبب عدم قدرة مجالس المحافظات على تنفيذ المشاريع" المسندة إليها.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
6
سكان الأحياء الشيعية ينقلبون على جيش المهدي.. ويبلغون الأميركيين عنهم
الشرق الأوسط
في عدد من الاحياء الشيعية في بغداد، بدأ السكان في الابتعاد عن جيش المهدي، الميليشيا الشيعية التي كانوا يعتبرونها في يوم من الايام الحامي الوحيد لهم ضد المتطرفين السنة، والان اصبحوا يقاومونها باعتبارها «عصابة» بلا آيديولوجيا. ومشاعر الشيعة المتشددة في بغداد تفتح فرصة للقوات الاميركية، التي عانت طويلا من جيش المهدي، حيث يعتمد القادة الاميركيون بشكل متزايد على العشائر والقيادات المحلية في تنفيذ مهام الحرب. وقد تغير المنظور الطائفي، حيث هزم المتطرفون السنة في عدد من الاحياء الشيعية، وتحولت الحرب في تلك الاماكن الى جرائم لا تهتم عادة بالانتماء الطائفي. وفي لقاءات مع عشر شخصيات شيعية من اربعة أحياء في شرق وغرب بغداد، تحدثوا عن كيفية انقلاب جيش المهدي على الشيعة، كوسيلة للبحث عن مصادر للدخل. ويبدو النموذج اقل وضوحا في الاحياء التي يبذل فيها السنة والشيعة جهدا للسيطرة. فمدينة الصدر، وهي اكبر حي شيعي في بغداد، حيث يعتبر جيش المهدي تنظيما سياسيا اكثر منه عسكريا، نجت من موجة الاجرام. ومن بين الناس الذين قتلوا في حي الطوبجي في الشهرين الماضيين، كما ذكر السكان المحليون، صاحب محل ادوات كهربائية، وبائع حلوى، ورجل ثري وثلاث نساء، واثنان من اعضاء المجلس البلدي المحلي وطفلان عمراهما 9 و11 سنة على التوالي. كانت مجموعة يائسة يربط بينها شيء واحد: شيعة قتلهم شيعة. ويلوم السكان جيش المهدي، الذي يسيطر على الحي. وقالت احدى الامهات من حي الطوبجي، كانت جارتها، وهي شيعية واحدة من الضحايا «يعرف الجميع من هم القتلة. انا شيعية، وادعو لله لمعاقبتهم». وتنتشر نفس المشاعر في احياء اخرى. وقال سيد صباح وهو شيعي يدير جمعية خيرية في حي الحرية، غرب بغداد، اعتقدنا انهم جنود يدافعون عن الشيعة. ولكننا نرى انهم صبية قتلة، ليس اكثر من ذلك. ويريد الناس التخلص منهم». وفي الوقت الذي لا يزال يسيطر جيش المهدي على معظم الاحياء الشيعية، فإن الادلة المبكرة على ان الشيعة بدأوا في معارضة بعض جوانب الميليشيا اخذت في الظهور في القواعد الاميركية. فقد بدأ عدد من الشيوخ الشيعة، وهم قواعد الميليشيا التقليدية، في الاتصال بالاميركيين، كما فعلت القبائل السنية في اوائل العام الحالي. كما زادت الاخباريات الدقيقة التي تصل للاميركيين، كما ذكر المسؤولون. وقال الميجور مارك برادي من خلية المصالحة والتعامل قسم بغداد المتعددة الجنسيات، ان الشيعة «يشاركون بطريقة لم يسبق لها مثيل». واضاف «لا بد ان امرا ما ليس صحيحا اذا ما خاطروا بالاتصال بالخط الساخن او الاتصال بمحطات الأمن المشتركة»، وهي قواعد اميركية صغيرة في الاحياء العراقية تم تشكيلها بعد زيادة عدد القوات. وقال علي وهو رجل اعمال في حي اور شرق بغداد، الذي لم يرد مثل كل الذين جرت مقابلتهم، استخدام اسمه خوفا من التعرض لهجوم «كل شئ يتغير. والان في منطقتنا ولأول مرة يقول الجميع: جيش المهدي للجحيم». واضاف «ليس بصوت عال في الشوارع، ولكن بين الاصدقاء والاسر. كل رجل وامرأة يقول ذلك». ولا تحمل ميليشيات الشوارع الموجودة اليوم أي شبه بجيش المهدي عام 2004، عندما قاتل الشيعة من اتباع مقتدى الصدر الجنود الاميركيين في عملية لتأكيد الذات. وكان المقاتلون انذاك يؤدون عملا آخر في الاحياء بتقديم المساعدات للاسرة المحتاجة. والآن بعد مرور ثلاث سنوات ترك كثير من الأعضاء العنف خلفهم وتسلموا وظائف على مستوى الحكومة المحلية او الوطنية، فيما تحول آخرون الى الجريمة والمتاجرة في السيارات او المنازل المملوكة لأموات او ضحايا النزاع، الذين اضطروا الى النزوح من السنّة والشيعة على حد سواء. حتى الخريطة السكانية تغيرت. مسلحو الشوارع باتوا من المراهقين الذين ينتمون الى اسر غير مستقرة، ويعكس هذا الواقع نجاحا عسكريا اميركيا. فقد بدأ الجيش الاميركي حملة مشددة لاعتقال كبار القادة مما اوجد فراغا في السلطة وترك أعضاء الميليشيات من دون توجيه. ويقول عباس، وهو تاجر قطع غيار سيارات في حي جنوب بغداد، ان مسلحي الميليشيات الآن من العناصر الشابة. وكان أحد اقرباء عباس قد قتل برصاصة في فمه عقابا له على الاساءة لاحد أعضاء ميليشيا المهدي. وقال عباس ان السكان باتوا يكرهون اعضاء هذه الميليشيات. واحد من القتلة المعروفين في الطوبجي، يدعى حيدر رحيم، من مواليد عام 1989. ويقول السكان ان رحيم وبعض زملائه قتلوا بالرصاص امرأة مطلقة تدعى ايمان أمام منزلها، وقال المسلحون انه قتلوها لأنها عاهرة. وبعد وقت قصير من قتلها جاء المسلحون بأشخاص لاستئجار منزلها. وتقول جارة لإيمان ان عناصر الميليشيات صبية لديهم أموال وسيارات. وكان سكان المنازل المجاورة في حالة من الخوف الشديد الى درجة ان جثتها تركت في بركة من الدماء لمدة تزيد على ساعة الى ان نقلتها السلطات. وشاهد الجيران ابن ايمان، البالغ من العمر ثماني سنوات، وهو يبكي الى جوار جثتها. ويقول جار آخر، قتل والده العضو في المجلس المحلي، ان أعضاء الميليشيات متعطشون للدماء ولا يترددون في قتل اسرة بكاملها من اجل بطاقة رصيد هاتف جوال لا يتعدى ثمنها 10 دولارات. قتل رحيم بعد حوالي شهر من ذلك الوقت. ووضعت صورته على لافتة تذكارية نصبت بالقرب من مطعم في حي الطوبجي. قال البعض ان الاميركيين هم الذين قتلوه، إلا ان آخرين اكدوا ان عراقيين قتلوه. وقال متحدث باسم مكتب الصدر في حي الشعلة، اكبر أحياء الشيعة شمال الطوبجي، ان لا معلومات لديهم بشأن حوادث القتل، لكنهم اشاروا الى ان الاعمال المخالفة للقانون ارتكبها مجرمون يدعون انهم ينتمون الى جيش المهدي. وأضاف المتحدث، الذي يطلق على نفسه ابو جعفر، قائلا ان كثيرين يدعون انهم ينتمون الى جيش المهدي، وأكد ان مكتب الصدر لا يتحمل مسؤولية أي شخص يروع الناس، سنّة كانوا ام شيعة. مستويات العنف تتفاوت في الجنوب الشيعي، حيث تتصارع الميليشيات الشيعية على السلطة. وكان حجم الميليشيات، من ناحية عدد الأعضاء، قد ازداد عقب تفجير مرقد شيعي في فبراير (شباط) 2006. وتسبب ذلك التغيير في إرباك الجانب التنظيمي داخل الميليشيات التي باتت تنخرط في صفوفها أعداد متزايدة من الشباب الغاضبين المتعطشين للانتقام، علما بأن لبعضهم سجلات اجرامية. المجرمون تسببوا في تشويه صورة المنظمة. وتراجعت اسعار السيارات المستعملة بسبب بيع اعضاء الميليشيات سيارات ضحاياهم. وكان شيخ مدينة الصدر قد اصدر فتوى تسمح بمصادرة ممتلكات اعضاء الميليشيات السنية الذين ينظرون الى الشيعة كونهم اصحاب بدع، إلا ان كثيرين منهم نظروا الى الفتوى كونها رخصة مفتوحة تسمح بمصادرة الممتلكات ما دام الضحية من المنتمين الى المذهب السنّي. ووصف قائد في ميليشيات جيش المهدي النظام الذي ترسل بموجبه سيارات الضحايا الى شمال العراق ضمن قوافل من المقاتلين الأكراد العائدين من عطلاتهم العسكرية. بالنسبة لياسر العضو السابق في الميليشيا والبالغ من العمر 35 سنة، فإنه شاهد تفككها عن قريب، حيث جاءت الضربة الأخيرة لها حينما اختطف ابن عمه رجل الأعمال الثري على يد أعضاء من جيش المهدي في المنطقة. ثم قتل لاحقا. قال ياسر: «لا تسميه جيش المهدي، إنه جيش المهدي حينما يمتلك أفراده ضميرا». وفي آخر محاولة لإعادة التحكم والاحترام لميليشياته أصدر الصدر أمرا بتجميد كل أنشطة جيش المهدي المسلحة في أغسطس (اب) الماضي. وقال أبو جعفر المتحدث باسمه إن «الهدف من البيان هو كشف الناس السيئين الذين يدعون العضوية إلى جيش المهدي والسماح لقوات الأمن للتعامل معهم». وبينما استمرت الاضطرابات في الطوبجي التي تعتبر منطقة يعيش فيها بعض أعضاء الميليشيا الأكثر فقرا، فإن الانشطة توقفت في مدينة الصدر التي تعد قاعدة أكثر قادة جيش المهدي الكبار وهؤلاء أصبحوا أثرياء وأخذوا مواقع سياسية. وقال رجل الأعمال علي «في البداية نحن لم نكن نتمكن من سياقة سياراتنا، ولم نتمكن من المشي لأنهم كانوا يمتلكون بنادق رشاشة كلاشنكوف ومسدسات في الشارع. والآن هم اختفوا. ليس هناك أي شيء. لا تستطيع أن ترى أي أثر لهؤلاء الناس». ومثل الكثير من الشيعة يعزو عباس تاجر قطع غيار السيارات الانسحاب الواسع من جيش المهدي إلى دقة جديدة راح الأميركيون يحققونها في اعتقالاتهم، بفضل إخباريات يقدمها السكان الشيعة. واستثمر آمرو الوحدات الأميركيون مثل الليفتنانت كولونيل ديفيد أوكلاندر، من اللواء الثاني التابع للفرقة 82 المحمولة جوا، التي تتحمل مسؤولية مدينة الصدر ومناطق شيعية أخرى في بغداد، هذا التعاون. وقال إنه خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين بدأ القادة الشيعة بالاتصال بالاميركيين. وأصبح اللواء الآن يعمل مع 25 شيخ عشيرة في المناطق الشيعية، مثل حي الشعب وحي أور، وهو يقوم بمقابلة حوالي 1200 مرشح للعمل كحرس في المناطق. ويقارن الليفتنانت كولونيل أوكلاندر التحول في المناطق الشيعية إلى ما يجري في المناطق السنية التي بدأت تواجه القاعدة في وادي الرافدين التي تمثل السنة المتطرفين وتقول وكالات الاستخبارات الأميركية إنها بقيادة أجانب. وفي بعض الحالات يبدو السكان أكثر استعدادا للوقوف في وجه جيش المهدي. ففي الطوبجي رفض عدد من رجال الأعمال دفع أموال لحمايتهم لأعضاء من جيش المهدي هذا الشهر. وانتشرت الأخبار في الحي. وقبل أربعة أشهر قتل سائق شاحنة في القطاع الواقع تحت إشراف الليفتنانت كولونيل أوكلاندر بعد رفض صاحب الشاحنة التي يعمل السائق بها دفع نقود حماية. وانتقاما من هذا النوع أصبح نادرا حاليا. وقال علي رجل الأعمال من حي أور إنه يتوقع أن يصبح جيش المهدي أصغر بكثير مما هو عليه في المستقبل. والناس ما عادوا يصدقون ما يقوله القادة. وأضاف: «ما عادوا يمتلكون أي آيديولوجية». وكدليل على قوله ذكر حكاية من منطقته حول رجل دين وحيازة سيارة. قال علي «كان رجلا فقيرا لكنه الآن يمتلك سيارة مرسيدس بنز. النبي محمد لم يكن يملك حتى حصانا».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
7
وزير الدفاع العراقي يلتقي السفير التركي في بغداد
البيان
التقى وزير الدفاع العراقي عبدالقادر محمد جاسم العبيدي السفير التركي في العراق ديريا كانبي في وقت متأخر الجمعة، بعد إعلان الحكومة التركية أنها ستطلب موافقة البرلمان على التوغل في شمال العراق ضد متمردي حزب العمال الكردستاني التركي.ولم تصدر الحكومة العراقية توضيحات كثيرة حول مضمون المباحثات التي جرت في بغداد بين وزير الدفاع العراقي والسفير التركي.وقالت الحكومة في بيان إن الرجلين بحثا وسائل تطوير العلاقات بين البلدين الصديقين في مجالات مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات. ويأتي هذا اللقاء في حين حض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة البلدين على الحوار.والجمعة أبدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان استعداده لمواجهة الانتقادات الدولية إذا ما قررت بلاده التحرك ضد قواعد حزب العمال الكردستاني الانفصالي في العراق.وانتقد اردوغان واشنطن بشكل خاص وقال «لم يطلب منا احد أي إذن عندما جاء لضرب العراق من على بعد عشرات آلاف الكيلومترات».وقررت الحكومة التركية الثلاثاء اتخاذ إجراءات جديدة ضد الانفصاليين الأكراد تتضمن اللجوء «إذا لزم الأمر» لشن عملية عبر الحدود مع العراق للقضاء على معسكرات حزب العمال الكردستاني بعد مقتل 15 جنديا تركيا في الأيام الأخيرة في جنوب شرق تركيا.من ناحية أخرى نفى قيادي كبير في حزب العمال الكردستاني أمس في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط» نشرته أمس تقارير أفادت بأن مسلحي الحزب سينتقلون من شمال العراق إلى تركيا.وقال عبد الرحمن جادرجي، من معقله في جبال قنديل، إن مقاتلي حزبه « لهم امتداد ووجود مستمر ليس في قنديل وحسب بل في عمق الأراضي التركية أيضا».وأضاف أن مقاتلي حزب «بيجاك» الكردي المعارض لإيران والمرتبط بحزب العمال الكردستاني ما زالوا في مواقعهم ومعاقلهم في سلاسل جبال قنديل التي تمتد من قصبة حاجي عمران الحدودية مع إيران في محافظة أربيل وحتى منطقة زلي التابعة لقصبة قلعة دزة ضمن محافظة السليمانية شمال العراق و«انه ليس هناك أي نية لدى الحزبين لإخلاء مناطقهما ومعاقلهما، حاليا أو مستقبلا».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
8
زعيم معارضة بولندا يعنف رئيس الوزراء بشأن العراق
اخبار العرب
شن زعيم المعارضة في بولندا هجوما لاذعا على رئيس الوزراء ياروسلاف كاتشينسكي بسبب سياسته في العراق، وذلك في مناظرة تلفزيونية بينهما جرت أمس قبل الانتخابات البرلمانية ب10 أيام.وقال دونالد توسك زعيم حزب المنبر المدني المعارض ، موجها سؤاله لرئيس الوزراء ’’من أعطاك أنت وأخاك (الرئيس ليخ كاتشينسكي) الحق في تمديد المهمة في العراق وتعريض حياة الجنود البولنديين للخطر؟’’. وتعد بولندا حليفا وثيقا للرئيس الأميركي جورج بوش في حربه بالعراق، حيث أسهمت وارسو في الغزو عام 2003 بينما لا تزال تحتفظ بنحو 900 جندي بولندي في منطقة تقع على بعد حوالي 200 كلم جنوب شرق بغداد. ودافع كاتشينسكي، الذي ينتمي لحزب القانون والعدالة القومي، عن علاقات بلاده الوثيقة مع واشنطن بقوله إن البولنديين ’’لم يهربوا يوما من الجندية وما كانوا قط جبناء’’. وهاجم توسك إدارة كاتشينسكي التي تحكم البلاد منذ عامين، ’’لفشلها في القضاء على البيروقراطية والتضييق علي رجال الأعمال في بولندا’’، ووعد توسك بتحرير إجراءات الأعمال والاستثمار لتصبح مثل بريطانيا وإيرلندا بهدف جذب مليوني بولندي يعملون في هذه الدول للعودة إلى وطنهم. وأشار توسك إلى فشل كاتشينسكي في الإيفاء بوعوده بشأن تسريع برنامج إنشاء الطرق السريعة والمساكن الشعبية. ووصف الزعيم الليبرالي سياسة حكومة كاتشينسكي الخارجية بأنها ’’عاجزة للغاية’’ وأن العلاقات مع ألمانيا وروسيا وصلت إلى الحضيض .من جانبه، قال كاتشينسكي إن منافسه سيكون متساهلا في التعامل مع قضايا الفساد وسيستفيد منه الأثرياء فقط. وأوردت وكالات الأنباء أن كل استطلاعات الرأي التي أجريت عقب المناظرة أجمعت على أن توسك خرج فائزا على رئيس الوزراء في المواجهة التي قالت وكالة الأنباء الألمانية إنها قد تحسم نتيجة الانتخابات البرلمانية المبكرة التي تجرى بالبلاد في ال21 من الشهر الجاري.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
9
ناميبيا ترحل اميركيين يجندان موظفين لشركات امن فى العراق
وكالة الأخبار العراقية
اعلن وزير الاعلام فى ناميبيا نتومبو ناندى ديتوا اليوم ان بلاده أمرت بترحي أميركيين كانا يحاولان تجنيد مواطنين من ناميبيا للعمل كحراس أمن فى العراق وأفغانستان.ونقلت رويترز عن الوزير ديتوا قوله فى مؤتمر صحفى ان مجلس الامنالناميبى منح امس الاميركيين بول غرايمز وفردريك بيرى/24/ساعة ليغادرا البلاد.واضاف ان المجلس أمر كذلك الشركة التى يرأسها الاميركيان باغلاق مقرها فى ناميبيا على أساس أن نشاطها ينتهك قوانين البلاد.وقال ديتوا ان القانون الناميبى لا يسمح لمواطنى البلاد الالتحاق بالجيش او قوات الامن فى دول أخرى دون موافقة كتابية من الحكومة.وجاء القرار وسط احتجاجات بسبب دور المتعاقدين الامنيين فى العراق بعدمقتل 17 عراقيا فى اطلاق للنار تورطت فيه شركة بلاك ووتر الاميركية الامنية الشهر الماضى.
ت
عنوان الخبر أو القرير
مكان النشر
10
عمار الحكيم يدعو إلى الإسراع بتشكيل الأقاليم
الملف نت
دعا عمار الحكيم رئيس مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي نجل رئيس المجلس الاسلامي في العراق وزعيم كتلة الائتلاف عبد العزيز الحكيم اليوم السبت الى الاسراع بتشكيل الاقاليم في ظل نظام فيدرالي معتبرا هذا النظام يصب في مصلحة الشعب العراقي وقال إنه أحد الطرق للحفاظ على وحدة العراق. ودعا عمار الحكيم امام جمع غقير من المشاركين في صلاة عيد الفطر اليوم السبت التي اقيمت في مكتب الحكيم ببغداد الى "العمل على تشكيل الاقاليم والمضي بتطبيق النظام الفيدرالي بدءا من اقليم جنوب بغداد الى الاقاليم الاخرى". واكد ضرورة الحفاظ على وحدة العراق " ارضا وشعبا وحكومة " . وقال "النظام الفيدرالي هو واحد من المداخل لتحقيق هذه الوحدة". وشهدت فكرة الفيدرالية سجالا كبيرا فى العراق خلال الايام القليلة الماضية خاصة فى اعقاب موافقة مجلس الشيوخ الامريكى الشهر الماضى على اقتراح بتقسيم العراق الى ثلاث مناطق، على أسس طائفية، مع حكومة مركزية، تحفظ الحدود،وتوزيع الثروة ، ولاقى هذا المشروع اعتراضا واسعا بين أطياف الشعب العراقي. وانتقد نورى المالكى رئيس الوزراء ، من الائتلاف العراقى الموحد، مشروع التقسيم باعتباره يعمل على تقسيم العراق طائفيا وهو مالا يقره الدستور العراقى الذى ينص على التقسيم الفيدرالى الذى لا يقوم على الطائفية. واعتبر الائتلاف العراقى أن المطروح فى الدستور العراقى حول الفيدرلية يختلف تماما عما تحدث عنه قرار الكونجرس الامريكي كون الاول قائم على أساس الاستحقاق الدستوري الذي يتيح اقامة الفيدراليات ضمن النسيج لاجتماعي والاقتصادي للمدن فيما يقوم الثاني على اساس تقسيم عرقي وطائفي. ودعا عمار الحكيم الى بناء علاقات اقليمية وعربية متينة تساعد العراق على النهوض بواقعه الامني والخدمي. واكد رفضه لوجود قواعد ثابتة لقوات اجنبية في العراق، واشار الى ضرورة التوصل الى اتفاقية امنية مع الولايات المتحدة لضمان سيادة العراق. من جانب اخر قال ابن الزعيم الشيعي العراقي عبد العزيز الحكيم ان والده مريض للغاية ولم يستطع ان يؤم صلاة عيد الفطر في منزله ببغداد بعد ايام من عودته الى العراق بعد تلقيه علاجا لسرطان الرئة في ايران. وظهر الزعيم الشيعي للمرة الاولى في خمسة أشهر يوم السبت ولوح لحشد كبير عند منزله في جنوب بغداد بعد صلاة عيد الفطر. وقال عمار الحكيم الذي ادار المجلس الاعلى الاسلامي العراقي اثناء مرض والده للمصلين ان الاطباء نصحوا والده بألا يؤم الصلاة الطويلة لعيد الفطر.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
11
أدلة جديدة تثبت عدم تعرض عناصر "بلاك ووتر" لإطلاق نار
الخليج
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أمس السبت في تحقيق من بغداد، مزيدا من الأدلة عن أن حراس شركة “بلاك ووتر” الأمريكية الأمنية الخاصة لم يتعرضوا لإطلاق نار عندما قتلوا مدنيين عراقيين بنيران أسلحتهم الشهر الماضي.ونقلت القصة التي أوردتها “التايمز” إفادات شهود عيان أشارت إلى أنهم ثلاثة أكراد مرتبطين بحزب سياسي وكانوا على أسطح مكاتبهم التي تطل على مسرح الحادث. حيث أخبروا الصحيفة أنهم لم يشاهدوا أي نيران معادية وهو ما يتناقض مع مزاعم حراس شركة بلاك ووتر الأمريكية بأنهم كانوا يردون على مصادر نيران أطلقت عليهم.وصرح أحد الشهود للصحيفة بأن ما حدث كان بمثابة “مذبحة”.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
12
مسؤولون: أوضاع أكثر من 19 ألف عائلة نازحة إلى الجنوب تزداد ترديا
الشرق الأوسط
أكد مسؤولون في وزارة المهجرين والمهاجرين العراقية وجمعيات الهلال الأحمر في محافظات جنوب العراق، أن أوضاع النازحين هربا من العنف الطائفي تزداد سوءا بمرور الوقت، لعدم توصل السلطات الحكومية إلى حلول مقبولة لمعالجة مشاكلهم التي باتت أكثر تعقيدا.. واعترف عدد من هؤلاء المسؤولين لـ«الشرق الأوسط»، بعدم امتلاكهم وسائل لإيواء النازحين من بغداد والمحافظات القريبة منها إلى محافظاتهم خشية العنف الطائفي، سوى بناء المخيمات وتوزيع المساعدات العينية. كما اعترفوا أيضا بعدم قدرتهم على إحصاء العوائل المهجرة قسرا من والى محافظات الجنوب، سوى الأعداد التي تراجع دوائرهم والتي بلغت 19 ألف عائلة، نزحت إلى محافظات الناصرية والعمارة والبصرة والسماوة خلال العامين الماضيين. ووصف حسين السعيدي مدير دائرة الهجرة والمهجرين في البصرة الأوضاع الحياتية للعوائل النازحة إلى المحافظة بأنها صعبة، وان الإمكانات المتاحة لا تستوعب الأعداد المتصاعدة بشكل يومي. وقال «إن أي بوادر لتوقف عملية النزوح لا تلوح في الأفق، وان اعداد العوائل التي تصل الى المحافظة في تزايد مستمر»، مشيرا إلى ان هناك أعدادا من العوائل ما زالت تشغل مباني مهجورة وهياكل دوائر حكومية مهدمة وبيوتا من الصفيح ليس بها مرافق خدمية. وقال عدي حسن الناهي مسؤول وحدة البرامج الميدانية في فرع الناصرية، «ان دوائر الوزارة لا تمتلك أية وسيلة لمعرفة أعداد النازحين الى المحافظة، سوى العوائل التي قدمت الوثائق المطلوبة بغية شمولها بمبالغ الحماية الاجتماعية..». وأشار الى أن «الغالبية من النازحين انتقلوا للإقامة مع أقاربهم وأصدقائهم ما أدى الى ضغوط شديدة على العوائل المضيفة التي تعاني من الضعف أصلا». وأكد جبار عليوي الساعدي مدير فرع محافظة العمارة، ان دوائر الوزارة «مستمرة في توزيع رواتب شبكة الحماية الاجتماعية إلا أن بعضهم لم يحصلوا على أي مساعدة ويعانون من نقص في الأغذية وغيرها من المستلزمات اليومية الأساسية، وليست هناك ظروف طبيعية في تعليم الأطفال. وإنهم باتوا مصدر قلق جديد للوضع الاجتماعي في المحافظة». ويرى جبار كامل العبيدي رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقية في محافظة السماوة، «أن أعداد العوائل التي نزحت الى المحافظة تعيش حاليا ظروفا معاشية صعبة للغاية، وان اغاثات المنظمات الدولية لم تف بالحاجة».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
14
صحف القاهرة : موسى يصف الملف العراقى بالنفق المظلم
الوكالة المستقلة للأنباء
إهتمت صحافة القاهرة ، السبت، بتصريح للامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يصف فيه الملف العراقي بالنفق المظلم وينبه لكون ربع العراقيين قد نزحوا، وصحف تكذب رواية أمريكية حول غارات على مواقع للقاعدة ليلة عيد الفطر أسفرت عن قتلى، وتقرير من أنقرة يؤكد جدية عزمها التدخل العسكري في شمال العراق هذه المرة، وكاتب يشبه قرار الكونجرس تقسيم العراق بوعد بلفور.خبرياً، توزع اهتمام الصحف بما أعلنت سلطات التحالف أنه "هجوم انتحاري باستخدام عربة حلوي علي ساحة لألعاب الأطفال في أول أيام العيد بالعراق"، وبحسب "أخبار اليوم" فالحادث قام به "انتحاري يتخفي في هيئة بائع حلوي ويفجر نفسه وسط ساحة لألعاب الأطفال" فيما ضمنت الوفد- يومية معارضة - الخبر في صفحتها الأولى تحت العنوان " مصرع 34 بينهم 15 امرأة وطفلا في مذبحة أمريكية بالعراق ".وقالت الجريدة أن قوات الاحتلال الأمريكي"ارتكبت مذبحة مروعة في العراق قرب بحيرة الثرثار شمالي غرب بغداد.حيث شنت غارة جوية وعملية برية علي المنطقة بدعوي مطاردة أعضاء في تنظيم القاعدة"، وقالت الجريدة ردا على الرواية الأمريكية أنه تبرير كاذب للمذبحة بالزعم أن"القيادة العسكرية للاحتلال تلقت معلومات بأن أعضاء في تنظيم القاعدة كانوا مجتمعين في الموقع. وادعت أن عمليات المراقبة كشفت وجود نشاط يتطابق مع معلومات الاستخبارات".وتكذيبا للرواية الأمريكية للحدث نفسه، وفي كلمتها لليوم تساءلت الجمهورية -يومية رسمية- تحت عنوان "العراقيون والأرمن:.. ما الفرق؟!" مقارنة بين توجه أمريكا لتجريم مذابح الأرمن التي تمت على يد تركيا وصمتها على ما اعتبرته الجريدة مذابح تقوم بها القوات الأمريكية بالعراق حاليا، مشيرة لأن تحرك النواب الأمريكيين بعد مائة عام لتأكيد قيام الأتراك بمذبحة ضد الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى أثار غضب تركيا التي استدعت سفيرها من واشنطن وهددت بإجراءات أخري، مقارنة تلك المذابح بما قامت به الطائرات الأمريكية من "غارات علي النساء والأطفال العراقيين شمالي بغداد في ليلة العيد مما أدي إلي استشهاد 15 امرأة وطفلا و19 رجلا وصفتهم قيادة الاحتلال الأمريكية بأنهم مشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة".وأضافت الجريدة أنه"لم تكن هذه المذبحة الأمريكية الأولي ضد النساء والأطفال ولن تكون الأخيرة مادامت قوات الاحتلالجاثمة علي الأرض العراقية تواصل المذبحة التي بلغ عدد ضحاياها مليون عراقي. ومادام الضمير الأمريكي نائما لا يصحو إلا بعد مائة عام! ".وفي أخبار اليوم- أسبوعية رسمية- وعلى هامش المنتدى الاقتصادي المصري ­الدولي يصرح أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسي واصفا ملف العراق بأنه "نفق مظلم آخر لا يظهر في نهايته ضوء حتى اللحظة" وأن الجامعة العربية "حاولت المصالحة بين الأطراف المتنازعة سياسيا".. ولفت الأنظار إلى" كارثة إنسانية لابد وأن يوجه إليها الاهتمام الواجب وهو واقعتواجد خمسة ملايين لاجيء عراقي من شعب تعداده نحو عشرين مليون! بعض هؤلاء لاجئون خارج أرض العراق تعاني الغالبية العظمي منهم ظروفا شديدة الصعوبة والبعض الآخر بداخل العراق واضطروا الي النزوح عن ديارهم الأصلية الي مناطق أخرى علي أساس طائفي... "ومن العاصمة التركية أنقرة كتب مراسل الأهرام-يومية رسمية- تحليلا لاحتمال قيام الجيش التركي بعملية عسكرية فيماوراء الحدود وتحديدا في شمال العراق لملاحقة عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية، وبحسب المراسل فإن كل الشواهد تشير الي أن الحل العسكري اليوم بات هو الأقرب من أي اتجاه آخر‏,‏ رغم الاعتراض الامريكي والكردي العراقي،بعد أن أعطت الحكومة برئاسة رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء الماضي الضوء الأخضر للجيش بالاستعداد لتنفيذ المهمة في أعقاب اجتماع المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب الذي استغرق زهاء الساعات الثلاث.وعدد تقرير المراسل بعض الشواهد على اقتراب الحل العسكري ومنها "إصدار الحكومة تعليمات الي كل مؤسسات الدولة المعنيةباتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الأعمال الإرهابية لمسلحي المنظمة بما في ذلك القوات العسكرية بمطاردتهم داخل الحدود العراقية‏,‏ بالإضافة الي قرار الحزب الحاكم بقيام الحكومة بعرض مذكرة علي مجلس البرلمان بعد عيد الفطر حتى تحصل عليتخويل صلاحية إصدار أوامر لعمليات عسكرية وراء الحدود‏".وأضاف المراسل شاهدا آخر هو موافقة حزب الشعب الجمهوري برئاسة دنيز بايكال أكبر الأحزاب المعارضة ومعه حزبالمعارضة الثاني في البرلمان حزب الحركة القومية علي الخطوة التي أعلنت حكومة العدالة عن اتخاذها‏,‏ وهي اللجوء الي البرلمان لاستصدار القرار السياسي اللازم للجيش للقيام بمهامه في شمال العراق، وهي مسألة يجب النظر إليها بعين الاعتبار‏,‏ إذ تكاد تكون سابقة أولي من نوعها أن تتفق أحزاب المعارضة الرئيسية مع الحزب الحاكم علي ضرورة المواجهة لاستئصال هذا الكابوس‏.‏وفي الجمهورية يكتب د.لطفي ناصف بعنوان "وعد بلفور أمريكي لتفتيت الوطن العربي" يعترض فيه على كون صدور قرارمجلس الشيوخ الأمريكي بتقسيم العراق إلي ثلاثة كيانات سياسية تمثل الطوائف الرئيسية في العراق لم يثر هذا القرار الأمريكي اهتمام الدول العربية لما يمثله من خطر علي تفتيت العراق علي أساس طائفي ومذهبي وعرقي بما يعني إنهاء وجود العراق كبلد عربي يمثل ركيزة أساسية للنظام الإقليمي العربي.و يعتبر الكاتب القرار مؤامرة علي وحدة العراق بل علي وجوده..و يؤكد أن السياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية هيسياسة متفق عليها بين الحزبين الأساسيين الجمهوريين والديمقراطيين. وان القرار هو إعلان أمريكي عن سياستها تجاه المنطقة العربية وتأكيد علي إصرارها علي تلك السياسة التي تم اعتمادها منذ سنوات طويلة بعد بحثها داخل مراكز الأبحاث ومراكزالمخابرات والتي تهدف إلي إحداث فوضي في المنطقة العربية تؤدي إلي خلق عداوات وحروب بين البلدان العربية بعضها وبعض مما يسهل تحقيق المشروع الأمريكي - الصهيوني المسمي ب "الشرق الأوسط الكبير".وأضاف الكاتب أنه رغم مرور فترة غيرقصيرة علي إعلان قرار مجلس الشيوخ الأمريكي لتقسيم العراق. لم نشهد أي رد فعل جاء لذلك القرار في الدول العربية. فالدول العربية لم تتحرك حتى ولو بالاحتجاج علي ذلك القرار. لأنه قرار غير شرعي. لأن القوانين الدولية تمنع دولة الاحتلال من إجراء أي تغيير للواقع السياسي والجغرافي للدولة المحتلة.واشار الكاتب لكون القرار هو تنفيذ لقرارات ومخططات أعدت منذ فترة طويلة.. فالرئيس الأمريكي جورج بوش تحدث في شهرفبراير عام 2002 أي قبل غزو العراق. في معهد "إنتربرايس" عما سماه "إعادة رسم خريطة" الشرق الأوسط من جديد. وشبه الكاتب القرار بوعد بلفور الذي أعطت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إنشاء دولة لهم بفلسطين، مضيفا أن "المخططالأمريكي - الصهيوني للقضاء علي العرب بدأ ولن يتوقف إلا إذا استيقظ العرب من غفوتهم قبل فوات الأوان".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
15
كركوك: نجاة 2 من كبار ضباط الشرطة من محاولة اغتيال
الشرق الأوسط
نجا اللواء تورهان عبد الرحمن نائب قائد قوات الشرطة في محافظة كركوك، والعميد برهان طيب مدير شرطة المدينة من محاولة اغتيال نفذت صباح امس، عند مرور موكبهما في حي تسعين ذي الغالبية التركمانية بكركوك. وقتل في الهجوم احد افراد طاقم الحماية واصيب اثنان آخران بجروح اضافة الى امرأة. وقال اللواء عبد الرحمن في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، ان عبوة ناسفة كانت مزروعة على قارعة الطريق تم تفجيرها عن بعد، خلال قيامه بجولة لتفقد مفارز ودوريات الشرطة في المدينة. واضاف ان التحقيق مازال جاريا في الحادث، ولم يجر حتى الان اعتقال أحد، نافيا انتماءه الى اي جهة حزبية، خصوصا الجبهة التركمانية العراقية، ومشددا على ان انتماءه هو للعراق فقط. وقال ان هذه هي المحاولة الثالثة لاغتياله خلال اقل من عام. وفي هجوم اخر، اعلن مصدر عسكري «اصابة اربعة اشخاص بجروح جراء سقوط عدد من قذائف الهاون وسط سوق بلدة الخالص»، على بعد 80 كلم شمال شرق بغداد، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية. من ناحية ثانية، اعلن الجيش الاميركي السبت مقتل اثنين من جنوده واصابة اربعة اخرين، في هجوم بقذائف الهاون وقع الاربعاء قرب بغداد. واوضح بيان للجيش ان الجنود الجرحى نقلوا الى مركز صحي قريب. كما قتلت القوات الأميركية شخصا وصفته بـ(المجرم) واعتقلت ثلاثة من المشتبه فيهم في عملية دهم وتفتيش شرق العاصمة العراقية بغداد. وقال بيان للجيش الأميركي اوردته وكالتا د ب أ – إفي: «قتلت قوات التحالف احد المجرمين واعتقلت ثلاثة من المشتبه فيهم يوم الجمعة شرق بغداد، خلال عملية تهدف الى نشر الاستقرار في المنطقة». وأوضح البيان: «أشارت المعلومات الاستخبارية الى أن الأفراد المستهدفين متورطون بتسهيل نقل العبوات الخارقة للدروع أو العبوات الناسفة، وعند وصول القوات الى الموقع قام أحد المسلحين بسحب سلاحه فاشتبكت القوات مع المسلح وقتلته، كما تم اعتقال ثلاثة مجرمين في الموقع من دون حادث». من جهتها، ذكرت شرطة مدينة البصرة أن احد مفارزها استطاعت تحرير مختطف من بين أيدي خاطفيه، فيما ألقت القبض على اثنين من المشتبه في ارتكابهم جرائم قتل وسرقات غرب مدينة البصرة، حسبما افادت به الوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق).
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
16
واشنطن لا ترى دلائل لعمل عسكري تركي ضد الأكراد
اخبار العرب
قال مسؤول عسكري أميركي إنه لا توجد دلائل على عمل عسكري تركي ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في وقت يتزايد فيه التوتر بين أنقرة والحزب الذي يشن هجمات على القوات التركية انطلاقا من شمال العراق. وبينما لا تزال أنقره تسعى لنيل موافقة البرلمان على شن هجمات على مواقع حزب العمال الكردستاني عبر الحدود مع العراق، قال المسؤول الأميركي الذي رفض الإفصاح عن اسمه إن واشنطن التي تحتفظ بعلاقات قوية مع الجيش التركي لم تلحظ أية حشود عسكرية إضافية لهذا الجيش على الحدود مع العراق. وأوضح المسؤول أن القوات التركية لا تزال تحتفظ بنحو 60 ألف جندي على طول خط الحدود مع العراق، مشيرا إلى أن أي هجوم تركي على حزب العمال الكردستاني في العراق سيتضمن على الأرجح ضربات جوية وإطلاق قذائف مورتر فقط.يأتي ذلك في وقت شهدت فيه المناطق الجبلية قرب بلدة أولودير في إقليم شرناق التركي على الحدود مع العراق تبادلا لإطلاق النار بين القوات التركية ومسلحين أكراد، بعد أن هدد حزب العمال باستهداف القيادات السياسية ومقرات الأحزاب وقوات الشرطة التركية ردا على تهديدات أنقرة باجتياح مناطق شمال العراق. وقال الحزب في بيان له إن مقاتليه يعيدون تمركزهم للتصدي للهجمات التركية، موضحا أنهم سيشنون المزيد من الهجمات ضد رجال الشرطة. وأضاف أن السبب الرئيس للاشتباكات العسكرية لا يكمن في توجه مقاتلي الحزب إلى الجنوب (داخل الأراضي العراقية) وإنما إلى الشمال (في عمق الأراضي التركية) متوعدا بشن عمليات عسكرية ضد مقرات حزب العدالة والتنمية الحاكم وأحزاب المعارضة بالمنطقة. ووسط انتقادات وتحذيرات غربية من مغبة عمل عسكري تركي ضد الأكراد، أكد رئيس تركي رجب طيب أردوغان أن بلادهالوزراء ال مستعدة لتحمل العواقب الناجمة عن قيام جيشها باستهداف المتمردين الأكراد بشمال العراق. وتقول أنقرة إن 3000 متمرد من حزب العمال يتمركزون بشمال العراق ويشنون هجمات قاتلة داخل البلاد.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
17
الكونغرس: نطالب رايس بـ"أجوبة صادقة" حول فساد حكومة المالكي
الملف نت
طالب رؤساء أكثر اللجان نفوذاً في الكونغرس الأمريكي وزيرة الخارجية كوندليزا رايس في رسالة تقديم "أجوبة صادقة" بشأن الفساد المستشري في حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. ووقع الرسالة رئيس مجلس الشؤون الخارجية بمجلس النواب، ورئيسا لجنة الخدمات المسلحة والمخصصات، بجانب رئيس لجنة الإصلاح والإشراف الحكومي الديمقراطي هنري واكسمان، أكبر منتقدي وزارة الخارجية الأمريكية.وجاء في الرسالة "الشعب الأمريكي والكونغرس يستحقان أجوبة صادقة بشأن مدى الفساد الذي ينخر حكومة المالكي وإذا ما كان هذا الفساد يؤجج التمرد المسلح ويعرض قواتنا للخطر." وتابعت "من الضروري معرفة إذا كان الفساد المستشري يهدد قدرات حكومة المالكي على النجاح." وكان واكسمان قد عقد الأسبوع الماضي جلسة للاستماع إلى فساد الحكومة العراقية، واتهم الخارجية الأمريكية بفرض نطاق من السرية على معلومات تؤثر سلباً على حكومة المالكي والجهود الأمريكية لمحاربة الفساد. وتصدت الخارجية الأمريكية الجمعة لنفي اتهامات واكسمان، وقال الناطق باسمها طوم كيسي أن الوزارة قدمت كافة المعلومات المطلوبة، فيما تعمل على الحفاظ على سرية هوية المتعاونين في تحقيقات الفساد. ووصف مسؤول آخر في الخارجية الأمريكية، رفضت تسميته، أن رسالة قيادات الكونغرس "غير دقيقة واقعياً." وأورد المصدر أن الوزارة تعكف على وضع رد مكتوب يتضمن أن الإدارة لم تحاول مطلقاً إخفاء حقيقة وجود فساد في العراق. وتأتي مطالب قيادات الكونغرس الأمريكي بعد أسبوع من دحض مكتب رئيس الوزراء العراقي، الشهادة التي قدمها رئيس هيئة النزاهة العامة بالعراق في وقت سابق أمام الكونغرس الأمريكي فيما يتعلق بالفساد الحكومي، قائلاً إنها "ليست أكثر من مجرد مزاعم كاذبة" وأن الحكومة العراقية سترفع قضية ضده. وكان القاضي رياض حمزة الراضي قد قال أمام لجنة تابعة للكونغرس الخميس إن المالكي حمى أفراد أسرته من التحقيق بشأن الفساد، وأن الفساد في قطاع النفط أدى إلى "وقف عملية إعادة بناء العراق." وقال الراضي للمشرعين الأمريكيين إنه استقال من منصبه الشهر الماضي وفرّ من العراق بعد أن تعرض وأسرته إلى الاعتداء ومقتل 31 موظفاً في لجنته. وأضاف الرئيس السابق لهيئة النزاهة إن الفساد طال "جميع الهيئات والوزارات تقريباً، بمن في ذلك بعض كبار المسؤولين في العراق." وفند مكتب المالكي بحدة شهادة الراضي، مشيراً إلى أنه ترك العراق دون إذن من رئيس الوزراء، وهو الإذن المطلوب وفقاً للتشريعات الإدارية، وأن هربه جاء لتجنب التصويت البرلماني على إقالته من منصبه، بعد تورطه في قضايا فساد مالي وإداري. وجاء في بيان مكتب رئيس الوزراء العراقي "الحكومة العراقية، التي يقودها رئيس الوزراء، جادة في مكافحة جميع أشكال الفساد المالي والإداري."
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
18
الجيش الأميركي: بناء قوات جوية عراقية سيستغرق سنوات
شبكة أخبار العراق
قال الجيش الأميركي أن بناء قوات جوية عراقية مقاتلة سيستغرق سنوات مشيدا في الوقت نفسه بالتقدم السريع الذي تحققه هذه القوات على أرض الواقع. واضاف قائد القوات الجوية في القوة متعددة الجنسيات روبرت الارديس في تصريح نشر اليوم في موقع الجيش الأميركي على شبكة الانترنت "أن بناء قوات جوية عراقية سيستغرق سنوات ولكن هذه الخدمة بالفعل هي مساهمة في الجهد لمكافحة التمرد في هذا البلد".واشار الى أن القوات الجوية العراقية اصبح لديها حوالي 1200 عاملا ونحو 50 طائرة وتشترك اليوم مع الاستخبارات وبعثات المراقبة غير انها لن تقوم بعمليات قصف جوي قبل حلول العام المقبل. واوضح ان العراق كان في اواخر الثمانينات من القرن الماضي سادس أكبر قوة جوية في العالم حيث كان يملك اكثر من الف طائرة لكن حرب (عاصفة الصحراء) والعقوبات الاقتصادية اضعفت تلك القوة حيث لم تقم الطائرات العراقية في عام 2003 بأي تحليق ضد التحالف كما تم تفكيك البنية التحتية للتدريب.واكد ان الحكومة العراقية تحتاج الى قوة جوية لمكافحة التمرد موضحا انه في يناير 2007 قامت القوات الجوية العراقية بحوالي 30 طلعة جوية في الاسبوع للقيام بعمليات المراقبة والاستطلاع ونقل البضائع. واضاف انه في الاسبوع الماضي قامت القوات الجوية العراقية ب231 طلعة جوية شاركت فيها طائرات الهليكوبتر والطائرات الثابتة الجناح.وأعرب الارديس عن اعتقاده بأن عدد الطيارين العراقيين في العام القادم سيصبح أربعة أضعاف ما هو عليه حاليا كما ان عدد الطائرات سيصل الى اكثر من الضعف بحلول شهر اكتوبر من العام المقبل. واضاف ان القوات الجوية العراقية في نهاية المطاف سيكون لديها ما بين ستة و12 الف عنصر مشيرا الى ان ذلك يتوقف على عدد الطائرات التي يمتلكها العراق.وكشف عن ان القوات العراقية لديها الان 11 طائرة من نوع (سي - 130 اي) ثمانية منها تستخدم للتدريب وثلاث طائرات من نوع (سيسنا) التي لديها القدرة على المراقبة الليلية اضافة الى 16 طائرة جديدة من نوع (هيوي 2) ومروحيات تسلمتها من الولايات المتحدة. وذكر ان العراق سيتسلم 20 طائرة اخرى قريبا وطائرات مروحية روسية مشددا على "ان الهدف الان هو بناء سلاح جو يملك الامكانات اللازمة لمكافحة التمرد". واشار الى ان بناء سلاح الجو هو مشروع طويل الامد مضيفا انه تم افتتاح اول مدرسة للتدريب على الطيران في العراق مطلع اكتوبر الجاري وان 130 طيارا سيتخرجون منها سنويا.

ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
19
توافد آلاف الشيعة لزيارة مقبرة النجف
الإتحاد الإماراتية
توافد عشرات المئات من عراقيين وإيرانيين خصوصاً أمس على مقبرة ''وادي السلام'' أكبر مقبرة إسلامية في العالم في النجف، لزيارة قبور موتاهم في أول أيام عيد الفطر لدى الشيعة. واتجه الزوار من مختلف أنحاء العراق ومن الايرانيين القادمين للزيارة منذ الإعلان عن أول أيام عيد الفطر لزيارة المقبرة ومرقد الامام علي بن ابي طالب أول الائمة المعصومين لدى الشيعة، والقريب منها، في مدينة النجف المقدسة. ويقول الايراني علي رضائي (45 عاما) الذي وصل الى المقبرة برفقة ثلاث نساء من عائلته، متحدثا بانفعال ظاهر ان ''زيارة الامام علي والمقبرة كانت تمثل حلما وأمنية كبيرة بالنسبة لي وقد تحققت أخيرا هذا العيد''. وأضاف رضائي وهو يحمل قماشا أخضر ليضعه على القبر ''فرحتي كبيرة ان ازور النجف وأصلي عند قبور اقاربي الذين دفنوا قرب الامام علي.. سيكون ذلك مفخرة لي عند عودتي'' الى إيران. وتعد مقبرة النجف، التي يعود ظهورها الى خمسة الاف عام، أكبر مقبرة إسلامية حيث تقدر مساحتها بأكثر من عشرة كيلومترات مربعة، وتتميز بتلاصق قبورها. واتسعت المقبرة خلال العقود القليلة الماضيه بشكل كبير لزيادة عدد ضحايا الحروب المتكررة التي شنها النظام العراقي السابق وما تلاها من أعمال عنف في عموم البلاد. ويتبادل زوار المقبرة الطعام والشراب والفاكهة خلال تواجدهم فيها والذي يستمر لساعات عادة ويتخلله قراءة آيات من القرآن الكريم ووضع الزهور ورش الأرض المحيطة بالقبر بالماء. وتستمد المقبرة قدسيتها من وجود مرقد الامام علي بالقرب منها، وهو ما يبعث لدى ذوي المتوفى شعوراً بالاطمئنان والامان. ولا تقتصر عملية الدفن فيها على العراقيين فقط بل شهدت دفن عدد من الموتى من دول عربية وإسلاميه.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
20
وفد من الأنبار سيزور واشنطن للقاء بوش الأب ومسؤولين محليين
الحياة
أكد مسؤول في الإدارة الأميركية أمس أن وزارة الخارجية ستستضيف خلال أسبوعين وفداً من مجلس محافظة الأنبار في زيارة رسمية سيلتقي فيها مسؤولين ونواباً أميركيين والرئيس السابق جورج بوش الأب وقادة حكومات ولايات أميركية.وقال هذا المسؤول لـ «الحياة» إن هذا الوفد الذي يضم ستة شيوخ من المجلس بينهم محافظ الأنبار مأمون العلواني، سيصل الى الولايات المتحدة في 27 الشهر الجاري في زيارة تستمر عشرة أيام، وبناء على دعوة رسمية من الخارجية الأميركية ضمن برنامج «زيارات القادة الدوليين».وسيحظى الوفد باستقبال وجدول أعمال رفيع المستوى، تتخلله لقاءات في الكونغرس الأميركي ومع نواب مرموقين في مجلسي الشيوخ والنواب، إلى جانب اجتماعات مع مسؤولين أميركيين. كما سيتوجه هذا الوفد إلى ولايات نيويورك وفيرمونت وتكساس للقاء حكامها، على أن يجتمع في تكساس مع الرئيس جورج بوش الأب.وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها، وتتوج المرحلة الانتقالية للاستراتيجية الأميركية في الأنبار، وانقلاب عشائرها على تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» الذي أسهم طبقاً لأرقام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في خفض عدد القتلى هناك من معدل 30 جندياً أميركياً شهرياً قبل التوصل الى تسوية مع العشائر مطلع هذه السنة، الى ثلاثة جنود فقط في شهر حزيران (يونيو) الماضي. وكان الرئيس جورج بوش توجه الى المحافظة مطلع الشهر الماضي، والتقى رئيس «مجلس صحوة الأنبار» الشيخ ستار أبو ريشة قبل اغتياله بعد أسبوعين. أنما العلواني الذي يترأس الوفد، فنجا من 14 عملية اغتيال.ويشيد كلا الحزبين الجمهوري والديموقراطي بتجربة الأنبار التي تسعى الادارة الأميركية الى نقلها الى مناطق أخرى في العراق، مستفيدة من نجاح استراتيجية التواصل مع العشائر في خفض نسبة العنف إلى مستويات قياسية هناك، وفي عزل تنظيم «القاعدة». وفيما يؤكد مسؤولون أميركيون لـ «الحياة» أن هذه الاستراتيجية تتوازى مع خطوات سياسية لإبقاء السلطات المحلية تحت مظلة الحكومة العراقية وضمن العملية السياسية، يرى خبراء أميركيون ونواب في الكونغرس أنها مؤشر الى اعتماد اللامركزية والتعامل مع العراق ضمن آلية ثلاثة أقاليم منفصلة.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
21
حزب العمال الكردستاني ينفي ما تردد عن نزوحه خارج الاراضي العراقية
الوكالة المستقلة للأنباء
نفى مسؤول في حزب العمال الكردستاني، السبت، ما تردد من أنباء عن نية الحزب مغادرة الاراضي العراقية في كردستان الى تركيا، مشيرا إلى أن عناصر الحزب في كردستان العراق لا تقوم بأية أعمال مسلحة ضد الاتراك انطلاقا من الاراضي العراقية.وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب عبد الرحمن الجادرجي للوكالة المستقلة للانباء (أصوات العراق) "لدينا عناصر في تركيا هي التي تقوم بالهجمات ضد الدولة التركية وليس اتباعنا هنا (في كردستان العراق) وهذا شيء يعلمه الاتراك". ونفى الجادرجي الانباء التي ترددت عن نية حزب العمال الكردستاني مغادرة شمال العراق الى تركيا، وقال "لاصحة للمعلومات التي تقول إننا سنترك العراق."وذكرت تقارير صحفية، الجمعة، إن حزب العمال يزمع الرحيل من الأراضي العراقية والتوجه إلى الجانب التركي من الحدود بين البلدين.ووصف الجادرجي تأكيدات تركيا بوجود نشاطات معادية لها من قبل عناصر لحزب العمال داخل اراضي العراق بأنها "حجة ليس الا.. للقضاء على اي مكتسبات حققها الاكراد العراقيون في الاقليم والوصول الى كركوك." وكان الجادرجي يشير الى التحركات والتحشدات العسكرية التي تقوم بها تركيا قرب الحدود مع العراق وتلويحها بشن هجوم عسكري والتوغل في الاراضي العراقية لمطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا والذي يلوذ بالمنطقة.كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال، الجمعة، إن انقرة مستعدة لمواجهة أي انتقاد دولي إذا شنت عملية عسكرية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني الموجودين في قواعدهم شمالي العراق. يذكر ان حزب العمال الكردستاني حزب قومي أسسه أكراد تركيا ويحارب الدولة التركية من أجل استقلال الكرد وتشكيل دولة كردية.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
22
عائلة بارزاني تنتقل الى النجف ومجموعة من البيشمركة تتوجه الى المدينة لترتيب مقر مؤقت له
شبكة أخبار العراق
علمنا ان مجموعة من البيشمركة الكردية وصلت الى النجف لترتيب سكن مؤقت في نفس المنطقة التي يسكن فيها عمار الحكيم . وقالت مصادر مطلعة في النجف ان عائلة البارزاني وصلت بالفعل الى المدينة وتقيم الان في دار كان البارزاني قد عملها مقرا له اثر اشتداد النزاع بينه وبين الاتراك في العام الماضي، وصرح في حينه مسؤول كردي ان الدار ليس سكن بل هو مقر لحزب البارزاني في المدينة، وكانت قد سرت شائعات قوية في اربيل يوم امس ان قوة من الكوماندوز التركي تتدرب على عمل انزال على مكان تواجد البارزاني في اربيل بغية اعتقاله على الفور، وكان مصدر في الخارجية التركية قد اشار في وقت سابق ان مسعود برزاني هو الداعم الاول لنشاطات حزب العمال الكردي، عكس غريمه جلال طالباني والذي تحدث صراحة انه يجب المحافظة على مكتسبات ماسماه بالاقليم وقطع التعاون مع حزب العمال، وتنظر القيادة العسكرية التركية بعين الريبة تجاه مسعود ولم يستبعد كبير معلقي وكالة جيهان التركية قيام القوات التركية باعتقاله،مرجحا حصول الاتراك على ضوء اخضر امريكي على التخلص من برزاني المعروف بنزعاته الاستقلالية
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
23
تفاؤل بطي صفحة تداعيات التفجير الذي فاقم الفتنة المذهبية ... حملة إعمار مرقدي سامراء بعد عيد الفطر
الحياة
سجل مئات من شباب سامراء اسماءهم للعمل في مشروع إعادة إعمار المرقدين العسكريين اللذين طاولهما الإرهاب، ما تسبب باندلاع أزمة أمنية طائفية لم تزل تتفاقم حتى اليوم.ورصدت رئاسة الوزراء حوالي مليوني و400 ألف دولار لإعمار مدينة سامراء، فضلاً عن مبلغ 8 ملايين دولار منحة من اليونيسكو لإعمار مرقد الإمامين العسكريين بعد عطلة عيد الفطر المبارك.وأوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الإعمار حقي الحكيم أن «لجنة إعادة إعمار الروضتين تعرفت إلى ما لحق بهما من دمار، إضافة إلى اجراء مسوحات ميدانية للمرقد، للبدء بتنفيذ المرحلة الأولى المتضمنة إزالة ما هو متهدم من الصحن وكشف الأساسات وإعداد التصاميم». وأضاف ان «الحملة تشمل تبليط شوارع وبناء مدارس ومراكز صحية ومحطات توليد كهرباء ومحطات للمياه ومرافق سياحية ومرافق خدمية، فضلاً عن الخدمات البلدية».وعن إعمار مرقد الإمامين العسكريين قال إن «المرحلة الأولى ستبدأ بعد عطلة عيد الفطر وتستمر عشرة أشهر، يتم خلالها رفع الانقاض واجراء المسوحات، لتبدأ بعدها المرحلة الثانية».وتعرضت القبة الذهبية لمرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري لتفجيرين: الأول في 22 شباط (فبراير) 2006 وأدى إلى انهيار القبة الذهبية، والثاني منتصف حزيران (يونيو) الماضي أدى إلى انهيار ما بقي من المئذنتين.وكان محمد جليل، المسؤول في منظمة اليونيسكو، أعلن «أن شركة تركية ستبدأ عمليات إعادة إعمار ضريح الأماميين بعد شهر رمضان». وأضاف أن «كل الأيدي العاملة ستكون من سكان المدينة، فيما سيكون خبراء الإعمار من الأتراك والمهندسين العراقيين الذين تم تدريبهم في اليونيسكو». وأوضح أن «الحكومة ستكون المسؤولة عن توفير الأمن».وأعرب أهالي مدينة سامراء عن فرحتهم بإعادة إعمار الروضة العسكرية وإناطة العمل بهم، إذ يعاني غالبية أبنائها من البطالة. وأكد بعضهم ان إعمار سامراء يشكل فرصة لتطبيع الأوضاع الطائفية في البلاد وفتح الأبواب لمصالحة وطنية شاملة تطوي صفحة الخلافات والتناحرات.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
24
الصغير ينتقد أفواج الصحوة التي شكلتها القوات الأمريكية في بغداد
الملف نت
انتقد جلال الدين الصغير امام وخطيب مسجد براثا في خطبة العيد افواج الصحوة التي شكلتها القوات الامريكية في بعض مناطق بغداد ، وقال انها "افواج مشكلة من طائفة واحدة وذات اجندة غير وطنية وتم تجهيزها بسلاح اقوى من سلاح القوى الامنية العراقية الامر الذي جعلها عاجزة عن مواجهه خطر تلك الافواج". وقال الصغير " اذا ماكان يراد للعراق تشكيل افواج للصحوة يجب ان تكون بنسب متوازنة من جميع الطوائف وتحت امرة القوات الامنية العراقية، وليس باجتهاد شخصي منها لكي لاتتحول الى عبء اضافي على القوات العراقية". وركزت خطب المساجد في مدينة الحرية شمال بغداد على جوانب دينية ونصائح تخص السلامة الشخصية للمواطنين في عيد الفطر حيث حثت عدة مساجد اصحاب المحلات على توخي الحيطة والحذر في العيد من وقوف العجلات امام محلاتهم ومنع العجلات الغريبة من التوقف لما تشكله من مخاطر على الاشخاص. كما اكد على ضرورة الالتزام بتوجيهات الامن والسلامة خلال تجول العوائل في العيد والغاء الزيارات غير الضرورية حفاظا على ارواح العوائل.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
25
المرجع الفياض يدعو الى منع تدخل الأحزاب في الأجهزة الأمنية وتوفير الخدمات
الوكالة المستقلة للأنباء
دعا المرجع الديني آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض، أحد مراجع الشيعة الأربعة في النجف، السبت، الحكومة العراقية و البرلمان الى اغتنام فرصة وعي الشعب العراقي بكل أطيافه في الوقت الحاضر بخطر الإرهاب للقضاء عليه، وكذلك منع تدخل الأحزاب في الأجهزة الأمنية من شرطة وجيش ومخابرات، كما دعا الى الاهتمام الجاد في توفير الخدمات الأولية والأساسية والحيوية للشعب العراقي.وجاء في بيان صادر من مكتب الشيخ الفياض في محافظة النجف، تلقت الوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) نسخة منه "إن على الكتل السياسية في الحكومة التخلي عن المصالح الذاتية والأغراض الحزبية الضيقة، والأخذ بعين الاعتبار مصالح البلد والشعب ككل."وطالب البيان الحكومة ب "تشكيل لجان من ذوي الكفاءة والخبرة في كل المحافظات للتحقيق في السير الذاتية للشرطة والأجهزة الأمنية وتصفيتها من الاختراقات."وأضاف "لأن مؤسسات الشرطة والجيش لابد أن تكون مستقلة وغير مربوطة بالأحزاب نهائيا،ً كما هو الحال في جميع بلدان العالم الحر." واصفا التساهل والتسامح في هذا الأمر بأنه "يزيد من تفاقم الوضع، ولأن أمن البلد والمواطن بيد الشرطة فإن كانت أجهزت الشرطة مخترقة فلا أمن للمواطن." ودعا الفياض الحكومة الى أن تتعامل مع الإرهابيين والمجرمين والمفسدين بــ"المثل" لأن دم العراقيين "ليس بأرخص من دم الإرهابيين". موضحا أن على الحكومة "اغتنام فرصة وعي الشعب العراقي في الوقت الحاضر بكل أطيافه إن الإرهاب عدوه... فتسعى وتتحرك لجمع شمل الشعب ورص الصفوف وتوحيد الكلمة بكل الوسائل الممكنة... للتغلب على الإرهاب الداخلي والخارجي."مطالبا كذلك من شيوخ العشائر في كافة أنحاء العراق "مساعدة الحكومة بجد في استقرار وضع البلد وأمنه، بقلع أوكار الإرهابيين والقاعدة من ناحية وخلع سلاح المليشيات في جميع أنحاء العراق."واصفا دور شيوخ العشائر بأنه "دور هام في الظروف الحرجة والاستثنائية وعند الأزمات."آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض بين في بيانه أن "أخطر شيء على الشعب العراقي هو الفساد الإداري والمالي." وزاد البيان أن على الحكومة "أن تقوم بتفعيل دور المصانع الحكومية والمعامل بكافة أنواعها وأصنافها لإيجاد فرص العمل للمواطنين؛ لأن لذلك دور كبير في استقرار الوضع واستتباب الأمن."وأخيراً دعا البيان مجلس النواب الى "الاهتمام الجاد في توفير الخدمات الأولية والأساسية والحيوية للشعب العراقي، كالكهرباء والماء والوقود والسكن وفرص العمل."وتقع مدينة النجف، مركز محافظة النجف، على بعد 180 كم جنوب العاصمة بغداد.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
26
محاولة اغتيال العلامة الحسيني قرب صور
السياسة الكويتية
تعرض العلامة السيد محمد علي الحسيني مساء أول من امس الجمعة الى محاولة اغتيال وهو في طريقه الى مدينة صور الساحلية الجنوبية اللبنانية عندما تهاوت مقدمة السيارة التي يستقلها وهي من ذوات الدفع الرباعي بطريقة مستغربة وانفصلت عن هيكلها وكادت تنقلب رأسا على عقب.
واتهم الحسيني في اتصال ب¯ »السياسة« في لندن امس »الحرس الثوري« الايراني »المتواجد في قواعد ومكاتب حزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت« بمحاولة اغتياله بوضع عملائه مواد مؤكسدة (اسيد خاص) على مقدمة السيارة قبل ان يستقلها مع سائقه من منزله في الضاحية باتجاه صور بنحو 45 دقيقة, وهو الوقت المطلوب لان تفعل هذه المواد فعلها في اذابة هيكل السيارة المعدني الذي انفصل وتحطم فوق الطريق ما كاد يؤدي الى تدهورها واصابة من فيها او مصرعهم.
وقال الحسيني: »ان الحرس الثوري بطلب من السلطات في طهران اتخذ قرارا باغتيالي, تماما كما كان اتخذ قرارا بتغييب الامام موسى الصدر (الذي اختفى في ليبيا في السبعينات) لانه رفض التقيد بتعليمات ايران وقادتها بالنسبة لسياسته في لبنان«.
واضاف الى قوله »انهم بدل استخدام وسيلتهم المعهودة وهي وضع عبوة ناسفة في السيارة كما يحدث لقادة لبنان على ايدي نظامي بشار الاسد ومحمود احمدي نجاد ابتكروا هذه المرة وسيلة جديدة لا تقل اذية واجراما عن وسائل التفجير هي عبارة عن مواد مؤكسدة مذيبة للمعدن وضعوها على مقدمة سيارتي فاصابتها بالاهتراء في ظرف لا يتعدى الساعة الواحدة ثم يسقطها وسط سيرها على الطريق العام بين بيروت وصيدا انطلاقا من الضاحية الجنوبية«.
وقال ان حملاته المتواصلة على التدخل الايراني الفارسي في شؤون الطائفة الشيعية العربية في لبنان والعراق »دفع بسلطات الحرس الثوري المتجذرة داخل حزب الله الى اتخاذ قرار اغتيالي خصوصا بعد الكلام القاسي الذي قلته في مؤتمر المعارضة الايرانية في باريس قبل نحو ثلاثة اسابيع بحضور 500 معارض وتسميتي الامور بمسمياتها«.
واتهم العلامة الحسيني الحرس الثوري الايراني بأنه »وراء كل ما يحدث في لبنان الآن ولأن مواقفي المعلنة عربية ضد التدخل الفارسي في عالمنا العربي فقد قرروا على ما يبدو الانتقال من التهديد الى تنفيذ اغتيالي«.
وقال انه تقدم من المدعي العام اللبناني ببلاغ ضد مجهول, والقضاء بدأ التحقيق في المحاولة.