Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 27 أكتوبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية المقالات والافتتاحيات السبت 27/10/2007


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
ملاحقة رامسفيلد بتهمة التعذيب
افتتاحية
اخبار العرب الامارات
ما زالت جرائم التعذيب في سجن ’’ أبو غريب’’ العراقي الذي تشرف عليه القوات الأمريكية تحرك الضمير الإنساني الذي يعتبرها جرائم حرب لابد من محاكمتها جنائيا ومعنويا، كي لا يفلت المسؤول عنها من المساءلة ولا يختفي المجرمون المتسترون طويلا خلف الجنود المهووسين بالإساءة إلى البشرية.
وكثيرا ما يعتقد البعض أن مثل تلك الجرائم تسقط بالتقادم والنسيان والإهمال، ولكن هناك ضمائر حية هزها الحدث واستقر في وجدانها أن لابد من تحريك مثل هذه القضايا في وسائط الإعلام والرأي العام والمحاكم والمؤسسات الشعبية والتمثيلية الدستورية. وكان من بين هذه الضمائر الهيئات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني التي تهتم بمتابعة تلك القضايا لتبقيها حية في ذاكرة العالم حتى لا تتكرر.
ففي باريس أعلنت منظمات عدة للدفاع عن حقوق الإنسان أنها رفعت شكوى في باريس ضد وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد الذي يزور فرنسا حاليا بتهمة التعذيب في معتقل غوانتانامو في كوبا وسجن أبو غريب في العراق.
في بيان مشترك اتهم الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان والرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان ومركز الحقوق الدستورية الأمريكي ومركز الحقوق الدستورية وحقوق الإنسان الألماني، رامسفيلد بالتحريض على أعمال التعذيب في حق معتقلين في هذه السجون. وقال محامي المنظمات الأربع باتريك بودوان أن هذه الشكوى رفعت الخميس الماضي إلى مدعي الجمهورية جان كلود ماران. بدعوى ’’ما أن تواجد دونالد رامسفيلد على الأراضي الفرنسية يكون قد دخل في نطاق الاختصاص الفرنسي بموجب معاهدة نيويورك في 1984 ضد التعذيب’’. وان ’’من واجب فرنسا ملاحقته’’ قانونيا. وهي ليست الشكوى الوحيدة ضد وزير الدفاع الأمريكي التي تتبنتها منظمات حقوقية فقد سبق أن رفعت شكاوى أخرى في العالم ضده خصوصا في إسبانيا وألمانيا.
ويبدو أن العدالة ليست واحدة في العالم، ففي أمريكا رفض قاض فدرالية شكاوى بتهمة التعذيب رفعها معتقلون سابقون في العراق وأفغانستان ضد رامسفيلد بحجة أن أصحاب الشكاوى ليسوا أمريكيين، مما يوحي بأن الأمريكي محصن بقوة السياسة والسيادة ضد القانون، وهو أمر يثير مقارنات وتناقضات بين ما يدعيه الأمريكيون بواجب تحقيق العدالة واحترام حقوق الإنسان أينما كان هذا الإنسان. فالقوات الأمريكية ذهبت غازية إلى العراق بدافع حماية الإنسان العراقي من بشاعة صدام ونظامه الدكتاتوري، ودخلت أفغانستان بحجة حماية مواطنيها من الإرهاب الدولي والتطرف الإسلامي. وتنادي بعقوبات ضد الحكومة السودانية بدعوى أنها تنتهك حقوق أهل دارفور وتثير الدنيا ولا تقعدها بتقاريرها السنوية حول انتهاكات حقوق الإنسان في العالم العربي والإسلامي، وهي لا تريد أن تنصت إلى خبراء القانون الدولي واتهاماتهم حول انتهاكات مسؤول عنها قادة كبار ووزراء سابقون ومسؤولون في الأجهزة السرية بتعذيب العراقيين في معتقل أبو غريب والعرب في غوانتانامو الذين بقوا هناك من دون محاكمات أكثر من ست سنوات، وما زالت الأغلال تقيد أرجلهم وقطع سوداء تعصب أعينهم وشرائط بلاستيكية تكمم أفواههم.
التعذيب أعلى مراحل الانتهاكات الإنسانية، لأنه يهوي بالإنسان إلى الحضيض ويسلب منه كرامته ويهدر قيمته ويؤذي اَدميته.
فتحية إلى الضمائر الحية التي تعمل من أجل خلو العالم من الانتهاكات والتعذيب وجرائم الحرب وهدر الاَدمية وسلب الكرامة ونزع السيادة. .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
تركيا وحزب العمال الكردستاني
نزيه القسوس
الدستور الاردن
يبدو أن الحكومة التركية مصممة على كسر شوكة حزب العمال الكردستاني مهما كلف الثمن وإذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن فإن التوغل التركي في شمال العراق قادم لا محالة إن عاجلا أو آجلا لأن مسلحي هذا الحزب الذين يتواجدون في جبال كردستان ما زالوا يواصلون إعتداءاتهم على الجيش التركي وحتى بعد أن أعطى مجلس النواب التركي الضوء الأخضر للحكومة لشن هجمات على مسلحي هذا الحزب قام مسلحوه بشن غارة على الجنود الأتراك المتواجدين على الحدود التركية العراقية وقتلوا عددا من هؤلاء الجنود ولا يزال ثمانية جنود في عداد المفقودين ..
يعتقد المراقبون والمحللون السياسيون بأنه من حق تركيا الدفاع عن وحدة أراضيها وسيادتها وهي الآن على أتم الاستعداد لذلك ويخطىء من يظن بأن الولايات المتحدة ستضغط على الحكومة التركية كثيرا لثنيها عن التوغل داخل الأراضي العراقية وذلك لأن تركيا عضو مهم في حلف شمال الأطلسي كما أنها حليفة لأمريكا منذ سنوات طويلة فهي تدخلت لتأجيل التوغل التركي لإعطاء مجال للجهود الدبلوماسية لحل مشكلة حزب العمال الكردستاني .
الزعماء الأكراد في شمال العراق غيروا من لهجتهم بعد أن شعروا بأن الحكومة التركية جادة في إصرارها على كسر شوكة مسلحي حزب العمال الكردستاني لأنهم قبل ذلك كانوا يساعدون أعضاء هذا الحزب وقد طلبت تركيا قبل مدة غير بعيدة من الرئيس العراقي جلال الطالباني تسليمها قادة هذا الحزب الذين يتواجدون في شمال العراق إلا أنه رفض هذا الطلب .
يوم الثلاثاء الماضي قام وزير الخارجية التركي بزيارة للعراق لبحث الوضع على الحدود التركية العراقية وقد استعدت الحكومة العراقية على لسان وزير خارجيتها الطلب من أعضاء حزب العمال الكردستاني مغادرة الأراضي العراقية واعتبرت حزبهم حزبا إرهابيا لكن المراقبين يعتقدون بأن هذا الاعلان لا يكفي ويجب تسليم قادة هذا الحزب لتركيا وإذا لم يتم ذلك فإن تركيا ستقوم بالعملية العسكرية المرتقبة داخل العراق .
الرئيس السوري بشار الأسد أعلن خلال زيارته لتركيا بأنه يؤيد أي عملية عسكرية تقوم بها تركيا داخل العراق لأن من حق هذه الدولة الدفاع عن أراضيها وحماية جنودها وشعبها من هجمات حزب العمال الكردستاني بينما رأت إيران ضرورة اللجوء إلى الحل الدبلوماسي لحل هذه المشكلة .
يبدو أن تركيا لن تقبل هذه المرة بالحلول الوسط وترفض رفضا قاطعا التفاوض مع قادة حزب العمال الكردستاني ولن تقبل إلا باجتثاث جذور هذا الحزب ووقف اعتداءاته على الأراضي التركية وإذا تأخرت العملية العسكرية التركية لبعض الوقت إلا أنها قادمة لا محالة ويعتقد بعض المراقبين السياسيين والمحللين بأن القوات الأميركية في العراق ستشارك في هذه العملية للقضاء على حزب العمال الكردستاني وتدمير قواعده داخل العراق ومع ذلك فإن السياسيين الأتراك ما زالوا يفضلون الحل الدبلوماسي على الحل العسكري إذا كان هذا الحل سيؤدي إلى وقف النشاط العسكري لحزب العمال الكردستاني
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
أين العروبة والإسلام في ضرب شمال العراق؟
أحمـد المرشـد
الشبيبة عمان
مواقف عديدة أعلنتها سوريا خلال الأيام القليلة الماضية أثبتت من خلالها أو هكذا يكون تقييمنا نحن لها إنها ابتعدت عن الحكمة والرؤية السياسية الصائبة..هذا المواقف ارتبطت بالعراق والفلسطينيين واللبنانيين. الموقف واضح تجاه الفلسطينيين سواء معارضة أو سلطة وطنية، وكذلك الحال مع اللبنانيين الذين ينقسمون الي معارضة تؤيدهم دمشق ويؤيدونها وبين أغلبية أو أكثرية ترفض المواقف السورية.
أما الجديد، فهو موقف سوريا من العراق وخاصة تجاه فكرة تقسيمه الذي تقول عنها دمشق إنها ترفضها تماما، بيد أنها – أي سوريا - وافقت تركيا علي ضرب شمال العراق لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني المحظور تركيا.
فمعارك تركيا ضد خصومها ، كانت دوما شأنا داخليا ، وتنطلق أولا وقبل كل شيء من مصلحتهم "القومية " ولا حساب لهم سوي مصلحتهم كدولة تركية ، بعيدا عن نوعية وطبيعة الحزب الحاكم ، إسلاميا كان أم غير ذلك، والمسألة الكردية هي جزء من تلك القضايا، التي لا خلاف قومي كبير حولها وعليها، خصوصا حزب العمال الكردستاني وجناحه المسلح. ولذا فقرار الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان وبرلمان تركيا تحضيرا لحملة عسكرية ضد شمال العراق، هو ترجمة للتوافق القومي التركي، خاصة الجيش الذي يعد "القوة الفاعلة " في الحياة السياسية.
والتهديد التركي باجتياح عسكري لدولة مجاورة، ليست المرة الأولي وهي ليست سابقة، إذ أن تركيا هددت باجتياح عسكري واسع ضد سوريا، في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، إذا لم يتوقف دعم دمشق لمقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذي انتهي بطرد زعيم الحزب، عبد الله أوجلان، وتفكيك القواعد العسكرية لحزب العمال مقابل وقف التهديد. وكان للأسد – الأب - ما أراد وأخذت تركيا ما أرادت بفعل التلويح باستخدام القوة العسكرية وسجلت نجاحا خاصا في حينه. فالجيش التركي المؤيد من أمريكا وإسرائيل ، احتفل بنجاحه باعتباره وجه ضربة الى " الهيبة " السورية، بعيدا عن وصف البعض لها بالحكمة السياسية.
ويبدو أن النجاح التركي ضد سوريا آنذاك، قد وضع قواعد عسكرية جديدة فكان قرار أنقرة الأخير باجتياح شمال العراق أو شن عمليات عسكرية من آن لآخر.
ولكن المثير هنا ، لماذا يقوم الرئيس بشار الأسد (الابن) بتأييد القرار التركي الذي لا يشكل " مصلحة قومية " للعرب، وهو ليس تكريسا لهوية العروبة والإسلام وإنما تعبير قومي تركي تجاه أقلية تركية، بعيدا عن التوافق أو اللا توافق مع مواقفها.
فليس لنا كعرب مصلحة بتأييد تركيا بعملها العسكري، فذلك سابقة خطيرة، تعطي الحق لكل من يعتقد أن هناك قلاقل من الجوار، لابد من حسمها العسكري، وسوريا من أكثر الدول التي واجهت وتواجه مثل هذه " الادعاءات"، وعلي سبيل المثال ادعاء العراق والولايات المتحدة بأن دمشق تسمح بتسلل انتحاريين الي العراق لشن عمليات تفجير ضد مدنيين وعسكريين.. وكذلك اتهام لبنان الرسمي لسوريا بعمل قلاقل داخل لبنان ومن شأن هذه القلاقل عدم التوصل الي تسمية رئيس لبناني جديد حتي الآن. والسؤال: لماذا تسرع الرئيس السوري خلال زيارته لتركيا بهذا التأييد غير المبرر، فهل هو استمرار لصفقة أوجلان السابقة ، أم مقدم حساب لدور تركي بين إسرائيلي ـ أمريكي من جهة وبين سوريا من جهة أخري .
موقف غير مفهوم وهو ضار قوميا وسياسيا لنا كعرب وكدول ذات مصالح إقليمية وخير المستفيدين منه لاحقا، إسرائيل والمخطط الأمريكي الخاص بالاستيلاء على المنطقة بالكامل وتقسيمها علي مراحل.
وفي الوقت الذي اتخذت فيه سوريا هذا الموقف الذي يعتبر ضد العراق بكل المعاني والقيم، نراها أعلنت عن تنظيم مؤتمر للفصائل المعارضة الفلسطينية يحتج على المؤتمر الدولي المزمع أن تدعو إليه الولايات المتحدة. وهذا الموقف السوري دفع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الى إعلان رفضها لعقد مؤتمر سياسي لمناهضة المؤتمر الدولي في عاصمة عربية، معربة عن" أملها " في ألا تعمل أي جهات إقليمية على احتضان مثل هذه النشاطات المناهضة للشرعية الفلسطينية حرصا على العلاقات الأخوية القائمة على التكافؤ والمساواة والتضامن القومي. ووجه أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه، انتقادات شديدة لهذا المؤتمر وقال في تصريحات له: "إنه مؤتمر خزعبلات مضحك يراد الإعداد لعقده في دمشق تحت رعاية وإشراف الإخوة السوريين". وبعد أن طالب عبد ربه الداعين للمؤتمر إلى طي صفحة هذا المؤتمر، قال: " إننا لن نقبل أن يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى فقد جرت محاولات قبل نحو 20 إلى 30 عاما لشق الصف الفلسطيني وفشلت، كما جرت محاولات للمزايدة على الموقف الوطني الفلسطيني وفشلت كل هذه المحاولات وستفشل مرة أخرى.. فنحن لم نعد ورقة بيد أي نظام ولن نقبل أن نصبح ورقة بيد أي نظام سواء إيران أو سوريا أو غيرهما" .
انتهى كلام عبد ربه ، ولكن لم ينته الموقف العدائي بين سوريا من جانب والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير من جانب آخر. . لماذا؟. لأنه كان يفترض أن تنأي سوريا بنفسها عن عقد هذا المؤتمر المعارض للاجتماع الذي دعت إليه الولايات المتحدة، حتى وإن كانت دمشق نفسها ترفضه رسميا وإعلاميا. لأن سوريا وحسبما أعلن رئيسها بشار الأسد أن هذا الاجتماع لن يفيد أو يحل قضايا المنطقة.
ولبنانيا.. كل شيء يدل على أن سوريا لا تزال حتى الآن تفضل الفراغ الرئاسي في لبنان على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن دمشق لا تضمن انتخاب رئيس موال لها أو مقبول منها. ويبدو أن دمشق تعتقد أن الفراغ قد يأتي بهذا الرئيس من خلال تشكيل حكومة تشرف على انتخابات نيابية مبكرة وتكون نتائجها لمصلحة حلفائها في لبنان. ويدل هذا الموقف السوري على أن دمشق لا تبالي بالدعوات وبالرسائل التي توجه إليها حول وجوب المساعدة على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، ولا بالتهديدات والضغوط، ..و بدا أيضا وكأن سوريا قادرة وحدها على تحدي دول العالم وعدم الاستجابة لإلحاحها على إجراء هذه الانتخابات والحؤول دون حصول فراغ. E-Mail: amurshed@batelco.com.bh
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
الأزمة التركية العراقية تهدد أمن المنطقة
حسين عبد الرازق
الوفد مصر
شهدت العلاقات التركية العراقية توترا ملحوظاً خلال الأسابيع القليلة الماضية رغم حرص الجانبين علي تأكيد علاقات حسن الجوار والمصالح المشتركة بينهما، والذي بدا واضحا في سلسلة من الزيارات واللقاءات الرسمية والاتفاقات. في شهر أغسطس الماضي قام نوري المالكي رئىس وزراء العراق بزيارة تركيا، ووقع مع نظيره التركي »رجب طيب اردوجان« بروتوكول تعاون لمكافحة الارهاب، ثم وقع وزير داخلية العراق »جواد البولاني« يوم الجمعة 28 سبتمبر
اتفاقية أمنية مع وزير داخلية تركيا »بشير آتالاي« تنص علي »محاربة المتمردين الاكراد الترك في كردستان العراق.. ومنع تحرك المنظمات الارهابية خصوصا حزب العمال الكردستاني »التركي« الذي يتخذ من شمال العراق نقطة انطلاق في حربه المعلنة منذ عام 1984 من اجل انفصال المناطق الكردية عن تركيا وتأسيس دولة كردية«، واوضح آتالاي ان الاتفاق ينص ايضا علي تعاون قضائي ضد الارهاب، وتضافر الجهود لوقف تمويل المجموعات الارهابية ونشاطاتها اللوجستية والدعائية، »لكن البلدين لم يتوصلا الي توافق حول بند ينص علي تعزيز التعاون في المناطق الحدودية بين تركيا والعراق، وان المفاوضات في هذا الشأن ستتواصل«، وكان نظام صدام حسين قد ابرم مع تركيا اتفاقا يسمح بتوغل متبادل للقوات العراقية والتركية بعمق 50 كلم داخل حدود الدولة الاخري لملاحقة الجماعات الكردية المسلحة وسقط هذا الاتفاق بسقوط النظام السابق في العراق.
وفي يوم 16 أكتوبر الحالي، وبعد ترأس المالكي اجتماع »خلية أزمة« لدراسة التطورات الأمنية علي الحدود العراقية التركية وتشكيل وفد عراقي سياسي أمني علي مستوي عال للسفر الي تركيا، اجري المالكي اتصالا هاتفيا مع اردوجان أكد فيه علي ضرورة مباشرة العمل بالاتفاقات الامنية الموقعة بين البلدين وتفعيل عمل اللجنة الثلاثية »العراقية - التركية - الأمريكية«.
ووصل الي انقرة في نفس اليوم »طارق الهاشمي« نائب رئىس الجمهورية العراقية قادما من عمان، حيث التقي فور وصوله بالرئىس التركي عبدالله جول ورئىس وزرائه اردوجان، في زيارة لم تكن مقررة من قبل، وأعلن الهاشمي في ختامها عن توقيع مذكرة تفاهم عراقية تركية تتضمن منح الحكومة العراقية فرصة زمنية لمنع النشاطات الارهابية عبر الحدود، وقال: »اذا لم تتمكن الحكومة العراقية من القيام بمسئولياتها فسيحق لتركيا عندئذ ان تفعل ما هو ضروري لحماية مصالحها«.
وأعلن الرئىس العراقي جلال طالباني أن اجتماع دول جوار العراق المقرر عقده في اسطنبول سيلتئم في موعده في 2 و3 نوفمبر القادم، وسيساعد في توضيح المواقف وازالة اي توتر طارئ في العلاقات العراقية التركية.
والسبب الكامن وراء هذا التوتر يرتبط بقضية اكراد تركيا الذين يطالبون بالاعتراف بحقوقهم القومية بينما السلطات التركية لاتعترف بوجود قومية كردية أصلا وتطلق عليهم »أتراك الجبل« وهو ما ادي لظهور »حزب العمال الكردستاني« في تركيا وخوضه غمار كفاح مسلح من أجل انفصال مناطق الاكراد عن تركيا، وقد بدأ العمل المسلح عام 1984 ومازال مستمراً حتي الآن، وفشل الجيش التركي طوال هذه الفترة في القضاء علي هذا الحزب وحركته المسلحة، ولكن هذا النزاع المسلح تسبب في سقوط 37 الف قتيل خلال هذه الفترة - بينهم 200 قتيل هذا العام - ونزوح 3500 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني الي المنطقة الكردية في العراق وتحصنهم في الجبال هناك وقيامهم بعمليات عسكرية ضد الجيش التركي انطلاقا من الحدود العراقية - كما تقول المصادر التركية - وطوال الاعوام الماضية - خاصة في تسعينيات القرن الماضي - شنت تركيا عمليات توغل عسكري بانتظام في العراق، وضمت قواتها مدرعات ومشاة وطائرات وقذفا بالمدفعية محاولة القضاء علي مقاتلي »متمردي« حزب العمال الكردستاني، وتراجعت العمليات التركية وأصبحت محدودة للغاية عقب الاحتلال الامريكي للعراق في ابريل ،2003 وتقول السلطات التركية ان »متمردي« حزب العمال يستخدمون شمال العراق كقاعدة خلفية لشن عمليات عسكرية في جنوب شرقي تركيا، وأنهم يحظون بدعم اكراد العراق او علي الاقل يتساهلون معهم ويمدونهم بالسلاح والمتفجرات.
وفي مطلع هذا الشهر عقد رئيس الوزراء التركي اجتماعا للمجلس الاعلي لمكافحة الارهاب، واتخذ المجلس قرارا باعطاء ضوءا اخضر للقوات المسلحة التركية بملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي العراقية، وقال بيان المجلس ان »الاوامر والتعليمات اللازمة صدرت للمؤسسات المعنية.. ليتم اتخاذ الاجراءات القانونية والاقتصادية والسياسية، وبينها عند الضرورة عملية عبر الحدود ضد المنظمة الارهابية في بلد مجاور«، واتخذ هذا القرار بعد ضغوط هائلة علي حكومة اردوجان من المعارضة البرلمانية والصحافة والقوات المسلحة والرأي العام لتصعيد حربها ضد حزب العمال الكردستاني وارسال الجيش الي داخل الاراضي العراقية لضرب قواعده في كردستان العراق، وأعلن أردوغان في 10 أكتوبر ان حكومته تعد مذكرة لعرضها علي البرلمان تفوض الجيش التركي بشن حملة علي المتمردين، وستكون جاهزة للمصادقة عليها بعد عيد الفطر، واكد أردوجان ان هناك توافقا بين الحكومة والجيش علي ان تكون العملية العكسرية مؤثرة - وقوية ولكن قصيرة، وألا تكون واسعة النطاق كما حصل عامي 1991 و1996 عندما دخل اكثر من اربعين الف جندي تركي الي شمال العراق حينها، واستعدت الحكومة لتمويل هذه العملية العسكرية المحتملة بالتضييق علي اقليم كردستان العراق من خلال اغلاق بوابة ابراهيم الخليل الحدودية بين البلدين وقطع امدادات الكهرباء والنفط المكرر واغلاق الاجواء امام الطائرات الكردية المتجهة او القادمة الي الاقليم عبر الاجواء التركية، ورجحت ألا تقدم تركيا علي اي اجراء عسكري قبل انتهاء اعمال مؤتمر دول جوار العراق الذي سيعقد في 2 نوفمبر باسطنبول بحضور الولايات المتحدة، وبعد زيارة اردوجان للولايات المتحدة ولقاء الرئىس الامريكي جورج بوش، بينما راهن البعض علي ان التهديد باستخدام القوة قد يؤدي الي التوصل لحل وسط سياسي بالاتفاق مع حكومة اقليم كردستان العراق يؤدي الي طرد او تسليم قيادات حزب العمال الكردستاني، كما حدث من قبل عام 1999 مع دمشق عندما ادى التهديد التركي لسوريا الي طرد عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني الي خارج سوريا، ومن ثم وقوعه في النهاية في يد السلطات التركية والحكم عليه وسجنه.
وقال رئىس الوزراء التركي »علي القيادة المركزية العراقية وقيادة منطقة الحكم الذاتي في شمال العراق ان تبنيا سياجا سميكا بينهما وبين المنظمة الارهابية.. والعاجزين عن النأي بأنفسهم عن الارهاب لن يكونوا بمنأى عن الآثار السلبية لعمليات مكافحة الارهاب«، وتتهم تركيا قوات البشمركة التابعة لمسعود برزاني رئىس اقليم كردستان العراق، بغض النظر عن نشاطات حزب العمال وتزويده بأسلحة وذخائر حصل علي جزء منها من قوات الاحتلال الامريكي في العراق.
ورغم ان بعض الاصوات المعارضة للحل العسكري في تركيا بين النواب الاكراد وعدد من نواب »حزب العدالة والتنمية« ذوي الاصول الكردية بدأت ترتفع فقد اقر البرلمان التركي يوم 17 أكتوبر السماح للحكومة بارسال قوات للعراق لمطاردة المتمردين الاكراد، وجاءت الموافقة بأغلبية كبيرة حيث صوت 526 نائبا من 550 لصالح القرار ولم يصوت ضده الا 19 نائبا، وقد صوت نواب المعارضة القومية والعلمانية لصالح القرار.
ولا يهدف هذا القرار واحتمال دخول الجيش التركي لشمال العراق الي مجرد توجيه ضربة الي قواعد مقاتلي حزب العمال الكردستاني او القضاء عليهم في احسن الاحوال، فالمحللون يرون ان هناك اهدافا اخرى »جيو- سياسية« اكثر أهمية، فالاتراك يعارضون وجود حكم ذاتي في اقليم كردستان العراق ويخشون من قيام دولة كردية مستقلة فيه في ظل الاوضاع المتفجرة في العراق بعد الاحتلال الامريكي، وأثر ذلك علي اكراد تركيا وايران وسوريا« من هنا فان عبور الحدود الي كردستان، حتي لو كان العبور محدودا، فهو بمثابة رسالة الي الاكراد والامريكيين بأن هناك »حدودا« للقبول التركي بالوضع القائم، كما ان هذا العبور يجعل القوات التركية في حال يمكنها من السيطرة اذا خرجت الامور في العراق عن السيطرة«.
وذكرت الصحف التركية منذ ايام ان اعدادا كبيرة من الجنود انتقلت الي المناطق الحدودية التركية مع العراق، وان اعداد الجنود المنتشرين في المناطق الاستراتيجية الحدودية تتراوح بين 60 الفا و100 الف جندي.
وزاد الموقف اشتعالا العملية العسكرية التي قام بها مقاتلو حزب العمال الكردستاني ضد الجيش التركي في منطقة جبلية قرب الحدود العراقية يوم الاحد 7 أكتوبر، وقتل فيها 13 جنديا تركيا، اضافة الي مقتل تركيين آخرين، ثم عملية اخري فجر الاحد 21 أكتوبر بجنوب الاناضول قتل فيها 17 جنديا تركيا وجرح 23 اخرون، واستمرت المواجهات الي ما بعد الظهر خلال مطاردة الجيش التركي لمقاتلي حزب العمال بمشاركة المروحيات القتالية والمدفعية الثقيلة »التي قصفت 36 هدفا بالتنسيق مع الوحدات المقاتلة«.
وقال اردوجان »الامر الذي سيرضينا من العراق هو اغلاق جميع معسكرات حزب العمال الكردستاني بما في ذلك منشآت التدريب الخاصة بهم، وتسليمنا زعماء الارهابيين« ولكن جلال طالباني قال: ان ما نستطيعه هو ادانة الاعمال التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني، »لكن لاتتوافر لنا القوات الكافية لارسالها الي جبال قنديل لاخراجهم منها، اضافة الي اننا بحاجة لقواتنا لتوفر الامن في شوارع بغداد ومحاربة الارهاب.. وكيف نستطيع القبض علي القياديين وهم موجودون في الجبال ومعهم الاف الرجال، الجيش التركي بكل قواه »وهو ثاني اكبر جيش في حلف الناتو« لايستطيع ذلك، فكيف ننجح نحن؟!« واصدرت الحكومة العراقية قرارا باغلاق مكاتب حزب العمال في العراق.
واثار الموقف التركي والتهديد بالتوغل العسكري شمال العراق ردود افعال قوية في العراق عامة وفي كردستان خاصة.
فعقب الاعلان عن توقيع الاتفاق الامني بين العراق وتركيا اعلن اللواء جبار ياور المتحدث باسم وزارة البشمركة في حكومة اقليم كردستان العراق ان »توقيع وزير الداخلية العراقية جواد البولاني اتفاقا يتيح للجيش التركي اجتياح كردستان يعتبر تهديدا مباشرا لسيادة البلاد وعودة لاتفاقات النظام العراقي السابق مع تركيا.. ويعتبر الاتفاق مصدر تهديد للبلاد وتهديدا لاستقرار المنطقة«، واكد جمال عبدالله المتحدث باسم حكومة اقليم كردستان رفض الاتفاق »واي اتفاق لايكون الاكراد شركاء فيه، فحكومة الاقليم لايمكن ان تكون اداة لتنفيذ اتفاقات لاتكون طرفا في مناقشتها وابرامها«.
وعقد المجلس الاعلي للأحزاب السياسية في اقليم كردستان اجتماعا في اربيل عاصمة الاقليم برئاسة مسعود البرزاني رئىس الاقليم، اعلن خلاله ان »اي هجوم عسكري تركي سوف يواجه بمقاومة شاملة من قبل قوات البشمركة الكردية والمقاومة الشعبية«، واضاف جعفر الشيخ مصطفي وزير اقليم كردستان لشئون قوات البشمركة »ان لغة التهديدات التي تنتهجها أنقرة أمر مرفوض تماما من جانب حكومة الاقليم التي تري ان الاسلوب الانجح والانجع لحل مشكلة حزب العمال هو التفاوض المتمدين والحوار الدبلوماسي وليس اطلاق التهديد والوعيد.. والجيش العراقي هو المسئول دستوريا عن الدفاع عن اراضي اقليم كردستان باعتبارها جزءا من الاراضي العراقية، وستكون البشمركة الظهير المساند للجيش العراقي«.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده في اربيل الزعيمان الكرديان »جلال طالباني« رئىس الجمهورية العراقية و»مسعود برزاني« رئىس اقليم كردستان، تعهد الزعيمان بالدفاع عن كردستان في حال تعرض الاقليم لأي اعتداء وجددا رفضهما تسليم اي من قادة وعناصر حزب العمال الكردستاني لتركيا او اي كردي.. ولوقطة كردية« ودعا الزعيمان تركيا الي حل مشكلة التمرد الكردي عبر الحوار، وطالب الرئىس العراقي مقاتلي الحزب بالقاء اسلحتهم او مغادرة العراق، واضاف برزاني ان اقليم كردستان لن يقف الي جانب اي طرف في النزاع بين الكردستان وانقرة »واذا اصرا علي القتال فلن نكون طرفا الا اننا سندافع عن انفسنا في كل الاحوال«.
وفي بغداد دعا مجلس النواب الحكومة التركية الي الاحتكام للعقل وتغليب الحوار علي الخيار العسكري، واكد رفضه التهديدات التركية، واعلن المالكي رئىس وزراء العراق ان الحكومة العراقية لن تقبل بالحلول العسكرية وستقوم بـ »منع كل النشاطات الارهابية التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني التركي ضد تركيا«.
وحذرت »هيئة علماء المسلمين« من النتائج الوخيمة لأي اجتياح تركي لشمال العراق، وضرورة »البحث عن خيارات اخري لوقف نشاط عناصر حزب العمال وتجنيب الاكراد ويلات الحرب التي عانى منها العراقيون بعد الغزو الامريكي، ودعا البرلمان العراقي الامم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي للتدخل بشكل عاجل لحض الاتراك علي عدم اللجوء الي الحل العسكري، وطالب القوات المتعددة الجنسية والقوات الأمريكية التي تحتل العراق الي القيام بمسئوليتها في الدفاع عن البلاد طبقا لقرارات مجلس الامن، وأعلنت كل القوى والاحزاب والاتجاهات السياسية العراقية رفضها للتهديدات التركية من »عبد العزيز الحكيم« رئىس الائتلاف العراقي الموحد الي التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر.
وفي الوقت الذي قالت فيه الخارجية الروسية انها تتفهم قلق السلطات التركية بشأن موجة الهجمات الارهابية.. »غير انه عند اخذ الحساسية الشديدة لمشاكل المنطقة في الاعتبار، فاننا نحث كل اطراف الصراع علي اظهار اقصى قدر من ضبط النفس«، واعلن الرئىس الامريكي جورج بوش انه ليس من مصلحة انقرة ارسال جنودها الي شمال العراق »وفي واقع الامر لدي تركيا قوات متمركزة في العراق منذ بعض الوقت« مشيرا الي وجود 4 قواعد عسكرية تركية في كردستان منذ عام ،1997 ودعا الامين العام لحلف الاطلنطي تركيا الي ضبط النفس واعلن وزير خارجية فرنسا رفضها الشديد لأي تدخل خارجي في العراق.. اعلن الرئىس السوري بشار الاسد تأييده لقيام الجيش التركي بعملية عسكرية في الاراضي العراقية تستهدف مواقع متمردي حزب العمال الكردستاني، كما ايدت ايران الموقف التركي، واعلنت اسرائىل دعمها لقيام تركيا بعمليات عسكرية خارج حدودها.
وكما يبدو فلا يوجد اي حل في الافق، وفرضت الحكومة التركية منذ ايام عقوبات علي اقليم كردستان، واحتمال العمل العسكري مازال قائما بكل آثاره السلبية علي استقرار العراق والمنطقة كلها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
تداعيات أميركية
احمد عمرابي
البيان الامارات
تداعيات الاحتلال الأميركي للعراق لدى ما يقارب السنوات الخمس حتى الآن داخل العراق وعلى مستوى المنطقة لا تزال تتفاعل أمام أعيننا. لكن لعل أشدها خطورة فتح فرص جديدة لتمديد السيطرة الإسرائيلية في أنحاء العالم العربي والإسلامي. وأحدث الأخبار تنبئ عن فرق من خبراء أمنيين إسرائيليين تقوم بخدمة حكومة كردستان العراق.
هذه الرواية وردت في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية نقلا عن «مصدر رفيع في الحكومة التركية» على حد قول الصحيفة، ورغم أن الحكومة الإسرائيلية نفت هذه الرواية إلا أن الصحيفة تقول إن هذا النفي يهدف إلى عدم حدوث احتكاك بين إسرائيل وتركيا.
وكرد على المسؤولين الإسرائيليين أكدت الصحيفة على أن الحقائق تشير إلى أنه على مدى سنتين تقريبا ظلت شركات أمنية إسرائيلية تساعد حكومة الأكراد في الشمال العراقي من خلال خدمات عشرات من الخبراء الأمنيين والمقاتلين الإسرائيليين الذين توظفهم هذه الشركات.
ولا يقتصر الأمر على المشورة الأمنية ـ تقول الصحيفة الإسرائيلية ـ بل إن الحكومة الإسرائيلية نفسها تزود حكومة كردستان بشحنات أسلحة منتظمة.
والسؤال الذي يطرح هو: هل كان لهذا التعاون الإسرائيلي مع الأقلية الكردية في العراق أن يحصل لولا أن العراق نفسه فقد سيادته الوطنية على كردستان بسبب إخضاعه لاحتلال بواسطة قوة عظمى هي الشريك الاستراتيجي الأعظم للدولة اليهودية خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن القيادة الكردية تطرح نفسها كقوة معادية للعرب والمسلمين؟
ومما يثبت هذا التعاون بصورة حاسمة وقاطعة أن مسؤولين في الحكومة التركية وأجهزتها الاستخباراتية طرحوا المسألة صراحة على المسؤولين الإسرائيليين. وبلغ الأمر ذروته في لقاء جرى بين رئيسي الحكومتين أثناء وجودهما في لندن خلال الأسبوع الجاري. مما يوحي بأن الدعم الإسرائيلي اتسع نطاقه ليشمل مساعدة أكراد تركيا في حربهم مع الجيش التركي.
وبطبيعة الحال فإنه ما كان لقادة كردستان العراق أن تبلغ بهم الجرأة إقامة جسر بين إسرائيل وحزب العمال الكردستاني التركي دون اكتراث باستفزاز الدولة التركية لولا أن حكومة كردستان باتت واثقة من اعتمادها على الظهير الأميركي الذي ينشر سيطرته الاحتلالية على العراق.
نعلم أن الاحتلال الأميركي ارتد بالعراق إلى العصر الحجري بحيث إن هذا البلد العربي العظيم انتهى كدولة. لكن الكارثة لم تقتصر على الشعب العراقي. فالعراق انتهى أيضا كرقم مهم في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي.
ونعلم أيضا أن تداعيات التدمير الأميركي للعراق كشعب متماسك النسيج أفرزت فتنة طائفية دينية ذهبت بوشائج الانتماء القومي العروبي مع اشتعال حرب أهلية بين الشيعة والسنة. وهي فتنة قد تمتد بتوالي التداعيات إلى خارج العراق لتشمل بقعا أخرى في العالم العربي والإسلامي.
مع ذلك. ومع عدم التقليل من خطورة تداعيات الاحتلال الأميركي فإننا ينبغي أن نسائل أنفسنا كعرب ومسلمين عما إذا كنا مشاركين في الجريمة الأميركية الإسرائيلية
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
حرب الآخرين" على أرض العراق ...
د. عصام نعمان
الخليج الامارات
عانى لبنان على مدى خمس عشرة سنة من “حرب الآخرين” على أرضه، وما زال. “الآخرون” كثر، بينهم عرب وأجانب، قريبون وبعيدون. غير أن حرب الآخرين ما كانت لتقع لولا أن اللبنانيين أشعلوا فتيلها فيما بينهم ثم “استعانوا” بغير اللبنانيين لشدّ أزر بعضهم على بعضهم الآخر، قبل أن ينتهي معظم المتقاتلين وكلاء وأجراء عند الآخرين ووقود حربهم في لبنان وعليه.
يبدو أن العراق يتجه إلى مصير مشابه للبنان إن لم يكن قد أصبح في قلب حمأته منذ سنوات. صحيح أن الولايات المتحدة خططت منذ عقود للسيطرة على بلاد الرافدين طمعاً بنفطها الذي يشكّل احتياطه الأكبر في العالم، وفرضت سياسة “الاحتواء المزدوج” على العراق وإيران في الوقت نفسه، إلا أنها ما كانت لتنجح في تنفيذ مخططها العدواني لولا أن صراعات الجماعات والقوى العراقية منحتها فرصاً كثيرة، والصراع بين العراق وإيران ضاعف تلك الفرص ومكّن إدارة بوش من الانقضاض على الحلقة الأضعف قبل محاولة الأمر نفسه، بشكل أو بآخر، مع الحلقة الأقوى.
إذا كانت “حرب الآخرين” قاسما مشتركاً بين لبنان والعراق، إلاّ أنها ليست هي نفسها في الساحتين نظراً للاختلاف الساطع في هوية اللاعبين وأغراضهم ومستويات قدراتهم وأساليبهم ومطامعهم. ولعل أبرز الفوارق بين الحربين أن معظم “الآخرين” في حرب لبنان تحاربوا بالواسطة من خلال اللبنانيين والفلسطينيين، في حين أن “الآخرين” في حرب العراق يتحاربون بالواسطة وبالمواجهة معاً، وقد تنتهي الحرب العراقية الى مواجهة بالغة السخونة بين أبرز اللاعبين: الولايات المتحدة وإيران.
ماذا عن اللاعب العربي واللاعب التركي؟ الواقع ان اللاعب العربي - سواء كان سورياً أو سعودياً - يشارك في الحرب بواسطة “آخرين” عراقيين وغير عراقيين. وقد يأتي يوم يجد اللاعب السوري نفسه مضطراً الى التعاون مع اللاعب الإيراني ليردّ عنه اللاعب “الإسرائيلي” الذي درّبه اللاعب الأمريكي وجهّزه بكل مستلزمات “اللعب”. أما اللاعب التركي فقد وجد نفسه أخيراً منخرطاً في اللعبة على غير رغبةٍ منه وعلى قدر كبير من الارتباك. لماذا؟ لأن حليفه اللاعب الأمريكي فاجأه بتسهيلات وافرة قدّمها للاعب الكردي الذي بات يتدرب ويتجهّز في الملعب العراقي ثم يتسلل منه إلى الملعب التركي ويمارس فيه شتى فنون الألعاب.
ترى، ألم يخطر على بال اللاعب الأمريكي أن خبر دعمه للاعب الكردي سيصل إلى مسامع اللاعب التركي وأن نتائج هذا الدعم ستظهر على أرض الملعب التركي عاجلاً أو آجلاً؟ أم أن اللاعب الأمريكي وضع ذلك في حسابه ولم يتراجع عن مخططه لاعتقاده أن مكاسب الإقدام على المغامرة تفوق محاذير الإحجام عنها؟
يقدّر جورج بوش وتضحك الأقدار. فقد قدّر أنه سيلعب ويفوز في أفغانستان في مدى أشهر معدودات، وها هو يعاني في أوحالها منذ سبع سنوات. وقدّر انه سيلعب ويفوز في العراق في مدى أسابيع معدودة، وها هو يغرق في مستنقعاته منذ نحو خمس سنوات. وبالتزامن مع أفغانستان والعراق، لعب بوش بواسطة اللاعب “الإسرائيلي” في فلسطين ولبنان فأخفق وما زال يعاني من ألاعيب لاعبه الأخرق.
من الواضح أن أمريكا خرقت قواعد اللعبة في كل الملاعب التي لعبت فيها أصالةً أو وكالةً، وأخذت تجني الآن الثمار المرّة لألاعيبها الفاجرة. أولى الثمار ستكون في العراق نفسه. فالأكراد ليسوا سعداء لمرأى العم سام الذي ناصرهم وآزرهم ومدّ يد العون لأبناء جلدتهم في تركيا، ينقلب عليهم ويطلب إليهم وقف دعم إخوانهم بل يدعوهم إلى التعاون مع حكومتي بغداد وأنقرة لتصفية وجود هؤلاء في شمال العراق.
الأتراك يتساءلون عن مدلولات دعم أمريكا لمقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي سبق ان اعتبرته إرهابيا. هل عادت واشنطن، تحت ضغط بعض دول أوروبا، عن دعم حملة أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي باستدراجها إلى حربٍ مع مواطنيها الأكراد تؤول الى منع عضويتها في الاتحاد المذكور، وتفتح أبواب تفكيكها إلى عناصرها الاثنية والمذهبية المتعددة في إطار الاستراتيجيا العليا الهادفة إلى تفكيك بلدان العالم الإسلامي وإضعافه؟ ثم، ألا تفضي شكوك تركيا المستجدة بأمريكا إلى تعجيل تقاربها مع إيران، مثلما حدث أخيراً مع سوريا، فتتعاون الدول الثلاث على منع قيام دولة كبرى للأكراد تجمع أقلياتهم الموزعة في أربع دول متجاورة؟ فوق ذلك، ألا يفضي موقف الدول الثلاث من مشروع الدولة الكردية الكبرى إلى تلاقيها في الضغط على أمريكا للانسحاب من العراق تفادياً لمزيد من المؤامرات والتدخلات والمغامرات ضد الدول الإسلامية في المنطقة؟
بات واضحاً أن للولايات المتحدة موقفاً من الإسلام ومخططاً إزاءه، الإسلام بما هو شعوب ودول ومصالح ودين وثقافة. وأنها في صدام مع حكوماتٍ تارةً وجماعات وحركات تارةً أخرى، في معظم الدول الإسلامية، وأن ذلك كله يتسبّب في تحوّلات استراتيجية على مدى العالم بأسره، ولاسيما في منطقة الوسط الإسلامية الممتدة من ماليزيا شرقاً إلى موريتانيا غرباً، ومن دول آسيا الوسطى شمالاً إلى دول القرن الإفريقي جنوباً، مروراً ببلاد العرب من المحيط إلى الخليج.
هذا الصدام بين أمريكا والإسلام، بمدلوله الواسع، سيؤدي إلى خلخلة الوجود والنفوذ الأمريكيين في عالم الإسلام وسيفضي، عاجلاً أو آجلاً، إلى إجلائهما منه سلماً أو حرباً.
إن النخبة القيادية، السياسية والاقتصادية، في أمريكا تدرك هذه الحقيقة البازغة، لكنها ما زالت تراهن على تفكك عالم الإسلام وضعفه النسبي لإبقاء وجودها ومصالحها ونفوذها فيه على شروطها. من هنا تنبع حاجة ناطقة هي وجوب نهوض الإسلام والمسلمين، على الصعيدين الرسمي والشعبي، لمواجهة التحديات الماثلة في سياقِ وعي متجددٍ ومقاربةٍ متكاملة للأحداث والتطوارت، يصار من خلالهما الى تعميق نقاط التلاقي ومعالجة نقاط التجافي في الأفكار والصبوات والمصالح والمشروعات والمناهج والآليات.
ذلك كله ممكن وقابل للتحقيق إذا ما توفرت النيات الصادقة والإرادات الحاسمة ورؤية الحاضر بصيغة المستقبل... وإلاّ فإن حروب الآخرين ستبقى مستعرة على أرض المسلمين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
من قتل المارينز الابطال الثلاث في قاعدة البحرين البحرية ؟ ولماذا منعوا قوات الامن البحرينية من المشاركة في التحقيق؟
علاء الاعظمي
دورية العراق
**عاد المقاتل الصنديد كلارنس جاكسون لتوه من أحد حانات الخمرة المنتشرة في القاعدة الامريكية في دولة البحرين الشقيقة أدامها الله بعزه الوارف بعد إن احتسى كم قنينة من الخمرة المعتبرة التي ذكر تحريمها بالنص على المسلمين وهو يندب حظه العاثر حيث بُلَغ إنه سيذهب في الايام القليلة القادمة الى محافظة الانبار في العراق ليقاتل من اجل الحرية التي جاءت بها الامبريالية ..والخمرة تدور في راسه الكريم وهو يتذكر اخوة واصدقاء ابطال صناد يد من المارينز الامريكية عفرت دمائهم تراب الفلوجة والرمادي وحديثة وسامراء وتكريت والبصرة والمجر في ميسان وبعقوبة حتى جن جنونه لان كل هذا هين امام مقتل الشهيد الباسل ابو ريشه الذي قابل قبل اسبوعين أي اربعة عشرة يوما شيخ الحرية بوش في قاعدة لاتصلها أي قذائف مورتر او انتحاري مكبسل كما يشيع ذلك اخوتنا في جيش المهدي عن الاستشهاديين ..وقتل الشهيد ابو ريشه من قبل احد مرافقيه الذي تزوج على ايدي ابو ريشه ووعده اذا صار عنده ولد سيُسميه ابو ريشه!! تيمنا بالشيخ المحفوظ فكيف بهذا العلج المارينز و فهل سيرحمه العراقيون عندما يتأبط الهمر المحصنة ( من فوك ومن جوه) ليمخر عباب الشوارع في النجف او كربلاء او الديوا نية لينقذ اخوة له يخوضون معارك البسالة من الجنود البولنديين ابناء ليخ فاليسا ..
**عاد هذا الصنديد الى القاعدة المتقدمة التي تضم عشرات الالاف من الامريكيين ما بين قوات البحرية ومشاة البحرية في الأسطول الخامس التي تضم نحو خمسة عشر سفينة وطرادا و حاملة طائرات والجيش الذين يتمركزون في البحرين، في قاعدة "الجفير" العسكرية القريبة من العاصمة المنامة لمقاتلة فلول البعث الصدامي وازلام النظام السابق - الذين منعوا عفيفة اسكندر من الغناء لمناسبة ذكرى ثورة تموز - والتي تضم ايضا مركز قيادة الأسطول الخامس وميناء الاخ سلمان وقاعدة الاخ الفاضل "الشيخ عيسى" الجوية، ومطار المحرق اقول عاد البطل فدخل مضجع صديقته المرحومة المقاتلة إن اناماري سانيكولاس كاماتشو البالغة من العمر عشرون عاما وهي من سكنة ولاية فلوريدا ومعها المرحومة الصنديدة جينيسيا ماتريل جريشما البالغة من العمر 19 عاما من ولاية جورجيا واللتان انضمتا إلى البحرية الأميركية العام الماضي ليساهمن في اكمال المهمة التي لم يتسطع صناديد رجال يتراسهم شيخ فاضل هو بوش الغالي من اكمالها منذ اربع سنوات اقول وجدهن عاريتين ويمارسن .....
فانتفض وقال لا يا ثارات جورجيا ( الولاية وليست الدولة التي يشارك جنودها الفحول في قوات مسلحة لقتال العراقيين في جنوب العراق ) ولا ياثارات فلوريدا امراتان في مضجع واحد ؟؟ومن هن احداهن؟؟!! عشيقته ؟؟!!فصعدت الخمرة في راسه واستل مسدسه وتذكر إن له رفيقا قتل بدم بارد 26 عراقيا في مدينة حديثة وبرأته المحكمة بحجىة تنفيذ قواعد الاشتباك فلماذا لايفض بمسدسه اشتباك المقاتلتين المارينزيتين ؟!!وان له رفاقا انتهكوا اعراض العراقيين في سجن ابو غريب وبُرأوا وإن له زملاء قتلو عراقيين وحرضوا كلابهم على نهشهم امام امهاتهم في مدينة الرطبة وان له زملاء قتلوا عشرات العراقيين في مدينة الاسحاقي في محافظة صلاح الدين مسقط راس صدام حسين وسميت بهذا الاسم تيمنا باسم الفاتح صلاح الدين الذي حرر القدس من مارشال قلب الاسد فلماذا لايقتل هاتين المجندتين ليغسل عار المارينز وعار لورا بوش التي قضت اربعة ايام في الامارات والكويت والسعودية لتقود حملة لحماية صدور اخواتنا وامهاتنا من السرطان ..؟؟ لماذا لايغسل عار امريكا قبل ان تتسلم السيدة العفيفة هيلاري كلنتون الحكم وهي زوجة الزاني كلنتون الذي احتفظ بتنورة عشيقته ثلاث سنوات في خزانة ملابسه لان فيها ذكرى عزيزة عندما ضاجعها على المنضدة الرئاسية التي وقع عليها قرار قصف العراق ب600 صاروخ توما هوك وطا ئرات انطلقت من ارض الحجاز لتضرب العراقيين السنة ومن ارض البحرين لتضرب العراقيين الشيعة والانكى من ذلك اقسم بعرضه وشرفه والعباس (ابو راس الحار )انه لم يضاجعها بل لامس بعض الاماكن الحساسة بها بيده ولكنه لم يسيطر على نفسه !!!
هذا المقاتل كلارنس جاكسون يحمل نفس الاسم للمطرب الامريكي جاكسون الذي اتهم بالتلاطف والممارسة مع طفل قاصر وعندما ارادوا محاكمته هرب إلى دولة البحرين الشقيقة وهنا يبرز التساؤل لماذا يذهب الشواذ الامريكيون سواء مقاتلين او غير مقاتلين الى ارض البحرين وبحرها ؟ (شلون سمعة سيئة تريد الامبريالية تلطيخ العرب بها!!!!!)
**والدة ان ماريا المجندة الامريكية قالت ان ابنتها لاتمارس الشذوذ وهي بطلة أصرت بعد تخرجها ان تقاتل في العراق بنات العمارة وان تفتش نساء الناصرية وان تدخل مخابيء بنات كركوك وان تقتحم فجرا بنات الموصل وان تنزع عباءة بنات الرمادي وان ترفع الغطاء عن بنات البصرة اذا سمح لهن جيش مقتدى عجل الله فرجه وسهل مخرجه النوم فوق السطوح بحجة إن فاطمة الزهراء لم تنام على سطحّ!!!
**وقالت والدة الشهيدة ان مراسيم الدفن ستجرى بشكل يليق بها في ولاية فلوريدا لانها شهيد ة الفراش وستشارك بها سناتورات وسناتو ريين من مجلسي الشيوخ والنواب قبل ان يصوتوا لزيادة دعم القوات الامريكية في العراق
**كما اعلنت الشيخة أُم الشهيدة إن احد شوارع فلوريدا سيسمى باسم ابنتها وستوضع علامة على اوّل الشارع يذكر الاجيال القادمة ان اختهم المارينزية ماتت من اجل الجنس مع رفيقة لها في الايمان والمحبة !!
**اما ام الشهيدة الثانية جينيسيا ماتريل جريشما من جورجيا وهي من اصل اسباني ارادت ان تشارك في قتال احفاد من قتل اجدادها في الاندلس وان تقول ان ملوك الطوائف في غرناطة لن يتًركوا بل على أحفادهم دفع الثمن فانها في صدمة إلى الان بل لاتنطق البته فقط تردد دائما سؤال تقول فيه :-
كيف ياأبنتي البطلة لم تنهين العملية قبل وصول جاكسون ؟هل هذا طمع ام عدم تقدير للوقت؟
**قيادة القوة البحرية العالمية الامريكية التي عبرت قواتها المتجولقة قبل ايام قناة السويس لتلتحق بالركب القتالي قبل مرور عام على استشهاد امام الحج الاكبر صدام حسين وقفت عند موانيء جدة لتشتري ماء زمزم ويوقولون نحن احق به فهو بئر جدنا ابراهيم وهو ابو الانبياء كما يقول الرفيق القذافي اقول اعلنت هذه القيادة نبأ استشهاد المقاتلتين وانتحار البطل والشهم الا انه لم يمت بالحال بل نقل الى احد مستشفيات الشقيقة البحرين وتم نقل دم عربي في شرايينه لغرض انقاذه لانه رمز للمنقذين الامريكيين الذي جاءوا لحماية شيوخ الخليج من صدام حسين الذي حرر الكويت واراد ان يحرر المحرق التي ثلثيها ايرانيون متسللون من بوشهر الايرانية ذات المفاعل النووي الذي يبعد 600 عن طهران ومائة كيلومترا عن دبي ويقول على دول الخليج ان لاتخشى من خطره !!!! كما منعت قوات الامن البحرينية او المشاركة بالتحقيق في الحادث وقالوا لهم :-
ولدنا العود قتل بناتنا المنرفات انتم أشعليكم ؟؟
ورغم الجهود التي بذلها الطاقم الطبي لغاسل عار المارينز الا انه لازال في غيبوبة فسفروه الى المانيا التي جندت هيئتها الدبلوماسية في بغداد ابان الغزو للتجسس على المواقع التي يزورها صدام حسين فاعطت البنتاغون احداثيات مطعم الساعة لانه كان في موقع خلف المطعم الا انه غادر الموقع قبل اربع دقائق ولم يصب بالحادث
** ان المطلوب خليجيا الان ان تمُجد هذه البطولة .. بطولة الشهيدات المقتولات وبطولة الشهيد المنتحر وعليها ان تسمى دورات القمم الخليجية باسماهم وان تسمى في كل قطر خليجي مدينة باسماهم وان تضع صورهم في الشوارع لتكون نبراسا يحتذى به عن البسالة والتضحية والافتداء وان تسن قوانين بان يكون على كل اب يرزق ببنت ان يسميها على اسم احدى الضحيتين واذا ولد فباسم جاكسون كما وان تفاتح البيت الابيض ان يسمح بدفن رفات الضحايا في دول الخليج بحيث يكون في شمال الخليج ووسطه وجنوبه رفات احدهم
** اما على مستوى الجامعة العربية فانا اعتقد انها تعرف ما تقوم به استنادا لميثاق تاسيسها واذا وجدوا خلافا في تفسير بعض مواده يمكن الرجوم الى عبد الرحمن عزام باشا اول امين عام للجامعة فيجب دعوة المجلس على مستوى وزراء الخارجية العرب وليس على مستنوى المندوبين لبحث كيفية تكريم بطوولة الضحايا ولامانع من حضور جورجيا الدولة كمراقب لان اسم ولاية احدى الضجيتين على اسم جورجيا وان يحضر وزير خارجية اسبانيا كمراقب شرف لان احدى الضحايا هي من اصل اسباني ولا مانع من حضور ثابتريو فلكل مقام مقال ..ولكل واقعة رجال !!
** كما ويجب على مجلس الامن بموجب الفصل السابع ان يعقد جلسة طارئة لبحث كيفية تسمية العقد المقبل باسماء الضحايا وعلى بان كي مون ان يمتنع عن الابتسامة لمدة اسبوع حزنا على جاكسون ان مات ويجب على البرادعي ان يزور مفاعل بوشهر لانه اقرب الى قاعدة المحرق البحرينية التي تعفرت بدماء الضحايا
** هؤلاء هم من ( حرر العراق ) وهؤلاء من وقع معهم شيوخ الخليج اتفاقيات امنية لحمايتهم وهؤلاء من يقتل اطفالنا ونسائنا وشيوخنا وامهاتنا واخواتنا في العراق وهؤلاء من يدعي اعضاء مجلس الدواب ان الامم المتحدة قررت ان تكون مسؤولية حماية العراق من غزو اللاسلاميين الاتراك بعد ان فاز حزب اللاعدالة برئاسة عدو الله الغول وهؤلاء من يسميهم الطلي باني بالاصدقاء وانهم حرروه من صدام حسين وعندما تنتهي مهمتهم سيقول لهم مع السلا مة ومشكورين!!
** والشيء بالشيء يذكر لذا اعيد ذكر المقالة التي نشرتها في 31-3-2007 عن الشاذين العلوج الذين شاركوا في تهديم العراق
*******************
لماذا أعلن البنتاغون بذكرى احتلال بغداد أن من احتلها هم اللوطيون ..وما حكاية الحصان الدو..كي والعلوج الذين اجبروا شبابا في معسكر طارق على الفاحشة
اراد رجل اعرابي ان يشتري حصانا ليقضي به أمورا حياتية واستخدامات كانت شائعة في ذلك الزمان فذهب الى الصفاة أي سوق بيع الخيول وغيرها فرأى حصانا جميلا متميزا ..وسأل البائع عن صفات هذا الحصان وسعره فقال له :-
- انه من سلالة الحصان الفلاني الذي كان عند الامير الفلاني وامه المهرة الفلانية التي انجبتها المهرة الفلانية عند الملك الفلاني ويمتاز انه يرقص خبب صباحا وسريع جدا حتى انه شارك في السباق الفلاني للامير الفلاني وفاز بالجائزة الفلانية ..وانه يتحمل مسير لمسافة تقدر بكذا كم ويتحمل عطشا لكذا يوم وعمره كذا سنه
- وساله الاعرابي متعجبا ..اذن سيكون سعرا عاليا؟
فاجاب البائع :-
- كلا ان سعره بخس ويكاد يعادل خمس سعر أي حصان اخر
**واتفقا على البيع وقال البائع للمشتري أود ان اخبرك بشيء مهم الا وهو أن في الحصان عيبا وفي القانون المدني فان عدم اطلاع المشتري على العيب قبل التسليم يعد العقد باطلا!!!!
**فقال المشتري ما هو ..هل هو مريض بمرض معدي؟ ام انه مسروق من اصطبل امير او ملك او ئيس شارك بقمة بيروت التي اكدت رفضها لاي عدوان على العراق وخالفوا الاية الكريمة (واوفوا العهد ان العهد كان مسؤولا ) وباركوا التحرير وسماه مسؤول الجامعة العربية بنهاية مأساوية للنظام العراقي والان عادوا وسموه احتلال اجنبيا ولم يطالبوا على الاقل ببرمجة الانسحاب مثل مجلس الشيوخ الامريكي او رئيس حزب سياسي او محلل سياسي كان يحلل ضد الاحتلال والان معهم مشارك بالعملة السياسية ؟؟؟
**اجابه البائع كلا ..بل العيب بالحصان وهو من الذكور ولكنه شاذ جنسيا !!
**فقال المشتري :-
- لايعنيني ذلك فالقضية بينه وبين اقرانه من الخيول ..واستشهد باغنية لكاظم الساهر الذي رقص الجوبي بمناسبة اعدام الشهيد صدام حسين في دترويت في امريكا ام اللواط:-
قالوا القرين للمقارن ينتمي حسنا فعلت فلست من اقراني !!!
فتسلم الحصان بعد ان دفع الثمن واخذه الى بيته وهناك سلمه لعياله وذهب هو الى مكان اخر يقضي اشغاله .
وفي اليوم التالي عاد الى بيته فوجد ان الخراب حل به فالخيام مزقت والاواني خسفت والقدور قلبت والاطفال جرحت
- وسال أهله ..من الذي غزاكم ؟
-اجابوه لم يغزنا أحد فاننا نعيش بين اهلنا بموجب اتفاقية عدم اعتداء واتفاقية الدفاع العربي المشترك ونحن اعضاء في الامم المتحدة وبموجب الفصل السابع لم نعتدي على احد ..بل ان الحصان الذي جلبته لنا هو من فعل ذلك؟
- فاخذ الحصان الى البائع وقال له ان هذا الحصان فعل بنا كذا وكذا واريد ارجاعه ؟
- فقال البائع كلا لقد قلت لك عيوبه !!
- فقال المشتري انك فقط قلت لي انه ....!!
- فرد عليه البائع ..نعم هذه ابسط دكات .....!!!
هذه السالفة لها رباط وهي اعلان البنتاغون ولمناسبة الذكرى الرابعة لاحتلال العراق باحصائيات عن عدد حالات الشذوذ الجنسي بين العلوج وعدد التحرشات الجنسية بين العلوجيين والعلوجيات .
وقال البنتاغون وبعد ان قررت الحكومة الامريكية وقبل اربع سنوات من بدء عملية الغزو أي ايام حكم الزاني كلنتون السماح بالعمل للشاذين في صفوف قوات العلوج ان العدد في تصاعد ? على الرغم انهم لم يقولوا بلا حسد!!-
وذكروا ان عمليات التحرش الجنسي أي اللواط قسرا أي بالمصطلحات القانونية بالاكراه تصاعدت هذا العام بنسبة 24 بالمئة أي بين كل اربعة علوج كانوا يتلاوطون زادهم واحد ّ!!
وان هنالك قضايا رفعت ضد المتلاوطين بالاكراه بلغت اكثر من 780 قضية اما من يكون برضاه بليس لقيادة القوات المتحدة المتجحفلة خلف القارات والمحيطات لنشر الديمقراطية ومحاربة الارهاب شأن بها تنفيذا للمقولة التالية الط.. ز ..ط...ي..والكاع كاع الغير !!
اما عدد ما كتب في سجلات كشف الخفارة عن عدد حالات اللواط فقد بلغ 3000 حالة عام 2006 حسب الخبر الذي نشرته سي ان ان والتي اكدت ان هذا الرقم يزيد بـ 500 حالة عن عام 2005.
ونشرالمفتش العام للبنتاغون رسالة وجهها الى شيخ العلوج القذر رامسفيلد ابلغه فيها ان من يشتكي من حالة اغتصابه لمسؤوليه يواجه العقوبة بتهمة عدم تقبله للحضارة !!
*** والسؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا اختارت البنتاغون هذا التوقيت بالذات للاعلان بان من قاد عملية احتلال بغداد الرشيد هم من اللوطيين ؟؟
- هل ارادوا اهانتنا ؟؟
- كلا فالعراقيون خلال شهر شباط الماضي اسقطوا 10 طائرات هيلكويتر بعلوجها!!وجثثهم ترسل يوميا ليلا الى قواعدهم ملفوفة بخرقة ال52 نجمة .
وان الابطال ابناء وطني لايعرفون من منهم هكذا ..ومن منهم ليس هكذا ..المهم قتلهم وتحرير عراقنا منهم .
- هل ارادوا ان يفتخروا بهم..؟؟ربما؟؟
- هل ارادوا ان يعززوا هذا الموهبة بين صفوفهم ؟؟ ربما!!
- هل ارادوا أبلاغ المشاركين بقمة الرياض بهذا ؟؟ ربما !!
- هل حدثهم احد المراجع السياسية ممن شاركهم بالعدوان عن معركة صفين وكيف قام احدهم بكشف عورته عندما سلط الامام علي ع سيفه عليه ..حتى ينجوا برقبته ؟؟ ربما !!
*** بعد ان تم احتلال بغداد وقيام العلوج بكسر ابواب المخازن والمصارف والطلب من المواطنين اخذ ما بها قبل احراقها ثم تصويرهم وعرضهم بالفضائيات ..قام ثلاثة شبان بالدخول الى مخازن الوقود في معسكر طارق بن زياد التابع للجيش العراقي لاخذ براميل الكاز والشحوم وهي قد تركت ايضا واثناء وجودهم داخل المخزن جاءتهم همرات وفيها علوج وطوقت المكان واغلقت باب المخزن على الشبان ودخل ثلاثة علوج وعلجة واحدة عليهم واغلق العلوج الباقين الباب من الخارج وقالوا لهم سنسمح لكم ان تأخذوا ما حملتوه شرط اللواط بنا نحن الثلاثة ورابعتنا العلجة فتلكأ الشبان بالاجابة واعلنوا رفضهم فقال لهم العلوج سنقتلكم ونحن المنتصرون !! فوافق الشباب على ان يبدأوا بالعلجة !! فرفض العلوج ذلك بشكل متعنت لانهم المنتصرون ويحق لهم فرض شروطهم !! بل قالوا انها ستكون اخر من تنال الحضوة !! فتم لهم ما ارادوا وكان نصيب كل علج دبل !!هؤلاء هم من احتل العراق !!ولا اقول اكثر من ذلك !!واستغفر الله العظيم alaaaladamy@gmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
عن افتضاح استراتيجية الغزو والتقسيم
د. عبدالعزيز المقالح
الخليج الامارات
تتوالى في هذه الأيام الصور والمشاهد الدراماتيكية المذهلة لموضوع غزو العراق ابتداءً من الإعداد الذي سبق الهجوم بثلاثة أعوام وإلى الساعات الراهنة الأخيرة التي أثبتت بالصوت والصورة أبعاد الفشل الذريع غير المسبوق لقوة غاشمة تصورت في لحظة هوس لا إنساني، أن الكرة الأرضية باتت ملعباً مفتوحاً لها لكي تمارس عليه أفظع الألعاب السياسية والاقتصادية واكثرها خروجاً على المشروعية والمبادئ التي تعارفت عليها الشعوب وقام عليها نظام الأمم المتحدة، وكل القوانين التي تمنع العدوان على بلد عضو في المنظمة الدولية، حتى لو استطاع هذا العدوان أن يحشد العشرات من الدول التابعة والطامعة في الأسلاب والتي وضعت نفسها في خدمة المعسكر المهيمن أياً كان نوع تلك الخدمة ومستوى حقارتها.
ومن الصور الدراماتيكية المذهلة التي تم الكشف عنها وعرضها هذه الأيام في مشاهد عاصفة، أن العراق لم يكن وحده البلد العربي المستهدف بالغزو والتدمير والتقسيم، وإنما كانت هناك بلدان عربية وغير عربية مرشحة لذلك، وأي برهان أقوى وأدل من شهادة القائد الأمريكي الجنرال “ويسلي كلارك” القائد الأعلى السابق للأطلسي والتي أثبت فيها إن ادارة الرئيس جورج بوش وضعت استراتيجية عسكرية منذ بداية توليها السلطة عام 2000م تتضمن شن حروب ضد سبع دول في الشرق الأوسط، ومنها العراق لتغيير أنظمة الحكم القائمة فيها، ومن هنا يتضح بجلاء أن غزو العراق لم يكن سوى خطوة أولى على طريق تنفيذ تلك الاستراتيجية بعيدة المدى، ومن المهم أن نعلم أن تلك الاستراتيجية وضعت قبل أحداث 11 سبتمبر التي شكلت الذريعة الصورية للبدء بالتنفيذ وما تطرحه هذه الذريعة من علامات استفهام حول الجهات التي قامت بالتفجيرات.
ومن هنا، فإن على الأقطار العربية وغير العربية التي كانت في قائمة الغزو أن تشكر للعراق العربي صموده واستبسال أبنائه في كسر شوكة الغزاة وفي تدمير جوهر الاستراتيجية المرعبة، ولو أن العراق العربي العظيم قد خضع للقوة الفاحشة واستسلم للأمر الواقع كما كان يُراد له، لكان واقع المنطقة العربية وواقع الجوار غير العربي قد تغير وأصبح مسرحاً أمريكياً صهيونياً يتم حكمه والتصرف في شؤونه مباشرة من “واشنطن” و”تل أبيب” على السواء، ولن ينجو من ذلك المصير من يعتبرون أنفسهم أصدقاء أو عملاء لإدارة متحللة من كل الالتزامات والصداقات وربما كانت أنظمة هؤلاء معرضة للغزو والتقسيم قبل غيرها في تلك الاستراتيجية التي نجح العراق في سحقها وإن كان الثمن الذي دفعه غالياً، ولا يقاس بثمن آخر مهما علا وغلا.
وتقتضي الحال المسارعة في مد يد العون إلى الشعب العربي في العراق والعمل على إنهاء مرحلة الفرجة على ما يعانيه هذا البلد العظيم من ويلات الاحتلال، والوقوف بحزم في وجه المحاولات الهادفة إلى تقسيم كيانه الواحد. فقد أدى واجبه دفاعاً عن الأمة ودول الجوار غير العربي بامتياز، وشاركت مكوناته الوطنية المتنوعة في التصدي للغزو واغراقه في مستنقع جعله يعيد النظر في مخططاته العدوانية، وينظر إلى معركة العراق، كآخر مغامرة جنونية بعد أن كان يعتبرها محطة عبور أولى للانقضاض منها إلى بقية الأقطار العربية ومن ثم إلى مناطق الجوار، ولعل أبسط معاني الوفاء ورد الجميل للعراق أن نقف جميعاً في صف المقاومة التي أثبتت قدرتها على تحرير هذا البلد العظيم، وأن يقف الجميع سداً منيعاً دون تقسيمه وتفكيك وحدة كيانه التاريخي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
العراق الديمقراطي
حسين العودات
البيان الامارات
برر الرئيس جورج بوش غزو جيوشه للعراق بنزع أسلحة الدمار الشامل حيث كانت الإدارة الأميركية تصر على أن النظام العراقي السابق يمتلكها وبالتالي فهي وسيلة تهديد لدول الجوار وللعالم (الحر) وأداة دعم للإرهاب الذي يمكن أن تتسرب إليه مستقبلاً.
وبذلك يكون هذا الإرهاب قد امتلك أسلحة خطرة على البشرية تهدد أمنها ومستقبلها وحضارتها، وتقدم كولن باول وزير الخارجية الأميركية قبيل الغزو إلى مجلس الأمن ما اعتبرها (أدلة) بالصوت والصورة (اعتذر لاحقاً عن عدم صحتها) ولعلها المرة الأولى التي يشهد فيها أعضاء المجلس أفلاماً (وثائقية) في قاعة اجتماعاتهم.
ولم تأل وسائل الإعلام الأميركية جهداً في تأكيد مزاعم إدارتها، وعندما لم تستطع الإدارة الأميركية انتزاع موافقة مجلس الأمن الدولي على غزو العراق لعدم قناعة أعضائه بمبررات هذا الغزو ضربت آراءهم عرض الحائط وغزت العراق وهو البلد المستقل ذو السيادة بقرار فردي دون الاهتمام حتى برأي حلفائها قبولاً أو رفضاً.
ولما تكشف بعد الغزو خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل وانكشفت المبررات الزائفة والأكاذيب الأميركية في وجود هذه الأسلحة وقع الرئيس الأميركي في حرج شديد أمام شعبه وشعوب العالم وحلفائه والمناوئين للحرب بدلت السياسة الأميركية أهدافها المعلنة.
وقالت إنها غزت العراق لتخليص شعبه من الديكتاتورية والاستبداد وتحويل النظام السياسي العراقي إلى نظام ديمقراطي صالح لأن يكون أنموذجاً للديمقراطية في البلدان العربية.
وربما في بلدان الشرق الأوسط عامة، ووسيلة إغراء لشعوب هذه البلدان تحرضها على إقامة أنظمة ديمقراطية مماثلة اقتداء بالعراق وتتخلص من أنظمتها القائمة وتمهد الطريق لقيام الشرق الأوسط الجديد الديمقراطي في إطار معايير الإصلاح والتطوير والتحديث.
ويتحقق بذلك حسب الزعم الأميركي، السلم والأمان في المنطقة وفي العالم، وينتهي إلى الأبد الاستبداد والفساد والظلم والتطرف، وبذلت الإدارة الأميركية أقصى جهودها لإقناع شعبها وشعوب العالم وأعضاء مجلس الأمن (حلفاء وغير حلفاء) بنبل أهدافها، وأمام ضغوطها الاستثنائية حصلت على قرار من المجلس يعطي بعض (الشرعية الدولية) لاحتلالها حتى لو كانت شرعية عرجاء وإذعاناً لاشك فيه. وامتثالاً لضغوط لم تشهد دول المجلس مثلها من قبل.
ما حصل في العراق بعد ذلك جراء الاحتلال الأميركي لم ينبئ بان الاحتلال جاء لنزع أسلحة الدمار الشامل التي كان يعرف أنها غير موجودة ولا لتحويل النظام السياسي العراقي إلى نظام ديمقراطي عكس ادعاءاته بدليل ما اتخذ من إجراءات بعيدة عن هذه الأهداف:
فقد أعطى بعيد الاحتلال لشخص واحد هو بول بريمر الحق بإصدار المراسيم التشريعية والقوانين وتطبيقها أي منحه صلاحيات السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهو شخص فرد غير عراقي، فقام لتوه بحل الجيش العراقي (الذي يحافظ على وحدة أراضي البلاد والسيادة عليها) وحل القوات المسلحة الأخرى (الشرطة والأجهزة الأمنية وغيرها) كما حل إدارة الدولة بكاملها فأصبح العراق بلا دولة ولا إدارة ولا جيش.
ثم شكل بريمر بقرار منه مجلس الحكم وأعطاه صلاحيات تشريعية وتنفيذية، وكان تشكيل هذا المجلس غريباً عجيباً حيث اعتمد على المحاصصة في توزيع عدد أعضائه على الطوائف والقوميات لأول مرة في تاريخ العراق، مما أثار لدى الشعب العراقي غرائز القبلية والعشائرية والمذهبية والطائفية والعداء القومي، وقرر بريمر من خلال هذا المجلس وحسب مزاجه نسبة عدد الشيعة في العراق ونسبة عدد السنة والأكراد والتركمان وغيرهم.
ولم يعد العراق بلداً واحداً موحداً بل تجمعاً لطوائف وإثنيات وما يشبه ذلك، وكرس تقليداً جديداً في تقسيم السلطة إلى حصص وتوزيعها على مكونات الشعب العراقي، ولم يكن بالإمكان بعدها إلا أن يكرس الدستور الذي صدر بعد الغزو التقليد الذي استنه بريمر وجرت الانتخابات النيابية حسب هذه المحاصصة، في بلد منهار مدمر بلا دولة ولا إدارة.
وحتى أبنية الدولة دمرت أو سرقت أو نهبت باستثناء وزارة النفط (سبحان الله لهذه الصدفة) واستطاع البعض ـ رغم ذلك ـ أن يمدد أنابيب خاصة على حسابه ولحسابه، مما أتاح لكل فصيل اجتماعي أو مذهبي أو إثني أو سياسي أن يبحث عما يحميه في هذه الفوضى العارمة فعمل كل لحماية نفسه بنفسه وحلت الميليشيات المتعددة محل الدولة والقوى المسلحة واخترعت قوانينها التي لا تبتعد كثيراً عن فوهة البندقية.
وكان طبيعياً أن ينتشر القتل على الهوية والنهب والفصل الطائفي والترحيل وبناء الحواجز بين أحياء المدن وحاراتها وحلت الفوضى وانتشرت وتعمقت حتى خرجت عن طاعة الأميركيين والحكومة العراقية.
ولم تنفع لا زيادة عديد قوات الجيش الأميركي ولا محاولاتها إقامة تجمعات عشائرية جديدة أو تأسيس ميليشيات في كبح جماح هذه الفوضى، وغدا (العراق الديمقراطي) الذي بشرتنا به السياسة الأميركية يوماً بقيامه وتحوله إلى مثل أعلى للديمقراطية، غدا مثالاً للدمار والفوضى وتفتيت الشعب العراقي وإثارة كل أنواع الغرائز والموبقات من غرائز الطائفية والصراع الإثني إلى غرائز القتل والنهب والتصفية والدمار.
ثم كانت خاتمة المطاف مسكاً أتحفنا به الكونغرس الأميركي الذي أعطى لنفسه حق التشريع بدلاً من شعب العراق وألغى السيادة العراقية بل ألغى الدولة برمتها وقرر تقسيم العراق إلى ثلاثة (أقاليم) وهذه في الواقع وحسب الظروف الحالية ثلاث (دول).
ورغم هذا كله فإن الرئيس الأميركي مازال يصر على وجود ونمو الديمقراطية في العراق وإمكانية أن تكون مثالاً للشعوب المجاورة، بينما أقنعت سياسته الشعوب المجاورة بأنه إذا كانت هذه هي الديمقراطية التي يقدمها النظام العالمي الجديد فإن هذه الشعوب لا تريدها بل تعاديها لأنها نموذج للدمار والقتل واللصوصية وتفتيت البلاد.
وبالتالي فإن الأنظمة الاستبدادية القائمة في بعض بلدان المنطقة أصبحت أفضل ألف مرة في نظر هذه الشعوب مما هو عليه حال العراق، وبذلك تكون السياسة الأميركية سبباً مباشراً لتأخير التطور والإصلاح والتحديث وبناء الدولة الحديثة.
إن المتتبع لتطور أحوال العراق منذ الغزو حتى الآن والمطلع على واقعه الحالي، وسواء كان صديقاً للسياسة الأميركية أم عدواً لها لا يمكن له إلا أن يعترف بأن ما جرى ويجري في العراق أدى ويؤدي لإبعاد الديمقراطية عن أنظمة البلدان العربية، ويقدم مثالاً سيئاً عنها وعما بشرتنا به الإدارة الأميركية قبل عدة سنوات. وفي الخلاصة ساهمت السياسة الأميركية في عدم الاستفادة من إرهاصات الإصلاح والتطوير والتحديث والديمقراطية التي كانت تلوح في الأفق في السنوات الأولى من هذا القرن قبل غزو العراق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
فيركور" العراقي
خيري منصور
البيان الامارات
نشرت “النيوزويك” في عددها الأخير تحقيقاً عن علاقات حب وزيجات بين أمريكيين وعراقيات والعكس، وقدمت لهذا التحقيق المثير بعبارة ذات مغزى هي أن واحدة من تلك العلاقات انتهت بالزواج بعد شهر واحد وهي مدة أقل مما احتاجت إليه أمريكا لغزو العراق.
من الناحية المنطقية فإن الإنسان يبقى أسير شروطه في كل زمان ومكان، ولم تكن الحروب ذات يوم حائلاً حاسماً بين البشر حتى لو كانوا ينتمون إلى خنادق متقابلة، ولسبب ما أعادني هذا التحقيق إلى قصة من أبرع وأطرف قصص المقاومة في التاريخ الحديث، وهي قصة “صمت البحر” الفرنسية التي نسبت إلى اسم مستعار هو فيركور، فالكاتب فضل أن يوقع اسمه باسم منطقة من البلاد التي جثم عليها الاحتلال النازي في أربعينات القرن الماضي.
في تلك القصة يحدث لقاء عاطفي حذر وبالغ التعقيد بين فتاة فرنسية وضابط ألماني، لكن المسافة بين الاثنين تبقى قائمة، رغم اعتذار الضابط عن مهمته، وتنتهي القصة بوداع صامت بين الطرفين، فلا خطبة ولا زواج ولا إنجاب، لأن الاحتلال كان أقوى من أية محاولة لتخطي حواجزه باستثناء محاولة واحدة، هي التحرير.
ويبدو أن الوقت لايزال مبكراً على صدور قصص وروايات عراقية على غرار “صمت البحر” لفيركور رغم أن العراق يعج بالمواهب وهو بلد عريق في ثقافته وحضارته وموروث مقاومته للغزاة. ذلك لأن المشهد العراقي اختلط فيه الحابل بالنابل، وبالبابل أيضاً، بعد أن امتلأت سماؤه بالأبابيل من كل لون وجنس.
فقد التبس الاحتلال في بداياته، لأنه جاء مقترناً بوعد التحرير من نظام ديكتاتوري، ويبدو أن اللعبة قد نجحت لبعض الوقت لكن ما أن أصبحت المقابر الجماعية الجديدة أضعاف المقابر الجماعية القديمة حتى أدرك العراقيون أن وراء الأكمة ما هو أبعد من المرئي والمطروح على سبيل التضليل.
وقد تكفي السنوات الأربع لحسم سؤالين معاً.. سؤال الاحتلال وسؤال الحرية، فالضباب والدخان الذي حجب حقائق المشهد لوقت طويل تبدد الآن، وسقطت أطروحة الغزو التي أخفت أجندتها الحقيقية، لكن فيركور العراقي لايزال يلملم أوراقه في الظلام. ومعظم قصص الحب والزيجات بين عراقيات وأمريكيين هي في الحقيقة بين عراقيات وعراقيين يحملون الجنسية الأمريكية، وهذا ما لم تذكره المصادر الأمريكية الرسمية من أجل مضاعفة الالتباس، وربما خلق حالة من التشوش حول مفهوم الاحتلال، وإيهام العالم بأن العراقيين تأقلموا مع الأمر الواقع، وسلموا أمرهم لأولي القهر، وليس لأولي الأمر.
إن تسليط الإضاءة على زاوية من مشهد ما يهدف إلى تجزئة وخلخلة البانوراما التي يتشكل منها هذا المشهد، وبإمكان الكاميرا أن تكذب على الناس عندما تختار موقفاً محدداً وتلح عليه، بمعزل عن مواقف أخرى مضادة.
وإذا كان المقصود بهذا التحقيق الذي يبدو إنسانياً على السطح هو تحويل العلاقة بين الاحتلال ومضاداته إلى علاقة عشق وقبول، فإن واقع العراق يقدم تكذيباً صارخاً لهذا الزعم، وما كنا نتوقع أن يبلغ التزوير حتى قلوب البشر وعواطفهم، والعراق على موعد مع رواية “صمت النهر” التي تنتهي كما انتهت رواية “صمت البحر” لفيركور.. بسؤال واحد هو سؤال الحرية أولاً.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
خطوة أقرب إلى العجز وليس الحرب!
شارل كاملة
صحيفة تشرين سوريا
قلة في العالم تستطيع اليوم فك طلاسم «السياسة» الأميركية مادامت رهينة عدم القواعد، وحبيسة الالتباس.
وتتقدمها سياسة فبركة التهور والحماقات والاندفاع المجنون نحو الكارثة لكن بمقابل ذلك كثير من المراقبين يعرفون أن العالم أيضاً لا تنقصه براعة الرد والإجابة بقدر ما يسعى لدرء مخاطر تلك السياسة لمعرفته بالنتائج. ‏
مرد هذا الاستهلال ما تقذفنا به حمم السياسة الأميركية بين دقيقة وأخرى فمن ناحية و لنحصر ذلك في الملف النووي الإيراني ـ تقول الحلقة الضيقة المحيطة ببوش «تشيني ـ رايس» مرة أن الحوار لا يزال متقدماً بخطوات كبيرة على ما عداه حيال موضوع إيران النووي ومرة وبلحظة من غفلة المنطق والعقل تقول الحلقة نفسها: ‏
إن إيران تمثل أكبر تحد لأمن الولايات المتحدة وأبعد من ذلك أن سياسة طهران تمثل التحدي الأكبر الوحيد للمصالح الأمنية الأميركية في العالم كما تعرض أمن ورخاء جيرانها للخطر، وتؤكد عزم واشنطن القضاء على أنشطة إيران «الخبيثة» «رايس »حرفياً في العراق ، متعهدة العمل سريعاً لاتخاذ إجراءات عقابية جديدة ضد طهران. ‏
فجاءت العقوبات فورية وسريعة وتم تجاهل الحوار كلياً رغم زعم وجوده على الطاولة وهنا أيضاً تدخل المفارقة على خط الطلاسم، فالعقوبات بالأساس جاءت لوقف برنامج إيران النووي وهو ما نعرفه طول عمر الملف لكن وبإضافة ذريعة جديدة على الخط وهي أنشطة طهران غير المسؤولة في العراق وأفغانستان ولبنان تبدو المحاكاة ضرورية بل وواجبة لغير ملف ـ والعراق المثل الأقرب ـ فالديمقراطية والحرية لم يكونا يوماً السبب في احتلال العراق وغزوه وتدميره كما ادعت وزعمت واشنطن، وإنما الحقيقة الواضحة هي أنها عندما وجدت أن ذريعة أسلحة الدمار الشامل لا أساس لها لجأت إدارة بوش إلى موضوع الديمقراطية وتأتي ذرائع واشنطن حيال إيران اليوم لتؤكد ما تم التأكيد عليه سابقاً. ‏
بغض النظر عن استحقاق طهران بجدوى هذه العقوبات أو غيرها إذا كان هناك من مزيد ـ وهو استخفاف في محله ـ فإن ما يرجحه المراقبون هو أن تحيي هذه العقوبات التكهنات بشأن احتمال عمل عسكري أحمق آخر في المنطقة أو أنها خطوة أقرب إلى الحرب في حال عدنا إلى تصريح بوش الأخير وإعلانه شخصياً عن استعداده لخوض حرب عالمية ثالثة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، تصريح لم يعد إخفاء تداعياته في مصلحة أحد فهو بالمطلق تهديد مباشر لأمن العالم لم تشكله طهران ولا غيرها من العواصم يوماً، وتأجيج لسياسة الهيمنة العسكرية لم تتطلع إليه إيران ولا غيرها من دول العالم العاقلة، إنه تهديد وسياسة يتجاوزان إيران عملياً ليصبحا تهديداً يواجه العالم بأجمعه ويستشف من هذا التهديد أن هناك صراعاً داخل إدارة بوش ذاتها بين طرفين ، طرف متهور ينظر باحتقار إلى معارضي الحرب ويجهز لها بحقائق زائفة وبذرائع باطلة وطرف يدعو إلى الحوار لكنه يعجز عن دفعه إلى المقدمة نظراً لسطوة الصقور المحاربة لكن بالمطلق لا ينبئ الطرفان إلا بأن الورطة الأميركية في العراق وأفغانستان وصلت إلى عنق بوش وتشيني، وهذا آخر سهم في جعبة الصقرين الهلاميين لكن الحذر واجب رغم معرفة العالم أن مصيره ليس محكوماً بيد الحمقى دائماً. ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
تقاسيم علي قرار التقسيم
كاظم الموسوي
الراية الدوحة
صدر قرار التقسيم للعراق علنا، من مجلس الشيوخ الامريكي، باسم وعد بايدن، ولم يعد الامر بحاجة الي ثورة اشتراكية عظمي وقيادات اممية لكشف اسرار المؤامرات الغربية علي العالم العربي، بدءا من العراق. وتناشد الكتاب والمحللون والمراقبون في قراءاتهم للقرار والعزف علي الاوتار، كل من رؤيته او زاويته او ايديولوجيته او تحليله الشخصي. واغلبه يشير الي وثائق متوالدة من بعضها وتدور حول اهداف محددة وواضحة، تكرست خطوطها علي الارض وتحولت الي معوقات لاي عمل وحدوي ويجري التمزيق لها اكثر مما هي عليه. وقد ورد الكثير من الاقوال والاراء والمناشدات والدعوات ايضا، ولم يلتفت لها ولم يتعظ منها، خصوصا من لدغ اكثر من مرة من الجحر نفسه او امثاله، فلم يعد اليوم خمر وغد امر مقبولا بعد هذا القرار.
لماذا صدر القرار؟ ماذا يعني توقيته؟. وهل حصل مفاجاة او اثار استغرابا؟. في كل الاحوال، الاجابة علي هذه الاسئلة وغيرها تقول بداهة ان امرا خطيرا قد حصل وان ضرورة عاجلة تتطلب الاسراع للحيلولة دونه والعمل علي انقاذ ما يمكن انقاذه من اجل البقاء في حسابات التاريخ والجغرافية. فلم يكن القرار هو الاول ولا الاخير، والتجربة التاريخية تقول لمن له عين تبصر او بصيرة تفكر بان مخططات العدو هكذا تبدأ وهكذا تاخذ طريقها الي التطبيق العملي، مستثمرة كل ما يمكن وما يقع بايديها او امامها، وفي اكثر الاحيان لا تكتفي بامكاناتها وحسب وانما باستثمار طاقات وثروات اهل القضية نفسها باساليب مختلفة وباشكال متعددة. ولم يكن توقيته عبثيا او غير محسوب في اطار مسلسل متكامل من مخططات مدروسة بدقة ومتتالية زمنيا واستراتيجيا، ومشاغلات وتوترات متصاعدة في كل المنطقة تؤمن له التسلل ضمن الفوضي العامة او الخلاقة كما يحلو للسياسيين الامريكان خصوصا التبجح بها، هذه الايام.
سجل الصحافي والباحث الروسي فلاديمير بولشكاف في كتابه: الارهاب علي الطريقة الامريكية، المترجم الي اللغة العربية والصادر عن دار التقدم بموسكو عام 1986، قضية نقلها عن مجلة افريقيا - اسيا بتاريخ 11-25-10-1982، انه في اواسط فبراير 1982 عرضت جريدة جورنال اوف جوداييزم اند زايونيزم ، لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية، خطة الصهاينة التي تنص علي تفتيت مصر ولبنان وليبيا والسودان الي دول قومية صغيرة وتقسيم الاردن والعربية السعودية وسائر دول شبه الجزيرة العربية. وورد في الخطة ذاتها: ان تفتيت سوريا والعراق الي مناطق متفرقة علي اساس معايير سلالية ودينية يجب ان يغدو علي مر الزمن الهدف الاولي لاسرائيل، اما المرحلة الاولي في هذا الطريق فهي السحق العسكري لهاتين الدولتين . (ص 221). واعتبر حينها بداية العدوان الصهيوني علي لبنان والمخيمات الفلسطينية بداية التنفيذ العملي لهذه الخطط.
اشير الي ما ارسله المحلل العسكري المعروف زئيف تشيف، في مراسلته الي صحيفة ها آرتس من واشنطن، في 6 فبراير عام 1982 ملخص التقرير السابق الذي توسع نشره في الاعلام الصهيوني والامريكي والذي ينتهي صراحة الي: إن تفكيك العراق إلي دولة سنية وأخري شيعية، وفصل الجزء الكردي، هو أفضل ما يمكن تحقيقه لمصلحة إسرائيل في العراق ، كما اعيد ذكره الان. وبعد هذا النشر بخمسة وعشرين عاما، جاء قرار مجلس الشيوخ الامريكي بوعده الذي يكرر نفس المصطلحات والافكار والدعوة الي تقسيم العراق إلي ثلاث دويلات. فهل هي مصادفة او تتابع تاريخي وتدرج في تجسيد تلك المخططات او انها مجرد اجتهادات شخصية متطابقة وجدت صداها عند اصحاب القرار السياسي والتشريع الامريكي، ام انها كل ذلك؟.
في الموضوع نفسه، كما يبدو، للتذكير والتنوير، كتب الدكتور حسن نافعة سلسلة مقالات قرأ فيها ما ورد في تلك الدراسة المعنية بكل تلك الاشارات المتفاوتة والمتناقلة بين الاسطر والمعلومات والاعلام. وكذلك عقبت مقالة للصحافي عاطف الغمري حول الوثيقة ذاتها، وما تلاهما من قراءات وتحليلات متعددة تدور حول تأكيد مخططات تفتيت العالم العربي وتغيير خارطته الحالية الي اجزاء جديدة اخري اسوأ مما قامت به خارطة سايكس بيكو ونتائجها الوخيمة، وقد طبعت مثل هذه الخريطة بالوان اخري.
الدراسة المعنية هي التي كتبها الصحفي الصهيوني، الموظف السابق في الخارجية الاسرائيلية، أوديد يينون بعنوان: استراتيجية لإسرائيل في الثمانينات نشرها بالعبرية في فبراير 1982 في مجلة (Kivunim) الصهيونية، وقام البروفيسور إسرائيل شاحاك الناشط الحقوقي الإسرائيلي المعروف بترجمتها إلي الإنجليزية في يونيو من العام نفسه ونشرت تحت عنوان الخطة الصهيونية للشرق الأوسط بعد أن كتب لها مقدمة وخاتمة أكد فيهما أن هذه الدراسة هي الأكثر وضوحاً وتفصيلاً وتعبيراً عن حقيقة ما يدور في العقل الصهيوني حول المنطقة والهيمنة عليها، ونشرتها ايضا الجمعية العربية لخريجي الجامعات الامريكية، وهي التي تشرح بالتفاصيل الخطط التي تستهدف ما هو غني للمنطقة العربية وتحويله الي عوامل تفريق وتحارب داخلي بين مكوناتها، فلماذا مرت دون انتباهات مطلوبة وردود بحجمها والي متي الانتظار؟.
اكدت هذه المقالة علي اهداف الحركة الصهيونية والاستعمار الغربي في المنطقة العربية، باستمرار احتلال فلسطين وتوسيع هذا الاحتلال الي العراق وغيره من البلدان العربية، حسب تسلسل تطبيقات المشروع الصهيو امريكي في استراتيجيته الامبراطورية وبواعث هيمنتها.
في مطلع القرن الماضي خططت القوي الاستعمارية حينها الي تقسيم العالم العربي والاسلامي لاهداف استعمارية استغلالية، جيو استراتيجية، من بينها زرع الكيان الاسرائيلي في قلب الوطن العربي لحماية مخططاتها وتدمير اي مشروع وحدوي يجمع اقطار وبلدان العالمين العربي والاسلامي ويقرب بينهما لخدمة شعوبهما وثرواتهما والمشاركة في تعزيز الامن والسلم الدوليين في نظام دولي عادل. وفي مطلع هذا القرن تعود القوي الاستعمارية الاكثر هيمنة في تجديد اساليب القوي القديمة وبطرق متشابهة في اهدافها ومشاريعها علي الارض واستمرارية التقسيم والتفتيت للعالمين العربي والاسلامي، وهذا ما حصل ويحصل الان عمليا، سواء في الاحتلال المباشر او في الاعلانات والبالونات التي تطلق يوميا، من خطط وقرارات ومشاريع تفتيت وحروب وصراعات تاريخية ومستقبلية متواصلة. فما يحصل في العراق اليوم او مايراد له ان يكون، تقاسيم علي قرار التقسيم، ومسيرة اقراره، عبر ما تمارسه قوات الاحتلال العسكرية وفرق الموت وشركاتها المتعددة في القتل والترويع والصدمة اليومية للشعب العراقي فعليا وفق ما توصل له بايدن وعصابات المحافظين الجدد التي تروج له منذ سيطرتها علي القرار في البيت الابيض وسياسات الاحتلال والهيمنة الاستعمارية. فهل يحتاج الامر بلاغا اخر؟.k_almousawi@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
نحو تكتل دولي لمنع نشوب حرب عالمية ثالثة
عبد المالك سالمان
الوطن عمان
هل اقتربت ساعة الصفر بالنسبة للقرار الأميركي بشأن الحرب ضد إيران؟ وما الذي يمكن أن نفعله ويفعله العالم من حولنا لمنع نشوب هذه الحرب المدمرة التي لن تقتصر نتائجها الكارثية على إيران بل ستمتد إلى عموم منطقة الخليج وربما الساحة الدولية كلها على النحو الذي بات يخشى في ظله أن يكون شن الحرب ضد إيران بداية لحرب عالمية ثالثة كما تحدث عن ذلك صراحة الرئيس الأميركي جورج بوش مؤخرا؟
في تقدير خبراء استراتيجيين في أميركا والغرب ، وفي منطقة الخليج ، فإن ادارة بوش قد اتخذت بالفعل قرار شن الحرب على إيران منذ منتصف الصيف الماضي، وان الموعد المرجح لشن هذه الحرب يبدأ من منتصف يناير القادم في 2008، وبعد انتهاء إجازات أعياد الميلاد وعيد الأضحى في البلدان العربية والإسلامية والاحتفالات بالعام الميلادي الجديد. ومن الآن فصاعدا ، فإن ما ستقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون هو إعداد المسرح العالمي لفكرة شن الحرب ضد إيران ، وتقديم الذرائع والمبررات التي تجعل من قرار شن الحرب أمرا لا فكاك منه ولا بديل عنه أمام صانع القرار الأميركي. وفي هذا السياق هناك عدة مؤشرات على سلامة هذا التحليل التي تؤكد ان التوجهات الأميركية خاصة على صعيد إدارة بوش قد باتت محسومة بشأن استخدام الخيار العسكري ضد ايران ، ونرجو ألا تظل طهران تخطئ الحسابات الاستراتيجية والسياسية والعسكرية بشأن مسألة الحرب على الطريقة الصدامية، حيث ظل صدام يعتقد حتى اللحظات الأخيرة ان التهديدات الأميركية بشأن شن الحرب ما هي إلا "تهويش" إلى أن وقعت الحرب فعلا. من المؤشرات التي نشير إليها في هذا الصدد ما يلي: أولا: ازدياد حدة ووتيرة التصريحات والتلويحات الأميركية بشأن اللجوء إلى الخيار العسكري، ويلفت النظر هنا اضطلاع كبار قادة الإدارة الأميركية بالجانب الأبرز في هذه التصريحات وعلى رأسهم كل من الرئيس الأميركي جورج بوش نفسه، ونائبه ديك تشيني الذي يعد المحرك الأساسي لخيار شن الحرب داخل إدارة بوش. وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة، كيف تحدث بوش عن أن الحرب على إيران يمكن أن تؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة، مع أن هذا يبدو احتمالا بعيدا نظريا إلا إذا دخلت قوى نووية كبرى في الحرب مع إيران مثل روسيا أو الصين مثلا ضد أمريكا والغرب لكن استبعاد هذا الاحتمال أيضا أمر لا يتسم بالمنطقية أو العقلانية، فقد تؤدي تداعيات الحرب في مرحلة عاجلة أو لاحقة إلى تهديد مصالح استراتيجية حيوية كبرى للصين أو روسيا مثل تهديد امدادات النفط لهذه الدول أو وقوع هجوم مباغت على احدى القواعد العسكرية لروسيا أو الصين، يقود الى الرد على الهجوم وهو ما يستتبع نشوب حرب عالمية قد تكون نووية أيضا. ومن هنا، فان كان احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة بسبب الهجوم العسكري على ايران يبدو احتمالا محدودا اذا ظلت دائرة الحرب بين ايران وأميركا مثلا، إلا ان تداعيات الحرب لا يمكن توقعها تماما، وهي ما قد تفضي إلى وقوع حدث لم يكن متوقعا يؤدي تاليا إلى انفجار صراع دولي على مستوى القوى العظمى خاصة من جانب تلك التي باتت تضيق ذرعا بسياسات الهيمنة والاستفراد الأميركي بالقرار الدولي. وفي تقديرنا إذا كان الهدف الظاهر لتصريح بوش بشأن الحرب العالمية الثالثة هو محاولة التهويل من خطورة ايران وتهيئة الرأي العام الاميركي بالأساس لتقبل قرار الحرب في ظل حالة غياب وجود شعبية لقرار الحرب داخل أميركا وخاصة بعد كارثة التورط الأميركي في العراق، إلا ان ذلك لا ينفي امكانية ان يكون تصريح الرئيس الاميركي بوش بشأن احتمالات نشوب حرب عالمية ثالثة قد جاء بناء على تقديرات استراتيجية استخباراتية لأجهزة المخابرات الأميركية توقعت احتمالات حدوث ذلك. ومن هنا، أهمية النظر الى التصريح الأميركي بكل الجدية. يضاف إلى ذلك أهمية النظر بجدية أكثر الى تصريحات نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الذي حذر ايران من عواقب وخيمة في انتظارها إذا لم توقف تخصيب اليورانيوم، وتأكيده ان العالم لن يسمح لإيران بأن تصبح قوة نووية. ثانيا: ان تصريحات وزير الخارجية برنار كوشنير عن ضرورة الاستعداد لقرار الحرب ضد ايران والتي جاءت في أواخر الصيف الماضي، والتي اقترنت بتصريح سابق للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من ان الحرب ستصبح أمرا مرجحا خلال ستة شهور إذا لم توقف ايران عمليات تخصيب اليورانيوم، هما تصريحان يرجحان ان ادارة بوش قد أخبرت القيادة الفرنسية بالموعد المرجح لشن الحرب ضد ايران، وهو بعد مرور 6 أشهر من الصيف أي بدءا من يناير 2008م. ثالثا: ان القيادات الغربية الرئيسية سواء في أميركا أم فرنسا أم بريطانيا أم ألمانيا، كلها تتحدث في الآونة الأخيرة عن الخيار العسكري ضد ايران باعتباره أمرا لابد منه إذا فشلت محاولات نزع الأزمة النووية مع إيران عبر المفاوضات قبل نهاية عام 2007، وهو الأمر الذي يبدو الفرصة الأخيرة لطهران لاتخاذ خطوات تقود إلى تجنب خيار الحرب قبل أن تتجه الدول الغربية لاعلان فشل المساعي الدبلوماسية ودفع مجلس الأمن لتشديد العقوبات الاقتصادية على ايران وسيكون ذلك بدءا من نهاية نوفمبر القادم حيث سيقدم كل من محمد البرادعي تقريره لمجلس الأمن عن مسار المراقبة والتفتيش مع ايران وتقييم الوكالة لأجوبة ايران على الأسئلة التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن بعض النقاط الغامضة في البرنامج النووي الايراني، وسيواكب ذلك تقرير مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الأؤروبي خافيير سولانا عن حصاد المفاوضات مع ايران. وهناك مخاوف من انهيار المساعي الدبلوماسية بعد الاستقالة المفاجئة لكبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني على خلفية خلافات مع الرئيس الايراني المتشدد أحمدي نجاد، وتشير الدلائل إلى أن ذلك يعود الى خلافات عميقة بين نجاد ولاريجاني بشأن كيفية إدارة ملف المفاوضات مع الغرب. ففي حين كان لاريجاني يميل إلى ابرام صفقة للتعاون السياسي والاقتصادي مع الغرب في ظل المحفزات التي قدمها سولانا، مقابل التراجع في البرنامج النووي، يبدو ان نجاد يرفض تقديم تنازلات ويعتبر ألا تراجع في البرنامج النووي الايراني، وهو أمر سيفضي بايران إلى كارثة الحرب، لأن نجاد وبحسب تصريحاته المتكررة يبني توجهاته على أساس ان أميركا والغرب لن يكونوا قادرين على شن الحرب ضد إيران، ولهذا فلا داعي لتقديم تنازلات. وهذا دليل على خطأ حسابات نجاد وعدم قدرته على قراءة الموقف الدولي بصورة سليمة فضلا عن عدم قدرته على فهم دوافع أقطاب إدارة بوش بشأن شن الحرب ضد إيران، والتي تحركها نوازع غير عقلانية وغير منطقية وانما بواعث لاهوتية ايديولوجية تتعلق بحماية أمن اسرائيل، والتحرك لصد أي تهديد محتمل لأمنها حيث هناك خشية من أن حصول إيران على القنبلة النووية سوف يكسر احتكار اسرائيل للسلاح النووي في الشرق الأوسط وهو ما يضعف من هيمنة اسرائيل الاقليمية ويهدد أمنها وبقاءها على المدى البعيد. ويضاف الى ذلك دوافع وبواعث اقتصادية ومصلحية لأقطاب إدارة بوش تتعلق بالتحالف مع لوبي مصالح المجمع الصناعي ــ العسكري في أميركا والذي يحرض على شن مزيد من الحروب في الخارج لضمان ازدهار مصالحه في تغذية صعود القطاع العسكري - الصناعي، ويتمم هذا تحالف إدارة بوش ــ تشيني مع أقطاب صناعة النفط في أميركا والرغبة في الهيمنة على نفط الخليج والعراق وإيران بما يضعف في احد نتائجه قوة روسيا النفطية، وإبقاء سوق النفط العالمية تحت هيمنة الغرب وأميركا. رابعا: لقد عاد أيهود أولمرت مؤخرا من جولة غربية شملت موسكو أيضا، وأعرب عن ارتياحه لتصميم الدول الغربية على منع إيران من امتلاك السلاح النووي، ويبدو أنه قد سمع تطمينات من موسكو التي بنت معظم المفاعلات النووية الإيرانية تفيد بأن روسيا ضد امتلاك إيران للسلاح النووي أيضا، وقد شن أولمرت هجوما ضد محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأنه قال ان إيران أمامها ما لا يقل عن ثلاثة أعوام حتى يكون بإمكانها أن تكون قادرة على صنع سلاح نووي، أي ان إيران لا تشكل خطرا نوويا وشيكا. والملاحظ أن إدارة بوش واسرائيل لا ترتاح للتأكيدات التي تصدر عن وكالة الطاقة الذرية وخاصة بلسان مديرها محمد البرادعي والتي تؤكد ان البرنامج النووي الايراني لم يبلغ المراحل والأخطار التي يبالغ بها الغرب، وذلك لأن هذه التطمينات تحرج الحملات الأميركية الصهيونية للاسراع بقرار شن الحرب وتؤثر سلبا على محاولات الحشد الإعلامي والسياسي لتأييد قرار الحرب ضد إيران. لكن المؤكد ان العواصم الغربية بدأت تستعد لفكرة شن الحرب ضد إيران على انها مسألة باتت محتومة، وفي هذا السياق، تشير التقارير الى أن موسكو قد أبلغت طهران، مؤخرا، بأن عليها أن تأخذ التهديدات الغربية بشأن الحرب على محمل الجد، لأن هناك تحضيرات تتم لشن هجوم قريب على إيران. وهو ما نشرته صحيفة "لوكانرنشنيه" الروسية في 26 سبتمبر الماضي، حيث أشارت الى ان معلومات استخباراتية أكدت ان الرئيس الروسي بوتين قد أشار الى الإيرانيين بضرورة "التيقظ والحذر من أن حربا يجري الإعداد لها ضد إيران". ولعل ما يفسر رضا أولمرت عن التطمينات الغربية التي أعطيت له هو موافقة الغرب على استمرار احتكار اسرائيل للسلاح النووي في المنطقة، وان عجلة الإعداد للحرب قد بدأت بما يستجيب للضغوط الاسرائيلية والصهيونية في هذا الشأن، حيث كانت الدوائر الصهيونية تخشى أن يتراجع بوش في عامه الأخير لحسابات تتعلق بوضع الحزب الجمهوري في الانتخابات الأميركية أو الورطة الأميركية في العراق، عن قرار شن الحرب ضد إيران ، أو بتأثير من ضغوط الديمقراطيين في الكونجرس الذين لا يريدون شن الحرب وبدأوا يتحدثون عن ضرورة أخذ موافقة الكونجرس أولا على أي قرار جديد بالحرب. لكن أحد أقطاب المحافظين الجدد في واشنطن وهو نورمان بودهوريتز التقى بوش مؤخرا مدة 45 دقيقة لحثه على اتخاذ قرار الحرب ضد إيران، وخرج من اجتماعه مع بوش ليؤكد لوسائل الإعلام ان بوش سوف يشن الحرب ضد إيران قبل نهاية ولايته الرئاسية الثانية ومغادرته البيت الأبيض. خامسا: من المؤشرات التي تؤكد قرب شن الحرب على إيران قيام اسرائيل، مؤخرا، بإعداد مقر جديد لوزارة الدفاع الاسرائيلية في تل أبيب تحت الأرض وبتحصينات دفاعية متقدمة وذلك تجنبا لأي هجمات صاروخية قد تستهدف مقر وزارة الدفاع الاسرائيلية سواء من جانب إيران، أو من جانب "حزب الله اللبناني"، إذا ما تم ضرب إيران، يضاف إلى ذلك قيام اسرائيل بنشر درع من صواريخ (باتريوت ــ آرو) المطور والمضاد للصواريخ والقادرة على اعتراض أكبر عدد ممكن من الصواريخ التي يمكن أن يتم تصويبها نحو اسرائيل. وفي سياق آخر، أبلغ مسئول خليجي كبير صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، مؤخرا: "ان الولايات المتحدة باتت مصممة على ضرب إيران، واننا نجري اجتماعات في الكواليس مع الأميركيين لبحث ذلك، فلقد أصبح الأميركيون يراهنون على الخيار العسكري وهم غير جادين في الاعتماد على الخيار الدبلوماسي". ومن هنا يتضح لنا، ان كل التصريحات الغربية والأميركية حول نزع فتيل أزمة الملف النووي الايراني دبلوماسيا ما هي إلا لذر الرماد في العيون ومن أجل الخداع الدبلوماسي والإعلامي وتبرير قرار الحرب تاليا عبر الزعم بأن المساعي الدبلوماسية قد وصلت إلى طريق مسدود. سادسا: لقد قال سيمورهيرش الصحفي الأميركي البارز المعروف بصلاته القوية بمصادر معلومات استخباراتية في أميركا داخل (السي.اي.ايه) والبيت الأبيض والبنتاجون ان مصادر مقربة من إدارة بوش قد أخبرته ان بوش قد انحاز الى تشيني في قرار الحرب ضد ايران، ضد الفريق الذي يضم كونداليزا رايس وروبرت جيتس وزير الدفاع اللذين يعارضان شن الحرب ضد إيران، وتوقعت تلك المصادر قرب استقالة رايس وجيتس حتى لا يتحملا المسئولية عن قرار الحرب الجديد ضد إيران. وفي ذات الوقت كتب سيمورهيرش في مجلة "النيويوركر" مؤخرا يقول: "ان مسئولين سابقين في وكالة المخابرات المركزية قد أخبراني ان جهاز السي. اي. ايه قد قام مؤخرا بتوسيع نطاق الوحدة المكلفة بالتخطيط للعمليات في ايران، وقالا: انهم ينقلون الجميع الى الوحدة المكلفة بإيران، انهم يأتون بالكثير من المحللين ويعيدون مراجعة كل شيء، ان الأمر أشبه بخريف 2002، أي الأشهر التي سبقت غزو العراق، عندما أصبحت مجموعة العمليات في العراق هي الوحدة الأكثر أهمية في السي. اي. ايه". ووسط كل هذه المؤشرات التي تؤكد قرب شن الحرب ضد إيران، فإن مؤشرا وحيدا يشير إلى إمكانية عدم قدرة بوش على شن الحرب ضد إيران، وهو ما يتعلق بما خرج من تسريبات من داخل صفوف كبار قادة الجيش الأميركي الذين يعارضون شن الحرب ضد إيران ويخشون أن تلحق مهانة جديدة بالجيش الأميركي بعدما حدث للجيش الأميركي في العراق، وإذا ما تعاظمت مشاعر الرفض بين كبار الجنرالات الأمريكان لقرار الحرب فقد يؤدي ذلك إلى تراجع إدارة بوش قليلا لكن هذا ليس مضمونا في كل الأحوال لأن إدارة بوش سوف تبحث عن جنرالات ينفذون قرار الحرب إلا إذا اتخذ الرفض داخل العسكريين الأميركيين شكل حالة تمرد شاملة على القيادة السياسية الأميركية، وهو أمر غير متوقع، والأرجح أن يتم تنحية الجنرالات المعارضين للحرب والاتيان بجنرالات مستعدين لتطبيق ارادة بوش وتشيني. في ضوء كل هذه الوقائع، تبدو الحاجة ملحة لتحرك دولي من أجل بلورة تكتل عالمي مناهض لهذه الحرب المدمرة الوشيكة ضد ايران، والتي ستودي الى كوارث عالمية شاملة. ففي ظل الرغبة الأميركية المحمومة لحسم الحرب سريعا والقضاء على القوة العسكرية الإيرانية وتدمير المنشآت النووية الإيرانية والرغبة في إرغام النظام على الاستسلام والخضوع للإرادة الأميركية، لا يستبعد كثير من المراقبين أن تلجأ إدارة بوش إلى استخدام قنابل نووية تكتيكية لسرعة تحقيق استسلام النظام الإيراني على الطريقة اليابانية، وهذا يفسر لنا أيضا المحاولات الأميركية للتهويل من قدرات إيران العسكرية مثل حديث بوش عن أن الصواريخ الإيرانية طويلة المدى ستكون قادرة على الوصول إلى الأراضي الأميركية بحلول عام 2015، بما يوحي أن إيران أصبحت قوى عظمى خطيرة على الطريقة الهتلرية يجب وضع حد لها، ويدخل في ذلك تشبيه أحمدي نجاد بهتلر لإثارة فوبيا الرعب في الغرب لتبرير الحرب وشدة القوة التدميرية للأسلحة المستخدمة فيها. وهذا ما يجب على القيادات في إيران الانتباه إليه، وعدم الاغترار بالقوة الإيرانية والحديث عن إطلاق 11 ألف صاروخ في دقيقة واحدة وغير ذلك، لأن موازين القوى العسكرية في نهاية المطاف ليست في صالح إيران، وأميركا لن تقبل أن تهزم عسكريا أمام إيران، حتى لو اضطرت لاستخدام الأسلحة النووية، والمؤكد أن أميركا تعرف ما لدى إيران من قدرات عسكرية جيدة، ولهذا قد تبادر إلى استخدام أسلحة فتاكة لإنهاء الحرب سريعا.. فهل القيادة الإيرانية على استعداد لتحمل مغامرات "مجانين الحرب" في واشنطون كما عبر عن ذلك ذات مرة محمد البرادعي؟ ان أخطر ما يواجه المنطقة هو استمرار القيادة الإيرانية في العناد بشأن برنامجها النووي من دون اجراء قراءة حصيفة وحكيمة لمخاطر توجهات أركان إدارة بوش بشأن الحرب المحتملة ضد إيران. وفي هذا الاطار، فان استخدام أسلحة ذرية في الحرب من جانب أميركا سيؤدي إلى كارثة نووية ستدفع كل شعوب المنطقة بما فيها روسيا ثمنا باهظا لها نتيجة التلوث النووي المرجح، ومن هنا ضرورة أن تستخدم روسيا ثقلها لمنع نشوب هذه الحرب المدمرة، التي ستضر موسكو من جوانب كثيرة. ومن جانب آخر، وعلى الصعيد الاقتصادي، فان أي حرب ضد إيران ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط على نحو دراماتيكي، وتذهب أكثر التقديرات الآن الى أن سعر برميل النفط سوف يرتفع إلى 200 دولار للبرميل الواحد مرشحة للصعود إلى نحو 400 دولار إذا استمرت الحرب طويلا، وحصلت أزمة في الامدادات النفطية الدولية إذا تم اغلاق مضيق هرمز مثلا لفترة طويلة. وهو أمر سيقود إلى انهيار اقتصادي عالمي وتضخم في الأسعار لن تستطيع الاقتصادات الدولية تحمل عواقبه. ومن هنا، ضرورة المسارعة إلى بلورة جبهة عالمية عريضة تضم كافة القوى والفعاليات الشعبية والمنظمات العالمية الداعية إلى السلام وكافة قطاعات الأعمال والأحزاب والمثقفين ورموز الفائزين بجوائز نوبل لتشكيل تكتل دولي يمثل (ضمير العالم) للتصدي لهذه الحرب المدمرة الزاحفة. فمن المشين لهذا العالم ان يستسلم لإرادة حفنة من أعداء الحضارة الإنسانية من مجانين الحرب تضم حفنة المحافظين الجدد واللوبي الصهيوني وهم الفريق الأساسي المحرض لشن الحرب ضد إيران. ومع ان الوقت المتبقي على الموعد المحتمل لشن الحرب بات محدودا (حوالي أقل من ثلاثة أشهر)، لكن الملاحظ أن الحركة الدولية المناهضة لهذه الحرب المدمرة مازالت حركة محدودة للغاية. وإذا كانت الحركة العالمية المناهضة للحرب ضد العراق قد فشلت في وقف عجلة الحرب، فان الأوضاع الدولية الآن باتت مختلفة فإدارة بوش التي ثبت كذبها بشأن كل شيء يتعلق بالحرب ضد العراق، لم تعد تمتلك أية مصداقية، كما أن فشلها في العراق أضعف موقفها داخل أميركا، ولا يوجد الآن كونجرس مساند لإدارة بوش كما كان الحال عليه عام 2002م. ولذلك نعتقد انه مع تكثيف الجهود الشعبية والاعلامية والسياسية لقوى السلام في العالم كله وخاصة داخل أميركا، فان هناك فرصة أكبر لمحاصرة صقور الحرب والنجاح في محاصرة دعاة شن الحرب في إدارة بوش. لكن نجاح أي جهود جماهيرية أو سياسية لمنع شن الحرب ضد إيران، يتطلب أيضا أن تظهر القيادة في ايران حكمة وعقلانية عالية ومرونة كبيرة تستجيب للجهود السلمية الدولية لنزع فتيل الأزمة والتراجع عن المواقف المتصلبة بشأن البرنامج النووي الإيراني، بما يساعد على قطع الطريق أمام دعاة الحرب، ويوفر أجواء مناسبة لجعل تنفيذ قرار الحرب صعبا، الأمر الذي سيكون انتصارا للحضارة والإنسانية ومستقبل السلام في العالم كله.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
تقسيم العراق خطوة نحو البلقنة الجديدة
د. عبدالعزيز المقالح
الراية القطرية
كم هو صعب وشاق التذكير بالبديهات والقول بأن الحاجة الي وعي سياسي عربي تاريخي ليس لوضع حد لتقسيم العراق فحسب، بل ولانقاذه من أن يواصل الغرق في مستنقع الدم الذي تعدت رائحته الوطن العربي إلي أماكن عديدة من العالم وليس صحيحا علي الاطلاق ما يقال في تحليلات سياسية خائبة من أن الأمريكيين عندما عجزوا عن السيطرة علي العراق كاملا وموحدا اتجهوا بتفكيرهم إلي تقسيمه للسيطرة عليه مبعثرا وذلك أن المؤشرات، وموشرات الحرب بالذات تدل علي أنهم دخلوا العراق بهدف تقسيمه، ومخطط التقسيم بالنسبة لهم قديم وهو يشمل المنطقة العربية وما يحيط بها تنفيذا لرغبة صهيونية تهدف إلي بلقنة الوطن العربي لتبديد طاقاته وتقزيم قدراته علي مواجهة العدو الصهيوني ، وتلك هي الحقيقة التي لا تقبل أدني شك.
إن قرار اغتيال وحدة العراق وتقسيمه، سابق للغزو وهدف تم اتخاذه في تل أبيب و واشنطن علي السواء وكان ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي يلوح به منذ بداية الحرب كما أن فترة الحصار التي أعقبت حرب 1991م حددت هذه المهمة بوضوح من خلال مناطق الحظر في الشمال والجنوب . وقبل تلك الحرب وبعدها تسربت خرائط عديدة لشرق اوسط جديد ليس فيه دولة كبيرة واحدة تنافس الكيان الصهيوني في الحجم بل مجموعة دويلات في الجزيرة العربية والشام والعراق ومصر والسودان وغيرها من الأقطار العربية التي استكملت الدول الكبري نبش تاريخها واستنهاض أقلياتها واحياء المنسي والمريض من انتماءاتها الطائفية والعرقية.
انني لا أصدق أن العراق سوف يتقسم ، ولا أي قطر عربي آخر، ليس من منطلق الشعور بالمخاطر التي سوف يسفر عنها التقسيم من اهدار الطاقات وتشطير المشاعر الوطنية وانما من منطلق الايمان بما استطاع الانسان العربي الواعي والمثقف ان يحرزه من تراكم الخبرات والمعارف التي تقف سداً منيعاً في وجه كل محاولة للتمزيق والتقسيم في وقت بات الانسان العربي فيه مشغولاً بالنظر إلي تجارب وحدوية باعثة علي التفكير ومنها الاتحاد الأوروبي وغيره من التكتلات الأخري التي تسعي حثيثا إلي توحيد الاقتصاد والسياسة والتشريعات رغم ما يقوم بينها من حواجز اللغة وأنهار الدم التي سالت في حروب ما يزال الحديث عنها يسلب النوم من الأجفان ، وهذا الوعي الجمعي هو الضمانة الحقيقة للوقوف في وجه التقسيم ومحاربة أصحاب الميول الانفصالية من السياسيين الذين لا يفكرون سوي في مصالحهم الذاتية وكراسي الحكم حتي علي أشلاء أو طانهم.
أخيرا، وبعد أربع سنوات ونصف من الحرب العدوانية علي العراق أعلنت واشنطن الهدف الحقيقي والمبيّت من تلك الحرب وهو تقسيم العراق، واللافت أن بعض الأنظمة العربية ومنها أنظمة ساهمت في تلك الحرب قد سارعت في اعلان رفضها لمشروع تقسيم العراق لما يترتب علي ذلك التقسيم من اخلال بالأمن القومي العربي ومن تهديد خطير لمصالح الدول العربية المحيطة بالعراق مجتمعة ومنفردة وعما سيتبع ذلك كله من حالات تشظي في المنطقة الحبلي بكل عجيب وعجيبة والسؤال الذي يطرحه الشعب العربي في العراق علي هذه الانظمة بسخرية فاقعة: أين أنتم طوال هذه المدة من زمن الحرب وهل استيقظ ضميركم النائم فجأة وبدأت مرحلة الندم؟!
تأملات شعرية:
نوماً هادئاً،
وأحلاماً لذيذةَ،
يا وطني الكبير
يا هذا الحزين في وحشته
الممتد من محيط الماء والأمواجْ
حتي خليج النفط والأبراجْ!
لا تكترثْ لما تقوله الأنباء
عن قتلٍ هنا، وعن إبادة هناك
فالنوم والنواح الداخلي
هو العلاج!!.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
فيتنام والبحث عن مستقبل للعراق؟!
/ د. سعد الدين إبراهيم
الراية قطر
في الأسبوع الماضي صرّح رئيس الأركان الأمريكي السابق، الجنرال ريكاردو سانشيز، إن استراتيجية البيت الأبيض في العراق، هي كابوس، ولا يمكنها أن تؤدي إلي النصر 13-10-2007 .
كان الجنرال سانشيز في الخدمة، حينما غزت بلاده العراق 19-3-2003 . وقتها وخلال الأعوام الثلاثة التالية، لم نسمع منه إلا ما يؤكد عدالة الغزو لإنقاذ الشعب العراقي من طغيان ودموية صدام حسين. كذلك لم نسمع منه كلمة نقد واحدة لاستراتيجية بلاده في العراق، أو لسياسات الرئيس جورج بوش في الشرق الأوسط. وربما كان ذلك ما تفرضه التقاليد العسكرية. فما دام أحد أفراد القوات المسلحة ما يزال في الخدمة، ويرتدي زيّها الرسمي، فإنه يلتزم أصول الضبط والربط، ويطيع أوامر قياداته، ولا يتحدث في السياسة. وفي الولايات المتحدة، كما في معظم بلدان العالم، فإن رئيس الجمهورية، هو القائد الأعلي للقوات المسلحة. ومن ثم يلزم جميع أفرادها، بما في ذلك رئيس الأركان بأوامر وتوجيهات الرئيس. ولكن بمجرد التقاعد وخلع الزي العسكري الرسمي، يتحول الضابط السابق إلي مواطن مدني لاحق، له كل حقوق المواطنة، بما في ذلك حق الانغماس في الشأن العام ونقد سياسات حكومته. وهذا ما حدث في حالة الجنرال سانشيز.
وتذكرت علي التو جنرال أمريكي آخر هو وليام وستمورلند، قائد القوات الأمريكية أثناء حربها الممتدة في فيتنام 1968-1975 ، والتي انتهت بهزيمة كاسحة، لم تتعود عليها الولايات المتحدة طوال المائتي سنة، التي كانت هي كل تاريخها، منذ الاستقلال 1776 . وكانت مرارة الهزيمة هي الأشد علي العسكريين الأمريكيين. فهم لم يخسروا أي معركة في تلك الحرب الطويلة، علي امتداد اثني عشر عاماً. ومن حيث قوة النيران، وأعداد القتلي، كانوا هم دائماً الجانب الأرجح. ولكنهم في النهاية خسروا الحرب، وكان انسحابهم من أخر مواقعهم في سايجوت، عاصمة جنوب فيتنام انسحاباً مرتبكاً ومخزياً. ونقلت الكاميرات التليفزيونية الأمريكية والعالمية مشهد أخر طائرات الهليوكوبتر، وهي تقلع، وآخر الجنود المدنيين الفيتناميين وقد تعلقوا بعجلاتها في الهواء، حتي لا تأسرهم قوات الفيتكونج المعادية، التي كانت تحاصر سايجوت! وقد ألقي الجنرال وستمور لند وقتها باللوم علي البيت الأبيض والسياسيين الأمريكيين في واشنطن. ويبدو أن الجنرال ريكاردو سانشيز لا يريد لبلاده أن تلقي هزيمة وانسحاباً مماثلاً من العراق، بعد 32 سنة من ذلك المشهد المخزي في سايجوت 1975 .
لقد تزامنت الحرب في فيتنام مع سنوات دراستي للدكتوراه في الولايات المتحدة. وكنت في أثنائها رئيساً منتخباً للطلبة العرب، وحيث كانت مشاعرنا، كمواطنين من العالم الثالث أكثر تعاطفاً مع الشعب الفيتنامي الذي كان مقاتلوه من الفيتكونج، بأجسامهم النحيلة، وبيجاماتهم السوداء، يقاومون آلة الحرب الأمريكية الهائلة، بجنودها الأضخم حجماً، ومعهم دبّاباتهم وطائراتهم الأكثر فتكاً. وكلما صمدت مقاومة الفيتكونج، رغم خسائرهم الفادحة من الأرواح التي كانت تحصدها آلة الحرب الأمريكية يومياً، اشتد الجنون في البيت الأبيض والبنتاجون، وكلما ضاعفوا من تدميرهم للموارد المحدودة لفيتنام، جنوبها وشمالها، مزارعها وغاباتها، طرقها وجسورها. وألقت القاذفات الأمريكية من القنابل علي فيتنام، أكثر مما ألقته كل الجيوش في الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك ظل الفيتناميون يقاومون سنة بعد أخري، وكان الشباب الأمريكي يشاهد أخبار الحرب يومياً، بالصوت والصورة، علي شاشات التليفزيون ولأنه كان الجيل الأول، الذي وُلد بعد الحرب العالمية الثانية، فإنه نشأ يتساءل ويسأل قياداته السياسية: لماذا الحرب في فيتنام؟ وكانت تأتيه إجابات من قبيل: نحن الأمريكيون هناك دفاعاً عن الحرية ونشر الديمقراطية، في وجه الزحف الشيوعي . وبالطبع صدق معظم الأمريكيين ذلك في بداية سنوات الحرب. ولكن مع استمرار القتل والدمار، تناقص المؤيدون وتزايد المعارضون للحرب في فيتنام بين الشباب الأمريكي، وخاصة في الجامعات. فبدأوا ينظمون المظاهرات والاعتصامات، فيما أصبح يُعرف "بحركة مناهضة الحرب(Anti war movement) . وشارك الطلبة العرب وغيرهم من طلبة العالم الثالث الذين كانوا يدرسون في الولايات المتحدة وقتها زملاءهم الأمريكيين.
وفي الواقع كان لقائي بإحدي الفتيات الأمريكيات، من مناهضات الحرب ضمن مسيرات تلك الحركة، وهي، باربارا ليثم، التي ستصبح زوجتي ورفيقة حياتي، منذ أكتوبر 1971. وقد رزقت منها بابنتي المحامية رندا، وابني المهندس أمير. ومثل كل الأبناء سمعت رندا وأمير قصة لقاء والديهما أثناء حركة مناهضة الحرب في فيتنام. ويبدو أن ذلك ترسب في أعماق وعيهما. وذلك حينما سنحت الفرصة، اختار ابني المهندس أمير فيتنام، دون اختيارات أخري كانت متاحة أمامه، لكي يساعد فقراءها من الفلاحين، في توفير مصادر رخيصة للطاقة. وأعد لنا الابن البار مفاجأة، بدعوتنا أمه وأبيه للاحتفال بعيد زواجنا السادس والثلاثين في فيتنام، ولسان حاله يقول إنه لولا تضامنكما مع نضال الشعب الفيتنامي لربما لم تلتقيا، ولم تتزوجا، ولم تنجباني أنا وشقيقتي رندا، وقد سعدنا، أنا وأمه بركة باربارا بلفتته الرقيقة، ولبينا الدعوة علي الفور.
وها أنا بعد عدة أيام من التجوال والمشاهدات الميدانية، والحديث مع كل من استطعت الحديث معهم من الفيتناميين، أكتب هذا المقال من العاصمة الأسطورية هانوي، ومن موقع يطل علي النهر الأحمر ، الذي يشق المدينة، التي أعادت بناء ما دمرته الحروب المتعاقبة طوال القرن العشرين.
إلي جانب حب استطلاعي عن الشعب والمجتمع والحزب والدولة في فيتنام، كنت حريصاً علي معرفة كيف أعادوا بناء بلادهم واقتصادهم، وكيف جذبوا آلاف الشركات الأجنبية للاستثمار عندهم؟، وكيف وازنوا بين هذا التدفق الرأسمالي من ناحية واقتصادهم الاشتراكي الماركسي من ناحية أخري؟ وكيف غفروا أو سامحوا تلك القوي الأجنبية، التي استعمرتهم، ونهبتهم، ودمرت بلادهم وقتلت منهم ما يقرب من المليون خلال الثلاثين عاماً، التي أعقبت الحرب العالمية الثانية 1945-1975 ، فضلاً عن القرنين السابقين 1750-1945 ؟.
كانت هناك إجابة عامة واحدة من الفيتناميين أنفسهم، وصدّق عليها الأجانب الذين التقيتهم، وخاصة من الأمريكيين والفرنسيين، وهي "أن الفيتناميين، كشعب وكثقافة، لا يتوقفون كثيراً عند الماضي، ولا يجترون الآلام، أو يمعنون في جلد الذات، أو الاستمتاع بدور الضحية . إنهم عملون للغاية الكلمة الإنجليزية (Pragmatic)، ينظرون إلي الحاضر ويتطلعون دائماً إلي المستقبل. وقد أكد ذلك ليّ المحامي الأمريكي جون بنتلي (John Bentley)، الذي عاش في مصر خمسة عشر عاماً، ساعد فيها السلطات المصرية علي صياغة قوانين الانفتاح، والتحول إلي اقتصاديات السوق. وقد استدعته السلطات الفيتنامية عام 1994، لكي يساعدهم لتحقيق نفس الشيء. وحينما سألته عن المقارنة بين خبرته في مصر وخبرته في فيتنام، قال إنهم هنا أشد فقراً، حيث متوسط الدخل الفردي لا يتجاوز ستمائة دولار، أي ثلث مثيله في مصر، ولكنهم أكثر جدية، ولا يضيعون وقتهم وطاقتهم في معارك الماضي، أو الانشغال بمؤامرات وهمية، يقوم بها الآخرون ضدهم . لقد استغرب المحامي الأمريكي أنهم دعوه إلي بلادهم في المقام الأول، واستغرب أكثر أنه خلال السنوات الاثني عشرة التي قضاها في فيتنام، لم يثر أحد الحديث عن الماضي إلا مرتين، وحتي ذلك كان بمناسبة فيلم سينمائي عن حرب فيتنام. ويضيف جون بنتلي، أنه ربما لهذا السبب تحقق فيتنام معدلاً من النمو الاقتصادي السنوي، مثل جارتها الشمالية وهي الصين وهو 9%! فهي نمر اقتصادي صاعد.saad@gmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
الأمريكان.. والشيعة والسنة في الكويت
خليل علي حيدر
الوطن الكويت
معهد الدراسات الاستراتيجية» التابع للكلية العسكرية في الجيش الأمريكي، يصف الكويت بأنها «البلد الذي يتمتع بأفضل العلاقات بين السنة والشيعة من بين دول الخليج، وأن شيعة الكويت يقرون بأنهم افضل حالا من نظرائهم في بقية الدول الخليجية». (القبس 2007/10/18).
ولاشك ان لكل دولة خليجية اخرى ظروفها وتركيبتها الاجتماعية والمذهبية، ولكن ما الذي جعل الكويت تبرز في مجال التفاهم المذهبي الى هذا الحد؟
وهل كانت هذه العلاقات ستكون بهذه القوة لو أنها نشأت اليوم، في ظل الإسلام السياسي والجماعات الحزبية السنية والشيعية؟
وهل الرفاه المادي الذي يشمل الجميع في الكويت هو السبب؟ وهل من أرسى هذه العلاقات المتينة الحكومة وأسرة الحكم، أم عقلاء الكويت من المذهبين أم دروس وتجارب دول الجوار؟
هذا بحث طويل نتركه لمن يريد البحث والاستقصاء، غير ان الكويت تميزت لحسن الحظ عن كل دول الجوار والدول المؤثرة في المنطقة، المملكة العربية السعودية والعراق وإيران، بعدم تأثير القوى والتوجهات الدينية وسلطة رجال الدين على شؤونها وحكامها. وعلى الرغم من مشاكل الصراع العثماني الإيراني، وتوجهات وصراعات الإخوان الوهابيين وضغوطهم ومحاولاتهم في محاربة التعليم والصحافة ووسائل الحياة الحديثة، فإن السلطة السياسية والعائلة الحاكمة ظلت الى جانب الانفتاح والاستنارة والتسامح المذهبي. بل كانت العائلة الحاكمة وعدد كبير من العائلات الكويتية السنية في مقدمة من يقدم أشكال الدعم والعون في هذا المجال.
القوة الاجتماعية الثانية التي ساندت هذا الاعتدال المذهبي كان عقلاء السنة والشيعة وخصوم التعصب والتزمت، والمتعلمين المستنيرين، وكل من أدرك أوضاع الكويت الداخلية الحساسة، وخطورة التوجهات الطائفية عليها لصغر حجم البلاد وضخامة حجم دول الجوار.
ان انفتاح العقلية الكويتية والتسامح الديني والمذهبي فيها، رغم كل الظروف المعاكسة، ودور الدولة والعائلة الحاكمة وعقلاء البلد وتقبلهم للتعددية المذهبية، هو الذي سهل إنشاء كل هذه المساجد الشيعية والحسينيات، وهو الذي قدم الخدمات التعليمية والإسكانية والصحية والاجتماعية للجميع دون تمييز. ومثل هذا العدل والتسامح لاتزال تفتقر اليه دول أخرى، سنية وشيعية على حد سواء.
ثالث الأسباب في نشوء ونمو هذا التسامح المذهبي، ولسنوات مديدة، كان عدم ظهور «الإسلام السياسي» والجماعات الدينية السنية والشيعية على حد سواء، أو على الأقل عدم هيمنتها على الوعي السياسي والاجتماعي للناس، كما هو الأمر اليوم!
وكانت الحرب العراقية الايرانية اختباراً قاسياً للوحدة الاجتماعية والتسامح المذهبي في الكويت، وكان رد الشيعة بالذات في اعتقادي على ضغوطها وضغوط الثورة الاسلامية الايرانية، هو الانقسام الى عدة تيارات! تيار يقف مع ولاية الفقيه والثورة وتصدير الثورة، وتيار يرفض هذا التوجه الثوري الراديكالي ويتشبث ببلاده وتجربته السياسية، وتيارات وجماعات اخرى متعددة، وقد تسبب عدوان النظام العراقي يوم 1990/8/2 في عودة التفاهم والتسامح بين السنة والشيعة، ولكن تسييس الدين والمذهب، وضغوط تجارب العالم العربي وايران والتعبئة الحزبية الدينية والمذهبية، اعادت مع سقوط النظام العراقي وما تلاه من صراعات، المشاكل والمخاوف المذهبية، واعادتها للأسف هذه المرة، مدعومة ومشحونة بروح عدائية شرسة، مكتسبة من الصراعات المذهبية في مختلف دول الجوار، ومبرمجة للاستجابة لمختلف الجماعات الارهابية والمتشددة المتحركة اقليمياً ودولياً.
ان الاختلافات المذهبية تدخل اليوم، وربما منذ عام 2001 مرحلة جديدة، فهناك استقطابات سياسية جديدة، وهناك تداخل بين الحرب على الارهاب، والقضية الفلسطينية، ومشاكل السياسة الايرانية في دول الخليج ولبنان وغيرها، ومخاوف العالم العربي من التشيع، وكل التسهيلات التقنية التي تتيحها التكنولوجيا المتقدمة اليوم.
وهناك اليوم تعبئة مذهبية من خلال الفضائيات التلفزيونية والاذاعات والصحف ومواقع الانترنت، فهناك اشرطة الكاسيت والاقراص والفيديو «والاناشيد الدينية» السنية، و«اللطميات» الشيعية.. وهكذا! انه صراع محزن مخيف يهدد استقرار المنطقة الخليجية والعربية لا احد يستطيع ايقافه وكل من يحاول تُوجه له تهم الخنوع والخضوع والانبطاح والصفوية والوهابية والباطنية والنفاق والكفر والأمركة!!.
باختصار.. ما يغبطنا عليه معهد الدراسات الاستراتيجية الامريكية من تفاهم راسخ بين الشيعة والسنة في الكويت مكسب كبير لنا جميعاً، من سنة وشيعة، ومن حضر الكويت وقبائلها.. ولكن التحدي امام الدولة والعقلاء كذلك كبير!.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
فضاء ... سؤال مشروع
أحمد ذيبان
الراية قطر
منذ اشتعال الازمة الراهنة علي الجبهة التركية العراقية ،بسبب تصعيد حزب العمال الكردستاني عملياته العسكرية ضد الجيش التركي انطلاقا من الاراضي العراقية" اقليم كردستان"، وجه رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان مرتين نقدا لاذعا وجريئا للولايات المتحدة ،التي وجدت نفسها متورطة ايضا في هذه الازمة بسبب احتلالها للعراق ، وجاء نقد اردوغان لواشنطن في مؤتمرات صحفية علنية، بصيغة تساؤل يبدو منطقيا ومشروعا، لكنه ينطوي علي سخرية بالغة ايضا،وذلك ردا علي الدعوات الامريكية لتركيا ب"ضبط النفس" ومطالبتها بعدم التوغل في الاراضي العراقية لملاحقة المسلحين الاكراد، او علي الاقل تأجيل مثل هذه الخطوة،مشددا علي ان بلاده لا تحتاج" اذنا" من واشنطن لدخول شمال العراق، وتساءل" من سمح للولايات المتحدة بغزو واحتلال العراق عام الفين وثلاثة ؟ وماذا يعمل نحو مائة وخمسين الف جندي امريكي في العراق جاءوا اليه، من مسافة عشرة الاف ميل"،فيما تركيا علي حدود العراق،وتواجه "خطر ارهاب حزب العمال الكردستاني الذي ينطلق من الاراضي العراقية"حسب قول اردوغان؟!.
الكل يعرف الاجابة، فالادارة الامريكية اعمتها الغطرسة وجنون القوة ،فصنعت الاكاذيب لتبرير غزو العراق بدون اسباب مقنعة حتي للسذج!، متحدية بذلك الامم المتحدة ،وارادة" المجتمع الدولي"، وكانت نتيجة الغزو كارثة اصابت العراق، ولا تزال ارتداداتها وتداعياتها تهز المنطقة، ومفتوحة علي المجهول، وقد سجلت تركيا بقيادتها الحالية موقفا برفضها السماح للجيوش الامريكية الغازية دخول العراق من اراضيها! لكن اردوغان اراد فيما يبدو تسجيل نقطة في ملعب واشنطن وتذكيرها بازدواجية مواقفها ،وحقيقة عدم شرعية غزوها واحتلالها للعراق، وعلي ذلك لا يحق لها مطالبة تركيا ب"ضبط النفس وعدم التوغل في الارضي العراقية"!.
لقد لعبت الادارة الامريكية ،بالورقة الكردية لفترة طويلة،ووظفتها في استراتيجيتها ،وكان اهم ما انجزته في هذا السياق،صنع" شبه دولة كردية "في شمال العراق، اصبحت اليوم تشكل خطرا جديا علي وحدة الاراضي العراقية،اذ تسير باتجاه الانفصال بخطوات متسارعة!وكما ارتكبت ادارة بوش خطيئة تاريخية في غزوها للعراق وتدميره،كان من افرازاتها خلق واقع انفصالي لكردستان العراق،ونسيت او تجاهلت ان المسألة الكردية اكثر تعقيدا،من الحسابات التكتيكية المبنية علي نزوات سياسية تحركها غطرسة القوة،ذلك ان هناك امتدادا جغرافيا وديمغرافيا يصعب السيطرة عليه بين المناطق التي يتواجد فيها الاكراد في العراق وتركيا وايران وسوريا،وهناك تشابه بل ووحدة في ظروف واهداف الاكراد في هذه الدول ،وان اقامة كيان انفصالي شبه مستقل ،"مشروع دولة مستقبلية" من السهل ان ينقل العدوي الي الجيران، الذين لن يسمحوا بذلك،وفي هذا الاطار يندرج قرار تركيا التوغل في شمال العراق لملاحقة المسلحين الاكراد، الذين يجدون "ملاذا امنا" في كردستان العراق،وجاء تأييد سوريا وصمت ايران انطلاقا من وحدة الهدف.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
بلفور كردي
حسين شبشكي
الشرق الاوسط بريطانيا
الجغرافية الوطنية تبقى دائما هاجسا وتحديا للأمم ما بين القدرة على الانسجام والانصهار في كيان واحد، أو الانفصال وتكوين هوية مستقلة ومنفصلة. وهناك أمثلة حية ماثلة ما بين النماذج التي فشلت في الانسجام مع الجسد الوطني الأكبر، وآثرت الانفصال، وأخرى في طريقها لنفس المصير. ومع التهاب الوضع على الساحة الكردية، تبدو مسألة الإعلان عن الدولة الكردية مسألة وقت وتفاصيل وإن كان المارد التركي يقف حتى الآن موقفا شديد الصلابة تجاه ذلك الأمر الحرج والحساس، ولكن هناك علامات خطر تتزايد من الشهية الكردية لإعلان الدولة و«توسيع» رقعتها وتحديدا في تركيا وسورية، ويراهن الأكراد وبقوة على جاهزية الرأي العالمي اليوم لقبول الدول العرقية والاثنية والدينية، كما حدث في تيمور الشرقية وفي البوسنة والهرسك وصربيا وكرواتيا، فترسل بعض العناصر الكردية بفصائلها المختلفة بالونات اختبار عن طريق تصريحات أو إثارة مواقف احتجاجية، أو حتى تحرك عسكري لمعرفة مدى جاهزية المجتمع الدولي «للاستماع» لمطالبها والتكيف معها، وغير واضح حتى هذه اللحظة ما إذا كان الاكراد يقومون بمغامرة سياسية من الطراز غير المسبوق، ويحاولون أخذ كل ما يمكن أخذه وسط انشغال العالم بالمستنقع الكبير الموجود في العراق خارج إطار الاقليم الخاص بهم؛ لأن من الواضح أن نماذج اسكتلندا وويلز وكوبيك وهي جميعا مناطق ذات مزايا إدارية استثنائية، ولكنها من ضمن تركيبة وطنية قوية، لم تعد تروق الكردي، وإن الاستقلال و «الدولة الكردية» بات المطلب الوحيد المقبول، دون الإدراك أن هذا المطلب قد يكون نموذجا أسود للانتحار السياسي، لأن مقومات الدولة الحقيقية لن تكون متوفرة لهذا الكيان وسط منطقة شديدة التوتر، وعدم وجود غطاء دولي كاف لحمايتها.
دروس التاريخ كان من المفروض أن تكون كافية لأن يدرك الأكراد أن بقاءهم وسط نسيج وطني هو ضمانة حقيقية على المدى الطويل، لأن «التفتيت» المبني على المعايير الدينية والإثنية لا حد ولا مدى له، فكل قطاع قابل للتفتيت بشكل مصغر من جديد. الحل الفيدرالي كان فكرة مهمة للتعامل مع المعضلة الكردية، ولكن لا بد أن يكون الأساس هو الإبقاء على الكيان الوطني لأن الأكراد باستمرار طرحهم الانفصالي سيشعلون فتنة لن يتمكنوا من الوقوف أمامها لأنها ستحرقهم وتحرق غيرهم. hussein@asharqalawsat.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
يــا إلهــــــــي.. إنــــــه الـنـفـــــــط «1/2»
جيم هولت
لندن ريفيو أوف بوكس
العراق «لا يُقهر»، «مستنقع»، «إخفاق تام»: هذا لسان حال الرأي السائد. غير أنّ سبباً وجيهاً يدعو إلى الاعتقاد بأنّ ما ذُكر، من وجهة نظر الثنائي بوش - تشيني، لا يجسّد حقيقة الوضع. حتماً قد تكون الولايات المتحدة «عالقة» تماماً حيث يريدها بوش وآخرون، ولهذا السبب ليس هناك من «استراتيجية للخروج من الأزمة». فالعراق يمتلك 115 مليار برميل من الاحتياط النفطي، أي ما يفوق ما تملكه الولايات المتحدة بخمسة أضعاف. وبسبب عزلته الطويلة هو أقلّ الدول النفطية استكشافاً لهذه المادة، إذ حُفر ما يقارب ألفي بئر فقط في البلاد كلّها، في حين أنّ مليون بئر حُفرت في تكساس وحدها.
وقد قدّر مجلس العلاقات الخارجية الأميركية أنّ العراق يملك ربما نحو 220 مليار برميل من النفط غير المكتشَف، فيما رفعت دراسة أخرى الرقم إلى 300 مليار.
إذا كانت هذه التقديرات قريبة من الواقع إلى حدّ ما، تكون القوات الأميركيّة الآن قابعة في منطقة تحوي ربع الموارد النفطية في العالم. أما قيمة النفط العراقي، وهو بترول خام فاتح اللون ذو كلفة إنتاج منخفضة، فستبلغ 30 تريليون دولار بحسب الأسعار السائدة حالياً. ويُذكر، للمقارنة فقط، أنّ الكلفة المتوقّعة لاجتياح/احتلال الولايات المتحدة للعراق تقارب تريليوناً واحداً.
قانون النفط العراقي من سيحصل على نفط العراق؟ أحد «الاختبارات المعياريّة» التي تجريها إدارة بوش للحكومة العراقية هو المصادقة على قانون يقضي بتوزيع العوائد النفطية. وتتخلّى مسودة القانون، التي كتبتها الولايات المتحدة للهيئة التشريعية العليا العراقية، عن كلّ النفط تقريباً لمصلحة شركات غربية، فتبقى شركة النفط الوطنية العراقية مسيطرة على 17 من أصل 80 حقلاً من حقول النفط الموجودة، ما يترك الباقي - بما فيه النفط الذي لم يُستكشف بعد - تحت سيطرة شركات أجنبية لمدة 30 عاماً.
بعدما سُرِّبت مسودة القانون إلى الإعلام، كتبت المحلّلة أنطونيا شوهاز في صحيفة «نيويورك تايمز» في آذار الماضي: «لن تضطرّ الشركات الأجنبية إلى توظيف أرباحها في الاقتصاد العراقي، وهي لن تستطيع حتى تجاوز حالة «عدم الاستقرار» الحالية التي يعيشها العراق بتوقيع عقود الآن، فيما الحكومة العراقية في أضعف حالاتها، وسيكون عليها الانتظار سنتَين على الأقل قبل أن تطأ أقدامها البلد».
وعندما توقّفت المفاوضات حول قانون النفط في أيلول الماضي، وقّّعت الحكومة المحلية في كردستان اتفاقاً منفصلاً مع شركة النفط المتمركزة في دالاس «هانت أويل»، التي يرأسها حليف سياسي وثيق القربى بالرئيس بوش.
كيف ستحافظ الولايات المتحدة على سيطرتها على النفط العراقي؟ سيتمّ ذلك عبر إقامة قواعد عسكرية دائمة في البلد. وفي هذا السياق، يتمّ الآن إنشاء خمس قواعد عملاقة تتمتّع باكتفاء ذاتي، أصبحت كل واحدة منها في مرحلة مختلفة من البناء. وهي جميعها بعيدة جداً عن المناطق المدنية حيث يموت معظم الجنود. غير أنّ قلّة ثمينة فقط من التحقيقات نُشرت عن هذه القواعد في الصحف الأميركية التي لا يستطيع مراسلوها التجول بحرية بسبب الظروف الخطيرة.
في شباط من العام المنصرم، وصف مراسل الـ«واشنطن بوست» طوماس ريكس إحدى هذه القواعد، وهي قاعدة «بلد» الجوية الواقعة على بُعد أربعين ميلاً شمالي بغداد، بأنها «ضاحية أميركية محصّنة جداً وسط الصحراء العراقية، وتضمّ مطاعم للمأكولات السريعة وملعب غولف مصغَّراً وسينما، وتجاورها مناطق مميزة»، من بينها منطقة «كاي بي أر»، المسمّاة تيمّناً باسم الشركة التابعة لشركة «هاليبورتن» التي قامت بمعظم أعمال البناء في القاعدة. وعلى رغم أنّ عدداً قليلاً من الـ20000 جندي أميركي المرابضين هناك أقاموا اتصالاً مع مواطنين عراقيّّين، تُعتَبر حركة مدرج القاعدة من بين الأقوى في العالم. وقد قال ضابط في القوات الجوية لريكس إنها «تأتي في المرتبة الثانية بعد هيثرو في لندن».
كانت وزارة الدفاع تتكتّم عن هذه القواعد في البداية. فقد قال دونالد رامسفيلد عام 2003: «لم أسمع يوماً، حسب ما أذكر، بمناقشة تتعلق بقاعدة عسكرية دائمة في العراق في أيّ اجتماع». ولكن في هذا الصيف، بدأت إدارة بوش تتكلّم بصراحة على إبقاء الجنود الأميركيّين في العراق للسنوات أو حتى للعقود المقبلة. وأخبر العديد من زوار البيت الأبيض صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ الرئيس نفسه أصبح مولعاً بالإشارة إلى «النموذج الكوري». وعندما صوّت مجلس النواب على منع تمويل بناء «قواعد دائمة» في العراق، اختير مصطلح جديد هو «قواعد ثابتة».
سفارة بمساحة البنتاغون ولكن هل ستستطيع الولايات المتحدة المحافظة على وجود عسكري غير محدّد الأمد في العراق؟ سوف تدّعي وجود مبرّر، يمكن تصديقه ظاهرياً، لبقائها هناك ما دامت الحرب الأهلية قائمة، أو حتى يتمّ القضاء على كل مجموعة صغيرة تطلق على نفسها، وبشكل يلائم الولايات المتحدة، اسم «القاعدة». قد تفقد الحرب الأهلية من حدّتها تدريجاً مع انسحاب السنّة والشيعة والأكراد إلى مناطق منفصلة، ما يقلّل من مساحة الاحتكاك الطائفي بينهم، ومع تعزيز القادة العسكريّين سلطتهم المحليّة. وسيكون نتيجةَ ذلك التقسيمُ الحاصل فعلياً على أرض الواقع. ولكن هذا التقسيم لا يمكن أن يقوم أبداً على أساس قانوني (فقد تستاء تركيا من وجود كردستان مستقل في الشمال، وإنّ منطقة شيعية في الجنوب قد تصبح تابعة لإيران، ومنطقة سنية مستقلة في الغرب قد تؤوي «القاعدة») وستحكم هذا العراق «المبلقن» حكومة فدرالية ضعيفة في بغداد، تدعمها وتشرف عليها سفارة أميركية بمساحة وزارة الدفاع الأميركية هي قيد الإنشاء حالياً.
أما بالنسبة إلى عدد الجنود الأميركيّين المتمركزين بشكل دائم في العراق، فقد أعلم وزير الدفاع روبرت غيتس الكونغرس في نهاية شهر أيلول، أنّه يعتقد أنّ القوّات التي ستبقى لأمد طويل تتألّف من خمسة ألوية قتالية أي ربع الرقم الحالي، ما يعني أن عدد الجنود سيكون (مع مجموع الموظّفين الذين يوفرون احتياجاتهم) 35000 جندي حدّاً أدنى، وقد يرافقهم عدد مساو من المقاولين الجشعين. (ربما كان يعطي رقماً خاطئاً حياءً، بما أنّ كل واحدة من القواعد العملاقة الخمس تستطيع أن تضم ما بين عشرة وعشرين ألف جندي).
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
العملـيـــة الـــتركـيــــة.. أسئــلة لا تجـــــد الجــــــواب
يفجيني بريماكوف
وكالة نوفوستي الروسية للأتباء روسيا
وافق برلمان تركيا على أن يشن الجيش التركي عملية عسكرية على مقاتلي حزب العمل الكردستاني في شمال العراق.
ولا غرو أن أثار ذلك قلق العالم لأن العملية التركية المرتقبة قد تزلزل الوضع في إقليم يسكنه 10 ملايين كردي على أقل تقدير.
وتطرح العملية العسكرية التركية المحتملة عددا من الأسئلة:
أولا: هل تملك تركيا حق شن العملية العسكرية على مسلحين خارج الأراضي التركية؟
ثانيا: إن أنقرة لا تزال ترفض منح الأكراد أي حكم ذاتي بحجة أن هذا سيشجع الأكراد على الانفصال.. وهل يمكن، والحالة هذه، تأييد موقف أنقرة في المسألة الكردية؟
ثالثا: باتت مسألة وحدة العراق مطروحة. صحيح أن غالبية العراقيين وجميع بلدان الجوار والكثير غيرها من بلدان العالم يدعون إلى ضرورة المحافظة على الوحدة العراقية، ولكن كفة من يدعو إلى إقامة دولة كردية التي من الممكن أن تحتضن إلى جانب أكراد العراق، أكراد تركيا وإيران وسوريا قد تصبح هي الراجحة.. وهل ينبغي الاعتراض على سعي الشعب الكردي بملايينه العديدة إلى إقامة الدولة الخاصة به؟
رابعا: كيف ستكون طبيعة الموقف تجاه قرار مجلس النواب الأمريكي بالاعتراف بالمذابح التي ارتكبها الأتراك ضد الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، مع العلم أن من تبنوا هذا القرار لا يهتمون بمستقبل الشعب الأرمني بقدر ما يهتمون بمصالح حزبيهم الديمقراطي والجمهوري؟ وعموما ماذا يكون الموقف من قرارات برلمانية لا تهدف إلى البحث عن سبل لتحقيق المصالحة بين الشعوب؟
خامسا: تصل 70بالمائة من الإمدادات إلى القوات الأمريكية في العراق عبر تركيا. وهذا أحد أسباب قلق الولايات المتحدة مما يجري. وزار مسؤولون أمريكيون أنقرة. ولكن مسألة غزو القوات التركية للعراق ظلت مطروحة. وقد يدفع كل ذلك واشنطن إلى إعلان جدول زمني منشود لانسحاب القوات الأمريكية من العراق.. لكن هل يعطي هذا ذريعة لتأييد العملية التركية المحتملة؟
ومن الصعب، في رأيي، الإجابة عن هذه الأسئلة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
سمك القرش يتحالف مع قوات الاحتلال لغزو العراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر
الجزيرة السعودية
تتوالى (البلاوي) جمع بلوة وهي مفرد البلاء على العراق، فبعد الغزو والاحتلال الأجنبي وتدفق القوات الأجنبية من كل صوب وحدب... وانتشار المليشيات الطائفية والعنصرية وتفشي الطائفية التي تهدد وحدة البلاد، وانتشار الجثث المجهولة الهوية، وصل سمك القرش إلى أنهار العراق المعروفة بمياهها الحلوة العذبة التي كانت مخازن غذاء للعراقيين تمدهم بالسمك ذي القيمة الغذائية العالية، فشط العرب كان يزوِّد أهل البصرة بسمك الزبيدي الذي لا يضاهي لذة طعمه أي سمك آخر، سمكة بضَّة بلا أشواك ولا عظام سوى العظم الفقري، أما نهر الفرات فكان ومياه الأهور مخزناً متجدداً لأسماك البُني والقطان والشبوط والصبور التي كانت تشكل المائدة الرئيسة لأهالي العراق وبخاصة أبناء الجنوب، وكانت مدن محافظة ذي قار التي اكتشف أحد صياديها سمكة قرش في ناحية الفضلية قرب مدينة الناصرية، فقد اصطاد صياد من أبناء الناحية سمكة قرش بيضاء وزنها 110 كيلو غرامات وطولها متران وعشرة سنتيمترات يوم الخميس الماضي في حالة نادرة؛ إذ من المعروف أن أسماك القرش تعيش في المياه المالحة أي في مياه البحار والمحيطات، ومياه نهر الفرات الذي اصطاد منها الصياد العراقي سمكة القرش مياه حلوة كانت تكثر فيها الأسماك التي يتغذى منها العراقيون، وكانت محافظة ذي قار تصدر كميات كبيرة من أسماك البُني والقطان إلى بغداد ومحافظات كربلاء، والحلة والنجف، ومن هذه الأسماك كان البغداديون يعملون أكلة المسَّكوف الشهيرة على ضفاف نهر دجلة حيث تجد محلات المسَّقوف على طول كورنيش شارع أبو نواس أيام عز بغداد.
بعض الأسماك كانت تصطاد من نهر دجلة والبعض وهو الأكثر كان يجلب من الناصرية وسوق شيوخ والشطرة والهَّور، ويظهر أن ظهور سمك القرش في نهر الفرات بالناصرية سيهدد هذه الأسماك في حالة تشير إلى غزو بيلوجي يتحالف مع الغزو العسكري الأجنبي الذي يهدد العراقيين، وكأن سمك القرش يتحالف مع الاحتلال ليهدد العراقيين في غذائهم اللذيذ.. أكلة السمك التي سيقف سمك القرش حائلاً كجيش أجنبي يمنع الصيادين من النزول للأنهار لصيد البَّني والقطان والشبوط فيحاربهم في غذائهم مثلما تحارب جيوش الاحتلال الأجنبية والمليشيات الطائفية العراقيين منغصين عليهم حياتهم اليومية. jaser@al-jazirah.com.sa
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
.العراق: منظمات للبيع حسب التمويل وحسب الطلب
هيفاء زنكنة
القدس العربي
منذ غزو العراق في نيسان 2003 ووتيرة تأسيس منظمات المجتمع المدني في حركة صعود ونزول مثل اسعار الاسهم في سوق البورصة حسب مؤشرات العرض والطلب. وتشير احصائيات منظمة الامم المتحدة وكذلك تباهي رئيس وزراء حكومة الاحتلال نوري المالكي في خطاب له مؤخرا، الي ولادة مايقارب الستة آلاف منظمة، أغلبها ظهرت الي النور قبيل انتخابات 2005، وتشكل المنظمات النسوية نسبة عالية منها. ولايتطلب تأسيس منظمة مجتمع مدني غير بضعة امور شكلية من بينها كتابة أهداف ومبادئ المنظمة مع اسماء المتقدمين بالطلب ووجود عنوان ما كمقر للمنظمة.
وغالبا ما تكون لجنة التأسيس مكونة من زوج وزوجه كرئيس و سكرتيرة للمنظمة، واذا كانت المنظمة عامة تعني بشأن الانتخابات مثلا سيضاف اليهما عدد من أقاربهما. أما اذا كانت المنظمة نسوية تعني بشأن حقوق المرأة فان تشكيلة المؤسسين والاعضاء ستبقي كما هي باستثناء تغيير جنسوي طفيف وهو تعيين الزوجة كرئيسة والزوج أمينا عاما للمنظمة.
وقد أثبتت سنوات تكاثر منظمات المجتمع المدني بان نسبة عالية منها وهمية اسما ومضمونا، همها الاول والاخير هو الحصول علي المنح المكرسة لمنظمات المجتمع المدني فضلا عن خداعها المواطن وسرقته تحت مسميات مختلفة، فحسب تصريح اعلامي أن وزارة شؤون منظمات المجتمع المدني أبلغت محافظة واسط عن وجود 35 مؤسسة وهمية من مؤسسات المجتمع المدني في المحافظة، أما مسؤولة لجنة منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان في مجلس محافظة بابل فقد صرحت بان اقل من 50 منظمة من اصل اكثر من 300 مسجلة في بابل تمارس عملها بشكل فعلي في حين ان باقي المنظمات وهمية. وكان ممو فرحان عثمان وزير الدولة لشؤون المجتمع المدني العراقي قد أكد في الفترة السابقة للانتخابات (وجود 2000 منظمة نسوية وهمية كانت تستحوذ علي مساعدات الدول المانحة من دون وجه حق).
وتعتبر منظمات المجتمع المدني ضرورية لتحقيق التوازن مابين الحكومة والشعب في المجتمعات الديمقراطية الا ان ما خطط له الاحتلال هو ان تكون منظمات المجتمع المدني المدعومة بسخاء من قبله بديلا للدولة التي تم تفكيكها من قبل الحاكم الامريكي السابق بول بريمر. وقد خصص بريمر مبلغ 750 مليون دولار أمريكي لتأسيس منظمات المجتمع المدني وخاصة المنظمات النسوية التي لاتزال تنعم بالتمويل المباشر من قبل المؤسسات الرسمية الامريكية، الا ان معظم المبلغ الذي تم تسليمه نقدا التهمه عدد لايتجاوز أصابع اليد الواحدة من المقربين من الادارة الامريكية ان لم يكن باشخاصهم فبتقاطع مصالحهم، فكانت النتيجة ارتباط طول عمر المنظمة بمقدار التمويل الذي تحصل عليه وارتباط طبيعة عملها بمدي صياغتها للبرامج والأهداف المتطابقة مع جهة التمويل وليس العكس كما هو الشائع في الدول الديمقراطية.
وكرست حكومات الاحتلال المتعاقبة سمعة المنظمات السيئة بين المواطنين بعد ان أسس كل حزب سياسي منخرط في العملية السياسية للاحتلال العديد من منظمات المجتمع المدني وتحت مسميات تتراوح مابين الدفاع عن حقوق الانسان وتمكين المرأة القيادية، يقتصر دورها علي ان تكون صدي للاحزاب وتحمل في تركيبتها تشوهاته الطائفية والعرقية والنفعية. وكان من الطبيعي ان تنتقل اعراض هذه الامراض من الرأس أي ادارة الاحتلال الامريكية الي مستخدميها في حكومة الاحتلال ومنها الي المحافظات. حيث استغل اعضاء مجالس المحافظات صفتهم الوظيفية ـ الطائفية ـ الميليشياوية لدعم منظماتهم الخاصة ومنع قيام أي نشاط مجتمعي أهلي أو مدني حقيقي يمثل المواطن.
وقد شهدت الفترة السابقة للانتخابات المزيفة ازدهارا لامثيل له لتأسيس منظمات المجتمع المدني حيث تسابقت الاحزاب المشتركة علي انشاء مئات المنظمات وتمويلها لكسب الأصوات والترويج لديمقراطية الاحتلال المزعومة، وسرعان ما رميت المنظمات جانبا حالما انتهت الانتخابات وكأنها محارم ورقية صالحة للاستخدام مرة واحدة فقط. وان كان بعضها سيصبح، بالتأكيد، ناشطا في السوق الأمريكية الصهيونية الراهنة لتقسيم العراق طائفيا وعرقيا. اذ أسس الكثير من المنظمات علي قاعدة المحاصصة الطائفية والعرقية، أو موزعة في المناطق بدون تنسيق فيما بينها، بينما تلزم خيوطها جميعا مؤسسات أمريكية وعالمية. انها النموذج الرئيسي لظاهرة البناء الثقافي والسياسي المفروض من الخارج عبر السيطرة الأجنبية واستفحال الارتزاق، في مقابل التطور الطبيعي للثقافة والسياسة الوطنية مهما كانت تلك معقدة ومديدة الزمن. وقد لا ينجو من السقوط في هاوية الخيانة الوطنية عبر التقسيم بعض من كان يبغي من وراء غير الربح الشخصي السهل، بدون وعي للأذي الذي تلحقه هذه المنظمات مجتمعة بمصلحة الوطن والمواطنين. فأن الطمع يزداد والأرباح تتعاظم بمدي استمرار الاحتلال، وأصبح بمقدور الاحتلال انتقاء الأكفأ ممن يطرحون أنفسهم للبيع.
وقد لخص الكاتب احمد محمد احمد في محاضرة له بعنوان (المجتمع المدني المفتري عليه) السمات الثلاث لمنظمات المجتمع المدني في ظل الاحتلال أو مثلث الفساد حسب تعبيره وهو لا يسميها منظمات وهمية بل عصابات قانونية سرية ، اذ قال ان (الصفة الاولي هي الولاء للاحزاب السياسية التي ساعدت علي بناء هذه المنظمات، وغالبا ما يكون ممول الحزب هو نفسه ممول المنظمة ان لم يمر التمويل علي قيادة الحزب اولا. الصفة الثانية التي اتسمت بها بعض المنظمات المدنية المرتبطة بمنظمات عالمية، كانت صفة السرية، لا خوفا من امن مفقود بل لتقتصر عضوية المنظمة علي ابن العم وابن الخال والزوجة واقاربها، حتي لا تضيع المكاسب ولا تقل المغانم. وقد استطاع بعض هؤلاء النشطاء بفضل سرية التعامل، وسرية المكان من اختلاس اموال لاعد لها ولا حصر.
الصفة الثالثة هي أن منظمات المجتمع المدني العراقي الحالي تعتمد مبدأ الربحية وليس التطوعية. فغالبا ما تنشأ جمعيات او منظمات بسرعة البرق لو علم بعض الشطار ان هناك جهة مانحة لدعم مالي في مجال من المجالات! فيتم تصميم الجمعية او المنظمة اساسا لتلبية شروط ومواصفات الجهة المانحة، فاذا كانت الجهة المانحة تعني بالشأن الثقافي اصبحت المنظمة او الجمعية ثقافية، واذا كانت الجهة المانحة تربوية او مهنية او غيرها جاء الشطار بالمواصفات المطلوبة لاستلام الدعم).
ويبقي اساس التعامل مع وزارة شؤون منظمات المجتمع الاهلي مثل بقية الوزارات هو المحاصصة الطائفية والعرقية وعدم ذكر الاحتلال. والمعروف ان الفساد الاداري والمالي مستشر في الوزارة والمنظمات التي تحوز علي الدعم المادي والمعنوي وفتح سبل الاتصالات مع الجهات المانحة والمنظمات التي يتطابق خط عملها مع الاحتلال عموما.
ومن يقرأ برامج منظمات المجتمع المدني المفبركة وأهدافها سيجدها متشابهة اللغة والمضمون الي حد يصبح فيه من الصعب التمييز بين منظمة وأخري. فكل المنظمات ناشطة في بناء العراق الجديد وكلها تريد (تدريب الفرد العراقي علي برامج الديمقراطية والسلام والمصالحة الوطنية بنشر التربية الديمقراطية والمدنية وقيم حقوق الانسان والمجتمع المدني وبناء السلام والشفافية).
أما المنظمات النسوية فانها تستخدم كليشيه مختلفة بعض الشيء وان كان مضمونها فارغا ومثال ذلك برنامج منظمة يقين النسوية الهادفة الي: (ضرورة تحفيز الكفاءات النسوية المغيبة للدخول في معترك العمل السياسي والمهني والعمل باتجاه ايجاد آليات لرفع المستوي الثقافي والفكري والاجتماعي للمجتمع النسائي بجماهيره ومنظماته). وهو برنامج مترجم من النص الذي يراه المعهد الديمقراطي الوطني NDI الامريكي صالحا للترويج من قبل منظمة يقين الممولة من قبله. وتبلغ الاستهانة بالمرأة العراقية قمتها حين يستطرد شطار أو في هذه الحالة شاطرات المنظمة بالبحث في استطرادات فقاعية في الوقت الذي فقدت فيه المرأة كل الانجازات التي حصلت عليها عبر قرن من النضال المتواصل واصبحت، بفضل الاحتلال وعملائه، تناضل من اجل الحصول علي الغذاء والماء والكهرباء والتعليم والخدمات الصحية وحق مواصلة السكن في بيتها ومدينتها ومع افراد عائلتها، حالمة بالمحافظة علي كرامتها. ومن يقرأ برنامج وأهداف ونوعية المحترفات التي تديرها المنظمة لحفنة من النساء لن يلومه أحد اذا ما حدث وظن انها تتحدث عن بلد هو غير العراق المحتل لأنها لا تشير من قريب او بعيد الي الاحتلال. ذلك ان الشرط الاول للحصول علي الأذن بتسجيل المنظمة والحصول علي التمويل والدعم مشروط بعدم ذكر الاحتلال وجرائمه وانتهاكاته اليومية حسب قاعدة ان السكوت من ذهب.
ان انتشار منظمات المجتمع المدني المرتبطة بالاحتلال والتي تشكل نوعا من الخطر علي بنية المجتمع العراقي لانها الخط الثاني للاحتلال أو ما يسمي بالاحتلال الناعم، لا ينفي وجود عدد من المنظمات الاصيلة المعروفة تاريخيا في العراق مثل منظمة الهلال الاحمر وعدد آخر من المنظمات الانسانية التي تعمل بشكل هاديء ودؤوب علي خدمة المواطنين. وقد جاء ذكر امثلة عن هذه المنظمات في تقرير المنظمة الدولية اوكسفام الاخير(حزيران/تموز 2007) وكيف انها تحجب هويتها لاسباب امنية الا انها تقوم بتوفير الخدمات للنازحين في داخل العراق فضلا عن تقديم المساعدات الطارئة للمستشفيات والعيادات المختلفة.
وكما هو واضح تعاني منظمات المجتمع المدني الاصيلة من نقص التمويل وعدم قدرتها علي الوصول الي شريحة اكبر من المنتفعين بينما يتمتع أبناء الاحتلال من ذكور وأناث بنهب المليارت من ثروة الشعب وارتشاف ثروته الوطنية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
الاجتياح التركي لكويت العراق
عبد الباري عطوان
القدس العربي
انهيار المفاوضات بين تركيا ووفد حكومة العراق الجديد التي جرت في انقرة امس، يذكرنا بانهيار مثيلتها بين حكومة الرئيس الراحل صدام حسين وجارتها الكويتية في مدينة الطائف برعاية العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز قبل الغزو العراقي للكويت بيومين فقط.
مفاوضات الطائف انهارت لان الطرف الكويتي الذي مثله الشيخ سعد العبد الله ولي العهد في حينه، لم يستجب للمطالب العراقية، مثل مساعدة العراق ماليا، ووقف سحب النفط العراقي من حقل الرميلة، وعدم اغراق الاسواق العالمية بكميات اضافية من النفط ادت الي انخفاض اسعاره بشكل كبير، فقد اعتبر الكويتيون ان هذه المطالب مبالغ فيها ولا يمكن تحقيقها، واطلق الشيخ سعد العبد الله تصريحه الشهير الذي قال فيه ان الكويت لا تخضع للابتزاز، ففوجئ بالدبابات العراقية في قلب عاصمة بلاده فجر اليوم التالي.
الحكومة التركية، وبعد يوم من المحادثات المكثفة مع الوفد العراقي، قالت ان المقترحات العراقية بشأن التعامل مع المطالب التركية بتسليم عناصر حزب العمال الكردستاني، وتدمير قواعده في شمال العراق غير مرضية، لان تطبيق هذه المقترحات يحتاج الي وقت طويل، وتركيا في عجلة من امرها ولا تستطيع الانتظار.
انهيار المحادثات كان متوقعا، لان تركيا، وببساطة شديدة، كانت تتفاوض مع الطرف الخطأ، فحكومة العراق المركزية التي مثلها الوفد المفاوض، لا تستطيع تحريك جندي واحد في الشمال، ولا تسيطر علي الحدود مع تركيا بالتالي، بل ان علمها لا يرفع في جميع المناطق الكردية العراقية.
رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي يواجه ضغوطا شعبية وعسكرية متعاظمة لاجتياح الجيب الكردي في شمال العراق، وفي اسرع وقت ممكن، فتردده في الاقدام علي هذه الخطوة بدأ ينعكس سلبا علي شعبيته في الشارع التركي ولمصلحة المؤسسة العسكرية.
حزب العمال الكردستاني بعملياته ضد الجيش التركي قلب كل المعادلات في المنطقة، واضاف صداعا جديدا لادارة الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش هي في غني عنه، ليس لانه جاء في التوقيت الخطأ، حيث بدأت حظوظها تتحسن في العراق بعد نجاح مخططها في تأليب بعض العشائر السنية ضد تنظيم القاعدة ، وانما لانها وضعت امام خيار حرج للغاية، اي عليها ان تختار بين حليفين احدهما استراتيجي كبير هو تركيا، وثانيهما استراتيجي صغير هو الاكراد في شمال العراق الذين كانوا اللاعب الرئيسي في تسهيل غزوها، ومن ثم احتلالها للعراق.
ادارة الرئيس بوش ستخرج الخاسر الاكبر من اي اجتياح تركي لشمال العراق، لانها ستخسر تركيا اذا تصدت له، وستخسر الاكراد اذا لم تفعل، ومحاولاتها لحث الحكومة التركية علي ضبط النفس قد لا تعطي ثمارها وان اعطت فلفترة قصيرة.
اردوغان كان فجا، ومصيبا في الوقت نفسه، في رده علي دعوات الآنسة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية بالتريث واعطاء الدبلوماسية مساحة اطول من الوقت عندما قال ان الولايات المتحدة لم تتردد لحظة في غزو العراق، ولم تستمع لكل الدعوات التي تطالبها بضبط النفس. وقالت انها تدافع عن مصالحها وامنها، رغم انها تبعد عشرة آلاف كيلومتر عن العراق، فكيف تحاضر علي تركيا باشياء لم تفعلها هي!
الاكراد ورطوا واشنطن في حرب دموية في العراق استنزفتهم ماديا وبشريا، دون ان يلوح في الافق اي امل بكسبها، وهم علي وشك توريطها في حرب اخري ضد اقوي حلفائها في المنطقة، ودون ان يكونوا مستعدين لتحمل عواقب اي خطوة يقدمون عليها سواء التصدي للغزو التركي او التخلي عن الانجاز الاكبر والوحيد لغزوهم للعراق اي اقامة دولة شبه مستقلة ومستقرة للاكراد في شمال هذا البلد المنكوب.
ومن المفارقة ان قادة حزب العمال الكردستاني يطبقون نظرية تنظيم القاعدة وشيخه اسامة بن لادن في توريط امريكا اكثر واكثر في حروب المنطقة ونزاعاتها الاقليمية، وسواء فعلوا ذلك بتخطيط مسبق، او دونه، فان النتائج تصب في هذا الهدف.
تنظيم القاعدة نفذ غزوتي نيويورك وواشنطن بهدف جر الولايات المتحدة وقواتها الي حروب في الاراضي الاسلامية والعربية، حيث يستطيع شن حرب استنزاف ضدها، وقد حقق له الرئيس بوش هذه الامنية ووقع في المصيدة، وحزب العمال الكردستاني يفعل الشيء نفسه باستخدام المناطق الآمنة والمحمية امريكيا في شمال العراق لشن هجماته ضد تركيا وقواتها، الامر الذي سيدفعها الي اجتياح هذه المنطقة ومواجهة امريكا القوة الاعظم في التاريخ، علي امل ان ينسف العلاقة الاستراتيجية الامريكية ـ التركية الصلبة او يضعفها في اسوأ الاحوال. ويبدو انه بات علي وشك تحقيق هذا الهدف، ولكن العواقب قد تكون عكسية، ووخيمة علي الاكراد في العراق علي وجه الخصوص.
فالاتراك في المؤسستين العسكرية والسياسية، اسلاميين وعلمانيين، يختلفون علي اشياء كثيرة، ولكنهم يتفقون علي شيء واحد وهو رفض النموذج الكردي في شمال العراق، لان هذا النموذج يشكل خطرا بنيويا عليهم، ويؤسس للدولة الكردية الكبري التي تشمل اراضي في سورية وايران وتركيا نفسها.
ولم يكن مفاجئا ان تجد التهديدات التركية باجتياح كردستان العراق دعما علنيا (سورية) او مستترا (ايران) من دول الجوار، وهذا الدعم قد يكون موجودا ايضا في اوساط العراقيين العرب سنة وشيعة الذين ازعجتهم الدكتاتورية الكردية ،
واجراءات الانفصال المتواترة والعلاقة الخاصة والمتنامية بين الاكراد والادارة الامريكية، وهي علاقة وصلت الي درجة التدليل في معظم الاحيان.
الاكراد تنقصهم القيادة الحكيمة التي تقودهم الي بر الامان، ونحو الحلم التاريخي في اقامة دولتهم المستقلة، سواء كانوا في العراق أو سورية أو ايران، والدليل الابرز علي غباء هذه القيادة هو النتائج الكارثية لسياساتها الحالية، التي جعلت الاكراد بلا اي اصدقاء حقيقيين في المناطق التي يقيمون فيها او المحيطة بهم. فلم يهرع احد لنجدتهم او الوقوف الي جانبهم في محنتهم الحالية امام التهديدات التركية بما في ذلك الاوروبيون والامريكان. فالعدو هنا ليس صدام حسين الذي يريد تطوير اسلحة دمار شامل تعزز قوة العراق وبما يؤدي الي تهديد الهيمنة الامريكية علي المنطقة، وانما تركيا الدولة العظمي التي تملك ثاني اضخم جيش في حلف الناتو، ويعتبر اقتصادها رقم 19 في العالم.
ولا بد من الاعتراف بان الاكراد في جميع الدول التي يقيمون فيها يواجهون ظروفا صعبة، ولا يتمتعون بالحد الادني من حقوقهم القومية والثقافية والسياسية، وتاريخهم حافل بالمجازر الدموية وخذلان الاصدقاء والحلفاء، ولكن هناك من يقول ايضا انهم لا يحفظون الجميل، فقد اعطاهم العرب في العراق ما لم يعطه لهم الاتراك والايرانيون، من حكم ذاتي واعتراف بهويتهم القومية، حتي في عهد صدام حسين، او بالاحري ايامه الاخيرة، ومع ذلك اداروا ظهرهم بالكامل للعرب، وصنفوهم في خانة الاعداء، وجعلوا اللغة العربية اللغة الثالثة بل والرابعة بعد الانكليزية والفرنسية والالمانية، واصبح العربي العراقي، سنيا او شيعيا، يحتاج الي فيزا لدخول كردستان العراق، واذا دخل لا يسمح له بالاقامة الا بكفالة كفيل كردي.
ويظل لزاما علينا القول ان الاجتياح التركي اذا حدث لن يكون مضمون النتائج لان التورط العسكري قد يؤدي الي حالة من الفوضي وزيادة العمليات العسكرية الكردية، بالاضافة الي احتمال خسارة الحليف الاستراتيجي الامريكي الي الأبد.
الاجتياح التركي بات وشيكا، ولن توقفه ونتائجه الا معجزة، ولكننا لسنا في زمن المعجزات علي اي حال. والشيء الوحيد الذي يمكن الجزم به في حالة حدوثه ان جميع المعادلات الحالية في المنطقة ستنقلب رأسا علي عقب، وان ما تبقي من استقرار فيها مهدد بالانهيار. الخاسر الاكبر سيكون حتما هو الولايات المتحدة، فيكفي انها باتت مكروهة من الغالبية الساحقة من الاتراك، بعد ان خسرت الغالبية الساحقة من العرب والمسلمين، الامر الذي سيضيف عبئا جديدا علي محاولاتها لكسب قلوب وعقول المسلمين. اما الدولة الكردية شبه المستقلة في شمال العراق فقد تكون في مرحلة النزع الاخير. وقد يصبح حالها مثل حال بقية العراق اي فوضي دموية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
الكذب طريق للحروب والاستعمار
عبدالله الأيوبي
اخبار الخليج البحرين
بيل وقوع جريمة غزو العراق بأيام فقط، أي في شهر مارس عام 2003 وقف رئيس وزراء اء بريطانيا السابق توني بلير أمام أعضاء مجلس العموم البريطاني ليدفع بكذبة لا تقل في ثقلها وخبثها وسخافتها أيضا عن سخافة الكذبة التي ورطت الإدارة الأمريكية فيها وزير خارجية أمريكا المستقيل كولن باول فيما يتعلق بشاحنات نقل الأسلحة الكيماوية العراقية التي كانت «بحوزة« صدام حسين. بلير قال أمام مجلس العموم ان بإمكان العراق قصف أو مهاجمة بريطانيا بأسلحة الدمار الشامل خلال 48 ساعة، والهدف من إطلاق هذه الأكاذيب الثقيلة والقبيحة هو تبرير البحث عن عذر لتبرير الجريمة التي لم يبق لها في تلك الأيام سوى الإفصاح عن موعد ارتكابها.
فالولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها أتباع دوليون وإقليميون كثيرون ليس يهمها على الإطلاق ما تفرزه نتائج حروبها وغزواتها واعتداءاتها المباشرة أو عن طريق لقيطها الجاثم فوق نفس فلسطين منذ أكثر من ستة عقود لا يهمها ما تفرزه هذه الجرائم من نتائج مدمرة بمصالح شعوبنا العربية وشعوب دول الخليج حيث لاتزال جريمتها في العراق لم تفرز بعد كل نتائجها المدمرة والخطرة التي إن استمر الجرح العراقي في إفرازها فإن المنطقة كلها ستدفع ثمنا لم يكن يخطر على بال أكثر الذين تحمسوا وفتحوا الأذرع لاحتضان قوات الإجرام الأمريكية وهي تشق طريقها لتدمير بلاد الرافدين. رغم كل المخاطر التي تهدد العراق ومنطقة الخليج العربي بفعل جريمة الغزو الأمريكية للعراق، فإن إدارة الرئيس الأمريكية جورج بوش تصر على ألا تترك لهذه المنطقة أي فرصة للعيش بهدوء أو استنهاض طاقتها للخروج أو القدرة على مواجهة مخاطر تلك الجريمة وانعكاساتها المرتقبة على شعوب دول الخليج العربي، حيث يأتي الرئيس الأمريكي ليحذر من «مخاطر« الصواريخ الإيرانية على أمن الولايات المتحدة الأمريكية ويحدد عام 2014 موعدا «لاكتمال« هذا «التهديد« وكأنه يريد أن يقدم تبريرا لمغامرة أمريكية جديدة في المنطقة تحت هذه الذريعة إلى جانب ذريعة البرنامج النووي الإيراني. يعرف الجاهل قبل العاقل، أن إيران مهما بلغت من قوة ومهما تسلحت وصنعت من الأسلحة فإنها لن تستطيع على الإطلاق أن تواجه أمريكا عسكريا وإيران مهما بلغت درجة الغرور لدى قياداتها وتغلغلت في رؤوسهم نزعة الهيمنة أو استعراض عضلاتها كقوة إقليمية، فإنها تعرف حدود قوتها في مواجهة القوة الأمريكية وحتى لو تمكنت من تصنيع صواريخ تصل إلى أوروبا وأمريكا كما يقول بوش، فإنها لن تجرؤ على إطلاق قذيفة واحدة صوبهما لأنها بذلك تطلق النار على رأسها، أي الانتحار الذاتي. فوق أن أمريكا وقد حسمت معركة السيطرة على ثروات دول الخليج العربية بعد أن أحكمت السيطرة على العراق بعد جريمة مارس عام 2003 فإنها على استعداد تام لأن تفجر حروبا أخرى في المنطقة من أجل الاحتفاظ بالنتائج التي أوجدتها سياستها الترهيبية والعدوانية وتحت ذرائع وحجج مختلفة تسعى لأن تهيمن ليس على منطقة الخليج العربي فحسب وإنما على مختلف مناطق العالم في مواجهة أي قوة إقليمية يمكن أن تسبب لها وجع رأس أو تشاغب استقرار مصالحها وسير عملية نهب الثروات من دون حسيب أو رقيب. فالولايات المتحدة الأمريكية بصفتها قوة رأسمالية في أعلى مراحلها أي الإمبريالية حسب التحليل العلمي الدقيق الذي خرج به لينين في كتابه الشهير «الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية«، فإنها تجدد «شبابها« وطاقاتها من خلال تكوين الأزمات والحروب لمواصلة الهيمنة والتحكم في ثروات ومصائر الشعوب الضعيفة وهي من أجل ذلك، بصفتها إمبريالية، لا تتردد لحظة واحدة عن الإقدام على مغامرات عسكرية بغض النظر عما تفرزه من نتائج مدمرة على الآخرين طالما أن هذه المغامرة تخدم نظرية التوسع والاستغلال الإمبريالي، ولن تخرج مغامرتها تجاه إيران عن هذا الخط بغض النظر عن الأسباب والذرائع المعلنة. فالإمبريالية التي احتاجت في فترة من الفترات (خلال سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية وظهور الاتحاد السوفيتي قوة عالمية منافسة) إلى أن تغير من شكل الوجه الاستعماري الذي ميز سلوكها وخطواتها التي جاءت بعد الثورة الصناعية في أوروبا وانطلاق القوى الاقتصادية والعسكرية «الجديدة« إلى خارج حدودها الإقليمية والقارية بحثا عن الثروات حيث مارست استعمارا مباشرا وصل إلى حد وصف مستعمرات بريطانيا بالمستعمرات التي لا تغيب عنها الشمس، فتحولت من الاستعمار العسكري المباشر إلى صورة أخرى من الاستعمار من دون أن يسقط من قاموسها النهج الاستعماري «القديم« وهو ما أكدته جريمة الغزو الأمريكية للعراق وفرض استعمار مباشر على بلد مستقل عضو كامل السيادة في منظمة الأمم المتحدة، لكن الإمبريالية مستعدة دائما لأن تمارس نهجها المتأصل في جوهر أيديولوجيتها من دون مبالاة لأي شريعة دولية أو إنسانية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
كي لا تتكرر جريمة هؤلاء المثقفين
السيد زهره
اخبار الخليج البحرين
منذ فترة قرأت حوارا طويلا نشرته الـ «نيويورك تايمز« الأمريكية مع كنعان مكية. وكنعان مكية هو واحد من المثقفين العراقيين الذين يعيشون في أمريكا، وكان في طليعة المحرضين على الغزو والاحتلال والمتواطئين مع الأمريكيين. كان واحدا من عدد من العراقيين الذين التقوا بوش قبل الغزو وقالوا له إن العراقيين سوف يستقبلونكم بالورود. وحين وقع الغزو، كانت له مقولة وحشية أطلقها عندما قال إن أصوات القنابل مثل الموسيقى بالنسبة إليه.
الآن بعد أن اتضحت كل أركان جريمة الغزو والاحتلال، يحاول مكية أن يتحسر على ما جرى للعراق، ويحاول في الحوار أن يبرئ ساحته من الجريمة ويلقي المسئولية على الآخرين في العراق وخصوصا الأحزاب الشيعية وممارساتها الطائفية. مكية هو كما نعلم واحد من مثقفين عراقيين وعرب كثيرين أيدوا الغزو قبل أن يقع وهللوا له ودافعوا عنه بضراوة في كتاباتهم. كان تبرير هؤلاء المثقفين لموقفهم هذا أن أمريكا سوف تخلص العراق من نظام دكتاتوري، وسوف تقيم عراقا حرا ديمقراطيا. ومازلنا نذكر جميعا مثل هذه الكتابات المدافعة عن الغزو قبل وقوعه وبعد الاحتلال مباشرة والتي كانت تملأ الكثير من الصحف وأجهزة الإعلام العربية. اليوم، بعد كل ما جرى للعراق وللعراقيين على يد الاحتلال الغاشم من قتل وتشريد وتدمير وتمزيق.. بعد أن قضى الاحتلال على العراق ومزق العراقيين.. أين هؤلاء؟.. ماذا يقولون وما هي مواقفهم؟ هؤلاء اليوم، فريق منهم لاذ بالصمت التام، وكأن شيئا لم يحدث للعراق، أو كأن الأمر برمته لا يعنيه في شيء. وفريق منهم يحاول أن يبرئ ساحته على نحو ما حاول مكية أن يفعل في الحوار. الحجة الأساسية التي يقدمها هؤلاء هي أنهم لم يكونوا يعلمون أو يتوقعون أن هذا سوف يحدث. بل إن بعضهم، نسي تماما موضوع الديمقراطية برمته وأصبح لا يرى لها ضرورة من الأصل. مثل ذلك الكاتب العراقي في جريدة عربية تصدر في لندن الذي جند نفسه في كتاباته قبل الغزو وبعده من أجل أمريكا ومن أجل الاحتلال. وهو هذه الأيام لم يعد لديه ما يقوله سوى ان العراق في حقيقة الأمر بحاجة الى ديكتاتور يحكمه. السؤال المهم هو: هل هؤلاء المثقفين والكتاب العرب يمكن التماس أي عذر لهم؟.. هي يمكن القول حقا مثلا إنهم خدعوا ولم يكونوا يتوقعون ما سوف يحدث؟ الإجابة على وجه اليقين: لا. أولا، من حيث المبدأ، الذي فعله هؤلاء كان جريمة. وأي جريمة أكبر من أن يؤيد مثقف احتلالا لبلاده تحت أي ظرف ولأي سبب؟ كان هذا أمرا بديهيا واضحا منذ البداية. وثانيا، كل ما جرى للعراق والعراقيين في ظل الاحتلال كان معروفا سلفا، وسجله مئات الباحثين والمثقفين الشرفاء في كل أنحاء العالم. كان معروفا التاريخ الأمريكي الدموي الهمجي وما سوف يفعله الاحتلال بالعراقيين على ضوء هذا التاريخ. وكان معروفا أن أمريكا وإسرائيل لديهما خطة منشورة تفاصيلها بتقسيم العراق وتمزيقه والقضاء عليه نهائيا كقوة عربية.. كل هذا وغيره كان معروفا قبل الغزو بفترة طويلة جدا. إذن لم يكن لهؤلاء عذر، ولا يستطيعون الاحتجاج اليوم بأن حساباتهم كانت خاطئة. ما أهمية إثارة هذه القضية اليوم؟. هذه قضية في منتهى الخطورة ولابد أن تثار بصراحة ووضوح لسبب بسيط، هو ان خطط الاعتداءات على دولنا العربية لم تنته، بل هي مطروحة في انتظار التوقيت المناسب للتنفيذ. بعبارة أخرى، نحن مواجهون بشكل أو بآخر الآن ومستقبلا بأوضاع شبيهة بأوضاع ما قبل غزو واحتلال العراق. وفي مواجهة هذه الأوضاع من المفروض ان يكون أمثال هؤلاء قد تعلموا الدرس وعرفوا أي موقف يجب أن يتخذه الكاتب أو المثقف في مواجهة الهجمة على دولنا. وللأسف من الواضح ان الكثيرين لم يتعلموا الدرس، بدليل ان البعض مازال صراحة أو ضمنا لا يرى بأسا من التدخل الأجنبي، الأمريكي أو غير الأمريكي، في شئون دولنا ومجتمعاتنا الداخلية، ومازال يقدم تبريرات لذلك. باختصار، نحن بحاجة الى التذكير دوما بهذا الدرس كي لا تتكرر جريمة أمثال هؤلاء المثقفين بحق أوطاننا.