Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأربعاء، 1 أغسطس 2007

الأربعاء 1 -8-2007 صحيفة العراق الألكترونية


أولاً : فهرست الأخبار والتقارير
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
1
سفير العراق في الأمم المتحدة يواجه براون بشأن سحب القوات
وكالة الأخبار العراقية
2
القائمة العراقية تؤكد على "مبادرة الإصلاحات السياسية المتزامنة مع خطة فرض القانون"
الملف نت
3
تعرض وزير الدفاع الدانماركي لقصف صاروخي في البصرة
وكالة الأخبار العراقية
4
عمار الحكيم يقود حملة تقسيم العراق
الملف نت
5
رئيس الأركان الأميركي المقبل: لا حل عسكريا في العراق
الملف نت
6
استقالة رئيس أركان الجيش العراقي الجديد
شبكة أخبار العراق
7
خبير في الكونغرس :القتال سيخمد حينما يكون هناك اتفاق وتوازن في السلطة والأموال
شبكة أخبار العراق
8
اجتماع شرم الشيخ يؤكد الالتزام بالسلام ووحدة أرض العراق
الأهرام
9
الجعفري يبدأ حملة للإطاحة بالمالكي
الأهرام
10
لرفضهم قانون النفط الجديد .. الشهرستاني يجمّد النقابات النفطية ويحظر التعامل معها
شبكة أخبار العراق
11
تقارير أميركية وبريطانية تتهم المالكي بالفشل
البيان
12
مجلس الرئاسة يدعو الهاشمي إلى العدول عن القرار وأنباء عن تأجيل انسحاب التوافق من الحكومة
الصباح
13
برلمان كردستان يصادق على أربع مواد من قانون النفط والغاز
الصباح
14
رايس وجيتس في مصر لاقناع العرب بسياسة أمريكا في العراق وإيران
وكالة الأخبار العراقية
15
البنتاجون يعلن استبدال 20 ألف جندي في العراق
رويترز
16
دهوك: اعتقال 50 شخصا لرفعهم العلم العراقي بموجب قرار حظر رفع العلم الحالي في إقليم كردستان
الشرق الأوسط
17
البرزاني: انتهى حكم السنة وحدهم في العراق
الخليج
18
أنباء حول دعم أمريكي لأنقرة ضد المتمردين الأكراد
الخليج
19
بووين: الفساد يعرقل جهود إعمار العراق
إيلاف
20
توقف 3 صحف لحزب الدعوة
البيان
21
القوة الدانمركية سلمت البريطانيين والعراقيين استعدادا للانسحاب
القبس
22
عمال نفط البصرة يهددون بالإضراب احتجاجا على تجميد اتحادهم
الشرق الأوسط
23
الاحتلال البريطاني يعترف : المليشيات تستعد جيدا لملأ الفراغ وسننسحب من البصرة لفضحها
شبكة أخبار العراق
24
انتهاء مهلة «التوافق» للانسحاب من الحكومة.. ووساطات تقنعها بالتريث
الشرق الأوسط
25
طالبانى يدعو إلى خطوات سريعة لحل الأزمة السياسية جبهة التوافق تؤكد: الانسحاب من حكومة المالكي اليوم
الشرق القطرية
26
اتهم المالكي بسحب صلاحياته .. الزوبعي: مايطبق لاعلاقة له ببرنامج الحكومة
الشرق القطرية
27
كروكر لـ «الحياة»: لا مهلة زمنية لحكومة المالكي ودور سياسي أكبر للعشائر التي تقاتل «القاعدة»
الحياة
28
دول الخليج ومصر تبلغ رايس رفضها التعاون مع المالكي عواصف في بغداد: التوافق تودع الحكومة والمالكي يفشل في تعيين الربيعي رئيساً للأمن ورئيس الأركان وكبار الضباط يستقيلون
الزمان
29
وسط إشارات إلى تدخل الميليشيات في فرض الغش الجماعي ... وزارة التربية تُعلن نتائج الامتحانات الثانوية
الحياة
30
برلمان كردستان يناقش قانون النفط للبت فيه سريعاً ... قوات «البيشمركة» تنتظر موافقة المالكي لحماية المنشآت النفطية في كركوك والموصل
الحياة
ثانيا فهرست المقالات والافتتاحيات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
عن عواقب الانسحاب الأميركي من العراق
خليل العناني
الوطن عمان
2
لا شيء مستحيلاً في لعبة السياسة

خميس بن حبيب التوبي
الوطن عمان
3
بواكير إعلامهم في العراق (3)
وليد الزبيدي
الوطن عمان
4
العراق البطل
عبدالله إسحاق
البيان
5
الكأس للوفاق يا أهل العراق
أحمد إبراهيم
عكاظ السعودية
6
أمريكا تتحرك.. فهل من نتائج؟
افتتاحية
الرياض
7
منصة التتويج لمن؟!
جهير المساعد
البيان الامارات
8
العراقيون استرجعوا تاريخهم

د. عبد العزيز جار الله الجار الله
الرياض السعودية
9
إيران وأمريكا.. أحاذر أن تمسي البصرة ثمناً!
رشيد الخيون
الشرق الاوسط
10
رسالة محبة
افتتاحية
المدينة السعودية
11
احتفال عالمي لتكريم الولايات المتحدة الاميركية

خالد شبيب الخالدي
السياسة الكويت
12
خطط طوارئ أمريكية للانسحاب من العراق.. هل تضمن وحدته؟
أحمد السيد تركي

الشرق الاوسط
13
عراق الفرح
علي حجيج
عمان اليوم
14
تقسيم العراق ومخاطره على الأمن الإقليمي
أشرف محمد عبدالحميد
عمان اليوم
15
هل يستمع بوش إلى جنرالاته؟
ويليام أركين
واشنطن بوست
16
مسؤولية الاستقرار في العراق
افتتاحية
الجزيرة السعودية
17
من مصلحة العراق احتواء السنة العرب
عبدالله بن راشد السنيدي
الجزيرة السعودية
18
عاصمة العباسيين عصية علي الغزاة أساطين العلم وجدوا لهم مواقع في مساجد بغداد سنة 459 هجرية
شكيب كاظم

الزمان العراق
19
عودة الثعابين
جالد السليمان
عكاظ السعودية
20
اقتسام الغنائم
جهاد الخازن
الحياة
21
استباحة العراق والحداثة
عبدالله خليفة
اخبار الخليح
22
الكرة‏..‏ أفيون الشعوب‏!‏
عماد عريان
الاهرام
23
رسائل «الحب« بين تجار الحروب

جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين
24
أنا العراقي

غسان سليمان العتيبي
القبس الكويت
25
الخلاف حول العراق
د.شملان العيسى
الوطن الكويت
26
الثاني من اغسطس
شفيق الغبرا
الراي العام الكويت
27
المهدي وبدر: حروب آيات الله الجدد في العراق (3)

فاضل الربيعي

شبكة البصرة

28
الشيعة في العالم
ابراهيم غرايبة
الغد الاردن
29
رسالة غيتس لهيلاري .. هل ينسحب الاميركيون؟
حازم مبيضين
الراي الاردن
30
الجهادية الدولية» من العراق إلى المغرب
جان بيير توكوا
لوموند
31
أقل الخيارات سوءا للانسحاب من العراق
مارتن كتل
الغارديان

ثانياًً: نصوص الأخبار والتقارير

ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
1
سفير العراق في الأمم المتحدة يواجه براون بشأن سحب القوات
وكالة الأخبار العراقية
واجه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون تحديا قويا يوم الثلاثاء من سفير العراق لدى الامم المتحدة الذي سأله ان كان سيتخلى عن العراقيين بسحب خمسة آلاف جندي بريطاني من البلاد.وسأل السفير العراقي في الامم المتحدة حامد البياتي رئيس الوزراء البريطاني بعد أن ألقى كلمة في الامم المتحدة عن مشكلات التنمية "هل ستتخلى عن الشعب العراقي بسبب الضغوط لسحب قواتك والتخلي عن البلاد."وأجاب براون في جلسة مع مسؤولين ودبلوماسيين بالامم المتحدة للاجابة على اسئلتهم قائلا "نبذل ما في وسعنا." وتابع قائلا "نتقبل مسؤولياتنا وسنفي بمسؤولياتنا إزاء الشعب العراقي."وقال للبياتي انه يعتقد أن وتيرة الاعمار في العراق "يمكن أن تكون أسرع."ولم يعط براون أي وعود للرئيس الامريكي جورج بوش بشأن المدة التي ستحتفظ فيها بريطانيا بقواتها في العراق اثناء اجتماع في البيت الابيض يوم الاثنين.ودخلت القوات البريطانية العراق في اطار الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 الذي كان محل تأييد قوي من رئيس الوزراء السابق توني بلير الذي استقال من منصبه الشهر الماضي. لكن تأييد الرأي العام البريطاني لوجود الجنود في العراق يتراجع على نحو متواصل.وبعد الغزو تم تكليف البريطانيين بالمسؤولية عن مناطق في جنوب العراق.وسلمت بريطانيا بالفعل السيطرة الامنية لقوات عراقية في ثلاث من المحافظات التي تولت مسؤوليتها.وأعلن براون يوم الاثنين أن بريطانيا تنوي عمل الشيء نفسه في المحافظة الرابعة وهي محافظة البصرة حسب ما يشير به العسكريون. وقال رئيس الاركان البريطاني الاسبوع الماضي ان بريطانيا يجب أن تكون في وضع يتيح لها تسليم المسؤولية الامنية عن البصرة بحلول نهاية العام. .
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
2
القائمة العراقية تؤكد على "مبادرة الإصلاحات السياسية المتزامنة مع خطة فرض القانون"
الملف نت
اكدت القائمة العراقية الوطنية على ضرورة تصحيح العملية السياسية وترشيدها بما يخدم تجاوز الأزمة السياسية الراهنة. كما اكدت على "مبادرة الإصلاحات السياسية المتزامنة مع خطة فرض القانون" التي قدمتها لرئيس الوزراء. تاليا نص بيان العراقية: تابعت القائمة العراقية في الأيام الأخيرة صدور بيانات وبيانات مضادة تضمنت مواقف واتهامات متبادلة أسهمت في معظمها في إضفاء المزيد من التوتر على الأوضاع السياسية. وترى القائمة العراقية الوطنية ان من الضروري طرح هذه القضايا والعمل على حلها في لقاءات بين ممثلي الأطراف السياسية المختلفة وعبر الحوار الهادئ والبنّاء بعيداً عن أجهزة الإعلام والتي تترك اثاراً سلبية في الشارع العراقي. وإذ تتفق القائمة العراقية الوطنية على ضرورة تصحيح العملية السياسية وترشيدها بما يخدم تجاوز الأزمة السياسية الراهنة، فان القائمة العراقية الوطنية ما زالت تؤكد على "مبادرة الإصلاحات السياسية المتزامنة مع خطة فرض القانون" التي قدمتها للسيد رئيس الوزراء بتأريخ 26 شباط 2007، والتي تضمنت إعادة النظر في قانون الإرهاب وتطهير الجيش والشرطة من العناصر المندسة وتعليق العمل بقانون هيئة اجتثاث البعث مع إحالة المسيئين الى القضاء العادل وإلغاء المظاهر ذات الأبعاد الطائفية والجهوية ومنها هيئة التوازن، والعمل بجدية على المصالحة الوطنية ومنع تدخلات دول الجوار ووضع خطة لإعادة المهجرين قسراً داخل العراق وخارجه وإصدار عفو لمن لم يرتكب جرائم ضد الإنسانية، وتحشيد الطاقات العراقية لتحقيق الأمن والاستقرار. ان توحيد الجهود المخلصة في تحالفات وطنية لتحقيق ذلك وغيره من المطالب المشروعة، المرتبطة بإنجاز المصالحة الوطنية، وبضمنها تأمين المشاركة الحقيقية من جانب أطراف العملية السياسية في صنع القرار، يتطلب اتخاذ مواقف ايجابية مسؤولة من جانب الأطراف السياسية جميعاً، تجسد الحرص المشترك على الخروج بالبلاد من الأوضاع المتردية التي تثقل كاهلها.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
3
تعرض وزير الدفاع الدانماركي لقصف صاروخي في البصرة
وكالة الأخبار العراقية
تعرضت القاعدة الدانماركية اليوم الثلاثاء قبل قليل لقصف صاروخي شديد عندما كان وزير الدفاع الدانماركي يلقي كلمته في القاعدة في حفل رسمي لانتهاء مهمة القوات الدانماركية في العراق , مما اضطر الوزير للانبطاح ارضا ...لكن تؤكد الانباء انه لم يصب باذى .هذا ومن المنتظر ان يتم اجلاء اخر ( 50 ) جندي للكويت اليوم ليلتحقوا باخر طائرة تنقل الجنود الدانماركيين من الكويت للدانمارك .
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
4
عمار الحكيم يقود حملة تقسيم العراق
الملف نت
يسعى المجلس الاسلامي الاعلى، بزعامة عبدالعزيز الحكيم، من خلال الندوات والمؤتمرات التي يعقدها في مدن الجنوب العراقي الى اعلان اقليم الوسط والجنوب. ويقود عمار الحكيم، النجل الاكبر لزعيم قائمة "الائتلاف" العراقي الموحد حملة اتصالات مكثفة ركزت على استقطاب شيوخ وابناء العشائر الجنوبية لتأييد المشروع. وشدد انصار الحكيم في حملتهم اخيراً على عقد الندوات النسائية والطلابية من خلال المراكز النسوية والمنظمات التابعة للمجلس والمنتشرة في اغلب المدن الجنوبية في محاولة لإنهاء المعارضة التي يواجهها مشروع فيديرالية الوسط والجنوب على يد قوى سياسية ابرزها تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. ووقع 45 من شيوخ العشائر في المحافظات الجنوبية (البصرة والعمارة والناصرية والديوانية والسماوة) وثيقة تأسيس "حكومة الحكم الذاتي في جنوب العراق الموحد" واختاروا عبد المحسن شلش رئيساً لها لمدة خمس سنوات. ونص البيان التأسيسي على تشكيل "هيئة ادارية ومجلس شورى يتولى صياغة القوانين والتشريعات للمحافظات الخمس ويتكون من 100 شيخ ومهندس واستشاري اضافة الى 30 عضواً من المثقفين ورجال الفكر". واقر البيان تأسيس مجلس ادارة "هيئة الطبقة العاملة والتشغيل من 10 اختصاصيين ومجلس اعمار الجنوب والمجلس الأعلى للزراعة والهيئة العليا لتنظيم الموارد المائية وهيئة السيطرة على الموارد والثروات المعدنية". واشار الى ان هناك "هيئات ومجالس ستُعلن في حينها وفقاً لحاجة أهلنا في الجنوب وان كل هذه الهيئات ترتبط برئيس ادارة الحكم الذاتي الذي يعتبر مكتبه والدوائر الملحقة به أعلى سلطة في الحكم الذاتي للجنوب". ولم يصدر اي رد فعل من الحكومة العراقية ولا البرلمان العراقي فيما لوحظ ان لائحة اسماء الشيوخ الموقعين على بيان تأسيس ادارة حكم ذاتي في جنوب العراق لم تتضمن اياً من نواب البرلمان العراقي عن مدن الجنوب الوارد ذكرها في البيان. لكن البيان اكد ان قرار تأسيس "حكومة الحكم الذاتي في جنوب العراق الموحد" ليس اقراراً او اعترافاً بالفيديرالية "التي عليها شبهة صناعة المحتل" مضيفاً "اننا جزء من العراق ولا نيات لدينا أو غايات معينة لا الان ولا في المستقبل للانفصال عن العراق". ولم يوضح الشيوخ العراقيون في البيان موقفاً من دعوات الائتلاف العراقي الموحد وزعيمه في شأن اقامة فيديرالية الجنوب والوسط كما لم يوضحوا ما اذا كانوا اجروا اتصالات مع الحكومة لكنهم انهم اكدوا ان الادارة لا علاقة لها "لا من بعيد ولا من قريب بما يسمى مجالس الانقاذ أو أي مؤسسة صنعها المحتل ومن يعمل بها". وقال البيان ان "ادارتنا هذه ليس لها علاقة بمحاربة أي جهة عراقية تعمل ضد الاحتلال بل نحن تجمع سلمي من العراقيين الأشراف الوطنيين".واضاف ان "حكومة الحكم الذاتي في جنوب العراق الموحد تحترم كل دول الجوار المحاذية لجنوبنا العزيز وتسعى الى عدم الانجرار وراء تصفية الحسابات الأجنبية في العلاقات بين الدول" مؤكدا "اننا لن نسمح ان يكون جنوبنا الغالي منطلقا للعدوان على أي دولة جارة". وعن العلاقة مع الحكومة المركزية اوضح البيان ان حكومة الحكم الذاتي "تحترم الدستور العراقي الحالي وستشارك في تعديله" مشيراً الى ان هناك "الكثير من وجهات النظر والاختلاف التي سوف نوضحها لسلطة بغداد المركزية". واعتبر البيان ادارة "الحكم الذاتي" "فاشلة" في حال لم تستطع الايفاء بالتزامات ذكر منها "فتح باب التطوع لأبناء العشائر للمشاركة في تأسيس شرطة محلية وتأسيس نواة لجيش عراقي وطني جنوبي". وعن مرجعية هذا الجيش وقيادته قال البيان "تكون كل المؤسسات العسكرية خاضعة لمجلس حماية الجنوب الذي يعتبر هيئة ادارية مرتبطة برئيس الحكومة". وقال الباحث الاكاديمي الدكتور عماد محي الدين لـ"الحياة " ان "جمـاعة الحكيم وعلى رغم الهالة الاعلامية الهائلة التي تمتلكها تلاقي معارضة واسعة وقوية داخل الشارع الشيعي من القوى والتيارات المناوئة خصوصاً التيار الصدري الذي لا يزال يقف على النقيض من طروحات المجلس". واشار الى ان معظم الشيعة لا يعارضون من حيث المبدأ اقامة الاقليم لكنهم يتخوفون من سيطرة الاسلاميين الراديكاليين على الاقليم وضمه الى ايران. ويرى التيار الصدري ان البت في هذه المسألة مؤجلة الى مغادرة قوات التحالف العراق. وقال الشيخ صاحب محمد من مكتب الصدر في النجف لـ"الحياة" ان السيد "مقتدى الصدر مع الفيديرالية لأنها نظام اسلامي لكنه يرى ان هذه المسألة لا يمكن البت بها الا بعد خروج القوات المحتلة من العراق"، لافتا "الى ان الفيديرالية اذا اقيمت الآن ستزيد من حدة الفتنة الطائفية في البلاد".وتركت المرجعية الدينية هذا الى الامر الى الشعب وقال مصدر من مكتب السيستاني لـ"الحياة "ان المرجع الاعلى السيد علي السيستاني من المستحيل ان يزج نفسه في مثل هذه الامور فهو يرى ان الفيديرالية والاقاليم متروك بت امرها لاستفتاء شعبي يصادق عليه البرلمان".
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
5
رئيس الأركان الأميركي المقبل: لا حل عسكريا في العراق
الملف نت
اعتبر رئيس اركان الجيش الاميركي المقبل الاميرال مايكل مولن الثلاثاء ان التعزيزات العسكرية التي ارسلت الى العراق هذا العام اتاحت تحسين الوضع الامني، الا ان الاهم يبقى تحقيق المصالحة السياسية والتنمية الاقتصادية. واوضح الاميرال مولن امام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، المكلفة بحث تعيينه "الوضع الامني بات افضل. ليس رائعا وانما افضل" منذ وصول التعزيزات الى العراق. واضاف "اعتقد ان الامن عنصر اساسي لاعطاء الحكومة المجال الحيوي اللازم للعمل على تحقيق مصالحة وطنية سياسية وتنمية اقتصادية يعدان ايضا عنصرين لازمين لاستقرار العراق". وحذر من انه "ان لم يحدث ذلك فان عدد الجنود ومدة عملهم لن يغيران شيئا كبيرا" مرددا بذلك ما سبق ان حذر منه العديد من الجنرالات من ان الحل العسكري وحده مستحيل في العراق. وردا على سؤال بشان الخيارات المختلفة في حال فشل الاستراتيجية الحالية، قال الاميرال انه ينتظر التقرير التقييمي الذي سيعلن في ايلول (سبتمبر) المقبل قبل ان يتخذ موقفا.وتحدث الجنرال مولن من تلقاء نفسه عن الانسحاب السريع، موضحاً "في الوقت الراهن لا انصح بذلك". واضاف "اتفهم ما اثارته هذه الحرب من قلق واحباط اشعر بهما ايضا لكن لان امن العراق مرتبط بامن المنطقة ولان امن المنطقة له انعكاسات مباشرة على امننا القومي فانني مقتنع بان علينا دراسة تحركاتنا القادمة بكثير من الحرص".
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
6
استقالة رئيس اركان الجيش العراقي الجديد
شبكة أخبار العراق
قدم با بكر زيباري رئيس اركان الجيش العراقي في حكومة الاحتلال الرابعة احتجاجا على مخالفة المالكي للنظام العسكري . وهذا دليل اخر يضاف على الادلة التي تؤكد اختراق المالكي للدستور وانفراده بالقرارات حيث تحولت حكومة الاحتلال الرابعة الى حكومة دكتاتورية . ولم يبت المالكي لحد الان بهذا الموضوع.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
7
خبير في الكونغرس :القتال سيخمد حينما يكون هناك اتفاق وتوازن في السلطة والأموال
شبكة أخبار العراق
تؤكد الكثير من التحليلات الأميركية لأوضاع العراق الحالية،على العودة الى المربع الأول بعد التغيير في نيسان 2003 ، لحل الإشكالات بين القوى السياسية والطوائف المتقاتلة على السلطة واموال النفط ، وابرز من يتوقف عند هذه الحقيقة مجلس العلاقات الخارجية ، الداعم الأساس بين مراكز الأبحاث لصناعة السياسة الاميركية للحرب على وفي العراق . وفي مقال نشر قيل يومين على موقع الخدمة الاخبارية لهذا المركز، قال بن لاندو ان "الحكومة العراقية في عين العاصفة للمواعيد النهائية والموضوعات المطلوبة منها والضغط الذي تتعرض له من الخارج، وفي بعض المستويات فان كل ذلك يتعلق بالنفط" . ومثل هذا الاعتراف بان الامر يتعلق بالنفط العراقي، بدأ يتزايد في تحليلات الصحافة ومراكز الابحاث الاميركية وكان العراق لم يرد الجميل بتشريع قانون النفط والغاز الذي يتيح للشركات الكبرى باستثمارات طويلة الامد في حقول النفط العراقية. وقال لاندو في معرض انتقاده للساسة العراقيين "البرلمان سيبدأ اجازته في الوقت الذي تنتقد الاطراف الأساسية الحكومة وتتعهد بالانسحاب ،وواشنطن التي تواجة ضغوطات الحزب الديمقراطي، تبحث عن النجاحات او سحب القوات، ويواجه السكان العراقيون المزيد من العنف والفقر والقليل من الكهرباء والوقود" .وفي سياق هذه الصورة القاتمة للواقع العراقي، قارن الباحث بين نوعين من الإجابات ، الاولى للسفير العراقي في واشنطن، عضو مجلس الحكم السابق "سمير الصميدعي" والاخرى لباحث متخصص بشؤون الشرق الاوسط ومنها الشؤون العراقية في خدمة ابحاث الكونغرس الاميركي. واخبر السفير العراقي في واشنطن سمير الصميدعي المراسلين " لازلنا نكافح للعثور على حل سياسي حول الكثير من الموضوعات ، ولازلنا نبحث عن التصور المشترك الذي سيساعدنا في التعامل مع المواضيع الحاسمة مثل الدستور وتعديلاته، وكركوك، والفدرالية والى المدى الذي ستطبق او لا تطبق خارج كردستان وقانون النفط والمشاركة في عوائده ". ويعلق لاندو على ذلك قائلا "الدستور العراقي الذي مرر في سنة 2005 غامض في بعض القضايا ويستهدف الان لتعديله ومنها السيطرة على النفط ،ويدعو الدستور الى الاستفتاء على المناطق الشمالية المثيرة للنزاع في نهاية هذه السنة ومنها مدينة كركوك الغنية بالنفط ، والتي يدعي الاكراد انها جزء من اقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي ، ويعترض التركمان والعرب السنة على ذلك ويطالبون بتأجيل الاستفتاء ، الامر الذي ترفضه حكومة اقليم كردستان"، مشيرا الى ان البرلمان العراقي في حالة توقف كامل حول القانون الذي يوزع العوائد والتي تأتي معظمها من النفط، حيث يملك العراق 115 بليون برميل من الاحتياطي من النفط المكتشف، وهو البلد الثالث الاكبر في العالم، وكانت عوائد النفط في السنة الماضية تشكل 93 % من الميزانية الفدرالية.ويوضح "تتركز الخلافات بشأن النفط حول فيما اذا كانت الحكومة المركزية او حكومات الاقاليم هي التي يجب ان تسيطر على الحقول الرئسية للنفط، وهذا النزاع حول الفدرالية هو متأصل في التوقف في المشاركة في العوائد النفطية، وبعد اربعة سنوات من التحرير من صدام حسين ، تكافح الحكومة العراقية للقيام بوظيفتها ".وينقل قول الصميدعي في لقاء معه :" لازالت هناك فجوة قائمة بين الاطراف المختلفة وطريقتهم في النظرة الى ذلك، وهناك جهود كبيرة تبذل للمحاولة لحل هذه النزاعات". لكن لاندو يستدرك بالقول "الحكومة الائتلافية لرئيس الوزراء نوري المالكي تضعف ، وجبهة التوافق العراقية وهي اكبر الكتل السنية في الائتلاف الذي يسيطر عليه الشيعة ( بمشاركة كردية كبيرة ) اصدر قائمة من المطالب التي يريد تحقيقها، والمالكي امامه اسبوع واحد والا فان الكتلة ستسحب اعضاءها، ووضع نائب الرئيس السني طارق الهاشمي استقالته امام الموضوع".ويضيف " وقد انسحب التيار الصدري وحزب الفضيلة وهما اثنين من الاحزاب الشيعية الصغيرة ولكن يتمتعان بقواعد شعبية كبيرة، وقد انسحبا ايضا من الائتلاف، والمشاعر المضادة للمالكي لاترتبط فقط بسبب دفعه لقانون النفط، ولكن القانون نفسه من الاعمال السريعة جدا ".وقال وزير النفط حسين الشهرستاني عبر الهاتف:" لقد نوقش القانون في البرلمان وهناك بالتأكيد هناك اختلافات، ومثل أي موضوع اخر فسوف يناقش ونحاول غلق الفجوات والتوصل الى التوافقات ". ولكن كل المؤشرات تقول ان البرلمان سيأخذ اجازته في شهر اب دون التصديق على القانون .ويحث الرئيس بوش الحكومة العراقية للمصالحة على اختلافاتها مع حلول تقديم تقييم زيادة القوات الاميركية في منتصف شهر ايلول . وفي الوجه الاخر للمقارنة، يقول كن كتزمان الخبير في شؤون الشرق الاوسط في خدمات البحوث في الكونغرس ان القتال سيخمد " حينما يكون هناك اتفاق وحينما يكون هناك توازن في السلطة والاموال "، وقال ايضا :" اعتقد ان هناك معادلة رياضية للقتال، وبمجرد التوصل الى المأزق في ساحة المعركة ،فانهم من المحتمل ان يتوصلوا الى التوافق السياسي ".السنة العراقيون الذين يشكلون الحصة الاكبر في التمرد، يريدون ضمانا حول المشاركة في العوائد والسيطرة على مناطقهم، والتي فيها الكثير من العنف والقليل من النفط . وقال كتزمان :" الحكومة السنية المحلية لن توافق على تواجد القوات التي يسيطر عليها الشيعة في مناطقها " .ويقرأ لاندو المشهد الشيعي قائلا "الشيعة ، المكون المسيطر في السياسة والميليشيات المسلحة يريدون ضمانا الامن ولاسيما الهجمات على المدن المقدسة، وهم في الوضع الافضل في المساومة للسيطرة على النفط وعوائده بالمقارنة مع السنة والاكراد، ويواجهون صراع قوة داخلي . بينما يقول كتزمان " الاكراد يملكون الان الكثير مما يريدونه : الحكم الذاتي مع اقتصاد متطور ابعد كثيرا من اقتصاد البلد والبدء بتطوير نفطهم بشكل اقلق كثيرا الحكومة الفدرالية ، واقليم كردستان محمي بقواته الخاصة للامن – البيشمركة – والتي بقيت نسبيا امنة" .ويتابع بالقول "الاطراف الشيعية المتنافسة تحتاج الى التعامل مع القضايا الداخلية" ، كما يقول كتزمان . وقد وضع توصيف الصراع بالتوازي مع الخطوط الطبقية : المجلس الاسلامي الاعلى وحزب رئيس الوزراء نوري المالكي - الدعوة - هم العناصر الرئيسية للائتلاف في بغداد ، وهم الطبقة العليا . التيار الصدري وحزب الفضيلة، في الوقت الذي لهم حضور في السياسات في بغداد، يملكون اسنادا قويا للفقراء والعاملين في العراق، ولاسيما في مدينة البصرة الغنية بالنفط والميناء الرئيسي" . والنزاعات في البصرة انقلبت الى دموية والجميع يزيدون فعاليتهم للسيطرة ، ولاسيما في الصناعة النفطية وتهريب النفط الذي احدث الكثير من الجلبة . ويقول كتزمان :" المشكلة بالنسبة للطبقات الدنيا هي : هل يحصلون على الاموال، سواء كانت شرعية او لا في حين تضغط الطبقات العليا لخنق الصدر والفضيلة ماليا . وفي الوقت نفسه فان السكان العراقيين يهربون بالجملة، وتم احصاء اكثر من مليوني لاجيء ، ويتم العثور على الجثث يوميا . وهؤلاء الذين يبقون يعانون ندرة في وسائل المواصلات وفي وقود التدفئة والطبخ ، والكهرباء مفقودة للساعات الطويلة اذا لم تكن اياما . ويقول سمير الصميدعي :" العبء على العراق يظهر بالنتيجة القدرة بان العملية السياسية يمكن ان تنتج الحلول، والاحساس بالطوارىء يقوم ليس بالضرورة من الموضوعات التي طلبتها واشنطن كعلامة على التقدم، ولكن من ضغط الشارع ، وقد سئم الناس من الوضع الحالي".

ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
8
اجتماع شرم الشيخ يؤكد الالتزام بالسلام ووحدة أرض العراق
الأهرام
أكد المشاركون مجددا سيادة ووحدة أراضيه‏,‏ والاستقلال السياسي والوحدة الوطنية للعراق‏,‏ وحرمة الحدود العراقية المعترف بها دوليا‏,‏ وشددوا علي التزامهم بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للعراق‏.‏ ودعوا إلي وضع نهاية لجميع التدخلات في العراق‏,‏ بما في ذلك عمليات الإمداد بالسلاح والتدريب للمليشيات والجماعات المسلحة التي تعمل خارج الإطار الحكومي‏.‏وفي الوقت الذي دعا فيه وزراء الخارجية حكومة العراق إلي احترام التزاماتها‏,‏ فإنهم أكدوا أهمية ومدي الحاجة الملحة إلي تنفيذ المبادئ التي جري الاتفاق عليها خلال الاجتماع الوزاري في شرم الشيخ خلال شهر مايو‏2007‏ للدول المجاورة للعراق ومصر مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي ومجموعة الثماني‏.‏ وطالب الاجتماع بحل جميع الميليشيات فورا‏,‏ وبوقف فوري لكل أعمال الإرهاب والعنف الطائفي في العراق‏,‏ التي تزيد من حدة معاناة الشعب العراقي‏.‏
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
9
الجعفري يبدأ حملة للإطاحة بالمالكي
الأهرام
كشفت وكالة الأسوشيتد برس النقاب عن حملة بدأ رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري يطلقها داخل الائتلاف الشيعي الحاكم ضد المالكي لإزاحته عن منصبه بدعوي أنه فشل في تحقيق المصالحة الوطنية‏,‏ وقالت الوكالة إن الجعفري تقرب من النواب السنة في البرلمان وأعضاء كتلة التيار الصدري المقرب من رجل الدين الشيعي مقتدي الصدر‏,‏ كما عرض برنامجه علي المرجع الشيعي السيستاني‏,‏ ولكنه لم يبد حماسة له‏.‏
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
10
لرفضهم قانون النفط الجديد .. الشهرستاني يجمّد النقابات النفطية ويحظر التعامل معها
شبكة أخبار العراق
قرّر وزير النفط حسين الشهرستاني تجميد نقابات النفط وحظر التعامل معها وعدها منظمات غير شرعية وذلك بسبب رفض هذه النقابات لقانون النفط الجديد. ورفض رئيس اتحاد نقابات النفط في البصرة حسن جمعة هذا القرار0 لافتا إلى أن النقابات ستنضم إجراءات منها التظاهر والإضراب عن العمل احتجاجا على قرار التجميد.يذكر أن اتحاد نقابات النفط في البصرة نظم في الآونة الأخيرة تظاهرات طالبت بعدم منح الشركات الأجنبية امتيازات في القطاع النفطي العراقي، فضلا عن مطالبتها بزيادة أجور العاملين.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
11
تقارير أميركية وبريطانية تتهم المالكي بالفشل
البيان
تفاقمت الأزمة السياسية في العراق بتصاعد حدة التراشق بين جبهة التوافق ورئيس الوزراء نوري المالكي الذي حمل تقرير إنساني حكومته الفشل في توفير ضرورات الحياة لثلث الشعب العراقي الرازح في أتون أزمة إنسانية كارثية تضعهم تحت الحاجة إلى مساعدات طوارئ عاجلة كما جاء في التقرير . كما حمل تقرير ثان حكومة المالكي مسؤولية الفشل في إعمار البلاد. وشبه الفساد في الحكومة بأنه التمرد الثاني في العراق بعد التمرد المسلح. وقرر مجلس النواب العراقي أمس أخذ إجازته رغم المعارضة الأميركية. وفي هزة أولى بعد الأفراح والاحتفالات التي شهدتها البلاد عقب فوز العراق بكأس آسيا لكرة القدم حملت «جبهة التوافق العراقية» اكبر كتلة نيابية للعرب السنة رئيس الوزراء نوري المالكي مسؤولية المضي في خطتها بالانسحاب من الحكومة ومجلس النواب بسبب «تجاهله لمطالبها». وأوضح بيان أن «الجبهة تقرأ رد الحكومة باعتباره يمثل موقف رئيس الوزراء (فقط) وليس الحكومة وهذه إضافة جديدة إلى سجله في تجاهل حتى الذين يعنيهم الأمر وتهميشهم وعدم استشارتهم في مسائل حساسة». وأضاف أن «رد رئيس الوزراء متشنج سلبي كالعادة ويبدو انه غير معني بالتحفظات والمظالم والملاحظات التي أشار إليها بيان» الجبهة. وحذرت المنظمة من أن العنف المستمر يخفي وراءه أزمة إنسانية زادت سوءاً منذ غزو العراق في عام 2003. وقال التقرير إن أعمال العنف اجتثت جذور أربعة ملايين عراقي حيث نزح أكثر من مليوني شخص داخل البلاد بينما فر مليونان آخران إلى الدول المجاورة. واعترف التقرير أن الصراع المسلح هو أكبر مشكلة يواجهها العراقيون لكنه وجد أيضا أن «الأمراض وسوء التغذية تهدد العراقيين بشكل متزايد». وأشار التقرير إلى أن 70% من الشعب العراقي البالغ عدده 5,26 مليون نسمة يعيشون بدون موارد مياه كافية مقارنة بنسبة 50% قبل الغزو بينما بوسع 20% فقط الحصول على خدمات الصحة العامة. ويعانى حوالي 30% من الأطفال في العراق من سوء التغذية بزيادة كبيرة عن الوضع قبل أربع سنوات. ولا تتمكن نسبة 15% تقريبا من العراقيين من تناول الطعام بانتظام. غير أن هذا التقرير الصارخ لم يحرك شيئا في أوساط السياسيين والنواب. لا بل أعلن مجلس النواب عن بدء عطلته اليوم الثلاثاء على الرغم من الضغوطات الأميركية على النواب بمواصلة العمل من اجل سن القوانين المهمة والمضي في مشروع المصالحة الوطنية. وصوت 150 نائبا حضر جلسة أمس من أصل 275 على قرار بدء العطلة التي ستستمر حتى الرابع من سبتمبر المقبل، أي قبل أيام قليلة فقط من تسليم السفير الأميركي وقائد القوات في العراق تقريرا إلى الكونغرس لتقييم التقدم في البلاد.

ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
12
مجلس الرئاسة يدعو الهاشمي إلى العدول عن القرار وأنباء عن تأجيل انسحاب التوافق من الحكومة
الصباح
هيمنت حالة التقارب في وجهات النظرعلى المشهد السياسي ليوم امس ونتج عن الحراك الذي تبناه عدد من الزعماء وممثلي الكتل البرلمانية موقف اكثر مرونة من قبل التوافق لتأجيل قرار انسحابها من الحكومة واعطاء المزيد من الوقت لاجراء مباحثات للتوصل الى تسوية مقنعة للجميع وأكد رئيس الجمهورية جلال الطالباني عقب اجتماع مجلس الرئاسة ،ان المجلس دعا جبهة التوافق الى تأجيل موضوع الانسحاب من الحكومة. وقال الطالباني في بيان تلقت "الصباح" نسخة منه امس : ان مجلس الرئاسة أعرب عن امله في ان يوافق رئيس الوزراء نوري المالكي على تنفيذ الخطوات المتفق عليها، والنظر بجدية الى مطالب التوافق، والعمل معا من اجل الخروج من هذا المأزق بطريقة معقولة تخدم المصلحة العراقية. من جانبه، أوضح نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي وجود قدر من المطالب المشروعة التي تقدمت بها جبهة التوافق والمنسجمة مع البرنامج الحكومي،فضلا عن ان هناك نقاط أخرى قد يكون الوقت مبكرا لطرحها. اما نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي فاشاد بموقف مجلس الرئاسة من مطالب التوافق. وقال الهاشمي ان "المجلس كان دائما له موقف مسؤول يتسم بالمرونة و المهنية في دراسة المواضيع السياسية و محاولة تشجيع الأطراف المعنية بتلبية هذا المطلب أو ذاك و العمل على تقديم قواسم مشتركة بين جميع الأطراف،مبينا ان مجلس الرئاسة كان موفّقا منذ بداية تشكيله، ويعمل بروحية الفريق المتكامل.وأضاف نائب رئيس الجمهورية: انه تسلم امس دعوة من الطالباني وعبد المهدي بشأن مسألة تأجيل انسحاب جبهة التوافق المزمع اتخاذه اليوم"، مشيرا الى وجود لقاءات بين التوافق والكتل الاخرى تجري اليوم"امس" . وكانت جبهة التوافق قد اكدت الاربعاء الماضي انسحابها من الحكومة في حال لم يتم تنفيذ احد عشر مطلبا قدمتها، ورغم ان المدة التي اشارت اليها الجبهة قد انتهت ، الا ان مصدرا في الجبهة قال لـ"الصباح" امس ان التوافق قد تمدد اعلان قرارها الى اسبوع اخر لاعطاء مزيد من الوقت للمباحثات.على صعيد متصل بدأت اللجنة الخماسية التي تضم اعضاء من مختلف الكتل السياسية مساعي حثيثة لثني التوافق عن قرار انسحابها.وقال الناطق باسم التحالف الكردستاني فرياد راوندوزي: ان اللجنة الخماسية التي تضم ممثلين عن الاحزاب الرئيسة الدعوة والمجلس الاعلى والاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني والحزب الاسلامي ستجري مفاوضات واجتماعات عدة لتذليل العقبات ودراسة مطالب الجبهة وتقليل الفجوة.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
13
برلمان كردستان يصادق على أربع مواد من قانون النفط والغاز
الصباح
قال عضو في برلمان إقليم كردستان إن البرلمان ناقش،أمس الثلاثاء، قانون النفط و الغاز الخاص بالإقليم، حيث تمت المصادقة على أربع مواد من القانون. و أوضح عضو البرلمان آريز عبد في تصريح صحفي أن "البرلمان ناقش خمس مواد، من أصل 62 مادة يتكون منها القانون وتمت المصادقة على اربعة من تلك المواد." .ولم يذكر عبدالله المواد التي تمت المصادقة عليها في جلسة البرلمان، لكنه أشار الى أن مناقشة المواد الأخرى من القانون ستتم خلال الجلسات المقبلة للبرلمان.ويتكون برلمان كردستان من 111 عضوا، من كتلتين رئيستين، هما الخضراء وأعضاؤها هم من المنتمين للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني رئيس الجمهورية، والكتلة الصفراء وأعضاؤها ينتمون إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، فضلا عن قوائم تمثل أحزابا أخرى. وكانت الكتلة الخضراء طالبت في جلسة البرلمان الثلاثاء الماضي، بتأجيل مناقشة قانون النفط والغاز في كردستان الى وقت لاحق، ولكن الطلب رفض من قبل رئاسة البرلمان، فخرج على أثر ذلك أعضاء الكتلة الخضراء من القاعة .
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
14
رايس وجيتس في مصر لاقناع العرب بسياسة أمريكا في العراق وإيران
وكالة الأخبار العراقية
كثفت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس جهودهما في الشرق الاوسط يوم الثلاثاء لاقناع حلفاء واشنطن العرب ببذل مزيد من الجهد لاعادة الاستقرار الى العراق والتصدي لايران.ووصلت رايس وجيتس وهما من كبار المسؤولين في ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش في زيارة مشتركة نادرة الى منتجع شرم الشيخ بمصر يوم الثلاثاء مع تعهدات بتقديم معونة عكسرية تبلغ عشرات المليارات من الدولارات لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط قالا انها ستساعد في التصدي لتنظيم القاعدة وحزب الله اللبناني وسوريا وايران.وفي خطوة أخرى قد تسعد الاصدقاء العرب وقعت الولايات المتحدة بيانا يتبنى مبادرة عربية للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين.وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد للصحفيين في حين كان مبارك يجري محادثات مع رايس وجيتس "زيارة (الوزيرة والوزير) تعكس ادراك الادارة الامريكية لسيولة الوضع وخطورته في الشرق الاوسط."وأضاف "الشرق الاوسط أحوج ما يكون للاستقرار والسلام."وناشدت رايس وجيتس المقرر أن يزورا المملكة العربية السعودية أيضا حلفاء الولايات المتحدة من العرب بذل المزيد لمساعدة واشنطن في العراق وتشجيع المصالحة الوطنية بين الفصائل المتناحرة هناك لكنهما رفضا تلميحات الى ان المعونات هي في مقابل بذل مزيد من الجهد لمساعدة واشنطن.وقالت رايس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط " كل الاطراف بحاجة الان الى ان تلقي بثقلها خلف جهود المصالحة الوطنية هذه."هذا يعني تكثيف جهود من لهم نفوذ في العراق."لكن المتحدث باسم الرئاسة المصرية قال ان حل النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين ربما يكون شرطا لنجاح جهود تحقيق الاستقرار في العراق.وطلبت الولايات المتحدة مرارا مساعدة العرب في العراق لكن حلفاءها العرب ليس لهم نفوذ يذكر هناك ان كان لهم نفوذ من الاساس في العراق الان.وتتمتع السعودية ببعض الثقل لدى زعماء عشائر سنية عربية كما تطالب واشنطن الرياض بتشديد الرقابة على حدود البلاد لمنع سعوديين متشددين موالين لتنظيم القاعدة من الذهاب الى العراق للقتال هناك وشن هجمات انتحارية ضد القوات الامريكية وضد العراقيين الشيعة.وقبل سفرها الى الشرق الاوسط أعلنت وزيرة الخارجية الامريكية تقديم معونة عسكرية لمصر قيمتها 13 مليار دولار على مدى عشر سنوات وهي نفس معدلات المعونة خلال السنوات الست الماضية على الاقل. لكن واشنطن عرضت على اسرائيل زيادة نسبتها نحو 25 بالمئة لتصل الى 30 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة.وصرح مسؤولو دفاع بان السعودية ودولا خليجية اخرى ستحصل على ما قيمته 20 مليار دولار على الاقل في صورة مبيعات أسلحة ومساعدات أخرى على مدى عشر سنوات لكن الارقام النهائية لم تتحدد بعد.ونفت رايس بشدة أن تكون عروض الاسلحة الامريكية وسيلة للحصول على المزيد من المساعدة في العراق حيث تقاتل الولايات المتحدة ميليشيات شيعية ومسلحين سنة.وقالت رايس "هذه ليست مسألة اعطاء شيء مقابل الحصول على شيء. اننا نعمل مع هذه الدول لمكافحة التطرف."وانتقدت ايران المعونات العسكرية متهمة الولايات المتحدة بمحاولة اثارة الخوف وعدم الثقة في الشرق الاوسط والسعى الي زعزعة استقرار المنطقة.وقالت رايس "اذا كانت هناك زعزعة استقرار في المنطقة فيمكن أن يلقى بذلك على عاتق النظام الايراني."وخلال المحادثات في شرم الشيخ وقعت الولايات المتحدة أيضا بيانا مشتركا مع مصر والاردن وست حكومات خليجية يتبنى مبادرة السلام العربية التي طرحت للمرة الاولى عام 2002 كأحد الاسس لتحقيق السلام في الشرق الاوسط.وتعرض المبادرة على اسرائيل اقامة علاقات طبيعية مع كل البلدان العربية في مقابل الانسحاب الكامل من الاراضي التي استولت عليها عام 1967. ورفضت اسرائيل الخطة في باديء الامر لكنها قالت مؤخرا انها قد تكون أساسا للمفاوضات.ودعا البيان اسرائيل بصورة غير مباشرة للانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي قائلا ان هذا أمر مهم لجعل المعاهدة شاملة لكل الدول.وقال مسؤول أمريكي كبير ان البيان يتسق مع سياسة الولايات المتحدة كما عبرت عنها في مناسبات أخرى.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
15
البنتاجون يعلن استبدال 20 ألف جندي في العراق
رويترز
قالت وزارة الدفاع الامريكية ( البنتاجون) يوم الثلاثاء انها سترسل 20 ألف جندي من الجيش ومشاة البحرية لاستبدالهم بقوات اخرى في عملية تبديل للقوات من المقرر ان يمتد بعضها الى بداية 2009.وقال بريان وايتمان المتحدث باسم البنتاجون ان عملية نشر القوات الجديدة لثلاثة الاف من جنود الجيش و17 ألفا من مشاة البحرية جزء من دورات الخدمة العادية للقوات وليس ضمن استراتيجية الرئيس الامريكي جورج بوش لزيادة عدد القوات لدعم الاستقرار في بغداد.ورفعت استراتيجية بوش عدد القوات الامريكية في العراق الي 20 لواء مقاتلا في يونيو حزيران الماضي. لكن وايتمان قال ان نشر ثلاث وحدات من مشاة البحرية ووحدة من الجيش يهدف الى الحفاظ على بقاء 15 لواء اساسيين موجودين من قبل استراتيجية زيادة عدد القوات.واضافت الزيادة بشكل مؤقت 30 ألف جندي ورفعت اجمالي عدد القوات الامريكية الى حوالي 159 الفا.وقال وايتمان للصحفيين "عمليات الاستبدال هذه... لا ترتبط بحال بالزيادة الحالية (في القوات)."واضاف قائلا "تقرر ان تحل هذه القوات محل وحدات وقوات ستغادر العراق."وقال البنتاجون ان أحدث عمليات الانتشار تتضمن توجه فرقتين مقاتلتين نظاميتين من قوات مشاة البحرية من معسكر بندلتون في ولاية كاليفورنيا الى العراق في ديسمبر كانون الاول ضمن دورة خدمة مدتها عام.وسيصل الى العراق في ديسمبر كانون الاول اللواء الثالث في الجيش من فرقة المشاة الرابعة من فورت هود بولاية تكساس لكن في دورة خدمة مدتها 15 شهرا.وستصل وحدة من قوة مشاة البحرية الاستطلاعية الاولى من معسكر بندلتون بعد ذلك الى العراق في بداية العام القادم لقضاء دورة خدمة مدتها 12 شهرا.وقد يبقي برنامج الانتشار الحالي لواء الجيش ووحدة مشاة البحرية الاستطلاعية الاولى في العراق حتى 2009.وقال وايتمان ان مسؤولين من وزارة الدفاع يأملون في تقليص فترة انتشار قوات الجيش من 15 الى 12 شهرا في وقت مبكر من العام
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
16
دهوك: اعتقال 50 شخصا لرفعهم العلم العراقي بموجب قرار حظر رفع العلم الحالي في إقليم كردستان
الشرق الأوسط
اعتقلت قوات الأمن الكردية بمدينة دهوك في إقليم كردستان العراق خمسين شخصا كانوا قد رفعوا الأعلام العراقية ابتهاجا بفوز المنتخب العراقي ببطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم الأحد الماضي. وصرح مصدر في مديرية الأمن بمحافظة دهوك، بأن «قوات الأمن لديها تعليمات بتوقيف أي شخص يرفع العلم العراقي حتى إن كان التوقيف لمدة ساعة واحدة». وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن «معظم الذين ألقي القبض عليهم كانوا من الشباب المسيحيين مع عدد قليل من الازيديين». يذكر أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني كان قد أمر العام الماضي برفع العلم الكردستاني بدلا عن العلم العراقي في جميع مدن الإقليم. ويطالب الأكراد باعتماد علم عراقي جديد بدعوى ان العلم الحالي يمثل القمع الذي مارسته الحكومات المتعاقبة منذ إطاحة النظام المالكي في العراق عام 1958. وأثار قرار بارزاني في حينه ردود فعل غاضبة في أوساط العرب.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
17
البرزاني: انتهى حكم السنة وحدهم في العراق
الخليج
أبدى رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، في مقابلة مع قناة “الحرة”، عدم ارتياحه لقرار الحكومة العراقية بشأن تنفيذ البنود الدستورية الخاصة بمدينة كركوك، قائلاً إن أي تعديل على المواد الدستورية الخاصة بالمدينة أو التسويف في موعد إجراء الاستفتاء حول مصير كركوك من شأنه ان يفجر الوضع، مؤكداً ان التزام الاكراد بوحدة العراق، رهن التزام الحكومة بالدستور الفيدرالي.واعرب البرزاني عن استغرابه ايضاً من موقف جبهة التوافق حول تعليق عضويتها في الحكومة، قائلاً إن زمن حكم السنة للعراق وحدهم وحرمان الشيعة والاكراد من حقوقهم قد ولى ولن يتكرر.ونفى البرزاني وجود أي استعداد من جانبهم لأي تعاون استخباراتي ولا عسكري مع تركيا، قائلاً إن هذه الاساليب اثبتت فشلها في السابق.كما نفى ما يتردد عن تشكيل الاكراد دولة مستقلة، قائلاً إن هذا مجرد أوهام، مؤكداً أن اقليم كردستان هو جزء من العراق حسب ما قرره برلمان كردستان، مشيراً إلى أن الاتحاد مع العراق هو اتحاد اختباري على أساس العراق الفيدرالي الديمقراطي التعددي، وطالما بقي العراق ملتزماً بالدستور الحالي، فنحن أيضاً ملتزمون بوحدة العراق ولن نسعى إلى الانفصال.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
18
أنباء حول دعم أمريكي لأنقرة ضد المتمردين الأكراد
الخليج
أفادت صحيفة بريطانية أمس الثلاثاء أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أكدت أنها تعمل بشكل وثيق مع الحكومة التركية لوقف المقاتلين الأكراد الذين ينشطون من قواعد في شمال العراق. وقالت صحيفة “الجارديان” إن الوزارة رفضت تأكيد ما إذا كانت الولايات المتحدة تخطط للقيام بعملية سرية تقوم بموجبها قواتها الخاصة بتحييد قادة حزب العمال الكردستاني الذي يشن هجمات متواصلة داخل تركيا.وأضافت أن الولايات المتحدة تسعى لإقناع الجيش التركي بعدم غزو شمال العراق حيث أقام الأكراد إقليماً يتمتع بالحكم الذاتي تجنباً لفتح جبهة جديدة بسبب المشاكل الهائلة التي تواجهها في العراق.وأشارت الصحيفة إلى أن براين وايتمان الناطق باسم البنتاجون لم يؤكد أو ينف أن وزارته تخطط للقيام بعملية سرية في شمال العراق ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني.ونسبت إلى وايتمان قوله “نعترف بأن حزب العمال الكردستاني يمثل مشكلة خطيرة ونحن نعمل بشكل وثيق مع حكومتي العراق وتركيا لحل هذه المشكلة”.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
19
بووين: الفساد يعرقل جهود إعمار العراق
إيلاف
قال أعلى مسؤول في الوكالة الأميركية، التي تشرف على جهود إعادة الإعمار في العراق، في تصريح لبي بي سي إن سوء الإدارة الاقتصادية والفساد في العراق هما بمثابة تمرد ثان في هذا البلد. وقال رئيس المدققين المعين من قبل الكونجرس الأميركي، ستيوارت بووين، إن الحكومة العراقية فشلت في تحمل مسؤولية إنجاز مشروعات بقيمة مليارات الدولارات، مضيفا إن الوكالة بصدد التحقيق في أكثر من 50 قضية احتيال.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
20
توقف 3 صحف لحزب الدعوة
البيان
توقفت ثلاث صحف محلية تابعة لحزب الدعوة الإسلامية الذي ينتمي إليه نوري المالكي رئيس الوزراء، عن الصدور، بعد «قرار من الجهات العليا». وقالت مصادر مطلعة أمس ان الدكتور إبراهيم الجعفري الأمين العام السابق للحزب أمر بإيقاف صدور صحيفة (البيان) الناطقة باسم الحزب التي تعد من أوائل الصحف التي صدرت بعد سقوط النظام السابق. وأضافت ان صحيفة (المرأة) الأسبوعية، ومجلة (الغد) كذلك، تم إيقاف صدورهما دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك القرار .
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
21
القوة الدانمركية سلمت البريطانيين والعراقيين استعدادا للانسحاب
القبس
سلمت قيادة القوات الدانمركية أمس رسميا مسؤولياتها إلى العراقيين والبريطانيين، تمهيدا للانسحاب من العراق، حيث يرابط 460 جنديا دانمركيا في الجنوب منذ عام 2003 تحت إمرة القيادة البريطانية.وأعلنت الدانمرك، حليفة الولايات المتحدة، في فبراير الماضي نيتها الانسحاب من العراق خلال شهر أغسطس الجاري. وأفاد بيان صادر عن هيئة الأركان في وزارة الدفاع الدانمركية ان ثلثي القوة الدانمركية غادروا المعسكر ويجري نقل المعدات العسكرية حاليا نحو الكويت.وأرسلت الدانمرك أخيرا إلى العراق وحدة مؤلفة من أربع مروحيات وحوالي خمسين عنصرا سيقومون بعمليات مراقبة لمساعدة القوات العراقية والبريطانية خلال الأشهر الخمسة المقبلة، حسبما جاء في بيان هيئة الأركان. \وأعلن رئيس الوزراء الدانمركي فوغ راسموسن عن هذه المساهمة في الوقت نفسه الذي أعلن فيه الانسحاب.اختطاف نقيب صيادلة البصرةميدانيا، اختطف مسلحون مجهولون نقيب الصيادلة في البصرة (جنوب بغداد) جبار عطية، أثناء عودته من عمله في وسط المدينة مساء الاثنين، فيما وقعت أعمال عنف متفرقة في انحاء عدة من العراق أسفرت عن مقتل ثلاثة عراقيين وجندي أميركي.وفي التفاصيل، قال المقدم كريم الزيدي ان 'مسلحين مجهولين اختطفوا جبار عطية نقيب الصيادلة في البصرة واتجهوا به إلى جهة مجهولة'. وقال مؤيد جمعة نقيب الأطباء في البصرة ان 'اثني عشر طبيبا قتلوا في البصرة من قبل مسلحين مجهولين منذ الغزو الأميركي في 2003، وفر عشرات منهم خارج المدينة'.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
22
عمال نفط البصرة يهددون بالإضراب احتجاجا على تجميد اتحادهم
الشرق الأوسط
رفض اتحاد نقابات عمال النفط في محافظة البصرة، قرار حسين الشهرستاني وزير النفط القاضي بتجميد عمل الاتحاد وحظر التعامل معه باعتباره منظمة غير شرعية. وقال حسن جمعة رئيس الاتحاد للصحافيين، أمس «إن قرار الشهرستاني مرفوض من قبل الاتحاد، لأنه يشبه في محتواه قرار النظام السابق الذي حول كل العمال الى موظفين»، مشددا على ان العاملين بالقطاع النفطي سيعبرون عن رفضهم بالتظاهرات والإضراب عن العمل خلال الايام القليلة القادمة.وأكد مسؤول كبير في احدى شركات النفط الوطنية، طلب عدم ذكر اسمة، لـ«الشرق الاوسط» أن تداعيات قرار وزير النفط تأتي من فرض حزب الفضيلة الاسلامي هيمنته على قطاعات شركات النفط في البصرة وخشيته من ان يتحول النفط الى فرس رهان بين الاحزاب المتنفذة بالمحافظة وخاصة بعد موافقة نوري المالكي رئيس الوزراء على إقالة محمد مصبح الوائلي محافظ البصرة والعضو البارز في حزب الفضيلة الإسلامي.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
23
الاحتلال البريطاني يعترف : المليشيات تستعد جيدا لملأ الفراغ وسننسحب من البصرة لفضحها
شبكة أخبار العراق
تفترض القوات البريطانية انها ترتب لعملية فضح للميليشيات في البصرة بانسحابها منها، فهي ستتركها في مواجهة مع الناس ومع قوات الحكومة بشكل مباشر. ويؤكد مسؤول بريطاني أنهم يواجهون حالة مافيات وعصابات في البصرة وليس عنفا طائفيا. وهناك تخوفات شديدة جداً فالناس تؤكد ان الوضع اذا ما خلا للميليشيات فإن حياتها ستتحوّل الى جحيم حقيقي فهي تكره بقاء القوات البريطانية لكنها مجبرة على التفكير ببقائها لإنها لا تطيق سيطرة الميليشيات على حياة الناس في وضع يغيب فيه القانون. بينما يتفق مسؤولون عراقيون وبريطانيون على الإشارة الى التهوين من المشاكل التي ستنشب بعد انسحاب القوات البريطانية من البصرة –طبقاً لقرار بدئها بالانزواء في القواعد تمهيداً لتصفية وجودها بالكامل في العراق- وكذا الأمر بالنسبة للتخوفات من تسلل عناصر الميليشيات الى أجهزة الشرطة والجيش والأجهزة الأمنية والاستخبارية عموماً، فهؤلاء المسؤولون يعوّلون على أن رئيس الوزراء (نوري المالكي) قد اتخذ اجراءاته وعيـّنََ قادة عسكريين وشرطة في الأشهر الأخيرة ليتولوا مسؤولية أمن المدينة. وزعموا أنّ هناك علامات مشجعة. لكن صحيفة النيويورك تايمز تعتقد أنّ المدينة التي كانت ذات يوم آمنة نسبياً بوجود القوات البريطانية لم تعد كذلك. وتشير الصحيفة في الوقت نفسه إلى أنّ البريطانيين الذين كانوا يتحركون في مدينة البصرة بسياراتهم المكشوفة ويقومون بدورياتهم بسهولة حيث تعرفهم الناس من قبعاتهم، باتوا يتعرّضون وهم في سياراتهم لقنابل الطريق، وقذائف الصواريخ وقنابل الهاونات. والسنة الحالية كانت مميتة جداً بالنسبة للقوات البريطانية منذ الغزو، فحتى يوم السبت الماضي كان عدد القتلى 36 جندياً خلال الشهور الماضية من سنة 2007 وحدها. وسقطت تقريبا 61 قنبلة هاون وصاروخاً على مواقع بريطانية خلال يوم واحد في الأسبوع الماضي. وفي مثل هذه البيئة –يقول القادة العسكريون البريطانيون- فإنّ إزالة القوات من مركز المدينة تبعد مغناطيس الهجمات، وتحرم جيش المهدي الذي يقوده مقتدى الصدر، وعدد من الميليشيات التي تدعمها إيران من سبب تبرير عنفهم المستمر. وبدلاً من ذلك ستنتقل السيطرة الى القوات العراقية حسب افتراض الصحيفة الأميركية. تؤكد الواشنطن بوست قولها: بعدما يتم الانسحاب كاملاً من قصر صدام الذي تتواجد فيه القوات البريطانية، يبقى فقط 5000 جندي في البصرة. وعلى الرغم من أن القيادة الأميركية تراقب بالتأكيد الانسحاب البريطاني المباشر، فإنها ترى أن هناك اختلافات متميزة بين حالات الجنوب وحالات الشمال. فالبصرة –كما يقول مسؤول بريطاني في البصرة- بيئة مختلفة بالكامل مما يواجهه الأميركان. وأوضح المسؤول قوله: "إن المشكلة هنا في البصرة عصاباتية وليست عنفاً طائفياً. والقوات الأجنبية ليست الأداة المناسبة لتصفية المافيات". وأكد أنّ المقارنة مع بغداد مثلاً تعطي نتائج متعاكسة 100 بالمائة. لقد تأكد لجنود القوات البريطانية انّ الميليشيات كانت تراقبهم بدقة خلال حركاتهم العسكرية لتنظيم سحب القوات حول المدينة، ولاحظ الجنود بإنّ افراد الميليشيات لم يعودوا يسيّرون دورياتهم، ويبنون استعداداتهم وفقاً لذلك. يقول نائب العريف (دانيال جيننكز) 26 سنة إن جيش المهدي استحضر ذخيرته من القذائف الصاروخية والبنادق الآلية وقنابل الهاون مسبقاً أي قبل الانسحاب. وأكد (جيننكز) قوله: "كانوا يخططون لهجماتهم واستعدادتهم بشكل جيد". وأضاف: "لقد عرفوا كيف يدفنون ذخيرتهم وأسلحتهم حتى بين النفايات". وأثناء دورية عسكرية واحدة في قرية، تشرف عليها أبراج القصر التي بنيت في زمن صدام، كان السكان قد وقعوا في حيرة عندما وجدوا أنفسهم وسط معركة بين الجيش البريطاني وميليشيات جيش المهدي. وبهذا الصدد يتحدث (محمد) 20 سنة من أهل القرية لمراسل صحيفة النيويورك تايمز معبراً عن غضبه على الميليشيات التي تتخذ من بيوت المدنيين غطاء لها فعرّضت القرية لكثير من الدمار ويلوم القوات البريطانية التي هاجمت القرية بعنف ودمّرت أكثر البيوت. وقال: "كنا وسط هذه الكماشة، وفي البداية حضرت القوات الأميركية والبريطانية وعالجت الموقف ولكنْ الآن عدنا الى البداية حيث تهيمن الميليشيات على حياة الناس". وتحدث للصحيفة شاب عراقي آخر متسائلاً عما إذا كان هناك وجود حقيقي لقوات الشرطة العراقية في المدينة. وقال إنها في الحقيقة مشغولة بزراعة قنابل الطريق لمهاجمة القوات البريطانية. وفي البصرة كان أحد مقاتلي جيش المهدي 26 صريحاً حول ما أراده فقال: نحن نأمل أن البريطانيين ينسحبون اليوم قبل الغد. لكنّ انسحاب القوات البريطانية بالنسبة لأكثرية الأهالي"يأخذ شكلاً رمادياً" فهم لا يحبون وجود القوات الأجنبية بينهم لكنهم في الوقت نفسه لا يرحبون بسيادة الميليشيات على حياتهم اليومية التي يغيب عنها القانون. تقول الصحيفة: إنّ بعض البريطانيين يسألون فيما إذا أصبحوا جزءاً من الحل أم جزءاً من المشكلة؟. يقول النقيب (توبي كينر) 26 سنة من الكتيبة الرابعة في البصرة: "أخبرني عراقي، أنت بقيت هناك ثلاث سنوات إذن أنت صديق لنا. إما إذا بقيت أربع سنوات، ستصبح عدواً لنا". أما (رياض) 22 سنة وهو أحد سكان البصرة الأصليين والذي يعمل مترجماً للقوات البريطانية، فيعبر عن قليل من الثقة بأن الجيش العراقي جاهز لتسلم المسؤولية الأمنية. أما الشرطة فهو لا يثق بأن أحدا فيها يستطيع ذلك. وأكد قوله: "حتى الآن فإن الميليشيات مشغولة بالتركيز على مهمة طرد القوات البريطانية من العراق، وبعد أن يتم ذلك سوف يأتي دور الناس البسطاء للسيطرة عليهم بشكل كامل بطريقة صعبة جدا". وأكد قوله: "إنهم سيقتلون الناس إن لم يفعلوا ما يطلبونه منهم، فليس هناك محاكم تعاقب غير محاكمهم ويمكن ان يقتلوا الناس في الشوراع". لكنه اعترف بأنّ بقاء القوات البريطانية سيبقي القتال ضدها مستمراً، وستبقى الميليشيات تتخذ من المدنيين غطاء لها وهذا يعرض الناس والبيوت لكثير من الأذى والتضحيات والخسائر. وقال: ربما تتفكك جيوش الميليشيات في النهاية لإنها لن تتحجج بمقاتلة القوات البريطانية ثانية. نحن نأمل ذلك. تقول الصحيفة ان قصر صدام الذي تتواجد فيه القوات البريطانية يتعرّض لقصف صاروخي ليلاً ونهاراً، بحيث يصفه الجنود بأنه أسوأ قصر في العالم. من جانب آخر يتحدث الجندي البريطاني (جارلس كلوشو) 21 عاماً وهو يهز كتفيه قائلاً: نحن ندرب القوات العراقية لكنني شخصياً أرى أنّ ما نجابهه من تضحيات وما نراه من نتائج عمل الجيش لا يستحق بقاءنا. وقال "إن كل الذي نعمله الآن هو إعادة تجهيز أنفسنا، والميليشيات تأتي لقتلنا حتى ونحن نجهزا نفسنا للرحيل عنهم".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
24
انتهاء مهلة «التوافق» للانسحاب من الحكومة.. ووساطات تقنعها بالتريث
الشرق الأوسط
اكد عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق العراقية، ان جبهته لن تنسحب من الحكومة اليوم الذي يصادف نهاية مهلة الاسبوع التي حددها لتلبية مطالبها. وقال الدليمي لـ«الشرق الاوسط» «إننا نعتقد بأن مشاركتنا في العملية السياسية أمر ضروري وينصب في مصلحة العراقيين ويساعد على انقاذ العراق». وأضاف الدليمي «نحن على خلاف مع الحكومة، ولا نعتبرها (الحكومة) كل العملية السياسية وانما جزء من العملية السياسية في البلاد». وقال «كان بإمكاننا ألا ندخل في هذه الحكومة الهزيلة التي لم تستطيع ان تقدم للشعب العراقي أي شيء من حيث الخدمات المتدنية وانتشار الفساد الاداري وتزيدها البطالة وكثرة الاعتقالات التي وقعت بين ابناء الشعب وتقع في الوقت الحاضر وبشكل مأساوي». وتابع «هناك فرصة ويوجد وسطاء من داخل العملية السياسية يحاولون رأب الصدع، وعليه سوف لن ننسحب من الحكومة غداً (اليوم)، ونأمل من هذه الاطراف المخلصة أن تدفع الحكومة للاستجابة لمطالبنا، فاذا لم تستجب فان قرارنا واضح». من جانبه، تلقى طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية، مناشدة من الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبه الدكتور عادل عبد المهدي لتأجيل موعد انسحاب جبهة التوافق العراقية من الحكومة والسماح بمفاوضات اللحظة الأخيرة لعلها تنزع فتيل الأزمة السياسية. وجاءت المناشدة خلال اجتماع مجلس الرئاسة الذي عقد ظهر أمس والذي تناول آخر التطورات على الساحة السياسية. وثمن الهاشمي مواقف العديد من القادة السياسيين ونواياهم الطيبة ورغبتهم الحقيقية في إصلاح الحال، إلا أنه انتقد موقف رئيس الوزراء نوري المالكي «وهو المعني مباشرة بموقف الجبهة». وكان المالكي قد اتهم ضمنا في بيان تلاه الناطق باسم الحكومة جبهة التوافق العراقية اكبر تكتل برلماني للعرب السنة في البلاد، بمحاولة تجميد العملية السياسية بانتظار تطورات إقليمية أو دولية معينة، مؤكدا عدم سماحه بتجميد العملية لأن ذلك يعني تفسخ العملية السياسية وانتهائها. وقال المالكي «إننا ضد دكتاتورية الأكثرية وبدرجة أشد ضد دكتاتورية الأقلية، وليس من الصحيح أن يرى البعض أن دوره ينحصر في الجلوس جانباً وتسجيل الأخطاء فيما يجب على الآخر أن يواجه التحديات ويخوض المعركة لوحده». واعتبرت جبهة التوافق العراقية في بيان، ان رد الناطق باسم الحكومة العراقية على تهديدها بالانسحاب يمثل رد رئيس الوزراء وليس مجلس الوزراء. وقال البيان الذي حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منه «إن جبهة التوافق تقرأ رد الحكومة باعتباره يمثل موقف رئيس الوزراء وليس الحكومة، لأن مجلس الوزراء حسبما علمنا لم يناقش الرد المذكور، وهذه إضافة جديدة إلى سجل رئيس الوزراء في تجاهل حتى الذين يعنيهم الأمر وتهميشهم وعدم استشارتهم في مسائل حساسة». وتابع «وبخلاف موقف الأخوة في الائتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردستاني وتفهمهم مطالبنا، جاء رد رئيس الوزراء متشنجا سلبيا كالعادة، و يبدو الآن أن رئيس الوزراء غير معني بالتحفظات والمظالم والملاحظات التي أشار إليها البيان، وبالتالي لا نية له كما يبدو لمعالجة الموقف وتحمل مسؤوليته بشجاعة لتدارك الوضع، انه ببساطة يغلق أبواب الإصلاح؛ وفي ضوء ذلك فان جبهة التوافق ستكون معذورة في المضي بخطتها للانسحاب من الحكومة في الموعد الذي حددته، بعد أن منحت رئيس الوزراء فرصة مواتية».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
25
طالبانى يدعو إلى خطوات سريعة لحل الأزمة السياسية جبهة التوافق تؤكد: الانسحاب من حكومة المالكي اليوم
الشرق القطرية
أكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي في تصريحات نشرت امس اعتزام جبهة التوافق العراقية الانسحاب من الحكومة في الموعد الذي حددته اليوم الأربعاء. وقال الهاشمي، وهو زعيم الحزب الإسلامي أبرز مكونات جبهة التوافق، بعد اجتماعه بسفير بريطانيا في بغداد دومنيك أسكويث إن الجبهة عازمة «على المضي في وعدها الذي قطعته على نفسها بالانسحاب من حكومة المالكي في الموعد المحدد بعد أن بات واضحاً أمام الجبهة أن لا نية لرئيس الوزراء في إصلاح الوضع المتردي في مختلف المجالات». وأضاف بالقول إن «الجبهة سوف لن تكتفي بذلك إذا ما استمر الحال على ما هو عليه وفي نيتها مستقبلاً المضي في العديد من الخيارات السياسية الأخرى». من جهته، وصف رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي تلويح الجبهة بالانسحاب بأنه «غير موفق» قائلا إن «البعض يريد تجميد العملية السياسية بانتظار تطورات إقليمية أو دولية معينة». ومع تفاقم الازمة السياسية، دعا الرئيس العراقى جلال طالباني إلى اتخاذ خطوات سريعة لتجنيب العراق منزلقات خطيرة محدقة به نتيجة ماوصفها بالاجواء السياسية المضطربة السائدة حاليا. وقال طالباني لدى لقائه بمبعوثة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى العراق ميغان أوسيلفان والسفير الامريكي لدى العراق رايان كروكر انه يجب التوصل إلى حلول مرضية للمسائل العالقة في العراق والسعي من أجل أنهاء الجو السياسي المضطرب بأسرع وقت لتجنيب البلاد الانزلاقات الخطيرة. ونقل بيان صادر عن الرئاسة العراقية عن طالباني تاكيده على ضرورة التوصل إلى حلول مرضية للمسائل العالقة والسعى الجاد والحثيث من أجل الخروج من الوضع السياسى المتشنج وأنهاء الجو السياسى المضطرب بأسرع وقت لتجنيب البلاد من الانزلاقات الخطيرة المحدقة بها. وشدد الرئيس العراقى بحسب البيان الرئاسى على ضرورة تكثيف الاتصالات والمشاورات مع الاطراف المعنية بهدف التوصل إلى صيغ مقبولة من شأنها حل المشاكل الحالية واوضح البيان ان الجانبين بحثا خلال اللقاء الذي حضره نائب رئيس الوزراء الدكتور برهم صالح مستجدات الوضع فى البلاد وتبادلا الاراء بشأنها فضلا عن الجهود المبذولة لتذليل العقبات التي تعترض العملية السياسية لاسيما تلك المتعلقة بقرار جبهة التوافق العراقية الانسحاب من الحكومة فى حال عدم تنفيذ مطالبها التى سبق ان تقدمت بها إلى الحكومة الاسبوع الماضي. وبدورها اعلن النائب الاول لرئيس البرلمان العراقي قيام «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعي بتشكيل لجنة للتفاوض مع «جبهة التوافق العراقية» السنية للنظر بمطالب الجبهة. وقال الشيخ خالد العطية ان «قائمة الائتلاف العراقي الموحد شكلت لجنة للتحاور مع جبهة التوافق العراقية»، مضيفا ان «اللجنة ستنظر بالمطالب التي قدمتها الجبهة إلى الحكومة العراقية الاسبوع الماضي». واكد العطية ان «اللجنة ستعقد اجتماعا مع الجبهة لبحث كل مطلب على حدة». واعرب العطية عن امله بنجاح المباحثات، قائلا «المباحثات فيما لو اجريت في اجواء حسن النية وموضوعية سوف تنتهي إلى نتائج ايجابية». وكانت جبهة التوافق وهي الكتلة الثالثة بالبرلمان ولها 44 مقعدا قد قررت يوم الأربعاء الماضي تعليق عضويتها في الحكومة. وهددت بالانسحاب منها بشكل نهائي خلال أسبوع، إن لم تحقق حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي 11 مطلبا قدمتها الجبهة لها أبرزها إصدار عفو عام تمهيداً لإطلاق سراح المعتقلين وإيقاف المداهمات والاعتقالات والممارسات غير القانونية.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
26
اتهم المالكي بسحب صلاحياته .. الزوبعي: مايطبق لاعلاقة له ببرنامج الحكومة
الشرق القطرية
اتهم سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء العراقي للشئون الأمنية في تصريحات نشرت امس المالكي بإصدار تعليمات للأجهزة الأمنية بعدم تنفيذ أوامره. وأضاف الزوبعي في تصريحات نشرها الموقع الاليكتروني للحزب الإسلامي العراقي بالقول إن المالكي «قال لي أعطيني شيئاً مكتوبا موقعا لكي نتفق عليه بخصوص صلاحياتك الأمنية، وأنكر علاقتي بالأمن بل صدرت أوامر للأجهزة الأمنية بعدم تنفيذ الأوامر التي أعطيها لهم». ومن جهة أخرى قال الزوبعي: «المشاركة في الحكومة هي ليست نزهة وإن مشاركة جبهة التوافق العراقية في الحكومة تعتبر وثيقة عهد ووثيقة شرف قطعناها على أنفسنا وللمواطن العراقي بأننا سندخل العملية السياسية بهدف وضع حد لهذه المأساة التي يتعرض لها الشعب ولهذا الهدر في الثروات والطاقات والمؤامرات التي تحاك في وضح الشمس». ومضى قائلاً «حينما شاركنا في الحكومة كنا نعتقد بأننا قادرون على أن نضع حدا لهذا التجاوز الخطير وكان للحكومة برنامج واضح قرأناه جميعاً ولم يباغتنا هذا البرنامج ووضعناه.. ولكن للأسف حينما أردنا نقل هذا البرنامج إلى حيز التطبيق وجدنا ما يقال شيء وما يطبق شيء آخر».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
27
كروكر لـ «الحياة»: لا مهلة زمنية لحكومة المالكي ودور سياسي أكبر للعشائر التي تقاتل «القاعدة»
الحياة
قال السفير الاميركي في العراق ريان كروكر ان الصراعات السياسية والمشكلات القائمة بين الاطراف السياسية العراقية «تعرقل تنفيذ بعض الجداول المقررة» مشيراً الى ان الحكومة الاميركية «تؤيد جهود حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وتؤيد الشعب العراقي» نافياً وجود مهلة زمنية اميركية لحكومة المالكي لتنفيذها الالتزامات التي قطعتها على نفسها او وجود خلافات بين رئيس الوزراء والجنرال بيترايوس، وقال إن «هناك خلافات في وجهات النظر حول بعض النقاط لكن ليس كما يصورها الاعلام». وتحدث عن دور سياسي مستقبلي اكبر للعشائر التي تقاتل «القاعدة».وقال كروكر، في طاولة مستديرة جمعته مع عدد من مراسلي الصحف، بينها «الحياة»، ان الصراعات السياسية بين الكتل البرلمانية والمشكلات القائمة بين بعض السياسيين داخل الحكومة بدأت «تشكل عائقاً امام الجهود الاميركية لتنفيذ بعض الجداول والالتزامات المقررة» مؤكداً ان حرية العمل السياسي في العراق تتوجب ان تنطلق من حجم المسؤولية التي تتحملها الكتل ازاء الشعب العراقي. وأشار الى ان الحكومة الاميركية تأمل ان يكون هناك انفراج سياسي تستطيع بموجبه الحكومة العراقية تأدية مهامها لانجاز المسؤوليات الملقاة على عاتقها.وعن التقارير الاميركية التي تحدثت عن عزم الحكومة الاميركية اجراء تغييرات سياسية في العراق في ايلول (سبتمبر) المقبل، قال كروكر ان هناك فروقاً كبيرة في الانطباعات والتفهم والتجاوب بين واشنطن وبغداد حول الوضع القائم في العراق فضلاً عن فروقات في تقدير الصعوبات التي يواجهها العراقيون، لكنه قال ان «الحكومة الاميركية لا تزال تدعم حكومة المالكي سيما وان المشكلات ليست وليدة يوم واحد او شهر واحد إنما هي ناتجة عن نظام حكم امتد 35 عاماً واربع سنوات لاحقة من المشكلات الامنية» مشدداً ان «حكومة المالكي تحتاج الى المزيد من الوقت لايجاد الحلول الملائمة لهذه المشكلات».ونفى كروكر وجود خلافات عميقة بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والجنرال بيترايوس وقال ان هناك «اختلافاً في وجهات النظر بين الطرفين حول الوسائل المستخدمة في علاج القضية العراقية وليس خلافاً على الاهداف الرئيسية». وأشار الى ان الجميع يتعرضون للضغوط لانهاء الازمة لكنها تختلف من طرف الى آخر، لأن الضغوط المسلطة على المالكي تختلف عن الضغوط المسلطة علينا لكن الجميع يحاول ايجاد الحلول الملائمة. واعترف بوجود خيبة امل نسبية لدى جميع الاطراف لعدم تحقيق النتائج الملموسة، وقال ان هناك مشكلات اخرى يعاني منها العراقيون مثل الامن والخدمات وهذا ليس انتقاداً لحكومة المالكي انما هو انطباع عام موجود حتى لدى رئيس الوزراء نفسه.وحمل كروكر جيران العراق مسؤولية الوضع الامني وقال ان «جميع جيران العراق يتحملون مسؤولية كبرى ازاء الوضع الامني القائم في البلاد سواء كانوا ايران وتركيا او جيرانه العرب»، مشدداً على «ضرورة ان تلعب دول الجوار دوراً ايجابياً ومفيداً في هذه المرحلة». وقال ان هناك مشكلات في مجال التعامل الايراني مع العراق وانه يحاول ان يُسفر الحوار القائم بين الجانبين الاميركي والايراني عن حلول لمعالجة سوء التفاهم القائم بين الطرفين حول قضية العراق».وشدد على ضرورة ان يتفهم الجانب الايراني الوضع القائم وان تتوافق المصالح الايرانية في العراق مع المصالح الاميركية في مستوى رغبة اميركا ليكون العراق بلداً ديموقراطياً مستقراً له تأثير ايجابي في المنطقة. وشدد على أن الجانب الايراني «دفع ثمناً كبيراً بوجود نظام صدام حسين وان من مصلحة ايران ان يكون العراق مستقراً سيما وان استمرار النظام السياسي القائم في العراق يصب في مصلحة ايران على المدى البعيد» واكد ان الحوار الاميركي - الايراني سيكون فرصة لتغيير التصرفات الايرانية وايجاد نوع من الانسجام بين جميع الاطراف.وعن مسؤولية الجانب الاميركي في تسليح بعض العشائر السنية ودعم بعض الفصائل المسلحة التي تقاتل «القاعدة» في مدن الانبار وبعقوبة والعامرية وابو غريب، قال كروكر ان «الجانب الاميركي لم يزود اياً من هذه الاطراف بالسلاح وان الدعم المقدم الى العشائر والفصائل المسلحة التي تقاتل القاعدة يقتصر على تزويدهم بالمؤن الغذائية وان أي تعاون مع العشائر يتم بالتنسيق مع الحكومة العراقية». وأكد تفاؤله بالانقلاب التي قامت به الجماعات المسلحة على «القاعدة» في عدد من مدن العراق، معتبراً انه خطوة مهمة على طريق الحرب ضد «القاعدة» ولا بد من وجود خطوات لاحقة تصب في اطار منح دور اكبر للعشائر التي تقاتل «القاعدة» في العملية السياسية والاقتصادية حيث لا يمكن بقاء هؤلاء خارج العملية السياسية الحالية بعد قيامهم بتصفية «القاعدة». وبشأن الخلافات الموجودة بين الجانب الاميركي والسيد مقتدى الصدر، قال كروكر ان «الحكومة الاميركية تحترم السيد مقتدى الصدر كرجل سياسي لوجوده في مجلس النواب وليس لديها أي مشكلة معه في هذا الجانب لكن المشكلة تكمن في استخدام العنف من قبل جيش المهدي ضد الاهالي». مؤكداً ان المشكلة الرئيسية تكمن في التطرف الديني وممارسة العنف من قبل هذا التيار ضد المواطنين.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
28
دول الخليج ومصر تبلغ رايس رفضها التعاون مع المالكي عواصف في بغداد: التوافق تودع الحكومة والمالكي يفشل في تعيين الربيعي رئيساً للأمن ورئيس الاركان وكبار الضباط يستقيلون
الزمان
ابلغ وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس خلال مباحثات عقدت في منتجع شرم الشيخ رفضهم التعاون مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحملوه مسؤولية العنف الطائفي في هذا البلد بسبب رفضه اجراء مصالحة بين العراقيين. واتهموه بالتساهل مع النفوذ الايراني وفشله في نزع اسلحة المليشيات التابعة للاحزاب الدينية التي تنفذ الاغتيالات علي أساس الهوية الطائفية. فيما قالت مصادر دبلوماسية عربية لـ"الزمان" ان الرد العربي جاء في سياق طلب رايس التعاون مع المالكي لتأمين استقرار العراق. واوضحت المصادر ان "الوزراء العرب ابلغوا وزيرة الخارجية الامريكية بقرار جماعي هو رفض التعاون مع المالكي ومساعدة العراقيين في تجاوز الازمة ووقف العنف الطائفي.وقد فشل رئيس الوزراء نوري المالكي في تعيين مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي رئيساً لأجهزة الأمن والاستخبارات في العراق بعد أن صوت مجلس الوزراء ضد اقتراح رئيسه ورفض وزراء الداخلية والدفاع والأمن الوطني تعيين الربيعي علي رئاسة تلك الاجهزة ووجهوا انتقادات حادة له خلال اجتماع عاصف لمجلس الوزراء العراقي.في غضون ذلك فشلت محاولات التوفيق بين المالكي وجبهة التوافق، امس الثلاثاء، لضمان استمرار الجبهة في حكومته، والتي تنوي الانسحاب رسمياً اليوم من الحكومة والبقاء في البرلمان ومجلس الرئاسة، وهو أمر يضع حكومة المالكي في وضع حرج وينزع عنها ما كانت تصف به نفسها بأنها حكومة وحدة وطنية.وساطات لتجاوز الازمة في حين توسطت اطراف سياسية عدة في بغداد لمنع انهيار الحكومة بعد انسحاب 11 وزيراً واستقالة وزير العدل هاشم الشبلي وتهديد القائمة العراقية التي يترأسها أياد علاوي بسحب وزرائها الخمسة منها. وكانت رايس قد قالت علي متن الطائرة التي اقلتها الي شرم الشيخ ان ايران هو العدو الوحيد الذي يتربص بالولايات المتحدة. وتأتي مباحثات رايس اقرب رد امريكي ميداني علي فشل جولة اللقاء الامريكي الايراني حول العراق في بغداد. وتوقعت مصادر ان تبلغ رايس ووزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس الذي يرافقها المالكي برسالة وزراء الخارجية العرب بعد مباحثات يجريها الوزيرين الامريكيين في الرياض اليوم. وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد رفض استقبال المالكي قبل حوالي شهرين فيما قال مسؤولون سعوديون كبار ان القرار قد جاء بسبب انشغالات العاهل السعودي. ورد المالكي باتهام دول عربية عدة بالتخطيط لإطاحته زاعماً ان ضباطاً في الجيش العراقي السابق ضالعون في هذا المخطط، مما ادي الي استياء في الرياض والقاهرة اللتين يقول المسؤولون فيهما انهما مستعدان لدعم المصالحة بين العراقيين ويحمل مسؤولون سعوديون المالكي مسؤولية العنف الطائفي ودعم النفوذ الايراني. وتعهدت الولايات المتحدة امس بالتصدي لمحاولات ايران توسيع نفوذها في العراق والخليج ووقف محاولاتها الرامية الي زعزعة الاستقرار من خلال دعم القاعدة وحزب الله اللبناني، حيث كشف الجيش الامريكي عن أدلة حول قيام قيادات عسكرية في هذا الحزب بتدريب المليشيات داخل العراق. من جانبه هدد مجلس الرئاسة الذي يضم الرئيس جلال الطالباني ونائبيه عادل عبدالمهدي وطارق الهاشمي بسحب الثقة من الحكومة اذا لم يتخذ المالكي مبادرات لانهاء الازمة الحكومية واقناع كتلة التوافق والقائمة العراقية بعدم سحب وزرائها منها. علي صعيد متصل يواصل وفد الوساطة من كتلة الائتلاف التي يترأسها عبدالعزيز الحكيم وساطته لانهاء الازمة حيث عقد جولة مباحثات امس مع قيادات من التوافق للتوصل الي تسوية حول مطالبهم من الحكومة وسحب المالكي لرده علي هذه المطالب الذي ادي الي تصعيد الازمة، حسب مصادر سياسية في بغداد. وافاد بيان لهيئة الرئاسة ان الطالباني وعبدالمهدي ناشدا الهاشمي تأجيل موعد انسحاب جبهة التوافق والسماح بمفاوضات اللحظة الاخيرة لعلها تنزع فتيل الازمة السياسية. واضاف ان المناشدة جاءت خلال اجتماع لمجلس الرئاسة عقد ظهر امس وتناول آخر التطورات علي الساحة السياسية ومن ابرزها القرار الاخير للجبهة الذي حدد موقفها الحازم من مسألة مواصلة المشاركة في حكومة نوري المالكي". ورأي الهاشمي ان المالكي اغلق الباب امام اي فرصة لحل مقبول وبيانه الذي اعلنه الناطق الرسمي باسم الحكومة كان واضحا لا لبس فيه .وكان رئيس الحكومة قال في بيان ان سياسة التهديد والضغوط والابتزاز التي اتهم الجبهة باتباعها غير مجدية"، مؤكدا ان تعطيل عمل الحكومة ومجلس النواب والعملية السياسية لن يعيد العراق الي زمن الدكتاتورية والعبودية". الي ذلك، اعلن الشيخ خالد العطية النائب الاول للبرلمان العراقي امس قيام "الائتلاف العراقي الموحد بتشكيل لجنة للتفاوض مع جبهة التوافق العراقية السنية للنظر بمطالب الجبهة". وقال الشيخ خالد العطية لوكالة فرانس برس ان قائمة الائتلاف العراقي الموحد شكلت لجنة للتحاور مع جبهة التوافق العراقية"، مضيفا ان اللجنة ستنظر بالمطالب التي قدمتها الجبهة الي الحكومة العراقية الاسبوع الماضي". من جانبه رفض المالكي استقالة قدمها امس الفريق بابكر زيباري رئيس أركان الجيش العراقي لاسباب وصفت بانها غير سياسية. وقال فرياد راوندوزي النائب في البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني ان المالكي رفض بصفته القائد العام للقوات المسلحة استقالة زيباري التي قال انها تستند لاسباب" فنية ومهنية". وعزا راوندوزي اسباب الاستقالة الي امور تتعلق بخلافات جدت بين زيباري وبين وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد العبيدي لم يوضح دوافعها او خلفياتها مكتفيا بالتلميح الي وجود محاولات لرأب الصدع بين المسؤولين العسكريين العراقيين.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
29
وسط إشارات إلى تدخل الميليشيات في فرض الغش الجماعي ... وزارة التربية تُعلن نتائج الامتحانات الثانوية
الحياة
تستعد وزارة التربية العراقية لاعلان نتائج امتحانات الصفوف النهائية فيما تُثار على نطاق واسع الشكوك بنزاهة النتائج بسبب الظروف الاستثنائية التي رافقت الامتحانات وظهور حالات «الغش المنظم» في عدد من المراكز في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات والجماعات المسلحة.لكن الناطق باسم وزارة التربية وليد حسن اكد ان «الوزارة لم تتلق شكاوى عن حالات غش كبيرة في مراكز الامتحانات وان النتائج ستعلن سليمة وحقيقية وغير قابلة للشك».وقال حسن لـ «الحياة» ان «وزير التربية خضير الخزاعي سيُعلن اليوم نتائج الامتحانات يبين فيها نسب النجاح واسماء الطلبة الاوائل لكل مرحلة وستتم تسمية المحافظات الاولى في العراق».واضاف ان «ما يثار حول عدم نزاهة الامتحانات الدراسية ووجود حالات غش كبيرة لا اساس له من الصحة وهي اشاعات تثيرها جهات معينة تريد تسييس القضية للاساءة الى شخص وزير التربية وتشويه سمعة الوزارة».واشار الى ان «الامتحانات جرت بانسيابية عالية وهناك لجان خاصة تُشرف على تصحيح الدفاتر الامتحانية، وهناك نسب نجاح كبيرة اكثر من العام المقبل».وتشير احصاءات وزارة التربية الى ان حوالي 3 ملايين طالب وطالبة أدوا امتحاناتهم في ظروف امنية وخدمية سيئة بعدما كانت اعدادهم 4 ملايين العام قبل الماضي.وبخصوص الطلاب العراقيين المهجرين داخل العراق وخارجه قال الناطق ان وزارته قامت «بتهيئة مراكز امتحان للطلاب المهجرين في الداخل بعدما طلبت منهم تقديم الوثائق التي تثبت انهم طلاب في الصفوف المنتهية، اما الطلاب المهجرين في الخارج فقد ادوا امتحاناتهم بالتعاون مع الوزارات المختصة في الدول المجاورة باستثناء سورية التي عرقلت جهود توفير مراكز امتحان للطلاب العراقيين الموجودين لديها».وسيُعلن وزير التربية عن حالات رسوب جماعية لمراكز امتحان اذا تم اكتشاف حال الغش في هذا المركز».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
30
برلمان كردستان يناقش قانون النفط للبت فيه سريعاً ... قوات «البيشمركة» تنتظر موافقة المالكي لحماية المنشآت النفطية في كركوك والموصل
الحياة
أكد برلمان اقليم كردستان العراق عزمه البت في قانون النفط والغاز في الاقليم، في حين أعلنت وزارة البيشمركة استعدادها إرسال آلاف المقاتلين لحماية أنابيب النفط والغاز في كركوك والموصل فور موافقة حكومة نوري المالكي، مشيرة إلى أن البيشمركة ليست جزءاً من وزارة الدفاع العراقية، بل من «منظومة الدفاع الوطني».وأوضح بيان للمجلس الوطني الكردستاني أن «البرلمان سيعقد جلسته الاستثنائية بغرض المصادقة على القانون بعد قطع عطلته الصيفية»، مشيراً الى أن «لا وجود للخلافات على قانون النفط، وأن جميع الاطراف متفقة عليه». وكانت «الكتلة الخضراء» وعدد من أعضاء البرلمان انسحبوا في جلسة سابقة، احتجاجاً على طرح قانون النفط للتصويت، وطالبوا بتأجيل المصادقة عليه حتى إنهاء خلافات الكتل السياسية العراقية على مسودة القانون الجديد للنفط والغاز.وأعلنت الحكومة الكردية جهوزيتها لحماية أنابيب النفط والغاز في كركوك والموصل، وأكد الناطق باسم وزارة البيشمركة الكردية اللواء جبار ياور خلال مؤتمر صحافي أن «الحكومة العراقية طلبت إرسال البيشمركة للانتشار في مناطق كركوك والموصل لحماية خطوط النفط والكهرباء فيها، وأعددنا العدد المطلوب ونحن بانتظار صدور أمر تحركهم فور ورود موافقة حكومة نوري المالكي».وأشار ياور الى أن «نصف هذا العدد سيُنشر لحماية خطوط الكهرباء الممتدة من محطة بيجي وطوز خورماتو، فيما سيُنشر النصف الآخر في منطقة شرقاط التابعة لمحافظة الموصل لحماية أنابيب النفط». وأضاف أن «وفداً من وزارة الدفاع العراقية طلب مطلع الشهر الجاري في اجتماع عُقد في أربيل إرسال تلك الأعداد لحماية خطوط الكهرباء والنفط». ونفى أن تكون هناك «أهداف مبيتة من نشر قوات البيشمركة خارج نطاق إقليم كردستان»، مشيراً الى «أن نشر هذه القوات يهدف الى حماية خطوط الكهرباء والنفط، بناء على طلب من الحكومة العراقية». وشدد على أن «قوات البيشمركة ليست قوات حرس الحدود وليست تابعة لوزارة الدفاع العراقية، بل تعتبر جزءاً من منظومة الدفاع الوطني، وهي مستعدة للتعاون مع قوات الجيش العراقي كلما كانت هناك حاجة إلى ذلك، وفي إطار اتفاقات بين حكومتي المركز والإقليم».
رابعا نصوص المقالات والافتتاحيات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
عن عواقب الانسحاب الأميركي من العراق
خليل العناني
الوطن عمان
لا تمل الإدارة الأميركية من تكرار نفس حججها بشأن تأخير الانسحاب الأميركي من العراق، فمن تعاظم للنفوذ الإيراني في المنطقة، إلى تعزيز لدور الإرهابيين وتهديد الأمن القومي الأميركي، إلى تحول العراق كي يصبح دولة فاشلة.وبالنظر إلى هذه المبررات، باعتبارها معوقات للتفكير في الانسحاب الأميركي من العراق، يتضح أن جميعها يمكن تفنيده بعبارة واحدة وهي: كلما بقيت الولايات المتحدة في العراق، كلما زاد وقوع هذه الاحتمالات بالفعل. وبالتالي كلما أسرعت الولايات المتحدة في إعداد خطط للانسحاب من العراق، كلما قلت هذه الاحتمالات وقوعاً. وفي هذه الحال، يصبح الانسحاب تعظيم للمكاسب، التي هي هنا تقليل للخسائر التي هي قائمة بالفعل. ولنبدأ بالمبرر الأول الذي تسوقه الإدارة الأميركية للبقاء في العراق، وهو تعاظم النفوذ الإيراني في المنطقة، وابتداء فإيران لم تتمدد في المنطقة إلا بعد التاسع من إبريل 2003 أي عشية سقوط النظام العراقي السابق، ولربما باتت فاعلاً مؤثراً في السياسة العربية وملفاتها الملتهبة، ولكن تأثيرها هذا إنما يقوم على انسحاب الأطراف العربية المؤثرة من معادلة هذه الملفات، وليس لقوة إيران في حد ذاتها. والأكثر من ذلك أن انسحاباً أميركيا من العراق، وإن كان سيمثل مكسباً لإيران في العراق، إلا أنه سيضع إيران في مواجهة الدول العربية مباشرة، وحينئذ ستقع إيران بين خيارين، إما العمل من أجل عراق مستقر وآمن يضمن استقرار المنطقة، وإما التضحية بعلاقاتها مع الدول العربية وللأبد. بل الأكثر من ذلك فإن الانسحاب من العراق سيحرم إيران من أوراقها الإقليمية الأخرى وعلى رأسها التحالف مع سوريا وبعض القوى ما دون الدولة، وذلك تحت وطأة انتفاء مبررات التحالف والالتقاء بعد خروج أميركا من العراق.أما بالنسبة للمبرر الثاني الذي تسوقه الإدارة الأميركية لتأخير الانسحاب من العراق فهو المتعلق بتعزيز مواقع المتشددين والمتطرفين، ومع إقرارنا بأن ذلك قائم بالفعل الآن في ظل القتل العشوائي المتواصل، فإن الإصرار الأميركي علي البقاء في العراق يمنح هؤلاء مبرراً للتواجد، بل وشرعية الأداء، ويصعب عملية الفرز ما بين المقاومة الوطنية، وأنصار القاعدة الذين يرغبون في إعادة إنتاج التجربة الأفغانية في العراق. ولا أرى مبرراً لترديد الفرضية الجهنمية بازدياد قوة القاعدة عطفاً على الانسحاب من العراق، ذلك أن كثيرين يعلمون حقيقة الدور الذي تقوم به القاعدة في العراق، ومدى علاقة التنظيم بالقوى الوطنية العراقية والتي وصلت إلى أعلى درجاتها توترا مؤخراً. في حين تحولت مقولة تهديد الأمن القومي الأميركي كي تصبح مجرد عبارة للاستهلاك الإعلامي والتوظيف السياسي، ذلك مسألة التهديد لا تتعلق فقط بتنظيم القاعدة، الذي يعلم الجميع مدى تفككه وانتهاء مركزيته الحركية، وإنما بالإصرار الأميركي على التحرك المنفرد في إدارة الملفات الدولية، وعدم الاكتراث لقواعد الشرعية الدولية واحترام قراراتها سواء تلك المتعلقة بالمنطقة العربية أو غيرها. الأكثر من ذلك أن التهديد قائم بالفعل ويكفي أن نراجع سيل التقارير الاستخباراتية التي تصدر دورياً وتؤكد تزايد مؤشرات الخطر التي يمكن أن تتعرض لها الولايات المتحدة ومصالحها حول العالم. وإذا كان البعض يقارن بين وضع الاتحاد السوفيتي في أفغانستان في الثمانينات، والوضع الأميركي الراهن في العراق، وبالتالي قد يمثل انسحاب الولايات المتحدة دليلاً على الضعف أمام حجافل المتشددين، فالرد على ذلك أن الوضع العالمي والإقليمي والمحلي (الأميركي) مختلف، والسياق مغاير، فالولايات المتحدة لا تواجه عدواً حقيقياً يمكن أن يسعى لاستغلال ضعفها الخارجي للانقضاض عليها، كما فعلت هي مع الاتحاد السوفيتي السابق، كما أن هناك نضجاً عربياً وإقليمياً بمخاطر تنظيم القاعدة، وهناك توافق عربي على عدم إعطاء الفرصة لنمو أي تنظيم إرهابي لأنه يمكن أن يشكل تهديداً للاستقرار في المنطقة.وأما بخصوص فرضية تحول العراق لدولة فاشلة، فهو أمر قائم بالفعل، حيث يحتل العراق المركز الثاني في مؤشر الدول الفاشلة الذي تصدره مجلة فورين بوليسي الأميركية، ولربما يؤدي الانسحاب الأميركي إلى تهدئة الأوضاع في العراق، وانتفاء مبرر الحرب الأهلية الطاحنة هناك. مع العلم بأن السياسات الأميركية الخاطئة علي مدار الأعوام الأربعة الماضية كانت السبب الرئيسي لتحول العراق إلي دولة فاشلة.وخلاصة القول بأن الولايات المتحدة تبدو كمريض لا يرغب في تجرع الدواء، والدواء بالنسبة لإدارة بوش هو بدء إجراءات الانسحاب الفعلي من العراق، ولكن من يفهم؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
لا شيء مستحيلاً في لعبة السياسة

خميس بن حبيب التوبي
الوطن عمان
في مفهوم السياسة الذي يعني فن الممكن، يتردد دائماً أن لا شيء مستحيل ما دام هذا المستحيل يدور في فلكها، والظروف التي جعلته مستحيلاً هي ذاتها أزاحت عنه هذه الصفة وطوعته وفق ما يتلاءم مع توجهات ورؤى محددة.من كان يقرأ ويشاهد ويسمع ما يدور بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الاميركية من سجالات علنية نشأت على خلفية السيطرة على السفارة الأميركية في طهران والتي أدت إلى قطع العلاقات بين البلدين، ربما لم يقع بخلده أن يجلس مسؤولو البلدين على طاولة واحدة ووجهاً لوجه، وهما اللذان ظلا طوال أكثر من ستة وعشرين عاماً في حالة مواجهة، ويتبادلان الاتهامات والشتائم.لكن ما الذي جعل اليوم طهران وواشنطن تأتيان طائعتين مختارتين للجلوس على طاولة واحدة؟ سوى الظروف ولعبة المصالح والمتغيرات السياسية، سواء كانت إيجابية أم سلبية، فهي بمثابة البوصلة التي تشير إلى مسار السياسة صعوداً وهبوطاً.ومن كان يظن أن القوة العظمى في العالم أن تطلب صاغرةً العون والمساعدة من دولة لا تعادلها في شيء؛ لا من حيث القوة العسكرية ولا من الناحية الاقتصادية ولا القوة البشرية، لإيجاد مخرج للوضع الأمني في العراق، غير لعبة السياسة.الآن هناك لقاءان حصلا بين الطرفين الإيراني والأميركي على مستوى سفيري البلدين في بغداد، والشعار المعلن هو بحث صيغة ملائمة بين الجانبين من شأنها تحقيق انفراجة حقيقية نحو القبض بخيوط الوضع الأمني وإعادة الهدوء للساحة العراقية، وتكلل اللقاء الثاني بتشكيل لجنة ثلاثية أميركية ـ إيرانية ـ عراقية توكل إليها هذه المهمة.لا يخفى أن الرئيس الأميركي جورج بوش الابن أمامه ملفات ساخنة يسعى إلى حل جلها إن لم يتأت له كلها، متمثلة في الغرق الأميركي في المستنقع العراقي والملف النووي الإيراني وملف الصراع في الشرق الأوسط.وفيما يخص الشأن العراقي يواجه بوش ضغوطاً لجدولة انسحاب القوات الأميركية، وتصاعدت هذه الضغوط بعد انفضاض نواب حزبه (الجمهوري) في المجلسين الشيوخ والنواب من حوله.. لكنه في ذات الوقت يدرك تماماً أن الانسحاب وجدولته ليسا بالأمر الهيِّن قبل تهيئة الوضع، وهو ما اضطره إلى الرضوخ والقبول بالجلوس مع طهران على طاولة واحدة، كونها اللاعب الرئيسي على الساحة العراقية طلباً لمساعدتها، فضلاً عن تفادي المزيد عن الخسائر البشرية والمادية في صفوف الجيش الأميركي.يترافق مع هذه المباحثات الأميركية ـ الإيرانية دعوة بوش لمؤتمر سلام دولي يبحث في صيغة ملائمة تنهي الصراع العربي ـ الإسرائيلي وإقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب.. كما يردد قادة البيت الأبيض ذلك دائماً.وبالطبع يهدف بوش من هكذا مؤتمر إلى جلب التأييد العربي ومساعدته في العراق عبر تدخل دول عربية للضغط على العرب السنة للعمل على توقف المقاومة ضد الجيش الأميركي، ومساعدة الحكومة العراقية في فرض الأمن والسيطرة على كامل التراب العراقي. وبذلك يكون قد أمَّن انسحاباً هادئاً من العراق، وحقق شيئاً ملموساً على الأرض ولو شكلياً في الشأن الفلسطيني.باعتقادي أنه حتى لو تم الوصول إلى حل مؤقت حول ما يسمى بعملية السلام، فلن يجني بوش أو بالأحرى العرب من الشوك العنب وذلك لأن:أولا: إيران لن تقدم مساعدتها للولايات المتحدة في الخروج من العراق على طبق من ذهب، ما لم تحصل على ما ترنو إليه منذ أمدٍ بعيدٍ، حيث إنها تعلم تماماً أن أميركا غير قادرة على مواجهة جديدة، و(160) ألف جندي أميركي في القبضة الإيرانية.. حسب تصريحات وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي مؤخراً.. وهو ما يعني أن تكون هناك قسمة؛ المساعدة الإيرانية مقابل رفع العقوبات ومنع التهديدات فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.وفي رأيي أن طهران ترى في المأزق الأميركي في العراق فرصةً لها للعمل على إطالة فترة بقاء القوات الأميركية وتعثرها لممارسة المزيد من الضغوط واكتساب المزيد من الوقت أيضاً لإنجاز العمل بمحطة بوشهر النووية والوصول إلى مستوى عالٍ من الإنتاج الصناعي لليورانيوم المخصب وبدء مرحلة تصنيع الأسلحة النووية.. وما الاتفاق الذي تم مؤخراً بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلا في ذات السياق.. إنها أيضاً لعبة السياسة.وأظن أن الإدارة الأميركية متأكدة من أنها غير قادرة على مواجهة إيران لا عسكرياً ولا حتى دبلوماسياً، وربما هذا ما يفسر صفقة الأسلحة الأميركية لبعض دول الخليج ومصر وإسرائيل، بحيث تريد إحداث نوع من التوازن مع إيران ـ كما تقول واشنطن ـ أو قد تلجأ إلى الإيقاع بين إيران ودول الخليج، إذا تطورت الأمور وخرجت عن نطاق الرغبة الأميركية ـ الإسرائيلية، أو بقصد بناء تحالف عربي ـ إسرائيلي في مواجهة إيران، ينطلق من مؤتمر السلام المزمع.. كل شيء وارد في لعبة السياسة.ثانياً: مهما كانت الضغوط الأميركية على إسرائيل في مؤتمر السلام المزمع انعقاده، فإن إدارة بوش لن تخرج عن السياق الإسرائيلي وهو الالتفاف على مبادرة السلام العربية وتبني السيناريو الإسرائيلي القاضي بانسحاب جزئي من الضفة الغربية، يسمح بإقامة دولة فلسطينية عليها، مع بقاء المستعمرات الإسرائيلية الكبرى فيها، وإنشاء نفق يربط الضفة بغزة.لكن هل هذا سيتم فعلا؟ أم أنه سيظل حبراً على ورق لحين الانتهاء من تحقيق الأجندة الأميركية ـ الإسرائيلية؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
بواكير إعلامهم في العراق (3)
وليد الزبيدي
الوطن عمان
جاءت بدايات الاعلام الاميركي في العراق في غاية السذاجة والسطحية، وكانت الخطوة الاولى من اذاعة محلية، بدأت بثها من القاعدة الاميركية الاولى في مطار مدينة بغداد، الذي يقع في الضاحية الغربية، حيث تمركزت القوات الاميركية، التي دخلت المطار في الثالث من ابريل 2003، ومنه تحركت دباباتها لتصل الى مقر القيادة العراقية وسط بغداد في القصر الجمهوري في الثامن من ابريل، ولتكمل سيطرتها على العاصمة العراقية في التاسع من ذات الشهر، حيث تم اسقاط التمثال الشهير للرئيس الراحل صدام حسين في ساحة الفردوس امام فندق الميريديان.بدأ البث الاذاعي من المطار ليغطي مدينة بغداد، وأداره عدد من العراقيين الذين جاؤوا مع قوات الاحتلال، وسبق تدريبهم على العمل الاعلامي ضمن دورات تدريبية مكثفة في براغ والولايات المتحدة. لقد اثارت احاديث وطروحات الشخص الذي بدأ يتحدث الى العراقيين سخرية واستهجان الجميع، وهنا لا اتحدث عن موقف وطني معاد للاحتلال، بل اشير الى الجانب المهني، ونوع الخطاب الذي اعتمدته الاذاعة الاولى، فقد استخدم مفردات في غاية السذاجة، وزخرت الاحاديث بالتوجيهات والتعليمات، وتفاجأ العراقيون، بذلك الخطاب التوجيهي، الذي يخاطبهم، وكأنه يتوجه الى جمهور ساذج أمي جاهل، وحينها استمعت الى الكثير من الانتقادات الحادة للمؤسسة الاعلامية، التي انطلقت من المطار، وذهبت الى مخاطبة العراقيين بطريقة تعليمية ساذجة وضحك الكثيرون من كل قلوبهم على صاحب الخطاب وما يتضمنه. وفي القراءة الدقيقة والتمحيصية لذلك المنهج والاسلوب الاعلامي، يخلص المرء، الى ان الاميركيين، قد استندوا الى دراسات وافكار ومعلومات قدمها عراقيون يعيشون بعيدا عن العراق، ولا يعرف هؤلاء حقيقة الاوضاع في هذا البلد، ويجهلون ما وصل اليه العراقيون من معرفة وثقافة، والاخطر في هذا الامر، ان الصورة التي رسموها عن العراقيين، تستند الى رؤية تقول، ان العراقيين، يحتاجون الى دورات تعليمية، تبدأ من الف باء المعرفة، الى توجيهات ساذجة عن الصحة والحياة والبيئة.وخير رد على ذلك، جاء على لسان غالبية الذين استمعوا الى تلك الاذاعة، التي اكتشفوا من خلالها، ان القادمين مع الاميركيين يحتاجون الى الكثير من الدورات التدريبية، لكي يبدأوا من نقطة اعلامية وسياسية سليمة، وهذا امر يستحيل تحقيقه، لانهم فقدوا المرتكز الاهم وهو الالتصاق بالوطن وذابوا في مشروع احتلال العراق، واصبحوا ادوات بيد المحتل الاميركي. انتهى مصير تلك الاذاعة، وهي اللبنة الاولى للاعلام الاميركي، الى فضيحة مالية، عندما هرب الى الخارج زعيمها والمتحدث الاول فيها الى العراقيين، بعد ان سرق ملايين الدولارات، لكن ذلك لا يعني موت المشروع، بل ان الخطوات تواصلت بتشكيل شبكة الاعلام التي سنتحدث عنها.كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
العراق البطل
عبدالله إسحاق
البيان
لا أحد ممن لديه إلمام بالتاريخ أو ببديهيات الثقافة العامة، يجهل ما قدمه العراق للإنسانية من انجازات حضارية عبر تاريخه الممتد سبعة آلاف عام، وأن العراقيين هم الذين قدموا أول أبجدية للكتابة عرفها الإنسان، وأول قانون مكتوب في عهد حمورابي العظيمفموقع بلاد الرافدين في سجل الحضارات أسمى وأنصع من أن يحتاج إلى تأكيد أو تذكير، ليس في التاريخ القديم فحسب، وإنما في كل مراحل التاريخ الوسيط والحديث كذلك. فقد شهدت بغداد إنشاء أول جامعة نظامية أيام الخليفة العباسي المأمون الذي أنشأ «دار الحكمة» وعرف عهده أكبر وأهم مشروع لترجمة المعارف الإنسانية، تلته نهضة فكرية وعلمية غير مسبوقة امتدت آثارها إلى أنحاء العالم، وشكلت ركيزة أساسية لكل ما جاء بعدها من مدارس فكرية وتطور علمي حديث.


غير أن تاريخ العراق المعاصر تخلله الكثير من الانتكاسات والنكبات، حتى بات البعض ينسى أو يتناسى العراق الأصل، عراق الأمجاد التاريخية والأصالة الحضارية، ولا يرى غير الصورة المسخ والمشوهة لعراق تمزقه الخلافات الداخلية وتنهشه الأطماع التوسعية وطموحات الهيمنة الخارجية التي أوقعته في أتون احتلال همجي، أعمل قوته الغاشمة قتلا وتدميرا وفتح الأبواب لعصابات الإجرام من فاقدي الوعي والضمير، ليعيثوا فسادا وخرابا ويحولوا البلاد إلى ميدان لصراع عبثي بلا هدف ودون تمييز.


لكن الأصل يبقى على أصالته، مهما علاه الغبار أو تراكمت فوقه الأتربة، وهذا ما أكده المنتخب العراقي لكرة القدم يوم الأحد الماضي، بانتصاره التاريخي وفوزه المستحق بكأس الأمم الآسيوية في العاصمة الاندونيسية جاكرتا.


فما حققه منتخب العراق البطل، لم يكن مجرد نصر كروي أو انجاز رياضي، وإنما كان قبل كل شيء وفوق كل شيء، رفضا قاطعا وتحديا جازما لتشويه صورة العراق الحضارية النبيلة، وإصرارا على نزع ما علاها من أقنعة مزيفة.


لقد أبى أحفاد حمورابي ونبوخذ نصر وجلجامش والمنصور والمأمون، إلا أن يظهروا معدنهم الأصيل وروحهم الوطنية العالية، مؤكدين أن العراق الواحد الموحد وطن لكل العراقيين، هو الأصل وهو الباقي، رغم كل محاولات التمزيق والتفتيت.


ولم يكن هذا رأي اللاعبين وموقفهم وحدهم، وإنما أكده الاندفاع الجماهيري العفوي الذي عم العراق بعد إعلان النتيجة، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن الشرق إلى الغرب، في انتفاضة شعبية شاملة تخطت كل الحواجز الفئوية والطائفية وتحدت متاريس الفتنة ومعاول الهدم التي حاول الاحتلال الهمجي والإرهاب الأعمى تكريسها بين الأخ وأخيه والأم ووليدها.. بل بين المرء ونفسه وقناعاته وما يمليه عليه ضميره وتفرضه عليه حقائق تاريخه الطويل ومصيره الذي لا ينفصم.


لقد كان الفريق العراقي «منتخبا» بكل معنى الكلمة، حيث تخطى فرقا عريقة تمثل أكبر قارات العالم وأكثر من ثلثي سكان المعمورة، وكان رفيقه وشريكه في النهائي فريقا عربيا عريقا آخر، هو الفريق الوطني السعودي، ما جعل البطولة عربية بامتياز وجعل النصر مضاعفا بمذاق عربي خالص.


وجاءت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتعطي بعدا أعمق وأسمى لهذا الانتصار العربي، حيث أمر سموه بتكريم المنتخب العراقي على إنجازه المتميز الذي «أبرز قدرة الشباب العربي في تحدي الصعاب وتحقيق الانجاز وتقديم صورة مثالية للعطاء الوطني».


وسموه إذ يقدم هذه المكرمة إنما يعبر، ليس فقط عن موقف شخصي ووطني أصيل يضاف إلى سجل مواقفه المشرفة، وإنما هو تعبير صادق ونبيل عن ضمير ومشاعر كل عربي، بل كل وطني شارك العراقيين فرحتهم وأحس معهم بطعم الفوز وزهو الانتصار.


نجح المنتخب الوطني العراقي، إذن، وحقق لاعبوه بأقدامهم ما فشلت فيه وعجزت عنه رؤوس الساسة في العراق، فهل يستفيد السياسيون من تجربة لاعبيهم، ويرتقوا بتفكيرهم وممارساتهم إلى مستوى هذه النخبة من أبناء العراق الوطنيين الأبطال؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
الكأس للوفاق يا أهل العراق
أحمد إبراهيم
عكاظ السعودية
رغم الشقاق في العراق، والصراع حول من يحكم بلاد الرافدين خارج المنطقة الخضراء وداخلها، كان هناك اتفاق ليس في العراق فحسب، وإنما في العالم كله، على أن العراق كل العراق حكمه عن بعد ليلة الأحد: (أسود الرافدين) من جاكرتا الى بغداد.

في الليلة التي أطلقت في جاكرتا صفارة تتويج العراق بكأس الأمم الآسيوية، تردد صداها ودويها في اللحظة ذاتها في البيت الأبيض الذي أطلق صفارتين، إحداهما بشأن العراق والأخرى بشأن المنطقة. فما أن حقق المهاجم يونس محمود يوم الأحد هدف الفوز للمنتخب العراقي في الدقيقة ال 71 من اللقاء معلناً فوز المنتخب العراقي الشقيق على نظيره السعودي الشقيق بهدف من دون مقابل، محرزاً للعراق كأس الأمم الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه وليرسم نهاية جميلة لبغداد الرشيد، حتى قامت واشنطن جورج دبليو بوش في ليلتها بتوجيه اتهام الى العراق وآخر الى السعودية.

الفريق العراقي كان يمثل التشكيلة المتنوعة لشعبه من الشيعة والسنة والأكراد والتركمان، مؤكداً وحدة عزيزة على العراقيين والعرب، مقدماً للعالم وجه العراق الحقيقي المتآلف الرافض لكل محاولات تقسيمه طائفياً ومذهبياً وعرقياً وجغرافياً.

ففي ليلة وُلد العراق من جديد بفوزه للمرة الأولى بكأس آسيا، وبعد أقل من عشر ساعات على تتويجه قام ستيوارت بوين المفتش العام الأمريكي المختص بمرافقة عملية إعادة إعمار العراق، وأعلن أن الحكومة العراقية فشلت في تولي مسؤولية مشروعات إعادة الإعمار، كما فشل العراق في إدارة أمواله وموازناته عام 2006.

وفي الليلة ذاتها قام السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد واتهم المملكة العربية السعودية بالعمل ضد استقرار العراق، إذ قال على التلفزيون الأمريكي انه كان يقصد (السعودية) حين كتب في مقاله في صحيفة “نيويورك تايمز” الاسبوع الماضي أن بعض أصدقاء واشنطن لا يريدون الاستقرار في العراق.

وبعد هذين التصريحين أعلنت واشنطن عن قيام كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية وروبرت غيتس وزير الدفاع بزيارة المنطقة للاجتماع بوزراء دول مجلس التعاون الخليجي الست، ثم الانتقال الى مصر والأردن والسعودية، سعياً وراء تأييد هذه الدول للاجتماع المقترح في البيت الأبيض، والذي أعلن حرصه على استمرار تفوق “إسرائيل”، وتوفير كل مستلزمات هذا التفوق عسكرياً ومادياً.

فرح العراقيون فرحة لم يعرفوها خلال أربع سنوات من الموت والدمار والتفجيرات جراء الاحتلال، كان آخرها سقوط أكثر من50 قتيلا في بغداد بعد فوز المنتخب الوطني لكرة القدم على كوريا الجنوبية الأربعاء الماضي، أما اليوم فهو يوم الكأس، ويبدو أن لا خوف في بغداد من التفجيرات، فالنساء يلقين من السطوح قطع الحلوى على الحشود وينثرن المياه والمثلجات في حر الصيف، والمذيعون يستبدلون كاميراتهم ومايكروفوناتهم بأعلام العراق ذات الألوان الحمراء والبيضاء والخضراء والسوداء، والمراسلون يختفون وسط الحشود ليعودوا بعد قليل محمولين على الأكتاف، والجيش والشرطة يرقصون في الشوارع مع المتجولين وهم ينشدون أهازيج “كلنا للعراق”.

وفرحت السعودية أيضا لرؤية الفرح يعم العراق والابتسامة تغمر وجوه أشقائهم العراقيين من بغداد الى جاكرتا، ومن النيل الى الفرات، فقد استوقفني مشهد رائع قدمه مذيع حكيم لدى سؤاله طفلاً سعودياً: لأي من الفريقين ستفرح أكثر إذا ذهبت الكأس له، للعراق أم للسعودية؟ فرد الطفل بعفوية وببراءة الطفولة وهو يوجه يديه في الاتجاهين، لعله كان يقصد الحدود العراقية - السعودية، “إنني سأفرح للسعودية من أجل العراق وللعراق من أجل السعودية”.

وقالت سيدة مسنة من على عتبة باب بيتها في المنامة بالبحرين عندما سئلت: حجية.. هل توافقين من برر فوز العراق بكون لاعبيه أصغر سناً من السعوديين؟ فقالت أيضاً بعفوية وحكمة الكهولة: ولدي، رغم أنني عجوز تجاوزت الستين، لكنني شاهدت تواً على التلفزيون أن بولندية عمرها 84 عاماً قفزت بالمظلة مع زوجة ابنها لتصبح أول مظلية ثمانينية في القرن الحالي، ثم سُئلت عما ما إذا كانت تعتزم القيام بقفزة أخرى بالمظلة فقالت: “نعم، نعم، يوم بلوغي المائة”، أضافت “من حقي أنا الستينية البحرينية أن أفرح لفوز السعودية والبحرين والعراق، وكل فوز لبلد عربي هو فوز لكل العرب”.

كما استوقفتني إجابة لاعب كردي من الفريق سألته إحدى القنوات عن انطباعاته ككردي لنجاحات فريقه المؤلف من الطوائف الثلاث الرئيسية بالعراق (الشيعة والسنة والأكراد)، وعن دوره ككردي عندما يعود لكردستان بعد الفوز؟ فقال على الفور: “أنا لست بلاعب كردي، أنا ألعب للعراق، حتى لو كنت ألعب في كردستان”، وقال لاعب كردي آخر، وهو ايفان محمد طالب من كركوك انه وأصدقاءه من الأكراد والعرب من السنة والشيعة والتركمان سيحتفلون بالفوز سوياً في العراق.

فوز العراق بالكأس كان فوزاً لكل العرب، وفوز العرب بالكأس، وإقامة نهائيات كأس آسيا المقبلة على أرض قطر هي أيضا فوز لكل العرب، وما قبول الاتحاد الآسيوي بذلك إلا دليل على قناعته بالدوحة وقدرة العرب على تنظيم الحدث الرياضي الكبير في أي مكان من الوطن الكبير، فقد أعلن الاتحاد الآسيوي رسمياً اختياره للأراضي القطرية لنهائيات كأس آسيا ،2011 لتأكيد قدرة العرب على التنظيم والانتصار.

الكأس والإرهاب جديدان على العراق، لكن الفارق أن الكأس وصلت الى بغداد في ضوء النهار، يرفعها أبناء العراق الأوفياء الشجعان ليقدموها الى شعبهم، فيما الإرهاب وصل متسللاً في الليالي، ليختفي بين المجاري ويتستر خلف الجدران كالفئران، ويزرع الموت والرعب والدمار.

بالكأس توفقتم فاتخذوا من هذا التوفيق درعاً للوفاق يا أهل العراق، فإن وحدتكم هذه ستطرد الإرهاب من أرضكم وبلا رجعة، وستكشف القناع عن الوجوه المقنعة والقلوب الحاقدة، وكل العرب يتقدمون بالدعاء لكل العراق، لعل هذا النصر الرياضي يكون فاتحة الخير وينقذ العراق والعراقيين ويوحدهم ويبلسم جراحاتهم ويعيد البسمة الى وجوههم.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
أمريكا تتحرك.. فهل من نتائج؟
افتتاحية
الرياض

من غير المنطقي ترسيخ العداء لأمريكا أو القبول بتبعيتها، لأننا نحتاج إلى بعضنا حتى بما هو أسوأ سياساتها في دعم إسرائيل وتعقيد المنطقة بقضايا شائكة هي المتسبب الأول بها، فهي لاعب رئيسي في توتير أو ضمان الأمن، وهي حليف لإسرائيل، ولكنها الدولة القادرة على وضعها في مسار السلام طوعاً أو كرهاً.
ثم، وهذا مهم أيضاً، إنها الدولة الأولى عالمياً في مبادلاتنا التجارية، والمصدر الأساسي في تزويد دول المنطقة بالسلاح، واستيراد النفط، ومع أن أخطاءها كبيرة ومدمرة، إلا أن وجودها بات ضرورياً ليس لمعادلة السياسات المتوترة، أو حيادها، وإنما لأن دخولها في حرب العراق مثلاً افترض أن لا تغادر ليكون البديل حرباً أهلية تؤدي إلى تجزئة أكثر خطورة من بقاء قواتها..

رايس وزيرة الخارجية تلتقي ممثلي الدول العربية في شرم الشيخ، وتزور أكثر من دولة والمواضيع التي على لائحة الأولويات هي ذات المحاور ؛ فلسطين، العراق، لبنان والمشروع الإيراني النووي، ورغم تشابك هذه القضايا وتنوع حلولها، إلا أن أمريكا لا تستطيع الابتعاد عنها طالما مصالحها بالمنطقة استراتيجية وذات أولويات قصوى حتى مع دول ترقى أهميتها على المنطقة..

لقد جربنا القطيعة، والتحالف مع الدولة العظمى، ونسعى الآن أن نكون أكثر توازناً في علاقاتنا معها، لكن المشكل أنها تفتقد الجدية في تحويل الخلاف إلى حوار يؤدي إلى طرح الأشياء من أفق المصالح المشتركة، وهذا العائق جعل الثقة بها معدومة إلى حد الانفصال، وحتى الرئيس بوش الذي وصل السلطة وهو يتوق إلى خلق مسار أمريكي هو خليط من تصور كنسي ومثل عليا وفق رؤيته، تحميهما قوة هائلة اقتصادياً وعسكرياً لم يدرك عمق المشاكل وتعقيداتها، التي تشبه الرياح الساخنة في صحارينا، لكنه في آخر ولايته، أدرك أن مسؤوليته في وضع بلده على المحك الساخط في العالم كله بسبب سياساته المتناقضة والمتصادمة مع مصالح العالم، وخاصة في منطقتنا العربية، والعالم الإسلامي، أخذ يتوجه إلى إعادة صياغة مشروعه والمؤسس على عقد مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية، أي كسر احتكار الحل والعقد بواسطة أمريكا وحدها في مشاركة دول فاعلة ذات نفوذ ومصالح مع دول المنطقة.

من الوهم اعتبار ما يجري حلولاً صحيحة، لكن من غير المنطقي التقليل من تأثيرها وفاعليتها ويبقى الرهان على دور رايس مهماً، أي أنها الرأس المهم في فريق الرئيس بوش، وربما الأكثر نضجاً في فهم السياسة العالمية، والطامحة، أن تكون المرأة التي ترى الأمور بواقعية وأهم ممن سبقها باحتلال هذا المنصب..

قطعاً الوعود، والمؤتمرات الصحفية، وتشكيل اللجان، وبعث المندوبين ظلت شكلاً بلا مضمون لأن الأسس التي يجب أن تحضر على جدول العمل لم يشكل وجودها دفعاً لمسار السلام وهنا أصبح الممثلون لدولهم بما فيهم الأوروبيون الذين قد يكون لديهم الدوافع أكثر من أمريكا في إنهاء نزاعات المنطقة، أدركوا أن الدوران حول القضايا المهمة والتسويف في حلولها، جعل الانطباع يبتعد عن اليقين إلى الشك، والعرب هم أكثر من يؤمن بعدم جدية أمريكا، الا إذا تغيرت أفلاكها ليلتقي الشرق والغرب على هذه الأرض وبحلول تتجاوز المعوقات.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
منصة التتويج لمن؟!
جهير المساعد
البيان الامارات

بالمناسبة هذه الكتابة ليست عن الكرة، ولا عن الفوز أو الخسارة.. أو العودة المظفرة بالأحلام. فمن يتطلع لمثل هذا لا يقرأ هذه السطور والشكوى لله. إنما لأن الشيء بالشيء يُذكر كما يقال. ولأن الأنفاس لازالت مُعلقة بالحدث وتبعاته، أنتهز فرصة لقاء الجبابرة المنتخب العراقي والسعودي كمثال واقعي حي لما يدور في بعض الكتابات وبعض المؤتمرات والندوات عن أسباب الجرائم الإرهابية فيرجعونها إلى البيئة الهدامة التي من أبرز مكوناتها الفقر والعوز والضياع والإحباط. حيث يُعوّل البعض على هذه المحن ويجعلها سبباً وجيهاً يُبرّر الإرهاب ولا يغفره بالطبع.
اليوم.. أتساءل منتخب كالمنتخب العراقي الفائز من أين أتى؟!
ألا يعود انتماؤه إلى بيئة محطمة دماؤها تسيل على إسفلت شوارعها أكثر مما يسيل العرق على الوجوه في الجو الحار اللاذع! بيئة أحزانها طالت، ولم تعد تفكر باحتضان اللاعبين قدر تفكيرها باحتضان المحاربين! تنام على خوف وتصحو على قلق وجل همها أن لا يأتي نهار وقد غطى اللون الأحمر الدموي على مكانها في خريطة العالم!
ومع ذلك لعب منتخبها باسمها ولم يفز فقط بل حقق بطولة كأس أمم لأول مرة في تاريخه! ويأخذها استحقاقاً من فم الحاصل عليها ثلاث مرات!!! كمن دخل فك أسد وخرج منه منتصراً!!! والأكثر إدهاشاً أن هذا المنتخب المنتمي للعراق الذبيح الجريح لم يتلو ألما من جراحه في الملعب وهو معذور لو فعل، بل تلوى فناً في أداء المهارة الكروية وكأنه يرقص على جراحه حتى تطيب وتسكت عن الأنين! وزد على الاندهاش دهشة أن هذا المنتخب الفائز لم يأت من أحضان الحبايب في بلاده.. ولم يتأهل عبر ممارسات العناية المركزة التي تنعشه وتعطيه وتسعى لخدمته وتحقيق راحته.. بل قيل عنه إنه لم يجد ملعباً يتدرب ويتمرن فيه، ولا دوري بطولة يخرج منه، ولا إعداداً يسهر على راحته. وحين أرادوا تكوينه بحثوا عن أفراده المتناثرين في الأمكنة المتباعدة وجمعوهم كمن يجمع حبات لؤلؤ من أكوام الرمل!!
أما مدربهم البرازيلي فقد استعمل كحل مؤقت! والحلول المؤقتة ليست هي أفضل الحلول. وكان مثل رباط الجرح لا يُعالج إنما دوره أن يلتفّ على الجرح.. وقد فعل. فكيف بعد كل هذا الإحباط يفوزون وقد لعبوا دون انتظار لوعود ودون مكافآت مجزية لفوز ثم مضاعفتها لفوز آخر! لعبوا فقط بهمة واستماتة وإتقان.. وقد كانوا للهزيمة أقرب قبل المباراة وعند بعض الرياضيين.. فأصبحوا للفوز أهلاً.. فكيف؟ هل هم استثناء.. لا إنها الروح الوثابة التي تعمل لتتقن. إنه حب الوطن لا حب الذات. وهذا هو الفاقد الذي لا يُرى بالمجهر ولا يُشترى بالفلوس!!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
العراقيون استرجعوا تاريخهم

د. عبد العزيز جار الله الجار الله
الرياض السعودية
العراق تغلب على جراحة وأعاد (11) لاعباً عراقياً البسمة إلى شفاه الشعب العراقي بجميع أطيافه ومذاهبه وأعراقه... أصلحت الرياضة ما أفسدته الحرب لتصبح الرياضة هي عطار هذا الزمان الذي يبيع الصندل والمندل والزعفران والقيمر العراقي..
المنتخب العراقي لعب وهو يتكىء على شعب وتاريخ يتكىء على بابل وآكاد وعلى أور وبغداد والموصل والكوفة والمربد وواصل... لذا كان ينازلنا في الملعب لأنه يرى أنها حياة أو موت ولأنه يرى مياه دجلة والفرات وشط العرب والفاو يرى بغداد العاصمة التي كانت يوماً من الأيام عاصمة الرشيد وأبي جعفر المنصور كان يرى تاريخاً مخضراً ورطباً داخل أجساد لاعبيه لذا فازوا ورفعوا هامات رؤوسهم مثل هامتي الأسدين على مداخل قصور الآشوريين...

التاريخ لا يموت ومهما حاول الغزاة فمنذ أن كانت بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية وتعاقب عليها غزاة العجم والروم فالعراقي ما زال يذكر تاريخ نبوخذ نصر ونابونيد وملوك آشور وبابل وحتى في الانكسار الأخير في زمن المحتلين من بقايا الأطلسي... هذه الروح التاريخية من أذكارها ومن غرسها ومن جذرها داخل مدن الحضارات القديمة في العراق ومصر والشام وجزيرة العرب واليمن والمغرب العربي.. هذا السجل الطويل من تاريخ الأمة العربية لماذا يلام ويوبخه البعض عندما يذكر... لماذا نحمل اللوم المعلقين الرياضيين الذين استرجعوا الماضي وذكروا بتاريخ العرب ووصفه البعض بأنه سجل لا لزوم له... رغم أننا أحوج ما نكون له اليوم... يحتاجه الشاب الذي مر سريعاً على التاريخ أو ممن لم تمكنهم الفرصة الدراسية من قراءة تاريخ العرب... أو من غفلوا عنه... فدول الحضارات لا تنسى تاريخها فلا اليابان ولا الصين ولا كوريا، ولا ألمانيا أو فرنسا نسيت تاريخها... وكل الرموز الحالية من الأسماء والمدن والثقافات المعرفية حاضرة في حياتهم العامة فلا الأوروبيون نسوا تاريخ روما وبيزنطة ولا الصينيون تجاهلوا الأسر الصينية الحاكمة في القرن السادس والسابع الميلادي...

المعلقون الرياضيون يتحملون مسؤولية توعية وتوسيع مدارك هذا الجيل بتاريخ العرب وعروبة الأرض والتراث الإسلامي المجيد لذا فإن اختيار المذيع والمعلق الرياضي أصبح مسؤولية ثقافية وإعلامية وليس رياضية فقط.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
إيران وأمريكا.. أحاذر أن تمسي البصرة ثمناً!
رشيد الخيون
الشرق الاوسط

لا يُستبعد في ممرات السياسة المعتمة، أن تطرح إيران اثناء مباحثاتها مع أمريكا رغبتها بالبصرة ثمناً مقابل رفع يدها عن بقية أجزاء العراق، وقطع تعاونها مع الميليشيات من شتى المذاهب والأجناس، التي تذبح وتُسبى بلا رادع. ها هي تنفض، الأسبوع الماضي، الجولة الثانية من المباحثات بين الدولتين على أرض العراق بحضور عراقي مرهون ليس له غير النظر والسماع. حضرت بغداد تشرئب إلى نبرة الكلام، السفير الإيراني يأخذها يميناً، ويردها السفير الأمريكي يساراً.

أحاذر أن يسفر السكوت العراقي، والتفريط الأمريكي، بزرعنا وضرعنا، إلى رفع العلم الإيراني على أطراف السعف، لتلحق البصرة بخوزستان، حسب لغة أهل فارس. والبصرة، كما أرى، جاهزة لمثل هذا الدور، فهي الآن تروض شعبياً، ولم يبق من أهلها الأُصلاء سوى المغلوب على أمرهم. تجد اللسان الفارسي ساري المفعول بشوارع وجامعات ثغر العراق، الذي ما عاد باسماً، ولا حدود بين الضفة الشرقية والغربية من شط العرب. و«اطلاعات» الإيرانية تأمر باغتيال هذا وتعيين ذاك. ولا أثر لكتاب غير ممهور بختم دار نشر إيرانية. ولا يتعلق الأمر بالمذهب أبداً، فأول الضحايا هم شيعة الجنوب، بقدر ما يتعلق بعلائق وضمانات، والوطن لدى المتياسرين مع حق إيران بالبصرة، على خلفية الخوارط القديمة، أرخص من منصب مستشار أو محافظ!

ما زالت تجربة تنازل دولة البعث (1975) عن حق العراق بتراب وماء من البصرة لإيران ثمناً لتصفية الحساب مع الثورة الكردية في الجبال ماثلة. بل ما زالت تجربة عربستان ماثلة، فمن بنود معاهدة أرضروم الثانية (1847) بين الدولتين الصفوية والعثمانية أن تمنح (المحمرة) وميناؤها والسواحل الشرقية من شط العرب لإيران، مقابل تركها التدخل بالسليمانية (العزاوي، العراق بين احتلالين)، وكل ما يتعلق من ضغوطها بشهرزور (كردستان العراق). وكانت عربستان، حسب إبراهيم صبغة الله (ت 1882)، داخلة «في حدود البصرة ومن سواد العراق» (عنوان المجد...). وبالوقت الذي استطاعت فيه الدولة العثمانية تصفية أمورها مع عشيرة بابان وإمارتها بشهرزور لم تتمكن الدولة الصفوية من ترتيب أمورها مع عشائر الأحواز أو عربستان. وانتهى الأمر إلى تمكن أسرة الشيخ خزعل (ت 1936) من إمارتها.

وما أن ظهر النفط (1908) زاد الطمع بالمكان، وحصل أن فشل الشيخ خزعل في المضي بالترشيح لعرش العراق، وقد قدم نفسه أنه عراقي ومولود على ضفة شط العرب ومؤهل أكثر من بقية المرشحين (العطية، العراق 1908 ـ 1921 دراسة اجتماعية سياسية، عن وثيقة بريطانية). واختار لإدارة حملته صديقه محامي خزينة البصرة، ورئيس الوزراء في ما بعد مزاحم الباجه جي (ت 1982). وهذا ينبيك أن الطائفية لم تمنع الباجه جي السُنِّي من دعم ترشيح خزعل الشيعي، والشيخ الشيعي سالم الخيُّون من دعم ترشيح السُنِّي طالب النقيب لعرش العراق (العمري، حكايات سياسية).

لكن، الإنكليز أرادوا تسوية الأمور مع شاه إيران الجديد رضا بهلوي، الذي رَفع نفسه من ضابط إلى مَلك، فأهدوا الأحواز له. دخلها، وهو رئيس وزراء، فأُخذ خزعل تحت أنظار الإنكليز معتقلاً (1925)، وانتهى سجيناً. ولما طلب الباجه جي زيارة صديقه، بعد حين، رفضت السلطات الإيرانية طلبه. وقيل حينها: «لو اختير (خزعل) ملكاً لأصبحت إمارة عربستان العربية الغنية بمواردها النفطية جزءاً من العراق، ولتغير مجرى التاريخ والميزان الاستراتيجي في المنطقة بأسرها» (مزاحم الباجه جي، سيرة سياسية). حصل هذا مع ما للشيخ خزعل من روابط بالإنكليز لا تقل عن روابط الحكومة العراقية الحالية بالأمريكان. لكن، حاشا لسياسة المنافع اللعوب أن يلزمها عهد واتفاق!

بعد هاتين الواقعتين، ومؤهلات البصرة الحزبية باتجاه إيران، ألا يمكن لاتفاقية 1975 والتنازل عن عربستان أن يتكررا؟ وليس بالضروة أن يأتي الولي الفقيه بعمامته على رأس حملة لاحتلال البصرة وسبيها باتفاق أمريكي، فالدنيا تبدلت، والأدوات اختلفت وتنوعت. وما على الأمريكان إلا اطلاق يد إيران، مقابل صلح عامر بين الدولتين، وعندها لا تعد أمريكا الشيطان الأكبر، ولا تعد إيران حاضنة الإرهاب، والدولة الأخطر بالعالم. وبالتأكيد يتبع تلك الخطوات إزالة حزب الله من الوجود بلبنان، وكل ماركات هذا الحزب بالمنطقة، فإذا غنم الولي الفقيه، ولف بعباءته نخل البصرة وماء شط العرب، فما له من شأن بلبنان وفلسطين!

إنها مجرد محاذير، اعذروني قد تكون من نسج مخيلة قلقة متعبة. لكن، البصرة تستحق صرخة إنذار مبكر، فبابل أسقطها كورش الفارسي (539 قبل الميلاد) وأنهاها إلى الأبد. ولم يعترف رضا شاه بدولة العراق (1929)، ويلتقي فيصل الأول ببلاطه بطهران (1932) إلا بعد ضمان عربستان، وغلق ملفها لصالحه. المشاهدات تُنبئ بأن البصرة في دائرة الخطر!... وتقدرون وتضحك الأقدار..!



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
رسالة محبة
افتتاحية
المدينة السعودية
جاءت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني أمس الأول عبر برقية التهنئة التي أرسلها لفخامته بمناسبة فوز المنتخب العراقي ببطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم ، جاءت تلك الكلمات النابضة المفعمة بمشاعر الأخوة الصادقة والمحبة الخالصة لتؤكد مجددا على حقيقة وسلامة ورسوخ مواقف المملكة تجاه شعب الرافدين الذي أضاء بهذا الفوز شموع الأمل بعراق موحد أرضًا وشعبًا ومصيرًا ، عراق قادر على صنع مستقبل أجياله رغم جرحه الغائر ومحنته الكبيرة ، عراق قادر على صنع التقدم رغم العراقيل التي يضعها الحاقدون والطامعون من تجار الفتن وسماسرة التكفير وفرق التفجير التي تحصد أرواح الأبرياء بشكل يومي ضاربة بعرض الحائط القيم النبيلة للإسلام العظيم ومبادئه السامية ورسالته الخالدة .

أولئك الرجال الذين فازوا بكأس آسيا إنما كانوا يرمزون لوحدة العراق وتماسكه رغم المؤامرات والفتن عندما ضم فريقهم كل ألوان الطيف الاجتماعي العراقي ليجسدوا بذلك الفريق الرائع حالة الوئام والتضامن والوحدة الوطنية التي ظهرت تباشيرها في هذا الحدث الكروي الذي تجاوز معناه وارتفع إلى مستوى آمال شعب وتطلعات وطن وحلم أمة.

كلمات المليك المفدى لأخيه الرئيس جلال الطالباني بأننا نعتز بفوز الفريق العراقي قدر اعتزازكم به يدحض بكل قوة محاولات البعض الإساءة إلى العلاقات بين المملكة والعراق والإدعاء بأن المملكة لا تبذل الجهد الكافي لإنهاء العنف وإعادة الاستقرار للعراق،فالمملكة أكثر الدول إيمانًا بأن أمن العراق واستقراره وازدهاره ليس مهمًا لأمن وسلم المنطقة وحسب ، وإنما أيضًا ضرورة لابد منها للأمن والسلم الدوليين.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
احتفال عالمي لتكريم الولايات المتحدة الاميركية

خالد شبيب الخالدي
السياسة الكويت
الحمد لله الذي انعم على العالم بالولايات المتحدة الاميركية وهيأ لها هذا التفوق والتميز الحضاري والصناعي والاجتماعي والصحي والعسكري وهذه القوة الرادعة لمنع منابع الارهاب والتطرف من ممارسة وحشيتها في قتل الابرياء وتدمير المجتمعات بمنوال يومي.
وحرصا على الاختصار المفيد لاستعراض مآثر هذه الدولة العظيمة لدحر وهزيمة مراكز الشر الخسيسة في العالم, فلن نعود بالتاريخ الى ما قبل الحرب العالمية الثانية علما بان لها الكثير من الصولات والجولات لتغيير مسار التاريخ ابان ذلك الوقت, كما سنقوم بتسميتها "اميركا" او كما يسميها اعداؤها "اميريكاه" (لم يقبل الحاسوب الالكتروني بهذه التسمية, وكاد ان ينفجر لينتحر).
كلنا يعلم من هي الدولة التي اوقفت هتلر عند حده واجبرته على الانتحار لكي تعيد الامن والسلام الى العالم بعد ست سنوات من بداية الحرب العالمية الثانية الضروس التي راح ضحيتها عشرات الملايين من البشر.. نعم, استخدمت اميركا القنبلة الذرية انذاك للمرة الاولى وفي مكانها الصحيح ووقتها الدقيق بعدما انطلقت هستيريا الانتحار التي مارستها القوات اليابانية حليفة هتلر ضد الاساطيل الاميركية بشكل جامح.. فكيف كان من الممكن محاربة وتعطيل مجازر المانيا واليابان التي قضت على الاخضر واليابس سوى بحد قاطع مدمر كهذا?
ومنذ ذلك الوقت والى يومنا هذا لم تستخدم اميركا قوتها الذرية والنووية التي ازدادت اضعافا مضاعفة في قوتها التدميرية على الرغم مما تقوم به قوى الشر من اعتداءات جسيمة واستفزازات سوقية وتحديات سافرة ضد هذه الدولة العظمى.. ولو كانت هذه القوة النووية بيد عصابات ومليشيات الشر والارهاب المندسة في اوكار مختلفة بالعالم لكانت الكرة الارضية قد تفتتت الى اشلاء متناثرة في المجرات السماوية مرسلة العراق الى المريخ وافغانستان الى عطارد ولبنان الى زحل وسورية الى المشتري وايران الى ما وراء الشمس.
ومنذ تلك العلقة الساخنة تحولت المانيا واليابان الى مجتمعات مسالمة منتجة للغذاء والدواء والعلوم والصناعات الى ان اصبحت اليوم في قائمة الدول العظمى التي تصدر الخير للعالم.. وهذه واحدة من المآثر التي اهدتها اميركا الى العالم.. ونتمنى بان لا تجد اميركا نفسها مجبرة لاستخدام قوة الردع النووي مرة ثانية ضد ايران لتدمير مفاعلاتها ومنشاتها النووية التي يعتبرها العالم الواعي تهديدا كامنا بيد سلطة جاهلة بالعلوم السياسية الحديثة.
وبعد الحرب العالمية الثانية بدات اميركا بمقاومة زحف وباء الشيوعية الذي يتزعمه الاتحاد السوفياتي لنشر الجراثيم والسموم في العالم وخصوصا في المجتمعات الفقيرة او الحمقاء او المتطرفة مثل فيتنام واليمن والعراق وايران ونيكاراغوا وكوبا واخرى كثيرة.. فقد قدمت اميركا تضحيات كبيرة لاجل مصلحة العالم الديمقراطي الحر وتصدت لهذه "الشبثة (نوع من الجراثيم الاكلة لما حولها)" بكل ما لديها من امكانات سياسية واقتصادية وتقنية وعسكرية وبشرية وواجهت مقاومات شرسة من جهات متعددة في العالم ولكنها انتصرت في النهاية وبعون من الله عندما قام ملاك السلام السيد ميخائيل غورباتشوف العام 1985 بالغاء العمل بنظرية كارل ماركس الاشتراكية الفاشلة وتطبيق الديمقراطية والنظام الرأسمالي الحر بدلا منها, ومنح جمهوريات الاتحاد السوفياتي حرية الاستقلال وانسحابه من بعض الدول الاوروبية التي كان الاتحاد السوفياتي يحتلها منذ الحرب العالمية الثانية مثل المانيا الشرقية وبولندا ورومانيا وغيرها.. لقد قاومت اميركا افة الفكر الاشتراكي الى ان قضت عليه وهذه مأثورة حيوية اخرى تضاف الى مكارمها تجاه العالم وسعادة الانسانية.
ومن الجدير بالذكر هنا, انه وبالرغم من القصور في نظرية ماركس وفشلها في النهاية, الا انها صدقت عندما حذرت وقالت ان الديانات افيون الشعوب (اذا ما اخذنا بعين الاعتبار كيف يستخدمون اهل الخير والشر التاثير الديني والروحاني لتسيير وتحريك البشر والشعوب).
وتندحر النظرية الاشتراكية وياتينا من بعدها نظام البعث العراقي بقيادة السفاح صدام الذي عاث على مدى قرابة اربعة عقود من الزمن فسادا وقتلا وارهابا وتدميرا في العراق والكويت وكردستان العراقية والعالم الى ان انتهى به المطاف هو وحزبه وزمرته القذرة في مزابل التاريخ بفضل الله الذي سخر اميركا وحلفائها الاشراف لكبح جماحه واذلاله واعدامه.
فقد حررت اميركا العراق وشعبها من قبضته الفولاذية ومنحت الشعب العراقي, وخصوصا المجموعات الشيعية, الاطمئنان والخروج الى الشوارع والاحتفال والزحف والرقص والتطبيل والتزمير وممارسة الطقوس التعبدية وحق الانتخاب الوطني الذي حرمه "مدعي حارس البوابة الشرقية وبطل القادسية" على هذه المجموعات طيلة فترة حكم البعث في العراق.. ولا نعلم من كان بامكانه تحرير الكويت والعراق والشيعة وكردستان العراقية والعالم والاسلام من هذا الشرير سوى هذه الدولة العظمى الفاضلة!! (افيدونا يرحمكم الله).
والامر المدهش في هذا الصدد هو ما قامت به المجموعات الشيعية من سلوكيات تثير الحيرة والتساؤل, وذلك مباشرة بعدما اسقطت اميركا صدام ووهبتهم حريتهم.. فما كادت تنقضي ساعات على حصولهم لهذه الحرية واذا بمجموعات مكثفة منهم, كل منها بقيادة سيد ديني تجوب الشوارع وتقف على رؤوس الجنود الاميركان (ملائكة الردع) مطالبة اياهم بالرحيل ومتهمتهم بالاحتلال بعدما انقذتهم اميركا من القتل والتعذيب والقهر الذي كانوا يخضعون له واهدتهم حريتهم الفكرية والدينية واعادت لهم كيانهم الانساني.. فلماذا هذا الافتراء وهذا الجحود ونكران الجميل وخصوصا اذا ما وضعنا بالاعتبار ان اميركا اثرت دعم وتطبيق انتخابات شعبية نزيهة على الرغم من ادراكها التام لحتمية نجاح حكومة عراقية شيعية ستستلم اوامرها مباشرة من ايران التي تعادي اميريكاه في كل ما تفعل وتقول? فاي نوع من الحق والعدل انتم تنشدون?
ولقد اوفت اميركا بوعدها واطاحت بصدام وحررت الشعوب واغلقت بابا عالميا اخر من ابواب الدمار والارهاب.. وهذه احدى ماثر هذه الدولة الموقرة.. فهل ما زال لدى اعدائها بعد كل ذلك اي تعليق او افتراء وهل مازالوا يكابرون ويناورون بخيبتهم وعجزهم التام لتحرير العراق من هذا الطاغية? عجب العجاب.
واضافة الى القضاء على صدام, فانه يجب ان يبقى العالم الاسلامي ممتنا لاميركا مدى الحياة لحفاظها على ما تبقى من اسلام في اوروبا عندما خلصته من البراثن الخبيثة للصرب في كوسوفو والبوسنة والهرسك وحررت هذه الاقليات المسلمة التي كانت مضطهدة بوحشية لا يمكن وصفها, ولم تنتظر موافقة روسيا والصين ودول اخرى تدعي الاسلام بل وقامت باتخاذ قرار انساني انفرادي شجاع وضربت الصرب ومن ساندهم ودمرتهم بامر الله وعزمت على انقاذ المسلمين من الاطفال والنساء والشيوخ العجزة من هذا القتل والتعذيب واعادت لهم هويتهم الاسلامية والاجتماعية وحقوقهم المنهوبة في الوقت الذي كانت فيه باقي دول ومجتمعات العالم اما عاجزة تماما او مؤيدة لذبح المسلمين وتطهير اوروبا منهم على الطريقة الصربية التي تسببت في الحربين العالميتين الاولى والثانية وكادت ان تشعل الثالثة لولا مقدرة الله في تسخير اميركا للحيلولة دون ذلك.. وهذه واحدة من اعظم ماثرها, ادام الله عزتها وقدرها كما انقذت اخر عرق ينبض بالاسلام في اوروبا برغم انف الحاقدين.
كثيرة هي ماثر هذه الدولة العظيمة ولا تكفي مجلدات لسردها, ولكن على الرغم من ذلك فما زالت بعض الدول والمجتمعات في حال عداء اثم معها ولا تطيق ان تسمع اسمها وتعمل على محاربتها والتشهير بها في كل زمان ومكان.. فبالاضافة الى هذا العداء لاميركا من قبل الجماعات المتطرفة في ايران وباكستان والعراق وافغانستان وليبيا والبحرين واليمن وبنغلاديش وغيرها, فقد فاجاتنا بعض الفئات من الشعب الكويتي مؤخرا بالمطالبة بانشاء محكمة جنائية دولية لمحاكمة اميركا نتيجة لمساندتها ودعمها لصدام في جرائمه وكان هذه الجهات قد خرجت توا من العصور الحجرية جاهلة او تتجاهل بان اميركا هي التي اسقطته واعتقلته وحاكمته واعدمته بالطريقة التي اشفت غليل الكثير من الناس وخصوصا ممن ينتمون الى توجهات دينية وسياسية مخالفة لتلك التي ينحدر منها صدام.
فما السر من وراء هذه المطالبة الغريبة, وما الجهات الحقيقية وراءها, ولماذا لم تطالب هذه الجهات بانشاء محكمة جنائية ضد الحكومات والمليشيات الشريرة التي ما زالت تعيث في الارض قتلا وترهيبا وارهابا وتدميرا وفتنة وخصوصا في العراق بعدما تحولت الى فرع تديره ايران, ولماذا لم تطالب بمحاكمة السلطة في ايران عندما اشعلت الفتنة بمطالبتها لضم مملكة البحرين المسلمة العربية الاصيلة? او ألم تكن هذه الفئات الغامضة التي تحمل الجنسية الكويتية وشرف الانتماء لمجتمع الخليج العربي الاصيل متواجدة في الكويت وقت الغزو العراقي وتعلم كم من بعد الله لاميركا من فضل في تحرير الوطن الغالي العزيز عندما كانت الدول الجبانة الاخرى التي يولون لها ويؤيدونها مختبئة في جحورها كالفئران? عجبي من هذه الفئات ولما تحمله من فكر وتناقضات تبعث على النفس الشعور بالغثيان والريبة.
ان ما قامت به اميركا من خدمة لتحرير الكويت من صعاليك وجلاوزة البعث القذرين لجديرة بالتقدير والامتنان والشكر والعرفان ما حيينا, وواجب على كل كويتي اصيل واضح ان يتذكر اول ساعات التحرير التي لا يشهدها احدا عبر التاريخ الا مرة واحدة في خلال عقود عديدة من الزمن.. لقد فرحنا برؤية الجنود (العلماء) الاميركان في اراضينا بوجوههم المبتسمة ومعداتهم المبهرة ونظافتهم المتميزة ونظامهم الراقي وتعاملهم الانساني بعدما رزحنا بارهاب مرعب ومزابل جبلية وحرائق عملاقة وتلوث مسموم وجوع وعطش وظلام دامس وعزلة خانقة تحت اقدام حثالة العالم من البشر ممن ترعرعوا في كنف الطاغية التافه صدام.. واين الثرى من الثريا?
والحمد لله على تواجد القوات الاميركية في العراق حاليا لحماية دول الخليج العربي والعالم من شرور هذه المليشيات المختلفة المسعورة الحاقدة التي فجرت المساجد وقتلت مئات من ائمة المسلمين ومئات الالاف من الناس بناء على الهوية واجبرت ملايين منها على الهروب نجاة بارواحهم.. ورب الكعبة لولا تواجد قوات الحق السلام في العراق الان بقيادة اميركا الشجاعة لكانت قد تغلغلت واندست هذه العصابات الى مجتمعاتنا المسلمة الامنة في الخليج العربي وحولتها الى خرائب ينعق فيها الغراب وياكل الضبع من جثثها, فالحذر وكل الحذر يا اهل الخليج من هذا الارهاب المتوحش, والحمد لله العظيم والشكر والتقدير لاميركا.

انني ادعو قيادتنا الحبيبة في الكويت وشعبها الوفي للعمل على مشروع احتفال سنوي يتم من خلاله تكريم ومكافأة الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها تقديرا وعرفانا وامتنانا لما قدموه من مآثر وملاحم بطولية شهمة لاقرار الحقوق الانسانية والاجتماعية ليس في الكويت وحسب ولكن في العالم كافة تمهيدا لتعميمه كي يصبح احتفالا عالميا.. وفي الوقت نفسه انصح كل من ولا زال يعادي من نصره وحرر وطنه بان يراجع حساباته المنطقية بطريقة عملية ويعود الى الولاء الوطني والحق او فليرحل الى البلاد المعادية لاميركا لكي يشكل ويمارس آلية عدائه في اجواء عدائية مماثلة كيفما شاء.. اما هنا, فالكويت بلاد صديقة لاميركا وحلفائها وتربطها بهم علاقات حضارية وتاريخية وعلمية ومعاهدة دفاع ومصالح مشتركة ولا مكان للدخلاء والغرباء واصحاب الفتن في ذلك.
يا معشر اعداء اميريكاه.. تفضلوا لزيارتها لكي تقفوا بأم حواسكم على حقيقة الامر, فستجدون فيها ان عدد المساجد الاسلامية يفوق عدد المساجد في اي بلاد اسلامية اخرى وستطلعون على المراكز الاسلامية في جميع قواعدها العسكرية وستلمسون مدى الاحترام والتقدير للانسانية والحق وستعلمون كيف انها تستخدم الوعاظ المسلمين لاعادة تاهيل المساجين.. انها حقا لبلاد عظيمة لا يعاديها سوى المتطرف او من يجهل نظامها المناصر للانسانية والديمقراطية والعلم والعمل (مع تمنياتنا لكم بقضاء اسعد الاوقات خلال هذه الزيارة).

وختاما, اللهم ندعوك ان تنصر جميع الشرفاء في العالم والمؤمنين بوحدانية عظمتك والاصدقاء الذين يحترمون الاسلام والمسلمين اكثر من بعض الدول التي تدعى الوصاية والمرجعية الاسلامية, وان تدمر من يدمر الاسلام باسم الاسلام وتهدي المريضة نفوسهم للرجوع الى صوابهم ورشدهم وتكفينا فتنتهم وحقدهم وشرورهم انك سميع مجيب الدعاء.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
خطط طوارئ أمريكية للانسحاب من العراق.. هل تضمن وحدته؟
أحمد السيد تركي

الشرق الاوسط

تشهد الساحة العراقية في الآونة الأخيرة مزيدا من أعمال العنف المتواصل والمدمر في ظل ما يتردد عن انسحاب أمريكي يحفظ لها ماء الوجه أو ما يسمى بخطة الفرار من العراق، وتحاول الإدارة الأمريكية بشتى الوسائل إشراك المجتمع الدولي ممثلاً في مطالبة الأمم المتحدة بضرورة توفير الدعم للعراقيين في حالة الإنسحاب، هذا من جانب، ومن جانب آخر ضرورة إشراك الدول العربية في تأمين عملية الانسحاب الأمريكي من العراق.
وفي هذا الإطار أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أن وزارته تعكف حاليا على إعداد خطط طوارئ للانسحاب التدريجي من العراق، كما أكدت تقارير سياسية أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تخطط لعقد مؤتمر إقليمي جديد حول العراق تشارك فيه الدول العربية وإيران لبحث مستقبل الأوضاع في العراق واعادة الاستقرار اليه وذكرت ان المؤتمر المقبل سيختلف بصورة أساسية عن المؤتمرات المشابهة وآخرها مؤتمر شرم الشيخ حيث تعتزم الولايات المتحدة أن تجعله نقطة انطلاق لتشكيل آلية دائمة ذات لقاءات دورية منتظمة تشارك فيها الدول الأعضاء.
وأشارت التقارير إلى أن وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين روبرت جيتس وكونداليزا رايس يتبنيان هذه الفكرة بقوة داخل الإدارة الأمريكية، وأنها ستكون المحور الرئيسي لمباحثاتهما مع قادة ومسؤولي الدول العربية خلال جولتهما المشتركة في المنطقة الأسبوع المقبل بما في ذلك المباحثات التي سيعقدانها مع وزراء خارجية مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي في شرم الشيخ.
وفي الوقت نفسه ذكر شين ماكورماك المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن رايس وجيتس سيبحثان مع قادة مصر والسعودية على نحو خاص كل القضايا المرتبطة بالعراق والدعم الذي يمكن أن تقدمه الدول العربية والمجاورة لمساندة الشعب العراقي وامكانية أن تصبح هذه البلاد شركاء نشطين في مساعدة العراقيين على بناء مستقبل أفضل.
وفي السياق ذاته تأتي المحادثات الأمريكية ـــ الإيرانية من أجل بحث مستقبل أمن العراق، حيث أكد السفير الأمريكي في العراق رايان كروكر ان واشنطن مصرة على منح طهران المزيد من الوقت لاثبات حسن نيتها وتحقيق نتائج ملموسة بشأن الأمن في العراق.

تفاهمات إقليمية ودولية
تمهيداً لانسحاب «مشرف»

يمكن القول ان ما تريده الولايات المتحدة حاليا أكثر من أي وقت مضى هو الخروج «المشرف» من العراق غير أن هذا الهدف الذي يجسد كل أزماتها وفشلها، يبدو صعباً في ظل الأوضاع الحالية. وما تحاول إدارة الرئيس جورج بوش أن تفعله، هو تهيئة مجموعة من الظروف والتفاهمات الإقليمية والدولية التي تصنع منها في النهاية اللحظة الفاصلة التي تراها مواتية لكي يخرج بوش في مشهد تاريخي ليعلن للشعب الأمريكي والشعوب المحبة للسلام والديمقراطية أن المهمة اكتملت وان القوات الأمريكية ستبدأ الانسحاب بعد أن أنجزت عملية حرية العراق.
ما تريده واشنطن من العالم هو أن يساعدها لبلوغ هذه الغاية والمطلب ـــ مرحليا ـــ هو تقليص التورط الأمريكي في العراق وزيادة التدخل الدولي بالمقابل. بمعنى تخفيف الأعباء عن كاهلها وإلقائها على عاتق شركاء عرب وأجانب آخرين كل سيكون له دوره.
المساهمة الدولية التي تتطلع إليها واشنطن ذات محورين أولهما اقتصادي من خلال المساعدات. وقد قطعت بالفعل شوطا طويلا وناجحا على هذا الصعيد كان آخره ما تحقق من تعهدات في مؤتمر نيويورك مؤخراً. أما المحور الآخر فهو أمني، يتمثل في إرسال قوات عسكرية. وهو ما لم تعلن عنه واشنطن بوضوح كاف حتى الآن.
ولأن الولايات المتحدة تعلم ان القوات العراقية يمكن أن تنهار لحظة خروج الجيش الأمريكي من بغداد فلن يكون أمامها سوى الاستعانة بقوات دولية تحت أي مسمى لمنع تلك الكارثة. غير أن تشكيل مثل هذه القوات ليس سهلا خاصة ان العدد المطلوب سيكون كبيرا لتفادي الخطأ الذي وقعت فيه الولايات المتحدة أو أوقعها فيه وزير دفاعها السابق دونالد رامسفيلد، عندما رفض زيادة القوات. ووفقا لتقديرات الخبراء العسكريين فإن تحقيق الأمن يتطلب قوات أجنبية يتراوح قوامها بين 250 و450 ألف جندي الى جانب القوات العراقية. وقياسا على التجارب في الدول الأخرى فإن نسبة القوات الأجنبية إلى عدد السكان في حالتي البوسنة وكوسوفو بعد الحرب الداخلية فيهما كانت واحدا إلى 50 بمعنى وجود جندي أجنبي مقابل كل خمسين مواطنا عراقيا. بينما كانت هذه النسبة في العراق بعد الغزو عام 2003 هي واحد إلى 145 وفي أفغانستان كانت واحدا إلى مائة عام 2001 وساهم هذا في تنامي الجماعات المسلحة بسهولة أكبر والعدد الضخم للقوات ليس المشكلة الوحيدة فلا بد أن تكون الدول المشاركة مستعدة للعمل لفترة طويلة وخطيرة أيضا وبالرجوع إلى النموذجين السابقين سنجد القوات الأجنبية ما زالت تعمل في البوسنة بعد مرور 12 عاما على إرسالها أما في كوسوفو فهي موجودة منذ ثمانية أعوام ولا يعرف احد متى سترحل. ووفقا لتقدير الخبراء فإن الحد الأدنى لمدة بقاء هذه القوات بالعراق هو ما بين 3 و 5 سنوات من لحظة التوصل الى اتفاق سياسي ينهي الحرب الأهلية وليس من لحظة وصولها.
على الجانب الاقتصادي يرى الخبراء الأمريكيون غير الحكوميين أن العراق في حاجة إلى وقت أطول يمتد من 8 الى 10 سنوات للتعافي الاقتصادي وليس الانتعاش ومرة أخرى يشيرون إلى أن حساب هذه الفترة يبدأ من يوم وقف العنف وليس من تاريخ انطلاق أية خطة محتملة لإعادة البناء أو بدء تدفق المساعدات. ولا تبدو هذه المدة الزمنية طويلة بالفعل قياسا على تجارب الدول الأخرى. وعلى سبيل المثال فقد ظلت بولندا والمجر والتشيك تتلقي مساعدات دولية لمدة 6 سنوات بعد انهيار النظم الشيوعية بها. بل إن أوكرانيا وروسيا أنفسهما بقيتا تخضعان لبرنامج إنعاش اقتصادي خارجي بعد تغيير نظام الحكم فيهما لنحو 8 سنوات قبل أن يبدأ اقتصادهما في النمو مع الوضع في الاعتبار أن ظروف العراق أسوأ بكثير وربما لا يقارن مع أحوال هذه الدول.
إجمالي القول: ان واشنطن لم يعد بمقدورها لأسباب اقتصادية وعسكرية وسياسية مفهومة تحمل النزيف البشري والمادي في العراق وهي بالتالي تنتظر وتحتاج يد العون من الآخرين حتى لو امتدت اليها هذه اليد من رأس محور الشر في طهران.
وما تريده واشنطن تحديدا هو قوة دولية تسمح لها بتخفيض حجم قواتها وإخراج ما سيتبقى منها بعيدا عن الكتل السكانية إلى جانب مساعدات دولية لإعادة بناء الدولة العراقية المنهارة.

تهيئة الداخل العراقي أمر ضروري

فضلاً عما سبق هناك مؤشرات كثيرة تظهر أن هناك خططا أمريكية متسارعة تجري في العراق ليس من أجل تحقيق نصر عسكري كما يزعم الرئيس الأمريكي، وإنما من أجل تحقيق «تحول سياسي» في العراق، استعدادا لإعلان جدول زمني للانسحاب النهائي - مع بقاء قواعد خصوصا في شمال العراق - وأنه من أجل هذه الخطوة المقبلة بدأت خطط تكثيف الضغط على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كي يفتح المجال أمام تلبية بعض مطالب العشائر السنية في محاولة لإقناع المقاومة السنية بوقف القتال.
وتؤكد المؤشرات أن هذه الخطة الأمريكية التي ركزت على تمشيط مدن عراقية سنية في محاولة أخيرة لإضعاف «الجيش الإسلامي» و«القاعدة»، وكذا ضرب بعض مصادر قوة التيار الصدري، استهدفت بصورة أكبر السعي لإقرار سلسلة قوانين وتعديلات سياسية ترضي السنة بصورة ما، وبما يسهل الانسحاب الأمريكي في ضوء ضغوط الكونجرس ذي الأغلبية الديمقراطية لوضع جدول زمني للانسحاب، وربما تحسبا لخطة بريطانية بوضع جدول زمني للانسحاب قد تشكل مأزقا لإدارة بوش.
ويبدو أن تصاعد هذه الضغوط الداخلية في أمريكا ضد إدارة بوش والمطالبة بالانسحاب، علاوة على انهيار شعبيته مع اقتراب انتهاء ولايته الأخيرة وظهور تقارير رسمية من البيت الأبيض تؤكد فشل الاستراتيجية الجديدة في العراق - التي تقضي بإرسال تعزيزات 30 ألف جندي إضافي - حيث لم يتحقق سوى 8 فقط من 18 هدفا حددها الكونجرس أغلبها أمنية لا سياسية، مما أدى لإنعاش الخطط القديمة التي طرحها خبراء لتقسيم العراق لثلاث مناطق كردية وسنية وشيعية تتمتع كل منها بالحكم الذاتي - مثل الخطة التي طرحها في أوائل مايو 2006 السيناتور الديمقراطي جوزيف بايدن - كي تصبح هي الحل على المدى البعيد لمشكلة العراق الحالية، خصوصا أن الظروف بالفعل باتت مهيأة بصورة أكبر لذلك.
صحيح أن التقسيم لا يزال مرفوضا من الجميع بما فيهم واشنطن التي تخشى تأثير التقسيم على دول الخليج ومصالحها هناك، ولكن فكرة الفيدرالية أو اللامركزية المطروحة بقوة من عدة مراكز بحثية أمريكية تعمل لصالح الإدارة، والتي تعني في النهاية «شبه تقسيم» للعراق بين السنة والشيعة في ضوء انفصال الشمال الكردي فعليا، أصبحت تتردد بقوة في واشنطن كحل أخير يضمن بقاء السيطرة والنفوذ الأمريكي مستقبلا في العراق، ويتبناها العديد من السياسيين مثل السيناتور الجمهوري كيلي بايلي هوتجيسون، والتي ترى في تقسيم العراق المخرج الوحيد من المستنقع العراقي.
بل ان الحكومة العراقية مستمرة في إصدار قرارات تصب في هذه الخانة مثل قرار حكومة نوري المالكي تمرير مشروع قانون النفط والغاز في غياب 13 وزيرا أغلبهم من السنة، الذي خصص 17٪ من واردات النفط العراقي لحكومة إقليم كردستان في خطوة وصفها المراقبون بأنها بداية صريحة لتطبيق الفيدرالية.
ويساعد على هذا أن الإنجاز السياسي في العراق - وفق تقرير البيت الأبيض المعلن عن فشل إستراتيجية العراق الجديدة - جاء متدنيا، حيث أشار التقرير المرحلي حول الاستراتيجية الجديدة في العراق إلى «تقدم ضئيل للحكومة العراقية في عدة أهداف عسكرية وسياسية»، وأن هناك فشلا لحكومة المالكي في إنجاز الأهداف السياسية.
وأحدث دراسة في هذا الصدد أصدرها مركز سابان التابع لمعهد بروكينجز للدراسات السياسية والإستراتيجية بواشنطن، وجاءت تحت عنوان «حالة التقسيم السهل للعراق»، ركز فيها - كما يقول عنوانه - على أن التقسيم بات سهلا الآن عن ذي قبل في العراق، وأن إمكانية تطبيق الفيدرالية ونسبة النجاح لا تقارن بالوضع الحالي، ناهيك عن الصعوبات التي ستواجه الأطراف المختلفة إذا تم تطبيق الخيار الذي أطلقت عليه الدراسة «الخطة ب».
وحتى الآن رفض الرئيس مشروعي قرارين للكونجرس لبدء سحب القوات الأمريكية من العراق في موعد أقصاه الأول من ابريل ،2008 لكن من الصعب الاستمرار في الرفض خصوصا أن الحكومة العراقية بدورها لا تبذل جهدا - كما يتهمها الأمريكيون - بنشر قوات عراقية إضافية وتوفير الأمن في المدن العراقية كي يمكن إنهاء الوجود الأمريكي تدريجيا.
أما البديل الأخير في حالة فشل هذه الخطط في إنجاز تهدئة على الأرض قبيل انتهاء ولاية الرئيس بوش فربما تكون هي الخطة «ب» الخاصة بتشجيع الفيدرالية، والتي تطرح بدورها كتهديد لسنة العراق في حالة رفضهم التفاهم والحوار مع الأمريكيين، لأن التقسيم أو الفيدرالية يعني في هذه الحالة سيطرة الشيعة على غالبية ثروة العراق النفطية، في ضوء انتشار آبار النفط في الجنوب ذي الأغلبية الشيعية والذي سينضم ضمنا للقسم الشيعي إذا ما طبق الخيار الفيدرالي. وفي معظم الأحوال ستظل وحدة العراق مهددة وقابلة للتفتيت ما لم تدرك جميع التيارات السياسية العراقية المخلصة لوطنها أهمية وضرورة الإتفاق على العيش سوياً في وطن واحد ونسيج اجتماعي واحد.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
عراق الفرح
علي حجيج

عندما كان الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان يقوم بجولة يتفقد خلالها سير العمل في بناء الجامع الأموي، لفت نظره عامل يقوم بجهد خارق حيث كان يحمل فوق رأسه أضعافاً مضاعفة عن رفاقه من الطوب والحجارة، فاقترب منه الخليفة سائلاً من أي البلاد أنت؟ فأجابه العامل أنا من العراق. فهز الخليفة الأموي رأسه باسماً: انتم أهل العراق الوحيدون الذين تتحملون الصبر ومشقاته. إنه العراق الذي يخرج دائماً من تحت الأنقاض قوياً، يفاجئ العالم بمبادراته التي لا تخطر على بال.


بالأمس استطاع اللاعب يونس محمود أن يصنع فرحة حقيقية على وجه العراقيين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وأعراقهم، واستطاع مشكوراً أن يُنسي العراقيين وكل الذين يحبون العراق حباً حقيقياً، قوافل الموتى والضحايا الذين يحصدهم الإرهاب الغادر في كل زاوية وفي كل شارع، من بغداد (دار السلام)، وان يرسم أملاً حقيقياً بالغد الباسم.


الحفاوة التي انتابت العراقيين مطلوبة وضرورية، لأن فرح العراق، هو فرح للمنطقة بأسرها، هذا ليس تنظيراً بل واجباً نبيلاً ينبغي أن يعمل له كل مخلص، فلقد أنهكتنا مشاهد السيارات المفخخة، وأشلاء المواطنين والأطفال في الشوارع، ومناظر الجرحى في المستشفيات الفقيرة الممتلئة بالمصابين الذين لا يجدون العلاج، ومواكب تشييع الضحايا إلى المقابر الجماعية وغيرها، فكأن العراق خلق للموت فقط، وكأن العراقي الذي كان قوياً شامخاً عزيزاً أصبح سلعة رخيصة للقتل المجاني.


اللاعب يونس محمود لحظة تسديده للكرة التي أصابت المرمى، أنهضت عراقاً جديداً من نومه العميق الذي استمر دهوراً، وأنعشت في ذاكراتنا عراقاً نابغاً بالشعر والحكمة والإبداع والقصيدة المحفورة في سويداء القلب.


بالرياضة يعود العراق حليماً هادئاً قوياً، لأنه لم يُشف العراق بالسيارات المفخخة والجيوش الغازية التي أرادت أن تحمل إليه الديمقراطية والحرية، لكنها حملت إليه الظلم والبطش ومآسي أبوغريب ومجازر الجسور والتهجير في جميع الأصقاع، فلا ضير ولا عيب إن عاد إلينا العراق.


وعدنا إليه معافى من خلال ملاعب الرياضة التي أبلى فيها رجال العراق بلاء جيداً وأعادوا الروح إلينا وإليه، هذا عراق محمد مهدي الجواهري وبدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتي وسعدي يوسف ونازك الملائكة.. ويونس محمود عراق الكلمة المبجلة، والقصيدة الفاتنة تلك القصيدة التي كتبها فريق المنتخب العراقي بالأمس في الملاعب على إيقاع القلوب المتعطشة لفرح مستحيل.


الفرح مطلوب للعراق وان لم يكن موجوداً علينا إيجاده بأي طريقة، ويبدو أن ليلى المريضة في العراق بدأ الشفاء يدب في شرايينها بذلك التآلف الذي أظهره المنتخب العراقي، الذي لعب مباراة رائعة رغم ظروفه النفسية والمعنوية والاقتصادية القاسية.


الانحياز للمنتخب العراقي ليس معناه تنكراً لا سمح الله للمنتخب السعودي الشقيق الذي نكن له كل التقدير، ولكن جرح العراق العميق يجعلنا نعلن هذه الحفاوة العالية لا بل الصاخبة، ففي العراق الترياق، الترياق لنا جميعاً، لأنه صمام الأمان. نريد بكل أمانة أن تنتهي مشاهد الثأر والأحقاد الدفينة في أرض الرافدين ونريد لمهرجانات الشعر أن تعود من جديد إلى ربوع الحضارة التي أنجبت الكثير من المبدعين والمفكرين.


لا نريد أن نظل نصرخ مع مظفر النواب لو أن العراق عراق.. ونموت بحسرتنا بل نريد للعراق أن يعود شامخاً كما نخيله المعطاء وكما مياه فراته العذبة. إذا كان يونس محمود قد أنسى العراقيين وأنسى محبي العراق مواكب المآتم لبعض الوقت، فإن الدعاء والأمنية من الأعماق، أن يبرأ العراق كل العراق من كل الشرور التي سكنت فيه في المستقبل القريب، وبداية واعدة لعراق جميل تملأ سماءه الأفراح والليالي الملاح.


إذا كان الخليفة الأموي وجد بالعراقي أنسانا حمالاً للمصاعب والمصائب فإننا نميل لليقين بأن العراق سيخرج من أتون الجحيم الذي وضعه فيه الاحتلال والسياسات الرعناء إلى رحاب العطاء والإبداع، والعودة إلى الساحات لكي يأخذ دوره الحقيقي والطليعي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
تقسيم العراق ومخاطره على الأمن الإقليمي
أشرف محمد عبدالحميد
عمان اليوم
إذا كان الغزو الأمريكي للعراق قد رتب نتائج كارثية عديدة على منطقة الخليج ابتداءً بالتداعيات الطائفية ومرورا بمظاهر العنف التي لم تنج منها دول الجوار وانتهاء بحالة عدم الاستقرار عمومًا، إلاّ أن أخطر تلك التداعيات هو خروج العراق من معادلة التوازن الإقليمي التي طالما قام عليها الأمن في الخليج..
من ثم فإن ما يتردد بشأن إمكانية تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات (سنة وشيعة وأكراد) هو أمر بالغ الخطورة بما يعني أنه لا مجال للحديث عن عراق موحد في المستقبل.. بل فوضى عراقية تتلوها فوضى إقليمية غير مسبوقة.
وثمة مؤشرات عكست حالة الجدل التي تشهدها الأوساط الأمريكية بهذا الشأن على سبيل المثال لا الحصر:
- الدراسة التي أصدرها مؤخرًا معهد «بروكينجز» حيث اقترحت ما أسمته «تقسيمًا ناعمًا للعراق» وذلك استنادًا إلى النموذج البوسني إذ أكدت الدراسة أن الحرب في البوسنة لم تنته إلاّ بعد مقتل حوالي 200 ألف مدني وهروب نصف سكان العراق من مساكنهم، وهو ما ينطبق على الحالة العراقية حاليا وقد بررت الدراسة هذه الفكرة مقارنة بالوضع الحالي في العراق حيث ان استمرار العنف الطائفي أو سحب القوات الأمريكية من العراق خياران كلاهما مر، وبالتالي فإن خيار التقسيم قد يكون هو الأكثر قبولاً بالنسبة للعراقيين - وفقًا للدراسة المشار إليها -.
- تصريح السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة لصحيفة «لوموند» الفرنسية بالقول «ليست للولايات المتحدة مصلحة استراتيجية في وجوب أن يكون هناك عراق واحد أو ثلاثة» مضيفا ان «مصلحتنا الاستراتيجية هي أن ما ستخرج إلى حيز الوجود لن تكون دولة فاشلة تمامًا. أو أن تصبح ملاذًا للإرهابيين أو دولة إرهابية» ولا شك أن هذا التصريح يعكس دلالات مهمة وهي أن شكل العراق ليس هو الأمر المهم بالنسبة للإدارة الأمريكية وإنما استمرار المصالح الحيوية للولايات المتحدة هناك.
- ومن ناحية ثالثة يجيء تصريح الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية الذي اعتبر أن تقسيم العراق يعد تصحيحًا للخلل التاريخي الذي وضعه البريطانيون في عراق موحد واستبداله بإقامة الدول الثلاث: كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب»، وتعكس التصريحات السابقة أمرين مهمين أولهما: أن الجدل يثار في الأوساط السياسية والأكاديمية الأمريكية معا بما يعني أنه قد يكون اختبارًا للأطراف العراقية بهذا الشأن وكذلك دول الجوار، وثانيهما: تُطرح هذه الفكرة كلما تعثرت الولايات المتحدة في العراق حيث أن الأشهر المنقضية من العام الحالي قد شهدت أعلى معدلات للعنف في العراق الذي تصاعد قبيل موعد تقديم الإدارة الأمريكية تقريرًا للكونجرس حول ما تم إنجازه.
- وعلى الرغم من أن ما أثير حتى الآن لا يتجاوز نطاق الأفكار فإن تحقيق هذا السيناريو من شأنه أن يلقي بتداعيات بالغة الخطورة سواء على العراق أو على دول الجوار منها:
٭ إمكانية نشوب صراعات داخلية في العراق بين الدويلات الجديدة، فضلاً عن إمكانية إعادة تقسيم هذه الدويلات بدورها إلى دويلات أخرى ومن ثم تفاقم مظاهر العنف وحدة الاحتقان الطائفي في العراق، وبالتالي تفاقم مشكلة اللاجئين تلك القضية التي اجمع مؤتمر عقد مؤخرا لدراستها بأن أفضل البدائل لهؤلاء هو إعادتهم إلى العراق.
٭ انطلاقا من تباين مصالح دول الجوار في العراق فإن الدويلات العراقية الجديدة لن يجمعها برنامج وطني واحد وإنما ستكون لها امتدادات خارجية الأمر الذي يعوق الاتفاق على أجندة عراقية موحدة وبالتالي يظل العراق أسيرا لهذه التجاذبات الإقليمية التي قد تكون لها مصلحة في استمرار العراق منقسمًا على ذاته لسنوات مقبلة.
٭ احتمال سوء توزيع الموارد في ظل وضع التقسيم الجديد ومن ثم فإن الافتقار للمقومات الاقتصادية يعد بيئة مواتية للإرهاب عمومًا وتنظيم القاعدة بوجه خاص والذي اتخذ من الأراضي العراقية ملاذًا له ولا يزال يمثل التحدي الأكبر أمام جهود إعادة الأمن والاستقرار في العراق إذا أشار تقرير أمريكي صدر مؤخرا إلى أن تنظيم «القاعدة» أضحى أكثر قوة عن ذي قبل، وفي هذا الشأن يقول المحلل الأمريكي انتوني كوردسمان «تقسيم العراق سوف يوجد بيئة خصبة لامتداد القاعدة خاصة وانه من المتوقع حدوث صراعات داخلية تتورط فيها الدولة السنية وهي فرصة سوف تنتهزها القاعدة من أجل بسط سيطرتها على رقعة هذه الدولة».
٭ لا تقتصر تداعيات احتمال التقسيم على الداخل العراقي وإنما الخطورة البالغة سوف تتمثل في الوضع الإقليمي عموما الذي سوف يعزز وضع إيران الإقليمي حيث نجحت في إقامة عدة تحالفات مع بعض الجماعات التي تتفق معها في النهج والهدف.. بما أوجد ذلك وضعا بالغ التعقيد وهو إيران القوية في مواجهة الدول المعتدلة الأخرى في ظل غياب موازن إقليمي قوي.. ولعل التصريحات الإيرانية الأخيرة بشأن أحقية طهران في بعض دول الخليج، فضلاً عن الاعتداء على الدبلوماسي الكويتي في طهران، بالإضافة إلى تهديد إيران الصريح لدول الخليج باستهدافها في حالة تعرضها لضربة عسكرية هي مؤشرات على الحالة الإيرانية الراهنة التي تعززت مع خروج العراق من معادلة التوازن الإقليمي وبالتالي لم تكن مبالغة أن يشير وزير الخارجية المصري إلى أن إيران أضحت خطرًا على الأمن القومي العربي وهو ما يعكس انعكاس الدور الإيراني في المنطقة عمومًا على دول الجوار الإقليمي حيث ان الأمر قد لا يقتصر على التدخل الإيراني، كما أن أطرافًا أخرى قد تحذو حذو طهران إذ تحرص على أن يكون لها موطئ قدم في العراق بما يعني ابقاءه في حالة من الفوضى المستمرة.
وبعيدا عن هذا وذاك يلاحظ أن ما يشهده العراق من حقائق على الأرض في الوقت الراهن تشير إلى بعض الإجراءات التي تمثل مؤشرات على تفكيك الدولة ذاتها سواء كان ذلك يندرج ضمن مسميات التقسيم أم لا ومنها:
- ازدياد حدة العنف الطائفي الأمر الذي أدى إلى حالة من التهجير القسري وفي هذا الشأن يشار إلى تقرير لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حيث أكد ارتفاع عدد النازحين العراقيين داخليًا نحو مناطق أكثر أمنًا من 660 ألف شخص عام 2006 إلى 1,8 مليون شخص في منتصف العام الحالي 2007 وإذا ما أخذنا في الاعتبار استمرار ظاهرة بناء الأسوار فإن ذلك يعني وجود رغبة في التمايز الطائفي وهو أحد أسس التقسيم.
- حالة السيولة التي تشهدها القوى السياسية العراقية إذ يلاحظ أنها لم تشهد استقرارا حتى الآن سواء في المسميات أو البرامج فتارة تحالف وتارة أخرى انشقاق ومن ذلك الأحداث التي شهدتها جبهة التوافق العراقية، والكتلة الصدرية مؤخرًا بما يعني أنه لا يوجد إجماع عراقي على قضايا عراقية موحدة وبالتالي تعثر المصالحة واستمرار الانشقاقات التي تؤدي حتمًا إلى تجذر فكرة التقسيم مستقبلاً، وقد لوحظ أن الطائفية قد تجذرت بوضوح في كافة مراحل العملية السياسية ما بعد الغزو الأمريكي للعراق فخلال الانتخابات البرلمانية ذهب 90٪ من الناخبين على أسس طائفي.
- الجدل الذي أثير مؤخرًا بشأن قانون النفط حيث اعتبره البعض بداية لتقسيم العراق إذ منح مميزات لبعض الطوائف دون الآخر وهو ما عرقل إقراره من جانب البرلمان العراقي حتى الآن.
- ومع التسليم بما سبق فإن حل معضلات العراق لن يكون سوى بأيدي العراقيين أنفسهم الذين يتعين عليهم الاتفاق على برنامج وطني للمصالحة، وهو الأمر الذي أكد عليه صراحة روبرت جيتس خلال زيارته الأخيرة للعراق حيث قال: «إن الأمر يقتضي مد اليد إلى السنة» وبالتالي فإن صياغة رؤى مشتركة للقضايا العراقية الراهنة على كافة الصعد يحول دون انزلاق العراق إلى مستقبل مجهول يحصد الآلاف من أرواح أبنائه الأبرياء يوميا ليكون عراقا واحدا أو لا عراق !!.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
هل يستمع بوش إلى جنرالاته؟
ويليام أركين
واشنطن بوست
في مؤتمره الصحفي الأخير، حث الرئيس بوش الكونجرس والشعب الأمريكي أن يتركا قيادة الجيش لكي تحدد «الوضع الميداني على الأرض» في العراق، علاوة على التعرف على إمكانيات النجاح. وطالب الجميع بتقديم الدعم والاحترام «لهيكل القيادة».
بيد انني لاحظت ان الرئيس بوش لم يذكر أحدا من مستشاريه العسكريين لا بالاسم ولا بالرتبة. ربما يستنتج بعض منتقدي الرئيس بوش ومعارضي الحرب أن الرئيس يحاول تجنب حدوث أي انشقاق واسع النطاق داخل وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بإنشاء هيكل القيادة الخاص به وتكديسه بمجموعة من الموافقين والقادة الضعفاء. أما أنا فقد كانت لي نظرة معاكسة تماما، وهي كالتالي: إن الجيش يتجنب الرئيس كما يتجنب الحرب في العراق، ويفعل ذلك بالأسلوب السلبي النشط الذي باتت تتسم به العلاقات العسكرية المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد تحدث الجنرالات وأدلوا بدلوهم، وهم يعتقدون أن الحرب قد انتهت بالخسارة. أنا لا أشير إلى أولئك الجماجم التي انتظرت حتى تقاعدت لكي تنضم إلى المعترك السياسي. لكنني أشير إلى القيادة العسكرية التي تنتظر ذلك اليوم الذي ستدحل فيه هذه الإدارة وهذه الحرب إلى سلة التاريخ.
وهنا أقصد مجموعة القادة العسكريين «والمفكرين والمخططين العسكريين» الذين يستمع إليهم الرئيس: إنهم قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس فقط. لقد ذكره الرئيس بوش في مؤتمره الصحفي المذكور أكثر من عشرة مرات.
نعم ذكر الرئيس بوش رئاسة الأركان المشتركة بضع مرات لكن بأسلوب غامض على اعتبار أنهم الأشخاص الذين يتشاور معهم. لكن ماذا عن الجنرال بيتر بايس رئيس الأركان المشتركة والمستشار العسكري الأول للرئيس بحكم القانون؟ إن لم يذكره على الإطلاق ولو حتى بوظيفته. وماذا عن الأدميرال ويليام فالون، قائد القيادة المركزية الأمريكية، القائد المحارب في المنطقة بحكم القانون، وهو الرجل الثاني في هرم القيادة بعد بترايوس؟ هذا أيضا لم يذكره الرئيس على الإطلاق.
قال الرئيس بوش إنه سوف يرسل وزير الدفاع روبرت جيتس ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس إلى المنطقة في أغسطس المقبل لطمأنة الحلفاء ومناقشة الاستراتيجية الأمريكية على المدى الطويل. هل يعرف الرئيس بوش أن لديه قائدا عسكريا للشرق الأوسط.
قال الرئيس بوش إنه سوف يستدعي رؤساء الأركان لمناقشة توصيات الجنرال بترايوس. أما عندما يأتي الأمر إلى دائرة صنع القرار، يصبح رؤساء الأركان مجرد مساعدين فقط.
تحدث الرئيس كثيرا في الإجابة على سؤال عما إذا كان قد استمع إلى القادة العسكريين في المقام الأول فيما يتعلق بعدد الجنود المطلوبين. قال الرئيس بوش انه سأل الجنرال تومي فرانكس- الذي قال: إنه كان مسؤولا - عما إذا كان لديه ما يحتاج من القوات لتحقيق النجاح. قال الرئيس إن فرانكس رد عليه بالإيجاب. ثم قال الرئيس بوش أيضا إنه اجتمع مع رؤساء الأركان وعقد اجتماعا بالفيديو مع القادة الآخرين في الميدان، وسأل كل منهم عما إذا كان لديه ما يحتاج من الجنود، وأعرب الجميع أنهم راضون بالإستراتيجية الحالية. وكانت إجاباتهم كلها بالإيجاب كما قال الرئيس.
أعرف شيئا من هذه الجلسة. لقد تحدثت إلى ضابطين من المشاركين فيها، وكلاهما أعطياني الوصف نفسه للأحداث. جمع القائد الأعلى قادته في الساعة الحادية عشر في جلسة تنشيطية، ممسكا في يديه نصا مكتوبا، وقام كل قائد بأداء الدور المنوط به. حتى في ذلك الوقت أي في مارس ،2003 كان هناك من بين الحضور عدد من المنشقين والمشككين فيما يتعلق بما إذا كان لدينا ما يكفي من القوات وما إذا كان قد تم التخطيط للسلام كما ينبغي. كما كان هناك بعض الجنرالات الذين كانوا يعتقدون أن قرار الحرب كان خاطئا.
ما عرفناه منذ ذلك الوقت عن الجيش هو أن هيكل القيادة نفسه مكسور. الأدميرال فالون يحتل محل تومي فرانكس اليوم. ويبدو أن الرئيس غير مهتم برأيه فيما يتعلق بموضوع العراق. كما أنه في واقع الأمر قد اوجد فجوة من أربعة نجوم، وعزل القائد المقاتل من الإدارة اليومية للحرب- وهي سياسة تأمين تستخدم في حالة ما إذا أتى تومي فرانكس آخر (أنا أعني بذلك أن الشخص الذي سيوافق عليه الجميع سيأتي رغما عنه).
كان الجنرال بيتر بايس نائب رئيس الأركان المشتركة في ذلك الوقت حاضرا في ذلك الاجتماع في مارس .2003 لهذا السبب يجري تجاهل هذا الرجل الآن. وقد اتضح أن رئيس الأركان في ذلك الوقت الجنرال ديك مايرز من رجال «نعم» الذين قام وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد بترقيتهم. وعندما تولى روبرت جيتس وزارة الدفاع، كان بايس مترددا بين «نعم» و«لا» وبالتالي، لم تضع الإدارة وقتا طويلا في البحث عن شخص آخر ليحل محله.
وفي الوقت نفسه، يبدو أن الإدارة الأمريكية غير مهتمة بما يقوله أي صوت جديد. لقد تم تعيين الأدميرال مايكل مولينز لتولي المسؤولية عندما يتقاعد الجنرال بايس في سبتمبر المقبل. هل يهتم الرئيس بنصيحة هذا الرجل؟ من الواضح أن الرئيس ليس مهتما حتى بذكر اسمه، ولا وضعه في دائرة صنع القرار ولا الإسراع بتعيينه.
إنني أنادي بالاستماع إلى جنرالات الجيش، وينبغي الاستماع إلى الكونجرس أيضا. ربما نحن بحاجة إلى دعم هيكل القيادة وتعريف الرئيس بكيفية الحصول على المشورة العسكرية الحقيقية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
مسؤولية الاستقرار في العراق
افتتاحية
الجزيرة السعودية
وجدت حملة اللوبي الصهيوني وأنصار إسرائيل ضد المملكة ودول الخليج في الكونجرس تأييداً من سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة زلماي خليل زاده الذي زعم أن المملكة ودول الخليج لا تدعم جهود الاستقرار في العراق، وقد استعرت هذه الحملة مع ظهور أنباء عن صفقة أسلحة أمريكية لدول الخليج، حيث يحاول أنصار إسرائيل منع الصفقة بزعم أنها تذهب إلى من لا يستحقونها.

وباستمرار يحاول اللوبي اليهودي المتنفذ في الولايات المتحدة فرض توجهاته بصورة قسرية على السياسات الأمريكية تجاه المنطقة واضعاً نصب عينيه إعلاء مصلحة إسرائيل فوق أية مصلحة أخرى حتى الأمريكية ذاتها.

ويتعين التوقف هنا عند عدة نقاط لعل أولها تتمثل في أن دول الخليج بمن فيها المملكة تلتزم بسياسات تجاه العراق نابعة من الحرص على وحدة العراق في وجه الأخطار التي يتعرض لها حالياً، ومن أبرز ملامحها حالة من التمزق الشديد أعقبت الغزو الأمريكي له، ومن ثم فإن الدول العربية تنأى بنفسها أن تتطابق سياساتها مع سياسات الآخرين المسؤولة عن كثير من التشوهات في بنية العراق السياسية، حيث تشرذمت مختلف قواه الوطنية في شكل شيع وفرق تتقاتل فيما بينها، وهذا وضع لا يمكن أن ترضى به أية دولة عربية.

ومن حق الدول العربية في كل حين ووقت أن تسلك بالطريقة التي تحافظ بها على أمنها الجماعي؛ لأن أي تهديد لدولة عربية وأي انتقاص من وحدتها يعني تعرض الدول الأخرى لتهديدات مماثلة من خلال استباحة أراضيها وسيادتها.

لقد شاركت دول الخليج العربية في عدة لقاءات ضمتها مع العراق من أجل التصدي للعوامل التي قد تطيح بوحدته، وذلك من خلال اجتماعات دول الجوار مع العراق، وذلك حرصاً من هذه الدول على سلامة العراق وتجنيبه المزيد من الأزمات، وهي حريصة في تعاطيها مع الشأن العراقي على الالتزام بكل ما يمكن أن يعيد للشعب العراقي وحدته بعد أن أصبحت أرضه نهباً لصراعات دولية ومحلية بما في ذلك أطماع إسرائيلية وجدت فرصتها الذهبية للعمل تخريباً في العراق واستهداف أبنائه، وتحديداً علمائه المتميزين الذين ركزت المخابرات الإسرائيلية على تصفيتهم متحينة فرصة مظلة القوات الدولية.

إن هؤلاء الذين يقفون خلف السياسات الخاطئة المنحازة لإسرائيل هم الذين يحاولون فرض نظراتهم الأحادية التوجه في العراق واضعين العراقيل باتجاه أي عمل جماعي حقيقي يستهدف الوصول إلى عراق آمن وموحد، إذ إن المصلحة الإسرائيلية تطغى على جميع تحركاتهم وترسم ملامح سياستهم.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
من مصلحة العراق احتواء السنة العرب
عبدالله بن راشد السنيدي
الجزيرة السعودية
يمثل السنة العرب في العراق حوالي (42%) من عدد السكان أي أنهم يقتربون من نصف عدد السكان ومع ذلك لا يزال زعماء السنة العرب يطالبون بإعطاء هذه الشريحة من شعب العراق حقوقها المشروعة كسائر الشرائح الأخرى المماثلة كما تم بالنسبة للأكراد والشيعة، فرئيس الجمهورية كردي وهو ذو صلاحيات محدودة، ورئيس مجلس الوزراء شيعي وهو ذو صلاحيات واسعة، ورئيس مجلس النواب سني عربي وقد سبق أن أُبعد من ممارسة مهامه ثم أُعيد بعد ذلك.

أما الوزارات السيادية وذات الفاعلية فهي في يد الشيعة والأكراد؛ فوزارة الخارجية في يد الأكراد، ووزارات الداخلية والمالية والتعليم وهي الوزارات ذات الفاعلية في الشأن الداخلي فهي في يد الشيعة.

فتقسيم وتوزيع المناصب هو أحد الأمور التي يرى السنة العرب أنهم مُضارون فيها بالإضافة إلى الآتي:

- المداهمات والاعتقالات العشوائية التي تتم بالنسبة للسنة العرب.

- طول مدة بقاء المعتقلين من السنة العرب في السجون العراقية وتراخي الحكومة في اتخاذ الإجراءات اللازمة في حسم أمرهم.

- عدم وقف نشاط الميليشيات المسلحة المتخصصة في مداهمة السنة العرب وخطف شبابهم وقتلهم.

- زيادة هجرة الأسر السنية العربية للأقطار المجاورة بسبب ما يلاقونه في بلادهم من مضايقات.

ومن أجل هذه المقتضيات والمطالبات التي يرى السنة العرب مشروعيتها هدد زعماء السنة العرب بالانسحاب من الحكومة إذا لم تُنفذ الحكومة مطالبهم، إلا أنه مع الأسف الشديد جاء رد الحكومة مخيباً لآمالهم ولا يتفاعل مع ما يعانيه العراق من مآسٍ، وهو رد وكأنه يصور الموقف الفعلي للحكومة من السنة العرب ونظرتها لهم، فقد لخص المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ موقفها مما يطالب به السنة العرب بأن هدف هؤلاء الزعماء هو العودة بالعراق إلى المربع الأول، وهو اتهام خطير يصور السنة العرب وكأنهم ورثة لصدام حسين في فكره وأسلوب حكمه وأنهم يرغبون العودة بالعراق إلى حكم مشابه لحكمه.

وهذا التعقيب من حكومة المالكي على بيان زعماء السنة العرب لا يصب أبداً في مصلحة العراق ولا استقراره وقد اُنتقِد من عددٍ من المراقبين السياسيين، فمطالب السنة العرب واضحة ولا غبار عليها وكان يجدر بالحكومة العراقية أن يكون ردها بإيضاح ما قامت به من أمور إيجابية في هذا الإطار إن كانت قد قامت بشيءٍ أو الاعتذار مع الوعد بعمل شيء في المستقبل.

فالحكومة العراقية تُدرك أن السنة العرب تضرروا أيضاً طيلة حكم صدام مثل ما تضررت بقية الشرائح الأخرى وكان زعماء الاخوة الشيعة في العراق يرددون ذلك من حين لآخر فصدام لم يكن طائفياً أو مذهبياً مثل ما يصور ذلك بل كان يصادق من يؤيده بغض النظر عن مذهبه وعقيدته الدينية ويعادي من يعارضه حتى ولو كان من أسرته.

لقد كان من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى إسقاط حكم صدام شكوى معارضي صدام وهم الأكراد والشيعة من الأعمال التي ارتكبها ضدهم من قتل وتهجير ومقابر جماعية وحكم دكتاتوري ونحو ذلك، وهو الأمر الذي جعل الولايات المتحدة تعطف عليهم وتقرر غزو العراق لكي ينعم بالحرية والديمقراطية، إضافة إلى تحقيق أهداف أسباب الغزو الأخرى التي تحتفظ الولايات المتحدة بها لنفسها.

واليوم (ما أشبه الليلة بالبارحة) نرى أن من تظلم لدى الدولة العظمى مما لحقه من نظام حكم صدام يسعى إن كان بقصد أو بدون قصد إلى مصادرة حقوق شريحة كبرى من شعبه بدعوى أنهم غير متعاونين وأنهم يتمنون العودة للوضع السابق وكأن لسان حال هذا الموقف يقول ما دام أن صدام سني فإنه لا ثقة فيمن هو سني من العراقيين بدليل جملة (المربع الأول) التي وردت على لسان الناطق باسم الحكومة العراقية وهو بطبيعة الحال تصور غير صحيح كما سبق أن أوضحنا.

ولذا فإن مما يمكن قوله إن السنة العرب شريحة مهمة من شعب العراق، وانه ينبغي ألا تهضم حقوقها بحجة أن صدام حسين كان ينتمي إليها، ذلك أنه (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) كما ورد في الكتاب العظيم، وأنه كان يفترض تناسي الوضع السابق وفتح صفحة جديدة ملؤها المحبة والاخوة والمشاركة والتعايش وهو ما يؤدي إلى وحدة العراق واستقراره كما يؤدي ذلك إلى تحسين علاقة العراق مع جيرانه، فجيران العراق منهم من هو سني ومنهم من هو شيعي ومنهم من هو علماني، فالتعايش بين فئات الشعب العراقي سوف يؤدي بهؤلاء الجيران إلى احترام العراق وإقامة العلاقات الطيبة معه.

ولذا فإن على الحكومة العراقية والرئيس العراقي ومجلس النواب وهم إن شاء الله حريصون على وحدة العراق ومصلحة شعبه أن ينظروا بجدية لمطالب إخوانهم السنة العرب، إذ سوف يساهم ذلك إن شاء الله في التقريب بين العراقيين والحد من ظاهرة العنف وحالة عدم الاستقرار.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
عاصمة العباسيين عصية علي الغزاة أساطين العلم وجدوا لهم مواقع في مساجد بغداد سنة 459 هجرية
شكيب كاظم

الزمان العراق
بعد ان اندفعت جحافل الثورة العباسية نحو العراق، وسيطرت علي مدينة الكوفة، أيقن قادة الثورة، ان ذلك طفق مؤشراً واضحاً نحو انتصار الثورة، اذن فلابد من البحث عن مثابة؛ مرتكز لقيادة الثورة واضعين في الحسبان، ان الكوفة لم يكن هواها مع العباسيين، اذن لابد من اختيار بقعة تكون بعيدة عن تأثيراتها، فوقع اختيار ابي العباس علي موقع يقع علي مبعدة ثلاثين ميلاً إلي الشمال الشرقي من الكوفة، اطلق عليه اسم (الهاشمية) ولان الهاشمية كانت قريبة من مدينة ابن هبيرة القائد العسكري ايام الفتح، ظل الناس يطلقون اسم هاشمية ابن هبيرة، الامر الذي ازعج ابا العباس، الذي ما فتئ يبحث عن مكان بديل، فاختار موقعاً لعاصمتها في جهات الانبار، سميت بالهاشمية ايضاً، وظل الناس يعرفونها باسم (هاشمية الانبار) تمييزاً لها عن هاشمية ابن هبيرة، واقام فيها ابو العباس اول خلفاء بني العباس عام 132هـ وحتي وفاته عام 136هـ، كذلك اقام فيها ابو جعفر المنصور ردحاً من الزمن. رأي ابو جعفر المنصور ان موقع الهاشمية غير ملائم لعاصمة ملكه، كونها مفتوحة علي مناطق صحراوية، تصل حتي الشام، لذا فانه اخذ يتفكر في اختيار موقع بديل يكون وسط العراق، واضعاً في الحسبان عواصم الممالك التي نشأت في العراق القديم، بابل مثلاً، وكذلك عاصمة اشنونا، فضلاً علي قربها من الموارد المائية، دجلة وتمتاز باعتدال الهواء وخصوبة الارض.
وفي شعر المتنبي (301- 354) والشريف الرضي (359-316) والشريف المرتضي (3369 )ومهيار الديلمي وغيرهم, كان صعود الناصر لدين الله (575-622هـ) الي سدة الخلافة بعد وفاة ابيه المستفتي، يمثل الحلقة الاكثر اضاءة وقوة في تاريخ الدولة العباسية، لقد اعاد لها شيئا من هيبتها، منذ ان ماتت بموت المعتصم سنة 227هـ، فأستطاع انهاء سيطرة الاجانب علي مقاليد الخلافة، ودرا الاخطار عنها بانجاز اعمال تفيد عامة الناس، فكان يبث عيونه بين الناس والارصاد لسماع شكاواهم، فضلا علي خروجه متنكراً للوقوف علي حاجات الناس وتلبيتها، لكن لا يصلح العطار ما افسد الدهر، فالدولة قد طال عليها الامد، وضعف عودها، شأنها شأن الجسم البشري، فقد ابدلها الله بعد قوة وفتاء ضعفاً، لقد زاد من ضعفها، بروز المغول في العهد الثاني من القرن السابع، قوة فتية جبارة يحسب لها كل حساب، فبدأت بالتحرك من اواسط اسيا نحو الغرب فكانت المماليك تتهاوي امام عصف المغول وجبروتهم، مثال ذلك الدولة الخوارزمية في ايران، واصبحت جيوش المغول علي ابواب عاصمة العباسيين المتداعية بفعل الزمان. قلت: لقد فعل الزمان فعله بجسد الدولة العباسية، فلقد كان الناصر لدين الله، والخليفتان اللذان تبوءا الحكم بمثابة جرعة حياة او دواء، قد تمد بالعمر وتدفع غائلة الموت الي حين، فلقد انهكت الايام جسد الدولة، وكان المستنصر (623- 640) الحلقة الثانية وقبل الاخيرة في عمر الدولة، سار علي نهج جده الناصر في تقوية الدولة وبناء الشواخص العمرانية، ومن اروع ما ترك، المدرسة المستنصرية، المطلة وما زالت علي نهر دجلة الخالد، كان الخطر المغولي محدقا، فاكثر المستنصر من المراسلات مع الملوك الايوبين لمساندته والدفاع معه عن بيضة الاسلام والخلافة، لكن مما يؤسف له ان الايوبين كانوا منشغلين بالدفاع عن بلدانهم: مصر والشام، ضد الغزو الاوربي الصليبي، لذا لم يتمكنوا سوي من تقديم مساعدات بسيطة، وكان المستعصم بالله (640- 656هـ) اخر الخلفاء الثلاثة الاقوياء في الايام الاخيرة للدولة العباسية، وعلي الرغم من ان حاشيته زينت له دفع الاموال، دفعا لاذي المغول، فأن الخليفة الاخير من سلالة بني العباس، ابي ذلك ليقينه ان الحرب لابد قائمة، ولن يدفع طمع المغول بالبلاد، مال او جاه، فهم يريدون الارض والملك والبلاد، لهذا شنوا هجومهم المتوقع علي بغداد ام الدنيا وقطب الكون، فأحتلوها، ووطأت ارضها سنابك خيول المغول بقيادة هولاكو، واعملوا باهل بغداد السيف، أياما عدة، حتي صدر الامر بالامان، ولكن بعد حين. واذا وقفنا عند المثابات المهمة في مسيرة الدولة العباسية، وعاصمتها بغداد منذ انشائها عام 145هـ وحتي احتلالها سنة 656هـ، فلا بد لنا ان نقف عند المنجزات العلمية والمعرفية لمدينة بغداد وابنائها، يوم كانت عاصمة العواصم، ودرة تاج العباسيين، ان اول مجال اهتم به المسلمون، هو المبحث الذي يدرس كتاب الله العزيز، فجري البحث في علم القراءات القرانية، فضلا علي علم الناسخ والمنسوخ، واسباب النزول او التنزيل، وما تلي ذلك من ظهور علم التفسير القراني، ومن اوضحها تفسير محمد بن جرير الطبري (310هـ) وتفسير الكشاف لابي القاسم جار الله محمود الزخشري (537هـ) واستتبع الاهتمام بعلوم القران، الاهتمام بعلم الحديث النبوي، الذي تاخر البحث فيه مدة قرن من الزمان، لنهي الرسول(صلي الله عليه وسلم) عن الكتابة عنه، خشية الاختلاط بكتاب الله العزيز، حتي اذا تولي الخلافة عمر بن عبد العزيز (99-101هـ) سمح بالبحث في الحديث النبوي الشريف، فظهر لنا علم الجرح والتعديل، لدراسة سلسلة الروادة، ظهرت مصنفات الصحاح والسنن مثل: سنن ابن ماجة (275 هـ) وسنن ابي داود (275) وسنن النسائي (303 هـ) وجامع الترمذي 278هـ وصحيح مسلم (361هـ) فضلا علي مسند الامام احمد (248هـ)، كما توسع الدرس للغوي، فكتب ابن دريد (321هـ) (الجمهرة) وابو علي القالي (288- 356هـ) كتابه (البارع في اللغة) فضلا علي اماليه المسماة (امالي القالي) وظهر الكتاي اللغوي الرائع (الخصائص) الذي مازال مرجعا لدارسي اللغة حتي يومنا هذا، اللغوي النحوي ابي الفتح عثمان بن جني (392هـ) ولعل من اروع مباحث الكتاب، البحث في نشأة اللغة، كما ازدهرت الكتابة الادبية، وبالامكان الوقوف عند العقلية الكتابية الرائعة لابي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (150- 255هـ) من خلال كتابيه (البيان والتبيين) و(البخلاء) فضلاً علي كتاب (الحيوان) وبقية مؤلفاته ورسائله، كما الف ابن قتيبة الدينوري (276هـ) كتابه (ادب الكاتب) والمبرد (285هـ) (الكامل في اللغة والادب) و(النوادر) لابي علي القالي البغدادي. واذ تحدثنا عن الكتابة الادبية، فيجب ان لا ننسي، ديوان العرب؛ الشعر، ممثلاً بأبي تمام الطائي وأبي عبادة البحتري وأبي الطيب المتنبي.
في مجال الدراسة التاريخية، يقف كتاب (تاريخ الرسل والملوك) للطبري معلماً بارزاً حتي يوم الناس هذا في مجال الدراسة التاريخية، ومازال مرجعاً لكل من يكتب في التاريخ الاسلامي، منذ بدء الخليقة حتي عام 202هـ فضلاً علي كتابات ابن قتيبة وتاريخ اليعقوبي (284هـ) والبلاذري.
وكما كتب اليعقوبي في التاريخ، فقد كتب في الجغرافية، وقدم لنا كتابه (البلدان) وكذلك ابن خرادذبة في (المسالك والممالك) و(صورة الارض) لابن حوقل (331هـ) فضلاً علي كتاب رحلته في البلدان الاسلامية، وكذلك جهود المسعودي (346هـ) في هذا المجال، في كتابه التاريخي الجغرافي (مروج الذهب ومعادن الجوهر) وفيه سرد لتاريخ العرب والمسلمين منذ بدء الخليقة، مروراً بالمبعث الشريف والخلافة الراشدة، والامويين وجزء من الخلافة العباسية، وقد دأب المؤرخون المسلمون علي هذا النهج في الكتابة التاريخية، اما في الكتابة التاريخية الخاصة بمدينة بغداد، فقد كتب الخطيب البغدادي (ت- 463هـ) أربعة عشر مجلداً في ترجمة اعيان البغداديين والبغداديات ومنْ جاءها من طلبة العلم، سميّ بـ (تاريخ بغداد).
كما ظهرت في النحو، مدرسة البصرة النحوية ورأسها علي بن حمزة الكساني (ت 189هـ) ومدرسة الكوفة النحوية ورأسها ابو زكريا يحيي بن زياد الفراء (ت- 203) وظهر إلي جانب نحوييي المدرستين هاتين، النحويون البغداديون كالزجاج وابن السراج وابو بكر بن الانباري (ت- 327هـ).
لقد كانت عيون بني العباس، وهم ينشئون بغداد عاصمة ملكهم، ترنو نحو مدينة الرسول المنورة بوصفها مثابة العلم والعلماء، كيف لا وهي مدينة الرسول القائد، لذا فانهم بذلوا جهوداً مكثفة، من اجل استجلاب هذه العقول او بعضها إلي بغداد، وقد نجحوا في ذلك إلي حد بعيد، بسبب المزايا المعنوية والمادية التي كان يسبغها خلفاء بني العباس، ولقد شهد ازدهار بغداد، دبيب الفتور في اوصال مدينتي البصرة والكوفة، بسبب انتقال الكثير من علمائها إلي عاصمة الخلافة، او إلي واسط، خاصة بعد استفحال امر الزنج في البصرة، وتعرض المدينة إلي الاذي والخراب، خلال مدة المناوشات بين السلطة المركزية ببغداد وعناصر الزنج، خلال السنوات (255- 270هـ).
استتبع هذه الهجرة العلمية نحو بغداد، ازدهار الدرس في المساجد، فكان بعض العلماء، يجلس عن احدي اسطوانات المسجد للتدريس، فيتحلق حوله طالبو العلم ومريدوه، ومن هنا جاءت تسمية (اساطين العلم)، ولقد تطور الدرس في ما بعد، حين اسس نظام الملك، المدرسة النظامية ببغداد سنة (459هـ) فضلا علي انشاء مدرسة ابي حنيفة النعمان بن ثابت سنة (459هـ) ولم يبن نظام الملك مدرسة في بغداد فقط، بل بني اكثر من عشر مدارس، وهي ماعرفت بكتب التاريخ الاسلامي بالنظاميات العشر، وهي: 1- نظامية نيسابور، 2- مرو 3- هراة 4- اصبهان 5- بلخ 6- امل طبر ستان 7- البصرة 8- نظامية الموصل 9- نظامية جزيرة ابن عمر فضلا علي مدرسة بغداد، ومدرسة الري لعلها الحادية عشرة، درس فيها عدد من اكابر العلماء منهم: عبد الملك الجويني المعروف بأمام الحرمين (419-478هـ) والخطيب التبريزي (502 هـ) وابو حامد الغزالي (505هـ) وموهوب بن احمد الجواليقي 539 هـ وابو البركات الانباري النحوي (ت- 577هـ) صاحب الكتابين الشهيرين (الانصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين) اي النحويين و (نزهة الالباءفي طبقات الادباء.
واذا كانت المدارس المذكورة انفا، قد خصصت لدراسة مذهب معين وتدريسه، فالنظاميات لتدريس المذهب الشافعي، ومدرسة ابي حنيفة للفقه الحنفي، فأن الخليفة المستنصر لدين الله، وهو اول الثلاثة الاخيرين من خلفاء بني العباس بني المدرسة المستنصرية، التي مازالت قائمة، حتي يومنا هذا مطلة علي دجلة عند الجسر القديم (625- 631هـ) فجعلها شاملة للمذاهب الاخري، وخصص لكل مذهب اثنين وستين طالبا، ومما زاد في توسع التعليم، ان المدارس بخلاف المساجد، كان يخصص فيها قسم داخلي لايواء الطلبة، فضلا علي تقديم الوجبات الثلاث، ومبلغ من المال، وماء حار في الشتاء للاستحمام، وماء بارد للشرب صيفا، فكثرت المدارس في بغداد، حتي عدها ابن جبير يوم زار بغداد ثلاثين مدرسة تدل علي تقدم حضاري مواز لازدهار معرفي.
العراق بين احتلالين
كان قدر ( المسعتصم بالله) الخليفة العباسي الاخير في ضمن سلسلة خلفاء بني العباس الذين حكموا في بغداد، ان يواجه الجبروت المغولي المندفع شرقا بقيادة هولاكو، وبعد ان تهاوت امامه الممالك في ايران، ومعاقل الاسماعيليين فيها ودولة حسن الصباح، واخرها الدولة الخوارزمية، اصبحت بغداد انذاك في مواجهة جحافل الغزو الشرسة، التي اطبقت علي بغداد، بعد مفاوضات فاشلة، خرج الخليفة الي الجيش الغازي مع ولده، واسرته، اظهاراً لحسن نيته، فقتل الخليفة واسرته، وبوشر بالهجوم علي بغداد، بعد إحداث ثغرات في سورها، ليدخلوها في الخامس من صفر سنة 656هـ - شباط 1258، فعاثوا فسادا وقتلوا خلقا كثيرا، وفوض هولاكو امر تمشية احوال المدينة الي قادته.
اصبح العراق جزءاً من الدولة الايلخانية، ولان المغول الايلخانيين، لم يكونوا اهل حضارة وثقافة، فقد انبهروا بحضارة الاسلام ومبادئه، وما انجز علي مدي قرون من الحكم الاسلامي، لذا أعلن الايلخان السابع غازان محمود اسلامه ومن ثم اصبح الاسلام دين الدولة الرسمي، لقد اذابتهم الحضارة العربية الاسلامية وادخلتهم في بودقتها الحضارية طائعين، وظل العراق طيلة الحكم الإلخاني يعاني الفوضي والإضطراب والفيضانات المدمرة، لعدم إهتمام الحكام بأي مرفق من مرافق الحياة في بغداد، وأثقلوا الناس فضلاً علي ذلك بالضرائب الباهظة، حتي إذ مات الإيلخان التاسع (أبو سعيد) (711- 736هـ) ولم يعقب ذرية انتفض الطامعون، كل يدعي وصلاً بليلي، فعمت الحرب الأهلية البلاد، مما أدي إلي نهوض حسن الجلائري بمهمة إزالة الحكم الإيلخاني، وتأسيس مملكته (738- 814هـ) وشهدت هذه المدة اندلاع الموجة المغولية الثانية بقيادة تيمورلنك الذي دخل بغداد، سنة (795هـ) بعد هرب حاكمها الجلائري أحمد إلي بلاد الشام، الذي ما لبث أن تركها نحو عاصمة ملكة تبريز، فاندلعت معارك بين السلطان أحمد وقوات تيمورلنك،مستغلاً إنشغاله بمعارك في الأناضول، فتمكن السلطان الجلائري أحمد، من استعادة بغداد، وإنهاء النفوذ التيموري، ثم عاد من جديد إلي بغداد عام 805هـ.
تركت السياسة الهوجاء لتيمورلنك في إدارة العراق، والحروب المتكررة إلي تدمير وضع العراق وإلحاق الأذي الشديد به، وإذ توفي تيمور سنة 807هـ، أثناء غزوه للصين، فقد اهتبلها السلطان أحمد فرصة سانحة لإعادة سلطته إلي بغداد، فنجح في مسعاه مدة قليلة، إذ ما لبثت قوات قره يوسف، أن أطبقت علي بغداد سنة 814هـ منهية بذلك الحكم الجلائري، ولتؤسس علي أنقاضه دولة الخروف الأسود (قره قوينلو).
دولة الخروف الأسود
عاشت بغداد عهداً من الفوضي والإضطراب طيلة سبع وخمسين سنة من 1410- 1467م، إنتهي بتقديم جيوش الخروف الأبيض (آق قوينلو) نحو بغداد بقيادة مقصود بن حسن الطويل، وكما استمدت دولة الخروف الأسود إسمها من اقتناء أفراد العشائر وتربيتهم للشياه السود،، فإن صفة مقتني الشياه البيض، إنسحبت علي إسم الدولة االتي أسسوها علي أنقاض الخروف الأسود، ودامت إحدي وأربعين سنة 1467- 1508م، وشهدت بغداد شيئاً من الهدوء والإستقرار طيلة أيام حكم الطويل، وإذ مات سنة 822- 1477 ضربت الفوضي الحياة البغدادية مرة أخري، وما لبثت هذه الدولة أن انهارت أمام أول غارة شنها إسماعيل الصفوي، فأضحت بغداد تحت سيطرة الصفويين ولكن.. إلي حين.
العراق في ظل دولة بني عثمان
هناك الكثير من المصادفات أو الحوادث التي قد ينظر إليها علي أنها غير مؤثرة، لكنها علي مستوي الحياة العملية، يكون لها أكبر الأثر في توجيه الأمور وتطورات الشأن، فلو لم يقتل بعض الشباب المتطرف، أرشيدوق النمسا الشاب في سراييفو، لما نشبت الحرب العالمية الأولي (1914- 1918) ولو لم يرتكب الزعيم الألماني أدولف هتلر، الخطأ نفسه الذي ارتكبه نابليون بونابرت الإمبراطور الفرنسي، بمهاجمة الأراضي الروسية ونيته احتلال عاصمتها موسكو، فهزمته الثلوج والأمطار والبرد القارس الشديد، أقول: لو قرأ هتلر التاريخ ودرسه جيداً، لما وقع بعد أكثر من قرن ونصف القرن، بالورطة ذاتها، ورطة نابليون، يوم هاجم هتلر أراضي الإتحاد السوفياتي في حزيران عام 1941، وكان يتصور أنه سينجز تحطيم بلاد السوفييت واحتلال موسكو، خلال اشهر الصيف، لكن طال عليه الأمد، وبدأ الشتاء يطرق الأبواب، وطمرت الثلوج الجيش النازي، فانسحب وهو علي أبواب موسكو، فكانت تلك الهزيمة بداية النهاية، وبداية سقوط الرايخ الثالث الذي اكتمل في الثامن من مايس عام 1945، أقول ذلك وأنا أقرأ في الأسباب التي دفعت الجيش العثماني بقيادة الصدر الاعظم (رئيس الوزراء) ابراهيم باشا، يسانده جيش عرمرم بقيادة السلطان سليم القانوني، بالتوجه نحو العراق والسيطرة علي بغداد، وطرد الصفويين منها، والبقاء اربعة قرون تالية، فلقد امر السلطان العثماني صدره الاعظم ابراهيم باشا بالتوجه إلي اذربيجان، علي رأس جيش عظيم للاستيلاء علي تبريز، ومن ثم احتلال عاصمة الدولة الصفوية (قزوين) لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
عودة الثعابين
جالد السليمان
عكاظ السعودية

كنت أحسب أن الثعابين «المستعربة» قد لجأت إلى أوكارها المظلمة في زوايا دكاكين الشعارات لتعيش بياتا جليديا أبديا بعد سقوط أوراق التوت عن زعماء وأنظمة الشعارات وتعريتهم أمام فشل مشروع احتلال العراق للجارة العربية الكويت وسقوط تمثال الزعيم الخالد واستجداء الآخر لمفاوضات السلام مع إسرائيل وسقوط القناع العربي عن الوجه غير العربي لحزب يزعم الألوهية حتى جاءت الهزيمة الكروية السعودية في النهائي الآسيوي الكبير تؤكد لي من جديد أن كراهية البعض للمملكة وشعبها ليس مرضا لا شفاء له فحسب وإنما هو من أسباب الحياة بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون العيش دون تنفس بغض المملكة والتغذي على كراهيتها حتى وإن كان بسبب منافسة رياضية لا تقدم ولا تؤخر!!
ولو كان الحقد يباع في الأسواق لوجدت أرفف هؤلاء الكارهين ملأى بكل أصنافه دون أي اكتراث بتاريخ انتهاء الصلاحية. فكلما زاد تعفنها زادت قيمتها الغذائية وطاب مذاقها عندهم!!
والحقد على إنسان الخليج العربي قديم قدم تاريخ اكتشاف النفط وتدفق ذلك السائل الأسود الذي تدفقت معه المشاعر السوداء في أوردة القلوب السوداء، وكأنه كان مطلوبا من الإنسان الخليجي أن يبقى في خيمته الصحراوية إلى الأبد!!
ولا يهم بالنسبة لعرب دكاكين الشعارات ما قدمته الشعوب الخليجية ماديا ومعنويا للتضامن مع الشجون العربية ولا ما بذلته حكوماتها من عطاء والتزام بالقضايا العربية فكل ما يقدمه الخليجيون على أرض الواقع لا يُقدر بثمن أمام ما يقدمه عرب الدكاكين من شعارات مجانية على أرض الوهم!!
و سيبقى هذا الخليج العربي غصة في حلوقهم ومصدرا لآلامهم ما دام فيه نفط يتدفق ودولاب تنمية يدور وإنسان يتعلم!!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
اقتسام الغنائم
جهاد الخازن
الحياة
سمعت من صحافيَّيْن أميركيَّيْن ثقتي بهما كبيرة ان لدى إدارة بوش قراراً بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، تقتصر على غارات جوية «جراحية»، أي دقيقة جداً، لتدمير منشآتها النووية، فقد وصلت هذه الإدارة الى قناعة نهائية بأن ايران لن توقف تخصيب اليورانيوم طوعاً، إضافة الى الأمور الخلافية الأخرى، مثل دور ايران في العنف الذي يجتاح العراق، وتأييدها «الإرهاب»، والتنافس على النفوذ في الخليج والمنطقة كلها.

يحتاج الإنسان في التعامل مع الإدارة الأميركية الحالية الى الخوض في البديهيات، مثل ان الصحة أفضل من المرض. أعتقد بأن لو ترك جورج بوش وحده ليحل مشاكل الضمانات الصحية في الولايات المتحدة لطلع بخطة تمنع الأميركيين من المرض، إلا ان هذه مشكلة أميركية أتركها لأصحابها، وأتناول بعض البديهيات التي يراها العالم كله وتعمى عنها الإدارة في واشنطن، بعضها كالرئيس جهلاً، وبعضها كنائبه داعية الحرب عمداً.

من البديهيات في المسألة الإيرانية:

- إيران ستمضي في تخصيب اليورانيوم، وكل المفاوضات التي أجريت حتى الآن كان هدفها كسب الوقت. وإذا كانت ايران لم توقف برنامجها يعد فرض مجلس الأمن عقوبات عليها في كانون الأول (ديسمبر) 2006، وفي آذار (مارس) الماضي فإنها لن تتوقف لمجرد التهديد بقرار عقوبات ثالث.

- إيران أقوى في العراق من الولايات المتحدة، والغالبية الشيعية تتعاون معها تحت الاحتلال وسيزيد التعاون بعده، وأجهزة الأمن الإيرانية نشطة داخل العراق، خصوصاً جنوبه.

- ايران لن تساعد إدارة بوش على إنقاذ نفسها في العراق، ولا افهم كيف يمكن ان تطلب الإدارة مساعدة من طهران، وإلى درجة اجتماع سفراء ومسؤولين وتشكيل لجان أمنية، فمن ناحية، كل من ايران والولايات المتحدة يريد طرد الآخر من العراق، ومن ناحية أخرى، هناك سياسة أميركية معلنة، فإيران من «محور الشر» والإدارة تريد تغيير النظام في طهران، ثم تطلب منه بوقاحة أو «هبل» مساعدتها على النجاح في العراق.

- ثمة احتمالان لا ثالث لهما إذا أغارت الطائرات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية، فإما ان تنجح وتدمرها بما يمنع ايران من إنتاج قنبلة نووية، أو تفشل وتنتج إيران القنبلة، بعد تأخير، والولايات المتحدة ستخسر إذا نجحت، لأن ايران ستثير عليها حرباً مدمرة في المنطقة كلها، وستخسر أكثر إذا فشلت الضربة لأن ايران ستملك في النهاية قنبلة نووية وراءها كل أحقاد الدنيا على «الشيطان الأعظم»، وليس من ايران وحدها بل من شيعة العالم كله. وأعتذر عن التكرار فقد قلت مرة وأقول اليوم ان الشيعة عند ذلك سيبقون ألفاً وخمسمئة سنة يدقون صدورهم ويقولون: أميركا هاجمتنا.

- ايران لا تهدد الولايات المتحدة ابداً، بل لا تهدد إسرائيل، وأي ضربة أميركية لها ستكون نيابة عن اسرائيل، فتهاجم اميركا مرة أخرى المسلمين وتقتل منهم (إذا لم تهاجم اميركا ايران فقد تهاجمها اسرائيل، والنتيجة نفسها لأن ايران تنظر إليهما كشيء واحد).

- ايران وراء الميليشيات الشيعية في العراق بالمال والتدريب والمتفجرات الخارقة للدروع، بل انني لا أستبعد علاقة لها مع القاعدة، غير ان التهم الأميركية في هذا المجال «بديهية» أخرى، ولا تفيد سوى ان تظهر ان الأميركيين يعانون في العراق ويزداد وضعهم سوءاً، فيحمّلون ايران المسؤولية، وأحياناً سورية وغيرهما.

- دول الخليج العربية وحدها لها حق القلق، وربما الخوف، من الأطماع الإيرانية في المنطقة، فهي أطماع امبراطورية فارسية قديمة وباقية.

- إذا امتلكت ايران قنبلة نووية، فهي ستطلق سباق تسلح نووي في المنطقة، وستسعى المملكة العربية السعودية ومصر ودول عربية أخرى الى امتلاك سلاح نووي بصنعه او شرائه، وربما حاولت تركيا ايضاً.

أتوقف هنا لأقول ان كل بديهية سابقة واضحة كعين الشمس، ولا أفهم كيف تتجاهلها إدارة بوش، ثم لا أفهم إصرار وزير خارجية العراق هوشيار زيباري، على جمع الطرفين، فقد كان وراء الاجتماع الأول، وأيضاً الثاني، ويبدو انه يؤمن بفائدة لجنة أمنية فرعية، ويعتقد بأنها ستسهم في تهدئة الأوضاع في العراق.

هوشيار صديق عزيز أؤيد عمله، إلا انني اجد محاولة التوفيق بين إدارة بوش والنظام الإيراني الذي يترأسه آية الله علي خامنئي، لا محمود احمدي نجاد، ضرباً من العبث، فكل من البلدين يطمع بالمنطقة لضعف دولها وتفرقها وخلافها مع وجود ثروات هائلة يريدها العالم كله.

هناك معلومات ان إدارة بوش ستضرب ايران بعد الصيف، وهي ان فعلت ستشعل المنطقة كلها، أو تضرب اسرائيل، ويخسر العرب في الحالين، وإذا لم تقع الضربة العسكرية، فقد يكون السبب اتفاق اميركا وإيران على اقتسام الغنائم، ويخسر العرب مرة أخرى

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
استباحة العراق والحداثة
عبدالله خليفة
اخبار الخليح
تمثل حالة اضطراب العراق حالات الدول المتدخلة والمجاورة الكبيرة، وطبيعة العلاقة بين الدول الغربية المهيمنة والدول العربية التابعة. ولو بسطنا القول تبسيطاً شديداً وقلنا: ان العراق صار دولة علمانية ديمقراطية، وتشكلت الأحزاب بصورة وطنية معبرة عن قوى اجتماعية وطنية وليست مذهبية سياسية وقومية إقليمية، فماذا ستكون لوحة الحكم؟

لن يعرفَ أحدٌ ساعتها أن هذا الحزب الديمقراطي الشعبي المنتصر في الانتخابات على سبيل المثال، هو حزب سني أو شيعي أو كردي، فهو نسيجٌ وطني ومعبرٌ عن سياسة اجتماعية تخصُ الفلاحين أو العمال أو الطبقة المتوسطة. ولكن هذا الحل التاريخي كان غير ممكن بسبب أن الطرف الأمريكي المتدخل المُغير العلماني في بلاده تخلى عن العلمانية حين «احتل بلداً آخر. لم يتحول الاحتلال الأمريكي إلى درجة عليا نوعية مفارقة لهيمنة البعث السنية المحافظة غير الديمقراطية، أي أن يحول هذه الهيمنة إلى نظام ديمقراطي علماني أكثر، وهذا يتطلب التخلص من بعض قيادات البعث المتورطة في جرائم، لا أن يتخلص من البعث ككل، ومن الدولة السنية، ولكي يتخلص من «شمولية« كلا الجانبين يحتاج إلى سنوات من النمو الديمقراطي والتنمية الوطنية الشاملة. وبطبيعة الحال لن يقومَ بهذا الحل طرفٌ خارجي محتلٌ، فهو لا بد أن يكون حلاً وطنياً نابعاً من التراكم الديمقراطي النضالي العراقي نفسه. لكن نحن نقول ذلك على سبيل المجاز، حيث أوصلت الدكتاتورية السابقة البلدَ إلى الخراب، وانعدام التراكم في أي مجال خاصة مجال تنمية العلمانية العراقية الوطنية، أي مجال تقدير العراقي لأنه مواطن وليس لأنه سني أو شيعي. ثم صار العكس في دولة الاحتلال التي تجاوزت بعض الجوانب السلبية لنظام القهر السابق، لكنها واصلت النظام الطائفي السياسي، فقطعتْ التطورَ المطلوب وأدخلت البلد في فراغ تاريخي. إن الانتقال من نظام المذهبية السياسية الشمولية للدولة الديمقراطية له قوانين سببية في الاجتماع والاقتصاد والثقافة، بأن تظهر طبقة متوسطة وطنية ذات تلاحم مع العاملين، ويتعلق ذلك بتطور أسلوب الإنتاج، بمعنى أن ذلك مرتبط بعملية ديمقراطية واسعة متدرجة تشمل الاقتصاد وإزالة هيمنة القطاع العام الكلية وتطوير القطاعات المنتجة الوطنية، وهذا كله ويترك للقوى السياسية والاجتماعية في البلد المعني. فإذا كانت هناك مساعدة أممية فتكون في مجال معين ثم يُترك العراق لقوى البلد الوطنية في صناعة حاضره ومستقبله، ولهذا كان تطابق الإدارة الأمريكية مع القوى المذهبية السياسية وتركها للقوى الوطنية العلمانية، هو تطابق المذهبي السياسي مع الديني العالمي، أي تطابق قوى اليمين الدينية في تصورها بأن التاريخ هو تاريخ المذاهب السياسية لا تاريخ العلمانية. وعموماً لم يستطع الاستعمار أن يكون علمانياً، فكان دائماً مكرساً لقوى طائفية، يستثمرُ صراعَها لتغلغل شركاته وسياساته. كما أن ذلك يعود للقوى السياسية التحديثية التي عجزت عن تطوير تحديثيتها وتداخلت مع قوى المذهبية السياسية المحافظة الاستغلالية، فكان في ذلك أزماتها ونهايتها. وأدت الأخطاء في تكوين العراق المُحتل المذهبي الجديد إلى استدراج وتنمية الصراع المذهبي السياسي المناطقي وتوسيعه، وجعل العراق ساحة له. إن القوى السياسية والمذهبية كلها هي تمثلات لأجنة مذهبية عموماً، ولم تستطع أن ترتقي لتمثل طبقات وطنية، من حيث الوعي والتنظيم، بمعنى أنها موتيفات أخرى من الصراع المذهبي والتكوينات المذهبية، فليس فيها وفي أعضائها قدرة على تشكيل وعي وطني نهضوي مفارق للطوائف. هذا أمرٌ كان يحتاج الى سنوات من نظام وطني انتقالي، لكن جاءت الخلطة الأمريكية التسريعية فحرقت الطبخة السياسية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
الكرة‏..‏ أفيون الشعوب‏!‏
عماد عريان
الاهرام
يا للعجب‏..‏ وكأن الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت جيوشها وحشدت قواتها وغزت العراق من أجل إصلاح الفريق القومي وصولا إلي كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم‏,‏ ففي مشهد انتهازي نادر سارع زلمان خليل زاد المندوب الأمريكي لدي الأمم المتحدة إلي الإشادة بروح الوحدة التي هيمنت علي المنتخب العراقي في تلك البطولة مذكرا السياسيين العراقيين بـ خيبتهم القوية التي حالت دون استقرار العراق ودخوله عصر الآفات‏.‏

ووفقا لمبدأ أن النجاح له ألف أب والفشل ابن غير شرعي فقد تبني الكثيرون نجاح المنتخب الوطني العراقي وتبرأ الكل من فشل السياسيين والواقع أن تلك ليست المرة الأولي التي نري فيها هذا المشهد‏,‏ فقد سبق للرئيس الأمريكي جورج بوش نفسه أن قفز إلي زورق النجاح الكروي العراقي في دورة أثينا عام‏2004‏ عندما وصف دخول المنتخب العراقي إلي المربع الذهبي الأوليمبي بأنه بمثابة عهد جديد للعراقيين‏.‏

ولكن حتي لا تضيع الحقائق فإنه يجب التذكير بأن الاحتلال لم يصنع مجدا كرويا عراقيا‏,‏ ويجب التنويه بأن العراق‏-‏ في عهد صدام حسين بكل سوءاته‏-‏ كان قوة كروية عظمي في منطقة الخليج‏,‏ وأيضا علي الصعيد العربي‏,‏ بل وعلي الصعيد الدولي ذاته وليس أدل علي تلك الحقيقة من وصول المنتخب الوطني العراقي إلي نهائيات كأس العالم في المكسيك عام‏1986‏ وأبلي وقتها بلاء حسنا‏,‏ وإذا كان من غير الجائز اغتيال فرحة العراقيين بفوزهم الكبير بكأس آسيا‏,‏ إلا أنه أيضا من المخزن استغلال الحدث بشكل انتهازي واعتباره إنجازا يمكن إسناده لعهد الاحتلال‏.‏

وعلي أية حال يجب أن يتذكر هؤلاء الذين قفزوا بانتهازية إلي زورق الإنجاز أن كل فوز عراقي كان يرافقه مصرع العشرات بل والمئات من الأبرياء خلال الاحتفال بما تحقق‏,‏ بل وما كادت تمر ساعات قليلة علي نشوة الانتصار حتي ظهرت علي السطح مجددا العمليات الانتحارية التي تبدد كل أمل للعراقيين في سلام حقيقي‏,‏ وتلك هي الحقيقة الباقية علي أرض الواقع‏,‏ فالكرة وما ارتبط بها من إنجازات لم تصلح هذه المرة كأفيون للشعوبإلا لفترة قصيرة من الوقت‏,‏ ولا يبقي في الختام سوي القول بأن الإنجازات الرياضية والاقتصادية والثقافية لم تغب عن العراق في عهد صدام حسين الذي شطب كل ذلك بتصرفات حمقاء‏,‏ ورغم ذلك فإذا كان صدام قد دمر العراق مرة‏,‏ فقد دمرها جورج بوش ورفاقه ألف مرة‏.‏


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
رسائل «الحب« بين تجار الحروب

جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين
على ذمتها قالت صحيفة (نيويورك تايمز): ان (عميد الحمقى في العالم) يتعاطى رسائل الود والمحبة متلفزة (مغلقة) مع (القائد العام لقوات) المرتزقة (العراقيين) العاجز رسميا وعلنا عن تحريك جنديين الا بموافقة اقرب ضابط امريكي في المراعي الخضراء نجم حزب (الدعوة) لاحتلال العراق: (نوري ــ جواد المالكي)، وهذه الرسائل تتم (كل اسبوعين تقريبا)، وتتركز في (ايمانهما المشترك بالله)، الذي يعرفانه وحدهما، وليس الله سبحانه تعالى الذي نعرفه غفورا رحيما.

كما انهما يتحدثان بلوعة عن (التحديات) التي تواجههما (كقادة)، ويا لطامّة المفردات في كل لغات العالم اذ تمس هذه المفردة رجلا يستحق وعن جدارة لقب (قائد تجار حروب) دولين ومحليين وإمّعة (قائد) عاجز عن تحريك جنوده الا (بفتوى) اجنبية متعددة الولاءات والجنسيات. ويبدو ان الزعيمين ــ واحد فوق وواحد تحت ــ يتعاطيان الأهازيج الدينية الخاصة بهما كل على طريقته في تمجيد رب الحروب غير الشرعية وغير الأخلاقية، خاصة في (الأوقات الصعبة) المستديمة على سرير (الديمقراطية) المحاصر في واحد من احياء (بغداد). ويقول مسؤولو البيت الأبيض: ان (نوري او جواد ــ حسب الطلب ــ المالكي) قد حطم رقما قياسيا في (شرف) الحديث مع نبي تجار الحروب (لم ينله اي مسؤول اجنبي باستثناء الزعيمين البريطاني والألماني)، حاملي إرث (هتلر) والإمبراطورية التي غربت عنها الشمس الى غير رجعة . وكانت آخر اوامر (زعيم الفوضى الخلاقة) لحبيب قلبه (العراقي) فتوى خلاقة قال فيها: (عليك ان تفعل ذلك ، لكي تكون قائدا لكل العراقيين. عندما تفعل ذلك فإنك تبعث برسالة الى المنطقة ستساعدك مع جيرانك السنة. وبصراحة اكثر فإن ذلك سيساعدني هنا). ويبدو ان المثل العراقي الذي يقول: ان (صدقة الحرامي على الحرامي لا تحل)، فيه بعض الخطأ (الخلاق) على دلالة (صراحة اكثر) بين تاجري حرب يطلب كبيرهما (المساعدة) ممن يصغره الى حد الصّفر المجرد لإظهار المزيد والمزيد من النفاق (الديمقراطي) في المنطقة وامام (السنة) بشكل خاص ممن شهدوا وشاهدوا من دون لبس ولا لف ولا دوران جريمة تهجير اكثر من اربعة ملايين ومقتل مليون عراقي على مدرج كذبة واحدة من اكاذيب تاجري الحرب المتناجيين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة لا يعرف بأسرارها غير رب تجار الحروب و(ديك تشيني) نائبه ــ الذي اطلق النار سهوا على محاميه اثناء رحلة صيد ــ و(ستيفن هادلي) مستشار (الأمن) القومي الأمريكي الذي ضيع (بمشورته الخلاقة) اكبر دولة في العالم في أزقة (بغداد) الساخنة. ومن (بركات) هذه المناجاة انها اثمرت عن: (جعل البرلمان «العراقي« يختصر فترة عطلته الصيفية من شهرين الى شهر واحد) لتنفيذ اوامر الزعيم الأكبر فقيه ومرجعية الحكومة، وبذلك يؤكد (الزعيمان) للعالم ان برلمان المراعي الخضراء على درجة من المواطنة (يحتذى) بها في برلمانات دول العالم المستقلة و(تنتعل) في كل فصل من فصول التجارب (الوطنية والاستقلال) المزور، على دلالة عودة الكثير من مقاولي (الديمقراطية النموذج) ممن اعلنوا (حردهم وزعلهم من الاحتلال) بمظاهرات (دون كيشوتية)، حالما وصلت اليهم اول إشارة للعودة من نبي تجار الحروب وتابعه زعيم المرتزقة (العراقيين). ومن (البركات) التوأمية لنشاط الزعيم الصغير انه: (وفى بوعوده ومنح ــ مشكورا ــ قوات الاحتلال المزيد من المرونة لملاحقة الميليشيات الشيعية) المصابة بداء تضخم المعدة من عيار (محور الشر). ولكن لا أحد يدري لماذا هذه الانتقائية الفريدة لميليشيات (الصدر) دون ميليشيات (الحرس الثوري الايراني) المسمّاة سهوا (بدر) غير من يساهمون في لقاءات (المحبة المغلقة) من آل المراعي الخضراء. ولم تذكر (النيويورك تايمز) عن مسؤولي البيت الأبيض بقية (البركات) المعروفة للعراقيين، لأنها صارت من نوافل (التحرير)، ومنها قانون النفط الذي باعت به رابطة حرامية (بغداد) كل ثروة العراق، سلفا على دلالة زلة لسان جاءت عبر فضائية (الجزيرة) من مسؤول امريكي ذكر فيها ان حرامية (بغداد) ابرموا عقدا للنفط مع شركات صينية قبل صدور القانون، وقبضوا عمولتهم مسبقا بكل تأكيد بكفالة نبي تجار الحروب. المحادثات بين (الزعيمين) اصابت الشعب الأمريكي بغثيان يتكرر كلما ذكر اسم تاجر حرب (عراقي) ساهم في جر اكبر دولة في العالم، على حبل اكذوبة موثقة امميا، الى مضمار قدمت فيه المقاومة العراقية مقلاة ساخنة جدا للغزاة بدلا من (الورد) الذي وعد به تجار الحروب ممن استعاروا لقب (عراقيين) زيادة في الخداع، وايغالا في احلام إخلاء العراق من اصحابه العرب لصالح مستعمرات شركات النفط وعصابات التهريب الدولية والمحلية. وعلى دلالة ما جاء في قول النائب الديمقراطي (اريك سكيلتون)، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي: (افضل ما يمكن ان نفعله من اجل ابنائنا الجنود.. هو إعادة الانتشار ــ الكلمة المهذبة للانسحاب ــ آخذين معنا معدّاتنا.. لا يوجد خيار آخر)، إذ ما عاد احد منهم يحتمل سخونة المشواة الوطنية العربية العراقية، ولا احد منهم ظل يصدق اكاذيب حصادها ملايين من البشر الأبرياء. وتدل كل المؤشرات على ان لا وجود لتاجر حرب (عراقي) واحد من بين هذه (المعدات) التي ذكرها هذا النائب الأمريكي على يقين تأريخي يؤكد للأمريكان قبل غيرهم: ان من يخن بلده وشعبه بهذه البشاعة التي نراها في شوارعنا كل يوم، تسهل عليه خيانة الآخرين ايا كانت علاقتهم برب تجار الحروب.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
أنا العراقي

غسان سليمان العتيبي
القبس الكويت

حقق المنتخب العراقي بالأمس القريب آمال وأحلام شعبه الممزق المقهور، الذي لم يفرح منذ زمن بعيد بفوزه على الخلافات العراقية السياسية، فتهانينا للعراق وشعبه وحظ أوفر للمنتخب السعودي الذي أبلى بلاء حسنا طوال فترة البطولة.
المنتخب العراقي هو خلطة سنية كردية شيعية والأقليات الأخرى التي نكن لها كل الاحترام، خلقت من نفسها فريقا قويا رغم ما أحاط به من ظروف صعبة.
وقد لاحظنا طوال المباريات التي خاضها المنتخب العراقي انه كان يلعب بعزيمة وإصرار واضحين وكأنه أراد بذلك أن يوجه رسالة إلى الشعب العراقي فحواها أن في الاتحاد قوة، وان النصر لن يكون للعراق إلا من خلال اتحاد جميع طوائفه من سنة وشيعة وأكراد وأصحاب الرأي من الأقليات المحترمة، كأنه أراد القول يجب أن نتنبه إلى أن عدونا يسعى إلى تمزيق صفوفنا وكسر وحدتنا، فلنصح من غفلتنا ولنعلم اننا جمعيا أبناء أرض واحدة ونهرنا واحد ونسيجنا واحد، فلنكن في مواجهة التحديات الخارجية.
وأنا بدوري كم تمنيت أن يحقق الشعب العراقي ما حققه المنتخب العراقي، بأخلاقه وسلوكياته، بتوحده وتماسكه، وان يعلو فوق جراحه ويعيد أمجاده وبطولاته، وكم تمنيت أن أرى بغداد العلم وبصرة العلماء تعج بالزائرين من مختلف أنحاء العالم كي ينهلوا من علمها ويحتسوا من شرابها.
الفوز العراقي جاء في وقت جراح العراقيين فيه تنزف، وقتل هنا وهناك، وفي ظل أوضاع مادية متردية وغياب للأمن والأمان، ولكن قديما قالوا إن 'المواقف تصنع الرجال' وبالفعل هذه المعطيات الصعبة كلها خلقت منتخبا عراقيا أقل ما يقال عنه ان لاعبيه رجال، فليسر الشعب العراقي على درب المنتخب العراقي وليقتد به في توحد الصف والعزم على تحقيق النصر (أنا عراقي القضية كويتي الجنسية).


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
الخلاف حول العراق
د.شملان العيسى
الوطن الكويت
يتوجه وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس الى المملكة العربية السعودية هذا الاسبوع لاجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين حول العراق سيكون في مقدمتها الشكوى الامريكية من الدعم السعودي للجماعات السنية وعدم ثقتهم برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي..
جريدة نيويورك تايمز الامريكية نشرت خبر سخط الادارة الامريكية وعدم رضاها على السياسة السعودية تجاه العراق حيث اكدت الصحيفة ان السعوديين غير مرتاحين وغير راضين على ادارة رئيس الوزراء العراقي واتهم العسكريون الامريكيون السعودية بأنها لم تفعل شيئا ازاء دخول العناصر الجهادية الانتحارية السعودية الى العراق باعداد تصل ما بين 60 ـ 80 مقاتلا شهريا..
الخلاف السعودي ـ الامريكي حول العراق ليس بالامر الجديد.. دول الخليج العربية ومنها السعودية نصحت الحكومة العراقية والادارة الامريكية طوال الاعوام الثلاثة الماضية بأهمية الوحدة الوطنية العراقية واهمية نبذ الخلافات المذهبية واهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية يتفق عليها الجميع (شيعة واكراد وسنة) لكن الحكومة العراقية استمرت في سياسة المحاصصة الطائفية مما خلق حالة عدم ارتياح لدى الدول العربية المجاورة للعراق التي ترى حالة عدم الاستقرار في العراق اذا لم يوحد العراقيون صفوفهم..
دول الخليج ومنها السعودية غير راضين على تزايد النفوذ الايراني في العراق.. فهم يرون بأن الادارة الامريكية ساعدت بطريق غير مباشر تزايد النفوذ الايراني في العراق بتركيزها على المناطق السنية في العراق ومحاربتها بينما غضت النظر عن تزايد النفوذ الايراني في جنوب العراق خصوصا في المناطق الشيعية..
التحول الاخير من رجال القبائل العربية السنية ضد تنظيم القاعدة، ساعدهم على التقارب مع الولايات المتحدة.. مما دفع الولايات المتحدة لدعم القبائل السنية مما اغضب الحكومة العراقية.
الخلاف السعودي ـ الامريكي يصب في النهاية في مصلحة العراق والمنطقة ككل فالقيادة السعودية لديها تصور شامل لحل المشاكل المعلقة في العراق ككل وليس حل مشكلة طائفة معينة ضد طائفة اخرى..
صحيفة نيويورك تايمز التي اثارت خبر الخلاف السعودي ـ الامريكي في العراق عادت في اليوم التالي لنشر خبر موافقة الحكومة الامريكية على تزويد السعودية ودول خليجية بأسلحة متطورة تصل قيمتها الى 20 مليون دولار..
ما تحتاج اليه دول المنطقة اليوم ليس عودة التسلح في المنطقة بل العودة لطاولة المفاوضات لحل المشاكل المتعلقة حول العراق دول الخليج متخوفة من تزايد النفوذ الايراني في العراق.. المطلوب اليوم هو ترك العراق يقرر مصيره لوحده بدون ضغوط خارجية..
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
26
الثاني من اغسطس
شفيق الغبرا
الراي العام الكويت


أصبح الثاني من أغسطس يوماً خاصاً بالنسبة إلى الكويت، إذ فيه قلبت المفاهيم بكل مقاييسها. ففي الثاني من أغسطس تحول الصديق فجأة إلى شيء آخر، وتحوّل من يفترض أنه يؤمن الحماية لمشرق العالم العربي إلى مدمر للعمق العربي، وتحوّل الغرب «الاستعماري» إلى صديق محرر، وتحوّل كل شيء إلى عكسه. في الثاني من أغسطس وقعت الهزة الأكبر في الواقع العربي لأنها جاءت من مكان غير متوقع، ومن باب غير مطروق من واقع غير مفهوم، جاءت ردود الفعل مكتوبة بخط مختلف، بينما ولدت الكارثة من الباب الذي لم يفكر أحد به. الثاني من أغسطس كان جديداً في أبعاده كلها على الصعيد الكويتي والخليجي والعربي. وفي الذكرى السابعة عشرة لهذا الحدث نتساءل إن كان مصير العرب بأن يمر كل منهم «بثاني» من أغسطس خاص به: فهناك ثاني من أغسطس للفلسطينيين، وآخر للبنانيين، وثالث للعراقيين، ورابع لدول أخرى. هذه مفاجآت السياسة في الحرب والفوضى في العالم العربي، وهي مفاجأت منطقة عربية مازالت دون الاستقرار فينتج منها في كل مرحلة مفاجأة.
في الذكرى السابعة عشرة مازالت الكثير من القضايا معلقة. فبينما تغير النظام العراقي وجاء إلى العراق نظام جديد إلا أن العراق لم يكتشف طريقه إلى الاستقرار حتى الآن. وبينما تدور في العراق حرب كبرى وتتواجه الولايات المتحدة وإيران في قضايا سياسية وأمنية، إلا أن المفاجآت العاصفة قد تأخذ عالمنا باتجاه من دون آخر. وهكذا نجد أن الأمن مازال قضية مطروحة.
من جهة أخرى، نجد أنه في الكويت، وبعد مرور 17 عاماً على ما وقع في الثاني من أغسطس، تتواجه القضايا الداخلية، وكأننا نعيش في مرحلة ليست ببعيدة عما وقع في الشهور القليلة التي سبقت الثاني من أغسطس: الاستجوابات الحادة، عنف الكلام وعنف اللغة، صراع الاختلاف على كل شيء. نجد اختلافاً على الرؤية عميقاً، واختلافاً على المستقبل أكثر عمقاً. ونجد في الوقت نفسه صراعاً لا نهاية قريبة له على الصلاحيات والإصلاح الحكومي والإصلاح السياسي، وعلاقة البرلمان بالحكومة. في الذكرى السابعة عشرة للثاني من أغسطس نتساءل عن الذي يخبئه المستقبل القريب والمتوسط لنا. فبينما تتلبد الغيوم في الخارج وتتلبد في الداخل: نتساءل: هل نسير نحو «ثاني» من أغسطس بحلة جديدة؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
27
المهدي وبدر: حروب آيات الله الجدد في العراق (3)

فاضل الربيعي

شبكة البصرة



علاقات ميدانية سرية... الإيرانيون قدموا المال للميليشيات والأمريكيون ساعدوا في دمجها بالمؤسسة العسكرية
في 9 نيسان 2003 ولد أول علاّس ونشاط العلاّسة انتشر مع تزايد مكاتب الشهيد الصدر في كبريات المدن العراقية
في هذه الدراسة الجديدة وغير المسبوقة يقوم الباحث والمفكر العراقي فاضل الربيعي بتحليل سوسيولوجي لظاهرة الميليشيات في العراق، فيلاحظ أن جيش المهدي قام بتطوير شبكة من المخبرين العلاّسة مهمتها تقديم معلومات تفصيلية عن المواطنين وخصوصاً ممن يعملون في قطاع التجارة والبيع والشراء من أجل تصفيتهم أو ابتزازهم. لقد انتقلت الميليشيات إلي مرحلة التمويل الذاتي. ومن دون تجفيف موارد هذه الجماعات الإجرامية لن تنجح أي محاولة لتفكيكها. إن مصادر تمويل الميليشيات لا تنحصر في هذا النمط من النهب؛ بل تتخطاه إلي نهب موارد الدولة عن طريق السيطرة علي قطاع النفط في الجنوب والشمال. لكن العلاّسة كظاهرة اجتماعية كما يلاحظ المفكر العراقي الربيعي، تتلازم مع صعود نخب جديدة حاكمة أو مسيطرة علي بعض مفاصل الحكم هي في الغالب الأعم مواد متحللّة من طبقات وفئات اجتماعية هامشية لم تحصل علي أي قدر من التعليم أو الثقافة. الدراسة سوف تصدر قريباً ضمن منشورات المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية ـ عمان


فيلق بدر يلتهم المؤسسة الأمنية
يشير كتاب موجه إلي قيادة القوات المشتركة حول موضوع ضباط بدر (إلي أن وزارة الدفاع وافقت علي دمج 5500 عضو كجنود برتب مختلفة ضمن تشكيلات الجيش الجديد). لقد أحدثت هذه السياسة خللاً بنيوياً خطيراً لا في المؤسسة وحسب؛ بل في الثقافة الوطنية التاريخية للعراقيين؛ وهذا ما عبرت عنه صيحات الجنود في ساحات التدريب (يا علي. يا علي). ويبدو أن قادة الميليشيات الذين يشاركون الأمريكيين في إعادة دمج العناصر الإجرامية في مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، كانوا يشرفون بأنفسهم علي تمجيد الروح الطائفية من خلال هذه الصيحات.
أرست هذه التدريبات وبالروح الطائفية التي تغلغلت فيها، مفاهيم وقواعد ثقافة طائفية لا سابق لها في التاريخ الاجتماعي السياسي للعراق الحديث، ذلك أن المنتسبين الجدد إلي المؤسسة العسكرية نقلوا معهم ولاءهم القديم لمنظماتهم، وتشبعوا بروح التثقيف بأنهم ينتسبون إلي جيش خاص بطائفتهم منفصل ومعزول عن أي جامع وطني. إن قراءة متأنية في أسماء هؤلاء المنتسبين والتعرّف إلي ألقابهم (والعشائر التي ينتسبون إليها) سوف تبيّن بوضوح المنحي الطائفي الذي اتخذته عمليات الدمج هذه، ذلك أن معظم الذين حصلوا علي رتب كبيرة في الجيش والشرطة، هم من أبناء الطائفة الشيعية، بينما هناك نسبة قليلة (أقل من 3%) من أبناء السنة.
ومما يدعم هذا الاستنتاج بقوة، أن منظمة بدر أصدرت قبل نحو شهرين من الغزو الأمريكي للعراق (1/4/2003) توجيهاً يتضمن دعوة كافة فروع المنظمة إلي القيام بعمليات اغتيال لضباط الجيش العراقي من أهل السنّة عند وقوع الغزو، وهو ما حدث تالياً وعلي نطاق واسع. وهناك معلومات موثقة عن آلاف الضحايا الذين قتلوا علي أيدي الميليشيات، ففي مدينة الثورة (الصدر) وحدها مثلاً، سقط ما يزيد عن 1800 بعثي من بينهم عدد كبير من منتسبي الجيش السابق، بينما شهدت مدن الجنوب سقوط أعداد أكبر. وذلك ما يؤكد أن عمليات اختراق المؤسسة العسكرية الجديدة من جانب الميليشيات، أصبحت متلازمة مع عمليات تصفية جسدية مبرمجة لمنتسبي المؤسسة العسكرية السابقة.
كل هؤلاء الضحايا سقطوا، وفي أماكن مختلفة من مدن العراق، علي أيدي رجال منظمة بدر وجيش المهدي وفرق الموت. ويدعو نص كتاب رسمي موجه إلي كافة فروع منظمة بدر ـ العدد : 956 إلي تحويل هذه السياسة إلي سياسة ثابتة هدفها ضرب أجهزة الشرطة والجيش لكي لا يتم إنشاء هيكلية دولة سنية كما جاء في نص الكتاب الصادر من قيادة منظمة بدر، وإلي قتل ضباط الجيش من السنة وخصوصاً كبار الرتب والقادة. كما ورد حرفياً في التوجيه نفسه، فضلاً عن دعوته الصريحة إلي قتل السنة تحت مسميات اجتثاث البعث والتكفيريين والصداميين والإرهابيين والوهابية. في ما يأتي جدول (نموذج) يبيّن توزيع المنتسبين الجدد علي أساس عشائري:


جدول رقم 3
العدد الرتبة العشيرة/ اللقب
2 لواء الشرع، النوري
1 عميد الشهواني
10 عمداء الصغير، الجابري، الوحيلي، آل خليفة
18 عقيد الموسوي، الفرطوسي، اللامي
4 عقداء العبيدي، الجبوري، الفهداوي.
70 مقدما الخزاعي، الكعبي، المالكي، البهادلي، الشحماني،
2 مقدم العبيدي، المشاهدي
60 رائدا الدراجي، الموسوي، العبادي، الكعبي، الساعدي

يكشف هذا النموذج عن جملة من الحقائق المفزعة؛ فالجيش الجديد تمّ إغراقه كلياً بعناصر تنتمي إلي لون طائفي بعينه، وبحيث يصبح هو نفسه أكثر شبهاً بـ ميليشيا كبيرة هي نتاج دمج ميليشيات صغيرة هنا وهناك. وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار طبيعة الصراعات المتفجرّة بين أعضاء هذه الميليشيات؛ فإن لمن المنطقي أن يصبح الجيش الجديد نفسه ساحة لتصفية الحسابات.

بدر والمهدي: من النزاع إلي العمل المشترك
اتسمت العلاقة بين البدريين والمهديين (أي الذين ينتسبون إلي منظمة بدر وجيش المهدي) بطابع التعاون غير المباشر والتصادم المباشر في الآن ذاته. وهذا وضع شاذ وغريب، فهم من جهة يشتركون في أعمال ذات طابع عنيف ضد جماعات وفئات سياسية ومذهبية، ولكنهم غالباً ما يصطدمون مع بعضهم البعض خلال أعمال من نوع آخر. بيد أن التحوّل الأهم الذي طرأ علي هذه العلاقة الملتبسة (المزدوجة) يمكن أن يفسره وعلي أكمل وجه، التباس ترسخ في أذهان العراقيين حين راحوا ينسبون بعض أعمال القتل الطائفي تارة إلي فيلق بدر (منظمة بدر) وتارة أخري إلي جيش المهدي. إن الغموض الذي أحاط بالفاعلين الحقيقيين ـ في سلسلة طويلة من أعمال القتل وترويع مناطق سكانية بأكملها طوال السنوات الماضية ـ ناجم عن تماثل الأهداف التي تطرحها كلا المنظمتين بدر والمهدي.
وثمة مؤشرات عميقة الدلالة تؤكد أن الزيارة التي قام بها مقتدي الصدر إلي طهران في 28/2/2006 واللقاء بالقيادة الإيرانية، وبشكل أخص مع وزير الدفاع الإيراني، قد أسهمت في خفض التوتر التقليدي بين المنظمتين المتنافستين، وفي إنشاء مقاربة جديدة علي أسس متينة هذه المرة، سوف تسمح كما بينت الأحداث، بنشوء نمط من التعاون الأمني والعسكري. ويبدو من مضمون كتاب سربته منظمة بدر عن نتائج هذه الزيارة أن الإيرانيين تمكنوا من نقل الصراع بين بدر والمهدي إلي ميدان التعاون المباشر علي قاعدة الولاء للطائفة والتستر بالمؤسسة العسكرية للتغطية علي الأعمال الإجرامية. إليكم نص كتاب صادر عن منظمة بدر الذي يبيّن طبيعة هذا التعاون:

العدد /212
التاريخ 28/2/2006
باسمه تعالي
إلي/ كافة فروع منظمة بدر الكبري
الموضوع/ توجيهات

حصلت موافقة الأمين العام لمنظمة بدر الكبري بتعميم التوجيهات التالية وبعد موافقة السيد وزير الدفاع لجمهورية إيران الإسلامية بعد مقابلة سرية بينه وبين سماحة السيد مقتدي الصدر في طهران بتاريخ 28/2/2006 بشمول جيش المهدي بالدعم الكامل وعلي الشكل الآتي:
ـ إيفاد جماعات منتخبة للتدريب في معسكرات إيرانية علي اختصاصات مختلفة.
ـ إيصال المواد الشديدة الانفجار إلي مختلف الجماعات المسلحة وتدريبها علي صنع العبوات الناسفة التي تحوي مادة السي 4.
ـ فتح قنوات اتصال مباشر بالتنسيق مع أجهزة الداخلية لتسهيل حركة الميليشيات ولعب الدور المساند لها.
ـ إيجاد عوائل متبرعة لإيواء عناصر الاستخبارات الإيرانية تحت مسمي الأقارب ودعم العوائل بالمبالغ المادية الضخمة لتخزين الأسلحة.

المال الإيراني والخبرة الأمريكية
كشفت هذه الحقائق عن تطور مذهل في العلاقات الميدانية السرية بين الإيرانيين والأمريكيين، فبينما كان الإيرانيون يقدمون المال لجيش المهدي ومنظمة بدر، كان الأمريكيون يقدمون تسهيلات غير مسبوقة لدمج هذه الميليشيات في المؤسسة العسكرية ويشرفون علي إعادة تأهيلهم. وتبين أن الإيرانيين نجحوا بالفعل في رسم إطار مغاير للتعاون بين المنظمتين؛ إذ شمل الإيرانيون برعايتهم المالية جيش المهدي بعد أن كان الأمر يقتصر علي منظمات أكثر ولاء لطهران، فقد حصل الصدر أثناء زيارته علي دعم جيد شمل إيفاد جماعات منتخبة للتدريب في معسكرات إيرانية (وفي مختلف الاختصاصات). كما تلقي وعداً بإرسال عناصر استخبارات إيرانية إلي العراق لتولي تدريب وحتي قيادة جيش المهدي، وإعادة تنظــيم السرايا العــسكرية التي تشكلت عشوائياً.
وقد لاحظت مؤسسة كرايسز كروب من خلال سلسلة من المقابلات أجرتها مع أعضاء في جيش المهدي، أن الصدريين كانوا حتي وقت قريب يشعرون بالحرج والحساسية الشديدة من أي ربط بين نشاطهم وإيران، ولكنهم بعد الزيارة أصبحوا أكثر ميلاً إلي تطوير التعاون مع بدر. ويُلاحظ في هذا الإطار، أن التمويل الإيراني الكامل لجيش المهدي والحرص علي لعب ورقته ـ بعدما اتضح لهم أن المجلس الأعلي لم ينجح في توطيد نفوذه في الشارع ـ شجع مقتدي الصدر منذ وقت مبكر من هذه الأحداث علي تقديم نفسه لبعض زعماء المنطقة كقوة مؤهلة للعب دور سياسي أكبر. وفي هذا السياق جاءت زيارة الصدر إلي سورية في نيسان (إبريل) 2006. لكن الزيارة أثارت، وعلي العكس من توقعات الصدريين ـ شكوكاً قوية في طبيعة هذا الدور. ومع ذلك ما فتئ الصدر في دمشق يكرر علي أسماع السوريين شكوكه الشخصية في قدرة المجلس الأعلي (الحكيم) علي تمثيل شيعة العراق.
ويبدو أن السوريين الذين سمعوا من الصدر كلاماً عن موقف عروبي؟ معارض للاحتلال فوجئوا بالزائر وهو يطلب من الرئيس بشار الأسد، عند استقباله له تسليمه الصداميين والبعثيين المتواجدين في سورية. أثار الطلب غضب وانزعاج السوريين الذين كانوا يرغبون في التعرّف مباشرة علي حقيقة نوايا التيار الصدري وسياساته، ففي هذا النوع من المطالب كان يمكن للسوريين أن يشمّوا رائحة طائفية بغيضة تصدر عن زائر رغبوا في التعرّف علي وجهة نظره مباشرة. والباحث يستطيع أن يؤكد، استناداً إلي رواية مصادر موثوق بها حضرت لقاء الرئيس الأسد/ الصدر، أن الأخير بدأ حديثه عن (النواصب) أي أهل السنة، قبل أن يطلب بوقاحة تسليم عدد من القيادات البعثية العراقية المقيمة في سورية. وفي هذا اللقاء أبدي الرئيس الأسد انزعاجاً واضحاً من وقاحة الطلب وأنهي اللقاء قبل الوقت المخصص له.
يروي أحد أعضاء جيش المهدي لكرايسز كروب (مقابلة بتاريخ كانون الثاني ـ يناير 2006) كيف أن شقيقه المقرّب من مقتدي الصدر أُخضع للاستجواب مرات عدّة من جانب قادته المباشرين عند عودته من زيارة لإيران، للتأكد من أنه لم يقم أي علاقة بالمخابرات الإيرانية. إن حساسية الصدريين هذه سرعان ما تلاشت وأخلت مكانها لنوع فاتر من الاهتمام بخطورة هذا العامل في الصراع، ولكنهم مضوا خطوة أبعد بعد ذلك حين تقبلوا الدعم المباشر من إيران وارتضوا الخضوع لإرادة الإيرانيين. ففي توجيه صادر عن منظمة بدر بتاريخ 11/7/2006 يكشف عن طبيعة المخاوف التي تجمع الميليشيات أو توحدها في المواجهة ضد المقاومة (وليس ضد الاحتلال) وأبعاد التحوّل الذي طرأ علي العلاقة بين البدريين والمهديين؛ دعت المنظمة سائر أعضائها (النقطة رقم 10 من التوجيهات) وفي حال بدء معركة بغداد إلي (التعاون مع الصدريين وأن علي جميع أبناء شيعة الإمام علي ـ عليه السلام ـ وكذلك منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية الالتحاق بسرايا قوات بدر وجيش المهدي وتشكيلات حزب الدعوة واستصحاب وسرقة الأسلحة والذخائر والآليات والتجهيزات لرفد المعركة).
هذا التطور اللافت في مستوي وطبيعة التناغم بين الخصمين التاريخيين، وتلاقي قيادة المنظمتين علي محاربة (النواصب التكفيريين والبعثيين) يؤكد أن العامل الإيراني لعب بقوة علي صعيد حشد الميليشيات حول أهداف مشتركة، بعد أن ظلت هذه الأهداف موضوعاً صراعياً طوال أكثر من سنتين من الاحتلال. مثلاً، كان التيار الصدري (وجيش المهدي بطبيعة الحال) يضع مسألة طرد الاحتلال الأمريكي أو التصدي له (وليس مقاومته) كهدف استراتيجي، مواز لهدف مطاردة وتصفية البعثيين، بينما كانت منظمة بدر تسقط كلياً مسألة التصدي للاحتلال من برنامج عملها، ويقتصر نشاطاها علي تصفية البعثيين وأهل السنة (النواصب).

بيد أن هذا التقارب علي مستوي الأهداف بين الميليشيات بفضل العامل الإيراني، كان مصحوباً بنوع من التناغم علي صعيد هدف آخر، لم يكن حتي وقت قريب من بين أهداف الصدريين المعلنة (علي الأقل في العام الأول من الاحتلال) نعني تصفية النواصب (أهل السنة). وبالفعل؛ فإن تصفية أهل السنة لم يكن من بين أهداف الصدريين خلال العام الأول من الاحتلال. ويبدو أن الإيرانيين كانوا راغبين بقوة في توحيد جهود المنظمتين علي مستوي ميداني، وتحويله إلي جهد مشترك يصبّ في خدمة هذا الهدف. وذلك ما يفسر سبب انخراط المنظمتين في أعمال مشتركة ضد أهل السنة في الجنوب (في البصرة حيث توجد كتلة سكانية كبيرة تنتمي لمذهب أهل السنة والجماعة). وفي هذا النطاق داهمت قوة مشتركة دنمركية ـ بريطانية منطقة الهارثة شمال البصرة مساء يوم 5/12/2006 من أجل اعتقال عدد من أفراد جيش المهدي، متهمين بأعمال مقاومة ضد قوات الاحتلال كما زعم الناطق الرسمي باسم القوات البريطانية في البصرة. بيد أن الهجوم البريطاني ـ الدنماركي المشترك ضد جيش المهدي، لم يكن يتصل بردع أي أعمال مقاومة بل للتغطية علي مهمة جيش المهدي الحقيقية هناك. كان الصدريون يعملون كتفاً لكتف مع البدريين لتصفية أهل السنة، سواء أكانوا بعثيين أم عسكريين أم مقاومين إسلاميين. وقد وجد البريطانيون أن تدخلهم ضد جيش المهدي في عملية محدودة من هذا النوع، يمكن أن يقدم الغطاء الضروري لاستمرار هذه العصابات في تصفية وتهجير أهل السنة من الجنوب وتحويل البصرة نهائياً إلي محافظة شيعية صافية، وبما يساهم في فصلها عن العراق. وبينما كانت القوات البريطانية تقوم بالقصف العنيف علي مواقع مزعومة لجيش المهدي، كانت القوات الدنماركية تتقدم بواسطة القوارب المطاطية. لكن البريطانيين والدنماركيين امتنعوا كلياً عن مواجهة أعمال التهجير والقتل التي قام بها جيش المهدي ضد أهل السنة في البصرة وتغاضوا عنها كلياً.
ومما يعزز من طبيعة الهدف المشترك الذي بات يجمع بدر والمهدي، أن الحوار الدائر في ما يعرف بـ (اللجنة السباعية وهي لجنة سرية تتألف من قادة الائتلاف الشيعي الحاكم برئاسة عبد العزيز الحكيم(بعضوية كل من (د. مؤيد العبيدي، هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر محمد الحيدري، محمد إسماعيل، سيد بهاء الأعرجي، جواد المالكي رئيس الوزراء د. قصي عبد الوهاب، حسن الشمري، د. حسين الشهرستاني، الحاج فالح الفيّاض، د. خضير الخزاعي) انصب علي كيفية تهميش أهل السنة. ارتأت اللجنة في محضر اجتماع بتاريخ 19/1/2006 وبلسان المالكي نفسه أن يتم تهميش السنة بكل الوسائل. قال المالكي: (جلسنا مع برهم صالح وجلال، إنهم قريبون من فهمنا، وهو أن نعمل بالاستحقاق الانتخابي مع إشراك سطحي للسنة، لأننا سيطرنا علي جميع مقدرات البلاد السياسية). وحين انتهي المالكي من حديثه عقب عبد العزيز الحكيم قائلاً: (علي السنة أن يعطونا شيء مقابل إشراكهم).
لكن المالكي عاد وقال معقباً علي حديث الحكيم (حول وزارة الدفاع والداخلية لا بد من الآن وأثناء المباحثات مع الأكراد أن يتم الاتفاق علي الموازنة في هاتين الوزارتين وتحديد المقاعد لكل وزارة وتحديد حصة كل طرف وتثبيت ذلك في الأوراق التي سيتم التوقيع عليها، ونأتي برجل من السنة ضعيف لوزارة الدفاع للسيطرة الكاملة عليها وجعلها مثل الداخلية مطلقة لنا).
وأثناء مناقشة صيغة تشكيل الحكومة، انصبّ الحديث علي كيفية فرض السيطرة الكاملة علي الوزارات و تهميش أي دور للسنة. وهذا التعبير مأخوذ حرفياً من محضر اجتماع اللجنة السباعية وهو يتكرر علي نحو مفضوح.

إيران واستنساخ النموذج الإسرائيلي في البصرة
إن لوحة توّزع الميليشيات وأدوارها وظروف تكوينها وأهدافها المتنوعة والمتناقضة، والقيادات التي تشرف علي توجيه نشاطها، تجعل منها أكثر شبهاً بأوراق اللعب (الكوتشينة) التي تمّ تجميعها من علب مختلفة. إن تعدد ألوان المنظمات القتالية (الميليشيات) وحتي تماثلها وتشابهها من حيث المنطلقات الفقهية المذهبية والسياسية، والأدوار المكررّة التي تقوم بلعبها في الساحة العراقية في الجنوب والوسط وبغداد وحتي في كركوك، ليبدو أكثر شبهاً بتماثل ألوان وعلامات أوراق الكوتشينة هذه؛ بينما يبدو اللاعب الإيراني كما لو أنه يلعب اللعبة ذاتها، وذلك في كل مرة يدفع فيها بورقة من هذه الأوراق إلي الطاولة وسط حيرة الآخرين.
لقد دخل العامل الإيراني بفضل هذا النوع من أوراق اللعب المكررة، كعنصر مقرر في لعبة قمار سياسي وعسكري. وكانت بوابة دعم الميليشيات وتطويرها كقوة مسلحة مبعثرة، تنشر علي بقعة جغرافية واسعة، تكتيكاً إيرانياً جديداً تمّ تجريبه بنجاح في حقل نموذجي. ولكن، لئن بدا الإيرانيون وكأنهم طوال سنوات الاحتلال الماضية، يلعبون دور الشريك الغامض في الغزو؛ فإن قواعد اللعب سرعان ما أرغمتهم، من خلال المواقف السياسية المساندة لمجلس الحكم المؤقت الذي قاده السفير بول بريمر(الحاكم المدني الأمريكي منذ من نيسان ـ إبريل 2003) ثم من خلال سلسلة من التحركات والمناورات، علي كشف الكثير من أوراقهم الملوّنة والمكررة التي جمعت من علب مختلفة.
وسريعاً اتضح أن تغلغل الميليشيات المسلحة في أجهزة الدولة هو في حقيقته تغلغل إيراني بالنيابة، وأن طهران أضحت لا مجرد طرف مساند للاعبين ثانويين أو أساسيين؛ بل هي محرّك قطع الشطرنج وأن الميليشيات أصبحت أداتها المفضلة للتغطية علي نمط التدخل وحدوده. وبذلك تكون إيران قد تمكنت من التحول إلي لاعب ماهر يمسك بمعظم أوراق اللعب المتناقضة في عالم الميليشيات، ولكن من دون أن يتمكن من التغطية علي نوع الغش الذي يمارسه أثناء اللعب.
يروي جواد... وهو عضو بارز في جيش المهدي (منطقة في جنوب العراق في مقابلة خاصة ـ أجراه الباحث في 2/11/2006) كيف أن المخابرات الإيرانية (جهاز إطلاعات) بات يشرف بشكل كامل وتام، علي عمليات تهجير أهل السنة من المناطق التي يقيم فيها هؤلاء تاريخياً. وقال جواد: رداً علي سؤال وجهه الباحث عمّا إذا كان جيش المهدي ضالعاً بالفعل في أعمال التهجير والقتل هناك (إن الإيرانيين أبلغونا خلال اجتماع رسمي معهم بأنهم لا يفهمون سبب البطء في عمليات التهجير التي يقوم بها جيش المهدي والنتائج المحدودة لحملته، وأنهم لهذا السبب يوجهون اللوم لقياداته الميدانية في الجنوب).
وكانت أنباء سابقة أشارت إلي وقوع أربع حملات تهجير كبري في البصرة أشرفت عليها ونفذتها مجموعات من جيش المهدي، وتمّ خلالها اغتيال عدد كبير من الممتنعين عن قبول أوامر التهجير. وفي الواقع، وبحسب ما أبلغني هذا العضو البارز (السابق) في جيش المهدي؛ فإن الإيرانيين كانوا يتطلعون إلي رفع وتيرة العمل بأسلوب التهجير عن طريق تكثيف عمليات الاغتيال، من أجل التسريع بوضع مخطط إقليم الجنوب (الفيدرالية) موضع التطبيق الفعلي. بيد أن الفشل في تحقيق مستوي تهجير أكبر، وهو أمر يرتبط بعوامل معقدة (عشائرية بالدرجة الأولي) أحبط آمال الإيرانيين منذ المرحلة الأولي. وثمة مؤشرات علي أن المرحلة التالية سوف تشهد اعتماد أساليب جديدة، من بينها أسلوب إبراز وثائق ملكية مزيفة وإرغام المالك الأصلي علي تقديم أوراق ثبوتية مضادة، يستحيل عليه امتلاكها نظراً لسيطرة بدر علي الدوائر الرسمية.
ويبدو أن مصادرة أملاك المواطنين في البصرة (من أهل السنة) بهذه الطريقة التي لا شبيه لها إلا في الأراضي المحتلة في فلسطين، كما يقول العضو السابق في جيش المهدي، سوف تفاقم من درجة النزاعات العشائرية والطائفية. ومما يضاعف من خطورة الأوضاع هناك، أن الإيرانيين زجوا ببعض المراجع الدينية من أصول إيرانية أقامت للتو في الجنوب، كطرف محكّم في هذا النوع من المنازعات. علي أن جواد... يحذر وهو يقول بألم إن دوافعه للانخراط في جيش المهدي كانت صادقة (من أن الإيرانيين يستعدون لمرحلة أخطر هي نسف البيوت التي يرفض أصحابها التخلي عنها لصالح مستوطنين من أصول إيرانية). ولدي سؤاله عن أكثر الفئات أو الطوائف تعرضاً لعمليات الترهيب في البصرة أجاب جواد (انهم الطائفة الشيخية).
إن تعاظم السخط الشعبي علي ممارسات جيش المهدي، سينعكس بالضرورة علي الإيرانيين هذا ما لم يتحّسبوا له جيداً. لقد سلطوا علينا الرواديد ـ مفردها رادود ـ وهو الشخص الذي يردد الأشعار التي تصدح بها مواكب العزاء الحسينية في عاشوراء. يقول جواد ويضيف: الإيرانيون ليسوا أذكياء كما تتصورون. لكن إسماعيل وهو رسام من الجنوب، ومن أصول شيعية فرّ مؤخراً من العراق بعد تهديدات من جيش المهدي (من مقابلة أجراها الباحث في 5/11/2006) يقول أن غباء الإيرانيين ـ حسب وصفه ـ يتمثل في إصرارهم علي تسليط الرواديد علي المتعلمين. فهؤلاء يمكن أن ينقلبوا علي إيران في المستقبل أو أن يصبحوا عبئاً عليها. ويبدو من سلسلة متصلة من الشهادات التي حصل عليها الباحث عن سلوك الصدريين في بغداد والجنوب وفي كربلاء والنجف أن كلمة (رادود) هذه صارت ملازمة لوصف الصدريين والبدريين.

شبكات العلاّسة
العلاّسة (من الفعل العامي علس بالعامية مضغ، وضع شيئاً في الفم) هو التعبير الأكثر شيوعاً اليوم في العراق. والعراقيون يستخدمونه في نطاق توصيف المخبرين. إنهم يعلسون ـ يمضغون ضحاياهم. والمخبر ـ في المخيال الشعبي ـ وطبقاً لوظيفة الوصف، يقوم أثناء وشايته بشخص آخر؛ بعمل شبيه بعملية مضغ الضحية (رمزياً قتله). يقول أبو محمد وهو تاجر صغير، أنه لم يكن يسمع بهذا التعبير حتي وقع الاحتلال وظهر جيش المهدي. (ذهبت لجمع إيجارات البيوت التي تركها المرحوم لنا. وحين صعدت إلي السيارة وفي يدي كيس من الورق مليء بالنقود، صرخ بي ابني الصغير محمد؟ أبي كيف تفعل هذا؟ ماذا لو شاهدك احد العلاّسة؟ ـ من حديث مع الباحث بتاريخ 1/11/2006).
وفي الواقع يعتمد جيش المهدي ومنظمة بدر علي شبكة معقدة من العلاّسة (المخبرين) الذين يقومون بتقديم معلومات عشوائية في الغالب لقاء مبالغ من المال. وهؤلاء المخبرون، كما تشير الكلمة القبيحة التي صارت لقباً تحقيرياً شائعاً ودالاً علي أنهم يقومون رمزياً بقضم الضحايا الأبرياء عن طريق تقديمهم لقمة سائغة لمن سيتولي تصفيتهم جسدياً وبلا رحمة؛ ينتشرون اليوم في كل مكان في العراق. في البداية كان عمل العلاّسة يقتصر علي تقديم معلومات عن البعثيين، وكان جيش المهدي في مدينة الصدر يتلقي ويجمع هذه المعلومات، ثم يتولي تصفية الضحايا.
صباح التاسع من نيسان (أبريل) 2003 ولد أول علاّس عراقي، عندما ترددت أنباء عن مطاردات قام بها مواطنون هائجون، وتمكنوا خلالها من إلقاء القبض علي ما سمي بالمتطوعين العرب، وهؤلاء سوف يعرفون تالياً في وسائل الإعلام بـ (الإرهابيين الإسلاميين) ثم بـ المتسللين. ويبدو ان نشاط العلاّسة شهد تطوراً في اتجاهات جديدة مع انتشار مكاتب الشهيد الصدر في عدد من كبريات المدن العراقية. وبالفعل، فقد لعبت جملة من العوامل لصالح تنظيم نشاط هذه المجموعات، من بينها حاجة جيش المهدي إلي مادة تنافسية مع منظمة بدر التي تتفوق عليه في مجالات مختلفة.
وكانت المعلومات وأشكال الحصول عليها هي هذه المادة التنافسية. وقد أنكر أحد القادة الميدانيين في جيش المهدي خلال حديث مع مؤسسة كرايسز كروب (تقرير رقم 55 حول الشرق الأوسط 11 تموز ـ يوليو 2006) أن يكون فيلق بدر أكثر نشاطاً في هذا المجال من جيش المهدي (أنظر: كرايسز كروب، ص 16) الأمر الذي يؤكد حقيقة أن التنافس بين البدريين والمهديين، كان عاملاً هاماً من عوامل تطوير نشاط وعمل العلاّسة. اليوم، وبعد مرور أكثر من أربع سنوات علي ظهور هذا الجيل الجديد من المخبرين، لم يعد العلاّس مختصاً بالبعثيين وحدهم، أو بالعرب المتطوعين كما كان الحال في 9 نيسان (أبريل)؛ بل أصبح يقدم لعصابات إجرامية أخري تقوم بالخطف لقاء الفدية، معلومات مفيدة عن التجار وأصحاب الأموال.
أثار نشاط العلاّسة فزع الكثير من المواطنين. إنه نوع فريد من النشاط كافٍ لإثارة الذعر الجماعي، فالضحايا لا يعلمون عادة أنهم أصبحوا مادة للرصد من جانب وحوش مستعدة لافتراسهم أو بيعهم لآخرين لقاء المال. ومما ضاعف من درجة تحطم الثقة بين الأفراد في المجتمع العراقي، أن هؤلاء ينسجون غالباً علاقات طيبة مع الآخرين ويعيشون وسطهم ولا يكتفون برصدهم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
28
الشيعة في العالم
ابراهيم غرايبة
الغد الاردن
هل سيكون الشيعة تحديا عالميا وإسلاميا قادما؟ هل سيكونون بديلا للأصولية الإسلامية في مواجهة العالم وحكومات بلادهم؟ بالطبع فإن الشيعة لم يظهروا فجأة، ولكن من الواضح أن ثمة مسألة شيعية تشكل على مستوى العالم والعالم الإسلامي تحديا كبيرا متوقعا، وقد تشغل العالم لعقود قادمة.

يعتقد فرنسوا تويال مدير الدروس في المدرسة الحربية العليا للجيوش الفرنسية ومؤلف كتاب "الشيعة في العالم" أن المسألة الشيعية تشكل اليوم في الفضاء الإسلامي بعامة تحديا كبيرا وتأخذ مسارا مختلفا إلى حد كبير عما استقرت عليه طوال الفترة السابقة.

يشكل الشيعة حوالي 10% من العالم الإسلامي، وينتشرون في معظم الدول الإسلامية في أقليات (عدا إيران وأذربيجان) وهم في معظم الدول يمثلون سؤالا ملحا عن موقعهم في الحياة السياسية والعامة وحقوقهم وتجمعاتهم السياسية والدينية وعلاقتهم بإيران التي تمثل قلقا وتحديا أساسيا للولايات المتحدة والغرب.

وقد شملت صحوة الثقافات والإثنيات التي تجتاح العالم الشيعة أيضا لينشأ سؤال ملح عن دورهم ومستقبلهم في بلادهم بعد مرحلة من التهميش والإقصاء، وقد تعبر هذه الصحوة عن نفسها في عمليات انتقامية كما في العراق أو في سياسات هيمنة وردة فعل قاسية كما في سورية وإيران، أو في احتجاجات صاخبة وتحالفات سياسية أو كامنة كما في اليمن والخليج العربي وتركيا، أو في مواجهات بين السنة والشيعة كما في باكستان وأفغانستان، أو في انقسامات مجتمعية رأسية كما في لبنان.

ولا يمكن، اليوم، تقرير أي أمر سواء على صعيد السياسة الداخلية أو على صعيد العلاقات الخارجية من دون أن تؤخذ الوقائع الشيعية بالاعتبار، فقد أصبحت المسألة الشيعية تثير تساؤلات مهمة حول مستقبل الدولة والمجتمع في العالم الإسلامي، وحول علاقة الشيعة بالنفط، خاصة أنهم يتركزون في منطقة الخليج العربي التي تحتوي على 70% من نفط العالم، وحول علاقة الشيعة بإيران والصراع بينها وبين الولايات المتحدة والغرب.

وهناك أيضا صحوة شيعية تستعيد الصراع السني- الشيعي على مدى التاريخ، وهي مسألة ليست متكئة أساسا على الخلاف الديني فقط، ولكنها متعلقة بالحقوق السياسية والمظالم وتوزيع الموارد والصراعات القومية والعرقية.

ولذلك سيكون في وسع أي إنسان أن يدرك أن المسألة الشيعية يمكن أن تشكل رافعة لعدم الاستقرار في العالم، وبما أنها ممتدة في رقعة واسعة من العالم الإسلامي ففي مقدورها أن تحرك صراعا عالميا، وبخاصة أن مركز الثقل في العالم العربي قد انتقل في السنوات الخمس والعشرين الماضية من محيط البحر المتوسط نحو الخليج، أي إلى مناطق يشكل الشيعة فيها أكثرية أو نسبة كبيرة مؤثرة، ولذلك فإن عملية توسع نفوذ الشيعة أو مقاومته تنطوي على أبعاد تتجاوز العالم الإسلامي لتؤثر على مجمل العلاقات الدولية.

ثمة ظواهر وحالات كثيرة ترجح احتمال انفجار شيعي قادم في المستقبل القريب، فإيران مازالت تخوض مواجهة على الحافة مع الغرب، وقد وصل العراق بعد الصعود الشيعي إلى حالة من الانفجار التي ستبقى آثارها وتداعياتها على العراق والعالم لسنوات وعقود طويلة، وسورية تبدو متجهة إلى إعادة صياغة تعيد النظر في الاختلال الكبير الذي بدأ منذ السبعينيات، وفي أفغانستان بدأ الشيعة يشكلون رقما مهما ومختلفا عن الحالة التاريخية.

وبالنسبة للولايات المتحدة فإن حربا جديدة مع إيران والجماعات الشيعية حول العالم والتي تستند إلى مائة وخمسين مليون نسمة ودول كبيرة وقوية (ومارقة) وعمليات سياسية وأمنية واسعة حول العالم تبدو حقيقية وفعلية وممتعة أيضا أكثر من حرب مع جماعات صغيرة ومحدودة وملتبسة لا تصلح عدوا ولا تشكل تحديا فعليا يستلزم على سبيل المثال إقامة صواريخ عابرة للقارات في بولندا، فكيف سيصدق العالم أنها صواريخ موجهة لمواجهة أبو جندل؟ ولكن من المنطقي أن تبرر بمواجهة إيران وحماية حقول النفط.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
29
رسالة غيتس لهيلاري .. هل ينسحب الاميركيون؟
حازم مبيضين
الراي الاردن
يراهن بعض المراهقين السياسيين على أن إعلان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس عن مساهمته بشكل ناشط في التخطيط لسحب القوات الاميركية من العراق، هو إعلان عن هزيمة للقوات الاميركية في العراق لكن هؤلاء تجاهلوا أن غيتس لم يورد في رسالته الموجهة للسناتور هيلاري كلينتون أي تفاصيل حول التخطيط أو السيناريوهات المحتملة لخفض عديد تلك القوات ، كما تجاهلوا تحذيرات القادة العسكريين الاميركيين من أن قوات الامن العراقية غير جاهزة لتولي الامن في البلاد قبل عامين.الواضح أن رسالتي كلنتون وغيتس تدخلان في باب الدعاية عشية الانتخابات الرئاسية المقبلة ، والتي يسعى الديمقراطيون خلالها للعودة إلى البيت الابيض ، وتسعى كلنتون للعودة إليه رئيسة بعد مغادرتها له زوجة، والمؤكد أن الديمقراطيين الذين يرفعون أصواتهم الآن مطالبين بالانسحاب ، سيجدون الكثير من الذرائع للتراجع عن هذه المطالبات إذا قيض لحصانهم أو مهرتهم - لا فرق- ان يفوز بالسباق الى المركز الاول في الولايات المتحدة .اصحاب الاصوات العالية في عالمنا العربي المنكوب بهم يتوهمون أن رسالة غيتس كانت بمثابة أمر للقوات الاميركية العاملة في العراق لحزم الحقائب واللحاق بأول سفينة اميركية في الخليج مخلفين وراءهم استراتيجية كونية جرى التخطيط لها منذ ايام ريغان وكلفت دافع الضرائب الاميركي مليارات الدولارت ابتداء من حرب النجوم وليس انتهاء بتفكيك الاتحاد السوفييتي أو بناء القواعد العسكرية في دول آسيا السوفييتية سابقا ، وبالتأكيد ليس انتهاء بحرب العراق التي لا يمكن لعاقل ان يعلن هزيمة القوات الاميركية فيها .ويتغابى أصحاب هذه الأصوات حين يغمضون أعينهم عن القواعد العسكرية التي بنيت في بلاد الرافدين ، وكذلك عن الواقع السياسي الجديد هناك والذي يتمحور حول رجال واشنطن العراقيين المسيطرين الآن وإلى ما شاء الله على مقاليد الأمور حتى لو ظلوا أسرى المنطقة الخضراء لفترة من الزمن لن تطول بالتأكيد ، ذلك أن حربهم المستمرة على الإرهاب اللابس لبوس معاداة الاميركيين ، ستصل إلى غاياتها يوما ما، رغم ما يشاع عن حروب طائفية تخاض هنا وهناك ، معروف من يحركها ولماذا تجري تغطيتها بهذه الاغطية المهترئة والمكشوفة للمواطن العراقي الذي لم يكن طائفيا طوال تاريخه ، وإن كان يلجأ الآن لطائفته لتحميه من إرهاب من يدعون تمثيل الطوائف الاخرى . لا يعني كل هذا أننا مع استمرار الوجود العسكري الاميركي في العراق، لكننا نستطيع أن نقرأ الواقع الراهن ونستشرف المستقبل على ضوء هذا الواقع ، لنرى أن معنى الانسحاب الاميركي من العراق لن يتعدى الانسحاب من مدنه وشوارعها ، والانكفاء إلى القواعد الضخمة انتظارا لمهمات أخرى قد تكون في ايران، وقد تكون في غيرها من المناطق المتواصلة مع العراق برا ، والبعيدة عن أساطيل أميركا التي تجوب بحار العالم بحرية وكأنها في مياهها الاقليمية .أما الذين يبحثون خارج العراق عن خيمة تظلل خيبتهم وهم يتنادون لتأسيس جبهة طائفية تضع شروط الاستسلام الاميركي ، فانهم سينتقلون من موقع إلى آخر دون أن يجدوا المأوى، وسيظلون ينقلون بنادقهم من كتف إلى آخر حتى تدمى أكتافهم، وبعدها سيدركون أن شروط استسلام الاميركيين لأحلامهم بالعودة بالعراق إلى ما كان سائدا قبل لم تنضج بعد ولن تنضج أبدا .


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
30
الجهادية الدولية» من العراق إلى المغرب
جان بيير توكوا
لوموند
مجموعة إرهابية جديدة أعلنت عن وجودها في الأراضي المغربية. "أنصار الإسلام في صحارى بلاد المسلمين" هو اسم التنظيم الجديد الذي نشر أولى رسائله المصورة عبر شبكة الانترنت قبل أيام. التنظيم أعلن حربا مفتوحة على كل من إسبانيا ، فرنسا ، الجزائر ، موريتانيا والبوليساريو وقبل هذه القائمة الطويلة استهدف المغرب. البيان الأول وصف العاهل المغربي محمد السادس بأنه "طاغية" يستمد قوته من علاقته بالـ"الطاغية الأكبر الولايات المتحدة الأميركية". و"إن الحرب ستحسم الموقف مع الصليبيين والصهاينة".
الأميركييون تعاملوا مع التهديد بكل جدية. ثلاثة من كبار المسئولين زاروا الرباط: روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الفدرالي ، ومايكل هايدن مدير وكالة الاستخبارات المركزية ، وفرانسيس تاونسند مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن الداخلي. أما الحكومة الإسبانية فقد نصحت رعاياها بمغادرة الدول المذكورة وعدم ارتياد الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية ، فيما إلتزمت فرنسا الصمت وفضلت عدم التعليق على الموضوع.
السؤال الجوهري هو: من يا ترى يقف خلف هذه الجماعة؟ ومن يرتدي اليوم الأقنعة التي حملت اسما يقترب من اسم تنظيم مماثل في العراق؟ إنها بالتأكيد صورة معكوسة لما يجري في بلاد الرافدين.
أجهـزة المخـابرات في عموم أوروبا تظن أن الجماعة هي مجموعة مـن المهـاجرين المقـيمين في الأراضي الأوروبية ، ما يمنحهم الكثير من الحرية للتحرك وتهديد عدد كبير من الدول.
من جهتها ، تعتقد السلطات الجزائرية بأن الجماعة هي تشكيل وتنظيم جديد نابع من "حركة الجهاد والمقاومة" التي مارست نشاطات متعددة على الأراضي المغربية والموريتانية وشمال مالي في وقت سابق. لكن هوية الجماعة ليست مهمة مقارنة بأهمية الظاهرة نفسها التي تمثل تحديا حقيقا للأجهزة الأمنية الأوروبية والعربية على حد سواء: تنظيم في المغرب قائم على أفكار من المشرق وتحديدا من الشرق الأوسط وتداعيات الحرب غير المنتهية في العراق.
ربط واضح يدل عليه اسم التنظيم بين ما يجري في العراق من جهة وبين الهجمات المحتملة للجماعة التي تم الإعلان عنها من جهة أخرى. علما بأن "أنصار الإسلام" تأسست أول مرة بشكلها التنظيمي الحالي في العراق. أيمن الظواهري ، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة كان قد دعا "حركة الجهاد والمقاومة" لأن "تنظمّ الحركة إلى تنظيم القاعدة" في شريط مسجل بث نهاية العام الماضي. ويبدو أن الوقت قد حان لأن يستجيب التنظيم بعد أن أخذ متسعا من الوقت لإعادة هيكلة صفوفه ومنهاجه.
يبدو أن الوقت قد حان للحديث عن "الجهاد الدولي". أي تعميم أهداف الأصوليين والمتطرفين عبر الحدود الجغرافية من قارة لأخرى. المتطرفون في المغرب ، وفي بلاد عربية أخرى ، كانوا يسافرون جميعا إلى "الساحة الرئيسية لمواجهة العدو" في العراق. ويبدو أن أفراد التنظيم السلفي الجديد وفروا عناء السفر وآثروا ممارسة "العمل الجهادي" على أرض قريبة.
"إنه نوع جديد من الجماعات المتطرفة" ، وفق ما يعتقد فرناندو رينار الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية في معهد "رينار إلكانو" بمدريد. ويضيف رينار "إن أولوية المواجهة وساحة المعركة الأولى هي في العراق حيث الفوضى الأمنية ، لكن إعلان جماعة مثل هذه استهدافها عدوا جديدا وهي تحمل نفس اسم التنظيم في العراق يعني بأن الأفكار ذاتها انتشرت في بقاع أخرى".
قد يكون التنظيم بعيدا عن أفكار القاعدة وأساليبها في العراق ، لكنه من المؤكد بأن هنالك هجرة معكوسة لتلك الأفكار من العراق إلى المغرب وأوروبا وربما إلى مناطق أخرى في المستقبل. ربما آن الآوان لأن تستحدث دول الجزائر والمغرب وتونس نظاما دفاعيا قويا ومتقدما لمواجهة التهديدات المماثلة ، لأن وجود اسم أو تنظيم يختلف في واجهته مع تنظيم القاعدة من حيث الأهداف وتصنيف العدو لا يعني البتة بأن ذلك التنظيم لن يتبنى اسلوب القاعدة لتحقيق أهدافه.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
31
أقل الخيارات سوءا للانسحاب من العراق
مارتن كتل
الغارديان
في السنوات التي سبقت غزو العراق ، كانت مواقف كلا الفريقين على جانبي الاطلسي من الحرب مستوحاة من احدى تجربتين اسطوريتين متعارضتين بصورة جوهرية. حرب تلقى التأييد وهي من النوع الذي يمثل التحدي البريطاني لهتلرعام 1940 ، والتي يقول الدرس المستخلص منها بأن الشعب المحق سوف ينتصر اذا وقف بثبات ضد الشر. وحرب لا تلقى التأييد كانت مغلفة بهزيمة اميركا المنكرة في سايغون عام 1975 والتي يقول الدرس المستفاد منها بأن النزاعات تكون اكثر تعقيدا عند التطبيق العملي.
عندما قرر بوش غزو العراق ، عرض على الاميركيين عودة لاسلوب حرب 1940 مانحا نفسه دور ونستون تشرشل وتاركا لتوني بلير دور الزعيم المشجع له على الجانب الاخر من الاطلسي. واليوم ، وبينما تصارع استراتيجية زيادة القوات التي تبناها بوش ، لتؤتي ثمارها المرجوة ، قفز العراق الى الاطار البديل حيث يعتقد على نطاق واسع بان المشكلة تتجه لا محالة الى لعنة اسلوب عام 1975.
ولكن هل هذا صحيح حقا؟ وهل هذه المقدمات القوية توضح البدائل الممكنة فقط؟ على اقل تقدير ، يجب بحث مثل هذه التساؤلات.
اميركا في وضع افضل للقيام بذلك من بريطانيا طالما ان دورنا قد تقلص وان النقاش التفصيلي العام للخيارات في العراق قد اصبح نادرا. المدافعون عن زيادة القوات لم يعودوا يتحدثون عن انشاء عراق ديمقراطي ، لكنهم ما زالوا يتحدثون عن مواصلة المسار والقيام بما يلزم لتحقيق هدف حميد اكثر غموضا.
اما المعارضون فيذهبون الى النهاية الاخرى من الصورة ويقولون بان افضل شيء للولايات المتحدة وحلفائها هو الخروج من العراق باسرع وقت ممكن ، من دون اعتبار للخطوات العملية او العواقب الناجمة الاوسع نطاقا.
يتعين على المؤيدين لزيادة القوات والمطالبين بالانسحاب اخضاع افتراضاتهم لبحث نقدي اكبر في ضؤ وقائع الوقت الحالي. الادعاء الاخير للبيت الابيض بان زيادة القوات تتطور على نحو مرض يتحداه قلة التحسن الامني والغياب شبه الكامل لاي تقدم سياسي.
الجنرال ويسلي كلارك قال الاسبوع الماضي ، ان الولايات المتحدة بحاجة الى مضاعفة عدد قواتها على الارض ثلاث مرات حتى تصل الى النتيجة التي تسعى ادارة بوش لبلوغها كهدف لها. لكنه لم يقل ما اذا كان انسحابا كاملا هو البديل الوحيد الذي يستحق الدراسة.
ورغم ان الصورة الشعبية لنهاية الحرب الفيتنامية مرتبطة بعمليات الاجلاء المفاجئة غير المنظمة التي قامت بها طائرات الهيليكوبتر من على سطح السفارة الاميركية في سايغون ، فان الواقع يؤكد بان العملية كلها استغرقت اكثر من اربع سنوات.
الاتحاد السوفياتي احتاج الى تسعة اشهر لسحب 120 الف جندي من افغانستان في اوائل الثمانينات من القرن الماضي - والدولتان بينهما حدود برية مشتركة.
يقول تقدير حديث ان العملية الكاملة لتخليص اكثر من 200 الف عسكري اميركي ومتعاقد وعامل اجنبي في العراق حاليا من الخطر ، سوف تستغرق عاما على الاقل.
هذا هو البعد الانساني فقط. كما ان لدى الولايات المتحدة كمية ضخمة من المواد في العراق ، بينها حوالي 1900 دبابة ثقيلة ، 43و الف عربة عسكرية اخرى ، واكثر من 700 طائرة معظمها مروحيات.
كما يوجد مخزون من المواد الخطرة السامة في اربع قواعد عسكرية اضافة الى التجهيزات الاخرى. ان انسحابا كاملا للافراد والعدد سوف يحتاج الى 20 شهرا تقريبا.
ان اخراج كل ما تقدم من العراق لن يكون مهمة سهلة ، وخصوصا اذا كانت مطارات الاقلاع السريع عرضة لهجمات المورتر والطرق المؤدية الى الجنوب مزروعة بالالغام.
التخلي عن هذه المهمة واعتبارها غير ممكنة ربما يكون السبيل العملي الوحيد. ان امكانية ان تشق أميركا طريقها بالقوة للخروج من العراق هو توقع واقعي جدا. وحتى اذا استطاع الاميركيون المتقهقرون الانسحاب باسلوب منظم ، فان اجمالي لقتلى العراقيين سوف يكون مرشحا للارتفاع لان الاحزاب المتنافسة ستخوض قتالا لملء الفراغ.
الانسحاب الجزئي يبدو مضللا ، وسطيا ومعتدلا. مع ذلك ما عليك سوى بحث ما يمكن ان تعنيه استراتيجيات" طريق ثالث" على الارض للتاكد من انها ليست جذابة كما تبدو. وقد حدد ستيفن بيدل من مجلس العلاقات الخارجية اربعة خيارات للانسحاب الجزئي - جميعها تقضي بتخفيض اعداد القوات الاميركية بمقدار النصف - في افادته امام اللجنة المعنية في الكونغرس: انسحاب من اجل تدريب ودعم العراقيين ، وانسحاب لحماية حدود العراق ، وانسحاب الى مهمة مركزة على مواجهة الارهاب ، وانسحاب الى كردستان.
الا ان بيدل نفسه غير متفائل حيال اي من الخيارات الاربعة ، ويعتقد انها جميعها هزيمة للذات وغير قابلة للحياة. يقول في افادته "الانسحاب الجزئي لن يضع نهاية للخسائر الاميركية ، لكنه سوف يقللها الى الحد الذي يصبح معه فقدان حياة اي اميركي ليست مقابل اي هدف او اي تحسن في مستقبل العراق".
اذا كان الامر كذلك ، فان الخيار ربما يكون مع ذلك من بين البدائل المتطرفة لتعهد عسكري دائم وانسحاب كامل. لقد بدأ بوش هذه الحرب اعتمادا على تخطيط غير ملائم ويبدو كما لو انه سوف ينهيها بنفس الطريقة.