Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الثلاثاء 4-9-2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
بوش في بغداد.. يواجه الحقيقة
افتتاحية
الجمهورية مصر


حط الرئيس الأمريكي بوش مع أركان إدارته أمس في العاصمة العراقية بغداد في زيارة لم يوجه الدعوة إليها أو يقبلها الشعب العراقي الذي فقد نحو مليون قتيل من ابنائه ونحو 4 ملايين من المشردين الباحثين عن وطنهم.
احيطت الزيارة بالسرية التامة فلم يعرف موعدها إلا المقربون جداً من الرئيس وكبار مساعديه خوفاً من رجال المقاومة الوطنية العراقية الذين كبدوا المحتل الأمريكي حتي الآن نحو أربعة آلاف قتيل.
ليست مصادفة أن يحاول بوش اكتشاف حقيقة المستنقع الذي أوقع بلاده وشعبه. وكذلك الشعب العراقي وشعوب أخري مجاورة. في اليوم نفسه الذي أعلنت بريطانيا أقرب حلفائه انسحاب قواتها من مقر قيادتها في قصر صدام بالبصرة إلي مطار هو نافذة الهروب وحرصت علي تصويره بأنه عمل مخطط وليس هزيمة.
إن خطة مواجهة الحقيقة قد اقتربت بالنسبة لبوش وكل من يسول لنفسه إذلال الآخرين واحتلال أراضيهم وسرقة ثرواتهم. بادعاءات وشعارات مزيفة.
لعله في بغداد يتخذ القرار الصحيح الذي سبقته إليه لندن وهو الفرار!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
بوش بين زيارتين

افتتاحية
الخليج الامارات

لا يمكن وضع زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش المفاجئة مع أركان حربه إلى العراق المحتل إلا في إطار الإصرار على المضي في سياسته المكابرة، التي لا تريد أن ترى الواقع على حقيقته، خصوصاً أن العراق والعراقيين عانوا من ويلات الغزو والاحتلال والفوضى القاتلة الكثير، وصاروا في خوف فعلي على وطنهم من الشطب من خارطة الدول القابلة للحياة موحدة سيدة حرة ومستقلة.

مأزق الاحتلال في العراق، الذي يعترف به العالم كله، باستثناء بوش ومن تبقى معه من محافظيه الجدد، يتلقى دفعة جديدة نحو التضخم، من خلال بدء البريطانيين تنفيذ “بروفة” الخروج التدريجي والنهائي من العراق، وترك بوش شبه وحيد، خصوصاً أن بريطانيا جوردون براون بدأت تتلمس طريقاً آخر غير الطريق الذي وضعها فيه توني بلير، من خلال تبعيته الكاملة للبيت الأبيض.

الحديث عن قرب الانسحاب البريطاني من العراق، والذي قد لا يتجاوز بضعة أشهر، لم يعد سراً ولا مجرد معلومات، فالكل يتداوله وصولاً إلى تحديد مواعيد له، وينتظر أن يشكل إتمامه ضربة موجعة لإدارة بوش وحسابات الاحتلال، في مرحلة يشتد فيها الخناق على المحافظين الجدد، خصوصاً في الداخل الأمريكي ومن قبل الكونجرس.

وقد يكون توقيت زيارة بوش وأركان حربه إلى العراق، أمس، بالتزامن مع انسحاب القوات البريطانية من البصرة، جنوباً، من باب القول لمن حوله إنه غير مهتم حتى لو خرج الجميع ممن شاركوه الغزو والاحتلال، وإنه ماض في استراتيجيته القائمة على توريث الاحتلال للعهد الذي يليه، وليفعل عندها ما يشاء.

وحديث بوش عن أن قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس أبلغه أن بالإمكان المحافظة على الأمن بقوات أقل إذا استمر التقدم المحرز في محافظة الانبار غربي العراق، حديث التفافي على مطلب برمجة الانسحاب الذي يريده الديمقراطيون وجزء من الجمهوريين ومعظم الجمهور الأمريكي، اضافة إلى معظم دول العالم، لأنه لا يريد أن يظهر بمظهر المتراجع، خصوصاً أنه ينتظر التقرير التقييمي من بترايوس والسفير ريان كروكر هذا الشهر، ليبنى على الشيء مقتضاه.

بين زيارة بوش الأولى إلى العراق بعد ثمانية أشهر على الغزو عام ،2003 وزيارته الثالثة الآن (سبتمبر/ أيلول 2007)، الفرق شاسع في الحال الكارثي الذي آل اليه العراق، وفي مأزق الاحتلال واشتداده، وخفوت الزهو الذي كان عليه بوش عندما أعلن النصر في العراق بعد شهرين على الغزو.. أي نصر هذا، إلا إذا كان تدمير العراق وتوزيع شعبه بين الموت والتهجير؟


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
ما هو الشيء القليل ؟
وليد الزبيدي

الوطن عمان


ما تدعيه الدوائرالأميركية بتحقيقها الشئ القليل في العراق،نحتاج الى التوقف عنده ، في محاولة للإمساك بأي خيط يقود إلى هذا القليل،الذي تحقق بعد أربع سنوات ونصف السنة من الاحتلال الأميركي للعراق،انا وغيري والملايين من العراقيين يريدون معرفة هذا الشئ القليل ، وفي الواقع ان مثل هذا الكلام لا يختلف على الاطلاق عن خطب واحاديث الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش،التي يصرفها على تحقيق الانجازات الكبيرة في العراق ، وعلى سبيل المثال القى بوش خطابا استغرق اكثر من نصف ساعة ، تحدث فيه عن المنجزات الكبيرة في مدينة تلعفر العراقية التي تقع شمال مدينة الموصل ، وكانت القوات الأميركية قد شنت هجوما كبيرا على أحيائها ، فدمرت البيوت وفرت العوائل لتسكن في العراء ، في حين رسم الرئيس بوش صورة أكثر من وردية لهذه المدينة التي يعيش أهلها ببؤس وفقر شديدين ، وبأوضاع أمنية في غاية التردي ، فتناقل أبناء تلعفر حينها ما جاء بخطاب بوش بكثير من التندر والسخرية والاستهزاء ايضا ، لان الرجل يتحدث عن جنة على سطح الارض في تلعفر ، في حين الناس يعيشون بجحيم لا يختلف عن الجحيم العراقي الذي يزداد ويتسع في كل ساعة.
في ذلك الوقت وحتى قبل عام لم تعترف ادارة الرئيس بوش بما هو حاصل في العراق،وواصلت كذبها على الرأي العام الأميركي والدولي ، وفي كل يوم يعلنون عن الإنجازات الكبيرة التي حققوها في العراق ، على طريق ضمان الأمن القومي الاميركي ، ولا ادري هل سيعترف الأميركيون الان بانهم فشلوا في ضمان الأمن للأميركيين ، بعد ان اعترفوا بفشلهم التام في العراق ، أعتقد أنهم لا يملكون مثل هذه الجرأة لمصارحة الشعب الأميركي اولا وقول الحقيقة كاملة غير منقوصة .
اما الشئ القليل الذي حققوه في العراق فلا يخرج عن اطار الكذب والتمسك باسلوب غوبلز وزير اعلام هتلر خلال الحرب العالمية الثانية،التي تقول اكذب اكذب حتى يصدقك الاخرين،وهذا ما حاولت الادارة الأميركية التمسك به ، دون ان يدركوا حقيقة في غاية الأهمية ، تقول بان العلم عبارة عن قرية صغير ة الان ولا تصلح فيها نظرية الكذب الكلاسيكية المتعافى عليها.
ليس ثمة ما هو كثير او قليل ،وان الادارة الأميركية عندما تحاول الترويج للشئ القليل ،انما تهدف من جراء ذلك تضليل الرأي العام ،لكي لا يبحث الاخرون عن التخريب والتدمير والقتل والتعذيب وتمزيق العراق ورميه في مهب الضياع، وحصل كل هذا في ظل الاحتلال الأميركي للعراق،ومهما حاولوا التمسك بالكذب على الاخرين ،لم يفلحوا لان ما فعلوه في العراق لا يخفى على احد.

كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
خيار براون

افتتاحية
اخبار العرب الامارات
القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بسحب القوات البريطانية من قصر البصرة تمهيداً للانسحاب الكامل من العراق مؤشر مهم إلى أن بروان قد تعلم الدرس من تجربة بلير في الحرب، بعد أن شاهد مقدمات سقوط سلفه وانتهاء إرثه السياسي. ويعلم غوردون أن قرار الانسحاب سيجعل بريطانيا حليفاً متدنياً، فقد ميزة الحليف الأول في الحرب على الإرهاب، وهو الأمر الذي يغضب الرئيس الأمريكي جورج بوش بشدة، ويترك ندبة عميقة في علاقة الرجلين، التي قد لا تهم بريطانيا كثيراً وهي ترى التحوّل الهائل في موقف الرأي العام البريطاني والأمريكي والعالمي من الحرب وأسبابها وذرائعها وعواقبها ونتائجها.

فالزعيم العمالي البريطاني راح ينظر إلى ماَل بلير، وكيف بدا الحزب الحاكم يفقد شعبيته بسبب الحرب وانحرافها عن مسارها الحقيقي وأهدافها المعلنة، وأراد أن يجمع شعث حزبه مرة أخرى تحت راية أخرى ليس لها علاقة ب (التبعية) للرئيس الأمريكي، الذي جعل من بريطانيا تابعاً أعمى لا يرى إلا ما ترى واشنطن، ولا يسمع إلا ما تسمع واشنطن، ولا تتخيل إلا ما تتخيله واشنطن.

ذلك الحال لم يعجب غوردون، ولا البريطانيين من خلفه، فأراد إصلاح المعوج من السياسات، وكان أولها العمل بسرعة على سحب القوات البريطانية كبادرة ساطعة يلفت بها نظر حزبه وأنصاره وجمهور البريطانيين إلى منهج جديد مختلف جملة وتفصيلاً عما كان سائداً في عهد بلير.

وتقول استطلاعات الرأي في بريطانيا إن رئيس الوزراء غوردون سوف يعيد ما فقده سلفه من شعبية وربما يجعل حزب العمال في مركز أفضل بعد أن تراجعت شعبيته تحت زعامة بلير. وهذا يعني أن المصالح الداخلية البريطانية تتغلب على المجاملات السياسية التي لا تضرب عرض الحائط بمصالح وطنية وقومية لبريطانيا.

وما اتخذه غوردون من قرارات لا تتعلق فقط بحزب العمال، إنما بتوجيه طعنة نجلاء إلى الحرب واعتبارها (مفسدة) للمنطق والموضوعية والمصالح، على الرغم من أن خسائر بريطانيا في الحرب لم تتعد 170 جنديا قتلوا في معارك بالبصرة.

وتأتي الطعنة البريطانية في وقت يسعى فيه الرئيس بوش لإقناع شعبه بأهمية مواصلة القتال (لأن البديل هو هزيمة أمريكا وانتصار الإرهاب).

وهذا المنطق لا يعني غوردون كثيراً لأنه يحارب في جبهة داخلية معقدة وتمثل خطورة على مستقبل حزب العمال. ولذلك لم يكن أمامه خيار غير الانسحاب. . وهو قرار يؤكد أهمية مراعاة المصالح الوطنية والوضع الحزبي قبل الانتخابات المقبلة.

هكذا يقدم غوردون براون درساً مهماً في مراجعة الأخطاء واستبدال ما هو سيئ بما هو أفضل. وهكذا هي السياسة الموضوعية التي لا تضع اعتباراً لمصالح شخصية أو مجاملات سياسية على حساب مصالح الوطن.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
الفراغ في العراق
د. وليد محمد السعدي
الراي الاردن

يجب على دول منطقة الشرق الأوسط بالذات الأخذ بمحمل الجد تصميم إيران على ملء الفراغ الذي سيحصل في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية منها عاجلا أم آجلا، فقد أعلنت طهران على الملأ منذ أيام قليلة عن هذا القرار الإيراني بكل وضوح لا لبس فيه، وكل الدلائل تؤكد هذه الإرادة الإيرانية والخطة الرامية إلى تحقيق هذه الإرادة وتوليها نسبة عالية من النجاح.فمن الواضح أن تطور الأحداث في العراق والمسلسل الدموي الذي رافق التدخل الأميركي في العراق عام 2003 تصب جميعها في خانة ديناميكية جديدة عصفت في العراق على مدى السنوات الثلاث الأخيرة والتي ستؤدي حتما في نهاية المطاف إلى تمكين إيران من أن تصبح الوريث السياسي الطبيعي للفراغ الذي سيتحقق عند زوال الاحتلال الأميركي عن البلاد، خاصة وان بوادر هذا الانسحاب أصبح يلوح في الأفق أكثر من ذي قبل بعد أن فشلت القوات الأميركية في ترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد، وأصبحت خسائرها البشرية والمادية اليومية لا تطاق، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان مسلسل الانسحاب الأميركي من فيتنام الجنوبية عام 1975 بعد الخسائر العسكرية الطائلة والمتتالية التي منيت بها القوات الأميركية على يد القوات الشيوعية النظامية وغير النظامية.والجدير ذكره في هذا الصدد المظاهرات الشعبية العارمة التي عمت أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة طالبة الكف عن التدخل العسكري في فيتنام وانسحاب قواتها منها خاصة على خلفية مشاهد الخسائر الأميركية العسكرية على يدي القوات الشيوعية، وبالإضافة إلى مشاهد الدمار الهائل الذي شهدته فيتنام نتيجة للقصف الجوي العشوائي من قبل الطيران الأميركي على أهداف مدنية وعسكرية للفيتناميين.ومن المسلمات بان الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة سيرث الحكم في واشنطن عام 2008 وعلى وجه الخصوص البيت الأبيض بعد أن فقد الجمهوريون نسبة عالية من التأييد الشعبي الأميركي بعد أن مني هذا الحزب بفضائح مختلفة ومتكررة في الآونة الأخيرة، وتزامن هذا بانحدار شعبية الرئيس الأميركي جورج بوش بالذات بين الأوساط الأميركية بما في ذلك حزبه الجمهوري، وبذلك أصبح الانسحاب الأميركي من العراق يرمي بظلاله على الساحة العراقية، الأمر الذي جعل واشنطن تستعجل الاتفاق على ترتيبات أمنية وسياسية تؤمن ذلك الانسحاب المرتقب بما في ذلك الاتفاق مع إيران حوله، علما بأنه جرت في بغداد عدة لقاءات بين كبار المسئولين الأميركيين والإيرانيين حول امن العراق وسلامته في المستقبل.وبذلك أصبحت إيران المستفيد الأكبر من الانسحاب الأميركي من العراق خاصة وان تركيبة السكان في العراق تؤكد بان الشيعة في العراق يشكلون الغالبية العظمى من سكان البلاد، وكل ذلك يشكل قاعدة شعبية ومذهبية متينة وقوية لتمكين إيران من وراثة الحكم في بغداد.وبذلك سينتهي العهد السني في العراق الذي دام طيلة العقود السابقة ابتداء من استقلال العراق عن بريطانيا عام 1932 ليحل محله العصر الشيعي ابتداء من الانسحاب الأميركي بحلول العام 2008.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
هل يكون المالكي آخر مسمار يحمل اللوحة الاميركية
سلطان الحطاب

الراي الاردن


الغريب ان المقاومة العراقية والاحتلال يلتقيان على تصنيف حكومة المالكي بالفساد وهو امر لن يدوم طويلا حين يجري وضع الحكومة العراقية بين مطرقة المقاومة وسندان الاحتلال في وضع لم يسبق ان عاشته حكومات في نفس الظروف من قبل والسؤال من اين يأخذ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سنده..؟ من الشعب الذي يفرز مقاومة تتزايد ام من الاحتلال الذي اصبح يهاجم حكومة المالكي وينذرها ام من الايرانيين الذي بدا نفوذهم يتزايد في العراق وخاصة من حزب المالكي و القيادات الشيعية التي قدمته .. ام من التحالف الجديد الهش الذي يرفضه الشارع العراقي (السني) كما ترفضه الولايات المتحدة المحتلة التي وصفت هذا التحالف (الشيعي الكردي) بانه لا يمثل المصالحة الوطنية او الوحدة الوطنية .

حكومة المالكي في مهب الريح فالعنف والمقاومة والقتل والتفجيرات والعمليات الانتحارية كلها تتواصل ولم تشهد تراجعا . والاميركيون وخاصه الادارة التي على راسها الرئيس بوش فقدت رهانها على المالكي و ادخلته الى حالة من الترويض في بعدي العصا والجزرة ولكنه هرب الى الامام ليجعل كلفة خلعه او ابعاده او تصفيته على الادارة الاميركية اغلى من كلفة بقائه حين يكون البديل الجعفري او من يقف اقرب الى التفاعل مع ايران وانفاذ ادوارها بشكل افضل ..

المالكي يعتقد ان الحال القائمة هي افضل من القادمة ويقارن بين ما هو متحقق وبين ما يمكن ان يحدث لو لم يكن في موقع المسؤولية وهو الآخر يلّوح بالحرب الاهلية التي لم يبق طرف في العراق الا وحذر منها بمن في ذلك الاميركيون..

العراق مقدم على الاسوأ وهو ينزف بشدة ومالم تقع خطوات جديدة تغييرية في الاقليم فان الجرح العراقي سيظل ينزف بغزارة. وقد تكون الايام القادمة اكثر سوءا خاصة وان خطة بغداد فشلت وعملية دعم القوات الاميركية بالعدد والامكانيات من اسلحة واعتمادات مالية لم تنجح وبدلا من استمرار ارسال القوات يتحدث الاميركيون وفي مستويات عليا سياسية عن خفض القوات يتزامن مع شروع بريطانيا الحليف الابرز للولايات المتحدة في احتلال العراق في سحب قواتها من البصرة واعادة تموضعها في اماكن اخرى تمهيدا الى تصفية احتلال المدن لصالح بناء قواعد عسكرية على ارض العراق تبقى احتلالها مختلفا ..

المالكي يحاول ان يستمر في المشي على الحبل بين الاميركيين والايرانيين وكل طرف فيهم يرى فيه (اي المالكي) بعض مصالحه وفي نفس الوقت الضرر بمصالحه. واذا كان الايرانيون اكثر جاهزية وقدرة على تعبئة الفراغ بعد المالكي بمن يعبر عن مصالحهم اكثر كالجعفري مثلا فان الاميركيين لا يجدون التبديل سهلا ويخشون ليس فقط انهيار ما تبقى من تحالفات داخل الحكومة بل انهيار امكانية اعادة بناء حكومة جديدة ..

الرئيس المالكي على مفترق الطرق ويحاول ان يقف على نفس المسافة من كافة الاطراف متوهما ان ذلك يمكن ان يبقيه في موقعه وهو بذلك كمن يقف تحت المزراب او بين الباب والشباك او من ينام في المقبرة ..

واذا كان البريطانيون وهم اكثر خبرة في شؤون العراق ينسحبون من المدن فلانهم يدركون ان بقاءهم اكثر سيكلفهم اكثر خاصة وان النفوذ الايراني يستفحل في المنطقة الجنوبية من العراق وتحديدا في البصرة وجوارها بعد ان اصبح التعامل في الاسواق والبضاعة والدخول والخروج اقرب الى الصنع الايرانية والقبول بالتعامل معها ..

والسؤال هل ينقلب الاميركيون على المالكي بانقلاب مباشر يطيح به ليستبدلوه بمن يعتقدون انه اقل خطرا في تمرير النفوذ الايراني ام انهم سيواصلون دحره والتشكيك فيه ومراقبته اذا ما اقترب اكثر من ايران؟! وهم يأخذون بهذا الاسلوب في تشويهه لتصبح كلفة بقائه حتى على حلفائه عالية ولذا فتحوا له الان ملف الفساد وارادوه ان يشرب منه رغم ان احتلالهم هو المسؤول الاول عن سياسة الفساد والافساد التي يغرق فيها العراق حين شجعوا ذلك او سكتوا عليه او اعتبروه ممارسة تعود على جماعاتهم بالنفع خاصة وان مشروع احتلال العراق كله لا يعدو ان يكون صفقات اقتصادية لانتفاع شركات اميركية ابرزها الشركات النفطية وتمثلها الادارة الاميركية سواء من جرى الاطاحة به مثل رامسفيلد او من ينتظر مثل نائب الرئيس ديك شيني ..

المالكي آخر مسمار يحمل اللوحة الاميركية التي لا يعلم احد ان كانت تخفي خلفها الخزانة الايرانية حيث يخشى الاميركيون نزع هذه اللوحة وفي نفس الوقت يخشون بقاءها وهم في حيرتهم تلك اجروا المحادثات الايرانية- الاميركية على الطاولة العراقية وامام هذه اللوحة حتى لا يحدث انتزاعها ووقوفهم امام حقائق جديدة وبداية مرحلة مرهقة !!!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
الطريق الأمريكي يمر بطهران
- مجد محمد

الهيئة نت
الادارة الأمريكية والرئيس بوش يواجهان ظرفاً صعب للغاية سوى على الصعيد الداخلي من ضغط الديمقراطيين ( ومن بعض الجمهوريين ) بسبب سياسة بوش في العراق خصوصاً بعد الحاجة الى زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق وتعاظم الخسائر المادية والبشرية فيه " 3645 قتيل و 27104 جريح لغاية 31/7/2007 وزيادة الحاجة الى الدعم المالي لتلك القوات " وكذلك على صعيد الأوضاع السياسية والأمنية في العراق من انهيار حكومة المالكي وفشلها على كافة الأصعدة والمخاطر التي تواجه العملية السياسية فيه وزيادة المعارضين للسياسة الأمريكية داخل البرلمان العراقي والداعين الى خروج القوات الأمريكية من العراق اضافة الى دخول المليشيات الشيعية الميدان العسكري وتهديدها المستمر للقوات الأمريكية والبريطانية واحتمال انسحاب القوات البريطانية من جنوب العراق والأخطر من كل ذلك دخول الأسلحة الايرانية المتطورة الى حلبة الصراع ضد تلك القوات وتعاظم التغلغل الايراني في العراق .

ومع اقتراب الانتخابات التمهيدية النصفية وزيادة نبرة الصراعات الانتخابية في أمريكا كل تلك المؤثرات شكلت ضغطاً كبيراً في اعادة تشكيل الرؤيا الأمريكية في العراق ودفعت الادارة الأمريكة في العراق الى تقديم الكثير من التنازلات السياسية واعادة صياغة الأجندة الأمريكية في العراق وفق رؤيا جديدة قد تتخلى فيها عن الكثير من ثوابتها وأهدافها القديمة الى أهداف ورؤيا جديدة تعتمد على توفير أقصى ما يمكن من الأمن لجنودها في العراق وتقليص الخسائر الى أقل الحدود الممكنة والأعداد للانسحاب ( الجزئي او الكلي أو المفاجئ ) من العراق .

وسيكون " للدور الايراني " المتزايد والقوي في العراق ظلاله الكبيرة على صياغة السياسة الأمريكية المستقبلية في العراق فهي وبموجب الأوضاع الحالية هذه غير مستعدة للدخول في معارك مع الجانب الايراني حيث أن ذلك يوسع من ميدان المعركة ويتطلب دعم مادي وبشري اضافي وهذا ما تتجنبه الادارة الأمريكية الحالية في العراق في الوقت الحاضر لذا فإن أمريكا بدأت تستشعر بأهمية الحل السياسي وعدم جدوى الحل العسكري ... والادارة وبوش في ورطة حقيقية ونذكر بالحقائق التالية :

1. اكتشاف فقدان ( 190 ألف ) بندقية من نوع ( AK-47 ) واسلحة أخرى كانت القوات الأمريكية قد سلمتها الى القوات العراقية حسب التقرير الذي أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون " نقلاً عن وكالات الأنباء ومنها " فوكس نيوز Fox news " ومما لاشك فيه أنها تسربت للمليشيات وتستخدم الآن ضد القوات الأمريكية العاملة في العراق وهذه بحدد ذاته مؤشر لولاء القوات العراقية الحالية ومدى اختراقها ... ومدى امكانية أن تصبح في أي لحظة قوات معادية .

2. اكتشاف وبشكل مؤكد وجود " معسكر واحد على الأقل " لتدريب المجموعات السلحة العراقية داخل الأراضي الايرانية وهناك معلومات بوجود معسكرات أخرى داخل الأراضي العراقية مما استدعى بنائب الرئيس الأمريكي " ديك تشيني " في 24 مايو / 2007 الى اقتراح توجيه ضربات جوية الى تلك المعسكرات والتي تدار من قبل قوات القدس الايرانية ( حسب تقرير الواشنطن بوست تحت عنوان "خطة تشيني التصعيدية السرية " " " cheney' Secret Escalation Planوالذي كتبه " دان فرومكين "" Dan Froomkin " ) .

3. افادة التقارير المخابراتية ( نقلاً عن تقرير " مايكل جوردن Michael Gordon " في صحيفة " النيويورك تايمز new york times " ) بأن 99% من الهجمات التي تمت ضد القوات الأمريكية في شهر حزيران / يوليو 2007 كانت باستخدام أسلحة خارقة للدروع شديدة الانفجار " EXPLOSIVELY FORMED PENETRATORS " التي تم جلبها من ايران وأن 73% من الهجمات التي تمت في شهر حريزان / يوليو 2007 نفذت من قبل العناصر الموالية لايران والتي سببت بمقتل 18% من اجمالي قتلى الجنود الأمريكيين في العراق "

4. اضافة الى تهديدات المسؤولين والقادة الايرانيين للقوات الأمريكية في العراق وانهم قادرين على إبادتهم وحرقهم في العراق [ دون أن يحددوا كيفية ذلك ] .

5. صرح الرئيس بوش في خطابه في المؤتمر القومي للمحاربين القدماء في 28/آب أغسطس 2007 قائلاً [ يقوم متطرفون مدعومون من قبل ايران بتدريب عراقيين على شن هجمات ضد قواتنا ... ويعكف أعضاء في قوة القدس التابعة للحرس الجمهوري الاسلامي بايران بتزويد جماعات متطرفة بالأموال والسلاح ومن بينها أجهزة تفجير متفوقة ... ] [ لقد زاد عدد الهجمات ضد قواعدنا وقواتنا بفضل استخدام ذخائر مزودة من قبل ايران ...ومؤخراً استولت قوات التحالف على صواريخ 240 ملم صنعت في ايران هذا العام وزودها عملاء ايرانيون لجماعات عراقية متطرفة ] " راجع الخطاب من موقع وزارة الخارجية الامريكية " . ورغم كل هذا فلا نتوقع من أمريكا أن تقوم بعمل حاسم ضد ايران خصوصاً أن الذين يؤيدون اجراءات أكثر تشدداً تجاه ايران لا يمثلون الا جزءاً صغيراً من الادارة الأمريكية رغم تعاظم الدور الايراني ليس في العراق فحسب بل في لبنان والخليج أيضاً وكذلك عدم ايقافها لانشطتها النووية .ورغم قناعة الأمريكان بأن ايران لاتريد استقرار العراق ولايخدمها ذلك ... ومع كل هذا يبقى خيار المواجهة مع ايران الخيار الأبعد وذلك متأتي من النظرة الأمريكية للأمن الأمريكي في العراق بموجب الظرف الذي تمر به الادارة الأمريكية الحالية والذي سبق بيانه والذي أكده روبرت جيتس " ROBERT GETS " وزير الدفاع الأمريكي في برنامج واجه الصحافة " MEET THE PRESS " الذي يقدمه تيم رسبرت " TIM RUSSERT " على شبكة NBC والتي تركزت حول الوضع الأمني والسياسي في العراق حيث يقول : ( أنه والقادة العسكريين على اقتناع تام بان النصر في العراق لن يتم بالحلول العسكرية ) ثم أن المنظور الأمريكي للأمن أو لتقدم الناحية الأمنية في العراق ليس مرهوناً بحجم الخسائر البشرية أو المادية التي تقع في صفوف العراقيين ولكنه مرهون بأمن الجندي الأمريكي بالدرجة الأساس وأن التغلغل الايراني يمكن أن يغض النظر عنه اذا لم يكن موجهاً الى الأمريكيين في العراق دون النظر الى مخاطر هذا التغلغل على الأوضاع السياسية والأمنية الاقليمية في المنطقة بل أن الظرف الصعب الذي تمر به الادارة الأمريكية والقوات الأمريكية في العراق جعلتهم يتناسون مخاطر هذا التغلغل حتى على مشاريعهم واهدافهم الاستراتيجية في المنطقة أو يؤجلونها .

ويوضح ذلك تصريحات " الرئيس الأمريكي بوش "وحسب ما نقله تقرير الواشنطن بوست في "خطة تشيني التصعيدية السرية " الذي يناقش الجدل الدائر بين مساعدي الرئيس الامريكي حول كيفية الرد على الدعم الايراني للمجموعات المسلحة والتي أكد فيها أنه طلب من السفير الأمريكي في العراق ريان كروكر "RYAN CROCKER " نقل رسالة الى الجانب الايراني – من خلال المحادثات الدائرة بين الطرفين – مفادها :

{ سوف تكون هناك عواقب لقيامها " ايران " بنقل أسلحة للمجموعات الشيعية المتمردة ، والتي " تتسبب في مقتل الجنود الأمريكيين في العراق " } .
ولم يتكلم الرئيس الامريكي عن ما يمكن أن تسببه تلك الأسلحة للمواطن العراقي .

ويوضح ذلك ايضآ " جوي سيستاك JOE SESTAK " عضو الحزب الديمقراطي وعضو لجنة الخدمات التسليحية في مجلس النواب الأمريكي( HOUSE ARMED SERVIES COMMITTEE ) والذي خدم في البحرية الأمريكية لمدة 31 سنة من خلال برنامج " LATE EDITION " الذي يقدمه " ولف بليتزر WOLF BLITZER " على شبكة الـ CNN في النصف الأول من أغسطس / آب 2007 وبعد أن اعرب عن عدم تفاؤله من الوضع الأمني والعسكري في العراق عند سؤاله هل يكون الحل العسكري هو الحل لمواجهة ايران يقول :

{ أن الأمريكين قد سئموا وتعبوا من الحرب في العراق ويريدون أن ينقذوا ما يمكن انقاذه وبالتالي فان انهاء الحرب ضروري ولكن غير كافٍ وأن ايران هي عامل حاسم وهام في تأمين الجنود الأمريكيين ولذلك فان كل ما نريده هو " طرق أكثر دبلوماسية وفاعلية في التوصل الى اتفاق مع ايران " ورغم ذلك يجب أن لا نسمح لهم بامتلاك السلاح النووي }

وقريب من هذا الرأي يقوله " دونكان هينتر DUNCAN HUNTER " عضو الحزب الجمهوري والمحارب السابق في حرب فيتنام وعضو لجنة الخدمات التسليحية في " مجلس النواب الأمريكي ( HOUSE ARMED SERVIES COMMITTEE ) حيث يصرح قائلاً أن على الجميع ديمقراطيين وجمهوريين أن يجلسوا معاً للحديث في مستقبل العراق ، لأن الفترة الزمنية الطويلة التي يحتاجها اعادة انتشار القوات الأمريكية تسمح لنا باستخدام آخر ما تبقى في جعبتنا من أدوات لم نستخدمها بعد ... " فالطريق للخروج من العراق يمر بطهران " ... ويعلل ذلك الانسحاب اليائس بـ [ تضائل الدعم الشعبي الأمريكي لهذه الحرب ، ولم تعد هناك آمال كبيرة لدى الرأي العام الأمريكي في تحقيق النصر في هذه الحرب وأشار البرنامج " LATE EDITION " الى استطلاع للرأي العام الأمريكي تركز حول سؤالين أساسيين: الأول : هل تعتقد أن الولايات المتحدة تحقق النصر في العراق فكانت اجابة 63% بـ " لا "

أما السؤال الثاني : هل تعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تحقق النصر فأجاب 45% بـ " نعم " و 43% بـ " لا "

وبهذا نخلص الى ان الرؤيا الأمريكية متناقضة تماماً مع المصلحة والرؤيا العراقية في أمرين متلازمين هما :

1. مستوى التقدم الأمني في العراق .
2. التغلغل الايراني فيه .
فمستوى التقدم الأمني من المنظور الأمريكي يقاس بمقدار سلامة الجندي الأمريكي في العراق . وكلما انخفضت خسائره فيه دل ذلك على وجود تقدم في الناحية الأمنية بغض النظر عن الخسائر التي قد تقع على المدنيين العراقيين . وأن الهم الأمني و الهاجس الأول للادارة الأمريكية في العراق هو الحفاظ على حياة الجنود الأمريكيين.

أما النظرة الأمريكية الى التغلغل الايراني في العراق فتمتاز بما يأتي :
1. قصر النظر الى الدور الايراني في العراق بمجرد كونه قوة عسكرية ضاغطة على القوات الأمريكية فيه فقط بالشكل الذي يحد من حركتها وتأثيرها ويعيقها عن تنفيذ أهدافها وواجباتها ويقاس بحجم هذا الضغط المباشر دون النظر الى تأثيره على الأوضاع السياسية الداخلية أو تأثيره على الصراعات الطائفية فيه ولا حتى تأثيره المباشر على الأوضاع الأمنية طالما كانت بعيدة عن الجيش الأمريكي ...

2. تأمين سلامة الجيش الأمريكي من التعرض الى الهجمات خصوصاً في حالة التفكير بالانسحاب " الجزئي أو الكلي أو المفاجئ " من العراق .

3. اغفال مخاطر ذلك التغلغل من الناحية السياسية أو الاجتماعية أو الدينية أو الطائفية داخل العراق فضلاً عن تأثير ذلك التغلغل على أوضاع المنطقة برمتها بل وتأثيره على مجمل الأوضاع السياسية العالمية ( مؤجلين النظر في تاثيره حتى على المشروع الأمريكي في المنطقة ) .

4. لعل الامريكان لم يصلوا الى قناعة ان ايران تعد العدة لكي تشغل الفراغ الذي سيخلقه الانسحاب الامريكي ( الكلي او المفاجيء) من العراق
لذا فان الأمريكيين وتحت ظرف خاص ــ بدأ الإيرانيون يسعون الى تشكيله ــ ( وبمساعدة بعض الأطراف الموالية لهم داخل العراق بل وداخل بعض أجهزة الحكومة الحالية ) ووضعهم فيه لجرهم الى اتفاق ثنائي يؤمن للأمريكين الحماية داخل العراق كما ويؤمن لهم الانسحاب من دون خسائر وترك العراق للنفوذ الايراني ولعل الايرانيون مستعدون لتأجيل امتلاكهم للسلاح النووي وتغيير أجندتهم في لبنان مقابل تعزيز وجودهم في العراق ...

ولكن لابد من قول كلمة اخيرة أن كل ذلك ما كان ليحصل لو كان الوضع العراقي الداخلي قوياً متماسكاً ووطنياً ... وهذا يؤكد الحاجة الى المشروع الوطني العراقي بعيداً عن كل التأثيرات الأمنية والطائفية التي تقسم العراقيين وتقسم العراق ... ولو كانت الجبهة الوطنية الداخلية قوية ومتماسكة ولو كان المشروع الوطني الموحد قوياً وحاضراً لما مر طريق الأمريكان من طهران ... ولم يحتاجوا هم الى ذلك . ولبقيت بغداد عزيزة مهابة عصية على الأعداء أياً كانوا ...



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
إيران تنتقل إلى مرحلة لملء الفراغ *
رسمي حمزة
الدستور الاردن
يبدو أن إيران قد إنتقلت إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة من أي وقت مضى ، في إطار سعيها للهيمنة على الإقليم الملتهب ، حتى أن قادتها بدأوا بالتفكير على طريق تقاسم تركة "الرجل المريض".
وعملياً ، فإن الأطماع الفارسية قديمة جديدة ، لكنها هذه المرة بانت على حقيقتها ، وما يحزننا أنها ترغب بتنفيذ هذه الأطماع على أرض الواقع دون أي إكتراث أو إعتبار للدماء والآلام العراقية ، ونتألم كثيراً حينما ندرك أن شكوكنا في تورط إيران في التخطيط والتنفيذ والمساعدة على أرض الواقع للقوات الأمريكية في الحرب الأخيرة والمستمرة ، قد بان أنها حقيقة ، وان الخنجر الإيراني الإسلامي ، قد نفذ من الخاصرة العراقية إلى بطن العالم العربي الذي يترنح تحت وقع الأزمات والشدائد.
تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد المتمثلة "بملء الفراغ في العراق" لا تبشر بنوايا إيرانية طيبة تجاه العراق ، سيما وأن هذا البلد يواجه أزمات ومآزق تشمل الحكومة العراقية والقوات الأمريكية المحتلة ، وهي أزمات على مفترق طرق ، السير في أي منها يقود إلى كارثة من نوع مختلف ، وبالتالي ، فإن حالة من الفراغ ستحصل بالتأكيد في ظل حالة الوهن العامه ، وهنا جاء وقت قطف الحصاد لأحمدي نجاد وإيران الفارسية ، فتطوع الرجل ليطمئن الولايات المتحدة والعراقيين والعالم العربي المنقسم ، بأن إيران مستعدة لملء الفراغ ، أي إحتلال العراق ، وهذه المرة ليس من خلال أزلامها الشيعة فقط ، بل بالإحتلال العسكري.
إن الأزمات الحالية ، بطرقها المغلقة هي أخطر ما واجه النظام العربي عبر تاريخه ، فلا أفق للخروج من شرنقة الإختناقات في هذا الإقليم ، من لبنان إلى فلسطين إلى العراق والسودان ، ثم الأكثر خطورة إلى المواجهه المحتملة بين من سماهم الكاتب "عادل مالك" بين "المحافظين الجدد في البيت الأبيض والمجانين الجدد في إيران" ، وهي الحرب التي ستحرق الإقليم في حال نشوبها ، وتؤخر إنقشاع غيومه لعقود قادمة.
إن أخطر ما في الأزمة العراقية حالياً هي وصول مسارب الأمل إلى متاريس يبدو أن فرص تجاوزها ضئيلة ، والأهم أن الولايات المتحدة ، وتبعاً لظروفها السياسية الداخلية ، تسعى للخروج من عنق الزجاجة ، ولا بد من التفكير بطريقة خروج تحفظ ماء الوجه ، وبدأ المشوار بالتهيئة أن حكومة المالكي غير كفؤة ، وانها فاسدة وطائفية ، وغير قادرة على فرض مبادرات سياسية للمصالحة الداخلية ، بمعنى أن الحكومة العراقية هي من فشلت وليس القوات الأمريكية التي نفد صبرها .
لكننا لا نعرف إلى أين يمكن أن يذهب عقل المحافظين الجدد للتغطية على الهزيمة ، مثل شن حرب على إيران تخلط الأوراق على مبدأ أن الغريق لا يخشى من البلل ، فتعيد رص الصفوف خلف الرئيس المهزوم وإدارته اليائسة ولو إلى حين ، وبكل الأحوال ، ستزداد الأمور سوءاً وتعقيداً ، وستبقى أبواب الحلول أمام الأزمات في إقليمنا مغلقة.
إن تبرع أحمدي نجاد باستعداد إيران لملء الفراغ أفزعنا قبل أن يفزع العراقيين ، فهم لا يرغبون في الإنتقال عبر إحتلالين ، فسيطرة أمريكية كاملة لم تمنع عمائم طهران في العراق من تنفيذ جرائمهم الطائفية المقيته تجاه السنه ، وهي بكل الأحوال ، تصريحات غبية لا تنم عن حنكه وتفهم لمشاعر العالم العربي ، بل تنم عن عنجهية وغرور ، وهي بذلك تدخلنا في مرحلة حاسمه من الصراع ، توقظ فينا مخاوفنا القديمة الجديدة من الأطماع الفارسية ، أما خيارات العراقيين: فاحتلال أمريكي دائم لا يقايض باحتلال عسكري إيراني لأيام ،


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
فيلم السهرة .. أمريكي مكرر!!

محمد كعوش
العرب اليوم الاردن
ما اشبه الليلة بالبارحة .. لقد شاهدت ذات الطائرة ونفس الرئيس!!عندما شاهدت طائرة الرئيس بوش تهبط في العراق تذكرت احداث الفيلم السينمائي الذي تابعته باهتمام حتى ساعة متأخرة من ليلة امس ..

الفيلم الامريكي يتحدث عن حياة وسيرة الرئيس الامريكي ليندون جونسون خلال عهده في البيت الابيض وفشل ادارته للحرب في فيتنام والازمة الداخلية الامريكية الناتجة عن هذه الحرب واطلاقه مصطلح "المجتمع العظيم" حيث وصفته الصحافة بلقب "امبراطور روما"!!

بين حين وآخر كان الامر يختلط على المشاهد, فقد شاهدنا ذات السيناريو للحرب في العراق مع تغيير في اسماء القادة والاحداث والمواقع, حتى انني كنت اعتقد لوهلة ان الفيلم يروي قصة وازمة الرئيس جورج بوش المهزوم في العراق المأزوم في الداخل الامريكي .. وما يتخلل ذلك من ادعاءات وتزوير للحقائق واكاذيب وتقارير محرفة حول الصراع الحقيقي .. الذي يدور على الارض.

قد يكون الرئيس جورج بوش هو الاقرب بين رؤساء امريكا الى الرئيس ليندون جونسون في التهور والغباء والفشل, وخصوصا عندما شاهدت الرئيس جونسون يتوجه بطائرته الى سايغون في فيتنام ليرد على التقارير التي اكدت الهزيمة الامريكية في الحرب وانهيار الروح المعنوية لجنوده ويطالب بزيادة القوات التي بلغت مع القوات الحليفة نصف مليون جندي .. سمعت العبارات والمفردات نفسها التي يطلقها الرئيس بوش من البيت الابيض ..

يبدو ان التاريخ يعيد نفسه بصورة كاريكاتورية, فقد تحدثت التقارير التي كانت ترد الى البيت الابيض والبنتاغون والمخابرات المركزية من سايغون عن فساد العملاء من حكام سايغون المتعاونين مع الاحتلال, كما تحدثت التقارير ان قوات سايغون كانت مخترقة من رجال المقاومة "الفيتكونغ" ..

واكثر من ذلك فقد لعب وزير الدفاع السابق رامسفيلد دور روبرت مكنمارا الذي سيطرعلى وسحر الرئيس جونسون وتحكم بقراراته وخصوصا الاستمرار في الحرب والتصعيد وقصف هانوي .. ثم استقال او اقاله الرئيس عندما اصبحت الامور اكثر تعقيداً وخطورة .. وعندما بدأ كل من حوله بالقفز من السفينة التي شارفت على الغرق.

اتحدث عن فيلم سينمائي حول الرئيس الامريكي الذي قاد عصابة الحرب في فيتنام, ولكن الآن تدور نفس الاحداث والتفاصيل في حرب العراق, حيث كتب قادة عصابة الحرب نفس السيناريو ولكن ليس لفيلم سينمائي على الشاشة بل لحرب حقيقية دامية تدور احداثها على ارض الواقع في العراق وستكون نتائجها مماثلة ومشابهة لنتائج الحرب في فيتنام ... هزيمة الاحتلال الحتمية من دون الاستفادة من الدروس القاسية والعبر المرة.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
المعارضة في أعسر اختباراتها*
خيري منصور
الدستور الاردن
ما زلت اذكر تلك الليلة المتوترة التي التقينا فيها عددا من رموز المعارضة العراقية «السابقة» في منزل الصديق الراحل اياد القطان..
لم تكن بغداد قد أسقطت بعد ، ولم يعد المظلوم قد تحول الى ظالم ، وكان الخطاب الاكثر رواجا في تلك الايام هو البحث عن البديل الديمقراطي.. الاشخاص الذين نشهد معظمهم على الشاشات الفضائية يصرحون من بغداد.. كانوا ضيوف تلك الليلة ، فسبحان مبدل الاحوال..
الديمقراطي الذي يتحدث عن اشواقه لخلق عراق جديد كما لو انه ينزف الكلمات من اصابعه رسب في اول اختبار.
والصديق القديم الذي شهدت مقاهي بيروت وأزقتها عباراته المشحونة بالشعر تبدل ايضا ، لان من يتدفأ على نار المدفأة عن بعد ليس كمن يغرز اصابعه في جمرها ،
ليث كبة الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية السابقة قال بالامس ان ستة من الساسة العراقيين يديرون المسرح ، ويعينون ويقيلون.. لكنه لم يقل ان هؤلاء النصف دستة لهم ايضا من يعينهم ويقيلهم ويشحنهم كالموبايل ثم يفعل ما يشاء ،
ان ما يجري في العراق ، اعادني مجددا الى الاصغاء لشريط مسجل للحوار الذي دار في منزل الراحل اياد.. ولا ادري لماذا انصرفت على الفور عن الاصغاء الى اعادة قراءة صفحات من مسرحية «العادلون» لالبير كامو.. فهي تدور عن شهاب الدين السياسي واخيه الانكى منه ، كي لا نقول كلمة اخرى تجرح الذوق العام،
عدد القتلى والمقابر الجماعية ، ومجازر ما يسمى مجهولو الهوية اضعاف ما كان من قبل. والفوضى رغم انها لا تقاس الا انها اضعاف ما يمكن تصوره في اي وضع اخر ، ان كل المعارضات عندما تتعرض لاختبار عسير قد تكون نسبة الرسوب فيها اكثر باضعاف من نسبة النجاح ، خصوصا اذا كانت معارضة مركبة ، او ذات تكوين من طراز خاص ، تجد فرصتها الذهبية في الاحتلال ،
ما سمعناه في تلك الليلة من اصدقاء عراقيين حالمين بعراق ديمقراطي وأخضر وجديد هو على النقيض مما نرى ونسمع..
مئة الف دولار دية المخطوف اذا قدر له ان يعود الى اهله حيا.
بالامس قالت لي ام عراقية تعيش في عمان انها افتدت ابنها المخطوف بربع مليون دولار.. والامر متروك لذوي الخيال كي يتصوروا من اين يمكن لاسرة من الطبقة المتوسطة ان تجمع مثل هذا المبلغ..
ان العراق كله مخطوف ، والفدية قد لا يكفيها نفط باطن الارض كله ، لان المخطوف هذه المرة اعتدي عليه ، ففقد احد عينيه لهذا فهو لا يرى الا جهة واحدة من المشهد ،
ولحسن الحظ ان الزهايمر لم يتحول الى وباء سياسي حتى الان ، وعلى من يصرحون امام الكاميرات كما لو ان التاريخ بدأ في ابريل عام 2003 ان يتذكروا ما قالوا كي يتسنى لنا ان نقارن بين المقول والمفعول ،
وقد تكون قراءة مسرحية مثل «العادلون» لالبير كامو وصفة نموذجية لمن لا يستطيعون استيعاب ما يجري من حولهم.
خصوصا اذا كان القادم هو الاسوأ ،


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
بوش وسفينة نوح
طاهر العدوان
العرب اليوم الاردن
وصل الرئيس بوش بصورة مفاجئة الى محافظة الانبار في خطوة مسرحية تهدف الى مواجهة تداعي جبهته العراقية على اكثر من صعيد, من جبهة الحلفاء الى جبهة المواجهة المنتظرة داخل الكونغرس عند الاستماع الى تقرير قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال بترايوس في الخامس عشر من الشهر الحالي.

قد تكون صدفة غير سعيدة لبوش, ان يعلن البريطانيون استكمال انسحابهم من البصرة في اليوم نفسه الذي وصل فيه الى العراق, فمثل هذا الحدث مؤشر على تداعي صفوف الحلفاء, ومن ينسحب من البصرة ليس حليفاً عاديا, انما هي بريطانيا الشريك الاساسي في عملية الغزو والاحتلال.

بالنسبة لنا في هذه المنطقة القريبة جدا من الكارثة العراقية, نترك التعليق على زيارة بوش الى المعارضة الديمقراطية في بلاده, فهي خبيرة بالاساليب البوشية التي تتمحور حول تجاهل واحتقار الجميع, بما في ذلك الرأي العام الامريكي المعارض في اغلبيته لاستمرار المهمة القذرة في العراق.

تدل الزيارة المفاجئة, ان الرئيس الامريكي سيواصل عناده وسيستمر في حربه على الشعب العراقي, حتى وان اقتصر الامر عليه وعلى تشيني في مواجهة العالم كله المطالب بانهاء الاحتلال. والزيارة ايضا مؤشر بان تقرير بترايوس, ان كان سلبيا او ايجابيا فانه لن يغير من مواقف بوش وعناده في الاستمرار بـ "المهمة" حتى آخر نقطة دم عراقية.

لقد فقدت السياسة الامريكية - في العراق - محتواها الاخلاقي عندما قامت بشن حرب على بلد صغير وتدميره بالاستناد الى حجج كاذبة حول اسلحة الدمار الشامل. لكن السقوط الاكبر هو ما يلحق بصورة امريكا في اذهان العرب وجميع الشعوب المناهضة لهذه الحرب.فزعامة ما يفترض انه قيادة العالم الحر, وقلعة الدفاع عن الديمقراطية والمثُلُ الانسانية تتخلى تماما عن مسؤولياتها تجاه العمل على وقف الكارثة الانسانية في العراق التي بلغت ضحاياها حتى الان اكثر من مليون قتيل مدني, اضافة الى تهجير اربعة ملايين. وهذا جزء من فيض مأساة مدوية يقترن اسمها بادارة بوش وزمرة المحافظين الجدد.

حاولت ان اجد في التصريحات الامريكية التي غطت زيارة بوش السرية اي عبارات تعبر عن اهتمام الادارة الامريكية باوضاع العراقيين المأساوية فلم اجد, ابتداء من انقطاع الكهرباء الدائم وتدهور البنى التحتية وانتهاء بعمليات التهجير والقتل والجثث المكتشفة في شوارع بغداد فجر كل يوم.

مأساة كبرى, ان يظهر "زعيم الديمقراطية" بلباس صيفي بين جنوده في الانبار, وكأنه في زيارة نهاية الاسبوع الى منتجعه بولاية تكساس, بينما لم تختف بعد احصائيات نهاية شهر اب من الاذهان والتي تتحدث عن هجرة 60 الف عراقي خلال الشهر الماضي ومقتل 1800 مدني عراقي واكتشاف حوالي 500 جثة في بغداد.

في النهاية, شر البلية ما يضحك, ويبدو ان الرئيس بوش مصمم على ان يواصل مهمته في العراق حتى تهجير آخر عراقي وقتل آخر مقيم في بغداد والحاق ارض الرافدين بمدائن صالح او بطوفان نوح الذي يقال ان سفينته رست على جبال طوروس, فقد يحول "الرئيس" احدى حاملات طائراته الى سفينة نوح اخرى تحمل عينات من بقايا الانسانية في العراق.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
حكومة المشروع الوطني العراقي تعزيز لسيادة العراق وكرامته

عبد الكريم عبد الله
السياسة الكويت
نحن جميعا نعرف ونتفق على ان حكومة السيد المالكي قد فقدت نصابها السياسي, والدستوري حتى, بحكم اخفاقاتها المتراكمة حتى في اشاعة نوع بسيط من التوافق بين مكوناتها هي, الامر الذي دفع بهذه المكونات الى الهرب مما يمكن تسميته - السفينة المثقوبة - الوشيكة الغرق, وترك المالكي ومن تبقى من حكومته معلقين بخيوط واهية ما زالت توفرها مصالح فئوية محلية ضيقة, واجنبية اقليمية, مرهونة هي الاخرى بمدى قدرة المالكي على تقديم المزيد من التنازلات وتلبية متطلباتها التي تتعارض بل تتقاطع مع ابسط متطلبات المشروع الوطني العراقي, التي يمكن تلخيصها في احترام سيادة العراق, فأي احترام لهذه السيادة ابدته هذه الحكومة?
كشف الاستاذ طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية, ان رئيس وزراء العراق, وقع خلال زيارته الاخيرة الى انقرة, اتفاقية مع الجانب التركي, تبيح الارض العراقية المحاذية لتركيا, للجيش التركي ليتوغل فيها بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردي التركي, مقابل ان تمنحه الحكومة التركية دعمها للبقاء في السلطة! وهذا هو احد الخيوط الواهية التي اشرنا اليها, وما يثبت صحة كلام الهاشمي, هو القصف اليومي بالمدفعية الثقيلة للقرى الحدودية العراقية المتاخمة للحدود التركية وصمت الحكومة العراقية المفجع عن هذه الجريمة التي يدفع العراقيون ثمنها, دما وارضا وعرضا وكرامة, وعلى ضوء تصريح الهاشمي هذا, يمكن القياس ايضا واستنتاج, ما تم في زيارة السيد المالكي الاخيرة الى طهران, وطبيعة الاتفاقات التي وقعها مع النظام الايراني, ويمكن هنا ايضا ايراد وقائع القصف بالمدفعية الثقيلة من الجانب الايراني للقرى الحدودية العراقية في منطقة بنجوين بعد عودة السيد المالكي من طهران بايام وبالذريعة التركية نفسها, وهذا هو الخيط الواهي الآخر الذي تتعلق به حكومة المالكي للبقاء في السلطة على حساب كرامة العراق وسيادته .
ان حكومة-خيوط- بقائها في السلطة تتلاعب بها اصابع اجنبية, كما بينا بجلاء, لا يمكن ان تحفظ كرامة البلد وهذا ما تكشف عنه استهانة دول الجوار كلها بسيادة العراق واولها ايران, ولا يمكن ان تحترم حريته, فهي مرهونة باتفاقات سرية تكبل معصمها ومعصم العراق كله وعلى مسؤوليتها, ولايمكن ان تكون حكومة وحدة وطنية كما تعلن, وهي تتشظى ويبتعد عنها الوطنيون, ومن يظن ان العراقيين غافلون عما يدور حولهم, واهم, بل غارق في لجج الوهم, وغبي حتى العظم,- فالعراقي »مفتح بالتيزاب« كما يقول العراقيون انفسهم, وتلك حقيقتهم, وهم جميعا, لم تعد تهمهم الاسماء الشخصية, فكاريزما الفرد او الفئة او الحزب, مهما كان تاريخه, صفحة طويت من تفكير العراقيين وقناعاتهم, وما يعتمدونه اليوم, هو البرنامج, المشروع, والقدرة على تنفيذه بعد الايمان الصادق به, ولا مشروع يمكن ان يرضى عنه العراقيون سوى المشروع الوطني العراقي, ولا حكومة يمكن ان يقبلوها سوى حكومة المشروع الوطني العراقي لتعزيز امن وكرامة وحرية واستقلال وسيادة العراق, وهو ما سيتم حكما بحكم حتمية الجدل التاريخي التقدمي في مسار الشعوب.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
الانسحاب الأمريكي يغرق إيران في المستنقع العراقي

د‏.‏ وحيد عبدالمجيد
الاهرام مصر
جولة جديدة من الجدل حول الانسحاب من العراق تشهدها واشنطن خلال الأيام المقبلة‏.‏وكما حدث في جولات سابقة متوالية منذ انتزاع الديمقراطيين الأغلبية في الكونجرس‏,‏ ستحدث مواجهة بين من يضغطون من أجل التعجيل بهذا الانسحاب ومن يصرون علي إرجائه أملا في خروج يحفظ ماء الوجه‏.‏

وقد تكون الجولة الجديدة في هذه المواجهة أكثر حدة‏.‏ وثمة عوامل ثلاثة تدفع إلي هذا التوقع‏:‏ أولها الفجوة الواسعة بين أنصار استمرار الاحتلال ومعارضيه بشأن تقويم نتائج خطة بوش الأمنية‏.‏ وثانيها أن اتجاها يعتد به في القيادة العسكرية الأمريكية بات يفضل الشروع في انسحاب تدريجي‏.‏ وانضم قادة ميدانيون في العراق إلي هذا الاتجاه‏.‏ وثالثها تأثير الاتجاه البريطاني إلي تعجيل سحب القوات‏.‏

غير أن هذا لا يعني أن الجولة الجديدة في المواجهة الأمريكية الداخلية ستكون حاسمة‏.‏ فلم ينضج الوضع بعد لاتخاذ قرار الشروع في الانسحاب‏.‏

وقد لا تكون هذه الجولة في حد ذاتها مؤثرة بقوة في مسار المنهج الذي تتبعه إدارة بوش في معالجة أزمتها في العراق‏.‏ ولذلك فربما لا يترتب عليها الكثير بشأن ما ستكون عليه السياسة الأمريكية في العراق خلال الفترة الباقية من إدارة بوش الثانية‏,‏ والتي تمتد حتي يوم تنصيب الإدارة الجديدة في‏20‏ يناير‏.2009‏

ومع ذلك ربما يكون أهم ما ستظهره هذه الجولة هو ما آل إليه ميزان القوي بين طرفيها‏,‏ ومدي التقدم الذي يحرزه أنصار الانسحاب في تعزيز موقفهم‏.‏

والأرجح أن نتيجة المواجهة بين أنصار الانسحاب ومعارضيه ستتوقف علي مسار الصراع مع إيران أكثر مما ستترتب علي حالة العراق التي لا يبدو أنها قابلة لتغير ملموس خلال الأشهر القادمة‏.‏

ومع ذلك فثمة علاقة قوية واضحة بين مسار الصراع الأمريكي الإيراني‏,‏ الذي يشمل المنطقة علي اتساعها‏,‏ وتطور الوضع في العراق‏,‏ خصوصا من زاوية التغلغل المتزايد لإيران والذي لا يقتصر علي مناطقه الجنوبية‏.‏

وبالرغم من وجود أبعاد متعددة لهذه العلاقة‏,‏ فالافتراض الذي لم يلق عناية بعد هو أن الانسحاب الأمريكي يمكن أن يؤدي إلي توريط إيران في مستنقع لا يقل خطرا عليها من ذلك الذي غرقت فيه أمريكا بقواتها وسياستها ومشروعها أجمعين‏.‏

لقد راكمت طهران‏,‏ ومازالت‏,‏ رصيدا كبيرا من جراء الأخطاء الأمريكية القائمة إلي حد أنه قد يصح القول بأنها هي المنتصر الوحيد في حرب‏2003‏ علي العراق‏.‏ غير أن مكاسب هذا الانتصار مرشحة للتحول إلي خسائر في حالة إقدام الأمريكيين علي الانسحاب بخلاف ما يعتقده أركان إدارة بوش‏.‏ وكان آخرهم في التعبير عن هذا الاعتقاد السفير الأمريكي في العراق ريان كروكر‏,‏ الذي حذر في‏17‏ أغسطس الماضي من أن‏(‏ سحب القوات من العراق قد يفتح الطريق أمام تقدم إيراني كبير يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة‏).‏

وهذا تقدير سطحي تماما للموقف في حالة الانسحاب لأنه يغفل حجم ونوع التغيير الذي سيحدث في أنماط التفاعلات الداخلية العراقية التي أصبحت إيران جزءا لا يتجزأ منها بحكم وجودها الكثيف سياسيا ومذهبيا وعسكريا واستخباراتيا واقتصاديا واجتماعيا‏.‏

فالرصيد الذي كونته إيران نتيجة الاحتلال يمكن أن تفقده عقب الانسحاب‏,‏ بل ربما يتحول من رصيد دائن إلي رصيد مدين إذا لم تنتبه قيادتها في الوقت المناسب إلي أن هذا الانسحاب يجعل الدائرة تدور عليها‏.‏

والأرجح أن هذه القيادة لن تكون قادرة‏,‏ من حيث منهجها وطريقة تقديرها للأمور‏,‏ علي إدراك أن الانسحاب الأمريكي لن يؤدي إلي تجفيف المستنقع العراقي‏,‏ وأن انزلاقها فيه سيكون بأسرع مما تتخيل‏.‏

فالانسحاب الأمريكي يسحب من إيران الورقة الأكبر والأهم التي تعتمد عليها في بناء علاقات متوازية مع قوي متناقضة يصعب‏,‏ بل يستحيل‏,‏ الاحتفاظ بهذه العلاقات معها في ظل وضع طبيعي‏.‏ ولا يقتصر ذلك علي علاقات إيران مع القوي الشيعية من ناحية وجماعات إسلامية سنية بعضها شديد التطرف من ناحية أخري‏.‏ فلا يقل أهمية عن ذلك‏,‏ بل يزيد‏,‏ علاقة إيران مع القوي الشيعية الرئيسية نفسها والتي توسعت الفجوة بينها خلال العامين الأخيرين وتنامي العداء بين بعضها والبعض الآخر‏.‏

فقد وصل التناقض‏,‏ مثلا‏,‏ بين المجلس الإسلامي الأعلي والتيار الصدري إلي مستوي يستحيل في ظله أن تحافظ إيران علي علاقاتها الوثيقة مع كل منهما إلا في وضع غير طبيعي‏.‏

ولا يوجد خلاف يذكر علي أن الاحتلال هو المنتج الأول لهذا الوضع غير الطبيعي الذي ينسحب‏,‏ أيضا‏,‏ علي خريطة القوي السياسية في الجنوب العراقي‏.‏ ففي الوقت الذي يحتكر المجلس الأعلي وحليفه‏(‏ حزب الله العراقي‏)‏ الحكومات المحلية في محافظات الجنوب باستثناء محافظتي البصرة والعمارة‏,‏ يسيطر التيار الصدري علي القسم الأكبر من الشارع في هذه المحافظات‏.‏

وهذا وضع غير طبيعي لا يمكن أن يستمر حين يزول الاحتلال علي نحو يرجح أن يضع إيران في موقف بالغ الصعوبة في إدارة العلاقة مع حليفيها الرئيسيين اللذين وصل الصراع بينهما إلي حد تدبير اغتيالات متبادلة‏,‏ ومازال مفتوحا علي مواجهات أكثر عنفا‏.‏

وفضلا عما سيؤدي إليه انفلات متوقع للصراع بين القوي الشيعية من إحراج لإيران يرجح أن ينهكها‏,‏ ستتعرض غالبا إلي إنهاك آخر في الوقت نفسه من جراء الأعباء الاقتصادية التي سيكون عليها أن تنهض بها إذا أرادت الحفاظ علي نفوذها في العراق‏.‏

فالانسحاب الأمريكي لن يكون عسكريا فقط في الغالب‏,‏ وإنما اقتصادي أيضا‏.‏ وحتي إذا جاء الانسحاب الاقتصادي جزئيا فقط‏,‏ فهو سيمثل ضغطا علي إيران لتعويض الخسائر التي ستنجم عن ذلك‏.‏ وسيكون هذا عبئا رهيبا ينوء به كاهل طهران‏,‏ التي لم تجرب بعد الاستنزاف المترتب علي الطموحات الإقليمية الكبري‏.‏ فهي تقدم حتي الآن دعما لتنظيمات وحركات تكفيها مئات قليلة من الملايين‏,‏ ولم تتعرض لموقف يكون المطلوب منها فيه عونا لدولة منهارة يقدر بالمليارات‏.‏

ولكن المهم هو أن القيادة الأمريكية‏,‏ بدورها‏,‏ عاجزة عن تقدير الموقف في حالة سحب قواتها‏,‏ وخصوصا من زاوية تأثير ذلك علي دور إيران‏.‏ ولا غرابة في ذلك‏.‏ فليست هذه هي المرة الأولي التي تخفق فيها إدارة بوش في تقدير الموقف‏.‏ فقد أدمنت هذا الإخفاق منذ أن أعلن الرئيس بوش إنهاء العمليات العسكرية في العراق قبل أكثر من أربع سنوات‏.‏




ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
الصيف.. وموسم الامل في العراق

مايكل غيرسون
واشنطن بوست
الفصل الذي ينتهي الان بسماع اجراس المدارس وعودة الكونغرس من اجازته ، كان من المفترض ان يكون "صيف العراق". فقد وعد تحالف من جماعات مناهضة للحرب بحملة احتجاجات من عشرة اسابيع ، تستهدف 40 عضوا جمهوريا في الكونغرس يؤيدون الحرب. وقد تباهى احد المنظمين قائلا "من المنتظر ان تكون الحملة مثل الاسفلت في آب.. ساخنة".
بهذا المقياس ، كان شهر آب لطيفا على نحو ملحوظ. فهو يعيد الى الاذهان مقطعا شعريا من بيتين للشاعر ريتشارد ولبور حيث يقول "ما هو النقيض للشغب؟ انه مجموعات من الاشخاص يحافظون على هدوئهم".
خلال عطلتهم الصيفية ، اكتشف الاميركيون بأن الجنرال ديفيد بتريوس لم يأخذ اجازة ، وأن الطاقة والالحاح اللتان يتمتع بهما غيرتا النقاش حول العراق بطرق جوهرية نوعا ما.
قبل اشهر قليلة مضت ، كانت الحكمة التي يعترف بصحتها تقول ان العراق في غمرة حرب اهلية تتصاعد بسرعة. هذا الادعاء لم يعد جديرا بالتصديق.
وبينما لا يزال مستوى العنف مرتفعا بصورة غير مقبولة ، فإن زيادة القوات أدت الى تعطيل دورة التصعيد وأثبتت ان التقدم ممكن في العراق. الايجاز الذي قدمه الجنرال راي اوديرنو الشهر الماضي كان بمثابة الترياق للتشاؤم. قال اوديرنو "الهجمات عند ادنى مستوياتها منذ آب "2006.
بعض مناطق العراق الاكثر عنفا وخروجا على القانون ، مثل الانبار وديالى ، اصبحت مستقرة بفضل تعاون زعماء السنة المحليين الذين تحولوا ضد القاعدة. المسلحون يجري دفعهم الى خارج المراكز السكنية ومن ثم استهدافهم في عمليات اضافية. عمليات القتل الطائفي في بغداد تراجعت بنسبة تزيد عن خمسين بالمئة في غضون اشهر قليلة لتصل الى ادنى مستوياتها منذ تفجير مسجد سامراء. كما ان الاستفزازات الطائفية الجديدة - مثل تفجيرات القاعدة في النجف - لم تؤد الى الدورة المعتادة من عمليات الانتقام والقتل.
ومع دخول زيادة القوات بالكامل حيز التنفيذ ابتداء من آب الماضي ، فإن عنصر المفاجأة في هذه النتائج يبعث على الرهبة. خبراء عسكريون من المشككين عادوا من العراق وهم يشيدون باستراتيجية بتريوس ، وترك مؤيدو الحرب وهم يتساءلون: ماذا لو أننا اتبعنا مثل هذا النهج قبل عام؟ مع بدء الصيف ، بدا كما لو ان الجمهوريين في الكونغرس كانوا على وشك القيام بعمليات تخل جماعية عن الحزب بسبب ادارة الرئيس للحرب ، وكانوا على استعداد لقبول جداول الانسحاب التي قدمها الديمقراطيون. وبينما لم تساعد دعوة السيناتور جون وارنر الاخيرة لاجراء تخفيضات رمزية للقوات بحلول عيد الميلاد ، القضية التي تتبناها الادارة ، فإن من يقومون الان بإعادة فحص رسالة وارنر هم الديمقراطيين بشكل رئيسي.
وسارع كل من السيناتور هيلاري كلنتون وباراك اوباما بالاشادة بالانجازات التي حققتها زيادة القوات في العراق. وذهب العضو ديمقراطي في مجلس النواب ، بريان بيرد ، ابعد من ذلك منذ عودته من زيارة للعراق حين قال "بينما لا تزال النجاحات مشكوك فيها ، فإن الوضع على الارض يتحسن بطرق متعددة ومهمة".
وأضاف "لا اعرف التفاصيل التي سيتضمنها تقرير ايلول ، لكنني اثق بالجنرال بتريوس والسفير الاميركي في بغداد ريان كروكر واحترمهما. لقد شاهدت مباشرة التقدم الذي تحقق ، واعتقد جازما بأنه يتعين علينا ان نعطي الرجلين الوقت والمصادر التي يحتاجانها للنجاح".
قبل اربعة اشهر ، صرح زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ ، السيناتور هاري ريد قائلا "خسرنا هذه الحرب". والان اصبح هذا الرأي قضية مفتوحة للنقاش. فقد اظهر استطلاع حديث للرأي ، بأن اغلبية الاميركيين لا يعتقدون بأن الولايات المتحدة خسرت الحرب. وهذا يجعل سياسات الديمقراطيين المبنية على فرضية اليأس لامسؤولية استراتيجيا ومحفوفة بالمخاطر سياسيا. اذا كانت الهزيمة أمرا لا يمكن تجنبه ، فإنه من المنطقي تقليل خسائرنا. واذا كانت الهزيمة أمر محتمل فقط ، فإنها ستؤكد بصورة استباقية صورة ضعف قديمة العهد عند الديمقراطيين.
لا شيء من هذه التحولات خلال الصيف يعني ان النصر في العراق بات قريبا ، او حتى ان بالإمكان تحديده بسهولة. العديد من النقاط السياسية ما زالت دون معالجة من جانب الحكومة العراقية. لكن التقدم الذي لا يمكن انكاره على جبهة الامن له بعض المضامين العملية.
وحتى اذا ضغط الديمقراطيون من اجل تشريع يقر جدولا زمنيا للانسحاب ، من غير المحتمل ان يحصلوا على دعم 17 جمهوريا في مجلس الشيوخ ، وهو العدد المطلوب لابطال فيتو رئاسي.
المواجهة مع الكونغرس قد تنتهي بحلول تشرين الاول المقبل. وكما صرح القادة العسكريون ، فإن خفض عديد القوات سيبدأ في بداية العام المقبل لأن الجيش لا يستطيع الاحتفاظ بالقوات الاضافية لأجل غير محدد. لكن الرئيس يكون قد حصل على فترة طويلة من النشاط العسكري المكثف قبل ان تنتهي فترة ولايته. وما لم تتدهور الاوضاع بصورة غير متوقعة ، فإن الرئيس المقبل سوف يرث وضعا اسهل قيادة من السابق - ما يسمح له ، أو لها ، بإجراء تخفيضات ملموسة للقوات فيما تزداد القدرات العراقية ، من دون اعادة اجزاء من البلاد الى المتطرفين.
الكثير ، بالطبع ، يعتمد على العراقيين انفسهم ، لأن الحرية تكتسب في النهاية ولا تمنح. لكن فصل الصيف ، حمل على الاقل ، اشاعات من الامل.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
في تحالف القوى الديمقراطية والليبرالية خلاص العراق

داود البصري
السياسة الكويت
تعقد أزمة السلطة في العراق ودخول الوضع العام ومجمل العملية السياسية العراقية في غرفة الانعاش بات يحتم على جميع الفرقاء في العراق وخصوصا القوى السياسية والحضارية المغيبة وأقصد بها التيارات الديمقراطية والليبرالية التنادي والتكتل من اجل الخروج من حالة عنق الزجاجة بعد ان بلغت حالة التردي العام حدا لا يطاق في ظل موجات الهروب الشعبية رغم العراقيل, وتصاعد حرب التصفيات الجسدية بين التيارات الطائفية التي فشلت في قيادة العراق سوى نحوالجحيم والتشظي, فقد دفع العراقيون خلال المرحلة التي اعقبت الانتخابات الاخيرة والتي افرزت وضعا سياسيا تميز بهيمنة وقيادة احزاب الائتلاف الطائفي الحاكم أثمانا باهضة من دمائهم وأموالهم ومستقبلهم في ظل الانتكاسات السلطوية التي تسببت بها الصراعات السلطوية والتدخلات الخارجية وخصوصا من طرف النظام الايراني, فحكومة ابراهيم الجعفري كان اداؤها قمة في الفشل الذي ترجم عن نفسه من خلال سوء الادارة الذي ادى بالنتيجة لتدهور احوال المجتمع العراقي وزيادة المشكلات الاجتماعية والانشقاقات السياسية وفشل كارثي في ادارة السلطة وتصاعد الحروب البينية بين اطراف الائتلاف الطائفية مع زيادة كميات الدماء العراقية المسفوحة هدرا والتي كانت مأساة (جسر الائمة) احدى أهم ثمارها ثم كان التوتر مع الحليف الكردي مما رفع الاصوات المطالبة برحيل الجعفري الذي عرف عنه في اطار حزب الدعوة بأنه رجل الانشقاقات والازمات الذي لا يتقن سوى فن الكلام والمناورات الخطابية, ولم يترك السلطة وقتها أو يتخلى عن موقعه بسهولة لنائبه وقتها نوري المالكي الا بصعوبة وبعد (العين الاميركية الحمراء), التي لها دلالات واضحة, وجاء المالكي محشوا بعبوات الامل والشعارات الحماسية بتحقيق المصالحة الوطنية وبنزع سلاح الميليشيات وبفرض السلم الاهلي بقوة القانون وجميعها شعارات وردية وبراقة كسراب الصحراء الذي يحسبه الظمآن ماء ولكن سرعان ما اسفرت الحقيقة عن وجهها البشع والسوداوي, فالمصالحة الوطنية الحقيقية لم تقم ابدا رغم اللقاءات مع هذا الطرف أو ذاك, بل على العكس دخلت الصراعات الشيعية ¯ الشيعية نقطة الانفجار مع انسحاب حزب الفضيلة من الوزارة ومع انسحاب التيار الصدري وفشل حكومة المالكي الذريع في نزع سلاح جيش المهدي الذي خاض حروب المواجهة مع ( الاخوة الاعداء) في مدن الجنوب العراقي بشكل ممنهج وحيث دخل في مواجهات دموية عاصفة مع جماعة الحكيم (المجلس الاعلى للثورة الايرانية) وفيلق بدر, كما شهد الصراع المتنامي حملة اغتيالات خطيرة طالت محافظي الديوانية والسماوة وهما من جماعة الحكيم واغتيالات خطيرة اخرى طالت نواب السيد السيستاني في المدن الجنوبية والوسطى ! وبما ينذر بتوسيع شقة الحرب الشيعية ¯ الشيعية دون ان نتجاهل دخول مخابرات الحرس الثوري الايراني على الخط التي اججت الصراع بين مختلف القوى الطائفية واحداث كربلاء الاخيرة هي ناقوس الخطر الذي لا يهدد السلام الاهلي والطائفي في العراق فقط بل انه انذار واضح بدخول الماساة العراقية في احرج مراحلها عبر تصعيد وتسخين وتهيئة كل مستلزمات الحرب الاهلية العراقية الشاملة, كل تلك الاحداث قد حدثت وسيحدث ما هو أسوأ فالقادم هو الاسوأ بكل تأكيد ما لم تتحرك القوى السياسية العراقية النظيفة والوطنية الهادفة لوحدة العراق وقيادته بطريقة عصرية وحضارية قوامها المواطنة والولاء للوطن وليس لمذهب اوعشيرة معينة, فالقوى الليبرالية العراقية وتلك الديمقراطية مغيبة بشكل شبه كامل, فالطائفيون قد اتيحت لهم الفرصة الكاملة لادارة البلد وكانت النتيجة كارثية ومهولة في ماساويتها ونتائجها المرة, وعلى التيارات الوطنية والديمقراطية والليبرالية اليوم التنادي واخذ زمام المبادرة والاجتماع حول الهدف الوطني المقدس ومحاولة انتشال العراق من قعر الهاوية التي يتجه اليها بامتياز ورغم الازمة العميقة التي تحيط بمجمل عمل التيارات الليبرالية والديمقراطية بسبب حالة التطيف الواسع في الساحة العراقية الا ان الغالبية العراقية الصامتة هي من مؤيدي تلك التيارات ولكنها لا تملك المنابر اللازمة للتعبير عن رأيها واسماع صوتها, ولعل محاولات الدكتور اياد علاوي رغم كل الملاحظات عن تجربته السابقة يمكن لها ان تجد صدى واسعا بين القوى السياسية العراقية للخروج بائتلاف وطني جديد ينقذ العراق من حالة التدهور المستمرة, خلاص العراق الحقيقي لن يأتي الا من خلال تجمع وطني شامل مناهض للطائفية والفاشية ويدعو لتأصيل قيم المواطنة وتعزيز الروح الوطنية وبناء البلد بروح علمانية حقيقية تبني ولا تهدم, تجمع ولا تفرق, الفرصة للخلاص هي اليوم اكثر من متاحة, وهي فرصة اللحظات الاخيرة للانعتاق من هوة الدمار الطائفي الشامل, فهل ينجح الوطنيون العراقيون في أخذ زمام المبادرة ? هذا ما نتأمله ونرجوه.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
التواجد الإيراني في العراق

ناصر العتيبي
السياسة الكويتية
مازال شبح الملالي في إيران يخيم على أرض العراق ومنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط ومنطقة جنوب آسيا. فالملالي وجدوا مرتعاً لهم في المنطقة حيث يسرحون ويعيثون ظلماً وعدواناً بعد أن أشارت التقارير إلى أنهم استطاعوا الحصول على أسلحة دمار شامل عن طريق شرائها من السوق السوداء, والعنجهية الفارسية الحالية لا يمكن تفسيرها إلا بأمر واحد وهو أنهم اشتروا - بصورة أو بأخرى - أسلحة نووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل من السوق السوداء كي يلعبوا لعبتهم القذرة بهدف تركيع العرب واستعبادهم بدءاً من العراق, فقد انكشفت اللعبة الإيرانية الخبيثة والمبطنة ومبدأ التقية البغيض حتى أصبح الملالي كالعراة, ولم يبق سوى سقوط ورقة التوت, وقد بين الكثير من الوثائق والدراسات أن الباسداران تمكنوا من شراء ذمم الجعفري والمالكي بالأموال ليزرعوا عملاءهم في أجهزة الأمن والشرطة والجيش والبرلمان والوزارات العراقية المختلفة خصوصاً وزارتي الداخلية والدفاع, وهدا ما لمسه فقط المواطن العراقي الذي يعيش الحقائق فعلاً, إنما الباحثون والدارسون والمحللون وكل من يهتم بأمر هذا البلد المنكوب ليس من صدام وزمرته فقط إنما ممن جاءوا بعد صدام واحتلوا الأرض العراقية, وقد حرص الإيرانيون على البدء في عملية تدريب ميلشيات الموت الإيرانية خصوصاً فيلق بدر وفيلق القدس, ومن أبرز الفئات المرتبطة بفيلق القدس شخصيات تنتمي إلى كتلة الائتلاف العراقي الموحد التي تقوده, ومنهم أحمد جاسم محمد الموسوي وإقبال محمد خليل الغانمي ومصطفى محمد باقي ورياض عبدالحمزة غريب وهو وزير البلديات في حكومة المالكي. وغيرهم من المتعاونين ضد بلدهم إلى جانب أهداف الملالي في إيران.
يقول أحد العراقيين المقيمين في الخارج إن العراق أصبح الآن في يد الإيرانيين وتحت سيطرتهم, حيث يراهنون على أن الولايات المتحدة الأميركية ستنسحب آجلاً أم عاجلاً من العراق تحت ضغط عمليات التفجيرات والاغتيالات التي تدربت عليها ميليشيات فرق الموت الإيرانية.

Up to you
لقد تعمد الإيرانيون وعملاؤهم في العراق تسريب تلك المعلومات كي يذلوا الشعب العراقي والأمة العربية بأسرها, ولكن السؤال: ما ردة فعل الشعب العراقي عندما ذاقوا الإذلال في عهد صدام حسين? فهل سيقبلون بأن يذلهم ويستعبدهم طغاة جدد?
فكما نعلم أن العراق أمة عربية لها بين أمم العالم منبر السيف والقلم, وهي أرض الثقافة والفن والنغم, فهل حان وقت طرد الإيرانيين من أرضهم?

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
الدعوة لتبني استراتيجية جديدة في العراق
ان سكوت تايسون
واشنطن بوست
التقرير الذي قدم في 15 اغسطس الماضي تحت عنوان (حل الصراع في العراق: استراتيجية صنع سلام بديلة) يقدم لمحة غير معتادة عن النقاش الفكرى الذي يدور داخل الدوائر العسكرية الامريكية حول السبيل نحو التحرك إلى الامام فيما يخص العراق. وقد جاء هذا التقرير قبل ايام فقط من التاريخ الذي تقرر ان يقدم فيه بيترايوس، وهو ارفع قائد عسكري في العراق، شهادته امام الكونجرس حول التقدم الذي تحقق بشأن استراتيجية الحرب التي يتبعها الرئيس بوش هناك.
في تقدير للموقف تم تقديمه للفريق ديفيد بيترايوس، دعا محلل استخباراتي رفيع المستوى ومخطط عسكري للقيادة الامريكية في بغداد إلى احداث تحول في الاستراتيجية الامريكية في العراق من تطبيق لحرب عصابات مضادة إلى فرض للسلام. ويرى الرجلان ان التحالف الحاكم الذي يقوده الشيعة متورط في «الحرب الاهلية الخافتة» التي تدور رحاها في العراق.
التقرير الذي قدماه في 15 اغسطس تحت عنوان (حل الصراع في العراق: استراتيجية صنع سلام بديلة) يقدم لمحة غير معتادة عن النقاش الفكرى الذي يدور داخل الدوائر العسكرية الامريكية حول السبيل نحو التحرك إلى الامام فيما يخص العراق. وقد جاء هذا التقرير قبل ايام فقط من التاريخ الذي تقرر ان يقدم فيه بيترايوس، وهو ارفع قائد عسكري في العراق، شهادته امام الكونجرس حول التقدم الذي تحقق بشأن استراتيجية الحرب التي يتبعها الرئيس بوش هناك.
ويكشف التقرير ايضا عن العنت الذي يلاقيه الضباط العسكريون في العراق في محاولاتهم وضع تعريف وتكييف للصراع الدائر في العراق. هل هو حرب عصابات مضادة؟ ام هو حرب اهلية؟ ام هو مزيج من عدة صراعات؟ وكل هذه التعريفات تنطوي على دلالات كبرى فيما يخص تحشيد القوات (الامريكية) والاستراتيجية التي يلزم اتباعها.
ويقول المسؤولون العسكريون ان بيترايوس يرحب بمثل وجهات النظر هذه التي تأتي على شكل مبادرات حتى ان جاءت من الضباط ذوي الرتب الادنى، وانه يتلقى اوراقا تقترح افكارا جديدة عدة مرات في الاسبوع. وقد حصلت الواشنطن بوست على هذا التقرير او الايجاز من طرف ثالث. وهو يمثل وجهة نظر شخصية لكاتبيه وليس سياسة رسمية.
ويشكك التقرير الذي يتكون من 19 صفحة فيما يشكل حجر الزاوية في مقاربة الولايات المتحدة لموضوع العراق، والذي يتمثل في فرضية ان الحكومة العراقية تسعى لبناء مجتمع متعدد الطوائف. يقول التقرير ان زيادة عديد القوات الامريكية هذا العام قلل من العنف ودفع بالعديد من الجماعات المسلحة إلى السعي باتجاه المصالحة . ولكن في مقابل ذلك، يقول التقرير، ان الحكومة أبدت «حماسا ضئيلا». ويصف عناصر التحالف الحاكم الذي يسيطر عليه الشيعة بأنها على الاقل تساند ضمنا العنف الطائفي كوسيلة لتقوية قبضتها على السلطة.
يقول التقرير «بدلا من شن حرب عصابات مضادة لدعم حكومة عراقية تدار طائفيا ينبغي للتحالف تركيز كل عناصر القوة على انشطة من شأنها المجيء بسلام طويل الأمد، وإلا فإننا نخاطر بأن نظل جزءا من الحرب الاهلية».
وقد نازع العقيد ستيفين بويلان الناطق الرسمي باسم بيترايوس في صحة ما توصل إليه معدا التقرير قائلا: «انهما وضعا افتراضا عن حكومة العراق هو في الواقع غير صحيح. اننا لا نرى صحة في القول بأن التحالف الحاكم هو طرف في الحرب الاهلية».
ويحاجج معدا التقرير بان تحولا في الاستراتيجية على الارض يمكن ان يعين في صياغة اجماع جديد حول العراق في واشنطن. يقول التقرير: «يجب ان تكون عملية صنع السلام قد مضت قدما إلى الامام بحلول يناير 2008 والا فاننا قد نجد انفسنا قد قمنا تكتيكيا بإيجاد المساحة والزمن اللازمين ولكن دون توافر تقدم كاف باتجاه المصالحة والتكامل مما سيؤدي إلى انهيار الدعم السياسي وسط الرأي العام المحلي والكونجرس على السواء».
ويدعو التقرير إلى احداث تحول نحو استراتيجية صنع سلام يتم التبكير في تطبيقها ابتداء من هذا الشهر (سبتمبر)، ويكون من شأنها التأكيد على (الاستهداف المتوازن) للمقاتلين من كل الطوائف وحماية السكان من ( كل المهددات) بما في ذلك قوات الامن العراقية إذا دعت الضرورة . ويصف التقرير الشرطة العراقية المحلية والوطنية بانها قوات طائفية لا يمكن الوثوق بها وتستلزم اصلاحا او تفكيكا.
ويلاحظ التقرير ان قادة الألوية والكتائب الامريكية المتمركزة وسط عدة قطاعات من المجتمع العراقي قد شرعوا سلفا في تبني تكتيكات ترتبط بعمليات فرض السلام بما في ذلك بذلهم جهودا لنزع سلاح المليشيات وتعزيز المصالحة السياسية واعادة دمج السنة في المجتمع ومراقبة قوات الامن العراقية للحيلولة دون اساءتها استخدام سلطاتها.
وللحفاظ على ديمومة الخفض الذي تحقق مؤخرا في مستويات العنف يقول معدا التقرير: ان على القوات الامريكية تبني موقف أكثر حيادية نحو الحكومة العراقية، والتركيز على تسهيل الحوار بين الحكومة والسكان السنة المحرومين من الحقوق السياسية. وكنتيجة لمثل هذا التغيير، يقول التقرير، فمن « المرجح ان نجد انفسنا على طرفي نقيض مع التحالف الحاكم الحالي» في بغداد.
واكد مؤلفا التقرير (احدهما عسكري والآخر مدني) ان القصد من تقريرهما غير المصنف ان يتم تناوله بالنقاش الداخلي فقط. وطلبا عدم ذكر اسميهما لحساسية موقعيهما في فرقة الجيش التي تشرف على بغداد. وقالا ان رؤيتهما المضمنة في التقرير شكلتها الاحوال في بغداد وليس في العراق ككل..
وقد تم تقديم نسخة من التقرير الى القائد العسكري الامريكي المسؤول عن بغداد اللواء جوزيف فل وأيضا الى بيترايوس . وقال بويلان واصفا التقرير «انه تمرين اكاديمي عظيم». واضاف «ان بعض النقاط الواردة فيه سبق وان شرعنا في العمل بها. ولكنها ليست سياسة معتمدة يجرى تطبيقها».
وكانت خطة للحملة العسكرية الامريكية في العراق تم تبنيها هذا الصيف من قبل بيترايوس والسفير الامريكي ريان كروكر قد تخلت عن فكرة ان الصراع في العراق هو ببساطة حرب ثورة مضادة تستلزم دعما بالجملة للحكومة (العراقية).
ويقول مسؤول عسكري رفيع مشارك في اعداد الخطة بالعراق «ان ما فعلناه بالخطة العسكرية هو ادراك انك لا تستطيع ان تقدم دعما غير مشروط للحكومة. هنالك عناصر محددة معنية ومهتمة باجندة طائفية».
وتصور الخطة الصراع في العراق باعتباره محتويا على عناصر تمرد وارهاب و«صراع مجتمعي من اجل السلطة والبقاء» بين جماعات الشيعة والسنة والاكراد.
لقد سبق وأن نجح القادة العسكريون والمسؤولون الامريكيون في الضغط على الحكومة العراقية للتحقيق مع القادة الطائفيين في الشرطة والجيش والوزارات واستبدالهم، وذلك بحسب مسؤولين عسكريين كبار. ولكن هؤلاء المسؤولين اشاروا إلى ان المصالحة السياسية ستأخذ وقتا وستتلكأ وراء التحسينات التي تطرأ في الاوضاع الامنية.
ستيفين بيدل، وهو زميل بمجلس العلاقات الخارجية سبق أن قدم المشورة والنصح لبيترايوس، يقول انه يتفق مع معدي التقرير في ان حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي هي طرف في الحرب الاهلية . ولكنه يضيف أن واشنطن إذا باركت وجهة النظر هذه (الواردة في التقرير) فإنها ستجعل مساعي بيترايوس وكروكر والآخرين في تشجيع المالكي للسعى نحو المصالحة أمرا بالغ الصعوبة.




ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
أسباب وتداعيات تجميد أنشطة جيش المهدي

علي الصافي

موسوعة النهرين
لقد سمعنا بخبر تجميد أنشطة جيش المهدي من قبل زعيمه مقتدى الصدر إلا انه لم يبين أسباب اتخاذه هذه الخطوة، ولكن وبما إنني اعمل في سلك الإعلام أخذني الفضول للبحث وتقصي الحقائق لمعرفة ملابسات ذلك، فكانت البداية من كربلاء كون إن القرار جاء على خلفية ما حدث في زيارة النصف من شهر شعبان المبارك في مدينة كربلاء المقدسة فأخذت أتجول في أزقة وشوارع المدينة وبعض أحياءها السكنية لمعرفة ملابسات الحادث ومن خلال البحث استنتجت بان مكتب الشهيد الصدر في كربلاء قد أصيب بداء الفرقة والانشقاق إذ ان المكتب انشق إلى ثلاث فرق متناحرة الأولى هم من أتباع التيار الصدري والثانية من مجاميع جيش المهدي المنشق عن التيار الصدري ويقوده (علي شريعة) الذي تم طرده من المكتب قبل شهر تقريبا، أما الفرقة الثالثة فهي عبارة عن مجاميع إرهابية مسلحة كانت قد أعدت لهذا الغرض وذلك استنادا للكتاب الصادر من مدير عام المعلومات ذو الرقم (39195) والصادر في (6/8/2007) والمعنون الى مديرية معلومات (كربلاء والنجف وذي قار) ويشير الكتاب الرسمي إلى وجود مجاميع تقدر أعدادهم بـ(500) شخص في منطقة الدواية والشطرة وتقوم بأعمال تدريبية في السواديات وأم الغزلان يرومون القيام باعمال شغب في زيارة النصف من شهر شعبان وضرب مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام واغلب القياديين هم من الحركة السلوكية وتسكن هذه المجاميع محافظة ذي قار ويقودهم المدعو (سعد الجبوري) حسب ما ذكرته الوثيقة.

والخطة كانت في بادئ الأمر هي إدخال مجاميع غير مسلحة تلبس الأكفان وتحمل صور مقتدى الصدر تقوم بضرب نقاط التفتيش القريبة من العتبات المقدسة وتروج دعايات كاذبة حول وجود قناص في العتبات المقدسة وعلى الجميع أن يهاجم العتبات لطرد تلك المجاميع المسلحة ليتسلمون زمام الأمور إلى جانب وجود إسناد من قبل القناصين الذين اعتلوا سطوح البنايات العالية حيث قاموا بضرب عناصر من جيش المهدي ليموهوا للناس بان الجهة التي تقوم بإطلاق النار هم قناصين انتشروا على أسوار العتبات المقدسة إلى جانب استمرار القناصين نفسهم بضرب العتبات المقدسة والزائرين، وقد استغلت تلك المجاميع بشعاراتهم الهمج الرعاع الذين يمثلون غالبية أتباع مقتدى الصدر إلى جانب ذلك كان مكتب الصدر في كربلاء يمدهم بالسلاح الذي زود بها عن طريق بعض سيارات الإسعاف الفوري والشرطة التي تقوم بنقلها لهم.

وكان قد نقل لي احد الأشخاص الذي كان متسترا خلف إحدى البنايات هربا من القناصين، مشيرا في حديثه انه لفت انتباهه ان المجاميع التي كانت تتوجه لضرب منتسبي العتبات كانت ترفع الشعارات التلفيقية والسباب إلا انه سرعان ما رفعت ندائها بهتاف (علي وياك علي) فقال لي إنني توقعت انه قد حضرت شخصية مهمة لكن فوجئت بان المجموعة انشقت وخرج من بينها مجاميع مسلحة تحمل (القناص والبي كي سي والقاذفات) متوجهة صوب العتبات.

كما نقل لي شخص آخر كان أمام العتبة العباسية المقدسة بانه شاهد عضو مجلس النواب عن الكتلة الصدرية الأستاذ (بهاء الاعرجي) يستصرخ بوجه تلك المجاميع ويطالبها بالهدوء وكف الاذى الا انه سرعان ما تفاجئنا بإصابة سيارة الاعرجي بصاروخ قاذفة مما اضطره إلى التوجه للعتبة العباسية ليلوذ بها، في حين نقل بعض سكنة الأحياء الواقعة على طريق الحج البري بأنهم شاهدوا سيارات تحمل مسلحين كانوا مقبلين من منطقة عين التمر التي تربط محافظة الانبار بمحافظة كربلاء وهم متوجهين الى مداخل المدينة.

ومن خلال لقائي بأحد منتسبي فوج حماية الحرمين (الفوج الرابع) التابع لوزارة الداخلية أثناء زيارتي له في المستشفى سألته عن سبب انسحابهم؟؟ فقال اننا خذلنا من قبل الحكومة المحلية اذ انه رغم النداءات المستمرة وإخبارهم بان المجاميع المسلحة قد زحفت صوب العتبات المقدسة إلا أنهم لم يستجيبوا لنا، مبينا إن القتال استمر من مساء الثلاثاء وحتى الساعة الثالثة من فجر يوم الخميس ومجلس المحافظة ومحافظ كربلاء متواطئين مع تلك المجاميع حيث أنهم لم يتخذوا أي اجراء لردع تلك المجاميع، وحتى القطعات التي وصلت كان موقف البعض منها كالمتفرج حيال ذلك اما القطعات الأخرى فأنها لاذت بالفرار ولم تصمد أمام القتال.

وبعد هذا الاستطلاع تبين ان مكتب الصدر في كربلاء وحتى عموم مكاتبه في مختلف محافظات العراق مخترقين من قبل البعثيين والصداميين والوهابيين الذين انضموا في صفوفهم بلباس الدين وان مقتدى الصدر لا يستطيع ان يقودهم مما اضطر إلى إعلان تجميد جيش المهدي.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
إلى أين يتجه العراق ومن المسؤول عما يحدث؟


سويس انفو
نظم مركز الحوار العربي في واشنطن ندوة عن توقعات ما سيحدث في العراق في المستقبل القريب.
واستعرض الدكتور ليث كبّـة، المتحدث السابق باسم الحكومة العراقية في عهد السيد إبراهيم الجعفري وأحد رموز المعارضة العراقية في الخارج، ملامح المشهد العراقي حاليا ولخّـصه في عدة محاور.
في وقت تترقّـب فيه الأنظار ما سيكشف عنه تقرير قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بيتريوس، في منتصف سبتمبر، وما قد يقود إليه من تغيير في الإستراتيجية الأمريكية هناك، نظم مركز الحوار العربي في واشنطن ندوة عن توقعات ما سيحدث في العراق في المستقبل القريب، تحدث فيها الدكتور ليث كبّـة، المتحدث السابق باسم الحكومة العراقية في عهد السيد إبراهيم الجعفري وأحد رموز المعارضة العراقية في الخارج، التي روجت لمطلب الإطاحة بالرئيس الراحل صدّام حسين.


ثلاثة محاور

واستعرض الدكتور ليث كبّـة ملامح المشهد العراقي حاليا ولخّـصه في عدة محاور:أولا، عجز رئيس الوزراء والدولة العراقية، مع أن الحكومة العراقية الحالية برئاسة السيد نوري المالكي تفتقر إلى الخبرات والجودة المطلوبة في إدارة البلاد في مرحلة بالغة الدقة والخطورة، فإنه يجب ألا تغيب عن الأذهان حقيقة يجسِّـدها الاحتلال الأمريكي للعراق، وهي غياب سلطة الدولة العراقية. فعدد الذين يأتمرون بأمر المالكي ويحملون سلاحا قادرا على تنفيذ تلك الأوامر نسبته واحد إلى عشرين من عدد المسلحين الذين تحركهم أوامر ميليشيات أو عشائر أو أشخاص خارج نطاق مسؤولية الحكم. كما أن المالكي لا يملك سلطة إصدار الأوامر إلى القوات العراقية، وبالتالي، فهو يُـدير دولة بدون أن تكون تحت إمرته أجهزة دولة قوية. كما يعلم رئيس الوزراء العراقي أن وجوده في منصبه لم يكن بسبب حصول الحزب الذي يمثله على أكثرية برلمانية، وإنما يعرف أن بقاءه مرهون بإرادة بضعة أشخاص، وحتى الوزراء في حكومته عينتهم الأحزاب التي ينتمون إليها وولاءهم هو لتلك الأحزاب، وليس لرئيس الوزراء. وهكذا، فالضعف ليس راجعا لقلة خِـبرة حكومة المالكي، ولكن لأن واقع الحال والنظام الانتخابي المعمول به في العراق في ظل الوجود العسكري الأمريكي، سيُـبقي الدولة ضعيفة بغضّ النظر عن موقف الشارع العراقي وقدرات رئيس الوزراء. ثانيا، إخفاقات المعارضة والقوى السياسية العراقية، رغم أن المعارضة العراقية في الخارج، التي رفعت لواء المطالبة بالإطاحة بنظام صدّام حسين، وعدت الشعب العراقي ببديل ديمقراطي في ظل دولة فدرالية تجمع كل طوائف وفئات وأعراق الشعب العراقي، فإن كثيرا من رموز قوى المعارضة أظهرت عجزا يبعث على الحزن والأسى عندما أصبحت في مواقع السلطة ودخلت في عملية تفتيت وحدة العراق بعد تحوّل الأحزاب العراقية الوليدة إلى اختيار الهويات الثانوية أساسا للتكتلات السياسية خدمة لمصالح فئوية، وبرز التيار الكردي بشكل واضح في استثارة موضوع الهوية بدرجة عالية من الوعي لإدارة العملية السياسية نحو تكريس مصالح الأكراد وتعزيز موقفهم التفاوضي، فيما انخرط عرب العراق في انقسام دموي عنيف وصِـراع على السلطة في بغداد، وغاب الوعي الوطني العربي تماما وحلّـت محلّـه أدبيات لبعض عرب السُـنة تشكِّـك في عروبة شيعة العراق وتنظر إليهم على أنهم أتوا من أصول فارسية. بينما برزت بين صفوف الشيعة العراقيين هشاشة في الوعي الدِّيني انعكست في سيطرة أحزاب دينية على البرلمان العراقي تُـدير العملية السياسية بحسّ طائفي. ولم يعد يهم تلك الأحزاب تقديم برنامج وطني يتعامل مع مشاكل الوطن ككل، ولكن أصبح الأهم هو البقاء والاحتفاظ بالسلطة. ثالثا، تحويل العراق إلى مسرح للتنافس الإقليمي والدولي، ما يكرس الانقسام بين الشيعة والسُـنة في العراق، هو الصراع الإقليمي الأوسع في المنطقة. فإيران تسعى لتوسيع نفوذها في منطقة الخليج وكقوة إقليمية بارزة في الشرق الأوسط، وتعتبر أن أحد المجالات الطبيعية لمدّ نفوذها، وجود أغلبية شيعية في العراق تربطها بها صِـلات منهجية وقُـرب جغرافي. وفي نفس ذلك الجوار، توجد دول الخليج العربية، التي تخشى من النفوذ الإيراني وتجِـد في السُـنة العراقيين تيارا يجب دعمه لوقف النفوذ الإيراني داخل العراق. ثم على البُـعد، نجد أن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة تقِـفان بالمرصاد أمام الطموح النووي الإيراني، وفيما تتصاعد المواجهة الأمريكية مع إيران، يحلو للولايات المتحدة أن تشعل صِـراعا بين ما تسمِّـيه دول الاعتدال العربي وبين إيران، انطلاقا من النفوذ الإيراني على أرض العراق، وسرعان ما تحوّل العراق إلى أرض للتنافس بين كل تلك القوى. الدكتور ليث كبّـة، المتحدث السابق باسم الحكومة العراقية في عهد السيد إبراهيم الجعفري

الخروج بالعراق أم الخروج من العراق

وقدم الدكتور ليث كبّـة في ندوته بمركز الحوار العربي في واشنطن تصوره الشخصي لمراحل الخروج بالعراق من المأزق الحالي من منظور عراقي خلال العامين القادمين: أولا، المسار الأمريكي: من المتوقع أن ينطوي تقرير الجنرال بيتريوس في منتصف شهر سبتمبر الجاري على إقرار بحُـدوث تقدم أمني بسبب إستراتيجية الرئيس بوش بزيادة حجم القوات الأمريكية لتأمين بغداد وبعض المناطق الأكثر عُـنفا في العراق. ولكن واقع الأمر هو أن التقدم الأمني النِّـسبي الذي حدَث يعود إلى تغيُّـر في السياسة الأمريكية في العراق بالتعامل المباشر مع قيادات المقاومة العراقية الوطنية، والتّـمييز بينها وبين عمليات تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. وستقوم الولايات المتحدة خلال العام القادم بخفض رئيسي لوجودها العسكري في العراق. ثانيا، تخندق القوى العراقية الأساسية: لقد أدركت القيادات العسكرية الأمريكية ضرورة التعامل المباشر مع قيادات الجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين، التي استهدفت عملياتهما الوجود العسكري الأمريكي. وأدّى تعاون الجانبين في محاربة عمليات القاعدة من خلال تسليح العشائر العراقية، إلى حدوث نوع من التقدم الأمني، ولكن لم يصاحبه انفراج سياسي، وإنما انفراج في العلاقة الأمريكية وشيء من التفاهم السياسي مع فصائل السُـنة المسلّـحين وبعض البعثيين السابقين، ممّـا جعل الطرف السُـني يشعُـر بأن موقفه التفاوضي أصبح قويا من خلال التعاون مع الولايات المتحدة في الداخل والمساندة السياسية في الخارج من دول الخليج، التي تخشى النفوذ الإيراني، ومن تركيا التي تريد احتواء المشكلة الكردية وسيؤدّي ذلك في نهاية المطاف إلى تشدّد السُـنة مع الطرفين، الشيعي والكردي.



وعلى الجانب الآخر، يشعر الطرف الشيعي بأن تشديد الضغط الأمريكي على المالكي ومقتدى الصَّـدر وعلى إيران، يجعل من المَـنطقي أن يلجأ الطرف الشيعي إلى الاقتراب أكثر من إيران وسوريا، وسيتشدّد هو الآخر لشعوره بالاستهداف وخِـشيته من خسارة الامتيازات التي أعقبت الإطاحة بنظام صدّام. أما الطرف الكردي، فيشعر بقوة وضعِـه على أرض الواقع من خلال حكومته المحلية وسيطرته على عدد من المُـدن الرئيسية، وأهمها كركوك. وسيعمل على التحذير من الخروج الأمريكي من العراق قبل تحديد وضع كردستان، وهو ما عبَّـر عنه وزير الخارجية هوشيار زيباري من هواجس تقسيم العراق واتِّـساع نِـطاق حرب إرهابية لا يعلم أحد حدودها.

ثالثا، أمام تخندُق السُـنة والشيعة والأكراد، والضغوط الداخلية في الولايات المتحدة لوضع نهاية للإنهاك الأمريكي في العراق، تتقلص الخيارات المُـتاحة للعراقيين في الخروج ببلادهم من مِـحنتها الحالية وضُـعف الحكومة العراقية واستمرار انقطاع الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء، مع استمرار نزوح ملايين العراقيين إلى الخارج، في وقت تحاول القوى الإقليمية والدولية تنفيذ أجنداتها الخاصة في العراق خِـدمة لمصالحها، وفي إطار ضياع حُـلم إيجاد حل للعراق يكسب منه الجميع، وسيادة وضع يتعيّـن فيه أن تشكل مكاسب طرف خسارة للطرف الآخر. رابعا، اتفاق الداخل والخارج: لن يُـمكن الخروج بالعراق من المأزق الحالي، إلا من خلال مؤتمر إقليمي على غِـرار مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان، تكون أبرز القوى المشاركة فيه إيران وتركيا والمملكة العربية السعودية، بحيث تتَّـفق على إعادة بناء الدولة العراقية وإحلال الأمن والاستقرار بالعراق، وممارسة نفوذ الدول الثلاث على الكُـتل العراقية الرئيسية، المُـسيطرة على البرلمان وعلى الشارع العراقي.
والمشكلة التي تواجه هذا التصور لحل يحمله المستقبل القريب، هي أن واشنطن تُـصر على استبعاد مثل ذلك التعاون الإقليمي الجماعي وتفضِّـل عقد صفقات ثُـنائية أمريكية، دون تسليم ملف العراق لدول الجوار، وليس لدى إيران على سبيل المثال، أي حافز يدفعها إلى التعاون لتحسين الوضع في العراق لتستفيد منه الولايات المتحدة بدون مقابل تكون واشنطن راغبة في دفعه لطهران. ومن الداخل، ستقابل الكُـتل العراقية الرئيسية الثلاث مثل هذا المؤتمر بمعارضة، مفادها أن بقاء امتيازاتها ونفوذها وما تمتّـعت به من سلطات، لا يتماشى مع صفقة إقليمية تُـعيد ترتيب الأولويات وستحاول الولايات المتحدة خلال العامين القادمين إفساح المجال لمزيد من الصفقات الثنائية مع دول الجوار، مقابل التعاون في تحسين الأوضاع في العراق مع إتاحة دور أكبر لكل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في الخروج بالعراق من مأزقه. ولذلك، لم يعد أمام القوى الوطنية العراقية إلا أن تعود إلى وعيِـها وحسّـها الوطني بإعادة ترتيب أوراقها، للتأثير في مُـجريات الأحداث في العراق في المستقبل القريب، بعد أن استنفذت سنوات العُـنف الأربع الماضية أغراضها ووصلت إلى طريق مسدود. ولا تعـد العملية الانتخابية بظهور قيادات قادرة على التغيير المطلوب ولم يعُـد أمام تلك القوى الوطنية العراقية إلا العمل على تشكيل كُـتلة وطنية تقود عملية الدفع باتِّـجاه وحدة العراق كوطن للجميع والتوصّـل إلى مخرج من المأزق الحالي، الذي نتج من أخطاء أمريكية وعراقية وتدخّـلات من القوى الإقليمية.
مَـن المسؤول عما يحدث في العراق؟

وردّا على سؤال لسويس إنفو عن تقييمه لإخفاق المعارضة العراقية في الوفاء بوعد إقامة نظام حكم ديمقراطي في العراق في إطار فدرالي ومن المسؤول عمّـا وصلت إليه الأحوال في العراق، قال الدكتور ليث كبّـة: "بدون شك، يتحمّـل الساسة العراقيون جزءاً كبيراً من المسؤولية عمّـا حدث، وكانت المعارضة العراقية في السابق تُـحمِّـل صدّام حسين كل المسؤولية عما كان يجري في العراق، ولكن الإخفاق لم يكن مسؤولية المعارضة العراقية وحدها، فما قام به الأمريكيون في العراق، وخاصة ما قام به رئيس سلطة الحكم المؤقت بول بريمر من حلّ مؤسسات الدولة وتسريح الجيش والشرطة، في إطار سياسة اجتثاث البعثيين والشروع في إضفاء صفات مؤسساتية على التمثيل المذهبي القائم على الحصص، وهي جرائم فتحت المجال أمام تدهور الأوضاع بطريقة كُـرة الثلج المُـتدحرجة المتزايدة الحجم، مما أنشأ خلال سنوات الاحتلال الماضية واقعا عراقيا أليما. ولكن قوى المعارضة العراقية دخلت في مرحلة من فقدان الوعي لخطورة هذه المنزلقات، ولم تفعل شيئا لوقف انزلاق العراق إلى تلك الهوّة السحيقة، إما تعمّـدا باعتبار أن بعض قيادات المعارضة العراقية لم تمانع في تكريس ذلك الواقع الجديد الأليم، لأنه يقوِّيهم سياسيا أو جهلا بما يمكن أن تنطوي عليه من عواقب أو خليطا من الإثنين أو تأثرا بالبيئة السياسية، التي أعقبت انهيار نظام صدّام حسين، ولكن اليوم، لا نستطيع تحميل صدّام أو الأمريكيين مسؤولية ما يحدث في العراق. فالعراقيون بكافة أطيافهم يتحمّـلون مسؤولية كبيرة، لأنه حتى الناخب العراقي، هو الذي صوّت للكُـتل الانتخابية الثلاث الرئيسية، على أساس شيعي أو سُـني او كردي، وليس على أساس برامج حِـزبية تقدّم حلولا للوطن ككل".

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
المالكي يزداد ضعفا
ليلى فضل

الشبيبة عمان
يعاني رئيس الوزراء نوري المالكي, الذي أنتقد مؤخرا بشدة من قبل سياسيي واشنطون لفشله في تحقيق المصالحة بين الفصائل السياسية والإثنية العراقية, يعاني عزلة متزايدة وسط أبناء بلده.
فهو فقد قاعدة القوة الشيعية التي أوصلته للسلطة. ويقول المحللون أن التأييد الذي يتمتع به وسط الاكراد يمكن ان يزول بسهولة أيضا, إذا تلقى الأكراد الضؤ الأخضر من إدارة بوش. كما أن ما يقارب نصف وزرائه إما استقالوا من مناصبهم أو هم يرفضون المشاركة في اجتماعات مجلس الوزراء. ويقول العديدون انه في أيامه الأخيرة كرئيس للوزراء.
قال سالم عبدالله, العضو القيادي بجبهة التوافق العراقي والحليف السني الذي سحب وزرائه من الحكومة في أوائل هذا الشهر: "عليه ان يستقيل. ليس لدينا شئي ضد الكالكي كشخص, لكن هناك أسباب لفشله. فمستشاروه هم رجال (نعم) وهو لا يملك السلطة على فعل أي شيئ".
أما ما إذا كان المالكي سوف يبعد فعليا من منصبه, فهذا ما لن يعرف حتى عودة البرلمان العراقي من إجازته الصيفية هذا الاسبوع. كما أن استبداله قد يكون صعبا.
كان المالكي هو مرشح تسوية عندما سمي رئيسا للوزراء قيل ستة عشر شهرا بعد أسابيع من المفاوضات. وليس هناك مرشح مجمع عليه الآن. والبرلمان العراقي المتشظي أكثر انقساما مما كان في الشهور المتعبة التي تلت فوز التحالف العراقي المتحد, وهو تحالف شيعي, بالأغلبية في انتخابات عام 2006.
وليس من السهل أن تؤدي فترة من الجمود المتطاول حول مصير المالكي أو انتخاب رئيس جديد للوزراء إلى تحسن في أداء الحكومة التي يمطرها المسئولون الأمريكان بالإنتقادات.
ومن الواضح الآن ان السفير الأمريكي, ريان كروكر والقائد العسكري الامريكي, الجنرال ديفيد بتريوس لن يقدما سوى القليل من الأمل في حدوث مصالحة في العراق عندما يقفان أمام الكونجرس في منتصف سبتمبر الجاري لتقديم تقييمهما للحالة في العراق. فقد قال تقرير للإستخبارات نشر مؤخرا, أنه من المرجح أن يزداد المالكي ضعفا خلال الأشهر الإثني عشر المقبلة.
والمالكي هو قائد حزب الدعوة, وهو الحزب الديني الشيعي الأصغر والأقل قوة داخل التحالف الشيعي. ولم يتم إأختياره كرئيس للوزراء إلا بعد أن وافق الزعيم الديني مقتدى الصدر على دعمه ضد مرشح المجلس العراقي الإسلامي الاعلى الذي يرأسه عبدالعزيز الحكيم. وقد فاز المالكي في الإقتراع الداخلي وسط الأحزاب الشيعية بأغلبية صوت واحد فقط.
وانفصل الصدريون الذين يشكلون اكبر كتلة برلمانية منفردة عن المالكي بسبب ما يبدو من تأييده للأعمال الامريكية ضد مليشيا جيش المهدي التابعة للصدر. فقد سحبوا وزراءهم الستة وهم الآن يشبهون المالكي بصدام حسين.
وهدد الصدريون مؤخرا برفع دعوى جنائية ضد المالكي الذي يقولون انه مسئول بصفة شخصية عن الغارة الامريكية على حي شوالة ببغداد والتي يقولون انها قد أودت بحياة 20 شخصا بينهم نساء وأطفال. وكانت الولايات المتحدة قد قصرت عدد القتلى على ثمان, قائلة انهم من المتمردين الذين أطلقوا النار على القوات الأمريكية.
وقال نصار الربيعي, رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي أن المالكي "هو القائد الأعلى للقوات العراقية, وعليه تقع مسئولية حماية المدنيين. إننا نرى الحكومة العراقية وهي تضعف وتستسلم للإحتلال. إنها تشبه نظام صدام حسين الدموي"
ويذكر المحللون السياسيون الذين يبحثون عن تفسير للفوضى التي تعتري حكومة المالكي عددا من العوامل. وقد قال أحد ضباط الجيش الأمريكي أن المالكي لا يزال يتصرف وكأنه زعيم معارضة وليس رئيسا الحكومة. لقد أحاط نفسه بالرجال الضعفاء الذين لا يعرفون سوى قول نعم وذلك انعكاس للسنوات الطويلة التي قضاها حزب الدعوة كحزب سياسي غير قانوني يعمل تحت الارض.
ويقول المسؤولون الامريكان في العراق, أن المالكي قد يكون, من الناحية الفلسفية معارضا للقيام بذلك النوع من التنازلات التي يشعر المسئولون الأمريكان أنها ضرورية لتحقيق تصالح سني شيعي. فحتى قبل ان يصير رئيسا للوزراء, عرف عن المالكي أنه شيعي متعصب. والآن كرئيس للوزراء, فهو لا يزال تخشى أن يفقد الشيعة الذين صاروا أخيرا في القيادة, سلطتهم لصالح السنة.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
حول القوات البريطانية في البصرة العراقية
ديس براون وزير الدفاع وديفيد ميليباند وزير الخاريجة في بريطانيا
و اشنطن بوست


جلبت الأسابيع الأخيرة الكثير من النقد الذي ليس في محله لدور بريطانيا في جنوب العراق وحان الوقت للقول الصريح والتوضيح .
إن السؤال الذي يسأله بعض الناس هو: هل فشلت القوات البريطانية في البصرة ؟ الإجابة هي لا.
في أعقاب الإطاحة بنظام صدام حسين, أدرك المجتمع الدولي - من خلال سلسلة من قرارات مجلس الأمن الدولي - الحاجة إلى مساعدة الشعب العراقي في صياغة مستقبل أفضل لنفسه ويعلم الناس في كل دول التحالف التضحيات المبذولة من جانب قواتنا المسلحة الشجاعة .
إن الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأخرى التي شكلت القوة متعددة الجنسيات المفوضة من قبل الأمم المتحدة في العراق تولت المساعدة في توفير الأمن في الوقت الذي تم فيه انتخاب حكومة وطنية تمثل الشعب , في ظل دستور ديمقراطي جديد لقد تعهدنا بمساعدة العراقيين في تطوير دولة فاعلة ذات قوات مسلحة وشرطة ومؤسسات أخرى قادرة على توفير الأمن للشعب .
كما وعدنا أيضا- عندما فعلنا ذلك - بأننا سنسلم سريعا المسؤولية الكاملة عن الأمن إلى السلطات العراقية الشرعية المنتخبة .
لقد كُتب الكثير في الأسابيع الأخيرة عن الظروف في الجنوب, وبشكل خاص التحديات الكبيرة التي مازالت تواجهها البصرة وهذه التحديات حقيقية وواسعة النطاق وعميقة الجذور .
وتستمر القوات البريطانية في توفير الأمن العام والحفاظ على قدرة لضرب الميليشيات ونحن نستمر في لعب دور رئيسي في جنوب العراق, مسهمين في تأمين طرق الإمداد إلى بغداد وتدريب وتوجيه قوات الأمن العراقية وبناء قدرة قوة حرس الحدود العراقية وبشكل خاص دربنا فرقة من الجيش العراقي ( أكثر من 13.000 رجل ) قادرة على نحو متزايد - وحققت إسهاما مهما هذا العام - بالدفع نحو تحسين الأمن .
وساعد فريق إعادة الإعمار في البصرة بقيادة بريطانيا في بناء قدرة مجلس المحافظة على الحكم بفعالية ونحن ساعدنا في إصلاح البنية الأساسية الحرجة واستحداث فرص تشغيل , بما في ذلك إعادة تنشيط وتفعيل الصناعات الزراعية القائمة على النخيل تاريخيا .
ويتوقع القادة الموجودون على الأرض أن تُقيم محافظة البصرة - في شهور, وليس سنوات - من حيث استيفاء شروط وظروف التحول إلى سيطرة أمنية عراقية كاملة وكما هو الحال مع كل من المحافظات العراقية السبع المحولة إلي السيطرة العراقية - أربع منها في مناطق من العراق كانت تسيطر عليها مسبقا القوات الأميركية , وثلاث منها في الجنوب في منطقة العمليات بقيادة بريطانيا - فإن القرار النهائي ستأخذه الحكومة العراقية , بالتشاور مع القائد الأميركي للقوة متعددة الجنسيات , بناء على الظروف على الأرض .
إن عقودا من الحكم السيئ والإهمال المتعمد والقمع العنيف تحت حكم صدام حسين قد خلفت إرثا من المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي ستأخذ سنوات كثيرة من الجهد الدؤوب الصبور للتغلب عليها .
ليس هناك تمرد معاد للحكومة , وليس هناك دليل كبير على وجود " القاعدة " في جنوب العراق , وهي المنطقة التي يشكل فيها الشيعة أكثر من 90% من السكان ولكن هناك تنافسا سياسيا كثيفا بين الحركات الشيعية المتنافسة القديمة, والذي يتفجر غالبا إلى عنف .
وإدراك والاعترف بأن مثل تلك التحديات مازالت باقية ليس معناه قبول أن مهمتنا في جنوب العراق فاشلة فهدفنا هو جلب القوات والمؤسسات العراقية إلى مستوى يمكنها فيه أن تضطلع بالمسؤولية عن مجتمعاتها لايمكن أن ينشئ في أربع سنوات في العراق ديمقراطية وحكما قويما وأمنا أخذ من بريطانيا العظمى والولايات المتحدة قرونا لإرسائه وتلك مهمة طويلة الأمد للمجتمع الدولي بأسره.
وفي تلك المحافظات الجنوبية المحولة بالفعل إلى السيطرة العراقية , ردت السلطات السياسية والأمنية العراقية بقوة على الترهيب والعنف الأخير وقد نمت وازدادت وضعيتها وثقتها بطريقة كانت مستحيلة عندما كنا نحتفظ بالسيطرة.
نحن نعتقد أننا نظل باقين على المسار لإكمال عودة السيادة الكاملة للشعب العراقي كما هو مخطط له فبريطانيا متمسكة بالمهمة التي اضطلعنا بها من أربع سنوات مضت ولكن التزامنا للعراق لن ينتهي حتى تكون تحركات جندنا كاملة وتامة ونقل السيطرة الأمنية في البصرة كاملة وتامة وسيحتاج المجتمع الدولي للحفاظ على دعمه للعراق لوقت طويل قادم , حتى يتطور شكل ذلك الدعم مع الوقت لقد قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إننا سنوفي بالتزاماتنا للشعب العراقي وللمجتمع الدولي .
ولكن بينما يمكن للأطراف الخارجية غير العراقية أن تدعم وتنصح وتشجع, فإن القادة العراقيين وحدهم يمكن أن يتخذوا قرارات سياسية ويقوموا بتسويات توفيقية ضرورية وجوهرية لمستقبل بلادهم .
إن القيادة العراقية الشجاعة مهمة وحاسمة , وهناك حاجة ملحة لها الآن لتأمين الإنجازات المكتبسة بصعوبة في الأربع سنوات الماضية والمكاسب المؤمنة بالتضحية الكبيرة من قبل القوات الأميركية والبريطانية وقوات التحالف الأخرى, وأهم منذ ذلك , من قبل الشعب العراقي , ستكون محل خطر إذا لم تأت مثل تلك القيادة قريبا نحن نحث القادة السياسيين العراقيين على اتخاذ الخطوات الضرورية واللازمة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
قبل أن تصبح العراق خالية من جميع العراقيين

روزا بروكس

الوطن عمان
ماذا ؟ هل تريدون من أصحاب الأقلام والخبرة أن يكفوا عن الشكوى إزاء حالة الفوضى التي تسببت بها إدارة بوش في العراق وأن نقول شيئا بناء من أجل التغيير ؟
هل تعلمون أن التسريبات التي خرجت عن التقرير الصادر عن مكتب المحاسبة الحكومية تقول : إن التقرير يذكر أن الحكومة العراقية لم تنجز سوى ثلاثة من إجمالي ثمانية عشر التزاما سياسيا وعسكريا مما كان الكونغرس قد أوصى به.
حسنا فلنتوقف ماذا علينا إذا أن نفعله على وجه الدقة في العراق ؟
الخيار الأول : أن نواصل فعل ما نقوم به حاليا ويظل البيت الابيض متمسكا بشعاره " فلنعطي الحرب فرصة ".
غير أن ذلك ليس بالخيار العقلاني فقد قال ألبرت أينشتين ان تعريف الجنون هو الاستمرار في فعل الشئ نفسه مع توقع أن يسفر ذلك عن نتائج مغايرة. ولا يجب أن نكون مثل أينشتين لندرك أن استراتيجية البيت الأبيض لم تكن ـ وليست ولن تكون ـ مجدية.
وحتى ولو كنا نريد أن نحتفظ بالمستوى الحالي لأعداد قواتنا ولإستراتيجيتنا فلن يتسنى لنا القيام بذلك. فالأشجار لا تلد جنودا وكذا عربات الهمفي المدرعة أو مركبات برادلي المقاتلة. وكما أوردت التقارير عن التحذير الذي سيوجهه الجنرال بيتر بيس قائد البحرية ورئيس هيئة الأركان المشتركة : أننا نخاطر بسلب الجيش الأميركي من جاهزيته واستعداده وكذا نضع مصالح أمننا القومي على المحك وذلك ما لم نخفض بشكل جوهري أعداد القوات في العراق.
الخيار الثاني أن نفعل شيئا مختلفا فبدلا من استدعاء آخر من تبقى من قوات الإحتياط الذين لم يشاركوا في الحرب نقوم بسحب قواتنا ( وليسميها من يشاء بعملية إعادة نشر للقوات إذا كانت التسمية تروق له ).
ولمن يسأل عن التفاصيل : من / ماذا / أين/ متى / وكيف ولجميع من يرغبون في الاطلاع على تقارير المؤسسات البحثية يمكنهم الرجوع إلى التقرير الذي نشره قبل أيام مركز التقدم الأميركي " أميركان بروغرس" تحت عنوان " كيف يمكن إعادة الانتشار : تحقيق تخفيض مسؤول للقوات الأميركية في العراق ". وقد ترأس فريق إعداد التقرير لورنس كورب المتمرس جيدا في حقل تخصصه فقد عمل كمساعد لوزير الدفاع لشئون أفراد الخدمة العسكرية والاحتياط والتركيبات والدعم اللوجستي إبان إدارة ريغان وقد أوصى في التقرير بإعادة انتشار القوات الأميركية خلال فترة من 10 إلى 12 شهرا ومثل هذا الإطار الزمني يتيح الفرصة لإزالة جميع الأسلحة والمعدات الحساسة كما أنه يعطي السلطات المحلية والوطنية العراقية فرصة الاستعداد للغياب الأميركي .
ومع اقتراب انتهاء دورة خدمة القوات الأميركية لن يكون هناك من يخلفهم وسيتم إعادة توزيع القوات المتبقية من المناطق الأكثر استقرارا في العراق لتعزيز القوات الموجودة في بغداد كما سيبقى لواءان لمدة عام في المنطقة الكردية إلى جانب عدد صغير من قوات المارينز لحماية السفارة الأميركية.
ومن خلال مجموعة المقاتلات وحملات المارينز الموجودة الخليج العربي إلى جانب القواعد الأميركية في الدول المجاورة سيظل هناك تواجد عسكري قوي للولايات المتحدة في المنطقة.
جيدا ، هناك من يقول : إن الخيار الثاني يبدو جيدا بالنسبة للولايات المتحدة ولكن ماذا عن العراقيين ؟ هل سنتخلى عنهم ونتركهم في عالم من الصراع اللانهائي ونشكرهم على لحم الكباب ؟
الواقع أن الإجابة الأمينة ( على الرغم من انها قد لا تكون مرضية ) أن أحدا لا يعرف ماذا سيحدث في العراق بعد مغادرة الولايات المتحدة والمثير أن استطلاعا للرأي أجري في شهر مارس كشف أن غالبية العراقيين يعتقدون أن الموقف الأمني سرعان ما سيتحسن عقب الانسحاب الأميركي مباشرة بيد أن الاحتمال يظل قائما أن تتزايد الأمور سوءا ومن يدعي أنه يمكنه الجزم بما سيحدث فإنه كاذب.
قبل وقت بعيد أهدرنا قدرتنا على ضمان نهاية سعيدة للعراقيين إلا أن تقارير أخرى عديدة من مركز " أميركان بروغرس" ترى أنه ما تزال هناك خطوات يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بها لتقليص النتائج السيئة التي قد يسفر عنها الانسحاب الأميركي من العراق.
أولا أن يصاحب خفض أعداد القوات الأميركية تقديم دعما قويا لتواجد الأمم المتحدة في العراق وهي الخطوة التي لاقت ترحيبا حتى من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ثم تأتي المشاركة الجادة مع إيران وسوريا والقوى الإقليمية الأخرى لتحقيق الاستقرار في العراق وجميع تلك القوى سوف تخسر كثيرا إذا انهارت العراق كلية.
وبعد ذلك الاعتراف بأن قدر العراق وتصاعد التشدد الإسلامي والمشاعر المعادية للولايات المتحدة ترتبط جميعها بالتوتر العربي الإسرائيلي ومن ثم يجب مضاعفة الجهود لإيجاد حل لهذا الصراع الذي طال أمده وفي النهاية يجب الترحيب بالعراقيين الفارين إلى الولايات المتحدة التي لم تقم بتوطين سوى 200 منهم على مدار الأشهر العشرة الأخيرة أما إذا لم تكن أي من تلك الاقتراحات مقبولة فن إننا نتمسك بالتوجه الحالي للبيت الأبيض والعراقيون الآن يفرون من وطنهم بمعدل 50 ألفا كل شهر وإذا استمر ذلك على هذا النحو فستصبح العراق خالية من أي عراقي خلال 45 عاما وتلك طريقة أخرى لإنهاء مشكلة العراق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
عبد الرحمن عارف سلبية اللامنتمي

غسان الامام
الشرق الاوسط بريطانيا

بهر كولن ولسون عالم الفكر والثقافة عندما أصدر كتابه الشهير (اللامنتمي) في أوائل خمسينات القرن الماضي. كان من الكتب المترجمة النادرة التي تسللت الى المثقفين العرب آنذاك، وسط هدير هستيريا كتب الرداءة الشيوعية المستوردة التي أغرقت سوق الثقافة، ومعها قصص كتاب البروليتاريا المحلية عن لفافة تبغ العامل (أبو أحمد) وبُصاقه وسعاله بعدما أتلف زغب مصنع النسيج (الرأسمالي) رئتيه.

في اللامنتمي، وجد المحايدون العرب طبقتهم الجديدة التي ينتمون إليها. كان الوصف دقيقا لجيل غير منحاز، جيل محايد غير مأخوذ برأسمالية أميركا، وغير مصدِّق لدعاية روسيا لينين وستالين، جيل منسحب بغضب، رافض لعالم الآيديولوجيا الجبارة، صامت بكبرياء الخوف من همجية الصراع الوحشي بين قوى اليسار (التقدمي) وقوى اليمين (الرجعي)، بل وبين اليساريين أنفسهم من قوميين وماركسيين، جيل مشكك بقيم الرأسمالية والماركسية والحداثة المادية، جيل باحث عن انتماء يعبر عن الذات فلا يجده.

بالقطع، أستطيع أن أجزم بأن عبد الرحمن عارف لم يقرأ (اللامنتمي) ولم يسمع بكولن ولسون، لكن عارف شأنه شأن عشرات ملايين العرب كان ذلك (اللامنتمي) المتفرج على الصراعات الدولية والمحلية من غير رغبة في المشاركة فيها. الأطرف والأغرب أن جيل اليوم اللامنتمي لم يسمع بعبد الرحمن عارف، ولا يعرفه، ولم يلفت خبر موته اهتمام القلة القليلة من هذا الجيل التي ربما تقرأ صحيفة يومية.

غير ان الاختلاف الوحيد لعارف عن هذه الملايين المجهولة المنتمية لطبقته (اللامنتمية) هو أن الظروف هيأت له من دون أن يدري، ومن دون أن يسعى، دورا ما في حياة العراق المعاصر يختلف عن طبيعته المنسحبة والمتوارية. وجد «اللواء» عارف نفسه مضطرا لأن يشارك مع أغلبية ضباط الجيش العراقي في انقلاب 1958، من دون أن يتورط في المذابح التي رافقت الانقلاب.

ثم ما لبث عارف أن وجد نفسه ضحية لصراع الانقلابيين. كانت جريمة عارف لدى قائد الانقلاب عبد الكريم قاسم أنه شقيق لعبد السلام عارف. عندما اختلف عبد الكريم مع عبد السلام سُُرِّحَ عبد الرحمن. قعد في البيت. لم يحتج. لم يتآمر. لم يفكر بانقلاب. ما أوسع البون بين الشقيقين! شقيق منسحب وشقيق متحمس متورط كليا في لعبة السياسة والقوة. وهكذا، وجد عبد الرحمن نفسه مرة أخرى في الجيش ورئيسا لأركانه بعدما ظفر عبد السلام بعبد الكريم وأعدمه (1963).

الثورة كالهرة تأكل أبناءها. ما زال مقتل عبد السلام عارف (1966) لغزا محيرا. لكن اختيار الفريق عبد الرحمن رئيسا للعراق خلفا لشقيقه لم يكن لغزا قط. أجمع زملاؤه الضباط على ترئيسه. قطعوا الطريق على عبد الرحمن الآخر، عبد الرحمن البزاز رئيس وزرائه، لمجرد أن البزاز كان مدنيا، وطامعا في أن يكون رئيسا.

ماذا فعل الرئيس اللامنتمي في منصب هو رمز وقمة الانتماء؟ لم يهتم عبد الرحمن بمتابعة التحقيق في ظروف مقتل شقيقه. فقد فاض دجلة بالشائعات: البعثيون وراء مقتله. لا، الشيوعيون. بل انه عبد الناصر هو الذي «تخلص» منه لأنه بات عقبة في طريق الوحدة بين مصر والعراق.

المحيِّر هنا أن ناصر كان قد وضع سابقا طائرته بتصرف عبد السلام ليعود من قمة العرب المغربية مسرعا الى بغداد، إثر محاولة انقلابية فاشلة قام بها (الناصري) عارف عبد الرزاق، بل ها هو المشير عامر يطير الى بغداد ليشارك في تأليب العسكر ضد تنصيب البزاز رئيسا.

وضع الرئيس اللامنتمي سبابتيه في أذنيه. لم يسمع القيل والقال. انصرف الى تحقيق شكل من أشكال الليبرالية الخجولة: حوار سياسي مع الأصدقاء والخصوم. مشاورة مستمرة مع زعماء البلد. أحزاب وصحافة حرة. وزراء تكنوقراط عروبيون على شاكلة عروبته الديمقراطية الهادئة. مشروع مصالحة مع الأكراد. إصلاحات اقتصادية. ساد بغداد شعور بالراحة نسبيا، لكن ربيع اللامنتمي الحالم لم يزهر قط، وسط حمى الصراع الدموي بين البعثيين والشيوعيين، وطموح الناصريين، وطمع العسكريين، والصراع الإقليمي والدولي المتجدد للظفر بالعراق.

نرثي للسياسي عندما ينطفئ الضوء على مسرح حركته. نتجاهله. ننساه. يغدو جثة متحركة. قلة من العراقيين والعرب لم تتذكر عبد الرحمن إلا عندما حانت ساعة الدفن. نشيد بعارف اللامنتمي: بحياده. بتسامحه. بتواضعه. بليبراليته. بسلامه المدني. بزهده بالسلطة... من دون أن نسمح للباحثين أو نشجع المؤرخين، وما أقلهم، على كشف ملابسات وألغاز تاريخ العراق العاصف.

لكن لعل الذين يتذكرون ويرثون يسمحون لي بتحميل اللامنتمي عبد الرحمن عارف القسط الأكبر من مسؤولية تسليم العراق والسلطة الى عصبة البكر وصدام (1968). لم ينبس بكلمة احتجاج. حتى سعدون غيدان رئيس حرسه كان من المتآمرين عليه. كان عارف يعرف سلفا بنيِّة البعث في قلبه. لم يتحرك لإحباط الانقلاب. لم يحرك الجيش. لم يلجأ الى الشارع، الى الصحافة، الى الأحزاب... لفضح الانقلابيين.

كان عارف اللامنتمي الرئيس اللامناسب في المكان المناسب. في سلبية اللاانتماء، اختار عارف الانسحاب والانطواء. لم يفكر بمستقبل العراق. خرج بهدوء الانهزامي الى المنفى في تركيا. عاش في صمت. لم يفتح فمه بكلمة وصدام يسوق زملاءه الضباط الى ساحة الإعدام صفاً وراء صف، ويجند مئات ألوف العراقيين للموت في حروبه الفروسية المجنونة.

لم يناشد عارف مغتصبي السلطة الإفراج عن رئيس وزرائه عبد الرحمن البزاز المحكوم بالإعدام في محكمة صدام، بتهمة التجسس والعمالة، وهو يعرف أن صدام كان يجب أن يقف في المحكمة بتهمة التآمر مع أجهزة المخابرات الغربية للوصول إلى الحكم.

لم يُفْرج عن البزاز إلا بعدما هدَّه التعذيب والمرض في السجن، ليلفظ أنفاسه في مستشفى لندني. بل شاء عارف أن يتوسل صدام للسماح له بالعودة إلى بغداد، ولم يغادرها إلا بعد سقوط نظامه، لاجئا إلى الأردن.

هل اللاانتماء شكل من أشكال الانهزامية؟ كولن ولسون لم يؤثر السلامة التي فضلها عبد الرحمن عارف. كان انسحاب ولسون شكلا من أشكال الاحتجاج والاعتراض على مسببات قلق الإنسان المعاصر إزاء مفاهيم الحداثة في مادية وجهامة تقنيتها الصناعية، بحيث جعلت اللامنتمي، على الرغم منه، مسمارا في ترسها الفولاذي الدائر بسرعة يومية لامتناهية.

هل العرب أمة لامنتمية؟ هل هم أمة محايدة أو مُحيَّدة لامبالية بالخطر المحدق بها؟ أحسب أن معظم العرب لامنتمون، لا تشغلهم قضايا المجتمع والسياسة والاقتصاد. هم يرون في اللاانتماء نوعا من إيثار السلامة وحفظ الكرامة.

نخاف الإرهاب. لكن العرب يموتون بالزلازل والأعاصير والحرائق وحوادث السيارات أكثر مما يموتون بأحزمة ابن لادن الناسفة وظلم ذوي القربى.

ماذا تسمي الملايين التي تصفق للهوانم نانسي وهيفاء؟ لا شك أنهم لامنتمون. المتزمتون والمتعصبون هم القلة في مجتمع حَيَّدَهُ البحث عن العمل أو الخبز، أو حتى راحة الجلوس أمام الانترنت والتلفزيون.

من هم هؤلاء اللامنتمون؟

إنهم رجال التكنوقراط والبيروقراط والإداريون الخائفون على مراكزهم ووظائفهم وكرامتهم. إنهم وزراء عبد الرحمن عارف، من أمثال خير الدين حسيب وعدنان الباجه جي، الذين لم يستغلوا وجودهم في المنفى لإطلاع العرب والعالم على المأساة التي تنتظر العراق في زمن جاهلية صدام. إنهم المثقفون المنسحبون من السياسة والأحزاب. إنها الطبقة الوسطى المنكمشة التي لا تجد مُتَنَفَّسا لها في حرية الثقافة والفكر والعقل، فيما يجري دفع المجتمع بانتظام متسارع إلى الانتماء الى اللاعقل، ويجري سوقه كالقطعان إلى أضرحة الموتى، في مهرجانات مليونية يموت فيها المنتمون المؤمنون في صراعات الأئمة، تماما كما ماتوا يوما في صراعات العسكر والساسة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
بريطانيا.. "إلى الوراء در"!!
افتتاحية
الرياض السعودية
قالوا نجحت بريطانيا في إدارة احتلال البصرة، وفشلت أمريكا في بغداد، ومع أن البريطانيين أصحاب تجربة غنية في عملياتهم التاريخية مع الاحتلال، وكان العراق إحداها، فإن السقوط المدوي والخروج الصعب، قد يوضعان ضمن الواقعية البريطانية، عندما شعرت أن جيشها يتعرض لخسائر بالأرواح تضاف إلى التكاليف المادية، ومع أن العذر أقبح من فعل، فهل كانت أحلام (بلير) بالعودة إلى عقلية بريطانيا العظمى، ولو تحت الظل الأمريكي، الدافع المهمّ، وخاصة في بلد تستدعي جاذبية خيراته تقاسمها مع الدولة الأكبر؟
مثل هذه التقديرات أوقعت بريطانيا بالهزيمة الثانية عربياً، بعد حرب السويس وهذا يعيدنا إلى أن هذه الدولة التي غالباً ما صاغت قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة بحيل قانونية ورطت العرب وغيرهم وبذكاء غير محدود، هي من وقع في فخ المغامرة التي لم تُشعرها أن الأزمنة تغيرت، وأن التورط في احتلال المدن والقرى وسط كثافة سكانية كبيرة، وثقافة متجددة ودون فهم لطبيعة الكرامة الوطنية، وضع الجيش البريطاني في أزمة استدعت أن تتصرف قيادة (براون) بالإخلال بالاتفاق مع أمريكا لصالح وطنها، وهو من الجانب العقلي صحيح، لكن يجب مساءلة من أعدّ وتقدم لهذه الورطة، وكيف جاءت النتائج فضيحة دولية وداخلية..

أمريكا قد يهمها أن لا تخسر حليفاً كبيراً في العراق، وهذا يؤكد أن الأمور بدأت تتجاوز ما كان مفترضاً إلى ما هو أخطر، حيث العراق صار نموذجاً ثالثاً بعد فيتنام وأفغانستان، بأن الحروب ليست الحلول السحرية، حتى لو كانت القوة تتعهدها دولتان كبيرتان في جميع الإمكانات قياساً بتلك الدول التي أصبحت فخاخها أكبر من الغنيمة المنتظرة، والتي ظلت هاجس الأمريكان والبريطانيين والسوفيات..

الغريب في الأمر أن التجارب الساخنة لم تكن دروساً مفيدة، وهناك الآن من يرتب لعمليات عسكرية على إيران، وربما سورية، وحزب الله، بينما توجد مآزق لأمريكا في عدة دول لاتينية لم تعد تهددها فقط بنشر ثقافة الكراهية لكل ما هو أمريكي، وإنما إعادة اليسار الماركسي بعد فشله خارج تلك القارة، وحتى مع كل الاعتبارات بأن الاشتراكية انتهت تاريخياً، فالرئيس الفنزويلي (شافيز) أصبح ركناً ثانياً مع كاسترو في إحداث تغييرات جوهرية في سلوك حكومات هناك، فهل تنتقل الحروب من منطقتنا إلى الخلفية الجنوبية لأمريكا، أم أن التورط في العراق ربما يكون نهاية الحروب، وخاصة لبريطانيا التي لا تزال عاجزة عن تفسير الوقوع في الأخطاء الأمريكية والتخلص منها بما هو أسوأ؟

عموماً العالم يعيش متفرجاً على المعارك الخاسرة والتي دفع ثمنها العراق بالنتائج الصعبة، لكن أمريكا وبريطانيا قدمتا الدرس الأصعب عندما خطت بريطانيا علناً، وبدون مواربة، الجلاء عن البصرة، وقد تكون أمريكا تفكر بنفس الأسلوب، لكنها تخشى أن تتحول إلى دولة يشمت بها العالم ويحط من قدر قوتها، وقد تكون الانعكاسات المعنوية أخطر من هزيمة عسكرية..

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
طعنة في الظهر!

علي سيار
اخبار الخليج البحرين
برحيل الجيش البريطاني من البصرة، تكون الولايات المتحدة قد تلقّت طعنة قاتلة في الظهر! كانت بريطانيا حتى يوم انسحابها من العراق، الذراع الثانية للجيش الأمريكي، حيث الاعتماد عليها أصبح ضرورة لا غنى عنها للرئيس الأمريكي، خاصة وأنه لم يعد قادراً على تحرير العراق كما كان يتمنى، كما أنه يعتبر انسحاب الجيش الأمريكي من العراق في حكم الكارثة، وهو الذي كان يحلم بأن يخلق منه البلد الأنموذج الذي ستلحق به كل الدول العربية قاطرة وراء قاطرة..!

غير أن الذي حدث خلال سنوات الحرب الأربع، ليس سوى الخيبة وراء الخيبة.. وأسوأ خيباته نقل العراق من القرن الواحد والعشرين الى القرن.. الصفر في تاريخ البشرية، والتسبّب في قتل مليون عراقي من الأساتذة والعلماء والمفكرين والمثقفين.. ومن عامة الشعب! أما بلاد الرافدين فقد حوّلها إلى فتات وطن، تحكمه عصابة من الأشرار، الذين يتقاسمون قتل الشعب العراقي بواسطة المليشيا وفرق الموت، كما يتقاسمون خيراته وثرواته..! لذلك ليس غريباً أن يحطّ الرئيس بوش في مطار بغداد بالأمس، بعد طيران استمر (11) ساعة متواصلة، من اجل أن يتعرّف على حجم الشرخ في جدار القوة الضاربة(!!) التي استعان بها في حربه ضد صدّام! سيدي الرئيس بوش... أحرى بك بدلاً من أن تتجرّع الهزائم الواحدة تلو الأخرى، أن ترفع الراية البيضاء، وأن تعتذر لشعبك عن كل الجرائم التي ارتكبتها في حق وطن كان آمناً حتى ابتلعته أطماعك الخائبة!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
26
تساقط الصقور
د عبد الله بخاري
عكاظ السعودية


بعد هذا المسلسل من استقالات رجال بوش وصقوره، ابتداء من كولن باول (وهو ليس أحد الصقور) الذي استقال من منصبه بعد أن دفعه تشيني إلى الكذب على العالم كله لتبرير حرب بوش/بلير على العراق، ومروراً بوزير الدفاع دونالد رامسفيلد، ثم جميع من كان يطلق عليهم “مافيا تكساس” مثل المستشارة السابقة هارييت مايرز، ومدير الاتصالات دان بارتلت، وكبيرة المستشارين كارين هيوز، ووزير العدل ألبرتو جونزاليس، وأخيراً المستشار الأول في البيت الأبيض كارل روف، لم يبق مع بوش سوى نائبه ديك تشيني.
وبهذا أصبح تشيني ( الذي أطلق على نفسه اسم دارت فيدار، زعيم الشر في سلسلة أفلام حرب النجوم) هو المحرك الأول لسياسة البيت الأبيض الخارجية الآن، وبدون أي منافس.
وبعد مستنقع العراق وأفغانستان، وافتضاح الأكاذيب التي بني عليها غزو العراق، ثم ماتلاها من بشاعة في سجون أبو غريب وجوانتانامو، وخلافات البيض الأبيض مع الكونجرس الأمريكي ممثل الشعب لعدة أسباب منها التجسس على المواطنين الأمريكيين والأجانب المقيمين بينهم، ثم فضائح بعض معاوني الرئيس وموظفيه مثل جونزاليس وليبي، وبعد كارثة إعصار كاترينا في نيو أورليانز وعجز الإدارة عن مواجهتها، وأخيراً إشعال سباق التسلح بين الشرق ألا يحق للشعب الأمريكي أن يحصل على شيء من إنتباه وجهود إدارته التي وضعها بنفسه في البيت الأبيض؟ والغرب ووضع العالم على عتبة حرب باردة جديدة من الممكن أن تتحول في أي لحظة إلى حرب ساخنة وكارثة عالمية، وكل هذا في ضوء محاولات السيد تشيني ومطالبته بمنح الجهاز التنفيذي في الحكومة الأمريكية ( الرئيس والبيت الأبيض) صلاحيات أوسع وقوة أكبر لكي يفعل ما يحلو له دون الرجوع إلى الكونجرس أو غيره.
بعد كل هذا، ألا يجب على الإدارة الأمريكية أن تتوقف قليلاً لتلتقط أنفاسها وتهدئ من أعصابها لتريح الشعب الأمريكي والعالم كله من هذا التشنج وشد الأعصاب الذي يضع العالم على حافة الكارثة وعدم الاستقرار؟
لم يبق على فترة رئاسة بوش سوى عام واحد وأربعة أشهر تقريباً. ولم يبق معه من حاشيته ورجاله سوى أقل القليل، إن لم يكن فقط آلة الحرب تشيني. ولم يبق معه من شعبيته في أمريكا وفي العالم أجمع سوى أقل نسبة حصل عليها أي رئيس أمريكي من قبله ( وربما من بعده أيضاً). لذلك من الأجدر له ( ولنا ) أن يهدئ نفسه قليلاً، ويهدئ أعصابه، ويبتعد عن الاعتماد على مبدأ إظهار القوة وعن الانفعالات التي تجرّ وراءها المصائب.
ألا يحق للشعب الأمريكي أن يحصل على شيء من إنتباه وجهود إدارته التي وضعها بنفسه في البيت الأبيض؟ فبدلاً من أن يضيع الرئيس وقته ويشتت جهوده في إخافة العالم وإفزاعه وتهديده، وبدلاً من الإصرار على تحقيق وهم لا يوجد إلا في مخيلة بعض سكان البيت الأبيض، والاستمرار في التضحية بأرواح العراقيين والأمريكيين سعياً وراء نصر لا يعلم أحد مكنوناته أو دلالاته أو ماهيته، بدلاً من ذلك أليس من الأفضل أن تركز الإدارة الأمريكية ، وهي على أعتاب نهاية فترتها، على القضاء على المشاكل الداخلية التي تقلق الشعب الأمريكي، وعلى المؤسسات الحكومية الداخلية مثل الضمان الاجتماعي المتدهور والاقتصاد المتكاسل والتأمين الصحي والبيئة وقضايا الإسكان وانتشار العنف والإرهاب داخل المجتمع الأمريكي وآثار حرب العراق على الشعب والاقتصاد الأمريكي؟
الهروب من مواجهة هذه القضايا الداخلية الاجتماعية والإدارية الهامة والمؤثرة إلى قضايا أخرى وهمية لا تسبب إلا الشقاء والتعاسة للآخرين ولن يعفي هذه الإدارة من تقديم كشف الحساب على مسلسل أخطائها، ولن يخدع التاريخ أو يضلل الشعب الأمريكي إلى الأبد، بل سوف يؤدي حتماً إلى أن يعيد الكونجرس النظر في الحد من مدى ومقدار الصلاحيات الدستورية التي تمنح للرئيس الأمريكي مستقبلاً، بعكس ما يطالب به المستر ديك تشيني الآن.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
27
لصان ومسروق
أبوبكرالحسن:
الوطن قطر


المثل العربي القائل «إذا اختلف اللصان ظهر المسروق» ينطبق تماما على الولايات المتحدة الاميركية وحليفتها بريطانيا اللتين تبادلتا الاتهامات والانتقادات في الآونة الأخيرة حول أداء قواتهما في العراق وبذلك ظهر المسروق ألا وهو أرض الرافدين.

وأظهر خلاف الحليفتين الأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وتتمثل في ثلاثة عناصر أساسية أولها عدم نشر قوات كافية لحفظ الأمن وثانيا تسليم إدارة العراق بعد انتهاء الحرب لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بدلا من وزارة الخارجية وأخيرا حل القوات النظامية العراقية (الجيش والأمن) والاعتماد على القوات الغازية في حفظ الأمن وهذا خطأ قاتل أفرز مقاومة شرسة لاتزال تكتوي بنيرانها قوات التحالف حتى بعد تشكيل قوات نظامية عراقية جديدة.

وتشير حملة التصريحات النارية المتبادلة بين واشنطن ولندن إلى ان زواج المصلحة القائم بين البلدين منذ عقود طويلة اصبح مهددا الآن بالفسخ أو البطلان مع خروج توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق من «عشرة داوننغ ستريت» واستقبال ساكن جديد أول ما فعله هو قطع السلسلة الذهبية التي كانت تربط بين القيادتين في البلدين.

أضف الى ذلك ان اميركا اتخذت خليلة جديدة هي فرنسا في عهد ساركوزي بعد ان استشعرت بذكائها الفطري ان الطلاق مع الحليفة السابقة اصبح بائنا بينونة كبرى ولا رجعة فيه.

من الواضح أن مقاربة المثل الشعبي العربي مع واقع الحال بين حلفاء غزو العراق استخدم على سبيل المجاز إلا إذا أخذنا في الاعتبار التحليلات التي ترجح ان الغزو تم في الاساس للاستيلاء على نفط العراق بوضع اليد وليس لتلافي خطر النظام العراقي السابق الذي ثبت بالدليل القاطع عدم امتلاكه لأي اسلحة دمار يمكن أن تسبب قلقا لجوار العراق فضلا عن الدول الكبرى واسرائيل مما يعني ان تعبير اللصوصية يمكن ان يكون صحيحا بنسبة مائة في المائة لوضح تحليل ان النفط هو سبب اشعال نخل العراق.

المشكلة ان العتاب بين حلفاء الأمس، فرقاء اليوم لن يجدي فتيلا لأنهما عالقان في شرك العراق دون أي مؤشرات على حدوث انفراج في الحالة الأمنية يسمح باعداد جدول زمني لسحب القوات متعددة الجنسيات.. بمعنى آخر فإن التشاور بين الطرفين للوصول الى حل المعضلة العراقية أفضل من تبادل الاتهامات في هذه المرحلة الحرجة.

يبدو أن التحرك البريطاني للالتزام بجدول انسحاب من الجنوب العراقي أزعج الإدارة الأميركية ودفعها لكيل الاتهامات للجيش البريطاني ووصف أدائه بالضعيف، مما يعني ان تبادل الاتهامات لم يأت في اطار صحوة ضمير ولا لحظة صفاء وانما بسبب المكايدات السياسية.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
28
: العدالة الأميركية .. تبرئ مرتكبي فظائع أبو غريب!
علي الطعيمات
الوطن فطر

وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تقول انها على ثقة بأن «العدل» قد اخذ مجراه في فضيحة سجن أبو غريب الأميركي في العراق، مع انتهاء آخر المحاكمات العسكرية حيث برئ اللفتنانت كولونيل ستيفن جوردان من المسؤولية عن الفظائع التي ارتكبت بحق المعتقلين العراقيين في هذا السجن الذي احدثت عمليات التعذيب داخله صدمة لدى المجتمع الدولي ولكن دون ان ترقى هذه الصدمة إلى مستوى الانحدار الاخلاقي الاميركي وبقي في مربع الصدمة فقط.

وبعد مداولات استمرت نحو سبع ساعات خلال الايام القليلة الماضية بين هيئة محلفين عسكرية مكونة من عشرة اعضاء في قاعدة عسكرية شمال واشنطن قررت المحكمة ان الضابط الاميركي الذي مارس التعذيب والاذلال وخرق كافة القوانين والاعراف الدولية المدعمة بالصور التي ملأت الدنيا غضبا وكشفت عن حقد اميركي واستخفاف بالانسان وحقوقه واستهتار بالقوانين الدولية، ادين هذا الضابط «بعصيان الاوامر» .. وهو الضابط الوحيد الذي تعرض لمحاكمة عسكرية ثبت انها اشبه بالمحاكمات الصورية لامتصاص الغضبة العالمية ولكن وفي خضم الغضب العالمي الذي ابدى مفاجأته من السلوك الاميركي غير الانساني والحاقد بحق العراقيين، قال كولن باول وزير الخارجية الاميركي في ذلك الوقت في مايو 2004، «انظروا كيف ستتصرف اميركا بشكل صحيح» وقال باول آنذاك ايضا «ان الرئيس الاميركي جورج بوش عازم على معرفة المسؤولين ومحاسبتهم».. ولكن ما الذي حدث !! لقد فشلت العدالة الاميركية فشلا ذريعا.

وواضح ان الادارة الاميركية غير المعنية بحقوق الانسان وغير المعنية بحقوق الاسرى والمعتقلين وفق المواثيق والمعاهدات الدولية التي تجرم ما حدث من فظائع تمثل وصمة عار في جبين ما يسمى بـ «العالم الحر» اثبتت ان حقوق الانسان والعدالة التي تحارب تحت لوائهما هي آخر اهتماماتها وآخر ما تفكر به، وإلا فكيف يمكن اعتبار ان فضيحة بحجم فظائع سجن أبو غريب التي انتفض وتنصل منها المسؤولون الاميركيون وهم الذين كان يجب محاكمتهم وليس تقديم عدد من الجنود وضباط كبش فداء للقيادة الاميركية وعلى رأسها الرئيس الأميركي جورج بوش وحكومته باعتبارهم المسؤولين عن تصرفات جنودهم الذين مارسوا جرائم يمكن تصنيفها تحت بند جرائم الحرب.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
29
عون للعراق من الأمم المتحدة
سيريل تاونسند
الحياة
في الحادي والثلاثين من تموز(يوليو) طلبت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رسمياً عون الأمم المتحدة في العراق، تزامناً مع تضافر جهودهما لتقديم مشروع قرار لمجلس الأمن يرمي إلى توسيع صلاحيات الأمم المتحدة في العراق بما يسمح بدور أكبر لتعزيز المصالحة السياسية في وقت يعتبر فيه العديد العنف المندلع بين الشيعة والسنة في العراق شبيهاً بالحرب الأهلية. كما أن ذلك سيشجع الأمم المتحدة على بناء حوار وطني وتسوية الحدود الداخلية على غرار الحدود مع الأكراد في شمال العراق واحتواء المقاتلين السابقين بمن فيهم أولئك الذين قاتلوا ضد قوات التحالف.

ولا ريب في أن الدول الأعضاء المائة واثنين وتسعين في الأمم المتحدة يحاولون بلا استثناء بين الفينة والأخرى استخدام هيكلية الأمم المتحدة ووكالاتها الثمانين المختلفة لمصالحهم. فإذا كان المطروح على بساط البحث يناسب المصلحة الوطنية قاموا به وإن لم يناسبها ففي الجعبة دوماً أسلحة نقاش قوية محفوظة لتخريب المطروح. غير أن الموضوع قد يبدو أحياناً بنظر المراقبين من الخارج مثيراً للسخرية إلى حد كبير.

فها أنا اليوم أفكر في في التعليق البعيد عن المسؤولية والمتهور الذي تفوه به في العام 1993 جون بولتون الذي عينه الرئيس جورج بوش ليمثل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة: «ما من كيان اسمه الأمم المتحدة. فالولايات المتحدة هي من يحرك عجلة الأمم المتحدة وإذا ما خسر مبنى الأمم المتحدة في نيويورك عشرة طوابق فإن ذلك لن يحدث أي فرق».

كما أتذكر بوضوح تام موقف رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك مارغريت ثاتشر عندما صدر قرار في العام 1983 بضرورة سحب «القوة المتعددة الجنسيات» في بيروت من لبنان، إذ لطالما كانت من أولئك الذين ينتقدون ويحتقرون الأمم المتحدة. وعندما سألت في مجلس العموم عمن سيحل محل «القوة المتعددة الجنسيات» أعلنت بأسى أنها تعتبر الأمم المتحدة أنسب هيئة دولية للمهمة.

وهكذا لا تصبح طريق الأمم المتحدة الطريق المفضلة إلا بعد أن تجرب بعض الدول الكبرى حظها وتزيد الطين بلة، إذ ثمة ميل كريه إلى إحباط دور الأمم المتحدة الرئيس في منع النزاعات مع الترحيب بها طرفاً يحل المشاكل في مرحلة ما بعد النزاعات.

وهنا يشرح السير أمير جونز بيري عن مشروع قرار مجلس الأمن حول العراق: «لا مشكلة حوله فهو مباشر». ولا شك في أنه يشكل نقطة تحول للرئيس جورج بوش، فبريطانيا أرادت منذ أعوام دوراً أكبر للأمم المتحدة في العراق؛ وكلا البلدين يبحث عن الباب المعلق عليه لافتة «مخرج»؛ وكلا البلدين سيشهد انتخابات قريباً ويواجه مشاكل سياسية جسيمة حول القتال والفوضى في العراق مع تعاظم الكلفة وتكبد المملكة المتحدة مبلغاً في العراق يفوق الخمسة مليارات جنيه إسترليني الى حينه.

ومن المفترض أن يعد قائد القوات الأميركية الملفت في العراق الجنرال دافيد بيترايوس تقريراً حول التقدم المحرز هناك في أيلول (سبتمبر) ما سيشكل العائق المقبل للبيت الأبيض. ومن المنطقي بمكان الافتراض بأنه سيشير إلى حالات النجاح والفشل. لكن بالمصطلحات العسكرية القاسية ما كانت استراتيجية «الضربة الخاطفة» لتتكلل بالنجاح ذلك أن المتسللين ينتقلون إلى مكان آخر عندما تواجههم حشود القوات الأميركية؛ ولا يخفى على أحد أن أميركا لن تترك عديد قواتها المائة وتسعة وخمسين ألفاً منتشرين في تلك البلاد لمدة أطول.

أما الأمم المتحدة فارتعدت فرائصها خوفاً من الاعتداء الذي ضرب فندق «كنال» مقر الأمم المتحدة في بغداد في 19 آب (أغسطس) 2003، فهي لم تكن قط طوال تاريخها عرضة لمثل هذا الاعتداء. وقد شكل سيرجيو فييرا دي ميلو المبعوث الخاص للأمين العام الذي كان أحد أبرز وأبرع العاملين في الأمم المتحدة الهدف الرئيس للاعتداء في حين قتل 22 شخصاً بدم بارد وجرح زهاء مائة شخص.

بيد أن بان كي مون، الذي خلف كوفي أنان مطلع العام، سيدرك بعد أكثر من أربعة أعوام على الاجتياح غير الشرعي للعراق أن للأمم المتحدة مسؤوليات تجاه العراق العضو حتماً في الأمم المتحدة وأن عليها التدخل أكثر. فأعداد الأمم المتحدة في العراق حددت بخمسة وثلاثين في العام 2004 لكن مهمة الأمم المتحدة الإنسانية الأوسع نطاقاً أدت إلى زيادة ثابتة.

وفي آذار (مارس) زار الأمين العام الجديد بغداد وإبان عقده مؤتمراً صحافياً مع رئيس الوزراء نوري المالكي في قلب المنطقة الخضراء كاد صاروخ إرهابي أن يصيب المبنى ومع ذلك اعتبر أن «الوضع في العراق تحسن» وهو تعليق شكك فيه العديد من الخبراء آنذاك ودعا جيران العراق إلى «الالتزام البناء» مع العراق.

ومؤخراً أعلن بان كي مون أن الوضع الأمني «المعقد وغير المتوقع» هناك لا يزال «عاملاً رئيساً يقيد وجود الأمم المتحدة» وهو كذلك بالفعل.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
30
زيارة بوش للعراق
افتتاحية
الراية قطر
جاءت الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الامريكي جورج بوش وعدد من اركان من ادارته للعراق امس في وقت تواجه فيه كل من الادارة الامريكية والحكومة العراقية موقفا عصيبا بسبب الفشل العسكري والسياسي الذي لازم العراق طوال الفترة منذ احتلال العراق واسقاط حكومة صدام ولذلك فان هذه الزيارة رغم انها تمثل دعما معنويا لكل من ادارة بوش والقوات الامريكية بالعراق اضافة الي حكومة المالكي الا انها تهدف لاستباق التقرير الرسمي الذي سيصدر بعد 15 يوما ويحدد مستقبل القوات الامريكية بالعراق.

هذه الزيارة جاءت ايضا في اطار امتصاص التوتر الشديد بين الادارة الامريكيةوالكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون علي ضوء المطالبات بسحب القوات الامريكية من العراق واصرار بوش علي ارسال المزيد من القوات، الامر الذي اثار المزيد من الشكوك حول الوضع بالعراق.

لقد واجهت ادارة بوش انتقادات واسعة بسبب العراق ليس علي مستوي الديمقراطيين وانما حتي علي مستوي الجمهوريين ودوائر امريكية مختلفة التي ظلت تصدر تقارير سالبة حول الوضع المتدهور بالعراق والذي اصبح لا يحتاج الي اي جهد لتبيان الحقائق الواضحة والماثلة والتي انعكست علي حياة العراقيين والامريكيين.

لا شك ان هذه الزيارة ستمنح الرئيس بوش واركان ادارته فرصة تلمس الحقائق علي الطبيعة بالعراق وانها ستمكنه اذا اراد من اتخاذ القرار الصائب بسحب قواته والضغط علي حكومة المالكي لاجراء مصالحة وطنية شاملة تعيد الامور الي نصابها وان ذلك لن يتحقق الا بالاعتراف الصريح بالفشل السياسي والعسكري ودعم الجهود الدولية ممثلة في الامم المتحدة التي اعادت وجودها للعراق.

لقد تزامنت هذه الزيارة مع انسحاب القوات البريطانية من البصرة وتسليم مواقعها للقوات العراقية في اطار التوجه البريطاني المنفصل للانسحاب من العراق منفردا ولذلك فان هذا الموقف سيؤثر حتما علي التوجهات الامريكية المستقبلية بشأن العراق خاصة بعد تزايد الضغوط ببدء سحب القوات قبل اعياد الميلاد.

ان ادارة بوش جعلت الامريكيين ينظرون بتشكك واضح للوضع بالعراق وجدوي الغزو بعد وصول عدد القتلي من قواتهم الي اكثر من 3700 قتيل وان بوش وجد نفسه مطالبا بتبرير سياساته بالعراق ليس للامريكيين فحسب وانما للمجتمع الدولي الذي اصبح قلقا بسبب تدهور الاوضاع بالعراق وتزايد اعمال القتل والتدمير والنزوح واللجوء وفشل الامريكان في مواجهة هذه الظواهر.

مما لا شك فيه ان مثل هذه الزيارات غير المعلنة والسريعة لن تعالج اوضاع العراق وان المطلوب من بوش القيام بمراجعة شاملة لاستراتيجيته ووضع جدول زمني محدد لسحب القوات الامريكية باعتبار ان هذا الاستراتيجية قد فشلت تماما في تحقيق اغراضها للامريكان والعراقيين وقادت العراق كوطن الي هذا المنزلق ومستنقع الموت والدمار والخراب.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
31
وجه بوش المتغير

جو غالاوي
لوس انجلس تايمز
لا يمر عام بل لا يمر شهر ولا حتى يوم من دون أن يأتي لنا الرئيس الأميركي جورج بوش بسبب جديد يبرر به الغزو الأميركي للعراق.


في البداية تمثلت أسبابه المعلنة للغزو في حيازة العراق لأسلحة دمار شامل والبرنامج النووي الذي كان من المفترض أن صدام حسين يسعى لتطويره إلى جانب صلاته المزعومة بالقاعدة، وعندما لم تثبت صحة أي من تلك الذرائع بعد مرور عام من البحث وبعد إنفاق الملايين، جاء لنا بوش بذريعة جديدة وهي تنصيب حكومة ديمقراطية في العراق.


ولمدة عام كامل دأبت إدارة بوش على إنكار أن هناك حركات مسلحة سيطرت على الوضع الداخلي في العراق، حيث رأت الإدارة أن ما يحدث هناك ليس مجرد إلا محاولات يائسة يقوم بها فلول حزب البعث العراقي المنحل ومجموعة من المتشددين الإسلاميين الذين يعملون على قتل الأميركيين.


وبعد ذلك اعترفت الإدارة على مضض بأن هناك نشاطا مسلحا دائرا في العراق، لكنها ردت عليه بحملة ركزت فيها على استخدام القوة الوحشية واقتحام المنازل وتفتيش العائلات واعتقال الرجال المدنيين بالمئات ووضعهم في السجون بلا تحقيقات، وهي كلها محاولات ليست لها علاقة بالأساليب المعروفة لمكافحة حركات التمرد الداخلية بل إنها على العكس أدت إلى زيادة قوام الحركات المسلحة.


ثم جرت الانتخابات وفازت بها بشكل ديمقراطي غالبية شيعية سيطرت على الحكومة والبرلمان.وفي غضون ذلك كله اندلعت حرب أهلية طائفية يدفع ثمنها إلى الآن المدنيون الأبرياء من الشيعة والسنة والأكراد إضافة إلى عمليات التطهير العرقي التي طالت أحياء عراقية بكاملها في العاصمة وخارجها. وعلى الرغم من كل ذلك أنكرت الإدارة الأميركية أي وجود لحرب أهلية في العراق.


ثم انتقل تركيزنا بعد ذلك إلى تدريب وتسليح كتائب الجيش العراقي ووحدات الشرطة العراقية كي تضطلع بمهام الأمن ومن ثم تستطيع وحدات الجيش الأميركي الانسحاب تدريجيا من العراق.


غير أن حقيقة الوضع أشارت إلى أن كل الجهود التي بُذلت في هذا الصدد كان ينقصها الدعم الكافي والإدارة الجيدة في الوقت الذي رفضت فيه بعض الوحدات العسكرية العراقية القتال بجانب الأميركيين وانضمت وحدات أخرى إلى عمليات التطهير العرقي، وهي الأمور التي واجهها الرئيس الأميركي ونائبه ووزير دفاعه حينذاك دونالد رامسفيلد بعبارات من التفاؤل واليقين من النصر!!


وجاءت صلات حليفنا رئيس الوزراء العراقي نور المالكي السياسية بالميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران والتي تسللت بشكل أو بآخر إلى الوزارات الحكومية-جاءت لتعوق جهوده بشكل كبير. وكشفت القوات الأميركية عن وجود سجون سرية لوزارة الداخلية العراقية يتعرض فيها عدد كبير من السنة العراقيين إلى تنكيل وتعذيب لم يسبق له مثيل. وأشارت الإحصائيات إلى أن عدد المعذبين والذين يجري إعدامهم من هؤلاء كل صباح يصل إلى مئة شخص يوميا.


لقد كان هناك تصريح شهير لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني منذ سنتين يقول فيه إن الحركات المسلحة العراقية أضحت في «الرمق الأخير»، على حد تعبيره. وطفق الرئيس الأميركي ينفي أي مقارنة بين حرب العراق والحرب التي خسرتها أميركا في فيتنام، بل أنه نفى أي تقارير لا تؤكد استمرار نهجه في العراق.


لقد جاءت لجنة هاميلتون ـ بيكر بحل جديد للوضع في العراق بعد دراسة للموقف هناك دامت تسعة أشهر، حيث أوصت ببدء تقليص للقوات الأميركية مع التعويل على فتح مفاوضات دبلوماسية مع سوريا وإيران ودول الجوار الأخرى.


وبهذا منحت بوش وسيلة النجاة من الرمال المتحركة التي وضع هو أميركا فيها، غير أن الرئيس الأميركي لم يُعر اهتماما بتلك التوصيات واختار زيادة القوات في العراق ورفعها من 130 ألف جندي إلى 160 ألفا حاليا بل أنه من المنتظر زيادتها إلى 171 ألفا خلال الخريف الحالي.


الهدف من الزيادة كان استخدام القوات الأميركية لتوفير بيئة سلمية مستقرة حول بغداد تتيح لحكومة المالكي والبرلمان العراقي تحقيق عدد من الأهداف، أهمها هو بدء عملية تصالح تضم الطوائف المتناحرة في العراق.


و في الوقت الذي من المقرر أن يقوم فيه قائد القوات الأميركية الجنرال دافيد بيترايوس والسفير الأميركي في العراق ريان كروكر بإحالة تقرير للكونغرس في الحادي عشر من سبتمبر حول نتائج هذه الزيادة، فإننا نعلم مسبقا أن المساعدين السياسيين لبوش- بيترايوس وكروكر- سيكتبان التقرير الذي كان يأمله بوش من البداية!


وخلال الأسابيع الأخيرة شاهدنا وجهين للرئيس بوش. ففي مؤتمر صحافي في كندا اعترف الرئيس الأميركي بأنه في الوقت الذي تحسن فيه الوضع الأمني بفضل زيادة عدد القوات، فإن الحكومة العراقية لم تحقق التقدم المرجو. وبعد ذلك بيومين، تحدث بوش باستفاضة في مؤتمر عقد بمدينة كنساس عن الحاجة إلى البقاء في العراق إلى أجل غير مسمى.


ودعا بوش إلى الالتزام بالصبر من أجل تحقيق الانتصار المرجو في العراق وبشكل مفاجئ ضرب لنا مثالا بما حدث في فيتنام وانسحابنا من هناك بعد 10 سنوات من القتال وبعد مقتل 58249 جنديا، قائلا إن ما حدث في تلك الحرب يبرر تمسكنا بسياستنا الحالية في العراق.


ثم أطلق العنان لنفسه في استخدام تكتيكات التخويف البالية المعروفة عن إدارته، حيث قال إن الاستمرار في هذه الحرب سيمنع حدوث مجزرة يروح ضحيتها ملايين من العراقيين وسيمنع تعرض أميركا لهجمات يشنها تنظيم القاعدة الذي بدأ إعادة تنظيم صفوفه بقوة، على حد قوله. كلما تغيرت الأمور داخل الإدارة الأميركية، فإنها تبقى للأسف كما هي.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
32
تقرير بتريوس ــ كروكر القادم والسيناريو المخبأ للعراق

حسن الأسود
اخبار الخليج البحرين
في الأسابيع الماضية أعلنت الأمم المتحدة توسيع دورها في العراق مما جعلها على اثر ذلك القرار تتبنى زيادة عدد الموظفين العاملين تحت مظلتها هناك رغم مناهضة بعض اللجان المختصة بالعمل هناك هذا القرار ودعوتهم إلى تقليص عدد الموظفين العاملين بدلا من زيادتهم في ذلك البلد المنكوب على أيدي جبابرة هذا العصر وباشتراك الهيئة الممثلة للأمم في ذلك إما بتوافق حكوماتها مع الاحتلال أو بالتغاضي عنه على مر خمس سنوات رغم فظاعة ووحشية الاحتلال الأمريكي الذي بات مرئيا ومسموعا لدى جميع فئات الرأي العام العالمي،

كما أن من المؤكد أن سير حركة الإنسانية إذا ما استمر على ما هي متجهة إليه من عدم تحمل المسؤولية واللامبالاة تجاه التوجه الأمريكي المتجبر لقهر الأمم والشعوب التي لا تريد التعاطي مع ثقافة الهيمنة الأمريكية لتمييع الشعوب وتغيير كل الثوابت الأخلاقية للأفراد وجعلها عابدة للمادة بشكل مطلق، فها هو الشعب العراقي العظيم يتحمل ضريبة كسر هذا الجبروت وايقاف طموحاته رغم استعانة أمريكا بالشرعية الدولية لتجريد العراق من كل مكامن قوته التي تؤهله للدفاع عن كيانه عبر لجان التفتيش الجائر التي أضعفت العراق وهيأته لذلك الغزو الذي يعترف العالم بأسره بأنه غير شرعي. فلولا ذلك التمهيد الدولي لتجريد العراق من كل مكامن قوته مسبقا لما استطاعت أمريكا أن تفعل بالعراق ما فعلته به. ومع ذلك ها هي مرة ثانية تستعين بسلطة المجتمع الدولي من جديد للتآمر على هذا الشعب ومقدراته، فقانون الأمم المتحدة الأخير بالتدخل في شأن العراق في الفترة القادمة ما كان ليخرج لولا موافقة أمريكا عليه، ثم ما الفائدة والجدوى من مصداقية هذا القرار إذا كان مبنيا أساسا على قالب أن سلطات الأمم المتحدة لن تكون ذات طابع فرضي على حكومة الاحتلال الرابعة بل انه لا يخولها أن تتخذ أي قرار لتخليص هذا الشعب المظلوم إلا بعد المشاورة واخذ الموافقة من حكومة الاحتلال الانجلو صفوية، إذا ما هو المرجو من هذا القرار وما فائدته ، وإن هذا الأمر وفي مثل هذا التوقيت من ازدياد ضغوط الداخل الأمريكي على بوش لسحب القوات من العراق ليستوقف المتابعين للشأن السياسي العراقي في هذه المرحلة وما قد يتمخض عنها، وقد اشرنا في احدى مقالاتنا السابقة إلى أن العراق سيدخل مرحلة تمايز في التحالفات وقد حصل، وعليه فإن هناك عدة معطيات تبلورت في هذه الفترة وهي تنم عن سيناريو قادم للعراق وللمنطقة. ومن هذه المعطيات المتزامنة والسريعة الحراك توسيع نشاط الأمم المتحدة في العراق وبروز الحلف الرباعي البغيض الساعي لتقسيم العراق واضعافه ونهب ثرواته باسم الانتخابات المزورة وتشكيل الدستور الصهيوني الذي تسبب فيما يجري للعراق اليوم والذي لولا دعم فقهاء السوء العاملين مع كلا الاحتلالين الواقعين على العراق والذين سعوا إلى تضليل الناس باسم الدين ورفعوا فريضة مقاومة المحتل، ما كان لنبي أن ينال البر حتى يثخن في الحرب، وغيّروا ثوابت الدين الحنيف، وأشاعوا الضياع والفتنة في بلاد الرافدين، فالفتنة كانت نائمة فلعن الله من أيقظها فلولاهم لما كانت أمريكا وحدها لتنجح للضرب على هذا الوتر الطائفي المقيت، فهؤلا المتآمرون على العراق ممن تجلببوا برداء الدين وشوهوا صورة الإسلام الواضح ويسروا للأمريكان الدخول لوحدة العراقيين من الباب المذهبي والطائفي عبر التواصل مع الولاءات الخارجية والتنسيق المستور مع بول بريمر وغيره من عملاء منطقة المراعي الخضراء هم السبب الرئيس لما يجري للعراق اليوم، وأن في هذا التحالف الرباعي الذي جمع رفاق السوء جميعا وبشكل واضح للدعوة والإصرار على تقسيم العراق وإضعافه رغبة في تنفيذ مطامع أسيادهم من أعداء العراق المحتلين وباسم الشعب العراقي العربي المغيب، هو وتناقضات تصريحات بوش الاخيرة لإشارات واضحة الدلالة على عزم إدارة بوش على تحميل المالكي وأحزابه مسؤولية ما هو قادم. وقد تكون هذه هي الورقة الأخيرة فانتقاد بوش للمالكي ودعوته إلى تنحيته ثم تراجعه عن ذلك التصريح والذهاب إلى نقيضه من تأكيد دعمه وتأييده للمالكي الذي وصفه بالطيب ولحكومته التي ما فتأ يصفها بأنها من شأن العراقيين وليس من حق احد أن يقبلها أو يرفضها سواهم حتى صدق ذلك الأخير هذا الكلام وأخذ يصرح بتصريحات نارية ضدد أي تدخل في شأن العراق الداخلية، ثم أتت زيارة وزير الخارجية الفرنسي والتي أعقبها نفس أسلوب بوش في التهجم على المالكي ثم التراجع والمراوغة. وكل هذه المعطيات والتناقضات في التصريحات تنم عن أن هناك فصلا قادما سيشهده العراق والمنطقة، وهنا يلزم التوقف والاستقراء والتفحص في كوامن مجريات الأمور. فالمتتبع يرصد جيدا أن الاحتلال بات مهزوما ومشتت المواقف في العراق. وبغض النظر عن صحة الأحاديث التي تسربت والتي تشير إلى أن صناع القرار العسكري الأمريكي بدأوا يرسمون خطط لكيفية انسحاب الجيش الأمريكي من العراق انسحابا مفاجئا، فمما لا شك فيه ان من مستلزمات الإقدام على هذه الخطوة تتطلب النفخ في هذه الحكومة وإظهارها على انها هي من تملك زمام العراق وتتحكم في قراراته وليس المحتل ثم إن إدخال عنصر الأمم المتحدة في هذا التوقيت سيكون منسجما مع ذلك القصد، كما أن إقدام رئيس حكومة الاحتلال الرابعة على عمل زيارة لدول الجوار كي يؤكد امتلاك الحكومة لقرارها وكي يتقي جانب حكومات الجوار العربية من موقف حكومته الخياني القادم والذي ستتخذه هذه العصابة الفاسدة من السارقين لقرار بغداد اليوم تحت حماية حراب الأمريكان والدعم الصفوي المستور، ويبدو ان أمريكا سأمت من هذه الأحزاب التي قدمت لها كل شيء ولم تجني منهم أي شيء وهي تريد في الفترة القادمة أن تحملهم مسؤولية كل القرارات المصيرية التي ستتخذ بشأن العراق. فما يطلبه الأمريكان من هذه الأحزاب الأربعة العميلة في الفترة القادمة أولا فرض قانون الفيدراليات المقسم للعراق والذي تعطل كثيرا بالنسبة لهم، وثانيا تمرير مشروع النفط الأمريكي، وثالثا اعطاء كركوك للأكراد، وبعدها يحتمل السيناريو القادم للإدارة الأمريكية خيارين اما الخروج من العراق بشكل مباشر وترك العراق ساحة مفتوحة على اثر تطبيق تلك القرارات بعد أن تكون قد تأكدت من أن كل فصيل وتيار بات قادرا على حماية استحقاقاته ومشاريعه وبالتالي يضمن الأمريكان استمرار بقاء النزيف العراقي على أيدي شراذم من بشر ذوات نفس مهزومة خائبة وولاءات متعددة سائبة ممن يسعون إلى تقسيم العراق، ثم إن الأمريكان يرغبون في استدراج الإيرانيين للتدخل في الشأن العراقي بشكل مباشر لدعم عملائهم وبالتالي إغراقهم في الوحل العراقي كما اسقط هم فيه وإذا ما حصل ذلك سيصبح لزاما على الجامعة والدول العربية التدخل لدعم وحدة العراق عبر دعم العراقيين المناهضين لأجندة تقسيم العراق، أما السيناريو الثاني فيحتمل أن أمريكا قد لا تنسحب من العراق بشكل كلي مباشر وإنما قد تتراجع إلى قواعدها العسكرية التي أنشأت في العراق وتبتعد عن انزال جنودها إلى الشارع العراقي وتكتفي بدعم عملائها لقتل العراقيين بالدعم الجوي فقط وفي كلتا الحالتين فإن أمريكا ما يهمها هو التقسيم لإضعاف العراق وضمان تدفق النفط ومن ثم الانتقام من الشعب العراقي على صموده وبسالته. وإذا ما مضت الأمور حتى تصل إلى ذلك المنحى الذي يبدو أن الإدارة الأمريكية تدفع باتجاهه فإنه من المؤكد أن حكومة الاحتلال الرابعة ستستميت في مقاتلة العراقيين لأن مصيرها ومصير أفرادها قد حسم وافرزه الأمريكان مسبقا ولا طريق لها للرجعة بل ستسخر كل الأساليب للاحتماء بالرداء الطائفي. وذلك لأن المرحلة القادمة ستكون حاسمة ومصيرية لهم، وان فقهاء السوء سيبقون صامتين وسيتناسون تدخلهم في السياسة في بداية دخول المحتل وسيتظاهرون بأنهم لا يفقهون السياسة. وذلك لأن دورهم في الدعوة إلى إشعال فتيل الفتنة قد انتهى، فعلى اقل تقدير وإبراء للذمة أمام الله عليهم أن يرفض ويفرض عدم تقسيم العراق كما فرض رأيهم في أيام الانتخابات المزعومة بترهيب البسطاء بدخول النار في حال عدم التصويت في الانتخابات، فالأمر أصبح واضحا الآن فهذه الحكومة تريد بقاء المحتل وتجاهر بذلك والعراق والعراقيون صاروا على قناعة بأنه ما لم يخرج المحتل فإن العراق لن يستتب وستبقى دماء العراقيين عرضة لعصابات المرتزقة وأجندات الاستخبارات الخارجية. فالآن عليهم تحديد موقفهم من وجوب انسحاب المحتل من العراق وليعترضوا الطريق على هذه الحكومة الذاهبة لتقسيم العراق ليحملوها هذه المسؤولية لوحدها، كما أن هنا يجب الاشارة إلى أن تجديد تركيا ومصر إعلانهما رفض تقسيم العراق ينم عن رصدهم لمسعى حكومة الاحتلال لتطبيق ذلك في الأشهر القادمة. وكم نتمنى إعلان كل دول الجوار للعراق رفض التقسيم وفي هذا التوقيت بالتحديد، فان بزوغ ملامح السيناريو الأمريكي القادم للعراق متوقف على التقرير الذي سيقدمه السفير الأمريكي (ريان كروكر) وقائد القوات الأمريكية (ديفيد بتريوس) حيث سيعرض هذان الأخيران في الشهر القادم تقريرا حاسما بشأن العراق أمام الكونجرس وعلى ضوئه ستتحدد الاستراتيجية الأخيرة من فصل احتلال العراق المباشر.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
33
ما لا يقوله الأمريكيون والبريطانيون عن العراق

خيرالله خيرالله
الراية قطر
..ما لا يقوله الامريكيون عن حقيقة الوضع في العراق، يقول البريطانيون جزءا منه فقط. جديد العراق هذه الايام ان القادة العسكريين البريطانيين بدأوا يتحدثون صراحة عن الخلافات بين لندن وواشنطن وعن الفشل الذريع للاستراتيجية الامريكية في العراق.

آخر من وجه سهامه إلي الادارة الامريكية الجنرال مايك جاكسون الذي كان رئيس الاركان البريطاني في اثناء الاعداد للحرب علي العراق وبعد بدء هذه الحرب التي اسفرت عن احتلال امريكي - بريطاني للبلد في ابريل من العام 2003 قال الجنرال جاكسون في حديث إلي صحيفة دايلي تلغراف التي ستنشر حلقات من مذكراته قريبا، ان الاستراتيجية الأمريكية في العراق اتسمت ب قصر النظر .

وحمل الرئيس السابق للاركان علي وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد الذي اعتبره مسؤولا عن الكارثة التي حلت بالعراق خصوصا بعدما اعتبر رامسفيلد ان بناء الأمم ليس من مهمات الجيش الأمريكي .

ربما كان وزير الدفاع الأمريكي السابق يريد القول ان من مهمات الجيش الامريكي تهديم الدول وتفتيتها بغض النظر عما يحل بهذا الشعب او ذاك.

يرتدي كلام الجنرال جاكسون أهمية خاصة نظراً إلي انه يدعم وجهة نظر كبار ضباط الجيش البريطاني الموجودين حاليا في العراق. هؤلاء يعترفون بأن لا شيء يمكن عمله لانقاذ ما يمكن إنقاذه وأن علي القوات البريطانية الانسحاب من جنوب العراق في أسرع وقت.

ولكن ما الذي لا يقوله الأمريكيون والبريطانيون وما لن يرد في التقرير الذي سيصدر خلال ايام عن قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال بتريوس والسفير الأمريكي في بغداد رايان كروكر؟ من الآن، يفترض عدم توقع ان يسمي الرجلان الأشياء بأسمائها. أي أن بتريوس وكروكر لن يقولا للأمريكيين صراحة لدي الإدلاء بشهادتيهما أمام الكونغرس أن الوضع في العراق مأساوي وان الكارثة حلت بهذا البلد العربي، سابقا، وأن لا أمل حتي في لملمة الوضع بالتي هي أحسن قبل اكتمال الفصل الأخير من الحرب الأهلية التي تسبب بها الاحتلال.

تماما مثل القادة العسكريين البريطانيين، لن يتجرأ الرجلان علي القول لممثلي الشعب الأمريكي ان في استطاعة الجيش الأمريكي أن يربح كل المعارك التي يخوضها مع مسلحين في العراق... لكنه لن يكون في استطاعته أن يربح الحرب، اللهم إلا إذا كان الهدف النهائي من اجتياح العراق تقسيم البلد نتيجة حرب أهلية بدأت منذ ما يزيد علي ثلاث سنوات، أي عندما تبين ان ليس الامكان تشكيل جيش عراقي جديد يحل مكان الجيش الذي صدر قرار بحله عن بول بريمر الذي كان الحاكم المطلق الصلاحية للعراق.

لعلّ أهم ما لا يتجرأ العسكريون والمدنيون البريطانيون والأمريكيون علي قوله إن العراق متروك للميليشيات المسلحة التي تقتل المواطنين وتهجرهم علي الهوية الطائفيةوالمذهبية لا اكثر ولا أقل. ولذلك سينسحب البريطانيون من جنوب البلد عاجلا أم آجلا فيما علي الأمريكيين البحث عن خطة تقود إلي انسحاب بطريقة مختلفة قد تسمح، وعلي الارجح لن تسمح، لادارة بوش الابن بانقاذ ماء الوجه.

تُركت الميليشيات التابعة للاحزاب الشيعية الكبيرة تسرح وتمرح وتخترق الأجهزة الأمنية التي حاول الأمريكيون اعادة بنائها إلي ان اكتشفوا ان الولاء الأول للمنضوين تحت أعلام الميليشيات هو للأحزاب التي ينتمون إليها وليس للعراق وان ما يحرك عناصر الميليشيات التي دخلت في معظمها من ايران هو الرغبة في الانتقام من الآخر وليس بناء دولة او مؤسسات في اطار دولة.

عمل الأمريكيون كل ما في استطاعتهم من اجل انفلات الغرائز، كل أنواع الغرائز من مذهبية وطائفية ومناطقية، من عقالها. وكان ان القرار القاضي بحل الجيش والأجهزة الأمنية التابعة للنظام العائلي - البعثي المخلوع اندرج في سياق اثارة الغرائز عندما تشرد آلاف الضباط والجنود من السنة العرب ولم يعد لديهم ما يعيلون به أفراد أسرهم.

ووفر ذلك فرصة كي ينتشر التطرف والتزمت انتشار النار في الهشيم بين هؤلاء، فكانت تلك فرصة لا تعوض لتنظيمات ارهابية من نوع "القاعدة" وما شاكلها كي تعزز مواقعها في منطقة ما يسمّي المثلث السنّي.


شاء الأمريكيون أم أبوا، عليهم في نهاية المطاف الاعتراف بانهم خسروا حرب العراق وان الرابح الوحيد، اقله إلي الآن، هو النظام الايراني عبر ميليشياته. هذا النظام الذي قدم للأمريكيين كل التسهيلات المطلوبة كي يتورطوا في الحرب وكي يخلصوه من عدو تاريخي اسمه صدّام حسين، الرجل الذي كانت له علاقة بكل شيء باستثناء السياسة وكيفية التعاطي مع المعادلات الاقليمية والدولية.

وربما كان أهم ما علي الأمريكيين الاعتراف به ان الطريقة التي اداروا بها العراق بعد اسقاط نظام صدّام أدت إلي نشر ثقافة جديدة في المنطقة هي ثقافة الميليشيات. هذه الثقافة التي بدأ النظام الايراني يستخدمها في عملية تفتيت المنظومة العربية سياسيا وامنيا... من الخليج إلي المحيط.

عن طريق ثقافة الميليشيات يجري تفتيت لبنان وتحويله جزءا لا يتجزا من المحور الايراني - السوري. وعن طريق هذه الثقافة، يبذل المحور الايراني- السوري كل جهده من اجل ابقاء الشعب الفلسطيني وقودا للصراعات والنزاعات الاقليمية.

وعن طريق الثقافة ذاتها مصحوبة بالفكر المذهبي، يتعرض اليمن منذ فترة لا بأس بها لمؤامرة الحوثيين التي تستهدف النيل من الاستقرار فيه. وبلغت هذه الثقافة مصر حيث ظهرت ميليشيا للاخوان المسلمين قدمت عرضا حيا في جامعة الازهر في الشتاء الماضي. وكان واضحا ان العرض الذي قدمته ميليشيا الاخوان مستوحي إلي حد كبير من عروض "حزب الله" في المربعات الامنية التي اقامها في لبنان.

ليس سرا في لبنان ان "حزب الله" يسعي إلي تطويع الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها وجعلها في امرته بصفة كونه رأس حربة للمحور الايراني - السوري. قبل الاجتياح الأمريكي للعراق والانتصار الذي حققته ايران هناك، كانت تصرفاته تتسم ببعض الخفر. في السنوات الثلاث الأخيرة، خصوصا بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وقبيل استشهاده، لم يعد خافيا ان الحزب الذي يمتلك ميليشيا كبيرة خاصة به تمدد في الاراضي اللبناني وحتي داخل بيروت نفسها من اجل تكريس واقع جديد. يتمثل هذا الواقع في انه صاحب الكلمة الفصل في البلد، بما في ذلك انه يتحكم بقرار الحرب والسلام، اكان مع اسرائيل او مع الأطراف اللبنانية الأخري التي لا تمتلك سلاحا تتصدي به لطموحاته التي لا حدود لها.

ولذلك، نجد ميليشيا الحزب التي هي في الواقع لواء تابع ل"الحرس الثوري" الايراني تحتل وسط بيروت بطريقة تريد ان تؤكد من خلالها انها قادرة علي اقتحام السراي الحكومية حيث رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وعدد لا بأس به من اعضاء حكومته الشرعية التي يعترف بها المجتمعان العربي والدولي.

كذلك، ليس سرا في فلسطين ان ميليشيا تابعة ل"حماس" سميت "القوة التنفيذية" كانت وراء الانقلاب الذي شهده قطاع غزة منتصف يونيو- حزيران الماضي وان هذه الميليشيا انشئت بدعم ايراني بهدف واضح كل الوضوح هو تمكين "حماس" من السيطرة نهائيا علي جزء من القرار الفلسطيني تمهيدا لخطف القرار كله في مرحلة لاحقة في حال سنحت لها الفرصة.

كانت البداية في العراق حيث فرخت ميليشيات من كل الاشكال والانواع نتيجة الاحتلال الامريكي والبريطاني. استغلت ايران الميليشيات لخلق فوضي في البلد. هل صدفة ان يكون القتال الذي دار في كربلاء قبل ايام بين ميليشيا تابعة للنظام الايراني واخري موالية له؟ يبدو مطلوبا أكثر من اي وقت انتشار ثقافة الميليشيات في كل انحاء العالم العربي، من العراق، إلي لبنان، إلي فلسطين، إلي اليمن، إلي مصر، وذلك بغض النظر عمن يقاتل من. تلك هي حتي الآن النتيجة المباشرة لما ارتكبه الأمريكيون في العراق وتقديمهم البلد علي صحن من فضة إلي النظام في طهران.

حصل النظام الايراني فوق ذلك كله علي رأس صدّام حسين يتوج به الملالي انتصارهم الذي أزال من امامهم كل حاجز في اتجاه التمدد في اتجاه المتوسط عبر سوريا ولبنان وفلسطين وصولا إلي غزة، اي إلي الحدود مع مصر! هذا ما يفترض ان يعترف به القادة العسكريون البريطانيون بدل الاكتفاء بلوم الامريكيين علي قصر نظرهم.

ما تشهده المنطقة حالياً تجاوز مرحلة القاء اللوم علي الامريكيين وتوصيف غبائهم علي غرار ما فعل الجنرال جاكسون. هذا الغباء تحصيل حاصل. السؤال هل من يريد مواجهة ثقافة انتشار الميليشيات التي تفرخ في الشرق الاوسط ... ام ان الميليشيات جزء من عملية اعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم كل ما هو غير عربي فيها؟