Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الجمعة، 7 سبتمبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الجمعة 7-9-2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
زيارة الرئيس بوش للعراق
* نزيه القسوس
الدستور الاردن
يوم الاثنين الماضي قام الرئيس الأميركي جورج بوش بزيارة مفاجئة للعراق وهذه الزيارة ليست زيارة بروتوكولية بل هي زيارة عمل مهمة للإلتقاء مع كبار ضباط القيادة العسكرية الأميركية هناك للإطلاع على الأوضاع الأمنية عن قرب وذلك لأن التقرير الذي سيقدمه قائد القوات الأميركية في العراق إلى مجلس النواب عن الأوضاع الأمنية في العراق قد اقترب موعده وعلى ضوء ما يرد في هذا التقرير سيقرر مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون السياسات الأميركية القادمة في العراق وهل يجب أن تنسحب القوات الأميركية من هناك أو جزء منها ومقدار التمويل المالي الذي سيوافق عليه .
يقول الرئيس بوش في تصريحات له قبل مغادرته العراق بأن الأوضاع الأمنية تحسنت كثيرا بعد تطبيق الخطة الأمنية الأخيرة ونشر عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين في محافظات المثلث السني وهذه التصريحات هي بالتأكيد محل نقاش لأن الواقع يقول غير ذلك فإذا ما خفت حدة العمليات العسكرية في محافظة الأنبار على سبيل المثال فإن ذلك يعود إلى إنسحاب المسلحين منها بسبب كثافة القوات الأميركية والعراقية التي انتشرت في هذه المحافظة لكن هذا الانسحاب هو بالتأكيد انسحاب تكتيكي لأن المسلحين يمكن أن يعودوا خلال أيام قليلة فالقوات الأميركية لا يمكن أن تبقى بهذه الكثافة لسنوات عديدة كما أنها لا تستطيع أن تبقى في حالة إستنفار دائم وكذلك القوات العراقية التي تساندها وإذا ما خفت العمليات الهجومية على القوات الأميركية في محافظة الأنبار فإنها لم تخف في محافظات أخرى فلا يمر يوم لا نسمع فيه عن سيارة أو عدد من السيارات المفخخة وهي تنفجر في بعض المدن العراقية وتقتل وتجرح العشرات من المواطنين العراقيين الأبرياء .
لقد نفذت القوات الأميركية عدة خطط أمنية في محاولة لفرض الأمن في العراق لكن كل هذه الخطط فشلت حتى الآن وما يزال العنف على أشده وما زالت النعوش التي تحمل جثث الجنود الأميركيين القتلى تحملها الطائرات كل يوم لتنقلها إلى الولايات المتحدة الأميركية وما زالت المظاهرات الشعبية تجتاح بعض المدن الأميركية مطالبة الرئيس الأميركي بسحب القوات من العراق. في النهاية لن يبقى الوضع على حاله في العراق فبالرغم من النعرات الطائفية التي أثارها الاحتلال هناك وبالرغم من الاقتتال الطائفي أحيانا إلا أن العراقيين متفقون على ضرورة إنسحاب جميع القوات الأجنبية من بلدهم وهم مستعدون للتضحية بكل شيء من أجل تحرير بلدهم وهذا الانسحاب سيتم إن عاجلا أو آجلا لأن الشعوب لن تقهر أبدا وهي متجددة باستمرار أما المحتلون فإن لهم طاقة محدودة للتحمل مهما كانت إمكاناتهم وها هي بريطانيا تجمع قواتها في البصرة داخل قاعدة عسكرية جوية ولم تسحبهم بشكل مباشر حفظا لماء وجهها وماء وجه جنودها لكنها ستسحبهم في القريب العاجل .
حتى لو زار الرئيس بوش العراق ألف مرة لرفع معنويات جنوده وحتى لو أرسل مليون جندي إضافيين للعراق فإن الشعب العراقي سيقاوم هؤلاء الجنود بكل شراسة حتى يحرر كل شبر من الأراضي العراقية ويهزم المحتلين شر هزيمة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
شخص.. غريب الاطوار!
د. احمد قطامين
الراي الاردن
منذ عدة اشهر، درج شخص غريب الاطوار على الكتابة بشكل متكرر في بعض الصحف العربية الالكترونية كتابات مسيئة للشعب الاردني مستخدما لغة لا يمكن وصفها الا بالسفاهة والانحطاط. نحن نفهم مثلا ان يوجه النقد بلغة حوارية راقية الى سياسي بعينه او شخص معين او نظام حكم معين اما ان تستخدم لغة ''دبشية'' منحطة تنتقي اكثر الكلمات انحطاطا في المعنى وحتى في اللفظ ضد شعب باكمله، فهذا شيء جديد، وغير مسبوق، ويدل على نفسية غارقة في الاثم والانحطاط.

هذا الشخص يدعى محمد الموسوي وهو من اصول ايرانية، يقال انه دخل العراق ''ظافرا .. منتصرا'' على متن مروحية تابعة لجيوش الغزو برفقة احد زعماء الحرب العراقيين الذي دخلوا العراق مع الاندفاعة الاولى لقوات الغزو في الايام الاولى لاجتياح العراق واحتلاله. اذن، محمد الموسوي واكب دخول قوات الغزو الى العراق عام 2003 ليكون واحدا من اولئك الذي استباحوا عفة العراق العربي العظيم وقدمو شرفه الوطني للأغراب مقابل حفنة من ''النفوذ'' السادي اللانساني داخل العراق.

يصف هذا الشخص الشعب الاردني بأوصاف ونعوت قبيحة يندى لها الجبين، ويكثر في وصفه من الكلمات والعبارات ذات المغزى الشذوذي كما لو كان يعبر بالحاح غريب عما في اعماقه من شذوذ.. ويعتبر مواقف الاردنيين مع العراق على مدى الحقب الماضية وحتى اليوم نوعا من الشذوذ السياسي والاقتصادي. ينسى الموسوي ان الشذوذ الحقيقي سواء كان سياسيا ام اقتصاديا ام اخلاقيا ام وطنيا لا يمكن التعبيرعنه بوضوح اكثر مما يعبر عنه ذلك المشهد الغريب وهو مرافقة امثاله للغزاة وهم يجتاحون ارض العراق الذي يدعي انه وطنه. ولا يمكن ان يكون الشذوذ اكثر وضوحا وتجليا من ان يكون امثاله اداة تساعد المحتلين على تدمير البنية التحتية للعراق ونهب كل شيء فيه حتى الاثار التي تدل على عظمة تاريخ العراق وشموخه الاسطوري عبر التاريخ.

عندما كان العراق بلدا مهيبا قبل ان يدخله ''الموسوي''، كانوا يقولون''فليخسأ الخاسئون'' وذلك تعبيرا عن ردة فعل العراقيين الشرفاء على افعال الخونة الذين يتآمرون على بلدهم مع القوى الاجنبية، وكان هذا المصطلح يقال للتعبير عن مدى مقت العراقيين الشرفاء لمن يضعوا انفسم في خدمة مخططات الاعداء ويتآمرون على وطنهم.

والان آن الاوان للتذكير انه غاب عن ادراك البعض وفهم الموسوي ان الاردن بكل مكوناته لم يكن يوما ولن يكون الا في طليعة الشرفاء الذين يفعلون الخير اكثر مما يعدون بفعله وان محاولتك الاساءة للعلاقة التاريخية الممتدة عبر التاريخ بين الاردن والعراق لن تنطلي على احد.. وان الذين يسعون الى الاساءة للعلاقة القائمة بين الشعب الاردني العظيم ومئات الالاف من الاشقاء العراقيين الذين هاجروا ، لن يحصدوا الا الخزي والعار..

وسيبقى العراق عربيا في طليعة صناع مجد الامة.. وسيندحر الخاسئون.. وفعلا ''ليخسأ الخاسئون'' ...


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
لإشارات المتناقضة
افتتاحية
الخليج الامارات
لم يعد أحد يشك أن الاحتلال الأمريكي لم يعد قادراً على البقاء في العراق، فالمؤشرات الدالة على ذلك كثيرة، بعضها يأتي من الحلفاء الذين ينسحبون خلسة، أو علناً، وبعضها يأتي من الوقائع على الأرض العراقية حيث الاستراتيجية الأمريكية تلقى خيبات متلاحقة، وبعضها الآخر يأتي من التصريحات الأمريكية وآخرها من القائد العسكري الأمريكي في العراق الجنرال ديفيد بترايوس.

لكن الرئيس الأمريكي يرسل باستمرار إشارات تناقض كل ما تؤكده الوقائع أو يشهد به جنرالاته والكونجرس. إنه، على ما يبدو، يحب ألا يتذوق مرارة الهزيمة في عهده، لذا إما أن يؤكد أن الانسحاب مشروط بتحقيق الانتصار والتقدم في العراق، أو أنه يصر على عدم الانصياع للضغوط الداخلية من أجل الانسحاب، ثم سرعان ما يجد نفسه محاصراً من حلفائه أو من مؤسساته.

حلفاؤه إما أن ينسحبوا أو يعدوا بالانسحاب، والكونجرس الأمريكي يقول إن الحكومة العراقية أخفقت في تحقيق الكثير من مؤشرات التقدم. أما الجنرال بترايوس فيؤكد “أن هناك حدوداً لما يستطيع الجيش أن يقدمه”، وأن قرار الانسحاب سيؤثر فيه الإجهاد الذي يتعرض له جيش الاحتلال. ما يقوله الحليف وأهل البيت مفاده أن لا مناص من برمجة الانسحاب، وأن التأخير قد يحمل مخاطر كثيرة لمصالح الولايات المتحدة وقدرتها على التأثير في الأوضاع العالمية.

وقد قال ذلك علانية نائب وزير الخارجية الأسبق أرميتاج حينما أكد أن انشغال الولايات المتحدة في العراق أدى إلى التهائها عن منطقة جنوب شرق آسيا وزيادة النفوذ الصيني فيها. غير أن هذه الإدارة تمضي في تبرير موقفها من برمجة الانسحاب بأن خصومها قد يصوّرونه هزيمة للولايات المتحدة. ولكن الإدارة الأمريكية قد هزمت في العراق منذ الأشهر الأولى وخيباتها متواصلة. لقد هزمت حينما انكشف للعالم زيف دعاوى الحرب، وحينما لم تحقق أهدافها المتغيرة باستمرار.

ولن تؤثر في هذه الحقيقة المماطلة في برمجة الانسحاب، بقدر ما قد تنقل عبء الهزيمة إلى الإدارة اللاحقة، وبقدر ما قد تؤدي إلى كوارث أكبر في العراق. وستكون نتائج الهروب من استحقاق برمجة الانسحاب مشاكل أعمق للولايات المتحدة، ومصائب أكثر للعراق. وقد يكون من مصلحة هذه الإدارة أن تحاول بعض الإصلاح بتمكين الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي من وضع خطة لفترة انتقالية تساعد فيه الأطراف العراقية على تجاوز انقساماتها، وتعزيز وحدتها.

ولعل هذا هو المخرج الذي يقلل من تأثير برمجة الانسحاب في مصالح الولايات المتحدة ونفوذها. وبخلاف ذلك قد تجد الإدارة الأمريكية نفسها مضطرة للانسحاب بطريقة تذكر بما حصل في فيتنام. حينذاك ستكون الهزيمة مدوية وأشد مرارة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
عن العراق
د احمد ماهر
الشرق الاوسط
جاءت زيارة الرئيس بوش المفاجئة في الأسبوع الماضي إلى العراق ومعه وزير الخارجية ووزير الدفاع لتثير تساؤلات عن توقيتها والأسباب التي دعت إليها وإلى أنه يقوم بها في طريقه من الولايات المتحدة الى أستراليا فلم يسلك أقصر طريق بل أطوله.
ولما كانت الزيارة تمت قبل فترة قصيرة من التقريرين المتوقعين من جانب الجنرال «بترويس» قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير الأمريكي في بغداد ريان كروكر، فقد بدا للكثيرين أن الغرض هو أساساً التأثير على كاتبي التقريرين المكلفين بتقييم نتائج قرار زيادة القوات الأمريكية.
ولعل الرئيس أراد تجنب أن يأتي التقريران بما لا يشتهيه وبما يؤكد فشل سياساته التي يبدو أنها تتخبط في مأزق وضع الرئيس نفسه وبلاده فيه. وقد تلازمت الزيارة مع تصريحات مضحكة من فرط تفاؤلها غير المبرر وادعاءاتها التي لم تستند إلى الحقائق متلاعبة – كما أوضحت مقالات صحفية أمريكية – بالأرقام والإحصاءات والبيانات إلى درجة تستفز الحقائق على الأرض. ولم يشأ الرئيس فيما يبدو الانتظار حتى موعد صدور التقريرين في منتصف الشهر فأراد أن يورط المسؤولَين في مواقف غير حقيقية وتتسم بادعاءات غير دقيقة حول نتائج سياسة تعزيز القوات. كما أن الرئيس بوش أراد فيما يبدو الرد على موقف بريطاني أدى الى سحب القوات من البصرة إلى معسكرات تحتمي بها إلى حين استدعائها مرة أخرى في حالة الحاجة، تاركة مسؤولية الأمن في المدينة الى قوات عراقية من الواضح أنها غير مكتملة التدريب وغير قادرة لأسباب عسكرية وغيرها على الحفاظ على الأمن. ومن الواضح أن تلك الخطوة البريطانية هي انعكاس للرغبة في بدء الخروج من الورطة التي وضع توني بلير نفسه فيها نتيجة لسوء تقدير.
ولعل من الأمثلة المؤكدة لسوء التقدير، هو ما جرى بيني وبين السفير البريطاني في القاهرة عند بداية الغزو للعراق، فقد كان يدعي ـ مؤمناً فيما يبدو ـ بأن التصاق بريطانيا بالموقف الأمريكي التصاقاً وثيقاً يتيح لها التأثير على السياسة الأمريكية لتجنب الكثير من الأخطاء، وقد انتهى الأمر إلى فشل ذلك التكتيك وتحول إلى استراتيجية تبعية كاملة وانزلاق إلى مواقف صعبة وخاطئة.
وقد انتقل السفير البريطاني الذي أشير إليه بعد ذلك للعمل في بغداد مع الدكتاتور المدني الأمريكي الأرعن بريمر فلم يستطع عليه صبرا إلا شهوراً معدودات.
وفي ما يتعلق بالموقف البريطاني فقد كشف مؤخراً قائدان عسكريان بريطانيان شاركا في التخطيط للغزو وتنفيذه عن نقدهما الشديد للموقف الأمريكي في ما يتعلق بمرحلة ما بعد الغزو، وقد وصفا سياسة واشنطن بأنها أفلست تماماً لأنها تورطت في أوهام بذرها في عقل مسؤوليها عدد من اللاجئين العراقيين الذين كانوا يجرون وراء أطماعهم الشخصية في الوصول إلى السلطة من دون أن يكون لديهم علم حقيقي بأحوال بلادهم التي تركوها منذ سنوات طويلة ليعرضوا خدماتهم كعملاء جهلة استطاعوا أن يساهموا في توريط الدولة العظمى في مستنقعات لا تعرف كيف الخروج منها.
وتتضح كل يوم مآس حول أسلوب الإعداد للحرب، ولمرحلة ما بعد الحرب. ومن الغرائب في هذا الشأن مثلاً ما نقل عن الرئيس بوش نفسه أنه لا يذكر كيف ولماذا أصدر القرار بحل الجيش العراقي مع أنه كان يتصور أنه سيتم الابتعاد عن الجيش للحفاظ على الأمن والنظام بعد استبعاد بعض قياداته البعثية المتورطة مع نظام صدام حسين، بل إن بعض المسؤولين الأمريكيين ذكروا أن القرار كان الإبقاء على الجيش فعلاً بناء على ما يقضي به المنطق ونصائح بعض من حاولوا منع الغزو، ثم عندما بدا ذلك مستحيلاً حاولوا أن يقللوا من مخاطره ومخاطر نتائجه بالنسبة لمستقبل العراق. ولكن بريمر وزمرة البنتاغون من الآيديولوجيين المتعصبين ادعوا أن القادة العسكريين تركوا قواتهم وتفرقوا كما تفرق جنودهم، وبالتالي فلا مناص من إعلان حل الجيش والشرطة، والاستعانة بمليشيات دعمت الانقسام الطائفي وأدخلت البلاد في دوامة حرب أهلية سقط ضحاياها مئات الآلاف من العراقيين، إضافة إلى تغذية حركة مقاومة عنيفة سقط في أتونها عدد كبير من الأمريكيين وحلفائهم.
ومن الناحية السياسية فإن السياسة الأمريكية فشلت فيما حاولته ـ لو ادعت أنها حاولته ـ من إقامة «حكم ديموقراطي نموذجي» فرأينا ما نراه من تفكك الحكومة العراقية، وفشل رئيس الوزراء ـ الذي تعرض لهجوم أمريكي ثم اعتذار عن هذا الهجوم وتخبط في التعامل معه ومع حكومته المهلهلة ـ في تنفيذ الشروط أو الأهداف التي حددتها له واشنطن وأقر الكونغرس في تقرير أخير بأنه فشل في تحقيق أغلبها. بل إن السياسات الأمريكية وقعت في تناقض آخر وهو أنها أعطت الفرصة لزيادة النفوذ الإيراني داخل العراق، بينما هي في مواجهة مع طهران ليس فقط حول سياساتها النووية بل حول دورها الإقليمي، وترسم الخطط المجنونة لتوجيه ضربات عسكرية لإيران تستهدف فيما قيل أكثر من ألف هدف استراتيجي. ولست أدري إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد حقاً للهروب من مغامرة مأساوية فاشلة إلى مغامرة جديدة لن تقل مأساوية وفشلا بل ستكون لها ـ إن حدث ـ انعكاسات إقليمية بالغة الخطورة.
لقد ورد في كتاب صدر أخيراً في الولايات المتحدة أن كوندوليزا رايس بعد زيارة منذ سنوات لبغداد تحمست لما رأته فلم تتمالك نفسها وأجرت مكالمة مع الرئيس بوش لتنقل إليه حماسها وثقتها في أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، ولعل الوزيرة رايس قد خففت الآن من حماسها غير المبرر الذي يبدو أنه كان محاولة لخداع النفس قبل خداع الغير. ولعل ما نراه الآن من تحركات أمريكية حاولت مثلاً موازنة بداية الانسحاب البريطاني الفعلي بوعود ببقاء القوات الاسترالية – هو استمرار لمحاولة خديعة الذات في مواجهة كل الأصوات التي ترتفع في واشنطن منادية بالاستماع إلى صوت العقل، والعدول عن سياسات أثبتت المرة بعد الأخرى فشلها إلى درجة المساس ـ ليس فقط بالأوهام الإمبراطورية ـ بل بالمصالح الأمريكية التي دفعت بها سياسات الرئيس بوش والجماعة التي سيطرت على فكره وعواطفه ـ إلى مزالق الخطر.
وأنا شخصياً لا يهمني تأثير ذلك على من يفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، فسوف يكون على الرئيس الجديد أياً كان ـ أن يواجه الحقيقة ويحاول تقليل الخسائر ووضع حد لنزيف الدم والمال، ولكن ما يهمني هو مستقبل العراق الذي قد يتركه الغزاة ـ عندما يهرولون فارين ـ في أسوأ أحواله. وهو وضع تقع مسؤولية معالجته على العراقيين أنفسهم بعيداً عن غوايات الانقسام الطائفي والتأثيرات الخارجية. ولعل ما نراه من تفكك الحكومة الائتلافية فيه مما لا يبشر بالخير، ولكن ربما يكون ازدياد الشعور بالخطر يحدق بالجميع حافزاً على التعاون لإعادة بناء دولة جديدة على أسس لا «صدامية» ولا «بوشية»، ولعل العرب سيستطيعون هذه المرة النجاح في محاولة جادة ومستمرة غير متقطعة لإيجاد مصالحة حقيقية تحفظ المستقبل وتحميه من تداعيات الحاضر المؤلم الذي لن يخرج منه عراقي سالماً سواء كان سنياً أو شيعياً، عربياً أو كردياً. وليس من شك في أن بناء العراق الجديد سوف يحتاج الى جهد الجميع، كما سوف يحتاج إلى تحديد دقيق للعلاقة بينه وبين جيرانه جميعهم على أسس تختلف عن الأسس الواهية السابقة التي ساهمت ـ كل بقدر ـ في الوصول إلى ما نحن جميعاً فيه ويتعين الخروج منه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
مجلس الانسحاب وسر الهزيمة!

كاظم الموسوي
الوطن عمان
للمرة الثالثة يغامر الرئيس الاميركي بوش الثاني ومعه اركان ادارته للتسلل الى ارض العراق سرا، دون اعلان واستقبال ومراسيم دبلوماسية. هكذا وصل رئيس دولة الاحتلال، اكبر دولة تسعى للهيمنة على العالم والاستفراد بالسياسة الدولية، من حدائق البيت الابيض الى صحراء الانبار، محتميا بقاعدة الاسد الجوية المحتلة من قبل آلاف من القوات الاميركية، والمرصودة منذ اسابيع متتالية. حسب محللين بأن الاخبار عن كل ما حصل تم بعد انتهاء المغامرة، وما تسرب عنها استهدف توجيه رسائل سياسية فارغة، لا تؤثر في تغيير للمواقف والآراء، سواء داخل الكونغرس الاميركي او الرأي العام، ولا يفرح كل المتعاونين معه في المنطقة الخضراء ببغداد او خارجها، اذ سحبهم من مكاتبهم الى مخبئه المكشوف دون ان يلحق اغلبهم الى حلاقة وجهه للتبرك بمصافحة تلفزيونية مذلة. إلا ان ما حصل أعطى اشارات كافية لعمق المأزق الذي تعيشه ادارة بوش الثاني، وكل التحرك البهلواني وما نشر عنه وبث اعلاميا أضاف الى الورطة ابعادا اسوأ منه. وحاولت الادارة والبنتاغون توصيف ما تم بأنه "الاجتماع الأخير الكبير بين المستشارين العسكريين للرئيس مع القيادة العراقية، قبل أن يقرر الرئيس خطواته التالية." وسماه ناطق باسم البنتاغون بـ"مجلس الحرب" قبل أيام من تقديم تقرير الجنرال دافيد بترايوس، قائد القوات الأميركية في العراق والسفير رايان كروكر، الى الكونغرس حول مسار استراتيجية زيادة القوات التي اتخذها بوش الثاني بداية هذا العام، لمناقشته بعد العاشر من هذا الشهر (سبتمبر 2007). وقال الناطق إن الرئيس عقد مجلس حربه ببغداد مع القادة العراقيين كي يناقشوا الطريق إلى الأمام. أما وسائل اعلام مرافقة او مطلعة فقالت إن الأسبوعين القادمين سيكونان حرجين لاستراتيجية بوش، بسبب تصاعد الجدل في واشنطن حول الطرق الممكنة للاستمرار، من جهة، وما سيحتويه التقرير المعد الى الكونغرس وطبيعة ما يجري على الارض، التي لم يجرؤ احد على البوح بها من جهة اخرى، وخلاصة الامر توضح ابعادا كثيرة اكبر حجما وتأثيرا من الصور السريعة والابتسامات الخادعة والكلمات المعدة سلفا وبحذر كبير.
الوقائع تقول بغير ذلك، احداثا وارقاما وتقارير ايضا، وهي الصورة الواقعية الحقيقية لكل ما جرى وحصل وسيحدث بعدها. فعن اي مجلس حرب ينفخ البنتاغون به بعد اكثر من اربع سنوات ونصف السنة من الاحتلال العسكري الدموي وبوجود اكثر من ربع مليون عسكري ومرتزق اميركي وحليف له على ارض العراق؟!. وكان بوش الثاني نفسه، كما اظهرته صورته، محاولا التشبث بقشة ما، تأتيه حتى من رمل الصحراء المدججة بالاسلحة الاميركية. وقد وصف في خطابه أمام حوالي 750 من قوات الجيش الأميركي جمعت له، خطوات الاحتلال بأنها مخيبة للآمال، وأن قرار سحب القوات من العراق يعود إلى القادة العسكريين الأميركيين في العراق لا إلى "ردود فعل انفعالية" من قبل بعض الساسة في واشنطن. مكررا هذا القول كما في اغلب خطبه ورده على المهاجمين لسياساته الحمقاء، ولكنه افصح عن خيارات تعذر عليه النطق بها، مضطرا لها، من بين اساليب المحافظين الجدد، في خططهم لاستباق الاحداث. وفي الوقت نفسه، ورغم التهويل والتضليل واجهته الخطوة المقررة، انسحاب القوات البريطانية، على الأقل من مدينة البصرة، اشارة تنبيه اولية. فحين دخل بوش الثاني خرج حلفاؤه، علق محلل سياسي اوروبي، "ان هذا اليوم لم يكن قطعاً دون دلالات رمزية فبينما كان الرئيس الأميركي في زيارته المفاجئة للعراق، يؤطر ملامح قراراته الجديدة في قاعدة عسكرية جوية، ويعلن عن خطوات في استراتيجيته الجديدة، كان حليفه الأهم في العراق يعد العدة لانسحاب مشرف لا يعطي انطباع الهزيمة". او هكذا يحاول ذلك، إلا ان الرأي العام البريطاني، اغلبه على الاقل، مقتنع بأن ما حدث هزيمة عسكرية وسياسية لقرارات غير شعبية وغير مرغوب بها من لدن الشعب العراقي، الذي اجبر القوات وقياداتها السياسية والعسكرية على تجرع سم الخسارة.
وقبل ان تصبح المفاجأة في هوامش الاخبار اليومية، رد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد عليها ببيان جاء فيه "كل تقييم هادف أظهر حتى اللحظة أن استراتيجية الرئيس الفاشلة أخفقت في تحقيق هدفها المفترض: حل سياسي للعراق." وتابع "عقب قرابة خمسة أعوام، وفقد 3700 جندي أرواحهم، وتكلفة تعدت نصف تريليون دولار، حان الوقت لأن يدرك الجمهوريون الحقيقة على أرض الواقع.. قفوا بوجه الرئيس بوش وساعدوا الديمقراطيين لإيجاد نهاية للحرب."
وتتناقض تعليقات الصحف والتقارير الاميركية والبريطانية وتصريحات المسئولين السياسيين والعسكريين في نقلها صورة الوضع في العراق اليوم، فبين صحيفة نيويورك تايمز التي تورد ان الاغلبية في الولايات المتحدة باتت شبه متفقة على حقيقتين أساسيتين في العراق: أن هناك زخما عسكريا بالنسبة للقوات الأميركية ـ العراقية المشتركة وهناك شلل سياسي في بغداد. وتختم إنه بالنظر إلى استمرار العنف وغياب التقدم السياسي، فالعراق ليس في طريقه الآن إلى تحقيق الاستقرار الدائم، وأميركا ليست لديها بعد استراتيجية واضحة للخروج من العراق.
صحيفة يو إس إيه توداي تفاءلت في افتتاحيتها بأن الأوضاع بدت أفضل قليلاً في العراق هذا الصيف، مشيرة إلى تقارير لبعض القادة العسكريين الأميركيين والمراقبين المستقلين. وذكرت أن أي تراجع في العنف في العراق وأي تقدم ضد القاعدة يجب أن يحتفى به ويشجع، لكن مع ذلك فهناك تقريران جديدان يظهران بما لا يدع مجالاً للشك أن النصر في العراق بعيد المنال. وكشفت الصحيفة أن أحد هذين التقريرين هو تقرير الاستخبارات القومية الذي اشتركت في وضعه 16 وكالة استخبارات أميركية وأفاد بأن "مستويات العنف إجمالاً تبقى مرتفعة" و"الجماعات الطائفية في العراق لا تزال رافضة للمصالحة." وقال التقرير إن الحكومة العراقية قد تصبح "أكثر زعزعة" على مدار الستة إلى الاثني عشر شهراً القادمة وإن قواتها الأمنية، وعلى الرغم من إظهارها تحسناً، لا تزال غير قادرة على العمل بدون مساعدة. أما التقرير الثاني فهو التقرير الصادر عن مكتب المحاسبة العامة، التابع للكونغرس، والذي شكك في التقارير الرسمية التي تفيد بتحقيق نجاح عسكري في العراق وفي تصوير حجم الإخفاقات السياسية، وختمت الصحيفة افتتاحيتها: "إن إدارة بوش ذهبت إلى العراق على فرضية أن كل شيء سيصبح على ما يرام بمجرد إسقاط نظام صدام حسين، وثبت لها أنها وقعت بكارثة وأخطأت في التقدير. لكن وبعد أربع سنوات من بداية هذه الكارثة، وبرغم بعض الأنباء السارة مؤخراً، ما زال التفاؤل هو السائد، وليست الاستراتيجية".
فهل المجلس الذي اجتمع كان للحرب ام للانسحاب ولوضع سر الهزيمة، الاستراتيجية التي سيجبر بوش الثاني عليها، مثلما يتذكر فيتنام اليوم؟!.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
لا يمكننا انتظار المالكي إلى ما لا نهاية
تشارلاز كراو ثامر
الشرق الاوسط

أمضت حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أكثر من 15 شهرا في الحكم، لتحييد التمرد السني عن طريق اتفاقات وطنية حول المشاركة في حصة الأرباح المتأتية من النفط وتنظيم انتخابات على مستوى المحافظات، وفي ما يتعلق بسياسة اجتثاث البعث. لكنها لم تحقق أيا من هذه الأهداف. في الوقت نفسه تمكن الجنرال ديفيد بترايوس من تحييد عدد معتبر من العشائر السنية، من خلال منحها إدارة محلية وتقديم أسلحة لها كي تحارب جنبا إلى جنب مع القوات الأميركية «القاعدة».

يمكن القول إن استراتيجية بترايوس تحمل قدرا من المخاطر، لكنها في الوقت نفسه فعالة.

من جانب آخر، لم تكن الحكومة التي تهيمن عليها الأحزاب الشيعية سعيدة تجاه إجراءات بترايوس. واشتكى أحد مساعدي المالكي من أنها ستجعل العراق «مجتمعا وميليشيات مسلحة».

لكنه كيف يرى العراق الآن؟ عدا عن أن الكثير من الميليشيات السنية، التي كانت تطلق النار على الأميركيين أصبحت الآن تحارب «القاعدة».

طبيعة الحرب تغيرت. في يوليو الماضي، كانت نسبة الهجمات ضد القوات الأميركية في بغداد بواسطة الميليشيات الشيعية 73% لا من السنة. والمالكي ليس شخصا مغفلا. فمع زيادة عدد العشائر السنية المحَيَّدة يستطيع أن يرى تحولا جذريا في مسار هذه الحرب، وهذا يتمثل بتحول الماكنة العسكرية الأميركية ببطء لمواجهة المتطرفين الشيعة عسكريا.

لعل أكثر الأخطاء الجادة التي وقعت في العراق، هو الفشل في تدمير مقتدى الصدر وبقية جيشه المهلهل، حينما تمت محاصرته وهزيمته في النجف عام 2004. ونتيجة لذلك نحن نواجهه الآن مرة أخرى. وأدت الزيادة في عدد القوات الأميركية إلى شن هجمات مدمرة ضد حصون جيش المهدي في بغداد. يعاني الصدر حاليا من الأذى. فبعد مقتل الكثير من الشيعة على يد الشيعة في كربلاء الشهر الماضي، دعا إلى تجميد جيش المهدي لمدة ستة أشهر في العمليات العسكرية من أجل السماح له بإعادة تأهيل قواته التي أصبحت أكثر فأكثر في حالة فوضى.

في الوقت نفسه أداننا المالكي لقتلنا بعضا من أعضاء جيش المهدي خلال غارات جرت في مناطق شيعية ببغداد. وهذا ما ادى إلى فتح خلاف ما بين واشنطن وبغداد. وهذا سيتعمق فقط أكثر فأكثر طالما بقي المالكي في الحكم.

والمالكي الآن ليس صديقا للصدر أو ايران. وهو يعرف أنهم اذا ما سادوا أخيرا فإنهم سيبتلعونه. ولكن المالكي ضعيف سياسيا بحيث انه لا يتمكن من اتخاذ الخطوة الحاسمة في الاتجاه الآخر، نحو السنة والشيعة المعتدلين، من أجل تحقيق التسويات الوطنية الضرورية.

ولهذا فإنه يحاول أن يقي مراهناته من الخسارة. فهو يزور ايران، وعندما كان في زيارة الى سورية رد على دعوات من البرلمان العراقي لتغيير حكومته بالقول ان «أولئك الذين يطلقون مثل هذه التصريحات، منزعجون من زيارتنا الى سورية»، ويحذر بشدة من أن «العراق يمكن ان يجد اصدقاء في أماكن أخرى».

والمالكي ليس ضعيفا حسب، وإنما لا يمكن الاعتماد عليه. والوقت يمضي سريعا. وكان يتعين علينا منذ زمن بعيد، ولنقل منذ كتب مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي مذكرته المسربة في نوفمبر الماضي، حول فشل المالكي، أن نبدأ العمل من اجل تبديل حكومته العاجزة.

هل يتخيل أحد أن المالكي يتمتع بثقة أغلبية العراقيين؟ اذا لم يكن كذلك فإن البرلمان، الذي يمثل الشعب، لديه الحق الكامل بالتصويت بسحب الثقة وإسقاط الحكومة.

وماذا بعد؟ بدلا من السعي الى تحالف جديد باعتباره بديلا مهتزا، فإن البديل الأفضل هو اجراء انتخابات جديدة. وفي هذه المرة يجب ألا نكرر خطأ الانتخابات المتمثل بقوائم حزبية، وهو نظام مقصود به تقريبا خلق زعامة من جنرالات الحرب وتحالفات غير مستقرة.

والانتخابات الجديدة ليست حلا سريعا. فتنظيمها سيستغرق وقتا طويلا، وهو السبب الذي كان يتعين علينا أن نعمل في سبيله قبل اشهر. ولكن المصالحة من الأسفل التي تحدث في داخل المحافظات يمكن ان تؤدي منطقيا الى مصالحة وطنية في بغداد. لا يمكننا الجلوس الى ما لا نهاية بانتظار المالكي.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
حل جيش صدام من المسؤول
بول بريمر
نيويورك تايمز»


جاء في تقرير مشروع مستقبل العراق الذي اصدرته وزارة الخارجية في مايو 2002 ان «الجيش العراقي المستقبلي لا يمكن أن يكون امتدادا للجيش الحالي، الذي تحول الى أداة للدكتاتورية».

وبات من البديهي ان قرار حل جيش صدام حسين كان خطأ وكان مناقضا للتخطيط الأميركي ما قبل الحرب وكان قرارا اتخذته بنفسي. والحقيقة ان السياسة قد درست بعناية من جانب أعضاء كبار مدنيين وعسكريين في الحكومة الأميركية. وكان القرار الصحيح.

وبحلول سقوط بغداد يوم 9 ابريل 2003 انحل الجيش العراقي ببساطة. وفي 17 ابريل أشار الجنرال جون ابي زيد، مساعد قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي، لمسؤولين في واشنطن عبر مؤتمر بالفيديو الى أنه «لم يتبق هناك وحدات منظمة للجيش العراقي». وجعل اختفاء الجيش القديم لصدام حسين أية خطط لما قبل الحرب لاستخدام ذلك الجيش، شيئا لا صلة له بالموضوع. ولهذا كان السؤال حول ما اذا كانت سلطة الائتلاف المؤقتة يجب ان تحاول استعادته او بناء جيش جديد مفتوح لكل أفراد الجيش القديم والمجندين الجدد. وفضل الجنرال أبي زيد الحل الثاني.

وفي الأسابيع التي تلت توصية الجنرال أبي زيد ناقش والتر سلوكومبي مستشار الأمن القومي لدى التحالف خيارات مع مسؤولين كبار في البنتاغون، بينهم مساعد وزير الدفاع بول وولفويتز. وقد أقروا بأن استعادة الجيش السابق أمر مستحيل من الناحية العملية لأن عمليات النهب في فترة ما بعد الحرب دمرت كل القواعد.

وفضلا عن ذلك فان مجندي الجيش، وهم شيعة في الغالب، لم يكونوا ليستجيبوا لنداء الاستعادة من قادتهم السابقين، الذي كانوا من السنة أساسا. كما اتفق على أن استعادة الجيش ستكون كارثة سياسية لأنه بالنسبة لأغلبية العراقيين يعتبر سليلا للنظام السني القديم الذي يقوده البعثيون.

وفي الثامن من مايو 2003 وقبل مغادرتي الى العراق أعطاني وزير الدفاع دونالد رامسفيلد مذكرة تحمل عنوان «مبادئ في ارشادات السياسة الخاصة بالعراق» تشير الى ان التحالف سيعارض بقوة مؤسسات صدام حسين القديمة، وهي: حزب البعث، وفدائيو صدام... الخ، وإننا سنوضح بأن التحالف سيزيل بقايا نظام صدام». وفي اليوم التالي أبلغني رامسفيلد انه كان قد أرسل ورقة «المبادئ» الى مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية.

وفي غضون ذلك فان مشاورات والتر سلوكومبي مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن وبغداد أظهرت انهم يفهمون ان الاتجاه العملي الوحيد هو بناء قوة محترفة جديدة منفتحة على أفراد الجيش القديم المدقق في أوضاعهم. وأعد سلوكومبي مسودة أمر لإنجاز هذه الأهداف. وأرسلت مسودة أولية من هذا الأمر الى وزير الدفاع يوم التاسع من مايو. وفي اليوم التالي أرسلت المسودة الى المستشار العام لوزارة الدفاع ويليام هاينز، وكذلك الى وولفويتز، ووكيل الوزير لقضايا السياسة دوغلاس فيث، ورئيس القيادة الوسطى الجنرال تومي فرانكس، والى أكبر اداري مدني للتحالف في ذلك الوقت وهو جاي غارنر، طالبا منهم التعليقات. وفي 13 مايو وفي الطريق الى بغداد، اطلع سلوكومبي كبار المسؤولين البريطانيين في لندن الذين ابلغوه انهم يتفهمون ان «حل الجيش العراقي هو امر مفروغ منه». وأضاف تقريره انه «اذا ما كان عدد من العسكريين او المسؤولين البريطانيين يعتقدون انه يجب اعادة بناء او تجميع الحرس الجمهوري القديم، فإنهم لم يلمحوا بذلك خلال اجتماعاتنا، وفي الواقع وافقوا معنا على الحاجة لعملية اجتثاث البعث، ولاسيما في القطاع الأمني».

وفي الاسبوع التالي، استمر سلوكومبي في مناقشات حول القرار المخطط له مع عدد من كبار المسؤولين في البنتاغون بمن فيهم فيث. وخلال تلك الفترة كان الليفتنانت جنرال دافيد مكيرنان، القائد الميداني لقوات التحالف في العراق، قد تلقى وأقر مسودة الأمر. وقد اطلعت وزير الدفاع رامسفيلد على الموضوع عدة مرات، وقدمت المسودة الاخيرة للأمر المقترح لإقراره لها في 19 مايو.

وتلقى وولتر سلوكومبي تعليقات تفصيلية حول مسودة الامر تضم وجهات نظر رئيس هيئة الاركان المشتركة ومكتب وزير الدفاع، موضحا ان كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين في البنتاغون، بالإضافة الى القادة الميدانيين قد تلقوا الاقتراح. وقضي مستشار اخر للتحالف دان سينور ليلة 22 مايو ينسق نص البيان مع مستشار رامسفيلد المقرب لورانس دي ريتا. وبغض النظر عن بعض التعديلات البسيطة في الامر، لم يعترض أي من المسؤولين العسكريين والمدنيين على الاقتراح بتشكيل جيش عراقي جديد او حل الجهاز الأمني لصدام حسين.

وفي 22 مايو، بعثت الى الرئيس بوش، عبر وزير الدفاع رامسفيلد، اول تقرير لي منذ وصولي للعراق. وراجعت نشاطاتنا منذ وصولنا، بما في ذلك برنامج اجتثاث البعث. ثم نبهت الرئيس الى «انني سأوازي هذه الخطوة بإجراءات أقوى لحل البنية العسكرية والاستخبارية لصدام». وفي نفس اليوم اطلعت الرئيس على الخطة عبر خط فيديو مؤمن. وبعث الرئيس لي بملاحظة في 23 مايو شكرني فيها على تقريري، وجاء فيها: «تحظى بكل تأييدي وثقتي».

واجرى كبار المسؤولين في الحكومة الاميركية دراسة حول عدم استدعاء جيش صدام حسين. وفي نفس الوقت لم يكن هذا القرار مثيرا للجدل. وعندما عقد سلوكومبي مؤتمرا صحافيا في بغداد في 23 مايو لشرح القرار، حضره صحافيان فقط. وأول مرة سمعت عن شكوك حول القرار كانت في خريف 2003 بعد تصاعد عمليات التمرد. والأكثر من ذلك، كنا على حق في تشكيل جيش عراقي جديد. وبالرغم من الصعوبات التي واجهناها، فإن جنود العراق الجدد هم اكثر قوات الامن فاعلية وأكثرها ثقة. وبالمقارنة فإن قوات الشرطة في عهد البعث، التي استدعيناها، أثبتت عدم الثقة فيها ولا يثق بها الشعب العراقي المفروض أن تحميه.

* الحاكم الأميركي المدني للعراق


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
«لعنة العراق» تطارد الإدارة الأميركية إلى الرمق الأخير!
عمار تقي
الراي العام الكويتية

منذ هزيمة الجمهوريين في انتخابات الكونغرس العام الماضي، والتي أفضت إلى سيطرة الحزب الديموقراطي على مجلسي النواب والشيوخ، وإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تعيش لحظات عصيبة وحرجة مع تزايد حالات الاستقالات لعدد كبير من مستشاري ومساعدي الرئيس الأميركي في ما اعتبر مؤشراً قوياً على الظروف الصعبة التي تعصف بالإدارة الجمهورية مع اقتراب أيامها الأخيرة!
أولى تداعيات نتائج انتخابات الكونغرس، استقالة (أو إقالة) أحد أبرز أقطاب الإدارة الأميركية، وهو وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. بعد ذلك توالت استقالات العديد من واضعي الاستراتيجية الأميركية الحالية، والتي عكست حجم الأزمة الداخلية للإدارة الجمهورية، فقد قدم راندال توبياس نائب وزيرة الخارجية ورئيس المساعدات الخارجية الأميركية استقالته بسبب فضيحة تعامله مع امرأة فاحشة! ثم استقال بيتر وايز مدير مكتب المبادرات الاستراتيجية في البيت الأبيض. بعد ذلك جاءت استقالة كل من ماغن أوسلن، وجي دي كراوش، مستشاري جهاز الأمن القومي، ولحق بهم بعد ذلك روب بورتمان مدير شؤون الموازنة في البيت الأبيض، وهاريت مايرز، مستشارة الشؤون القانونية، بالإضافة إلى دان بارتليت أحد أبرز المستشارين في البيت الأبيض.
أضف إلى ما سبق، استقالة بول وولفويتز مدير البنك الدولي وأحد أبرز صقور الإدارة الأميركية، على خلفية افتضاح أمره بقضية فساد مالي وإداري في البنك الدولي، الأمر الذي شكل ضربة قاصمة لمصداقية الإدارة الأميركية نظراً إلى اعتبار وولفويتز أحد ابرز أقطابها!
من جانب آخر، شكلت استقالة كارل روف كبير المستشارين في الإدارة الأميركية، والذي يوصف بأنه «عقل الرئيس»، نكسة كبيرة للإدارة الحالية وللرئيس الأميركي شخصياً بعد أن تعالت أصوات الديموقراطيين المطالبة باستقالته! وقد ارتبط اسم روف بالرئيس الأميركي منذ العام 1993 عندما مهد له الطريق لتولي منصب حاكم ولاية تكساس ووصوله لاحقاً إلى البيت الأبيض، إذ لم يقتصر دور روف على قيادة الحملات السياسية للرئيس الأميركي، بل كان هو من صنع شخصية الرئيس السياسية، كما عبرت عن ذلك صحيفة «الهيرالد تريبيون»!
أما أحدث فصول «تسونامي» الاستقالات الذي يعصف بالإدارة الأميركية، فكانت مع استقالة وزير العدل الأميركي ألبرتو غونزاليس بعد أشهر من العواصف السياسية التي أحاطت به باعتباره أحد أكثر مسؤولي البيت الأبيض إثارة للجدل، خصوصاً بعد حادثة قيامه بإقالة ثمانية من المدعين الفيديراليين الذين لهم مواقف لا تتوافق مع إدارة الرئيس بوش، كما جاء في التحقيق المنشور في موقع «تقرير واشنطن»!
فقد أشار «تقرير واشنطن» إلى جانب مهم في حياة غونزاليس السياسية بالقول إن «ألبرتو غونزاليس برز اسمه بصورة سلبية على الساحة الإعلامية في أعقاب نشر صحيفة (واشنطن بوست) لمذكرة من إعداد غونزاليس يرجع تاريخها إلى شهر فبراير 2002 تقنن استخدام بعض أنواع التعذيب في التحقيق مع المعتقلين سواء في معسكر غوانتانامو أو في سجن أبو غريب العراقي. وقد أثار كشف النقاب عن المذكرة ردود فعل غاضبة من فعاليات مدنية وقانونية ولكن الرئيس بوش فاجأ الجميع بتعيين صاحب المذكرة لاحقاً وزيراً للعدل»! أما تفاصيل الفضيحة التي كانت بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير»، كما يرويها «تقرير واشنطن»، فهي تعود إلى «الرسائل الالكترونية المتبادلة بين مسؤولين في مكتب وزير العدل ومستشارين في البيت الأبيض، إذ ترجع القصة إلى بدايات عام 2005، عندما تشاور كل من كايل سمبسون رئيس المكتب السابق لوزير العدل وكارل روف كبير مستشاري الرئيس بوش وغيرهما عن الطريقة المثلى للتخلص من المدعين المناوئين لإدارة الرئيس بوش»! وأضاف التقرير أن «التنفيذ كان في صيف عام 2006 عندما فصلت الوزارة أحد المدعيين، ثم فصلت سبعة آخرين في ديسمبر من العام نفسه. وقد كشف معظم هؤلاء لاحقاً في جلسات استماع عقدت في الكونغرس خلال شهر مارس السابق، أن السبب الرئيسي وراء فصلهم هو رفض التجاوب مع إملاءات مرشحين جمهوريين لتحقيق مكاسب انتخابية ضد مرشحين ديموقراطيين»!
صحيفة «الباييس» الإسبانية علقت من جانبها على الاستقالات الأخيرة في الإدارة الأميركية، وتحديداً على استقالة كارل روف وألبرتو غونزاليس بالقول: «روف وغونزاليس على حد سواء لا يعتبران فأرين يغادران سفينة رئاسية تغرق، وإنما أبطال فضائح نجم عنهما تحقيقات خطيرة لم تحدد معالم تبعاتها بعد أن تلطخا بالوحل»!
جدير بالذكر أن مسلسل تساقط رجالات الإدارة الأميركية لم يبدأ فقط بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، بل يعود هذا المسلسل إلى عهد الولاية الأولى من إدارة الرئيس بوش الابن!
فمازلنا نتذكر جيداً استقالة ريتشارد بيرل «أمير الظلام»، مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي في إدارة الرئيس بوش الأولى، وأحد أبرز مهندسي الحرب على العراق ومدير مجلس الدراسات الدفاعية في البنتاغون، بعد افتضاح أمره بتلقيه رشوة مالية كبيرة! ثم استقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت لأسباب تتعلق بتقصير الوكالة في منع هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وكذلك بسبب المعلومات الخاطئة التي اعتمدت عليها الوكالة في الحرب الأميركية على العراق. بعدها جاءت استقالة وكيل وزارة الدفاع دوغلاس فايث على إثر فضيحة التجسس التي تورط فيها أحد كبار الموظفين العاملين في مكتبه، وهو لاري فرانكلين الذي اتهم بالتجسس لصالح إسرائيل! ثم جاءت استقالة لويس ليبي، مدير مكتب نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، ومستشاره للأمن القومي، وأحد أبرز مهندسي الحرب على العراق بعد تورطه في فضيحة التسريبات التي طالت الكشف عن هوية العميلة الأميركية في وكالة الاستخبارات المركزية فاليري بالم، وهي القضية التي أثارت لغطاً واسعاً عن ضلوع المستشار كارل روف فيها!
اللافت للأمر في مسلسل الاستقالات، الذي أشرنا إليه، أن قضية «غزو العراق» كانت السبب المباشر وغير المباشر في التسونامي الذي مازال يعصف بأركان وأقطاب الإدارة الأميركية الحالية! ويبقى السؤال حاضراً: هل يشهد ما تبقى من عمر هذه الإدارة الأميركية المزيد من الاستقالات بسبب «لعنة العراق» التي مازالت تطاردهم؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
ميليشيات على مد العين والنظر...
خير الله حير الله
الراي العام الكويتية
...
ما لا يقوله الأميركيون عن حقيقة الوضع في العراق، يقول البريطانيون جزءاً منه فقط. جديد العراق هذه الأيام أن القادة العسكريين البريطانيين بدأوا يتحدثون صراحة عن الخلافات بين لندن وواشنطن وعن الفشل الذريع للاستراتيجية الأميركية في العراق. آخر من وجه سهامه إلى الإدارة الأميركية الجنرال مايك جاكسون الذي كان رئيس الأركان البريطاني في أثناء الإعداد للحرب على العراق، وبعد بدء هذه الحرب التي أسفرت عن احتلال أميركي بريطاني للبلد في أبريل من العام 2003. قال الجنرال جاكسون في حديث إلى صحيفة «دايلي تلغراف»، التي ستنشر حلقات من مذكراته قريباً، إن الاستراتيجية الأميركية في العراق اتسمت بـ «قصر النظر». وحمل الرئيس السابق للأركان على وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد الذي اعتبره مسؤولاً عن الكارثة التي حلت بالعراق خصوصاً بعدما اعتبر رامسفيلد أن «بناء الأمم ليس من مهمات الجيش الأميركي». ربما كان وزير الدفاع الأميركي السابق يريد القول إن من مهمات الجيش الأميركي تهديم الدول وتفتيتها بغض النظر عما يحل بهذا الشعب أو ذاك.
يرتدي كلام الجنرال جاكسون أهمية خاصة، نظراً إلى أنه يدعم وجهة نظر كبار ضباط الجيش البريطاني الموجودين حالياً في العراق. هؤلاء يعترفون بأن لا شيئا يمكن عمله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإن على القوات البريطانية الانسحاب من جنوب العراق في أسرع وقت. ولكن ما الذي لا يقوله الأميركيون والبريطانيون وما لن يرد في التقرير الذي سيصدر قريباً عن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال بترايوس والسفير الأميركي في بغداد رايان كروكر؟ من الآن، يفترض عدم توقع أن يسمي الرجلان الأشياء بأسمائها. أي أن بترايوس وكروكر لن يقولا للأميركيين صراحة لدى الإدلاء بشهادتيهما أمام الكونغرس أن الوضع في العراق مأسوي، وأن الكارثة حلت بهذا البلد العربي، سابقاً، وأن لا أمل حتى في لملمة الوضع بالتي هي أحسن قبل اكتمال الفصل الأخير من الحرب الأهلية التي تسبب بها الاحتلال.
تماماً مثل القادة العسكريين البريطانيين، لن يتجرأ الرجلان على القول لممثلي الشعب الأميركي أن في استطاعة الجيش الأميركي أن يربح كل المعارك التي يخوضها مع مسلحين في العراق... لكنه لن يكون في استطاعته أن يربح الحرب، اللهم إلا إذا كان الهدف النهائي من اجتياح العراق تقسيم البلد نتيجة حرب أهلية بدأت منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، أي عندما تبين أنه ليس بالإمكان تشكيل جيش عراقي جديد يحل مكان الجيش الذي صدر قرار بحله عن بول بريمر الذي كان الحاكم المطلق الصلاحية للعراق.
لعل أهم ما لا يتجرأ العسكريون والمدنيون البريطانيون والأميركيون على قوله ان العراق متروك للميليشيات المسلحة التي تقتل المواطنين وتهجرهم على الهوية الطائفية والمذهبية لا أكثر ولا أقل. ميليشيات على مد العين والنظر ليس في العراق فحسب، بل في كل أنحاء المنطقة أيضاً. ومع انسحاب البريطانيين من البصرة، جنوب البلاد، فإنه ليس إلا على الأميركيين سوى البحث عن خطة تقود إلى انسحاب بطريقة مختلفة قد تسمح، وعلى الأرجح أنها لن تسمح، لإدارة بوش الإبن بإنقاذ ماء الوجه. تُركت الميليشيات التابعة للأحزاب الشيعية الكبيرة تسرح وتمرح وتخترق الأجهزة الأمنية التي حاول الأميركيون إعادة بنائها إلى أن اكتشفوا أن الولاء الأول للمنضوين تحت أعلام الميليشيات هو للأحزاب التي ينتمون إليها وليس للعراق، وأن ما يحرك عناصر الميليشيات التي دخلت في معظمها من إيران هو الرغبة في الانتقام من الآخر وليس بناء دولة أو مؤسسات في إطار دولة.
عمل الأميركيون كل ما في استطاعتهم من أجل انفلات الغرائز، كل أنواع الغرائز من مذهبية وطائفية ومناطقية، من عقالها. وكان أن القرار القاضي بحل الجيش والأجهزة الأمنية التابعة للنظام العائلي البعثي المخلوع اندرج في سياق إثارة الغرائز عندما تشرد آلاف الضباط والجنود من السنة العرب ولم يعد لديهم ما يعيلون به أفراد أسرهم. ووفر ذلك فرصة كي ينتشر التطرف والتزمت انتشار النار في الهشيم بين هؤلاء، فكانت تلك فرصة لا تعوض لتنظيمات إرهابية من نوع «القاعدة» وما شاكلها كي تعزز مواقعها في منطقة ما يسمّى «المثلث السنّي».
شاء الأميركيون أم أبوا، عليهم في نهاية المطاف الاعتراف بأنهم خسروا حرب العراق وأن الرابح الوحيد، أقله إلى الآن، هو النظام الإيراني عبر ميليشياته. هذا النظام الذي قدم للأميركيين كل التسهيلات المطلوبة كي يتورطوا في الحرب وكي يخلصوه من عدو تاريخي اسمه صدّام حسين، الرجل الذي كانت له علاقة بكل شيء باستثناء السياسة وكيفية التعاطي مع المعادلات الإقليمية والدولية. وربما كان أهم ما على الأميركيين الاعتراف به أن الطريقة التي أداروا بها العراق بعد إسقاط نظام صدّام أدت إلى نشر ثقافة جديدة في المنطقة هي ثقافة الميليشيات. هذه الثقافة التي بدأ النظام الإيراني يستخدمها في عملية تفتيت المنظومة العربية سياسياً وأمنياً... من الخليج إلى المحيط.
عن طريق ثقافة الميليشيات يجري تفتيت لبنان وتحويله جزءاً لا يتجزأ من المحور الإيراني السوري. وعن طريق هذه الثقافة، يبذل المحور الإيراني السوري كل جهده من أجل إبقاء الشعب الفلسطيني وقوداً للصراعات والنزاعات الإقليمية. وعن طريق الثقافة ذاتها مصحوبة بالفكر المذهبي، يتعرض اليمن منذ فترة لا بأس بها لمؤامرة الحوثيين التي تستهدف النيل من الاستقرار فيه. وبلغت هذه الثقافة مصر حيث ظهرت ميليشيا لـ «الإخوان المسلمين» قدمت عرضاً حياً في جامعة الأزهر في الشتاء الماضي. وكان واضحاً أن العرض الذي قدمته ميليشيا الإخوان مستوحى إلى حد كبير من عروض «حزب الله» في المربعات الأمنية التي أقامها في لبنان.
ليس سراً في لبنان أن «حزب الله» يسعى إلى تطويع الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها وجعلها في أمرته بصفة كونه رأس حربة للمحور الإيراني السوري. قبل الاجتياح الأميركي للعراق والانتصار الذي حققته إيران هناك، كانت تصرفاته تتسم ببعض الخفر. في السنوات الثلاث الأخيرة، خصوصاً بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وقبيل استشهاده، لم يعد خافياً أن الحزب الذي يمتلك ميليشيا كبيرة خاصة به تمدد في الأراضي اللبنانية وحتى داخل بيروت نفسها من أجل تكريس واقع جديد. يتمثل هذا الواقع في أنه صاحب الكلمة الفصل في البلد، بما في ذلك أنه يتحكم بقرار الحرب والسلام، أكان مع إسرائيل أو مع الأطراف اللبنانية الأخرى التي لا تمتلك سلاحاً تتصدى به لطموحاته التي لا حدود لها. ولذلك، نجد ميليشيا الحزب التي هي في الواقع لواء تابعاً لـ «الحرس الثوري» الإيراني تحتل وسط بيروت بطريقة تريد أن تؤكد من خلالها أنها قادرة على اقتحام السراي الحكومية حيث رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وعدد لا بأس به من أعضاء حكومته الشرعية التي يعترف بها المجتمعان العربي والدولي.
كذلك، ليس سراً في فلسطين أن ميليشيا تابعة لـ «حماس» سميت «القوة التنفيذية» كانت وراء الانقلاب الذي شهده قطاع غزة منتصف يونيو الماضي وأن هذه الميليشيا أنشئت بدعم إيراني بهدف واضح كل الوضوح هو تمكين «حماس» من السيطرة نهائياً على جزء من القرار الفلسطيني تمهيداً لخطف القرار كله في مرحلة لاحقة في حال سنحت لها الفرصة.
كانت البداية في العراق حيث فرخت ميليشيات من كل الأشكال والأنواع نتيجة الاحتلال الأميركي والبريطاني. استغلت إيران الميليشيات لخلق فوضى في البلد. هل صدفة أن يكون القتال الذي دار في كربلاء قبل أيام بين ميليشا تابعة للنظام الإيراني وأخرى موالية له؟ يبدو مطلوباً أكثر من أي وقت انتشار ثقافة الميليشيات في كل أنحاء العالم العربي، من العراق، إلى لبنان، إلى فلسطين، إلى اليمن، إلى مصر، وذلك بغض النظر عمن يقاتل من. تلك هي حتى الآن النتيجة المباشرة لما ارتكبه الأميركيون في العراق وتقديمهم البلد على صحن من فضة إلى النظام في طهران. حصل النظام الإيراني فوق ذلك كله على رأس صدّام حسين يتوج به الملالي انتصارهم الذي أزال من أمامهم كل حاجز في اتجاه التمدد في اتجاه المتوسط عبر سورية ولبنان وفلسطين وصولاً إلى غزة، أي إلى الحدود مع مصر! هذا ما يفترض أن يعترف به القادة العسكريون البريطانيون بدلاً من الاكتفاء بلوم الأميركيين على قصر نظرهم. ما تشهده المنطقة حالياً تجاوز مرحلة إلقاء اللوم على الأميركيين وتوصيف غبائهم على غرار ما فعل الجنرال جاكسون. هذا الغباء تحصيل حاصل. السؤال هل من يريد مواجهة ثقافة انتشار الميليشيات التي تفرخ في الشرق الأوسط... أم أن الميليشيات جزء من عملية إعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم كل ما هو غير عربي فيها؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
امام امان في بعداد
حميد المالكي
الراي العام الكويت

منذ اختراع القيثارة السومرية وحتى العصر العباسي حينما ابتدأت المقامات العراقية الموسيقية الغنائية وأغاني «الچالغي» البغدادي و«الپستات» التي تختتم بها المقامات كانت كلمة أمان... أمان هي المبتدأ وهي الختام. أمان... أمان تعي السلم والأمان والاطمئنان حتى ترسخت هذه العبارة وظلت شعار العراقيين عبر العصور والأحداث والمذابح الكبرى التي قام بها اقوام أخرى غزت العراق ودمرت ما استطاعت تدميره كالمغول مثلا وغيرهم وكما يحدث اليوم حينما يقوم الغرباء من زمر القاعدة، وليس العراقيون بكل ما يندى له الجبين وتقشعر له الابدان... أمان... أمان تعني ان الأمن أساس كل رقي وتقدم ومبعث كل إبداع وابتكار.
اليوم نجحت خطة فرض القانون في فرضه على بغداد اذ بدأ الناس يعيشون حياتهم الطبيعية في معظم مدن العاصمة إلا بعض الأطراف الساخنة التي بدأت تبرد رغم حرارة الصيف اللاهبة وقبلها محافظة الرمادي التي أصبحت اكثر امانا من بغداد.
خطة فرض القانون كانت بالاضافة إلى اجراءاتها العسكرية الرادعة بمثابة اعادة الروح والحياة إلى الشعار الذي يتغنى به البغداديون، أمان... أمان وثقافة ليست جديدة عليهم وفلسفة هي في أعماق ضمائرهم ومكونات ادراكهم الواعي.
الفتنة الطائفية السياسية فشلت في التسلل إلى المجتمع واختراقه ولم تستطع ان تتحول إلى فتنة طائفية اجتماعية، بل بقيت في دهاليز واقبية وأوكار بعض الجماعات السياسية المنحرفة الطارئة على الفكر العراقي الاصيل خصوصا وان عملية التهجير والقتل على الهوية وتفجير اماكن العبادة جميعها اساليب انتهت إلى الفشل الذريع، ولم تعد تنطلي على أبسط بسطاء الناس الذين وجدوا بلادهم تحترق وثرواتهم تنهب ومجتمعهم الواحد بات على مشارف فاجعة كبرى.
إذا الفضل الاول للشعب الذي صمد بوجه تلك الهجمة الدموية الظلامية السوداء وما الاجراءات والتدابير والتقنيات الحديثة التي استخدمت في خطة فرض القانون كان لها دور تثقيفي تنويري والعودة إلى الاصول والجذور العراقية الاصيلة في التغني بالامان وسيادته في الحياة الاجتماعية، لتحقيق السلم الأهلي مع تنوع الأديان والمذاهب والعبادات واحترام القانون بقوة الردع العسكري الآن، البغداديون يتبغددون في عاصمتهم، عاصمة النور والمعرفة وسمح هذا الأمان لأمانة بغداد ان تسرع في انجاز مشاريع تزيين بغداد وتشجيرها ونثر الزهور والورود في ساحاتها وستنفذ مشروعا عملاقا اسمته «زوراء» في كل منطقة اي ستنشئ منتزهات كمنتزه الزوراء الشهير في كل مدينة من مدن بغداد، واعادت شارع ابي نواس إلى سابق عهده، وأصلحت جسر محمد القاسم بوقت قياسي وكلفة اقل بكثير مما رصد له من اموال وبخبرات عراقية خالصة ومخلصة مع ازدهار ونشاط ثقافي واسع ومتنوع لم تشهده اي عاصمة عربية اخرى على صعيد التأليف والطباعة والنشر العلمي والأدبي والمسرح والطفل والباليه وغيرها، اما الرياضة فقد حققت من الانجازات ما نعتز ونفتخر به وستبقى حناجر قراء المقام ومعهم العراقيون كافة يغردون بكلمة أمان، أمان في كل مقام، وكل اغنية يختتم به المقام. انها عودة إلى الجذور إلى ان يعم السلام في كافة مدن مدينة السلام، بغداد.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
- سيناريوهان بالعراق
حبشي رشدي
الوطن قطر

إما ان يبقى نور المالكي بموقعه رئيساً للحكومة، وفي هذه الحالة ستنسحب القوات الأميركية جزئياً، وتعيد انتشارها بالعراق، وتتوقف عن عمليات «فرض القانون» و«السهم الخارق»، و«ضربة الشبح»، تاركة أمر الأمن ومسؤولياته للقوات الحكومية العراقية «جيش وشرطة» ليتحمل المالكي ـ بالنتيجة ـ مسؤولياته.

أو ان يذعن المالكي لضغوط داخلية قاسية تمثلت في انسحاب التوافق، والصدريين، على نحو افقد الحكومة نصابها القانوني، وأخرى خارجية أكثر انتقاداً وقسوة وتطالبه بالرحيل، ابتداء من هيلاري كلينتون مرشحة الرئاسة الديمقراطية وعدد من النواب الديمقراطيين الذين يكيلون له انتقادات متوالية، فينسحب هو من واجهة السلطة مخلياً الموقع لشخصية بديلة، تتولى الحكومة، وتناط بإنجاز مصالحة وطنية عجز عن تحقيقها ولتبقي القوات الأميركية بعدما يفضي خروجه من السلطة، إلى ورقة في يد بوش يبرر بها بقاء القوات في مواجهة معارضة أميركية تطالب بسحب القوات.

هذان الخياران هما حالياً ما يلخصان الوضع السياسي والأمني في العراق، فإما ان يبقى المالكي وينسحب الأميركيون جزئيا، واما ان ينسحب المالكي ليبقى مبرر لبوش على بقاء القوات.

الوجه الآخر لهذين الخيارين، اننا امام محاولة سياسية أميركية لتغيير في مراكز القوى بواجهة السلطة بالعراق، بعدما تبين لهم ان الحل في العراق لم يعد أمنياً صرفاً بل انه سياسي بالدرجة الأولى، بدليل انهم حالياً بسبيلهم لتسليح عشائر سنية، نجحت في انزال خسائر متلاحقة بالقاعدة في بلاد الرافدين، واقل ما انجزته ، الكشف عن البؤر القاعدية وتحديد خطوط التماس، وايصال المواجهات إلى مرحلة تقترب من الحسم، على نحو فقد فيه تنظيم القاعدة الحاضن السني لمواجهة اللوجستية، ومناطق تجمع عناصره، مثلما نجح الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأميركية في العراق في شن حرب بالوكالة، بمرتبات يتقاضاها عناصر عشائر سنية أقل بكثير مما يتقاضاه جنود الشرطة والجيش العراقيون، والنتائج واضحة على الأرض افقدت تنظيم القاعدة توازنه.

المالكي يعارض تسليح العشائر السنية، ويخشى أن يفضي ذلك إلى استقواء هذه العشائر على نظامه، وينظر بشكوك مستفيضة تجاه هذا التحالف الناشىء والبراغماتي بين الجيش الأميركي والعشائر السنية، ويعتبر ذلك خطراً قادماً لا محالة، ولهذا فهو على خلاف مع بتريوس، الذي لن يخلو تقريره منتصف سبتمبر الجاري من انتقادات للمالكي، حتى أن مراقبين يعتقدون ان بتريوس سيصفي حسابه مع المالكي في هذا التقرير، الذي سيضع الرئيس بوش امام خيارات محدودة، هي بكل تأكيد رياح ستعاند سفن المالكي وتضيف إلى مآزقه مآزق آخرى.

وإذا اضفنا إلى ذلك أن بوش لا يحبذ خيار الانسحاب، فإن النتيجة ستكون غالباً الاستغناء عن المالكي، الذي تم تعويمه قبل ازاحته، من خلال قيامه بزيارات إلى كل من تركيا وإيران وسوريا، وهو ما لم يلق ارتياحاً في واشنطن.

في واقع الأمرليس السؤال هو: من يكون خليفة المالكي، ولكن الأهم: ما هي الآلية التي سيتم بها ازاحة المالكي، الذي يستند إلى شرعة الانتخابات، باعتباره رئيسا لحكومة منتخباً.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
احتفاء ودماء في كربلاء!

عبدالزهرة الركابي
الراية قطر
.. قبل مايقارب الألف وخمسمائة عام حط موكب الحسين بن علي قادما" من المدينة في أرض بالقرب من نهر الفرات، وقد سأل عنها قيل له إنها أرض كربلاء، فقال حفيد رسول الله (صلي الله عليه وسلم): صدق جدي عندما قال ستُقتل في أرض اسمها (كرب وبلاء)، ومنذ ذلك التأريخ ونزيف الدم لم يتوقف في كربلاء، إذ قتل الحسين وأصحابه القلائل، علي الرغم من أن القتلة كانوا هم الذين دعوه من خلال آلاف الرسائل التي وصلته من (أهل الكوفة)، حتي يبايعونه خليفة بدلا" من يزيد بن معاوية، وبعدما قتلوه ندموا وثاروا علي الأمويين وهم ينادون (يا لثأرات الحسين)، فكانت تسميتهم بالتوابين والتسمية الأخيرة تواصلت في حرب الخليج الأولي من خلال الأسري العراقيين الذين وقعوا لدي إيران التي قامت بتأهليهم بمسمي (التوابين) لمقاتلة الجيش العراقي ضمن ميلشيا (فيلق بدر) التابع للمجلس الأعلي الذي يتزعمه آل الحكيم في الهجومات الإيرانية التي سُميت (عمليات كربلاء)، ثم جاءت المذابح التي حدثت أبان الإحتلال في النجف وكربلاء مثل مقتل عبدالمجيد الخوئي ومذبحة جند السماء والاغتيالات المتبادلة التي طالت مسؤولين ورجال دين من الجماعات المشاركة في العملية السياسية وتفجيرات السيارات المفخخة بما فيها الأحداث الأخيرة، كتواصل للنهج الدموي الذي استخدمه التوابون في إراقة الدم في ساحات مراقد أهل البيت (بيت النبي - صلي الله عليه وسلم -) التي يدعون بقدسيتها، بينما هم في التوارث والإجترار أول من سفك دم أهل هذه المراقد ومن ثم خضبوا ساحاتها بهذا الدم في امتداد هذا الإرث الذي مازال متواصلا.

وعلي هذه التراجيدية الكربلائية جاءت الأحداث الأخيرة في المدينة التي تحوي رفات الإمام الحسين وبعضا" من أهل بيته وأصحابه الذين استشهدوا في واقعة الطف التي يستذكرها العراقيون الشيعة في كل عام، واللافت ان هذه المرة كانت في مناسبة كان يحتشد فيها مايقارب المليون زائر حول مرقد الإمام الحسين عندما إنهال الرصاص علي الزائرين من كل حدب وصوب من جراء محاولة الميلشيات الشيعية في تلك المدينة إثبات حضورها وإبراز عضلاتها في هذه المناسبة، فكان الضحايا عشرات القتلي ومئات الجرحي، ومن المؤكد ان هذه الأحداث الكربلائية الأخيرة قد دقت المسمار الأخير في نعش حكومة المالكي، وأزعم ان نوري المالكي لن يكون له مستقبل علي صعيد تداول السلطة ضمن الجماعات الشيعية المشاركة في العملية السياسية تحت سقف الإحتلال، كما أعتقد ان مركزه سيكون ضعيفا" في حزبه (الدعوة) مثلما ان هذا الحزب سيتراجع مركزه بين الجماعات الشيعية خصوصا" وان التيار الصدري ليس بوارد دعمه بعدما استعدي المالكي هذا التيار وبات يُطلق عليه من قبل هذا الأخير (ناكر المعروف)، مع العلم ان التيار الصدري ومن جراء ممارسات ميلشياه المسلحة (جيش المهدي) تضرر كثيرا" علي صعيد الساحة الشيعية، ما حدا بالكثير من أنصاره الي التظاهر والإحتجاج علي هذه الممارسات، ومن هذا لا نستغرب عندما تظاهر أنصار الصدر في معقله مدينة الكوفة التي هي مقر إقامة زعيم التيار مقتدي الصدر، تأييدا" لتجميد هذه الميلشيا وإعادة هيكلتها وفق ما أصدره الصدر في هذا الشأن علي أثر الأحداث الأخيرة والتي إندلعت بين ميلشيات (جيش المهدي) و (فيلق بدر) وميلشيا السيستاني لأسباب غامضة ماعدا ما أفصحت عنه مصادر الحكومة من إدعاءات سمجة والتي فحواها وجود (مؤامرة) لإقتحام مرقد الإمام الحسين بغرض نسفه، أو (عصابات اجرامية مسلحة خارجة عن القانون ومن بقايا النظام الصدامي المقبور استهدفت الزوار الذين حضروا الي مدينة كربلاء المقدسة لإحياء مولد الامام المهدي المنتظر) وفقا" لتصريح المالكي بهذا الجانب.

ومن هذه (المؤامرة) المزعومة راح المراقبون يشخصون المدي الخطير الذي إختطته الميلشيات الشيعية علي طريق تعريض العراقيين لمخاطر الموت والاستهتار بحياة الناس من دون أدني شعور بأي مسؤولية وطنية وأخلاقية ودينية، وان مايُقال عن قوات جيش وشرطة مهمتها حفظ الأمن والإستقرار هو مجرد أكاذيب ماعادت تنطلي علي أبسط مواطن عراقي، خصوصا" وان مناطق الفرات الأوسط والجنوب أصبحت مضطربة الأمن وأسوة بالمناطق الساخنة، وبهذا الواقع أصبح العراقيون من دون استثناء ماعدا أكراد الشمال، عرضة لمخاطر الموت والتهديد والخطف والإبتزاز، نظرا" لهيمنة الميلشيات الشيعية علي مناطق الفرات الأوسط والجنوب والقسم الأكبر من بغداد، بينما المناطق الساخنة في غرب وجنوب وشمال بغداد بما فيها منطقة الشمال العربي تنوء هي الأخري تحت هيمنة إرهابيي القاعدة والجماعات التكفيرية والميلشيات السنية والعشائرية التي راحت تتعاون مع جيش الإحتلال الأمريكي، كدلالة واضحة علي أن أمريكا في العراق باتت هي الأخري رهينة هذه الفوضي أيضا" والتي أحدثتها في هذا البلد المحتل.

هذا وقد رأت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية في قرار (مقتدي الصدر) بإعادة هيكلة ميلشيا (جيش المهدي) التابعة لتياره، علي أنه اعتراف ضمني بالفشل، وفسّرت الصحيفة ذلك بقولها: إنّ تعليق عمليات ميليشيات (جيش المهدي) لستة أشهر بضمنها الهجمات ضد القوات الأمريكية، بعد ساعات فقط من حوادث الاشتباكات المسلحة في كربلاء وما جري في بغداد ومدن اخري من انتقامات، يعتبر إعلاناً مفاجئاً، ويؤخذ علي نحو واسع بأنه اعتراف ضمني بخسارة كبيرة تعرّضت لها سمعة حركة الصدريين خلال يومي القتال الشيعي - الشيعي، الذي أسفر عن مقتل 52 مواطناً، وجرح 279 آخرين، وأجبر الألوف من زائري كربلاء علي الهرب في يوم الاحتفال بمولد الإمام المهدي، أحد الأئمة الإثني عشر المقدسين لدي الشيعة، ومن غير الواضح ايضا" - تقول النيويورك تايمز - فيما إذا كانت المجموعة المخيفة جداً، ستستمر في ممارسة إبقاء قبضتها القوية علي عمليات توزيع الأشياء الضرورية في الحياة اليومية العراقية وبضمنها البنزين، والديزل، ووقود الطعام والمواد الأخري.

لاشك ان تقاتل الجماعات الشيعية في ساحات المزارات الشيعية المقدسة سابقا" وحاضرا"، يعطينا إنطباعا" واضحا" علي ان هذه الجماعات الإجرامية إنكشفت لدي المواطنين العراقيين من الطائفة الشيعية (الواعون والبسطاء)، حيث ان هذه الجماعات لم تسلم من إجرامها قبتا ومنارتا مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس، فإذا كانت الجماعات الإرهابية تكفلت بتفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء، فماذا بعد الآن يقول المواطنون العراقيون من الطائفة الشيعية عن هذه الجماعات التي لاتقل إرهابا" عن جماعات التكفيريين بدليل أن محمد المحنة سادن الحضرة العباسية أكد بالقول، ان عدداً من ممتلكات تلك العتبات احرق، إضافة إلي سرقة أمانات الزائرين الموجودة في أماكن نظامية خصصتها العتبة لذلك ومنها الهواتف النقالة لا سيما الثمينة، وذلك بعد تهديد حياة الموظفين المكلفين حماية هذه الأمانات وتنظيمها؟.

ومن المؤكد ان القاعدة الشعبية للطائفة الشيعية في العراق لم تعد تتأثر بالخطابات الطائفية التي يلقيها ويسوقها (الشيوخ المعممون) لهذه الميلشيات والجماعات والعصابات، بعدما ظهر جليا" زيف وباطل هذه الخطابات من جراء الممارسات الإجرامية والإرهابية التي قامت بها هذه الميلشيات حيال الطائفة المذكورة ولاسيما في المناطق التي تغلب عليها الديمغرافية الشيعية، وقد ظهر لافتا" في الفترة الأخيرة ان بعض ممثلي المراجع الشيعية في اكثر من مدينة في مناطق بغداد والفرات الأوسط والجنوب، قد تعرض للإغتيال في اطار التقاتل والصراع الشيعي - الشيعي، كدلالة إضافية علي ان المحرمات والمقدسات المثيولوجية الشيعية لدي هذه الجماعات لم تعد واردة في الحسبان، علي الرغم من تكسبها المادي والإجتماعي والإنتهازي من وراء هذه المحرمات والمقدسات.

وعلي هذا الأساس، فإن الطائفة الشيعية في العراق قد جري استغفالها طيلة مراحل إحتلال العراق، من قبل الجماعات الشيعية التي دخلت مع الإحتلال وكذلك من جماعات الداخل التي ترعرعت وشب عودها في هذه المراحل، وللتوضيح اكثر تدعي جماعات الخارج أنها الأحق بالكسب والنهب علي حساب مصلحة العراق بذريعة أنها كانت في المنافي طيلة الثلاثة عقود أو أكثر، بينما تدعي جماعات الداخل بهذا الحق (حق النهب والكسب) كونها ظلت طيلة العقود الثلاثة تعاني من بطش وعسف نظام صدام حسين ولم تهرب، وبالتالي راحت هذه الجماعات تتقاتل علي نهب وسلب ماتبقي من خيرات العراق التي جاء من أجلها الإحتلال أيضا.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
زيارة بوش المفاجئة للعراق العـــراق بين نموذجــين لبنانيــــين

معن بشور

الوطن البحرين

لم يكن ممكناً - على الأقل إعلامياً- صرف النظر عن الانسحاب العسكري البريطاني من البصرة، وقد رأى فيه غالبية البريطانيين ''هزيمة''، إلا بالحضور المفاجئ للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ووزيرة خارجيته ووزير دفاعه ومستشاره للأمن القومي إلى العراق وحلوله في قاعدة عسكرية ''بالأنبار'' مهد انطلاق المقاومة المسلحة'' وفي حركة ''علاقات عامة'' من الدرجة الأولى يقوم بها الرئيس المحاصر بالرأي العام في بلاده، كما بالكونغرس وهيئة الأركان المشتركة ناهيك عن الفضائح الأخلاقية والمالية والسياسية التي تنبت كالفطر في جنبات إدارته والمقربين إليه.
وعلى الرغم من أن بوش تجنب الهبوط في ''المنطقة الخضراء'' التي كانت تعتبر حصن القيادات العسكرية الأمريكية والعملية السياسية العراقية والتي باتت في مرمى نيران المقاومة وقذائفها واختراقاتها الأمنية، إلا أن السيارتين المفخختين اللتين انفجرتا على مقربة من قاعدة ''عين الأسد'' حيث ''المقر المؤقت'' لبوش وأركان إدارته وأبرز حلفائه من العراقيين كانتا كافيتين لكي يفهم الرئيس ''العنيد'' رسالة الشعب العراقي المصمم على تحرير وطنه من الاحتلال ومن كل مفاعيله وإفرازاته وأبرزها دون شك مشروع تقسيم العراق بعد أن تم إنجاز مشروع تدمير واحدة من أقوى الدول في المنطقة.
ولقد اختلف المراقبون، بمن فيهم الأمريكيون بالذات، حول هدف الزيارة التي سبقت بأيام الموعد المنتظر لتقريري قائد القوات الأمريكية ديفيد بتريوس، والسفير الأمريكي كروكر، وللكونغرس حول مدى النجاح الذي حققته ''الاستراتجية الجديدة - القديمة لجورج بوش كآخر ورقة يلعبها قبل الإذعان لتوصيات لجنة هاملتون - بيكر ولرغبة العديد من أعضاء الكونغرس، ديمقراطيين وجمهوريين، وعشية انتخابات رئاسية تشير كل الاستطلاعات إلى نجاح ''بوش الابن'' الباهر في قيادة حزبه إلى هزيمة غير مسبوقة.
البعض رأى في الزيارة مسعى من بوش وأركان إدارته إلى مشاركة باتريوس وكروكر في وضع اللمسات الأخيرة لتقريرهما وتنقيته من أية استنتاجات قد يستخدمها خصومه الأشداء في الكونغرس للنيل من سياسة الإدارة الحالية، علماً أن كل التحليلات تؤكد أن التقريرين لن يخرجا عن سقف رغبات بوش نفسه، خصوصاً أن باتريوس بالذات ليس بعيداً عن سهام التحقيق بفضائح اختفاء أكثر من مليوني قطعة سلاح أمريكية ومليارات الدولارات أرسلت لتزويد الجيش والشرطة العراقية بها، وقد كان باتريوس مشرفاً على تدريبها، وكانت مساعدته الأقرب مشرفة على توزيع السلاح والمال.
وإذ يرى البعض أن وراء اختفاء هذه الكمية الضخمة من السلاح والمال صفقة فساد كبرى شارك فيها عسكريون أمريكيون وساسة عراقيون، فان البعض الآخر يرى أن هذه الأسلحة والأموال ذهبت لإعداد جيش سري مرتبط مباشرة بالقيادة الأمريكية ويتجاوز عدده 100 ألف جندي ويكلف بمهام خاصة من اغتيالات وتفجيرات وعمليات خطف متبادلة حتى أن العراقيين أسموا هذا الجيش - الذي كشف أسراره قبل أشهر الأستاذ محمد حسنين هيكل- ''جيش الفتنة'' غير النظامي وغير الأمريكي، العامل جنباً إلى جنب مع جيش الاحتلال الأمريكي والنظامي المنتشر في كل أنحاء العراق.
أما الاحتمال الآخر الذي يرجحه بعض المحللين هو أن للزيارة علاقة بالضغط على قيادات العملية السياسية العراقية من أجل الإسراع بإنجاز مصالحة وطنية شكلية، وإقرار قانون النفط الذي بدأ ''مجلس نواب المنطقة الخضراء'' بمناقشته هذه الأيام مع انتهاء عطلته الصيفية، وذلك لكي يستطيع الرئيس الأمريكي أن يقدم للكونغرس الأمريكي نماذج عن نجاح سياسته واستراتيجيته في العراق خصوصاً مع الادعاء بأن هذين ''الإنجازين'' يرافقهما تقدم أجنبي مبني على إحصاءات تم التلاعب بها لتعطي نتائج معاكسة لما يجري على أرض الواقع تحت شعار: أكبر كمية من القتل بحق العراقيين وأكبر كمية من الكذب على الأمريكيين.
يبقى احتمال ثالث لا يتناقض مع الاحتمالين السابقين بل قد يتكامل معهما، وهو أن بوش وأركان إدارته الذين يدقون طبول الحرب ضد إيران في عملية يقال إنها ستكون ''مفاجئة، وشاملة ومدمرة'' وغير مسبوقة في التاريخ الحديث ، قد يلجأون إلى خيار ''الانسحاب المفاجئ'' للتفرغ للعملية العسكرية المرتقبة، ولمنع إيران من استخدام القوات الأمريكية في العراق كرهائن، وهي في واقعها شبيهة بحالة ''البط العائم'' في بحيرة محاطة بصيادين مهرة.
هذا الانسحاب المفاجئ قد لا يكون وحده كافياً إذا لم يكن مقروناً بإعداد ''مسرح واسع'' لحرب أهلية عراقية لا تغرق العراقيين وحدهم في أتونها بل تغرق دولاً إقليمية متعددة وأبرزها إيران وتطلق في المنطقة كلها تداعيات ذات طابع عنصري أو مذهبي تطوق القيادة الإيرانية بشعور معاد من كل الجهات.
النصيحة في هذا المجال هي إسرائيلية، (وقد أقرت جهات إسرائيلية بوجود صهاينة في العراق يعملون في إطار شركات أسلحة) والنموذج المقترح هو ''نموذج لبناني'' يعود إلى مثل هذه الأيام من عام ,1983 حين قاد الانسحاب الصهيوني المفاجئ من الجبل إلى واحد من أكثر فصول الحرب اللبنانية دموية وقسوة وتهجيراً مازالت آثاره مستمرة حتى اللحظة الأخيرة، ويومها لم يهتم الإسرائيليون كثيراً بمصير فئات راهنت عليهم وسهلت وصولهم إلى العاصمة، بل مارست تل أبيب سياستها المعروفة ''نحن نستخدم الجميع، ولا نسمح لأحد أن يستخدمنا''.
ولكي يبدو الدور الأمريكي ''نظيفاً'' في ''المحرقة الدموية العراقية'' المرتقبة، ومؤشراتها ليست خافية على أحد، فانها تريد أن تحمل ''أركان العملية السياسية الحالية'' المسؤولية المباشرة عن تلك المحرقة، فهم لا ينفذون الأوامر بوقف مفاعيل ''اجتثاث البعث'' و ''بإشراك السنة في الحكم'' وغيرها من مطالب ومطالب لم يكن ممكناً أصلاً إثارتها لولا السياسة الأمريكية نفسها التي دخلت دباباتها أرض العراق وهي تحمل علناً مشروع تقسيم العراق و''إثارة النعرات العرقية والطائفية والمذهبية''، وتقرن احتلال العراق بحل جيشه وتدمير دولته وعزل الملايين من أبنائه بحجة الانتماء إلى حزب عريق في جذوره، واسع في انتشاره، عابر في بنيته الداخلية للأعراق والطوائف والمذاهب هو حزب البعث.
من هنا يأتي اجتماع بوش وأركان إدارته بالطالباني، والهاشمي الذي كان حزبه الإسلامي ينظم اعتصامات للإفراج عن عشرات آلاف العراقيين المعتقلين في السجون الأمريكية والعراقية فيما كان هو يهرول في عجل إلى قاعدة القادسية ليجتمع بالرئيس بوش، وبحضور المالكي رئيس الحكومة الفاقدة ''للتمثيل السني'' الذي كان محصوراً ''بجبهة التوافق'' وعمودها الفقري الحزب الإسلامي.
ويطلق البعض تعليقاً ساخراً على جملة رددها بوش في زيارته المفاجئة للعراق ''إن تخفيض عدد قوات بلاده في العراق مرهون بما يتحقق من تقدم أمني'' معقول بالقول إنه إذا كان التقدم الأمني المقصود هو نجاح قوات الاحتلال في بسط سيطرتها وسياستها على العراق فهذا بعيد جداً، أما إذا كان المقصود بالتقدم الأمني، وهذا هو الأرجح بنظر بوش، هو تقدم الأجهزة الأمنية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية والعميلة في تنفيذ مخططاتها القائمة على إغراق العراق بالدم وقتل مئات آلالاف من أبنائه، وتشريد الملايين داخله وخارجه، فان هذا التقدم يحصل بالفعل وبالتالي فان بوش يستطيع سحب قواته بأسرع وقت ممكن.
لكن بين العراقيين أصوات كثيرة تقول نعم سنعتمد النموذج اللبناني، ولكن النموذج الذي برز بعد الانسحاب الصهيوني من الشريط الحدودي اللبناني المحتل في آيار ,2000 حيث سقطت كل الرهانات على فتنة أهلية دامية وعلى أن المقاومة التي حررت الأرض ستغرق في ممارسات وتجاوزات واعتداءات تحول التحرير انتكاسة، والنصر على العدو هزيمة في الداخل وهي رهانات ما زالت قائمة حتى الساعة.
ويعزو هؤلاء العراقيون تفاؤلهم إلى أن الفتنة الدائرة اليوم في العراق (وهي بالمناسبة لم تعد طائفية أو مذهبية فقط بل انتقلت إلى داخل الطائفة الواحدة والمذهب الواحد كما شهدنا في النجف، وقبلها في بعقوبة والأنبار)، هي من صنع أمريكي- بريطاني- صهيوني، وأن منفذيها من العراقيين هم أدوات للاحتلال سيخرجون معه إن لم يكن قبله، بل ويعطي هؤلاء أمثلة عديدة تشي بوجود رابط قوي يشد مكونات المجتمع العراقي إلى بعضها البعض، بعضها موضوعي مثلما نشهد في الشمال الكردي من ضغوط تركية وإيرانية لا سبيل لمواجهتها إلا من خلال الوطنية العراقية الجامعة، والدولة العراقية الموحدة، كما أن بعض الروابط يتصل بطبيعة المجتمع العراقي وامتدادته العشائرية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ناهيك عن وعي عراقي متنام، تعززه التجارب والمشاهد الدموية، بأن الطريق إلى الحرب الأهلية هي أقصر الطرق للإجهاز على ما تبقى من العراق والعراقيين.
النموذج اللبناني الآخر، نموذج ما بعد آيار ,2000 هو ما يتطلع إليه العراقيون، ويسعى القادة المخلصون بينهم إلى تحقيقه سواء عبر توسيع أفق الحوارات الدائرة عليها داخل العراق وخارجه، أو عبر قيام جبهة وطنية وقومية وإسلامية عراقية شاملة لكل القوى المناهضة للاحتلال، جبهة تتطلع إلى مستقبل العراق أكثر من الغرق في ماضيه ومآسيه وانقساماته ومحنه، وتدرك أن العراق إما أن يكون عراقاً موحداً ديمقراطياِ عربياً مستقلاً وإما أن يبقى فريسة اللأمن واللاستقرار.
في جميع الأحوال، فزيارة بوش وأركان إدارته هي تعبير عن عمق المأزق لا خطوة على طريق تجاوزه، ونقل مركز القرار الأمريكي من البيت الأبيض إلى عين الأسد، أو من واشنطن D.C. إلى الأنبار D.C.، لن يغير من اتجاه الأحداث أو يمنع نتائجها المحتومة.
إن الحرب الأمريكية على العراق التي أعلن جورج بوش نهايتها في 1/5/2003 من على حاملة طائرات أمريكية، قد فشلت فشلاً مدوياً ولن يغيّر من صورة فشلها صور جورج بوش متقرباً من الجنود والعسكريين ومتنقلاً بينهم، وهو لا يدري من منهم سيبقى على قيد الحياة غداً أو بعد غد.
وبالمقابل فان الحرب التي بدأها العراقيون على قوات الاحتلال من أم قصر في أقصى الجنوب إلى كل نواحي العراق، ولتستعر مقاومة وانتفاضات بعد 9/4/2003 (يوم احتلال بغداد) هي في طريقها إلى النصر مهما كبرت التضحيات.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
هرولة حزب الدعوة (السيستانية) مهازل عراقية

داود البصري
السياسة الكويت








بعد لقائه السريع والمفاجئ بالرئيس الاميركي جورج بوش في قاعدة (الاسد) الجوية في الانبار, وتلقيه للنصائح والتوجيهات والوصايا الاميركية لحل وحلحلة المعضلة العراقية, هرول رئيس وزراء حزب الدعوة نوري المالكي مسرعا نحو مدينة (النجف) للقاء المرجع والفقيه آية الله العظمى علي السيستاني, لاخذ التوجيهات اللازمة منه بشأن صياغة التشكيلة الحكومية الجديدة ومحاولة ترقيع حكومة الوحدة الوطنية التي ما يغلبها غلاب, والحقيقة ان هرولة المالكي السريعة نحو النجف تثير الحيرة والتامل والمتابعة ايضا, فالسيد السيستاني هو واحد من المراجع الفقهيين ولا وجود لاي دور له في الدستور العراقي, فضلا عن كون السيستاني عازف بالكامل عن المشاركة السياسية وهو لا يلعب دور الولي الفقيه المهيمن على الامور العامة للناس والذي يمتلك صلاحية ابطال الحدود والغاء الاتفاقيات واعلان الحرب والسلام كما كان عليه الحال في ايران ومازال مع الراحل الخميني او مع خليفته خامنئي, والمعضلة السياسية في العراق حلها لا يكمن بيد الفقهاء مهما كانت توجهاتهم, بل بيد السياسيين وقادة الميليشيات والسيستاني كما نعلم لا يمتلك ميليشيا عسكرية, فضلا عن كونه رغم مرجعيته الدينية والفقهية مواطنا ايرانيا مسالما لا يحمل الجنسية العراقية وهو بالتالي يحظى بوضعية مقيم اقامة دائمة, وهي الحالة الاولى في تاريخ الحكومات البشرية ان تشكل بامر ومباركة من اشخاص مهما كانوا اتقياء وملائكة لا يحملون جنسية حكومة ذلك البلد, فالقضية ليست في السيستاني ابدا, بل في الاحزاب العاجزة بقياداتها الفاشلة التي لا تعرف بداية الطريق ولا شكل نهايته, والتي تاهت في دروب السلطة وزواريبها وباتت تشكل عبئا على شعوبها وجزءا مركزيا من المشكلة بدلا من ان تكون الحل, ترى ماذا سيقول السيستاني للمالكي, دعونا نتصور ما سيقوله او يسديه من نصائح, سينصحه بوحدة الصف الوطني وبالتضامن وباختيار المخلصين وبسلوك طريق الهداية, وبضرورة الاسراع في تقديم الخدمات للشعب المحروم, وبتوفير الامن والامان لامة لا اله الا الله. نعم هذه هي النصائح العامة والتي لا تتطلب من المالكي شد الرحال للنجف وتعطيل مسؤولياته الكبرى, ومزاحمة وقت المرجع الاعلى بامور دنيوية لا يملك لها حلا ولا سلطة ولا حتى اجندة او برنامج عمل خصوصا وان الطرف الشيعي في المعادلة المذهبية العراقية المريضة يعيش انقساما فظيعا ودمويا ترجمته مؤخرا معارك كربلاء وتترجمه كل يوم تلك المجاميع الشيعية المتطرفة التي تدعو بعضها كجماعة (جند السماء) لقتل المراجع جميعهم دفعة واحدة, فضلا عن الدور العسكري والانقسامي الخطير الذي تمثله جماعة مقتدى الصدر وجيشه المهدوي هذا دون التطرق لفصائل شيعية اخرى لها مرجعياتها الخاصة مثل حزب الفضيلة بمرجعية الشيخ اليعقوبي, وجماعة الصرخيين, وجماعة الشيرازيين, وجماعة الشيخ المؤيد, وجماعات كثيرة اخرى جميعها ترفع السيوف وتلوح بشعار : يالثارات قريش,, ولن نتكلم عن الاحزاب والتنظيمات فهي اكبر من الهم على القلب, وجميع تلك القوى الشيعية المتنافرة لا يملك السيستاني اي سلطة عليها ابدا, اذن ماذا يريد المالكي والربيعي والجعفري وغيرهم من حزب الدعوة او المطرودين منه او المنشقين عليه سوى توريط القيادات الروحية بامور وحركات سياسية لا علاقة لهم بها وليسوا معنيين اصلا بمشكلاتها, فماذا يستطيع السيستاني ان يفعل بصدد مقاطعة جبهتي التوافق والحوار وجماعة علاوي, وهؤلاء علمانيون لا ياخذون تعليماتهم من الفقهاء, كما نعلم ان السيد السيستاني ليس الولي الفقيه ولا يمتلك صلاحيات سياسية, فهل ينوي حزب الدعوة بقياداته الفاشلة تعديل الدستور العراقي وتنصيب السيد علي السيستاني بمنصب الولي الفقيه لكي يحل لهم جميع المشكلات التي عجزوا بفضائحية كبيرة عن حلها, ترى ما رأي الحليف والكفيل والضامن الاميركي? تلك هي المسألة التي هي اساسا طرطرة في طرطرة في وطن قد تسلط عليه الطراطير ولم يخطئ الجواهري الكبير حينما قال اي طرطرا تطرطري, ويبدو ان هرولات المالكي ستدخل العراق في ماراثون ساخن جديد, فقد علمنا التاريخ المعاصر ان حزب الدعوة هو حزب الفشل والبلوى بكل جدارة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
بوش في الأنبار
طارق الشيخ ..
الراية قطر
زيارة خاطفة قام بها الرئيس جورج بوش للعراق، لكنها زيارة غير عادية. فقد توقف الرئيس بوش حيثما شاء أن يطلق إشارات قوية في اكثر من اتجاه.

توقف بوش في العراق لمدة ثماني ساعات وحط بالأنبار بدلا عن بغداد التي اعتبرت منذ غزو العراق أحد معاقل القوي المعادية للوجود الأمريكي، وهي منطقة سنية مهمة. والتقي بوش هناك بزعماء القبائل الذين تحولوا من أعداء الي ماقبل عام فقط وفقا للتصنيف الأمريكي الي أصدقاء يعتمد عليهم بعد إعلانهم الحرب علي تنظيم القاعدة في العراق وتحديدا في مناطقهم بالأنبار.

فهل كانت رسالة بوش هذه المرة أنه يعيد العراق الي عصر القبيلة بعد ان فقد أمله وخاب ظنه في حكومة المالكي الطائفية؟ الأمر الآخر فإن بوش لم يبحث عن الدولة الديمقراطية التي بناها في العراق كما أحب أن يباهي بذلك كثيرا بل إنه يعلن ثقته في القبائل السنية علها تأتيه بنجاح لم يطاله المالكي. فهل بذلك يذعن بوش الي مقولة كثير من معارضيه الذين أبدوا شكوكهم في قيام نظام ديمقراطي في العراق او حتي تحقيق استقرار مأمول في ظل هيمنة الطائفية علي كل مفاصل العراق السياسية .

ثماني ساعات في الأنبار بحث فيها بوش عن حلفاء جدد عله يجد فيهم مبتغاه في حليف جديد يضمه للقائمة الممتدة في الحرب علي الإرهاب.

فهل يعد بوش لتعديل في استراتيجيته في العراق بتحالف جديد في مواجهة حليفه المفضل حتي الآن.. المالكي؟ وهل يعتقد بوش من خلال هذه الزيارة العابرة بأنه يمكن ان ينزع فتيل الحرب الطائفية التي تدلل كثير من الشواهد أنها تأخذ بعضا من قوتها من البعد او القرب من الاحتلال الأمريكي ؟ هل تقارب المالكي مع طهران وزيارته التي قام بها بناء علي حسابه السياسي الخاص وليس من رصيد واشنطن جعل بوش يتململ ويري الأمور من منظور الحرب علي الإرهاب والتصنيف المؤتمن للدول الراعية للإرهاب.

لقد حاول الناطق باسم البيت الأبيض أن يرسم صورة مختلفة للغرض من هذه الزيارة فجعلها تدخل ضمن رؤية استراتيجية للرئيس بوش تمزج الحوار مع المالكي في بغداد والعناصر السنية القبلية. أي أن تتوزع الثقة بالعدل بين القمة السياسية والقبائل والقوي الأخري في قاع الهرم السياسي والاجتماعي بالعراق.

وفي الواقع أن شكوكا كثيرة تحيط بهذا الحب من طرف واحد الذي يبديه بوش إذ أن القبائل السنية تحارب القاعدة ليس حبا في أمريكا وإنما طلب للسلامة والأمان لأنفسهم. وهذا ما لاتستطيع أن توفره حكومة المالكي أو إدارة بوش نفسها.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
غرائب في بلاد الرافدين

جاسم الرصيف *
اخبار الخليج البحرين
تبتر آذان وذيول الجراء، في قرانا التي جايلت الصبر حتى ادمنته، لتعد على شراسة قتال مفترضة ضد اللصوص والثعالب والذئاب والكلاب السائبة، ولكن بعضها (يكبر) فيخيب الظن على جبن موثق في الهروب من الدار والقرية كلما انطلق عيار ناري، حتى يحين اطلاق نار جديد في مقر الإقامة (الجديدة) تتكرر الهروبات بين القرى، فنالت مثل هذه الكلاب لقب (كلاب القريتين) على جبن وانعدام وفاء وتعدد ولاء. ***

وعلى ذات الوهم والظن انتخب اكاديميو الفوضى الخلاقة انماطا بدت للناس (محسنة) الآذان والذيول على دلالات ترف وتعديلات جينية اتحفتنا بالمحاصصات الخاصة بقبائل (كوندي) المفدرلة المؤتلفة المتفقة المتحدة على تفتيت العراق : الى حصص لكلاب امريكية وبريطانية وغيرها من متعددات الجنسيات المصابة بداء تعاطي (كوكتيل) النفط بالدم البشري المزمن، وصلت إلى المراعي الخضراء (مزبدة مرعدة) ولكنها حوصرت ممن لا يحملون ورد (الطالباني) ولا وعود (الجلبي) ولا تقية (الحكيم) ولا (دعوة) المالكي المفخخة الملغومة بلحى مستعارة، فخيّبت بعد اكثر من اربع سنوات من تعاطي السعار ظنون من ربّاها على دلالة الخلاصة القائلة (بعدم جهوزية) هذه القوات لاحتلال العراق ثانية اذا رحل المربّون. واستباقا لمثل يوم (فيتنام) المرعب، وتأكيدا لعدم ضياع التربية (الاسلامية) على الطريقة (الكوندية) قدم واحد من المعدّلين وراثيا قبل رحيله عن المراعي الخضراء - رافعا علم الطائفية السياسية الرثة - نسخة من سيف الامام علي (رضي الله تعالى عنه) الى مربّيه ومعلمه وفقيه حزبه العجوز المهزوم (رامسفيلد)، اعترافا علنيا موثقا بوفاء المربّى للمربّي على ازدواجية المعايير والوجوه والولاءات، وتثمينا لكل التعديلات الفقهية والعقائدية (الإسلامية) على الطريقة (الكوندية) التي حصل عليها شخصيا مع حزبه الذي كان اول حزب (اسلامي) ارهابي فجر قنابله في الجامعة (المستنصرية) في بغداد عام .1979 وفي آخر صرعاته (الدعوية) اجاز وافتى آخر من هذه المحسّنات لقوات الاحتلال (ان ترحل، ومع السلامة) عن العراق (متى تشاء) ناسيا عجزه عن الخروج من المراعي الخضراء الى اقرب شوارع (بغداد) من دون حبل في عنقه وطوق نجاة وحماية متعددة الجنسيات والولاءات لا عراقيين فيها، فخيب ظن من درّبوه على الادعاء ابدا بأن القوات التي استعارت لقب عراقية (ليست جاهزة لإدارة امن) العراق المحتل، وخاب في درس القراءة وقراءة الأناشيد الذي يمهد عادة للتجديد لبقاء قوات الاحتلال من دون اذن من الشعب العراقي بقوة الأمم المتحدة على اهانتنا : بتبنيها حكومة احتلال وفق كل بنودها وفصولها التي جيرت لصالح تجار الحروب. ومن (ريان كروكر) الوالي الفقيه المحلي الى (موفق الربيعي) وبقية جوقة الكذابين المحليين تم تعديل العواء الخاطئ الى وضع (جراء لم تبلغ سن الفطام) لكل قوات المرتزقة (العراقية) الرديفة لقوات الاحتلال من (المؤمنين الطيبين بهدية الله) الى نجوم رابطة حرامية بغداد المحاصرين في المراعي الخضراء، وجاء التعديل لتأكيد تكرر يفيد المراعي بحاجة الى مزيد من العلف وساسة الخيول الخاسرة و(كلاب القريتين) التي لم تبلغ الفطام وتحتاج الى مزيد من التدريب على العض وحقن السعار لتتأهل للبقاء في اوجارها (الوطنية) المسيرة (بالستلايت) الأمريكي. ولأن اطلاق النار، جاء فضلا عن نيران أهل البيت الذي تناهبته اللصوص، من مصادر امريكية ومن اعلى المستويات لتفجير اطلاقة (الرحيل) غير مريح التقسيط، فقد راحت (كلاب القريتين) تبحث عن طرق هروب خاصة بها، وبعضها قد رحل فعلا، وبعضها الآخر رزم حقائبه مع ما طالته انيابه (الكريمة) من اموال عراقية منهوبة، ولكن محاولات اللحظة الأخيرة على امل (اعجوبة)، او العوبة، من اعاجيب والاعيب (هدية الله لتجار الحروب) قد تحصل من خلال تحالف بين (محور الشر) و(الشيطان الأكبر) قد تضمن (لكلاب القريتين) اقامة طويلة في قواعد في (كردستان) وجنوب (الحكيم). *** شاعت في امريكا خلال السنوات الماضية اغنية يقول مطلعها مستغربا متعجبا من كلاب سائبة، قد تكون (كلاب القريتين) في الشوارع: من اطلق الكلاب؟ ويبدو انها اغنية (استباقية) على الطريقة الأمريكية تصف رحيل قوات الاحتلال المضطرة لإطلاق كلابها وجرائها في عراء الوطنية العراقية عرضة لصيادي الحيوانات المسعورة السائبة من (كلاب القريتين) وغيرها من كلاب ضالة.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
وكل سياسي يكذب
جهاد الخازن
الحياة
06/09/07//أكثر ما يخيفني في الرئيس جورج بوش ليس ان يكذب، فكل سياسي يكذب، ولكن ان يقول الحقيقة، أو ما يتصور انه الحقيقة.

هذا الأسبوع توافر لي في يوم واحد مثلان على الحقيقة كما تبدو في عالم الرئيس الأميركي، وهو عالم غير ما نعرف.

هو توقف ثماني ساعات في العراق، في طريقه الى استراليا، وقال ملمحاً الى خفض القوات الأميركية بعد زيادتها انه «إذا استمر النجاح الذي نشهده نستطيع المحافظة على مستوى الأمن بقوات أقل».

النجاح؟ الرئيس بوش تحدث عن الأنبار حيث هبطت طائرته في قاعدة حربية محصّنة، وذكّرنا بأن بعض العسكريين قال قبل سنة ان القوات الأميركية خسرت الأنبار، غير انها الآن من أكثر المناطق أمناً في العراق.

لا أعتقد بأن جورج بوش الابن يكذب عمداً وهو يتحدث عن الأنبار، فالأرجح انه يعتقد فعلاً بأن استراتيجيته انتصرت في الأنبار مع ان كل ما حدث هو ان رجال المقاومة وإرهابيي القاعدة انسحبوا في وجه القوات الإضافية، إدراكاً منهم ان هذه القوات لن تبقى الى الأبد، وسيعودون فور سحب هذه القوات، ومن يعش ير.

الحقيقة كما لا يعرفها الرئيس بوش هي ان القتل في العراق بقي عند معدلاته المعروفة منذ زيادة القوات، وفي حين تزعم القيادة الأميركية ان قتل المدنيين هبط من 1600 في الشهر الى 1200، منذ شباط (فبراير) الماضي، فإن أرقاماً رسمية عراقية، من وزارتي الدفاع والداخلية وغيرهما، أعطت أرقاماً للقتلى المدنيين تراوحت بين 1600 في الشهر و1700.

في الوقت نفسه زاد التهجير الطائفي في الداخل، وزاد فرار العراقيين من بلادهم، والأمم المتحدة تقدر نزوح 50 ألف عراقي شهرياً الى البلدان المجاورة، والرقم هذا أقل تقدير قرأته. وهناك حرب طائفية بين السنّة والشيعة، بل حرب بين الشيعة وحدهم كما رأينا في كربلاء، ولا يوجد أي تقدم على الصعيد السياسي، فحكومة نوري المالكي تركها 15 وزيراً، هم كل السنّة، وممثلو جماعة مقتدى الصدر، وقد عاد البرلمان العراقي الآن من عطلته الصيفية (وكذلك الكونغرس) ولكن لا سبب عملياً لتوقع إقرار قوانين مطلوبة فلا اتفاق على تعديلات دستورية مطلوبة، ولا قانون نفط يرضي السنّة والشيعة والأكراد، وتعديل قانون اجتثاث البعث يراوح مكانه، وقد بدأ البريطانيون يغادرون المركب الغارق، فانسحاب قواتهم من البصرة هزيمة، لا إعادة انتشار الى المطار، لأن المنتصر ينسحب في وضح النهار، أما الجنود البريطانيون فتسللوا تحت جناح الظلام، وتركوا المدينة تحت سيطرة ميليشيات متناحرة وشرطة مخترقة فاسدة، ونفوذ استخباراتي ايراني.

طبعاً لا أتوقع من الرئيس بوش ان يصدقني، وكيف يفعل وهو لا يصدق تقرير مكتب المراقبة الحكومية التابع للكونغرس نفسه الذي ناقشه الأعضاء قبل يومين بعد ان كانت تسربت مسودة التقرير الى جريدة «واشنطن بوست» وتبين منها ان الحكومة العراقية أنجزت ثلاث نقاط فقط، أو شواهد على الطريق، من اصل 18 نقطة مطلوبة منها.

وبما أنني قرأت كل ما استطعت ان أجد عن هذا التقرير، فقد وجدت ملاحظة مهمة تقول ان سبب تسريب التقرير الى الجريدة، هو خشية من سرّبه ان تحاول وزارة الدفاع وغيرها تخفيف صورة الفشل في التقرير، وحجب معلومات سلبية.

التقرير الأهم هو الذي سيقدمه الجنرال ديفيد بيتريوس والسفير ريان كروكر الأسبوع المقبل، إلا انني أتصور ان هذا التقرير سيكون مخففاً بدوره، و «يرش على الموت سكّر» كما يقول المثل، ليتمكن الرئيس بوش من ان يزعم نجاح زيادة القوات في تأدية المهمة المطلوبة، فيكون سحبها لأنها نجحت لا لأنها فشلت.

أرجح ان الرئيس بوش سيعلن النجاح وهو يصدق نفسه، فأكمل بالمثل الآخر عن الرئيس المعجزة وعالمه.

هناك كتاب جديد عن إدارة بوش بعنوان «واثق جداً» من تأليف الصحافي روبرت دريبر الذي أجرى للرئيس ست مقابلات طويلة هي في اساس المعلومات التي بني عليها الكتاب. وهكذا فقد قرأنا ان جورج بوش «فوجئ» بقرار حل الجيش العراقي والاستخبارات، بعدما كانت النية المحافظة عليهما، وكلنا يعرف الآن ان قرار حل الجيش كان أسوأ قرار على الإطلاق اتخذته سلطة الاحتلال، فقد ترك في الشارع مئات ألوف الرجال المسلحين المدربين الغاضبين، من دون دخل لإعالة أنفسهم وأسرهم.

المبعوث الأميركي بول بريمر، أو المبعوث السامي، أعلن حل الجيش، والقرار مربوط باسمه، غير ان بعد صدور الكتاب وما ضم على لسان الرئيس، قرر بريمر كشف أوراقه، وتبين من مراسلاته مع الرئيس انه بلّغه قرار حل الجيش، وتلقى منه تهنئة على عمله.

مرة أخرى، أعتقد بأن الرئيس بوش لا يكذب، على رغم الرسائل المتبادلة، فقد وجدت ان الرسالة ذات العلاقة من بريمر الى بوش كانت في ثلاث صفحات، والإشارة الى حل الجيش مدفونة في فقرة واحدة في وسطها، لذلك أرجح ان الرئيس لم يقرأ الرسالة كلها (هو يعقد مؤتمراً صحافياً كلما قرأ كتاباً) ووافق عليها من دون ان يلاحظ قرار حل الجيش.

مشكلتنا مع الرئيس بوش أننا لا نعيش في عالمه وإنما في عالم الحقيقة الأخرى لذلك هو يقول ان العراق حُرّر، وأنا أقول انه دُمّر، ثم أحتكم للقراء.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
كيف نمنع إنهيار العراق عندما نغادر؟!
ترودي روبين:

الشبيبة عمان
بمجرد انتهاء عطلة يوم العمل, سوف يبدأ مباشرة العرض الكبير للعراق في عاصمة البلاد. فسوف يتلقى الكونجرس سلسلة من التقييمات الجدية حول الوضع في العراق والتي ستقود إلى القمة العظمى خلال تقديم الجنرال ديفيد بتريوس والسفير ريان كروكر لشهادتهما أما الكونجرس في الأسبوع الثاني من سبتمبر الجاري.
بعدها تتحول الدراما إلى سيرك سياسي. فالرئيس بوش سوف يقدم للكونجرس تقريرا حول العراق في 15 سبتمبر مطلقا جولة اخرى من المساجلات حول ما إذا كان علينا أن نغادر أو لا نغادر العراق بحلول 2008. وهذا النقاش سوف يتشكل لحد كبير وعلى كلا الجانبين بتكتيكات عام الإنتخابات أكثر منه بالإحداث على أرض العراق.
كلا الطرفين يعجل بكارثة أسوا في العراق. فالرئيس يريد إبقاء الجنود في العراق اطول فترة ممكنة. والديموقراطيون (وبعض الجمهوريين) يريدون سحب القوات إما سريعا أو ببطء.
عليه, فهاهنا رجاء. هل نستطيع من فضلكم أن نبدأ التفكير بصورة مختلفة حول مساجلات العراق؟ فبدلا عن (نبقى أو نذهب), هل نستطيع أن نركز على منع العراق من الإنهيار عندما نغادر في النهاية؟
مثل هذا التركيز لا يتناسب أبدا مع خطوط رواية كلا الطرفين. فالجمهوريون يريدون ان يصرفوا الإنتباه بعيدا عن مجمل إخفاقهم في العراق, لهذا فهم يدعون بأننا لا نزال قادرين على تأسيس الديموقراطية العراقية وإحراز نصر نظيف. والتركيز على "الإستمرار في النهج" يمنع من الفحص النزيه لكيفية إنقاذ أفضل ما يمكن إنقاذه.
ومع ذلك, فنحن نعرف أن البنتاغون لا يستطيع أن يحافظ إلى ما لا نهاية على المستوى الراهن للجنود في العراق, لأسباب تتخطى السياسة الداخلية. فقواتنا المسلحة قد شدت إلى ما فوق طاقتها والجمهور الأمريكي قد سأم الحرب وفقد العديد من العراقيين إيمانهم في وجودنا هناك. وذلك الفقدان للوهم لا يمكن أن يلام عليه الكونجرس. إنه ناتج لأعوام من إدعاءات الإدارة الأمريكية التي يكذبها واقع العنف على الارض.
بنفس القدر, فإن أؤلئك الديموقراطيين الذين يقولون بأن العنف في العراق سوف يقل عندما نرحل, هم على خطأ. فوضع تاريخ نهائي للإنسحاب الكامل لن يهز الفصائل العراقية أو جيرانهم من العرب والإيرانيين ليقوموا بردة فعل. فليس هذه هي الطريقة التي يعمل بها الشرق الاوسط.
ليس هناك من يثق بالآخر وسط هذه الفصائل بما يكفي للتوصل إلى سلام بدون تدخل خارجي قوي. وقد اضمحل التأثير الأمريكي في العراق بسبب أخطاء الأعوام الاربعة الماضية. فإذا وضعنا تاريخا للمغادرة بدون التحضيرات السليمة, فإن تأثيرنا سوف يختفي.
وقد حفزت المساجلات حول موعد المغادرة مليشيات العراق السنية والشيعية بالفعل لتبدأ في تصعيد الصراع الشامل على السلطة. ونفس الشيئ بالنسبة لجيران العراق.
يقول عديد من الديموقراطيين أن الأمر لا يستحق البقاء لأن الوجود الأمريكي لن يحدث فرقا على المدى الطويل. وهم يقولون بأن القادة الطائفيين في العراق يبدون إصرارا على القتال. وعليه, فإن أية مكاسب عسكرية أمريكية سوف تكون عابرة. ووجودنا هناك سوف يكون مثل وضع أكياس الرمل داخل مجرى الماء لتؤخر الفيضان.
لكن إذا غادرت القوات الأمريكية بدون ترتيبات سياسية, فإن القوات الطائفية سوف تندفع لتملأ فراغ القوة. كما أن القوى الإقليمية المختلفة سوف تمول وتسلح وكلاءها من الطوائف المختلفة.
نسحب اكياسنا الرملية فيجتاح الفيضان العراق. وهذا أمر أكيد. إذن, لماذا لا نرى الديموفراطيين والجمهوريين يحاولون بناء مصدات للفيضان قبل ان نرحل؟
عندما يدلي الجنرال بتريوس بشهاته أمام الكونجرس, فإنه سوف يتحدث عن مكاسب عسكرية في العراق تحققت على المستوى المحلي, حيث انقلبت العديد من القبائل السنية والمتمردون الشيعة ضد القاعدة. وهو يعرف ان هذه المكاسب في حاجة لأن تقوى. فرجال القبائل السنية هؤلاء, والذين يعملون الآن مع قواتنا, يمكن ان يتحولوا إلى مليشيات تنقلب على الحكومة التي يقودها الشيعة (أو على القوات الأمريكية).
ولا يزال الجنرال يأمل في إمكانية رتق رقع النجاح الذي تحقق في المحافظات وبعض أجزاء بغداد, ورتقها إلى بعضها البعض خلال العام القادم. لكن بتريوس يعرف أنه لا بد لزيادة القوات من نهاية. لكنه يريد العديد من الاشهر الإضافية ليحاول خلق غطاء سياسي مرقع من الفوضى الراهنة.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
الإنسحاب من البصرة.. خطأ قاتل أم مخرج إلى الامام؟

وليام فاف:

الشبيبة عمان

جاء انسحاب البريطانيين من مقر رئاستهم المحاصر في البصرة, ثاني أكبر مدينة عراقية, إلى قاعدة جوية أكثر قابلية للدفاع عنها في ضواحي البصرة, ليقدم إختبارا وسابقة في نفس الوقت للإنسحاب الأمريكي من العراق الذي سيحدث طال الزمن ام قصر.
وسوف يتضمن هذا الإنسحاب تخفيضا قي عدد القوات يبلغ 500 جندي ليترك 5,000 جندي بريطاني في العراق. وفي يناير الماضي كان عدد القوة البريطانية قد تناقص إلى 7,000 من 18,000 في عام 2003 عند إسقاط صدام حسين. وكان البريطانيون قد انسحبوا من ثلاثة محافظات في العام الماضي مخفضين وجودهم العسكري في العراق إلى قاعدة جوية واحدة مع تسيير دوريات رمزية وخطرة في مدينة البصرة.
وسوف يقدم رئيس الوزراء, غوردون براون قريبا تصريحا في البرلمان حول الوضع الراهن في العراق. وبينما أنه من المرجح ان يترك قوات مقيمة صغيرة الحجم في العراق لتهدئة خاطر واشنطون والحفاظ على وعود قطعت في الماضي, إلا أنه غالبا ما يضع جدولا لمغادرة القوات المتبقية.
يدعي البريطانيون أنهم قد سلموا موقعهم لمسؤولين حكوميين عراقيين, وأن هناك مراسم تسليم تشهد على ذلك في نهاية الاسبوع الماضي. لكن المنطقة التي يقومون بالإنسحاب منها قد ظلت منذ 2005 موضوع نزاع بين السلطات المركزية الضعيفة والمليشيات الشيعية المتصارعة التي يسيطر بعضها على قوات الشرطة المحلية, وهي تقاتل إحداها الآخرى, ليس لسبب أيديولوجي وإنما على سلطة ما بعد الحرب.
كان البريطانيون قد عملوا في البداية مع السلطات المحلية وكانو يقارنون وجودهم السلمي وخروجهم في الدوريات بدون خوذات أو دروع, مع الأمريكان لابسي النظارات الشمسية في الاماكن الاخرى وهم يحطمون الأبواب ويخيفون المدنيين.
ومع ذلك, وعقب وقوع بعض الإشتباكات غير السارة في عام 2005, صار البريطانيون يجدون انفسهم بصورة متزايدة واقعين بين نارين من نيران المليشيات المتصارعة. لقد وقعت بينهم حتى كتابة هذه المقالة, 159 إصابة قاتلة. وقد توصلوا بكل العقلانية إلى أنهم ليسو موجودين في العراق ليقرروا أي من هذه الفصائل العراقية العنيفة يجب أن تنتصر.
لم تستقبل واشنطن هذا الأمر استقبالا حسنا, رغم تجنب الإختلاف العلني. فقد قال الرئيس بوش أن الإنسحاب البريطاني إلى المطار الدولي "جميل" بالنسبة له, وقال لقناة إسكاي نيوز البريطانية أن ما حدث هو نتيجة لتطورات إيجابية على الارض وليس استجابة للمشاعر البريطانية العامة ضد الحرب.
لكن تلك لم تكن هي وجهة نظر منتقدي البنتاغون ووزارة الخارجية الامريكية ولا المحافظين الجدد الامريكان الذين اصروا على ان البريطانيين يستسلمون لجيش المهدي التابع لمقتدى الصدر ومنافسيه. أما جماعة درء الكوارث العالمية فتسمي ما حدث "هزيمة مخزية".
ولم يعد الضباط البريطانيون يمتنعون عن الرد علي إطلاق النار. فقد قال الجنرال السير مايك جاكسون الذي قاد القوات البريطانية في غزو عام 2003, للصحف اللندنية, بان التخطيط الأمريكي للغزو وما بعده كان "مفلسا من الناحية الثقافية"
وقال الميجور الجنرال تيم كروس, الضابط البريطاني الاول في مجموعة التخطيط لما بعد الحرب, قال لدونالد رامسفيلد في وجهه بانه لم يكن هناك إنتباها كافيا لما سيحدث بعد الغزو, وقد جرى تجاهله. وفي تلك المرحلة فإن الجيش الأمريكي وإدارة بوش (وقبلها إدارة كلنتون), قد قرروا بألا يقوم الجنود الامريكان بمهام بناء الدول. فهذه لأنصاف الرجال في جيوش الامم المتحدة والجيوش الأوربية. فالفرقة 82 المحمولة جوا لا تقود الأطفال إلى المدرسة, هكذا قالت مادلين أولبرايت, وزيرة خارجية كلنتون في تصريح مرتبط بكوسوفو. هذا هو موقف الرجل الامريكي العنيف.
جاء البريطانيون والامريكان إلى العراق بهدف إسقاط صدام حسين. وقد فعلوا. ومن حينها ظلوا يقومون بمهام مختلفة. البريطانيون ساعدوا في الإنتخابات وقيام الحكومة الجديدة, لكنهم لم يتوقعوا الكثير منها. كما عملوا مع الناس المسيطرين فعليا على المستوى المحلي. وهم يقولون الآن بانهم قد دربوا فرقة عراقية وأن القاعدة هي قوة مهملة حيث يوجدون هم وأن العنف في منطقتهم هو ليس تمرد مضاد للحكومة ولكنه صراع على السلطة المحلية التي ليس للجيش البريطاني أن يقرر فيها.
أما السياسة الامريكية في بقية العراق, فقد ظلت ومنذ البداية هي فرض الديموقراطية على العراق, مما يعني على الصعيد التطبيقي محاولة فرض شكلها ومبناها سواء أرادهما العراقيون أم لا. وذلك لأنه بدون مثل هذا "الإنتصار", فقد يطالب الناخبون الامريكان بمعرفة لماذا كانت هذه الحرب اصلا.
لقد حذر الرئيس بوش مما سيلي الإنسحاب من العراق. وتنبا بالتوترات الإثنية المتزايدة وإندلاع الحرب الأهلية وانتشار الفوضى الإقليمية وحذر من خطر "ميادين القتل" كما كان لدي الخمير الحمر ومن هولوكوست آخر.
فهل, سوف يعقب الإنسحاب البريطاني من البصرة حتى ولو القليل من مثل هذه الكوارث؟ هل ستكون هناك زيادة في التطرف في الدول المجاورة؟ هل ستكون هناك فوضى شرق أوسطية متزايدة؟ هل سيشجع ذلك على الهجمات الإرهابية داخل الولايات المتحدة وأوربا؟ هل سنشهد ناطحات سحاب جديدة وهي تنهار وجسورا وهي تسقط؟
أم ربما سيكون هناك فقط صراع مستمر على السلطة المحلية يخفف من حدته معرفة أنه لم تعد هناك قوة خارجية لتحد من نتائجه. على المرأ ان يتنظر الأحداث.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
الاعتراف بالخطأ... إصلاحاً لكارثة العراق!

مادلين أولبرايت
وزيرة الخارجية الأميركية
نيويوك تايمز
السؤال البديهي والمبدئي قبل الشروع في أي حرب هو: ما الشيء الذي نحارب من أجله؟ وفي رأيي أن جنودنا على وجه الخصوص، يستحقون جواباً مقنعاً على هذا السؤال.



في العراق شملت قائمة المهام التي تمت تجربتها، ولم تكن ملائمة، ما يلي: الحماية من أسلحة الدمار الشامل، خلق ديمقراطية نموذجية تكون نبراساً للعالم العربي، معاقبة المسؤولين عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر، والعمل على منع الإرهابيين من شن هجوم جديد على الأراضي الأميركية.



قد يحاول أحد المتشككين أن يوحي بأن المهمة الحقيقية للجيش الأميركي في العراق، هي تمكين الرئيس بوش من الاستمرار في إنكار أن ذلك الغزو قد تطور بالفعل إلى كارثة. وقد يحدد ناقد آخر أقل تشككاً في نوايا الإدارة، ثلاثة أهداف وراء إقدام أميركا على الغزو هي: الحيلولة دون تحول العراق إلى ملاذٍ آمن لـ"القاعدة"، أو تحوله لدولة عميلة لإيران، أو تحوله لشرارة يمكن أن تشعل نار حرب تمتد لمختلف أنحاء المنطقة. وهذه الأهداف، لو نظرنا إليها جيداً، سنجد أنها لا تستجيب للمخاطر التي دفعت أميركا إلى غزو العراق، لكنها تستجيب أكثر للمخاطر التي ترتبت على هذا الغزو في حد ذاته.


التغيير المطلوب في العراق، لن يتحقق عن طريق دورياتنا العسكرية، أو معاييرنا لقياس أداء الحكومة، أو الزيارات المفاجئة... وإنما بجهد دولي منسق!


إن الرئيس يحثنا أن نصر على النجاح وعلى تجنب الفشل، لكنه مطالب أن يشرح لنا قبل ذلك الكيفية التي يمكن بها لقواتنا المسلحة أن تحقق النجاح في العراق رغم تعقيداته السياسية، وأن يشرح لنا أيضاً الأسباب التي جعلت إدارته تفتقر إلى المصداقية.



إن هذا الانفصال بين المهمة وبين القدرات، يجب أن يكون هو جوهر المناقشة التي ستدور بعد تسليم الجنرال "ديفيد بيترايوس" والسفير "رايان كروكر" لتقريرهما حول وضع قواتنا في العراق، وبعد قيام زعماء الكونجرس بإعداد استراتجياتهم لفصل الخريف القادم. ورغم الآمال التي تراود البعض بشأن انتهاء الحرب في العراق، فالحقيقة هي أنه من غير المرجح لتلك الحرب أن تنتهي خلال وقت قريب، كما أنه من غير المرجح أيضاً أن تؤدي تطوراتها إلى توفير دعم جديد للمسار التعس الذي نتخذه حالياً. ورغم أن الأمر المؤكد هو أن مستويات القوات الأميركية سوف تبدأ في الانخفاض، فمن المؤكد أيضاً القرارات الكبرى المتعلقة بالانسحاب وظروفه، ستبقى معلقة حتى يتولى الرئيس القادم (أو الرئيسة) مقاليد الحكم.



وحسب تقدير الاستخبارات الوطنية الذي نشر الشهر الماضي، فإن المكاسب العسكرية المتواضعة التي تحققت في العراق بعد جهد جهيد، لن تعني شيئاً ذا بال طالما لم يحدث "تغيير في العوامل التي تدفع التطورات السياسية والأمنية في العراق".



وإذا ما أخذنا عمق الانقسامات الطائفية في العراق بعين الاعتبار، فسيمكننا القول إن مثل هذا التغيير لن يتم إلا بواسطة العراقيين أنفسهم. فذلك التغيير -ونتيجة لافتقارنا إلى القوة الرافعة الضرورية- لن يتحقق عن طريق دورياتنا العسكرية، ولا عن طريق معايير التقدم التي نستخدمها لقياس أداء الحكومة العراقية، ولا عن طريق الخطب أو الزيارات الرئاسية المفاجئة إلى محافظة الأنبار، وإنما عن طريق جهد دولي منسق سيكون بالنسبة لنا هو الخيار الوحيد المتاح.



إن منطقة البلقان تنعم بالسلام الآن بفضل الجهود المشتركة التي بذلتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة من أجل مساعدة الزعماء المعتدلين في تلك المنطقة على حل خلافاتهم. ويدفعني هذا للقول إن سياستنا في العراق كان يجب ومنذ البداية أن تتضمن استراتيجية مثل هذه، أي استراتيجية تقوم على مساعدة المعتدلين داخل العراق، لكننا للأسف لم نقم بذلك أبداً بشكل جدي.



والسؤال الآن: هل لا تزال مبادرة مثل هذه صالحة في الظروف الحالية؟ لقد تعهدت الأمم المتحدة بالانغماس بشكل أكبر في الشأن العراقي، فضلاً عن أن الزعماء الأوروبيين الجدد الذين يقودهم "نيكولا ساركوزي"، و"أنجيلا ميركل" و"جوردون براون"، يدركون الدور الذي يمكن أن تلعبه دولهم في مستقبل العراق كما تتوافر لديهم الرغبة والاستعداد لتقديم يد العون من أجل ذلك المستقبل. من ناحية أخرى ينظر السعوديون والأردنيون والسوريون إلى عدم استقرار العراق كتهديد أمني خطير بالنسبة لهم... أما الأتراك والأكراد فقد وقّعوا اتفاقية للتعاون على امتداد حدودهم المضطربة... أما إيران فإنها وإن كانت تمثل أشرس تحدٍّ يواجهنا، فإن الأمر المرجح هو أنها ستكون حريصة على عدم عزل نفسها عن الجهد الدولي الواسع النطاق الهادف إلى تسوية الوضع في العراق، إذ هي تعرف جيداً أنها إذا ما فعلت ذلك فستهدي لنا، كما للعديد من الزعماء العراقيين من السُّنة والشيعة الراغبين في تقليص نفوذها في بلدهم، نصراً سياسياً لا شك فيه.



ويمكن للرئيس بوش أن يقوم بدوره في هذا الصدد من خلال الاعتراف بالحقيقة التي يعرفها العالم بأسره، وهي أن معظم الانتقادات التي وجهت له قبل الحرب كانت في محلها تماماً.



فمثل هذا الاعتراف سيكون هو بالضبط نوع الصدمة التي سيحتاجها أي مشروع دبلوماسي كي ينطلق، لأنه سيجعل من الأسهل على الزعماء الأوروبيين والعرب في مثل هذه الحال أن يقدموا يد العون له، لأن شعوبهم كانت ترفض أن يفعلوا ذلك مع رئيس يصر على أنه مصيب وأنهم على خطأ.



إذا ما كانت هناك فرصة لتجنب تفاقم الكارثة في العراق، فإن تلك الفرصة ستعتمد في توافرها على التحول النفسي الذي سيتيح للشعب البدء في الاستعداد للتنافس على السلطة من خلال وسائل سلمية، بدلاً من الاكتفاء بالتخطيط فقط للكيفية التي سيتمكن بها من النجاة وسط الفوضى الشاملة الضاربة أطنابها في العراق. إن المجتمع الدولي لا يمكن أن يضمن مثل هذا التحول، لكننا نستطيع ذلك، ويجب علينا بالتالي أن نفعل المزيد من أجل التشجيع على حدوثه.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
العراق واحتمالات التوجه نحو دولة علمانية

د. محمد عاكف جمال
البيان الامارات
حين تخسر... لا تخسر الدرس «الدالاي لاما». منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية في العقد الثاني من القرن المنصرم عند انتهاء الحرب العالمية الأولى، انتهى عصر الحكومات الدينية في منطقة الشرق الأوسط، وهو عصر طويل ابتدأ بالفتوحات الإسلامية في القرن الأول الهجري (القرن الثامن الميلادي) ودام قرابة ثلاثة عشر قرناً.


فالدول التي تأسست في هذه المنطقة، وفق اتفاقية سايكس - بيكو، غلب عليها الطابع المدني الأكثر قرباً إلى العلمانية، فدساتيرها وقوانينها والأعراف التي نشأت في أطرها فيها الكثير من المعالم الليبرالية، فالدستور العراقي لعام 1925 على سبيل المثال، لم يتح المجال لتأسيس دولة دينية رغم أن إحدى مواده تنص على أن الدين الإسلامي هو أحد مصادر التشريع.


هذا بالطبع أمر مفهوم فمن أشرف على هيكلة الشرق الأوسط ورسم خرائطه وبناء دوله هو من انتصر في تلك الحرب، بريطانيا وفرنسا اللتان سعيتا إلى تأسيس دول مستقرة لرعاية مصالحهما على الأمد الطويل. إلا أن تركيا قد تميزت عن بقية دول المنطقة بنهج علماني واضح المعالم نص عليه دستورها الذي فصل بشكل كلي بين المؤسستين الدينية والمدنية، فمؤسسات الدولة سواء كان الأمر يتعلق بهوية شاغلي المراكز المهمة في هياكلها أو بمنهج العمل الذي تبنته تعمل بآليات مدنية علمانية.


والحقيقة أن الفصل بين المؤسسة الدينية والدولة في تركيا لم يكن يعني استقلالية هذه عن تلك بل إن هذا الفصل قد خلق نوعاً جديداً من العلاقة بينهما وهي تبعية معاكسة، فالمؤسسة الدينية نفسها أصبحت تعمل تحت إشراف المؤسسة المدنية. فقد وضع مؤسس تركيا الحديثة، كمال أتاتورك، نصب عينيه الأخذ بالنموذج الأوروبي الغربي في تأسيس هياكل الدولة التركية وما تستند إليه من قوانين وتقاليد وأعراف وأساليب عمل، مديراً بذلك ظهره لإرث الإمبراطورية العثمانية التي حكمت منطقة واسعة من العالم في آسيا وأفريقيا وأوروبا على مدى أربعة قرون، وفي قطيعة تامة مع تأريخها.


ولكن مع وصول القرن العشرين إلى عقده الثامن بدأت القوى والأحزاب الدينية في عدد من دول الشرق الأوسط بالصعود وبدأت تفرض واقعاً سياسياً جديداً في المنطقة، وكان أبرز المؤشرات على ذلك هو نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 .


وما أعقب ذلك من تعضيد للإسلام السياسي في الدول الأخرى لأسباب مختلفة: سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان وصعود حزب العدالة والتنمية في تركيا إلى سدة الحكم بأغلبية كبيرة في فترتين انتخابيتين، ومجيء حكومتين لهما لبوس ديني في العراق بعد انتهاء مهمة الحكومة المؤقتة التي تشكلت عقب حل مجلس الحكم الذي تشكل بعد احتلال العراق، وفوز حركة حماس في الانتخابات النيابية الفلسطينية الأخيرة، وتعزيز الأخوان المسلمين لمواقعهم في البرلمان المصري.


لا تتسع المساحة هنا للحديث عن تجارب الحكومات أو الحركات ذات الطابع الديني في البلدان المختلفة، بل سوف نكتفي بتسليط بعض الضوء على التجربة العراقية بعد مرور ما يزيد على أربع سنوات من سيطرة الحركات الدينية على الشارع العراقي وعلى المفاصل الأساسية في العملية السياسية.


فقد بينت استطلاعات أميركية كُشف عن نتائجها في واشنطن ونُشرت مؤخراً بأن هنالك تحولاً متزايداً في المزاج السياسي لدى العراقيين نحو العلمانية ونحو تغليب الهوية الوطنية على هوية الانتماء المذهبي. فقد رصدت تلك الاستطلاعات التي أجريت على عينات تتناسب أعدادها مع ثقل المكونات الأساسية للمجتمع العراقي (الشيعة والسنة والأكراد) في الفترة الواقعة بين ديسمبر عام 2004 ومارس عام 2007، وجود «انخفاض في التأييد الشعبي لوجود حكومة دينية وزيادة تأييد النظام السياسي العلماني».


فقد ذكر منصور معدل الأستاذ والباحث المتخصص في العلوم الاجتماعية بجامعة شرق ميشيغان والذي أشرف على هذا الاستطلاعات: إن لدى العراقيين شعوراً قوياً بالهوية الوطنية يتجاوز الخطوط الدينية والسياسية». وبلغة الأرقام، وهي الأكثر دقة، أظهرت هذه الاستطلاعات (مارس 2007) بأن 54% من العراقيين يصفون أنفسهم بأنهم عراقيون قبل أي شيء مقارنة مع 28% في ابريل من عام 2006، وأن هذه النسبة بلغت 75% لدى سكان العاصمة بغداد، أكثر المدن العراقية تنوعاً في الانتماءات وأكثرها تفجراً.


وتعكس هذه النسبة المرتفعة في بغداد ردود أفعال العراقيين الغاضبة والمناهضة لنوايا تقسيم البلاد على أسس عرقية وطائفية التي تزايد الترويج لها مؤخراً كأحد السيناريوهات المحتملة لمعالجة الأزمة العراقية، وكان آخرها ما أشار إليه الصحافي الأميركي توماس فريدمان في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز في الثلاثين من أغسطس المنصرم.


كما أبانت هذه الاستطلاعات أيضاً، بأن هنالك تغيراً آخر ملحوظاً في موقف الشارع العراقي حيال العلاقة بين الدين والسياسة، حيث ذكر 30% من العراقيين في الاستطلاع (مارس 2007) بأن العراق سيكون مكاناً أفضل إذا تم الفصل بين الدين والسياسية في حين كانت هذه النسبة 18 % في أكتوبر من عام 2006 وكانت 26% في ديسمبر من عام 2004.


نحن لا نفترض بأن جميع من شملهم استطلاع الرأي المذكور واع للمعنى الكامن في العلمانية، فذلك موضوع آخر لا نود الخوض فيه الآن، إلا أن من أدلى بصوته لصالح الابتعاد عن الأجندات الدينية وفضل التمسك بالهوية الوطنية قد دفعته لذلك تجربته الشخصية لمدة تزيد على أربع سنوات مرة سربلت العراق بالدماء.


حيث شهد فيها مرارة التطاحن العبثي وغياب الإنجازات وكثرة العطلات المهدرة لفرص البلد في التقدم وتردٍ في الخدمات على مختلف المستويات. فلم يحصد الإنسان العراقي من العملية السياسية حتى الآن غير الريح، حصد الكثير جداً من وعود خلابة وحصد الكثير من الكلام المعلب في عُلبٍ وُضعت على أغلفتها رموزاً دينية يَكُنُ لها الجميع كل احترام ويشذ عن ذلك من أسهم في توظيفها لتحقيق أجندته السياسية.


وتعزز هذه الدراسة ما سبق أن أشرنا إليه في أكثر من مقال في السابق وهو أن ما يبدو صراعاً طائفياً في الساحة العراقية هو في حقيقته ليس كذلك، بل هو صراع مصالح سياسية وُظف المذهب والعرق فيها للحصول على أدوات التغيير في هيكل الدولة العراقية لتحقيق أجندة خاصة.


إن المتابع للمَشاهد التي تنقلها مختلف الفضائيات عن الوضع في العراق، لا يستطيع أن يتجاهل التغير الواضح الذي يحصل في الشارع العراقي، فموجة الغضب لدى الفرد العراقي في تصاعد وهو يرى بأن النخب السياسية التي منحها ثقته وأوصلها إلى المناصب العليا في الدولة لم تقدم له مكسباً ملموساً، وبدأ يدرك حجم الدمار الذي لحق بالبلد بسبب الأخطاء الخطيرة التي وقع فيها معظم العراقيين حين اختاروا الاصطفافات الطائفية والعرقية كآليات في العملية السياسية حيث لم يُوظف البرنامج الانتخابي ولا شخصية المرشح للحصول على الشرعية الانتخابية كما هو معروف في التجارب الديمقراطية الناجحة.


لقد دفع الشعب العراقي حتى الآن ثمناً باهظا لصياغة تجربته السياسية وربما لا يزال أمامه المزيد ليدفعه كي يسترجع رشده كاملاً ويفيق من خدر حلم لم يرسم على أرض الواقع إلا صوراً مشوهة للديمقراطية وشرعية انتخابية تفتقر إلى شرعية الإنجازات.


عندها سيوظف الناخب العراقي صوته الانتخابي لصالح البرنامج السياسي المطروح أمامه ويتحرى عن مدى اتفاق هذا البرنامج مع ما يحلم به أو ما يطمح بتحقيقه من المكاسب سواء على مستوى تحسين الخدمات الصحية أو التعليمية أو تحسين دخله وطمأنة الأسرة على مستقبل أبنائها، ويتخلى عن موقف الاصطفافات المذهبية الخاطئة والبعيدة كلياً عن النهج الديمقراطي. فقد أوشكت هذه الاصطفافات أن تمحي العراق من الخارطة، بعد أن بعثت بما يزيد على المليون من أبنائه إلى حتوف لم يختاروها.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
من بوش وبراون إلى المؤتمر السري
سعد محيو
الخليج الامارات
ثلاثة تطورات متزامنة تعطي ولو بصيص أمل للمرة الاولى منذ سنوات باحتمال بدء الخروج من النفق العراقي المظلم.التطور الاول، هو انسحاب القوات البريطانية من مدينة البصرة وتجمع ما تبقى منها (5000 جندي) في مطار المدينة، استعداداً للمغادرة النهائية خلال أشهر قليلة.

هذه الخطوة ليست بأي حال “تسليماً ناجحاً للسلطة إلى العراقيين”، كما ادعى رئيس الحكومة البريطاني براون. إنها هزيمة وفي وضح النهار. فالجنود الإنجليز انسحبوا لأن العراقيين أرادوا ذلك. وهم نفذوا هذه الإرادة بتحويل الجنود العراقيين إلى أكياس تدريب على الملاكمة. كل فريق سياسي جديد يريد أن يثبت وجوده على الساح في جنوب العراق، كان يفعل ذلك عبر إطلاق النار على عساكر جلالة الملكة. وكل تيار إيديولوجي يسعى للحصول على أوراق اعتماد وطنية عراقية، كان يمطر قصر الرئاسة في البصرة حيث كان يتمركز البريطانيون بأنواع الأسلحة كافة.

إنه انسحاب الهزيمة. وهذا ليس على الصعيد العسكري فقط، بل التاريخي أيضاً.

فحين دخلت القوات البريطانية إلى البصرة في 6 إبريل/نيسان ،2003 كانت هذه المدينة (وبرغم السلطة الديكتاتورية الصدامية) تعج بالحيوية والحياة. والآن، يترك الاحتلال البريطاني وراءه مدينة أشبه بالجسم المشلول الذي تعبث فيه الأوبئة والجراثيم. فسلطة الدولة غائبة، وحكم القضاء والمحاكم بات أثراً بعد عين، والميليشيات تتوزع فيما بينها “الغنائم” بالعدل والقسطاس: حزب الفضيلة يسيطر على “قوة حماية النفط”. المجلس الأعلى للثورة الإسلامية يهيمن على أجهزة الاستخبارات وقوة الكوماندوز التابعة للشرطة. جيش المهدي يتسلل إلى قوات الأمن ويبسط جناحه على سلطة مرفأ البصرة. ونحو مائة تنظيم سياسي تسعى للحصول على حصصه في قطعة الجبنة الجنوبية.

هذا هو التراث العسكري والمدني الذي تركه وراءهم البريطانيون المنسحبون. وإذا كان هذا هو نصر كما تدعي حكومة براون، فما هي الهزيمة؟

التطور الثاني هو إعلان الرئيس بوش، وللمرة الأولى أيضاً، عن قرب خفض القوات الأمريكية في العراق. وهذا كان كذلك اعترافاً غير مباشر منه بالهزيمة. صحيح أن سيد البيت الأبيض اختار أن يعلن هذه الخطوة بطريقة درامية، حين حط الرحال فجأة في الأنبار، وصحيح أن هدفه الحقيقي من زيارته المفاجئة للعراق كان وقف انقلاب الجمهوريين في الكونجرس على مشروع الحرب، إلا أن كل ذلك لا يغير من حقيقة الأمر شيئاً: بوش نطق بالكلمة السحرية في الوقت نفسه الذي كان فيه حلفاؤه الإنجليز في البصرة ينفذونها على أرض الواقع: الإنسحاب.

التطور الثالث هو “خريطة الطريق السرية” التي ذكر أن أطرافاً سنية وشيعية وضعتها في مؤتمر عقدته مؤخراً في فنلندا. الخطة، التي رعاها رئيس فنلندا السابق مارتي أهتيساري وواكبتها وفود من جنوب إفريقيا وأيرلندا الشمالية، تدعو، من ضمن ما تدعو، إلى بدء عملية المصالحة والمصارحة في العراق، وإلى قبول نتائج المفاوضات حول هذا الأمر. كما تدعو إلى العمل لإنهاء التدخلات الإقليمية والدولية في البلاد، ووقف “التطهير المذهبي”، وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي وفق “جدول زمني واقعي”.

ليس ممكناً بعد القول ما إذا كانت خريطة الطريق هذه سترى النور أم لا، برغم مشاركة العديد من الأطراف المتحاربة في وضعها. لكن مجرد صدورها الآن، وعلى إيقاع تجارب الشعوب الأخرى الناجحة في عملية إنهاء النزاعات، تطور إيجابي سيكون له حتماً ما بعده.

هل ثمة علاقة بين هذه التطورات الثلاثة؟

حتماً. فالانسحاب من البصرة مرتبط باستعداد بوش لبدء الانسحاب من بغداد. وكلا التطورين يمكن أن يكونا توكيداً لفشل الاحتلال ونجاح الاستقلال، في حال نجح مؤتمرو فنلندا العراقيون في تحويل خريطة الطريق النظرية إلى خريطة تنفيذ عملية.

فهل يفعلون؟ هل نبدأ قريباً برؤية ولو شعاع نور خافت واحد في النفق العراقي المأساوي والمظلم؟

صحيفة العراق الألكترونية (الأخبار والتقارير) الجمعة 7 -9-2007

الأخبار والتقارير

ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
1
بريمر: استدعاء جيش صدام كارثة سياسية لأنه بالنسبة لغالبية العراقيين رمزا للهيمنة البعثية السنية
الملف نت
نفى بول بريمر رئيس الإدارة المدنية السابق في العراق في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر اليوم (الخميس) أن يكون هو المسؤول عن حل الجيش العراقي السابق. وأشار بريمر في المقال إلى تقرير لوزارة الخارجية الأميركية بعنوان "مشروع مستقبل العراق" الذي جاء فيه أن جيش المستقبل في العراق لا يمكن أن يكون امتدادا للجيش السابق الذي أصبح أداة لخدمة الدكتاتورية. وأضاف بريمر أنه بات من الحكمة القول الآن إن حل جيش صدام حسين كان خطأ ومخالفا للخطط الأميركية لما قبل الحرب وأنه هو الذي اتخذ ذلك القرار من جانبه. غير أنه يشدد على أن سياسة حل الجيش العراقي درست بعناية فائقة من جانب عدد من كبار المسؤولين المدنيين والقادة العسكريين. وقال بريمر إنه بسقوط بغداد في التاسع من أبريل/نيسان عام 2003 كان الجيش العراقي قد سرح ببساطة. وأضاف أنه في الـ17 من أبريل/نيسان من نفس العام أعلن الجنرال جون أبي زيد نائب قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي حينئذ أنه لم يعد هناك وحدات عسكرية نظامية في العراق. ولفت بريمر في مقاله إلى أن السؤال الذي طرح نفسه بعد اختفاء جيش صدام حسين كان ما إذا كان يتعين على سلطة التحالف المؤقتة أن تستدعي وحدات ذلك الجيش أو أن تقوم بتكوين جيش جديد يضم أعضاء من الجيش السابق ومجندين جدد على حد سواء. ويؤكد بريمر أن الجنرال أبي زيد فضل الخيار الثاني. وقال الرئيس السابق للإدارة المدنية في العراق إنه وفي الأسابيع التي تلت توصية أبي زيد، بحث مستشار الأمن القومي لسلطة التحالف وولتر سلوكومب الخيارات المطروحة مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع بمن فيهم بول ولفوويتز نائب وزير الدفاع آنذاك. وأضاف أنهم سلموا بأن استدعاء الجيش السابق أمر غير ممكن من الناحية العملية لأن عمليات النهب والسلب التي أعقبت الحرب دمرت جميع القواعد العسكرية، إضافة إلى ذلك قال بريمر إن المجندين من الشيعة في الجيش السابق لن ينصاعوا لأوامر الاستدعاء من قادتهم السابقين ومعظمهم من السنة. واتفق على أن استدعاء الجيش السابق سيكون بمثابة كارثة سياسية لأنه يمثل بالنسبة للغالبية العظمى من العراقيين رمزا للهيمنة البعثية السنية. وقال رئيس سلطة التحالف المؤقتة السابق إنه تلقى في الثامن من مايو/أيار عام 2003 مذكرة من وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد بعنوان توجيهات مبادئ السياسة العراقية تنص على أن يعمل التحالف بشكل حثيث على مناهضة كل رموز النظام السابق وأجهزته الأمنية بمن فيهم أعضاء حزب البعث وفدائيو صدام وغيرهم، وأنهم سيوضحون أن التحالف سيقضي على جميع فلول نظام صدام حسين. وأضاف بريمر أنه بعث في 22 مايو/أيار إلى الرئيس بوش عن طريق وزير الدفاع رامسفيلد أول تقاريره بعد وصوله إلى العراق اشتمل على مراجعة لنشاطاته منذ حضوره إلى العراق بما في ذلك سياسة اجتثاث البعث. واستدرك بريمر أنه نبه الرئيس بوش إلى أنه سيربط تلك الخطوة بإجراء أكثر قوة وهو حل الهيكل الاستخباراتي والعسكري لنظام صدام حسين. وقال بريمر أيضا إنه في نفس اليوم أطلع الرئيس بوش على الخطة من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة، وأن بوش بعث إليه بمذكرة في اليوم التالي شكره فيها على تقريره وأبلغه بأنه يتمتع بكامل تأييده وثقته. وخلص الرئيس السابق لسلطة التحالف المؤقتة في العراق إلى أنهم كانوا محقين في بناء جيش عراقي جديد. وأكد أنه على الرغم من كل المصاعب التي واجهوها فإن الجنود العراقيين الجدد هم أكثر قوى الأمن فعالية وثقة في البلاد. واشار بريمر إلى أنه على النقيض من ذلك فإن قوة الشرطة البعثية التي تم استدعاؤها للعمل أثبتت أنه لا يمكن الاعتماد عليها وأنها لا تحظى بثقة العراقيين الذين يفترض أنها تقوم بتوفير الحماية لهم.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
2
المالكي يغض النظر عن طلب للأمم المتحدة
وكالة الأخبار العراقية
كشفت وثيقة باللغة الانجليزية اليوم عن طلب ارسلته منظمة الامم المتحدة في جنيف الى حكومة نوري المالكي بتاريخ 13/6/2007 تطالبه فيها باطلاق سراح جميع اللاجئيين الفلسطينيين المعتقلين في العراق ولاسيما المعتقلين الثلاثة عشر اللذين اعتقلوا بتاريخ 13-14/3/2007 من منطقة البلديات جنوب شرق بغداد في الهجوم الذي شنته قوات عراقية حكومية انذاك ضد المدنيين الفلسطينيين المقيمين في العراق منذ عام 1948 والذي اتهمت فيه الحكومة العراقية المعتقلين بما يسمى الارهاب رغم ثبوت براءتهم وخطف وقتل المحامي الفلسطيني(سعيد مصطفى سعيد) الذي اشرف عن الدفاع عنهم يذكر ان عدد الفلسطينيين المعتقلين في العراق بلغ اكثر من 80 معتقلا ولم تستجب حكومة نوري المالكي لاي من الطلبات المقدمة سواء من الامم المتحدة او من المنظمات الانسانية الاخرى
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
3
صحيفة واشنطن بوست: "السبيل إلى تغيير الأوضاع في العراق: على بوش أن يبدأ بالاعتراف بالخطأ
The Washington Post
كتبت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية بين عامي 1997 و2001، ومديرة مجموعة أولبرايت في الوقت الراهن، مقالاً نشرته صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان "السبيل إلى تغيير الأوضاع في العراق: على بوش أن يبدأ بالاعتراف بالخطأ"، ذكرت فيه أن الحرب تقوم دوماً على أساس مهام محددة، وأن الأمريكيين يستحقون إطلاعهم حول الأهداف التي يخوضون من أجلها هذه الحرب في العراق. وتستعرض أولبرايت المهام الأمريكية الفاشلة في العراق، ومن أبرزها: منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، خلق نموذج ديمقراطي في العالم العربي، معاقبة المسؤولين عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر، مضيفة أن آخر مهمة أمريكية فاشلة كانت نشر قوات إضافية في العراق هذا العام بغية إمهال الزعماء العراقيين مزيداً من الوقت ومن المساحة الأمنية للتوصل إلى ترتيبات سياسية تحقق الاستقرار للعراق، وهو ما لم يسترع القدر الكاف من اهتمامهم حتى الآن. و قد يقول المرء من باب السخرية، في رأي أولبرايت، أن المهمة الحقيقية للجيش الأمريكي في العراق هي تمكين بوش من مواصلة إنكار أن غزو للعراق انطوى على كارثة. أما الرؤية الأكثر تواضعاً فقد تحدد ثلاثة غايات: (1) منع العراق من أن يتحول إلى ملاذ آمن لتنظيم القاعدة، أو (2) من أن يصبح دولة عميلة لإيران، أو (3) من إشعال فتيل حرب إقليمية تندلع في المنطقة بأسرها. وتقول أولبرايت أن هذه الغايات لا تتصدى للمخاطر التي حرضت الغزو بقدر ما تتصدى للمخاطر التي أسفر الغزو عنها. فبات يُطلب من الجنود الأمريكيين المخاطرة بحياتهم لحل المشاكل التي خلقها زعمائهم المدنيون بأنفسهم. وتقول الوزيرة الأمريكية السابقة إن الرئيس الأمريكي يخوف الأمريكيين من عواقب الفشل، لكنه لا يوضح لهم كيف يستطيع جيشهم النجاح بالنظر إلى الفوضى السياسية في العراق وإلى اضمحلال مصداقية الإدارة الأمريكية. وتقترح أولبرايت بأن يكون هذا الإنفصام بين المهمة والقدرات هو المحور الذي ينصب عليه الجدل لدى عرض كل من الجنرال ديفيد بترايوس والسفير ريان كروكر تقريرهما حول ما تحقق من تقدم في الحرب ولدى إعداد زعماء الكونغرس لاستراتيجياتهم القادمة. وترجح الكاتبة ألا يفضي هذا الجدل إلى وضع نهاية سريعة للحرب، برغم الآمال في ذلك؛ كما أنه لن يثمر عن مساندة جديدة للمسار الراهن المخيب للآمال. ومع أنه من المؤكد أن مستويات القوات الأمريكية ستبدأ في الانخفاض، إلا أنه من المؤكد أيضاً أن القرارات الكبيرة المتعلقة باستكمال الانسحاب والظروف المحيطة به ستكون من نصيب للرئيس الأمريكي القادم. غير أن أولبرايت تؤكد أن هذا لا يجب أن يمنع الديمقراطيين والجمهوريين من التخفيف من الضرر قدر الإمكان حتى هذا الحين. وتختتم أولبرايت مقالها بصحيفة واشنطن بوست بالتأكيد على أن تنسيق الجهود الدولية من شأنه أن يساعد العراقيين على إحكام الرقابة على الحدود والمساعدة في إعادة الإعمار وفي تدريب الجيش العراقي وقوات الأمن العراقية وتعزيز المؤسسات التشريعية والقضائية. كما أنه قد يبعث رسالة إلى الزعماء الطائفيين في العراق مفادها أن التسوية السياسية لتقاسم السلطة والثروة والتي تعترف بحكم الأغلبية وتحمي حقوق الأقليات هي الحل الوحيد والقابل للتحقيق أيضاً. وتخلص الكاتبة إلى أن أية فرصة محتملة لتفادي كارثة أعمق في العراق مرهونة على حدوث تحول نفسي يحمل العراقيين على التكيف مع التنافس على السلطة بالوسائل السلمية، بدلاً من التآمر على النجاة والبقاء وسط الفوضى. وليس بوسع المجتمع الدولي ضمان هذا التحول، لكن بوسع الولايات المتحدة ذلك وعليها أن تفعل المزيد لتشجيعه.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
4
صحيفة يو أس إيه تودي: "بولتن يقول إن حرب العراق لن تنتهي مع انقضاء رئاسة بوش"
USA Today
أجرى ديفيد جاكسون مقابلة مع رئيس أركان البيت الأبيض جوشوا بولتن، نشرتها صحيفة يو أس إيه توداي بعنوان "بولتن يقول إن حرب العراق لن تنتهي مع انقضاء رئاسة بوش"، أكد فيها على أن مهمة العراق ستستمر بعد انقضاء فترة حكم بوش. ونقل مراسل الصحيفة عن بولتن أن الرئيس بوش سيتحدث إلى الأمة الأسبوع المقبل عن العراق وجهود الولايات المتحدة لوضع هذا البلد على طريق الإستقرار مع نهاية حكمه. ونقل جاكسون قول بولتن في المقابلة إن الرئيس بوش سيتحدث في خطابه المقبل عما يوصي به مساعدوه وكيفية تخطيطه لمواصلة الأمر، مضيفاً أن بوش يريد أن يمكن من يخلفه، من أي حزب كان، أن يكون له وجود مدعوم في الشرق الأوسط ويجعل أمريكا تستمر في أن تكون قوة مهابة ونافذة في الشرق الأوسط. ولفت الكاتب إلى رفض بولتن التعليق عما إذا كان بوش سيناقش أي انسحاب للقوات الأسبوع المقبل. واستطرد بولتن بأن هناك الآن تطورات غير إيجابية وغير متوقعة تشمل مقاومة العشائر للقاعدة في محافظة الأنبار وبدايات لتسوية سياسية بين السنة والشيعة والكرد. وعن التطلع للمستقبل، قال بولتن لجاكسون إنه لا يعتقد أن أي مراقب واقعي يمكن أن يصدق أن كل أو حتى معظم القوات الأمريكية ستخرج من العراق مع نهاية رئاسة بوش. والأسئلة التي ستتردد ستكون عن ما هية مستوى الوجود المطلوب ومدى الخطر الذي سيحيط بها.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
5
صحيفة نيوزويك: "النزوح الجماعي من العراق بات بمثابة أزمة دولية
Newsweek
خصص كل من مورتون أبراموويتز وجوناثان كوليب مقالاً في عدد العاشر من سبتمبر من مجلة نيوزويك بعنوان "النزوح الجماعي من العراق بات بمثابة أزمة دولية"، للحديث عن أزمة اللاجئين العراقيين وتداعياتها على المنطقة بأسرها. وقال الكاتبان إنه منذ بدء الحرب في العراق، تحول مليونا عراقي إلى لاجئ في موطنه، في حين انتشر مليونان آخرون إلى خارج بلاد الرافدين، مضيفين أن هذا النزوح الكبير تحول إلى أزمة إنسانية متزايدة، ومرجحين أن تكون العاقبة أسوأ مما حالت إليه الأمور حتى الآن. وقال الكاتبان إن هذه الأزمة انتقلت إلى جيران العراق، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من اضطراب منطقة الشرق الأوسط بمنتهى السهولة. ورأى معدا المقال أن الولايات المتحدة دفعت بعجلة الفوضى العارمة لحظة غزوها العراق، وأنها أخفقت في تحمل مسؤوليتها الإنسانية في مساعدة اللاجئين العراقيين، التي باتت مشكلتهم تفوق حتى إمكانيات واشنطن في التصدي لها. ولفت الكاتبان إلى أن هذه الأزمة زادت من الطابع الدولي لمعضلة العراق، مؤكدين أن كل دولة في الشرق الأوسط باتت تأوي اللاجئين، وأن سورية والأردن تتحملان القسط الأعظم من هذا العبء، وأنه ليس بوسع أي دولة منفردة حل هذه الأزمة. من هنا ذهب الكاتبان إلى أن معالجة قضية اللاجئين، أو تكشف مصير العراق، ستكون مهمة سياسية بالدرجة الأولى، وأن المسألة تستدعي شخصية سياسية عالمية من الطراز الأول، لاسيما بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة. وأكد الكاتبان أن بوسع كي مون وحده، بدعم من الأمم المتحدة، جمع هذا العدد من الدول ذات الصلة بهذه المعضلة بهدف التوصل لحل شامل. ومضى الكاتبان يقولان إن واحداً من كل سبعة عراقيين نزح عن داره منذ بدء الحرب، وإن العنف الطائفي يولد 2000 لاجئ يومياً، مما يربو إلى عملية تطهير عرقي للمدن العراقية التي كانت في يوم من الأيام ذات نسيج اجتماعي وطائفي متنوع، فضلاً عن أن العراق فقد القدر الأكبر من نخبته المثقفة ومن قوته العاملة. أما في دول الجوار، فإن هذا السيل الهائل من اللاجئين بات يولد ضغطاً متزايداً على خدمات وموارد هذه الدول المجاورة ومواطنيها، لاسيما في مناطق مثل لبنان والأردن، حيث الاستقرار السياسي مهدد أصلاً. ولفت الكاتبان إلى أن أحداً لا يعلم متى سيتمكن النازحون من العودة إلى ديارهم، وأن بعض الدول باتت تغلق ابوابها في وجه اللاجئين. في الختام، خلص الكاتبان إلى ضرورة أن يدعو بان كي مون القادة العراقيين، والدول المعنية، ووكالات الإغاثة الدولية لوضع خطة سياسية وإنسانية ديناميكية لتناول هذا النزوح الجماعي، لاسيما وأن دول الشرق الأوسط لم تتمكن يوماً من معالجة مشاكلها وحدها.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
6
في استطلاع عالمي 67% يؤيدون الانسحاب من العراق
الخليج
ذكر استطلاع للخدمة العالمية لهيئة الاذاعة البريطانية يصدر اليوم الجمعة أن ثلثي المواطنين في حوالي عشرين بلدا مشاركا أو لا في العمليات العسكرية في العراق، يرغبون في انسحاب القوات الأمريكية خلال اثني عشر شهرا. الا ان 49% من الاشخاص الذين سئلوا آراءهم يعتقدون ان واشنطن ستحتفظ بفرقة بصورة دائمة في العراق. وفي 19 من 22 بلدا شملها الاستطلاع، أعربت أكثرية عن تأييدها لانسحاب أمريكي. وفي المقابل، لم تعرب اكثرية المستطلعين في أي بلد عن اعتقادها بأن ذلك سيحصل.وفي الولايات المتحدة، يؤيد 61% إعادة انتشار القوات في غضون اثني عشر شهرا، و24% على الفور. وتبرز أكثريات مماثلة في البلدان المشاركة في العمليات في العراق: بريطانيا (65%) وكوريا الجنوبية (63%) وأستراليا (63% أيضا).
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
7
العراق يقول انه لن يحل الشرطة رغم تقرير أمريكي
وكالة رويترز
قالت وزارة الداخلية العراقية يوم الخميس انها لن تحل الشرطة الوطنية رغم تقرير للجنة أمريكية مستقلة يوصي بتفكيك الشرطة واعادة تنظيمها.لكن أفراد الشرطة الذين اجرت معهم رويترز لقاءات في شوارع بغداد تحدثوا بيأس عن قوة يعتبرون انها تأوي عناصر اجرامية واضعف من ان تتصدى للميليشيات وان الكثير من افرادها يدينون بالولاء لطائفتهم اكثر من ولائهم للدولة.وقالت اللجنة التي رأسها الجنرال المتقاعد جيمس جونز قائد القوات الامريكية السابق في اوروبا "الطائفية في وحداتها (الشرطة) تقوض قدرتها على توفير الامن.. القوة ليست قادرة على الاستمرار في شكلها الحالي."وتابع "يجب حل الشرطة الوطنية واعادة تنظيمها."وحصل مكتب رويترز في واشنطن يوم الاربعاء على نسخة من النتائج والتوصيات التي تضمنها التقرير. ومن المقرر نشر التقرير بالكامل يوم الخميس.وقالت وزارة الداخلية العراقية ان التقرير لا يمثل سوى وجهة نظر واحدة وان الطائفية قضية يتم التعامل معها وانها على اية حال ليست منتشرة على نطاق واسع.وقال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم الوزارة ان الوزارة تحترم وجهة النظر هذه لكنها تختلف معها.وأضاف خلف ان الوزارة تعترف انه كانت هناك بعض المشكلات من قبل بسبب الولاءات الطائفية لكن هذا لم يشمل سوى عدد قليل جدا وليس امرا شائعا. وقال ان الامر لا يصل الى درجة حل الشرطة.وقال ان الوزارة اتخذت الكثير من الخطوات لانهاء هذه الانتهاكات.ويعتقد ان القوة ومعظمها من الشيعة تسللت اليها ميليشيات شيعية وغالبا ما يتهم اعضاؤها بالتامر في عنف طائفي ضد الاقلية السنية وفي هجمات بقنابل تزرع على الطرق ضد القوات الامريكية.وقالت قيادة الامن الانتقالي متعددة الجنسيات في العراق والتي يقودها الجيش الامريكي والمسؤولة عن تدريب الجنود العراقيين والشرطة انها ستدرس التقرير ولكن ليس من المرجح ان توافق على توصية تدعو الى "حل الشرطة بالكامل".وقال اللفتنانت كولونيل دان وليامز مسؤول الشؤون العامة بالقيادة لرويترز "نحتاج الى الاطلاع على التقرير ورؤية اين نستطيع ان نجري تعديلات على التدريب. انه من الجيد ان نعرف الان اين نستطيع ان ندخل بعض التحسينات."غير انه اشار الى انه جرت بالفعل ما وصفها بتغييرات شاملة على قيادة قوة الشرطة حيث تمت اقالة جميع قادة اللواءات التسعة وقادة الكتائب السبعة عشر واستبدالهم بسبب انتهاج "سلوك غير قانوني". وقال "تقييمنا هو انه تم احراز بعض التقدم. ما زال الطريق طويلا. سنشهد مع مرور الوقت الكثير من التحسن."وأعرب الملازم احمد ناصر اثناء وقوفه في نقطة تفتيش في حرارة الصيف الملتهبة بشرق بغداد عن اعتقاده بان الكثير من زملائه الشيعة في الشرطة يضعون الولاء لطائفتهم في المقام الاول.وقال ان الشيعة يستمعون الى ما يقوله رجال الدين وبالتالي يدينون بالولاء لرجال الدين وليس للدولة. واضاف ان الامر يتطلب اعادة تأهيلهم.وقال الملازم اول خالد محمود ان خطأ الامريكيين هو الذي تسبب في الحالة السيئة التي الت اليها الشرطة.واضاف عند نقطة تفتيش في جنوب شرق بغداد انه بعد سقوط صدام حسين فتحوا الابواب على مصراعيها امام اي شخص للالتحاق بالشرطة وسرعان ما اصبح الكثير من الاشرار ضباطا بالشرطة.ويتحسر العديد من رجال الشرطة على الافتقار للحرفية ويقولون انه في عهد صدام حسين كان الامر يستغرق ما يصل الى عامين ليصبح الفرد ضابطا بينما من الممكن الان الحصول على تلك الترقية خلال اسابيع. من روس كولفن
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
8
خلال الاجتماعات الوزارية لمنتدى أبيكرايس تنفي انشغال أمريكا عن آسيا بسبب العراق
الأهرام
أكدت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية أن القضية العراقية لم تلفت انتباه واشنطن عن القضايا الآسيوية المهمة‏,‏ يأتي ذلك في الوقت الذي عقد فيه الرئيس الأمريكي جورج بوش اجتماعا استغرق نحو الساعة مع نظيره الصيني هوجينتاو فيما تواصلت الاجتماعات الوزارية لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي أبيك‏.‏ وأشار مساعدو الرئيس الأمريكي إلي أن المباحثات بين الزعيمين تركزت علي زيادة التبادل التجاري بين البلدين والسيطرة علي التغيرات المناخية‏,‏ بالإضافة إلي تعبير بوش عن رضاه علي الدور الايجابي الذي تلعبه الصين في حث كوريا الشمالية علي التخلي عن أسلحتها النووية إلا أن الرئيس الأمريكي تطرق أيضا إلي القضايا المتعلقة بجودة وأمان المنتجات الصينية كما حث بوش نظيره الصيني علي انتهاج سياسة أكثر تشددا إزاء إيران‏,‏ وبحث الطرفان ملف المعتقلين الصينيين وعلاج الدالاي‏.‏ ومن ناحيتها أكدت رايس ـ في حديث للإذاعة الاسترالية ـ أن الولايات المتحدة لديها الكثير من المصالح في آسيا‏,‏ كما تتمتع بعلاقات جيدة مع العديد من الدول في المنطقة‏.‏ وركزت في هذا الإطار علي دعم التحالفات الأمنية مع اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا‏.‏ وعلي صعيد متصل‏,‏ أشارت الوزيرة الأمريكية إلي أن بلادها لا يساورها أي قلق إزاء بيع استراليا اليورانيوم لروسيا لاستخدامه في الأغراض المدنية‏,‏ في إطار صفقة سيتم توقيعها اليوم‏.‏ وعلي صعيد قضية التغير المناخي‏,‏ أكد مشروع البيان الختامي لمنتدى أبيك أن هذه القضية تحظي باهتمام كبير بين الدول الأعضاء‏,‏ وأنه سيتم إدراجها للمرة الأولي في البيان الختامي لقمة أبيك التي ستبدأ غدا السبت في سيدني‏.‏ يأتي ذلك في الوقت الذي أشار فيه مسئول ياباني إلي أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنتدي لايزالون منقسمين بشكل كبير حول قضية التغير المناخي خاصة إمكان الالتزام بأهداف محددة بالأرقام‏.‏
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
9
هجوم جوي اميركي في بغداد يقتل 14 شخصاً
البيان
قالت الشرطة اليوم الخميس ان هجوما جويا اميركيا على ضاحية في بغداد الليلة الماضية اسفر عن مقتل 14 شخصا وهدم العديد من المنازل.ولم يتسن على الفور الاتصال بمتحدث باسم الجيش الاميركي للتعقيب.وقال مصدرين بالشرطة ان الضربة الجوية وقعت في حوالي الساعة الثالثة صباحا /2300 بتوقيت جرينتش/ في منطقة الوشاش وهي من معاقل ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في حي المنصور بغرب بغداد.
ت
عنوان الخبر أو القرير
مكان النشر
10
الحدود الكويتية - العراقية مكشوفة
وكالة الأخبار العراقية
رسمت مصادر رفيعة المستوى صورة قاتمة لمستقبل الوضع على الحدود الكويتية - العراقية، وقالت: 'في ظل التغيرات التي شهدها العراق أخيرا والمتمثلة بانسحاب القوات البريطانية من جنوب العراق اصبحت الحدود الكويتية - العراقية مكشوفة.. لا، بل وفي دائرة الخطر'.وقالت ان القوات الأميركية غير قادرة على ضبط الوضع في وسط العراق، و'انسحاب البريطانيين يعني ان الجنوب العراقي أصبح تحت سيطرة الأطراف التي لا يمكن ان تكن للكويت الا كل حقد وتهديد'. محذرة من ان الخوف كل الخوف ان نصل الى سيناريو الرئيس الايراني أحمدي نجاد بشأن ملء الفراغ الأمني في العراق، ولم تستبعد المصادر أن يتمكن مسلحون من استغلال الوضع في جنوب العراق لتنفيذ غاياتهم ومآربهم ضد الكويت وأمنها.و عن آلية مواجهة هذا الخطر المتوقع، فقالت 'أولا وقبل كل شيء يجب تحصين الجبهة الداخلية، فالجبهة الداخلية غير مريحة وغير مستعدة ايضا لمواجهة أي خطر خارجي'.وأضافت 'المطلوب ايضا اقامة تفاهم مع الحلفاء بشكل صحيح ومنطقي واستراتيجي لضبط الامور، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن تراقب بشكل جيد بعض العناصر المشبوهة، لكن ذلك لا يكفي، إذ المطلوب هو تضافر الجهود الرسمية والشعبية للقيام بدور الحرس الأمين على أمن البلاد.ولفتت المصادر نفسها الى ان الكويت استعدت بشكل جيد ايضا من خلال تسليح رجال أمن الحدود والجيش بأحدث أنواع الأسلحة تحسبا لأي طارئ.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
11
الطالباني يأمل في أن تتحول السليمانية إلى منطقة للتجارة الحرة
شبكة أخبار العراق
جرى صباح الأربعاء افتتاح معرض السليمانية الدولي بمشاركة 250 شركة أجنبية، ليستمر في فعالياته إلى يوم السبت القادم. وأشار الرئيس جلال الطلباني في كلمته الافتتاحية إلى أهمية المعرض في تنشيط حركة الإعمار والاستثمار في إقليم كردستان وباقي أنحاء العراق. وجدد الطالباني دعوته إلى إقامة منطقة للتجارة الحرة في السليمانية بالتعاون مع الجانب الأميركي. وقد أكد أن ذلك سيساعد على تطوير المنطقة وتنميتها بشكل عام، وقال: "هنالك مجال آخر أتمنى أن يتحقق وهو تحقيق منطقة للتجارة الحرة في السليمانية. منطقة التجارة الحرة في السليمانية بالتعاون مع أصدقائنا الأميركيين ستساعد كثيرا في تطوير التجارة والصناعة لا في السليمانية ولا في إقليم كردستان بل في العراق كله". وألقى كل من برهم صالح نائب رئيس الوزراء، ووزيرالمالية بيان جبر الزبيدي، والتجارة عبد الفلاح السوداني كلمات أكدوا فيها أهمية المعرض في تطوير الاوضاع الاقتصادية في المنطق
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
12
غيتس يلتزم الصمت إزاء قرارات بوش بشأن العراق
الراي الاردنية
لم يفصح وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس كما يليق برئيس مخابرات سابق عن الكثير من ارائه بشأن السياسة الاميركية تجاه العراق في الوقت الذي يشاد فيه بصراحته.وأشاد كل من الديمقراطيين والجمهوريين بالمدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه) لصراحته منذ أن اختاره الرئيس جورج بوش لتولي وزارة الدفاع (البنتاغون) بدلا من دونالد رامسفيلد المثير للجدل في تشرين الثاني الماضي. لكن سمعة انه صريح جاءت أساسا من اعترافه باخطاء ارتكبت في عهده وقبل ذلك. غير انه تجنب قول ما اذا كان يعتقد أن بوش يجب ان يبقي على نحو 160 الف جندي اميركي في العراق وهو مستوى تحقق بزيادة القوات هذا العام.وسيكون لـ''غيتس'' الذي تخالف طبيعته الهادئة طبيعة سلفه دورا كبيرا في نصح بوش بالقرار الذي يجب ان يتخذ وترويجه بين اعضاء الكونغرس ولدى الرأي العام بعد صدور مجموعة من التقارير والشهادات عن الحرب هذا الشهر.ولا يواجه غيتس باعتباره قادما جديدا على الحكومة وليس محط الانظار الافتقار للثقة السائدة بين الديمقراطيين في الكونغرس تجاه كبار المسؤولين الذين شاركوا في بادئ الامر في تخطيط وتنفيذ حرب العراق التي لا تحظى بشعبية في البلاد في عام 2003.وقال برنت سكوكروفت مستشار الامن القومي الاميركي السابق والصديق المقرب من غيتس ''بوب قام بمبادرات... عقد اجتماعات غير رسمية... اعتقد ان هذا سيؤتي ثماره''.وقال سكوكروفت ان غيتس في صياغته لنصيحته لبوش سيأخذ في الاعتبار ليس فقط الحرب في حد ذاتها بل أيضا اثارها على الجيش الاميركي المجهد بسبب طول فترات عمل الجنود.وكان غيتس باعتباره مسؤولا بالمخابرات نائبا لسكوكروفت ثم رئيسا (للسي.اي. ايه) في عهد جورج بوش الاب. وكان يرأس جامعة تكساس ايه. اند أم عندما طلب منه بوش تولي وزارة الدفاع.والذين عملوا معه يقولون انه قد يكون لحوحا على الرغم من الانطباع الذي يعطيه عن انه متفهم. وقال ارثر هولنيك زميله لفترة طويلة في المخابرات وهو الان استاذ مساعد للعلاقات الدولية في جامعة بوسطن ''ليس من النوع الثرثار''. وقال انه شخص ''لم يكن سهلا في تعاملاته مع الناس''.وقال سكوكروفت ان الانتقادات التي توجه الى غيتس باعتباره باردا ومثيرا للرهبة كثيرا ما تبدو بعيدة عن الحقيقة بالنسبة لمن يعرفونه. واضاف ''انه عملي جدا لكنه يتمتع بروح الدعابة ويعامل الناس بشكل لائق''.وفي البنتاغون بدا غيتس /63 عاما/ مدركا تماما للتكلفة البشرية للحرب.فهو يكتب رسائل بخط يده لاسر كل جندي يقتل في العراق وغالب دموعه في مأدبة عشاء في تموز الماضي وهو يروي قصة سقوط احد جنود مشاة البحرية.ويعتقد البعض انه يؤيد سرا توصيات مجموعة دراسة العراق التي تشكلت من الحزبين الديمقراطي والجمهوري والتي دعت في كانون الاول الماضي الى سحب القوات الاميركية المقاتلة من العراق بحلول ربيع 2008.وانضم غيتس للمجموعة لكنه خرج منها قبل ان تتفق على ما خلصت اليه بسبب اختيار بوش له لتولي وزارة الدفاع.وقد يكون الاطار الزمني الذي تضعه المجموعة غير واقعي الان لكن فكرتها بشأن الابقاء على وجود عسكري أميركي أقل يركز على مكافحة الارهاب وتدريب القوات العراقية يظل هدفا قابلا للتحقيق.لكن غيتس أعلن كذلك ان الفشل في تحقيق الاستقرار في العراق ستكون له نتائج كارثية على الامن القومي الاميركي. ورغم ان خطة زيادة القوات ربما تكون وضعت قبل وقت طويل من توليه المنصب الا ان غيتس ربما يشعر بالقلق من تقويض هذه الخطة بسحب القوات في وقت قريب.وقال بيتر رودمان المساعد السابق لوزير الدفاع الذي عمل مع غيتس قبل ان ينتقل الى معهد بروكينغز للابحاث ''زيادة القوات نفذت في عهده...اعتقد انه متفق مع ذلك''.وقال رودمان ان غيتس كان على حق في ابقائه على ارائه لنفسه. فنصيحته كان يمكن ان يكون لها وزن أكبر لدى بوش اذا لم يكن الرئيس يشعر انه تحت ضغوط شديدة من الرأي العام.ورفض غيتس ان يستدرج عندما سئل بشكل مباشر عما اذا كان ينتمي لمعسكر داخل الحكومة يدفع باتجاه خفض الوجود العسكري في العراق وتذكر عمله في المخابرات قائلا ''تخصصت على مدى عقود في شؤون الكرملين واحيانا كنت اصيب واحيانا كنت أخطئ''.وعندما ضغط عليه بالسؤال عما اذا كان المراقبون في البنتاغون كانوا يستجيبون لتقاريره بشكل صحيح قال مبتسما ''سيكتشفون ذلك''.لكن اذا ظل جيتس متمسكا بالاحتفاظ بارائه لنفسه حتى بعد قرار بوش فأنهم قد لا يكتشفون شيئا.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
13
محاولات برلمانية عراقية لحجب الثقة عن المالكي تصطدم بجدار توفير بديل
الغد الاردنية
كشف برلمانيون عراقيون النقاب أمس عن محاولات تجريها اطراف عدة بمجلس النواب لايجاد ارضية لبرنامج عمل مشترك يهدف لتقديم مشروع باجراء تصويت لحجب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي، لكنهم أوضحوا ان هذه المحالاوت تصطدم بجدار ايجاد بديل خلفا للمالكي.وأكد عدد من اعضاء البرلمان، ينتمون لكتل برلمانية مختلفة، ان سياسة المالكي خلال الاشهر الستة عشرة الماضية كانت "محبطة" وهي كفيلة باعادة النظر في حكومته التي فشلت في التعامل مع عدة ملفات حيوية يعتقد ان حلها كان من الممكن ان يساعد كثيرا في تهدئة الوضع الامني الحالي.ويعتقد كثيرون سواء داخل حكومة المالكي او خارجها ان الحكومة الحالية واجهت العديد من التحديات التي شكلت في اغلبها عقبات حقيقية لم يتمكن المالكي من تقديم حلول حقيقية وناجعة لها.وتكررت انسحابات كتل برلمانية من حكومة المالكي، وهو ما ادخلها في موقف صعب لم تستطع تجاوزه حتى هذه اللحظة.واتهم سياسيون بارزون وكتل برلمانية اشتركت في العملية السياسية المالكي بانتهاج سياسة التفرد وهو ما ادى الى تهميش دور الاطراف السياسية الاخرى المشتركة معه في الحكومة.وكشف النائب حسين الفلوجي (جبهة التوافق السنية) عن "وجود حراك كبير داخل مجلس النواب بهذا الاتجاه (حجب الثقة) وهناك تأييد كبير له. ما نحتاجه حاليا هو المزيد من الحوارات لانضاج هذه الفكرة من اجل ضمان الوصول الى قناعات مشتركة".واضاف ان "رقعة المؤيدين لحجب الثقة عن المالكي بدأت تتسع داخل البرلمان واخذت تتنظم باتجاه اقتناص اللحظة الحاسمة لاجراء هذه العلمية".وأوضح الفلوجي ان "مشكلة البحث عن البديل المناسب هي من اهم معوقات تأخير اجراء عملية حجب الثقة، وان خيار تسمية بديل للمالكي الآن هو خيار اصعب بكثير من خيار الاطاحة به".وعلى غرار الفلوجي، فان أنصار الربيعي رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان لم يروا في حكومة المالكي "اي من مقومات النجاح".وانتقد الربيعي الحكومة ورئيسها، قائلاً انها "لم تتمكن من التصرف بحكمة في الازمات".وأكد ان قرار الكتلة من موضوع حجب الثقة عن المالكي "سيطرح للنقاش في اجتماع عاجل ومهم سيضم اعضاء الكتلة الصدرية واعضاء المكتب السياسي لمقتدى الصدر وسيتم على ضوئه تحديد موقف الكتلة من هذه المسألة".وقال النائب محمود عثمان (التحالف الكردستاني) ان "الجميع بات يستاءل الآن هل تستطيع هذه الحكومة ان تقاوم امام هذه الضغوطات التي تواجهها وهي التي وعدت بالاصلاح ولم تقدم شيئا حتى الآن الا الوعود".وعندما سئل هل يتوقع انهيار الحكومة، بين "هذا سؤال ليس سهلا ومن الصعب الاجابة عنه".وحذر نائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي (شيعي) المالكي، قائلاً ان على الأخير الا يستخف بتراجع التأييد لحكومته.وأوضح "هناك تغيير بعدد كبير من الكتل النيابية يجب ان تراقب الحكومة هذا الامر جيد.هناك نوع من التفكك يجب ان تراقبه بدقة ولا تستخف بهذه الانسحابات وخسارة كثير من الدعم الذي كانت تتمتع به بالبداية" مضيفاً "اذا استمر هذا الانحسار قد تهدد الحكومة بعدم توفر أغلبية نيابية".وامام هذه المحاولات حذر النائب جلال الدين الصغير (الائتلاف الشيعي الموحد) من استمرار محاولات الضغط على الحكومة وعلى رئيسها لارغامه على التنحي.وقال ان "هذه المحاولات ستضر ليس فقط الحكومة بل بالضاغطين على الحكومة ايضا". مضيفاً ان "الوضع لا يحله تبديل اسم رئيس الوزراء. نحن بحاجة الى برنامج ناجح بغض النظر عن الاسماء يضمن وجود تفاهمات مشتركة بين الجميع".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
14
مسؤول عراقي: السنة يشكلون 85% من المعتقلين بالسجون الأميركية

الغد الاردنية
كشف رئيس مكتب حقوق الإنسان في الحزب الإسلامي العراقي عمر الجبوري أمس ان المعتقلين السنة يشكلون 85% من إجمالي عدد المعتقلين بسجون قوات الإحتلال الأميركية، فيما تبلغ نسبتهم في السجون التي تشرف عليها الحكومة العراقية 95%.وقال، في تصريحات نشرها الموقع الالكتروني للحزب، "نحن نتابع ملف المعتقلين لدى القوات الأميركية والحكومة العراقية دون أن نميز بين أي مكوّن من مكونات الشعب العراقي. أياً كان ذاك المعتقل المهم أنه يكون معتقلاً بريئاً والمهم أنه عراقي يحق له أن يتمتع بكل حقوقه الدستورية والقانونية".وأشار إلى أن حزبه وضع جدولا لمتابعة إطلاق سراح المعتقلين وعلى رأسهم كبار السن بالإضافة إلى "الأحداث وأصحاب الأمراض المزمنة ومعوقي الحرب العراقية الإيرانية ومن مضى على اعتقالهم أكثر من ثلاث سنوات لأنه يوجد أكثر من 24 ألف معتقل وبالتالي ينبغي أن يكون هناك جدول لإطلاق سراح الجميع".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
15
البرلمان يستنكر قصف (الوشاش).. وشهود ينفون الرواية الأمريكية للهجوم
صوت العراق
إستنكر مجلس النواب العراقي قصف القوات الأمريكية لمنطقة (الوشاش) غربي بغداد، فجر الخميس، داعيا الحكومة العراقية إلى استخدام صلاحياتها "لوقف العنف ضد المدنيين". وفيما قال الجيش الأمريكي إن العملية التي شنها استهدفت ما اسماه "عناصر متطرفة" وإن قواته تعرضت لإطلاق نار لدى مداهمتها المنطقة، نفى شهود من الأهالي وقوع أي إشتباكات... وقالوا إن (19) مدنيا سقطوا بين قتيل وجريح في القصف.وقال رئيس الكتلة الصدرية في مجلس النواب نصار الربيعي، خلال الجلسة الإعتيادية الثالثة للفصل التشريعي الحالي التي عقدها البرلمان اليوم ( الخميس)، إن "القصف الذي تعرضت له ( الوشاش) طال المدنيين، ودمر بيوت الآمنين... ولايمكن السكوت على ذلك."وطالب الربيعي، الحكومة بـ "التحرك السريع لوقف مثل هذه الأعمال العدوانية ضد شعبنا العراقي."وكان سكان محليون قالوا، في وقت سابق من اليوم، للوكالة المستقلة للأنباء ( أصوات العراق) إن أكثر من ( 12) شخصا قتلوا وأصيب سبعة آخرون، جراء قصف الطائرات الأمريكية، قبل فجر الخميس، لمنطقة ( الوشاش) القريبة من حي المنصور غربي العاصمة العراقية.وأيد الدكتور محمود المشهداني، رئيس مجلس النواب، الطرح الذي تقدم به الربيعي... وحصل على موافقة أعضاء المجلس "لتوجيه كتاب إلى الحكومة العراقية لاستخدام صلاحياتها لوقف العنف ضد المدنيين، وإصدار بيان إستنكاري من البرلمان" يدين عملية ( الوشاش).وأقر الجيش الأمريكي، في بيان أصدره بعد ظهر اليوم، بالعملية. لكنه قال إن "قوات العمليات الخاصة العراقية ومستشارين من القوات الأمريكية، كانوا يقومون بعملية إستخبارية في بغداد، الخميس"، مشيرا إلى أن العملية استهدفت ما اسماهم "عددا من المسلحين المتشددين من ( الشيعة)... الأعضاء في خلية ( إرهابية) بمنطقة ( الوشاش)، مسؤولة عن القيام بهجمات ضد الشرطة الوطنية ونصب السيطرات الوهمية لتخويف وابتزاز... كما قامت بقتل مواطنين من السنة."وقال البيان "عندما دخلت القوات العراقية والقوات الأمريكية إلى المنطقة، تعرضت إلى إطلاق النار من قبل أكثر من عشرة متشددين، كانوا يطلقون النيران من أسطح المباني القريبة"، مشيرا إلى أن القوات العراقية والأمريكية "ردت على مصدر النيران، حيث أدى القتال إلى تدمير أربع بنايات... بضمنها بنايتان كانتا تستخدمان كمعقل لـ ( العدو) وتعرضتا إلى أضراركبيرة، بينما تعرضت البنايتان الأخريان إلى أضرار أقل."وأشار البيان إلى أن القوات العراقية والأمريكية "لم تلحق بها أي إصابات خلال المناورة."لكن شهود عيان من سكان منطقة ( الوشاش) أوضحوا أن قوات أمريكية إنتشرت، في وقت مبكر قبل فجر الخميس، في المنطقة... ونفوا حدوث أي إشتباكات مع تلك القوات من جانب عناصر مسلحة.وقال أحد الشهود من الأهالي لـ ( أصوات العراق) إن طائرات مروحية أمريكية "قصف منازل في المنطقة بشكل مفاجئ، لمدة استمرت أكثر من ساعة... وعلى مرحلتين، الأولى ما بين الساعة الواحدة إلى نحو الثانية بعد منتصف ليل الأربعاء، قبل فجر الخميس، والمرحلة الثانية ما بين الساعة الثالثة حتى الثالثة والنصف فجرا."وأضاف " أسفر القصف عن مقتل حوالي ( 12) شخصا... فيما أصيب سبعة آخرون، بعضهم في حال خطرة."وذكر شاهد آخر من سكان المنطقة أن الطائرات الأمريكية "استخدمت صواريخ شديدة التدمير خلال الهجوم، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية جسيمة بما بين سبعة إلى عشرة منازل."وأوضح الشاهد أن "صاروخا، على الأقل، استهدف منطقة ( الطوبجي) المجاورة لمنطقة الوشاش، ولا نعرف الأضرار التي خلفها... كما لا نعرف سبب القصف."
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
16
علاوي ينتقد التسليح الأميركي لعشائر الأنبار
شبكة أخبار العراق
دعا رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي إلى التخلى عن منصبه، قائلا إن المالكي "تجاهل الدعوات التي تطالب بتخليص حكومته من أجندتها الطائفية، وتسامحها مع النفوذ الإيراني"، حسب تعبيره.وقال علاوي الذي يرأس الكتلة العراقية الوطنية في المجلس النواب في مقابلة أجرتها معه شبكة CNN الأربعاء إن السنة تعرضوا للمضايقات والترهيب، وانسحبوا من حكومة الاحتلال الرابعة، في حين تواجه باقي القوى ضغوطاً شديدة للغاية، مؤكدا أن هذا التوجه لا يشير إلى نظام ديموقراطي صحي، حسب تعبيره.وانتقد علاوي تصريح الرئيس جورج بوش حول نجاح تجربة عشائر الأنبار في التنسيق مع القوات الأميركية والعراقية لملاحقة عناصر القاعدة، مشككا في إمكانية أن يؤدي هذا النجاح إلى البدء بخفض عديد القوات الأميركية في العراق.وأوضح علاوي أن تسليح أبناء العشائر لا يضمن أن لا يديروا بنادقهم يوما ما نحو القوات الأميركية، ما لم يتم التنسيق المحكم حول هذه الإستراتيجية، مقترحا أن يتم دمج العرب السنة في القوات العراقية لضمان نجاح التجربة الأميركية.وطلب علاوي من المسؤولين الأميركيين بمزيد من الضغط على المالكي، قائلا إنه يبذل كل ما في وسعه لتحويل العراق إلى بلد آمن وديموقراطي، داعيا الأمم المتحدة والدول العربية إلى لعب دور أكبر في العراق.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
17
برلماني يطالب بإدخال الكردية في الجواز G وتطبيق اللامركزية في إصداره
الوكالة المستقلة للأخبار
انتقد نائب عن التحالف الكردستاني، الخميس، السياسة المركزية في إصدار الجواز السفر العراقي الجديد المعروف بـG ، مطالبا باستخدام اللغة الكردية في الإصدار الجديد الى جانب العربية والانجليزية.وقال سعد البرزنجي النائب عن ثاني أكبر كتلة برلمانية (53 مقعدا من أصل 275) في جلسة البرلمان العراقي التي انعقدت الخميس "تم حصر إصدار جواز السفر نوع Gبالدوائر الرسمية في بغداد، مما سبب مشاكل جمة كالتأخر في استخراج الجواز بسبب الروتين."وأضاف البرزنجي ان مشاكل الإصدار ساهمت في "خلق مناخ مناسب للرشوة، والمواطن يدفع حاليا مبالغ تصل الى ألف دولار للحصول على هذا الإصدار الجديد، ما يؤدي في بعض الحالات الى صدور جوازات مزورة."وكان المدير العام للجنسية والجوازات والإقامة في العراق قال في وقت سابق، ان حصر اصدار الجواز في بغداد مطابق لنظام عالمي، مشيرا الى ان الولايات المتحدة التي تنقسم الى 51 ولاية، تصدر الجوازات فيها من مركز واحد في شيكاغو. لكن اللواء ياسين الياسري قال في أيار مايو الماضي، انه حصلت موافقة مجلس الوزراء على توسيع منظومة الإصدار، وستنصب ثلاث منظومات واحدة في كردستان وأخرى في البصرة وثالثة في عمان، وبعدها لن يضطر أهالي المحافظات للقدوم الى بغداد. إلا ان الجواز لا يزال حتى الآن يصدر من بغداد وحدها.وفي السياق ذاته طالب البرزنجي باستخدام اللغة الكردية في الإصدار الجديد من الجواز العراقي قائلا ان وزارة الداخلية خالفت الدستور بإصدارها جوازا باللغة العربية والانجليزية فقط.وأوضح "وزارة الداخلية خالفت المادة الرابعة من الدستور، التي تنص على وجوب إصدار الوثائق الرسمية باللغتين العربية والكردية... حيث يصدر الجواز حاليا باللغة العربية والانجليزية فقط."وتابع البرزنجي "نطلب مفاتحة وزارة الداخلية كي تتخلى عن السياسة المتزمتة، وإعطاء صلاحيات الإصدار للإقليم والمحافظات، مراعاة للامركزية، وكذلك نطالب بمراعاة المادة الدستورية المتعلقة باللغة الكردية."وزاد البرزنجي ان الأمر قد يصل الى استدعاء وزير الداخلية جواد البولاني الى مجلس النواب لاستجوابه حول الامر قائلا "سنضطر الى استدعاء وزير الداخلية لجلسة مساءلة في البرلمان، إذا لم تستجب وزارته لهذه الاعتراضات."تجدر الاشارة الى ان الجواز الجديد الذي بدأ إصداره على نطاق واسع مطلع العام الجاري، يتضمن مواصفات عالية، كصورة خفية وتوقيع ومعادلات رقمية، وهو مقروء آليا في كل دول العالم.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
18
البنتاغون لا يدعم قواته
وكالة الاخبار العراقية
أورد كل من بليك موريسون وتوم فاندن بروك وبيتر ايزلر في مقال نشرته 'يو أس ايه توداي' بعنوان 'البنتاغون يقول انه يلبي الاحتياجات في أسرع وقت ممكن'، ان البنتاغون تأخر مرارا عن الاستثمار في معدات متطورة لحماية القوات الأميركية منذ بداية النزاع في العراق مما أجبر الكونغرس على التدخل. وأشار مراسلو الصحيفة الى تردد المسؤولين الكبار في الجيش الأميركي في شراء مدرعات صنعت خصيصا لمقاومة الألغام وذلك رغم الطلبات المتكررة التي وجهها القادة العسكريون في العراق. ونقلوا عن السيناتور جوزف بايدن أن وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد والعديد من مسؤولي الادارة اعتقدوا أن الحرب ستنتهي سريعا وأنه لا حاجة الى استثمار مبالغ كبيرة في تجهيز القوات. وأضاف بايدن، وهو أحد المرشحين الديموقراطيين لانتخابات الرئاسة المقبلة، ان هذا الجهل للحقيقة على الأرض كلف ضحايا بشرية.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
19
البرلمان يشكل لجنة تحقيق في أحداث كربلاء
الخليج
أعلن رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني، أمس الخميس، عن تشكيل لجنة من مختلف القوائم للتوجه إلى كربلاء لإجراء تحقيقات حول الأحداث الدامية التي شهدتها خلال الزيارة الشعبانية. فيما انتقد أحد نواب جبهة التوافق رئيس الوزراء نوري المالكي لعدم رفعه العلم العراقي على سيارته أثناء زيارته إلى إيران. وطالب المشهداني، خلال الجلسة التي عقدها البرلمان أمس ضمن الفصل التشريعي الثاني، من أعضاء اللجنة التحقيقية الذهاب إلى محافظة كربلاء ولقاء أكبر عدد من المواطنين والمسؤولين، لمعرفة حقيقة ما جرى على أرض الواقع أثناء تأدية الزيارة الشعبانية، وتقديم تقرير مفصل للأحداث بعد العودة إلى بغداد ولتقديم الجناة إلى العدالة.وعقب افتتاح جلسة الأمس أدى أنور الياور اليمين الدستورية أمام أعضاء المجلس، كعضو بديل للنائب غازي الياور عضو القائمة الوطنية.وخلال المناقشات، وجه النائب عن التوافق طه اللهيبي انتقادات إلى رئيس الوزراء، وقال إن المالكي لم يضع العلم العراقي على السيارة التي كان يستقلها خلال زيارته إلى إيران. كما انتقد اللهيبي ترك المالكي لمقاليد الأمور في الحكومة “بيد نائبه برهم صالح” في حالات غيابه عن البلاد، وقال إن الدستور العراقي “يشير إلى أن رئيس الحكومة إذا ما ترك بلاده في سفر، فإن رئيس الجمهورية يكون خلفا له” في تصريف شؤون البلاد.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
20
الهاشمي : تخصيص 84 مليون دولار لاعادة اعمار الانبار
صوت العراق
أعلن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الخميس تخصيص الحكومة العراقية منحة مالية لمدينة الرمادي تبلغ 84 مليون دولار لإعادة اعمارها و(50) مليون منحة اضافية لتعويض المتضررين اضافة الى توفير( 6) الاف درجة وظيفية للتخفيف من البطالة بالمحافظة.وقال الهاشمي ، خلال انعقاد مؤتمر اعادة اعمار الانبار الخميس ، ان " الانبار ستبدأ مرحلة جديدة من الاعمار والبناء تشمل جميع المرافق الخدمية والمؤسسات الحكومية بهدف عودة الحياة لها وتوفير الخدمات لاهلها على اثر الانفراج الذي تشهده اليوم بعد القضاء على الارهاب وبلوغ مرحلة ايجابية من الهدوء والاستقرار فيها."واضاف "على اثر تحسن الوضع الامني قررت الحكومة تخصيص منحة قيمتها 84 مليون دولار لاصلاح ما تعرضت له المؤسسات ومن بينها المدارس والمستشفيات ودوائر الكهرباء بالاضافة الى 50 مليون دولار اخرى كمنحة اضافية لتعويض المتضررين."وأشار إلى أن " الخطة تضمنت ايضا توفير 6 الاف درجة وظيفية من اجل تشغيل ابناء محافظة الأنبار من العاطلين عن العمل والقضاء على البطالة."من جانبه أشاد برهم صالح نائب رئيس الوزراء " بالدور الايجابي لابناء وعشائر الانبار بالتخلص من تنظيم القاعدة والعمل على خلق اجواء سلمية تساعد على الانفتاح الاقتصادي وتنفيذ المشاريع الخدمية فيها."واوضح صالح في تصريح صحفي عقب الاجتماع ان " محافظة الانبار حرمت من حركة الاعمار والبناء على مدى السنوات الماضية بسبب اعمال العنف التي كانت تعيشها ولكننا اليوم في الحكومة ملزمون بان نقدم لها كل العون والدعم بعد ان زالت المبررات السابقة التي كانت تمنعنا من ذلك."وقال نائب رئيس الوزراء " سيتم مكافئة الانبار بشكل استثنائي بهدف النهوض بالواقع الخدمي المتردي جراء العنف الذي كان سائدا وسيتم تعويضها عن كامل استحقاقاتها المالية والعمرانية التي حرمت منها سابقا."من جانب اخر طالب ابناء الانبار باطلاق سراح المعتقلين في السجون الامريكية والعراقية واعادة اعمار المحافظة من جراء ما تعرضت له من دمار شامل طال منازل المواطنين والمباني الحكومية والبنى الارتكازية والشروع بتنفيذ المشاريع الخدمية والعمرانية واعادة اعمار المدارس التي تضررت من جراء المواجهات بين المسلحين والجيش الامريكي.واكدوا خلال انعقاد اعمال المؤتمر ، الذي بدأت اعماله في الساعة الحادية عشرة وانتهت في الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر الخميس" ان الانبار تؤكد على ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية التي لا تفرق بين سني وشيعي وتركماني وكردي وبقية الطوائف الاخرى .وكان رئيس مجلس صحوة الانبار الشيخ عبد الستار ابو ريشة ذكر في تصريح سابق انه طلب من الرئيس الامريكي جورج بوش ، خلال زيارته هذا الاسبوع للانبار ، الضغط على الحكومة العراقية لتعويض محافظة الانبار ما فقدته من اضرار بشرية ومادية في السنوات الاربع الماضية واطلاق سراح المعتقلين في السجون العراقية والامريكية من ابناء الانبار واشراك ابناء المحافظة في الجيش والشرطة وتعزيز دورها من خلال تسليحها وصرف رواتبها الشهرية."وتقع مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار على مسافة 110 كلم غرب بغداد.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
21
الأميركيون يوكلون لشيوخ قبائل مهمة تطبيق العدالة
الشرق الاوسط
بدأ فرحان فتيخان قائممقام مدينة القائم العراقية اجتماعه الأمني الاسبوعي وهو جالس بين قائده العسكري وقائد كتيبة مشاة البحرية الاميركية بتفسير كيف صرح لإحدى القبائل المحلية بتنفيذ إعدام إثر محاكمة سريعة. وكانت الشرطة قد قبضت على رجلين قتلا شرطيا. وقال فتيخان الذي كان كلامه يترجم للاميركيين «كما تعرفون جميعا نظام المحاكم العراقي ما زال ضعيفا». وأضاف «بالأمس التقيت بالشيوخ وقرروا ان يقتلوهما في أسرع وقت ممكن. واتخذوا قرارهم وقتلوا المجرمين». ونفذ الشيوخ الإعدام السريع في مدينة القائم بمحافظة الانبار الغربية الصحراوية الشاسعة حيث كان السنة يقاتلون القوات الاميركية ثم انضموا اليها لإخراج مقاتلي تنظيم «القاعدة». وأصبحت المنطقة التي كانت من أخطر المناطق في العراق واحدة من أكثرها هدوءا. ويجري الان اعادة بناء صفوف من المنازل المدمرة. ومن المتوقع أن يشير القائد الاميركي في العراق الجنرال ديفيد بترايوس الى التغيرات التي شهدتها محافظة الانبار عندما يدلي بشهادته يوم العاشر من سبتمبر (ايلول) الحالي بشأن الأثر الذي أحدثه قرار الرئيس الاميركي جورج بوش ارسال المزيد من القوات الى بغداد والانبار. وقام بوش نفسه بزيارة مفاجئة للمحافظة يوم الاثنين الماضي مستعرضا ما وصفه بانه واحدة من قصص النجاح لسياسته العسكرية. لكن هذا الاعدام السريع يدل على التنازلات التي ما زال يتعين على القوات الاميركية تقديمها. وقال اللفتنانت كولونيل جيسون بوم قائد كتيبة مشاة البحرية بعد الاجتماع الامني الذي عقد في موقع حدودي مطل على نهر الفرات عند تدفقه من سورية «نحن نعمل جاهدين على اقرار حكم القانون هنا... وما زال امامنا طريق نقطعه». وعلى الجانب الاخر من الشارع الذي يقع فيه مكتب فتيخان توجد محكمة أعيد بناؤها حديثا بأموال المساعدات الاميركية وما زال طلاؤها الاصفر براقا. وساعد الاميركيون في تدريب القضاة وجندوا حرسا مدربين لحمايتهم. وشكلوا فريقا جديدا من محققي الشرطة. لكن بوم قال ان المحكمة الجديدة مصرح لها فقط بالفصل في قضايا لا تزيد العقوبة القصوى فيها عن السجن خمس سنوات أما جرائم القتل فيتعين ان تحاكم في الرمادي عاصمة المحافظة حيث لم تعمل المحكمة بشكل كامل بعد. ويقول بوم ان القاتلين استدرجا الشرطي لاجتماع بعد أن علما انه خطب واحدة من أقاربهما ثم ضرباه حتى الموت. والضحية والقاتلان من قبيلة واحدة. وكان شيوخ القبيلة يخشون اذا انتظروا صدور حكم قضائي ان تنشب عمليات قتل انتقامية تودي بحياة الكثيرين من افراد القبيلة. ووافق القائم مقام والشرطة على تسليم القاتلين وأمر الشيوخ بقتلهما. ويقول خبراء قانون عراقيون ان اعدام الرجلين دون محاكمة صحيحة يعتبر جريمة. وقال احمد عبيد خبير القانون الجنائي في بغداد ان العراق يطبق حكم الاعدام لكن الاعدامات لا تتم الا بشكل قانوني عن طريق مكتب الجرائم الكبرى في بغداد بعد محاكمة لائقة. واضاف «نحن نعيش في بلد به محاكم وتصرفات القائم مقام توجه رسالة خاطئة للعالم».وقالت القوات الاميركية انها علمت بالاعدام بعد تنفيذه. وقال بوم انهم بذلوا ما في وسعهم لتوضيح انهم لم يوافقوا على ذلك
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
22
إطلاق سراح 3096 شخصا من السجون منذ بدء خطة فرض القانون
الوكالة المستقلة للأخبار
قال الناطق الرسمي باسم محكمة القضاء الاعلى الخميس ان المحكمة أطلقت سراح 3096 شخصا كانوا معتقلين في السجون العراقية او سجون القوات المتعددة الجنسيات ، مشيرا إلى أنها ماضية في دراسة كافة الاجراءات التحقيقية.واوضح القاضي عبد الستارغفارللوكالة المستقلة للانباء ( أصوت العراق) أنه " بلغ عـدد المتهمين المفرج عنهم منذ بـدء خطة فرض القانون وحتى نهاية آب أغسطس الماضي هو 3096 شخصا سواء ممن كانوا فـي دور التحقيق او المحاكمة."وأضاف ان " الهيئات القضائية الـ (27 ) التابعة للمحكمة عازمة وبكل جدية علــى التدقيق في الاجراءات المتبعة مع المعتقلين وإطلاق سراح من لم تتوفر ضدهم الادلة وأن يتم تقديم من تتوفر ضده الادلة الى المحكمة المختصة." واشار إلى ان " الجهة الوحيدة المخولة بإطلاق سراح المعتقلين قانونا هي الهيئات القضائية التابعة لمجلس القضاء الاعلى" موضحا أن " لجانا تضم عددا من ممثلي الوزارات وبرئاسة رئيس الادعاء العام شكلت مؤخرا بالاضافة الى الهيئات التي تشكلت مع انطلاق خطة فرض القانون جميع هذه الجهات مهمتها هي تقديم احصائيات مفصلة عن اعداد الموقوفين لاحالتهم الى القضاء للبت في قضاياهم."ولم يشر عبد الستار إلى اعداد الموقوفين العراقيين الذين لازالوا في السجون.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
23
البنتاجون يعارض حل «الشرطة» وجهود لتحسينها واشنطن بوست: القوات العراقية ليست جاهزة
الشرق القطرية
نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن تقرير جديد حصلت على نسخة منه، أن القوات العراقية ليست جاهزة لتولي المسئولية الأمنية، مشيرة إلى أن الطائفية والفساد ينتشران في وزارة الداخلية العراقية. وخلصت اللجنة المؤلفة من ضباط متقاعدين من الجيش، والمعينة من قبل الكونجرس لدراسة حالة قوات الأمن العراقية، إلى أن العراق لن يكون قادرا على توفير أمنه في غضون الأشهر الـ(12-18) المقبلة دون مساعدة الجيش الأمريكي. ووصفت اللجنة، التي يرأسها الجنرال المتقاعد جيمس جونز، وزارة الداخلية العراقية بأنها "مختلة وظيفيا وطائفية"، مشيرة إلى أن ثمة حاجة لعامين على الأقل حتى تحقق القوات العراقية الاكتفاء الذاتي من الناحية اللوجيستية. وهذا هو التقرير الثاني من ثلاثة يفترض نشرها هذا الشهر بشأن تقييم الوضع في العراق منذ أن أمر الرئيس الأمريكي جورج بوش بزيادة حجم القوات الأمريكية هناك في وقت سابق من العام الجاري. ومن المنتظر أن ينشر البيت الأبيض بحلول 15 سبتمبر الجاري تقريرا للسفير الأمريكي في بغداد ريان كروكر والقائد الأعلى للقوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بيترايوس حول تقييمهما للوضع السياسي والعسكري في هذا البلد. واعرب البنتاجون الاربعاء عن معارضته حل الشرطة العراقية خلافا لتوصيات وردت في التقرير وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية هو جيف موريل "لا نعتقد انه من الضروري حل قوات الشرطة" مشيرا إلى ان جهودا تبذل لتحسين ادائها. وردا على سؤال حول تقرير جونز الذي رفعه إلى الكونغرس، اكد المتحدث باسم البنتاجون انه لم يتطلع على هذا التقرير. وأضاف "نحن مقتنعون ان هناك انقسامات طائفية داخل الشرطة العراقية" ولكن "وضعنا مشروع «إعادة تأهيل» من أجل إعادة تدريب واعادة دمج ضباط في الشرطة على امل هكذا التخلص من الاعوجاج".واوضح ان الحكومة العراقية سرحت بالمقابل "عددا من الضباط الذين تعتبرهم طائفيين".وحسب ما تسرب إلى الصحافة، فان تقرير جونز يصف الشرطة العراقية التي تضم حاليا حوالى 26 الف عنصر بانها "غير فعالة عملانيا" ويقترح حلها لاعادة تنظيمها. واعربت اللجنة بالمقابل عن ارتياحها للتأهيل والمهنية في صفوف الجيش العراقي ولكنها اعتبرت ان الجيش "لن يكون قادرا على تحمل مسؤولياته الامنية بشكل كامل قبل 12 إلى 18 شهرا". واكتفي المتحدث باسم البنتاجون بالقول "قلنا باستمرار ان تشكيل الجيش العراقي وجعله مستقلا هو مشروع طويل الأجل". وأضاف "هذا الأمر سيتطلب بعض الوقت ولا اعلم ما اذا كان سيكون ستة أشهر أو 12 شهرا أو اكثر".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
24
الدفاع في قضية الأنفال : إعدام المجيد وهاشم والتكريتي قبل رمضان
الشرق الاوسط
أكد المحامي بديع عارف عزت، محامي حسين رشيد التكريتي نائب رئيس اركان الجيش في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين المحكوم بالاعدام في قضية الانفال، ان موكله وعلي حسن المجيد وسلطان هاشم احمد، الذين صادقت هيئة التمييز في محكمة الجنايات العليا الخاصة على احكام الاعدام بحقهم، «تم تبليغهم بأن تنفيذ الحكم سيكون بداية الاسبوع المقبل (غدا او بعده). الا ان جعفر الموسوي رئيس هيئة الادعاء في المحكمة نفى تحديد موعد تنفيذ الحكم وقال «انا شخصيا كرئيس هيئة الادعاء لم يتم تبليغي بأي موعد». وقال عزت لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من عمان أمس «بالرغم من اني اعتبر ان قانون المحكمة جائر وصدر في ظل الاحتلال وهو قانون غير شرعي إلا اني ساعتمد على نصوص هذا القانون التي تؤكد ان تنفيذ حكم الاعدام يجب ان يتم بعد المصادقة عليه بـ 30 يوما وليس خلال ثلاثين يوما مثلما يدعون، وليروني اية فقرة تقول غير ذلك». واضاف «ان المحكمة تدعي ان تنفيذ الحكم بالاعدام لا يحتاج مصادقة رئاسة الجمهورية بالاجماع (أي رئيس الجمهورية ونائباه) حسب الفقرة 27 من قانون المحكمة، واوضح هنا بان هذه المحكمة تم تشكيلها قبل العمل بالدستور العراقي، والمعروف ان أي قانون جديد يدحض ما قبله، كما ان الدستور يؤكد ان أي قانون لا يتعارض مع مفردات الدستور أي ان نصوص الدستور هي الاقوى او التي يجب العمل بها، والدستور العراقي يؤكد وجوب مصادقة رئاسة الجمهورية على تنفيذ حكم الاعدام». واورد عزت نص قرار مجلس شورى الدولة، وهي اعلى سلطة قانونية، في ردها على استفسار بعث به طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية في جواز تنفيذ حكم الاعدام من غير مصادقة مجلس رئاسة الجمهورية، وقال «ان قرار مجلس الشورى 60 الصادر بتاريخ 30 ـ 08 ـ 2007 والموجه الى مكتب الهاشمي يقول وبالنص،لا تنفذ احكام الاعدام إلا بمرسوم جمهوري». واتهم عزت المحكمة بانها «تتلقى اوامرها من رئيس الحكومة نوري المالكي ومن دول مجاورة، وان احكام الاعدام صدرت للانتقام من انتصارات الجيش العراقي في الحرب العراقية الايرانية». وتحدث عزت عن اتصالات ومطالب قدمها شيوخ عشائر الانبار وصلاح الدين والموصل لتخفيف العقوبة عن سلطان هاشم احمد وحسين رشيد التكريتي، وختم حديثه قائلا «انا اتوقع تنفيذ حكم الاعدام قبيل شهر رمضان». وكشف عزت عن اتصال التكريتي بعائلته اول من امس وطلب منهم ان لا يحزنوا عليه وانه «مؤمن بعراقيته» و«خدم وطنه». من جهته نفى جعفر الموسوي ان يكون قد تحدد موعد تنفيذ اعدام المدانين الثلاثة. وقال الموسوي لـ«الشرق الاوسط» ان «موضوع تنفيذ الحكم يعود الى السلطة التنفيذية وان المحكمة انتهت من عملها، ولكن يجب تبليغي كرئيس لهيئة الادعاء العام لحضور التنفيذ او لارسال من يحضر التنفيذ»، مشيرا الى ان «قرار المصادقة يجب ان يذهب الى رئاستي الجمهورية والوزراء، ووزارة العدل». واضاف «ان القانون العراقي يؤكد على ضرورة تبليغ المدان بموعد تنفيذ الحكم قبل يومين وسؤاله فيما اذا يريد مقابلة عائلته وتحضير ما يطلبه».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
25
واشنطن تكتفي بلوم الضباط بقضية قتل 24 مدنيا في حديثة
الدستور الأردنية
وجهت البحرية الامريكية اللوم الى ثلاثة ضباط بمشاة البحرية لتقاعسهم عن التحقيق بسرعة في قتل 24 مدنيا عراقيا عام 2005 في بلدة حديثة وهو اجراء يمكن ان يضع نهاية لعملهم في القوات الامريكية. كما استمعت محكمة عسكرية في كامب بندلتون الاربعاء الى ادلة ضد قائد المجموعة في اعمال القتل في بلدة حديثة تضمنت ان الدم تدفق من رؤوس الضحايا في قضية يمكن ان تحمل عقوبة السجن مدى الحياة. وذبحت القوات الامريكية اكثر من عشرين شخصا اعزل من الرجال والنساء والاطفال في حديثة في 19 من تشرين الثاني 2005 انتقاما لمقتل احد زملائهم. وفي واشنطن بعث وزير البحرية بخطاب يتضمن توجيه اللوم وهو أقسى شكل من اشكال التأنيب ضد الميجر جنرال ريتشارد هاك والكولونيل ستيفن ديفيس والكولونيل روبرت سوكولوسكي. وقال مسؤول كبير بالبحرية الامريكية "القضية الاساسية كانت ان الحادث الذي وقع في بلدة حديثة والذي اسفر عن موت 24 عراقيا ولم يبدأ تحقيق فيه على الفور" مضيفا ان أول تحقيق بدأ في شباط عام 2006 . وتوجيه اللوم يمكن ان ينهي عمل هؤلاء الضباط بالجيش الامريكي من خلال وقف ترقيتهم. كما يمكن تخفيض رتبهم عندما يتقاعدون بسبب توجيه اللوم مما يعني خفض ما يتقاضونه عند التقاعد.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
26
البرلمان العراقي يعترض على تدخل المالكي بعمل هيئة النزاهة
الراي الاردنية
ذكر مصدر مطلع في مجلس النواب العراقي امس أن رئيس البرلمان نقل اعتراضات المجلس على ما سماه تدخل رئيس الوزراء نوري المالكي بعمل هيئة النزاهة.وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه إن رئيس البرلمان محمود المشهداني أصدر كتابا موجها إلى رئيس مجلس الوزراء عد فيه التوجيهات الصادرة من مجلس الوزراء بحق هيئة النزاهة غير قانونية وغير دستورية .وأشار إلى أن كتابا لاحقا صدر إلى هيئة النزاهة يوجهها فيه بعدم تنفيذ الأوامر الصادرة من الجهاز التنفيذي.وقال المصدر إن المشهداني وجه كتابا أمس الاول إلى رئيس مجلس الوزراء أوضح فيه أن هيئة النزاهة تخضع لرقابة مجلس النواب الذي له الصلاحية في استجواب مسؤولي الهيئات المستقلة وإعفائهم بالأغلبية المطلقة وتعيين من يحل مكانهم في الدرجات الخاصة.وعد مجلس النواب ما صدر وسيصدر لاحقا من توجيهات بحق هيئة النزاهة غير قانوني وغير دستوري لعدم الاختصاص إلا بعد الحصول على موافقة مجلس النواب.ووجه المجلس كتابا إلى هيئة النزاهة العامة بعدم تنفيذ أي من الأوامر الصادرة من الجهاز التنفيذي إلا بعد حسم الأمور العالقة من قبل مجلس النواب.وكان المالكي قد أعلن في مؤتمر صحفي عقده الاثنين الماضي أن راضي الراضي رئيس هيئة النزاهة المكلفة بمتابعة قضايا الفساد الإداري والمالي في البلاد هرب خارج العراق.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
27
مؤتمر دول الجوار الموسع في بغداد الأحد
الدستور الأردنية
أعلن في بغداد أمس عقد المؤتمر الثاني لدول جوار العراق الموسع يوم الأحد المقبل. وقالت قناة العراقية الحكومية إنه "تم إكمال كافة الاستعدادات اللازمة لعقد المؤتمر الموسع في بغداد الأحد المقبل لمناقشة ما تم التوصل إليه من نتائج لاجتماعات اللجان التحضيرية التي أوصى بها المؤتمر الأول الذي احتضنته العاصمة أيضا في آذار الماضي". ومن المقرر أن يشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 20 دولة ومنظمة عالمية وهي دول الجوار العراقي الست والبحرين ومصر والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة فضلا عن ممثلين عن الدول المعنية الكبرى والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
28
هيئة علماء المسلمين تحذر فصائل المقاومة من الاقتتال بعد رحيل المحتل
الراي الاردنية
دعت هيئة علماء المسلمين، ابرز الهيئات الدينية للعرب السنة في العراق،امس حركات المقاومة في البلاد الى توحيد صفوفها والاتفاق على برنامج سياسي، محذرة اياها من الاقتتال الداخلي في حال انسحاب القوات الاميركية.وقالت الهيئة في رسالة مفتوحة ان حركات الجهاد والمقاومة في عالمنا الاسلامي كثيرا ما تنجح في تحقيق النصر على اعدائها، بيد انها في الغالب تفشل في التمكين لأهدافها بعد الصراع .. فهل حسبتم لذلك حسابا؟ .واضافت ان وجود الاحتلال في ارضنا من شأنه ان يوحد الجهود ويفضي بالمحصلة الى التحرير، ولكن السؤال الصعب (...) ماذا بعد خروج المحتل؟ .وتابعت ان الخوف من المجهول يكمن هنا (...) والقلق يرد من هذا الموطن، وما لم تفكروا في تلك المرحلة من الآن، وتعدوا لها العدة، وتبكروا في الاتفاق عليها، فقد تفاجأون بحصاد مر (...) .واضافت الهيئة انتم بحاجة اولا الى ان تتفقوا على برنامج سياسي موحد ترسمون من خلاله مستقبل هذا البلد .واشارت الى ان بعض الفصائل فيكم تتبنى مشروع الخلافة العظمى وثمة فصائل تريد للعراق حكما اسلاميا، وتقتصر طموحاتهم على فعل ذلك داخل حدود بلدهم. وثمة فصائل اخرى تعتمد الخيار الذي يسعى الى تأسيس دولة مؤسسات حديثة، يكون الاسلام فيها الدين الرسمي للدولة، والمصدر الأساسي للتشريع، ولا يسن قانون يخالف ثوابته، وتكون هذه البداية لتحقيق الطموح . واضافت ان هذا الخلاف يجب ان يسوى من الآن، وقبل ان يخرج المحتل، لأن عدم تسويته سيجر اصحابه الى الاختلاف حتما، ومن ثم الاقتتال الذي حذرنا منه آنفا . وتابعت ان ان الاتفاق بين جماعات تمتلك رؤى متباينة يتطلب ابداء تنازلات من جميع الأطراف، نزولا عند ما يمليه فقه الواقع ومعطياته، وتحقيقا للمصلحة العامة التي اوجب الشرع مراعاتها .
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
29
استهدفت دورية شرطة وسط تكريت 20 قتيلا وجريحا بانفجار «ملغومة»
الشرق القطرية
لقي شخصان على الاقل حتفهما وأصيب 18 آخرون بجروح في انفجار سيارة ملغومة استهدف دورية للشرطة العراقية وسط مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد امس. وقال مصدر في شرطة تكريت: "ارتفعت حصيلة انفجار سيارة ملغومة بعد ظهر اليوم كانت مركونة قرب احدى محطات الوقود وسط مدينة تكريت إلى قتيلين و18 جريحا". واوضح المصدر ان من بين الجرحى اربعة من افراد الشرطة واربع إصابات خطيرة في صفوف المدنيين، مبينا ان الضحايا من المارة بينهم طلبة كانوا في طريقهم إلى الجامعة. واشار إلى ان قوات الامن فرضت طوقا امنيا وقامت سيارات الاسعاف بنقل المصابين إلى مستشفي المدينة، في حين تولت دائرة الاطفاء إخماد الحرائق الناشبة بعد الانفجار. وأضاف المصدر ان الانفجار أدى ايضا إلى الحاق أضرار بعدد من السيارات المتوقفة في طابور التزود بالوقود.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
30
المالكي كان على علم مسبق بقرار دمشق: تعديل محدود على إجراءات دخول العراقيين
الحياة
قالت مصادر متطابقة لـ «الحياة» أمس إن الحكومة السورية قررت ادخال تعديلات على قرارها المتعلق بشروط منح تأشيرات الدخول للعراقيين، تتضمن السماح لـ «الطلاب الدارسين في سورية بموجب تقديم وثائق رسمية» بالحصول على التأشيرة.وكشفت المصادر أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «كان على علم بقرار دمشق فرض تأشيرات دخول خلال زيارته لسورية بين 20 و22 الشهر الماضي». مشيرة إلى أن المالكي أبلغ مسؤولين سوريين «موافقته الكاملة» على القرار، وإلى أن وزير الخارجية هوشيار زيباري «لا يرى فيه اشكالية».وكانت الحكومة السورية قررت حصر دخول العراقيين بحصولهم على تأشيرات دخول من البعثات الديبلوماسية لمدة ثلاثة أشهر ولمرة واحدة، وليس بموجب الحصول على إقامة لمدة ثلاثة أشهر من البوابات الحدودية قابلة للتجديد تلقائياً. واشترطت التعليمات الجديدة أن يكون طالب الحصول على تأشيرة من «أصحاب الفعاليات الاقتصادية والتجارية والعلمية» بعد حصوله على وثائق رسمية ودفع كل شخص خمسين دولاراً أميركياً أو ما يعادلها من اليورو.وأوضحت مصادر سورية أن دمشق قررت اتخاذ هذه الاجراءات «بعدما تأكدت أن الحكومة العراقية والمجتمع الدولي لن يساعدا العراقيين البالغ عددهم 1.5 مليون شخص بما يكفي، وسط تحمل سورية أعباء اقتصادية واجتماعية وأمنية عالية»، ما استدعى اتخاذ هذه الاجراءات لمنع دخول أشخاص جدد، و «تنظيم» الموجودين عبر عدم السماح بوجود مخالفين للقوانين السورية، من دون أن يعني ذلك «طرد جميع العراقيين».وتردد أن مدير مكتب المالكي زار دمشق مع وفد عراقي لبحث قرار فرض تأشيرات على العراقيين، لكن مصادر رسمية نفت علمها بوجوده