Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 15 سبتمبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والافتتاحيات) السبت 15-9-2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
بوش لا يريد الاعتراف
افتتاحية
الجمهورية مصر
يحاول الرئيس الأمريكي بوش بقراره إجراء خفض تدريجي في القوات الأمريكية التي أرسلها للعراق. الالتفاف حول مطلب سحب هذه القوات الذي تتمسك به المقاومة الوطنية العراقية تحريراً لأرضها واستعادة لكرامتها وثرواتها. كما تصر عليه الأغلبية الديمقراطية في الكونجرس والرأي العام الأمريكي. حقناً لدماء الشبان الأمريكيين المهدرة من أجل القضية.. اللهم إلا شعارات مزيفة وكاذبة مثل الحرية والديمقراطية.
ان بوش لا يريد الاعتراف بالهزيمة في العراق بينما هي ماثلة للعيان تؤكد أن قوات الاحتلال غارقة في المستنقع حتي الأذقان ولكن الرئيس الذي بدأ مأساة الغزو يريد تصديرها إلي خلفه وياله من ميراث ملعون يواجه الرئيس الأمريكي المقبل الذي ستكون أولي واجباته تبييض وجه لطخه بوش بالدم والأكاذيب.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
لاجديد في العراق
طارق مصاروة
الراي الاردن

لا يمكن اعتبار ما ورد في خطاب الرئيس بوش اضافة نوعية لخططه في العراق!!. فزيادة عدد الجنود المقاتلين الأميركيين 30 ألفاً، ثم اعادة 4500 قبل نهاية العام لا تعني الانسحاب.. او مؤشرا على الانسحاب. اما انجازه العظيم في الانبار، فتسليح قوة عشائرية لوقف طغيان القاعدة في هذه المحافظة، ونجاح شيوخ القبائل في اقرار الامن في مدنهم وقراهم.. فذلك انجاز لا يتطلب عشرة مليارات دولار يدفعها المواطن الاميركي شهريا للانفاق على الحرب، ولا يتطلب مائة وخمسين ألف جندي .. وهو دليل فعلي على فشل السياسة الاميركية فشلاً ذريعاً في غرب العراق خلال اربعة اعوام.. ونجاح الشيخ ابو ريشة واخوانه شيوخ القبائل في اقامة سلام حقيقي دون جنود اميركان، او جنود وشرطة الدولة!!.

لقد قضى الشيخ الشجاع اول امس شهيداً بمتفجره، اتقنت القاعدة زرعها، عند بيته. ومن المؤكد ان الدليم وشمر والرولة قادرة على صنع قوة وطنية عراقية تضمن الامن، وتضمن خروج القوة الاميركية الغازية بانتظار دولة العراق القادمة.. بالسلام والازدهار.

لم يقل الرئيس بوش ولم نسمع من المعارضة الديمقراطية أي جدول زمني لانسحاب الجيوش الاميركية من العراق. ومن معلوماتنا القليلة فان الولايات المتحدة تبني الآن ثلاث قواعد جوية كبيرة في الجنوب والوسط والشمال.. وان العراق المقبل هو نموذج لكوريا الجنوبية، حيث القواعد الاميركية، والنظام السياسي المطيع، والحفاظ على الدولة المعادية الكورية في الشمال!!.

والذين يعرفون العراق والعراقيين، يعرفون ان الخطط الاميركية التي حملها الغزاة معهم كانت اكبر من خططهم الآن، وهم حين يعترفون ''بالاخطاء'' التي وقعت انما يضعون الاعذار المسبقة لفشل اكبر واخطاء اكبر.. فالشعب الذي يحتمل حربا مدتها ثماني سنوات، ويحتمل حصارا دام اثني عشر عاما وغزوا عسكريا حشد له الاميركيون وحلفاؤهم ما اعدوه للاتحاد السوفياتي خلال نصف قرن.. هو ذاته عراق المقاومة، وعراق تذويب عملاء واشنطن وطهران، وعراق النصر الكبير الذي ينتظر البلد الشقيق وينتظر المنطقة!.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
صوت حكيم .. فـي غابة القتل والدم والحرائق العراقية!
محمد خرّوب
الراي الاردن

يبرز الرئيس جلال الطالباني في المشهد العراقي الدموي وبكل العنف الطائفي والمذهبي والارهابي الذي يعصف بالعراق ويهدده ''كدولة''، كأحد أبرز الأصوات الحكيمة والعاقلة، المستندة الى قراءة عميقة للمشهدين الاقليمي والدولي، تلحظ في الآن ذاته تعقيدات الأزمة العراقية وتداعيات الأدوار الاقليمية وما يفرضه الوجود الاميركي (في العراق والمنطقة) من استحقاقات وتداعيات وأكلاف..

بمقدور المرء، سياسيا كان أم صحافيا، حزبيا أم مواطنا عاديا، ان يختلف مع طروحات طالباني السياسية، وان يجد مساحات ربما تكون واسعة، لكي يقف بعيدا عن المربع الذي يقف عليه زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، الا انه في كل الحالات لا يملك الا ان يحترم هذا السياسي الكردي المحنك، الذي ''تمرد'' في وقت مبكر على ''البطركية'' الكردية ورفض الانصياع لقراءات ومواقف رأى أنها تجر الويلات على الاكراد وقضيتهم التحررية ورفضهم الحازم للتذويب وعدم الاعتراف بحقوقهم القومية وخصوصيتهم الثقافية..

مناسبة الحديث عن جلال طالباني، رئيس جمهورية العراق والزعيم الكردي المتحالف مع الحزب الكردي المنافس ''الديمقراطي الكردستاني'' بزعامة مسعود برزاني، حيث الاخير يشغل رئيس اقليم كردستان العراق، هو الحديث الصحافي الموسع والحافل بالمفاجآت والقراءات غير المألوفة والاجابات التي تصل في صراحتها حداً غير مسبوق، الذي اجرته صحيفة ''الخليج'' الاماراتية معه يوم أول من أمس الخميس..

جلال طالباني هنا، يكشف عن كثير من الحقائق التي كانت ربما خافية على البعض او هي في مجملها تحمل ''البساطة'' الا انها تقرأ في الصورة العراقية الراهنة، بواقعية وبعد نظر وحكمة تتجاوز الانفعال وخطاب التهديد والوعيد الذي تنطوي عليه تصريحات المسؤولين العراقيين من العرب او الكرد ويحضرني هنا مثالان .. نوري المالكي رئيس الوزراء، الذي يبدو ان نجمه السياسي قد افل وان مسألة اطاحته، ازاحته او اقالته (لا فرق) هي مجرد وقت، والآخر مسعود برازاني رئيس اقليم كردستان، كلاهما يذهب بعيدا في التلويح بالقوة ويعيد انتاج خطاب النظام السابق، الذي لم يكن على تلك الكفاية والذكاء في التعامل مع الملفات الاقليمية وتداعيات لعبة الادوار والصراع على النفوذ الذي يميز المشهد الاقليمي، والذي كان العراق على الدوام بؤرته وساحته منذ الحرب العراقية الايرانية مطالع ثمانينات القرن الماضي وخصوصا بعد الغزو العراقي للكويت في 2 آب 1990 وصولا الى الغزو الامريكي البريطاني للعراق وسقوط بغداد في التاسع من نيسان 2003 حتى الآن..

نوري المالكي - على سبيل المثال - هدد ''بنقل'' الارهاب الى عواصم الدول المجاورة التي تدعم عمليات العنف والارهاب في العراق .. وتهديدات مسعود برازاني لتركيا لا تنسى في هذا الشأن عندما قال انه سيدعم الحركات الكردية التركية المعارضة اذا ما نفذت انقرة تهديداتها باجتياح شمال العراق او تدخلت في قضية كركوك..

كيف يقرأ طالباني هذه الخلافات؟ الرئيس العراقي لا يتخلى عن موضوعيته هنا وخصوصا دقته وتشخيصه لما يحدث، فهو يقول مثلا: ''ان في تركيا حركة ديمقراطية واسعة تعطي المجال للكرد، كي يرسلوا ممثليهم الى البرلمان ولهم حزب وصحافة، والدستور الجديد سيعترف لهم بحقوق اكثر .. ان القتال ضد حكومة اردوغان، يضيف طالباني، .. هو قتال ضد الشعب الكردي لأن مصلحة الشعب الكردي الآن في الديمقراطية. ثم يكشف الرئيس العراقي عن ''سر'' ربما لا يعرفه كثيرون، وهو ان القصف الايراني للمناطق الكردية في شمال العراق جاء ردا على قصف قامت به منظمة اسمها ''باجاك'' منشقة عن حزب العمال الكردستاني التركي، وهنا يبرز التعارض في القراءة والموقف بين طالباني ووزير الخارجية الكردي هوشيار زيباري وايضا مواقف نوري المالكي ذاته، رغم غموضها والتباسها..

ماذا عن التركيبة الطائفية والعرقية؟ ليس لدى طالباني أي شكوك بأن الدستور العراقي الدائم غير منصف للسنة، وان فيه العديد من الثغرات والثقوب بل هو يقول انه تم تعديل حوالي ''50'' مادة من الدستور بناء على طلب العرب السنة لكنه يعترف في الان عينه بأن عدم اقرارها رسمياً انما يرجع في حاجتها الى استفتاء شعبي على التعديل لانه (التعديل) ليس بهذه البساطة (...) فليس كافياً في نظره اقرار التعديل في البرلمان فقط بل يجب إحالة الموضوع الى الاستفتاء في جميع المناطق ولا يتردد بأن قضية تعديل الدستور مسألة صعبة خاصة في العراق''..

لا يقول مثل هذا الكلام الواضح والصريح غير شخصية ديمقراطية منفتحة مثل جلال طالباني صاحب التجربة الطويلة والعميقة، التي تخللتها المرارات والانكسارات والخذلان كما حفلت بالنجاحات والانجازات والانتصارات وخصوصاً في كسر احتكار التمثيل الكردستاني والاسهام المباشر في دمقرطة المناطق الكردستانية وفي اشاعة اجواء التسامح والقبول بالعراقي ''العربي'' بعيداً عن التزمت والعنصرية وخصوصاً العقلية الثأرية والتحالفات المريبة..

الرئيس العراقي لا يخفي اتفاقه مع قراءة الرئيس الاميركي للمشهد العراقي وخصوصاً في اعتبار بقاء القوات الاميركية في العراق الى آخر يوم من رئاسته بمثابة مساندة للشعب العراقي اضافة الى كونه (بوش) غير مبال بنتائج استطلاعات الرأي العام في اميركا حول سياساته في العراق وفق ما ابلغه الرئيس الاميركي لما وصفها طالباني بقيادات البيان ''الخماسي''(يقصد حزبه، الاتحاد الوطني ، والديمقراطي الكردستاني برزاني، وحزب الدعوة بقيادة المالكي والمجلس الاعلى عبدالعزيز الحكيم والحزب الاسلامي بقيادة طارق الهاشمي) عند زيارته الاخيرة لمنطقة الانبار..

الحال ان الرئيس العراقي، يمثل بحق الاعتدال والواقعية ولا تبدو ''كرديته'' عائقاً امام المحاولات الرامية الى قيام عراق ديمقراطي بلا اقنعة او هويات طائفية او مذهبية او أثنية ورغم مساحات الاختلاف التي قد تكون واسعة وربما عميقة مع قراءات جلال طالباني، الا ان خطابه وطروحاته وديمقراطيته وسعة أفقه وعمق تجربته، تشكلان ضمانة وهامشا عريضا للحوار والتوافق، اذا ما استدعينا في الصورة شخصيات سنية وكردية وخصوصا شيعية متطرفة رافضة لثقافة الحوار والاعتراف بالآخر (العراقي) شريكا لها في الحكم والقرار..

* استدراك : امتلك جلال طالباني الشجاعة التي تبدو خارجة او صادمة لبعض مواطنيه الكرد، عندما قال فيما يشبه التحدي: لا توجد أي امكانية لقيام دولة كردية مستقلة في العراق جغرافيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا.. آن الأوان - يواصل هذا الرجل الحكيم - لفهم جديد للأمور، على اساس العيش معا في سلام واخوة ومحبة تضمن مصالح الجميع بالتساوي..
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
محنة الوجود الامريكي في العراق
افتتاحية
الدستور الاردن

الاحتلال الامريكي للعراق ، في عامه الخامس ، والذي ادى الى تفتيت العراق ، ومقتل عشرات الاف العراقيين ، يواجه هذه الايام الحقيقة الصعبة التي انكرتها الادارة الامريكية ، حين ادى الاحتلال الى مزيد من العنف والموت والاقتتال ، والى ما يسمى محنة الوجود الامريكي في العراق.
لقد نددت الاصوات الحرة في المجتمع الامريكي ، وفي المجتمع الدولي ، وفي العالم العربي ، بالوجود الامريكي في العراق ، حيث اثبتت اخر استطلاعات الرأي العالمية ان ثلثي سكان العالم يطالبون بخروج الولايات المتحدة الامريكية من العراق ، في الوقت الذي المحت فيه مصادر امريكية قريبة من الرئيس الامريكي جورج بوش ، الى عدم وجود استراتيجية محددة لدى الادارة بشأن وجود القوات الامريكية في العراق.
خمس سنوات ، والادارة الامريكية تغرق يوما بعد يوم في المستنقع العراقي ، فالعملية السياسية ، فشلت ، والامن غائب عن ارجاء العراق ، والديموقراطية التي جلبها الاحتلال ، ادت الى مزيد من التفسخ في لحمة المجتمع العراقي ، والوضع الاقتصادي في اسوأ حالاته ، ولم يؤد التدخل الامريكي في العراق ، الا لاخراج مارد الطائفية والمذهبية في العراق ، والاقتتال بين العراقيين ، ذاتهم.
اليوم ، ما زالت الدعوات تتجدد على مسمع الادارة الامريكية ، من اجل سحب قواتها من العراق ، والخروج بأقل الخسائر الممكنة ، واذا كانت جهات عراقية تتخوف من خروج الامريكيين ، نظرا للفراغ الذي سيتسبب به الاحتلال ، فان الدعوة ايضا نوجهها للعراقيين ، لحل مشاكلهم بأنفسهم ، والوصول الى تسويات داخلية ، تعيد الامن والسلام الى العراق الجريح ، وتعيد توحيد العراق ، وتبعد عنه شبح التقسيم ، الذي يتكرس يوما بعد يوم.
الابتعاد العربي عن العراق في ظل ظروفه هذه ، ادى كذلك لبروز قوى اقليمية بديلة ، ومن مصلحة العرب اليوم العودة الى العراق بقوة ، ليس من اجل التدخل في الشأن العراقي ، بل لمساعدة العراقيين على تجاوز هذه المحنة ، وعدم السماح بحدوث فراغ ، تتولاه اطراف اقليمية ، بما قد يؤدي الى ذات النتائج الوخيمة التي يعاني العراقيون منها في الوقت الحالي.
العام المقبل ، سيشهد رحيل الادارة الامريكية الحالية ، واجراء انتخابات امريكية جديدة ، وسيكون الملف العراقي ، العنصر الابرز في الحملات الانتخابية للمرشحين ، وقد بدأ الديموقراطيون حملاتهم مبكرا في الكونغرس الامريكي ، بالادانة غير المباشرة للوجود الامريكي في العراق ، في الوقت الذي ترد فيه الادارة الامريكية ، بالحديث عن زيادة محتملة في القوات الامريكية في العراق ، او سحب تدريجي لهذه القوات اذا تحسنت الظروف الامنية.
والواضح ، ان الظروف الامنية تتطور الى الاسوأ يوما بعد يوم ، مما يعني ان الامريكيين باقون في العراق ، حتى اشعار اخر ، مع تداعيات لحرب اقليمية تقترب من المنطقة ، مما يجعل المنطقة برمتها مرشحة لانفجار هائل ، يجعل الدعوة لكل العقلاء بأن يتداركوا هذا الوضع ، عبر مساعدة العراقيين ، وتخليصهم من تأثيرات الاحتلال الامريكي ، وحث واشنطن على جدولة وجودها في العراق ، بما يؤدي الى الانسحاب في نهاية المطاف.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
التسكع السياسي الامريكي
د. عايدة النجار
الدستور الاردن


هذه الحركة الدؤوب لأمريكا في العالم ولم يبق لبوش الوقت الكثير في البيت الابيض لا تدل على حركة طبيعية كما هي حركة التاريخ الذي يسير دوما للأمام . انها حركة هنا وهناك بعضها يسير بسرعة فيها فوضى وانحرافات تؤدي لطرق مسدودة كما في العراق ، وبعضها يراوح مكانه كما في محاولة أمريكا التحرش بدول أسمتها محور الشر ، وبعضها تحاول ارجاعه للوراء لتقوّض جهود أية محاولات لدفع العملية للامام كما في القضية الفلسطينية. أمثلة قليلة لسياسة أمريكا المتخبطة دون شك.
تسّكع أمريكا هنا وهناك والدوران حول نفسها وأخطائها في العراق ، تبدو واضحة اليوم بعد أن قرر بوش مرغما سحب 21 ألف جندي أمريكي من العراق ، وقد امتثل لتوصيات قائد القوات الامريكي بترايوس . يقوم بوش بذلك ولا زال في ضياع وفوضى في عمقه الذي يرفض للان الانسحاب التام من العراق وانهاء الاحتلال الذي خرب زرع البلد وسرق نفطه وهجّر أهلة وسرق اثاره وشوه تاريخه . لم يحل بوش المعضلة الا أنه عمل على أن تظل حيّة ليرحلها لمن بعده وبذلك ها هو مرة أخرى يواصل سياسته المتعرجة مع أصدقائه الذين غشوه وغشهم . ولا أدل على فشله أكثر مما قاله شعبه في استطلاع أخير أنهم لا يقرون سياسته في العراق ، وقد بلغت النسبة أكثر من 65% من الامريكان بينما بلغت نسبة من تقر هذة السياسة الاستعمارية 30% فقط.
تسكع اخر تقوم به أمريكا هذه الايام في محاولاتها المتكررة للنيل من الدول التي لا تسير في ركبها دون سؤال أو جواب . فها هي مع حليفتها" الاصلية"اسرائيل تتحرش مرة أخرى بايران ، وتدعو الامم المتحدة الى اصدار مشروع جديد يتضمن تشديد العقوبات المفروضة على ايران ، لأنها لا زالت لا تمتثل لاملاءاتها ، وترفض تعليق تخصيب اليورانيوم ، ولانها ستظل قوية بما تملكه من تقدم علمي . هذه القوة الصحية لا تخيف أمريكا وحدها بل أيضا اسرائيل التي تقوم بشتى الوسائل المباشرة وغير المباشرة لاضعاف ايران . فاسرائيل كما يعرف الجميع لا تريد منافسا قويا في المنطقة وخاصة من يناصر حركات التحرر الوطني وأهمها القضية الفلسطينية . بالاضافة تحرشات اسرائيل الاخيرة بسوريا واختراقها لأجوائها دليل اخر على العجز الامريكي الاسرائيلي وفشله في محاولة جر سوريا والمنطقة لحرب تتسلى عليها وتضيفها الى فشلها المتكرر الذي يبدو زواله قريبا في الافق.
تسكع ثالث ، يقلق ويشل عضلات أمريكا ، هو تخبطها أيضا في معالجة القضية الفلسطينية التي يدعي بوش رغبته باقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل ربيبته.
ان ظاهرة التسكع السياسي لأمريكا تبدو واضحة في دور بلير" مبعوثه" أو مبعوث الرباعية ، . فقد رفضت اسرائيل مثلا طلب بلير لقاء أحد الناشطين البارزين في حقوق الانسان من غزة (راجي صوراني ) ولم تسمح له بل عطلت لقاءه له في القدس . وكما نعرف أيضا أن بلير يعارض زيارة قطاع غزة ، حيث يعيش في القطاع 1,4 مليون فلسطيني ، خاصة وهي اليوم خاضعة لسيطرة حركة حماس التي لا تحبها أمريكا واسرائيل . بالاضافة لذلك فهي سعيدة على ما جرى ويجري بين الفلسطينيين من قتال وخصام يسعد العدو ويقهر الصديق.
أمثلة قليلة للتسكع الامريكي ، وصورة قبيحة لدولة أوهمت العالم اليوم أنها الاقوى والاغنى ، وأضيف فهي الاشرس تمثل شعبا طيبا منه المقهور أو المخزي من بلد كان العالم يعتقد أنها أم الديموقراطية وتحرير العبيد ، وام التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يبحث العالم عنه لخدمة الانسانية وشفائها من الامراض وليس زيادتها بالحروب والجوع والتهجير . ولا شك ان الشعب الامريكي وعلماءه الواعين يعرفون ذلك أكثر منا نحن لأنهم هم أيضا مخدوعون.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
إيران والتقرير الأمريكي حول العراق
د. محجوب الزويري
الدستور الاردن
صدر يوم الاثنين الماضي تقرير السفير الأمريكي وقائد القوات العسكرية للقوات الأمريكية في العراق ديفيد بتريوس حول التطورات الأمنية والسياسية في العراق خلال الأشهر القليلة الماضية.
لقد تكررت الإشارات طوال الأشهر الماضية عن دور إيراني في دعم الميليشيات الشيعية والسنية بالأسلحة مما رفع عدد الضحايا الأمريكيين والبريطانيين. هذه الإشارات المتزايدة لن تمر دون الإشارة إليها بقوة وربما سترافق ذلك دلائل وبراهين تؤكد هذا الدور. بالنسبة للإدارة الأمريكية فان مزيدا من الإشارات والبراهين حول دور سلبي إيراني سيزيد من حماس أولئك الذين يرغبون في فرض مزيد من العزلة على إيران تمهيدا لضربها.
لا شك أن انقضاء الوقت بالنسبة للجمهوريين دون تحقيق انجاز حقيقي في العراق مرتبط بقدرة الحكومة العراقية على القيام بمسؤولياتها باعتماد أقل على الأمريكيين ، وهذا من شاأنه تقليل عدد العمليات ضد القوات الأمريكية وكذلك عدد الضحايا أيضا. يرافق ذلك كله الاقتراب من بدء مجلس الأمن بمناقشة الملف النووي الإيراني وتقرير وكالة الطاقة النووية ، وتقييم مدى الالتزام الإيراني بالقرارين 1747و1737. والإدارة الأمريكية ستربط بين الملفين في محاولة إلى حشد أكبر عدد من الدول لمساعدتها في اتخاذ قرار حازم مما تسميه دوائر غربية "التحدي الإيراني لإرادة المجتمع الدولي".
وإيران ترى أنها حلت موضوع الملف النووي مع وكالة الطاقة النووية ، من خلال السماح للوكالة بتفتيش مفاعل أراك ، وكذلك السماح بزيارة مفاعل نطنز ، وتركيب المزيد من كاميرات المراقبة. وإيران بذلك ترى بأنها نجحت في إرجاع حل ملفها إلى الوكالة الدولية التي هي معنية بالتعامل بالأساس. هذه الخطوة تعني إيرانيا عدم تسييس الملف ، وهي بذلك تحاول تفويت الفرصة على الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية التي تحرص على التعامل مع الملف النووي من زاوية أمنية سياسية.
وهذه الرؤية تتنافى مع التصريحات التي أطلقها محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية مشيدا بالاتفاق الذي تم بين الوكالة وإيران ومنتقدا من اسماهم "الذين يقرعون طبول الحرب".
وبالنسبة إلى إيران فان انسحاب جندي أمريكي واحد هو نجاح للمطالبة الإيرانية المتكررة التي ترى أن أصل المشكلة في العراق هو "الاحتلال الأمريكي" ، من هنا فان المعضلة السياسية والأمنية العراقية تصبح قابلة للحل - من وجهة النظر الإيرانية - عندما تغادر القوات الأمريكية ليس فقط العراق بل المنطقة بأسرها.
وإيران تتمتع بأحسن لحظات تاريخها بعد الثورة الإسلامية بسبب كل هذه الإشارات والتقارير عن دورها في العراق وتغلغل هذا الدور ، بالنسبة إلى طهران فان الغبطة تغمرها مهما كان حجم الحقيقة بالنسبة لدور إيران في العراق ، فهو كاف لإرسال رسائل لدول إقليمية أخرى ، أو حتى إلى الولايات المتحدة نفسها.
الإدارة الأمريكية لا ترى أن ما ارادته تحقق وانها في الحقيقة تتخبط وتبدو عاجزة لكنها لا تمتلك الجرأة على الاعتراف بذلك. وإيران ستبقى المتهم حتى تثبت ادانتها ، وتحقق ذلك يعني الذهاب خطوة للامام نحو المواجهة التي يبدو أنها تقترب.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
ساعات مع ما جرى في الكونغرس الأميركي

:د. محمد عاكف جمال
البيان الامارات
وأخيراً، في العاشر من الشهر الجاري، جاءت اللحظات التي انتظرها الكثيرون داخل الولايات المتحدة وخارجها، لتمتد على مدى يومين ينتهيان في الحادي عشر من سبتمبر في توقيت يخدم أهداف إدارة الرئيس بوش.


حيث جلس على منصة الإفادة في الكونغرس الأميركي كل من رايان كروكر السفير الأميركي في العراق والجنرال ديفيد بترايوس القائد العسكري العام فيه، ليدليا بإفادتيهما حول ما تمخضت عنه استراتيجية الرئيس بوش في العراق التي بدأ تنفيذها في فبراير المنصرم حين أرسلت قوات إضافية إلى المواقع الساخنة في العراق بلغ تعدادها ثلاثين ألف جندي على الرغم من اعتراضات الكونغرس.


والرجلان من المتميزين جداً في مهنتيهما، فالأول دبلوماسي من الطراز الأول لديه خبرة واسعة في شؤون منطقة الشرق الأوسط ويتقن اللغة العربية، والثاني عسكري مرموق له موقع مميز بين الجنرالات الأميركيين سبق له أن قاد واحدة من أهم الفرق العسكرية الأميركية وهي الفرقة 101 المحمولة جواً، وهو كذلك حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة برنستون العريقة.


وقد انعكست مهنة كل منهما في مظهره الخارجي حيث أطل السفير ببدلته المدنية الأنيقة وظهر الجنرال مزهواً بنجومه الأربع وبالنياشين التي تشغل مساحة واسعة من صدره. وليس هذا فحسب فقد تركت طبيعة المهنة بصماتها على التقريرين كذلك، حيث تميز تقرير كروكر بديباجته السياسية الفضفاضة منحتها خبرته الدبلوماسية الطويلة في المنطقة لمسات مرنة جعلتها تتقبل الكثير من التفسيرات، في حين كان الجنرال أكثر وضوحاً في إشاراته وأكثر مباشرة في طروحاته وأكثر استخداماً للأرقام في حواره.


ستشكل تلك اللحظات وما أعقبها من تساؤلات واستفسارات على مدى يومين من قبل أعضاء اللجان المتخصصة الأربعة في الكونغرس، وما سيترتب عليها من مواقف وسياسات وقرارات مفصلاً لا تتوقف أهميته عند ما سوف يحدث في الساحة العراقية وإنما ستنسحب تأثيراته على عدد من دول المنطقة وعلى مستقبل المشروع الأميركي حول الشرق الأوسط الكبير.


وقد استبق رئيس الوزراء العراقي إفادتي السفير والجنرال قُبيل ساعات من مثولهما أمام الكونغرس، فقدم تقريراً مسهباً أمام مجلس النواب العراقي حول ما حققت حكومته من إنجازات مسلطاً الضوء على محورين اثنين: الوضع الأمني والمصالحة السياسية، ومشيراً إلى أن أبرز نجاح حققته حكومته هو منع نشوب حرب أهلية.


لا يخطئ من تابع جلسة الاستماع في الكونغرس الأميركي رصد التنسيق الواضح بين السفير والجنرال والاتفاق بينهما على تسليط أضواء ساطعة على بعض المحاور وأضواء خافتة على محاور أخرى بغية التناغم وتحقيق الانسجام مع توجهات الإدارة الأميركية فهما جزءاً منها. وقد دفع ذلك بعض أعضاء الكونغرس إلى اتهام إدارة الرئيس بوش بتسليط الضغوط عليهما للإدلاء بهاتين الشهادتين، إذ أن بصمات أصابع الإدارة واضحة فيهما كما ذكر هؤلاء.


فقد كان كل من السفير والجنرال أشبه بمحام في ساحة القضاء يقدم مرافعته في قضية يحاكم الرئيس الأميركي فيها غيابياً بتهمة اعتماد إستراتيجية فاشلة، حاول كل منهما أن يقدم تقييماً متوازناً خاليا من الثغرات وذلك بذكر الإيجابيات والسلبيات التي تمخضت عن سياسة الإدارة الأميركية في العراق، إلا أن الملاحظ بأن الحجم الذي أعطي للإشارة إلى السلبيات التي تشمل:


تعثر العملية السياسية وتردي الخدمات البلدية والتهجير المتزايد داخل العراق وخارجه وتدهور التعليم والخدمات الصحية وزيادة حجم الفقر وانتشار البطالة والفشل في إصلاح الاقتصاد المدمر وتفشي الفساد المالي والإداري وغير ذلك الكثير، ضئيل إلى درجة يمكن القول فيها إن المآسي التي يمر بها العراق منذ الاحتلال وحتى الآن قد وُضعت في خانة المسكوت عنه.


كان أبرز ما هو مشترك بين التقريرين هو تحذير الكونغرس من خطورة اتخاذ قرار سحب القوات العسكرية من العراق أو تخفيض عددها في الوقت الحاضر، فذلك حسب رأي بترايوس قد يجهض ما تم تحقيقه من إنجازات على المحور العسكري خاصة وأن هنالك مؤشرات ملموسة على نجاح الإستراتيجية الجديدة التي تحتاج إلى المزيد من الوقت.


فالانسحاب يترك فراغاً كبيراً لا تستطيع قوى الأمن العراقية أن تشغله في الوقت الراهن، مما يمهد السبيل لعودة تنظيمات القاعدة إلى السيطرة على بعض مناطق العراق من جهة وتعزيز الدور الإيراني في مناطق أخرى مهمة في الجنوب وخاصة محافظة البصرة الأكثر ثراء في العراق من جهة أخرى. وبعبارة أخرى تحذير الكونغرس من مغبة إجراء أي تغيير في الإستراتيجية الأميركية في العراق.


كما أشار التقريران إلى تصاعد الدور الإيراني في العراق، فهنالك حسب ما ذكرا تزايد في كمية الأسلحة، المُدمرة لآليات الجيش الأميركي، التي يتم إدخالها إلى العراق باستمرار وهنالك تصاعد في الجهود التي تبذلها إيران في تدريب العناصر التي تلحق الضرر بالوجود العسكري الأميركي في العراق.


لقد رسم كل من السفير والجنرال صورة وردية لواقع العراق المؤلم، فلا أحد في العراق يستطيع أن يرى الإنجازات التي يتحدثون عنها، وإن من السخرية بمكان أن نرى الولايات المتحدة، وهي الدولة الأعظم في العالم، والتي قامت بغزو العراق لتنفيذ برنامج سياسي ديمقراطي حسب ما تدعي، نراها تفخر بانتصارات حققتها على مجموعات مسلحة صغيرة متنقلة لا ترقى في تجهيزاتها وتدريبها إلى مستوى يؤهلها لمواجهة دولة صغيرة ناهيك عن مواجهة الولايات المتحدة.


ومما يجعل المشهد باعثاً على المزيد من السخرية هو أن ما تحقق للولايات المتحدة من نصر !! قد تأتي في الحقيقة بفعل تحالفها مع عشائر هذه المنطقة أو تلك من العراق التي جرى إمدادها بالسلاح، إذ لم يكن لقوى الأمن العراقية (الجيش والشرطة) دور يذكر في هذه العمليات التي أدت إلى إضعاف تنظيمات القاعدة ولكنها أدت كذلك إلى إضعاف هيبة الدولة العراقية.


وأدت إلى المزيد من الابتعاد عن مشروع العملية السياسية وبدأت ترسي قواعد نظام عشائري جديد قد يكون مصدر خطر من نوع آخر على مستقبل العراق، كما أن التحسن النسبي في الوضع الأمني الذي أشار إليه التقريران لم يكن في حقيقته بسبب زيادة عدد القوات الأميركية وتحسن الأجواء السياسية في العراق، وإنما نتيجة طبيعية لتفاقم الهجرة والنزوح المستمر في الداخل والخارج وانخفاض عدد نقاط التماس بين المتصارعين مذهبياً أو عرقياً، فالفصل الطائفي والعرقي على أسس جغرافية يقلل عادة، في حالات الاحتقانات، من الخسائر البشرية.


أما في المحور السياسي فلم يكن لدى السفير، وهو الأهم في هذا المجال، ما يقوله سوى الإشارة إلى أن التشريعات التي تعمل على تنقية الأجواء وتمهد للمصالحة السياسية ومنها قانون المساءلة والعدالة، كبديل لقانون اجتثاث البعث، لم يجر تشريعها من قبل المجلس النيابي بعد. أما ما يتعلق بالجمود الذي تشهده العملية السياسية والشلل الذي اعترى مفاصلها بعد أن انسحبت ثلاث كتل نيابية من الوزارة فلم يكن محوراً للحديث، كما لم يتطرق أي من التقريرين إلى الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأميركية في العراق.


إن توقفاً أمام المصطلحات المستعملة في الفترة الأخيرة يكشف عن حجم التنازل في الأهداف والطموح، فالنصر لم يَعُد هدفاً كما كان الحال في أواخر عام 2005، فهذا المصطلح قدا في الفترة الأخيرة من الكلمات المعدة للإلقاء من قبل كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.


فالرئيس بوش استعاض عنه بمصطلح «النجاح» الذي كرره ست مرات في كلمته التي ألقاها في الأنبار عند زيارته الخاطفة الأخيرة قبل أيام. ولا يغيب على الراصد ان يلحظ صدى ذلك في إفادة كل من كروكر وبترايوس اللذين تلافيا الحديث عن النصر وتحدثا عن تحقيق الاستقرار.


سوف يستثمر الرئيس الأميركي ما ورد في إفادتي كروكر وبترايوس أمام الكونغرس إلى أبعد الحدود، فقد كانت زيارته المفاجئة للعراق وهبوط طائرته في قاعدة الأسد الصحراوية في الأنبار، المحافظة التي كانت حتى الأمس القريب مرتعاً للقوى التكفيرية المنضوية تحت لواء القاعدة، إحدى فصول هذه المسرحية التي يراد منها لفت أنظار الأميركيين إلى انجازات وهمي.


ويبدو أن هنالك مساعدة أخرى قُدمت للرئيس لتحقيق ذلك، قدمت من عدو لدود وبتوقيت غريب، فإن مجرد ظهور أسامة بن لادن على شاشات التلفزيون في لقطات فيديو صُورت حديثاً، دعمٌ ما بعده دعم له ولسياساته وحجة قوية بأيديه أمام خصومه، فهو في العراق لمطاردة فلول القاعدة العدو الألد للولايات المتحدة.


فأحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 لا تزال كوابيس ماثلة أمام المواطن الأميركي الذي أصبح هاجسه الأمني، بعدها، لا يقل أهمية في تقرير موقفه السياسي عن هاجسه الاقتصادي، إلا أن ما هو أهم من ذلك هو قرار الكونغرس الذي يشعر أعضاؤه بالمزيد من الانزعاج وهم يرون الطريقة التي تعرض بها مشاهد الإخفاق، فإفادتي كروكر وبترايوس ليستا الوحيدتين اللتان سيؤخذ بهما في وضع استراتيجيات المرحلة المقبلة.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
بوش و(الحرس الثوري). . . قواعد مُلتبسة!

السير سيريل تاونسيند
اخبار العرب الامارات
يعتزم الرئيس بوش التعامل مع سلاح الحرس الثوري الإيراني، باعتباره جهة من جهات الإرهاب الدولي. وفي هذه الخطوة تصعيد خطير للأزمة الأمريكية- الإيرانية القائمة، وليس مستبعداً أن تكون لها تداعيات عديدة بالغة الخطورة.

ففي هذا التصعيد استجابة من الرئيس بوش لتصرفات بعض الفصائل العسكرية التابعة لهذه القوات، أو ’’فيلق القدس ’’ على وجه التحديد، وخاصة أن واشنطن تتهمه بتدريب ودعم الجماعات المتمردة والمتطرفة في كل من العراق ولبنان وأفغانستان. وفيما يتصل بالعراق بصفة خاصة، فإنه يسهل فهم وتفسير دواعي الغضب الأمريكي. فعلى سبيل المثال، صرح الجنرال ’’رايموند أوديرنو’’، نائب القائد العام للقوات الأمريكية في العراق، قبل بضعة أسابيع، بأن الميليشيات الشيعية المدعومة من قبل إيران، تتحمل وحدها مسؤولية تنفيذ نسبة 73 في المائة من الهجمات التي استهدفت القوات الأمريكية في بغداد، خلال شهر يوليو المنصرم. أما مكتب الخارجية البريطانية فيعتقد من ناحيته أن الميليشيات الشيعية في جنوبي العراق، قد كثفت هجماتها على الجنود البريطانيين المرابطين هناك، والبالغ عددهم 5500 جندي، في مسعى منها لادعاء طردها للقوات البريطانية الأجنبية المحتلة من البلاد. ويزداد الاعتقاد كذلك بأن هذه الميليشيات تعمل بالتعاون الوثيق مع عملاء إيرانيين، يكثر انتشارهم وتواجدهم في محافظة البصرة على وجه الخصوص . وبالقدر نفسه يرجح الكثيرون أن تكون لهؤلاء العملاء صلة وثيقة بسلاح الحرس الثوري الإيراني، وأنهم يعملون بالتنسيق معه.

كما يجدر بالذكر أن الوحدات البحرية التابعة للحرس الثوري هذا، قد أقدمت على اعتقال ثمانية ملاحين وسبعة جنود تابعين لسلاح البحرية الملكي في مياه الخليج بتاريخ 23 من مارس المنصرم، ومما لاشك فيه أن الحكومة البريطانية لن تغفر لطهران سلوكها العدواني وغير القانوني ذاك. أما في واشنطن، وحسب ما نشرته صحيفة ’’واشنطن بوست’’ وغيرها من كبرى الصحف الأمريكية، فقد اعتزم الرئيس بوش إضافة اسم الحرس الثوري الإيراني إلى ذات السلة التي يضع فيها تنظيم ’’القاعدة’’ و’’حزب الله’’ وحركة ’’حماس ’’. . إلى اَخر قائمة المنظمات الإرهابية. وتكمن الخطورة في هذه الخطوة وما يمكن أن يترتب عليها من تداعيات وتطورات سلبية خطيرة في الأزمة الأمريكية- الإيرانية الحالية، في أنه ليس من المألوف ولا الشائع تصنيف منظمة عسكرية حكومية تابعة لدولة مستقلة ذات سيادة، ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. وفي الوقت نفسه، فإنه من المعلوم غياب أية علاقات تبادل اقتصادي مباشر بين الولايات المتحدة الأمريكية وطهران. إلا أن من شأن الخطوة الأمريكية هذه أن تؤثر سلباً على رغبة دول أخرى في إنشاء أو تطوير علاقات تبادل تجاري واستثماري مع طهران.

يجدر بالذكر أن الحرس الثوري الإيراني، البالغ عدد أفراده حوالي 125500 جندي، يعد منظمة استثنائية خاصة، وفيما يبدو أنه يتمتع بقدر كبير من الاستقلال عن السيطرة الحكومية المباشرة، رغم كونه قوة حكومية رسمية. وبسبب تنامي نفوذه العسكري الخاص ، فقد تزايدت حدة التنافس بينه ومؤسسة الجيش الإيراني، وكذلك التنافس مع سلاحي البحرية والطيران التابعين له، مما أعطى الحرس الثوري مكانة خاصة ومتميزة مقارنة مع جميع الوحدات والتشكيلات العسكرية الإيرانية الأخرى. وبالنتيجة فقد تمكن الحرس الثوري من تشكيل وحداته الخاصة بحراً وبراً وجواً. ولا تقتصر أنشطته على المجال العسكري وحده، بل اتسعت لتشمل مجالات استثمارية عديدة منها القطاعان الصناعي والتجاري، فضلاً عن قطاعات الصيدلة والطاقة والعقارات، إلى جانب الصناعات الحربية والدفاعية. ولعل هذا هو ما يدفع الولايات المتحدة إلى استهداف المصالح التجارية والصناعية للحرس الثوري، التي تقدر واشنطن قيمتها الإجمالية بما يزيد على 500 مليار دولار.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد اكتسب لنفسه سمعة ومكانة خاصين في إيران، إبان الحرب الإيرانية- العراقية التي دامت لثمانية أعوام، وأدى فيها الكثير من كبار القادة في تشكيلاته الخدمة العسكرية خلال الفترة نفسها، بمن فيهم الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد. وفيما يقال فإن ’’فيلق القدس ’’ الذي ورد ذكره اَنفاً، لا يرفع تقاريره إلى الرئيس الإيراني، بل إلى اَية الله علي خامنئي، الذي لا تقتصر صفته على كونه المرشد الروحي للجمهورية الإسلامية فحسب، وإنما لكونه القائد الأعلى للقوات المسلحة أيضاً.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
الديمقراطيون ينافقون كالجمهوريين تماماً
جو غالواي
البيان الامارات
الحرب تبدو جميلة في عيون من ليست لهم خبرة بها. هذه المقولة الشهيرة للفيلسوف إيراسموس يمكن أن تساعدنا على فهم السبب الذي من أجله لن يفكر الرئيس الأميركي جورج بوش ولا نائبه ديك تشيني في الانسحاب من العراق تحت أي ظرف، وسيواصلان إصرارهما على إرغام جنودنا على خوض الحرب هناك لسنوات طويلة.


فلا الرئيس بوش ولا نائبه تشيني لديهما أي خبرة عملية بالحرب أو القتال على ساحة المعارك وليس لأي منهما ما يخسرانه في تلك الحرب أكثر من سمعتهما وحكم المؤرخين عليهما في السنوات المقبلة. فلا جورج بوش ولا تشيني ولا أحد من أبنائهما قد سمع صوت طلقة نار واحدة.


فالرئيس بوش قد أخبر مؤلف كتاب جديد تناول فترة رئاسته أن خطته تتمثل في أن يأتي خليفته الجمهوري في الحكم بتصميم جديد على مد الحرب الحالية في العراق لأجل غير مسمى. ولتستمر تكلفة الحرب التي تعدت تريليون دولار، ولتستمر الزيادة في عدد القتلى بين الأميركيين، حيث قتل حتى الآن 4000 جندي، وبين العراقيين الذين قُتل منهم مئات الآلاف حتى هذه اللحظة.


إن الذين يعرفون الحرب هم هؤلاء الذين يمثلون نصف في المئة من الأميركيين الذين يموتون ويعانون هم وعائلاتهم ويأخذون أوامرهم من القائد العسكري الذي بدوره يأخذ النصيحة من نائب الرئيس الذي ينام كل يوم في مكان مختلف خشية أن يطوله الأشرار.


سبتمبر سينتهي ولن يحدث ولن يتغير شيء. نعم جاء الجنرال بترايوس من العراق، لكن القسم السياسي في البيت الأبيض هو من تولى كتابة التقرير الخاص بأثر الزيادة في القوات الأميركية في الوضع الأمني في العراق وقدمه إلى الكونغرس. يقول التقرير إن الأمور تسير بشكل جيد جدا في العراق وإن الزيادة تسببت في تحقيق تقدم مذهل على الأرض، وإننا فقط بحاجة إلى مزيد من الوقت في ضوء توافر الـ 160 ألفا أو الـ 170 ألف أميركي الموجودين الآن وسط حرب أهلية ملتهبة لا يعبأ أي طرف فيها بإنهائها، لاسيما جورج بوش وصديقه الصدوق ديك تشيني.


ولا ينبغي أن تعقد الآمال على الديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلسي الكونغرس. فالبيت الأبيض بمجرد رؤيته للكونغرس وهو يفبرك تقرير بترايوس وتوصياته، سيطلب على الفور من الكونغرس ذاته التصويت على زيادة أخرى في ميزانية الحرب وإضافة 50 مليار دولار أخرى للميزانية التي تمت الموافقة عليها بالفعل.


إن الديمقراطيين سيتأوهون وسيبدون امتعاضهم وغضبهم ثم في النهاية سيوافقون على الزيادة مبرهنين في النهاية على أنهم أكثر جبناً من بوش وتشيني. في النهاية يمكن التأكيد على أنه لا يوجد فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين، سوى بعض الفروقات الظاهرية في طبيعة النفاق الذي يمثله كل طرف منهما. فعندما يتعلق الأمر بالمال، فإنهم جميعا يشتركون في الصفات القذرة نفسها.


إن هؤلاء جميعا، سواء الموجودين على كراسي الحكومة الآن، أو هؤلاء الذين يأملون أن يخلفوا بوش في البيت الأبيض، لا يعيرون أي اهتمام للمبادئ ولا لمصلحة المواطنين وليس لديهم أي احترام للدستور.


فإذا لم تحدث معجزة، وأنا شخصياً استبعد حدوث أي معجزة إلهية لأن الإله لا يمكن أن يكون راضيا عن هؤلاء، فإن الصراع الحالي بين الحزبين الرئيسيين في البلاد على البيت الأبيض لن يسفر إلا عن وصول أقزام إلى البيت الأبيض. ألا نستطيع نحن في دولة يبلغ حجم سكانها نحو مئتي مليون نسمة، ربما يكون أكثر من نصفهم يتصفون بالجاذبية وربعهم على الأقل يتسم بالذكاء ـ ألا نستطيع مع هذا العدد تحقيق ما هو أفضل من الوضع الحالي؟ ألا نستطيع أيها الشعب أن نرسي بعض المبادئ؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
خفض القوات الأمريكية في العراق ماذا يعني؟
افتتاحية
عمان اليوم عمان


ليس من المبالغة في شيء القول بأن قرار الرئيس الامريكي جورج بوش تخفيض عدد القوات الامريكية المقاتلة في العراق جزئيا قد فاجأ الكثيرين، او على الاقل اثار تساؤلاتهم حول الهدف من ورائه، ولماذا جاء القرار سريعا بعد ايام قليلة من حديث كل من الجنرال بيتريوس قائد القوات الامريكية في العراق ورايان كروكر سفير واشنطن في بغداد امام الكونجرس. فمن شأن هذه الخطوة ان تثير ردود فعل متباينة، ومن منطلقات مختلفة ايضا وفقا للمنظور الذي ينظر به كل جانب الى الموقف في العراق.
ومع الوضع في الاعتبار ما قام به كل من الجنرال بيتريوس والسفير كروكر من القاء ضوء حول مجريات الوضع في العراق على اساس من المعايشة اليومية والرؤية الاقرب لما يجري بالفعل، ولما يمكن ان يترتب عليه من نتائج، فان التخفيض المحدود للقوات الامريكية في العراق تتجاوز اهميته بالتأكيد ما يدور من جدل بين الجمهوريين والديمقراطيين داخل الكونجرس وخارجه حول البدء في سحب اعداد من القوات الامريكية من العراق، ليصل الى اهداف الوجود الامريكي في العراق من ناحية وربما الموقف الامريكي مما يجري في المنطقة بوجه عام والجدل الامريكي الايراني حول البرنامج النووي الايراني واعطاء اشارات مححدة وفي اتجاه معين بوجه خاص من ناحية ثانية.
واذا كان قرار الرئيس الامريكي من شأنه ان يبعث الراحة والهدوء ولو النسبي لدى المنادين في واشنطن بشكل اساسي بسحب القوات الامريكية من العراق بشكل او بآخر، باعتباره خطوة في الاتجاه الذي يدعون اليه، فان هذا القرار الذي يحمل معنى استجابة الرئيس الامريكي لاعتبارات تطور الاوضاع في العراق على الارض، يهدف ايضا الى الايحاء بأن تخفيض القوات قليلا جاء في ضوء النجاح الذي بدأ يتحقق في العراق، وهو النجاح الذي اشار بيتريوس وكروكر والرئيس بوش نفسه الى انه بدأ يتحقق. ومن هنا فان سحب هذا العدد من القوات الامريكية وهو محدود لا يكون بمثابة رضوخ لضغوط الديمقراطيين في الكونجرس بقدر ما هو محاولة لامتصاص ضغوطهم والحد من اثرها السياسي في الفترة المقبلة.
على صعيد آخر فانه من المهم والضروري الوضع في الاعتبار ان قرار خفض القوات الامريكية في العراق يحمل دلالة معينة في اطار حديث البعض او ايحاءات بعض الاطراف ذات المصلحة الخاصة بان الموقف بين واشنطن وطهران يقترب من الصدام المروع. ومع ان هناك بالفعل من يدفع في هذا الاتجاه خاصة داخل اسرائيل، الا ان القرار يعطي انطباعا بتراجع هذا الاحتمال على نحو او اخر، وهو ما ينبغي الترحيب به وتشجيعه، لان المنطقة لا تحتمل في الواقع صداما اخر بأي مستوى لانها تعبت من التوترات والحروب والصدامات بكل انواعها الساخنة والباردة كذلك.
جدير بالذكر ان قرار الخفض المحدود للقوات الامريكية في العراق، والذي جاء بعد ايام من سحب القوات البريطانية من وسط مدينة البصرة الى خارجها، من شأنه ان يرتب اعباء، او التزامات جديدة على القوات العراقية وحكومة نوري المالكي من ناحية، فضلا عن انه يشكل عنصرا لابد وان تضعه كل الاطراف المعنية بالاوضاع في العراق في اعتبارها من ناحية ثانية. وبمعنى اخر فانه يضع مواقف كل الاطراف تحت ضوء كاشف، ويكشف ايضا عن حقيقة مواقف كل الاطراف خلال الفترة القادمة. وبغض النظر عن كيفية استقبال وتعامل الاطراف المختلفة مع هذا التطور الذي ينبغي ان يظل في النهاية في نطاق حدوده، دون تضخيم او تقليل متعمد من اهميته، فانه قرار سيكون له مابعده بالضرورة، ليس فقط على مستوى ما يجري في العراق فحسب، ولكن ايضا على صعيد ما قد تشهده المنطقة وما تتجه اليه في الفترة القادمة. ومن هنا فانه تطور يحتاج الى التوقف امامه والتعامل معه بجدية وبعد نظر.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
رجل التاريخ
إيان بوروما
الشبيبة عمان
من المعروف عن الرئيس جورج دبليو بوش افتقاره إلى الفهم الجيد للتاريخ. إلا أن هذا لم يمنعه من استغلال التاريخ لتبرير السياسات التي ينتهجها اليوم. ففي كلمة ألقاها مؤخراً أمام قدامى المحاربين الأميركيين في مدينة كانساس سيتي، دافع عن إصراره على الاستمرار على "نفس المسار" في العراق بالإشارة إلى العواقب التي نتجت عن الانسحاب الأميركي من حرب فيتنام. كما ذكر احتلال اليابان بعد العام 1945 والحرب الكورية باعتبارهما من قصص النجاح التي حققتها الجهود الأميركية في نشر الحرية في آسيا ثم إلى العالم.
سارع المؤرخون، والديمقراطيون، وغيرهم من منتقدي بوش إلى إدانة هذا الحديث، وخاصة الإشارة إلى فيتنام، باعتباره حديثاً غير أمين، وغير دقيق، والمقصود منه خدمة أغراض ذاتية.
مع ذلك، يبدو أن بوش، في واقع الأمر، قد وقع بالصدفة على قياس تاريخي صادق. مما لا شك فيه أن حرب فيتنام كانت مختلفة في كل الجوانب تقريباً عن الحرب في العراق. ذلك أن هوشي مِـنّـه لم يكن صدّام حسين. وفي فيتنام لم تكن الولايات المتحدة تغزو بلداً ما، بل كانت تدافع عن نظام شمولي فاسد حليف لها ضد نظام شيوعي عدواني. إلا أن ما ذكره بوش بالتحديد هو أن انسحاب الولايات من الهند الصينية أسفر عن حمام دم في كمبوديا، وأعمال قمع واضطهاد وحشية في فيتنام. وكان يقصد ضمناً أن الانسحاب من العراق سوف يسفر عن حمام دم مشابه، أو ربما أسوأ.
ربما تكون هذه حقيقة شبه مؤكدة، إلا أن ما امتنع بوش عن ذكره هو أن المجازر الوحشية التي وقعت في جنوب شرق آسيا، والمجازر الوحشية التي قد تقع في العراق، ما كانت لتصبح واردة لولا الفوضى التي أحدثها تدخل الولايات المتحدة.
ولكن ماذا عن قصص النجاح الآسيوية، في اليابان، وكوريا، وأماكن أخرى حظيت بالحماية الأميركية؟ هل كان بوش مصيباً حين تباهى بالدور الأميركي في منح هذه البلدان حريتها؟ اسمحوا لي هنا أن أقتبس من كلمته التي ألقاها على قدامى المحاربين في كانساس سيتي: "هل ينجح جيل اليوم من الأميركيين في مقاومة إغراء الانسحاب، وهل نفعل في الشرق الأوسط ما فعله في آسيا قدامى المحاربين المتواجدين الآن في هذه القاعة؟".
تُـرى ما هو الذي فعلته الولايات المتحدة في آسيا بالتحديد؟ لقد كانت السنوات الأولى من احتلال اليابان تشكل حقاً نجاحاً مذهلاً للديمقراطية. فبدلاً من مساعدة أصحاب المدرسة القديمة في اليابان في استعادة نظامهم الاستبدادي، بادرت إدارة الجنرال دوغلاس ماك آرثر إلى مساعدة الليبراليين اليابانيين في استرداد وتحسين المؤسسات الديمقراطية التي أقاموها قبل الحرب.
في ذلك الوقت حصلت النقابات التجارية على المزيد من السلطات، ونالت المرأة حق التصويت، وتعززت الحريات المدنية، وأصبح الإمبراطور الياباني شبه المقدس أقرب إلى الأرض منه إلى السماء. الحقيقة أن الكثير من الفضل في هذه الإنجازات يعود إلى اليابانيين أنفسهم وإلى المثاليين الميالين إلى اليسار من أنصار "الصفقة الجديدة" في حكومة ماك آرثر، والذين ساندوا اليابانيين في جهودهم.
ولكن حين استسلمت الصين للشيوعيين من أتباع ماو، وحين حصلت كوريا الشمالية على الدعم الصيني والسوفييتي في غزو الجنوب، توقفت المثالية الديمقراطية عن التقدم في اليابان، وأطلق سراح مجرمي الحرب السابقين من السجون، وتم تطهير "الحُـمْـر" (الشيوعيين)، ونالت الحكومات اليمينية تحت زعامة بعض مجرمي الحرب السابقين دعماً أميركياً متحمساً. وتشوهت الديمقراطية الوليدة بدلاً من أن تتغذى وتنمو، بتشجيع أميركي نشط، حرصاً على بقاء اليمين في السلطة وإبعاد اليسار قدر الإمكان.
من المؤكد أن كوريا الجنوبية تدين بكثير من الفضل إلى الأميركيين. ولولا تدخل الأمم المتحدة في الحرب الكورية، تحت قيادة الولايات المتحدة، لكان كيم إل سونغ، القائد الأعظم، قد استولى على كوريا الجنوبية، وما كانت لتنعم بالازدهار والحرية كما هي حالها الآن.
إلا أن ديمقراطية كوريا الجنوبية لم تكن منحة من الولايات المتحدة إلى الكوريين، بل ولم تكن موضع تشجيع من جانبها في كل الأحوال. فمنذ أواخر الأربعينيات وحتى أواخر الثمانينيات كانت الولايات المتحدة تجاري الحكام المستبدين المناهضين للشيوعية، بل وساندتهم بقوة في كثير من الأحيان، رغم لجوء هؤلاء الحكام إلى الانقلابات العنيفة وعمليات قمع المنشقين في استيلائهم على السلطة وترسيخها لأنفسهم.
وتصدق نفس الحقائق على ما جرى في الفلبين، وتايوان، وإندونيسيا، وتايلاند، وبالطبع في الشرق الأوسط، حيث ما زالت الديمقراطية تحاول ترسيخ أقدامها وضرب جذورها في أرض صلبة. وطيلة سنوات الحرب الباردة كانت الولايات المتحدة حريصة على محاباة القادة العسكريين الأقوياء والحكام المدنيين المستبدين باسم محاربة الشيوعية ـ ولم تبخل بغالٍ أو رخيص في سبيل إضعاف اليسار، حتى ذلك النوع من اليسار الذي يُـعَد يساراً ليبرالياً في الغرب الديمقراطي.
الحقيقة أن الحياة تحت حكم زعماء آسيا اليمينيين الأقوياء كانت بالنسبة لأغلب الناس أفضل كثيراً في الإجمال من الحياة تحت حكم ماو، وبول بوت، وكيم إل سونغ، أو حتى هوشي مِـنّـه. إلا أنه لأمر مثير للاشمئزاز أن نزعم أن المواطنين تحت حكم بارك تشونغ هي، أو فرديناند ماركوس، أو الجنرال سوهارتو كانوا "أحراراً". إلا أن الحقيقة المبهجة التي تتلخص في أن الكوريين والفلبينيين والتايلانديين والتايوانيين أصبحوا أحراراً في النهاية، أو على الأقل أكثر حرية، فلا يرجع الفضل فيها كثيراً إلى الولايات المتحدة بقدر ما يرجع إلى الشعوب التي كافحت في سبيل الحصول على حريتها.
لم تبادر حكومات الولايات المتحدة إلى مساندة الساسة الديمقراطيين والمتظاهرين في سيول أو تايبيه أو مانيلا، إلا في أواخر الثمانينيات حين أشرفت الإمبراطورية الشيوعية على الانهيار. ورغم ذلك فإن أبطال الديمقراطية في هذه البلدان كانوا آسيويين وليسوا أميركيين.
كان بوش مصيباً في زعمه أن شعوب الشرق الأوسط تتمنى لو تنال ما ينعم به شعب كوريا الجنوبية من رخاء وحرية. إلا أن زعمه أن الحرب في العراق هي ببساطة مجرد استمرار للسياسات التي انتهجتها الولايات المتحدة في آسيا يتناقض مع الحقيقة تمام التناقض. ففي آسيا، كما كانت الحال في الشرق الأوسط، قامت إستراتيجية الولايات المتحدة على دعم الحكام المستبدين ضد الشيوعية، إلى أن تتمكن الشعوب من الإطاحة بهؤلاء الحكام. إلا أن الإستراتيجية المتبعة في الشرق الأوسط اليوم طائشة ومتطرفة: غزو دولة ذات سيادة وتخريب مؤسساتها، ثم انتظار الحرية كي تنمو وتترعرع في ظل هذه الظروف الرهيبة من الفوضى.
إن الخلط بين هاتين المغامرتين المختلفتين والتظاهر بأنهما نفس الشيء ليس مغالطة فحسب، بل إنه يشكل خطراً شديداً، ويؤدي إلى الإحباط العميق بين هؤلاء الذين ما زالوا ينظرون إلى الولايات المتحدة باعتبارها قوة تعمل من أجل الخير.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
الجيش لا يحل شيئا في العراق

الجنرال:
ويسلي كلارك
الاندبنتت
عندما يتحدث الضباط المؤهلون المتقاعدون بصوت عال ضد سياسات سادتهم السياسيين, فعلى الجمهور الإنصات لما يقولون. والآن يتحدث الجنرال السير مايك جاكسون, قائد الجيش البريطاني المتقاعد حديثا, بصوت عال, وتستحق مخاوفه الإنتباه الكامل. لقد عرفت مايك جيدا عبر السنوات, ورغم أننا لا نتفق في كل شيئ, فإنه يقف على أرض صلبة في إنتقاده للولايات المتحدة وسياسة التحالف في العراق, على الاقل كما تنعكس فيما قرأت من كتابه. (سيرة جندي).
بصفته وزيرا للدفاع, فقد مارس دونالد رامسفيلد نفوذا قويا على السياسة الخارجية الامريكية. عرفته لأول مرة عندما كان يعمل حول البيت الابيض في إدارة الرئيس فورد. كان هو الفتى الذكي الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين من العمر والذي كان يبدو أنه من المؤكد سيصير رئيسا في يوم من الايام. كان عنيدا, وصار اكثر عندا بعد 28 عاما أخرى. إضرب بسرعة ثم غادر. غزو العراق سوف يخدم هدفين في وقت واحد, الاول, القضاء على صدام, الغصة التي في حلق اليمين الجمهوري. والثاني, تثبيت خطته في (التحول العسكري). لكن في الاساس, فإن هذه حرب جورج بوش.
وتذكروا, إن مايك جاكسون ليس هو أول جنرال متقاعد ينتقد جورج بوش ورامسفيلد وسياساتهما، فقد بدأت في بداية عام 2002 أشكك في ضرورة هذه الحرب والسرعة التي كانت إدارة بوش تدفع بها الولايات المتحدة إلى غزو العراق. في بداية خريف 2002, كنت أحذر من إعطاء الرئيس بوش شيك على بياض ليأخذ الولايات المتحدة إلى الحرب قبل ان يستنفذ كل الخيارات الاخرى. ونفور الوزير رامسفيلد من "بناء الدولة" وأنشطة الناتو في البلقان ومهام حفظ السلام عموما, معروف للجميع. كان هو وفريقه يمنعان حدوث تخطيط دقيق لما بعد الغزو. لقد حثثت, في شهادة لي أمام مجلس الشيوخ الامريكي على تطوير تخطيط شامل لما بعد الحرب وذلك قبل الغزو, تماما كما فعلنا انا ومايك كجزء من قوات الناتو في عمليات عام 1999 ضد صربيا. وقد حذرت من ان تصرفات الولايات المتحدة في المنطقة سوف تساعد على زيادة أنشطة القاعدة في تجنيد المؤيدين.وقد ساندني في ذلك, حينها, الجنرال المتقاعد من المارينز, جو هور, وحذر من حرب اهلية في العراق عقب الغزو.
وقد أثبتت النتائج الضعيفة للعمليات ما حذرنا منه, أنا والآخرين رغم الجهود الشجاعة من جانب جنودنا والقادة العسكريين. ومن المؤكد أنه كان هناك خلاف واسع بين القوات البريطانية والامريكية حول كيفية القيام بعمليات السلام, مع قلق الامريكان المتزايد حول حماية القوات بينما كان البريطانيون يعكسون الخبرات التي مروا بها في أيرلندا. غير ان هذه الخلافات قد تم تهميشها.
واليوم في العراق, فإن الحرب الاهلية وشيكة. وقد تحددت المواقع بالارقام الطائفية والقبلية أو سيطرة المليشيات, أما في الجنوب, فقد حاولت القوات البريطانية الحفاظ على سيطرتها بينما تقوم بتدريب السلطات المحلية. وفي المناطق الوسطى والشمالية قضت الولايات المتحدة معظم الاعوام الأربع في تكملة الاجندة الشيعية عن طريق مقاتلة المتمردين السنة, بما فيهم القاعدة, ولم تركز إلا مؤخرا على الملشيات الشيعية التي تقول أنها مدعومة من قبل إيران.
تقول الشائعات في المنطقة, أن التحالف الأمريكي السني الاخير في محافظة الانبار, والذي أعلى من شأنه كثيرا الرئيس بوش في زيارته الاخيرة, لم يحدث دعما للحكومة العراقية المركزية, وإنما كان هدفه أضعاف التحالف الإيراني – الشيعي قبل مغادرة الولايات المتحدة.
إن العبء الذي يواجهه مايك والآخرون هو إصلاح الأمر من الآن فصاعدا. هو التوصل لما يجب أن يعمل من الناحية الإستراتيجية وما هي المساهمة التي يمكن للقوات ان تقوم بها لصالح هذا الهدف.
ولن تكون زيادة القوات هي الإجابة النهائية. إنها فقط لشراء الوقت لصالح جميع الاطراف. لصالح الرئيس بوش الذي لا يرغب في مواجهة ثقل الفشل الإستراتيجي، وللإيرانيين المشغولين بطموحاتهم النووية. وللفصائل العراقية التي تصارع بعضها البعض من اجل البقاء والسيطرة. وللبريطانيين والحلفاء الآخرين لاتخاذ القرارات الصحيحة لصالح جنودهم وجمهورهم وبالرغم من ولا يستطيع أحد ان يجزم بأن العراقيين لن يحلوا خلافاتهم السياسية وسط كل هذه المعمعة, مع أن الامر من الصعوبة بمكان.
في الولايات المتحدة, فإن الحوار قد تركز بكامله حول القوات والتكتيكات. وقد أنضم ميك جاكسون في نهاية كتابه لهذه المناظرة معبرا عن قلقه حول الحاجة لتجنب تحديد موعد زمني نهائي. ولا أقول أن مايك مخطئ, لكن من المؤسف أن يتركز النقاش حول هاتين النقطتين. ذلك لأن الحل لا يقع في هذا المستوى. فبينما قد يدعي الجمهوريون إحراز نوع من الإنتصار يتمثل في هذه المكاسب العسكرية المحدودة والمتفرقة, وبما أن الديموقراطيين غير راغبين في الضغط من أجل إنسحاب مبكر وشامل, فمن المرجح أن الحل الحقيقي موجود في مكان آخر. وبما, وحتى تتعامل الولايات المتحدة وحلفائها مع جيران العراق بفعالية, فليس من المرحج ان يكون هناك استقرار ولا نهاية للنزاع في العراق, ولا حل. وإبقاء القوات في العراق يحافظ فقط على وجود خيارات, وهذا كل شيئ.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
حفلة «ردح» رئاسية
الافتتاحية..
صحيفة تشرين سوريا
هل يعتقد الرئيس الأميركي جورج بوش أن العالم بهذه السذاجة كي يصدق أكاذيبه ومسوغاته للحرب على العراق أولاً، ونية خفض عديد القوات الأميركية في هذا البلد ثانياً؟

وهل يظن المستر بوش أن الشعب الأميركي بهذا الجهل الذي يتصوره بحيث يصدق أن هناك «إنجازات» حققتها الإدارة الأميركية في العراق؟ ‏

ففي كلمته المتلفزة مساء الخميس الفائت حاول بوش وعلى مدى سبع عشرة دقيقة إقناع الأميركيين وشعوب الأرض بأنه وإدارته ومحافظيه الجدد حققوا «إنجازات» كبيرة في العراق. ‏

تصوروا أن الرئيس الأميركي نسي الأهداف العملاقة التي أعلنها مراراً لتبرير احتلال العراق، فصار الهدف الكبير للجيوش الأميركية (168 ألف جندي) ‏

هو «تحسن الأوضاع في محافظة الأنبار»!! ‏

هل كانت الأوضاع في محافظة الأنبار العراقية قبل قدوم الاستعمار الأميركي متفجرة وكان لابد من تدخل أميركي لإعادة الأمور إلى نصابها في هذه المحافظة؟ وهل كانت «الأنبار» تهدد الأمن القومي الأميركي؟ ‏

أين أسلحة الدمار الشامل التي كانت الذريعة الأميركية لشن الحرب على العراق؟ وأين حقوق الإنسان التي جاءت الجيوش الأميركية لحمايتها، وأين الديمقراطية الأميركية المعلبة التي كان يجب تصديرها للعراقيين وأين.. وأين؟ هل صار هدف الحرب فقط «تحسن الأوضاع في الأنبار»؟! ‏

وعلى افتراض أننا سذّج وجَهلة وصدقنا أكاذيب بوش وجوقته، فهل فعلاً تحسنت الأوضاع في العراق أو حتى في محافظة الأنبار؟ ‏

مع أن الرئيس بوش زار العراق منذ أيام، وحط تحديداً في الأنبار، إلاّ أنه تجاهل الأرقام التي يعدها الخبراء الأميركيون والتي تشير إلى مقتل أكثر من 1800 مدني عراقي وقرابة 80 جندياً أميركياً خلال الشهر الفائت، فهل هذا دليل على تحسن الأوضاع؟ ‏

حديث بوش عن «الإنجازات» لا يمكن أن يقنع الأميركيين قبل غيرهم، فالخطاب الذي وجهه الرئيس الأميركي موجه أولاً للداخل، فهو يقول: إن «هذه الإنجازات يمكنها أن تجمع بين الأميركيين المنقسمين حول الحرب على العراق» ونحن ننصح بوش بألاّ يراهن على ذلك، وكي يتأكد عليه أن يعود إلى محاضر جلسات الكونغرس التي شهدت هجوماً كاسحاً من ممثلي الشعب الأميركي على سياسات الإدارة الأميركية وعلى وجه الخصوص الحرب على العراق. ‏

وعلى الرغم من إعلانه العزم على تخفيض عديد القوات الأميركية في العراق، إلاّ أنه يتجاهل الدعوات الأميركية والدولية إلى وضع جدول زمني للانسحاب من هذا البلد وإنهاء الحرب عليه بحجة واهية: «إن المنشقين الذين يهددون مستقبل العراق يشكلون خطراً على الأمن القومي للولايات المتحدة»! ‏

من هم «المنشقون»؟ وكم هو عددهم؟ وكيف لهم أن يهددوا الأمن القومي لدولة عظمى لديها أكبر قوة عسكرية واستخباراتية في العالم؟ ومن يصدق هذه الترهات؟ ‏

في «حفل» الأكاذيب المتلفز كان لسورية وإيران نصيب من الردح الرئاسي­ كالعادة­ فهاتان الدولتان تعملان على «تقويض عمل الحكومة العراقية» وهنا نقول: طفح الكيل أيها الرئيس بوش، هل سورية التي استقبلت رئيس الحكومة العراقية بترحاب وأعربت عن استعدادها للتعاون مع العراقيين بكل السبل من أجل عودة الأمن والسلم والاستقرار إلى العراق، هل سورية هذه هي التي تهدد عمل الحكومة العراقية؟ أم تدخلاتك الشخصية وتدخلات فريقك الحكومي في كل صغيرة وكبيرة في شؤون العراق الداخلية؟ ‏

من انتقد السيد نوري المالكي لأنه زار سورية وإيران وتركيا بحثاً عن دور مستقل للحكومة العراقية يقوم على التنسيق مع دول الجوار بما يخدم مصلحة العراق والعراقيين والمنطقة؟ ‏

هل سورية وإيران هما اللتان تحتلان العراق وتنكلان بأهله وتفتحان معتقلات التعذيب وتنتهكان حقوق الإنسان وتقصفان بطيرانهما الهجومي المنازل والمعابد؟ ‏

مهلاً سيد بوش، لا يحق للجاني بعد اليوم إلقاء جرائمه وفشله على الآخرين، ولا يحق له أن يخوّف دول الجوار من «المتطرفين الذين ينتهجون سبيل العنف» ويعلن أن هؤلاء المتطرفين «يستهدفون شعوب هذه الدول أيضاً». ‏

إدارتك يا سيد بوش هي التي جلبت القاعدة والإرهاب إلى العراق، وهي التي فجرت المنطقة ونشرت الفوضى غير الخلاقة فيها، وهي التي تقتل العراقيين واللبنانيين والفلسطينيين، وبدلاً من توجيه الاتهامات لسورية وإيران، والتحذيرات لدول الخليج العربية، والانتقادات اللاذعة لمعادي ومناهضي الحرب في الداخل الأميركي، بدلاً من حفلة الردح متعددة الأشكال والاتجاهات، عليك أن تعيد النظر في أخطاء تراكمت على مدى أسوأ سبع سنوات عاشتها الولايات المتحدة وعاشها العالم معها. ‏

وحفلات الردح الرئاسية لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تخفي عورات هذه الإدارة وإخفاقاتها، وإنما ستزيد الطين بللاً وتفاقم الأوضاع ليس في العراق فحسب، وإنما في المنطقة والعالم أجمع. ‏


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان
النشر
14
مزاد الأوهام
حنان حمد

صحيفة تشرين سوريا
لم يغفل الديمقراطيون في الولايات المتحدة عن حقيقة مهمة مفادها أن الرئيس بوش يشتري بتقارير موظفيه الملتزمين بخططه الوقت.

ويحاول ان يبيعهم ­ اي الديمقراطيون ­ من كيسهم، لذلك اعادوا رحى صفوفهم ورفضوا مسبقاً الخفض المحدود الذي اعلنه بوش للقوات في العراق ووصفوه بأنه استكمال لاستراتيجيته الخاطئة بزج القوات في الحرب على العراق دون هدف واضح، والخفض الذي تحدث عنه الرئيس الاميركي هو خفض وهمي ومزعوم ومشروط وهمي لأنه من رصيد الثلاثين ألف جندي الاضافيين الذين تم ارسالهم الى العراق أوائل العام الحالي في إطار الاستراتيجية الجديدة التي اعلنها وجرى تقويم نتائجها في الكونغرس مؤخراً من خلال مناقشة التقرير المعروف بـ«بيترايوس­ كروكر»، وهو مزعوم لأنه كما يقول بوش يستند الى الانجازات التي حققها قرار زيادة القوات ميدانياً على أرض الواقع، وثبت عملياً انها انجازات مضللة وتعتمد على تكتيكات ذات خطورة بالغة على مستقبل العراق لجهة تفتيته وتمزيقه وبث الفتنة، بين مكوناته، ورغم التواضع في الأرقام المعلنة عن الانسحاب المرتقب، فإن بوش لم ينس ان يربطها بالتحسن في الأوضاع الأمنية وجهود المصالحة، وهو تحسن مكبل بالمصاعب والمعوقات كما يعترف الرئيس الأميركي نفسه، لهذا كله لا تبدو الرشوة التي حاول ان يقدمها للديمقراطيين وللجمهوريين المعارضين لسياساته مقنعة، فلم تكن دعوته لهم لتوحيد الجهود من اجل دعم القوات بتوفير الاعتمادات اللازمة التي تطلبها القيادة العسكرية الميدانية لتحقيق النصر «حسب تعبيره» كافية لبيعهم هذا الوهم المزعوم وجاء الرد الديمقراطي على خطاب بوش سريعاً ومذكرا الشعب الاميركي بالخسائر المالية والبشرية التي يتكبدها في العراق بسبب غياب الاهداف الواضحة للحرب وبأن هدف المصالحة السياسية لم يتحقق رغم الاستراتيجية المزعومة، ودعا الديمقراطيون الى تغيير المهمة، وإعادة البوصلة الى مصادر الخطر الحقيقية، وطالبوا اقرانهم الجمهوريين في الكونغرس بقانون يعد لانسحاب حقيقي من العراق. ‏

واضح أن السجال الدائر في الولايات المتحدة لا يخرج عن نطاق المواجهة الانتخابية وهو اذا توخى المصالح الاميركية، فإنه يبقى بعيداً عن معاناة العراقيين الذين يدفعون ثمن السياسات الاميركية الخاطئة والسباق على البيت الأبيض، من دمائهم ومستقبل وطنهم. ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
أوهام وتضليل لتبرير الاستعمار الجديد
طاهر العدوان
العرب اليوم الاردن
الرئيس جورج بوش لا يريد الانسحاب من العراق, وكما قالت زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس في تعليقها على تقرير الجنرال بترايوس »انه يخطط لوجود طويل الامد في العراق«. وهذا يعني ان الاستعمار يعود الى الدول العربية مع مطلع القرن الحادي والعشرين بعد ان تم الاحتفال برحيله في منتصف القرن الماضي.

لهذا لا تصغوا الى احاديث بوش عن انسحابات جزئية, فهذه لا قيمة لها ما دامت لا تأتي في سياق قرار معلن بالنية على ترك العراق وفق جدول زمني فالرئيس الامريكي, وادارته اليمينية المحافظة ستختلق دائما المبررات لتغطية وجود طويل الامد هناك, وهي لا تفعل ذلك منذ اليوم, انما عملت على التأسيس لهذا الوجود منذ اول يوم لاحتلالها.

الجيش الامريكي اقام في العراق 75 قاعدة عسكرية, لا واحدة ولا اثنتين, اكبرها قاعدة (بلد) التي تحتل مساحة 15 ميل مربع وتضم 20 الف جندي يعيشون وكأنهم في داخل الولايات المتحدة, ففي القاعدة برك سباحة وجمنيزيوم, ودار سينما, وملعب غولف, وهذه قاعدة من اربع قواعد او خمسة كبرى في شمال وشرق وجنوب العراق.

قبل عام, في ايلول الماضي, قال بوش امام مؤتمر رابطة المحاربين القدماء »لن ننسحب من العراق, لانه اذا تخلينا عن القتال في شوارع بغداد فسنواجه الارهابيين في شوارعنا ومدننا« واضاف »ان الحرب التي نخوضها اليوم اكبر من مجرد نزاع عسكري, انها الصراع الايديولوجي الحاسم للقرن الحادي والعشرين«.

السؤال هو: اذا نجح الامريكيون مع »عشائر الانبار« في القضاء على القاعدة هل سيقرر بوش الانسحاب؟ الجواب بالطبع لا. لانه عندما احتل العراق لم يكن هناك ارهابي واحد فيه, ولم يذكر اي نشاط للقاعدة على اراضيه.

الاحتلال كان ولا يزال من اجل النفط وامن اسرائيل. وهو الوجه الآخر لهوية »الصراع الايديولوجي« و »صراع القرن« الذي يتحدث عنه بوش والمحافظون الجدد.

القاعدة ليست الا فزاعة وحجة لاعادة الاستعمار الى الشرق الاوسط عبر العراق. القاعدة ليست سوى »بضاعة الخوف« التي تحرص الادارة على بيعها باستمرار في مواسم الانتخابات من اجل ترويع وتخويف الامريكيين حتى لا يعترضوا على سياسات تقحم الولايات المتحدة في بوابة عصر امبراطوري استعماري يجعلها في حروب مستمرة مع شعوب العالم.

تقرير بترايوس وكروكر لم يوضع من اجل انقاذ العراق او وقف حمامات الدم فوق ارضه, ولا هو من اجل الحفاظ على ثرواته النفطية, فالتقرير لم يشتمل على عبارة واحدة عن الفساد الهائل, حيث يسرق 15 مليون دولار من النفط يوميا, فيما فقد اكثر من 20مليار منذ الاحتلال حتى اليوم.

التقرير وضع لتبرير اوهام عسكرية وايديولوجية, يعاد انتاجها من عصور الاستعمار, من اجل مواصلة احتلال العراق وتدميره وتقسيمه, والتأسيس لشن حروب عدوانية ضد دول اخرى, والوسيلة هي بالطبع. وضع الامريكيين تحت سماء داكنة من التضليل الاعلامي وعلى نطاق واسع. وفي الخلاصة, نقتبس اقوال نانسي بيلوسي »بان الحرب في العراق واحدة من اخطر القضايا التي تواجه الامة الامريكية«. ونضيف »بانها ايضا من اشد الاخطار التي تهدد امتنا العربية«.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
العراق أفلت من الجميع
ناهض حتر
العرب اليوم الاردن
توصلت إدارة بوش إلى استحالة التوصل, في غضون الأشهر الباقية لها في البيت الأبيض, إلى تسوية في العراق, فاتخذت قرارها بترحيل الأزمة إلى الإدارة الجديدة الآتية على الأرجح من صفوف الديمقراطيين ـ والترحيل , كما سنرى غدا, سوف يشمل الملفات الايرانية والسورية و اللبنانية والفلسطينية - لكنه , أيضا, تكتيك انتخابي جمهوري: فتقرير قائد قوات الاحتلال , ديفيد بترايوس, يؤكد على حصول" نجاحات" ميدانية, تتطلب المزيد من الوقت وعددا أقل من القوات. وسيؤسس ذلك التقرير لخطاب انتخابي يقول: " أعطونا فرصة للنصر" وأثناء ذلك , فان الجنود سوف يعودون الى ديارهم كلما تحققت نجاحات أخرى" . ومن شأن هذا الخطاب أن يصلّب اليمين , بينما يبث الشقاق بين الديمقراطيين وجناحهم اليساري. وتأمل المؤسسة الامريكية , في النهاية, ببناء رأي عام على يمين الوسط , يعزل اليساري , باراك أوباما, ويدفع بالرئيس الديمقراطي المنتخب إلى التعامل مع الأزمة العراقية, من منظور المصالح الإمبريالية للولايات المتحدة.

الهاجس الذي من السهل "تشغيله" , هنا , واقعي. ويدور حول تبعات إعلان الهزيمة في العراق: سوف تفقد امريكا مكانتها في الشرق الأوسط والعالم . وسوف يُلحق ذلك الأذى بمصالحها النفطية, وأمن ومستقبل إسرائيل.

لكن ذلك كله لا يغير من حقيقة استعصاء الأزمة العراقية التي خرجت, مؤخرا, عن كل قيد , ولم يعد لها " مفاتيح" لا من الداخل , ولا من الخارج: جميع القوى العراقية الطافية على السطح, مفككة , وفقدت قدرتها على الانخراط في تسوية مستقرة , حتى لو أرادت ونجحت في عقد " مصالحة وطنية" فات زمانها.فالأطر السياسية المعنية التي كانت إلى الأمس القريب , متماهية أو ممثلة , على نحو ما, لقواعد اجتماعية قابلة للإنضباط, أصبحت عاجزة كليا عن القيام بدور الوسيط السياسي الاجتماعي, وتحولت إلى هياكل قوة مدعومة من الخارج, أي مجرد مليشيات, من دون قواعد اجتماعية.

المشهد السياسي في المناطق الغربية الشمالية, تحوّل , جذريا, من هيمنة منظمات المقاومة السنية التي شنت القتال ضد الامريكيين منذ الغزو, إلى مشهد مكتظ بالتناقضات والحروب الأهلية المحلية. وهو يتمحور حول أربع قوى رئيسية: " القاعدة", و" المقاومة الاسلامية", والقوى السياسية و العشائرية المتنافسة ولكن الملتحقة بالعملية السياسية الاحتلالية, وحزب البعث الذي تراجعت مواقعه , فأخذ ينوس بين التحالف مع " القاعدة" و بين الانخراط في جبهة إياد علاوي " العلمانية" . وباختصار, فان أيا من القوى السياسية أو المسلحة , لم يعد قادرا على إجراء مصالحة مذهبية واتنية باسم السنّة.

المشهد السياسي الشيعي تفكك هو الآخر بشدة, عموديا و أفقيا.

عموديا: بين فصائل الإئتلاف الشيعي الحاكم شبه المنهار, فحزب الفضيلة والتيار الصدري متمردان على حكومة نوري المالكي , وهو الذي اقترب أكثر من " مجلس الحكيم" على حساب حزبه المتشقق , حزب " الدعوة", بينما يطالب الأخير بدورما في الحكم. هذا في حين يسعى السياسي الشيعي " العلماني" علاوي, الأضعف جماهيريا, إلى تأسيس جبهة " وطنية لا مذهبية " ترث العملية السياسية الحاضرة.

وأفقيا: بين القيادات الدينية والسياسية ـ بما فيها الزعيم الأكثر شعبية, مقتدى الصدر ـ وبين جماهير الوسط والجنوب التي تسير وراء قيادات ميدانية في مختلف الاتجاهات المتضادة من القتال المذهبي, حيث تُرتَكب فظائع, الى القتال ضد الاحتلال الامريكي والبريطاني, حيث يتم انجاز خمسة وثمانين بالمئة من عمليات المقاومة الآن, إلى الانتفاضة على مرجعية السيستاني والتدخل الإيراني والقمع المليشياوي. وقد شاهدنا هذه الانتفاضة تتجلى مرتين هذا العام ـ في الزركا وفي كربلاء مؤخرا ـ مع انطلاقة قوة شعبية جديدة من الشيعة غير الإمامية, المتمثلة في " جند السماء" المطاردين المتحالفين مع فصائل متمردة من" جيش المهدي" ومنظمات مهدوية أخرى. وقد بلغ هذا المد الشعبي درجة أرعبت الصدر, ودفعته إلى تجميد " جيشه" زمهادنة الاحتلال.

وهكذا لا توجد قوة سياسية عراقية على السطح , يمكنها التوصل إلى وضمان تسوية.

ولقد كان أمل التفاهم الديمقراطي ـ الجمهوري في لجنة بيكر ـ هاملتون, معقودا على الدورين السوري والإيراني لضبط القوى العراقية الحليفة في سياق تسوية تنهي الأزمة , وتحافظ على المصالح الامريكية في العراق والمنطقة , لقاء جوائز سياسية لدمشق وطهران. وكانت هذه المقاربة ذات فعالية ـ وإن محدودةـ حتى وقت قريب, لكنها أصبحت الآن من الماضي. فسورية تخلت , لصالح إيران, عن دورها العراقي, ولكن إيران نفسها وجدت نفسها , فجأة, عاجزة عن القيام بدور سياسي ذي فعالية أو صدقية. فالأدوات الإيرانية في العراق , كما لاحظنا أعلاه, تفككت وفقدت قواعدها الاجتماعية وجماهيرها, بحيث تحول الدور الإيراني إلى دور أمني صرف , مضطر إلى التعاون الميداني مع المحتلين الامريكيين, لقمع انتفاضات الجماهير الشيعية . وذلك مفهوم تماما طالما أن هذه الجماهير تنتفض ضد الاحتلالين , الامريكي والإيراني وحلفائهما الدينيين والملشياويين , معا.

أما نجاحات جيش الاحتلال الامريكي , على الرغم من زيادة عديد قواته , فهي كلها نجاحات ميدانية أمنية محدودة في هذه المنطقة أو تلك من العراق الشاسع المضطرب الثائر. وليس بينها أي نجاح سياسي قابل للحياة.

وهي لا تنطلق أو تخدم استراتيجية تسوية في العراق, بل تخدم تكتيكا انتخابيا في الولايات المتحدة التي تسير بعناد الى" نجاح أخير" يتمثل بسحب سفيرها من بغداد بمروحية تعود الى قواعدها بسلام. وإنني لآرى هذه اللقطة التلفزيونية منذ الآن. فالعراق يغلي بالثورة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
العراقيون ... البحث عن وطن للإيجار

داود البصري
السياسة الكويت
موجات النزوح البشري الهائلة من العراق لدول الجوار ولمختلف بقاع الأرض , هي ظاهرة سلبية فظيعة تجاوزت كل الحدود المقبولة وباتت تطرح مشكلا دوليا لا يتعلق بدول الإقليم فقط بل على مستوى العالم, فالهروب الجماعي من العراق هو تعبير حقيقي وميداني عن الفشل الفظيع في التجربة العراقية الجديدة التي قامت على أنقاض الدكتاتورية البعثية التي أقسم قائدها قبل عقدين ونيف من الزمان قسمه المشهور وقولته التاريخية : (من يفكر بأخذ العراق منا سنسلمه له أرضا بدون شعب), هذا السيناريو الشمشوني كان حاضرا منذ اليوم الأول لسقوط النظام العراقي , وكان حاضرا في الإجراءات الأميركية المتخبطة التي أعقبت ذلك السقوط, كما كان حاضرا مع صعود الفاشية الدينية والطائفية المتخلفة على أنقاض الفاشية القومية الغبية البعثية, وحيث تحول البعثيون في واحدة من أكبر مهازل التاريخ السياسي بلمسة زر واحدة لجماعات دينية وطائفية توزعت على الفريقين الطائفيين في العراق بشكل متساو ليفرزوا كل هذا الكم القاتل المرعب من الأحقاد والقتل والموت المجاني وتوزيع بريد الجثث المجهولة اليومية في مزابل المدن العراقية, فالبعث البائد وصدام المشنوق ورجاله وأجهزته السرية لم يكونوا قادمين من المريخ ولا هم من سكان الكواكب الأخرى, كما أنهم بالقطع ليسوا من صنف (المردة والجان ), بل أنهم عراقيون مارسوا منهجية وسياسة القتل والإرهاب وبأدوات شعبية وعناصر بشرية هي نفسها الجماهير التي تلطم حاليا, بل أن بعض أهل البرلمان العراقي المحروس منهم وفي طليعتهم, ففرعون نفسه لم يكن ليتفرعن لو أنه وجد من يتصدى له ويوقف تسلطه, وقد نجح النظام العراقي البائد بعسكرة المجتمع العراقي وحول الجماهير لقطيع يرتدي الملابس العسكرية الزيتونية ويتفاخر بحمل السلاح ويعتبر قمة الرجولة أن يقوم المرء بتقطيع غريمه (لأربع وصل), حسب تعبير المشنوق صدام نفسه , ثم بعد التغيير الأميركي وبأحذية المارينز الذي وضع حدا لمسيرة ذلك النظام العبثي جاءت الأحزاب الدينية والطائفية التي لا تمتلك أي برنامج حقيقي سوى برنامج اللطم والعويل والصراخ عن المظلومية التاريخية, وتحميل أبوجعفر المنصور وهارون الرشيد والمعتصم وقبلهم (سقيفة بني ساعدة), كل مسؤولية التخلف في العراق, أحزاب لا تعرف من السياسة ولا أبجدياتها سوى العويل على الماضي والنهل من خرافاته وسخافاته , وبقيادة عناصر أدمنت العمل الإستخباري وخدمة الغير , وكان سقوط نظام صدام المفاجىء باليد الأميركية بمثابة مفاجئة أشبه بالطفرة الوراثية لم يتحملها أولئك النفر الذين أوكلت بأيديهم أمور العراق, لذلك فقد كان طبيعيا أن تختل الموازين وأن يتشرذم الشعب وأن تبرز القيادات والفئات الطفيلية من المستشارين واللوذعية وأهل الهمبكة لتتصدر الموقف السياسي العام ولتعجز بالتالي عن قيادة البلد نحو شواطىء ألأمان وتتدهور الخدمات ويطلق الحبل على الغارب للقوى والعصابات الطائفية من سلفية أو صفوية لتفعل فعلها في الشارع العراقي مستغلة غياب الدولة وإضمحلال هيبتها وتدني مستوى قياداتها ولصوصيتهم المفرطة لينفجر العراق من الداخل ولتهرب جموع الشعب تطلب ألأمن والأمان من دول الجوار وخصوصا من نظام دمشق الوريث الباقي للعقيدة البعثية المنقرضة, ولتتحول قضية اللاجئين العراقيين الجدد لقضية كبرى في دول المنطقة التي لا تستطيع ولا تريد أن تستوعب كل هذه الأعداد المليونية الهائلة من الهاربين من السعادة والديمقراطية الطائفية السعيدة, ومن حكومة الإئتلاف العراقي اللاطم, ولجميع الدول الحق في إتخاذ الإجراءات والإحترازات الأمنية لأن القضية العراقية لا يكمن حلها في تشتيت الشعب العراقي وسرقة ثرواته وإخلاء العراق من ساكنيه, بل يكون الحل بتوافق وطني وإجراءات على الأرض هي من أهم واجبات الحكومة الفاشلة التي لم تف بها أبدا , فالحكومة تقوم بصرف الجهود الكبيرة من أجل حماية مواكب العزاء وبقية الطقوس الطائفية ولكنها تقف عاجزة أمام حماية الناس وتقديم الخدمات الضرورية, فأي حكومة تلك , وأي مهزلة طائفية تلك القائمة في العراق حاليا ? وإدراكا مني لحجم المسؤولية فإنني أقترح على حكومة المالكي وشركاه بأن تقوم بالبحث عن مجموعة من الجزر الخالية في المحيط الهادىء لتؤجرها لمدة 99 عاما قابلة للتمديد وتشحن لها الشعب العراقي مع بطاقات صدام التموينية وتقيم وطنا عراقيا موقتا هناك لحين إنجاز المصالحة الوطنية الموعودة أو حتى ظهور المهدي الذي سينهي المشكلة أصلا, فما رأيكم دام فضلكم ? أليس حلا عبقريا وعنطوطيا من الدرجة الأولى?


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
الكرد وحفظ التوازن الوطني ببلدان الأزمات
صلاح بدر الدين
السياسة الكويت
من المعروف ان الدول المستقلة المعلنة منذ الحربين الكونيتين والتي رسمت حدودها في الخارج ومن دون ارادة اهلها التي يتوزع بينها الكرد وموطنهم التاريخي تعتبر مواقع مفصلية في تقريرمصائر الحرب والسلام في الشرق الاوسط وتشغل ساحاتها البؤر الرئيسية راهنا في تفاقم وانتاج وتصدير الارهاب الاصولي كما تحمل كافة اشكال التناقضات ومسببات المواجهات ذات الطابع العنصري والديني والمذهبي ومهما تباينت الاراء حول تفسير السبب الحقيقي لما آلت اليها الاوضاع من تازم في هذه البلدان الاربعة على وجه الخصوص (سورية - ايران - العراق - تركيا) فانه يعود على الاغلب الى الايديولوجيا الشمولية الشوفينية التي قامت عليها انظمة تلك الدول التي تتميز اساسا بمواقعها - الجيوبوليتيكية الستراتيجية - وعجزها عن ايجاد الحلول السلمية الوطنية العادلة لقضايا الشعوب والقوميات التي تقيم فيها بل وزرع المزيد من العوائق والاسباب الاضافية لتسعير الصراعات وزعزعة اسس الوحدة الوطنية ونشر عدم الثقة والعداوات بين المكونات الوطنية التي تنذر بتوسيع دائرة التصادم والمواجهات الاهلية بحيث يصعب وقفها من دون اعادة قراءة الواقع من جديد على انقاض ما تم من تزوير لتاريخ بلدان المنطقة وتهميش لشعوبها ومكوناتها القومية والاجتماعية والثقافية والتعاون والمشاركة الشاملة في تقديم مشاريع الحلول على اساس توافقي على طريق الانقاذ والسلم الاهلي والتعايش على قاعدة حق تقرير مصير الشعوب واختياراتها الحرة في اطر الاتحاد تحت ظلال انظمة الحق والقانون والمساواة والسيادة والاستقلال والسلطات الديمقراطية.
منذ بدايات ظهور المسالة الشرقية خلال خلافة الامبراطورية العثمانية ويقظة الشعب الكردي القومية قبل ما يزيد على القرنين شغلت القضية الكردية مساحة مهمة في مجمل شجون المنطقة وهمومها وتبوات مكانتها في اجندة دول المحور والحلفاء وصراعاتها حول نفط كردستان والنفوذ في بلدان المنطقة التي اقتسمت وطن الكرد كما كانت جزءا من المساومات والمقايضات في زمن الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي السابق ودول المعسكر الغربي, وهكذا كانت القضية الكردية طوال هذه الفترة الزمنية جزءا رئيسيا من المشكلة الاقليمية - الدولية اما الان ومنذ توقف الحرب الباردة وبدايات تشكل النظام العالمي الجديد وهبوب رياح التغيير الديمقراطي وزوال الانظمة الشمولية والمواجهة الشاملة ضد الارهاب الاصولي بفرعيه الديني والقومي العنصري فان الحركة التحررية الكردية لاكثر من خمسين مليون من البشر وفي قلب - قوس الازمات - حسب تعبير بريزنسكي باهم الساحات الستراتيجية وما تحمل من تجارب وخبرة بعد معاناة طويلة مريرة قد تحولت منذ بداية القرن الجديد تحديدا الى جزء فاعل من الحل بخصوص قضايا المنطقة السياسية والاقتصادية والقومية والاجتماعية والثقافية, ومسائل التطور الديمقراطي وحقوق الانسان والشعوب والمراة وصون وحدة البلدان وسيادتها وقطع الطريق على الحروب والصراعات العرقية والدينية والمذهبية وذلك في المواقع والاتجاهات التالية:
اولا - في العراق المحرر من الدكتاتوتورية حديثا وبعد تلكؤ العملية السياسية واشتداد الصراع المذهبي بين السنة والشيعة باتجاه الحرب الاهلية في العراق العربي خصوصا وتفاقم الاعمال الارهابية والقتل والتفجير من جانب التنظيمات المسلحة المحلية ومن خارج الحدود وبدعم مباشر من بعض انظمة دول الجوار العراقي وخاصة سورية وايران فان الكرد الذين قاموا بدورهم الريادي في عملية تحرير العراق ومارسوا واجباتهم الوطنية ومازالوا في سبيل انجاح العملية السياسية وانقاذ العراق الفيدرالي من الانقسام والضياع ومواجهة الارهاب رغم كل التضحيات فانهم اليوم واستكمالا لتلك المهام الوطنية يسيرون لتحقيق الهدف المشترك مع سائر المكونات الاخرى المؤمنة بالعملية الديمقراطية باتجاهين متكاملين, الاول في تعزيز تجربتهم الديمقراطية الفتية في كردستان وانجاز الخطوة تلو الاخرى لمصلحة سيادة سلطة القانون وتحقيق الامن والاستقرار وتحسين حياة المواطن في العيش الكريم وحرية العمل السياسي والاعلامي واستكمال بناء البنى التحتية الاقتصادية والتشريعية وازالة اثار تغيير التركيب الديموغرافي في المناطق الكردية واعادة المهجرين الى ديارهم وخاصة في تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي بشان تطبيع اوضاع كركوك والمناطق الاخرى وانجاز الحلول السلمية الديمقراطية لقضايا القوميات الكردستانية من كلدان وتركمان واشوريين وعرب وارمن وانصاف المراة الكردستانية وما من شك بان تعزيز هذا الجانب في التجربة الكردية سيخدم مباشرة هدف تحقيق عملية التغيير الديمقراطي على مستوى العراق ككل وفي منطقة الشرق الاوسط بدرجة اخرى كنموذج حي لامكانية تحقيق مطامح الشعوب في التخلص من الدكتاتوريات والعيش بسلام ووئام وكرامة حسب ارادتها والاتجاه الثاني بمساهمة الكرد بفاعلية على المستويات المختلفة في الهيئة الرئاسية والبرلمان والحكومة في بغداد وفي رئاسة اقليم كردستان والبرلمان والحكومة باربيل من اجل صون وحدة العراق الفيدرالي وانجاح مشروع المصالحة الوطنية والبحث الجاد مع ممثلي كل المكونات الشعبية والتشريعية والتنفيذية والقوات المتعددة الجنسيات وممثلي الدول المعنية بالشان العراقي عن حلول من اجل الدعم والمشاركة والتوافق حول قضايا الوطن المصيرية وتحقيق السلام في كافة ربوع العراق وهكذا بدا الكرد يشكلون صمام الامان للعراق الجديد الفيدرالي الموحد وعنصرا مهما في ضبط التوازن القومي والوطني بين سائر المكونات.
ثانيا - في سورية وفي ظل النظام الاستبدادي الحاكم وتهديده للوحدة الوطنية وسلوكه الشوفيني البغيض تجاه الكرد وحقوقهم المشروعة ومعاداته لكل قيم الحرية ومبادىء الديمقراطية تقف الحركة القومية الديمقراطية الكردية في الصفوف الامامية لحركة المعارضة الوطنية الهادفة الى التغيير والاتيان بالبديل الذي يرتضيه الشعب السوري وفي هذا المجال فان كل منصف يسجل للحركة الكردية نشاطها وتضحياتها ودورها في عملية الحراك الشعبي وتمسكها بالحل السلمي الوطني للقضية الكردية في اطار سورية حرة تعددية موحدة وحرصها على العلاقات الاخوية والمصيرية مع العرب السوريين وسائر الاطياف والمكونات الاخرى وتشكل ركنا اساسيا في المعادلة السورية الراهنة والمستقبلية على صعيد الشراكة والمصير الواحد الى درجة استحالة حصول اي تغيير ايجابي في المشهد السوري من دون دور ومساهمة الكرد وحركتهم السياسية.
ثالثا - في تركيا وفي خضم التجاذبات والمواجهات بين العلمانيين والاسلاميين وازاء افاق الخيارات المطروحة امام تركيا على الصعيدين الاقليمي والدولي تشكل القضية القومية الكردية بما هي مسالة تقرير مصير شعب محكا حقيقيا لمدى التزام من بيده السلطة بالمبادىء الديمقراطية ومن جهة اخرى تقوم حركة المجتمع المدني الكردستانية من احزاب ومنظمات ومستقلين خاصة بعد نتائج الانتخابات الاخيرة دورا مؤثرا في مستقبل البلاد وفي قضية حسم الصراعات المتفاقمة حول الدستور والقوانين وطبيعة نظام الحكم وتعريف هوية تركيا ومصير الشعوب والقوميات فيها وعلاقتها بالمحيط واوروبا واميركا واخيرا بموضوع الحرب والسلام بين النظام من جهة وحزب العمال الكردستاني من جهة اخرى حيث المواجهات المسلحة مستمرة منذ اعوام مخلفة الاف الضحايا. خلاصة القول فان الحركة الكردية بدات تشهد في السنوات الاخيرة تطورا نوعيا ملموسا باتجاه الانخراط في النضال المدني والسياسي كجزء فاعل في حركة المعارضة في تركيا وهذا ما سيؤهلها اكثر للعب دور اوسع في الحياة السياسية التركية.
رابعا - في ايران تتصدر الحركة القومية الديمقراطية الكردية صفوف المعارضة الوطنية ضد نظام الاستبداد الشوفيني - التيوقراطي المذهبي وتقوم بنشاطات متعددة الاشكال بتحالف واضح مع قوى المعارضة خاصة من الحركات القومية الاخرى في ايران من عربية وبلوجية واذرية وتركمانية وغيرها وهي تمارس نضالها في اطار البرنامج الوطني الشامل لكل ايران.
من الواضح ان هذه الحقائق المشرقة ستبقى مجرد مواقف مبدئية سامية يعتد بها اذا لم تبادر القوى الديمقراطية الحية في البلدان الاربعة من عربية وايرانية وتركية في التجاوب مع الايجابية الكردية وحسم ترددها غير المبرر تجاه الحقوق الكردية المشروعة والعمل الجاد والمسؤول من اجل التفاعل المشترك في البوتقة الوطنية التعددية على طريق التغيير الديمقراطي المنشود في ظل البرنامج الوطني الديمقراطي التوافقي على اسس الشراكة الحقيقية التي تضمنها الدساتير والقوانين في ادارة شؤون البلدان وثرواتها وتقرير مصائرها.
ان الدور الايجابي الراهن والمرتقب للحركة القومية الديمقراطية الكردية كرافعة في اهم دول الشرق الاوسط على طريق التغيير والاصلاح والتقدم والسلم والاستقرار لاتعفي هذه الحركة من مساءلة بعض اطرافها في مسؤولياتها تجاه اقتراف الاخطاء في الكثير من الساحات والمراحل قديما وحديثا ومطالبة بعض فصائلها باعادة النظر في اطروحات وشعارات قد لا تصلح للمرحلة الراهنة وذلك من منطلق ترسيخ دورها البناء في مستقبل البلدان والشعوب والمنطقة باسرها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
فيصل القاسم في سورية
ناصر الاحمد
السياسة الكويت
هل هو من قبيل المصادفة البحتة ان يسمح الاعلامي السوري فيصل القاسم ان يصول ويجول في بلده سورية ويلقي الندوات والمحاضرات ويبث حلقات برنامجه الشهير من سورية, بينما يمنع اخرون من السوريين حتى من التنفس بحرية في وطنهم? سؤال يطرح نفسة بإلحاح -وهذه من عباراته الشهيرة -على المواطن السوري سواء في الغربة والمنافي والمهاجر او في ارض الوطن الحزين المليء بالحروق والقروح.
فعلا اقولها بحق, لماذا يسمح للسيد القاسم بكل ذلك بينما يمنع رياض سيف من السفر للعلاج ? ويمنع غيره من الذهاب للحمام -اكرمكم الله- من غير ان يستأذن من الاوغاد في اجهزة الامن المختلفة ? هل فجأة اصبح نظام البعثيين يملك ذلك الهامش من الحرية ويعطيه فقط للمدلل السيد القاسم ? ام انه من ابناء الست وغيره من ابناء الجواري? هل يصدق في ذلك قول الشاعر: احرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس?.
لماذا امنع انا وغيري الالاف من زيارة وطني بينما يسمح لة ولامثالة ذلك ? الا يحق لنا ان نتساءل?
من حقنا ان نسأل فيصل المعروف بجراته الشديدة التي اغلقت مكاتب الجزيرة في دول عدة ونحن معه في تلك الجرأة تماما لكشف الزيف والفساد, ولكن لماذا هو اسد على الاخرين ونعامة على النظام السوري? لماذا نراه يصول ويجول ويتبختر في كشف الفساد المصري او الاردني او السعودي او اليمني ولكنه يغض الطرف كله عن القتل السوري والفظاعة البعثية ولكي لا ينكشف تماما فهو- يمرق -بين الفينة والاخرى كلمة او اشارة عارضة عن الفساد السوري المنتن, لماذا هو حنين - بتشديد الياء على السوريين الظالمين وقاس اشد القسوة على غيرهم? الا يحق لنا ان نتساءل?
ألا يحق لنا ان نتساءل -كما يقول هو- لماذا تفتح له ابواب المراكز الثقافية ليحاضر ويناقش بينما لا يفتح لغيره خرم ابرة ليشم منه الهواء في سجون سورية الكثيرة ? هل لدي القاسم استثناء من قبل النظام السوري ليحاضر ويتكلم عن الديمقراطية والحريات, وان علينا ان نتعلم من ايران ولا نكلف انفسنا الذهاب الى الصين ? وما ذا يريدنا ان نتعلم من ايران الصفوية? فنون نشر التشيع? تصدير الثورة? شق الجيوب والضرب على الصدور بالخناجر في ذكرى استشهاد - امامنا وليس امامهم- الحسين علية السلام? الم ير السيد القاسم المثقف المتحضر ما يفعله الايرانيون وغيرهم من حماقات وطقوس في مناسباتهم التى لا تنتهي? الا يرى ما يفعلة الشيعة في العراق حتى ببعضهم بعضا من قتل وتدمير, ناهيك بما فعلوه باهل السنة مستفيدين من الغطاء الاميركي لهم?
هل يريد منا السيد القاسم ان نتعلم فنون الباطنية من ايران وكيف يظهر الايرانيون وجها ويخفون وجها اخر? ام نتعلم منهم سب وشتم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم? ام نتعلم من ايران كيف يكون الحقد على كل اهل السنة بغض النظر عن جنسيتهم او قربهم او بعدهم من ايران?
غريب والله ما نراه من فيصل القاسم, لو كان منسجما مع نفسه لرفض ان يقبل اي دعوة من النظام السوري طالما انه يعتقل سجينا واحدا من سجناء الراي لانه ثقب اذاننا في برنامجه عن الحرية والتعددية وحقوق الانسان فكيف يقبل لنفسه ان يحاضر في اكبر معاقل الدكتاتورية في العالم, في سورية الحزينة الباكية? الا يرى السيد القاسم ان ذلك عار علية وعلى مصداقيته?.
كان عليه ان يرفض كل الرفض سياسات القمع والبطش, وان يتضامن مع السجناء السوريين, واذا كان يود زيارة اهله فليكتف بها ولا يقابل اي مسؤول سوري حتى لو كان موظف بلدية لانه يمثل نظام القهر والقمع والبطش في سورية الحزينة.
لن نصدق اي شيء يقوله فيصل القاسم عن الحريات والاخلاق بعد اليوم, لانه قد كشف نفسه وفضح حاله كما يقال, بقبوله ان يحاضر في ظل القتلة واللصوص في سورية.
اسمح لنا يا سيد فيصل وكفى صراخا وعويلا فارغا لانك رسبت في الامتحان ومصداقيتك تحت الصفر بعد الآن .اغسل يديك سبع مرات احداهن بالتراب لتنظفها مما علق بها من آثام بمصافحتك للقتلة واللصوص في سورية, وتوجه الى الله بالتوبة لان الله يغفر الذنوب جميعا.
كنا نود ان نراك اكثر اصرارا على الحق, كنا نريدك مثل احمد منصور الذي فضحهم على الملأ ورفض الكيل بمكيالين, هو مواطن مصري ايضا, كما انت سوري, ولكنه من اشد الناس على الفساد والتسلط في مصر لذلك يملك المصداقية التى فقدتها انت بما فعلته في سورية.
نأسف لذلك يا فيصل, ونود ان نراك غير ذلك لانك لا تستحق ان توصم بما تلعن به الاميركان كل يوم من على شاشة الجزيرة - الكيل بمكاييل عدة - وشكرا لتحملك النقد الجارح لانك أول من أسس له في بلادنا


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
تذكروا فيتنام: حين يتحدث الجنرال بترايوس .. لا تصدقوه !
الان ليختمان
دورية العراق
بمناسبة تقرير الجنرال بترايوس حول العراق، يجب ان نتذكر احد اهم الدروس المنسية في حرب فيتنام: لا تستمعوا الى الجنرالات.

خلال حرب فيتنام، كان كبار الجنرالات الامريكان يخطئون باستمرار في تقديراتهم وتوصياتهم . وقد بدأت شواهد الاحكام السيئة للجنرالات قبل عقد من السنين قبل انسحاب امريكا من فيتنام في 1975. في تشرين اول /اكتوبر 1963، حين كان ثمة 17 الف "مستشار" عسكري امريكي في فيتنام، قال القائد الامريكي الاعلى الجنرال بول هاركنز " يمكنني القول بقناعة بان نهاية الحرب تلوح في الافق" ، واضاف الجنرال تشارلز تيمز رئيس قيادة المساعدة العسكرية الامريكية " لقد انجزنا " مهمة تدريب جيش فيتنام الجنوبي.

بعد شهر بلغ الوضع في فيتنام من اليأس ان الرئيس جون كنيدي وافق على القيام بانقلاب يقوده الجنرالات الفيتناميين الجنوبيين ادى الى اغتيال الرئيس نجو ديم ، ولكن دون جدوى.

وبعد يومين من تنصيب ليندون جونسون في 1964، ابرق اليه السفير ماكسويل تايلور من فيتنام "اننا حاليا على طريق الخسارة . عدم اتخاذ اي اجراء ايجابي الان يعني قبول الهزيمة في المستقبل القريب جدا. تحتاج اللعبة الى التحرك" وكان رد فعل جونسون هو الموافقة على حرب برية وجوية واسعة في فيتنام.

ومع ذلك كان الرئيس يعرف انه بدون ضربة نووية (وقد قال " فجروهم خارج الماء في عشرة ايام ") لن تستطيع امريكا تحقيق نصر عسكري في فيتنام. بدلا من ذلك ، كان يأمل في فرض مفاوضات للتسوية عن طريق رفع تكاليف الحرب بالنسبة للفيتناميين الشماليين . في حزيران/يونيو 1965، قال لوزرائه " ان هدفنا هو هذا : ان نقنعهم بانهم لايستطيعون الفوز . نعتقد اننا نستطيع تحقيق هذا الهدف بالتحرك نحو وضعهم في مأزق طويل الامد." ولكن كيف يمكن لرئيس ان يطلب من الامريكيين التضحية بحياتهم من اجل هذه الرغبة ؟

جونسون اخذ الامة الى حرب على اساس تعهد كاذب بالنصر قدمه الجنرالات . في اواخر 1966، في حين كانت الولايات المتحدة توسع من عديد قواتها العسكرية في فيتنام الى 350 الف ، قال الجنرال ايرل ويلر رئيس هيئة الاركان للامريكيين " كنت قادرا على ابلاغ الرئيس بان الحرب، من وجهة نظري، تسير لصالحنا باسلوب ايجابي جدا"

في تشرين ثان /نوفبمر 1967 ، وكان عديد القوات قد وصل الى 457 الف ، قال الجنرال وليام ويستمورلاند " لم اكن خلال سنواتي الاربع في فيتنام على هذا المستوى من التفاؤل" واضاف "لقد وصلنا مرحلة من الحرب حيث نرى النهاية وشيكة".

بعد شهرين ، شن العدو هجوما مفاجئا مدمرا خلال اجازة السنة الجديدة الفيتنامية(وتسمى تيت). وقد "انتصر" (الاقواس من الكاتب) الامريكان والقوات الفيتنامية الجنوبية في معارك تيت عسكريا. ولكن على اية حال كانت كثافة الهجوم واعتمادية الحكومة الفيتنامية الجنوبية على الوجود العسكري الامريكي جعلت من استمرار التوقع بالنصر يبدو كلاما اجوفا . في مارس 1968، حذر كلارك كليفورد وزير الدفاع الجديد في ادارة الرئيس جونسون من "ان القلق الرئيسي للشعب الامريكي انه لا يرى النصر قادما والكثير من الشباب ينهرسون في حفرة مظلمة لا قاع لها "

ورغم تفاؤل الجنرالات العلني فلم يكن لديهم خطة فاعلة للنصر. فقبل وقت قصير من معارك تيت ، ناشد الرئيس جونسون قواده سرا ان " يبحثوا عن افكار مبتكرة للضغط لانهاء هذه الحرب" وليس فقط "المزيد من القوات او نضرب بالقنبلة الذرية" ولم يكن لدى الجنرالات اجوبة سوى طلب ويستمورلاند اللامعقول والمرفوض بزيادة 200 الف جندي اضافة الى خطة نشر 550 الف في 1968، حين بدأت امريكا انسحابها المؤلم من حرب خاسرة تسببت في موت 58 الف امريكي و اكثر من 3 ملايين اسيوي.

هناك سبب مهم وعميق للخطأ في حسابات واحكام الجنرالات . وكما علمنا مؤخرا من ردود الافعال على فضيحة ابي غريب وموت بات تلمان (الذي قتل بنيران رفاقه الامريكان في افغانستان وادعت الحكومة انه مات بشرف وهو يقاتل الاعداء- المترجمة). ان الجيش لا يسمح بالمراجعة الذاتية او النقد الذاتي. انه يؤمن بقدرته على النجاح في اية مهمة حتى حين تكون التحديات ثقافية وسياسية وليست عسكرية كما في فيتنام والعراق.

ان الاثارة الحقيقية في الاسبوع القادم لن تأتي من تقرير الجنرال بترايوس . فهو مثل اسلافه في الحقبة الفيتنامية ، سوف يدعم ستراتيجية الادارة ، مع بعض التحذيرات والتوضيحات من اجل اضفاء المصداقية على التقرير . المسألة المهمة هي مااذا كانت وسائل الاعلام والديمقراطيون في الكونغرس سيواجهون الجنرال ام انهم سوف يستسلمون مرة اخرى الى سياسات التخويف كما فعلوا اثناء التحضير والدفع للحرب في 2002.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
لقد حذرت ابو ريشه من غدر ايران والحكومة العراقية

خضير طاهر
ايلاف
كنت أول شخص حذر الشهيد ستار ابو ريشه من انتقام ايران والاحزاب العراقية الحاكمة حاليا، فقد سبق لي ان نشرت مقالة بتاريخ 24 اذار – 2007 اي قبل ستة أشهر وكان عنوانها ((تحذير الى الشيخ ستار ابو ريشه من مؤامرات الاحزاب والحكومة العراقية عليه)) ونشرت في احد المواقع العراقية بأسم مستعار لأسباب خاصة وستجدون رابطها في الاسفل. كان ظهور ابو ريشه وجماعته ايذانا بأندلاع اول ثورة علمانية مسلحة في تاريخ العراق الحديث والقديم، وكانت بداية لإشراقة انوار العقل ضد قوى الظلام من جراثيم القاعدة ومن معها من التنظيمات الاسلامية في المناطق السنية في العراق.
وبروز قائد ميداني شجاع بحجم ابو ريشه أستقطب محبة ابناء الشعب العراقي بكافة اطيافه، واحترام الولايات المتحدة الامريكية.. كان بمثابة الكابوس المدمر لكافة الاحزاب: الشيعية والسنية والكردية.. فليس من مصلحة هذه الاحزاب والحكومة العراقية بروز قيادات وطنية شجاعة تسحب البساط من تحت اقدام افراد هذه الاحزاب التي يعتمد نجاح مخططاتها في السرقة وتهريب النفط وتقسيم العراق الى دويلات طائفية وقومية على أستمرار الفوضى والارهاب وبقاء العراق دولة ممزقة تسيطر عليها عصابات هذهوسدد ظهور ابو ريشه ضربة قاضية للمخطط الايراني السوري الذي كان يدعم بقوة جرائم القاعدة وبقايا البعث في نشر الارهاب وجرائم التفجيرات والقتل... واصبح ابو ريشه العدو رقم واحد الى ايران وسوريا لانه أفشل مخططهما القذر. لقد تأزمت مؤخرا علاقة ابو ريشه بالحكومة العراقية بسبب مطالبته بأجراء تحقيق جاد في جريمة قتل شيوخ عشائر الرمادي في فندق المنصور ببغداد الواقع تحت حماية وزارة الداخلية العراقية التي تهيمن عليها فرق الموت الايرانية! الشيخ علي الفارس الديليمي صرح امس الى جريدة الحياة بكلام خطير ألمح فيه الى مسؤولية الحكومة العراقية وايران عن جريمة اغتيال الشهيد ابو ريشه حيث جاء في المقابلة معه مانصه: ((من جهته، قال الشيخ علي الفارس الدليمي، رئيس المجلس المركزي لشيوخ العشائر العراقية والعربية، في اتصال مع «الحياة» ان «اغتيال ابو ريشة سيكون نقطة تحول في مسيرة عشائر الانبار». واتهم «المخططين لاغتيال زعماء العشائر في فندق المنصور في بغداد، قبل اشهر بالتورط في قتل ابو ريشة. ولفت الى ان القتيل «كان أزعج الحكومة حديثاً حين طالب بالمزيد من الدعم لدور العشائر كي تساهم في تقليص النفوذ الايراني في العراق».
لقد كانت شجاعة ووطنية الشهيد ابو ريشه خطرا على مشاريع الاحزاب الشيعية والسنية والكردية في السرقة وتهريب النفط، وتقسيم العراق وتدميره، وخطرا على المؤامرات الايرانية السورية وازلامهما من مجرمي القاعدة وبقايا البعث... ولهذا تم قتله، فكانت نهاية مجيدة تليق برجل شجاع أستشهد وهو يحارب الظلام والشر والمجرمين، ويدافع عن وطنه. اليكم رابط المقالة التي حذرت فيها ابو ريشه من القتل قبل ستة اشهر.. ولاحظوا كيف ان تعليقات الجهلة والخبثاء وعملاء ايران ستهمل قضية ابو ريشه وتركز على نشري المقالة بأسم مستعار!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
أمريكا لن تصالح العالم بالحروب!!

افتتاحية
الرياض السعودية
احتار العالم بأمريكا، واحتارت به، فإذا اختل اقتصادها اهتزت الأسواق، وإذا ضغطت سياسياً فإن مجلس الأمن والأمم المتحدة يصبحان بلا دور، وإذا قاطعت دولة ما، أو أوقفت دخول بضائع جهة أو بلد، فإن الخسائر تتراكم على بلد المصدر، وعندما يستمر إنتاجها الصناعي، واستهلاكها الوقود، فإن كوكب الأرض برمته يصاب بالتلوث، ومجموع مصروفاتها على بحوث الفضاء، والأسلحة، والطب، والعلوم الحديثة بما فيها الحواسيب العالية السرعة والتقنية، فإنها تتحمل ما يزيد على ثلثي المصروفات العالمية للدول المتقدمة، المتنافسة لها..
لكنها عندما تحرك أساطيلها وطائراتها، وصواريخها عابرة القارات من دون أن تستأذن أحداً، وترى أن قانونها وحده هو المعمول به، فإن الكارثة ستكون عالية الكلفة عليها، وعلى من تستهدفه، لكن الدولة العظمى تصاب بعمى الألوان، وكل أنواع الحميات عندما يتحدث مؤرخ عن محرقة اليهود، أو اعتبار إسرائيل دولة عنصرية تستخدم وسائل نازية وفاشية، وهي لا تبالي بأقرب حليف بوزن إنجلترا، أو ألمانيا، أن تقف ضدهما على أي سبب ينشأ عن خلاف إستراتيجي، بحسبان أن "باشوات" البيت الأبيض و"باكوات" الكونجرس هم ولاة العالم وقضاته، وهم المسؤولون عن الحق والباطل..

غزت العراق وأفغانستان، ونتيجة لهذا الفعل المتكبر، سارت جموع المتظاهرين في كل دولة.. لا تناصر العرب والمسلمين، ولكنها تكره الحروب والاعتداءات غير المسوغة.. حتى في أمريكا تظاهرت مئات الآلاف بل الملايين، ولكن "السادة العظام" من المحافظين الجدد أطلوا على شاشات الفضائيات بابتسامات ساخرة، واستهجان لكل من يعارض حق الممارسات الأمريكية، لكن عوامل الزمن عندما أطالت الحربين، وطالت الاحتلال النكسات الهائلة، طلب من باكستان - نصف الحليف، وثلاثة أرباع العدو - أن تقوم بدورها في مطاردة القاعدة على حدودها، والقبض على رموزها، في الوقت نفسه الذي تمتد فيه اليد الأمريكية بمنح نووية سخية للهند، الخصم الأول لباكستان، ولا ترى في هذا أي خطأ، أو ازدواجية في المواقف؛ لأنها دولة عظمى تتصرف وفق أبجديات مصالحها، وكأن الدول الأخرى ذات السيادة ليست حرة، أو بلا حقوق قانونية مشروعة.

ثم نأتي إلى المأزق الأكبر في العراق، الذي دللت الوقائع أنه هزم في ظل مغامرة صدام بغزو الكويت، وكان الانتصار أمريكياً بمساعدة دول عربية ودولية، لكن دخول القوات الأمريكية بيروت في حربها الأهلية - إرضاءَ لإسرائيل - قاد إلى ضرب المارينز، وهو ما عجل بخروج تلك القوات.

والآن بعد الضغوط الداخلية، ودخول قوى مجاورة للعراق تحرك ساحة الحرب كوسيلة ضغط أخرى على القوات الأمريكية، تأتي لتستنجد بدول مجاورة للعراق، وهي التي رفضت حتى أخذ رأيها في الغزو وما بعده، وبهذه التصرفات والمطالب تقف على حبل مهتز، ولكننا لن ندخل ورطة الدولة العظمى ومآزقها..

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
من قتل الشيخ الشجاع
طارق الحميد
الشرق الاوسط بريطانيا


ما أن فقد العراق الرجل الشجاع، الشيخ عبد الستار أبو ريشة رئيس مؤتمر صحوة الأنبار، حتى وجه الاتهام مباشرة لتنظيم التخلف والإرهاب «القاعدة». فهل «القاعدة» وحدها المستفيد من مقتل الشيخ؟

أعتقد من الخطأ إلصاق الاتهام بالتنظيم دون غيره، لأسباب عدة. الشيخ أبو ريشة، رحمه الله، لم تكن ميزته الوحيدة قتال «القاعدة» وطردها من الأنبار، بل انه بات عنوانا رئيسيا في العراق. عنوان حل!

أبو ريشة شيخ عشيرة سنية ـ شيعية، قاتل «القاعدة» وقدم نموذجا لمنطقة آمنة في العراق، وتردد اسمه، واسم منطقته، مطولا في جلسات استماع الكونغرس الأميركي الأخيرة للجنرال باتريوس، والسفير كروكر.

قدم الشيخ نفسه، وعشيرته، ومدينته كذلك، كدليل للنجاح الممكن تحقيقه في العراق ككل، إذا ما تمت المصالحة السياسية، وحصلت جميع الأطراف على فرصتها في عراق المستقبل.

لم يطالب بوزارة، ولم يتكلم باسم طائفة، بل حدد مطالبه في طرد الظلاميين والتكفيريين، واستتباب الأمن، ليس في الأنبار وحدها، فقد كان يقول إنه مستعد لمحاربة المتطرفين وكسر أنوفهم في كل مكان.

وصف الأميركيون الشيخ عبد الستار، في البداية، على أنه بدوي سياسي، تشكيكا بنواياه. واعتقد مجنونو السلطة في بغداد أنه يريد تكوين ميليشيا خاصة، وهو الرجل الذي فقد ثمانية من عائلته على يد «القاعدة».

وخير وصف له أنه الرجل الذي قدم حلا لإحدى مشاكل العراق، في منطقته، وهي محاربة «القاعدة»، والسمو فوق الخلافات الطائفية.

وعليه فمن الصعب تصديق أن خصمه الوحيد هو «القاعدة». فخصوم أبو ريشة، هم خصوم نموذج الأنبار. والمنتفعون من عودة الفوضى في الأنبار أكثر من «القاعدة»، والخصوم ليسوا في الداخل وحسب، بل وفي الخارج، وهم أخطر، وأكثر مقدرة على الوصول للشيخ.

لقي الشيخ حتفه بطريقة غادرة، وفي دائرة أمنية ضيقة، وهذا يوضح أن عملية اختراق مُحكمة قد تمت بحقه.

قد تعلن «القاعدة» مسؤوليتها عن اغتياله، وكثيرا ما أعلنت مسؤوليتها عن كل حادث، من أجل تسجيل بطولة، إلا أن هذا يجب أن لا يصرفنا عن أن اغتيال أبو ريشة هو اغتيال نموذج لا فرد.

هناك من عزا مقتله بسبب اجتماعه مع بوش، وهذا صحيح، ولكن ليس لأنه استفز «القاعدة» فقط، فالاجتماع كان مستفزا لأطراف عدة رأت فيه تغيرا في السياسات الأميركية بالعراق.

كما حصل الشيخ أبو ريشة من ذلك الاجتماع على شرعيتين؛ الأولى تكريس الزعامة في الأنبار، والثانية أنه أصبح قائدا تجاوز القبيلة، ورجلا عروبيا مع عراق موحد، وبالتالي بات وجها دوليا.

بعد ذلك الاجتماع قال بوش «كتبت الأنبار كقصة فشل، واليوم هي قصة نجاح». واغتيال الشيخ كان بسبب ذلك النجاح الذي استفز أعداء أكبر من «القاعدة».

ما أريد قوله هو أن «القاعدة» ليست المستفيد الوحيد من قتل الشيخ. قاتلوه رأوا فيه عقبة لهم داخل العراق، وخارجه.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
اللغز الإيراني.. والانسحاب الأمريكي من العراق

افتتاحية
كريستيان ساينس مونيتور

في الوقت الذي يحاول فيه الكونجرس مجددا التوصل الى اتفاق عام بشأن العراق فانه لا يمكن بأي حال من الاحوال تجاهل ايران جارة العراق. والسؤال الذي يفرض على النقاش الدائر حاليا في الكونجرس هو هل ستزيد ايران من سيطرتها على الشيعة في العراق بعد انسحاب امريكي في نهاية المطاف؟ ان الرئيس الامريكي جورج بوش يواصل اثارة قضية خطر النفوذ الايراني على العراق بالاضافة الى طموحات ايران كقوة نووية واقليمية. ويأتي ادعاء بوش في اطار تعريف الادارة المتطور دائما للتهديدات في العراق والنجاح الذي تحققه الولايات المتحدة. واذا كان الكونجرس رفض تحذيرات بوش واصدر اوامر للقوات للانسحاب فانه يحتاج اولا لامعان النظر تجاه نوايا ايران وقوتها. ولحسن الحظ حاولت ادارة بوش التحقق من اهداف طهران. ومنذ عام 2003 اجرت محادثات غير مباشرة مع ايران بشأن برنامجها النووي من خلال حلفاء اوروبيين وبدأت هذا العام سلسلة من المحادثات المباشرة بشأن العراق. غير ان المفاوضات سواء المباشرة وغير المباشرة فشلت على ما يبدو مع استمرار ايران في عملية تخصيب اليورانيوم بالاضافة الى تقديم الدعم المادي للهجمات التي يشنها متشددون عراقيون على القوات الأمريكية. ويبدو ان ايران تفضل ان يظل الأمريكيون في مستنقع بالعراق حتى لا تستطيع الولايات المتحدة قصف منشآتها النووية. وادى هذا الى تزايد مواجهة دبلوماسية واضاف عقوبات للامم المتحدة ضد ايران. وتلمح ادارة بوش الى ان خطوتها القادمة ربما تكون اعلان الحرس الثوري الايراني الذي يضم 120 ألف فرد او ما يسمى بكتائب القدس منظمة ارهابية. وستحدد مثل هذه الخطوة جزءا كبيرا من القوات الايرانية على انه يمثل تهديدا وهذا يجعل ايران نفسها هدفا محتملا لاجراء عسكري امريكي. وقبل الانزلاق في هذا المنحدر تجاه الحرب يحتاج الكونجرس الى اظهار الزعامة بدلا من الجمود بين الحزبين. ويستطيع البدء بسؤال ما اذا كان زعماء ايران سيغيرون مواقفهم او سيجبرون على ذلك. وتحاول الوكاله الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة تعقب برنامج ايران النووي.
وقالت الوكالة الاسبوع الماضي ان ايران تنتج كميات من الوقود النووي اقل من المتوقع. وتقول الوكالة ايضا ان ايران حققت خطوة هامة بالموافقة على تقديم تفسير للاجراءات المشتبه بها داخل محطتها النووية. وفي دلالة محتملة اخرى للصراع على السلطة والتوجيه داخل ايران انتخب كبار رجال الدين الاسبوع الماضي الرئيس الايراني الاسبق المعتدل نسبيا هاشمي رفسنجاني على رأس مجلس الخبراء الذي يقوم بعدة اشياء منها اختيار او اقالة الزعيم الاعلى في ايران. وفاز رفسنجاني امام مرشح متشدد متحالف مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي بدأ نجمه يخفت بسبب سياساته الاقتصادية والتهديدات لاسرائيل واثارة غضب القوى الغربية. كما افرجت ايران ايضا عن الباحثة الامريكية من اصل ايراني هالة اسفندياري التي كانت محتجزة منذ مايو الماضي. وليس واضحا ما اذا كانت مثل هذه الاجراءت تعكس تحولا مهما في الموقف الايراني. واحد السيناريوهات هو ان ايران تعتزم اكتساب التكنولوجيا اللازمة لانتاج اسلحة نووية دون ان تختبر اي سلاح ثم تحاول بعد ذلك تحقيق السلام. او ان رجال الدين ربما يستغلون الضغط الاجنبي والبرنامج النووي للتمسك بالسلطة اذا علموا انهم يجلسون فوق برميل بارود سياسي لملايين الاشخاص الساخطين والعاطلين. ولا يستطيع الكونجرس تجاهل هذه الديناميكية الايرانية في الوقت الذي يبحث فيه الخيارات الامريكية في العراق. وحتى انسحاب القوات الامريكية من العراق يتطلب من ايران عدم اثار المتاعب خلال الانسحاب. وسيحتاج بوش والكونجرس الى العمل سويا لحل هذا اللغز

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
كيف صار ابوو ريشة بطلا
عبد الرحمن الراشد
الشرق الاوسط بريطانيا
لماذا صار عبد الستار أبو ريشة قصة كبيرة حتى مقتله؟ هل لأنه نجح في طرد تنظيم القاعدة الذي سيطر على حكم إقليم الأنبار، وصار أول مملكة له منذ زمن سقوط أفغانستان؟ أم لأنه قلب خريطة قادة السنة، الذين عاشوا السنوات الأربع الماضية كمعارضين فقط للوضع الجديد؟ أو لأنه أصبح الزعيم السني الناجح الوحيد؟ أم لأن الاميركيين اعتبروه حليفهم بشكل مستقل حتى عن الحكومة؟ أو بسبب شخصيته الكارزماتية وقدرته على التأثير في محيطه، وكان له ان يكون زعيما لما وراء الأنبار؟

الإجابة بنعم على كل التساؤلات السابقة هي التي جعلت ابو ريشة اسطورة. وأتذكر قصة نشرتها صحيفة النيويورك تايمز، في مطلع العام الحالي، اعلنت فيها أن الأنبار سقطت في يد القاعدة، ونسبت الى ضابط الاستخبارات الاميركي المسؤول في الاقليم نفسه عبارة يائسة، «لقد خسرنا الأنبار نهائيا». بعد فترة قصيرة ظهر الشيخ عبد الستار ابو ريشة، زعيم عشيرة البوريشة الدليمية، وأعلن انه سيطارد القاعدة في كل مكان من الانبار. ولم يبال أحد بتصريحاته لأن ما فشلت فيه القوة الاميركية الضخمة لن تنجح في تحقيقه قوة بدوية بسيطة التسليح. جاءت المفاجأة ان ابو ريشة انتصر وبشكل مدهش. بعدها عقد الأميركيون أول تحالف لهم مع قائد سني، بعد ان كانوا يصنفونهم في خانة الخصوم.

القاعدة، المنتشرة في العراق، خافت من انتشار تأثير ابو ريشة على بقية المناطق السنية المنكوبة باحتلال القاعدة، شنت حربا مفتوحة عسكريا ودعائيا، وحاولت تشويه سمعة ابو ريشة بأنه لم يكن الا عميلا للأميركيين، من اجل اثارة عشيرته ضده، وبقية الفئات العراقية. الا ان القاعدة فشلت لسببين، أولهما ان الشيخ عبد الستار حارب القاعدة لأن اربعة من اخوانه قتلتهم القاعدة لا عن عمالة او سياسة، وعاثت فسادا في الانبار منطقته. والثاني انه أظهر قدرة غير عادية في كسب كل معاركه ضد تنظيم القاعدة بحكم معرفته بالأرض والناس وولاء مطلق له من افراد عشيرته. عادت الانبار اقليما مطهرا من التنظيم الشرير الذي لا يزال يعيث في ارجاء أخرى من المناطق العراقية.

صار ابو ريشة اسطورة دفعت الرئيس الاميركي نفسه الى زيارته في اقليمه، وهو الذي لم يزر احدا خارج بغداد. انتصار ابو ريشة الباهر في الانبار، في ظروف صعبة، وبعد هزيمة الاميركيين، وعجز القوات الحكومية العراقية، جلب له الكثير من الاعداء بكل تأكيد. حكومة المالكي لم تشكر ابو ريشة بل اعترضت على تسليح قواته، مشيرة الى خطورته مستقبلا على النظام، دون ان تقدم هي البديل له. كما هاجمه قادة المعارضة المسلحة السنية لأنه «شوه سمعتهم». وبعد مقتله اول من أمس ردد بعض رفاقه، «اللهم احمني من اصدقائي اما اعدائي فانا كفيل بهم». من الطبيعي ان تتآمر القاعدة على اغتيال ابو ريشة حتى توقف المد العشائري السني المعادي ضدها، ومن الطبيعي ان توجد جيوب رسمية معادية لابو ريشة داخل الدولة الجديدة، المليئة بالصراعات على الحكم التي تشرع لسلاح الميلشيات الشيعية وتعارض تسليح العشائر السنية. قد يكون بعثيا او سنيا معارضا مسلحا. لابد ان واحدا من هؤلاء هو صاحب السيارة المفخخة. العراق موعود بالمزيد من الضحايا، والتحدي ليس في الحفاظ على ارواح القادة بل في المحافظة على مشروع ابو ريشة الداعي الى تنظيف كل اقليم، مثل الانبار، من الارهاب والفوضى والحرب الاهلية. فهل يستطيع خلفه ان يتحمل المسؤولية الخطيرة وهو يدري ان هناك من يترصد له في كل ركن مظلم من الاقليم وخارجه؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
26
ريشة في مهب الريح
زهير ماجد
الوطن عمان

عندما قررت العشائر العراقيين مقاتلة ومنازلة "القاعدة" في محافظة الانبار التي تشكل على وجه التقريب ثلاثين بالمائة من مساحة العراق اي انها تكبر مساحة لبنان بست مرات واكثر، مهد هذا الامر لاطلاق جملة عصابات متعاملة مع الاميركي في اكثر مناطق العراق. لم يكن بامكان بعض تلك العشائر تنفيذ قرارها الذي اجمعت عليه سوى التعامل مع الاميركي، اي مع الاحتلال مباشرة وفتح صدورها لها ووضع امكانياتها وتسخيرها في سبيله.
ما فهمه الاميركي في هذه الحال ان ثمة اجماعا لدى العشائر كلها في رسم خطوة ليست بالسهلة امام شعب ناهض الى تقديم نفسه على مذبح المقاومة من اجل استرجاع العراق حرا طليقا من اي احتلال .. وقد ذهبت بعض تلك العشائر بالفعل الى التسلح من الاميركي واقامة الحواجز وتسيير الدوريات الليلية لحماية أمن بعض القرى والارياف والمدن الصغيرة، وتحلل بذلك دم عراقيين، ربما لم يصيبوا الهدف عند انخراطهم في "القاعدة" لكنهم في النهاية ابناء بلد واحد لا يجوز حمل السلاح بوجههم الا اذا كانوا متعاملين مع الاحتلال، كما جرى في كل بلدان العالم بدءا من رحلة ماوتسي تونغ الطويلة التي قطع فيها عشرة آلاف كيلو متر لاستلام السلطة لكنه خلالها قام بتنفيذ الاعدامات مع كل المتعاملين مع سياسة شيان كاي تشك خصم ماو اللدود، مرورا بالثورة الجزائرية التي وضعت امام المتعاملين مع المستعمر الفرنسي الخيار اما بالرحيل او بالموت فكان ان رحل الآلاف الذين ما زالوا الى اليوم في فرنسا، وصولا الى جيش لبنان الجنوبي العميل لاسرائيل الذي هرب ومن معه من المتعاملين ابان تحرير جنوب لبنان عام 2006 وما زالوا ايضا في اسرائيل حتى اليوم وغيره من الشواهد الكثير.
رئيس "صحوة الانبار" عبد الستار ابو ريشة اختار يوما عبوسا في حياة العراق عندما زارها الرئيس الاميركي جورج بوش وتحديدا في الانبار من اجل انشاء حالة نفسية بان هذا المكان يعود اليه طالما ان اهله اختاروا ذلك .. رسم ابو ريشة صفعة قوية لكافة الشعب العراقي وتحديدا لمقاوميه الحقيقيين عندما ذهب لمصافحة بوش وجلس الى جانبه في عملية تحد لم تكن مقبولة من كافة ابناء هذا الشعب ومن طليعته التي اجمعت على ان مصافحة المحتل هي اكثر من خيانة وطنية واكثر من ارتماء في احضانه، فأقامت الحد عليه واتخذته هدفا لها وهكذا كان.
في اصعب ايام العراق واشدها تأثيرا على نفوس الناس، لا يجوز الخيار بين الوطنية وبين اختيار المحتل صديقا مهما وكيف كانت عناصر الداخل .. ما زال العراق في بداية تحدياته الوطنية، وما زال يقدم الشهداء وتتوالى المذابح اليومية، وثمة من تلاعب بهذا الداخل لحرف العمل الوطني والذهاب به بعيدا نحو المذهبية والطائفية وشق الصفوف وبث الرعب والفوضى .. بل ما زال هذا البلد غير الآمن يدفع من خيرة بنيه لتحرير نفسه اولا من عقدة المصاب الداخلي، ثم العمل لتحرير العراق من المحتل بعد اضفاء جو من الالفة.
اخطأ ابو ريشة في خياره بعدما تعمد ان يكون حاضرا في صورة مع جلاده .. الامر الذي لم تهضمه شتى قطاعات الشعب العراقي ولم تر فيه سوى عملية تحد لها في ظروف الوطن المصيرية. صحيح ان القتل ليس هو الحل بل هو مذمة حيث يتحول الى ترهيب، وربما الى التعجيل بالمزيد من الانقسام الداخلي، الا ان اللعب على المكشوف كما فعل ابو ريشة محرم في توقيته وفي ابعاده وفي النظر الى المصير الوطني.
بكل أسف وضع ابو ريشة نفسه هدفا لآخرين فكان ما كان!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
27
الاستقرار بعد 16 عاما ؟ 1-2
عاطف عبد الجواد
الوطن عمان

على الرغم من حسن النية لدى ساسة وزعماء العراق الذين هم بالضرورة يتمتعون بخبرة سياسية صغيرة، فإن هناك خوفا من نشوء مصاعب خطيرة فيما يتعلق بالأفكار السياسية بين الشيعة في الجنوب والسنة في الشمال والاختلافات العرقية بين العرب والأكراد وضرورة الحفاظ على سيطرة محكمة على القبائل المتأججة بالاضطرابات.
هذا الكلام ورد في تقرير لرابطة الأمم، وهي المنظمة الدولية التي سبقت الأمم المتحدة، في 16 يوليو عام 1925. وكان التقرير يتحدث عن الدولة الجديدة في منطقة الشرق الأوسط التي اقتطعتها بريطانيا من الامبراطورية العثمانية بعد انهيار هذه الامبراطورية في اعقاب الحرب العالمية الأولى. واضاف تقرير رابطة الأمم يقول: وهذه المصاعب قد تكون مدمرة لوجود الدولة الجديدة لو تركت بدون دعم وتوجيه. ورغم ان التقرير عمره اليوم اثنان وثمانون عاما فكأنما عمره في الحقيقة اسبوع واحد. الى اي حد تغيرت هذه المصاعب في العراق اليوم؟
وزير خارجية السويد كارل بيلت يسير هذه الايام وهو يحمل في جيبه نسخة من هذا التقرير. ولأنه رجل سريع النكتة، وهو ايضا افضل خبير عالمي في شؤون الدول التي استقطعت من الامبراطورية العثمانية، فقد ذهب الى بغداد ليرى بنفسه ما إذا كان هناك امل في تغيير سريع في المصاعب القائمة منذ الحرب العالمية الأولى. ولا حاجة بنا الى القول ان الرئيس بوش لم يقرأ شيئا عن تاريخ العراق ابتداء من تلك الحرب، بل ولم يقرأ حتى اي كتاب للمفكر العراقي الراحل حنا بطاطو الذي كتب باستفاضة عن التاريخ السياسي والاجتماعي للعراق. والأرجح ان توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق، الذي رافق جورج بوش في غزو العراق، لم يخبر صديقه بوش قبل الغزو بأن بريطانيا استقطعت العراق من الامبراطورية العثمانية وتركتها مزيجا متفجرا من خلافات عرقية وسياسية وطائفية.
في بغداد استمع الوزير السويدي بيلت الى وجهات نظر متباينة من رئيس الحكومة نوري المالكي ومن نائب الرئيس طارق الهاشمي وهما من الشيعة والسنة على التوالي ثم من الرئيس العراقي جلال طلباني وهو من الأكراد. وعلى الرغم من حسن النية لدي الثلاثة فإن شيئا واحدا لفت نظر بيلت، وهو غياب فكرة الحل الوسط. او الأخذ والعطاء. من المعروف لنا في العالم العربي ان الناس لا يقبلون الحلول الوسط او الأخذ والعطاء. كل رجل يحلف بالطلاق من زوجته اذا لم يحصل على ما يريد، كل ما يريد. والأهم هو ان الحل الوسط يفرض فقط من جانب واحد ولا يمكن للأطراف المختلفة التوصل اليه وتطبيقه من تلقاء نفسها.
ويقارن كارل بيلت بين العراق والبلقان. كلاهما كان جزءا من الامبراطورية العثمانية ( كليا او جزئيا) وكلاهما خبر سفك الدماء لأسباب عرقية وطائفية وسياسية. كان بيلت مبعوثا للاتحاد الأوروبي اثناء سفك الدماء في يوغوسلافيا السابقة. هذا التشابه بين العراق ويوغوسلافيا لا يقتصر على الطائفية والتفكك والاقتتال الذي ساد فور انهيار الحكم الدكتاتوري والطغياني في كل من البلدين، بل ايضا التشابه في رفض الأخذ والعطاء.
ماذا يعني هذا التشابه بين العراق ويوغوسلافيا السابقة؟المعنى هو ان العراق ربما حقق الاستقرار الهش بعد ستة عشر عاما.
سوف نشرح هذه الخلاصة.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
28
لقد حان الوقت لتغيير مسارنا في العراق
جو كورتني

لوس انجلس تايمز

في شهر يناير الماضي، أعلن الرئيس بوش عن خطته التي أسماها "الزيادة قصيرة الأمد" في مستويات القوات الأميركية المنتشرة في العراق من أجل توفير الوقت الكافي والحفاظ على الأمن لكي تتمكن الحكومة والشعب العراقي من تحقيق المصالحة السياسية وإنهاء أحداث العنف الطائفي.
وكنت قد عارضت هذه الزيادة في ذلك الوقت لأنني كنت قلقاً بشكل بالغ من تأثير هذه السياسة على كل قواتنا المتطوعة التي لم تكن تحصل على وقت كاف للراحة إلى جانب عدم حصولها على الموارد والتدريبات الكافية، خلال أربع سنوات من هذه الحرب. وعلى نفس القدر من الأهمية، لم يكن لديّ أي ثقة في التزام إدارة الرئيس بوش بالجهود الدبلوماسية لدفع القيادة العراقية نحو التخلي عن الولاءات الطائفية والمضي قدماً في تحقيق مصالح العراق.
ومن سوء الحظ أن الشهادة الأخيرة التي قدمها أبرز المسئولين العسكريين والمدنيين الأميركيين في العراق خلال الأسبوع الجاري، والتقارير المستقلة التي صدرت خلال الأسبوع الماضي أشارت إلى أنه في الوقت الذي تحققت فيه بعض المكاسب غير المكتملة على الجانب الأمني من قبل القوات الأميركية، كان هناك نقص واضح وكبير في التقدم على الجبهة السياسية في العراق وفي المنطقة تجاه تحقيق هدف الاستقرار المعلن.
وفي الأسبوع الماضي، قدم مكتب المصداقية الحكومية غير الحزبي تقريراً مستقلاً أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الذي أعمل به. واكتشف التقرير أن الحكومة العراقية فشلت في تحقيق 15 من أصل 18 هدفاً كان قد أجازه النواب البرلمانيون من أجل تحقيق التقدم في الجوانب السياسية، الأمنية والاقتصادية.
والأدهى من ذلك هو الكشف عن تحقق هدف واحد فقط من الأهداف السياسية الثمانية الحاسمة التي كان قد اتفق عليها النواب البرلمانيون بالإجماع ومن بينها الفشل في تحقيق تقدم في مجال التوزيع الحساس لعائدات النفط.
وترسم هذه الأمور صورة محبطة للشعب الأميركي. وعلى الرغم من زيادة عدد القوات الأميركية المنتشرة في العراق بنحو 35 ألف من أفضل الجنود المقاتلة في العالم وتخصيص مئات المليارات من دولارات دافعي الضرائب الأميركيين، فإن الدبلوماسيين الأميركيين والسياسيين العراقيين الوطنيين فشلوا في تحقيق أي شيء أكثر من الإشارات الرمزية نحو تحقيق الاستقرار السياسي.
وفي الحقيقة، فإن مكتب المصداقية الحكومية غير الحزبي قرر أن الحكومة العراقية فقدت دعم السنة الحساس وما زالت غير قادرة على مواجهة الميليشيات الشيعية العنيفة التي تسيطر على قدر كبير من ضواحي العاصمة العراقية بغداد. وتستمر هذه الميليشيات، في تحد واضح للحكومة المركزية، في فرض سيطرتها على تقديم الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، المياه والخدمات الأمنية للمجتمعات الشيعية.
وفي جلسة الاستماع التي عقدت بمجلس النواب، حصلنا على التقديرات التالية: أوصى الجنرال ديفيد بترويس، قائد قوات التحالف متعددة الجنسيات في العراق، من جانب، بالحفاظ على القوات الأميركية في مستوى الزيادة الحالي على الأقل لمدة ثمانية أشهر أخرى، حتى شهر يوليو من عام 2008. ولكن، في نفس الوقت، أكد السفير الأميركي في العرق رايان كروكر بأنه من غير الواقعي أن نتوقع حدوث أي تقدم داخل العراق خلال الستة أشهر المقبلة بشأن القضايا السياسية الهامة التي عرفها العراقيون أنفسهم بأنها ضرورية لتحقيق المصالحة.
وهذه التطورات تطرح أسئلة بسيطة ولكنها حساسة: منها لماذا يجب أن يطلب من الشبان والنساء الأميركيين الاستمرار في الخدمة والتضحية نيابة عن حكومة أجنبية غير مستعدة لتحقيق التقدم في توحيد العراقيين من جديد؟.
ولماذا لا تركز إدارة الرئيس بوش على "زيادة" جهودها الدبلوماسية لكي تتوافق مع التضحيات العسكرية المبذولة لتقريب العراق من نهاية لعبة الفوضى السياسية؟ وهناك الكثير من الأسئلة الهامة المطروحة أمام الكونجرس والشعب الأميركي في الوقت الحالي.
وقد قدمت قواتنا العسكرية أداء باهراً في ظل الظروف الصعبة، وفعلت كل شيء طلبناه منها وأكثر. وكنت فخوراً برؤية عزيمتهم وتصميمهم عن قرب خلال زيارتي إلى بغداد في شهر مايو الماضي. ولكن هذه الرحلة والشهادات التي قدمت أمام الكونجرس أوضحت لي أن مستقبل مشاركتنا في العراق لن يكون مشروطاً فقط بنجاح قواتنا في العراق، ولكن أيضاً باستعداد الشعب والحكومة العراقية لتحقيق أهداف السلام والأمن والاستقرار.
ولم تترك موجة الشهادات والتقارير الواردة من ساحة المعركة أي شك في أننا يجب أن نغير مسارنا في العراق. ونحن نحتاج إلى زيادة جهود الدبلوماسية الأميركية في المنطقة، وهي خطوة تأخرت إدارة الرئيس بوش جداً في اتخاذها. ونحن نحتاج أيضاً إلى البدء في تخفيض مشاركة القوات الأميركية في العراق من أجل تخفيف الضغط والإجهاد الذي تتعرض له قواتنا المسلحة، وأن نشير إلى أن صبر الشعب الأميركي له حدود وأن الوقت قد حان لاتخاذ خطوة سياسية جادة من قبل القادة العراقيين في الوقت الحالي.
وفي التحليل الأخير، فإن خطة الرئيس بوش خلال الأحد عشر شهراً القادمة هي التخفيض البطيء لمستويات القوات الأميركية في العراق لكي تصل إلى نفس العدد الذي كانت عليه في شهر يناير الماضي، مع عدم وجود أي رؤية تلوح في الأفق بإمكانية سحب القوات الأميركية من العراق بعد ذلك. وتستحق قواتنا والشعب الأميركي أشياء أفضل من ذلك. ويحتاج المجندون والمجندات الأميركيات، استعدادنا العسكري وأمننا الوطني إلى وجود سياسة حقيقية للتغيير في العراق.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
29
تقسيم العراق "الناعم"
جاكسون ديل
الوطن عمان
!

أجمعت معظم التقارير المركزية المهمة التي صدرت في واشنطن مؤخراً على أن خطة زيادة القوات الأميركية في العراق فشلت في تحقيق هدفها الأساسي وهو تحقيق المصالحة السياسية بين العراقيين ولكن ما لم يذكر في التقارير الأخيرة هو وجود العديد من الدلائل التي تظهر أن العراق يتقدم ببطء نحو تطبيق نظام سياسي جديد. وهذا النظام السياسي الجديد لا يشبه على الإطلاق النظام الذي تتبناه إدارة الرئيس بوش، ولن ينفذ على الجدول الزمني الذي يرغب الكونجرس في تطبيقه.
وربما يكون الجنرال ديفيد بيترويس، قائد القوات الأميركية في العراق، ورايان كروكر، السفير الأميركي في بغداد قد اعترفا يوم الإثنين الماضي بعد كتابتي لهذا الرأي بأن الحكومة العراقية التي تسيطر عليها أغلبية شيعية لم تنفذ بنود بعض القوانين الأساسية مثل قانون النفط الوطني، وأنها بذلت جهوداً محدودة للمصالحة مع الأقلية السنية. ولكن المراقبين والخبراء السياسيين افترضوا ظهور حكومة شبه مركزية في العراق، مع سيطرة شركات النفط الوطنية على ثروات العراق النفطية ، على سبيل المثال، بعد الرجوع إلى حكومة "الوحدة" التي يشترك فيها الشيعة والسنة والأكراد وافترض هؤلاء المراقبون أيضاً أن التقدم الحاسم في إطار تحقيق هذه النتيجة سوف يحدث خلال العام الحالي.
وما يحدث في الحقيقة هو أن العراقيين يتقدمون ببطء نحو تنفيذ الحل الذي حدده الساسة العراقيون أول مرة في دستورهم منذ عامين على الرغم من المعارضة الأميركية القوية وتعتبر العراق، من وجهة نظري، في الوقت الحالي اتحادا مهلهلا من 3 مناطق على الأقل تتمتع بحكم ذاتي ، تمتلك كل واحدة منها حكومة خاصة ، محاكم وقوات أمن ، إلى جانب وجود حكومة فيدرالية ضعيفة وظيفتها الأساسية إعادة توزيع عائدات النفط لكي تحصل كل منطقة على حصة تتناسب بشكل متساو مع عدد سكانها.
وهذا ليس أفضل نتيجة من وجهة النظر الأميركية ومن الممكن أن تصبح إحدى الدويلات الإقليمية الصغيرة في المناطق الشيعية الواقعة جنوب العراق والغنية بالنفط عميلة لإيران ، بينما يمكن أن يحكم السنة المنتشرون في المحافظات الواقعة غرب العراق بنفس الأسلوب الذي يعتمد على أفكار القومية العربية التي تبناها ديكتاتور العراق الراحل صدام حسين وتوفر النظرة الخلفية على الثمانية أشهر الماضية العديد من الدلائل التي تشير إلى تقدم القادة العراقيين في طريق تحقيق تسوية سلمية.
ودعونا نبدأ من تقرير مكتب المصداقية الحكومي الذي قدم قبولاً جزئياً للبرلمان العراقي بسبب تشريع واحد وهو : مشروع القانون الذي مرره في شهر أكتوبر الماضي والذي يحدد إجراءات تشكيل المناطق التي تتمتع بالحكم الذاتي وكان مجرد التفكير في موضوع تشكيل مناطق مستقلة في العراق محظوراً حتى شهر أبريل الماضي ولكن الأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب يتقدمون بالفعل في هذا الإطار وقد نظم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، أقوي حزب سياسي شيعي حملة قوية خلال الفترة الماضية من أجل تطبيق هذا المشروع وخلال شهر أغسطس الماضي ، اجتمعت مجموعة مكونة من 45 زعيما للعشائر الشيعية في مدينة النجف لتدشين حكومة منفصلة لمنطقة الحكم الذاتي الشيعية جنوب العراق ، وانتخبت رئيساً لهذه المنطقة كما أعلنت عن خطة لإنشاء مجلس محلي يتكون من 130 عضواً ومع توقف العمل بقانون النفط الوطني العراقي ، مررت الحكومة الإقليمية الكردية القائمة بالفعل في شمال العراق خلال الوقت الحالي "قانون النفط والغاز الكردي" يوم 6 أغسطس الماضي. ويمنح القانون تسهيلات أكبر ويرحب بالاستثمارات الأجنبية في مجال النفط والغاز بشكل أكبر من التسهيلات التي يقدمها قانون النفط الوطني الذي أقرته الحكومة العراقية ، ولكن حكومة إقليم كردستان لا تزال تتعهد بإعادة توزيع عائدات النفط والغاز على كافة المناطق العراقية.
ولم يتم القضاء على النزعات الطائفية في العراق بعد ، ولا تزال عاطفة الانقسام والانفصال عن العراق موجودة لدى عدد كبير من الفصائل والطوائف وقد أظهر استطلاع رأي وطني جرى تحت رعاية وسائل إعلام غربية ومحطات إذاعية غربية أن نسبة التأييد الشعبي لكل من "الدويلات الإقليمية" أو "الدويلات المستقلة" كحل سياسي لبعض المشاكل المتأزمة في العراق قد ارتفع من نسبة 18% التي كانت مسجلة في عام 2004 إلى 42% في شهر مارس الماضي وفي نفس الوقت ، فإن عدد السكان العراقيين الذين كانوا يعارضون الانفصال بشكل كبير ، في الضواحي المختلطة من العاصمة العراقية بغداد ، قد تقلص بشكل سريع ، إن لم يكن قاسيا ، بسبب استمرار حوادث التطهير العرقي التي تنفذها الميليشيات الشيعية بحق السنة ، وفرار عشرات الآلاف من أفراد الأسر السنية إلى الأردن وسوريا .
والخطوة الأكبر تجاه الفيدرالية هي تلك الفكرة التي سعى الرئيس بوش للتركيز عليها خلال الأسبوع الماضي وهي : "الصحوة السنية" التي تخلت خلالها عشرات القبائل ومئات الآلاف من السنة عن القتال ضد القوات الأميركية واختارت الانضمام إلى الجهات التي تقاتل ضد تنظيم القاعدة ولم يحدث هذا التطور بشكل مباشر بسبب زيادة القوات الأميركية في العراق ، ولكن مسئولي الإدارة الأميركية يمتلكون بعض المشاكل في توضيح كيف أن هذا التطور سوف يسهم في تحقيق المصالحة الوطنية السياسية التي لا يزالون يسعون لتحقيقها.
ولكن، من الواضح أن الائتلاف السني الجديد يقدم مصدراً جديداً لفرض النظام في المناطق السنية والقضاء على التهديدات التي تفرضها جماعة تنظيم القاعدة أو الحكومة الشيعية، وهو عنصر كان مفقوداً خلال السنوات القليلة الماضية ويبدو العديد من العشائر السنية غير مستعدة للموافقة على النظام الوطني الحالي ، ولكنها يمكن أن تكون الأساس لإدارة إقليمية في المحافظات الواقعة غرب العراق والتي تسكنها أغلبية سنية ، وربما في الضواحي الغربية من بغداد التي لا يزال السنة يمثلون أغلبية فيها. ويمكن للقوات السنية أن تمثل عنصر ردع للميليشيات الشيعية مثل ميليشيات جيش المهدي، التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي يطمح لتكوين قوة وطنية مسيطرة.
وكل هذه الأمور تعتبر أخباراً جيدة للسيناتور جوزيف بايدن وبعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الآخرين الذين اقترحوا "التقسيم الناعم" للعراق في بعض الفترات الماضية ولكن المشكلة في استراتيجية بايدن هي أنها تطالب الولايات المتحدة بالانضمام إلى التحالف الدولي من أجل فرض النظام الضروري المناسب على العراقيين. وقد أظهرت أحداث العام الماضي ، مرة أخرى ، بأن العراقيين لن يستجيبوا للتوجيهات والجداول الزمنية التي تضعها واشنطن أو منظمة الأمم المتحدة ، لأنهم يتحركون نحو نظام سياسي جديد ببطء وبشكل مؤلم ولكنهم سوف يطبقون هذا النظام، وسوف يتعين عليهم القيام بهذه الخطوة ، بناء على رغبتهم الشخصية وفي الوقت الذي يحلو لهم .


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
30
حول مأزق المثقفين والليبراليين في العراق
برهان شاوي
الشرق الاوسط


لا نريد هنا أن نبسط الأمور ونطلق الحكم الشائع بأن ما يجري من صراع في العراق اليوم هو صراع بين التوجه العلماني، الديموقراطي، المدني، وبين التوجه الأصولي الديني، الطائفي، المذهبي، القومي المتعصب فقط، فالمشهد السياسي في العراق اليوم أعقد من ذلك، فهو إلى جانب هذا الصراع الواضح، هو صراع بين الكتل الدينية الطائفية من جهة وبين الكتل التي تمثل الطائفة الواحدة من جهة أخرى، بل وداخل التنظيم الواحد ايضا سواء كان علمانيا أم متمسكا بالآيديولوجية الدينية، صراع بين طبقات طفيلية جديدة ناشئة وطبقات في طفيلية حزبية في طور الاضمحلال، صراع بين رأسمال عراقي داخلي مجمد ورأسمال عراقي خارجي مجمد، وبين هذين الرأسمالين ورأس المال الأجنبي المترقب والمتلهف والكاسح، صراع بين ذاكرة سياسية عراقية عريقة لكن حضورها الفعلي على الساحة متواضع وغير مؤثر وحضور سياسي فاعل ومؤثر لكنه بلا جذور ولا ذاكرة ولا ضفاف بل وبدون خبرة، وأخيرا وليس آخرا هو صراع بين أجيال من السياسيين يأخذ شكل صراع داخل وخارج وصراع عمري له علاقة بالتجربة والخبرة السياسية.

مــا العمــل ؟؟

ربما هذا العنوان الفرعي سيدفع بعض السياسيين الى استذكار كتاب قائد الثورة الروسية فلاديمير إيليش لينين الشهير «ما العمـل؟»، رغم ان لينين أخذ هذا العنوان من رواية لأديب روسي عاش في منتصف القرن التاسع عشر، وأنا أطرحه كسؤال بعيدا عن التداعيات التاريخية للعنوان..! ما هو موقف المثقف العراقي الديموقراطي الحر من هذا الصراع التاريخي والمصيري بالنسبة للعراق..؟ وما العمل؟

في الكثير من الأدبيات الخاصة بعلم الاجتماع والسياسة، لاسيما تلك الأدبيات التي ناقشت مفهوم الدولة ومفهوم (المجتمع المدني)، نجد ان اهم خلاف تاريخي سياسي وقع بهذا الصدد هو الانشقاق الذي جرى في الحركة الثورية العالمية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وفي الربع الأول من القرن العشرين، بين الجناحين الشيوعي والاشتراكي الديموقراطي..!

صحيح ان بعض الماركسيين يسعون الى تجديد الماركسية، وإعادة الاعتبار لبعض مفاهيمها، وتصويب بعض تحليلاتها، بالادعاء بأن (ماركس) عند نقده لفلسفة (هيغل) ناقش مفهوم (المجتمع المدني)، الا ان البحث النظري في كلاسيكيات الماركسية، مثل كتاب «اصل العائلة والملكية والدولة» لفريدريك أنجلز وكتاب «الدولة والثورة» لفلاديمير لينين، بل وحتى «البيان الشيوعي» لماركس وانجلز يضيق على مثل هذا الادعاء، رغم انه يحيلنا الى تحليلات (لويس آلتوسر) في سعيه لـ(قراءة ماركس) الشاب، علما اننا نجد عند (انتونيو غرامشي) مناقشات ثاقبة وعميقة لمفهوم الدولة والمجتمع المدني تثير الاعجاب، قياسا لجبال التنظير الغوغائي للماركسية اللينيية طوال عقود من هيمنة الشيوعيين على السلطة في بلدانهم.

لقد كانت الماركسية تنظر الى (الدولة) نظرة أحادية باعتبارها أداة للهيمنة الطبقية و(أداة للقمع والاستبداد) فقط، وهكذا تمت تربية الملايين من الشيوعيين والمثقفين ورجال الفكر اليساريين، علما ان ماركس (الشاب) درس الدولة من جانبيها، أولا من جانب مضمونها (الطبقي) باعتبارها المؤسسة التي (تقنن) و(تشرعن) سيادة طبقة على اخرى، وثانيا من جانب علاقتها بالمجتمع، اي من جانب (تشكيلات المجتمع المدني) المتداخلة في البناء الفوقي للمجتمع، اي ان الدولة من جهة اعتبارها (جهاز قمع سياسي)، ومن جهة أخرى باعتبارها (مؤسسة مجتمع مدني)، لكن هذه الشذرات في فكر (ماركس) لم تتطور في الأدبيات الماركسية فيما بعد، انما صار التركيز على جانب واحد من مفهوم الدولة، وهذا ما جرّ الى كوارث انسانية في المجتمعات التي حكمها الشيوعيون. بينما على الضد من ذلك، انتبه الاشتراكيون الديموقراطيون الى الجانب الثاني من الدولة، اي إلى كونها حاضنة لـ(مؤسسات المجتمع المدني) وناضلوا من اجلها، وحققوا من الديموقراطية، ومن المكاسب للطبقة العاملة وللشرائح الاجتماعية الاخرى ما لم تحققه الأحزاب الشيوعية لها، رغم انها كانت تصف الاحزاب الاشتراكية الديموقراطية بمطية الامبريالية وخدم البرجوازية..!!

هذا الموقف من الدولة والمجتمع المدني في التاريخ السياسي العالمي يعيد الاعتبار للسؤال عن موقف (المثقف) من الدولة ومن مؤسسات المجتمع المدني في تاريخنا المعاصر، ولو سحبنا هذا السؤال الى الساحة العراقية اليوم، وبعد سقوط الدكتاتورية البعثية، لوجدنا غياب دور (المثقف)، في الصراع الاجتماعي والسياسي العراقي، كان نتيجة لهيمنة الفهم الأول للدولة على الفكر السياسي التقدمي في العراق، بحيث انتهى الأمر الى فصل (المعرفة) عن (السياسة) و(الفكر) عن (الواقع)، وتعطيل (الطاقة النقدية) عند المثقف، وتحويله الى رمز أجوف، شكل بلا مضمون، مما سهل الأمر الى بيعه وشرائه، والى تسهيل ظهور نموذج (المثقف المرتزق)، الانتهازي، اللاعب على حبال الصراعات السياسية وإنكسارات الاجنحة الحزبية، مما أدى إلى إعادة إنتاج (ثقافة الاستبداد)، وهذا ما انعكس على علاقة (السياسي) بـ (المثقف)، وبالتالي علاقة السياسي بالثقافة والفكر عموما.

أس المشكل السياسي في العراق اليوم هو أن القوى السياسية التي تحكم العراق اليوم، بكل اصنافها وألوانها وحجمها وقيمتها الاجتماعية والتاريخية،لا تستطيع ان تتخلى عن فهم (الدولة) باعتبارها (جهازا للقمع والهيمنة)، فمع أول بادرة لها في حرية ممارسة السلطة نجدها تمارس (الاستبداد) و(القمع الفكري) من خلال الاستهانة بمفهوم الدولة باعتبارها (الهيكل الحاضن لتشكيلات المجتمع المدني)، وليس هذا بغريب، فان هذه القوى التي ترعرعت في ظل (ثقافة الاستبداد) لا يمكنها الا ان تمارس السياسة من خلال هذه الثقافة، فما العمل؟

إن ما نراه اليوم من تشوه سياسي في المجتمع العراقي ليس هو نتاج لفكر البعث القومي العنصري المتخلف وحده، وإنما هو نتاج استبداد وقمع عاشه الانسان العراقي منذ قرون، فلقد تغلغل هذا التشويه الى أعمق اعماق الشخصية العراقية، وهو نتاج الفهم الاحادي لطبيعة الدولة، والذي يرتبط في منطقتنا بقضية اعقد هي (علاقة الدين بالدولة).

إن الكثير من المثقفين الديموقراطيين والليبراليين العراقيين الذين وجدوا انفسهم، في ميدان الصراع الفكري، يصطفون اليوم، وللأسف، الى جانب القوى التي تلغي مفهوم المجتمع المدني، مؤكدين على انحيازهم (الآيديولوجي) باعتبار الدولة (أداة للقمع والقهر الطبقي)، شاعرين بالارتباك من انحيازهم الصريح إلى المجتمع المدني، لكنهم من جهة أخرى يجدون انفسهم مرعوبين أمام هذا الزحف الديني (المنظم) فارتد بعضهم الى نفسه، وأنزوى آخرون في صوامعهم، وتركت فئة ثالثة الخيط لتطير به الزرازير في غبش الفجر العراقي، وصمت آخرون، إلا جمهرة قليلة من المثقفين العراقيين الذين تصدوا لمثل هذا الأمر، لكنها تبقى جمهرة ضعيفة لا تستطيع ان تحسم النبرة العالية في الجوقة الثقافية العراقية، مما أتاح الى بعض (مثقفي) النظام الأطلالة على الواقع الجديد كما (القنفذ) ليرى ماذا يجري في الساحة، مستفيدين من هذا الوهن الذي اصاب جسد الثقافة العراقية، ليمسكوا بالراية الثقافية والإعلامية لقيادة الثقافة العراقية؟

إنه لمأزق حقيقي أمام المثقفين التقدميين والقوى الديموقراطية العراقية، من حيث ان (الاستبداد) لا ينتج الا (الاستبداد)، و(ثقافة التخلف والتجهيل والأمية) لا تنتج الا (التخلف والأمية)، ومن السهل علينا أن نتحدث قائلين بطريقة إنشائية بأنه ليس امام القوى الخيرة والمدافعة عن عراق الغد، إلا أن تناضل من أجل نشر مفاهيم المجتمع المدني والدفاع عن حقوق الانسان، والنضال من أجل إقامة المجتمع المدني، وليس امامها سوى ان تأخذ دورها الحقيقي، الفكري، التنويري، وان تمارس (معرفتها) على الواقع العراقي، وأن لا تتردد في التوقف النقدي الرصين عند الطارئين على المشهد الثقافي والفكري، وأن تنحاز للمعرفة الانسانية الرحبة، فان الموقف الحقيقي والأساس للمثقف، لأي مثقف، في أي زمان ومكان، هو الموقف من السلطة، والشجاعة عند التجذر في أرض الفكر الخلاق، لكن أنى لها ذلك والليل بهيم وكل البقرات فيه سوداوات؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
31
حان الوقت لتغيير السياسة الأميركية في العراق!

جو كورتينينائب "ديمقراطي" بمجلس النواب الأميركي
الراية قطر

في شهر يناير الماضي، أعلن الرئيس جورج بوش ما أسماه "زيادة قصيرة الأجل" في عدد الجنود في العراق بهدف توفير مزيد من الوقت للعراقيين والحكومة العراقية، حتى يمكن التوصل إلى مصالحة وطنية وإحراز تقدم سياسي ووضع حد لنار العنف الطائفي. وكنت حينها قد عارضت الاستراتيجية هذه، مدفوعاً بقلقي العميق من مجمل التأثيرات السالبة التي تخلفها على جنودنا من القوات الاحتياطية، والذين مضت عليهم أربع سنوات وهم لا يزالون في جحيم هذا النزاع المستعر هناك، ودون أن يتوفر لهم ما يكفي من الموارد والتدريب، وكنت مدفوعاً أيضاً بعدم ثقتي في أن تدفع إدارة بوش بجانب العمل الدبلوماسي الرامي لحث القيادة العراقية على ترك انتماءاتها الطائفية جانباً، والعمل بحس وطني متجرد على ما يخدم مصالح الشعب العراقي كافة.



وللأسف، فكما أشار التقرير الذي قدمه للكونجرس الجنرال بترايوس وكذلك شهادات كبار المسؤولين المدنيين حول الوضع العراقي، في الأسبوع الماضي، فضلاً عن تقارير مستقلة، فقد أسفرت تلك الاستراتيجية عن نتائج متواضعة في المجال الأمني. أما في الجانب السياسي، فكل المؤشرات مثيرة للقلق فعلاً. وفي الأسبوع الماضي كان مكتب المساءلة الحكومي -وهو هيئة لا حزبية- قد قدم تقريراً مستقلاً للجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس النواب، وهي اللجنة التي أعمل فيها، وتوصل التقرير إلى إخفاق الحكومة العراقية في الوفاء بخمسة عشر بنداً من إجمالي البنود الثمانية عشر التي حددها الكونجرس كمعايير لقياس مدى التقدم السياسي والاقتصادي الذي أحرز هناك. والأكثر إثارة للقلق، توصل التقرير نفسه إلى عدم وفاء الحكومة العراقية إلا ببند واحد فحسب من إجمالي البنود الثمانية الخاصة بقياس التقدم السياسي. وشمل هذا الإخفاق- فيما شمل- عجز الحكومة العراقية عن المضي في أي خطوات نحو اقتسام وتوزيع الثروة النفطية، رغم ما لهذه القضية من أهمية بالغة في المضي نحو الاستقرار وإبرام المصالحة الوطنية.



ولا مناص من القول إن هذا المستوى المتدني من الأداء، إنما يرسم صورة جد قاتمة عن الوضع العراقي كله في أذهان الجمهور الأميركي. فرغم نشر قوة إضافية من أفضل مقاتلينا هناك، وإنفاق مئات مليارات الدولارات المقتطعة من جيب دافع الضريبة الأميركي، فقد أخفق دبلوماسيونا، وكذلك الساسة العراقيون، في تحقيق أي تقدم سياسي يذكر، عدا عما حملته التقارير الأخيرة من معلومات تفيد بإحراز تقدم شكلي لا أكثر نحو الاستقرار السياسي. كما أكد تقرير لجنة المساءلة الحكومية المذكور، خسارة الحكومة الوطنية العراقية لدعم الطائفة السنية لها، إلى جانب عجزها عن مواجهة العنف الطائفي الذي تمارسه المليشيات الشيعية التي سيطرت على أنحاء واسعة من العاصمة بغداد نفسها. وفي تحد سافر منها للحكومة المركزية، فرضت هذه المليشيات نفوذها كذلك على توزيع الخدمات الرئيسية والحيوية لحياة المواطنين اليومية، كتوزيع المياه والكهرباء والشرطة المجتمعية.


مستقبل الجهود الأميركية في العراق، ليس رهناً للنجاح العسكري، وإنما لإرادة الحكومة العراقية نفسها في تحقيق المصالحة الوطنية والاستقرار السياسي!


وقد استمعنا إلى إفادتين جد متضاربتين في جلسة الاستماع المخصصة للجنرال بترايوس وزميله الدبلوماسي رايان كروكر حول الوضع العراقي، في جانبيه الأمني والسياسي. ففي الجانب الأمني دعا بترايوس إلى الحفاظ على المستوى الحالي لعدد القوات الأميركية المرابطة هناك لمدة أدناها ثمانية أشهر من الآن... أي حتى حلول شهر يوليو المقبل. أما في الجانب السياسي، فكان من رأي كروكر أنه من غير الواقعي البتة أن نتوقع إحراز تقدم في معايير الأداء السياسي التي حددها الكونجرس، واعترف المسؤولون والقادة العراقيون أنفسهم بأهميتها البالغة بالنسبة للمصالحة الوطنية، خلال الأشهر الستة المقبلة. وبما أن تلك هي حقيقة الوضع، فلابد من إثارة السؤال الجوهري والبسيط جداً في آن معاً: لماذا نطلب من شبابنا المنخرطين في أداء الخدمة العسكرية البقاءَ في العراق، والاستمرار في التضحية بأرواحهم وحياتهم، بدلاً من حكومة عراقية لا تبدي عزماً ولا جدية تذكر في بذل ما يوحد شعبها وينقذه من ويلات العنف والاحتراب الطائفي؟ ويقترن هذا السؤال بسؤال آخر: لماذا لا تزيد إدارة بوش -مثلما فعلت في استراتيجية زيادة عدد القوات- جهدها الدبلوماسي بحيث يتناسب ويتماشى مع الجهد الأمني العسكري المبذول، مع الضغوط الدبلوماسية الرامية إلى تقريب العراق من تحقيق الاستقرار وإبرام المصالحة الوطنية؟ وبالفعل فإن هذين هما السؤالان الرئيسيان المطروحان أمام كل من الكونجرس والرأي العام الأميركي اليوم.



ومن خلال هذه الشهادات التي قدمها الأسبوع الماضي الجنرال بترايوس والسفير كروكر، تبين لي بما لا يدع أدنى مجال للشك أو الالتباس، أن مستقبل الجهود التي لا نزال نبذلها في العراق، ليس رهناً للنجاح العسكري الذي تحققه قواتنا في ساحات القتال فحسب، وإنما يعتمد على عزم وإرادة الحكومة العراقية نفسها على بذل أقصى ما هو ممكن في الربط ما بين الاستقرار الأمني وتحقيق السلام والاستقرار السياسي. وبما أن الخطة التي تبناها الرئيس بوش مؤخراً، ترمي إلى إجراء خفض تدريجي وبطيء في عدد قواتنا خلال الأحد عشر شهراً المقبلة، ودون أن تصحب هذا الإجراء أية استراتيجية واضحة في الأفق، فإن من رأيي أنه حانت لحظة تغيير استراتيجيتنا المتبعة إزاء العراق بكاملها، إن كان لأميركا وشعبها ومقاتليها أن تكون لهم سياسات تليق وتجدر بهم حقاً.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
32
بوش.. ولعب العيال!!
فواز العجمي
الشرق قطر

من سخريات ومهازل القدر أن نرى رئيس اكبر دولة عالمية «يكذب» ويستمر في هذا الكذب، ورغم أن هذا الكذب اصبح معروفاً وواضحاً ومكشوفاً يستمر في اصراره وتمسكه بهذا الكذب بل ورغم كل هذه الاكاذيب يستمر في حكم بلاده!!!.

وأكاذيب بوش وادارته لا تحتاج إلى تذكير أو إلى سرد أو توضيح، فالكل يعرف اليوم أنه كذب على شعبه وعلى شعوب العالم بأن عدوانه وغزوه واحتلاله للعراق بسبب اسلحة الدمار الشامل التي قال إن العراق يمتلكها واتضح بعد الاحتلال انه كاذب.. ثم كذب بانه احتل العراق لنشر الديمقراطية.. واتضح أنه كاذب ايضا.. ثم كذب ايضاً عندما قال: إن النظام العراقي السابق يساند ويتعاون مع القاعدة واتضح ان العراق كان خاليا من هذا التنظيم.. ويكذب بالأمس عندما يدعي أن قواته المحتلة تحقق «نجاحات» في العراق والدليل على ذلك ما حدث في الانبار وها هي الانبار نفسها تكذب هذا الكاذب عندما اعدمت المدعو عبدالستار ابو رشير الذي خان شعبه ومد يده إلى قوات الاحتلال واستطاعت المقاومة العراقية الباسلة قطع هذه اليد العميلة الخائنة وهذا سيكون مصير جميع العملاء والخونة الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الامريكية أو الذين خانوا شعبهم ومدوا يدهم للمحتل.

هذه الأكاذيب المستمرة من الإدارة الأمريكية الحالية ورئيسها بوش تضعنا أمام احتمالات عديدة، فكذبة وجود أسلحة دمار شامل في العراق تعني ان العراق كان مستهدفاً لاحتلاله دون غيره لأنه يملك أكبر مخزون من النفط في العالم ولأنه يملك ثاني أقوى جيش عربي بعد الجيش المصري، ولأن هذا الجيش يملك عقيدة وطنية وقومية تهدد العدو الصهيوني، لهذا تم تسريحه وحله.

الاحتمال الآخر ان هذه الإدارة الأمريكية ترى في شعبها أنه شعب مغفل وجاهل ولا يميز بين الحقيقة والكذب، وهذا الاحتمال بدأ يتبدد ويتلاشى لأن الشعب الأمريكي عرف أخيراً أن هذه الإدارة تكذب عليه وتستمر في كذبها لهذا نجد هذا الشعب بدأ بالتحرك ضد هذه الإدارة الكاذبة فاختار الديمقراطيين الذين يطالبون اليوم بسحب القوات الأمريكية فوراً من العراق، وهذا ما سمعناه من زعمائهم عندما قالوا إننا ندفع قواتنا في العراق إلى الجحيم في حرب خاسرة تكبدنا أكثر من 4000 قتيل وأكثر من ثلاثين ألف جريح، وأشاروا كذلك إلى خسارة الاقتصاد الأمريكي لأكثر من 500 مليار دولار دفعها المواطن الأمريكي.

ورد هذا الشعب الأمريكي كذلك على أكاذيب هذه الإدارة بأن الاحتلال لم يحقق حتى الآن أي نجاحات تذكر، كما يدعي الرئيس بوش، وقال هذا الشعب ممثلاً في الأعضاء الذين انتخبهم في مجلس النواب والكونجرس، إن هجرة العراقيين تزداد يوماً بعد يوم وبلغ عدد المهجرين حتى الآن حوالي خمسة ملايين شخص وبلغ عدد القتلى من الشعب العراقي حوالي المليون وان الاقتصاد في تدهور، وأن الخدمات الأساسية معدومة من كهرباء وماء وصحة وهم بذلك صادقون.

لكن صحوة الشعب الأمريكي على أكاذيب إدارية لم تقابلها صحوة من نظامنا الرسمي العربي فلا يزال هذا النظام صامتاً على كل جرائم وإرهاب قوات الاحتلال الأمريكي للعراق ولا يزال هذا النظام متحالفاً مع هذه الإدارة التي فقدت مصداقيتها لدى شعبها ولا يزال هذا النظام مصدقاً لأكاذيب بوش بأنه يحارب «القاعدة» نيابة عنهم ولكي لا يمتد خطر هذه القاعدة على أنظمتهم أو أنهم مستهدفون من قبل النظام الإيراني الذي تحاول الإدارة الأمريكية تصوير بأنه الأخطر من العدو الصهيوني عليهم وعلى بلادهم ولابد من مواجهته وهذه أكاذيب تضاف إلى الأكاذيب السابقة للإدارة الأمريكية لأن العراق كان خالياً من «القاعدة» وكان في عهد الرئيس الراحل صدام حسين سنداً قوياً أمام «الأطماع الإيرانية». والاحتلال هو المسؤول الوحيد عن وجود القاعدة في العراق الآن وهو المسؤول ايضا عن الوجود الإيراني في العراق، لأن العملاء الذين جاؤوا على ظهور دبابة هم عملاء أصلاً لإيران.. فهل تنطلي علينا بعد اليوم هذه الأكاذيب أم أن بوش يتعامل معنا وكأننا أغبياء وجهلة ولا نفرق بين «كوعنا» و«بوعنا» ويلعب معنا لعب عيال؟!!

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
33
.. تحرير العراق
د . طارق الشيخ
الراية قطر

هل هي خدعة أم هي محاولات لإيهام العالم بأن أمريكا تفعل شيئا ايجابيا في العراق. فعندما شكل الرئيس الأمريكي جورج بوش لجنة جيمس بيكر - هاميلتون لإعداد تقرير حول العراق شغلت وسائل الإعلام الأمريكي العالم بتوقعات مرتقبة بأن شيئا ما سيحدث في العراق، وأن الرئيس بوش في انتظار الرأي الفني الذي سيرد في التقرير عله يجد له مخرجا آمنا ويحفظ ماء وجه أمريكا في رحلة خروجها من العراق.

شيئا من ذلك لم يحدث وخاب امل المتفائلين. هذه المرة انتظر العالم ماسيحمله تقرير الجنرال ديفيد بيتريوس والسفير كروكر حول العراق

ومرة ثانية يتضح أن تقرير بيتريوس ماهو الا خطاب تمهيدي لخطاب آخر سيقدمه الرئيس جورج بوش ولاشيء أكثر . فخطاب بوش أكد علي خطاب جنراله في العراق وتمخض الأمر كله عن حديث خجول عن سحب 30 ألف جندي أمريكي من العراق بحلول صيف عام 2008 .

وهو مايعني بكلمات صريحة أن إدارة الرئيس بوش تفكر حقيقة في البقاء بالعراق لفترة طويلة تمتد لما بعد عام 2010 .

أسباب البقاء تبدو واضحة في ثنايا تقييم الوضع السياسي في العراق ، وحينما يشتد التأرجح الأمريكي علي الحبال المنشورة بين التمدد الطائفي

السني والشيعي في العراق ، وحينما يجري تقييم أداء حكومة المالكي، وحينما يبحث الجنرال عن العدو الجديد في أيران التي وصف بأنها تخوض حربا بالوكالة مع أمريكا . ولعل أهم مافي كل الضجة التي افتعلت حول تقرير الجنرال والسفير ثم بعدهما خطاب الرئيس بوش ماهي الا خطوات تنظيمية عسكرية ليس إلا . خطوات يبدو انها تمت في تنسيق وتناسق حتي وصلت الي نتيجة واحدة وواضحة جدا وهي أن أمريكا باقية في العراق لسنوات ستأتي. نتيجة لامعادل لها سوي وصفها بأنها ضحك علي الذقون، وإطالة لأمد الحرب المدمرة في العراق. فأمريكا تريد شيئا واحدا من استمرار البقاء في العراق وهو امر بات في غاية الوضوح.. أنها تريد تحرير العراق.. وهذه حقيقة لاجدال فيها ، وهي تحرير العراق من العراقيين. فبعد سنوات قليلة لن يكون هناك عراقي واحد في بلاد الرافدين فتكون امريكا قد حررت العراق . صادق بوش فالتاريخ الأمريكي يقول لنا أن أمريكا قد حررت من اهلها الهنود الحمر. هذه هي استراتيجية جورج بوش الحقيقية.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
34
وقائع ورموز

حازم صاغيّة
الحياة


توفّر حياة الشيخ عبد الستّار أبو ريشة، أو ما رشح عنها، مادّة دسمة للتفكير في أحوال مجتمعاتنا. فزعيم «صحوة الأنبار» قضى ضحيّة إرهابيّين يزعمون أنهم يمثّلون «الصحوة الإسلاميّة». فكأنّما الأمر صراع بين «صحوتين»: واحدة للدين، حسب تأويلٍ ما له، وهي عابرة للأمكنة، بلداتٍ كانت أم مناطق أم أوطاناً، وأخرى للمناطق ذات القوام العشائريّ. والأخيرة، بالتأكيد، مؤمنة وديّنة غير أنها كيّفت إسلامها مع مكانها وعاداته ومصالح أهل ذاك المكان.

والشيخ أبو ريشة إذ تُتوّج سيرته بصراع المنطقة/ العشيرة مع إسلام «القاعدة»، فهي تبدأ بولاء لصدّام حسين حمله على تسمية نجله الأكبر صدّام. وهي ما كانت حال قطاع عريض من رؤساء العشائر أفاد من العهد البعثيّ «التقدّميّ»، لا سيّما بعد الحصار الذي تلا حرب تحرير الكويت حاملاً الدولة على الانحسار عن بعض الميادين الاقتصاديّة والخدميّة لمصلحة «الأهل».

ومع الاحتلال الأميركيّ، انتقل أبو ريشة الى صفّ المقاومين للأميركيّين، فجمعه خندق واحد بـ «الإخوة في القاعدة»، على ما تقول الرطانة النضاليّة العروبيّة والإسلاميّة. بيد أن شهر عسله هذا كان أقصر كثيراً من شهر عسله مع «الإخوة في البعث». هكذا انقلب ولاء أبو ريشة الى «إخوة» من نوع آخر هم الأميركيّون الذين كان يحاربهم ويحاربونه.

وإذ زار الرئيس جورج بوش العراق، آثر أن يصافحه في صورة ذاعت بعد مصرعه، يبدو فيها الرئيس ممثّلاً كوميديّاً أبيض أخذه الانبهار بهنديّ أحمر من نمط شرق أوسطيّ، فيما يبدو الشيخ على شيء من المهابة والتحفّظ اللذين تستدعيهما غرابته في نظر بوش.

على أن القوّة الامبراطوريّة التي اتّجهت الى بلاد الرافدين لدمقرطتها وتحديثها، ما لبثت أن اكتشفت في شيخ العشيرة الأنباريّة دعماً لا توفّره القطاعات الحديثة بجملتها ومفرّقها. هكذا غدت العشيرة العراقيّة موضع التنافس بين امبراطوريّة التحديث والقوى التي تعارض «القاعدة» لفظاً وتسعى الى تحديث يمرّ بمحاربة الامبرياليّة! فحين قضى أبو ريشة، اعتبرت مراجع أميركيّة رفيعة مصرعه «خسارة فادحة»، وتحدّثت واشنطن، ناعيةً، عن «زعماء العشائر الذين قادوا الصراع ضدّ الإرهابيّين، ويقودون الآن الجهود لإعادة بناء مجتمعهم». وفي المقابل، تحدّث عنه أحد مواقع الانترنت، القريب من «القاعدة»، بوصفه «أحد أكبر خنازير الصليبيّين»، واعتبر أنه «سيمضي شهر رمضان في الدرك الأسفل من جهنّم».

والواقع أن نسبة الشيخ الى الصليبيّة توازي في الخطأ رسم جهنّم وكأنه سلالم وأدراج، أو قصْر إقامة الشيخ على شهر واحد. غير أن سيرة أبو ريشة تدلّنا على أن كلّ الأخطاء، مهما فدحت، قابلة للارتكاب في منطقتنا، وأنها تنطوي على طاقة من العدوى بدت جليّة في الكلام والسلوك الأميركيّين.

ومن يسترجع سِيَر أبناء الضواحي العربيّة الذين انتهوا مقاتلين في «فتح الإسلام»، بشمال لبنان، يتيقّن من أن مسار الشيخ الأنباري ليس نسيج وحده. ذاك أن من يدخل السجن السوريّ الصغير قد يخرج منه «حليفاً موضوعيّاً» للسجن السوريّ الكبير. ويبقى المؤثّر السياسيّ، كي لا نقول الفكريّ، أضعف المؤثّرات في الرواية السياسيّة عن هذا المشرق العربيّ. أليس غنيّاً، في دلالته الرمزيّة، أن معاركنا الراهنة، ما بين غزّة وجنوب لبنان، تغدو معارك «أنفاق» تُشقّ تحت الأرض، فيما سطح الأرض - والأراضي مقسّمة دولاً وأوطاناً - يضيق بها ويطردها؟وكما قد يكرّر أحمد فؤاد نجم «ودي لوبيا على باميا على قرع ملوخيّا».


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
35

العشائر العراقية في مواجهة إيران

مصطفى زين
الحياة

حولت إدارة بوش الحرب في العراق الى صراع بين وطنيين، تساعدهم القوات الأميركية، من جهة، وتنظيم «القاعدة» من جهة أخرى. ويفاخر عسكريو الادارة ومدنيوها بهذا الانجاز الكبير الذي تحقق بفضل الاستراتيجية الجديدة المعتمدة على تسليح العشائر، من دون استشارة الحكومة المركزية. بل ان حكومة المالكي اعترضت على هذه الخطوة «لأنها تخلق ميليشيات جديدة»، في حين أن المطلوب منها حل الميليشيات.

الواقع أن العشائر التي تسلحها القوات الأميركية وترعاها في التدريب ودفع الرواتب، انتفضت على «القاعدة» لأسباب لا علاقة لها باستراتيجية بوش القديمة أو الجديدة، بل لأن هذا التنظيم التكفيري تمادى في الاعتداء على ما يعتبره زعماؤها من صلب صلاحياتهم، مثل تجنيد أولادهم أو فرض نمط من السلوك عليهم، أو بسب المجازر التي ارتكبها في حقهم، والأهم من ذلك استئثاره بالموارد المالية وفرض الخوات. وسيطرته على منافذ التهريب التي كانت أهم مصدر للرزق وبسط نفوذ المشايخ على أتباعهم. لكن البيت الأبيض يروج لأسباب أخرى وراء تحول ولاء العشائر من «القاعدة» الى قواته. وتتلخص قراءته لهذا التحول في أنه استطاع «كسب قلوب وعقول» هذه الفئة من العراقيين لاقتناعهم بالمشروع الديموقراطي الذي حمله الاحتلال معه. ولأنه سيساعدهم في اختراق الحصون الطائفية والحصول على حصتهم من السلطة، باعتبارهم طرفاً في العملية السياسية.

ويذهب البيت الأبيض الى أبعد من ذلك في قراءته لهذا الولاء المستجد فيحاول اقناع المشرعين في الكونغرس بأنه سيبسط الأمن في العراق بواسطة هذا التحالف وسيجند العراق كله في مواجهة ايران، أو سيحقق هدف الغزو بتحويله الى قاعدة لخلق شرق أوسط جديد. وهذا ليس استنتاجاً لما تعزم عليه واشنطن، بل ما يقوله مسؤولون في الادارة. كانت آخرهم وزيرة الخارجية قبل يومين. قالت رايس ان ايران «جاهزة لملء الفراغ في حال انسحاب الولايات المتحدة من العراق لذا علينا أن نحافظ على مكاسبنا، وخلق ظروف لتمكين الحكومة العراقية (المركزية) ومسؤولين محليين (في المحافظات) من التوصل الى مصالحة سياسية، كما يفعلون(العشائر) في الأنبار للتفرغ لمقاومة الارهاب والعدوان الايراني انطلاقاًَ من العراق وبالتعاون مع الحلفاء».

إذا كان من بشرى يحملها تصريح رايس، فهي أن ادارة بوش مقبلة على مرحلة جديدة ستعمم خلالها الفوضى العراقية في الشرق الأوسط كله، خصوصاً في المنطقة العربية. فواقع الحال يشير الى أن مصالحة العشائر وانضمامها الى المشروع الأميركي لمواجهة طهران، بعد تنظيف مناطقها من «القاعدة»، سيزيدان الحكومة المركزية ضعفاً، إذ أن اعطاءها سلطة سياسية فوق سلطتها الاجتماعية التقليدية سيكون سبباً في صراعها على النفوذ في مناطقها، من دون أن يكون المركز قادراً على حسم الاقتتال. والتجربة في الجنوب، خصوصاً في البصرة، حيث تتصارع أحزاب طائفية، من لون واحد، على السلطة، طمعاً في الاستئثار بالموارد وتهريب النفط، ماثلة أمامنا.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
36
محاكمة امريكا
افتتاحية
الوفاق الايرانية


التحذير الصريح الذي اطلقه قائد الثورة الاسلامية اثناء إلقائه خطبة صلاة الجمعة أمس، كان ملفتا للاهتمام على أكثر من صعيد.
فالخطاب جاء رداً على التحريضات والتهديدات الامريكية المتصاعدة والتي تتزايد كلما تزايدت اخفاقات واشنطن على الساحة العراقية، وكان ايضا رسالة الى من يراهن على الاسلوب الامريكي في تحقيق المكاسب عبر حروب نفسية وارعاب الساحة.
ان الادارة الامريكية ومنذ ان تراجعت في خطواتها الاستباقية وفشلت في حروبها المتنقلة وتصاعدت النقمة الشعبية وقوة المنافسين للحيلولة دون سياستها التوسعية المدمرة، بدأت توجه التهم الواهية الى الآخرين وتلفق المزاعم بشأنهم، فتارة تتهم ايران بالتدخل في العراق وتارةً اخرى سوريا بانها مسؤولة عن دخول المسلحين الى هذا البلد، اضافة الى الاحزاب والتيارات العراقية وحتى حكومتها القانونية.
كل هؤلاء برأي الولايات المتحدة متهمون في أزمة العراق، باستثناء امريكا نفسها، وهذا ما دفع الى ان تفقد الادارة الامريكية مصداقيتها.
والجديد في هذا المجال ان الرئيس الامريكي جورج بوش خرج مؤخرا ليوصي خليفته الرئيس المقبل بان يستكمل المسيرة ويواصل الحرب، وهي رؤية ليس لها اي مجال للنجاح، علما بأن الافكار المتطرفة تعجز عن احداث ادنى تغيير في اجواء العالم.
فكيف يمكن للغرب ان يتصور بأن ايران التي تملك تاريخا حافلا يمتد الى اكثر من ثلاثة آلاف سنة من الحكم والحضارة الانسانية قد ترضخ امام مطالب بدأ اصحابها يتبرأون منها؟
ان الامريكيين، وهم اول الخاسرين بسبب سياسة بوش المتهورة، سوف يحاكمونه قبل غيرهم، لأن الرئيس الحالي حسب استطلاعات للرأي هو اسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، وقد تلعنه الشعوب كافة، خاصة التي دفعت ثمناً باهضاً نتيجة حروب هذا الرجل الذي هو اليوم اشبه بهتلر في الشكل والمضمون.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
37
عيون واذان (هاء، زين، ياء، ميم، تاء مربوطة)

جهاد الخازن
الحياة

طبعاً زيادة القوات الأميركية في العراق نجحت، لذلك أعلن الرئيس بوش خفضاً محدوداً بعد الزيادة المعروفة. وإذا صدّق القارئ هذا فهو سيصدّق أن الدنيا ربيع، وأن العرب اخترعوا التكنولوجيا، ويقودون ثورة الإعلام في العالم.

خطاب الرئيس الأميركي سيقتل بحثاً وتحليلاً، وبما أنني لا أصدقه، ومنعاً للجدل، أختار اليوم أخباراً وتعليقات سريعة من حصاد الأسبوع:

- توقعت أن يعلن الرئيس بوش نجاح استراتيجيته في العراق، وأنا أراه ينجح في استراليا حيث ذهب للمشاركة في مؤتمر أبيك، وهي منظمة للتعاون الاقتصادي بين دول المحيط الهادي تمثل نصف اقتصاد العالم، وتحدث عن أوبك التي تضم 12 دولة منتجة للنفط، ثم أشار شاكراً الى وجود قوة استرالية ضمن قوات التحالف، غير أنه بدل أن يقول استراليا قال أوستريا، أي النمسا، وأخطأ في اسم داعية الديموقراطية في بورما أونغ سان سو كي، وفي اسم الجماعة الاسلامية المتطرفة في جنوب شرقي آسيا، ثم ترك المنصة وسار في الاتجاه الخاطئ، قبل أن يعيده رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد الى مكانه.

- بما أنني والقارئ نفتقر الى الموضوعية، فنحن مع شعب العراق ضد القتل والتدمير، فإنني أختار من رأي الحلفاء الاستراليين، فقد تمكنت مجموعة من الممثلين الكوميديين في التلفزيون الاسترالي من أن تخترق الحصار الأمني الهائل، وظهر كوميدي متنكراً بشكل أسامة بن لادن، وكشف الكوميديون عن مؤخراتهم وقد كتب عليها اسم جورج بوش وشعارات سلام، وأخرى تندد بالحرب. ومع هذا كله كانت هناك لافتة كبيرة تقول: «استراليا ترحب بمجرم الحرب بوش».

- بسبب فارق الوقت مع أميركا أكتب قبل أن أسمع خطاب الرئيس بوش الأساسي بعد فورة التقارير عن العراق، ولكن أعرف أنه فيما كانت الاستراتيجية الأميركية تنتصر في العراق، والرئيس بوش يكسب الاستراليين أو النمسويين، الى صفه، كانت حكومة غوردون براون تسحب القوات البريطانية من البصرة الى القاعدة العسكرية في المطار المجاور، تمهيداً لسحبها كلها تدريجاً من العراق.

الصحافة البريطانية تحدثت عن حرب فاشلة غير مبررة أزهقت فيها أرواح جنود شبان بريطانيين، غير أن بعض الرسوم الكاريكاتورية أصاب الهدف أكثر من التعليقات والافتتاحيات.

كان هناك رسم بدا فيه جنود بريطانيون ينسحبون وسط الدمار، وواحد يسأل آخر: كيف تتهجى «انسحاب تدريجي»؟ والآخر يقول: هاء، زين، ياء، ميم، تاء مربوطة. وفي رسم آخر ولد يسأل أباه: ما الفرق بين انسحاب وتقهقر؟ ويقول الأب: مثل الفرق بين نجاح وفشل.

- الزميلة رندة تقي الدين، وهي أفضل مرجع صحافي عربي في السياسة الفرنسية، نسبت في خبر نشرته «الحياة» في مطلع الأسبوع الى مصدر فرنسي رفيع المستوى قوله: «هناك فرق بين موقفي ساركوزي من الرئاسة اللبنانية والادارة الأميركية، فهم يرون أن هناك معارضة وأكثرية في لبنان، وأن تمسكهم بالشرعية يدفعهم الى تأييد الأكثرية، وفي الذهاب الى النهاية مع أي مرشح تختاره وتفرضه...».

هذا تماماً مثل تأييد الأميركيين حماس بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية في الأراضي الفلسطينية، لأن هذه الانتخابات جرت بطريقة ديموقراطية جداً، وعكست نتائجها رغبة الشعب الفلسطيني.

هناك كل يوم مثل على الديموقراطية على الطريقة الأميركية، وقبل لبنان وفلسطين، كان هناك برويز مشرف الذي وصل الى الحكم في باكستان عبر انقلاب عسكري، وعارضته الولايات المتحدة حتى احتاجت اليه في حربها على طالبان، فأصبح حليفاً ونسيت أنه لم يأتِ الى الحكم في انتخابات ديموقراطية، أو مزورة.

الولايات المتحدة لا تؤيد أحداً في منطقتنا حتى تخرب بيته، بما يبدو من قربه اليها، وكنت سمعت أبو مازن يقول في صيف 2003، وهو رئيس وزراء السلطة الوطنية: قولوا للأميركان حاج يؤيدوني. خربوا لي بيتي...

وأرجح أن الرئيس الفلسطيني من الديبلوماسية أن يكون نسي هذا الكلام، فهو أيضاً لزم الصمت بعد ان كان سمع الرئيس بوش يقول في العقبة: الله أمرني بمحاربة افغانستان وفعلت، وأمرني بمهاجمة العراق وفعلت.

سجلت في هذه الزاوية في حينه تعليقاً على كلام الرئيس بوش ان هناك قولاً خلاصته انك اذا حدثت الله فأنت مؤمن، واذا حدثك الله فأنت مجنون، فزمن النبوّات انتهى.

- ليس الحق على الأميركان أو الطليان، فالخطأ منا والعيب فينا، وفيما كان جورج بوش يخاطب النمسويين في مؤتمر أوبك، كانت الجزائر تتعرض لعملية ارهابية قتل فيها عشرات الأبرياء بعد عملية مماثلة في الأسبوع السابق. وادعت القاعدة المسؤولية عن العمليتين.

القاعدة منظمة ارهابية تقتل المسلمين، وكل من يؤيدها بالمال أو اللسان ارهابي مثلها، ودم المسلمين وكل الأبرياء الآخرين على يديه.

القاعدة أكبر حليف لأعداء المسلمين، فهي تبرر وجودهم وعداءهم، وكل حديث غير هذا كذب وتضليل.

- اختتم بتصحيح أو اثنين، فقد كنت أشرت في هذه الزاوية الى مثل مصري معروف هو «لبّس البوصة تصير عروسة»، والبوصة بمعنى القَصَب، ونشر «لبس البومة...».

لا توجد صحافة من غير أخطاء مطبعية، وهي في «الحياة» قليلة، غير أن الخطأ الثاني كان محرجاً، فقد اجتمعت في لندن مع الاخوان نبيل أبو ردينة وجبريل رجوب ومحمد دحلان من المسؤولين الفلسطينيين، ووجدتهم داخلين المستشفى أو عائدين اليه، وقلت إنهم مكسورون مثل القضية، ثم قدرت ان الكلمة «مكسورون» قوية واستبدلت بها «مكسرين»، فكان ان بقيت الأولى وأصبحت العبارة «وجدتهم مكسّرين مكسورين مثل القضية».

لو انكسروا لانكسرنا معهم، وأرجو لهم النصر والشفاء، ونبيل أبو ردينة من أنزه المسؤولين الفلسطينيين، فهو نظيف اليد، عفيف اللسان، وأبو رامي يناضل ويقول «نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا، أما أبو فادي فصديق عزيز، ومن قادة المقاومة، عرف السجن وبلغ أعلى مواقع المسؤولية وبقي مناضلاً من أجل فلسطين.