Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 28 يوليو 2007

عدد السبت 28/7/2007 من صحيفة العراق الألكترونية


أولاً : فهرست الأخبار والتقارير
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
1
البنتاغون يفشل في إيصال الأسلحة للقوات العراقية
وكالة الأخبار العراقية
2
جيتس يكشف عن خطة طوارئ للانسحاب الأمريكي من العراق
شبكة الإسلام اليوم
3
غارة أمريكية على كربلاء تستهدف جيش المهدي
وكالة الأخبار العراقية
4
كريستيان ساينس مونيتور : الحكومة العراقية في أزمة عميقة
Christian Science Monitor
5
تقرير مخابراتي تركي‏:‏ روسيا وإيطاليا والعراق أبرزمصادر تسليح حزب العمال الكردستاني
الأهرام
6
نيويورك تايمز‏:‏ واشنطن محبطة من موقف السعوديةإزاء بغداد وتتهمها بتقويض حكومة المالكي
الأهرام
7
العراق يطلب من ألمانيا مشاركة أكبر فـي منطقة كردستان
الرأي الأردنية
8
علاوي : "جبهة المعتدلين " طائفية ولا ارغب بالانضمام اليها
شبكة أخبار العراق
9
حملة حكومية غير مسبوقة على "التوافق" العراقية
الخليج
10
بريطانيا تؤجل تسليم البصرة إلى العراقيين بسبب التدخل الإيراني * جبهة التوافق: مهلتنا للمالكي «قارب نجاة» لإنجاح العملية السياسية
الدستور الأردنية
11
السلطات التركية تبعد 135 لاجئا عراقيا وتجبرهم على العودة إلى العراق
الملف نت
12
العراق وإيران والإرهاب أهم مواضيع البحث بين بوش وبراون
الرأي الأردنية
13
جنرال أمريكي : الهجمات على المنطقة الخضراء صارت أكثر دقة
BBC
14
التوافق:المالكي أحبط وساطة الحكيم بين الكتل
الزمان
15
جنرال أميركي يتهم سوريا وإيران بتسهيلدخول "الانتحاريين" والأسلحة إلى العراق
المستقبل اللبنانية
16
تفجيرات تستهدف مدنيين في بغداد وكركوك
الأنوار اللبنانية
17
«اليونيسيف»: جيل عراقي كامل قد يحرم من التعليم في الأردن وسورية ومصر ولبنان
الشرق الأوسط
18
اتفاق بين الحزبين الكرديين الرئيسيين على تشكيل قيادة مشتركة
الشرق الأوسط
19
إستراتيجية المليشيات تطورت للاستيلاء علي الموانئ ونهب النفط وتهريبه الى إيران والكويت
القدس العربي
20
العراق: مقتل 4 قياديين لحزب العمال الكردستاني
السفير اللبنانية
21
نائب ديمقراطي: الجمهوريون يحاولون التوصل لاتفاق يبقي 70 ألف جندي في العراق
الدستور الأردنية
22
خطيب جامع النقيب يطالب بإنشاء فوج حماية الغزالية ... ممثل السيستاني يطالب بـ «قوة مشتركة» في ديالى ويحذر من وقوع كارثة إنسانية فيها
الحياة
23
اشتباكات عنيفة بين «جيش المهدي» والقوات الأميركية في كربلاء وأخرى مع «القاعدة» في الفلوجة ... حكومة المالكي تعتبر تهديد السنّة بالانسحاب «ابتزازاً»
الحياة
24
مقتل 8 جنود أمريكيين 57و عراقيا * خطة طوارئ أمريكية للانسحاب من العراق
الدستور الأردنية
25
محاكمة 3 وزراء سابقين بتهم الفساد
الشرق القطرية
26
القوات الأميركية تسعى إلى توازن طائفي وتفضل المتطوعين السنّة في الجيش والشرطة
الحياة
27
التوافق تحدد (11) مطلبا لاستمرار مشاركتها في الحكومة
الصباح
28
اتفاق لإحالة رئيس مجلس النواب العراقي إلى التقاعد
الوطن السعودية
29
مؤتمر عمان يفشل في وضع حلول جذرية لمشكلة اللاجئين العراقيين
الوطن السعودية
30
بكين تهاجم واشنطن بعد العثور على صواريخ صينية في العراق
المدينة السعودية
31
المالية توافق على شمول جميع المتقاعدين بالقانون الجديد
الصباح

ثانيا فهرست المقالات والافتتاحيات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
هل تساعد العراق على اجتياز المحنة السياسية والأمنية؟المؤتمرات المتلفزة ··· والدبلوماسية الشخصية بين بوش والمالكي
جيم روتنبرج وأليسا روبن:
نيويورك تايمز
2
لجنة بريطانية لدراسة العراق... مأزق على الأرض!

جيفري كمب

3
القاعدة» شريك الأمر الواقع في حروب العراق ولبنان وفلسطين
راغدة درغام
الحياة
4
صيف بغداد الساخن يعرقل خطط الكونغرس في الانسحاب

شبكة عراقنا الاخبارية
5
الانسحاب الأمريكي من العراق حقيقة موضوعية

د. محمد مورو
وكالة الأخبار الإسلامية.
6
أهوال الجريمة البشعة بحق مقابر الصحابة ومساجد السنة

أ. أبو جنيد البصري - البصرة
* مجلة المجتمع.
7
رؤية استراتيجية في آفاق العلاقات العربية – الغربية


مركز دراسات الشرق الأوسط – الأردن
8
اللقاء الاميركي الايراني الثاني في بغداد: تطابق أفكار امبريالية ومصالح تاريخية مشتركة
أمير المفرجي
ميدل ايست اونلاين
9
تضخيم دور إيران لتحجيمها أو ضربها ...
د. عصام نعمان
الخليج الامارات
10
صراع الاستراتيجيات في العراق
د. محمد السعيد إدريس
الخليج الامارات
11
اساتذة العراق
طاهر العدوان
العرب اليوم الاردن
12
ماذا تريد امريكا من العراق
احمد شبيب
الوسط البحرين
13
ساءت مقولتكم يا محمد صادق الحسيني

ناصر العتيبي
السياسة الكويت
14
العراقيون في الأردن .. مشاكلهم .. الأسباب أم النتائج
سلطان الحطاب
الراي الاردن
15
حتى يخرج العراق من أزمته السياسية الراهنة
افتتاحية
الراي الاردن
16
ما هو الجديد؟
يعقوب العوضي
الراي العام الكويت
17
الكونجرس والبيت الأبيض.."كسر عظم" حول العراق
إبراهيم غالي
الشبيبة عمان
18
أخطاء اليسار في حرب العراق
جوهان هاري
الاندبنتت
19
هل اقتنع العرب بتقسيم العراق؟
مصطفى زين
الحياة
20
كوارث الخطط الأميركية في العراق

آن أبيلباوم

الاتحاد الامارات
21
شكرا لمنتخب العراق

السيد زهره

اخبار الخليج البحرين


ثالثا : نصوص الأخبار والتقارير

ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
1
البنتاغون يفشل في إيصال الأسلحة للقوات العراقية
وكالة الأخبار العراقية
قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إنها تجد صعوبة في توصيل معدات أساسية للقوات المسلحة العراقية. وأضافت أنه لم يتم تسليم سوى نحو ثلث الأسلحة التي وعدت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها الجيش العراقي.واوضح البنتاجون ان 14.5 مليون وحدة من المعدات تم تسليمها الى الجيش العراقي من اصل 40 مليون طلبها العراقيون. و طلب قائد الفرقة الامريكية التي تتولى تدريب الجيش العراقي المساعدة في الاسراع بنقل المعدات. واوضح البنتاجون ان وصول المعدات يتأخر بسبب عملية اصدار تراخيص تصدير او بسبب تغيير في نوع المعدات المطلوبة. وقال برايان وايتمان المتحدث باسم البنتاجون "نتشارك في هدف مشترك مع العراقيين وهو ان قواتهم يجب ان تزود بالمعدات التي يحتاجونها".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
2
جيتس يكشف عن خطة طوارئ للانسحاب الأمريكي من العراق
شبكة الإسلام اليوم
أعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أن وزارته تعد خطط طوارئ لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، ووصف هذه الخطط بأن لها أولوية.وقال جيتس ـ في رسالة بعث بها إلى السناتور الديمقراطية هيلاري کلينتون التي طالبت وزارة الدفاع (البنتاجون) مرارا بالكشف عن وجود مثل هذه الخطط ـ "إنه يشارك بفاعلية في صياغتها".وأضاف جيتس ـ في الخطاب ـ: "تأكدي من وجود مثل هذا التخطيط فعلا بمشارکة نشطة مني ومن کبار المسئولين العسكريين والمدنيين وقادتنا في الميدان، معتبرا أن "هذا التخطيط للطوارئ أولوية في هذه الوزارة".وأرسلت الولايات المتحدة للعراق خلال ربيع هذا العام نحو 30 ألف جندي إضافي ليرتفع إجمالي عدد القوات إلى نحو 157 ألفا ضمن الخطة الأمنية الحالية التي تهدف إلى إقرار الأمن.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
3
غارة أمريكية على كربلاء تستهدف جيش المهدي
وكالة الأخبار العراقية
قال مسؤول في مكتب الشهيد الصدر في كربلاء الجمعة إن عددا من القتلى والجرحي سقطوا خلال مداهمات وغارات أمريكية على احدى المناطق في المدينة بهدف اعتقال قيادي في جيش المهدي. وأوضح رزاق الموسوي قامت القوات الأمريكية في الساعات الاولى من صباح الجمعة بمداهمة مسلحة على منزل القيادي في جيش المهدي حمزة مطرود في منطقة الحي العسكري (3كم غربي كربلاء )." وأضاف أن " الهجوم شاركت فيه طائرات وعجلات همر حيث قامت القوات الامريكية بأعمال قصف بالصواريخ والقذائف مما أدى إلى سقوط عدد من الاشخاص بين قتيل وجريح." ولم يشر الموسوي إلى مزيد من التفاصيل ، كما لم يوضح ما إذا كانت القوات الامريكية نجحت في اعتقال القيادي بجيش المهدي أم لا ، إلا انه قال إن " هذا الهجوم يدل على إن القوات الأمريكية تريد زعزعة الأمن في المدينة." من جهة أخرى قال شهود عيان من أهالي المنطقة ترددت سبعة انفجارات في منطقة حي العسكري في الساعات الاولى من صباح الجمعة وتبعها تبادل إطلاق نار كثيف." من جانبه قال مصدر في مستشفى الحسين العام إن " تسع جثث وصلت إلى الطب العدلي في المستشفى بينهم 6 من عائلة واحدة." وأضاف" كما وصل إلى المستشفى 23جريحا."
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
4
كريستيان ساينس مونيتور : الحكومة العراقية في أزمة عميقة
Christian Science Monitor
العراق في قمة ازمته السياسية الاسوأ منذ سقوط صدام حسين ، مع نظامه الديمقراطي الجديد ،القائم على التوافق الوطني بين مجموعاته العرقية والطائفية ، ويبدو وثيق الصلة بشكل خطير الى الانهيار ، كما يقول العديد من السياسيين والمحللين . وكل ذلك جلب الشلل الى مؤسساته الحكومية وترك البرلمان عاجزا عن التحرك باتجاه 18 موضوعا مطلوبا تشترطها واشنطن لقياس مدى التقدم في العراق . ومن ضمنها قانون النفط واصلاح قوات الامن ، ويزداد التباعد بين بغداد وواشنطن حول مدى الاستعجال في تحقيق هذه الحلول .البرلمان العراقي قرر عطلته في شهر اب في الوقت الذي تواجه ادارة بوش الضغوط بان تظهر تحقق تقدم في التقرير الذي سيقدم في شهر ايلول الى الكونغرس . وفي الوقت الحالي ، فان السياسيين العراقيين يحاولون بوضوح الحفاط على الحكومة من التداعي . وفي يوم الجمعة سيجتمع كبار المسؤوليين العراقيين في الشمال الكردي ، في قمة للازمات ، على امل ان المباحثات التي تعقد خارج اجواء بغداد المسمومة سياسيا ، قد تتوصل الى بعض الحلول للجمود السياسي الحالي . وسيلتقي الرئيس جلال الطالباني ونائبيه ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني في المقر الصيفي في صلاح الدين في نهاية اسبوع حافل بالمشاكل . وفي يوم الاربعاء قالت جبهة التوافق العراقية انها ستنسحب خارج ائتلاف حكومة المالكي ، ولكنها ستعيد وزءاها الستة اذا وافق رئيس الوزراء على تحقيق قائمة مطالبها .وقالت الجبهة السنية انها تريد من بين اشياء اخرى ، العفو عن المحتجزين والذين لم توجه لهم تهم جنائية ولتفكيك جميع الميليشيات . وقال المستشار فخري كريم :" نحن بصدق في وسط اسوأ ازمة ". وهو مستشار البرزاني والطالباني ويصدر ايضا صحيفة المدى المستقلة . وقال انه يشك بان اجتماع يوم الجمعة سوف يجد اية حلول بسبب الصراع الجديد مع جبهة التوافق العراقية .وقال كريم :" لقد فشلت معظم الكتل السياسية للعمل في اطار التوافق الوطني ، انهم لايستطيعون حتى تقديم صياغة مناسبة لمواقفهم ومقترحاتهم ، تاركين جانبا ادراك الخطر الحقيقي جدا الذي يحيط بكل واحد منهم ". وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري :" لدينا ازمة حكومية وينتظر شعبنا منا اداء افضل "في اشارة الى ثقل الوضع الذي برز للعديد من المسؤولين العراقيين . ومنذ يوم السبت يقوم السفير الاميركي رايان كروكر بتحركات مكوكية بين القادة العراقيين الكبار ، ولكن ناطقا باسم السفارة قال بان ذلك ليس بالضرورة مؤشرا على الازمة .وقال المذكور :" ادت زيادة القوات الى تحسين الموقف في الاختلافات حول الظروف الامنية .ولكنه ليس مفتاح الضوء للمصالحة ، وليس هناك حلول سريعة لسنوات من العنف والالم الشديد ".وقد عبر بعض المسؤوليين الاميركيين العسكريين عن القلق ، ولاسيما بسبب اخفاق القيادة العراقية في الاستفادة من الفرصة المتاحة التي وفرتها زيادة القوات الاميركية ضد المتمردين والميليشيات . وقد ادت الازمة ايضا الى ايقاد خيبة الامل والنفور بين العراقيين . وقال احد العراقيين المجهولين في احدى القنوات التلفزيونية على هامش فوز الفريق العراقي لكرة القدم :" لقد جعلونا نأسف لاننا صوتنا لهم في السابق ... يجب ان يتعلموا شيئا حول التوحد من فريقنا لكرة القدم ".لقد كانت الانتخابات العراقية لمرتين في سنة 2005 تاريخية بعدة طرق . لقد ادت الى تقوية الشيعة والاكراد الذين كانوا مهمشين ، ولكن الخبرة التي ادخرت وشرعت في الدستور الجديد هي نظام التوافق والذي تم بناءه على الانقسامات الهشة للسلطة عبر الخطوط الطائفية والعرقية . وهذا كان يعني التكيف مع السنة العرب الذين يشعرون بالمرارة والذين تمهلوا في اعتناق العملية السياسية واستمروا في ايقاد التمرد العنيف والذي تصاعد الى الحرب الطائفية الدموية . ولكن بعد 14 شهرا من تشكيل الشيعي نوري المالكي حكومته للوحدة الوطنية ، فان سعي العراقيين الى الديمقراطية قد ضرب بالحائط .والقادة السياسيون ولاسيما الشيعة والسنة يتاجرون الان بحواجز الاتهامات الجدية المضادة . ويقول خلف العليان من جبهة التوافق العراقية في المؤتمر الصحفي الذي اعلن فيه تعليق عمل الوزراء الستة في الحكومة :"ان خبرة التشارك قد تعرضت لعصف شديد ، ولقد حاولنا الاحتفاظ بنوايانا الحسنة والصبر ... ولكننا قوبلنا بالتعجرف والانفراد بالسلطة ، والجهود لاقصاءنا بكل الطرق ". واذا انسحبوا فان عدد الحقائب الخالية سيصل الى 12 من مجموع 39 حقيبة وزارية . واضاف العليان وهو محاط بنائب الرئيس طارق الهاشمي وبقية قادة الجبهة :" لقد اقتنعنا بشكل قاطع بعد هذه الخبرة المؤلمة ، بان هذه الحكومة ممثلة برئيس وزراءها هي عاجزة عن الارتباط بالبرنامج الوطني الصادق ".وقال ان الانسحاب سيكتمل خلال اسبوع مالم يظهر المالكي الارادة في انجاز قائمة باثنى عشر شرطا والتي تصل الى اطلاق سراح الالاف من المحتجزين من السجون الاميركية والعراقية بدون اتهامات ، وانهاء ماتعتبره الجبهة بالاستهداف المميز ضد السنة .وقال النائب الشيعي ومستشار المالكي سامي العسكري بان جميع الاتهامات والمطالب من قبل الجبهة السنية هي مجرد حاجز من الدخان من اجل شيء واحد :" رغبة الهاشمي للمزيد من السلطة بدلا مما تم الاتفاق غليه بالنسبة له في ظل الدستور ". واتهم العسكري الجبهة السنية بممارسة سياسة الحصول على المكاسب مثل المعارضة بدلا من الشركاء . وقد اتهم المالكي وتحالفه الشيعي بشكل متكرر بان السنة يريدون اسقاط حكومته وقلب المعادلة السياسية الحالية بمساعدة الحكومات السنة الاقليمية العربية مصر والعربية السعودية .وقبل اعلان انسحاب الجبهة السنية من الحكومة ، كان هناك جهود في الاسبوع الماضي لاحتواء الازمة ولاسيما انعاش مشروع اقامة تحالف من ما يسمى المعتدلين لمساندة الحكومة " ووتجاهل المتشددين على كلا الجانبين السني والشيعي " استنادا لما قاله وزير الخارجية هوشيار زيباري .ويقول روبرت سبرانبورغ مدير معهد الشرق الاوسط في جامعة لندن ـ ان قلب المشكلة هو ان لااحد مهتم بحكومة قوية وموحدة . وقال :" اللاعبون المشاركون لديهم اجنداتهم ، والحكومة المركزية ومصادرها هي وسائل لتحقيق مطامحهم ... ولم يلتزم احد بحكومة لكل العراقيين ".ومشيرا الى التباعد الكبير بين بغداد وواشنطن قال العسكري ، مستشار المالكي :" تعتقد واشنطن بان تمرير قانون النفط سوف يؤثر على المصالحة والوضع الامني . ونحن نفترض العكس .فهذه المواضيع صغيرة بالنسبة للمجموعات المسلحة التي تقتل العراقيين يوميا . واجندتها الوحيدة هي قلب ما انجزناه الى حد بعيد ".
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
5
تقرير مخابراتي تركي‏:‏ روسيا وإيطاليا والعراق أبرزمصادر تسليح حزب العمال الكردستاني
الأهرام
كشف تقرير صادر عن المخابرات التركية أن‏60%‏ من الالغام المستخدمة من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني ايطالية الصنع وان‏74,6%‏ من الاسلحة الخفيفة المستخدمة وهي من طراز كلاشينكوف روسية المنشأ‏,‏مشيرا إلي أن الحزب حصل علي أسلحة خلال الأشهر الستة الأولي من العام الحالي من روسيا وارمينيا والعراق‏.‏ وأظهر التقرير الذي قدمته المخابرات إلي النيابة العامة في تركيا أن مايقرب من‏3800‏ عنصر من عناصر الحزب ينتشرون في شرقي وجنوب شرق الاناضول‏.‏
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
6
نيويورك تايمز‏:‏ واشنطن محبطة من موقف السعوديةإزاء بغداد وتتهمها بتقويض حكومة المالكي
الأهرام
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية النقاب أمس ان الإدارة الأمريكية تشعر باحباط شديد من موقف المملكة العربية السعودية ازاء الوضع في العراق‏,‏ وأضافت نقلا عن مسئولين امريكيين رفيعي المستوي أن واشنطن تتهم السعودية بمحاولة تقويض حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي‏.‏وأوضحت نيويورك تايمز ان الإدارة الأمريكية تري ان السعودية فشلت في وقف تدفق المتطوعين الذين ينضمون للجماعات المسلحة العراقية‏.‏وأكدت الصحيفة ان واشنطن لديها أدلة تثبت أن السعودية تمول جماعات مناوئة للمالكي الذي تعتبره عميلا لإيران‏.‏
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
7
العراق يطلب من ألمانيا مشاركة أكبر فـي منطقة كردستان
الرأي الأردنية
أكدت سياسية ألمانية بارزة أن الرئيس العراقي جلال طالباني طالب بمشاركة أكبر لالمانيا في شمال العراق الذي تسكنه أغلبية كردية.وقالت كلاوديا روت ،رئيسة حزب الخضر الالماني في حوار هاتفي مع وكالة الانباء الالمانية إن طالباني طلب منها هذا الامر بوضوح خلال اللقاء الذي جمع بينهما في مدينة السليمانية بشمال العراق.وأضافت روت التي سافرت يوم الاثنين الماضي إلى شمال العراق أن طالباني أعرب عن رغبته في وجود تمثيل دبلوماسي واقتصادي وثقافي لألمانيا في شمال العراق.وطالبت روت نفسها بمشاركة ألمانية أكبر في هذا الجزء من البلاد وقالت: لا يمكن فهم الغياب الالماني التام تقريبا في الوقت الذي تتواجد فيه دول أخرى من الاتحاد الاوروبي بشكل أكبر.وأضافت السياسية الالمانية أن كردستان من الممكن أن تلعب دورا مهما في استقرار المنطقة بالكامل.وحذرت روت في الوقت نفسه من ترحيل لاجئين من ألمانيا إلى شمال العراق وقالت إن هذا التصرف سيكون بعيدا عن الكياسة إلى حد كبير.وحول المستقبل السياسي للعراق بالكامل قالت روت إن فكرة وجود عراق اتحادي هي فكرة واقعية للغاية في هذا البلد الذي يواجه مشكلات ضخمة في أنحاء واسعة منه وأضافت أن مجموعة كبيرة من الشخصيات التي التقت بها خلال الايام الماضية وافقتها على هذا الرأي.والتقت روت كلا من مسعود البارزاني حاكم إقليم كردستان بالاضافة إلى الرئيس طالباني ومجموعة من نشطاء حقوق الانسان وممثلي الامم المتحدة.وأكد طالباني للسياسية الالمانية دعمه لالمانيا في قضية المواطن الالماني سنان الذي اختطف مع والدته في العراق في شباط الماضي. وأطلق سراح الام مؤخرا في الوقت الذي لا يزال فيه الابن في قبضة الخاطفين.

ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
8
علاوي : "جبهة المعتدلين " طائفية ولا ارغب بالانضمام اليها
شبكة أخبار العراق
اعلن رئيس الوزراء العراقي الاسبق والامين العام لحركة الوفاق اياد علاوي انه سيتوجه الى اربيل للقاء بارزاني، لكنه نفى نيته الانضمام الى ما يسمى بجبهة المعتدلين التي يجري الحديث عن تشكيلها. واكد علاوي الذي يتراس القائمة العراقية في تصريحات صحفية عدم مشاركته في أي اجتماع يضم قوى سياسية في بغداد، وقال لم اتسلم اية دعوة لحضور أي اجتماع وكل ما سمعته عبر الاعلام هو ان هناك اجتماعا سيضم ستة كتل سياسية يعقد في بغداد، وان ايران اعترضت على مشاركتي. وحول جبهة المعتدلين قال علاوي ان هذا المشروع طرحه الاميركيون، وكانوا قد التقوني وطلبوا مني الانضمام اليه، لكنني لم اتسلم دعوة رسمية أو غير رسمية حول هذا المشروع. وعن موقفه في حال تسلم دعوة لحضور مثل هذا الاجتماع في بغداد، قال هذا سؤال افتراضي، وعندما نتسلم الدعوة سوف نتذاكر بها مع حركة الوفاق والقائمة العراقية قبل ان نقرر الحضور أم عدمه. واكد علاوي قائلا: اذا كانت مثل هذه اللقاءات تعني تشكيل محاور ضد اخرى فهذا ليس اهتمامنا، نحن نريد تشكيل جبهة وطنية عريضة، ونحن لا نؤمن بأن حل المشاكل في العراق يكمن في مثل هكذا تحالف، نحن نعتقد ان هناك مشروعا وطنيا عراقيا، ومشروعا يعتمد الطائفية السياسية، وهذان المشروعان في تناقض، ونحن ننتمي الى المشروع الأول وأنا لا اعتقد ان هذا التحالف الرباعي سيصب باتجاه معالجة الازمة في العراق، مع تمنياتنا لهم بالموفقية، وان يصب مشروعهم لصالح وحدة العراق وتحقيق الامن والاستقرار لعموم الشعب العراقي معربا عن اعتقاده بعدم «حصول هذا الاجتماع الذي قيل إنه تأجل . ونفى علاوي انه سيلتقي في بغداد التي سيصل اليها خلال الايام القليلة القادمة رئيس الحكومة نوري المالكي او رئيس الجمهورية جلال طالباني، وقال «ليس في منهاجنا لقاء الاخ رئيس الحكومة او رئيس الجمهورية ولم يطلب مني احد اللقاء بهما، كما اني لم اطلب لقاءهما. وقال علاوي بالتأكيد سألتقي الاخ مسعود بارزاني في اربيل قريبا، حيث تربطنا مع الاخ بارزاني علاقات تاريخية متينة وطيبة، ونحن نلتقي باستمرار للتداول حول الشأن العراقي، كما تربطنا بشعبنا الكردي علاقات عميقة . وحسب موقع حكومة اقليم كردستان على الانترنت كان من المنتظر أن ينضم بارزاني الى طالباني في بغداد لعقد قمة خماسية تضم ايضا رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، رئيس الحزب الاسلامي، ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي نيابة عن عبد العزيز الحكيم، لبحث الوضع الراهن والإعلان عن «جبهة المعتدلين»، التي تم الاتفاق على تشكيلها من قبل الحزبين الكرديين والمجلس الإسلامي الأعلى بزعامة الحكيم وحزب الدعوة الإسلامي.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
9
حملة حكومية غير مسبوقة على "التوافق" العراقية
الخليج
تبادلت الحكومة العراقية وجبهة “التوافق” الاتهامات حول تعطيل العملية السياسية، حيث شنت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي أمس (الجمعة) هجوما شديدا على الجبهة واتهمتها باستخدام أسلوب التهديد والضغوط والابتزاز والرهان على الخارج وتعطيل عمل الحكومة والبرلمان والسعي للسلطة على حساب مصالح الوطن، وذلك رداً على اتهامات الجبهة للحكومة بالعجز عن تشريع القوانين الهامة التي تضع البلاد على طريق الازدهار، واتهام أعضاء بالتحالف الرباعي الجديد الذي يضم أحزاب المجلس الإسلامي الأعلى والدعوة والاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستانيين بمحاصرة الجبهة ومحاولة القضاء عليها. وقتل 24 عراقياً وجرح ،28 فيما لقي جندي أمريكي مصرعه.وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، في رده على اتهامات جبهة التوافق للحكومة، إن ما أسماه “التهديد والضغوط والابتزاز” يعد “سياسة غير مجدية” وأضاف إن “تعطيل عمل الحكومة ومجلس النواب والعملية السياسية لن يعيد العراق إلى زمن الدكتاتورية والعبودية.. ولن يربح منها مكوّن أو فصيل أو مواطن”.وحذر الدباغ في بيان أصدره أمس من ان “الرهان على خارج الحدود لن يوفر وطناً آمناً موحداً وسيداً، وأن المغامراتِ قد تدفع إلى نتائج خطيرة ليس فيها رابح من أبناء العراق الشرفاء سوى بعض المتاجرين الذين تزداد أرصدتهم خارج العراق عبر سياسة التشكي والتباكي والاستجداء باسم هذه الطائفة أو تلك”.واعتبر مطالبة الجبهة بتحسين العلاقات مع الدول العربية الشقيقة “مزايدة على عروبة رئيس الوزراء وحرصه على التواصل مع الدول العربية ودعوته لهم بفتح سفاراتهم في بغداد أسوة بالدول الأوروبية البعيدة أو بجيران العراق غير العرب”.كذلك، انتقد الرئيس العراقي جلال طالباني موقف جبهة التوافق من الحكومة وقال في حديث مع قناة “الحرة” التلفزيونية ان “بعضاً من اعضاء جبهة التوافق يحمل السلاح ضد العراق وضد الحكومة العراقية ويدعم المتمردين”.ورفض طالباني مطلب جبهة التوافق باقرار عفو عام وقال “في حال استتباب الأمن والقضاء على الارهاب، يمكن أن نفكر جدياً في عفو لا يشمل هؤلاء بل يشمل كل الذين حملوا السلاح ضد الحكومة أو قاتلوها او عارضوها أو ارتكبوا مخالفات أو جرائم لا تصل إلى حد القتل”.اضاف طالباني “أما الآن فإن العفو العام يعني زيادة عدد الارهابيين ويشجعهم على ارتكاب الجرائم “أقتل وأفخخ وبعد شهرين يصدر العفو عني”.وقالت النائبة المستقلة في الائتلاف الموحد شذى الموسوي ل “الخليج” ان الجبهة الجديدة التي كان من المفترض الإعلان عنها قريبا تأجل بسبب مستجدات الأوضاع السياسية وبروز حسابات جديدة تتطلب المزيد من التشاورات، مؤكدة أنه لن يعلن عن أي جبهة جديدة قبل أن يعلن القائد الأعلى للقوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس تقريره، الذي سيقدمه إلى الكونجرس بشأن حدوث تقدم في العراق من عدمه.وأضافت ان الأحزاب والقوى السياسية تنتظر نتائج التقرير الذي ستعلنه في منتصف سبتمبر/ أيلول القادم، موضحة ان نواباً من داخل الأحزاب العراقية التي كانت تستعد لإعلان الجبهة الجديدة أكدوا لها أن هناك إعادة نظر في اتخاذ أي موقف، مضيفة لا أحد قادراً على إيجاد حل في ظل الوضع المرتبك والفوضى التي تمر بها العراق.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
10
بريطانيا تؤجل تسليم البصرة إلى العراقيين بسبب التدخل الإيراني * جبهة التوافق: مهلتنا للمالكي «قارب نجاة» لإنجاح العملية السياسية
الدستور الأردنية
وصف وزير عراقي المهلة التي أعطتها جبهة التوافق العراقي لمدة أسبوع واحد لرئيس الحكومة نوري المالكي لإصلاح العملية السياسية في البلاد بأنها "قارب نجا" لإنجاح العملية السياسية في العراق. وحذر رافع العيساوي وزير الدولة للشؤون الخارجية في تصريحات نشرها الموقع الاليكتروني للحزب الإسلامي بزعامة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي امس من أن عدم الاستجابة لهذه المطالب سوف "يسبب خرابا كبيرا للعملية السياسية ". ووجه الناطق باسم الحكومة العراقية امس انتقادات حادة الى "جبهة التوافق العراقية" بسبب مواصلتها مقاطعة الحكومة وتهديدها باتخاذ اجراءات تصعيدية اخرى ، معتبرا ذلك "مغامرة خطيرة" لا تخدم ابناء العراق. الى ذلك أكد القنصل البريطاني العام في جنوب العراق تأجيل تسليم الملف الأمني في محافظة البصرة الى القوات العراقية متهما ايران بتصعيد العنف فيها . وقال ريتشارد جونز خلال مؤتمر صحفي عقده في في القاعدة البريطانية بمطار البصرة الدولي إن "تسلم الملف الأمني في البصرة"الذي كان مؤملا له ان يتم في ايلول المقبل كما اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مؤخرا" لا يعتمد على المواعيد فقط وإنما على الظروف الملائمة لإنجاز هذه العملية حيث أصبح الوضع الأمني في المدينة يحمل تحديات كبيرة . وشدد على أن ايران تقف وراء تصاعد وتيرة العنف في البصرة مؤكدا إن التدخل الإيراني في البصرة موجود وله تأثير واسع على الأمن .
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
11
السلطات التركية تبعد 135 لاجئا عراقيا وتجبرهم على العودة إلى العراق
الملف نت
عبرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة عن أسفها لإبعاد تركيا 135 عراقيا أعيدوا إلى بلدهم وحذرت من أن هذا الإجراء يشكل انتهاكا للقانون الدولي. وطلبت المفوضية توضيحات عاجلة من الحكومة التركية وقالت إنه نظرا للوضع الحالي في العراق، تشعر المفوضية بقلق شديد على أمن هؤلاء الأشخاص موضحة أنها لا تملك أي معلومات عن مكان وجودهم. وأكد بيان صادر عن المفوضية العليا للاجئين أن هؤلاء الأشخاص أوقفوا قرب ازمير غرب تركيا مطلع الشهرالجاري وكانوا في عداد مجموعة تضم 500 شخص معظمهم من العراقيين والفلسطينيين والسريلانكيين والأفغان الذين كانو يستعدون لمغادرة تركيا سرا. وأضاف البيان أن بعض هؤلاء الأشخاص تقدموا بطلبات لجوء إلى تركيا مشيرا إلى أنه إذا تأكد ذلك، فإن عمليات ابعادهم ستكون دون أي لبس انتهاكا لمبدأ منع الإبعاد الذي يقضي بأنه لا يمكن إعادة أي لاجىء أو طالب لجوء إلى بلد يمكن أن تكون فيه حياته أو حريته مهددة.

ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
12
العراق وإيران والإرهاب أهم مواضيع البحث بين بوش وبراون
الرأي الأردنية
يبدأ غوردن براون غدا زيارة رسمية الى الولايات المتحدة هي الاولى التي يقوم بها بصفته رئيس للحكومة البريطانية، لاجراء محادثات على مدى يومين مع الرئيس جورج بوش في اختبار لوضع العلاقة المميزة بين بلديهما.وتعهد براون وبوش الحفاظ على علاقات وثيقة بين البلدين وان كانت البوادر تشير الى احتمال ان يتوجه براون الى سياسة خارجية تغلب الدبلوماسية على القوة العسكرية.وكان توني بلير سلف براون تنحى من رئاسة الوزراء في 27 حزيران بعد بقائه في هذا المنصب عشر سنوات، وسط انتقادات شديدة وجهت اليه في الراي العام البريطاني واخذت عليه تحالفه المطلق مع بوش في الحرب على العراق الى حد لقب بـ''دمية'' الرئيس الاميركي.ويصل براون مساء غدا الى مقر الرئاسة الاميركية في كامب ديفيد (ميريلاند شرق) حيث يتناول العشاء مع بوش.وافاد المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو انه سيبدأ ''جدول عمل مكثف في اليوم التالي''. وقال سنو ان ''اهم ما تعكسه لقاءات براون هو صورة قياديين من دولتين ترتبطان بعلاقات مهمة وخاصة يواصلان التقدم في شأن مواضيع ذات اهتمام مشترك وتثير مخاوف مشتركة''.ووصف العلاقة بين المسؤولين بانها ''وثيقة الى حد استثنائي''.واوضح سنو ان المحادثات ستشمل مجموعة ''واسعة'' من المواضيع تتناول العراق وايران ودارفور والدفاع في اوروبا وكوسوفو والارهاب وافغانستان.وكان المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو قال عند تولي براون مهامه ان ''المسؤولين اكدا مجددا على الرابط الوثيق بين الولايات المتحدة وبريطانيا واتفقا على مواصلة تعاون قوي بينهما''.واعلن براون في كلمة مقتضبة القاها في 27 حزيران لدى وصوله الى مقر رئاسة الحكومة بعد ان عينته الملكة اليزابيث الثانية انه يدرك ''الحاجة الى التغيير'' الذي لا يمكن تحقيقه عن طريق ''السياسة القديمة''.ووعد باعتماد ''اولويات جديدة''.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
13
جنرال امريكي : الهجمات على المنطقة الخضراء صارت أكثر دقة
BBC
اتهم الجيش الامريكي في العراق ايران بتوفير التدريب للجماعات المسلحة التي تهاجم المنطقة الخضراء الشديدة الحراسة في قلب العاصمة العراقية بغداد. وقال الجنرال رايموند اوديرنو، القائد الميداني للقوات الامريكية في العراق، ان الهجمات على المنطقة الخضراء بواسطة قذائف الهاون قد باتت اكثر دقة خلال الاشهر الثلاثة الماضية بفضل التدريب الايراني للمهاجمين.واشار اوديرنو الى ان ايران قد وفرت هذا التدريب للمسلحين داخل الاراضي الايرانية. واضاف اوديرنو " ان التحسن الملحوظ الذي شهدناه خلال الاشهر الثلاثة الماضية في عمليات توجيه قذائف الهاون على المنطقة الخضراء جاء بفضل التدريب الذي تلقاه المهاجمون داخل ايران". واثارت الهجمات المتزايدة مؤخرا على المنطقة الخضراء، التي تضم مقر الحكومة العراقية والسفارة الامريكية وكثير من البعثات الدبلوماسية في العراق، مخاوف حول سلامة المسؤولين العراقيين والدوليين. واعلن مكتب الامم المتحدة في العراق ان الهجمات غير المباشرة بواسطة قذائف الهاون على المنطقة الخضراء قد زادت وانها اصبحت "اكثر دقة". من جانب اخر اعرب الجنرال اوديرنو خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد عن تفاؤل حذر على ضوء النقص في عدد قتلى الجيش الامريكي في العراق خلال هذا الشهر. يذكر ان عدد القتلى في صفوف القوات الامريكية في العراق خلال هذا الشهر وصل الى 60 جنديا، مقابل اكثر من 100 قتيل شهريا خلال الاشهر الثلاثة الماضية حسب احصائية لوكالة اسيوشيتد برس المعتمدة على بيانات الجيش الامريكي. وقال اوديرنو ان الزيادة في عدد قتلى الجيش الامريكي خلال الاشهر الماضية كانت بسبب زيادة عدد القوات الامريكية في العراق وانتشارها في مناطق المواجهات والانخفاض جاء بعد فرض هذه القوات سيطرتها على هذه المناطق. وكرر المسؤول الامريكي اتهامات الجانب الامريكي لايران بتهريب العبوات الشديدة الانفجار التي تزرع على جوانب الطرق التي تسلكها القوات الامريكية وتوقع اكبر الخسائر في صفوفها. واضاف القائد الامريكي ان هناك شبكات تقوم بتهريب هذه العبوات الى العراق وانه يعتقد ان ايران ما تزال تقدم التدريب العسكري للجماعات المتطرفة التي تهدد استقرار العراق حسب قوله. من جهة اخرى اعلن الجيش الامريكي عن مقتل خمسة من جنوده خلال اليومين الماضيين. واشار الجيش الامريكي الى ان اربعة منهم قتلوا يوم الثلاثاء في محافظة ديالى التي تنفذ فيها القوات الامريكية والعراقية عمليات عسكرية مكثفة ضد المسلحين التابعين لتنظيم القاعدة في المحافظة. وقتل الجندي الخامس بعد اصابته باطلاق النار عليه جنوب العاصمة بغداد يوم الاربعاء حسب الجيش الامريكي.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
14
التوافق:المالكي أحبط وساطة الحكيم بين الكتل
الزمان
صب نوري المالكي الزيت علي الأزمة السياسية المشتعلة في العراق اثر الانتقادات التي وجهها الناطق باسم حكومته علي الدباغ الي جبهة التوافق علي خلفية اعلان الجبهة تعليق عمل وزرائها الستة في الحكومة متسببا في فشل وساطة يقوم بها رئيس المجلس الأعلي الاسلامي في العراق عبدالعزيز الحكيم بين الكتل العراقية وتحقيق التوافق فيما بينهما حول أبرز القضايا الخلافية التي تسببت في شل الحكومة والتأثير علي عمل البرلمان. وكان الحكيم قد وعد خلال مباحثات اجراها مع رئيس الحزب الاسلامي العراقي العضو في التوافق بالتدخل لانهاء الأزمة الحكومية وإعادة وزراء الجبهة الي الحكومة.ورداً علي سؤال حول توقيت اصدار البيان لم نستبعد عضو المكتب السياسي في الحزب الاسلامي العراقي عمار وجيه محاولة المالكي افشال وساطة الحكيم . وقال ان الجميع "يعرف بوجود خلافات بين اطراف الائتلاف" الذي يضم اضافة الي المجلس حزب الدعوة بشقيه والتيار الصدري ومستقلين فيما انسحب حزب الفضيلة من الائتلاف في وقت سابق . واتهم الدباغ جبهة التوافق بــ "المغالطة" . وقال ان اثارة مسألة المشاركة الفعلية في القرار الوطني في سياسة تشكك واضحة وبعيدة عن الواقع الدستوري. واعتبر ان "تعطيل عمل الحكومة ومجلس النواب والعملية السياسية والرهان علي خارج الحدود لن يوفر وطناً آمناً موحداً في اشارة لتعاون بعض الكتل السياسية مع جهات "أجنبية." واكد البيان "ان المغامرات السياسية قد تدفع الي نتائج خطيرة لا رابح فيها من ابناء العراق سوي بعض المتاجرين الذين تزداد ارصدتهم خارج البلاد عبر سياسة التشكي والتباكي والاستجلاء باسم هذه الطائفة او تلك". ورد وجيه علي هذه الاتهامات قائلا "ان الحكومة لا تجيد خلط الأوراق للمرة الاولي. فهي قامت بذلك مرات عدة". وذكر ان "حكومة المالكي هي امتداد لحكومة رئيس الوزراء السابق ابرهيم الجعفري باعتبارهما من قيادات حزب الدعوة الاسلامية". واكد "ان الحكومة الحالية تتحمل المسؤولية الاخلاقية عن جميع الانتهاكات التي مورست في فترة الحكومة السابقة". وقال ان "جبهة التوافق ليست الوحيدة المستاءة وتنتقد الاداء الحكومي بل تشاركها في ذلك قائمة الحوار برئاسة صالح المطلك والجبهة العراقية برئاسة إياد علاوي". وقال "ان الاستياء من ممارسات الحكومة في داخل الائتلاف والقائمة الكردستانية". ورداً علي سؤال حول قرار الجبهة بالانسحاب من الوزارة قال وجيه ان "الجبهة ستنفذ التزامها وستعلن الانسحاب من الحكومة الثلاثاء المقبل في حال اصرار المالكي علي موقفه". واكد ان "الحكيم كان قد وعد خلال اللقاء مع الهاشمي انه سيتدخل لاصلاح ذات البين بين الجانبين".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
15
جنرال أميركي يتهم سوريا وإيران بتسهيلدخول "الانتحاريين" والأسلحة إلى العراق
المستقبل اللبنانية
القى القادة العسكريون الاميركيون والعراقيون باللائمة على كل من سوريا وايران في استمرار العنف عبر تسهيلهما لدخول الانتحاريين وتدفق الاسلحة الفتاكة الى العراق، في وقت اعلن الجيش الاميركي امس ان ثمانية من جنوده لقوا حتفهم بينهم 4 خلال عمليات قتالية في محافظة ديالى، فيما اكد قائد عسكري عراقي وبنبرة تفاؤل ان احتمالات نشوب حرب اهلية "انتهت الى الابد" على الرغم من استمرار اعمال العنف اليومي في مناطق متفرقة من البلاد، وآخرها امس عندما انفجرت سيارة في بغداد اسفرت عن مقتل 20 شخصا على الاقل.فقد اعلن القائد الميداني للقوات الاميركية في العراق الجنرال رايموند أوديرنو في مؤتمر صحافي مشترك امس مع قائد عمليات خطة امن بغداد الفريق عبود قنبر ان "الانتحاريين يدخلون الى العراق عبر الحدود السورية، وان الاسلحة الخارقة للدروع تهرب من ايران إلى العراق عبر شبكات المتطرفين"، مضيفا أن "الجيش الاميركي فقد من جنوده الكثير خلال شهر ايار (مايو) الماضي، لذا عملت القوات على تكثيف العمليات العسكرية ما ادى الى انخفاض عدد القتلى خلال شهر تموز (يونيو) الحالي". وأشار الى ان فرق المقاتلين الذين يطلقون الصواريخ وقذائف الهاون على المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد أصبحوا أكثر دقة في الثلاثة أشهر الماضية بسبب تلقيهم التدريب من جانب ايران، وقال "خلال الثلاثة أشهر الماضية شهدنا تحسنا ملحوظا في قدرات الرجال الذين يطلقون قذائف الهاون والصواريخ على التصويب بدقة أكبر على المنطقة الخضراء ومناطق أخرى". وأضاف "نعتقد ان لهذا علاقة مباشرة بالتدريب الذي يجري داخل ايران".وكان السفير الاميركي في العراق اتهم ايران بزيادة دعمها للميليشيات حين التقى السفير الايراني في العراق حسين كاظمي قمي في جولة ثانية من المحادثات جرت الثلاثاء بشأن العنف في العراق. ويشار الى ان المنطقة الخضراء تضم المقار الحكومية العراقية والبرلمان وعددا من السفارات الغربية بينها الاميركية والبريطانية.ونفى الجنرال أوديرنو قيام الجيش الاميركي بتسليح افراد خارج نطاق القطعات العسكرية العراقية المتمثلة بقوات الجيش العراقي التي تتولى القوات الاميركية تدريبهم وتجهيزهم بالاسلحة بعدما ترددت أن الجيش الاميركى يقوم بتسليح بعض الميليشيات.وكانت الحكومة العراقية قد اعلنت في شباط (فبراير) الماضي عن تنفيذ خطة امنية واسعة في بغداد والمحافظات سميت خطة "فرض القانون" واختير الفريق عبود قنبر هاشم قائداً للعمليات العسكرية وهو احد ضباط الجيش العراقي السابق. بدوره، استبعد الفريق قنبر احتمال نشوب حرب اهلية طائفية في العراق، وقال ان هذا الاحتمال "انتهى الى الابد" بعد 5 أشهر من تنفيذ خطة امن بغداد، حيث تفيد المؤشرات ان حالات الاحتقان الطائفي توقفت، مشيرا الى ان "نسبة الجريمة انخفضت بنسبة 90 في المئة، والعبوات الناسفة بنسبة 45 في المئة، وكذلك انخفض عدد القتلى الى40 في المئة والعجلات المفخخة بنسبة 15 في المئة". واكد أن "ممارسة الحياة الطبيعية عادت إلى مناطق بغداد بعد ركود طويل سبق تنفيذ خطة فرض القانون في شباط (فبراير) الماضي". وتناول قنبر في حديثه عن العمليات العسكرية والحصار الذي فُرض على منطقة الحسينية (شمال بغداد) قائلا ان "ما حدث في منطقة الحسينية هو وجود مظاهر مسلحة من خلال قيام الميليشيات بغلق الطرق وزرع العبوات ومنع ومهاجمة القوات الامنية من دخول المنطقة، لذا قامت القوات المشتركة العراقية ـ الاميركية بالدخول بقوة الى المنطقة"، لافتا الى أن "العمليات العسكرية التي تخوضها القوات المشتركة العراقية الاميركية ليست تقليدية، وانما عمليات امن داخلي تحتاج الى وقت طويل للحصول على نتائج ايجابية"، ملمحا إلى وجود انفراج قريب للقضاء على المظاهر المسلحة سواء من الميليشيات او المتطرفين. وكشف أن "الميليشيات والمتطرفين حصلوا على الاسلحة الخارقة للدروع من دول الجوار، وبدأوا فعالياتهم في شهر ايار (مايو) الماضي، وقد شخصت الاسلحة وعرفت منشأها والحدود التي تهرب عن طريقها الى العراق، وهي تشكل مصدر قلق لنا، في الوقت الذي نعرف فيه الاماكن التي تطلق منها الصواريخ، ونعمل على الرد بصورة نراعي فيها وجود المدنيين، لان عناصر الميليشيات والمتطرفين يختبئون داخل المناطق السكنية". من جهة اخرى، اعلن الجيش الاميركي امس ان 8 من جنوده قتلوا في العراق، بينهم اربعة عسكريين قتلوا في معارك في محافظة ديالى، شمال شرق بغداد.وجاء في بيان عسكري ان ثلاثة من عناصر المارينز وبحارا قتلوا الثلاثاء اثناء معارك في ديالى حيث ينفذ نحو عشرة الاف جندي اميركي وعراقي عملية واسعة ضد معاقل القاعدة. واضاف في بيان اخر ان جنديا خامسا قتل في تبادل اطلاق نار في جنوب بغداد في 25 تموز (يوليو).وبحسب بيان عسكري آخر، قتل جندي اثناء تبادل اطلاق نار في جنوب بغداد اول من امس، فيما قتل جندي آخر وعنصر من المارينز الثلاثاء في ظروف غير مرتبطة بعمليات عسكرية اثناء حادثين منفصلين، ليرتفع الى 3642 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ غزوه في اذار (مارس) 2003.وقتل 20 شخصا واصيب 60 آخرون عندما انفجرت سيارة ملغومة كانت متوقفة قرب تقاطع في حي الكرادة في وسط بغداد امس، فيما اشتعلت النيران في مبنى واحد على الاقل والعديد من السيارات بعد الانفجار في الحي الذي يغلب الشيعة على سكانه.وكان انفجار آخر مماثل بسيارة ملغومة قتل في وقت سابق امس 7 أشخاص وأصاب نحو 45 بالقرب من مطعم شعبي للحوم المشوية ومتاجر في مدينة كركوك الواقعة على بعد 250 كيلومترا شمال بغداد.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
16
تفجيرات تستهدف مدنيين في بغداد وكركوك
الأنوار اللبنانية
أعلن الجيش الاميركي امس مقتل ثمانية من جنوده في العراق خلال اليومين الماضيين بينهم اربعة في المعارك في محافظة ديالى شرق بغداد، فيما حصدت التفجيرات 16 عراقيا بينهم عشرة من الشرطة.وقال بيان عسكري اميركي (ان ثلاثة عناصر من (المارينز) وبحارا قتلوا الثلاثاء اثناء معارك في ديالى حيث ينفذ نحو عشرة الاف جندي اميركي وعراقي عملية واسعة ضد معاقل القاعدة). واضاف في بيان اخر ان (جنديا خامسا قتل في اليوم نفسه في هجوم بالقنبلة في بغداد).وبحسب بيان عسكري اخر، فان جنديا (قتل اثناء تبادل لاطلاق نار في جنوب بغداد في 25 تموز) في حين قتل جندي اخر وعنصر من (المارينز) في ظروف غير مرتبطة بعمليات عسكرية اثناء حادثين منفصلين، وبذلك يرتفع الى 3642 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق.على صعيد آخر، قالت مصادر امنية وطبية عراقية مقتل ستة عشر شخصا بينهم عشرة من عناصر الشرطة في هجمات وقعت في العراق.وقتل ستة اشخاص على الاقل وجرح 25 آخرون في انفجار سيارة مفخخة بعد الظهر امام مطعمين في مدينة كركوك.وقبلها بساعات قتل خمسة من عناصر الاجهزة الامنية، شرطيان وثلاثة جنود، خلال عملية مشتركة ضد مقاتلي تنظيم (القاعدة) في تكريت.وقتل خمسة شرطيين وجرح اثنان في انفجار قنبلة لدى مرور دورية في جنوب مدينة الحلة جنوب بغداد.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
17
«اليونيسيف»: جيل عراقي كامل قد يحرم من التعليم في الأردن وسورية ومصر ولبنان
الشرق الأوسط
حذرت الأمم المتحدة، أمس، من أن جيلا كاملا من الاطفال العراقيين قد يحرم من التعليم ويواجه عزلة اجتماعية واقتصادية في المستقبل بسبب فرار مئات الآلاف من العائلات العراقية الى دول مجاورة لا تستطيع استيعاب أطفال النازحين في مدارسها. وأطلقت منظمة الامم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس، حملة جديدة للعمل على ادخال الاطفال العراقيين في المدارس في كل من سورية والأردن ومصر ولبنان. وناشدت المنظمتان المجتمع الدولي والدول المانحة للتبرع بـ129 مليون دولار من اجل ادخال 155 ألف طفل عراقي مدارس في دول الجوار للعام الدراسي المقبل. وقدمت «اليونيسيف» ومفوضية اللاجئين خطة أمس لدعم الدول المضيفة للنازحين العراقيين لمساعدة 155 الف طالب عراقي، بما في ذلك اقامة فصول اضافية في المدارس الواقعة في مناطق يتكاثر فيها النازحون العراقيون وبناء مدارس جديدة. وكانت بعض الأوساط الرسمية في الدول المضيفة للعراقيين قد عبرت عن مخاوفها من بناء مدارس خاصة للعراقيين تعزلهم عن الدول المضيفة لهم وتزيد من الحساسيات بينهم وبين مواطني الدول المضيفة. وأكدت ناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين لـ«الشرق الأوسط»، امس، ان «مناهج الدول المضيفة ستتبع في المدارس للعراقيين ولا يوجد هناك أية فكرة لفصل الطلاب العراقيين عن باقي الطلاب». وأضافت المتحدثة ان الخطة تعتمد على التنسيق مع وزارات التربية في الدول المضيفة للعراقيين وتقديم الدعم لها من اجل تسهيل إدخال نسبة من الاطفال العراقيين في المدارس للعام الدراسي 2007 – 2008. ولكنها أقرت بأن «الخطة لن تشمل جميع الأطفال، ولكنها ستهدف الى مساعدة أكبر عدد من الأطفال وبعض المشاريع مثل بناء المدارس التي ستستغرق اشهر عدة، مما يعني ان بعض الطلاب لن يشملوا في هذا العام الدراسي». ولفتت الى ان الامم المتحدة تطالب المجتمع الدولي بدعم هذه الخطة ودعم دول الجوار، قائلة: «الدول المضيفة تفعل اكثر من المطلوب وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته ومساعدتها». وقالت المنظمتان في بيان، أمس، إن من بين مليوني عراقي فروا من بلدهم، 500 ألف منهم في سن الدراسة، ولكن غالبيتهم لم يدخلوا المدارس في الدول المضيفة. ولفتت المنظمتان الى ان الدول المضيفة، وخاصة الاردن الذي فيه 700 الف عراقي وسورية التي تستضيف اكثر من 1.5 مليون عراقي، ليست لديها القدرات على استيعاب كل الطلاب. وبينما كان الاردن قد حدد دخول الطلاب العراقيين في الاردن للذين لديهم اقامات دائمية في البلاد، إلا انه أعلن اول من امس السماح لكل الطلاب العراقيين بدخول مدارسه. وعن دقة الارقام حول عدد الاطفال العراقيين في دول الجوار، قالت الناطقة باسم المفوضية العليا ان «الكثير من العراقيين بدأوا يسجلوا اسماءهم مع المفوضية في الدول المضيفة وبدأنا نأخذ فكرة اوضح عن تلك الاعداد، ولكننا نعلم أننا لا نستطع ان نساعد كل طفل محتاج وعلينا مواصلة جهودنا».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
18
اتفاق بين الحزبين الكرديين الرئيسيين على تشكيل قيادة مشتركة
الشرق الأوسط
ابرم الحزبان الكرديان الرئيسيان في العراق، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، اتفاقا وصف بالوثيقة الاستراتيجية لتشكيل قيادة مشتركة للحزبين. وجاء الاعلان عن ابرام الوثيقة على لسان طالباني وبارزاني، خلال مؤتمر صحافي موسع عقداه عصر امس في منتجع دوكان بمحافظة السليمانية، بعد اجتماع مشترك لقيادتي الحزبين، استغرق زهاء ثلاث ساعات. وقال طالباني خلال المؤتمر الصحافي، ان الاتفاقية الاستراتيجية سيتم الاعلان عن مضامينها في بلاغ مشترك سيصدر عن قيادتي الحزبين في وقت لاحق، وقال انها خطوة مهمة وانها لا تهمش دور الاحزاب الكردستانية الاخرى، بل على العكس من ذلك تدعو الى تعزيز العلاقات النضالية مع سائر القوى والاحزاب الكردستانية. واضاف طالباني ان الاجتماع المشترك تناول ايضا بحث الاوضاع السياسية الراهنة على الساحة العراقية، الى جانب تقييم العلاقات الثنائية مع دول الجوار. وفي ما يخص موقف الحزبين الكرديين حيال قضية كركوك الشائكة، قال الرئيس العراقي ان بنود الدستور العراقي واضحة جدا بهذا الصدد، وان حقوق الشعب الكردي المنصوص عليها في الدستور يجب ان تصان، وقال «ان كركوك لها مكانة خاصة في قلوبنا انا والرئيس بارزاني»، مكررا ادانته وشجبه لعمليات العنف والتفجيرات التي تشهدها كركوك، ومجددا تعاطفه مع سكانها. وفي ما يتعلق بـ«جبهة المعتدلين»، التي يجري البحث في بغداد في تشكيلها بمشاركة عدد من القوى العراقية، وامكانية مشاركة الحزب الاسلامي السني فيها، قال الرئيس العراقي، ان مشاركة الحزب الاسلامي والقوى السنية في تلك الجبهة ستكون خطوة مهمة نحو حل الكثير من المشاكل والمعضلات الامنية في العراق. من جهته، وردا على سؤال حول ارسال قوات من البيشمركة الكردية الى مدينة كركوك لتعزيز الامن فيها، قال بارزاني، ان القوات التي سترسل الى كركوك هي قوات حماية اقليم كردستان، وهي جزء من القوات المسلحة العراقية، ومن الممكن ارسالها الى أي جزء من البلاد، اذا دعت الضرورة الى ذلك. وفي ما يتعلق بالاجتياح العسكري التركي المحتمل لأراضي اقليم كردستان، قال بارزاني: «اننا نأمل في ان يسهم فوز حزب العدالة والتنمية التركي في الانتخابات النيابية الاخيرة في تعزيز علاقات الصداقة وحسن الجوار بيننا وبين تركيا، وازالة اجواء التوتر عن المنطقة». وبخصوص موقفه من رئيس القائمة العراقية الدكتور اياد علاوي، اوضح بارزاني انه ما زال صديقا للقائمة العراقية ورئيسها، رغم الملاحظات التي ابداها بخصوص مشاركة علاوي في اجتماع القاهرة المنعقد قبل ثلاثة اشهر تقريبا، والذي وصف في حينه من قبل الحزبين الكرديين الرئيسيين في الاقليم بالاجتماع التآمري المشبوه. وختم بارزاني حديثه في المؤتمر الصحافي بالقول، انه ينتظر اشارة من الرئيس طالباني بعد عودته الى بغداد لكي يشارك في التوقيع على اتفاق تشكيل «جبهة المعتدلين».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
19
إستراتيجية المليشيات تطورت للاستيلاء علي الموانئ ونهب النفط وتهريبه الى إيران والكويت
القدس العربي
في هذه الدراسة الجديدة وغير المسبوقة يقوم الباحث والمفكر العراقي فاضل الربيعي بتحليل سوسيولوجي لظاهرة الميليشيات في العراق، فيلاحظ أن جيش المهدي قام بتطوير شبكة من المخبرين العلاّسة مهمتها تقديم معلومات تفصيلية عن المواطنين وخصوصاً ممن يعملون في قطاع التجارة والبيع والشراء من أجل تصفيتهم أو ابتزازهم. لقد انتقلت الميليشيات إلي مرحلة التمويل الذاتي. ومن دون تجفيف موارد هذه الجماعات الإجرامية لن تنجح أي محاولة لتفكيكها.إن مصادر تمويل الميليشيات لا تنحصر في هذا النمط من النهب؛ بل تتخطاه إلي نهب موارد الدولة عن طريق السيطرة علي قطاع النفط في الجنوب والشمال. لكن العلاّسة كظاهرة اجتماعية كما يلاحظ المفكر العراقي الربيعي، تتلازم مع صعود نخب جديدة حاكمة أو مسيطرة علي بعض مفاصل الحكم هي في الغالب الأعم مواد متحللّة من طبقات وفئات اجتماعية هامشية لم تحصل علي أي قدر من التعليم أو الثقافة. الدراسة سوف تصدر قريباً ضمن منشورات المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية ـ إطار عام :يقصد بـ الميليشيات) في هذه الدراسة سائر المجموعات المسلحة التي ظهرت علي المسرح السياسي العراقي بعد التاسع من نيسان (إبريل) 2003 وهي علي التوالي:أولاً:فيلق بدر: وهي منظمة شبه عسكرية تابعة للمجلس الإسلامي الأعلي (سابقاً المجلس الأعلي للثورة الإسلامية) بقيادة عبد العزيز الحكيم أمينها العام الحالي هادي العامري. كان العامري خريج كلية العلوم في بغداد في الثمانينات من القرن الماضي، عضواً في حزب البعث العربي الاشتراكي ( الحاكم) بدرجة عضو شعبة. التحق بالجيش العراقي كمجند برتبة نقيب وعمل كضابط استخبارات في الفرقة 17. خلال السنوات الأولي للحرب مع إيران هرب العامري إلي إيران والتحق بالمجلس الأعلي (للثورة الإسلامية الذي أصبح اسمه اليوم المجلس الإسلامي الأعلي) وأصبح قيادياً في فيلق بدر. تأسس الفيلق (المنظمة اليوم) من بقايا حزب الدعوة الفارين إلي منطقة الأهواز جنوب العراق عام 1979 ـ 1980 ومن الجنود العراقيين (التوّابين) أي الذي أعلنوا براءتهم من البعث وتقبلّوا الانخراط بالقوة أو التضليل، العمل مع القوات الإيرانية. في هذا الوقت ظهر أول معسكر للفارين علي الحدود وتخرجت أول دفعة من الفيلق بإشراف إيراني كامل، حيث تم تشكيل قوات الشهيد الصدر (الأول مؤسس الحزب) ثم أعقبها تشكيل فوج موسي الكاظم وفوج بهشتي وفوج دستغيب ـ كلمة إيرانية في منتصف عام 1985 انضم عدد كبير من الأسري العراقيين من الجيش أثناء الحرب العراقيةـ الإيرانية إلي الألوية المشكلة، وجري خلال الدورة الأولي تسجيل أسماء نحو 165 مقاتلاً بقيادة الحاج أحمد الزيدي. وخلال معارك 1980 ـ 1988 بين العراقيين والإيرانيين، شارك فيلق بدر في سلسلة هجمات ضد القوات العراقية وبلغ تعداده قبيل الغزو نحو 10 آلاف مقاتل. ثانياً: جيش المهدي: أعلن عن تشكيل جيش المهدي كمنظمة شبه عسكرية مطلع عام 2004 في أعقاب صدام وقع بين قوة أمريكية صغيرة، وأفراد ينتمون إلي التيار الصدري في مدينة الثورة، وذلك علي خلفية قيام أحد الأشخاص بتعليق ما يُدعي راية المهدي علي عامود كهرباء في المدينة، حيث قامت القوة الأمريكية بإنزاله. الجيش مؤلف من جماعات غير منضبطة تنتمي في الغالب إلي التيار الصدري الموالي للشيخ مقتدي الصدر.ثالثاً: فرق الموت: الاسم غير الرسمي الذي ُيطلق عادة علي مجموعات إعدام تجوب العراق، تقوم بخطف وقتل المواطنين الشيعة والسنة علي حدّ سواء. ظهرت أولي المجموعات مباشرة بعد احتلال بغداد. وهناك تقارير متواترة عن قيام الأمريكيين بتدريب مجموعات من العراقيين المعارضين، وبشكل أخص من المنتمين إلي المجلس الأعلي وحزب أحمد الجلبي (المؤتمر الوطني العراقي) والحزبين الكرديين في معسكرات خاصة في هنغاريا وبولندا، وذلك قبل الغزو بأشهر قليلة. شكلت هذه المجموعات الأساس لنشوء ما بات يُعرف اليوم بفرق الموت . رابعاً: مجموعات صغيرة أخري أقل شأناً مثل: ثأر الله، حزب الله العراقي، وبقية الله ـ يرسم الاسم حسب طريقة الكتابة الفارسية ـ ومجموعات موازية سوف يرد الكلام عنها تفصيلاً في سياق الدراسة.خارج القفص: تدريب علي الجريمةإن التطور الأهم في أدوار هذه الميليشيات، والأكثر تجسيداً وتعبيراً عن المدي الذي بلغته من تغلغل في أجهزة الدولة والمرافق والمؤسسات الرسمية وفي الحياة العامة، يكاد يتحدد في نقطة مركزية واحدة وهي: أن الميليشيات غدت السلاح الذي تملكه الأحزاب الممسكة بالسلطة مثل الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني، للدفاع عن وجودها السياسي ولم تعُد، بفضل هذا التطور الجديد، مجرد جماعات تابعة للأحزاب. وبكلام آخر أصبحت هي السلطة. ومن هنا يكتسب التعبير الرائج في العراق والقائل (أن حكومة المالكي مثل سابقتها حكومة الجعفري هي حكومة ميليشيات) مصداقية خاصة علي مستوي وعي المجتمع ودرجة إحساسه بالخطر، وبالمدي المريع الذي وصل إليه تغلغل الجماعات الإجرامية وتنامي نفوذها في الحياة العامة. وذلك ما يفسر مقدار ونوع الصعوبة التي ستواجهها أي استراتيجية تفكيك محتملة لهذه الجماعات الإجرامية.إن سياسة تفكيك الميليشيات التي كثر الحديث عنها في الآونة الأخيرة، كمدخل للحل الأمني تبدو سياسة مرائية ومنافقة بأدق المعايير. وفي الواقع لم تفضِ السياسة الخرقاء وغير المتبصرة التي ُعرفت بسياسة دمج الميليشيات بالمؤسسة العسكرية والأمنية ، وانتهجتها حكومتان سابقتان علي الأقل هما حكومة علاوي والجعفري، مع ما صاحب هذا التغاضي سواء من جانب الدولة أم من جانب الأمريكيين، وحتي لا مبالاة الإدارة الأمريكية حيال النشاطات الإجرامية للمجموعات المسلحة؛ إلا إلي تفاقم أوضاع البلاد سوءاً وبدرجة غير مسبوقة. وكان مستوي تغلغل الميليشيات وتزايد فرص، وإمكانيات تسربها إلي أكثر مفاصل الدولة الهشة حساسية، وتعاظم قدرتها علي التدخل في كل صغيرة وكبيرة، ينبئ بحدوث تحول دراماتيكي في أدوارها. وقد تكون واحدة من أكثر علامات هذا التحول دلالة أن الميليشيات، ومع دخول الصراع ضد قوات الاحتلال منعطفاً جديداً وحاسماً، أصبحت وبصورة شبه مباشرة أداة في يد الحكومة وأحزابها.ولأن هذه المجموعات تنتمي ـ في الغالب الأعم ـ لأحزاب سياسية وقوي اجتماعية ودينية ظهرت حديثاً في المسرح السياسي العراقي، وتحديداً بعد 9 نيسان (أبريل) 2003، فإنها من الناحية التاريخية لم تكن قائمة بشكل مستقل كمنظمات سياسية أو شبه عسكرية، طوال السنوات السابقة علي الغزو. لقد كانت جزءا من بنية الحزب الذي ترتبط به. وعلي سبيل المثال فقد كانت الميليشيات الكردية وفيلق بدر جزء من جماعات حزبية معروفة، ولم تلعب أي دور مستقل أو بمعزل عن ارتباطها الإداري (البيروقراطي) بالقادة الحزبيين المباشرين لها، أو أنها نشأت بمعزل عن التيارات الإيديولوجية التي تعبّر عنها هذه الأحزاب والقوي الاجتماعية والدينية. ولذلك؛ فإن تصنيفها لأغراض دراسية سوف يتطلب تفكيكاً للترابط بين المشتركات المذهبية الفقهية التي تجمعها بعضها إلي بعض. وبوجه الإجمال فقد جري تدريب شاق علي أيدي الأمريكيين لتحويل هذه المجموعات إلي وحوش يمكن إطلاقها من القفص في أي وقت.الخداع سياسة رسمية وبالتوازي مع هذا النوع من العمل، هناك حاجة إلي تفكيك المشتركات السياسية التي جعلت من هذه الجماعات المسلحة أكثر شبهاً بكتلة كبيرة تعرضت للانقسام، وبحيث طفت فوق السطح في صورة أجسام صغيرة مبعثرة ومتناثرة. ومن هنا منشأ الصعوبة في تصنيفها علي أسس مذهبية. علي سبيل المثال لا يمكن توصيف كل الميليشيات بأنها تنتسب إلي تيار مذهبي واحد (الشيعي). إن بعضها، كما هو الحال مع المجموعات الكردية، سوف ُيصنف بسهولة وتلقائياً علي أنه ميليشيات (سنية). ولكن هذا التصنيف سوف يخلق مشكلة موازية، لأن هذه المجموعات وإنْ بدت بالفعل ومن حيث الانتساب المذهبي سنية؛ فإنها وبسبب كونها كردية ُتعامل من جانب المواطنين العراقيين علي أنها كردية وحسب. وقد يجد العراقيون من منظور آخر، صعوبة في توصيفها علي أنها مليشيات سنية بهذا المعني الضيق، لأن الكثير من أفرادها هم من الشيعة الأكراد الفيليّة ؟والأمر ذاته ينطبق علي فرق الموت المؤلفة من أعضاء من فيلق بدر (الشيعية) ومن المجموعات الكردية (السنية) ومن جماعات تنتسب إلي التيار الليبرالي (جماعة أحرار العراق التي يقودها أحمد الجلبي). هناك معلومات متواترة عن دور رئيس لهذه الجماعة ضمن فرق الموت. أما حركة الوفاق الوطني التي يقودها أياد علاوي (رئيس الوزراء الأسبق) فقد لعبت دوراً محدوداً كاد ينحصر كلياً في الجانب الأمني، عبر تقديم معلومات أمنية للقوات الأمريكية. يرتبط الجلبي (من أم لبنانية) مع علاوي بقرابة دم (ابن خالته) ولكن التنافس السياسي أوصل الرجلين إلي نوع من الخصومة. ولذلك يبدو من الملائم تجنب التصنيف علي أسس مذهبية، حتي وأنْ كان واقع الحال يفرض علي الدارس اللجوء إلي التوصيفات الشائعة (سني، شيعي ). ومن الملائم أكثر، قصر هذا النوع من التصنيف علي أغراض تحليلية. وهذا ما سنقوم به ومن دون أن يُقصد منه القبول به كبديل.أولاً: علي الرغم من أن الطابع الطائفي والعرقي يغلب بالفعل، علي التركيبة شبه العسكرية للمجموعات المسلحة، إلا أن الأحزاب التي تقف وراء تشكيلها لا تكاد تعترف بأنها ميليشيات . وبالتالي فهي تتحايل علي طابعها شبه العسكري، وتسعي في المقابل إلي تصويرها وتسويقها كأداة في نشر الأمن والاستقرار. علي سبيل المثال يصّر الحزبان الكرديان الرئيسيان (الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني) علي أن البيشمركة (كلمة كردية تعني الفدائيين يعود تأسيس هذه الميليشيات إلي الخمسينات والستينات من القرن الماضي عندما بلغت درجة جيدة من التنظيم مكنت بارزاني الأب من قيادة هجمات منظمة ضد الحكومة المركزية في بغداد) ليست ميليشيا وأن مهمتها هي حفظ الأمن في كردستان، وأنها أصبحت جزءا من الشرطة العسكرية هناك. هذا النفي من جانب الأكراد يقابله نفي من الجانب الشيعي، فالمجلس الأعلي بقيادة الحكيم، ينفي هو الآخر أن تكون منظمة بدر (فيلق بدر الذي تحول إلي منظمة بدر بعد احتلال بغداد. واتخذت المنظمة سلسلة من المقرات والمراكز والمكاتب، كما اعتمدت شارات يضعها الأعضاء علي صدورهم لتمييزهم كمنظمة شبه عسكرية. أصبح الأمين العام للمنظمة هادي العامري عضواً في مجلس النواب في الانتخابات الأخيرة) ميليشيا تابعة للمجلس ويصرّ علي استقلاليتها التي يري فيها آخرون أنها زائفة. لكن الجميع يعلم برغم من النفي، أن المجلس ولمتطلبات أمنية صرفة، أعاد تسمية الفيلق بـ (منظمة بدر) وحصل لها علي تصريح غير رسمي، يشبه اعترافاً حكومياً بفعل الأمر الواقع؛ وبالتالي فقد تمّ الاعتراف رسمياً بوجود منظمة مسلحة تحمل الاسم نفسه. إن نفي المجلس والحكومة أن تكون منظمة بدر، هي ذاتها فيلق بدر الذي تنسب إليه سلسلة من الجرائم، لا يغير من الحقيقة شيئاً. تشكل ميليشيات طالباني نحو 43 فرقة من فرق الموت التي تجوب العراق طولاً وعرضاً من أصل 44 فرقة كردية خالصة (هناك فرقة واحدة من فرق الموت معظم أفرادها من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني ـ من لقاء أجراه الباحث في أيار (مايو) 2005 مع موظف كبير سابق في وزارة الدفاع) بينما يؤلف تنظيم أحرار العراق (المؤتمر الوطني العراقي وأفراد من فيلق بدر) ما يقرب من 24 فرقة من فرق الموت. وثمة تأكيد قاطع من أوساط مختلفة بوجود 67 فرقة موت هي مجموع القوي المذكورة.علي الضد من نموذجي البيشمركة وبدر، تبدو الميليشيا التابعة لمقتدي الصدر (بحسب موقع الصدر www.muqtadq.com فإنه ولد عام 1974 من سلالة شريفة تمتد إلي شجرة النبي ـ ص ـ). والمعروفة باسم جيش المهدي، وكأنها تعني تيار مقتدي الصدر، أي أن صورة المنظمة شبه العسكرية (الميليشيا) اختلطت بصورة التيار الذي تمثله. لقد أصبح اسم جيش المهدي دّالاً علي التيار والعكس صحيح، وهذه حالة فريدة في نوعها لا يعرفها التاريخ الاجتماعي والسياسي في العراق الحديث. ولذلك تبدو مسألة تفكيك الميليشيات وخصوصاً جيش المهدي، مثلما يطالب الرئيس الأمريكي جورج بوش، وكأن المقصود بها تفكيك التيار الديني المسمي تيار الصدر.ومن هنا مصدر الصعوبة التي تواجهها حكومة المالكي التي لا تجرؤ ـ في الواقع ـ علي التصادم مع الصدريين. وفي حال طرحت ـ أي حكومة حالية أو مقبلة ـ مشروعاً لتفكيكها؛ فإن من المتوقع حدوث معارك واسعة النطاق، قد تمتد إلي كل مناطق الجنوب حيث ينتشر أنصار الصدر. فضلاً عن أن هناك مشكلة عويصة أخري ذات طابع عسكري وميداني، تحول دون تمكن أي قوة حكومية أو عسكرية بما فيها قوة الاحتلال الأمريكي نفسه، من إحراز أي تقدم علي صعيد معالجة مسألة الميليشيات من دون مقاربة سياسية جديدة وشاملة للأوضاع في العراق.إن المصادر الأساسية لمصاعب المعالجة الأمنية، تكمن في حقيقة أن الميليشيات أصبحت أكثر قوة من الدولة والمجتمع علي حد سواء. وقد اشتكي وزير الداخلية السابق باقر جبر صولاغ (في حديث مع محطات فضائية ووكالات أنباء ـ تشرين الثاني (أكتوبر) 2005) من وجود جماعات مسلحة خارج سيطرة وزارته، وقال (إنها لا تخضع لإشراف وزارته وأنها تملك أسلحة كثيرة). اعتبرت هذه التصريحات أول إشارة رسمية إلي وجود فرق الموت كفرق مستقلة.وإلي هذا كله؛ فإن انتساب المالكي إلي حزب الدعوة، سوف يشكل بحد ذاته مصدراً لمعضلة أخري غير قابلة للحل سياسياً وأخلاقياً، فالمالكي استمد أكثر عناصر قوته للترشيح إلي منصب رئيس الوزراء، لا من حزبه (الدعوة) وإنما من دعم الصدريين له، في إطار مواجهة سياسية وشخصية مع مرشح المجلس الأعلي (الخصم التاريخي للصدريين). وعند هذه النقطة، سوف تبدو الميليشيات أكثر قدرة علي المناورة، فهي تستطيع التذّرع بكونها منظمات سياسية مثل بدر، أو بكونها جزءا من بنية سياسية قتالية وذات جذور تاريخية مثلما هو الحال مع البيشمركة الكردية، أو بوصفها تياراً دينياً مثلما هو الحال مع تيار مقتدي الصدر؟ثانياً: لقد دار لغط كثير في معظم الأوساط الحكومية والسياسية في العراق والعالم العربي، حول الحقيقة وراء أعمال القتل اليومي التي ارتفعت معدلاتها بشكل مخيف خلال عامي 2005 ـ 2006. إن الكثير من التقوّلات حول علاقة المقاومة الوطنية بأعمال تفخيخ السيارات، أو الخطف أو الاعتداء علي المساجد، لم تعد ذات مصداقية مع تكشّف الحقائق حول فرق الموت هذه. وفي الواقع تدار فرق الموت مباشرة من جانب الأمريكيين. وهناك معلومات موثوق بها عن جنرالين بارزين، لهما خبرة واسعة في الأعمال القذرة تم استلهامها بالكامل من فترة خدمتهما في أمريكا اللاتينية، يقومان بالإشراف التام والكامل علي هذه الفرق وهما، ستيفن كاستيل وجيمس سيتل عميلا السي. آي. إيه (رسمياً، يحتل الجنرالان منصبي مستشار في وزارتي الداخلية والدفاع في العراق الجديد. ومن الواضح أن هذا المنصب هو لتوفير غطاء من أجل العمل القذر. انظر: مقال ماكس فولر حول التضليل الإعلامي علي شبكة الانترنت موقع global research، وكذلك روبرت درايفوسour monsters in iraq : وحوشنا في العراق ـ موقع tompain.com).مصدر الإثارة في لغز فرق الموت أن القتل يطاول أبناء المذهبين اللــــذين ينتسب إليهما هؤلاء؟ بما يدعم حقيقة أن القتل الطائفي ليـــــس تماماً لأسباب أو أغراض طائفية؛ بل لأهداف ودوافـــع سياسية واستراتيـــجية أبــــعد بكثير حتي من تطلعات هؤلاء. تعمل فرق الموت بسرية تامة كمنظمة عسكرية شديدة الانضباط، وهي تتخفي جيداً من خلال تغلغلها في أجهزة الشرطة والأمن (الداخلية) أو ما يدعي الحرس الوطني، وذلك ما يفسر قدرة هذه المجموعات علي الإفلات من أي رقابة أو تجريم، فهي تستخدم سيارات وملابس الداخلية والدفاع. إن حل فرق الموت لن يكون في الوقت الراهن قراراً عراقياً، ومن المحتمل أن تسوية أوضاعها مستقبلاً سوف تشكل معضلة أخلاقية أمام أي حكومة مقبلة حتي بعد التحرير، وقد يصبح الحل الوحيد، إما مغادرتها العراق مع قوات الاحتلال ـ في حال فرارها ـ أو مثول أفرادها أمام القضاء في حال أُلقي القبض عليهم.
ثالثاً إلي جانب سائر هذه المجموعات (بدر، المهدي، البشمركة الكردية، فرق الموت) هناك ميليشيات صغيرة أسسّها الإيرانيون في الجنوب مثل (منظمة ثأر الله، ومنظمة بقيت الله ، وحزب الله العراقي، والمجموعات المسلحة المرتبطة ببعض الأحزاب مثل حزب الفضيلة). تسيطر هذه الميليشيات فعلياً علي مناطق محدودة في أقصي الجنوب (البصرة) وهي لا تملك أي نفوذ في بغداد. المُلاحظ أن واحدة من أكبر هذه المجموعات (وهي تابعة لحزب الفضيلة) تكاد تسيطر وعلي نطاق واسع علي بعض موانئ تصدير النفط، وتفرض ـ من خلال عمال يرتبطون سياسياً بها ـ سيطرة شبه مطلقة علي قرار تصدير النفط أو تعطيله.العنف ومصادر التمويل
نمت الميليشيات وترعرعت بفضل ما يمكن تسميته بـ (باستراتيجيات وضع اليد علي الكنز). وبدرجة رئيسة وغير مسبوقة في التاريخ العراقي، اعتمدت الميليشيات في تسليح أفرادها وتمويل عملياتها علي نهب منظم شمل الدوائر والمؤسسات وبشكل أخص البنوك، وحتي المستشفيات حيث جري بيع المسروقات (أجهزة حاسوب، مولدات كهرباء، ماكينات ومعدات طبية، أدوية منهوبة من المخازن، وkhk lk أسياخ حديد نهبت من مخازن عملاقة للجيش ووزارة الإسكان وتقدر قيمتها بعض المصادر بمئات الملايين من الدولارات). كما أن ضلوع بعض هذه المجموعات مباشرة بعد الاحتلال، في أعمال تهريب وترويج للمخدرات، ومن خلال وسطاء هم في كثير من الحالات ضباط في أجهزة الاستخبارات الإيرانية، يشكل مصدراً مالياً إضافياً. لكن المنهوبات من ممتلكات الدولة دخلت، كلياً في جيوب قادة العصابات الإجرامية، وتقدر بعض المصادر أن مبالغ قليلة فقط هي التي تســــربت إلي الأعوان والمناصرين كان من نتائج هذا النهب، نمو أولي المجموعات المسلحة مثل جيش المهدي. بيد أن النهب الذي سوف يتخذ طابعاً مختلفاً، عمّا شاهده وألفه العراقيون والعالم في الأيام الأولي لاحتلال بغداد، أخلي مكانه لنمط جديد من النهب المنظم المصحوب بصراع دامٍ حول كنز آخر هو الثروة النفطية؛ إذ فرضت ميليشيات فيلق بدر وحزب الفضيلة سيطرتهما كلياً علي أجزاء واسعة من قطاع التصدير في الجنوب. وفي الشمال تولت الميليشيات الكردية نهب نفط كركوك من خلال الإشراف كلياً منذ الأيام الأولي للاحتلال علي عمليات تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي، حيث جري وضع اليد علي ثروات هائلة. لقد انتـــقلت الميليشــــيات بفضل استراتيجية وضع اليد علي الكنز عملياً؛ من استراتيجية المنهوبات الصغـــيرة مثل عمليات السطو علي البنوك بتشجيع من الجنود الأمريكيين إلي نهب البنك النفطي نفسه. أي الاستيلاء بالقوة علي بعض الموانئ وقيادة عمليات تصدير وتهريب النفط إلي إيران والكويت وبكميات خيالية.وحتي اللحظة؛ فإن النفط العراقي المصدّر إلي الخارج، هو النفط الوحيد في العالم الذي تجري فيه عمليات الضخ من دون عدادات، الأمر الذي يسهل علي الأمريكيين والميليشيات عمليات النهب من دون خوف أو مساءلة قانونية في المستقبل. بيد أن جزءا هاماً من تمويل الميليشيات بات اليوم، وبعد ثلاث سنوات من تدمير الدولة والفوضي، يأتي عبر تنظيم تجارة المخدرات التي تشرف عليها أجهزة الاستخبارات الإيرانية. وهذه طريقة غير مباشرة لتمويل الجماعات المسلحة، وإعادة ربطها كلياً بالسياسة الإيرانية في العراق والتحكم بمستقبلها. إن أي محاولة لتفكيك الميليشيات ستكون عديمة الجدوي من دون تجفيف موارد النهب هذه. وتتجلي أكثر المفارقات سخرية في السياسة الأمريكية علي صعيد ما يدعي معالجة الملف الأمني ، أن مدير المخابرات الوطنية الأمريكية نغروبونتي الذي عمل سفيراً في بغداد لفترة قصيرة، وكان مهندس فرق الموت وقائدها الفعلي بلا منازع (واشتهر بعمله القذر في السلفادور وهندوراس حيث أشرف هناك علي تنظيم مذابح مرّوعة) ارتأي أن الميليشيات باتت تعتمد بالفعل علي التمويل الذاتي، وأن عنفها آخذ بالانتشار (تصريح يوم 1/12/2006 وكالات أنباء وصحف). لقد بينت سنوات الغزو، أن الدولة القوية التي تمّ محوها في التاسع من نيسان (إبريل) 2003 وتفكيك ركائزها ومؤسساتها لاحقاً، بما فيها المؤسسات الاجتماعية والخدمية التي تستفيد منها غالبية السكان، كانت بالفعل هي الحارس القديم للوحدة الوطنية التقليدية. لم تكن الدولة الوطنية القوية، ومهما أختلف السياسيون والمفكرون حول دورها ووظيفتها، سوي خلاصة أو نتاج عقد اجتماعي لم يُبرم قط بأي صورة من الصور، ولكن العراقيين توافقوا علي أساس الاعتراف بوجوده، وعلي تسليم مهمة أمن المجتمع إلي جهاز الدولة وقبول رقابتها الصارمة عليه، وذلك من اجل رعاية تناقضات المجتمع سلمياً. لقد ارتكزت الدولة طوال أكثر من ثلاثين عاماً متواصلة علي قوة أجهزتها العسكرية، وفي الطليعة منها الجيش. وبصرف النظر عن الموقف من النظام السياسي السابق؛ فإن العراقيين لا يترددون ـ خصوصاً في ظل التدهور المريع في حياتهم اليومية ـ عن التأكيد علي أن الدولة القوية وحدها، هي الطرف الوحيد القادر علي ضبط إيقاع المجتمع وإعاقة انزلاقه في الفوضي. إن خصوصية الدور الذي لعبته الدولة في العراق التاريخي والحديث، يؤكد حقيقة أن العنف الممُارس من جانبها لم يكن علي الدوام عنفاً عشوائياً، وانه كان في منزلة المادة الصمغية التي ضمنت وحدة الكيان الجغرافي والسكاني. إنه علي نحو ما، عنف مصمم بالدرجة الرئيسة لأجل ضمان تماسك سائر المجموعات الثقافية التي افتقدت إلي عقد اجتماعي، يضمن حقوقها ونظراتها تجاه بعضها البعض. وبالتالي؛ فإن عنف الدولة ضد خصومها السياسيين، وبرغم نتائجه المأساوية هنا وهناك وبقطع النظر عن وجهة نظرنا به رفضاً أو قبولاً، كان في منزلة المادة اللاصقة (الصمغية) التي مكنت المجتمع من الحصول علي فرصة تماسكه الداخلي. وبذلك يكون عنف الدولة ـ من منظور تاريخي وليس من منظور سياسي ـ قد ساهم فعلياً وفي ظل افتقاد المجتمع إلي عقد اجتماعي ديمقراطي، في صهر المجموعات الثقافية المحلية ووفر لها أرضية تأسيسها لكيان مجتمعي متماسك. وإذا كانت الدولة الهشة التي بناها الأمريكيون علي أنقاض الدولة القديمة (العقائدية، الإيديولوجية) هي الأضعف مقارنة بقوة ونفوذ الميليشيات؛ وإذا كان المجتمع العراقي الراهن المنقسم علي نفسه والممزق وجدانياً وسياسياً وحني مذهبياً، هو الأضعف في مواجهة الدولة والميليشيات علي حد سواء أو كلاً علي انفراد؛ وأخيراً، إذا كانت الدولة والميليشيات معاً، هما الأضعف في مواجهة المقاومة الوطنية؛ فهذا يعني أن المجتمع الذي بات ضعيفاً وممزقاً ـ حتي في وجدانه الوطني ـ سوف يتقبل بسهولة وبترحيب شديد احتمال عودة القوة القديمة التي ظلت تحرس وحدته أكثر من ثلاثين عاماً، أي سيتقبل ويرحب بحرارة إعادة الجيش العراقي السابق إلي الخدمة.إن إعادة بناء الجيش العراقي السابق، وتجهيزه بكل مستلزمات واحتياجات العمل الميداني المباشر، قد يكون مفتاحاً سحرياً لمعضلة الفوضي الراهنة التي تبدو دون نهاية. ولعل ذاكرة العراقيين لا تزال تحتفظ بصور بطولية ذات تأثير عاطفي خاص عن دور القوات المسلحة الوطنية، من حيث نوع وطبيعة ودرجة الاحتراف في عملها وبشكل أخص لرجال الحرس الجمهوري، لا في حماية النظام السياسي، وإنما في حماية المجتمع نفسه. إن ظهور وانتشار الجيش السابق بملابسه التاريخية سيكون ذا تأثير سيكولوجي علي مستوي إعادة بناء هيبة الدولة في أذهان الجمهور العام. وذلك هو مغزي الشائعات التي تنتشر اليوم في العراق عن عودة محتملة للجيش.وفي هذا السياق، هناك ثلاث خطوات رئيسة يجب اعتمادها علي طريق تفكيك الميليشيات:أ: تقديم مقاربة سياسية جديدة تسمح بالتفاوض علي الجلاء التام والشامل وغير المشروط لكل القوات الأجنبية (ما يدعي قوات التحالف) وعلي قاعدة الاعتراف بالمقاومة كممثل شرعي للشعب العراقي. إن مثل هذه المقاربة هي التي سوف تمكن العراقيين من رؤية حكومة وطنية قوية ونزيهة، وقادرة في الآن ذاته علي طرح برنامج شعبي يحقق الوحدة الوطنية.ب: عودة الجيش العراقي السابق إلي الخدمة ومساعدته علي ضبط الحدود مع إيران.ج: تجريد الميليشيات من أي إمكانية للتمويل الذاتي، وذلك عن طريق شن هجمات محسوبة علي المراكز والمنافذ التي تسيطر عليها وبما يؤدي إلي تجفيف ينابيع المال والسلاح.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
20
العراق: مقتل 4 قياديين لحزب العمال الكردستاني
السفير اللبنانية
ذكرت محطة «سي ان ان» التركية أمس، ان أربعة اعضاء قياديين في حزب العمال الكردستاني الانفصالي قتلوا في انفجار في معسكرهم في جبال قنديل في شمال العراق. وكانت تركيا التي حشدت عددا كبيرا من قواتها على حدودها مع العراق هددت بشن هجمات عسكرية داخل الاراضي العراقية ضد اهداف يشتبه في انها تابعة لحزب العمال الكردستاني.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
21
نائب ديمقراطي: الجمهوريون يحاولون التوصل لاتفاق يبقي 70 ألف جندي في العراق
الدستور الأردنية
اقترح نائب ديمقراطي بارز بدء سحب القوات الامريكية دون تحديد موعد نهائي صارم يعارضه كثير من الجمهوريين لاتمام الانسحاب قائلا انه يرى مؤشرات على أن البيت الابيض منفتح على تغيير نهجه في العراق.وقال جون مورثا عضو مجلس النواب الذي انتقد الحرب مرارا انه سيقترح ذلك ضمن تعديل لمشروع قانون للانفاق العسكري للسنة المالية التي تبدأ في أول تشرين الاول من المقرر طرحه للنقاش في مجلس النواب الاسبوع المقبل.ووافقت لجنة المخصصات بمجلس النواب يوم الاربعاء على مشروع القانون الذي يخصص 459,6 مليار دولار للانفاق العسكري.وقال مورثا ان بعض الجمهوريين في الكونجرس يدعمهم البيت الابيض ايدوا خفض عدد القوات الامريكية في العراق الى 70 ألفا من المستوى الحالي الذي يبلغ نحو 160 ألفا.وعلى الرغم من معارضته ترك أي قوات أمريكية في العراق قال مورثا انه سيطرح الاسبوع المقبل تعديلا في مجلس النواب يطلب من البيت الابيض بدء اعادة الانتشار في غضون 60 يوما من اقرار القانون دون تحديد موعد نهائي لاكمال الانسحاب.وأبلغ الصحفيين قائلا "أرى مؤشرات. ان الجمهوريين يحاولون التوصل الى اتفاق نترك بموجبه 70 ألفا من جنودنا هناك ... ذلك ما أبلغهم البيت الابيض أن يفعلوه .. أنا متأكد من ذلك."امل أن يكون هناك اتفاق بين الديمقراطيين والجمهوريين ومجلس الشيوخ ومجلس النواب والبيت الابيض وأعتقد أننا سنرى ذلك يحدث. أعتقد أنكم سترون ذلك يحدث بحلول ايلول أو تشرين الاول." وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي للبيت الابيض "مستويات القوات سوف تتحدد بالاوضاع على الارض وتقوم على اساس توصيات القادة العسكريين في الميدان." وقال موروثا انه يأمل في استقطاب الجمهوريين الذين لا يريدون ارسال اشارة بالموعد النهائي لرحيل الولايات المتحدة الى الاعداء الذين يهاجمون القوات الامريكية في العراق.وسيطلب تعديله أيضا من حكومة بوش وضع مسودة "لخطة للاستقرار الاقليمي في الشرق الاوسط" تتضمن توصيفا للوجود العسكري الامريكي المزمع في المنطقة للسنوات الخمس القادمة.وقال مورثا انه سيقترح أيضا في الاسبوع المقبل تعديلا من أجل اغلاق المعتقل العسكري الامريكي في خليج جوانتانامو الكوبي في غضون 180 يوما وتعديلا اخر يشترط أن تكون القوات الامريكية التي ترسل الى العراق مدربة ومجهزة على النحو الامثل.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
22
خطيب جامع النقيب يطالب بإنشاء فوج حماية الغزالية ... ممثل السيستاني يطالب بـ «قوة مشتركة» في ديالى ويحذر من وقوع كارثة إنسانية فيها
الحياة
ركز خطباء الجوامع والمساجد والحسينيات في العراق امس على الوضع الامني. وانتقدوا عجز الحكومة عن الايفاء بالتزاماتها وتوفير الخدمات للمواطنين.وحذر الشيخ مهدي الكربلائي امام وخطيب الصحن الحسيني ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في كربلاء من وقوع «كارثة انسانية في محافظة ديالى»، وقال إن «العديد من المواطنين اتصلوا به قبل ايام مطالبين بنقل معاناتهم التي وصلت حد قطع المياه عن مدنهم وقراهم وتهديد حياة الآلاف منهم بالموت والتهجير وقرب حصول كارثة انسانية في هذه المناطق».وطالب الحكومة «برفع محنة أهالي هذه المحافظة»، وخاطب «السيد رئيس الوزراء والسادة المسؤولين الأمنيين»، مستغرباً «تخوف بعضهم من شن حملة عسكرية ضد الارهاب في ديالى لانقاذ مواطنيها، معللين خوفهم هذا بانتمائهم الى طائفة من ابنائها وامكان اتهامهم بأن حملتهم العسكرية انما تأتي من دوافع طائفية».وطرح إزاء هذه المشكلة حلاً فاقترح «تشكيل قيادة عمليات مشتركة تضم قادة ذوي ولاء للوطن وليس لأحزابـــــهم وطوائفهم على ان يكونوا من كل قوميات وطوائف هذه المحافظة من العرب والكرد والتركمان، شيعة وسنة، لتقوم بهذه المهمة الوطنية لرفع هذه الحساسية».وطالب الكربلائي مجلس النواب بـ «الضغط على الحكومة لإيجاد حل للوضع الامني المتردي في هذه المحافظة»، وناشد «عشائر الشيعة والسنة من الكرد والعرب والتركمان رص الصفوف جميعا في هذه المحافظة ليكونوا يداً بيد في الدفاع عنها ضد الارهابيين الذين يريدون الشر بهم جميعا». وحض الحكومة على «وضع حد لنقص الخدمات التي يعاني منها المواطنون».من جانبه اكد الشيخ علي الحسين خطيب وامام جامع سعاد النقيب في الغزالية ضرورة «وقف الهجمات المتكررة للميليشيات الطائفية في المنطقة». وقال ان «الجيش هناك يسمح للميليشيات بضرب الاهالي ولا يقوم بحمايتهم»، كما طالب وزارة الدفاع «بتنفيذ وعودها في انشاء فوج حماية الغزالية الذي يفترض ان يضم مجموعة من الاهالي والذي حظي بموافقة الجانب الاميركي في وقت سابق»، لافتاً الى ان تشكيل هذا الفوج «سيوفر نوعاً من الحماية الذاتية».وقال الشيخ حارث العبيدي، في خطبة الجمعة في جامع الشواف في بغداد ان «الحكومة فشلت في تحقيق اي من وعودها وعليها مراجعة حساباتها، قبل ان تدفع البلاد الى المزيد من التدهور الامني والسياسي»، في اشارة الى انسحاب جبهة «التوافق».ودعا العبيدي الى «استبعاد المصالح الطائفية من حسابات الحكومة وقادة القوى الأمنية والتوجه الى بناء عراق يتعايش فيه الجميع بروح الاخوة والتسامح».من جهته رحب صدر الدين القبانجي امام وخطيب الجمعة في النجف باللقاء الاميركي - الايراني، وقال: «نحن مع هذه المفاوضات ونرحب باللقاء الاميركي - الايراني ونؤكد ان أي مبادرة تؤدي الى استقرار العراق ومنحه سيادته الكاملة تصب في مصلحة الدول المجاورة».وزاد: «نطالب دول العالم مساعدة العراق للخروج من محنته، فمن حقنا على ايران واميركا وسورية وجامعة الدول العربية، خصوصاً دول جوار العراق مساعدتنا على انهاء الارهاب في البلد».ورحب القبانجي بموقف الحكومة السورية بالغاء اجتماع لبعثيين كان سيعقد هذا الاسبوع في دمشق، وقال: «نثمن موقف سورية بالغاء اجتماع البعثيين فيها».الى ذلك، ندد الشيخ صلاح العبيدي خطيب وامام الجمعة في مسجد الكوفة والناطق باسم رجل الدين مقتدى الصدر باعتقال عدد من التيار الصدري فجر امس في كربلاء «وسقوط عدد من الضحايا جراء اقتحام قوات مشتركة اميركية - عراقية لعدد من احياء غرب المدينة».وانتقد الشيخ علي العبودي خطيب وامام المدرسة الخالصية صمت الحكومة عن الحصار الذي تفرضه القوات الاميركية على مدينة الحسينية (شمال شرقي بغداد).وقال ان هذا الحصار «امتداد لحصار منطقة الصينية ومناطق اخرى من بغداد غالباً ما يقع الاهالي فيها ضحية». وشجب «الاعتداءات الارهابية التي طالت المواطنين اثناء احتفالهم بفوز المنتخب العراقي».واكد ان هذا «المنتخب استطاع توحيد الشعب العراقي بكل أطيافه وأديانه وعرقياته على العكس من السياسيين الذين عملوا على تفرقته طائفياً وعرقياً».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
23
اشتباكات عنيفة بين «جيش المهدي» والقوات الأميركية في كربلاء وأخرى مع «القاعدة» في الفلوجة ... حكومة المالكي تعتبر تهديد السنّة بالانسحاب «ابتزازاً»
الحياة
رافق التصعيد الأمني والاشتباكات بين القوات الأميركية و «جيش المهدي» في كربلاء، وأخرى مع تنظيم «القاعدة» قرب الفلوجة، توتر سياسي، طرفاه الحكومة وجبهة «التوافق» السنية، اذ شنت الحكومة هجوماً عنيفاً على الجبهة واتهمتها بـ «ممارسة الابتزاز السياسي»، فيما فشل زعماء الكتل السياسية في عقد اجتماع، كان مقرراً أمس، لتجاوز العقبات التي تحول دون مصادقة البرلمان على قوانين مهمة، بينها قانون النفط. وطغت الأزمة، أيضاً على جهود كردية - شيعية لإعلان «جبهة المعتدلين».وأعلن الرئيس جلال طالباني أمس تأييده بعض مطالب جبهة «التوافق»، لكنه أخذ عليها لجوءها الى اسلوب التهديد بالانسحاب من الحكومة. وقال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ في بيان شديد اللهجة ان «سياسة التهديد والضغوط والابتزاز (التي تمارسها التوافق) غير مجدية، وتعطيل عمل الحكومة ومجلس النواب والعملية السياسية لن يعيد العراق الى زمن الديكتاتورية والعبودية».واستعرض الدباغ المطالب التي طرحتها الجبهة، موضحاً أنها «اتهمت الحكومة بالعجز عن تشريع القوانين المهمة. واغفلت أن التشريع هو مهمة مجلس النواب وليس الحكومة (...) وأن الذي عطّل مجلس النواب عن القيام بهذه المهمة هو الجبهة ذاتها». وزاد: «اتهمت الجبهة الحكومة بعدم القيام بأي خطوة على طريق المصالحة الوطنية، متجاهلة ما أقدمت عليه في ما يتعلق بضباط الجيش السابق الذين جرى استيعابهم في تشكيلات الجيش الحالي».وعن مطلب الجبهة بوقف ضم الميليشيات الى الاجهزة الامنية، اكد الدباغ أن «الحكومة لم تقدم على دمج المزيد من الميليشيات في القوات المسلحة، وشنت حرباً عليها وطردت أكثر من أربعة عشر ألفاً من المشتبه بعلاقتهم مع الميليشيات من منتسبي وزارة الداخلية». ولفت الى ان «من طالب بدمج الميليشيات التي شكلت بعد سقوط النظام، في القوات المسلحة هو الجبهة»، في إشارة الى مطالبة طارق الهاشمي ممثل «التوافق» في هيئة رئاسة الجمهورية بضم مقاتلي كتائب «ثورة العشرين» و «الجيش الاسلامي» الى الاجهزة الامنية.وقال إن «مسلحي بعض أعضاء الجبهة هم الذين أطلقوا النار على أول عائلة عادت الى حي العدل، فيما طالبت الجبهة رسمياً وعبر وسائل الإعلام بوقف إعادة المهجرين الى مناطقهم».من جهته، علق الرئيس العراقي جلال طالباني على مطالب «التوافق»، مؤكداً انه يؤيد بعضها. وقال في حوار بثته امس قناة «الحرة» ان «الاكراد لن يتخلوا عن السنة العرب وسيستمرون في محاولة ثنيهم عن قرار الانسحاب»، لكنه أضاف ان «بعض أعضاء جبهة «التوافق» مرتبطون مع مسلحين وارهابيين».الى ذلك، لم ينجح قادة الكتل الرئيسية في عقد لقاء كان مقرراً امس للبحث في إعلان تكتل سياسي باسم «جبهة القوى المعتدلة» وتسوية الخلافات على القوانين المهمة المعلقة، وأبرزها قانون النفط واجتثاث البعث وقضية كركوك. وقال مطلعون ان توترا ساد الاجواء السياسية بعد تهديد «التوافق» بالانسحاب من الحكومة، ما دفع قادة الكتل الأخرى الى التريث في الاجتماع.في المقابل، عقد طالباني اجتماعاً مع زعيم اقليم كردستان مسعود بارزاني في السليمانية. وقال في مؤتمر صحافي ان «الحكومة العراقية بذلت جهوداً كبيرة لتقوية العلاقات العراقية مع الدول المجاورة»، مشيراً الى انه زار الاردن وسورية وايران. وعن الاجتماع الذي كان مقرراً أن يعقد في بغداد بين قادة الكتل السياسية، قال: «أملنا كبير بإزالة العقبات التي تواجه طريق المصالحة الوطنية»، فيما تمنى بارزاني «ان تعالج المسائل العالقة مع الحكومة التركية، بعد الانتخابات التي فاز فيها حزب العدالة والتنمية».أمنياً، سقط 17 قتيلاً في اشتباكات شهدتها مدينة كربلاء بين «جيش المهدي» الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وقوات أميركية، كانت بدأت باعتقال القوات الأميركية أحد قادته واثنين آخرين بإنزال جوي ليل أول من أمس.وأعلن الجيش الأميركي أن جنوده وزملاءهم العراقيين تعرضوا الى وابل من الرصاص بعد اعتقالهم أحد قادة «جيش المهدي» في مدينة كربلاء، ما تطلب غارة جوية على المنطقة وسط اشتباكات أدت الى مقتل 17 مسلحاً. ووصف الجيش الأميركي القيادي في «جيش المهدي» بأنه «متمرد» على قيادة التيار الصدري، لافتاً الى أن الاعتقال مر من دون أي حادثة، إلا أن اشتباكات وقعت بعد مغادرة الجنود المبنى حيث واجهوا وابلاً من الرصاص وقنابل «آر بي جي». وقُتل خمسة مسلحين في الاشتباكات، لكن 12 مسلحاً قُتلوا في غارة جوية نفذتها إحدى المروحيات. إلا أن مسؤولين محليين أكدوا مقتل تسعة أشخاص هم أربعة مسلحين وخمسة مدنيين وجرح 23 آخرين في الاشتباكات والغارات التي ألحقت أيضاً أضراراً بأربعة أو خمسة منازل.في الفلوجة، وقعت معركة عنيفة بين القوات الاميركية وتنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» في منطقة الزغاريد شمال غربي المدينة. وبدأت المعركة عندما هاجم مسلحو «القاعدة» نقطة تفتيش أميركية نُصبت حديثاً في الزغاريد حيث أفاد شهود أن قوة كبيرة وصلت لإنقاذ جنود النقطة، لكنها تعرضت إلى هجمات بخمس عبوات وأسلحة خفيفة وقذائف صاروخية استمرت منذ الصباح الباكر حتى ظهر أمس، وتدخلت على أثرها مقاتلات أميركية قصفت منزلاً في إحدى قرى الزغاريد، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين.ورجح شهود وقوع خسائر أميركية كبيرة، إذ شوهدت آليتان اميركيتان تحترقان، فيما هبطت مروحية نقل من طراز «تشينوك» في قاعدة الصقلاوية يرجح أنها قدمت لنقل الجرحى والقتلى. ولم تهدأ الاشتباكات حتى الظهر، إذ انسحب المسلحون فيما بقيت القوات الاميركية منتشرة بكثافة في المنطقة.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
24
مقتل 8 جنود أمريكيين 57و عراقيا * خطة طوارئ أمريكية للانسحاب من العراق
الدستور الأردنية
قال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس ان وزارته تضع خطط طوارىء لانسحاب القوات الامريكية من العراق ووصف هذه الخطط بأن لها "أولوية".وقال غيتس في رسالة بعث بها امس الى السناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون التي تخوض حملة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة والتي طالبت وزارة الدفاع مرارا بالكشف عن وجود مثل هذه الخطط انه يشارك بفاعلية في صياغتها. واضاف غيتس في الخطاب الذي حصلت رويترز على نسخة منه "تأكدت من وجود مثل هذا التخطيط فعلا بمشاركة نشطة مني ومن كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين وقادتنا في الميدان." وقال "اعتبر ان هذا التخطيط للطوارىء أولوية في هذه الوزارة."الى ذلك ، قتل 8 جنود اميركيين 57و عراقيا في هجمات متفرقة ، فيما قال القائد الميداني للقوات الامريكية في العراق الجنرال رايموند أوديرنو ان فرق المقاتلين الذين يطلقون الصواريخ وقذائف المورتر على المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد أصبحوا أكثر دقة في الثلاثة أشهر الماضية بسبب تلقيهم التدريب من جانب ايران.واعلن الجيش الاميركي مقتل ثمانية من جنوده ، بينهم اربعة قتلوا في معارك في محافظة ديالى ، شمال شرق بغداد حيث ينفذ نحو عشرة آلاف جندي اميركي وعراقي عملية واسعة ضد معاقل القاعدة. وعثرت دوريات الشرطة على 18 جثة مجهولة الهوية بمناطق متفرقة من العاصمة بغداد خلال الـ 24 ساعة قبل الماضية ، مقيدة الأيدي ومعصوبة الأعين وظهرت عليها آثار تعذيب وطلقات نار.كما أعلن الجيش الاميركي اعتقال 36 شخصا "يشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة" في مداهمات متفرقة في العراق.إلى ذلك قال مصدر أمني بقوات حرس الحدود إن "أكثر من 30 قذيفة مدفعية تركية سقطت ليل الأربعاء ، على مدار ساعة كاملة ، على مناطق شش دار سياراكورك وافله وبيربلا التابعة لقضاء زاخو شمال غرب مدينة دهوك.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
25
محاكمة 3 وزراء سابقين بتهم الفساد
الشرق القطرية
قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن هيئة النزاهة العراقية أحالت ملفات ثلاثة وزراء سابقين في فترة ما بعد حقبة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى القضاء على خلفية قضايا تتعلق بالفساد الاداري والمالي. وقال الدباغ في تصريحات نشرتها صحيفة (الصباح) الحكومية «إن الوزراء هم محسن شلاش وزير الكهرباء السابق وأيهم السامرائي الوزير الاسبق للكهرباء ولؤي العرس وزير النقل والمواصلات الاسبق». وأضاف الدباغ أن السامرائي متهم بقضية شراء 200 كرفان (بيت متنقل) وشلاش أحيل إلى المحكمة بتهم تتعلق بفساد مالي فيما أحيل العرس إلى المحكمة على خلفية اتهامه بفساد إداري ومالي و«أن الحكومة بانتظار المحكمة لغرض مخاطبة الشرطة الدولية لجلبهم كونهم يقيمون خارج البلاد».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
26
القوات الأميركية تسعى إلى توازن طائفي وتفضل المتطوعين السنّة في الجيش والشرطة
الحياة
رفضت القوات الأميركية في العراق قبول المئات من العراقيين الذين اصطفوا أمام مراكز التطوع في جنوب بغداد للانخراط في صفوف الجيش والشرطة، لشكها بعلاقتهم مع ميليشيا «جيش المهدي».وقال النقيب أبو شهاب الحسيني، من وزارة الأمن الوطني، لـ «الحياة» إن «أكثر من 600 شاب من جنوب بغداد رفضت القوات الأميركية قبول تطوعهم للالتحاق بصفوف الجيش والشرطة الأسبوع الماضي»، مشيراً الى ان غالبيتهم من الطائفة الشيعية، وان القوات الاميركية رفضت قبولهم بحجة علاقتهم مع ميليشيا «جيش المهدي». وأوضح ان المشرفين على «المقابلات مع المتطوعين من الاميركيين كانوا يسألون عن لقب المتطوع او أي معلومة تشير الى طائفته». وزاد أن «أحد مراكز التطوع في المحمودية (30 كلم جنوب بغداد) شهد عملية طرد جماعية مطلع الاسبوع الماضي للمتطوعين الذين شرعوا بترديد اهازيج دينية شائعة في الأوساط الشيعية احتجاجاً على قيام أحد وجهاء المدينة بالتوسط لقبول 200 شاب من معارفه للانخراط في صفوف الشرطة، وراحوا يضربون الوجيه والشباب الذين رافقوه بالحجارة وقناني الماء البلاستيكية الفارغة». وأكد أن الجنود الاميركيين كانوا يصرخون في وجه المتطوعين ويرددون على مسامعهم «ميليشيا جيش مهدي». ولفت الحسيني الى ان «الأميركيين اشتبكوا بالأيدي مع افراد الشرطة المحلية الموجودين في المكان، لأنهم لم يتدخلوا لمنع المتطوعين من ترديد الأهازيج ورمي الحجارة».وتشير بعض التقارير الى تزايد الشكوى من صعوبة خلق توازن طائفي في تشكيلات الجيش الذي يشكل الشيعة فيه نسبة 65 في المئة، بسبب ضعف مشاركة السنّة. وعلى رغم رغبة الكثير من الشباب العراقي في التطوع، إلا أن غالبيتهم من الشيعة. ويؤكد أحد الجنود العاملين في مركز للتطوع افتتح أخيراً في مدينة الاعظمية شمال بغداد، مفضلاً عدم ذكر اسمه لـ «الحياة» أن «أكثر من 156 متطوعاً قدموا الى المركز لم يكن بينهم غير 20 شاباً من أهالي الاعظمية، تم قبول عشرة منهم، أما باقي المتطوعين فمن الشيعة من مدينة الصدر وحي الشعب». وأكد الجندي ان «المتطوعين غالباً ما ينصحون بعضهم بعضاً باخفاء المعلومات المتعلقة بكونهم شيعة حتى لا يتم رفضهم».ويشير علاء، أحد العاملين في المجلس البلدي في الاعظمية، الى ان المجلس «وعد بإرسال 1400 متطوع بعدما تلقى وعوداً من مسؤولين عراقيين وأميركيين تفيد باستعدادهم لتوظيف 200 منهم فوراً»، وأشار الى ان «شرط أولئك المسؤولين الوحيد هو أن يتراوح عمر المتطوع بين 18 و29 عاماً، وأن يقل وزنه عن 110 كيلوغرامات ويعرف القراءة والكتابة، ويتمتع بأسنان جيدة لا يقل عددها عن 22 سناً، ومن دون إعاقة بصرية أو سمعية».وكان أعضاء المجلس البلدي شكوا إلى القائد الاميركي المسؤول عن المنطقة من خطورة ذهاب المتطوعين السنّة من الاعظمية الى مطار المثنى، حيث يقع مركز التطوع، «فقرر أن يذهب إليهم»، لأنه على حد قوله «يريد أن يثبت لهم أنهم سيلقون معاملة منصفة».وعلى رغم مطالبات السياسيين السنّة المشتركين في العملية السياسية بإحداث توازن طائفي في تشكيلات الجيش والشرطة، إلا أن الحكومة تؤكد ان «القيادات العسكرية يسيطر عليها السنّة والأكراد».ويقول النائب سامي العسكري، عضو كتلة «الائتلاف» الشيعية وأحد المقربين من رئيس الوزراء لـ «الحياة» إن «قادة الفرق والألوية غالبيتهم من السنّة، اضافة الى 70 في المئة من مديريات الشرطة في بغداد».ويوضح ان «لدى وزارة الدفاع 11 فرقة عسكرية، اثنتان منها في طور التشكيل، يقود أربعاً منها الشيعة وثلاثاً الأكراد، فيما يقود السنّة الباقي، كما ان رئيسيي جهاز المخابرات واستخبارات وزارة الدفاع من السنّة، أما رئيس جهاز استخبارات وزارة الداخلية فهو كردي».ويضيف العسكري: «إن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش العراقي بابكر زيباري كردي وسكرتير وزارة الدفاع سنّي. أما على صعيد مديريات الشرطة، فإن 70 في المئة منها في بغداد يقودها السنّة». ويؤكد أن «التوازن الطائفي الذي تطالب به القيادات السنّية هو التوازن الحزبي وليس الطائفي، وهو أمر نرفضه جملة وتفصيلاً».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
27
التوافق تحدد (11) مطلبا لاستمرار مشاركتها في الحكومة
الصباح
اكدت جبهة التوافق بانها ستنسحب من الحكومة اذا لم تنفذ مطالبها الـ(11) خلال الاسبوع. وقال النائب خلف العليان في مؤتمر صحفي عقده قادة جبهة التوافق حضره نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي: ان مطالب الجبهة تتمثل باعلان العفو العام تمهيدا لاطلاق سراح جميع المحتجزين في السجون الامريكية والعراقية والالتزام بالاعلان العالمي لحقوق الانسان وايقاف المداهمات وايقاف جميع المسائل الرامية لدمج الميليشيات بالقوات المسلحة والتوقف عن تسييس القوات المسلحة وابعاد الحزبيين عن المناصب العليا في الجيش والشرطة، بحسب قوله. واضاف العليان في بيان للجبهة تلاه خلال المؤتمر "ان المطالب الاخرى تتمثل بان يدار الملف الامني بالتوافق والمشاركة الفعلية في صنع القرار وعدم استئثار احد المكونات بالسلطة والعمل على اعادة المهجرين الذين غادروا البلاد بسبب اعمال العنف "،موضحا " ان الجبهة تطالب كذلك بالسماح لهيئة النزاهة بملاحقة المشبوهين وتحسين العلاقات مع الدول العربية وعدم الاساءة لها ونشر جرائم التحقيق في الجرائم الكبرى كعمليات الاختطاف والقتل وتفجير المساجد والمراقد المقدسة.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
28
اتفاق لإحالة رئيس مجلس النواب العراقي إلى التقاعد
الوطن السعودية
أكدت مصادر مقربة من مجلس النواب العراقي أن الدائرة الأمنية في المجلس رفضت طلباً من رئيس مجلس النواب محمود المشهداني لتجديد بطاقات دخول حرسه الخاص إلى المجلس، وصدور تعليمات أمنية بمنع ابنه وعناصر حمايته من دخول قاعة الاجتماعات في مجلس النواب. وأكدت المعلومات أن بقاء محمود المشهداني في منصبه، بات مستحيلاً وأن أياما معدودة، وصفها أحد أعضاء مجلس النواب من قائمة الائتلاف العراقي بأنها "تعد على أصابع اليد الواحدة" وبعدها سيغادر رئيس مجلس النواب منصبه الحالي. في الوقت نفسه أكد أن جميع الأطراف اتفقت بشكل نهائي على حسم هذا الموضوع، مقابل حصوله على مرتب تقاعدي مدى الحياة يقدر بـ 40 مليون دينار عراقي شهرياً.إلى ذلك انتقد أعضاء مجلس النواب بشدة الحكومة العراقية على صمتها إزاء حصار منطقة الحسينية خلال الأيام الخمسة الماضية وقصفها بالطائرات إضافة إلى قصف منطقة حي العامل. ووصف أحد الأعضاء عن الائتلاف العراقي الموحد أن سبب حصار مدينة الحسينية هو الشك بوجود أربعة مطلوبين فيها وعوقب مليون و700 ألف شخص بالحصار وانقطاع الخدمات بسبب هؤلاء الأربعة.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
29
مؤتمر عمان يفشل في وضع حلول جذرية لمشكلة اللاجئين العراقيين
الوطن السعودية
يخرج مؤتمر اللاجئين العراقيين الذي التأمت أعماله أمس في العاصمة الأردنية عمان لمناقشة أوضاعهم في الدول العربية المضيفة، بأي جديد يجنبهم المشكلات التي يواجهونها من حكومات تلك الدول. ودفعت الحكومة العراقية خلال المؤتمر بهذه القضية لتصبح شأنا دوليا خلافا لتوجهات الأردن ومصر وسوريا باعتبارها تستضيف نحو 2.5 مليون عراقي.وقال ممثل الأردن في المؤتمر وكيل وزارة الخارجية مخيمر أبو جاموس إن "السبب الأساسي الذي أدى إلى توجه الغالبية العظمى من الأشقاء العراقيين إلى الدول المضيفة يرجع إلى الأوضاع الأمنية الصعبة السائدة في العراق، ولذا فإن أية حلول موضعية لهذه القضية تظل حلولا مؤقتة لأن الحل الدائم هو السعي إلى عودة الأمن والاستقرار للعراق".من جانبه أكد محمد الحاج حمود وكيل وزير الخارجية العراقي ورئيس الوفد العراقي أن العراق لم يأت من أجل زرع العراقيين في الخارج أو توطينهم، وأن فكر تكريس اللجوء خارج العراق أمر غير مقبول، مشيرا إلى أن الحل الوحيد هو عودتهم إلى بلدهم، وهو ما تسعى إليه الحكومة العراقية.وقال في تصريح خاص لـ"الوطن" إن "مغادرة اللاجئين العراقيين لبلادهم لم يكن نتيجة الاضطهاد السياسي أو الديني أو العرقي إنما بسبب العمليات الإرهابية". وبين أن تدويل مشكلة اللجوء في الدول المختلفة أمر لا يدل على فشل الحكومة العراقية.وقدم عددا من المقترحات منها تهيئة الوسائل القانونية الكفيلة بتسهيل منح الإقامة للعراقيين في هذه الدول، وتسوية أوضاع المخالفين منهم.وانتقدت سورية عدم الاكتراث الأمريكي بقضية اللاجئين العراقيين باعتبارها دولة احتلال في العراق، وبينت أن سورية مستعدة للتوصل لتفاهمات مع العراق حول العراقيين المقيمين في سورية وصولا لخلق حالة إنسانية واجتماعية تليق بهم.ووعدت الولايات المتحدة بتقديم معونات مالية للدول المضيفة للعراقيين، وقال المستشار السياسي في السفارة الأمريكية في عمان ديفيد غرين إن أمريكا قدمت 137 مليون دولار لمساعدة اللاجئين العراقيين في الأردن وسورية لتحسين الأوضاع المعيشية لهم، كخطوة أولى تلحقها خطوات أخرى لم يكشف عنها المستشار الأمريكي.أما السفير العراقي في عمان سعد جاسم الحياني فأكد أن المؤتمر يهدف إلى مساعدة الحكومات التي تستضيف العراقيين.وقالت المنسق الإعلامي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عمان رنا السويس إنه في ظل وجود ما يقارب 750 ألف عراقي في الأردن وحوالي مليون ونصف في سوريا إضافة إلى مئات الآلاف من المشردين داخل العراق كان لابد للمفوضية أن تعمل بسرعة مع المجتمع الدولي لمضاعفة المساعدة.وعلى الصعيد نفسه أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها ستضاعف ميزانيتها عام 2007 المخصصة لمساعدة مئات الآلاف من العراقيين المرحلين من ديارهم لتصل إلى 123 مليون دولار.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
30
بكين تهاجم واشنطن بعد العثور على صواريخ صينية في العراق
المدينة السعودية
اتهمت الصين امس الولايات المتحدة "بتضليل الرأي العام" بعد اعلان الجيش الاميركي العثور على صواريخ صينية الصنع تم تهريبها الى العراق بهدف مهاجمة قوات التحالف، وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان ان "بعض الدول تربط منذ فترة بين تطور العلاقات التجارية العسكرية الطبيعية للصين مع دول اخرى، وبين تهريب الاسلحة وحتى عدم الاستقرار في بعض المناطق"، واضافت ان الصين "تعبر عن استيائها الشديد ومعارضتها الحازمة لهذا الاسلوب الذي يضلل الرأي العام والمبني على نوايا سيئة".واكدت وزارة الخارجية الصينية ايضا من جديد ان "الحكومة الصينية تتبنى موقفا حذرا ومسؤولا حيال تصدير الاسلحة"، موضحة خصوصا ان الصين لا تبيع اسلحة سوى الى الدول التي تتمتع بالسيادة والتي تتعهد بوضوح عدم بيعها الى طرف ثالث"، وصرح الادميرال مارك فوكس خلال لقاء الاحد مع صحافيين في بغداد ان الجيش الاميركي "شاهد في العراق معدات حربية واسلحة جاءت من اماكن اخرى"، واضاف "نقدر انها وصلت من ايران (...) هناك صواريخ صنعت في الصين ونعتقد انها تصل ايضا عن طريق ايران".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
31
المالية توافق على شمول جميع المتقاعدين بالقانون الجديد
الصباح
وافقت وزارة المالية على شمول جميع المتقاعدين بالقانون الجديد واجراء جميع التعديلات التي اوصى بها البرلمان، في وقت خصص فيه مجلس الوزراء 50 مليون دولار الى شركات وزارة الصناعة لتوسيع نشاطاتها وانتاج سلع باسعار زهيدة للمواطنين. وقال النائب حسن السنيد عن الائتلاف الموحد لـ”الصباح" امس : ان التعديلات على قانون المتقاعدين الجديد التي اوصى بها البرلمان حازت على موافقة مجلس الوزراء ومن ثم وزارة المالية.واضاف انه تم شمول جميع المتقاعدين بالقانون الذي يساعد على رفع مستوى المعيشة لهذه الشريحة المهمة في المجتمع.وكان السنيد وعدد اخر من النواب اعترضوا على القانون خلال قراءته تحت قبة البرلمان ، مطالبين بشمول جميع المتقاعدين بالقانون لا سيما ان العراق الجديد لاتوجد فيه تقسيمات بين مواطنيه. في غضون ذلك قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور علي الدباغ: ان مجلس الوزراء اتخذ في جلسته الاعتيادية التي عقدت يوم امس الاول عددا من القرارات المهمة". واضاف في بيان تلقت "الصباح" نسخة منه امس "ان المجلس قرر استخدام البنية التحتية والبوابات الدولية لشركات الهاتف النقال الخاصة بها في حالة اعتذار وزارة الاتصالات عن تأمينها اوعدم تمكنها وبشهادة من هيئة الاعلام والاتصالات من تأمينها"،مشيرا الى ان على هيئة الاعلام والاتصالات اشراك ممثلين عن وزارات الدفاع والداخلية والدولة لشؤون الامن الوطني في الأمور الأمنية المتعلقة بالبوابات الخارجية وما يتعلق بالترددات الطيفية". واكد الدباغ ان مجلس الوزراء وافق على منح مبلغ 50 مليون دولار من الحكومة الى شركات وزارة الصناعة لرفع الانتاج"،مضيفا انه تم اقرار تعليمات لتسهيل تنفيذ احكام قانون مؤسسة الشهداء رقم 3 لسنة 2006 مع تعديل المادة 2/ اولاٍ باحلال يتقاضى (راتب ومخصصات مدير عام)بدلاً من (بدرجة مدير عام). واشار الى انه تمت ايضا احالة موضوع زيادة المخصصات الاستثنائية لوكلاء الوزارات والمستشارين واصحاب الدرجات الخاصة والمدراء العامين الى اللجنة الوزارية المختصة باعداد قانون الخدمة الجديد وسلم الرواتب.

رابعا نصوص المقالات والافتتاحيات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
هل تساعد العراق على اجتياز المحنة السياسية والأمنية؟المؤتمرات المتلفزة ··· والدبلوماسية الشخصية بين بوش والمالكي
جيم روتنبرج وأليسا روبن:
نيويورك تايمز
بمعدل مرة كل أسبوعين تقريباً وقد يتكرر حدوثها أكثر من ذلك في بعض الأحيان، تتابعت جلسات الرئيس بوش المتكررة مع مستشاره للأمن القومي بمكتبه في البيت الأبيض، والنظر مباشرة عبر عدسة إلكترونية إلى عيني رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي يعلم علم اليقين أن الجزء الغالب من تركته السياسية، أصبح معلقاً بيديـه· وفي هذه الجلسات المتلفزة، يتبادل القائدان الحديث لمدة تتجاوز الساعة في بعض الأحيان، يتناولان خلاله القضايا المتعلقة بالقيادة والتحول الديمقراطي، ونشر القوات العسكرية، فضلاً عن الحديث عن التحديات الداخلية التي تواجه كل واحد منهما· بل أضاف مسؤول أميركي رفيع المستوى، سبق له أن شارك في هذه الجلسات، إن الرجلين يتحدثان أحياناً عن إيمانهما، مع العلم أن أحدهما مسيحي ملتزم من ولاية تكساس، والآخر مسلم شيعي من العراق، سبق له أن عاش منفياً خارج بلاده في كل من إيران وسوريا إبان عهد نظام صدام حسين· ويتمكن بوش من متابعة التواصل الإلكتروني مع حليفه نوري المالكي، عبر شاشة بلازما تلفزيونية، فيما يعتبره أمراً في غاية الأهمية، في إطار المساعي التي يبذلها لمساعدة الحليف العراقي على اجتياز المحنة السياسية والأمنية العصيبة التي تمر بها بلاده· ومن رأي المراقبين والمحللين لهذه المحادثات الإلكترونية، أنها تمثل صورة طبق الأصل لنمط الدبلوماسية الشخصية المباشرة، التي اتسم بها بوش طوال مدة توليه للمنصب الرئاسي، على غرار ما فعل من قبل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والخديعة التي انطلت عليه من قبل هذا الأخير، الذي كان قد أظهر له عبر شاشة التلفزيون، صورة لصليب كان يضعه حول عنقه، قال لبوش إنه أهدي إليه من والدته، فما كان من بوش إلا أن ظن به خيراً، وأطلق فيه قولته الشهيرة عن أنه نظر إليه ملياً في عينيه، فنفذ إلى روحه وقلبه الطيبين· وتلك هي الخديعة بعينها في نظر النقاد والمحللين السياسيين· وحتى هذه اللحظة، فقد تمكنت هذه اللقاءات الإلكترونية من وضع السقف اللازم للوصول إلى نتائج هذه الدبلوماسية الشخصية المباشرة· وفيه أثيرت الأسئلة عن مدى قدرة المالكي على إبرام الصفقة الوطنية الصعبة، التي من شأنها تحقيق المصالحة السياسية في بلاده التي مزقتها الحرب والنزاعات الطائفية الداخلية·غير أن ما أخذه المحللون على هذه المحادثات، أن رئيس الوزراء العراقي، وشريك بوش وحليفه الأول في بلاد الرافدين، لم تعرف له مهارات سياسية تذكر، إلى جانب افتقاره لأدنى حماس يشير إلى رغبة جدية له في الانعتاق عن المصالح الطائفية الخاصة بمؤيديه الشيعة الذين يقفون من خلفه، خاصة وأن لهؤلاء شكوكاً عميقة في نوايا العرب السُنة إزاءهم· على أنه ورغم ذلك، كما يقول بعض المسؤولين الذين رفضوا ذكر أسمائهم لأسباب تتعلق بحساسية مناصبهم في الإدارة، فقد حاول بوش القيام بأدوار شتى ومختلفة خلال هذه المحادثـــات، منها كونـــه صديقاً للمالكي، وكونه حليفاً ومستشاراً له، بل بدا في بعض الجلسات كمـــا لو كان موجهاً ومرشداً له، طالما أن الولايات المتحدة قد واصلت سعيها المستمر، في سبيل حمل الحليف العراقي على الوفاء بالالتزامات التي قطعها على نفسه وشعبه· وقال مسؤولون في البيت الأبيض تعليقاً منهم على هذه المحادثات، إن الرئيس بوش تحدث إلى المالكي، خلال الأشهر القليلة الماضية، أكثر مما فعل مع أي قائد سياسي أجنبي، بما في ذلك المحادثات التي أجراها مع كل من بريطانيا وألمانيا· ووصف المسؤولون المحادثات هذه، بأنها وفرت للرئيس بوش منبراً يتمكن عبره من إقناع المالكي بأن يكثر من الظهور عبر وسائل الإعلام العراقية، بصفته قائداً سياسياً لعامة العراق، بدلاً من كونه قائداً شيعياً· وعبر المؤتمرات المتلفزة التي حدثت من على البعد بين الحليفين، تمكن بوش من إقناع المالكي بضرورة العمل مع بقية زملائه في الحكومة من أجل تقليص مدة عطلة أعضاء البرلمان، التي يفترض لها أن تمتد لشهرين كاملين خلال موسم الصيف الحالي· وعلى رغم موافقة أعضاء البرلمان المتبرمة على تخفيض عطلتهم الصيفية إلى شهر واحــد فحسب، إلا أنها لم تقلل من موجـــة الانتقــــادات الموجهـــة لهم ولحكومــــة المالكي معـــاً· ومهما يكن فقد أثنى مسؤولون في البيت الأبيض، على أداء المالكي خلال الفترة الماضية، في أكثر من جبهة وعمل· منها على سبيل المثال، التزامه بنشر ثلاثة ألوية عسكرية إضافية في العاصمة بغداد، فضلاً عن التسهيلات العديدة التي قدمها لكل من القوات الأميركية والعراقية، في ملاحقة المليشيات الشيعية، على رغم تصريح مسؤول رفض ذكر اسمه، بأن قوات الأمن الموالية للشيعة، كثيراً ما عرقلت تلك الجهود والمساعي المبذولة ضد المليشيات هذه· غير أن ''جون بولتون''، السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، حذر من مغبة الاعتماد بكل هذا القدر، على قائد عراقي واحد· واستطرد ''جون بولتون'' قائلاً:''فإن الأمر لا يتعلق في هذه اللحظة بالثقة التي تضعها بلادنا في شخص واحد· ذلك أن القضية الرئيسية بالنسبة للعراقيين هي ما إذا كانوا قادرين على إيجاد السبيل الذي يمكنهم من التعايش معاً أم لا''؟وعلى رغم التصور السائد لدى الرئيس بوش عن معرفته الجيدة بالمالكي، فإن المرجح أنه لا يزال يخطئ قراءة الرجل والمناخ السياسي الذي يعمل فيه· ولكي نضرب مثالاً واحداً فحسب، على سوء الفهم هذا، فربما يتفق المالكي نظرياً مع حليفه بوش على كافة الخطوات اللازمة لتحقيق الاستقرار المنشود في العراق، بما فيها إعادة المزيد من المسؤولين ''البعثيين'' السابقين إلى دوائر الحكومة ومواقع اتخاذ القرار· لكن وفيما لو حاول المالكي المضي شوطاً بعيداً في هذا الطريق، فإن من المرجح أن يُحدِثَ انشقاقاً أوسع في قاعدته الشيعية المؤيدةه·
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
لجنة بريطانية لدراسة العراق... مأزق على الأرض!

جيفري كمب

في الرابع عشر من شهر يوليو الجاري شكلت القناة الرابعة البريطانية بالتعاون مع مركز السياسة الخارجية لجنة مستقلة غير حزبية تهدف إلى دراسة الوضع في العراق وبحث سبل الخروج من الأزمة المستفحلة هناك. وانتهت أشغال اللجنة بإعداد تقرير تضمن عدداً من التوصيات وجهت إلى الحكومة البريطانية علّها تساعدها في حلحلة الوضع العراقي المتأزم من جهة، ورسم الخطوط العريضة للتواجد العسكري البريطاني في العراق من جهة أخرى، بما في ذلك احتمالات البقاء أو الرحيل. ويظهر من خلال نوعية ومستوى الشخصيات التي رأست اللجنة وأشرفت على إنجاز التقرير، أن توصياته تنطوي على قدر معقول من التجرد والبعد عن الاصطفاف السياسي الذي غالباً ما يطغى على التقارير الصحفية ويلهب مشاعر الرأي العام من دون إخضاع القضية (محور النقاش) للدراسة الموضوعية. وفي هذا الإطار عقدت اللجنة مجموعة من الجلسات المتلفزة، استضافت فيها عدداً من الخبراء في العلاقات الدولية وشؤون الشرق الأوسط، حيث خلصوا إلى نتائج مشابهة لما جاء في تقرير "مجموعة دراسة العراق" الأميركية التي ترأسها كل من وزير الخارجية السابق "جيمس بيكر" والعضو السابق في الكونجرس "لي هاميلتون". ورغم أن لجنة "مجموعة دراسة العراق" تملك تفويضاً من الكونجرس الأميركي، وهي بذلك تكتسي طابعاً رسمياً أكثر من مثيلتها البريطانية، فإن النتائج المتشابهة تقريباً والتي خلصت إليها اللجنتان، تعكس إجماع الخبراء في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، واتفاقهما معاً، على أساليب متقاربة لمواجهة المشاكل والتحديات المستعصية التي يواجهها التواجد الأنجلو أميركي في العراق. فتقرير اللجنة البريطانية يعترف على نحو لا لبس فيه، بأنه "لم يتبق في العراق سوى خيارات مؤلمة"، لكنه يقر أيضاً بالمسؤولية الأخلاقية والقانونية التي تتحملها بريطانيا إزاء بلد شاركت في غزوه. ومع ذلك فإن التقرير لا يدعو إلى انسحاب أحادي وغير منظم للقوات البريطانية من العراق، كما يشير إلى الخيارات المحدودة التي تملكها لندن في هذه الفترة. وعلى غرار "مجموعة دراسة العراق" الأميركية، يشدد التقرير البريطاني على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية، وفي الوقت نفسه العمل على إرساء دولة فدرالية قوية. ويتفق التقريران المستقلان، الأميركي والبريطاني، على ضرورة إشراك الدول المجاورة للعراق في حل مشاكله، فضلاً عن مواصلة الجهود الرامية إلى منع تحول العراق إلى ملاذ آمن لعناصر "القاعدة" ومنطلقاً لتنفيذ عملياتها، سواء في الداخل أو الخارج. واللافت أيضاً أن اللجنة البريطانية تنبهت، على غرار نظيرتها الأميركية، إلى مركزية الصراع العربي الإسرائيلي ودوره الحيوي في حل المشاكل المستفحلة التي يضطرب بها الشرق الأوسط، كما دعت إلى مشاركة أكبر للمؤسسات الدولية، لاسيما الأمم المتحدة في التخفيف من حدة تلك المشاكل. بيد أن التشابه في التوصيات النهائية التي خرج بها التقريران البريطاني والأميركي لا يعني غياب اختلافات طالت بعض النقاط. فخلافاً لـ"مجموعة دراسة العراق" وإدارة الرئيس بوش اللتين تتحفظان على مسألة تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق وإصرار اللجنة الأميركية على حصر المهام الموكلة إلى القوات الأميركية في التدريب وإعداد عناصر الجيش والشرطة العراقيين، ترى اللجنة البريطانية المستقلة أن "على المملكة المتحدة إعادة تعريف مهام قواتها العسكرية في العراق، بأن تنهي تدريجياً عملياتها القتالية، وتوقف برامج التدريب وبناء قدرات قوات الأمن العراقية التي ما أن تظهر قدرتها على تحمل المسؤولية حتى يتم تسليمها المهام الأمنية". وبعبارة أخرى تدعو اللجنة البريطانية إلى تحديد موعد زمني لانسحاب القوات البريطانية بصرف النظر عن التطورات السياسية التي قد تشهدها البلاد. تقرير اللجنة البريطانية يعترف بأنه لم يتبق في العراق سوى خيارات مؤلمة ، لكنه يقر بالمسؤولية الأخلاقية لبريطانيا إزاء بلد شاركـت فـي غزوه!
وقد تطرق الجزء الأهم من التقرير إلى الوضع الأمني المتردي في العراق وفشل الخطط الأمنية المشتركة بين القوات الأميركية ونظيرتها العراقية في وضع حد لها. فحسب أحد الشهود العراقيين الذين حضروا الجلسات المتلفزة التي نظمتها القناة البريطانية الرابعة، فإن "معظم العراقيين لا يفكرون بمنطق الحرب الأهلية، لأن ما يرونه ليس حرباً بين الأحياء المختلفة، بل عصابات مسلحة تروع السكان المدنيين". ومن جانبه رصد مشارك آخر- الأكاديمي البريطاني "توبي دودج"- ثلاث مجموعات أساسية مسؤولة عن العنف في العراق تأتي في مقدمتها العصابات الإجرامية التي تستهدف الطبقة الوسطى العراقية من أجل الابتزاز والسرقة. ثم هناك ثانياً ما بين 50 إلى 70 جماعة منفصلة تشكل حركات التمرد المختلفة التي يتراوح عدد المقاتلين في صفوفها بين 20 و50 ألف مقاتل. أما المجموعة الثالثة التي يشير إليها الأكاديمي البريطاني، فتتمثل في الميليشيات المسلحة التي برزت إلى السطح بعد انهيار النظام السابق والإطاحة بصدام حسين. ولعل أكبرها على الإطلاق "جيش المهدي" التابع لرجل الدين الشيعي "مقتدى الصدر" بعدد يصل إلى 50 ألف مقاتل، ناهيك عن الميليشيات المسلحة التابعة لأطراف سنية وكردية والمنخرطة هي أيضاً في أعمال العنف التي تعصف بالعراق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
القاعدة» شريك الأمر الواقع في حروب العراق ولبنان وفلسطين
راغدة درغام
الحياة
تتوقع مصادر عسكرية أميركية رفيعة المستوى ذات معرفة عميقة بمنطقة الخليج والشرق الأوسط وشمال افريقيا أن يكون لبنان المحطة الأهم والأولى لهجرة المتطوعين لتنظيم «القاعدة» وأمثالها، ليس في أعقاب الانسحاب الأميركي من العراق، وإنما بدءاً من الآن. والسبب هو أن هذه القوى تبحث عن مقرات لها لشن معارك جديدة في حرب الإرهاب تستبق إما تصعيداً أميركياً ضدها داخل العراق، أو انسحاباً أميركياً من العراق، يتركها بلا مواجهة مباشرة مع «العدو».
ولأن «العدو» زئبقي للولايات المتحدة، من ناحية التعريف، كما من ناحية مزاج القيادة الأميركية، ستتشعب الهجرة الجزئية من العراق في اتجاهات القرن الافريقي وشمال افريقيا، إنما محطتها الآتية، حسب تقدير العسكريين الكبار، هي لبنان. وبالتالي قد يفيد «حزب الله» أن يعطي المسألة بعض الاهتمام، لأن متطوعي «القاعدة» وأمثالها عازمون على الاستفادة من استراتيجية «حزب الله» وشريكه السوري، التي تنطلق من تعطيل الدولة اللبنانية وشلها واسقاطها على ايدي تجمع الميليشيات وتفعيلها في الساحة اللبنانية، وسيكلف ذلك «حزب الله» ومقاتليه ثمناً غالياً، إلى جانب تقديم لبنان فدية لطموحات سلطوية لهذا الحزب وطموحات الهيمنة لشريكيه، إيران وسورية. وقد يفيد الجارين السوري والإسرائيلي أن يفكرا بأبعد من لعبتهما في رقصة المصالح المتبادلة على حساب لبنان، فالذئب الصغير الذي ينميّانه في جيرتهما سيتحول وحشاً يرتد عليهما، لأنه سيخرج عما يعتقدان أنه تحت سيطرتهما المشتركة. لذلك ان هذه المرحلة من حروب الإرهاب والحروب بالوكالة وحروب الأولويات تتطلب مزيجاً من الطلاق الموقت والزواج المرحلي بين المسائل المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط، أي العراق وفلسطين ولبنان.
فوضع كل من هذه القضايا على طاولة الاهتمام الأميركي بحد ذاته قد تحول إلى معارك ضارية في موازين المسؤولية والأولوية، المحلية منها والاقليمية والدولية. ومن الضروري للأطراف المعنية أن تتفهم الأمور عندما يتبنى أحدها تكتيك «الشجرة قبل الغابة» طالما يدخل ذلك في خانة التكتيك حصراً وليس بديلاً عن استراتيجية اضاعة الغابة من أجل الشجرة.
ولنتناول الأمور بأسمائها. إن قضية فلسطين محورية في السياسة والذهن والفكر والعاطفة العربية والإسلامية، إنما فلسطين ليست القضية الوحيدة للعالم العربي، ولا هي في هذا المنعطف «قضية» بالمعنى التقليدي الذي اعتاده العرب والمسلمون. وأحد أبرز الأسباب هو الانقسامات والحروب الفلسطينية - الفلسطينية. المسألة الفلسطينية سياسية، وهي محورية، ومن الضروري اعطاؤها أولوية لأنها بحد ذاتها فائقة الأهمية، ولأنها في العاطفة والذهن والفكر العربي الدليل على مدى الازدواجية الأميركية أو صدق الغايات الأميركية في الشرق الأوسط. إنها قضية شعب يرضخ تحت احتلال إسرائيلي مضن لعقود عدة بحماية أميركية للاحتلال.
دول الاعتدال العربية حمّلت العاهل الأردني مجدداً رسالة ضرورة دفع الحل لقضية فلسطين الآن لينقلها الى الرئيس الأميركي، وهو ما فعله الملك عبدالله الثاني أثناء اجتماعه بالرئيس جورج دبليو بوش الثلثاء الماضي.
المطلعون على أجواء تلك المحادثات قالوا إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وفريقها يعملون بشكل جدي كي يكون المؤتمر الدولي الذي أعلن عنه بوش أخيراً «ذا معنى ومغزى». أي أن المؤتمر المزمع عقده في تشرين الثاني (نوفمبر) في الولايات المتحدة سيلعب دوراً كبيراً إما في تعزيز وتفعيل المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذا كانت قد بدأت، أو في الدفع بها جدياً كي تبدأ. المهم أن هذه المفاوضات ستكون حول الوضع النهائي، حسب تقدير هؤلاء المطلعين، وهذا في حد ذاته انجاز وتطور جديدان، لأن الجواب أتى في السابق على نسق أن الظروف غير ناضجة لمفاوضات كهذه، أو أن على الفلسطينيين تقديم شهادة حسن السلوك كشرط مسبق للمفاوضات.
فرصة عقد المؤتمر، بدعوة من بوش وبرئاسة رايس، يشكل فرصة لدول الاعتدال، السعودية ومصر والإمارات والأردن وغيرها، للتقدم بخطة عمل للدفع نحو مؤتمر دولي يعجّل بمفاوضات فلسطينية - إسرائيلية حول الوضع النهائي، بتواريخ وبمراحل خطة تضع على الفلسطينيين مسؤولية الصدقية بحيث تقطع السلطة الفلسطينية أشواطاً كبيرة وسريعة ومتماسكة بالتزامات وبتنفيذ في بناء المؤسسات القادرة على الأمن والحكم. خطة تبلّغ إسرائيل الجدية في الاستعداد لدعم التفاوض نحو حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي والتعايش والتطبيع العربي والإسلامي المعتدل معها، وتبلغها في الوقت ذاته أن لا مزاج ولا استعداد ولا رغبة لدى صفوف الاعتدال بتقبل المماطلة والتسويف والتهرب الإسرائيلي من السلام واستحقاقاته.
جزء من الرسالة التي حملها العاهل الأردني الى الرئيس الأميركي تناولت توقعات صفوف الاعتدال من السياسات الأميركية، ووجود فرصة يجب عدم اضاعتها لأن الاعتدال العربي والإسلامي حليف مهم في المعركة ضد التطرف والحرب على الإرهاب. فلا أحد سيتطوع للجلوس مع إسرائيل في مؤتمر أو في لقاء ما دامت إسرائيل لم تتقدم سوى بالاجراءات التجميلية وبالخطوات الناقصة على نسق اطلاق حفنة دولارات من عائدات الضرائب الفلسطينية للسلطة الفلسطينية أو اطلاق سراح حفنة من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ما سمعه الرئيس الأميركي وطاقمه هو أن المناخ والمزاج في المنطقة لا يتحملان عقد مؤتمر لمجرد عقده، وأن عدم انتهاز الفرصة للاستفادة الآن مما تقدمه دول الاعتدال سيضيّع فرصة نادرة على هذه الإدارة والولايات المتحدة كما على منطقة الشرق الأوسط أجمع.
بكلام آخر، على الرئيس الأميركي أن يعي بكل ذهنه وفكره أن الدفع بإسرائيل إلى معالجة النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي إنما هو أساسي من أجل المصلحة الأميركية العليا في منطقة الشرق الأوسط، وجزء لا يتجزأ من الحرب التي يقول الرئيس الأميركي إنه يخوضها ضد التطرف والإرهاب.
معالجة القضية الفلسطينية وحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي لن يضعا حداً لكامل المعركة مع «القاعدة» وأمثالها، لكنهما بالتأكيد سيزيلان جزءاً رئيسياً من تحفظ الرأي العام العربي والمسلم عن النيات الأميركية، ويؤديان بهذا الشطر من الرأي العام إلى التحالف الضروري مع القوى التي تتصدى لقوى التدمير والإرهاب.
لذلك، عندما تشدد قيادات دول الاعتدال على محورية القضية الفلسطينية لدى الرئيس الأميركي، فهي لا تتخلى عن العراق ولا تعمل ضده، وإنما من أجله. فالانصباب الأميركي القاطع على العراق له تيار فاعل وقوي داخل الإدارة الأميركية لأسباب سياسية، إذ أن هذا التيار لا يريد الضغط على إسرائيل لمعالجة القضية الفلسطينية. في المقابل، ان التيار الذي يدعو لايلاء فلسطين الاهتمام لأنه يرى ارتباطاً بين ما يجري في العراق وفلسطين ولبنان، إنما يدفع نحو دور أميركي فاعل في موضوعي فلسطين ولبنان بعيداً عن الهوس القاطع بالعراق وبالإرهاب بصورة تعمي عن سياسات ضرورية لمصلحة العراق.
هذا، بالطبع، لا ينفي حق العراق وحكومته ومسؤوليته عن الاستمرار في وضع العراق في طليعة الأولويات الأميركية والدولية، والاقليمية اسلامياً وشرق أوسطياً. فلوزير الخارجية، هوشيار زيباري، كل الحق في تركيزه، مثلاً، على الدفع نحو حوار اميركي - ايراني أو اميركي - سوري في شأن العراق بغض النظر ان كان ذلك الحوار يؤثر سلباً على لبنان أو لا يخدم فلسطين. فالأولوية، عنده، كما يجب أن تكون: هي لانعكاس مثل هذا الحوار على العراق وافرازاته على المعاناة العراقية الرهيبة. انه لا يضع العراق رهينة ايجاد الحلول لفلسطين أو للبنان، وله كل الحق. فهو وزير خارجية بلاده، وحتى ولو كانت له آراء حول ترابط أو افتراق هذه القضايا، فإنه يقوم بواجبه كوزير خارجية العراق ويركز على متطلبات هذه الواجبات.
السفير اللبناني الجديد لدى الأمم المتحدة، نواف سلام، يرى العكس صحيحاً، ولذلك يبلّغ من يسأله كيف يمكن الحفاظ على ما تم تقديمه الى لبنان بقوله انه يجب معالجة القضية الفلسطينية والاعتراف بالأخطاء الاميركية في العراق. وهو مخطئ تماماً في ديبلوماسيته الاكاديمية هذه. مخطئ لأن لبنان يتطلب في هذا المنعطف ان يحتل مرتبة الأولوية القاطعة في الأمم المتحدة، ليس عند سفيره فحسب وانما عند جميع سفراء الدول المعتمدين لدى المنظمة الدولية.
فالأمم المتحدة عاجزة، في هذا المنعطف، عن تبني موضوع العراق ووراثة عراق محطم ومشرذم ما بعد احتلال عارضته وعمل عسكري أميركي اعتبرته غير شرعي. والدور الذي يمكن للأمم المتحدة أن تلعبه في النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي يبقى ثانوياً، في هذا المنعطف، بسبب مركزية الدور الأميركي في ايجاد حل لهذا النزاع.
لبنان أمر آخر. انه مشروع دولي تلعب فيه الأمم المتحدة الدور الأكبر اذ انها صاحبة قرارات تاريخية بشأنه، وصاحبة محكمة دولية لمعاقبة من تورطوا في اغتيالات سياسية فيه. انها المنظمة المكلفة بايجاد آليات لضبط حدوده كي لا تتسرب الأسلحة الى الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية بقرار سوري أو ايراني، وهي دائرة حفظ السلام التي لها قوات دولية معززة للفصل في جنوبه على حدوده مع اسرائيل.
تعزيز وتقوية هذه الآليات والدفع نحو انشاء المحكمة الدولية بأكثر عجلة ممكنة هي الأجوبة التي ينتظر من السفير اللبناني لدى الأمم المتحدة ان يتقدم بها وليس أجوبة تمييع ملف لبنان وتحويله ملحقاً يقبع في انتظار الحل الفلسطيني والاعتراف بالفشل العراقي.
ان لبنان ينطوي على النجاح الممكن الوحيد، ربما، لكل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وليس فقط كمشروع ونموذج للديموقراطية من الداخل بدعم من الخارج وانما ايضاً كساحة مصيرية في النزاع بين الدولة والميليشيات، بين الاعتدال والتطرف، بين البناء والتخريب. ومهمة كل من يمثل لبنان في المحافل الدولية ان يشير الى المخاطر المحدقة بهذا البلد عبر جيرانه على الحدود وعبر المتطوعين الآتين اليه من العراق بتسهيلات من شقيق الجارين العراقي واللبناني. انها حرب سياسية وحرب ديبلوماسية وليست حرباً أكاديمية يحسن فيها القاء المحاضرات والتصرف بفوقية.
الزعيم المحلي لهذه الحرب، «حزب الله»، يعمل بنمطية متماسكة من أجل تعطيل وشل الدولة كي لا يلام على افتعال حرب عسكرية أو أهلية تطيح بالدولة. انه يتسلم سلاحه من ايران عبر سورية ويتباهى بصواريخه ليبلغ كل معني أن قرار الحرب بيده وأن عدم تفعيل ذلك الخيار يقابله تفعيل خيارات قمع الدولة وتقزيمها. الرسالة هي ان «حزب الله» يمتلك مفاتيح منع البرلمان اللبناني من العودة الى العمل وإبقائه مقفلاً بقرار من حليفه، رئيس مجلس النواب نبيه بري... وأنه قادر على شل رئاسة الجمهورية بإبقائه فيها حليفه الآخر، اميل لحود الذي يؤدي معه الولاء التام لسورية. وأمام الرفض الدولي السماح لهذا الحزب بإطاحة الحكومة الشرعية المنتخبة التي يرأسها فؤاد السنيورة، ما على الأمين العام لـ «حزب الله»، حسن نصرالله، سوى التعطيل من الداخل لمؤسسات الحكم الديموقراطية في البلاد.
«حماس» حاولت اطاحة السلطة الفلسطينية بانقلاب عسكري. «حزب الله» يعمل حالياً على اطاحة الحكومة اللبنانية بعصيان وتعطيل للدولة مع الاحتفاظ بورقة افتعال الحروب، إذا جاءت الأوامر أو المصادقة من حلفاء الخارج في دمشق وطهران.
انما كلاهما، «حماس» و «حزب الله»، في صدد التطويق، شأنهما شأن حليفيهما في طهران ودمشق، كل لظروفه الخاصة. القاسم المشترك في التطويق الآتي لربما سيكون ذلك الشريك الموقت لهم المتمثل في المتطوعين في حرب العراق من «القاعدة» ومشتقاتها والذي سيرتد على الجهات الأربع.
فإلى جانب المحكمة الدولية، هناك خروقات الحظر على التسلح الذي فرضه القرار 1701 بموجب الفصل السابع من الميثاق، وهي ستأتي بمفاجآت غير سارة للذين انتهكوا هذا القرار. والطوق ذاته يطال أيضاً فصائل فلسطينية وإرهابية متعددة الجنسية تحارب جيشاً لبنانياً شبابه مصدر فخر واعتزاز.
فقد تأتي اغتيالات أخرى وقد تأخذ القوى العازمة على تفكيك الدولة اللبنانية الى أنواع جديدة من التخريب والتصعيد والحروب عبر المرتزقة والميليشيات وفتح الحدود امام «القاعدة» الى لبنان. وقد تعتقد قوى الاطاحة بالسلطة الفلسطينية وبخيار بناء المؤسسات ان تفشي «القاعدة» في صفوفها يخدمها أيضاً في التخريب والتخويف على حساب المعاناة والأرواح الفلسطينية. وقد تظن سلطات الاحتلال الاسرائيلي انها قادرة على التسويف والتظاهر بالاستعداد للسلام من دون أن تقدم حتى عربوناً يثبت الجدية. القاسم المشترك بين كل هذه القوى أنها تحفر لنفسها قبراً من زجاج سيحطمه فوقها «شريك» الأمر الواقع لهذه السياسات الفاشلة، سواء كان اسمه «القاعدة» أو أحد مشتقاتها.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
صيف بغداد الساخن يعرقل خطط الكونغرس في الانسحاب

شبكة عراقنا الاخبارية
صيف عراقي ساخن، ربما ليس بسبب قيظ تموز، ولكن لاسباب اخرى، تتمثل في اجندة سياسية - عسكرية، مطلوب من اصحاب السلطة في بغداد التوصل الى تسويات حقيقة قبل موعد ايلول المقبل لمراجعة الكونغرس الاميركي لتقرير التقييم الشامل الذي سيقدم مشتركا بين الجنرال بيتريوس والسفير رايان كروكر.
ويعتقد روبرت ماكموهون ، من مجلس العلاقات الخارجية ، ان هناك مؤشرا واحدا ، للموعد الاخير المتزامن لواشنطن وبغداد ، فالمشرعين في كلا البلدين قد برمجوا للحصول على عطلتهم الصيفية في بداية شهر اب ،ولكن بشكل عام فان الصراع في بنية المشرعين تزداد بسبب الفجوة الواسعة بين الكونغرس الاميركي وبغداد .
ويرجح ان الديمقراطيين الذين يقودون مجلس الشيوخ حاولوا اجبار العراقيين على التوافق بالتهديدات التشريعية والتصريحات ، مثل سحب القوات الاميركية في اطار جدول والتي فشلت في الاسبوع الماضي بسبب معارضة الجمهوريين .وفي بغداد تحاول المكونات الشيعية والسنية والكردية البرلمانية التغلب على الاختلافات بشأن المواضيع الاساسية التي طلبتها الولايات المتحدة – ولاسيما قانون النفط الذي تعتبره الولايات المتحدة حاسما لتحقيق المصالحة الوطنية.
وتحاول ادارة بوش في الوقت نفسه اقناع المشرعين العراقيين للاستمرار في العمل، والمشرعين الاميركيين للتخفيف من المواعيد المحددة في منتصف شهر ايلول ، حينما سيستحق موعد تقديم التقرير الاساسي حول تقييم زيادة القوات في العراق . وقال السفير الاميركي في العراق رايان كروكر في جلسة الاستماع امام الكونغرس في 19 حزيران ، بان السياسيين العراقيين سيحتاجون الى المزيد من الوقت للعمل على تحقيق الاصلاحات . وهناك مؤشرات قليلة بان هذه التصريحات سترضي الديمقراطيين . ومجلس النواب الذي صادق على سحب القوات الاميركية ، لن يتخذ أي قرار باستمرار تمويل الوجود الاميركي في العراق الا بعد التراجع عن الابقاء عليها .
و ينتظر قانون التمويل ايضا قرار مجلس الشيوخ في شهر ايلول، وقد رفض زعيم الاغلبية الديمقراطية هاري ريد في مجلس الشيوخ ربط مقاييس الجمهوريين التي تسعى الى تعديل سياسة الادارة تجاه العراق. ولكن الديمقراطيين قلقون بشكل كبير بما تدعيه ادارة بوش من تحقيق التقدم في العراق .
ويجد ماكموهون ان الشخصية المتوقعة بفوزها في الرئاسة وهي هيلاري كلنتون اصبحت ميالة الى التاكيد اكثر على العراق، ضاغطة على البنتاغون لتحسين التعليمات المعتادة على خطط الطوارىء لسحب القوات الاميركية . وسوف تشترك قريبا مع السيناتور جون كيري في وضع القانون الذي سيتطلب مثل هذا التقرير . والديمقراطيون المنتقدون للحرب في العراق توقفوا ايضا عند التقرير الاخير لتقييم للمخابرات الوطنية الذي برهن على الحاجة الى مضاعفة الجهود في افغانستان .
والاستطلاعات الاخيرة اشرت ايضا الى سلبية الرأي العام حول كيفية ادارة واشنطن للحرب، ولكن تلك الاستطلاعات تتضمن ايضا بان الاغلبية القوية لازالت تفضل تخفيض القوات الاميركية .
ومع استكمال زيادة القوات الاميركية في العراق ، فان القادة العسكريين الاميركيين يؤشرون بانهم يحتاجون الى مزيد من الوقت بدلا من منتصف شهر ايلول للحكم على فعالية اداءهم . وقد اخبرالجنرال بيتريوس المراسلين بانه سيكون عنده ادراك عقلاني بالنظر في الزيادة في منتصف ايلول ولكنه اشار الى التوصيات بان موضوع حجم القوات سيأتي لاحقا وقد اعترف بيتريوس بالقلق والاجهاد بسبب التطورات المتعددة ، واضاف :" لانرى أي تمديد لقواتنا بعد 15 شهرا على الارض ". ولكن تقريرا صحفيا اشار الى استمرار وجود عسكري اميركي مكثف لغاية صيف 2009
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
الانسحاب الأمريكي من العراق حقيقة موضوعية

د. محمد مورو
وكالة الأخبار الإسلامية.
ومن المتوقع أن يصدر تقرير في منتصف أغسطس القادم يعترف بهذا الفشل حيث كان من المقرر ترك هذه القوات حتى شهر أغسطس 2007م، ثم تقييم مستوى نجاح خطة بوش، ومن ثم الحكم عليها. ويبدو للعيان الآن أنها فشلت فشلاً واضحاً، وعلى مستوى المقاومة مثلاً فإن معدل العمليات زاد ثلاث مرات في العام الأخير رغم زيادة عدد القوات الأمريكية، ومن الناحية النوعية فإن عمليات المقاومة أصبحت تصل يوميا الى داخل المنطقة الخضراء في بغداد.

توقعنا قبل عامين تقريباً أن ينهزم الأمريكيين في العراق وأن يخرجوا من هناك.. وأن ذلك أمر مؤكد بالنظر الى العديد من العوامل الذاتية والموضوعية الخاصة بالمقاومة العراقية وليس شيئاً آخر غير المقاومة العراقية التي استعصت على الذبح والتصفية، بل تطورت قدراتها العسكرية والسياسية باستمرار وبشكل مضطرد. وأصدرنا حينها كتاباً تحت عنوان "مابعد الهزيمة الأمريكية في العراق" طلبنا فيه أن يستعد جميع الفرقاء للتعامل مع حالة مابعد الهزيمة الأمريكية في العراق على أساس أن تلك الهزيمة أمر مفروغ منه.

وبديهي أن ذلك كان نوعا من الاسشراف الفكري القائم على دراسة اتجاه الأحداث، ولكن الآن وفي هذا الوقت فإن ما كان استشرافاً للمستقبل أصبح حقيقة موضوعية، فالجميع يتحدث الآن علناً عن متى وليس هل ينسحب الأمريكيون من العراق، ليس المعارضون للحرب في الولايات المتحدة فقط، ولا دوائر الحزب الديمقراطي هناك، بل داخل دوائر الحزب الجمهوري، وداخل الإدارة الأمريكية، بل على لسان جورج بوش شخصياً، الذي يقول أنه يعمل لتحقيق إنسحاب أمريكي من العراق، ولكن بعد قليل من الوقت وليس فجأة.

الأمر الأكثر دلالة هنا هو أن رئيس جمهورية العراق تحت الاحتلال "جلال طالباني" دعا الى تأجيل الانسحاب قليلا حتى لاتحدث مأساة وكارثة، وحتى يستطيع الجيش العراقي امتلاك القدرة على ضبط الأمور، وهو أمر مستحيل عمليا لأن ذلك الحديث يتم منذ سنوات وشهور ولم يحدث فيه أي تقدم.

على صعيد البرلمان الأمريكي فإن مجلس النواب أصدر قراراً – غير ملزم بسحب القوات المقاتلة والاكتفاء بقوات التدريب والدعم – من العراق بحلول أول ابريل من العام 2008م، وقد وافق على القرار 223 نائباً من بينهم 4 نواب جمهوريين، وتحدث النواب الديمقراطيون والجمهوريون أيضاً عن فشل خطة بوش فطالبوا بضرورة تغيير استراتيجية بوش في العراق وتحميل الحكومة العراقية المسئولية عن الدولة- وهو غير ممكن عمليا – أي هي دعوة للاعتراف بالهزيمة والانسحاب تحت ضغط الأمر الواقع، على الجانب الشعبي فإن 70% من الأمريكيين باتوا يدعون الى انسحاب سريع من العراق في عضون ستة أشهر، و40% من هؤلاء يدعون الى بدء الانسحاب فوراً.

على أية حال فإن ذلك هو الجزء الطافي من جبل الجليد، فقرار البرلمان الأمريكي واستطلاعات الرأي العام وانحياز عدد من الجمهوريين الى جانب قرار الانسحاب السريع يعبر عن حقائق موجودة على الأرض، فخطة بوش لتحقيق أي نجاح في العراق قد فشلت، وكانت تلك الخطة قد زادت من عدد الجنود الأمريكيين في العراق بحوالي 30 ألف جندي إضافي، بهدف القضاء على مقاتلي القاعدة وجيش المهدي، ونجح المالكي في الالتفاف حول قرار تصفية جيش المهدي بالتواطؤ مع زعماء الشيعة، وفشلت جيوش أمريكا والحكومة العراقية في القضاء على مقاتلي القاعدة والمقاومة السنية.. والنتيجة فشل خطة بوش على الجانبين.

ومن المتوقع أن يصدر تقرير في منتصف أغسطس القادم يعترف بهذا الفشل حيث كان من المقرر ترك هذه القوات حتى شهر أغسطس 2007م، ثم تقييم مستوى نجاح خطة بوش، ومن ثم الحكم عليها. ويبدو للعيان الآن أنها فشلت فشلاً واضحاً، وعلى مستوى المقاومة مثلاً فإن معدل العمليات زاد ثلاث مرات في العام الأخير رغم زيادة عدد القوات الأمريكية، ومن الناحية النوعية فإن عمليات المقاومة أصبحت تصل يوميا الى داخل المنطقة الخضراء في بغداد.

وعلى المستوى السياسي والاقتصادي والأمني، فإن الجميع يتحدث عن فشل حكومة المالكي – إلا أنه ليس هناك بديل – لأن أي حكومة سوف تفشل، خاصة وأن الدستور العراقي الحالي يعكس ويكرس حالة الهيمنة الشيعية الكردية الطائفية، وفي ظل حكومة المالكي وحكومات الاحتلال عموما تدنى الوضع الأمني الى درجة خطيرة دعت زعماء سياسيين يشاركون حتى في العملية السياسية ومنهم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الى الدعوة لتوزيع السلاح على الناس للدفاع عن أنفسهم. هذا بالاضافة الى حدوث تدن خطير في مستويات المعيشة دفع ملايين العراقيين الى هاوية الفقر والحرمان، ووصل الأمر بالعراقيين إلى أن أصبحوا لاجئين في مصر وسوريا وغيرها من البلدان.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
أهوال الجريمة البشعة بحق مقابر الصحابة ومساجد السنة

أ. أبو جنيد البصري - البصرة
* مجلة المجتمع.
يبدو أن وجود مآذن أهل السنة في البصرة أصبح هماً للمليشيات الطائفية الحاقدة، فلا تكاد ترى مئذنة إلا وتستهدفها، وبنفس السيناريو، تقتحم سيارات حكومية تقل حراس المسجد، ثم تفخخ مئذنته وتنسفها، وفي "جامع العشرة المبشرين بالجنة"، الذي تم حرقه بالكامل، للمرة الثانية بعدما استهدف في أحداث سامراء الأولى، ولم يبق منه سوى مئذنة بارتفاع 5م. ويعتبر "جامع العشرة المبشرين بالجنة" من أحدث المساجد التي أنشئت حديثاً، فقد تم تأسيسه في عام 1997م.
فلاش تفجير مسجد فتاح باشا في البياع من قبل جيش المهدي.

منذ تفجير مئذنتي جامع "العسكريين" في سامراء، تفجر الوضع الأمني في مدينة البصرة، وأشعلت المليشيات الطائفية المسلحة الدمار في بيوت الله تعالى في الأرض. فمنذ الوهلة الأولى، تعرض عدد من مساجد السنة في البصرة للحرق والهجوم المسلح وقتل حراسها، وأخيراً تم تفجير قبر الصحابي الجليل طلحة بن عبيدالله } وسوي بالأرض، وكذا حال قبر أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتح الباب لانطلاق حملات الاغتيال التي تعيد إلى الأذهان أحداث العام الماضي التي استهدفت أهل السنة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 200، وتهجير 2000 عائلة بالبصرة.

سياسة حرق المساجد ابتدعتها المليشيات المسلحة في أعقاب أحداث سامراء الأولى في بداية فبراير 2006م، وسط الارتباك السياسي الذي تعيشه الساحة العراقية، وشمل الأمر كافة مساجد أهل السنة الممتدة من البصرة إلى بغداد مروراً بمحافظات الوسط.

وفي البصرة التي يبلغ تعداد مساجد أهل السنة بها أكثر من 165 مسجداً وجامعاً، تتوزع بين البصرة واقضينها "الزبير وأبي الخصيب والفاو والهارثة وشط العرب"، كانت من أكثر المناطق استهدافاً من قبل تلك المليشيات..

فمنذ الوهلة الأولى لأحداث سامراء الثانية تعرض جامع الحسنين الواقع في منطقة المشراق وسط البصرة للاقتحام من قبل أشخاص مسلحين يرتدون زي وزارة الداخلية العراقية، وتم اعتقال حراس المسجد، ثم أحرق حرم المسجد بالكامل، وأطلق سراح الحراس فيما بعد في منطقة نائية عن مركز مدينة البصرة.

وتعرض مسجد الكواز وسط البصرة لإطلاق قذائف صاروخية وإلقاء متفجرات داخل مبناه، أدت لأضرار جسيمة في مبناه، وهو من المساجد المغلقة منذ أحداث سامراء الأولى، ويعود تاريخه إلى ما قبل 400 عام..

وكذا الحال في جامع العبايجي، وجامع الشهيد طه، وجامع الفيحاء، وجامع الفاروق، وجامع المناصير، وجامع البراك، وأخيراً نسفت مئذنة جامع العشرة المبشرين بالجنة...

صمود "جامع العثمان":

كما تعرض "جامع العثمان" بمنطقة المعقل شمال البصرة لأكبر هجوم مسلح، حيث قامت المليشيات المسلحة بمحاصرة المسجد، بعد صلاة الظهر يوم 13-6-2007م محاولةً هدمه، إلا أن حراس المسجد أبوا إلا الصمود والدفاع عن حرمات الله، عز وجل، ودارت معركة عنيفة استمرت أكثر من أربع ساعات، دون تمكن أي من المهاجمين من اقتحام المسجد، بل سقط ضحايا بين صفوف المهاجمين، أحدهم ضابط في "قوة حماية نفط البصرة"، وآخر ينتمي إلى أحد الأحزاب، ونحو 15 شخصاً آخرين على حد قول قائد شرطة البصرة السابق اللواء محمد حمادي كما أُحرقت سيارتان للمهاجمين.

وبعد تدخل الجيش تم إيقاف إطلاق النار وإبعاد المهاجمين عن المسجد، ما أسفر عن استشهاد "عارف عبدالسلام" أحد حراس المسجد، وهو شقيق الإمام والخطيب، إلا أن الجيش لم يلبث كثيراً في حماية المسجد، وحينها دخلت سيارات وزارة الداخلية لتعتقل أحد مؤذني المسجد وثلاثة من حراسه، بحجة التحقيق في موضوع الهجوم على المسجد، وما هي إلا ساعة وعثر على جثث الأربعة في أحد شوارع البصرة، وذكر شهود عيان أنهم أعدموا وسط هتافات طائفية.

ومن بين هؤلاء الأربعة "محمود عبدالسلام".. الشقيق الآخر لخطيب المسجد ليزداد عدد الشهداء في جامع العثمان إلى خمسة.

ولم تكتف المليشيات المسلحة بذلك، بل عاودت الهجوم ثانية على المسجد الذي أفرغ من ساكنيه وقامت بتفخيخ مئذنة المسجد (ارتفاعها 30م) ثم نسفوها، محدثة أضراراً جسيمة في المسجد، حيث هدم جزء من الحرم الرئيس وغرف ملحقة بالمسجد.

"طلحة بن عبيدالله" يقتل من جديد:

وطالت يد المليشيات الطائفية المجرمة مقابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث استيقظت منطقة الزبير على انفجار ضخم هز المدينة مؤخراً، وكان هذا الانفجار هو محاولة أخرى لقتل الصحابي طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه حيث دُمر قبره بالكامل ولم يبق منه إلا آثار، بالرغم من وجود قوات حكومية مسؤولة عن حماية المرقد.

ويروي مؤذن المسجد أن قوات رسمية تقلها سيارات حكومية مظللة وصلت إلى مكان القبر عند الفجر، وتم التفاهم بينها وبين قوات الجيش المكلفة بحماية القبر لتتأخر قوات الجيش، وتدخل هذه القوة المقبرة، وقامت بعمليات التفخيخ حتى الساعة السابعة صباحاً، وبعد لحظات سويِّ المكان بالأرض، وتحولت المئذنة (ارتفاعها 33م) إلى أنقاض، وتفجرت القباب التي كانت تعلو المقبرة لينكشف القبر الشريف وسط دمار، شمل حتى المساكن المجاورة.

وهذا ثاني اعتداء على قبر الصحابي "طلحة بن عبيدالله"، حيث تعرض بعد أحداث سامراء الأولى إلى تفجير عبوة ناسفة داخله، أدت إلى أضرار بالغة في مداخل المبنى، ودمر جزء من القبر الشريف.

..وخادم رسول الله يتعرض للهجوم:

ولم يكن قبر خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعيبة غرب البصرة بعيداً عن الحقد الطائفي المجرم، فبعد نسف قبر الصحابي الجليل طلحة بن عبيدالله، توجهت المليشيات إلى قبر الصحابي الجليل أنس أبن مالك } ولكن قوات من الجيش كانت تحمي المرقد أبعدت هذه المليشيات عنه، وسط إطلاق نار واشتباكات.. وكان هذا القبر قد دمر بالكامل، بعدما تعرض لهجوم مسلح بعد أحداث سامراء الأولى..

جامع العشرة المبشرين بالجنة:
ويبدو أن وجود مآذن أهل السنة في البصرة أصبح هماً للمليشيات الطائفية الحاقدة، فلا تكاد ترى مئذنة إلا وتستهدفها، وبنفس السيناريو، تقتحم سيارات حكومية تقل حراس المسجد، ثم تفخخ مئذنته وتنسفها، وذلك ما حدث فعلاً صباح السبت 16-6-2007م في "جامع العشرة المبشرين بالجنة"، الذي تم حرقه بالكامل، للمرة الثانية بعدما استهدف في أحداث سامراء الأولى، ولم يبق منه سوى مئذنة بارتفاع 5م. ويعتبر "جامع العشرة المبشرين بالجنة" من أحدث المساجد التي أنشئت حديثاً، فقد تم تأسيسه في عام 1997م.

وقد قتل في نهاية عام 2005م إمام وخطيب المسجد الشيخ نادر كريم الربيعي، بعد مداهمة منزله من قبل الداخلية العراقية ليقتل في أحد الشوارع، وفتح المسجد فيما بعد للنهب والسلب.

قنص السنة في البصرة:

وعلى صعيد آخر، عادت الاغتيالات مرة أخرى وقنص أرواح الأبرياء من أهل السنة في البصرة، فمع التدهور الحاصل جراء أحداث سامراء، انطلقت أيادي الظلام لتطال أهل السنة؛ استكمالاً للمخطط الدموي البغيض الذي مورس ضد أهل السنة منذ بدء الاحتلال على العراق، وأخذت الاغتيالات هذه المرة أكثر من وجه بين خطف من المنازل ثم إعدام في وضح النهار إلى قتل في الشوارع..

وأخيراً ظهرت موجة جديدة من القنص، حيث اغتال أحد القناصين حارساً في "جامع الشهيد يوسف الحسان" بالبصرة، وحارس آخر في مقر الحزب الإسلامي في البصرة..

ويقول خبراء الأدلة الجنائية إن القناص تمكن من صعود بناية عالية يسيطر من خلالها على الضحية، ولم تتخذ السلطات الأمنية ضده أي إجراءات.

وقد بلغ عدد الشهداء منذ أحداث سامراء الأولى قرابة 20 شهيداً كلهم قتلوا من قبل المليشيات الطائفية، من بينهم مدير الجنسية والأحوال المدنية في قضاء الزبير، بعدما كشف قرابة 400 بطاقة مدنية مزورة لأناس قدموا إلى العراق من دول مجاورة، وعندما حاول التحري عن الأمر أردي قتيلاً، بعد اختطافه من مبنى محافظة البصرة.

الاحتلال والدور الغائب:

بالرغم من مسؤولية الاحتلال القانونية الدولية عن تأمين أرواح مواطني الدولة المحتلة، وما يملكه من ترسانة عسكرية كبيرة، اكتفت قوات الاحتلال بدور الصامت المترقب، بحجة تسليم الملف الأمني للسلطة العراقية، ولم تحرك أي ساكن سوى طائرات المراقبة التي تحوم في سماء البصرة...

فيما رد الفعل مختلف إذا تعرضت قوات الاحتلال البريطاني إلى هجوم، فهي تؤمن لنفسها الحمايات الكافية وتفادي الخسائر في صفوفها..

نهاية النفق المظلم:

ويزداد الوضع الأمني سوءاً، يوماً بعد يوم في البصرة، فأهل السنة في البصرة حالهم ليس كحال أهل السنة في مناطق العراق الأخرى، فهم معزولون تماماً وفي حصار حقيقي ضيق عليهم في أعمالهم ومساكنهم، فلا تكاد ترى موظفاً من أهل السنة في دوائر الدولة، وكذا الحال في التجارة وغيرها، ولا توجد خطوط اتصال بمناطق أهل السنة الأخرى في العراق، سوى أقليات ضعيفة في محافظتي ذي قار وميسان، ولهذا السبب حدثت الهجرة الكبرى بعد أحداث سامراء الأولى؛ برحيل أكثر من 2000 عائلة، بينما بقي الآخرون برغم كل الظروف مصرون على الدفاع عن دينهم.

والواقع العراقي لا تبدو فيه بوادر الحل القريب لأنه يزداد تردياً، يوماً بعد يوم، ويظهر بصيص الأمل حينما يرى العالم أن يد الإجرام امتدت إلى بيوت الله عز وجل، فهذا إيذان بزوال هؤلاء وإعلانهم الحرب على الله تعالى وقتلهم الأبرياء بغير ذنب.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
رؤية استراتيجية في آفاق العلاقات العربية – الغربية


مركز دراسات الشرق الأوسط – الأردن
الاحتضان الكامل لإسرائيل، والحؤول دون اتخاذ العقوبات التي تنصّ عليها القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة ضدها، ومنع محكمة العدل الدولية من تقديم رأي استشاري مستقل وعادل حول قانونية جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل في الأراضي المحتلة، وعدم الأخذ بتوصية المحكمة بعد صدورها لصالح القانون الدولي القاضي بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967م وضرورة إزالة الجدار والاستيطان من هذه الأراضي.

شهدت السنوات الأخيرة من القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين تدهوراً ملحوظاً في العلاقات العربية – الغربية، وتفاقمت الأزمة الثقافية والفكرية بينهما، فيما تحولت إلى سياسات وبرامج أنشأت مزيداً من الفجوة والدعوة إلى الكراهية، وسادت مفاهيم السيطرة والهيمنة الغربية على العالم العربي والإسلامي، وصلت إلى حد الاحتلال العسكري وإسقاط الأنظمة والضغط لتغيير مناهج التعليم وفق المفاهيم الغربية وبما يتناسب مع الصورة المشوهة عن الإسلام في المغرب.

تعتبر البدايات الأولى لتوتر العلاقات العربية – الغربية منذ اندلاع الانتفاضة الأولى الفلسطينية في عام 1987م، وأحداث 11 أيلول2001، ثم اندلاع الحرب الأمريكية على أفغانستان والعراق، وتطبيق الحصار الشامل على الشعب العراقي، ناهيك عن الأزمة الأيديولوجية التي تواجه العلاقات العربية فيما يتعلق بتعامل الغرب ككل مع العرب والمسلمين، والتي تكرست التباساتها الكثيرة بعد فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية، وتزايد الحملة على مظاهر وشعائر وقيم الإسلام في الإعلام الغربي والتي كان أهمها تصريحات بابا الفاتيكان المسيئة للرسالة الإسلامية وللنبي محمد عليه السلام.

أهم مظاهر الأزمة في هذه العلاقات:

من أهم مظاهر هذا التوتر في العلاقات بين العرب والمسلمين من جهة والغرب من جهة ثانية:

· العدوانية المباشرة التي أبداها بابا الفاتيكان ضد رسالة الإسلام وتشكيكه بإنسانيتها ومرجعيتها الإلهية.

· الحرب التي تشنها أمريكا على الإسلام والمسلمين بحجة القضاء على الإرهاب في كل من أفغانستان والعراق.

· تفاقم أزمة الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام والتي نشرتها صحيفة دانماركية، والتي أثارت هذه الرسوم مشاعر المسلمين ومست الدين الإسلامي.

· تفاقم أزمة قضية الحجاب في فرنسا والتضييق على المسلمات المحجبات وتشجيع دعوات مشابهة في دول أخرى.

وتتبلور أهم أسباب تفاقم هذه الأزمة ابتداءً والممارسات اللاحقة لها في جملة من العوامل التي كانت وراء الإشكالية في العلاقات أصلاً، والتي لا زال بعضها يحكم الإعلام والسياسة والتعليم الغربي، وأهم هذه الأسباب والعوامل التي يُفترض معالجتها:

1- غياب الأدبيات والتقارير والمعلومات العربية الصادقة والدقيقة عن صُنّاع السياسة الأمريكية الأوروبية تجاه الشرق الأوسط، حيث أنها تعتمد على مصادر ثلاثة رئيسة:

· بعض المستفيدين من الواقع في المنطقة.

· معلومات من مصادر إسرائيلية.

· بعض الدراسات الغربية التي يزعم كتابها أنهم خبراء في شئون الشرق الأوسط.

2- نجاح الضغط السياسي والإعلامي والاقتصادي والعسكري الأمريكي بفرض أحداث 11 سبتمبر 2001 ونتائجها كإطار ناظم للعلاقات الدولية وعلاقات الولايات المتحدة مع الآخر العربي والمسلم،خصوصاً ما يتعلق بالشعار الأميركي بأن من لا يقف مع أمريكا في هذه الحرب فهو مع الإرهاب!

3- جهود الإعلام الغربي على وجه الإجمال وخاصة الأمريكي منه في إيجاد عزلة نفسية وفكرية وربما شعورية بين الشعوب الغربية وخاصة الشعب الأمريكي والعرب من جهة، والإسلام من جهة أخرى، وعلى الأخص في ظل التوجهات الحالية للإدارة الأمريكية التي تعتمد في قيادتها للعالم على فلسفة يمينية محافظة، تقع في دائرة المسيحية الصهيونية المتزمتة.

4- الشعور الأمريكي الخاص بالتفرّد بقيادة العالم، وحرص الإدارة الأميركية على تهميش دور المحاور الإقليمية المهمة مثل العالم العربي، في رسم سياساتها تجاه العالم وتجاه منطقة الشرق الأوسط.

5- الاحتضان الكامل لإسرائيل، والحؤول دون اتخاذ العقوبات التي تنصّ عليها القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة ضدها، برغم كل ممارساتها غير الإنسانية بل والإرهابية بحقّ الشعب الفلسطيني، لدرجة منع تشكيل لجان تُحقق في المجازر والمذابح التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتي وثقتها الكاميرات الإسرائيلية والغربية كما العربية، وكذلك جهود منع محكمة العدل الدولية من تقديم رأي استشاري مستقل وعادل بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك حول قانونية جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل في الأراضي المحتلة، علماً بأنه يُمثّل جريمة حرب حسب المادة (8) من قانون المحكمة الجنائية الدولية، ويخرق المادة (46) من ميثاق جنيف لحقوق المدنيين تحت الاحتلال، وعدم الأخذ بتوصية المحكمة بعد صدورها لصالح القانون الدولي القاضي بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967م وضرورة إزالة الجدار والاستيطان من هذه الأراضي.

6- وجود مجموعات مغلقة من المنتفعين والذين لا يُمثّلون شعوب المنطقة بل ولا أنظمتها أحياناً، ارتضتها الجهات الغربية وخاصة الأمريكية منها شريكاً لها في المنطقة، وتستخدمها عند اللزوم للضغط على الحكومات العربية ومؤسسات المجتمع المدني فيها لتحقيق بعض الأغراض والمصالح الخاصة والمؤقّتة.

7- اتباع سياسة الطلبات والإملاءات بلا حوار على الجانب العربي، واعتبارها مطالب تستوجبها السياسة الخارجية الأمريكية، وتُطالب بتنفيذها بخصوص عدد من المسائل المتعلّقة بمناهج التعليم والتغيير الثقافي والفكري، والإصلاح السياسي والاقتصادي، إضافة إلى المطالبة بتحقيق الأمن الإسرائيلي ولو بإجراءات تخلق عدم الاستقرار في الدول أو في المنطقة بشكل عام، وخاصةً من السلطة الفلسطينية ودول المواجهة العربية الأخرى.

نحو تخفيف الأزمة:

على صعيد أبرز السياسات أو التوجهات أو البرامج التي يُمكن أن تُسهم في التخفيف من أو حل هذه الأزمة يُمكن اقتراح ما يلي:

1. اعتماد سياسة ولغة المصالح المشتركة أو المتبادلة، أو الاعتراف بمصالح الآخر من الجانبين.

2. احترام المكوّن الديني والثقافي للآخر، وعدم التدخّل في التعليم المتعلّق به.

3. توسيع دائرة مصادر المعلومات لصنّاع القرار لتشمل المعلومات العربية من مراكز الأبحاث والخبراء والأكاديميين والدول ومؤسسات المجتمع المدني المستقلة.

4. اعتماد سياسة المشاركة الإقليمية والدولية في تشكيل النظام الدولي وسياساته بدلاً من سياسة الاستفراد والهيمنة والتهميش عبر حوارات واستمزاج الرأي وتحمل المسؤولية المشتركة المبنية على فهم صحيح للمتغيرات والمصالح.

5. قبول المتغيرات الاجتماعية في المنطقة كما هي، بوصفها خاصة بمجتمعات العرب والمسلمين، والتعامل معها على هذا الأساس، مع تجنّب سياسة فرض القيم والمفاهيم والاجتماعية والثقافية، بما في ذلك تسارع التحول الديني وتزايد نفوذ تيار الإسلام السياسي المستنير.

6. تغليب الانفتاح الثقافي والاقتصادي والتعاون السياسي على حساب العامل الأمني وما يُسمّى بالحرب على "الإرهاب"، والذي بات يُشكّل مظلّة سوداء قاتمة فوق المجتمعات الغربية تضرّ بمصالحها تماماً كما تضرّ بالمصالح العربية والإسلامية.

7. وقف أي إجراءات أو سياسات تمييزية تجاه الإسلام والجاليات المسلمة في أوروبا وأميركا على صعيد التعليم والإعلام، والعمل على التعايش مع الجاليات المسلمة وفق نظرية التعددية الثقافية والاجتماعية والسياسية بحقوق وواجبات متساوية.

8. فتح المجال الواسع لتفعيل التبادل الثقافي والتجاري وحركة العمالة ورأس المال بين الطرفين بعيداً عن القوانين التمييزيّة المعيقة، دون الخوف من التعدّدية المتبادلة، أو الخوف على مسيحيّة الغرب.

9. إنشاء منتدى دائم للحوار العربي-الأوروبي-الأمريكي يقوم على هذه الأسس والقواعد ويروّجها في كل المجتمعات الدول المعنية، بعضوية مؤسسات ومراكز بحث وخبراء معتبرين من الجانبين


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
اللقاء الاميركي الايراني الثاني في بغداد: تطابق أفكار امبريالية ومصالح تاريخية مشتركة
أمير المفرجي
ميدل ايست اونلاين
نجحت في توظيف الاسلام السياسي لصالح اغراضها الاستعمارية الاقليمية، وها هي تتفق مع واشنطن لترسيخ هذه الاغراض.
يلتقي الدبلوماسيون الأميركيون والإيرانيون ثانية في بغداد لمناقشة مستقبل العراق أو بالاحرى مستقبلهم في العراق. وهذه ليست المرة الاولى، فقد سبق وان عقد المسؤولون من كلا الطرفين لقاءات عديدة فيما بينهم خلال الأعوام الماضية. وربما كانت أكثر فترات التعاون الأميركي-الإيراني إيجابية منذ سقوط نظام الشاه، هي تلك التي شهدتها الشهور القليلة التي أعقبت هجمات الحادي عشر من أيلول بعد أن تمكنت الادارة الاميركية حينها من إنشاء تحالف دولي عريض، استطاعت من خلاله، وبمساعدة ايران، ان تطيح بحكومة "طالبان" الأفغانية ومن ثم الاحتلال الغاشم للعراق. ولسائل ان يسأل عن الاسباب التي تجعل اتفاق الجمهورية الايرانية مع الدولة الامبريالية الاميركية - صاحبة العداء للقضية العربية والاسلامية – واردا وهي الدولة التي تحمل راية الاسلام في المنطقة وبالذات في العراق وسوريا وجنوب لبنان؟ ما هي الأمور العظمى التي يطلق عليها في القاموس السياسي بـ "أمور الدولة العظمى السرية والاستراتيجية" في أن تجعل من هذه الدولة الاسلامية حليفا مخلصا بل مشاركا في احتلال العراق؟

يتهم البعض النخبة الوطنية العراقية باطلا بأنها تحمل الكراهية والعنصرية ضد الجارة ايران. ولكن الحقيقة لا تتعلق بموضوع علاقتنا الانسانية الودودة تجاه الشعب الايراني الجار بل أنها تكمن في أحداث موضوعية سجل التاريخ فصولها ومنذ القدم. أنها أحداث التاريخ والحاضر بين حضارتين مختلفتين في الاصل وفي المنطق. فأرض بلاد الرافدين لا تشبه قطعا بلاد فارس، وأهل بلاد حمورابي وابراهيم الخليل وعقلانيتهم الكونية تختلف الى حد كبير عن أحلام امبراطورية بلاد داريوس وسايروس بالرغم من أن الحضارة الفارسية كانت قد تميزت وساهمت هي أيضا بدورها الانساني ولكن بنكهة وطابع مميز بل خاص بها. وهكذا، وبدون شك، سجل التاريخ ألإحداث بأمانة فكان نصيب العراق وأهله صفحات ثمينة من ألأرشيف ألحضاري والإنساني تقتدي به المجتمعات والدوائر العلمية والانسانية ناهيك عن الرسالة السماوية التي رفعها ابن العراق وأب الانسانية النبي ابراهيم الخليل (عليه السلام) الى العالم معلنة بدون منازع بأن العراق هو مهد حضارات وأديان و مرجع الامم السماوية.

في نفس هذا الوقت سجل التاريخ أرشيفا متباينا عن حضارة بلاد فارس حيث استطاع الايرانيون من تأسيس أول امبراطورية في التاريخ، برجالها وذهبها وطموحاتها العظمى ونزعاتها التوسعية وقد استطاع قادتها أيضا ان يضموا الى امبراطوريتهم بقوه السلاح حضارات شاسعة واسعة: كالحضارة البابلية أي منطقة وادي الرافدين، وسوريا، ولبنان، ومصر، وبعض المدن والجزر الاغريقية، بل وحتى بعض أجزاء من الهند! وكانت أول امبراطورية استعمارية في التاريخ بعدئذ لحقتها الامبراطورية الرومانية وحلت محلها. وكانت الديانة المجوسية بمذهبها الزرادشتي نسبة إلى الحكيم الإيراني زرادشت المولود عام 628 قبل الميلاد تقوم على مبدأ وجود رب واحد وهو "أهورامازدا"، و لها بعض الطقوس مثل تقديس النار و الصلاة حولها. وفي عهد الساسانيين في الفترة من 226 إلى 561 ميلادية أصبحت الديانة الزرادشتية هي الديانة الرسمية في البلاد وبعد الفتح العربي تحول الكثيرون تدريجيا إلى الإسلام وقد هرب الزرادشتيون في القرن العشرين إلى هرمز في الخليج العربي و منها اتجهوا إلى الهند.

واذ أخذنا على سبيل المثال لا الحصر بعض الامثلة في المجتمع الايراني نجد بأن المناسبة المهمة بل الأهم في ايران التي تُعطل الحياة ولمدة أربعة أيام متتالية وهي الوحيدة من هذا النوع هي ليست لمناسبة اسلامية بل هي مناسبة عيد فارس النوروزي. وهذا اليوم هو مناسبة تاريخية لبلاد فارس في عهود ما قبل الإسلام حيث اتخذت من النار إله. ولكن أين هي المشكلة وما هو الشيء غير الطبيعي من هذا الموضوع. أليس لديهم الحق كإيرانيين في الدفاع والفخر بتاريخهم هذا؟ أليسوا هم احفاد بلاد فارس وقم وطهران؟ ولكن أليس من حق العراقي أيضا من أن يدافع عن عراقيته وعروبته وتاريخه العظيم؟ ألم نبني بابل وأور والعراق؟ ألم نكن نحن أحفاد نبوخذنصر وعلي والمنصور؟

من هذا المنطق تقترب فكرة الامبراطورية الفارسية القديمة من الفكرة العامة للإمبراطورية الحديثة وكما حال أميركا وإمبراطوريتها فقد برزت اهدافها الاستراتيجية المبنية كما كان القرن العشرون أي استمرار التفوق الأميركي في العالم، وإبقاء القرن الحادي والعشرين قرناً أميركياً، كما كان القرن التاسع عشر بريطانيا، والقرن الثامن عشر فرنسياً، وهذا يقتضي استمرار وابقاء التفوق العسكري الأميركي، والتكنولوجي قائماً بين الولايات المتحدة وبين جميع دول العالم.

وقد شاءت الاقدار في أن يقع العراق في الفخ الاميركي، وكان ما كان وقد شاءت الصدف أيضا من ان تتلاقى افكار امبراطورية بلاد فارس القديمة وتتجدد بعد أن اكل عليها الدهر وشرب مع الحلم الاميركي الجديد لتأخذ مسار يتوافق مع الحالة الدينية للمنطقة وحالة العراق الجديد. وبهذا انطبقت المصالح العليا والتاريخية لإيران وتوافقت مع هذه المصلحة القومية للشيطان الأكبر وكما سمته هي سابقا بنفسها، لكن اليوم وجدت الدولة الاسلامية في الهدية ألاميركية والمتمثلة بالعراق الاسير الدليل الكافي للعمل وللمنافع المشتركة. فبعد مهزلة الديموقراطية في العراق وما جاءت به من وجوه قريبه من ايران ظهرت الصوره ووضعت النقاط على الحروف.



الدين الاسلامي السياسي في خدمة أحلام ايران الفارسية


في الوقت الذي عاش العراق سنوات الحصار القاسية لتنتهي باحتلاله، أصبحت ايران قوة شرق اوسطية لها اليد على التجارة في أسيا والغرب انها بلد من 70 مليون نسمة ولها العديد من التبعيات في العراق ودول الخليج: في البحرين، الكويت والعراق بالاضافة الى المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي النفطية. يمثل الشيعة الاقلية في الدين الاسلامي حيث تصل نسبتهم الى 9% من مجموع المسلمين في العالم ولكن ما تريده ايران هو زعامة فارسية لمنطقة الشرق الاوسط وذلك بتنصيب قوى شيعية في العراق ولبنان. ان ايران تدفع الملايين من الدولارات من اجل مساندة حزب الله اللبناني بالاضافة لمساعدة العديد من الطوائف الشيعية في العراق والكويت والبحرين والسعودية من اجل اقامة دول طائفيه قريبة منها، وقد لوحظ في العديد من هذه الدول نشاط واسع للمواطنين من التبعيات الايرانية وخاصة في الجمعيات الدينية والانتخابات السياسية في مدن تواجدهم وقد لوحظ في الايام التي تلت احتلال العراق بأن ايران قد دفعت هذه الجمعيات الى عمل المزيد من البلبلة في داخل دول الخليج. وقد ساهمت السلطات الايرانية في خلال السنوات الاربعة الماضية ومنذ بداية الاحتلال الاميركي في العراق من بناء استراتيجية ذات طابع ديني تتخذ من التشيع كرأس حربة في المنطقة.

تطابق في الاهداف وأن تغير الزمن
لقد كانت أحداث الحادي عشر من أيلول هي البداية التي انطلقت من خلالها الولايات المتحدة لتدشين واقع جديد ورسم معالم جديدة؟ وهكذا ساهمت الإدارة الأميركية في تشكيل معالم تلك الإمبراطورية وقامت في إبرازها وتجسيدها سريعًا على أرض الواقع وكان جوهر سياستها الخارجية: المصلحة القومية العليا أي الثروة أو النفط، والقوة. وقد وجدت الادارة الأميركية الحل المناسب لمصالحها وكما تقول فقد وجدته بالديمقراطية ولكن الحقيقة هي أبعد من ذلك بكثير. وهي ان أميركا المتواجدة منذ أكثر من عشرين عاما في الشرق الاوسط قد جاءت مدفوعة من أجل تثبيت قوس استراتيجي يسمح لها قبل كل شي من مراقبة اهم من ينافسها في الطاقة أي روسيا والصين.


العراق ضحية الاطماع والتشدد الايراني
من أجل فهم الاسباب التاريخية للظلم والحروب الذي وقعت في العراق وجب الرجوع الى بديات القرن العشرين حين تقاسم الحلفاء الفرنسيون والبريطانيون بقايا الامبراطورية العثمانية المتفسخة وبعد أن قسم العراق ظلما في معاهده سايكس بيكو السيئة الصيت. حيث تم اغفال القيمة والحجم الكبير لهذا البلد وتم اضعافه في حدود ضيقة في الجنوب وهي الحدود الوحيدة التي تسمح له بمنفذ بحري استراتيجي ومعقول خلافا لما تتمتع به الدولة الجديدة والصغيرة نسبيا التي رسمتها نفس هذه المعاهدة والمتمثلة بالكويت حيث خصص لها وبجرة قلم الجزء الرئيسي من المنفذ لتنفرد متقاسمة الجزء الاكبر مع ايران ولتأخذ المساحة العظمى للشواطئ المطلة على الخليج بينما تم السماح للعراق بفتحة صغيرة لا تتناسب مع الحجم السياسي والاستراتيجي لتاريخه وحجمه في المنطقة. ولسنا هنا بصدد الحكم على مسألة شرعية دولة الكويت أم لا، ولكن فقط لتبيان الغبن الذي أصاب العراق من هذا التقسيم الاستعماري. أن منطقة الشرق الأوسط هي مهد الاديان المتعددة وقد عاشت هذه الاديان وتآخت بروح من التسامح والمسؤولية لهذا نستطيع البت من أن حروب العراق والمنطقة ليس لها اسباب وجذور دينية أو عنصرية ضد إيران. ان الاحتياطي العراقي من النفط هو الثاني في العالم، ولكن ليس هناك سوى مخرج صغير على الخليج وقد كان هذا سبب مهم من الاسباب الرئيسية لحروب العراق كحربي الخليج الأولى والتي يصفها الكثير بأنها كانت حرب بين العرب والفرس من اجل السيطرة الاستراتيجية على المنطقة.


نفط سني ونفط شيعي، ونفط كردي
وهنا يطرح السؤال نفسه عن الدوافع وأسباب التقارب الايراني الاميركي في العراق المُحتل؟ للجواب عليه وجب أولا معرفة سبب تقسيم وتدمير العراق عسكريا وما تريده الادارة الاميركية من وجودها في العراق. أن الفراغ الذي تركه سقوط الاتحاد السوفيتي والذي من خلاله شعر العراق ودول عربية اخرى بفقدان قوة مساندة قد ساعد من التعجيل من تمزق العالم العربي وضمور نظريته القومية في الوقت الذي تقدمت دول اخرى في المنطقة مثل ايران، تركيا، اسرائيل. وهكذا جاء موضوع تدمير العراق وتقسيمه طائفيا ليأخذ الاولوية في خطة الشرق الاوسط الكبير الرامية الى اعادة تكوين المنطقة وتدمير الدول التي اخرجتها معاهده سايكس بيكو، أي ابدال دول الاوطان بدول الطوائف والاديان وهكذا يصبح قسم من ا لوطن العراقي بعراق الشيعة وأخر بعراق السنة بدون ان ننسى كردستان، وكل حسب دوره طالما توفرت العوامل والبؤر وطالما بقى فاعلا ذراع ايران. انها سياسة التقطيع لدول المنطقة، نثر العالم العربي وتشطيره الى اشلاء. وما علينا الا أن ننظر الى ما حصل ويحصل في العراق فلسطين. انها طريقة أميركا في ابتكار الحروب المسبقة وتقطيع الاوطان ومن ثم تجلس لتصبح الطرف الذي يساوم تارة مع الشيعة وتارة مع السنة، أو مرة مع سوريا ومرة أخرى مع لبنان وهلم جرى.

وبهذا استطاعت اميركا من عمل توازني لقوى ومصادر الطاقة في المنطقه، تقسيم طائفي لدول النفط المراد منه تقسيما طائفيا للنفط: بعد أن سيطرت الولايات المتحدة سابقا على النفط السني في المملكة العربية السعودية والخليج عملت ومنذ اللحظات الاولى من الاحتلال بتقديم العراق على طبق من ذهب الى ايران من أجل انشاء مصدر اخر مهم شيعي يضم العراق وايران وبهذا يُسهل السيطرة على المصادر الثلاث الأولى في العالم أي السعودية، العراق وايران، وبانتظار ما سيجري مستقبلا في كركوك سيتسنى بعدها تسميتة ربما بالنفط الكردي. ومن هذه المحصلات وباستثناء بحر الشمال فقد استطاعت الولايات المتحدة من وضع اليد والسيطرة على جميع الطرق والإمدادات النفطية في العالم. فبعد السيطرة على الغاز والنفط في منطقه بحر قزوين والسيطرة على خطوط الامدادات التي توصلها الى مواني تركيا وبحر عمان من بحر قزوين وباكو وصولا الى تركيا سوف تضع يدها تماما على مصادر الطاقة في الخليج.

الخلاصة من كل هذا هو اننا كعراقيين وطنيين لم ولا نكن أي عداء لأي من جيران العراق. ان ما يحاك ضد العراق وسيادته هو صراع مصالح ونفوذ استراتيجي تشترك وتساهم فيه ايران بقوة الدين واهميته عند العراقيين بعد أن استطاعت من تسخيره سياسيا لخدمة نواياها الاستعمارية. الفرق البسيط والعظيم في نفس الوقت يتمثل في أن ايران ذات الجذور الامبراطورية المهيمنة قد وظفت العقيدة في استراتيجية سياسيه تخدم مصالحها وان ما يقود ساستها هو مشروع وطني ايراني بحت لا يتعارض مع القوى الفاعلة في المنطقه (اميركا- اسرائيل) بل هي شريك فعال في المخطط الاميركي الاحتلالي خصوصا بعد أن قُدم العراق لها على طبق من ذهب. أن ما يدفع الشعور الوطن العراقي صوب الاتجاه السلبي هو حالة طبيعية وكرد فعل للعنجهية الايرانية التي خرجت عن مسارها الوطني المحدد وهذه هي دلائل قد كتبتها علاقات الدولة الفارسية في عصور ما قبل الاسلام وما زالت لحد الآن. أن اجتماع بغداد الثاني هو حصيلة طبيعية لمصالح الدولتين ولكنها على حساب العراق العرب وسيادته والشيء الخطير من كل هذا هو أن يجري الطرفين مباحثاتهم على أرض عراقية محتلة. الا يكفيكم هذا من برهان يا أولي الالباب؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
تضخيم دور إيران لتحجيمها أو ضربها ...
د. عصام نعمان
الخليج الامارات
ليست إيران بالتأكيد حملاً وديعاً. لكن هل أصبحت ذئباً كاسراً؟

من يتابع توصيفها على ألسنة المسؤولين الأمريكيين و”الإسرائيليين” ووسائل الإعلام الناطقة باسمهم أو الموالية لهم يأخذ هذا الانطباع. بل هو يلاحظ بسهولة تصعيداً متزايداً ضد إيران في الفترة التي أعقبت اللقاء الأول في بغداد أواخر مايو/ أيار الماضي بين السفير الأمريكي إيان كروكر والسفير الإيراني حسن كاظمي قمي. ما السبب؟

لأمريكا تفسير لذلك ولإيران تفسير مغاير. وثمة تفسير ثالث يمكن استخلاصه من وقائع الصراع الدائر بين الطرفين وتطوراته المتلاحقة.

السفير كروكر اعترف عقب اجتماعه الأخير بالسفير كاظمي قمي بأن الاجتماع تخللته “سجالات ساخنة” و”لحظات توتر” لكنه “لم ينحدر إلى مستوى الصراخ المتبادل”. ومع ذلك حرص السفير الأميركي على ان ينسب إلى السفير الإيراني قوله إن إيران “لا ترغب في إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة في العراق”.

هل في وسع إيران إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة حتى يضطر سفيرها في بغداد الى تطمين رئيسها وحكومتها وشعبها بأنها غير راغبة في ذلك؟ لعلها تستطيع، إذا ما تحالفت مع قوى المقاومة العراقية، بتلاوينها جميعا، ومدّتها بالسلاح والعتاد. لكن دافع كروكر من وراء تصريحه ذاك لم يكن الإقرار لإيران بالقدرة والرغبة معاً، بقدر الحرص على إدانتها بما اتهمها به من “أن الدعم الإيراني (لقوى المقاومة) شهدا تزايداً وليس تناقصا استناداً إلى شهادات المعتقلين والأسلحة والذخائر المصادرة”.

سأله المراسلون الصحافيون عن خيارات واشنطن في حال استمرار الممارسات الإيرانية المشكو منها، أجاب: “أوضحت لهم ان ضباط قوة القدس (الإيرانية) والعاملين معهم لن يكونوا في مأمن في العراق. وهذا شيء يجب على الإيرانيين ان يكونوا على علم به”.

مؤدى هذا الكلام ان القوات الأمريكية لن تتوانى عن ضرب من تعتبرهم مقاتلين إيرانيين. هل تكتفي القيادة الأمريكية بذلك؟ الجواب عن هذا السؤال كشفته، بصورة غير مباشرة، صحيفة “نيويروك تايمز” بتاريخ يوم اجتماع كروكر الى كاظمي قمي. فقد أوردت ان القيادة العسكرية الأمريكية في العراق صاغت خطةً تقضي ببقاء قواتها لمدة سنتين أخريين في هذا البلد، أي الى منتصف العام 2009 على الأقل.

الحقيقة انه سبقت اجتماع السفيرين الأمريكي والإيراني في بغداد حملة متصاعدة شنّها وزراء ومسوؤلون كبار في الولايات المتحدة و”إسرائيل”، ورافقتها تحليلات وتعليقات وتسويق معلومات عن عمليات تدريب وتسليح تقوم بها إيران لقوى مناوئة لأمريكا وحلفائها في شتى أنحاء العالم. آخر ما أنتجته آلة الإعلام الأمريكية في هذا المجال مزاعمُ “مصادر أمريكية مسؤولة” عن سيطرة إيران على نحو 460 ميلاً مربعاً من الأراضي اللبنانية بغرض تدريب عناصر حزب الله، ووجود معسكرات تديرها عناصر “الحرس الثوري الإيراني” (الباسدران) لتدريب المقاتلين في سهل البقاع اللبناني، بالإضافة إلى تولي “قوة القدس” تدريب آلاف المقاتلين في منشآت الحرس الثوري في إيران.

إلى ذلك، عادت “المصادر الأمريكية المسؤولة”، وبينها سفير واشنطن في بيروت جفري فيلتمان، الى اتهام حزب الله ب”محاولة إطاحة الحكومة اللبنانية الشرعية”. كل ذلك رغم ان السيّد حسن نصر الله قد أكد مراراً ان حزبه غير راغب في المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية المقترحة، وأنه يتنازل عن حصته إلى حلفائه من أحزاب المعارضة.

الحملة على إيران وسوريا وحزب الله و”حماس” لا يتولاها مسؤولون أمريكيون ووسائل إعلام أمريكية فحسب، بل يُسهم فيها ايضاً مسؤولون “إسرائيليون” كبار ووسائل إعلام “إسرائيلية”. ها هو ذا رئيس الحكومة “الإسرائيلية” السابق وزعيم حزب ليكود بنيامين نتنياهو يتحدث، في ختام لقائه بموفد اللجنة الرباعية الدولية توني بلير، عن أن رئيس الوزراء البريطاني السابق اتفق معه على أن إيران “تشكّل اكبر تهديد للمنطقة وأن التسلح النووي الإيراني يشكّل خطراً على الشرق الأوسط والعالم كله”. ولا يكتفي نتنياهو بالتحريض على إيران، بل يتمادى في حملته فيزعم أن “حزب الله هو امتداد إيراني، ولن يبقى قائما لمدة يومين من دون دعم الإيرانيين، وأن حسن نصر الله ليس عميلاً مستقلاً، بل عميل متبجّح، وأنا اقترح عليه ألا يتبجح”.

لم يوضح نتنياهو سبب نصحيته لنصر الله بألاّ يتبجح، في حين أوردت صحيفة “هآرتس” سبباً ربما يكون مقنعاً لتبجحه، إذ نسبت الى مصادر أمنية فلسطينية قولها “إنه تمّ في الأشهر الأخيرة منع اختراق حزب الله لصفوف كتائب شهداء الأقصى (“فتح”) في الضفة الغربية، في مقابل تأكيد مصادر أمنية “إسرائيلية” عدم وجود مؤشرات الى إنخفاض في أنشطة الحزب وسط التنظيمات الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة”.

حتى رئيس الوزراء البريطاني الجديد غوردون براون لم يتأخر عن المساهمة في الحملة على إيران وحلفائها بقوله اخيراً إنه يجب عدم استبعاد العمل العسكري في معالجة مسألة البرنامج النووي الإيراني.

الحقيقة المستخلصة من كل هذه الوقائع والتصريحات والمعلومات والاتهامات والافتراءات أن إدارة بوش، وفي ذيلها حكومة ايهود اولمرت، لم تضع على الرف، خلافاً لرأي بعض المسؤولين والمحللين العرب المتفائلين، ملف الإعداد لحربٍ ضد إيران وسوريا أو لضربة صاعقة توجهها “إسرائيل” لسوريا تكون مدخلاً أو ذريعة، إذا اقتضى الأمر، لضربة أخرى توجهها أمريكا لإيران. فالرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني يعتقدان أن لا سبيل إلى الخروج من العراق بشكل لائق وضمان مصالح أمريكا فيه وفي المنطقة إلا من خلال تسوية إقليمية ودولية، وأن لا سبيل إلى التوصل لهذه التسوية في ظل ميزان القوى السياسية والعسكرية الراهن في المنطقة، وأن السبيل إلى تعديل هذا الميزان غير المؤاتي حالياً لأمريكا هو في توجيه ضربة قوية لسوريا بغية إخراجها من حلبة الصراع، وربما بتوجيه ضربة أقوى إلى إيران إذا لم تقرر، في ضوء ما يكون قد أصاب سوريا، التخلي عن برنامجها النووي.

الإعداد لحربٍ ضد سوريا أو ضد إيران أو ضدهما معا جارٍ على قدمٍ وساق في واشنطن كما في تل أبيب. وما هذه الحملة المتصاعدة ضد إيران وحلفائها إلا قرينة، إن لم تكن دليلاً، على أن تضخيم دورها إن هو إلا مقدمة وذريعة لتحجيمها أو لضربها.سوء الظن ببوش وزمرته من حسن الفطن.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
صراع الاستراتيجيات في العراق
د. محمد السعيد إدريس
الخليج الامارات
قراءة الصحف البريطانية لمجريات الحرب في العراق تبدو الأقرب الى الدقة، لأنها قراءة تربط بين حقيقة الواقع الميداني المتردي في تنفيذ الاستراتيجية الأمنية للرئيس بوش التي يجرى تنفيذها في العراق منذ بداية العام الحالي وبين التطورات السياسية المتسارعة في مجلسي الكونجرس (النواب والشيوخ) لصياغة مشروعات متعددة للانسحاب من العراق، والخلاصة لهذا كله أن الولايات المتحدة “سئمت الحرب وتريد انسحاباً سريعاً لقواتها”، وأن الرئيس الأمريكي جورج بوش يأمل أن يأتي التقرير المنتظر الذي سيقدمه الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأمريكية في العراق في سبتمبر/ ايلول المقبل، حاملاً العناصر الضرورية لتغطية قرار إعادة انتشار القوات الأمريكية في العراق.

هكذا يمكن القول أن ثمة قناعة حقيقية أمريكية أخذت تفرض نفسها مفادها أن “الانسحاب هو الحل”.

قناعة تصلح لأن تكون شعاراً جميلاً أكثر من كونها سياسة يمكن الوثوق بها، وحتى تتحول إلى سياسة أو إلى مشروع يجب أن تحدد: أي انسحاب يمكن الأخذ به، هل الانسحاب الكامل الشامل من دون شروط، أم الانسحاب الجزئي المشروط، أم مجرد إعادة انتشار؟ خيارات متعددة ليس هي كل شيء، لكن هناك أيضاً ما هو أكثر أهمية أي التداعيات المتوقعة لكل سياسة من هذه السياسات.

الانسحاب الشامل الكامل غير واقعي إلا في حالة واحدة، أن يكون القرار في العراق قد أضحى بكامله بيد قيادة المقاومة العراقية، وأن تكون هذه القيادة قد حققت من النجاحات والانتصارات ما يؤهلها لإملاء الشروط على الأمريكيين، هذا معناه أن أمريكا ستكون مضطرة للقبول بأحد خيارين: إما الانسحاب الجزئي أو إعادة الانتشار فقط، الانسحاب الجزئي سيكون مقروناً بتوقيع اتفاقيات دفاعية وأمنية مشتركة مع حكومة عراقية قوية قادرة على فرض الأمن داخل المدن، وأن يتركز وجود القوات الأمريكية المتبقية في العراق داخل القواعد العسكرية الأمريكية، أما إعادة الانتشار فلن تكون أكثر من تجميل بسيط للوضع الراهن ومحاولة محددة لاستيعاب المطالب المتصاعدة في الكونجرس بالانسحاب، وهذا ما يسميه البعض ب”الخطة ج”. أما “الخطة ب” فهي خطة تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، تبدأ بما يسمى ب”الكونفيدراليات” حسب مشروع السيناتور الديمقراطي جوزيف بايدن، الذي يتبناه الآن “مركز سابان” الذي يترأسه حالياً مارتن انديك صاحب سياسة “الاحتواء المزدوج” السابقة لايران والعراق بعد عام ،1991 وهو المركز التابع لمعهد بروكنجز للدراسات السياسية والاستراتيجية بواشطن.

فقد أعد هذا المركز دراسة تحت عنوان “حالة التقسيم السهل للعراق” ركز فيها على أن التقسيم بات أسهل من ذي قبل، وأن إمكانية تطبيق الفيدرالية ونسبة النجاح لا تقارن بالوضع الحالي المتردي.

هذه كلها سياسات معلنة، لكن ما هو غير معلن يبدو الأسوأ لأنه يستهدف ارباك مشروعات المقاومة والحيلولة دون تمكينها من تحقيق انتصار يفرض خيار الانسحاب الكامل غير المشروط عن طريق اختراق فصائل للمقاومة ودفعها إلى الاقتتال المتبادل. هناك معلومات تؤكد أن تنظيم “القاعدة” في العراق لم يعد تنظيماً واحداً، بل هناك الآن أكثر من “قاعدة” وأن الأمريكيين وبعض دول الجوار اخترقت هذه ال”القاعدات” التي تورطت في عمليات اقتتال واغتيالات متبادلة، الأمر نفسه ينطبق على ما يسمى “جيش الاسلام”، ناهيك عن اتجاه الامريكيين إلى تسليح عشائر عراقية ودفعها إلى محاربة تنظيمات “القاعدة” المتعددة.

استراتيجية الإرباك هذه خطورتها لا تتوقف فقط على هدف عرقلة حدوث هزيمة كاملة للأمريكيين، بل الأهم هو جعل “الفوضى” الأهلية هي الخيار البديل وفقاً للنموذج الافغاني الذي ساد البلاد عقب هزيمة وانسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان.

هذا يعني أن قيادة حركة المقاومة العراقية التي أعلنت منذ أيام عن نفسها فيما يسمى ب” الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية لتحرير العراق” وتعد لمؤتمر سياسي كبير خلال الاسابيع المقبلة مطالبة بأن تعمل على جبهتين في وقت واحد: جبهة الحرب ضد الأمريكيين، وجبهة العمل السياسي للحيلولة دون فرض “الخيار الأفغاني” على العراق بعد الانسحاب الأمريكي.

الأهداف نبيلة لكن يبقى التحدي نفسه قائماً: كيف يمكن أن تقاتل من أجل التحرير وأن تحقق “الوحدة النضالية” بين كافة فصائل المقاومة في وقت أضحى فيه الفرز صعباً بين ما هو مقاومة وما هو إرهاب وبين ما هو وطني وبين ما هو عميل؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
اساتذة العراق
طاهر العدوان
العرب اليوم الاردن
في كل مرة اسمع فيها قصة عن الاساتذة العراقيين الذين يتم الاستغناء عنهم في الجامعات الاردنية اشعر بالامتعاض وبؤس التقدير الذي يدفع ببعض المسؤولين في الجامعات الى عدم استغلال هذا الكنز الثمين من المعرفة والعلم الذي يمثله قطاع واسع من اساتذة وعلماء وشيوخ المفكرين العراقيين الذين اجبرتهم ظروف بلدهم القاهرة على الانتقال الى الاردن, وهم لم يعتبروه يوما ارض هجرة او منفى انما وطنهم الثاني.

تعرفت على العديد من العراقيين الذين عملوا او لا زالوا يعملون في الجامعات الاردنية, وتشعر وانت تجالسهم بنوع مختلف من الاساتذة, غزارة المعرفة عندهم لا تقتصر على تخصصاتهم الاكاديمية انما تمتد الى شؤون الفكر والاجتماع والادب والصحافة, وتحس بالغصة والالم بان العراق لم يخسر النفط ومداخليه فقط انما خسر رجاله من العلماء والمفكرين والمثقفين الذين حصلوا على اختصاصاتهم من ارقى الجامعات العالمية والذين هم قوة البناء في الامة ومصدر تقدمها وتنشئة اجيالها.

يحق لنا ان نفتخر بوجود الدكتور الشيخ عبدالعزيز الدوري بيننا (شفاه الله من الوعكة الصحية الاخيرة) احد مؤسسي جامعة بغداد وأحد رواد الامة المؤرخين, مفكرا مستنيرا لا يزال يعطي امته بغزارة في الثقافة والعطاء, وهو ما اهتم به مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت من خلال اعادة طباعة اعماله الكاملة في 5 مجلدات.

هناك كوكبة من الاساتذة العراقيين في مختلف الاختصاصات العلمية والاقتصادية والاجتماعية. رجال تدل هيئتهم ووجوههم بانهم من خيرة ابناء العراق ومن رواد نهضته, وهو البلد, الذي كان عشية الاحتلال يقف في اعلى قائمة دول العالم الثالث من حيث التقدم والتطور العلمي والتقني والصناعي. واهم من ذلك, انك تتلمس بوجودهم آثار وعي عروبي اصيل يرتفع ويترفع فوق همجية ووحشية السقوط الطائفي التقسيمي المرتبط بالاحتلال بكل وجوهه واشكاله.

وجود هؤلاء الرجال في الاردن خير وبركة. انهم يمثلون رافدا اكاديميا ان انتفعت به جامعاتنا فانما هو استثمار كبير في الخبرة والمعرفة من دون ان نكون قد تكلفنا مؤونة ابتعاث او انتظار وقت. ومن المؤسف ان هذا لا يحدث احيانا, حيث تلجأ بعض الجامعات الى الاستغناء عن اساتذة عراقيين او لا تلتفت الى مسألة استثمار وجودهم في البلاد, في ظل مبررات وحجج بعضها يخجل الانسان من ذكره. خاصة عندما يتعلق الامر بحسابات الربح والخسارة بعد ان دخلت التجارة الى السوق التعليمية فشوهت شيئا من سمعته وهو ما نغار عليه ونتحسب من استفحال هدف الربح والخسارة دون النظر الى اهمية دور الجامعة الاساسي في مجمل عملية تقدم الوطن والشعب, وهي عملية لا تقوم من دون الاستاذ الجامعي واذا كان حقل التعليم الاكاديمي ثري بالمتخصصين من الاساتذة الاردنيين فان وجود الاساتذة العراقيين رافد مهم يجب استثماره الى ابعد حد.

التقيت بعدد من الاساتذة العراقيين الذين اجبروا على ترك عملهم في الجامعات الاردنية في عواصم عربية خليجية وغير خليجية, بعد ان تلقفتهم تلك العواصم لترفد بهم تطورها التعليمي, وهذا دليل وعي عربي باهمية الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من العراق الكبير ومن ثمرة تطوره على مدى قرن كامل, لقد اراد الاحتلال تدمير كل شيء يشير الى وجود شعب وحضارة وفكر وانسانية, لكن بغداد تظل شقيقة لعمان ودمشق والقاهرة وصنعاء والرياض, انه محيط واحد لامة واحدة لا تستطيع الا ان تتقاسم السراء والضراء, واساتذة العراق وعلماؤها هم نافذة الامل الباقية بان شعب العراق العظيم لن يغيب طويلا, وهو سينهض مرة اخرى ليعيد دوره التاريخي في نهضة العرب.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
ماذا تريد امريكا من العراق
احمد شبيب
الوسط البحرين
سؤال من الغريب طرحه فإنه لا يحتاج إلى إجابة، فإجابته واضحة للعيان، لكن نحب أن نقتبس الجواب من لسان بعض الذين - ربما - علقوا بعض الآمال على أميركا في إرساء الديمقراطية في هذا البلد، الذي أصبح بين سندان الاحتلال «الانجلو - أميركي» ومطرقة الإرهاب المتمثل بالتكفيريين (خوارج العصر) وبقايا نظام البعث البائد. فهاهو السفير العراقي في الولايات المتحدة سمير الصميدعي يوجه انتقاده إلى الإدارة الأميركية المتحفظة برأيها حيال تجهيز الجيش العراقي بأسلحة أساسية هو بأمس الحاجة إليها، إذ يقول ان «مماطلة الأميركيين غير مفهومة انطلاقاً من رغبة الرئيس جورج بوش في إنشاء جيش عراقي فاعل والسماح كذلك لجنوده بالتراجع إلى الصفوف الخلفية». فالمماطلة هذه مبعثها مخاوف وزارة الدفاع (البنتاغون) من وصول هذه الأسلحة عالية التكنولوجيا إلى العراقيين. لكن السفير يرد عليها مستخفاً «الأمر لا يتعلق بغواصات نووية (...) وإنما ببنادق كلاشينكوف». فواشنطن بهذه السياسة تسعى الى ابقاء الجيش والشرطة العراقية في وضع يجعلهما منقادين اليها وراضخين لأوامرها وغير مستقلين.
وعلى صعيد الواقع، يبقى استهداف المدنيين وعناصر الجيش والشرطة العراقية في مرمى الهجمات الإرهابية تحت مرأى من القوات الأميركية، وفي مناطق خاضعة للسيطرة لها. فأميركا في خططها الأمنية التي تحصد مئات المشتبه بهم الذين بلغ عددهم 36 ألف معتقل، لم تستطع إيقاف النزيف اليومي. اذاً تبقى هي المسئولة الأولى عما يجري من مجازر دموية منذ احتلال العراق حتى تخرج منه؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
ساءت مقولتكم يا محمد صادق الحسيني

ناصر العتيبي
السياسة الكويت
نشرت صحيفة »الجريدة« الكويتية بتاريخ 22/7/,2007 مقالاً للمدعو محمد صادق الحسيني وهو أمين منتدى الحوار العربي - الإيراني, وطبعاً فهو ليس بأمين على ما نشره في ذلك المقال, وجاء في مقالته المليئة بالمغالطات واصفاً الدور الإيراني وأطماع إيران في الخليج العربي والعراق بأنها »وهم من الخيال« ونحن نريد أن نضع النقاط على الحروف. إذا كانت إيران بريئة براءة الذئب من دم يوسف, فلماذا تسمي الخليج العربي ب¯ »الخليج الفارسي«? و»لماذا تصر على احتلال الجزر الإماراتية العربية« طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى? ولماذا تدعم جيش المهدي والتيار الصدري? ولماذا تدرب جيش بدر? ولماذا أرسلت مليون إيراني تغلغلوا في جمع أنحاء العراق داخلين كل بيت بحثاً عن كبار قادة الجيش والعملاء للانتقام منهم? ولماذا تخطط مع سورية لاقتطاع أربيل? ولماذا تقحم نفسها في شؤون العرب في فلسطين ولبنان وغيرهما من الدول العربية? ولماذا يصرح حسين شريعتمداري بأن مملكة البحرين جزء من إيران? - الله يحلل الحجاج على ولده - هناك أسئلة كثيرة بحاجة لسردها والإجابة عنها من محمد صادق الحسيني إذا كان فعلاً أميناً, ولكن الحقيقة الساطعة والواضحة وضوح الشمس هي أن إيران ترفع شعاراً طائفياً مقيتاً حاقداً.
والحقيقة أن إيران تتعاون سراً مع أطراف مشبوهة بهدف الانتقام. وإيران لاعب رئيسي وأساسي في العراق وهي وراء مجازر كبيرة ومآس أكبر ضد الأبرياء. هذه هي الحقيقة, وكلامك »يا صادق الملالي« هو الكلام المسف, ويجافي الحقيقة فمنصبك يفضح مقولتك. تتكلم عن تعايش إيران مع الأديان?! إذن لماذا تحرم إيران على أهل السنة بناء مساجدهم, والمساجد هي دور لعبادة الله سبحانه وتعالى? علماً أن الغالبية العظمى من الشيعة في إيران والعراق يرفضون هذا الأسلوب لملالي طهران, لأننا نعرفهم جيداً وهم أصدقاء لنا وأعزاء علينا.

Up to you
أما الأضحوكة الحقيقية فهي دفاعك عن تدخل إيران بالشأن الفلسطيني, فإذا كانت إيران حريصة على شعب فلسطين فلماذا لا تدعم إلا ربيبتها حماس ولا تدعم الفصائل الفلسطينية الأخرى? ولماذا لا ترسل إيران جيوشها لتحرير القدس, وترسلهم لتدمير العراق? وكيف تدافع عن ياسر عرفات الذي هان الأمة وأيد الطاغية صدام في غزو الكويت? إن ظلم نظام الملالي في طهران وصل ذروته وهذه حقيقة لا تستطيع إنكارها يا سيد صادق

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
العراقيون في الأردن .. مشاكلهم .. الأسباب أم النتائج
سلطان الحطاب
الراي الاردن
ما الذي يستطيع الأردن ان يقدمه اكثر للاشقاء العراقيين الذين يتدفقون الى المملكة باعداد كبيرة اذا ما علمنا انه يجري خروج اكثر من (50) ألف عراقي شهرياً من العراق نتاج الظروف الصعبة التي يعيشها ذلك البلد الشقيق .

الملك عبدالله الثاني ظل بنفسه يتابع قضايا العراقيين وظل يوجه الحكومة لجعل دخولهم وخروجهم اسهل وكذلك استثماراتهم وتنقل رؤوس اموال البعض منهم على الرغم من ان بعض العراقيين يشكون صعوبة الدخول ومنهم من تجري إعادته من المطار أو الحدود وهو ما يقتضي البت في أمر مثل هؤلاء قنصلياً في العراق وقبل ان يتوجهوا للأردن سواء عن طريق البر او عن طريق المطار .

تابعت التوجيهات الملكية التي دعت الحكومة الى قبول الطلاب العراقيين الذين يصاحبون ذويهم المقيمين في الأردن في المدارس بغض النظر عن وجود اقامة سارية المفعول لديهم. وكذلك التوجيه الملكي بتقديم الخدمات الصحية المدعومة بنسبة 65% لكافة العراقيين. كما قرأت التوصيات التي صدرت عن لقاء العقبة الاقتصادي الذي عقده مجلس الأعمال العراقي تحت عنوان العقبة بوابتك الى العراق اواخر الشهر الماضي والذي اعقبه تقرير عن طبيعة واسباب وجود عوائق في وجه الجهات العراقية المستثمرة فقد طلب جلالة الملك ان يطلع على اية شكاوى او عقبات او اعاقات او مشاكل تواجه العراقيين او استثماراتهم او كيف يمكن مساعدة مختلف فئاتهم على الارض الأردنية. والحقيقة ان العراقيين ليس في الاردن فقط وانما في الاردن وسوريا وحتى داخل العراق حيث يواجه اكثر من مليوني عراقي نازحين ومشردين داخل وطنهم نتيجة للسياسات الحكومية وغير الحكومية العراقية التي تجعل العراقي غير قادر على استمرار الاقامة في وطنه، وهو الامر الذي يدعو الدول المضيفة للعراقيين التي التقت في عمان مطلع الاسبوع الماضي الى مطالبة الحكومة العراقية بضرورة توفير مستلزمات صمود العراقيين في وطنهم وتوفير الامن والحماية وأسباب الحياة لهم.. فمن العراق تبدأ المشكلة اذ لو ان الأمن والاستقرار متوفران في العراق وكذلك اسباب الحياة الكريمة وسرعة التنقل لما جرى هروب العراقيين من بلدهم وتشتتهم في المنافي لتصل اعدادهم خارج العراق الى الملايين وتقدر بعض الاحصائيات وصول العدد الى خمسة ملايين نسمة..

لا يستطيع الأردن ان يقبل تشريع ابوابه لكل من هب ودب لدخول اراضيه وتحمل المسؤولية عن اخطاء وجرائم ومخالفات وانتهاكات لم يقترفها. والرطانة عن حقوق الانسان لا تملك أي مصداقية خاصة من الدول التي تسببت في نكبة العراقيين وابتلائهم وبالتحديد من جانب الولايات المتحدة التي يقع العراق تحت احتلالها وعليها ان تتحمل المسؤولية كاملة ولا يعفيها من هذه المسؤولية وجود حكومة عراقية تدعي الادارة الاميركية انها حكومة مستقلة لتعفي نفسها من المساءلة عن الاف العراقيين المشردين المعذبين والمطاردين والنازحين..

لقاء عمان عن العراقيين والذي يجمع الدول المضيفة لهم كان واضحا وصريحا في ضرورة ان تقر الحكومة العراقية ومن وراءها بمسؤوليتهم عن ما يجري للعراقيين سواء في العراق او خارجه وعلى الحكومة العراقية ان تخرج من التبرير والمراوغة والبكاء على العراقيين.. اذ عليها ان تجعل مع بكائها عليهم ومطالبتها بمساعدتهم خارج العراق دعما ماديا ومعنويا ودعوة وعملا للاستقرار داخل العراق يمكنهم من العودة الى وطنهم.. مطلوب دعم برامج التعليم والصحة والخدمات في الأردن والذي هو محدود الموارد حيث يعيش حوالي مليون عراقي يستعلمون البنية التحتية للصحة والتعليم والخدمات وكثير منهم صاحب فاقة ومعوز وغير قادر او لا يمتلك اوراقا او مستندات..

نعم هناك تحديات أمنية واقتصادية ولقاء السيد نصير العاني امس الأول مع جلالة الملك تصدى لجانب من تلك التحديات التي شرحها مدير المخابرات العامة ووضع الكثير من النقاط على الحروف ليدرك الاشقاء العراقيين هنا وفي وطنهم وحتى في المنافي حجم المعاناة الأردنية ايضا وحجم الحرص الأردني الذي يرعاه ويوجهه جلالة الملك لجعل حياة مئات آلاف العراقيين ايسر وأسهل.. التقارير التي جرى تقديمها والتي وصلت الى مكتب الملك تشرح بوضوح امكانية معالجة جوانب عديدة من هذه المشكلة التي لا يجوز ان يتحملها الاردن وحده او حتى الدول المضيفة. فالاردن هو الذي يقرر شكل التعامل منطلقا من سيادته وانظمته وقوانينه وهذه الضوابط وبتوجيه من الملك ظلت تراعي التعامل الايجابي مع الاشقاء العراقيين..

مؤتمر عمان يحتاج الى متابعة وعلى الحكومة العراقية ان تقر ميزانيات واضحة ومتطورة تصيب اوضاع العراقيين في الاردن والخارج وبسرعة وقد يكون من الضروري معرفة مصير ملايين العراقيين وكيف يمكن العمل بجدية وعلى مستوى دولي لاعادتهم الى وطنهم بعد انجاز الاستقرار والضمانات الامنية لهم ومنع خروج أعداد أخرى..

لا يحق للحكومة العراقية ان تلقي بتبعاتها على الآخرين أو تؤزم اوضاع العراقيين في الخارج وعليها القبول بالنصيحة الأردنية التي حملها العاني في عودته.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
حتى يخرج العراق من أزمته السياسية الراهنة
افتتاحية
الراي الاردن
تؤشر الأزمة السياسية التي تعصف بالحكومة العراقية الى ان الامور بين مكونات هذا الائتلاف الحكومي توشك ان تصل الى نقطة اللاعودة ما يزيد من خطورة الاوضاع المتدهورة اصلاً في العراق وما يفتح الطريق على معادلات وتحالفات جديدة قد تضع البلاد مجدداً وفي شكل فعلي أمام مخاطر التقسيم والتمزق والذهاب الى حرب أهلية مدمرة تأخذ طابعاً مذهبياً وطائفياً وربما عرقياً.

من هنا يمكن القول في غير مبالغة ان الازمة الراهنة والتي ليست الاولى تكشف في جملة ما تكشف مدى الحاجة الى توافق كامل مكونات الائتلاف الحكومي وباقي القوى السياسية والحزبية العراقية وان يلتقوا على قواسم مشتركة تأخذ في الاعتبار حال العراق الراهنة وما هي الأسباب التي ادت الى وصوله الى هذا الوضع الخطير بعد اربع سنوات ونيف حيث انعدم الأمن تماماً وحيث فقد المواطن العراقي ثقته بكل شيء وتراجعت الخدمات وانهارت البنى التحتية وزادت معدلات وتائر الهجرة الى الخارج ما افقد العراق كوادره المتعلمة والمتخصصة وتحديداً الاطباء والمهندسين والاكاديميين وهي التخصصات المهمة والمطلوبة والضرورية لاعادة بناء العراق والنهوض به والارتقاء باحواله وخصوصاً في هذه المرحلة التي يسقط فيها مئات العراقيين في حوادث الارهاب والتفجيرات الاجرامية وحيث تفتقر المشافي الى الاطباء والممرضين وكوادر الاسعاف ناهيك عن شح الأدوية ومواد الاسعاف وطواقمها..

العراق أمام مفترق طرق حقيقي بعد ان اتضحت الامور وانكشف المشهد عن حقائق ساطعة لم يعد بمقدور احد مهما امتلك من قدرات او زعم بحكمة ان ينكرها وهي ان العراقيين محكومون بالتوافق وان لا سبيل للابقاء على صيغة المحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية بل لا بد من مشاركة الجميع على قاعدة تكافؤ الفرص وحق العراقيين في الاختيار الحر لممثليهم اذا ما اريد بناء عراق ديمقراطي وتعددي ، تحترم فيه حقوق الانسان ويسود فيه القانون وينعم شعبه بالحرية لان البديل خطير ومأساوي وكارثي.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
ما هو الجديد؟
يعقوب العوضي
الراي العام الكويت

اقتربت الذكرى المشؤومة التي أصابت الوطن يوم الخميس الأسود بتاريخ 2/8/1990، بغزو العراق لبلادنا الطيبة، وسوف لن نسكب الدمع ونلطم الخدود ونشق الجيوب مجددا، كما لن نضيف جديدا، فهذا عهد مضى وانقضى، فدموعنا كانت غزيرة وجيوبنا امست ممزقة وخدودنا اضحت شديدة الاحمرار من اللطم على الوطن الضائع وشتاتنا في بقية اصقاع الدنيا، وقد اكتشفنا امورا كانت خافية عن عيون غالبية الشعب الكويتي إلا قلة قليلة جدا كانت تعي ما كان يدور في البلاد قبل الغزو.ما اكتشفناه بعد الغزو كان أعمق الما واشد اذى واكثر احتقارا لانفسنا، وذلك نتيجة ما عرفناه وادركناه بعد الغزو، والاحتقار كان نابعا من غبائنا لما كان يدور في بلدنا من اختراق مخابراتي رهيب من الدول الاجنبية. والأسوأ منه كان نهب البعض لاراضي الدولة وسرقة ما كان يقع تحت يد الحرامية والسراق والمشاركين في تسهيل هذه الأمور الشائنة لتلك القلة الرخيصة من أبناء البلاد، والذين من المفترض ان يكونوا فعلا هم من ابنائها، وقد تجاوزوا في ذلك كل القيم والاعراف والقوانين للحصول على أموال الدولة. هذا درس عظيم لم نعه الا بعد الغزووالتحرير، ولكن هل استفدنا منه وتعلمنا كيف نحافظ على الاموال العامة؟ ام ان الامور اصبحت اكثر سوءا واشد مرارة ونهبا واعتداء على أملاك الدولة؟ وماذا كان جزاء هؤلاء المجرمين الذين اعتدوا على هذه الأملاك، والتي ظهرت على شكل مجمعات سكنية واسواق تجارية انتشرت في طول البلاد وعرضها نظرا إلى الصلاحيات التي اعطيت لاناس غير جديرين بالثقة في المحافظة على اموال الشعب، وقد حصلوا على جزء ضخم من الكعكة الموزعة على عدد محدود من المستفيدين من هذه الأموال السائبة، إذ كان كثيرون من هؤلاء دخلوا السلطة لا يملكون شروي نقير، حتى اصبحوا بعد فترة قصيرة من توليهم لسلطاتهم من ذوي الاملاك الضخمة المعدودين في البلاد.هذا درس كبير وعظيم قبل واثناء الغزو، من استفاد منه بعد التحرير؟ لا احد، ان لم يكن ما حدث بعد ذلك اشد فتكا بالبلاد واموالها واراضيها وشواطئها ونفطها وخيرها وحتى قوانينها... ماذا كانت النتيجة النهائية التي حصل عليها الشعب الكويتي بعد ان كان يتمنى رجوع البلاد من يد الغاصب وهي صفصف لا زرع فيها ولا ماء ليعيد بناءها من جديد، هذه كانت امنية الشعب، فماذا حدث بعد ذلك؟ امتد الصراع وتكاتفت الايادي الخبيثة لسرقة البلاد بعد ان سرقت اراضيها قبل اكثر من خمسين عاما، وقد رأت مجموعة من الانتهازين ما حصل اثناء الغزو وتكشفت الامور امامهم، ووضحت الرؤية لديهم وبانت عناصر الفساد السارقة لمقومات الدولة، لان الفرصة باتت مواتية لهم للعب الدور نفسه، الذي لعبه الحرامية والسراق قبل ضياع الوقت وتبدده من بين ايديهم وهم في مراكز القوة والنفوذ، واصبحت السرقات والاستيلاء على الاموال العامة والاراضي في ظل التحرير اشد اجراما واقوى شوكة واكثر نفوذا.ثم ايضا ماذا حدث؟ لا شيء، سوى الفراغ الذي يعيشه الشعب الكويتي اليوم نظير ما حدث في الماضي القريب، وما حدث كان اكثر تشجيعا للمتردد الخائف للولوج في عالم السرقة والاجرام بعد مشاهدته ما تم في ظل التدهور الاخلاقي الذي تفاقم بعد الغزو ونشر فساده ومساوئه بعد ان احدثت صدمته العنيفة في كثير من القيم النظيفة التي تعارف عليها من قبل جموع اهل الكويت وانهارت في لحظة بائسة غادرة، وبان ما كان مستورا تحت قيم ايمانهم وولائهم ووطنيتهم واخلاصهم «ويا غافلين لكم الله». والآن ما هي النتيجة العملية لهذا الانهيار وعودة يوم الذكرى الأليمة؟ فهل نعود إلى الضياع والبكاء ولطم الخدود؟ ام نعمل فعلا على ترميم التصدع الذي كان قبل الغزو والدمار والخراب الذي تم بعد الغزو ونقوم فعلا بعملية الاصلاح ومكافحة الفساد والقضاء على مؤسساته، ام نعود إلى اللطم والبكاء على اللبن المسفوح ونعدد مساوئ الغزو ويوم حدوثه؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
الكونجرس والبيت الأبيض.."كسر عظم" حول العراق
إبراهيم غالي
الشبيبة عمان
مناظرة ساخنة ومعركة تشريعية جديدة يخوضها الكونجرس الأمريكي مع البيت الأبيض، بدأت يوم 7 يوليو الجاري وانتهت مبدئيا يوم الأربعاء الماضي بعدما رفض مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الأربعاء الماضي مشروع قانون تقدم به مجموعة من الأعضاء الديمقراطيون يطالب بسحب القوات الأمريكية من العراق قبل حلول 30 ابريل المقبل.
وطلب المشروع بدء سحب القوات المقاتلة من العراق خلال الأيام الـ120 المقبلة بحيث يكتمل الانسحاب بحلول 30 ابريل 2008.
و رغم انضمام أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ إلى زملائهم الديمقراطيين خلال الأسابيع الأخيرة، لم يحصل هؤلاء على الأصوات الستين الضرورية لإجبار الرئيس جورج بوش على بدء سحب القوات الأمريكية من العراق.
وفي ختام مناقشة طويلة امتدت للساعات الأولى من الصباح حصل الديمقراطيون على 47 صوتا مقابل 52 للجمهوريين.
وكان مجلس النواب وافق الأسبوع منذ أسبوعين على خطة جدول زمني للانسحاب تشترط سحب القوات في موعد أقصاه الأول من ابريل 2008، وكرر الرئيس الأمريكي جورج بوش في عدة مناسبات أنه سيستخدم الفيتو ضد إي قانون يشتمل على جدول زمني محدد للانسحاب
حشد "ديمقراطي" وبوادر "انشقاق" جمهوري
استغل الديمقراطيون إجازة الكونجرس السنوية الرابعة بمناسبة عيد الاستقلال (2 ـ 6 يوليو) لعقد مؤتمر لمراجعة إنجازاتهم بالمجلس خلال الأشهر الستة الماضية، خاصة مع بروز العديد من الآراء الناقدة لهم باعتبارهم لم يحققوا أيا من وعودهم الانتخابية التي قطعوها على أنفسهم منذ فوزهم اوائل نوفمبر الماضي وحتى الآن.وبالتالي قرر الديمقراطيون الدفع نحو إحياء مناظرة كبرى مرة أخرى والضغط على بعض النواب الجمهوريين لمواجهة سياسة بوش في العراق، علاوة على بعض القضايا الأخرى التي تمس الداخل الأميركي.
وكما كان متوقعاً فقد بدأ الديمقراطيون بهذه الخطوة، حيث لم يؤد إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى تقليل العنف أو دعم المصالحة السياسية، وبالتالي يعتزمان عرض قانون جديد لبدء انسحاب القوات الأمريكية على مراحل وإنهاء هذه الحرب بمسئولية.وهو ما يؤكد التصريحات التي أطلقتها نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب، وهاري ريد رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، بفشل سياسات الرئيس بوش في العراق.
ويسعى الديمقراطيون الذين يشغلون أغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ، إلى استغلال الخلافات المتصاعدة بين نواب جمهوريين نافذين وبين الرئيس بوش من أجل تشكيل أغلبية في المجلس تمكنهم من التحرك بفعالية، مقارنة بالنقاشات السابقة التي دارت بالكونجرس في شهر مارس الماضي ولم تسفر عن شيء.
فالرئيس بوش يواجه خلافات داخل حزبه حول استراتيجيته في العراق، لاسيما وأن أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد جالوب وصحيفة يو.إس.توداي في 10 يوليو 2007، أظهر أن سبعة أمريكيين من كل عشرة يفضلون سحب كل القوات الامريكية من العراق بحلول أبريل المقبل، وذكر 62% من العينة أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ بارسال القوات للعراق.وهذه أول مرة تزيد فيها هذه النسبة عن 60% في ذلك الاستطلاع.
وربما تنضم الأصوات الجمهورية المعارضة، والتي بلغ عددها عشرة نواب، إلى الديمقراطيين للمطالبة إما بتحديد جدول زمني للانسحاب أو وضع خطة جديدة بديلة عن استراتيجية بوش.فالسيناتور عن الحزب الجمهوري وممثلة الحزب في لجنة الأمن القومي "سوزان كولينز" قالت: "هناك تراجع مستمر في تأييد استراتيجية بوش في العراق بين أعضاء الكونجرس..الرئيس يطالب بمزيد من الوقت للحكومة العراقية لإحداث الإصلاحات السياسية، لكن هذا لن يحدث فعدد جنودنا القتلى في تزايد والحكومة العراقية فشلت سياسيا ولم يتوقف العنف الطائفي..ولابد من تغيير حقيقي ورؤية جديدة بعد فشل سياسة بوش والتأكد من أن زيادة حجم قواتنا على المدى القصير لاستقرار بغداد وبعض المناطق هو سياسة غير ناجحة".
أما بيت دومينيتشي السيناتورالجمهوري عن ولاية نيو مكسيكو الذي أيد بل وشجع الحرب على العراق، وتذكر عنه يومية Congressional Quarterly أنه صوت بنسبة 94% مع الرئيس بوش منذ عام 2001، فيري أنه "من الضروري إثناء الرئيس عن رغبته في الاستمرار في حرب لا يؤيدها الرأي العام".ويتوقع المحللون أن يؤدي موقف دومينيتشي إلى انشقاق داخل الإدارة، خاصة وأنه يرى أن "الوضع بالعراق يسير نحو الأسوأ، ولابد من العودة لتقرير مجوعة دراسة العراق الذي يقول بأنه يجب أن تكون مهمة القوات الأمريكية فقط تدريب قوات الأمن العراقية وتقليل الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي لحكومة بغداد إذا لم تتمكن من تحقيق التقدم المنشود".ولا يطالب دومينيتشي بالانسحاب الفوري، لكنه مع وضع استراتيجية بديلة تؤمن عمليات القوات وتسمح لهم بالعودة للوطن".
في حين يشير السيناتور الجمهوري "لامار ألكسندر" إلي أن زيادة القوات لا يمثل برأيه استراتيجية، وقدم اقتراحا أمام مجلس الشيوخ في العاشر من يوليو بتبني توصيات مجموعة دراسة العراق التي تدعو إلى تغيير مهام القوات الأمريكية من الدور القتالي للدور التدريبي لقوان الأمن العراقية.
وأصبح السيناتور "جوردون سميث" أول جمهوري يعلن داخل مجلس الشيوخ يوم 11 يوليو أنه سوف يصوت لصالح قرار يقضي بالانسحاب نهائيا في 30 أبريل 2008.أما السيناتور "جون وارنر"، فقد ذكر بأنه من المتوقع هذا الشهر أن نرى اقترابا جديدا، بينما ذكرت السيناتورة أوليمبيا سنو "إنه من الواضح أننا عند مفترق طرق من الأمل والواقعية، وعلينا التعامل مع الواقعية، وهذا يشمل الرئيس".كما أيدت السيناتورة "إليزابيث دول" مقترح قرار يقضي بخفض عدد القوات الأميركية بالعراق.والسيناتور شياك هاجيل ذكر أن رأيه يتوقف على معايير التقدم التي رأى أنها ستكون ضعيفة.
وبهذا ينضم هؤلاء إلى كل من السيناتورين: ريتشارد لوغار وجورج فوينوفيتش، اللذان يعارضان سياسة بوش منذ عدة أسابيع.فالأول وهو الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، أكد أمام مجلس الشيوخ على أن سياسة إرسال إرسال التعزيزات لا تملك فرصة للنجاح، وأوصى الثاني بضرورة الانسحاب من العراق.وقد أعرب الاثنان هذا الأسبوع صراحة بأن على أميركا أن تقلل حجم وجودها العسكري بالعراق وتدعم الجهود الدبلوماسية.
تقرير جديد يقوي شوكة الديمقراطيين
يستند الديمقراطيون في رفضهم طلب إدارة بوش تخصيص مبلغ 147 بليون دولار إضافية في ميزانية العام الجديد التي تبدأ في أكتوبر القادم وسعيهم إلى إقرار جدول زمني بالانسحاب ـ بجوار الفشل الأمني والسياسي بالعراق ـ إلى تقرير حديث أصدره مركز "خدمة أبحاث الكونجرس Congress Research Service" يوم 28 يونيو الماضي، تحت عنوان "تكلفة حرب العراق وأفغانستان والحرب على الإرهاب منذ 11/9".
حيث يذكر التقرير أن الكونجرس وبعد إقرار ميزانية العام 2007 في 25 مايو الماضي، قد خصص مبلغ 610 بليون دولار لأغراض تتعلق بالحرب منذ 11 سبتمبر 2001، كان نصيب تكلفة الحرب على العراق منها 450 بليون دولارا بنسبة 74%.وينوه التقرير إلى أن تكلفة رفع قدرات القوات تصل إلى 1.9 بليون دولار شهريا في أفغانستان ونحو 10 بليون شهريا في العراق.ناهيك عن التكلفة الثانوية للأمور الأقل أهمية في هاتين الحربين.
ويورد التقرير أنه قد تم تخصيص 165.8 بليون دولارا لوزارة الدفاع "البنتاغون" في ميزانية العام 2007، بزيادة قدرها 40% عن العام 2006، ولوزارة الخارجية 6.3 بليونا خصصت للعراق وأفغانستان وتمويل عمليات خارجية ودبلوماسية.ورغم هذا الارتفاع الكبير إلا أن القوات الأميركية لم تستطع فرض الأمن في بغداد وفي محافظة الأنبار التي سيتكلف حفظ الأمن بها 5.6 بليون دولارا حتى نهاية سبتمبر القادم.
ويؤكد التقرير أن الكونجرس إذا وافق على طلب الإدراة تخصيص مبلغ 147 بليون دولار في ميزانية عام 2008، فإن فاتورة الحرب على الإرهاب منذ 11 سبتمبر سوف تتجاوز 758 بليون دولار (أكثر من ثلاثة أرباع تريليون دولار) استحوذت العمليات في العراق منها نحو 567 بليون دولار (أكثر من نصف تريليون دولار) ، وأفغانستان 157 بليونا، وتعزيز الأمن الداخلي 29 بليونا، ونفقات غير مدرجة "مخصصة" 5 بليونا.ووفقا لذلك يشير التقرير إلى أن بعض النواب الجمهوريين مثل لوغار ودومينيتشي ربما يقودان معركة ضد زيادة مخصصات تمويل الحرب في يوليو الجاري.

بوش والديمقراطيين ..ملامح "فيتو" جديد
بالرغم من معارضة الديمقراطيين وارتفاع تكلفة الحرب في العراق، فإن البيت الأبيض والكثير من الجمهوريين يعارضون اقتراحات الديمقراطيين بالربط بين ميزانية الدفاع أو زيادة مخصصات تمويل الحرب وبين تحديد جدول زمني لانسحاب القوات من العراق.فالرئيس يرفض خيار الديمقراطيين من جانب، ويراه نواب جمهوريون من جانب آخر مناورة سياسية لإثبات الذات لن تثمر عن شيء في الحاصل الأخير إلا ترك العراق لتنظيم القاعدة والجهاديين.
فالرئيس بوش أعلن عدم التراجع عن خطته لتعزيز الأمن في بغداد لأن هدفها في النهاية إعادة القوات الأميركية إلى الوطن، قائلا: "نتفهم أن حرب العراق صعبة على الشعب الأمريكي..ولكني مرة أخرى سأشرح تداعيات الفشل والنجاح".وأردف في كلمة ألقاها بشأن العراق يوم 10 يوليو قائلا: "إن ما يحدد الأمر هو رؤية الجنرالات للواقع على الأرض وليس ما يراه السياسيون في واشنطن".وطالب بإعطاء مزيد من الوقت حتى شهر سبتمبر القادم كي تؤتي خطته ثمارها.
وفي إطار السجال الدائر بين الكونجرس والبيت الأبيض، قام مستشارا بوش للحرب "جون دوجلاس لوت" و"هادلي ريد" مستشار الأمن القومي بزيارة لمقر الكونجرس "الكايبتول هيل" لتعبئة وحشد النواب الجمهوريين للتصويت ضد أي مشروع قرار يستهدف تحديد وقت محدد للانسحاب من العراق.وسوف يقدم البيت الأبيض تقريرا كما سيلقي الرئيس بوش خطابا في الكونجرس يوم 15 يوليو الجاري بشأن التقدم الذي أحرزته الحكومة العراقية في تعزيز الأمن والمصالحة السياسية، والذي من المتوقع أن يثير مزيدا من الجدل داخل مجلسي الكونجرس.
وفقا لما سبق، فإذا ما نجحت الإدارة في حشد الجمهوريين، فقد لا يستطع الديمقراطيون تمرير مشروع يحدد جدولا للانسحاب.وفي حالة نجاحهم كما حدث في شهر مارس الماضي حينما ربط الديمقراطيون بين تحديد مدى زمني لانسحاب القوات وبين تخصيص 99 بليون دولارا كنفقات عسكرية، فإن الرئيس قد يكرر الكرَة، ويستخدم حق النقض ضد مشروع الديمقراطيين، الذين قد لا ينجحون لدى إعادة التصويت في الحصول على موافقة ثلثي أعضاء الكونجرس، وتمرير مشروعهم بمجلس النواب الذي يقضي بسحب القوات الأميركية المقاتلة بنهاية أبريل 2008 على أن تبدأ الانسحاب بعد 120 يوما.
أسابيع الحسم
يمثل النقاش حول هذه الميزانية فرصة جديدة للديمقراطيين للتحرك لوضع نهاية للحرب على العراق وتقديم مقترحات وإجراء سلسة عمليات من التصويت بمجلس الشيوخ لتحديد موعد نهائي للانسحاب من العراق في الأول من أبريل 2008، أو كما تقول نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب بأن "شهر يوليو سيكون شهر الحسم والتحرك داخل الكونجرس بمجلسيه لإنهاء هذه الحرب وسحب قواتنا مع حلول الربيع المقبل"، الأمر الذي يمثل تحديا أمام استراتيجية بوش الجديدة بالعراق في جانبي تحصيص تمويل إضافي للقوات الأميركية، والسعي لمنع إقرار الكونجرس جدول زمني محدد للانسحاب.
وربما تذهب جهود الديمقراطيين سدى للمرة الثانية حول تحديد جدول للانسحاب إذا لم تحدث انشقاقات واسعة داخل الحزب الجمهوري في الأسابيع الثلاثة القادمة.ودون ذلك سوف يتم تأجيل الأمر مرة أخرى حتى منتصف سبتمبر القادم حينما يقدم القائد الميداني الأعلى والسفير الأمريكي في بغداد تقريرهما حول فاعلية خطة بغداد الأمنية التي أعلنها بوش في يناير الماضي، علما بأن إجازة الكونجرس الصيفية تبدأ في 6 أغسطس ويبدأ عمله في الأول من سبتمبر.
وربما لذلك لن يذهب الكونجرس حتى منتصف سبتمبر مدى أبعد من مطالبه باشتراط توفير ثلاثة ألوية عراقية مدربة لدعم القوات العراقية، والقضاء على سيطرة الميليشيات على الأمن المحلي وتقليل مستوى العنف الطائفي، وتبني قوانين لمشاركة العراقيين في موارد الطاقة واستكمال تشريع خاص باجتثاث البعث، وتخصيص 10 مليار دولار من العوائد العراقية لمشاريع إعادة الإعمار، والعمل على دعم الإصلاحات السياسية...وذلك كله دون التمكن من تمرير قانون يجبر الإدارة على سحب القوات الأمريكية وفق جدول زمني واضح.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
أخطاء اليسار في حرب العراق
جوهان هاري
الاندبنتت
الفصيل اليساري المساند لغزو العراق فئة صغيرة تتكون في معظمها من الصحفيين والمفكرين الذين كانوا يظنون ان هزيمة طالبان وصدام حسين فكرة جيدة حتى لو كان الرئيس الوحيد القادر على القيام بهذه المهمة هو جورج بوش لكن منذ سقوط اول تمثال لصدام بدأت عرى هذا الفصيل تنفك وتنتقل الى معسكر المناهضين للحرب او الصامتين عنها او اليائسين منها لقد مر عام منذ ان اصدر اليسار المساند للحرب منشور ايوستون الذي حاول من خلاله صقل موقفه ليصبح مجموعة متماسكة من المبادئ لذا فهذا الوقت مناسب جدا لنسأل: هل تنتج هذه البيئة الغريبة في السياسيات الأنجلو ـ امريكية أية رؤى موثوق بها؟.
ولاستخلاص جواب لهذا السؤال علينا ان نفكك الجدل القائم حوله الى أربع قراءات.
القراءة الأولى: الأسلامويه يقول اليسار المساند للحرب ان الاسلامويه (والتي تتعارض مع الاسلام) هي شكل جديد لعدو اليسار القديم ـ الفاشية ـ وقد عبر المفكرون الاصوليون عن إعجابهم بالفاشية وهي التي تمكنهم من حيازة السلطة ـ طالبان في افغانستان ـ وبنوا بنعومة شديدة دولة شمولية في تطرفها كالنازية.
وكان رفض الشموليين اعتبار الناس الذين يعيشون في دول فقيرة او مضطهدة وقادرين على التحول الى الفاشية هو ـ في نظرهم ـ خيانة لضحاياهم وسقوط فيما أسماه برتراند راسل (مغالطة الفضيلة العليا لدى المضطهدين).
القراءة الثانية: البعثية إن وجهة النظر التي تقول ان صدام كان امتدادا للفاشية هي رؤية اقل اثارة للجدل ولم يرفض هذا الاقرار غير هامش صغير من اليسار على رأسهم عضو البرلمان البريطاني جورج جالوواي.
القراءة الثالثة: دور اليسار نفسه نظر اليسار المساند للحرب الى تقليد يساري ذهب في سباق عميق: يتجادلون حول يسار الثلاثينيات بزعامة فيكتور لازلو على انه افضل من يسار الستينيات الذي تبنى القوة الناعمة واشاروا الى ان هناك اعداد يحتاج اليسار لمحاربتهم اكثر من حاجته الى اخضاعهم.
وهذه الرؤية تنبع من مبدأ اليسار المتعذر هدمه: التضامن مع الغرباء اصحاب المعاناة وهذا المبدأ هو السبب وراء تبنى اليسار قضية محاربة الفاشية في اسبانيا وهو اليسار ايضا الذي يجب عليه محاربة الفاشية في افغانستان قبيل عام 2003 هجر الكثير من اليساريين هذه الغريزة الاساسية ـ على سبيل المثال ـ مادلين بونتنج يسارية تدافع عن حقوق المرأة وحقوق المثلية الجنسية في بريطانيا لكنها طالبت بان تعرف لماذا يتخاذل المعارضون اليساريون ـ مثلي انا ـ عن حقوق المرأة عندما يتعلق الأمر بالمسلمين من الصعب أن نرى هذا أي شيء بخلاف شكل من اشكال العنصرية: فبينما يلقي الامر اهتماما في لندن يصبح ذلك امرا تافها في دمشق.
القراءة الرابعة: المحافظون الجدد: في هذه النقطة يجب ان نذكر ان هناك مشكلة لقد خطط اليسار المساند للحرب بشكل ما للانتقال تكتيكيا من جانب الولايات المتحدة لكي يهزم عدوا اكبر ليساند بذلك في الدفاع عن سلطات امريكا الاستعمارية ولا يهم كم يكون هذا مرعبا وقد أقنع الكثير من اليساريين المساندين للحرب ان العسكرية الامريكية اصبحت الجناح المسلح لمنظمة العفو الدولية حتى اوثور كوهين يدعي ان المحافظين الجدد كانوا يخوضون حربا مع اليساريين لمصلحة اليسار لكن الدليل المناقض تماما تم تجاهله هل هذه سياسة من التخويف المنظم؟ ومع استثناءات قليلة لم ينخرط اليسار المساند للحرب في الموقف في العراق منذ مارس 2003 لقد تجمدوا في التظاهرات المعادية للحرب انها القراءات الخاطئة التي نزعت المصداقية عن الرؤى القيمة لليسار المساند للحرب من الواضح تماما ان غزو العراق لم تحركه مبادئ عصر التنوير الاوروبي لكنها الرغبة في تحقيق سيطرة امريكية على بترول الشرق الاوسط.
وعندما يتسابق اليسار للتضامن مع ضحايا البعث وضحايا الاسلامويه فهذا موقف مشرف لكن عندما يفعل هذا بأسلحة المحافظين الجدد فهذا سوء تقدير كارثي

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
هل اقتنع العرب بتقسيم العراق؟
مصطفى زين
الحياة
لم يتوصل الوفدان الإيراني والأميركي الى اتفاق خلال محادثاتهما في بغداد. لكن الطرفين أكدا تطلعهما الى استئناف الحوار. الاعتراف الأميركي بدور ايران في العراق، على رغم الاتهامات التي تكيلها لطهران، يطمئن الايرانيين الى أن ما يفعلونه في العراق بات مصدر قوة لهم، وأن تنازل ادارة بوش في الجلوس معهم الى طاولة واحدة، بعد رفض دام حوالي الأربع سنوات، أكبر دليل على تراجع مشروعها وبداية نهايته. لذا ليس متوقعاً أن تقدم طهران تنازلات تذكر، الا اذا ضمنت مصالحها، وتقاسمت النفوذ مع الولايات المتحدة. وقد يكون العكس صحيحاً، أي أنها قد تلجأ الى التصعيد لانتزاع أكبر قدر من التنازل.
تعرف ايران أن اميركا تفاوضها حول العراق من موقع ضعيف. صحيح أن لديها آلاف الجنود على الأرض، وأساطيلها تجوب البحار المحيطة بها، وتجري مناورات قرب شواطئها، لكنها في الوقت ذاته تحسب ألف حساب لها ولحلفائها العراقيين الذين يدينون للطرفين بالوصول الى السلطة. وقد فشلت كل المحاولات لابعاد هؤلاء عن ايران. هم مقتنعون بأن الجيوش الأميركية سترحل، في نهاية الأمر، أما ايران فباقية. وأياً كان النظام الذي يحكمها سيحافظ الحلفاء على مصالحها التي يعتبرونها، بكثير من الطفولة والغلو المذهبي المنتشر في المنطقة، مصالحهم.
ولا يسع المراقب، والحال هذه، الا أن يسأل عن غياب الدور العربي، منذ بداية الاحتلال حتى الآن. لماذا هو موجود في لبنان وفي فلسطين وليس موجوداً في العراق؟ لماذا يذهب وزيرا خارجية مصر والأردن الى تل أبيب ولا يذهبان، هما أو غيرهما، الى بغداد؟ لماذا لم يتابع العرب مقررات مؤتمر شرم الشيخ الخاصة بالعراق؟ لماذا تراجعت الجامعة العربية عن تنظيم مؤتمر مصالحة للعراقيين؟ هل اقتنعت الدول العربية أن جزءاً من العراق فارسي، على ما تشيع بعض الأدبيات، وجزءاً آخر كردي؟ ولم يبق سوى العمل لتحصيل بعض المواقع للسنة؟ هل اقتنعوا بتقسيم العراق؟
قد يكون نص استقالة مندوب الجامعة العربية لدى العراق مختار لماني، في شباط (فبراير) الماضي، جزءاً من الجواب. قال انه استقال احتجاجاً على التقاعس ولأن الدول العربية: «ارتضت لنفسها موقف المتفرج»، بينما العراق يتمزق.
لكن الواقع أن الجواب أكثر تعقيداً. ان لغياب الدور العربي أسباباً كثيرة، أهمها أن الولايات المتحدة معنية مباشرة بقضيته ولا تسمح لأي دولة غيرها بلعب أي دور، حتى ولو كان مسانداً لها. حتى بريطانيا حليفتها الأساسية في الغزو والاحتلال، صوتها غير مسموع عندما يتعلق الأمر بالترتيبات السياسية أو بالحوار مع هذا الطرف أو ذاك، أو بمرحلة ما بعد الاحتلال. وهناك سبب آخر فالأقاليم الفيديرالية العراقية ابتعدت عن العرب. وتخوض صراعاً مريراً على تحديد هويتها في الدستور، وفي الواقع.
التفرد الأميركي في رسم صورة العراق الجديد جزء من استراتيجية شاملة اتبعتها ادارة بوش، منذ بداية الغزو، حين استبعدت الأمم المتحدة، ثم سخرتها لتكريس الاحتلال، والمساعدة في اقناع العراقيين بالموافقة على دستور ما زال موضع خلاف بينهم حتى الآن. وتضغط واشنطن لتعديله لمصلحة السنة. أما ايران فشريك بالقوة التي يفتقدها العرب أو لا يريدون استخدامها. هي شريك عبر نسجها علاقات قوية مع جزء كبير من العراقيين. وعبر تنافسها مع الولايات المتحدة على النفوذ. وعبر مشروعها الشرق اوسطي المنافس للمشروع الأميركي، سواء في لبنان أو العراق أو فلسطين، ولا ننسى أفغانستان. لذا كان الحوار بين الدولتين وسيستمر، ولو حرباً. اما المشاريع المكملة للاستراتيجية الأميركية فلا حاجة الى الحوار مع أصحابها، الا لخدمة هذه الاستراتيجية. ولو أدى ذلك الى حروب أهلية وتفتيت بلدان وصلح مع اسرائيل، من دون الحصول على حقوق الشعب الفلسطيني.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
كوارث الخطط الأميركية في العراق

آن أبيلباوم

الاتحاد الامارات
رغم كثرة الآراء والاستراتيجيات الخاصة بحل المأزق العراقي، المثارة في ساحات الجدل الأميركي العام في هذه الأيام، فإننا سنقف عند تصور السيناتور هيلاري كلينتون، المرشحة الرئاسية عن "الحزب الديمقراطي"، لخطة زميلها باراك أوباما، والتي أوصى فيها بسحب القوات من العراق وإعادة نشرها في أفغانستان. الملاحظ أن للأعضاء "الديمقراطيين" في مجلس النواب، خطة ترمي لسحب الجزء الأكبر من قواتنا في العراق بحلول شهر مارس المقبل، بينما يرى زملاؤهم في مجلس الشيوخ، رأياً آخر يهدف إلى سحب القوات كلها بحلول شهر أبريل. وهناك من "الجمهوريين" في مجلس الشيوخ، من بدأ مطالبة الرئيس جورج بوش بتقليص عدد القوات العسكرية المرابطة في العراق، بينما يرغب "جمهوريون" آخرون في إعطاء مهلة أطول لاستراتيجية زيادة عدد القوات التي بدأ تطبيقها مؤخراً. ذا ما تابعت الأخبار واستمتعت إلى محطات الإذاعة وقنوات التلفزيون واطلعت على ما ينشر عبر الشبكة الدولية، فإنك ستلاحظ اتجاهاً عاماً يرى أن بلادنا سوف تكون مجدداً بخير وفي عافية، سواء كثر عدد جنودنا في العراق أم قل، أم أصبحت أميركا بلا جنود أصلاً. غير أن المفقود هنا بين هذه الآراء، وهو ما توافق عليه هيلاري كلينتون، هو أن كلاً منها يحتوي على بذرة كارثة ما بداخله، سواء انتبهنا لذلك أم لم ننتبه له. ولنبدأ مثلاً بالدعوة إلى نشر مزيد من القوات في العراق. فهل مازلنا بحاجة إلى تفنيد الخطأ في تلك الخطة، والكثير من أعضاء الكونجرس لا يكفون عن تبيان عيوبها وتفنيدها يومياً؟ غير أن هذا الامتناع من جانبي لا يقف حائلاً دون إبراز ما هو بديهي في هذا الخطأ. فالمزيد من الجنود في العراق لا يعني شيئاً آخر سوى مزيد من القتلى والضحايا بينهم. بل الأسوأ من ذلك أن مجرد بقاء جنودنا هناك، تحول إلى وقود لتأجيج نيران العنف الطائفي في الكثير من أنحاء العراق، لكونه يثير غضب العراقيين، ويوفر مبرراً لتصعيد تنظيم "القاعدة" لعمليات العنف التي يشنها يومياً هناك. ثم إننا جربنا خطة زيادة عدد الجنود، ولكنها لم تؤد إلى النتائج المرجوة منها على أية حال. وهذا ما يدفعنا إلى القول بعدم القدرة على المحافظة على المعدل الحالي لزيادة عدد القوات، ناهيك عن الدعوة إلى نشر مزيد من الجنود! ما أن نخفض عدد الجنود، فهذه تبدو مساومة معقولة لا بأس بها، لكونها لا تدعم خط التوقف وقطع المهمة التي بدأناها، بل تدعو إلى الإبقاء على عدد قليل من القوات، للقيام بمهام تدريب الجنود العراقيين ولحراسة الحدود، فضلاً عن قتال الإرهابيين. لكن أي مغزى لخطة انهزامية كهذه، في معمعة حرب أهلية تخوضها الفصائل العراقية المختلفة ضد بعضها البعض؟ وهل يعقل أن نعلن انسحابنا إلى النقاط الخارجية البعيدة من قلب المعركة، ونعلن للعراقيين الذين غزونا بلادهم من أجل إنقاذهم، أننا لا نرغب في رؤية مزيد من القتلى والضحايا بين جنودنا؟ والحقيقة أنه لا شيء أصعب من حراسة الحدود ومواجهة الإرهابيين عسكرياً، ما لم نكن طرفاً أصيلاً في النزاعات الطائفية والسياسية الدائرة في عراق ما بعد الغزو. وتنطبق الصعوبة نفسها على الجزء المتعلق بتدريب العراقيين من هذه الخطة. فكما أوضح ستيفن بيدل في مقاله المنشور في صحيفة "واشنطن بوست" خلال الأسبوع الماضي، فإن هذه المهمة تظل مستحيلة، دون أن تكون قواتنا في قلب المعارك العسكرية الدائرة بين مختلف الفصائل والأطراف العراقية المتنازعة فيما بينها. ولنذكر أن مزيداً من العنف العراقي لا يعني شيئاً آخر سوى مزيد من القتلى والضحايا بين قواتنا، بل وبين العراقيين أنفسهم، ما يهزم الهدف الرئيسي للخطة المذكورة بكاملها. هذا نصل إلى تفنيد فكرة اللاجنود هذه. فرغم أصداء الترحيب الواسع الذي تلقاه هذه الدعوة في نفوس الأميركيين المتعطشين للانسحاب الكامل من العراق، بأي ثمن كان، وأولئك الذين يقول لسان حالهم "ألم نقل لكم من قبل؟"، إلا أنها لا تخفي انطواءها على قدر كبير من النفاق والمداهنة السياسية. ولكي ننظر إلى هذا النفاق بعين أخرى، فلنطرح السؤال من زاويته المقابلة: كم من الذين يصعدون الضغوط على إدارة بوش ويحثونها على التدخل لإنهاء جرائم الإبادة الجماعية التي تجري في إقليم دارفور السوداني، سوف يفعلون الشيء نفسه، ما أن تبدأ مجازر الإبادة الجماعية بين العراقيين، منذ اللحظة التي تغادر فيها قواتنا بلادهم؟ فطالما أن دوافع المطالبة بالتدخل لوقف تلك الفظائع المرتكبة بحق المواطنين واحدة، سواء كانت هذه الفظائع في دارفور أم العراق، فإنه من الرياء المفضوح أن نطالب الآن بانسحاب قواتنا من العراق، كي تقع المجازر، ثم نعود للمطالبة بإعادة نشرها مجدداً مهما كلف ذلك من ثمن! والحل هو أن نكون أكثر واقعية وأن نبحث عن التعديلات الملائمة لسياساتنا وخططنا المتبعة في العراق، مع العلم أنه ما من حلول سحرية ولا بديهية للمأزق الذي نحن فيه الآن.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
شكرا لمنتخب العراق

السيد زهره

اخبار الخليج البحرين


هذه كلمات شكر وتقدير وحب لمنتخب العراق لكرة القدم الذي يخوض غداً مع شقيقه المنتخب السعودي المباراة النهائية في كأس آسيا. ومنتخب العراق يستحق هذا الشكر والتقدير لأسباب كثيرة أهمها ثلاثة: السبب الأول: أنه، هو والمنتخب السعودي

شرّفا الكرة العربية وكل العرب. لقد تابعت على إحدى المحطات الفضائية المعلق على المباراة الأخيرة للمنتخب العراقي، وهو يهتف في نهاية المباراة متأثرا سعيدا: مبرووك للعراق.. مبرووك للعرب. هذه المشاعر عبر عنها كل العرب في البرامج الرياضية وفي الصحف. انجاز منتخبي العراق والسعودية هو انجاز لكل العرب. غير أن السعادة الخاصة بفوز المنتخب العراقي جاءت لتذكر الجميع بأن العراق كان وسيظل إلى الأبد هو وطننا العربي الحبيب الذي لا يمكن إلا أن يكون عربيا بالواقع وبالانتماء وبمشاعر الحب العربية الجارفة له. والسبب الثاني: أن المنتخب العراقي بانجازه التاريخي أظهر للعالم كله وحدة شعب العراق في كل أنحائه وكل مدنه وقراه وبكل طوائفه وانتماءاته. حشود العراقيين التي خرجت في كل مكان في العراق تحتفل بإنجاز منتخبها، كانت ترفع علم العراق وتهتف للعراق الوطن الواحد. وحده شعب العراق وحبه لوطنه الموحد واعتزازه به، كادت تصبح موضع شك وسط الفوضى والدمار، ووسط جرائم الاحتلال الغاشم الذي أطلق نزعات بعض القوى الطائفية من عقالها وأراد أن يصور تقسيم العراق، الوطن والشعب، كما لو كان قدراً لا فكاك منه. لكن في لحظة الفرح هذه، أبى العراقيون بكل طوائفهم إلا أن يثبتوا للعالم أن قدرهم الحقيقي الوحيد أنهم شعب واحد في وطن موحد مهما جرى. مظاهر الوحدة والاعتزاز بالوطن الموحد التي أظهرها الشعب العراقي على هذا النحو تعطينا الأمل الكبير في أن العراق سوف يبقى دوما وطنا واحدا لشعب واحد مهما فعل المتآمرون. والسبب الثالث: أن منتخب العراق قدم نموذجاً للإرادة وما يمكن أن تفعله. منذ ما قبل انطلاق منافسات كأس آسيا، كان كل المعلقين والمهتمين بشئون الرياضة يجمعون على صعوبة أن يحقق المنتخب العراقي انجازات كبيرة في المنافسات. وكان تبريرهم لذلك هو الظروف الصعبة المأساوية التي يعيشها العراق، والتي تنعكس بالضرورة على المنتخب وقلة الامكانيات المتاحة للإعداد والتدريب. لكن منتخب العراق أثبت أن الظروف مهما كانت صعبة، والامكانيات مهما كانت محدودة، فإنها لا تقف عائقا أمام الانجاز إن توفرت الإرادة وتوفر التصميم. لكل هذه الأسباب، نحن مدينون لمنتخب العراق بالشكر والتقدير. ومن حسن حظنا كعرب أننا الفائزون في كل الأحوال في المباراة النهائية غداً. فسواء فاز العراق أو فازت السعودية، فالعرب.. كل العرب هم الفائزون بكأس آسيا