نصوص الافتتاحيات والمقالات ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 1 الحرب والنقود عاطف عبد الجواد الوطن عمان النظرية التقليدية تقول إن الحرب تنعش الاقتصاد. حدث هذا في الحرب العالمية الثانية. كانت الولايات المتحدة تعاني قبل الحرب من الكساد العظيم. وجاءت النفقات الهائلة على الحرب فأنعشت الاقتصاد الأميركي والاقتصاد العالمي. لكن الأمر تغير اليوم، وأصبحت هناك وسائل لإنعاش الاقتصاد بدون دخول حرب طويلة. بعض خبراء الاقتصاد يقولون: إن الحرب في العراق اكلف الاقتصاد الأميركي حوالي 3 تريليون دولار. يقولون: إن هذه الأموال الهائلة كان يمكن توظيفها لحل الكثير من مشاكل الولايات المتحدة والعالم. كان يمكن طرح خطة مارشال جديدة لمساعدة أشد الدول فقرا، وكسب قلوب، وربما عقول، الناس في العالم الإسلامي الذين تهيمن عليهم مشاعر الكراهية للولايات المتحدة. ويقول هؤلاء الخبراء ايضا: إنه كان يمكن ان محو الأمية في عالم يعيش فيه ملايين الأطفال الأمييين وبمبلغ لا يزيد عن نفقات شهر واحد من حرب العراق. ويقول الخبراء: إن الأميركيين يشعرون بالقلق من النفوذ الصيني المتزايد في افريقيا. ولكن تكاليف شهر واحد فقط في حرب العراق يمكن ان تضاعف من حجم المساعدات السنوية الراهنة للقارة السوداء. وداخليا في الولايات المتحدة، كان يمكن تمويل العديد من المدارس وانقاذ نظام الضمان الاجتماعي من الإفلاس. يقول الخبراء ومن بينهم استاذ جامعي حصل على جائزة نوبل: إن انفاق المال لدفع رواتب عمال من نيبال في العراق،( او حتى العمال العراقيين انفسهم) لن ينعش الاقتصاد الأميركي. ويعتقد هؤلاء الخبراء أن الحرب في العراق اتت بنتيجة مدمرة اخرى على الاقتصاد الأميركي وهي الارتفاع الهائل في اسعار النفط. قبل الغزو في عام 2003 كان سعر البرميل لا يتجاوز 25 دولارا. اليوم تجاوز المائة دولار. نعم، الطلب المتزايد من الصين والهند اسهم في ارتفاع الأسعار ولكن امدادات النفط من الشرق الأوسط كانت كفيلة بسد احتياجات الصينيين والهنود. ولكن الحرب غيرت المعادلة. وبينما كانت الولايات المتحدة تنفق أكثر مما في جيبها، كان آخرون يدخرون المال، ومنهم الدول النفطية نفسها. والفائز في الحرب هو ايضا شركات النفط. لا غرابة إذن في ان الصين وسنغافورة والدول النفطية أصبحت اليوم أكبر مقرض ومنقذ للبنوك والمؤسسات المالية الأميركية مثل سيتي جروب وميريل لينش. حكومة الرئيس بوش سوف تترك للرئيس الأميركي الجديد تركة تشمل ليس فقط الحرب في العراق ولكن أيضا أزمة اقتصادية عميقة نجمت عن تمويل طائش للحرب. حتى وقت قريب كان كثيرون يعجبون كيف نجا الاقتصاد الأميركي من هذه الأزمة رغم انفاق بلايين الدولارات على الحرب وعلى واردات النفط. كيف لم يتأثر الاقتصاد الأميركي سلبا مذ بدأت الحرب قبل خمس سنوات؟ يجيب الخبراء يالقول: ليس هناك لغز كبير. إن ضعف الاقتصاد توارى تحت اجراءات البنك المركزي الذي ضخ قدرا كبيرا من السيولة النقدية في الأسواق. وتوارى ايضا تحت اجراءات اتخذتها البنوك والمؤسسات المالية التي منحت قروضا كبيرة لأناس ليس بمقدروهم تسديد هذه الديون في الظروف العادية، ثم إن الحكومة غضت البصر عن هذه الممارسات. اليوم هناك ملايين المفلسين العاجزين عن تسديد هذه القروض والذين ايضا يفقدون منازلهم وعقاراتهم بسبب عدم مقدرتهم على التسديد. كل هذا جعل الاقتصاد اليوم القضية الأولى في حملة الانتخابات الرئاسية، وليس الحرب. لكن الحرب هي التي جاءت بهذه الكارثة الاقتصادية الوشيكة. وسوف يكون على الرئيس الأميركي الجديد ان يتعامل مع الحرب ومع الاقتصاد في آن واحد ولفترة طويلة من الزمن. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 2 لماذا يشعر الصقور بالدهشة إزاء النفوذ الإيراني المتزايد في العراق؟ تيد جالين كاربنتر الوطن عمان من الصعب جداً أن يشعر الأميركيون المؤيدون لحرب العراق بالسعادة إزاء استقبال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بشكل رسمي حافل خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد. ولكن يجب ألا يشعر هؤلاء الأشخاص بالمفاجأة؛ لأن هذا الأمر كان ذروة لسير الأحداث التي تحركها الولايات المتحدة. ومنذ اليوم الذي أطاحت فيه الولايات المتحدة بالرئيس العراقي صدام حسين، كان من المؤكد أن إيران هي المستفيد الأساسي من هذه الخطوة. وكان صدام العدو الأبرز لنظام الملالي لفترة استمرت ربع قرن تقريباً. وكانت الدولتان قد دخلتا في حرب دموية مدمرة خلال الفترة من عام 1980 إلى عام 1988، وظلت الصفوة السياسية السنية في العراق هي العدو الأول لإيران. وكانت العراق تحت الحكم السني هي القوة الاستراتيجية الاقليمية الرئيسية الموازية لإيران في المنطقة. وقد أسدت الولايات المتحدة معروفاً عظيماً لطهران من خلال الإطاحة بالصفوة السياسية الحاكمة في العراق، وتمهيد الطريق أمام التحالف الشيعي الكردي الذي يسيطر على الشئون السياسية للعراق في الوقت الحالي. ومن خلال إتخاذها لهذه الخطوة، حققت الولايات المتحدة القليل من النتائج الجيدة لأنصار الحرب من خلال إعلانها المتكرر عن تخوفها من النفوذ المتوسع لطهران. وقد توقع منتقدو الحرب بشكل صحيح أن العراقيين الشيعة سوف يتبنون علاقة عمل وثيقة مع أبناء ملتهم على الحدود. وكان خطر يتعين على مسئولي إدارة الرئيس بوش التفكير فيه بجدية أكبر قبل غزوهم للعراق. والشيء الذي يثير الارتباك بشكل أكبر، على النقيض من الأساطير التي تروجها الإدارة الأميركية هو أن الحليف الرئيسي لطهران في العراق ليس هو الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر. ولكن المثير للسخرية هو أن القوات الموالية لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي تلقى دعماً كبيراً من الولايات المتحدة هي مصدر النفوذ المتزايد لإيران، إضافة إلى حزب الدعوة الإسلامية، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق والميليشيات التابعة لهذين التنظيمين. وعلاقات طهران مع هذين الفصيلين أعمق بكثير من علاقاتها مع جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وفي الحقيقة، فإن الصدر هو زعيم قومي عراقي يشعر بالقلق إزاء النفوذ الإيراني المتزايد في بلده. وتؤكد الجلسات الودية التي عقدت بين أحمدي نجاد والقادة العراقيين على إفلاس ليس فقط سياسة إدارة الرئيس بوش، ولكن أيضاً السياسة الأميركية تجاه إيران. وكان أمل واشنطن الأصلي هو أن تصبح دولة العراق العلمانية الديمقراطية حصن ضد الجماعات الإرهابية المتشددة مثل تنظيم القاعدة والنموذج الإسلامي المتشدد في إيران. وكانت واشنطن ترى أن العراق سوف تصبح وقتها حليفاً قوياً في الإستراتيجية الأميركية لعزل طهران. وكان هذا التوقع ساذجا على طول الخط، ولكن القادة الأميركيين اتسموا بالبطء في التكيف مع الحقائق السياسية في المنطقة. وقد عدلت واشنطن بعد نفور شديد من استراتيجية عزل إيران ووافقت على إجراء محادثات محدودة مع طهران بخصوص سبل تحقيق الإستقرار في العراق. وحتى وقتنا هذا، تنطوي المحادثات عادة على مطالبة الولايات المتحدة لإيران بوقف دعمها للعناصر المتشددة والمؤيدة للعنف في العراق. وربما يكره القادة الأميركيون الاعتراف بأن إيران هي لاعب بارز ورئيسي في منطقة الخليج العربي وأنها لاعب مؤثر جداً في العراق. ولن تغير المقدمات البلاغية المنمقة ضد سلوك طهران من الحقائق التي لم يتم الإتفاق عليها. وخيار واشنطن الوحيد الجدير بالإهتمام هو المشاركة مع إيران والسعي لإقامة علاقة بناءة بشكل أكبر مع طهران. وقد تحركت مجموعة الدراسات الأميركية حول العراق بصورة واضحة في هذا الإتجاه من خلال تقريرها الصادر في خريف عام 2006، ولكن إدارة الرئيس بوش تغاضت عن توصيات المجموعة وتبنت قرار زيادة عدد القوات الأميركية في العراق. ومن حيث الإستراتيجية العامة، فإن سياسة عزل إيران محكوم عليها بالفشل، وتتميز بعدم الجدوى والفعالية فيما يتعلق بمستقبل العراق. ولن يكون هناك أي حل لمشاكل العراق بدون مشاركة إيرانية موسعة. وربما لن تقبل واشنطن بنتائج التطورات الأخيرة في أحسن الظروف. وربما لا يمكن وصف الحكومة الشيعية في بغداد بأنها إقطاعية إيرانية، ولكن هذه الحكومات تمتلك علاقات وثيقة مع إيران. ولا يمكن لأي سياسة إيرانية تتميز بالقصور في جعل العراق مجرد دمية أميركية ودولة بوليسية أن تحول دون حدوث هذه النتائج. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 3 أسباب معارضة الجنرالات للحرب الأميركية على العراق! توم ريكس واشنطن بوست متى يكون من حق الجنرالات، سواء أكانوا متقاعدون أم لا يزالون في الخدمة، انتقاد الحرب؟ منذ عامين تقريباً، انتقد 6 جنرالات في الجيش الأميركي تعامل إدارة الرئيس بوش مع الصراع والحرب الدائرة في العراق. وأثارت إحتجاجاتهم، التي عرفت في الدوائر العسكرية بإسم "ثورة الجنرالات" دهشة المراقبين في ذلك الوقت، ولكنها ربما تكون هذه الخطوة قد ساهمت في بدء العملية التي أدت إلى تبني إستراتيجية أكثر فعالية نفذها الجنرال ديفيد بترويس على مدار العام الماضي في العراق. وفي الآونة الأخيرة، اتهم الجنرال المتقاعد ريكاردو سانشيز، الذي قاد القوات الأميركية في العراق لمدة سنة بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، إدارة الرئيس بوش بخوض الحرب اعتماداً على خطة "كارثية فاشلة" وحذر من أن الولايات المتحدة "تعيش كابوساً لا نهاية له في الوقت الحالي". وانتقد سانشيز أيضاً قرار زيادة القوات الأميركية في العراق، ووصفها بأنها "محاولة بائسة من قبل الإدارة التي لم تقبل الحقائق السياسية والاقتصادية للحرب". وفي مقال نشره معهد الدراسات الإستراتيجية التابع لكلية الحرب في الجيش الأميركي، حاول الكولونيل المتقاعد بالجيش الأميركي دون سنايدر صياغة بعض القواعد على الطريق لمعرفة أسباب حدوث مثل هذه المعارضات والخلافات، وهو جهد مهم وشيق على وجه الخصوص لأن هذه الممارسة أصبحت روتينية بالنسبة للمرشحين الرئاسيين الذين يتنافسون للفوز بأصوات الجنرالات المتقاعدين. أ) خطورة القضية: ... من الناحية المنطقية، كلما كانت الرهانات عالية، كلما زادت إغراءات ومبررات الجنرالات المعارضين للحديث عن الأمور السياسية والعسكرية ... ب) صلة المعرفة المهنية والخبرة بالقضية المطروحة للنقاش ..... وبكلمات أخرى، لماذا يجب الإستماع إلى الجنرال المعارض؟ .... ت) التضحيات التي يتحملها الأشخاص للقيام بعمل عسكري... وبالنسبة لمهني حقيقي، دائماً ما يضع الفهم الصحيح لولاءات الشخص عنصر الولاء في وضع حرج في نهاية الأمر. ومن ثم، فإن عنصر التضحية الشخصية الغائب، مثل المعارضة يؤدي إلى الشك والبحث عن دوافع خفية وبعيدة. ث) توقيت المعارضة.... إذا كان هناك شيء يستحق المعارضة، فإنه يجب أن يكون جديراً بهذه الخطوة. وبناء عليه، بمجرد أن يتم إدراك وإقرار هذا الأمر من قبل قائد استراتيجي، يجب أن تحدث هذه الخطوة بشكل مباشر. ويمكن القول بأن أي فاصل من الشهور أو السنوات بين السبب والأفعال هو خلفيات الشك، والافتقار للتفويض الأخلاقي والبحث عن دوافع خفية وبعيدة. ج) أصالة وموثوقية القائد ..... تحدث عملية التحرر من الوهم لدى الضباط الصغار وغير المفوضين عندما يكتشفون أن القادة الإستراتيجيين الذين يحثونهم على القتال في المعركة كانوا يعارضون الحرب لبعض الوقت، أو عندما يعلمون أنهم يخاطرون بحياتهم وحياة أتباعهم من أجل قضية لا يؤمن بها قادتهم... لذا، فإن إمكانية تخفيف السخرية وعدم رغبة الضباط والجنود الشبان في خوض الحرب يجب أن يتم قياسها بشكل واضح في ضوء حسابات الجنرالات المعارضين. وقد شعرت بالدهشة إزاء بعض البنود التي وضعها سنايدر وخصوصاً البند رقم (ت) و (ث)، اللذين لم يحدثا لي من قبل. ولكنني اختلف مع البند رقم (ج) لأنني وجدت أن السبب الأكبر لانتشار السخرية بين الجنود الشبان هو أن الجنرالات لا يخبرونهم بحقيقة الأوضاع التي يرونها على أرض الواقع. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 4 الحساب الحقيقي لكلفة حرب العراق جويل برينكلي الوطن عمان في الوقت الذي تدخل فيه الحرب في العراق عامها السادس، تتزايد في أميركا طرق حساب كلفة هذه الحرب لتحدد كم يكلف بالفعل هذا الصراع. مؤخرا أجرى الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي نقاشاً عقيما بشأن مشروع قانون اخر لسحب القوات من العراق. وفي هذه المرة أعلنوا ان الاقتصاد المضطرب للبلد لم يترك لبوش خيارا سوى وقف انفاق بلايين الدولارات في العراق. وسرعان ما مات المقترح تحت وطأة التهديد باستخدام حق النقض مرة اخر من قبل الرئيس. كما نشر منذ أيام قليلة عالما اقتصاد من هارفارد وكولومبيا كتابا بعنون"حرب الثلاث تريليونات دولار."ويقترب ذلك من الحد الاعلى لتقديرات كلفة الحرب.ويذكر مكتب الميزانية في الكونجرس أن الرقم مبالغ فيه. عند الحد الأدنى من التقدير تعلن وزارة الدفاع(البنتاجون) انها انفقت 396 بليون دولار حتى نوفمبر2007. غير انه في الشهر الماضي أشارت هيئة ابحاث الكونجرس ان وزارة الدفاع لم تحص أكثر من 200 بليون دولار في شكل أموال تمت الموافقة عليها دون أن يتم انفاقها أو أموال انفقتها وكالات اخرى. كم انفقت إدارة بوش على الحرب؟ وما الذي يمكن ان تكلفه اذا بدأ الرئيس المقبل في سحب القوات من العراق بعد وقت قصير من توليه السلطة العام المقبل؟ كل ذلك يعتمد على ما تعده. يلقي المؤلفان باللائمة على الحرب في جزء منها في ارتفاع أسعار النفط ويضيفان ذلك للكلفة. ويضيف بعض المحللين الدولارات المفقودة التي كان يمكن أن تتدفق على الاقتصاد لو تم انفاق هذه الاموال في الولايات المتحدة. (في الحقيقة فإن كثيرا من الاموال المنفقة على المعدات يتم انفاقها في الولايات المتحدة.) بدون الدخول في كثير من المضاربات والتكهنات بشأن الأرقام، ها هي أرقام تبدو غير قابلة للجدل. حيث يقدر محللون غير حزبيين في الكونجرس أن الكلفة المباشرة لحرب العراق سوف تصل الى 2ر1 تريليون دولار إذا بدأ الرئيس المقبل في سحب القوات بسرعة وترك 30 الف فقط في العراق بعد سنتين من الان. وهذا ما يجب أن نضيف اليه ما يلي: تقريبا فإن كل دولار ينفق على الحرب يتم اقتراضه. ويذكر مكتب الميزانية في الكونجرس انه في حالة الانسحاب السريع فإن مدفوعات الفائدة حتى عام 2017 سوف تصل الى ما إجماليه 590 بليون دولار. إعادة تاهيل الجيش ـ استبدال المعدات البالية والمعطوبة وإعادة بناء القوات ـ هي نفقة لا يمكن تجنبها. وفي العام الماضي طلب البنتاجون 46 بليون دولار في شكل أموال إعادة تأهيل. ويعتقد أغلب المحللين أن النفقات سوف تصل الى 100 بليون دولار اخرى على الأقل. أخيرا تأتي كلفة الرعاية الصحية لقدامى المحاربين في الأشهر والسنوات المقبلة. حتى الآن هناك أكثر من 60 الف من قدامى الحرب المصابين في حرب العراق أو الذين يتلقون رعاية صحية ذهنية. وكل محارب قديم عاجز بشكل كلي مخول الحصول على 4ر1 مليون دولار في شكل مدفوعات عجز مدى الحياة اذا عاش 50 سنة اخرى. وتتراوح تقديرات الكلفة الاجمالية ما بين 200 بليون دولار الى 650 بليون دولار وهذا العدد قد حددته مجموعة من الأطباء قبل اسابيع. ودعونا نمضي مع الرقم الاصغر. مع كل ذلك فإن حرب العراق سوف تكلف ما لا يقل عن 2ر1 تريليون دولار وربما اكثر من ذلك. وسواء كان الامر بليون او تريليون ... أو زيليون.فعند هذه المستويات فإن الرقم المفترض يبدو ان له معنى اكبر من الرقم الحقيقي تقريبا. ومن ثم فإن الكتاب والمحللين يحاولون التأكيد على أهمية المبالغ عن طريق اظهار ما الذي كان يمكن ان تشتريه كل هذه الاموال. أشار احد المدونين انك تستطيع ان تشتري 480 مليون سيارة فيراري 612 بسعر 268 الف دولار للسيارة.وكان ذلك قبل سنة عندما كانت تقديرات كلفة الحرب يبلغ اجماليها حوالي 1.2 تريليون دولار فقط. يشير المؤلفان جوزيف ستيجليتز من جامعة كولومبيا وليندا بيلميز من هارفارد انه حسب اقل كلفة للحرب فانه كان بامكان الدولة ان توازن نظام الضمان الاجتماعي لمدة 75 سنة على الاقل. وها هي طريقة اخرى لانفاق 1ر2 تريليون دولار على مدى 10 سنوات: الغاء ضريبة الحد الادنى البديلة. توفير تعليم ما قبل المدرسة لكل طفل في الولايات المتحدة. منح كل مدرس في الدولة زيادة قدرها 20 الف دولار. مضاعفة ميزانيات البحث للسرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية. مع ذلك في النهاية فإن كل من هذه الارقام المقامرة لا معنى لها. فمن اجل شن الحرب فإن بوش لا يأخذ الاموال الموجهة لأغراض اخرى. بل انه ينفق الاموال التي لا تمتلكها الدولة. بحيث ان كل دولار تقريبا يتم انفاقه على الحرب هو دولار اخر يتم اضافته الى الدين الوطني. يحتج البعض في ادارة بوش بأن الانفاق على الحرب يحفز الاقتصاد بإضفاء نوع من التوازن على المعادلة. لكن اذا كان الامر كذلك، فلماذا تجد الادارة انه من الضروري طرح خطة تحفيز قيمتها 168 بليون دولار قبل أسابيع على الرغم انها تنفق 15 بليون دولار في الشهر على الحرب؟ وكما وصف لورانس ليندسي كبير المستشارين الاقتصاديين السابق لبوش"انها تأخذ الموارد التي يمكن ان تستخدم في بناء منازل أو تصنع ادوات منزلية او تبتكر او تطور تقنيات جديدة وتستخدمها بدلا من ذلك في صناعة الاشياء التي تفجيرها ليس في مصلحة الاقتصاد." ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 5 الأميرال المستقيل والمواقف المتوازنة افتتاحية اخبار العرب الامارات لم تقتصر التفجيرات في الشرق الأوسط على بغداد وأفغانستان وغيرها من البؤر الساخنة، إنما اقتبس الأميرال وليام فالون قائد العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان الأسلوب، دون الأداة، بتفجير استقالته من منصبه اعتراضاً على سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش تجاه المنطقة وخاصة ما يتعلق بمسألة البرنامج النووي الإيراني. وجاءت استقالة الأميرال فالون بعد أيام من نشر مقال له في مجلة ’’ايسكواير’’ تحدث عن اعتراضه على مواقف الادارة الأمريكية التصعيدية ضد إيران، معتبراً أن تلك السياسات قد تؤدي إلى حرب في المرحلة المقبلة، وهو ما يعارضه فعلاً وقولاً. ففي مجال الفعل فقد أبلغ رؤساءه السياسيين أن لا منطق في جر الولايات المتحدة وقواتها إلى حرب جديدة في المنطقة بلا مبرر أو ذريعة. وفي مجال القول فإنه كتب مقالاً صحفياً أشار فيه إلى خلاف بين اَرائه وأهداف السياسة العامة التي يتبعها الرئيس جورج بوش ، مما أدى إلى إرباك في مرحلة حرجة وساهم ذلك في عرقلة جهود القيادة في المنطقة. . وتمثل استقالة الأميرال فالون صوتاً مختلفاً عما يسود في إدارة بوش ، وهو صوت يحاول خلق توازن في المواقف والسياسات كي لا ينفرد الرئيس باَرائه التي سبق أن قادت الولايات المتحدة إلى مستنقعين في العراق وأفغانستان، وهما مستنقعان أصبح من الصعب الخروج منهما بسلام، إلا إذا غيّرت واشنطن سياساتها واعتمدت المصداقية ومنهج الحق في التعامل مع القضايا التي حولتها إلى قضايا ساخنة بين ليلة وضحاها، تنفخ فيها الجماعات اليهودية لتحولها إلى نيران مشتعلة في المنطقة. الجماعات الصهيونية تعمل بدأب ومثابرة لدفع الرئيس بوش والقوات الأمريكية إلى حرب ثالثة في إيران، تحت ذريعة الخطر النووي الإيراني على الكيان الصهيوني في حين أن وكالة الطاقة الدولية نفت أي مخاطر اَنية تهدد أياً من الدول في المنطقة، وحثت على التعامل مع الملف النووي الإيراني بهدوء وروية وعدم تشنج كي يستطيع العالم أن يبحث في مثل تلك الملفات بالحكمة والموعظة الحسنة، بدلاً من قيادة العالم إلى حرب لا يعرف أحد متى تنتهي أو أين حدود تأثيراتها وانعكاساتها. ومن الطبيعي أن تثير استقالة الأميرال مخاوف لدى السياسيين والبرلمانيين والعسكريين والمفكرين في الولايات المتحدة، إذ تشير إلى فقدان صوت العقل في الإدارة وهو الوصف الذي تبرعت به المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، أما رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي، فقد رأت أن استقالة الاميرال فالون تسبب ’’خيبة أمل لكثيرين كانوا يرون أن صراحته المعروفة تشكل مكسباً أساسياً’’. هكذا تفتقد الإدارة بعضا من الأصوات التي تحاول أن تحافظ على نوع من التوازن في المواقف والسياسات حتى لا تندفع الولايات المحدة مرة ثالثة نحو حرب مدمرة وقاسية لا يتحملها الأمريكيون ولا المنطقة. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 6 (عكاز) جلال الطالباني أمير المفرجي اخبار العرب كان لدبلوماسية وعلاقات العراق الدولية أهداف واضحة خدمت القضايا العربية والإسلامية منذ نشأة الدولة العراقية الحديثة. وكان للعراق البلد المؤسس في هيئة الأ· المتحدة والعضو المهم والأساسي في المجتمع الدولي، الوزن والثقل العالمي، حيث كان لاحترام القانون الدولي و الدبلوماسي العامل المُنظم لعلاقاته بين الدول واحترام رجال دولته وممثليه . . وقد أزاح مؤخرا تصريح الممثل التركي مراد اوجيليك عقب الزيارة الأخيرة للطالباني والذي أعلن فيه ’’إن زيارة الرئيس العراقي جلال الطالباني إلى تركيا هي زيارة غير رسمية بل زيارة عمل’’ الغطاء عن حقيقة الرؤية التي يراها الاَخرين للعراق ’’كدويلة ’’ ليس لها الشرعية المطلوبة ناهيك عن غياب أسس هيبتها الدبلوماسية المتعارف عليها بين الأ·. وهذا يترجم بدون أدنى شك عن مدى زوال مقومات الوطن العراقي وزوال كيانه كدوله ذات سيادة، بالاضافة إلى هبوط قيمة العراق الدولية إلى أدنى مستوى مقبول تفرضه الاَداب البروتوكولية من أجل التعامل مع رؤساء الدول. من هذا المنطق السيادي ومن حقيقة الوضع العراقي استقبل نائب رئيس الوزراء التركي جميل كشيشك ’’رئيس دولة العراق المُحتل’’ جلال الطالباني في زيارة لتركيا ولكن بأسلوب لا يتلاءم معه بصفته ك’’رئيس دولة ’’ بعد أن رفضت قيادة الجيش التركي استقباله رسميا أو توفير الحماية له، وبغياب ’’الاتكيت’’ أو المراسيم الرسمية المتبعة في تركيا لدى استقبال أي رئيس والتي تبدأ عادة بعزف النشيد الوطني أو فرش السجاد الأحمر حيث كان أسلوب الاستقبال يلاءم ممثل لجهة أو حزب سياسي أو عرقي وسط انتقاد واسع من متتبعي السياسة والعراقيين من الطريقة التي تم فيها استقبال رئيس جمهورية عراقية من قبل دولة أجنبية وبدون المستوى ألأدنى المطلوب. وعلي كل حال، فإن حقيقة صورة العراق اليوم هي صوره طبيعية تعكسها مرايا الاَخرين وكما يُرى بها عراق اليوم، وهي ليست بالتأكيد إشارات عنصرية ضد الطالباني كشخص أو أصل، فمن حق العراق من أن يكون له رئيس كردي أو عربي يقف خلفه الشعب الواحد في الوطن الواحد المستقل. ولكن أهذه هي حقيقة الواقع في العراق المُحتل التي يمثلها الطالباني والتي من خلاله ترانا دول العالم ومن ضمنها تركيا؟ الخلاصة من كل هذا هو إن المشاهد والمتتبع للوضع العراقي قد وجد في العراق ومن يُمثله وأقصد صورة ’’السيد الرئيس الفوتوغرافية وعكازه’’ الأخيرة في تركيا وما يعنيه ’’العكاز’’ في مجال الرمز وتفسيراته، حقيقة ما ألت به الأمور التي وصل إليها هذا البلد وضعف أسسه الوطنية وركاكة عموده الفقري الطائفي المرتكز على عصا الاحتلال الأميركية. إنها صورة عراق اليوم، عراق السيادة المفقودة والوصاية الاجنبية. وهي الصورة التي ترى بها عيون العالم عراق السيد ’’الرئيس ’’ جلال الطالباني وحاشيته في المنطقة الخضراء. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 7 بوش بانتظار ماكين: "حروب الوداع سعد محيو الخليج هل ينهي الرئيس جورج بوش حقبته في البيت الأبيض بالسيف، كما بدأها بالسيف؟ المخاوف كبيرة. وليس فقط عند غير الأمريكيين. كتب جيم هوغلاند في “واشنطن بوست”(3 آذار/مارس 2008): “جورج بوش يعد بمواصلة السير في أقصى سرعة طيلة ما تبقى من رئاسته، ويتعّين على الأمة الأمريكية أن ترد عليه لتطالبه بالاختفاء عن الساحة بالتدريج، إن لم يكن بسرعة”. وكتب أحد مساعدي المرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين: “فرصنا للفوز بالرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل ستعتمد ليس فقط على التخلص من ميراث بوش، بل أيضاً على ما قد يفعله هذا الأخير خلال الشهور المتبقية من ولايته”. المخاوف، إذاً، تبدو في محلها تماماً. وهذا سينطبق على وجه الخصوص على الشرق الأوسط، الذي حَوله الرئيس بوش خلال سنوات حكمه إلى الساحة الرئيسية لحربه العالمية أما الأدلة؟ فهاكم بعضها: * الضوء الأخضر الذي أعطاه بوش إلى رئيس الوزراء التركي أردوغان خلال اجتماعه به في البيت الأبيض الخريف الماضي، لشن العملية العسكرية في شمال العراق. هذا الضوء تضمن إطلاق يد العسكر الأتراك بشكل محدود لتعزيز مكانة حكومة أردوغان في أنقرة، من جهة، وفي الوقت نفسه عدم زعزعة مكانة حلفاء امريكا الأكراد في شمال العراق وفي بغداد، من جهة أخرى. * الضوء الأخضر الآخر(لكن الأقوى) الذي منحه الرئيس الأمريكي ل”إسرائيل” للقيام بالحلقة الأولى من سلسلة هجماتها على غزة بهدف تقويض حكم “حماس”. وهذا ما عكسته جولة وزيرة الخارجية الامريكية رايس في الشرق الاوسط، التي “شرعنت” خلالها كل عمليات الجيش “الإسرائيلي” ضد المدنيين الفلسطينيين. * دفن مقررات اجتماع أنابولس للسلام تحت أنقاض غزة، برغم عدم مرور أربعة أشهر على صدورها، الأمر الذي جعل وعود بوش بتحقيق التسوية الفلسطينية- “الإسرائيلية” قبل مغادرته البيت الأبيض موضع سخرية كل العالم. * حق النقض (الفيتو) الذي مارسه بوش ضد تشريع في الكونجرس يمنع وكالة الاستخبارات الامريكية “السي. آي. ايه “ من ممارسة التعذيب بالماء ضد “الإرهابيين”(عبر إشعارهم بأنهم يغرقون). هذا الفيتو تم برغم أن المرشح الجمهوري ماكين يعارض أيضاً هذه الانواع من عمليات التعذيب كونه أسيراً سابقاً في فيتنام. * وأخيراً، تصميم الرئيس بوش على”مواصلة النهج” (أي الحروب) في العراق وأفغانستان وباقي أنحاء العالم تحت يافطة “مكافحة الإرهاب”، برغم أن الكاتبين الأمريكيين ليندا بيلمز وجوزف ستيغليتز قدرا بأن حرب العراق كلفت الولايات المتحدة حتى الآن أكثر من 3 تريليونات دولار، الأمر الذي أرهق الخزينة الأمريكية وهدد بتعميق الركود الزاحف على الاقتصاد الامريكي. الرئيس بوش في كل هذه السلوكيات، لا يشبه بشيء كل أو معظم الرؤساء الأمريكيين في السنة الاخيرة من ولايتهم، والتي تتسم عادة بالجمود أو الشلل خاصة في مجال السياسة الخارجية. وهذه نقطة التقطها الرئيس الروسي السابق بوتين وعلَّق عليها بالقول: “أرجو ان ينتخب الأمريكيون رئيساً جديداً له رأس”. وهو كان على حق. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 8 طبول الحرب تقرع من جديد مازن حماد الدستور الاردن تخفي كلمات جورج بوش الدافئة التي امتدح بها الادميرال ويليام فالون ، حقيقة لا جدال فيها ، وهي ان هذا الادميرال الذي يقود القوات المركزية الامريكية والمسؤول العسكري الاول عن حربي افغانستان والعراق ، استقال وطلب التقاعد المبكر بسبب خلافاته العميقة مع ادارة جورج بوش حول كيفية التعامل مع ايران ، وقضايا أخرى. يستحق فالون التقدير لانه قرر الاستقالة وليس «للتقدم الذي حققه في افغانستان والعراق» ، كما قال بوش تعقيبا على تلك الاستقالة. ويستحق التقدير لانه قرر ان ينأى بنفسه عن اي مسعى متجدد لشن حرب على ايران خلال ولاية جورج بوش. ورغم ان الادميرال فالون معروف بقسوته على مساعديه ، فقد طور سمعة المطالب بالتفاوض ليس فقط مع الدول الصديقة للولايات المتحدة ، ولكن مع دول لها علاقات «متعبة» مع بلاده مثل ايران. وقد أزعج فالون المحافظين في واشنطن عندما تبنى اثناء قيادته القوات الامريكية في المحيط الهادي ، موقفا تصالحيا تجاه الصين. وكان مقال كتبه المحلل العسكري المعروف توماس بارنيت في مجلة «اسكواير» في عددها الاخير هو القشة التي قصمت ظهر البعير ، حيث ركز المقال على ملاحظات ابداها الادميرال فالون لقناة الجزيرة في الخريف الماضي قال فيها: ان القرع المستمر لطبول الحرب في واشنطن والموجه الى ايران ليس مفيدا ، وان على امريكا ان تعمل من اجل تجنب الحرب وخلق ظروف مختلفة. وقد ذهبت المجلة الى حد القول انه يحاول منع عمل عسكري امريكي ضد ايران ، لكن الخطير هو استنتاج الكاتب بأن التخلص من فالون قد يمثل اشارة مفادها ان الرئيس بوش ونائبه تشيني يعتزمان شن حرب على ايران قبل انتهاء فترة بوش الرئاسية الثانية في آخر السنة الحالية. وزير الدفاع روبرت غيتس الذي قبل استقالة فالون «بتردد وأسف» نفى ان تكون الاستقالة جزءا من عملية التمهيد لضرب ايران ووصف ما قاله الكاتب بارنيت بهذا الخصوص بأنه سخيف. وحتى الادميرال فالون نفسه انتقد مقال «الاسكواير» ووصفه بأنه بشع ومسموم. لكن استقالته المفاجئة بعد نشر المقال عززت التكهنات في واشنطن والشرق الاوسط بأن الخيار العسكري قد عاد الى الطاولة الامريكية لمعاقبة ايران على برنامجها النووي من جهة ودورها في العراق من جهة اخرى. وكان ذلك الخيار قد تراجع في الآونة الاخيرة ، وخصوصا بعد ان أصدرت وكالات الاستخبارات الامريكية الـ«16» في نوفمبر بيانا مشتركا بدأت فيه ايران من السعي حاليا لانتاج اسلحة نووية ، وأكدت ان طهران اوقفت برنامجها نوويا عسكريا في شهر اكتوبر عام «2003» ولم تعد إليه منذ ذلك الحين ، وفهم ذلك التقرير المهم على انه يعبر عن رغبة واضحة لدى مسؤولي المخابرات الامريكية بعدم لجوء واشنطن الى استخدامهم كذريعة لشن حرب على ايران ، مثلما فعلت الادارة عندما شنت حربها على العراق قبل خمس سنوات. الادميرال فالون اقر بوجود خلافات بينه وبين الادارة حين قال في كتاب استقالته ان «التقارير الصحفية الاخيرة التي تتحدث عن تعارض بين آرائي وأهداف سياسة الرئيس قد اصبحت تفرق «بدل ان تجمع» ، تؤثر على العمل في القيادة المركزية. وهذا ما جعل من الصعب عليّ ان اخدم مصالح الولايات المتحدة بفعالية». واذا كان روبرت غيتس قد أنكر ان للاستقالة علاقة بموقف امريكي اكثر عدوانية تجاه ايران يجري الاعداد له ، فقد طالب البعض ومنهم مرشح الرئاسة السابق السناتور جون كيري ، بتشكيل لجنة من الكونغرس لتقصي الحقيقة بشأن استقالة الادميرال فالون الذي وصفه بأنه «مثال آخر على ان مسؤولا جديدا قد تمت تصفيته لانه يقول الحقيقة». ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 9 لا بديل للعراق العربي نصوح المجالي الراي الاردن آخر ما نُقل عن صدام حسين قبل وفاته، قوله ''عراق بعدي لا يساوي شيء''، ونحن، نخالفه فعراق يتمكن منه أهله ويحررونه من الاحتلال والنفوذ الخارجي، ويقيمونه على احترام الإنسان العراقي، والتوافق السياسي واحترام الجوار والتنوع المذهبي والعرقي، واعتباره مصدراً من مصادر اغناء الحياة في العراق، قطعاً سيكون مهماً في المنطقة، له ولابنائه فالأوطان ابقى من الأشخاص والقادة. لكن من يحتلون العراق، في الخفاء والعلن واقصد إيران، والولايات المتحدة، لا يريدون للعراق أن يكون شيئاً مهماً، بدليل أن العراق بعد خمس سنوات من الغزو ما زال غارقا في الفوضى السياسية، والاحتراب الطائفي، والفتنة الوطنية؛ وفقدان الأمان، والثارات والنهب الداخلي، حتى اصبح الهدف الأهم لأي مواطن فيه، اللجوء إلى مكان آمن بعيداً عن فوضى العراق وكوارثه التي تحصد الأبرياء خبط عشواء. قطعاً مثل هذا العراق، الذي أسماه أحمدي نجاد عراق ما بعد صدام، لا يساوي شيئا في حسابات الدول والشعوب، رغم ان ما يتوفر للعراق من ثروات لا يضاهيه شيء مثله في الدول المحيطة بالعراق. لقد كان العراق، وزناً، ودوراً، وبعداً عربياً وحضارياً شيئاً مهماً، في العهود العربية التي عاشها، وفي الزمن الذي عرفناه، رغم ما دار من حول العراق من مؤامرات وحروب وأزمات مفتعلة، فقد كان للعراق وشعبه ودولته هوية واضحة، ومشروع عربي، تآمر عليه الخائفون منه في الجوار وإيران تحديداً، التي قاتلت العراق ثماني سنوات واعتبرته عدوها الأول بعد الثورة، ثم إسرائيل التي ألبت حلفاءها على العراق، والذين خدعوا العالم ولفقوا مبررات العدوان الذي دفعت اليه زُمَرٌ صهيونية، مارست الكذب والتلفيق السياسي حتى لا يبقى العراق، قوياً أو شيئاً مهماً، وحتى يتحول الى ساحة للفوضى، وطوائف متصارعة وأقاليم مفككة، ودولة لا تملك أمرها ولا مقدراتها. لقد اعادت زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للعراق والتي تمت تحت حراب الاحتلال، كل ذلك، فالزيارة كما قال نجاد، ''لعراق بدون صدام'' قطعا زيارة سعيدة لايران ورئيسها ولكنها بالنسبة للعراقيين الأحرار زيارة محزنة لأنها زيارة من يأتي الى مسرح الجريمة ليرى ما حل بأعدائه، ولمشاهدة أشلاء العراق نتيجة التآمر الذي تعرض له العراق، على أيدي أتباعه الطائفيين، وشركائه من الغزاة المحتلين. فالرئيس الايراني زار العراق، بعد ان سهلت بلاده وحلفاؤها من الطائفيين، وبعضهم ممن انضم لايران في الحرب على العراق مثل قوات بدر، مهمة قوات الاحتلال في غزو العراق واستباحته من الداخل فبينما كانت آلة الحرب والاحتلال، تدمر دولة العراق ومنجزاته وتراثه وما يمثل هويته العربية كانت جيوش العصابات والميليشيات التابعة لإيران، وعناصرهم المتغلغلين في أجهزة الأمن العراقية، تنفذ الشق الآخر من المهمة، وتخوض معركة لتصفية كل ما له وجه عربي، بتصفية كوادر الجيش العراقي، والدولة والقوى السياسية والعلماء، والشخصيات الوطنية، والقوى السنية وكل من يعارض النفوذ الإيراني حتى لو كان متقاعداً او مواطناً بعيداً عن المسؤولية، وقاد الحملة ضباط ومسؤولون من الحرس الثوري الإيراني، والذين ما زالوا يؤدون المهمة في تنفيذ فصل الانتقام، او الفصل ما بعد الأخير للحرب الإيرانية العراقية. ولهذا، فزيارة أحمدي نجاد للكثيرين في العراق زيارة غير مُسرة ومؤلمة، لانها تماماً مثل زيارات قادة البلدان التي شاركت في الاحتلال والغزو القصد منها التأكد ان جريمة هدم العراق قد تمت بنجاح. كنا نتمنى ان تقوم بين إيران وجوارها العربي المسلم علاقات تقوم على الاحترام، وقيم الاسلام والتعاون وعدم التدخل في شؤون الآخرين واحترام العلاقات التاريخية بين الشعب العربي، والشعب الفارسي، لكن هذا المطلب بعيد المنال، ما دام الإيرانيون، يديرون برنامجاً فارسياً قومياً وامبراطورياً، من تحت العمائم، يهدف الى التغلغل والسيطرة على بلاد العرب، وملء الفراغ المزعوم بذرائع دينية وسياسية، وهو البرنامج الذي يلتقي عملياً مع برامج الدول والقوى التي تحتل العراق، حتى أن العراق تُصَرّفُ أقداره بين ما يطمح اليه خامنئي، وما يريده تشيني، في تقاسم وظيفي لا مثيل له في التاريخ. سيكون العراق شيئاً مهماً في أمتنا، وفي وجودنا العربي والإسلامي، عندما يتخلص من الدعوات الشعوبية والطائفية، والتغلغل الفارسي، والغزو الأميركي الذي دفع إليه المكر الصهيوني، ويعود لوجهه الوطني والعربي، فالعراق دحر، ثمانية وعشرين احتلالاً، في تاريخه الطويل ذابت في رمال العراق، وتحت ضربات ابنائه الأحرار، والطامعون اليوم فيه ليسوا استثناء ولا يسرع ذلك سوى صحوة الأمة، بعد ان اصبحت ذيول السياسات التي تطبق في العراق تحيط بالمنطقة العربية، وتقسّم العراق، ولبنان، وفلسطين، وتنذر بما هو أخطر. زيارة نجاد للعراق، تأتي في المكان والأسلوب الخطأ في ادارة العلاقات الإيرانية مع العرب، ولترمز الى تكامل الادوار بين المحتلين والغزاة وحلفائهم الطائفيين في العراق والذين يجمعهم هدف تغييب هوية العراق العربية، واضعافه. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 10 العراق.. التحسن الأمني الكاذب نواف ابو الهيجاء الدستور تزعم الاوساط الامريكية ان هناك تحسنا امنيا كبيرا في وادي الرافدين. وتعزو ذلك الى زيادة عديد القوات الامريكية بناء على تنفيذ قرارالرئيس الامريكي قبل نحو من عام من الآن . والقيادات العسكرية في الساحة العراقية تدرك تماما ان الزعم ليس اكثر من ( امنية ) بدليل انها لم تقرر بحسم وبالدقة ان كانت ستسحب في نهاية تموز ما يربو على الثلاثين الفا من مجموع القوات الامريكية الموجودة في العراق ، وهو الرقم الذي ضم الى القوات العاملة ميدانيا في الساحة العراقية بعد تنفيذ القرار المذكور. يستند الامريكيون الى تدنى مستويات العمليات التفجيرية والانتحارية في العاصمة العراقية ، وتجاهل الحقائق التي تدرك ان الاعلان عنها يعني الاقرار بفشل كل الخطط العسكرية - الامنية التي تعتمدها ادارة البنتاغون في مواجهة المقاومة العراقية - تلك المقاومة التي توجه جهودها نحو قوات وآلات الاحتلال ، ومواقع القوات وقواعدها العسكرية في جميع ارجاء العراق. حقيقة الامر ان ( التحسن النسبي ) الذي حدث لم يكن الا نتيجة تراجع كبير في الاقتتال الطائفي ، ونجاح الشعب العراقي في اظهار وابراز الفارق بين المقاومة وبين الارهاب - مع وعي عميق بالدوافع والجهات التي اججت الصراع بين العراقيين على الهوية والانتماء الاثني والعرقي. ان ما ينشر يوميا من اخبار العمليات في العراق يقول ان هناك - في الحد الادنى - نحو خمسين عملية يوميا . واذا ما استثنينا العمليات الارهابية التي تستهدف العراقيين المدنيين منهم وقوات الامن والجيش والشرطة - فان المتبقي لا بد ان يتجاز الرقم خمسة وعشرين عملية في اليوم تستهدف القوات والآليات والقواعد الامريكية . اي ما معدله بين سبعمائة وثمانمائة عملية في الشهر. امتناع الاحتلال عن نشر ارقام خسائرة في الافراد والمعدات قرار اتخذ منذ نحو عام ومع ذلك فانه يضطر احيانا الى الاعتراف بخسائره في الافراد .. كما حدث يوم الاثنين العاشر من آذار الجاري حين اعترف بمصرع خمسة من جنوده وجرح ثلاثة آخرين في عملية بالمنصور في فلب العاصمة العراقية . كما ان المحتل لا ينشر الخسائر التي تقع في صفوف المرتزقة ( المتعاقدين ) الامنيين وهي خسائر كبيرة ويتكبدها افراد الشركات الامريكية - ( مثل بلاك ووتر ) وبمعدل يومي ايضا. ولا بد هنا من تذكير الناس جميعا بأن النجاح الامريكي في العراق لا يتقرر بمجموع خسائره المادية ، بل ايضا في الخسائر ( غير المنظورة ) مثل اعلان ان اكثر من (12لفا ) من جنوده يعانون من مشاكل في السمع والصداع المزمن - الى جانب زيادة ملحوظة في عدد من يقدمون على الانتحار من افراد قوات الاحتلال .. وبالطبع فالكلفة المالية للاحتلال ازدادت وبشكل لافت في الآونة الخيرة مما قد يرفع التكلفة الكاملة خلال السنوات الخمس - من الاحتلال - اكثر من تريليوني دولار - مرشحة للازدياد. التحسن الامني المزعوم لم يمنع من حدوث تفجيرات ( في المثلث ) الآمن - في كردستان العراق - السليمانية مثلا . عليه فالانخفاض في عديد العمليات ( الارهابية ) هو الملموس ، لكن ذلك على حساب القوات الامريكية - حيث ان عدة مجاميع من الذين حرفوا البندقية العراقية عن هدفها الرئيسي ( القوات الامريكية ) رجعت الى الصواب وراحت تستهدف - من جديد - قوات المحتل الامريكي - البريطاني ومن معهما في الاحتلال . وهذا يعني ان التحسن الامني - ان حدث - فهو تحسن في الوعي العام للمقاومة والمنظمات التي تستهدف المحتل وحده.. وكذا قوات وافراد المرتزقة ( الامنيين ) الذين لاتحسب خسائرهم ضمن القائمة الرسمية لخسائر قوات الاحتلال التي وصل عددها حتى الآن (4 الاف قتيل حسب البنتاغون - مع ان الجرحى يزيد عديدهم على الثلاثين الفا ، وباعتراف البنتاغون بالذات. على الادارة الامريكية ادراك حقيقة مفادها انه ما دامت تحتل العراق الوضع الامني سيظل متفجرا ، كما تتفجر القنابل والالغام بناقلات الاحتلال وبالقواعد التي تؤويها اكانت في قلب المدن العراقية ام بعيدة عن المدن والقصبات والقرى العراقية. nawafabulhaija@yahoo.com ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 11 ماذا تسمون هذا؟ جعفر عباس اخبار الخليج البحرين مازلت عند تعهدي بعدم الخوض في الشأن السياسي على نحو مباشر، إلا نحو 4 مرات في السنة.. واليوم واحد من تلك المرات الأربع! أريد منكم مساعدتي في الحصول على إجابة للسؤال: بم تفسرون إصرار الولايات المتحدة على البقاء في العراق؟ الطمع في ثروات العراق النفطية؟ سأثبت لكم بالأرقام أنه حتى لو احتلت الولايات المتحدة العراق وصادرت ثرواته النفطية لعشرين سنة، فإنها «تطلع خسرانة«، تفسيري الخاص هو أن الأمر يتعلق بالغباء والعناد.. يدخل شخص ما في صفقة تجارية برغم نصح الآخرين له بأنها ستكون خاسرة، ويدرك بعد مرور بعض الوقت أنه فعلا خاسر، ولكنه يركب رأسه ويمضي بالصفقة الى حيث لا يدري فتتراكم عليه الخسائر ولكن «الرأس الناشف والكبرياء« يجعلانه يزعم بأن مرحلة الأرباح وشيكة.. خلال خمس سنوات أنفقت واشنطن على حربها في العراق أكثر مما أنفقته في 12 سنة في حرب فيتنام وضعف ما أنفقته على الحرب الكورية.. خلال عام 2008 الجاري ستكون كلفة الحرب في العراق 13 بليون (بالباء) دولار شهريا، وهو ما يعادل الميزانية السنوية لـ39 ولاية أمريكية.. وهذا المبلغ لا يتضمن مخصصات جمع المعلومات والتجسس إلخ، وبعد ان يجيز الكونغرس الموازنة التكميلية لحرب العراق والبالغة 200 بليون (بالباء) دولار سيكون جملة مخصصات حربي العراق وأفغانستان 845 بليون (بالباء أيضا) دولار... خذ في الاعتبار ان هذا المبلغ لا يشمل الميزانية السنوية لوزارة الدفاع الأمريكية والبالغ قدرها 500 بليون (بالبون على رأي عادل إمام) دولار... والأمريكان فلقوا رؤوسنا بالحديث عن احترام الإنسان وعن أن حياة الجندي الأمريكي لا تقدر بثمن.. كلنا نعرف «فوائد ما بعد الخدمة« وهي المكافأة التي يتقاضاها الإنسان بعد انتهاء خدماته لدى جهة ما، وللجيش الأمريكي شيء اسمه «فوائد ما بعد الموت«.. يعني: يا جندي يا باسل اذهب وقاتل ومت في سبيل وطنك مرتاح البال لأن عائلتك ستنال مكافأة دسمة!! مع بداية الحرب كانت الحكومة الأمريكية تدفع 240،12 دولارا لعائلة كل جندي يقتل في الميدان، ثم ادخلوا نظام التأمين على الحياة وارتفعت مكافأة الموت الى 000،400 دولار، يعني من يموت في حادث مروري يتقاضى ذلك المبلغ مضروبا في عشرة!! بحسب قوانين الصحة والسلامة الأمريكية فإن حياة الشخص المنتج تساوي 7 ملايين دولار، ولو طبقت تلك القوانين على ضحايا حربي أفغانستان والعراق لكلف ذلك الخزينة الأمريكية 28 بليون دولار. 845 بليون دولار للحرب؟ لو وزعوا رُبع ذلك المبلغ على الأفغان والعراقيين، وقالوا لهم: عليكم بأنفسكم، لارتفع مستوى معيشتهم الى مستوى معيشة المواطن السويدي، عندنا في دارفور خصصوا بليون دولار لنشر قوات دولية في الإقليم، ولو أعطوا أهل دارفور نصف ذلك المبلغ ليحفروا الآبار ويشقوا الطرق لأعادوا تسمية منطقتهم «دار سويسرا«. jafabbas19@gmail.com ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 12 الأبواب المغلقة ..! علي قاسم الثورة سوريا استقالة الأميرال ويليام فالون قائد العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ليست الأولى في سياق الاحتجاج الداخلي الأميركي على سياسات البيت الأبيض في المنطقة , وخصوصا في شقها الحربي , لكنها الأكثر دلالة ووضوحا من بين الأصوات المعترضة على سلوك الإدارة الحالية. وإذا كانت الاستقالة الشكل الأكثر تعبيرا عن الأبواب المغلقة التي وصل إليها الحوار داخل الإدارة الأميركية , فإن خطاب الاستقالة يشرح ما هو أبعد من ذلك ويصل حد الاتهام مرورا بالوضع المربك الحالي للسياسة الأميركية , وانتهاء بالفهم العام للاختلافات بين آراء العسكريين الأميركيين وسياسة الإدارة التي تجعله ينصرف عن المهمة, كما ورد في كتاب الاستقالة . وحين يضاف إلى ذلك التسريبات التي تناقلتها وسائل الإعلام حول نقاط الخلاف التي حدت بالأميرال فالون للاستقالة , فإن الصورة تبدو أكثر وضوحا من أي وقت سابق , وفي مقدمتها أن الإدارة الحالية مازالت تصر على التعاطي مع مشاكل المنطقة بمنطق القوة الذي واجه فشلا ذريعا على أكثر من صعيد . وبالتالي فإن الحديث عن تبدلات في السلوك الأميركي, لا يعدو كونه مجرد تكهنات واستنتاجات لا تستند على أي وقائع , ولا سيما حين تحضر البوارج الأميركية في أكثر من منطقة من العالم , في عودة إلى سياسة استعراض العضلات التي تبدو ورقة ما زالت إدارة الرئيس بوش مصرة على التمسك بها . وفي وقت يقر الرئيس الامريكي جورج بوش بأن القوات الامريكية في العراق لم تحقق تقدما ملحوظا وان المكاسب التي تتحقق ضعيفة وهزيلة, ثمة أكثر من سؤال تطرحه استقالة الأميرال فالون , وفي هذا التوقيت بالذات .! حيث الأبواب المغلقة تخفي وراءها ما تخفيه . ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 13 المقاومة العراقية في غزة مهنا الحبيل الشرق قطر كانتْ رسالة قوية الدلائل وواضحة المعالم دقيقة الهدف تلكَ التيْ وجهها رئيس الوزراء الفلسطيني والقيادي التاريخي الجديد للحركة الإسلامية العالمية في كلمته عبرَ الهاتف التي ألقيت في اجتماع مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشهرَ الماضيْ في الدوحة والذي كان احد جهود الاتحاد وسماحة الامام الوالد الشيخ يوسف القرضاوي في نصرته الفاعلة والحاضرة بقوة لغزة المحاصرة. كانتْ الرسالة الأولى لابو العبد بعدَ ن اختتم المحاور الرئيسية لكلمته فبادر ووجَّه الشُكرْ والتقدير للمقاومة الإسلامية الوطنية العراقية وذلك حينَ أطلقتْ هذه المقاومة وعبرَ فصائلها الرئيسية برنامجاً ميدانياً يُركز الاستهداف على قوات الاحتلال الأميركي في العراق وأسموا العملية انتصاراً لغزة وحينَ بدأت حرب الإرهاب النازية الجديدة ليلَ الخميس والجمعة الماضي عززت طلائع المقاومة الإسلامية الوطنية في العراق عملياتها ضد الرديف الطبيعي لجيش الإرهاب الصهيوني وهيَ في هذه الحالة وبكل امتياز الولايات المتحدة الأميركية. وكانَ أولُ بيانٍ صدرَ لمساندة شعبِ غزة ومقاومتها وحكومتها الشرعية من هيئة علماء المسلمين في العراق بقيادة الشيخ حارث الضاري الزعيم العراقي الكبير، هُنا تعود الدلالة للتوحُّد إنها الهوية الحقيقية لأرضنا العربية وهيَ المقاومة الإسلامية الراشدة المتحدة الأصول والجذور والفهم والوعي والفكر إنها محور الشعب العربي. ومنَ الرياض السلفية.. رسالة أخرى لقد قدمت الأحداث الأخيرة التي نُعايشها في الحرب الإرهابية على غزة دليلاً آخر على صلابة الموقف الشعبي الإسلامي وتياراته الرئيسية وحجم الوعي المتزايدْ على صعيد النخبة الثقافية بمشهد المعركة الحقيقي وثقافة الوعي السياسي لها، وهوَ ما جعلَ كلْ محاولات تفتيت جبهة التضامن العربي الإسلامي المصطفة خلفَ حماس في فلسطين وخلف المقاومة الإسلامية الوطنية في العراق أن تكونْ أمصالاً مضادة تُقوي هذه الجبهة لا تُضعفها وتنتكسُ عندها الدعايات المغرضة التي تسعى لتنالَ من العمق الشعبي الموحَّد خلف حماسْ. لقد برزَ ذلك في حديث الداعية السلفي المعاصر الدكتور عبدالعزيز الفوزان إلى قناة الأقصى، وأخصُّ الدكتور الفوزان بهذا الموقف لأن حديثه كان في غاية الذكاء والفطنة حينَ حول خطابه إلى محورين رئيسيين الأول: تأكيد المقاومة المشروعة والإشادة بها وبتضحيات الشعب الفلسطيني وبحكومته الشرعية والالتحام معها والصراحة القوية والواضحة في تجريم التخاذل عن نصرة هذا الشعب. والمحور الآخرْ تركيزه على أنَّ هذا المشهد البطوليْ يجبُ أن يُسند وأن يُنتصر لضحاياه وليسَ تقديم الوعظ لهم فهم من يعظنا ويُعلمنا معنى الفداء والتضحية بل كان وعيْ الشيخ الفوزان متقدماً حينَ عرَّج على حجم المؤامرة السياسية التي حيكت ضد الشعب الفلسطيني وشعب غزة على الخصوص. وهُنا تبرز لنا دلالة الرسالة كيفَ أن هذه المقاومة العظيمة توحد الأمة وتجمع صفها ولو كانَ ضريبة ذلك شلالٌ من الدماء يقض مضاجعنا في كل حينْ ولكن ماذا عسى أن نقول حين كنا نُذبح ونقتل في الزمن الماضي، أكان الذبح داخليا أم خارجيا دونَ هدفٍ أو قضية موحدة تلتزم الهوية؟! إنها بالفعل اليوم رايتُنَا الحقيقية. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 14 بوش والتشبث بصواب خيار الحرب افتتاحية البيان الامارات بعد كل الذي جرى وتداعياته الكارثية، التي ما زالت تتوالى وحتى إشعار آخر؛ يصرّ الرئيس بوش على تصنيف حربه على العراق، في خانة القرار الصائب. لم يكن ما حفلت به السنوات الخمس الماضية، من فواجع الحرب ومآثرها، كافياً لحمله على اجتناب عبارة « صواب»؛ في تقييمه لذلك القرار؛ أثناء خطابه الذي ألقاه أمس الأول، أمام اتحاد الإذاعات الدينية، في واشنطن. وفي نفس اللحظة، تقريباً، كان أحد كبار القادة العسكريين الأميركيين، يعلن استقالته ـ أو طلب منه تقديمها؟ بسبب تصادمه مع توجهات الرئيس بوش؛ في الشرق الأوسط. وبالتحديد حول الطابع الحربي لهذه التوجهات؛ في العراق وإيران. يشي هذا التشبث، الذي تزامن مع استقالة الجنرال وليام فالون، قائد القوات الأميركية في المنطقة الوسطى من العالم ـ ومنها الشرق الأوسط ـ؛ بأن الجدل الدائر داخل الإدارة، حول سياسة العصا؛ قد بلغ أقصاه ولم يعد بالإمكان حجبه؛ ولا تجسير خلافاته. الأهم، أن الرئيس بوش ليس فقط صاحب الكفة الراجحة، في هذا الجدل؛ بل إنه عازم على ـ أو في أقل تقدير أنه لا يستبعد ـ مواصلة العمل بهذه السياسة، في غير الساحة العراقية. وبالذات في التعامل مع إيران. وربما كان ذلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير؛ وأدّت إلى استقالة فالون، قبل مرور سنة على تعيينه في منصبه. على الأقل هذا ما توحي به وقائع الاستقالة. فالجنرال الذي لجأ، خلافاً للتقاليد العسكرية، إلى الصحافة للكشف عن خلافه مع الرئيس بوش؛ بدا من كلامه وكأنه أراد المغادرة، قبل أن يحصل ما لا يوافق عليه ولا يرتضي بأن يكون من المنتسبين إلى دائرته. مجلة «أسكوير» الأميركية التي نشرت له، في عددها الأخير، مواقفه الخلافية، مع البيت الأبيض؛ وصفته بأنه «الرجل الوحيد الذي يمكنه صرف نظر الرئيس بوش عن الذهاب إلى الحرب، مع إيران». والمعروف أن الرئيس يردّد دوماً بأنه، في القضايا العسكرية، يستمع أولاً إلى ما يقوله ويراه القادة العسكريون المتواجدون على الأرض. لكن على ما يبدو لم يستمع، هذه المرة، إلى الرجل الميداني الأول، في المنطقة. ليس ذلك فحسب، بل إن هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك ليقول إن مغادرة فالون لمنصبه « لو حصلت فإنها ستكون بمثابة إشارة إلى أن الرئيس بوش ينوي الدخول في حرب مع إيران»؛ على حدّ ما نسب إلى البروفسور السابق في أكاديمية العلوم البحرية الأميركية، توماس بارنيت؛ وهو كاتب المقالة التي حوت آراء فالون في «أسكوير». الرئيس بوش، اغتنم عشية الذكرى الخامسة لحرب العراق المدمرة، لتعويم قراره بشنّها. الحصيلة على الأرض، تحكم على محاولته بالفشل. إن لم يكن بالإعدام. في أحسن الأحوال تضعها في خانة المكابرة، التي لا تقوى على تغيير الحقيقة ولو بمقدار ذرة. وها هو جنراله ـ باستقالته ـ ينسف هذه المكابرة؛ وربما حاول قطع الطريق على مكابرة أخرى أدهى وأخطر. |
السبت، 15 مارس 2008
صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 13-03-2008
صحيفة العراق الالكترونية الاخبار والتقارير 13-03-2008
صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 12-03-2008
نصوص الافتتاحيات والمقالات ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 1 مجلس حقوق الإنسان في جنيف يستمع لتقرير حول استخدام المرتزقة في الحروب اذاعة الامم المتحدة ناقش مجلس حقوق الإنسان اليوم تقرير المقرر الخاص المعني بمسألة استخدام المرتزقة كوسيلة لإعاقة ممارسة حق الشعوب في تقرير المصير خوسيه غوميس ديل برادو. وقال ديل برادو للمجلس إن الشركات العسكرية والأمنية الخاصة تضطلعُ بأنشطتِها في مجالٍ مَشوبٍ بالغموض تُرتكب فيه انتهاكاتُ حقوقِ الإنسان دون عقاب. وأضاف أن هذا الأمرُ يبين عدمَ كفايةِ مدوِّناتِ السلوكِ التي تحكُمُ عملَ هذه الشركات مشيرا لأمثلة منها حالاتِ التعذيب في سجن أبو غريب، والمجزرةَ التي سقط جرّاءَها سبعةَ عشرةَ قتيلا من المدنيين في بغداد في السادس عشر من شهر أيلول/سبتمبر 2007 برصاص العاملين في الشركات الأمنية الخاصة وأضاف: "لم تَصدر أيُ عقوباتٍ بحق شركة بلاكووتر على خلفية أحداثِ أيلول/سبتمبر وحتى اليوم لم تعاقبِ الولاياتُ المتحدة أو تحاكمْ أحداً أمامَ محاكمِها." وقد استمع مجلس حقوق الإنسان كذلك لتقارير من المقرر الخاص المعني بالآثار الضارة لنقل وإلقاء المنتجات والنفايات السُّمية والخطرة بصورة غير مشروعة على التمتع بحقوق الإنسان وتقريرٌ لرئيسة الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي. واستمع المجلسُ أيضا إلى كلمةٍ ألقاها وزيرة العدل في تيمور-ليشتي لوسيا لوباتو. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 2 بانوراما: الصدر يعلن انعزاله.. ويقر بفشله في تحرير العراق العربية نت الفيضي: التيار الصدري مقبل على أيام صعبة مقتدى الصدر شخصيته ومسيرته الدينية والسياسية هل الانعزال هو وسيلة للملمة التيار الصدري؟ اسم البرنامج: بانوراما مقدم البرنامج: منتهى الرمحي تاريخ الحلقة: لسبت 8/3/2008 ضيوف الحلقة: صلاح العبيدي (مسؤول إعلامي بمكتب الصدر) كاظم المقدادي (كاتب صحفي) د. محمد بشار الفيضي (ناطق باسم هيئة علماء المسلمين) التيار الصدري ليس تنظيمياً سياسياً بمعنى التنظيم وليس حزباً سياسياً بمعنى الحزب, والتيارات دائماً تتعرض لبعض التعديلات لإجراء الخطوات المناسبة لوضع سياسي أو ديني مناسب, لكن مع هذا أنا أعتقد لا يمكن أن يتخلى السيد مقتدى الصدر عن هذا التيار وهو تيار مهم وفاعل بالحركة السياسية في الساحة السياسية العراقية كاظم المقدادي - ما هي الأسباب الحقيقية وراء انعزال مقتدى الصدر ؟ الفشل في تحرير العراق كما قال؟ أم لانشقاق داخل تياره أم الدراسة من أجل المرجعية؟ - وما هي تداعيات عملية القدس الغربية ضد مدرسة دينية يهودية على مستقبل المفاوضات مع إسرائيل وعلى القمة العربية؟ منتهى الرمحي: أهلاً بكم معنا إلى بانوراما الليلة, هذان العنونان سيكونان محور حلقتنا لكننا نتوقف أولاً مع موجز بأهم الأنباء. [فاصل إعلاني] منتهى الرمحي: أهلاً بكم من جديد, محبط, وناقم, ذلك هو حال الزعيم الديني الشيعي مقتدى الصدر, الذي أصدر بياناً فسر فيه لاتباعه سبب انعزاله وابتعاده في الفترة الأخيرة. وأوضح الصدر أنه يشعر بالإخفاق في تحرير العراق وتحويله إلى مجتمع إسلامي, مقراً في الوقت نفسه بوجود انشقاقات داخل تياره, وتفرق الكثير من المقربين عنه لأسباب دنيوية ونزعة استقلالية تسلطية كما قال. وقد تبرأ الصدر مؤخراً من اثنين من تياره هما الشيخ عدنان الشحماني وأحمد الشريفي اللذان انشقا وشكلا تنظيمين سياسيين, وأوضح الصدر أنه آثر التفرغ للدراسة حسب وصية والده, وهو ما جعل بعض المصادر رغم نفي المقربين منه تشير إلى أنه في مدينة قم الإيرانية لمواصلة دراسته في الحوزة هناك, والحصول على المرجعية التي ستمكنه من تدعيم مكانته الدينية وزعامته السياسية في البلاد. فهل هي إذاً فترة إحباط وفشل في مواجهة الواقع المتأزم لتياره؟ أم أنه ابتعاد للعودة برتبة آية الله التي ستجعله يمزج بين المكانة الدينية والزعامة السياسية؟ الصدر يعلن انعزاله.. ويقر بفشله في تحرير العراق نجاح محمد علي: هذا هو الظهور الأخير للسيد مقتدى الصدر قبل أن يحتجب من مريديه وأتباعه, منذ 25 من آيار مايو الماضي قرر الصدر تخفيض حجم ظهوره العلني وقيل وقتها إنه في إيران, وبعد أن تجددت الهدنة التي فرضها على جيش المهدي الذي أسسه, أعلن في بيانٍ نادر أنه قرر الإنعزال وليس الاعتزال احتجاجاً على بقاء القوات الأجنبية, وعدم انصياع الكثير من اتباعه وانحرافهم عن جادة الصواب, وتبرئه من عدد من المحسوبين عليه اتهموا بالتورط في أعمال قتل طائفية. أبرز ما في بيان الصدر هو قراره التفرغ للدراسة الحوزوية المتقدمة وفقاً لوصية والده الإمام محمد صادق الصدر, غير أن بعض المقربين منه ذكر أن الصدر يفكر بشكل جاد بإعادة هيكلية تياره, وربما يحلّ جيش المهدي ويحوله إلى حزب سياسي. ويقال إن الصدر حتى قبل أن يعلن عن غيبته الجديدة أرسل عدداً من ممثليه إلى المدن والقصبات العراقية لبحث إمكانية تأسيس حزبه السياسي الموعود ربما قبل انتخابات مجالس المحافظات المقررة مبدئياً في أكتوبر المقبل. وتشير معلومات إلى أن السيد مقتدى الصدر تلقى تحذيراً جدياً نقله مستشار الأمن القومي العراقي, بأن القوات الأميركية وربما أيضاً الحكومة العراقية تنوي فتح ملفات جنائية ضده, منها ملف السيد عبد المجيد الخوئي الذي اغتيل عقب سقوط النظام السابق في النجف الأشرف, وأنها ستستخدم بعض المقربين منه للإدلاء بشهادات ضده لتقديمه إلى المحاكمة. ورغم إقرارهم بالولاء للصدر فقد أثار بعض أفراد جيش المهدي تساؤلات علناً بشأن قراره الانعزال, خشية أن تستغل القوات الأميركية ذلك لاعتقال المزيد من أنصاره. وأشار الصدر بامعتاض إلى إخفاقه في تحرير العراق وجعل مجتمعه إسلامياً مؤمناً مخلصاً, وذكر أن تفرق الكثير من المقربين عنه لأسباب دنيوية ونزعة استقلالية تسلطية هو من الأسباب وراء انعزاله الذي سيستثمره بإيجابية للحصول على الاجتهاد والتحضير للمنافسة على المرجعية الدينية, خصوصاً وأن مقتدى الصدر وأنصاره لا يعترفان إلا بما يصفانها المرجعية الناطقة. نجاح محمد علي - العربية منتهى الرمحي: معنا من بغداد السيد صلاح العبيدي المسؤول الإعلامي في مكتب الصدر, ومعنا من بغداد أيضاً السيد كاظم المقدادي الكاتب الصحفي, ومعنا من عمان الدكتور محمد بشار الفيضي الناطق الإعلامي باسم هيئة علماء المسلمين, أهلاً بكم جميعاً. وأبدأ مع ضيفي من بغداد السيد صلاح العبيدي أولاً, سيد صلاح لماذا الانعزال الآن؟ يعني تفسيرات كثيرة بالرغم مما قاله الصدر, برغم من الرسائل التي وجهها إلا أن المراقبين والمتابعين يفسرون تفسيرات عديدة لانعزال الصدر, كيف ماذا تقولون أنتم؟ صلاح العبيدي: بسم الله الرحمن الرحيم, النقطة الأولى أن انعزال السيد مقتدى الصدر لم يبدأ الآن, الانعزال الأخير بدأ من قبل ثمانية أشهر تقريباً وكان آخر ظهور له في مسجد الكوفة المعظم كإمام جمعة هناك قبل ثمانية أشهر كما ذكر التقرير. السيد مقتدى الصدر أوضح حالة وقيّم حالة سابقة وحالية لما يجري في العراق وما يجري في داخل التيار الصدري كذلك, لذلك ما يمكن أن يحلله المحللون قد يتناثر بعيداً يميناً أو يساراً. ولكن هنالك حالة ضرورية جداً من أن العراق مر بمرحلة انتقالية مهمة جداً كانت في عام 2007 خلفت ما كان من مآسي في عام 2005 و2006 وبدأت بفتح صفحة جديدة, نرى أنه من الممكن أن نستثمرها لما فيها خير ومصلحة العراق. السيد مقتدى الصدر يفكر بجدية في هذا الموضوع, وكانت هنالك خطوات كبيرة من التيار الصدري من مكتب الشهيد الصدر من السيد مقتدى الصدر من الكتلة الصدرية بهذا الاتجاه اتجاه المتغيرات, وليس البقاء على ما كان في الحالة السابقة. كانت هذه الخطوات من خلال الانسحاب من الحكومة العراقية, الانسحاب من الائتلاف العراقي الموحد, قرار تجميد جيش الإمام المهدي ثم قرار تجديد هذا التجميد, ثم هنالك خطوات كثيرة إدارية أقبل عليها السيد مقتدى الصدر في الفترة السابقة رغم انعزاله عن الجو العام الموجود, السيد مقتدى الصدر لا زال بتماس واتصال مع اللجان المشرفة والشخصيات التي تتبنى إدارة المكتب المركزي والهيئات المركزية وفروع مكتب الشهيد الصدر في المحافظات. منتهى الرمحي: هؤلاء من سيقومون المهمات من سينفذون تعليمات مقتدى الصدر أم أن تغييرات حقيقية ستطرأ على المكتب؟ صلاح العبيدي: في الحقيقة هذا ما أشار إليه السيد مقتدى الصدر وما لم يتبناه ولم يتعرض له تقريريكم, وهذا الذي قاله السيد مقتدى الصدر في النقطة السابعة وأشار إليه في مقدمة الإجابة عن السؤال الذي قُدم له, عندما بيّن أن هنالك مجموعة من القائمين على خدمة المكتب والقائمين أو المشرفين على إدارة المكتب الشيعي كلجان مركزية وإشرافات مركزية, وكذلك كأفراد قائمين على إدارة الهيئات, وأثنى على جهودهم وبارك فيها وطالب المحبين لآل الصدر الانصياع والطاعة لهؤلاء. منتهى الرمحي: بمعنى أنه سيكون بعيد هو لن يوجه أي تعليمات أية مطالب لهؤلاء, سيترك لهم قضية الولاء للتصرف فيما يتعلق بالحالة السياسية في العراق؟ صلاح العبيدي: لا ليس هذا المضمون, السيد مقتدى الصدر في تعامله مع لجنة الإشراف المركزية واللجان الأخرى, هنالك مساحة من القرارات تختص بالسيد مقتدى الصدر شخصياًَ من غير الممكن أن أحد يتطرق لها لا في الفترة السابقة ولا الآن ولا في المستقبل, لكن في نفس الوقت هنالك مساحة من الصلاحيات أوكلها لكل لجنة بحسب اختصاصها في العمل في إدارة المكتب, وهنالك هيئات متخصصة في شؤون معينة, هنالك هيئة اجتماعية هنالك هيئة ثقافية هنالك هيئة إعلامية هنالك هيئة سياسية, هنالك إشراف على إدارة الجمع التي تقام في العراق في عموم العراق أكثر من 200 جمعة, وهنالك إشرافات على المكاتب الفرعية في المحافظات, هنالك إشرافات على مراكز بقية الله الثقافية الموجودة تقريباً 125 مركز ثقافي في عموم العراق, هذه الإشرافات لديهم صلاحيات في العمل ولكن هذه الصلاحيات ليست مطلقة. مساحة من القرارات المركزية والرئيسية ما ممكن أن يتخذها إلا السيد مقتدى الصدر, ونحن لحد الآن فيه تواصل مباشر وأستطيع أن أقول يومي مع السيد مقتدى الصدر في الأمور الهامة التي نحتاج فيها لقراره ورأيه. الفيضي: التيار الصدري مقبل على أيام صعبة منتهى الرمحي: دكتور محمد بشار الفيضي ضيفي من عمان هل بتقييمك يعني ترى أن هذا القرار قرار جريء من قبل مقتدى الصدر؟ أم أنه تعبير عن الفشل في التعامل مع أزمة العراق؟ محمد بشار الفيضي: بسم الله الرحمن الرحيم, يعني هو السيد مقتدى الصدر أوضح سبب انعزاله حينما قال أنه جاء نتيجة فشله في تحرير العراق من الاحتلال, ثم ذكر أسباب أخرى.. ذكر أنه بحاجة إلى التكامل المعنوي على ما يبدو ثم التكامل العلمي, وهو يأخذ بذلك بوصية والده. وذكر سبباً ثالثاً وهو تفرق المقربين منه عن الحوزة الناطقة وتفرقه عنهم, ابتعادهم منه وابتعاده منهم. هذه الأسباب حينما ننظر إليها ملياً ندرك أن هناك حالة جديدة يريد أن يقدم عليها السيد مقتدى الصدر, وهي الابتعاد عن المسرح العراقي سياسياً كان أم ميدانياً, نعم هو قال أن هناك لجنة شكلها لإدارة الأمور تتمثل بهيئات ومراكز كما ذكرها السيد العبيدي يعني قبل قليل, لكن أعتقد هذا لا يكفي لأنه في السابق مع وجود السيد مقتدى الصدر وقع التيار بهفوات واخترق اختراقات وارتكب ما أحرجه أمام الرأي العالمي, كيف سيكون حال التيار الآن حينما يبتعد صاحب القرار المركزي عن إدارة التيار؟ أنا أعتقد أن التيار في وضع لا يحسد عليه, وأنه مقبل على أيام يعني ستكون أصعب بالنسبة له في اتخاذ القرار في إدارة الأزمة وما شاكل ذلك. منتهى الرمحي: سيد كاظم المقدادي كم ترى بأن حالة الضغط التي تعرض إليها التيار الصدري أدت بزعيمه أن ينعزل مهما كانت المبرارات, ومن حقه أن يحصل على شهادة علمية تؤهله أن يكون قادر على إصدار الفتاوى, ربما لجمع أكثر من حوله خاصة بعد الانشقاقات التي حصلت في التيار الصدري, لكن عملية الضغط التي حصلت عليه من قبل الحكومة العراقية ومن قبل الأميركيين كم أثرت على قراره؟ كاظم المقدادي: نعم, لا هو بالتأكيد يعني على أية حال إحنا كما نعرف التيار الصدري هو تيار ليس تنظيمياً سياسياً بمعنى التنظيم وليس حزباً سياسياً بمعنى الحزب, والتيارات دائماً الحقيقة الدينية أو السياسية وحتى الاجتماعية أعتقد تتعرض دائماً لبعض التعديلات أو بعض الإجراء الخطوات المناسبة لوضع سياسي أو ديني مناسب, لكن مع هذا أنا أعتقد لا يمكن أن يتخلى السيد مقتدى الصدر عن هذا التيار وهو تيار مهم وفاعل بالحركة السياسية في الساحة السياسية العراقية, وأيضاً في الحركة الدينية في العراق لا يمكن أن يتخلى, قد يكون هذا الحقيقة الانعطاف الحالي الموجود في التيار الصدري ربما يخدم التيار الصدري, كما تعرفين أنه فعلاً التيار الصدري لأنه تيار لأنه غير حزب وغير تنظيم سياسي متماسك, لا يعتمد فقط دائماً على قول المسؤول الأول يعني كتوجه ديني أو كقائد ديني, وإنما يعتمد على جملة إجراءات وعلى جملة انفتاحات داخل نفس التيار, لهذا أعتقد التيار يبقى تيار وعلى الحقيقة القوى السياسية أن تتفهم هذا التيار, حتى على قوى الاحتلال الأميركي أن تتفهم هذا التيار, هذا التيار موجود في الشارع شئنا أم أبينا, هذا التيار هو الذي حارب الأميركان في الفلوجة وقاتل في الفلوجة, هو أول من نسف المعادلة الطائفية, هذا التيار يجب أن نتفهمه هو الذي يحيط ببغداد في مدينة الصدر مدينة الثورة سابقاً وفي الشعلة, تيار كبير يجب أن نتفهمه بالكامل ويجب حقيقة أن لا نعرضه دائماً إلى نكسات وإلى مشاكل ربما إحنا كعراقيين أتمنى كمثقفين عراقيين أيضاً حقيقة أن لا نسير في هذه الحملة الإعلامية المستمرة, الحملة الإعلامية الأميركية وغير الأميركية. هذا التيار على الأقل خلق معادلة بعلاقته مع الإيرانيين ومع العرب, هذا التيار حقيقة نعم ارتكب أخطاء.. جيش المهدي ارتكب أخطاء كثيرة جداً في داخل العراق, وهناك ممارسات خاطئة جداً التيار أيضاً نوه عنها, أنا أقول يجب أن نتفهم هذا التيار ويجب أن لا نحمّله ما لا يحتمل يجب أن يبقى هذا التيار.. منتهى الرمحي: تعتقد رح يتحول لتيار سياسي فقط؟ وسآخذ منك إجابة على هذا السؤال, لكن نتوقف مع هذا التقرير القصير عن مقتدى الصدر شخصيته ومسيرته الدينية والسياسية. مقتدى الصدر شخصيته ومسيرته الدينية والسياسية التعليق الصوتي: مقتدى الصدر في 35 من العمر هو الابن الأصغر للزعيم الشيعي العراقي محمد محمد صادق الصدر الذي اغتيل في فبراير عام 99 من القرن الماضي مع اثنين من ابنائه هما مؤمل ومصطفى, اقترن اسمه بجيش المهدي, يُنظر إليه في الأوساط الشيعية الفقيرة على أنه الرمز ووالنصير لقضايا الفقراء. يعد من أبرز الشخصيات السياسية المؤثرة في أمن العراق منذ عام 2003, عندما أسس جيش المهدي أثار غباراً من الأسئلة والجدل وكذلك من الاتهامات الداخلية والخارجية بارتكاب جرائم حرب مروعة. أوكل إليه والده أثناء حياته رئاسة تحرير مجلة الهدى, وعمادة جامعة الصدر الإسلامية. لم يصل مقتدى الصدر إلى مرتبة المجتهد ويعرف في الحوزة بأنه طالب بحث خارجي. تربطه علاقات وثيقة بإيران التي لم تخفِ دعمها لميليشياته, حيث تشير تقارير غربية إلى تقديمها لدعم شهري يقدر 80 مليون دولاراً لميليشيا جيش المهدي, لم يسلم أتباعه من الاتهام بتنفيذ عمليات ضد بعض المراجع الشيعية, من بينها اغتيال الأمام عبد المجيد الخوئي. أصدر الصدر الصغير صحيفة الحوزة الناطقة, ولعب دوراً في المشهد السياسي للعراق الجديد من مقره في البصرة, حيث دفع التيار الصدري ب 30 عضواً إلى البرلمان العراقي. لم يخفِ الصدر عدائه للقوات الأميركية التي دخل معها في مواجهات متكررة. الهادي الحماشي - العربية منتهى الرمحي: سيد صلاح العبيدي ضيفي من بغداد التقارير التي تتحدث عن أن هذا الانعزال وإكمال الدراسة الدينية هو يأتي فقط في سياق التنافس الشيعي الشيعي بين التيار الصدري وتيار الحكيم على آبار النفط وتجارة الزيارات الدينية, كيف يمكن الرد على ذلك؟ صلاح العبيدي: في الحقيقة السيد مقتدى الصدر إنما يواصل الدرس شأنه كشأن أي طالب علم في حوزة النجف الأشرف, طالب العلم مهما يكن شأنه أن يكون مستمراً في درسه وتدريسه للمواد الشرعية التي تدرس هناك, أما أن يصل إلى درجة الاجتهاد أو لا فهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى قد لا يصل إليه الإنسان حتى لو رغبه, المشكلة الأساسية هي الفهم السياسي لخطوات السيد مقتدى الصدر, التحليل السياسي لخطوات مقتدى الصدر, والحال أن السيد مقتدى الصدر إنما يخطو هذه الخطوات من الجانب الشرعي والوطني. المسؤولية الشرعية الوطنية والوطنية هي التي تحتم عليه الخطوات التي قام بها مهما يكن رد الفعل والانعكاس السياسي, مهما يكن النتيجة السياسية سلبية أو إيجابية, عودنا السيد مقتدى الصدر ومن قبله والده ومن قبله عمه السيد محمد باقر الصدر أن لا يبالون بهذه الآثار, وإنما الخطوات الشرعية والواجب الوطني يجب أن يُتخذ بالاتجاه الذي يراه مبرئاً لذمته بينه وبين الله سبحانه وتعالى. ولذلك ليس من الضروري لدينا أن يكون هنالك وجود سياسي للصدريين أو وجود حكومي للصدريين. التيار الصدري ما عبّر عنه التيار الصدري أو مكتب الشهيد الصدر هو مكتب شرعي في أساسه وتفصيله, نعم حتمت الحالة العراقية بعد دخول الاحتلال أن يكون هنالك دور وموقف وكلمة تقال وخطوات تتخذ مهما كانت التشويه لها, ومهما حاولت الأجهزة الإعلامية والمخابراتية سواء الدولية أو الإقليمية تشويه هذا الموضوع وإثارة الغبار حوله وخلط الأوراق فيه, نحن متمسكون بعدائيتنا للأعداء الذي استعديناهم من الأثر الشرعي والأثر الوطني وهم الاحتلال أولاً, والقاعدة ثانياً, ومن ينصر القاعدة كذلك لا نعتبره عدواً إذا كان عراقياً ما دام يتخذ من المبدأ الوطني طريقاً له, ولكن اتخاذ من يأتي من خارج البلد ناصراً ودليلاً فهذا مرفوض, وما يُدعى من أن السيد مقتدى الصدر يأخذ أوامره من إيران فهذا الموضوع يعني في الحقيقة فيه الكثير من ليس فقط المبالغة وإنما من المجانبة للواقع, السيد مقتدى الصدر خطا خطوات كثيرة على الجانب السياسي وقرارات كثيرة على الجانب الاجتماعي كانت معاكسة 100% لمصلحة إيران في الواقع العراقي, ونحن نعلم من يمثل الإرادة الإيرانية ومن يمثل الأجندة الإيرانية في العراق, والتيار الصدري كان شجاعاً في كل الخطوات التي خطاها.. منتهى الرمحي: يعني التيار الصدري سيد صلاح العبيدي.. التيار الصدري وجيش المهدي لا يحصل على دعم من إيران؟ صلاح العبيدي: بصراحة أنا لو كان 80 مليون شهرياً يتلقى التيار الصدري كان ما بقى حالي مثل هذا الحال, يعني كان صابني شي من 80 مليون وخصوصاً أنا ناطق إعلامي ومتحدث وما إلى ذلك, هذه من المبالغات وكثير من التشويهات التي تثار في الحقيقة لا نبالي بها, المهم لدينا أن القرار والهدف الذي نسير إليه وهو تحرير العراق من كل احتلال سواء كان احتلالاً أميركياً, أو كان احتلال من القاعدة.. منتهى الرمحي: بس أؤكد هنا على أنك تقول أنه بهدف شرعي.. دكتور محمد بشار الفيضي ممكن فصل السياسة عن الدين في حالة مثل العراق؟ محمد بشار الفيضي: يعني لا يمكن أبداً, أنا أعتقد إذا كان السيد مقتدى الصدر يقود تياره في مواجهة الاحتلال فالمعركة لم تنتهِ بعد, والقادة لا ينسحبون من الميدان. هناك مقطع تردده الفضائيات مجتزئة من فيلم عمر المختار يقول فيه شيخ المجاهدين الزعيم المفترض في هذا الفيلم: نحن لم نستسلم ننتصر أو نموت. هذا ديدن القادة على مر التاريخ الإسلامي, نحن في مواجهة. فإذا كان السيد مقتدى يقود تياره ضد الاحتلال, فكيف يُقبل مثل هذا الانعزال في هذا الوقت الحرج بالذات؟ منتهى الرمحي: أنت شايفه أنه بستسلم سيد دكتور فيضي؟ كاظم المقدادي: هو الانسحاب ماذا يعني حينما ينسحب الإنسان من أرض الميدان وهو يقول.. منتهى الرمحي: يمكن بده يلملم التيار الصدري من الازمات التي حصلت.. محمد بشار الفيضي: هذا ما أريد أن أقوله الآن.. إذا كان التيار قد تفلت زمامه من السيد مقتدى وارتكب ما ارتكب من فظائع بحق الأبرياء خارجاً عن إرادته, وهو بهذه الخطوة أراد أن يبتعد, هذا بحث آخر يناقش من زواية أخرى. لكن أخشى ما أخشاه أن يكون الدافع للسيد مقتدى هو الخوف على حياته شخصياً كما ذكر تقريركم, أن موفق الربيعي ذهب إليه وحذره وهذا ديدن هؤلاء يفعلون دائماً مع الزعماء يحذروهم ويخوفهم لإقصائهم عن الساحة, ذهابه إلى قم أخشى أن يكون ورائه هو الخوف على حياته, وأعتقد هذا لا ينبغي أن يرد في خاطر زعيم يقول أنه يقود تياراً ضد الاحتلال. هل الانعزال هو وسيلة للملمة التيار الصدري؟ منتهى الرمحي: سيد كاظم المقدادي فيه عملية لملمة صفوف التيار الصدري خاصة بعد الانشقاقات التي حصلت في التيار الصدري, هل عملية الانعزال والالتفاف فقط للدرس يمكن أن تؤدي إلى اللملمة في إيمان وثقة بمن تركهم السيد مقتدى الصدر في مكتب الصدر, هكذا قال السيد صلاح العبيدي ولكن هل هذا يكفي للملمة؟ سيد كاظم سامعني؟ واضح أنه لا يسمعني السيد كاظم المقدادي.. سيد صلاح العبيدي هنا يعني هذا سؤال مشروع للجميع حصلت انشقاقات في التيار الصدري, وحصلت اتهامات لجيش المهدي وحصلت مطاردات, وحصل ضغوطات من قبل الأميركيين ومن قبل الحكومة العراقية على جيش المهدي, هل الانعزال والاتجاه نحو الدرس هي وسيلة للملمة التيار الصدري أو لإعادته أقوى هل هي الوسيلة الوحيدة؟ صلاح العبيدي: في الحقيقة من قال أن السيد مقتدى الصدر معتزل الساحة, السيد مقتدى الصدر على هذه المنهجية التي ذكرها في هذا الاستفتاء من قبل أكثر من ثمانية أشهر, السيد مقتدى الصدر لا زال مشاركاً في الساحة, من قرأ هذا الاستفتاء بشكل دقيق يقرأ في مقدمته قول السيد إنني معكم ومنكم وإليكم واتابع كل ما يجري عليكم بشكل دقيق وأتفاعل معه, ومتابع لكل ما يجري من أحداث على الساحة العراقية, وأنا أخلص لكم في ذلك. وإنما أريد أن أزيد من هذا العطاء.. يعني للمجتمع العراقي وللصدريين بالخصوص.. من خلال الخطوات التي سأتخذها أو اتخذتها في تلك الفترة, من قال أن السيد مقتدى الصدر ترك الساحة, السيد مقتدى الصدر موجود في الساحة عملياً, والمنهجية التي اتخذها من الاعتماد على اللجان والإشرافات والشخصيات ليست المنهجية الجديدة. السيد مقتدى الصدر منذ أربع سنوات لا يدير التيار العريض بشكل شخصي بشخصه وإنما من خلال هذه اللجان والإشرافات, نحن لم ننسحب من الساحة. أنا الآن معكم على البرنامج من بغداد وليس من مكان آخر خارج من خارج بغداد من خارج العراق, رغم أنني أتعرض إلى كثير من التهديدات وكثير من المآسي الموجودة في داخل العراق, لم أترك العراق. وهذه مسؤولية وأنا متحدث عن السيد مقتدى الصدر في الحقيقة ما نبتغيه.. منتهى الرمحي: بس يقال أن السيد مقتدى الصدر ترك العراق؟ صلاح العبيدي: من مثل هذه الاستفتاءات السيد مقتدى الصدر يبتغي شيء مهم إذا تسمحوا لي.. وهو يعني الوقفة بشجاعة لتقييم الواقع بأخطائه بسلبياته وإيجابياته, ثم كيفية الانطلاق انطلاقة جديدة. هذا الاستفتاء أراد السيد مقتدى الصدر توجيه الجموع فيه إلى أنه على المجتمع. منتهى الرمحي: انطلاقة شرعية ولا انطلاقة سياسية؟ إذا كان انطلاقة سياسية لأن الناس بتحكي عن الانتخابات القادمة, وفيه تحضيرات لهذه الانتخابات وفي ظل التنافس الشيعي الشيعي أيضاً؟ صلاح العبيدي: إجابة على هذا السؤال السيد مقتدى الصدر لم يظهر يوماً لا في جموع ولا على شاشة ليدعو إلى انتخابات أبداً, موضوع الانتخابات تجنبه السيد مقتدى الصدر بشخصه في الفترة السابقة, كما سيتجنبه في الفترة اللاحقة هذا اكيد ولا نقاش فيه, أردت أن أقول أن السيد.. منتهى الرمحي: أنت تحكي أنه يدير شؤون الشؤون من خلال اللجان يعني مش بالضرورة يكون هو موجود في الاجتماعات أو على الشاشات صح؟ صلاح العبيدي: نحن متواصلون معه في الحقيقة, الاتصال يومي وفي كل التفاصيل تقريباً وهو على اتصال مباشر فيها لكن أراد أن يوجه للمجتع العراقي مهمة جداً, المسؤولية الشرعية التي قالها السيد محمد الصدر قبل استشهاده أن الدين بذمتكم جميعاً والوطن بذمتكم جميعاً, وأنه على الجميع أن ينطلق ليس مقتدى الصدر شخصياً لنفرض أنه توفي أو قتل أو حدث ما حدث عليه لمقتدى الصدر ماذا يجري؟ يعني يجب أن يتوقف كل شيء المحتمع.. منتهى الرمحي: السيد صلاح العبيدي أرجو أن تعذرني على المقاطعة ولكن انتهى وقت هذه الفقرة من بانوراما.. شكراً جزيلاً لك على المشاركة السيد صلاح العبيدي المدير الإعلامي في مكتب الصدر ضيفي من بغداد. ضيفي من بغداد أيضاً السيد كاظم المقدادي الكاتب الصحفي اعذرني على انقطاع الاتصال معك.. شكرا ًجزيلا ًلك على المشاركة, الدكتور محمد بشار الفيضي الناطق الإعلامي باسم هيئة العلماء المسلمين ضيفي من عمان شكراً جزيلاً لك على المشاركة. وسنعود إليكم بعد قليل لنتابع معاً في بانوراما: ما هي تداعيات عملية القدس الغربية ضد مدرسة دينية يهودية على مستقبل المفاوضات مع إسرائيل وعلى القمة العربية؟ ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 3 المقاومة في العراق: الجيل الثالث وليد الزبيدي الشرق الاوسط بريطانيا يمكن تقسيم المقاومة في العراق الى ثلاثة اجيال، رغم التداخل الكبير بين هذه الاجيال الى درجة يصعب فيها الفرز فيما بينها، وهذه الاجيال الثلاثة هي: 1ـ الجيل الاول: جيل الاندفاع الوطني العاطفي. 2ـ الجيل الثاني: جيل التنظيمات المسلحة. 3ـ الجيل الثالث: جيل القتال والكتمان. في الواقع، ان ظهور هذه الاجيال الثلاثة، خلال فترة قياسية، لا تزيد عن الخمس سنوات، دليل على التطور الكبير في البنية الهيكلية والتنظيمية للمقاومة في العراق، ووصولها الى مرحلة النضج في وقت مبكر جدا. قياسا بالفترات الزمنية، التي استغرقتها المقاومات الاخرى في العالم مثل المقاومة في الجزائر وفلسطين وفيتنام، ولا بد من وقفة مكثفة لتوضيح مراحل التطور التي تشهدها المقاومة في العراق، من خلال تسليط الاضواء على الاجيال الثلاثة. 1ـ جيل الاندفاع الوطني والعاطفي وهو الجيل الذي انطلق منذ الايام الاولى للاحتلال الامريكي للعراق في التاسع من ابريل 2003، وبينما اندفع الكثير من الشباب لتهيئة مستلزمات مقاتلة الاحتلال، من خلال جمع الاسلحة من مخازن الجيش العراقي السابق حيث كانت هناك الاف المخازن (1800 مخزن عائدة للحرس الجمهوري) اضافة الى مخازن الجيش النظامي ومخازن الحرس الخاص ومخازن الامن الخاص ومخازن جيش القدس والتشكيلات الاخرى. وتم تخزين الاسلحة في عشرات الآلاف من المخازن تحت الارض وفي اعماق الصحراء، وشارك خبراء التخزين في تلك العمليات للمحافظة على صلاحية تلك الاسلحة، وعدم تعرضها للتلف اذا ما تم خزنها بطريقة بدائية، وعن كميات تلك الاسلحة، قال الفريق اول ركن سيف الدين الراوي (المطلوب رقم 7 على قائمة الـ 55 الشهيرة) وهو قائد الحرس الجمهوري في مقابلة تلفزيونية ان اسلحة الجيش العراقي السابق تكفي المقاومة في العراق لخمسين سنة. وهذا كلام خبير وقائد وعسكري مطلع على دقائق الامور، في ذات الوقت الذي بدأت فيه عملية تكديس وخزن السلاح، انطلق بعض الشباب المقاوم وبدون عملية تنظيم واسعة الى استهداف القوات الامريكية، فسقط احد جنود المارينز بنيران مقاوم في منطقة الاعظمية، بعد ثلاثة ايام من الاحتلال اي في يوم (12/4/2003)، وفي 18/4/2003، نفذ مقاومون هجوما واسعا على دورية امريكية في منطقة نفق الشرطة بجانب الكرخ من بغداد في الحي الغربي منها، وتم احراق همر امريكية وقتل جميع من كانوا بداخلها، وتبنى هذا الهجوم في وقت لاحق جيش الراشدين في ادبياته المنشورة على الانترنت. بعد ذلك ازدادت اعداد هذا الجيل وانخرط الكثيرون في تنظيمات ومجاميع لتشكل النواة الاساسية للكثير من الكتائب والفصائل، ويمكن القول ان هذا الجيل، لم يكن منظما بصورة جيدة، لكن الدافع الوطني كان أكبر من التنظيم الاداري والعسكري، وإصرار المقاتلين على مقاومة المحتل وطرده من العراق عجل في ظهور الجيل الاول بهذه السرعة الفائقة، رغم الانكسار النفسي الكبير الذي عصف بالعراقيين بعد احتلال بغداد. 2ـ جيل التنظيمات المسلحة يمكن القول ان الجيل الثاني هو جيل التنظيمات المسلحة، ويمثل الاساس الرصين للمقاومة في العراق، وهو المرحلة المتطورة للجيل الاول، فقد تشكلت هيئات ركن لغالبية الفصائل، واستفادت هذه الفصائل من معركة الفلوجة الاولى التي حدثت في ابريل 2004، وخرجت بدروس كبيرة، من اهمها وضع الخطط العسكرية المتكاملة، والشروع ببرامج لتطوير الاسلحة المتوفرة من مخازن الجيش العراقي السابق، وشمل التطوير والتحوير الاسلحة التي تستهدف المروحيات الامريكية، وتطوير الاجهزة المتحكمة بالعبوات الناسفة، وتمكن خبراء بعض الفصائل من اسقاط طائرات التجسس المسيرة بدون طيار من خلال تطوير الامكانات الالكترونية، ووصل الامر الى اعلى درجاته، عندما تغلبت امكانات المقاومة على قدرات البنتاغون، وتمثل ذلك بالقدرة على التمويه بدقة كبيرة على اكبر وأضخم واهم كاسحات الالغام المتطورة، التي لم تتمكن من اكتشاف وجود الالغام، ما جعل هذه الكاسحات هدفا مباشرا للعبوات، كما ان العديد من كبار قادة الجيش الامريكي قتلوا بعد ان ظنوا ان الكاسحات ستحميهم لكن المقاومة تجاهلت الكاسحات، لتستهدف القائد الامريكي، (هناك عمليات وبيانات مصورة على الانترنت توثق لتلك العمليات) وبثت بعضها الفضائيات العربية. لم يتوقف الامر عند التدريب العسكري المتقدم وتطوير الاسلحة، بل برز الجهد الاستخباري الذي اخترق قوات الاحتلال، واتضح ذلك من استهداف العربات المصفحة التي تقل كبار القادة من بين رتل طويل من العربات وقد قتل بهذه الطريقة العديد من قادة الجيش الامريكي (من بينهم قائد منطقة شمال بغداد، وقائد منطقة جنوب بغداد قتلا عام 2007). كما خرجت الفصائل الى وسائل الاعلام من خلال مواقع على الانترنت وظهور متحدثين باسم بعض الفصائل في وسائل الاعلام (د.ابراهيم الشمري باسم الجيش الاسلامي، د.عبد الله سليمان العمري متحدث باسم كتائب ثورة العشرين، ابو الوليد العراقي الناطق الاعلامي لـ(جيش الراشدين) وقد قتل اواخر عام 2007 في معركة شرسة مع قوات الاحتلال الامريكي، ود. خضير المرشدي المتحدث باسم حزب البعث اضافة الى متحدثين آخرين باسم بعض الفصائل، كما شهدت هذه المرحلة ظهور جبهات تضم العديد من الفصائل والكتائب والجيوش. ان ما يميز هذا الجيل من المقاومين، هو الانتشار الواسع في مختلف مناطق العراق وتكثيف الهجمات ضد القوات الامريكية (وصلت في بعض الاحيان الى مائتي هجوم في اليوم الواحد)، والقدرة على المناورة العسكرية والدقة في اصابة اهدافها. 3ـ جيل القتال والكتمان انا اعتقد ان هذا الجيل (القتال والكتمان)، يمثل اهم مراحل المقاومة في العراق، لان الجيلين السابقين، لم يعتمدا الكتمان، رغم وجودها في جميع الجوانب ذات الطبيعة الأمنية، الا ان الافراد المنضوين تحت لواء الفصائل والجيوش والسرايا والكتائب، لم يهتموا بالأمن الشخصي، بسبب ان غالبية المناطق التي تنشط فيها فصائل المقاومة، لم تكن مخترقة من قبل ادارة الاحتلال، بسبب الطبيعة الاجتماعية لأبناء العشائر والقرى، مع وجود رغبة للتفاخر الشخصي، وهذا خطأ فادح، وقد ساهم هذان العنصران، في معرفة بعض المقاتلين في الكثير من المناطق، واتضحت خطورة ذلك، بعد ان انشأت قوات الاحتلال ما يسمى بـ(مجالس الصحوات) مستغلة ضعاف النفوس، وسرعان ما قدم البعض من العاملين في هذه المجالس (المكلفة لإسناد قوات الاحتلال) المعلومات عن رجال المقاومة، فأصبحوا هدفا مباشرا لبعض عناصر الصحوات وللقوات الامريكية. لا شك ان ذلك قد اوقع خسائر بين المقاومين، لكن في الوقت نفسه ساهم في التنبيه الى خطورة الشرخ الامني، الذي رافق الجيلين الاول والثاني من المقاومة في العراق، وأعطى درسا، لا بد ان قادة الفصائل والجيوش والسرايا قد وضعوه في الأولويات، لتبدأ مرحلة الجيش الثالث، الذي اعتقد انه سيتشكل باتجاهين، الاول سيكون عبارة عن انبثاق فصائل جديدة تعتمد الكتمان التام والسرية المطلقة في العمل الميداني، والثاني سيكون من حصة الفصائل الفاعلة في الميدان، التي ستشكل جيلا جديدا يتحرك ويعمل بسرية وكتمان، مع توفر جميع المستلزمات الاخرى من تدريب وهيئات الركن وتطوير الاسلحة والجهد الاستخباري والحشد الاعلامي والسياسي، وبذلك فان الجيل الثالث (القتال والكتمان) سيمثل المرحلة الناضجة والمتقدمة في المقاومة في العراق، الامر الذي سيمكنها من تنفيذ اقوى وأشرس الضربات ضد قوات الاحتلال الامريكي، ما يسهم بقوة في افشال محاولات اختراق البنية الاجتماعية العراقية، ويسرع في اخراج القوات الامريكية من العراق، وإعادة العراق الى جميع العراقيين دون استثناء. wzbidy@yahoo.com ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 4 ثمن التراجع في العراق لي كوان يو واشنطن بوست عام 1945 التقى الرئيس الاميركي تيودور روزفلت مع العاهل السعودي الملك عبد العزيز على ظهر السفينة الاميركية كوينسي في منطقة البحيرات المرة في مصر. وكان روزفلت عائدا الى بلاده بعد زيارة يالطا، حيث حدد هو وجوزيف ستالين وونستون تشرشل حدود عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية. والتفاهم الذي توصل اليه روزفلت والملك عبد العزيز على ظهر السفينة الحربية كوينسي، لم يكن قليل الاهمية، فقد كان اساس الاستقرار في الخليج، وهي منطقة مضطربة ولكنها حيوية، في الـ 63 سنة الماضية. وعاشت معاهدة كوينسي ثلاث حروب عربية اسرائيلية واستمرار النزاعات ذات الكثافة المحدودة بين العرب والإسرائيليين. وقد لعبت السعودية دورا مسؤولا وقامت بدور الوسيط في الاوبك وساهمت في استقرار اسعار النفط في العالم وفي الازدهار العالمي. ولا يوجد بديل للوقود الاحفوري في المستقبل المباشر، ولذا فإن امن واستقرار المنطقة وإمدادات النفط بها مهمة بالنسبة للولايات المتحدة. ان الولايات المتحدة تحارب تمردا في العراق منذ خمس سنوات. لقد كان القضاء على صدام حسين قرارا سليما، ولكن وقعت اخطاء فيما بعد، وكان الثمن مرتفعا. ان العراق قضية رئيسية في الانتخابات الرئاسية الاميركية. ان استمرار الوجود الاميركي في العراق امر يخص الاميركيين. ولكن التصور العام هو ان السؤال الوحيد المطلوب حله هو توقيت وطريقة انسحاب القوات الاميركية. ان تكلفة ترك العراق دولة غير مستقرة، مرتفعة. وسيشجع ذلك الجهاديين في كل مكان، والانسحاب السريع من العراق سيدفع قادة العديد من الدول للتوصل الى نتيجة مفادها ان الشعب الاميركي لا يمكنه تحمل 4 الاف ضحية تقريبا في العراق وانه في حرب مماثلة لن تحصل الولايات المتحدة على دعم شعبها لتحمل المعاناة الضرورية. وذلك بعد زيادة عدد القوات بثلاثين الف جندي تحت قيادة الجنرال دافيد بترايوس التي ادت الى تحسن الموقف الامني. وبصرف النظر عما يقوله المرشحون خلال حملة الرئاسة، لا أعتقد ان بوسع أي رئيس اميركي الانسحاب من العراق بهذه السهولة على نحو يلحق ضررا بهيبة اميركا ونفوذها، وبالتالي نسف مصداقية الضمانات الأمنية الاميركية. يضاف إلى ما سبق ان أي انسحاب متعجل للولايات المتحدة من العراق سيؤدي إلى ان تصبح إيران قوة ذات نفوذ في منطقة الخليج. إيران شيعية، وليست سنيّة. والشيعة أكبر مجموعة سكانية في العراق أيضا. الانقسام بين السنّة والشيعة يعود الى ما يزيد على عشرة قرون، كما ان الانقسام بين العرب والفرس أكثر قدما في التاريخ. إذا أصبحت إيران قوة مهيمنة في المنطقة، فإن ذلك سيؤدي إلى تغيير موازين القوى بين السنّة والشيعة في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن إحداث تغيير في السياسة على الصعيدين الداخلي والخارجي في المنطقة، وفي هذه الحالة فإن الدول المجاورة لإيران ستعدل مواقفها وفقا للواقع الجديد. سيصبح من الصعب أيضا التوصل إلى تسوية دبلوماسية بشأن المشروع النووي الإيراني، والأمر بدون التوصل إلى تسوية سيؤدي إلى أزمة مستقبلا. بدأت حركة طالبان تستعيد قوتها، ونجاحها في تحقيق انتصار في أفغانستان أو باكستان سيتردد صداه في العالم الإسلامي، كما انه سيؤثر على مجمل الجدل بين المسلمين حول مستقبل الإسلام في العالم. وستكون لذلك نتائج بالغة التأثير، خصوصا في الحملة ضد الإرهاب. وقفت سنغافورة في السابق، ولا تزال، إلى جانب الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان. كما ساعدت سنغافورة أيضا بنشر سفن في الخليج وطائرات نقل وحاويات لإعادة التزود بالوقود لمساعدة القوات الاميركية. ونساعد أيضا في جهود إعادة إعمار أفغانستان. من الواضح ان الولايات المتحدة لن تبقى في العراق لوحدها. إنها في حاجة إلى تحالف، وهذا أمر يتطلب منهجا قائما على مشاركة أكثر من طرف، وهذا بدوره يتطلب وضوحا وتفحصا عن قرب للمسائل الاستراتيجية. الجدل بشأن العراق داخل الولايات المتحدة ترك إثره على الرأي العام العالمي ومدى جدوى وإمكانية استمرار أي تحالف متعدد الدول. * رئيس وزراء سنغافورة في الفترة 1959ـ1990 ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 5 تخبط إيران محمد سلامة المسائية – مصر المظاهرة العدائية التي جرت في طهران أمام مقر رعاية المصالح المصرية تدل علي أن إيران لا تريد علاقات طبيعية مع مصر رغم سعيها الدءوب ومحاولات التقريب والتوسل. ولا يمكن تفسير ذلك إلا بالنفاق السياسي، فإيران تظهر رغبتها الحميمة في عودة العلاقات الدبلوماسية بينما تجهز وتعد لمظاهرات عدائية ضد مصر بهدف إحراجها والتقليل من شأنها، ولم يتوقف الأمر علي ذلك بل قامت أجهزة الأمن بحماية الغوغاء الذين حرقوا العلم المصري وهتفوا هتافات عدائية ضد مصر حكومة وشعبا. وهذا الأسلوب في التعبير عن الرأي يدل علي الهمجية والعجز الإيرانيين أمام ثوابت السياسة المصرية فيما يتعلق بالأوضاع الثنائية والمنطقة بل وتأييدها وتعاطفها مع الأحواز ولا يمكن أن ينم ذلك إلا عن قصر النظر وفهم أجوف لمجريات السياسة فما أسهل إلقاء الحجارة وحرق الأعلام أمام السفارات وكان يمكن لمصر تنظيم العشرات من المظاهرات أمام مقر بعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة ردا علي أحكام الإعدام والقتل والسجن والتشريد والتهجير للشعب العربي الاحوازي المحتل من قبل إيران التي تدعي حمايتها للإسلام والمسلمين. ولكن مصر أبت أن تنزل لهذا الأسلوب المتدني في التعامل السياسي بين الدول فإيران لم تنفذ تعهداتها بالكف عن التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وأولها العراق التي صالت وجالت فيها بل ومنحت جوازات سفر عراقية وأوراقا ثبوتية لأكثر من 2 مليون إيراني فضلا عن تغلغل حرس الثورة في كل شيء في العراق بما فيها حكومة المالكي التي تأتمر بأوامر ملالي طهران فضلا عن القتل الطائفي. والقارئ ليس في حاجة إلي التذكير باحتلال إيران للجزر الثلاث الإماراتية في الخليج العربي التي تصر إيران علي تسميته بالخليج الفارسي، والأمر لا يعدو مجرد تسمية بل استراتيجية طويلة الأمد لاحتلال الجانب الأيسر من الخليج كما احتلت الجانب الأيمن عام 1925 واجتثت إمارة عربستان ذات القومية العربية الاحوازية باحتلال غاشم تذيق فيه أهل الاحواز الأبطال كل صنوف العذاب والتفريس، فالهدف هو السيطرة علي المنطقة العربية بدءا بالعراق وغيرها من دول الخليج والدعوة لاحتلال البحرين باعتبارها جزءا من إيران والتي انطلقت من قيادات مسئولة تكشف عن تلك الخطة. لقد عبرت الخارجية المصرية عن تنديدها بهذا الأسلوب واستدعت القائم بالأعمال الإيراني لإبلاغه احتجاج مصر. وحسنا هبت المنظمات العربية الاحوازية بإصدار بيانات الشجب والتنديد بتلك المظاهرة فضلا عن تنديد الجماهير العربية في الأحواز فهي بذلك تعبر عن فصيل مهم داخل إيران يرفض الغوغائية ويؤكد علي التلاحم العربي بين مصر والأحواز. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 6 أحقية السائح العراقي في الحصول علي إقامة مؤقتة بمصر هالة المصري المسائية المصرية أصدرت محكمة القضاء الإداري حكما يقضي بأحقية المواطن العراقي الذي حصل علي تأشيرة إقامة سياحية ولديه أحد الأبناء في التعليم في الحصول علي إقامة مؤقتة إذا لم يكن عليه اعتراض من الجهات الأمنية. وكان جعفر والي «عراقي الجنسية» قد رفع دعوي ضد وزارة الداخلية المصرية يطالب فيها بالحصول علي إقامة مؤقتة مؤكدا في دعواه أنه حاصل علي تأشيرة إقامة سياحية ولديه ابنة تدرس بإحدي المدارس الثانوية. وأكد جعفر في دعواه أنه لم يرتكب جريمة أو مخالفة تمنعه وابنته من الإقامة المؤقتة في مصر. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 7 مقبرة الصحافيين العراقيين وليد الزبيدي الوطن عمان بدلا من تغيير سياسة الحكومة العراقية الحالية، وتسجيلها جريمة اغتيال نقيب الصحافيين العراقيين الراحل الاستاذ شهاب التميمي ضد مجهول، وتشكيل فرق لملاحقة الجناة والاهتمام بحياة حملة الافلام، خرجت علينا الحكومة بمشروع يبشر بالخوف والرعب ويرسم خارطة قتل شبه جماعية للصحافيين العراقيين، وذلك بتخصيصها مقبرة للصحافيين في مدينة النجف. لاشك أن هذا القرار جاء على خلفية الانتقادات الشديدة، التي يوجهها الصحافيون يوميا الى الحكومة الحالية، نتيجة الاستهداف الكثيف والمباشر لأصحاب الكلمة، ومطالبة الأجهزة الأمنية الحكومية بتوفير الحماية لهم، وكانت أقوى تلك المطالبات، ما أعلنته نقابة الصحافيين العراقيين على لسان نقيبها الراحل الاستاذ التميمي قبل عدة أيام من استهدافه، من قبل مسلحين في منطقة الوزيرية بجانب الرصافة ببغداد، وهي من المناطق، التي تزخر بنقاط التفتيش الحكومية، وتتجول بداخلها دوريات الشرطة والحرس الحكومي، وتقع على مقربة من مكان ارتكاب الجريمة ثلاث وزارات مهمة هي وزارة المالية والصحة ووزارة التربية،إضافة الى مجمع الكليات في الباب المعظم، ورغم ذلك فإن الجناة نفذوا جريمتهم في وضح النهار، وتم تسجيل الحادث ضد مجهول، كما هو معتاد في العراق منذ خمس سنوات، وفي ظل الأجواء الحزينة التي يعيشها الصحافيون، وأجواء الخوف والرعب،التي تعيشها عوائل الصحافيين، خشية أن يتعرض هؤلاء الى اعتداءات في كل يوم،في ظل كل ذلك توجت الحكومة ذلك بقرار عجيب، وهو بمثابة توقيع شهادات الوفاة لمئات الصحافيين العراقيين، عندما خصصت مقابر مجانية لحملة الأفلام وقادة الكلمة، الذين فقدوا من الزملاء المئات،خلال سنوات الاحتلال، وفي ظل خيرات العملية السياسية. أرادت أطراف العملية السياسية والأجهزة الحكومية إغلاق ملف الصيحات والصرخات، التي تدوي في تصريحات وبيانات ومقالات الصحافيين العراقيين، المطالبة بتوفير الحماية لهم ولعوائلهم،ولم تجد سبيلا أفضل من رسم الصورة المستقبلية القاتمة والمخيفة لهذا القطاع الذي يطلق عليه(السلطة الرابعة)،فجاء إعلان تخصيص مقابر مجانية للصحافيين. إن القراءة الدقيقة لهذا القرارالذي يتساوق ومايتعرض له قطاع الصحافيين من اعتداءات كثيرة من قبل حراس كبار المسؤولين في الحكومة، والتي شملت الضرب والاهانة والسب والشتم ومصادرة أجهزتهم،يضاف الى ذلك الاعتقالات والمطاردات، وخيمة الرعب اليومي المتمثل بالاغتيالات،وفي الواقع، أن الهدف من كل ذلك، هو ابعاد ماتبقى من الصحافيين المهينين، وزرع الرعب في قلوبهم وإثارة الهلع عند عوائلهم،ليركن هؤلاء اما الى الصمت كما اضطر الكثيرون، أو مغادرة العراق،كما أجبر الكثيرون على ذلك، ليتحقق للحكومة وأطراف العملية السياسية مايريدون، وتحل اقلام اصحاب الولاءات المريضة، مكان حملة الأقلام المدافعة عن العراق ووحدة أبنائه. wzbidy@yahoo.com ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 8 ثاني أغلى حرب عاطف عبد الجواد الوطن عمان تمر هذا الشهر خمس سنوات على غزو العراق. والحرب في العراق ليست فقط ثاني أطول حرب في التاريخ الأميركي ( بعد حرب فييتنام) بل هي ايضا ثاني أغلى حرب وأعلى تكلفة ( بعد الحرب العالمية الثانية). قبل بداية الغزو قال مستشار الشئون الاقتصادية في البيت الأبيض واسمه لورنس لندسي إن تكلفة الحرب لن تزيد عن 200 بليون دولار، لكن وزير الدفاع في ذلك الوقت دونالد رمسفيلد سخر من هذا الرقم ووصفه بأنه خيال. وأصر مسئولون في الحكومة الأميركية على ان الحرب سوف تكلف ما بين 50 الى 60 بليون دولار فقط. وفي ابريل عام 2003، اي بعد الغزو بشهر واحد ، قال مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية اندرو ناتسيوس إن اعادة الإعمار في العراق سوف تكلف الخزانة الأميركية 1,7 بليون دولار فقط. أما نائب وزير الدفاع بول وولفويتز في ذلك الوقت فقد قال إن النفط العراقي سوف يسدد كافة التكاليف. اليوم يقول بعض اقدر خبراء الاقتصاد إن اميركا سوف تتكلف 3 تريليون دولار في العراق. ويقول هؤلاء الخبراء، ومنهم ليندا بلمز وجوزيف ستيجليتز من جامعتي هارفارد وكولومبيا الأميركيتين، إن الحرب تكلف اميركا 12 بليون دولار شهريا. هذا الرقم يرتفع الى 16 بليون دولار شهريا اذا اضفنا افغانستان الى العراق. وفي كل مرة يقتل فيها جندي اميركي في العراق او افغانستان تدفع الحكومة لأسرته نصف مليون دولار، قيمة بوليصة التأمين على الحياة والتعويض عن الموت. هذا المبلغ هو اقل مما تدفعه شركات التأمين عادة لشاب يموت في حادثة سيارة. ولكن المال هو جزء صغير فقط من التكلفة الإجمالية التي يدفعها المجتمع مقابل فقد الأرواح. وإذا اضفنا الى هذا التكاليف الخفية في ميزانية وزارة الدفاع، وتكاليف رعاية الجنود العائدين وترميم المعدات الحربية، فإن تكلفة الحرب سوف تصل الى 1,5 تريليون دولار. وإذا اضفنا ايضا الخسائر التي يتحملها الاقتصاد الأميركي اليوم بسبب الحرب، فإن إجمالي تكلفة الحرب في العراق هي 3 تريليونات دولار وفقا لحسابات الخبراء. في البداية حاول الرئيس بوش إقناع الأميركيين بأنه من الممكن شن حرب بدون تضحيات اقتصادية كبيرة. بل إن الرئيس بوش قرر تخفيض الضرائب عن الشعب في وقت كانت الحرب قد بدأت فيه. بعض المعارضين يقول: إن هذه التحفيضات أفادت الأغنياء فقط دون الطبقة المتوسطة من الأميركيين. وجاءت التخفيضات الضريبية في وقت تعاني فيه الميزانية الفيدرالية من عجز هائل. فكان لابد من تمويل الحرب بمزيد من الاقتراض. اليوم يقول المرشح الرئاسي باراك اوباما إن المدارس الأميركية المتداعية لا تجد تمويلا. وبرامج الرعاية الصحية تنضب مواردها. ووكالات حماية البيئة والعقاقير والأغذية وبرامج فيدرالية عديدة اخرى خفضت ميزانيتها لأن الحرب في العراق تأكل معظم الموارد والأموال. ومما يزيد الطين بلة أن الاقتصاد الأميركي يواجه اليوم خطر انكماش خطير. كيف كانت 3 تريليون دولار سوف تغير الأحوال الراهنة في اميركا؟ وفي العالم؟ خبراء الاقتصاد كانوا دائما يعتقدون أن الحروب تأتي بأثر طيب على الاقتصاد. هذه الفكرة نشأت عن الحرب العالمية الثانية وكيف أن هذه الحرب ساعدت أميركا والعالم على الخروج من الكساد العظيم. ماذا حدث؟ ثم لماذا لم تؤثر حرب العراق سلبا على الاقتصاد الأميركي في السنوات الخمس الماضية؟ لماذا الآن؟ سنواصل النقاش. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 9 بين أربيل ودمشق قمتان.. شعبية ورسمية حازم مبيضين الراي الاردن مسافة زمنية قصيرة تفصل بين قمة البرلمانيين العرب المنعقدة حاليا في عاصمة إقليم كوردستان العراق، والتي يفترض أن الحاضرين فيها يمثلون نبض الشارع العربي، لكونهم منتخبين من المواطنين، وبين القمة الرسمية لزعماء الدول العربية المقرر أن تلتئم في دمشق قريبا بحضور قادة الدول، إذا تم انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، أو بمستوى تمثيلي أقل إذا لم يتمكن أمين عام جامعة الدول العربية من إنجاز هذه المهمة التي تتعثر عند كل زاوية ومنعطف في بلاد الأرز، وبما يتناسب مع حجم التدخلات الأجنبية في هذا الوطن الصغير مساحة والكبير تأثيراً في كل المجالات، وعلى الأخص السياسية منها وبحيث يتحول صراع داخلي فيه إلى معضلة قد تنسف مؤسسة القمة العربية من أساسها. الفرق بين القمتين شديد الوضوح، فالمجتمعون في أربيل لا يمتلكون حرية اتخاذ القرارات الملزمة، لسبب بسيط يتمثل في عدم امتلاكهم أدوات التنفيذ، رغم أنهم منتخبون من قواعد شعبية، والمجتمعون في دمشق لن يتخذوا القرارات الملزمة لأنهم لا يرغبون بذلك، مع أنهم يمتلكون أدوات التنفيذ، ورغم أن الكثيرين منهم لا يتمتعون بقواعد شعبية، وربما لمعرفتنا جميعا بهذه الفروق، فإننا نتطلع بغير مبالاة إلى اجتماع أربيل، وندرس بتمعن منذ الآن من من الزعماء العرب سيحضر إلى عاصمة الأمويين، ومن سيتغيب ولأي سبب يفعل ذلك وما تأثير هذا الغياب، ومن سيمثله، ودلالات حجم تمثيله، مع أننا جميعا لا ننتظر المعجزات من أي من القمتين. لو كانت أمور عالمنا العربي صحيحة، أو قريبة من ذلك، لكان على اجتماع دمشق أخذ توصيات المجتمعين في أربيل كأساس للقرارات التي يجب أن يخرج بها إلى الشارع العربي، دون جمل إنشائية فارغة من المضمون، ودون أن يعتبر تبويس اللحى دليلا على نجاح القمة، ولكان على ضيوف الكورد أن يتدارسوا بجدية حقيقية الأزمات الآخذة بأعناق المواطنين العرب من الماء الى الماء، وأن يقترحوا الحلول للقادة الذين يجب عليهم الأخذ بها، بدل الدوران المستمر في الحلقة المفرغة منذ أول قمة دعا اليها الرئيس جمال عبد الناصر، في ستينيات القرن الماضي، وحتى قمة دمشق التي لا يستطيع أحد حتى الآن التكهن إن كانت ستنعقد في موعدها، والتي يعتبر مجرد حضور القادة جميعا لجلساتها نجاحا ما بعده نجاح. كنا نأمل أن يكون اجتماع البرلمانيين المنتخبين توطئة لنجاح القمة الرسمية التي تليه للقادة والزعماء، لكن ذلك لم يحصل حتى اللحظة، ويحق لنا ان نسأل، على عاتق من تقع المسؤولية، وهل المسؤول هو البرلماني الذي تخلى عن دوره الأساسي في مراقبة عمل الحكومات وتوجيهها لصالح تنفيذ بعض مصالحه الشخصية من قبل تلك الحكومات، أو خوفا من بطشها، أم ان الحكومات هي التي يجب أن تتحمل المسؤولية، بعد أن همشت، أو ألغت دور البرلمانات المنتخبة لصالح تفردها بالسلطة، رغم أن الدساتير العربية في معظمها تلحظ الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية، أم أن الشعوب الصامتة هي من يتحمل وزر هذا الانفصال بين السلطة التشريعية التي انتخبتها، والسلطة التنفيذية المفروضة عليها، أسئلة مشروعة بالتأكيد، لكننا على ثقة أنها ستظل بلا جواب. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 10 إيران والعراق والعلاقة الصحية ويليام أركين واشنطن بوست إن الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى العراق مؤخرا على الرغم من الاحتلال العسكري الأمريكي ووصف إيران كدولة مارقة تؤكد على حدود النفوذ الأمريكي في العراق وتشير إلى الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في تحويل النجاح العسكري لعملية التجييش في العراق إلى حالة من الاستقرار السياسي المقبول لدى واشنطن. يعد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أول رئيس في الشرق الأوسط يزور عراق ما بعد صدام حسين، مما يشير إلى الطبيعة السياسية الواضحة للعلاقة الجديدة. لقد جاء أحمدي نجاد إلى العراق ليس لمجرد تعزيز العلاقات بين الدولتين المتجاورتين، وزيادة النفوذ الإيراني في الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة فحسب، بل لإحراج الولايات المتحدة، وهذا تصرف يبدو أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي راض عنه. وحيث ان تركيا تشق طريقها إلى شمال العراق، وتغزو المنطقة بدون أية موافقة دولية حقيقية، وحيث ان إيران تسعى إلى بسط نفوذها في الجنوب، يمكن للمرء أن يخلص إلى نتيجة مفادها أن وحدة الشيعة والسنة والأكراد التي تمثل العراق الحديث تقف في الميزان، ولا يمكن تحقيقها إلا بواسطة الولايات المتحدة. وهذا هو السيناريو الكارثي الذي تحدث عنه السيناتور جون ماكين وكثيرون من معارضي الانسحاب من العراق، حيث يقولون إنه يمكن، إذا انسحبت الولايات المتحدة من العراق، أن تندلع حرب أهلية مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تفتيت الدولة العراقية بالكامل، ويمكن أن تتولى «القاعدة» أو بعض الدول الإرهابية زمام الأمور هناك، ويمكن أن يتسع النفوذ الإيراني أكثر وأكثر، وبالتالي ستبرز الحاجة إلى العودة إلى العراق مرة أخرى «لإنهاء المهمة» واستعادة الاستقرار. بيد أن زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد توضح الرهانات والمصالح التي لدى جيران العراق في وجود دولة صحية. إن الولايات المتحدة، تستطيع بصفتها المحتل، أن تفعل الكثير للتأثير على ما يحدث في العراق سياسيا. ومن وجهة نظر عملية، إن ما يريده أحمدي نجاد أكثر من أي شيء آخر هو المساعدة من العراق. هو لا يريد أن يتحول العراق إلى منصة انطلاق لأي هجوم على طهران. لذلك ما يحتاجه أحمدي نجاد هو الاستقرار السياسي في العراق، وقيام دولة طبيعية ذات سيادة تكون عضوا فاعلا في المجتمع الدولي. وحتى من وجهة النظر الأمريكية، يمكن للولايات المتحدة أن تفقد بعض المرونة العسكرية في بغداد عندما تسعى العراق إلى فرض إرادتها على ما يمكن للولايات المتحدة أن تفعله انطلاقا من أراضيها. لكن ثمة ثمنا قليلا ينبغي دفعه إذا كان لجيران العراق مصلحة مشتركة في وحدة واستقرار العراق. أما القول بأن لدى العراق وإيران تاريخ معقد فهو أمر مبالغ في التبسيط: إننا نتحدث عن آلاف السنين، وإمبراطوريات ضائعة منذ زمن طويل، والخط الفاصل بين العالم العربي وبلاد فارس. لا ينبغي بالضرورة أن يبدأ العصر الحديث بالثورة الاسلامية التي قامت في عام 1979 وسقوط الشاه، لكن الذي حدث منذ ذلك الوقت هو أن الدولتين دخلتا في حرب دارت رحاها لمدة عشر سنوات وراح ضحيتها الملايين، وكانت إيران تتصرف كواحدة من أهم الدول المستضيفة للمعارضة السياسية لنظام صدام حسين والصراع الشيعي ضد حكم السنة برئاسة صدام. واليوم مازالت إيران تمثل الواحة الروحية لإحياء الشيعة العراقيين. كما أنها واحدة من الدول «اليسارية» غير المنحازة، وبالتالي، هنالك محتوى سياسي لا يمكن تجاهله في العلاقة العراقية الإيرانية، هذا المحتوى قد لا يكون مقبولا لدى واشنطن التي تعتقد أن العراق الديمقراطي يعني بالضرورة كونه دولة موالية للولايات المتحدة والأكثر من ذلك أنها تكون دولة مطيعة توفر النفط للولايات المتحدة. الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ليس نسخة من الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، كما أن ما قاله في بغداد عن الولايات المتحدة والمنطقة برمتها يكشف أن هناك رؤية مختلفة للغاية حول ما يريده المواطن العادي. قال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في لقاء مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، «ينبغي على الأمريكيين أن يفهموا حقائق المنطقة. إن الشعب العراقي لا يحب أمريكا». إن أحمدي نجاد مخطئ في هذا القول. ربما «الشعب العراقي» لا يحب حالة الحرب الحالية، كما أنهم غاضبون من حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها الدولة والتي سببتها إدارة الرئيس بوش، كما أنهم غاضبون من استراتيجيات بوش العديدة الفاشلة التي طبقها في العراق منذ سقوط صدام، لكن قراءتي للوضع في العراق حتى في السنوات السابقة للغزو، هي أن العراقيين ينظرون إلى الولايات المتحدة نظرة احترام كبير. كما أن الإيرانيين يحبون أمريكا أيضا على ما أعتقد. في الواقع، هو أحمدي نجاد الذي لا يحب أمريكا. وبالمثل، نجد أن إدارة الرئيس بوش، وأمريكا والكثير من العالم الدبلوماسي لا يحبون أحمدي نجاد، وهناك أسباب وجيهة لذلك. لكن لا ينبغي علينا أن نأخذ رؤية نجاد حول «الشعب» كمسألة شخصية ضدنا. وكلما زاد تركيزنا على موقف أحمدي نجاد المعاد لأمريكا، وكلما تركناه يمثل الغضب المؤقت، افتقدنا الفرص المقبلة لإصلاح الكثير من الأخطاء التي ارتكبناها منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 11 العراق لن يصبح «قاعدة ستان» أوليفر روي انترناشنال هيرالد تريبيون إحدى القضايا الرئيسية في سباق الانتخابات الرئاسية الاميركية هي ماذا سيحدث اذا انسحبت القوات الاميركية من العراق؟ بالطبع لا احد يعرف على وجه التأكيد. لكني استطيع القول بأن القاعدة لن تتولى السلطة في العراق وتقيم دولة اسلامية فيه. كثيرون جدا في الغرب يصرون على رؤية القاعدة بإعتبارها منظمة اقليمية شرق اوسطية ذات نزعة لطرد المسيحيين واليهود من المنطقة لاقامة "دار الاسلام" (ارض الاسلام) تحت مظلة خلافة اسلامية. القاعدة ليست استمرارا للاخوان المسلمين او حماس او حزب الله. وهي كيان عالمي غير اقليمي لم يحاول ابدا تحقيق دولة اسلامية ، حتى في افغانستان حيث وجدت ملاذا في تسعينات القرن الماضي. من الحماقة التفكير في القاعدة كمنظمة سياسية تسعى للسيطرة على ارض تابعة لدولة ما وحكمها. القاعدة تقوم بعمليات تجنيد في اوساط الشباب المحرومين ، معظمهم من دون اتصالات مباشرة مع الدول التي تشهد نزاعات عسكرية في الشرق الاوسط . الجيل الثاني من المسلمين الغربيين ، المهتدين ، السعوديين ، المصريين والمغاربة يشكلون غالبية الجهاديين من القاعدة - ليس الافغان ولا الفلسطينيين او العراقيين. القاعدة لا تملك الجذور المحلية اللازمة لتولي السلطة. استراتيجية القاعدة تقضي اولا بمواجهة الولايات المتحدة بشكل مباشر ، معتمدة ليس على الضرر الفعلي المالي والبشري الذي منيت به ولكن على صورة وسائل الاعلام وتأثيرها على نتيجة الارهاب. النتيجة العكسية لاولئك الذين يدعون بوجود صدام حضارات يقوي التأثير بالطبع. القاعدة بحاجة لاولئك الذين يحولونها الى شيطان ، لانه يجعلها غير ما هي عليه: طليعة "الحنق الاسلامي ". القاعدة تذهب حيث يكون الاميركيون بينما يذهب الجيش الاميركي حيث تعتقد واشنطن بأن القاعدة ستتواجد... يوما ما. ثانيا ، تسعى القاعدة لخطف النزاعات الموجودة حاليا وجعلها جزءا من الجهاد العالمي ضد الغرب. ومع ذلك ، فإن الجماعات الاسلامية الدولية في البوسنة والشيشان وافغانستان والآن في العراق ، لم تنجح في تحويل النزاعات المحلية والقومية عن مسارها ، وهي تلعب دور المساعد فقط في هذه النزاعات. اللاعبون الرئيسيون في النزاعات المحلية هم الممثلون المحليون: طالبان في افغانستان ، جماعات السنة والشيعة المختلفة في العراق ، وحزب الله في لبنان. هذه الجماعات ليست تحت قيادة القاعدة. القاعدة عملت فقط على زرع متطوعين اجانب في هذه الصراعات ، متطوعون لا يفهمون في العادة السياسات المحلية ويجدون تأييدا في اوساط السكان المحليين طالما انهم يقاتلون عدوا مشتركا ، مثل القوات الاميركية في العراق. لكن اجندتهم الخاصة مختلفة تماما: الممثلون المحليون ، اسلاميون ام لا ، يريدون حلا سياسيا حسب شروطهم الخاصة. لا يريدون فوضى او جهادا عالميا. وفور وجود تعارض بين "سياسة الاسوأ" التي تتبعها القاعدة وتسوية سياسية محلية ممكنة ، يختار الممثلون المحليون التسوية السياسية. البوسنيون تخلصوا من المقاتلين الاجانب المتطرفين حال تحقيقهم الاستقلال ، قاعدة طالبان رفضت ان تموت لاجل تنظيم القاعدة عندما نزلت القوات الغربية في افغانستان بعد 11 ايلول. في العراق ، كثيرون بين السنة ، من بينهم السلفيون ، لا يستاؤون فقط من اساليب القاعدة في التفجيرات الانتحارية التي لا تميز بين العراقيين ، ولكن يعبرون عن امتعاضهم ايضا حيال استراتيجية المواجهة مع الشيعة. الحقيقة ان القاعدة تلعب دورا في تدهور النزاعات لكنها غير قادرة على النجاح في تنسيقها. القنوات المحلية والقومية والقبلية او الدينية الطائفية اقوى من هذا الدور. القاعدة ربما تقوم بتجنيد بعض المنظمات المحلية ، التي تعمل ضمن مساحة محددة او منطقة لغوية في ما يتصل بتاريخها الخاص. ومن ثم تدعي هذه الجماعات بأنها تنتسب الى القاعدة. ويمكن ان تكون موجودة في إندونيسيا ودول الساحل الشمالي الافريقي وشمال لبنان ، وفي المثلث السني في العراق وفي السعودية واليمن. لكن هذه المنظمات ليست بحاجة الى القاعدة لتجنيد متطوعين او للقيام بعمليات عسكرية. اذا كانت هذه المنظمات قد حشدت قواتها حول القاعدة ، فهو لانها تجد صعوبة في تحديد او تحقيق هدف محلي (دولة اسلامية ، على سبيل المثال). وقد اصبحت لذلك ذات صفة عالمية عن طريق الاهمال. بالاختصار ، ربما تكون هناك اسباب مقبولة بالنسبة للولايات المتحدة كي تبقى في العراق ، لكنها لن تستطيع القيام بشيء مع القاعدة. اذا غادرت القوات الاميركية ، فسوف تكون هناك حرب اهلية ، وسوف يكون هناك نفوذ ايراني متزايد ، وربما يتحول العراق الى ساحة معركة بالوكالة بين السعودية وايران. ويمكن ان تكون هناك منطقة خاضعة لسيطرة السنة ، ودولة شيعية وكردستان مستقلة ، لكن ليس قاعدةستان. كان من الافضل ان يتم تركيز القوات الغربية على افغانستان ، التي كانت المهد الحقيقي للقاعدة. لو تم فقط تكريس جزء من العقول والقوات العسكرية التي خصصت لً "زيادة القوات" في العراق لافغانستان ، بدلا من اعادة التنظيم المستمرة لقوات الناتو هناك ، فإن الامور سوف تكون افضل. لكن في افغانستان ، كما في أي مكان في الشرق الاوسط الكبير ، لا يوجد حل عسكري ، بل حل سياسي فقط بالتعامل مع اللاعبين المحليين والتخلي عن فكرة "الحرب العالمية على الارهاب" الفارغة. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 12 الذكرى الخامسة لغزو العراق... فاتورة أميركية باهظة جوزيف ستيجليتز الاتحاد الامارات بات معروفاً حجم الخسائر التي ألحقتها حرب العراق بالاقتصاد الأميركي لتتعدى اليوم بكثير أزمة الرهن العقاري، حيث لا يمكننا إنفاق ثلاثة تريليونات دولار على حرب فاشلة في الخارج دون أن نستشعر الألم في الداخل. وهناك من سيتهمنا بالمبالغة في تقدير حجم الإنفاق العسكري، لكننا أجرينا حسابات دقيقة وهي كلها تخالف الاستخفاف الذي أبداه كبار معاوني إدارة الرئيس بوش عندما استبعدوا وجود مشاكل قبل الحرب على العراق. فعندما قدر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، "لورنس ليندزي" بأن الصراع سيكلف ما بين 100 و200 مليار دولار، اعتبر وزير الدفاع "دونالد رامسفيلد" أن هذا التقدير مبالغ فيه وأصر مسؤولو إدارة الرئيس بوش على أن الإنفاق الحربي لن يتجاوز 50 إلى 60 مليارا. لكن في أبريل 2003، صرح "أندرو ناتسيوس"، رئيس الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في أحد البرامج التلفزيونية بأن إعادة إعمار العراق، قد تكلف دافع الضرائب الأميركي 1.7 مليار دولار، وعندما حاول مقدم البرنامج التشكيك في الرقم، تشبث "ناتسيوس"، الخبير في أمور إعادة الإعمار، برأيه. أما باقي المسؤولين في الإدارة الأميركية، فقد أعربوا عن أملهم في أن يتولى شركاء الولايات المتحدة تسديد الفاتورة تماماً مثلما حدث في حرب الخليج الثانية عام 1991، أو أن يكفل النفط العراقي ضخ الأموال المطلوبة وتعويض الخسائر الأميركية. والنتيجة النهائية لهذا التفكير الرغبوي ونحن على مشارف الذكرى الخامسة للغزو، هي أن المغامرة العراقية ليست فقط ثاني أطول حرب في التاريخ الأميركي بعد فيتنام، بل هي ثاني أغلى الحروب بعد الحرب العالمية الثانية. لكن لماذا يبدو وكأن الرأي العام غير مدرك لحجم الإنفاق المهول؟ يرجع الأمر في جانب منه إلى حديث الإدارة الأميركية فقط عن الإنفاق الذي يندرج في إطار مخصصات الطوارئ التي تسير بوتيرة 12 إلى 16 مليار دولار في الشهر وفقاً للحسابات التي أجريناها. لكن بإضافة التكاليف الأخرى المتضمنة في موازنة الدفاع، والأموال التي يتعين إنفاقها على الجنود بعد انتهاء الخدمة، أو تلك الضرورية لإعادة تجهيز الجيش وتوفير معدات جديدة، فإن التكلفة الإجمالية للحرب ستتضخم لتلامس سقف 1.5 تريليون دولار. ومع ذلك، فإن الكلفة الحقيقية هي تلك التي يتحملها المجتمع والاقتصاد. فعندما يُقتل جندي شاب في العراق، أو في أفغانستان تتلقى عائلته من الحكومة الأميركية 500 ألف دولار، وهو أقل بكثير من المبلغ الذي تسدده شركات التأمين جراء موت شخص في حادثة سير عادية. بالإضافة إلى ذلك فإنه نادراً ما تكفي تعويضات الإعاقة التي تمنحها الحكومة للجنود المصابين، وغالباً ما يضطر أحد أفراد الأسرة التخلي عن عمله لرعاية الجندي الجريح. ولعل الأكثر من ذلك كله هي الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الأميركي في ظل تكلفة الحرب الضخمة والبالغة، حسب تقديرات محافظة، ثلاثة تريليونات دولار. فقد حاول الرئيس بوش إقناع الشعب الأميركي بجدوى الحرب في العراق بتأكيده أنها لن تتطلب تضحيات اقتصادية كبرى. وحتى عندما ذهبت الولايات المتحدة إلى الحرب خفض بوش والكونجرس الضرائب، لا سيما على الأغنياء، رغم أن أميركا تعاني من عجز كبير في الموازنة. وفي ظل هذا الوضع لم يكن من حل آخر لتمويل الحرب سوى اللجوء إلى الاقتراض ليضاف تريليون دولار إلى الدين الأميركي العام، علاوة على تكلفة الحربين في العراق وأفغانستان، وأسعار الفائدة على الديون. ومهما كانت براعة الرئيس المقبل، فإن هذا العبء الثقيل الذي ينوء تحت وطأته الاقتصاد الأميركي، لا شك سيلحق الضرر بقدرة البلاد على معالجة المشاكل الأخرى المستعجلة. فالمديونية المتصاعدة التي يرزح تحتها الاقتصاد تجعل من الصعب إيلاء الأهمية اللازمة ببرامج الرعاية الصحية، أو خطط ترميم البنية التحتية، أو بناء مدارس أفضل تجهيزاً. ولا بد من الإشارة أن تكاليف الحرب تضر أصلاً بالوكالات الفيدرالية المختلفة مثل المركز الوطني للصحة ووكالة الغداء والدواء، ووكالة حماية البيئة وغيرها. ولعل ما يفاقم الوضع أكثر أن الاقتصاد الأميركي يمر بفترة من الركود تزيد من حجم الضغوط عليه، كما أن حزمة الحوافز التي أقرها البيت الأبيض، تعاني من ارتفاع تكاليف الحرب التي بلغت خلال هذه السنة لوحدها 200 مليار دولار. ما تنفقه أميركا خلال شهر واحد على العمليات القتالية بالعراق يكفي لمضاعفة إنفاقها السنوي على المساعدات المقدمة إلى أفريقيا. ولكم أن تتخيلوا ما كانت ستجنيه أميركا لو أحسنت توظيف مبلغ ثلاثة تريليونات دولار، والمشاكل التي كانت ستحلها سواء في الداخل أو الخارج. فقد كان بمقدورنا وضع "خطة مارشال" جديدة لمساعدة البلدان الفقيرة وكسب قلوب وربما عقول البلدان الإسلامية التي يسيطر عليها اليوم شعور العداء لأميركا. وفي عالم يعيش فيه ملايين الأطفال الأميين، فقد كان باستطاعتنا توفير التعليم للجميع ونشره على نطاق واسع، وذلك بأقل مما يكلفه شهر واحد في العراق. ورغم مخاوفنا من النفوذ المتعاظم للصين في القارة الأفريقية، فإن ما تنفقه أميركا خلال شهر واحد على العمليات القتالية في العراق، يكفي لمضاعفة إنفاقنا السنوي على المساعدات المقدمة إلى أفريقيا. أما داخلياً، فقد كان بإمكاننا تمويل العديد من المدارس ومنح فرص أفضل للأطفال الفقراء، فضلاً عن معالجة الاختلالات الموجودة في نظام الرعاية الاجتماعية، التي بدأ الرئيس بوش ولايته الثانية على أمل تصويبها. ومن جانب آخر قادت الحرب في العراق إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط، ملحقة المزيد من الضرر بالاقتصاد الأميركي. فقد كانت أسعار النفط قبل غزو 2003 بالكاد تصل إلى 25 دولارا للبرميل، وكانت الأسواق تتوقع استقرارها عند ذلك المستوى، لكن الحرب غيرت المعادلة تماماً لترتفع أسعار النفط إلى مائة دولار للبرميل. - أستاذ الاقتصاد بجامعة "كولومبيا" وحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2001. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 13 طالباني والسجاد الأحمر حمزة مصطفى اليوم السعودية مع أن الاعراف الدبلوماسية وأغراض البروتوكول تقتضي ان تجري لرؤساء الدول مراسيم استقبال رسمية من حيث فرش السجاد الاحمر وعزف موسيقى حرس الشرف وإطلاق المدفعية 21 طلقة مدفع فان الرئاسة التركية وطبقا لما نقلته صحيفة ( ملليت ) قررت عدم اعتبار زيارة الرئيس جلال طالباني الى تركيا زيارة رسمية، بل زيارة عمل . ومع انه يصعب ايجاد فروق بين الزيارات الرسمية او زيارات العمل لاسيما ان الزيارة تمت بناء على دعوة رسمية من الرئيس التركي عبد الله غل الذي اوفد مسؤولا تركيا الى طالباني سلمه الدعوة ( الرسمية ) باليد , إلا ان عدم اجراء مراسيم استقبال رسمية لرئيس جمهورية العراق في مطار انقرة لا تقلل من شأن طالباني الذي لم يكن يوما من عشاق السجاد الاحمر بل تلقى المزيد من اللوم على مضيفيه الذين فاتهم كما فات كل دول الجوار الجغرافي لبلادنا للاسف ودول اخرى كثيرة ان ( الدنيا صغيرة ) كما يقال وان الايام دول يوم لك ويوم عليك. ولان هذه القضية يطول شرحها ويتشعب فاننا سنركز على زيارة الرئيس طالباني الذي ذهب فعلا الى انقرة في زيارة عمل من أجل وضع حد لأزمة لا يمكن حلها بالحشود العسكرية هناك او التصريحات النارية هنا او هناك، بل تتطلب حوارا سياسيا ودبلوماسيا هادئا وعقلانيا يتطلب صبرا استراتيجيا وحكمة وتعقلا الى أبعد الحدود، ولذلك لم يدر في بال الرئيس طالباني يوما في اية زيارة له لدولة من الدول الشقيقة او الصديقة ان يفرش له السجاد الاحمر او تطلق له المدفعية او تعزف موسيقى الجيش النشيد الوطني مع ان هذه المسائل تندرج تحت اطار البروتوكول الذي يكرهه طالباني جدا ولا يعترف به الامر الذي يكون في كثير من الاحيان مصدر حرج لمرافقيه الذين لم يتمكنوا من تغيير عادات الرئيس الثورية والجبلية حتى بعد ان صار رئيسا للجمهورية وغادر كهوف الجبال الى منصات مؤتمرات القمة العربية والامم المتحدة. مع ذلك فان طالباني الذي سبق ان وصف زيارة وزير خارجية تركيا الى العراق السيد علي بابا جان قبل شهور بانها ( زيارة تاريخية ) فليس لانها تاريخية فعلا بل لانه أراد من خلال هذا التوصيف المبالغ فيه فتح نافذة لحوار حقيقي بين الزعامة التركية ممثلة في حزب العدالة والتنمية وبين قادة حزب العمال الكردستاني سواء عن طريق الحكومة العراقية او حكومة اقليم كردستان . نافذة يمكن ان تجنب الطرفين سفك المزيد من الدماء لاسيما ان الجانبين خاضا طوال اكثر من 24 عاما حوارا بالدم لم تكن نتيجته سوى آلاف الجثث التركية والكردية. وخلال الأسبوعين الماضيين اجتاحت تركيا أراضي العراق من جهة اقليم كردستان ولم تحقق العملية كالعادة ما كان يأمل العسكر التركي في تحقيقه اللهم إلا ما تسببت فيه العملية من تدمير للبنية التحتية للمناطق الحدودية في اقليم كردستان العراق من بينها جسور وقرى. مع ذلك فان العسكر التركي والحكومة التركية تدرك ان المصالح السياسية والاقتصادية بين الطرفين هي الاهم وان هذه العلاقات التي قوامها مئات الشركات التركية التي تستثمر امولا بالمليارات داخل الاقليم لم تتأثر بما حصل ولم تنصاع لضجيج المدافع وازيز الطائرات. من هنا يبدو ان انقرة فكرت جيدا , هذه المرة , في دعوة طالباني للحوار وللعمل معا بصرف النظر عن المدفعية والنشيد والسجاد . فالمسألة تتعدى مثل هذه الامور التي تظل شكلية بالنسبة للكثيرين من الزعماء وتافهة بالنسبة لزعيم بمواصفات طالباني الذي مازال يخاطب اصدقاءه قبل ان يتولى منصب الرئاسة وبعد توليه هذا المنصب الرفيع وفي دولة عريقة مثل العراق بالصديق العتيد. فالاهم بالنسبة له ولنا هو فتح نافذة الحوار ، والاهم ايضا ان الحوار ينبغي ألا يكون من طرف واحد او وضع شروط مسبقة مثل دعوة عناصر حزب العمال الى القاء السلاح والانخراط في الديمقراطية التركية التي تحدث عنها بحضور الوفد العراقي برئاسة طالباني كل من الرئيس غل ورئيس الوزراء اردوغان . صحيح ان تركيا بلد يسعى لان يرتقي بمواصفات ديمقراطيته الى مصاف الدول الاوروبية التي يطمح الى الدخول الى ناديها إلا ان من الصعب تجاهل مطاليب جماعة حزب العمال، اذ لا يكفي توصيفهم بوصفهم حركة ارهابية وكفى لانه ومهما كانت مبررات هذا التوصيف فانه لابد من النظر الى وجود مشكلة كردية في تركيا . ومثلما يعرف الجميع انه كانت في العراق مشكلة كردية ايضا استمرت عقودا من الزمن وكلفت عشرات الآلاف من الضحايا واخيرا انتهت عبر حل ديمقراطي ضمنه الدستور العراقي. وفي الوقت الذي نأمل فيه ان تكون زيارة طالباني الى انقرة بداية النهاية لهذه الماساة فانني سأعود مضطرا الى حكاية حرس الشرف والسجاد الاحمر والنشيد الوطني، واقول انني كمواطن عراقي اجد صعوبة في ان اتنازل عن حقي في ان نتعامل مستقبلا بالمثل مع كل من يتعامل معنا على هذه الشاكلة حتى وان تنازل طالباني عن حقه لأسباب يعود تقديرها له الآن او في المستقبل. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 14 مظاهرات حاشدة وحرق العلم المصري في طهران د. عباس عساكرة السياسة الكويت أحرق آلاف المتظاهرين الإيرانيين العلم المصري أمام بعثة رعاية المصالح المصرية بطهران يوم الخميس الماضي الموافق 06/03/2008, بعد أن هتفوا بشعارات معادية ومناهضة لمصر حكومة وشعبا, كما القوا الحجارة باتجاه مقر البعثة. وبالمقابل استدعت الخارجية المصرية القائم بالأعمال الإيراني في القاهرة لإبلاغه احتجاج الحكومة المصرية على المظاهرات أمام بعثة رعاية المصالح المصرية في طهران. وأكدت الجريدة المظاهرات بأنها عدائية, وأشارت الجريدة إلى أن الدولة الإيرانية ومن خلال هذه المظاهرات تريد إحراج مصر والتقليل من شأنها. وأكدت "المسائية المصرية" أن أجهزة الأمن الإيرانية قامت بحماية من وصفتهم بالغوغائيين الذي احرقوا العلم المصري وأطلقوا هتافات معادية لمصر. وذكرت الجريدة أن مصر قادرة على تسيير عشرات المظاهرات وحرق الإعلام أمام بعثة رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة رداً على أحكام الإعدام والقتل والسجن والتشريد والتهجير للشعب العربي الأحوازي المحتل من قبل إيران التي تدعي حمايتها للإسلام والمسلمين, مذكرة بالاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث والتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية العراقية والأطماع الإيرانية في ابتلاع البحرين والسيطرة على الخليج العربي بأكمله. وضمن بيان شديد اللهجة, أعربت "المنظمة الوطنية الأحوازية" عن استنكارها وشجبها للمظاهرات التي وصفتها بالمسيرة من قبل الحكومة الإيرانية باتجاه سفارة جمهورية مصر العربية بطهران, كما عبرت "المنظمة الوطنية الأحوازية" عن سخط وإستياء الجماهير العربية الأحوازية تجاه هذا التصرف الإيراني الذي وصفته بالمعادي ليس لجمهورية مصر العربية فحسب, إنما يعد معادياً للأمة العربية جمعاء. ودعت "المنظمة", جامعة الدول العربية إلى تفعيل البند المتعلق بالدفاع العربي المشترك الوارد في ميثاق الجامعة واستعماله ضد إيران وتأييد كل من مصر والأحواز في مواقفهم تجاه الدولة الإيرانية. أما "الوفد الوطني الأحوازي" الذي زار جمهورية مصر العربية في شهر ديسمبر من العام الماضي بدعوة مصرية, فقد اصدر بياناً مندداً بالمظاهرات الإيرانية التي وصفها البيان بأنها جاءت لأسباب غير مفهومة, مؤكداً أنها همجية وتهدف الى توتير الأجواء ضد الشعوب العربية. ووصف الوفد الأحوازي بأن حرق العلم المصري إنما يعد عملاً آثماً وحاقداً ومسعورا, خاصة وان الأجهزة الخاصة في الدولة الإيرانية تقف خلف هذه الأعمال العدوانية وفقاً لما بينه الوفد الأحوازي. يذكر أن مصر قامت باستدعاء "وفد وطني أحوازي" في شهر ديسمبر من العام الماضي للتعريف بقضيته لدى عدد من الجهات الشعبية والرسمية في مصر, وزار الوفد جامعة الدول العربية لطرح القضية الأحوازية على الجامعة, كما عقد ندوات صحافية نشرتها الصحافة المصرية والعربية, وحظى الوفد باستقبال شعبي ورسمي مصري, وبعد مغادرة الوفد الأحوازي فوراً توجه "د. علي لاريجاني" الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سابقاً إلى جمهورية مصر العربية ليلتقي عدد من المسؤولين المصريين كما التقى "عمرو موسى" الأمين العام لجامعة الدول العربية. وخلال وجود "الوفد الوطني الأحوازي" في مصر, تم الإعلان عن انبثاق "اللجنة الشعبية لدعم الشعب العربي الأحوازي" برئاسة "أحمد الجبيلي" رئيس "حزب الشعب الديمقراطي المصري", وتولى أمانتها العامة "محمد سلامة" نائب رئيس تحرير "جريدة المسائية المصرية", وتم الإعلان عن تأسيس "المنظمة الأحوازية لحقوق الإنسان" التي أصدرت عددا من البيانات, كان آخرها بتاريخ 09/03/2008 يتعلق باعتقال السلطات السورية لمواطن أحوازي يدعى "سعيد حمادي" في مطار دمشق الدولي خلال توجهه إلى العاصمة الدنمركية كوبنهاغن. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 15 الأحزاب الطائفية في البصرة.. تقتل القتيل وتمشي في جنازته..؟ داود البصري السياسة الكويت لعل التجربة العراقية المرة لم تنجح في شيء قدر نجاحها المذهل في فضح الاحزاب الدينية والطائفية المتخلفة ونشر غسيلها الوسخ وإحتراق كل أوراقها أمام الرأي العام المحلي والدولي , والتظاهرة الفضيحة التي قامت بها الاحزاب الدينية والطائفية في البصرة مؤخرا وخصوصا جماعة مجلس الحكيم الايراني الأعلى وعصابة ما يسمى بسيد الشهداء وبقية السلف الطالح من أهل التخلف والطائفية ضد قائد شرطة البصرة اللواء العراقي العربي الشجاع عبد الجليل خلف هي من طراز أحدث أساليب المكر والخداع والخبث المستندة لموروثات جينية ولخبرة مكتسبة في مخابرات ومطابخ دولة الولي الايراني الفقيه, والطريف أن تلك الاحزاب ترفع شعارات هي نفس الشعارات الخارجية التي رفعت في وجه إمام المتقين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه! في متوالية نفاق تاريخية عراقية لا نظير لها, فهم يحتجون على إستمرار الاغتيالات والخطف والارهاب وقتل النساء وخرق القانون في البصرة ( وهذا كلام حق ), ولكن الباطل يكمن في التفاصيل كما الشيطان تماما! فهم يحملون قيادة شرطة وجيش البصرة المسؤولية وينسون أن أحزابهم وعصاباتهم المسلحة هي ذاتها من يقوم بتلك الاعمال ? فهل منظمة بدر مثلا بريئة مما يحصل ? وهل ( التوابون ) الذين غسلت أدمغتهم جيدا في معامل الحرس الثوري الايراني ثم شحنوا للعراق كبضاعة إيرانية جاهزة للتصدير لا يعلمون حقيقة من يقف خلف الارهاب الطائفي ومن يشعل فتيله ? وهل جماعة ( سيد الشهداء ) الطائفية لا تعلم أسماء فرق الموت التي تجوب شوارع البصرة لتحقق دولة الاسلام العتيدة? وهل أن بقية فرقة حسب الله من الاحزاب والتنظيمات التي ترفع الرايات الملونة والمزركشة والتي يذكرنا منظرها بتظاهرات الافلام الهندية لا يعلمون حقيقة كيف تجري عجلة الارهاب في البصرة ? فلماذا يطلبون من قائد شرطة البصرة الوطني الشجاع المستحيل وهم يعلمون أنه لا أمن حقيقيا من دون فرض سلطة القانون والتي من أولى مستحقاتها وشروطها تجريد الميليشيات المسلحة من أسلحتها وحصر السلاح بيد الدولة فقط وحماية المجتمع بكافة طوائفه وملله ونحله من تعديات وجرائم فرق الموت ومحاكم النفتيش الدينية والمذهبية شيعية كانت أم سنية, مواقف قائد شرطة البصرة الشجاعة وعجزهم حتى اليوم عن قتله وتصفيته جعلت قادة تلكم التنظيمات الارهابية الطائفية تلجأ للخبث التاريخي المعروف وتجند وتعبئ البسطاء من الشعب الذين يتبعون أوامر بعض عمائم السوء والعمالة والخبث من أجل خلط الاوراق والتشويش على عطاء المخلصين وإستغلال أية فرصة سانحة لتصفية الحساب مع القيادات الوطنية, والتحالف الواسع بين تلك الاحزاب الطائفية المتخلفة العميلة وبين بعض الزعامات العشائرية المتخلفة يهدف إساسا لفرض سطوة تلكم الجماعات على المجتمع بأسره ومحاولة تأسيس إمارات طائفية عشائرية متخلفة يمارس زعمائها النهب والسلب من دون حسيب ولا رقيب ويعملون من أجل تنفيذ الاجندة الايرانية في شمال الخليج العربي ومنع أي نهضة تنموية حقيقية من شأنها إنتشال البصرة من كبوة التخلف المريعة التي تعيشها بفعل سطوة المتخلفين والمجرمين والطائفيين والعشائريين , مهمة قائد شرطة البصرة صعبة وتاريخية ومعقدة فجحافل اللصوص الذين تحولوا لدعاة ومهدويين وفيالق القتلة والعملاء الذين تحولوا لقادة أحزاب وتيارات وعمائم السوء التي تنخر في المجتمع وتروج التخلف والخرافة جميعها قوى متحالفة من أجل إفشال المشروع الوطني ومحاربة المخلصين , فالبصرة بحاجة اليوم لعملية إنقاذ ذات طابع دولي وإقليمي وبشكل يتجاوزالمحاصصة والهيمنة الطائفية والحزبية , والحضارة الانسانية تحتاج لانقاذ حقيقي أمام هجمة البربرية الطائفية والعشائرية و( أحزاب الافلام الهندية ) , وسيسحق هؤلاء كل قوى التقدم والحداثة مالم يتقدم المجتمع الدولي بمبادرة لحماية الطفولة والنساء والحضارة والحرية في البصرة ومالم يردع النظام الايراني بشكل حازم وصارم وصريح , إذ أن تلك الاحزاب الطائفية المجرمة ستظل تبتدع أساليب التخريب والخبث حتى تصل لغاياتها الدنيئة, فمن ينصر الحضارة في البصرة ? ومن يحمي الشرفاء والمخلصين ? ومن سينظفها من أدران العشائريين والطائفيين والمتخلفين..? إنه النداء الاخير قبل تمكن قوى الشر والضلالة والخبث من رقاب الجميع , ونصرة أحرار البصرة هو انتصار للانسانية أمام زحف البرابرة الجدد. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 16 سفن أمريكا ورياح العراق!! محمد كعوش العرب اليوم الاردن يقول السياسيون ان الحرب ليست غاية ولا هدفا بل هي وسيلة دموية لتحقيق هدف سياسي معين ومحدد... والآن نحن نقف على ابواب ذكرى غزو العراق واحتلاله, ومن حقنا كعرب معنيين بهذه الحرب ورافضين لها ومتضررين من نتائجها, ان نسأل عن الهدف الذي حققته الولايات المتحدة وبريطانيا من احتلال بلد عربي مستقل وعضو في منظمة الامم المتحدة وجامعة الدول العربية, سوى اسقاط النظام وتخريب العراق وتقسيمه ونهب ثرواته ونشر الفوضى في المنطقة!!. ما يحدث في العراق الآن يؤكد ان غزو العراق واحتلاله لم يكن نزهة قصيرة بل حربا طويلة طويلة, فقدت فيها الولايات المتحدة 4 الاف جندي حتى الآن حسب الاحصاءات الرسمية لوزارة الدفاع الامريكية, من دون اعلان الرقم الصحيح للمصابين والمرضى والمشوهين الذين اصيبوا باعاقات دائمة, واعتقد انه رقم يثير الذعر والقلق في نفوس الامريكيين عندما نعرف ان مركزا طبيا واحدا قام بمعالجة واعادة تأهيل اكثر من خمسة آلاف مصاب في الاعوام الثلاثة الماضية فقط... الذي نريد قوله واثباته ان الادارة الامريكية لم تنجح في تحقيق الاهداف السياسية لحربها غير الشرعية القائمة على مجموعة من الاكاذيب, كما فشلت في تنفيذ مشروعها السياسي في المنطقة وهو "مشروع الشرق الاوسط الجديد" الذي حطمته المقاومة الوطنية العراقية... الثابت ان رياح العراق لم تجر بما اشتهت السفن وحاملات الطائرات الامريكية, والاهداف السياسية التي تحققت على الارض في بلاد الرافدين جاءت عكس مصالح واطماع واشنطن وكلها صبت في طاحونة ايران ومصلحة الاكراد في شمال العراق حيث دويلة انفصالية قائمة الآن بمجلس نوابها وحكومتها وعلمها ونشيدها ولغتها وثقافتها الخارجة عن سلطة الحكم المركزي في بغداد وان كان الاكراد شركاء في حكم العراق ايضا!!. واذا كان الاكراد قد سيطروا على شمال العراق فايران سيطرت على جنوبه ايضا واصبحت البصرة مركزا للنفوذ الايراني على الصعيدين الامني والاقتصادي, وان كانت اداريا تابعة لحكومة المالكي. الان ونحن نقف على عتبة الذكرى الخامسة لغزو العراق واحتلاله نستطيع التأكيد بان الولايات المتحدة هزمت عسكريا وفشلت سياسيا في العراق, وان الاحتلال اصبح في نهاية الطريق المظلم, حيث بدأنا نسمع هدير الفجر الآتي بالاستقلال والحرية والكرامة في العراق العربي الموحد ارضا وشعبا. |
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)