Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 1 أكتوبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الاثنين 1-10- 2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
الظافر؟« 1-4»

بيتر دبليو جولبرث
عن نيويورك ريفيو اوف بوكس
في إطار جهده المستمر لتعزيز التأييد لحرب العراق، سافر الرئيس بوش إلى رينو بولاية نيفادا في الثامن والعشرين من أغسطس الماضى ليلقي كلمة في اللقاء السنوي للفيلق الأمريكي. وفي تلك الكلمة شدد بوش من تحذيره من الخطر الإيراني في حال انسحاب الولايات المتحدة من العراق. وقال الرئيس « كل من يتساءلون عما إذا كان القتال في العراق جديرا بخوضه، تخيلوا عراقا تسيطر على مساحات واسعة منه ميليشيا مدعومة من إيران».
في ذلك اليوم نفسه، قامت ميليشيا جيش المهدي التابعة للقائد الشيعي الراديكالي مقتدى الصدر بالهجوم على قوة أمن حكومية محيطة بمقام الإمام الحسين في جنوبي مدينة كربلاء العراقية وهو أحد أكثر الأماكن قداسة لدى الشيعة. وكان في المدينة يومذاك مليون زائرا مات من بينهم واحد وخمسون.
لم تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر، ولكن الطائرات الأمريكية حلقت دعما للقوات الحكومية. وهذه القوات العراقية ــ شأنها شأن غيرهها من القوات في الجنوب ــ تخضع لسيطرة منظمة بدر، وهي ميليشيا تم تأسيسها وتدريبها وتسليحها وتمويلها من قبل إيران. فحينما أطاحت الولايات المتحدة بنظام صدام من الجنوب في ابريل من عام ،2003 تسللت منظمة بدر من إيران لتملأ الفراغ الناجم عن فشل إدارة بوش في التخطيط لشئون الأمن والحكم لمرحلة ما بعد غزو العراق.
في الشهور التالية، قامت سلطة الائتلاف المؤقتة ذات القيادة الأمريكية بتعيين قادة منظمة بدر في الوظائف المحورية داخل الشرطة والجيش اللذين كونتهما أمريكا في العراق. وفي الوقت نفسه، قام بول بريمر بتعيين مسئولي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق كحكام وموظفين كبار في المجالس الحكومية المختلفة في عموم جنوب العراق. وقد تأسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ـ الذي تغير اسمه مؤخرا إلى «المجلس العراقي الإسلامي الأعلى» ـ وفقا لتوجيهات من آية الله الخميني عام .1982 ومنظمة بدر هي الميليشيا المسلحة المرتبطة بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.
في انتخابات يناير عام ،2005 أصبح المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق هو المكوِّن الأهم للتآلف الشيعي الحاكم. وفي مقابل التنازل عن منصب رئيس الوزراء، حصل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق على حق تعيين الوزراء المحوريين ومن بينهم وزير الداخلية. ومن داخل تلك الوزارة، وضع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ميليشيات منظمة بدر في جميع جهات الشرطة العراقية الوطنية.
أي أن جورج دبليو بوش قد سهل منذ البداية ذلك الشيء الذي يحذرنا من أنه سيكون بمثابة تبعات كارثية لانسحاب الولايات المتحدة من العراق: وهو استيلاء ميليشيا مدعومة من إيران على قسم كبير من العراق. وفي حين يقارن الرئيس بين الديمقراطية الموعودة في العراق والاوضاع في إيران، فالشاهد أن في إيران اليوم من الحرية الشخصية ما يفوق ما في جنوب لعراق.
إن دور إيران في العراق متغلغل، لكنه دقيق في الوقت نفسه. فحين كان العراق يعد مسودة الدستور في عام ،2005 انخرط السفير الأمريكي انخراطا فعالا في جميع الخطوات، ولكن خلف الستار كان السفير الإيراني يتدخل لمنع مواد لا تروق لطهران. وقد حدث أن اتفق السفيران الإيراني والأمريكي على الرغبة في تقوية حكومة العراق المركزية. وفي حين تشبثت إدارة بوش بوهم الشعب العراقي الموحد، كانت إيران تعمل على منح وكلائها من العراقيين الموالين لإيران أكبر قدر ممكن من السلطة في الحكومة العراقية. (وبفضل عناد الأكراد، لم ينجح أي من الأمريكيين أو الإيرانيين في تحقيق هدفيهما، بل إن كلا من الولايات المتحدة وإيران يريدان اليوم أن يروا الحكومة المركزية قوية). منذ العام ،2005 توصلت الحكومة العراقية ذات القيادة الشيعية إلى عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع إيران. ولعل أهم هذه الاتفاقات هي تلك التي تربط بين احتياطي البلدين الاستراتيجيين من النفط من خلال مد خط أنابيب من جنوب العراق إلى إيران، في حين ثمة اتفاقية أخرى تلزم إيران بمد يد العون العسكري للحكومة العراقية. وحسب ما يقول مسئول عراقي كبير في وزارة النفط، فإن المهربين يحولون مائة وخمسين ألف برميل من صادرات النفط العراقية عبر إيران، وهو رقم يرقى إلى عشرة بالمائة من إنتاج العراق. ولا يزال على إيران أن تحقق وعدها للعراقيين بتقديم العون العسكري لهم، ولكن مع قيام الولايات المتحدة بنشر مائة وستين الف جندي وتوفير مليارات الدولارات لدعم الحكومة العراقية الموالية لإيران، فما الداعي لأن تستثمر إيران أموالها في ذلك؟
٭٭٭
من بين جميع العواقب غير المقصودة لحرب العراق، فإن انتصار إيران هو آخر ما كان يمكن تصوره. عند تعيين الحدود بين الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الفارسية عام ،1639 حددت معاهدة قصر شيرين الحد الفاصل بين الأراضي التابعة للحكم السني والأراضي التابعة للحكم الشيعي. وعلى مدار ثمانية أعوام من المعارك الضارية في ثمانينيات القرن العشرين، كانت إيران تحاول تغيير ذلك الخط الحدودي دون أن تتمكن من ذلك. ففي ذلك الوقت كانت إدارة ريجان تدعم صدام حسين لأنها كانت تخشى من العواقب الاستراتيجية لسيطرة حلفاء لإيران على العراق. ولكن غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003 نجح في تحقيق ما عجز عن تحقيقه الخوميني. فاليوم تمتد الأراضي الخاضعة للسيطرة الشيعية إلى حدود الكويت والعربية السعودية.
لقد كانت في مياه المستنقع الأمريكي في العراق حياة للحليف السوري لإيران بشار الأسد. ففي عام ،2003 كان يبدو نظاما ان دمشق غير قادرة على مقاومة التغيرات السياسية الاقتصادية في المنطقة. في حين يبدو الأسد اليوم مسيطرا بل ومتعافيا حتى من أزمة التورط المزعوم لنظامه في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. كما أن حزب الله يتمتع في لبنان بمكانة مرموقة للغاية بعد أن أوقف الإسرائيليين في حرب .2006 وبما أن إيران هي راعي حزب الله ومصدر تسليحه، فقد صار لها اليوم باع في الصراع العربي الإسرائيلي لم يكن لها من قبل.
إن نطاق سوء الحسابات الأمريكية نطاق مفزع. فقبل أن تبدأ الحرب في العراق، ذهب مهندسوها من المحافظين الجدد إلى أن تسليم السلطة إلى شيعة العراق سوف يخدم قضية تدمير إيران، لأن شيعة العراق ـ المسيطرين على المدينتين الأكثر قداسة لدى الشيعة ـ سيكونون وفقا لتعبير وكيل وزير الدفاع السابق بيل وولفيتز «مصدرا مستقلا للسلطة في بلد ديمقراطي موال للغرب». بل إنهم ذهبوا إلى أن إيران لن تستطيع قط السيطرة على العراق، لأن شيعة العراق عرب، بينما شيعة إيران ليسوا كذلك. وثبت أن نظرية تلك الأيام كانت منقطعة الصلة نهائيا بالواقع.
فالرباط الجامع بين إيران وشيعة العراق يتجاوز تأييد إيران لزعماء الشيعة في نضالهم ضد صدام حسين. ذلك أن عقودا طوالا من القهر قد جعلت الهوية الدينية أسبق لدى شيعة العراق من الهوية الإثنية كعرب. (إضافة إلى أن لكثير من شيعة العراق أسلافا ينتمون إلى التركمان والفرس والأكراد). وفي حين يتماهى سنة العراق مع العالم العربي، يتماهى شيعته مع العالم الشيعي، وهو الذي لا يعني لدى الكثيرين غير إيران.
هناك أيضا حكاية الخامس عشر من فبراير ،1991 حينما دعا الرئيس جورج بوش الأب الشعب العراقي إلى الثورة على صدام حسين. وبعد أسبوعين فعل شيعة الجنوب ما دعوا إليه بالضبط. وعندما تحرك حرس صدام الثوري إلى الجنوب لقمع التمرد، كان بوش يتوجه إلى الصيد، ولم يجد الثائرون أمريكا في عونهم. ولم يتعاطف معهم إلا إيران. ومات المئات من شيعة العراق، ولا أعرف اليوم أحدا بين شيعة العراق إلا ويظن أن عدم تقديم أمريكا الدعم لهم كان مقصودا منذ البداية. لقد كان مهندسو الحرب يركزون في ـ تقييمهم لولاء شيعة العراق للعراق ـ على مدى الإخلاص الذي اتسم به المجندون الشيعة في الحرب الإيرانية العراقية. ولم يشر أولئك المخططون قط إلى خيانة عام .1991 وذلك مفهوم، ففي نهاية حرب ،1991 كان وولفيتز الرجل الثالث في البنتاجون، وديك تشيني كان وزير الدفاع، ووالد بوش كان الرئيس.
إن إيران وحلفاءها العراقيين يسيطرون بالترتيب على ثالث وثاني أكبر احتياطيات نفطية في الشرق الأوسط. وإن تأثير إيران اليوم يمتد إلى حدود السعودية. وأمام كل هذه التغيرات الاستراتيجية الناتجة عن سياسات جورج بوش، نراه يتخذ رد فعل يتمثل في مزيد من التأييد للحكومة الموالية لإيران في بغداد، وتسليح وتدريب العناصر الموالية لإيران في الجيش والشرطة العراقيين.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
اسوأ من تقسيم العراق
خيرالله خيرالله
الغد الاردن
صوّت مجلس الشيوخ الأميركي، حيث أكثرية ديموقراطية، على قرار غير ملزم لإدارة الرئيس بوش الابن يدعو إلى تقسيم العراق.حصل القرار على خمسة وسبعين صوتا في مقابل ثلاثة وعشرين عضوا من أعضاء المجلس صوتوا ضدّه.

وقف وراء القرار السناتور الديموقراطي ذو النفوذ جوزف بيدن.والقرار ثمرة دراسة أعدها السناتور بيدن مع ليزلي غلب، الذي كان إلى ما قبل فترة قصيرة رئيس مجلس العلاقات الخارجية، الذي يعتبر من أبرز المراكز المساهمة في صنع القرار الأميركي من خارج المؤسسات الرسمية. وسبق لليزلي غلب أن عمل مع إدارة الرئيس كارتر قبل انتقاله إلى مؤسسات للدراسات كان مجلس العلاقات الخارجية من بينها.

قبل طرح القرار على مجلس الشيوخ حيث نال تأييد عدد لا بأس به من أعضاء الحزب الجمهوري، كتب بيدن وغلب سلسلة مقالات في الصحف الأميركية يشرحان فيها الأسباب التي تفرض على القوة العظمى السعي إلى تقسيم العراق.في مقدمة هذه الأسباب أن التقسيم يعتبر من وجهة نظرهما الوسيلة الوحيدة لخفض درجة العنف بين العراقيين من مختلف المذاهب والطوائف والقوميات.وهذا يعني أنه سيكون في استطاعة الإدارة الإعلان لاحقا، أي مع المباشرة في تنفيذ عملية التقسيم، عن بدء سحب القوات الأميركية، في حين أن بقاء البلد موحدا سيزيد العنف ومعه التورط العسكري الأميركي في هذا البلد على غرار ما حصل في فيتنام!

في معرض دفاعه عن فكرة التقسيم، يرى السناتور بيدن أن منتقدي الفكرة يكتفون بالقول أنها لا تعجبهم بينما السؤال الذي يفترض طرحه "هل لديهم أفكار أخرى؟"، أي هل لديهم بدائل من التقسيم؟..

بالطبع ليس لدى الآخرين بدائل من التقسيم باستثناء ما تقوم به الإدارة حاليا من عمليات عسكرية في مناطق محددة بحجة القضاء على جيوب لمتمردين ومتابعة "الحرب على الإرهاب". هذا شيء فيما الواقع شيء آخر. الواقع ما تشير إليه المعلومات التي يدلي بها عراقيون محترمون غادروا البلد حديثا بعد زيارة له وآخرون فضّلوا الهجرة. يروي هؤلاء أنه لم يطرأ تغيير يذكر على الوضع الأمني. كل ما في الأمر أن الميليشيات التابعة للأحزاب الشيعية الكبيرة تتابع نشاطها المعتاد مع فارق أنه صار هناك تنافس أكبر في ما بينها على اقتسام كل أنواع الغنائم.

وفي الوقت ذاته، تمارس عناصر إرهابية من"القاعدة" وما شابهها نشاطها مستهدفة الأبرياء زارعة الخوف والهلع في صفوف الآمنين خصوصاً. الفارق الوحيد هنا، أي في بعض أوساط السنة العرب أن هناك تململا وانزعاجا شديدا من عناصر "القاعدة". لكن ذلك ليس كافيا للقول إن تغييرا حقيقيا وفي العمق حصل في المناطق التي فيها أكثرية من السنة العرب، أي فيما يسمّى المثلث السنّي. مثل هذا التغيير الفعلي لا يمكن أن يحصل خارج إطار مصالحة وطنية شاملة ليست واردة في ظل حكومة برئاسة عدنان المالكي نظرا إلى أن الذين يتحكمون بمراكز القرار الآن هم من ذوي التفكير الضيق الذي تفرضه اعتبارات مذهبية من جهة والولاء للخارج، خصوصا لإيران من جهة أخرى.

كل ما تفعله إدارة بوش الابن في العراق هو شراء الوقت لا أكثر، وذلك بانتظار اليوم الذي تعترف فيه صراحة بأنها فككت العراق ولم تعد قادرة على إعادة تركيبه.

والواقع أن ما يشهده العراق حاليا أسوأ من التقسيم نظرا لغياب الخطوط الواضحة التي يمكن تقسيم البلد بموجبها إلى ثلاثة كيانات على أسس فيدرالية. ما يشهده العراق على الأرض هو حرب أهلية بكل معنى الكلمة وعمليات "تنظيف" لمناطق معينة من سكانها على أساس الانتماء المذهبي.

وفي حال كان المطلوب أن يكون المرء أكثر دقة يمكن اختصار الوضع بأنه معركة بغداد. نعم، إنها معركة السيطرة على بغداد ذات الخمسة ملايين نسمة تخوضها ميليشيات شيعية تقتحم الأحياء ذات الغالبية السنية تقابلها عناصر إرهابية تنتمي إلى تنظيمات سنية متطرفة تتولى تهجير الشيعة من مناطق معينة.

وفوق ذلك كلّه،والمعلومات مستقاة من عراقيين مقيمين في لندن يمتلكون عقارات في أفخم الأحياء البغدادية،هناك أحزاب مذهبية تشتري كل ما تضع عينها عليه من أراض وبيوت بأسعار "عادلة" تفرضها على المالكين الذين لديهم توجهات وطنية، أي غير مذهبية أكانوا من السنّة أو الشيعة.

ما يخيف في القرار الذي صوّت عليه مجلس الشيوخ، والذي رفضته الإدارة، ليس تقسيم العراق كعراق، بمقدار ما أن المرعب هي الفترة الطويلة التي ستستغرقها عملية تفتيت العراق في سياق عملية إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط أو "إعادة تشكيل المنطقة"، على حد تعبير وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول الذي استخدم هذه العبارة قبل بدء العملية العسكرية في العراق في آذار – مارس2003.

لدى التفكير مليا في القرار الذي صوّت عليه مجلس الشيوخ الأميركي، لا مفرّ من التساؤل: هل العراق قابل للتقسيم؟ الأرجح أنه قابل للتفتيت. السباق القائم هو بين التقسيم والتفتيت. وهذا ما نشاهده اليوم بالعين المجردة في ضوء فشل المخطط الأميركي الأصلي الهادف إلى تحويله "نموذجا" للديموقراطية والتعددية السياسية في منطقة يتبين يوميا أن إدارة بوش الابن لا تعرف شيئا عنها. هل من دليل على ذلك أكثر من الدهشة التي يبديها المسؤولون في واشنطن بسبب خروج إيران منتصرة من حربهم على العراق؟ هل من دليل على ذلك أكثر من عدم طرحهم أي تساؤل عندما اكتشفوا أن إيران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي أيدت احتلالهم للعراق وشجعتهم عليه ودعمت كل خطوة أقدموا عليها بدءا بتشكيل مجلس الحكم الانتقالي على أسس مذهبية تهمش السنة العرب تهميشا كاملا وانتهاء بحل الجيش؟

هل يظن الأميركيون أن النظام في إيران مجرد جمعية خيرية لا هم له سوى خدمة السياسة الأميركية ونشر الديموقراطية في المنطقة انطلاقا من العراق؟

من المفيد خروج الكلام عن تقسيم العراق إلى النقاش العلني،ذلك أن السؤال المطروح حاليا ليس هل التقسيم ممكن...المطروح صراحة التفتت لبلد كان إلى الأمس القريب عربيا!

نعم، هذا المطروح حاليا ما دام الهاجس الأول والأخير لدى أعضاء الكونغرس، أي أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الانسحاب، لا شيء غير الانسحاب، لأسباب انتخابية أولا وأخيرا.

الديموقراطيون ينادون بالانسحاب من منطلق أنه أفضل تعبير عن مدى فشل إدارة بوش الابن في مغامرتها العراقية. أما الجمهوريون، فهناك بينهم من هو متحمس للانسحاب ولإيجاد مبررات له بغية الحد من خسائر الحزب في أوساط الناخبين عبر التأكيد أن العراق لن يكون فيتنام أخرى وأن ثمة وعيا مبكرا لخطر الانزلاق في مثل هذا المأزق...وفي الحالين، العراق والعراقيون هم الضحية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
الحرب القذرة
صالح القلاب
الراي الاردن
كل ما يقوله المتمسكون بوحدة العراق، والذين حتى لا يرون الحقائق المـُرَّة يضعون أيديهم فوق عيونهم، لا يعكس حقيقة ما يجري على الأرض وللأسف فهناك اقتتال طائفي ومذهبي وعرقي وصلت دمويته إلى أبشع مما شاهدته دول إفريقية من بينها ''رواندا'' قبل سنوات قليلة وهذا الاقتتال رغم أنه يبدو متنقلاً مـن مكان إلى آخر إلا أنه في حقيقة الأمر يتركز في المناطق المتداخلة السنية - الشيعية من جهة والكردية - العربية - التركمانية من جهة أخرى.. وهذا هو الأخطر من الخطر!!.

يستحق المتمسكون بوحدة العراق الذين يرفضون الاعتراف بالحقائق المرة كل تقدير ومحبة لكنه على هؤلاء أن يدركوا أن الاقتتال في المناطق المختلطة، في بغداد وكـركوك وبعض مناطق الموصل... ''تلْعْفر'' على سبيل المثال، يعني أن هناك حرباً أهلية قذرة فعلية هدفها رسم الخطوط الجغـرافية بين الكيانات التي اقترحها ''الكونغرس'' الأميركي أخيراً والتي من قبيل رشَّ السكر على الموت سميت ''فيدرالية''!!.

لا يمكن أن يكون الهدف إلا تجزئة العراق وتقسيمه عندما يأخذ هذا الاقتتال البشع الطابع المذهبي والطائفي والعرقي وعندما تكون ساحته المناطق المختلطة في بغداد وحولها وفي غيرها فالمقصود هو تنظيف هذه الكيانات البائسة، التي باتت عملية إنشائها في آخر مراحلها، من الألوان الأخرى وحتى يكون الكيان الشيعي كياناً شيعياً خالصاً وكذلك الكيان السني وبطبيعة الحال الكيان الكردي الذي كان أخذ شبه صورته النهائية في مطلع تسعينات القرن الماضي بعد أن سحبت الدولة المركزية إداراتها من كل المناطق الشمالية.

لا يمكن التشكيك بنوايا الذين يرفضون المس بوحدة العراق تحت أي شعار وعنوان والذين يتصدون الآن لقرار ''الكونغرس'' الأميركي الأخير الذي يدل على عمى البصر والبصيرة والذي استفز حتى أصدقاء أميركا في هذه المنطقة وجعلهم يرفعـــون أيديهم نحو السماء ويتضرعون إلى العليِّ القدير : ''اللهمَّ احمني وأجرْني من أصدقائي أما أعدائي فإني كفيل بهم''!!.

عندما يستشرس المتقاتلون في الاقتتال في المناطق المختلطة وبخاصة في بغداد وكركوك فإن هذا هو المدخل الفعلي إلى التقسيم المذهبي والعرقي وإن هذا هو رسم حدود الكيانات المنشودة بالرصاص وعندما يصدر الكونغرس الأميركي قراره البشع الأخير فإن هذا معناه أن العراق ذاهب إلى التشظي اللهم إلا إذا وقعت معجزة مفاجئة في زمن لم يعد فيه مكان للمعجزات وأن هذا الذي يعتبره البعض مقاومة مجيدة!! هو أسوأ الحروب الأهلية.

ربما تكون الفيدرالية، وفقاً لتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة ووفقاً حتى للتجربة الأميركية الرائدة، مطلوبة وخطوة متقدمة لو أن العراق بكامل عافيته وصحته ولو أنه ليس على ما هو عليه الآن ولو أنه ليس محتلاً ولا يتركز الاقتتال الأهلي الذي يدور فيه في مناطق التـداخل المذهبي والعرقي أما وأن '' مقاومته '' في الحقيقة هي أبشع الحروب الأهلية وأما أنه يأكل نفسه بلا ضبط ولا ربط ولا أمن فإن اقتراح ''الكونغرس'' الأميركي الأخير لا يمكن أن يكون إلا دعوة لتدمير هذا البلد وإغراقه في حروب مذهبية وعرقية قد تستمر لخمسمائة عام وكما استمرت الحروب الصفوية - العثمانية!!.

إن من حق الأكراد لأسباب وموجبات كثيرة أن يكون وضع إقليمهم مميزاً أما بالنسبة إلى باقي ما تبقى فإن قيام كيانٍ مذهبي سني إلى جانب كيان مذهبي شيعي سيقضي نهائياً على هذا الكيان الذي اسمه العراق وسيدخل المنطقة كلها في حلقة نارية لانهاية لها وهذا بالتأكيد سيقضي على التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وسيجعل شعوب هذه المنطقة تنشغل عن خبز وحليب أطفالها بحروب ومواجهات لا نهاية لها وهي ستكون حروباً قذرة حتى وإن أطلق عليها المصابون بعمى البصر والبصيرة صفة المقاومة وزينوها بالزخارف الثورية الكاذبة!!.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
غباء امبراطور
لؤي قدومي
الوطن قطر

عندما تقرأ تاريخ الامبراطوريات العظمى ستجد أن ثمة تشابها عجيبا بينها من ناحية التناسب الطردي بين قوتها ورغبتها في التوسع والتمدد عسكريا حتى عندما يؤكد نفس ذلك التاريخ ان هذا النوع من التمدد لا يورث الأمة سوى الضعف والوهن بمرور الوقت.

قبل أيام فقط طلب وزير الدفاع الاميركي بيل غيتس من الكونغرس المصادقة على تخصيص مبلغ يصل الى «190» مليار دولار للاستمرار في تمويل الجهد الحربي الدموي في العراق وأفغانستان، ولم يخطر له حتما، وهو العسكري المتمرس الذي لا يفهم سوى لغة الرصاص والقنابل، ان هذا المبلغ يشكل موازنة «40» دولة من دول العالم الصغيرة على الأقل.

لقد قال غيتس امام اللجنة العسكرية التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي ان هذا المبلغ سيساعد القوات الاميركية على تعزيز قاعدتها في العراق، لكنه نسي ان يقول انه سيساهم في زيادة مشاعر العداء لحرب غير عادلة تشنها بلاده تحت حجج واهية وسيضاعف من الورطة التي يواجهها الوجود العسكري في العراق.

وفقا لأرقام الخزينة الاميركية وتقارير اللجان الاقتصادية في الكونغرس الاميركي فقد وصلت تكاليف الحرب على العراق حتى اليوم الى «455» مليار دولار فيما تتجاوز تكاليف حرب افغانستان الـ «70» مليار دولار، ومع الـ «195» مليارا التي طلبها غيتس مؤخرا لمواصلة الجهد العسكري العبثي في البلدين تكون اميركا قد انفقت اكثر من «720» مليار دولار لتحقيق كم هائل من النتائج البائسة: خلق ملاذ آمن لتنظيم القاعدة ومنح ما يسمى بالارهاب فرصة للتوسع والانتشار وتوفير الاجواء اللازمة لاشعال حرب أهلية على أسس طائفية في المنطقة دون أن تتمكن واشنطن حتى اللحظة من تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية المعلنة.

هل لنا أن نجرؤ ونسأل عما كان سيحدث لو انفقت اميركا الـ «700» مليار دولار المرشحة للتحول الى «ترليون» قريبا على مكافحة الفقر والمرض ومساعدة الدول الفقيرة وتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل حول العالم؟

حتى هذا الحبر ما كان ليسيل في اتجاه انتقاد سياسة دولة لم تعد تجيد شيئا سوى دق طبول الحرب والنفخ في ابواق الخراب.. انه غباء الامبراطوريات العظمى.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
الشيوخ الأميركيون وتقسيم العراق ؟
حازم مبيضين
الراي الاردن
هل يمكن لمشروع الكونجرس بتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات رؤية النور ، بعد الرفض المتنامي له من كافة الاطراف المعنية خاصة وأن الكثيرين في العراق والمنطقة العربية والعالم يرون فيه مخاطرعلى وحدة شعب العراق ، ووحدة اراضيه ، بالإضافة إلى نتائجه على الأمن الاقليمي ، حيث سيكون ، أنموذجا لبعض الكيانات العربية التي تطالب الاقليات فيها بحقوقها ، ما دام مبدأ التفتيت بات واردا.

بداية فإن المشروع غير ملزم وهو يعكس موقف المشرعين الاميركيين الذين يرون أنه الحل الوحيد لوضع حد لأعمال العنف المتنامية في العراق ، ويقدم حلا سياسيا يمكن أن يسمح بانسحاب القوات الاميركية دون ترك البلاد في حالة من الفوضى. لكن مشروع القرار يتعارض مع سياسة الادارة الامريكية التى تهدف إلى الحفاظ على العراق دولة موحدة قادرة على إحداث التوازن في المنطقة ، خاصة مع تزايد نفوذ الجارة الطامحة للقوة النووية والمصنفة أميركيا بأنها إحدى ركائز محور الشر ، كما أن المشروع لقي معارضة شديدة الوضوح من قبل الحكومة والعديد من الفئات السياسية العراقية التي رأت فيه كارثة على البلاد ، وجامعة الدول العربية انتقدته ودعت لمواجهته بالدخول العربي بقوة إلى الساحة العراقية إضافة إلى احتمال إثارته قلق تركيا التى تراقب بحذر ويقظة منح الاكراد العراقيين حكما ذاتيا واسع النطاق ، كما دان اليمن ومجلس التعاون الخليجي القرار باعتبار أن مشاريع التقسيم ستضيف تعقيدات جديدة على الاوضاع العراقية المعقدة أصلا ، وأعلنت فرنسا تأييدها لوحدة العراق وسلامة أراضيه وسيادته وأن الشعب العراقي هو من يقرر الشكل الدستوري الذي يريده .

المشروع غير الملزم للإدارة الاميركية التي رفضته ، أثار كل هذا الضجيج رغم أنه لم يتجاوز المطالب المعلنة من معظم السياسيين العراقيين بعراق فدرالي يضم عدة كيانات متجانسة على الصعيدين القومي والديني ، وأحيانا الطائفي ، وهو فعليا في حالته الراهنة منقسم فعليا ، إلى عدة كيانات سياسية ومذهبية متناحرة ، فما الضير في أن يكون العراق ، دولة فدرالية كما ينص دستورها المعمول به حاليا ، تضم أكثر من كيان يعترف بحقوق الكيان المجاور ويتعايش الجميع تحت مظلة الدولة العراقية الموحدة جيشا ، واقتصادا ، ونقدا ، وسياسة خارجية ، وبهدف إعادة بناء العراق على أساس الوحدة الطوعية ، في دولة فدرالية تضمن الأمن والديمقراطية وتعمل على إرساء الأمن والاستقرار والحرية، وتضمن عدم إعادة دكتاتورية دولة البعث الشمولية المنهارة ، والتي رفضت بقسوة وصلف الاعتراف بحقوق وواجبات جميع مكونات العشب العراقي ، مع واجب التذكر أن العراق مر بمثل هذه الحالة إبان الحكم العثماني ، وكان مقسما إلى عدة ولايات ، ومع ضرورة النظر إلى نجاح تجربة دولة الامارات العربية المتحدة التي تتمتع كل واحدة منها بحكم ذاتي ، لكنها تشكل في آخر الامر دولة محترمة جدا ، على الصعيد الدولي .

واذا كان البيت الابيض يريد العراق دولة موحدة قادرة على إحداث التوازن في المنطقة خاصة مع تزايد نفوذ الجارة الطامحة للقوة النووية والمصنفة أميركيا بأنها إحدى ركائز محور الشر ، فما الذي يمنع أن يكون العراق الفدرالي هو تلك الدولة التي يتمتع مواطنوها بالحرية في أداء ما يرونه مناسبا من الشعائر الدينية وتحترم قوميات أفرادها وتتمكن من بناء جيش وطني قادر على الحفاظ على وحدة الوطن والدفاع عن اراضيه.

وفي حين يسال البعض عن علاقة الكونغرس والبيت الابيض ، ليختلفا على تقسيم العراق أو بالأصح فدرلته وهم يتجاهلون عمدا أو عن عدم ادراك أن العراق محتل من قبل أميركا التي فقدت فيه حوالي أربعة ألاف من أبنائها وأنفقت فيه مليارات الدولارات ، وأن لكل ذلك ثمنا ، وأن المؤكد أنه لا الحزب الديمقراطي ولا الجمهوري يفكر وإلى مدى غير منظور بانسحاب كامل من العراق.

وبعد .. فإن العراق الفدرالي ، بكياناته المعنية بترتيب حياة الناس ، وتأمين شؤون عيشهم ، هو الحل الأكثر منطقية ، وهو ما يتوافق مع إرادة شعبه المعبر عنها في دستوره المقر باستفتاء شعبي ، حتى وإن اتت المبادرة الراهنة من الكونجرس الاميركي ، ولقيت رفض الكثيرين الذين اعتبروها مجرد مناورة يشترك فيها الكونجرس مع الادارة للحفاظ على المصالح الاميركية ، ونسال هؤلاء ما العيب في التقاء المصالح الاميركية مع العراقية من اجل عراق المستقبل ؟؟

hmubaydeen@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
الكونغرس الاميركي.. وتقسيم العراق..!
أ. د. فيصل الرفوع
الراي الاردن
شكل قرار الكونغرس الاميركي يوم الثلاثاء الموافق 25/9/2007 والقاضي بتقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم متحدة فدرالياً، واحد للشيعة في الجنوب والثاني للسنة في الوسط والغرب والثالث للاكراد في الشمال، صدمة كبيرة للعرب بشكل عام وللعراقيين بشكل خاص، حيث تم رفضه بشكل مطلق من كافة العراقيين، باستثناء الاكراد الذين لاذوا بالصمت. ولم يقتصر التصدي لهذا المشروع الخطير على العرب وحدهم بل اعربت معظم القوى الاقليمية والدولية عن رفضها لهذا المشروع المدمر للامن والاستقرار الاقليمي بما فيها الادارة الاميركية نفسها، عرابة احتلال العراق وتدميره وانتزاع جذور حضارته وتاريخه. ولم يشذ عن ذلك الا الدولة العبرية، لان مصلحتها تكمن في عراق ممزق وغير مستقر ويفتقد للعب اي دور اقليمي، خاصة ما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي ومستقبله. لقد جاء هذا القرار ليؤكد على'' تقسيم أو تجزئة أو إعادة هيكلة العراق بناء على أقاليم طائفية أو عرقية ''، مع العلم ان معظم توجهات الرأي العام العالمي، وعلى راسها الاميركي ترى في تقسيم العراق حالة لا تخدم الاستقرار الإقليمي أو الدولي، وقطعا لا يلتقي مع مصالح الولايات المتحدة.

لقد جاء هذا القرار بعد اكثر من اربع سنوات من الاحتلال الأميركي للعراق، وبعد إلغاء الدولة العراقية ، بتراثها وجيشها وإدارتها، وبجرة قلم من لدن '' المفكر الاستراتيجي العظيم بريمر!!!''، والذي لم يوجه طعنة للعراق وشعبه ودوره ومن ورائه الأمة العربية فحسب، بل أتى على ما بقي من المعاني السامية التي جاء بها جورج واشنطن ذات يوم، وانهي أسطورة الديمقراطية والحرية التي يجسدها تمثال الحرية في نيويورك، لأن فعلة ''بريمر'' هذه تجاوزت كل القيم والمعايير الدولية، فيما يتعلق بقوانين الحرب وحقوق الشعوب المقهورة ، وواجبات الدولة المحتلة، بل وقبل هذا وذاك ضرب بعرض الحائط بالمصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة الأميركية.

إن مصلحة الولايات المتحدة تكمن في عراق مستقر ديمقراطي، بعيد عن الاحتراب الداخلي والفوضى وغياب المؤسسية، له دوره الفاعل في التوازن الاستراتيجي مع قوى الجوار وأجنداتها والتي لا يخفى على الولايات المتحدة مدى اطماعها التوسعية في العراق والوطن العربي. وإذا كان الهدف من وراء الحرب على العراق، إسقاط النظام العراقي السابق، فقد تم تحجيمه وتطويعه، منذ أن وضعت حرب الخليج الثانية أوزارها في ذلك اليوم الشباطي من عام 1991، وفي الخيمة الصفوانية على الحدود العراقية -الكويتية. كما ساهمت الثلاثة عشر عاما من الحصار والتجويع للشعب العراقي وامتهان كرامته، التي سبقت الاحتلال في 2003 ، حيث راح ضحيتها أكثر من مليون طفل عراقي، باعتراف ''اولبرايت'' وزيرة الخارجية الاميركية في عهد الرئيس ببل كلينتون، ساهمت سنوات الحصار هذه في إمكانية التعامل مع العراق واحتوائه وعلى الطريقة الأميركية. إلا أن قرار احتلال العراق وتدميره، جاء في لحظة غياب مطبق للجانب العقلاني في الإستراتيجية الأميركية ومصالحها الحيوية، والتي تقتضي الاحتواء لا التدمير وحقن الدماء لا سفكها. فقد أشارت وسائل الإعلام الأميركية الى مقتل أكثر من 750 ألف مواطن عراقي منذ الاحتلال وحتى بداية ايلول - سبتمبر 2007، هذا الرقم من الضحايا الأبرياء مثال واضح على خطورة السياسة الاميركية في العراق.

وبالرغم من ادراكنا الاكيد بان الهدف من احتلال العراق هو انهاء دوره، وربما تقسيمه، الا اننا معشر العرب، خاصة نحن ''المؤمنين بالسلام العادل والشامل للصراع العربي الإسرائيلي''، وبلغة الحوار وعقلانية التفاعل بين الحضارات المختلفة، لم نكن نتوقع ان يصدر قرار خطير ومن الكونغرس الاميركي، والذي يعتبر راعي الديمقراطية والسلام العالمي، يصدر قرار يمس سيادة شعب ووجود دولة، بل ليس له الحق في اصدار مثل كهذا قرار.

نأمل من الادارة الاميركية أن تخلص إلى التكفير عما تم فعله بالعراق، وإعادته موحداً قوياً بجيشه وإدارته السابقين، والبعيد عن الطائفية البغيضة، حتى يستطيع أن يكون سياجا منيعا ورادعا استراتيجيا لكل التوجهات التي تهدف إلى الإخلال بموازين القوى في الشرق الأوسط. كما نتمنى على الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش أن يسمع لمستشاريه العقلانيين وأصدقائه المخلصين فيما يتعلق بالعراق ودوره ومستقبله، وان تكون هذه الإستراتيجية بداية صحوة لضمير غاب في لحظة نشوة القوة.

alrfouh@hotmail.com

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
قصص تقسيم العراق -2-

وليد الزبيدي
الوطن عمان

لا يمكن لأي احتلال، أن يبسط سلطانه ويفرض سيطرته على مجتمع متماسك، هذا ما تقوله النظريات الاستعمارية القديمة والحديثة، وما يعتمده السياسيون في وضع الخطط الاستراتيجية، التي تمهد لأي غزو واحتلال، فإذا كان التشرذم هو افضل ادوات انهاك قوة الامم والشعوب، فإن تخلخل العلاقات الاجتماعية واثارة الفتن وخلق حالة من التنافر، هو الطريق الافضل لتهيئة الاجواء السليمة لقوات الغزو الاحتلال.
من هذا المنطلق، ووفق هذه الرؤية جاءت مرحلة الغزو الأميركي للعراق، التي مهدت للاحتلال الذي ابتدأ أولى خطواته ربيع عام2003.
لقد جاء الاميركيون بقناعة تامة، تقول بان ما وضعوه من استراتيجية التقسيم من خلال خطوط العرض، التي استخدموها منذ اكثر من عقد قبل بداية الغزو، قد فعلت فعلها، واعتمد الاميركيون في ترسيخ تلك القناعة على دراسات ومعلومات وتقارير تفصيلية، زعم مقدموها انها خرجت من جوهر المجتمع العراقي، وان جميع المعلومات والحقائق، تقول ان العراقيين يعيشون اعلى مراحل الفرقة والتصادم، واستنادا الى ما قدمه(العراقيون) من معارضي النظام السابق، فان العراقيين ينتظرون اللحظة التي تتاح لهم فرصة انقضاض بعضهم على الاخر، والتصادم فيما بينهم، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية، والتي تقطنها الطوائف والاعراق المختلفة، وتم الترويج لمثل تلك الصور، التي تقول ان المجتمع العراقي على وشك الانفجار، وان زوال سلطة النظام السابق، سيتمخض عنها ذلك السيل الهائل من الدماء.
ان رسم مثل هذه الصورة القاتمة والدموية، يعني اعطاء تفاصيل صورة وردية لطرفين رئيسيين، هما الاحزاب والشخصيات التي كانت في الخارج، والتي وضعت يدها بيد الادارة الاميركية، لانهم لا يستطيعون تثبيت مرتكزات لهم في العرق، بدون اصطفاف طائفي وعرقي، والجميع يعرفون ان هؤلاء وقفوا الى جانب الادارة الاميركية، التي فرضت حصارا قاسيا مدمرا على العراقيين، وان خطورتهم اللاحقة، تمثلت بدعم المحتل، وتقديم العون والاسناد له في غزو العراق واحتلاله.
الطرف الثاني، الذي يبحث عن الاصطفافات الطائفية والعرقية، هو الادارة الاميركية نفسها، لان تفريق العراقيين وخلق حالة من التشرذم والتنافر فيما بينهم، هو السبيل الامثل والاسهل للقوات الاميركية، لترسيخ وجودها واشاعة المفاهيم والرؤى التي جاءت بها، وتنفيذ مشروعها في العراق والمنطقة والعالم.
فكان هذا وجه من قصص تقسيم العراق.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
وقرار الكونغرس يفضح اهداف الغزو الاميركي للعراق ..

سلامة عكور
الراي الاردن

قرار الكونغرس الاميركي بتقسيم العراق الى ثلاثة كيانات او ثلاث دويلات او كانتونات ، خطوة تآمرية تعكس النوايا المبيتة لدى ادارة الرئيس بوش وطغمة المحافظين الجدد واعضاء الكونغرس المتصهينين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي .. وفي هذا القرار الاميركي انتهاك للقوانين والمواثيق الدولية ولاتفاق جنيف ولقانون حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها .. ومثلما ان بريمر ظن واهما بان حل او تفكيك هيكلية الجيش العراقي واجهزة الامن العام يمكن ان يسهل على قوات الاحتلال الاميركي - البريطاني بسط سيطرتها الكاملة على العراق امنيا وسياسيا واقتصاديا بدون منغصات او عقبات فان الكونغرس الاميركي يظن واهما ايضا انه بقرار تقسيم العراق الى ثلاثة كيانات في اطار كونفدرالية يمكن تقطيع اوصال المقاومة العراقية اولا ، وقد يساعد قوات الاحتلال ويمكنها من الامساك بقوة بزمام الامور وفرض سياستها. وبالتالي الحاق العراق بالمعسكر الاميركي وتحويله الى قاعدة انطلاق عسكرية للولايات المتحدة لاخضاع دول المنطقة لارادتها ولارادة اسرائيل.. ذلك ان اضعاف العراق العربي ونزع هويته الوطنية والقومية او تعويمها من ابرز اهداف واشنطن وتل ابيب .. ثم ان اضعاف العراق وتقسيمه وطنا وشعبا يمكن الولايات المتحدة الاميركية من نهب ثروته النفطية والتحكم بمقدرتها ، وقانون النفط الذي تسعى ادارة بوش لفرضه على العراق يتضمن بنودا تجيز للاميركيين نهب ثروته النفطية.

الكونغرس الاميركي يتدخل في الشأن العراقي ويصدر القرارات والقوانين ويرسم السياسات وكانه ولاية اميركية ..

متجاهلا او متناسيا ان العراق دولة عربية عضو في الامم المتحدة وفي الجامعة العربية وفي منظمة المؤتمر الاسلامي ... وهو قبل الاحتلال الاميركي - البريطاني كان دولة مستقلة وذات سيادة كاملة على اراضيه واجوائه ومياهه الاقليمية .. الكونغرس الاميركي باتخاذه قرار تقسيم العراق انما هو يتحدى ارادة الشعب العراقي وارادة الامة العربية بجميع دولها وارادة المجتمع الدولي بأسره .. ولا يمكن السكوت على هذه المؤامرة الاميركية - الصهيونية.. وهنا يجب القول ان على الدول العربية ان تسارع لاجهاض هذا القرار وان لا تكتفي بالاعتراض عليه او شجب ه او ادانته .. بل عليها ان تتضامن وتتخذ موقفا موحدا وحازما وشجاعا لاحباط القرار.. حيث ان هذا القرار قد يشكل سابقة تشجع الولايات المتحدة الاميركية على السعي لتجزئة وتقسيم دول عربية اخرى .. كما ان على القوى السياسية والاحزاب والطوائف والمذاهب العراقية التنبه لاجهاضه.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
لماذا المكابرة يا سيادة الرئيس
* فؤاد دبور
الدستور الاردن
اعتمدت الادارة الامريكية احداث الحادي عشر من ايلول عام م2001 لإعادة النظر في الكثير من منطلقات سياساتها الخارجية ، حيث استغلت هذه الاحداث داخليا وخارجيا لشن الحروب على دول اعتبرت انها تهدد امن الولايات المتحدة الامريكية فكانت حربها الأولى على أفغانستان (تشرين الأول م2001) وحربها الثانية على العراق (آذار 2003) وجاءت بعد ذلك الحرب الثالثة بالاداة الصهيونية على لبنان (تموز 2006) هذا إضافة الى التدخل السافر في الشؤون الداخلية للعديد من دول المنطقة.
ونتوقف عند الحرب العدوانية الظالمة على العراق حيث اعتقدت ادارة الرئيس جورج بوش انها قادرة على تنفيذ مشروعها الشرق الأوسطي بدءا من العراق بعد احتلاله معتمدة في ذلك على القوة والمال بهدف قهر ارادة الشعوب متجاهلة حقائق التاريخ التي أكدت دائما على ان الشعوب المناضلة ضد الهيمنة والاحتلال والاستعمار لا يمكن ان تقهر مهما كانت قوة وقسوة وظلم المستعمر او المحتل ، وها هي حقائق التاريخ تثبت للإدارة الامريكية ورئيسيها بعد مرور اكثر من أربع سنوات ونصف ان ارادة الشعب المقاوم هي المنتصرة حيث تبددت أحلام ادارته امام صمود المقاومة العراقية الباسلة التي أغرقت قواته المحتلة في مستنقع حيث بلغت المقاومة ذروتها في الاشهر الأخيرة بحيث اصبح العراق مقبرة لهذه القوات وهذا ما دفع الرئيس جورج بوش وإدارته والشعب الامريكي وقواه السياسية ممثلة بمؤسسات المجتمع المدني والحزب الديمقراطي المنافس للضغط بحثا عن مخارج تحفظ ماء الوجه من هزيمة امريكية مدوية ، لا سيما ان مأزق احتلالهم للعراق قد اخذ يتفاقم وتتصاعد وتيرته وتأثيراته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وقد تجسدت ردود الفعل على هذا المأزق بالمسيرات والاعتصامات والاحتجاجات الشعبية الامريكية مما وضع الادارة ورئيسها في وضع حرج حيث أصبحت خياراته محدودة وغير فاعلة ، حيث ان خيار الانسحاب مدمر لمشروع الادارة العسكري والسياسي على حد سواء اما الابقاء على الاحتلال فهو يعني المزيد من الخسائر البشرية والمادية والاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة الامريكية ، مثلما يعني فشل المشروع الامريكي في المنطقة بأسرها ويلحق افدح الأضرار بالمصالح الامريكية والصهيونية والزمر التي راهنت على الادارة الامريكية او رهنت نفسها لسياساتها.
لكننا نقول لسيادة الرئيس جورج بوش ، لقد اصدر التاريخ حكمة المتمثل بالهزيمة الحقيقية التي لحقت بسياساتك بالعراق والمنطقة حيث خسرت المعركة فعلا امام ضربات المقاومة والتي أصبحت على أعتاب تحقيق النصر الذي سوف يعيد تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة ويطال بتأثيراته إرجاء العالم ، وهذا لا نقوله نحن فقط ، بل قاله العديد من أركان النظام السابقين وعلى رأسهم وزير خارجية الادارة التي شنت الحرب على العراق ، كولن باول ، حيث اعلن وبكل وضوح وصراحة "لقد هزمنا في العراق" مثلما قاله العديد من قادة السياسة في الولايات المتحدة الامريكية وعلى رأسهم زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الامريكي حيث اعلن ايضا وبوضوح "لقد خسرت الولايات المتحدة الحرب في العراق وان محاولات الرئيس بوش لإنقاذ الأوضاع هناك سيكون حليفها الفشل حتى لو أضاف عشرات الآلاف من الجنود لما هو متواجد هناك".
لكن ، رغم كل ذلك فما زال الرئيس بوش يكابر ويرفض الاعتراف بالهزيمة والإقدام على سحب قواته بل يصر على الاستمرار حتى ولو كان ذلك على حساب حياة الاف الجنود الأمريكيين والمرتزقة الطالبين للجنسية الامريكية وعلى حساب مئات المليارات من الدولارات التي يدفعها المواطن الامريكي على حساب حاجاته ورفاهيته.
كما ان الرئيس ما زال يتمسك بعناده رغم علمه التام بمعنويات قواته التي وصلت الى الحضيض والتي لن ترفع منها زياراته وأركان ادارته الى العراق ، ولن يجد الرئيس طريق الخلاص عبر اللجوء الى سفيره في بغداد وقادته العسكريين هناك وتقاريرهم المنافية للحقائق على الأرض كما لن يعيد الرئيس اللجوء الى مجلس الشيوخ لاتخاذ قرار لتقسيم العراق الى أقاليم ثلاثة ، شيعي في الجنوب وسني في الوسط وكردي في الشمال حيث لن يخفف هذا التقسيم العبء على قواته مثلما لن يقيد الرئيس جورج بوش عقد مؤتمر خريف "للسلام" في المنطقة ولن يفيده ايضا خلق الفتن في لبنان بين ابناء الشعب الواحد ولا الضغوطات على سورية والاتجاه نحو حرب مدمرة ضد ايران او سورية والتي اذا ما أشعل فتيلها ستكون قواته في العراق وأفغانستان والقواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة وقود هذه الحرب المدمرة وليس ايران وسورية فقط بل ستحرق هذه الحرب المصالح الامريكية ويطال لهيبها دول المنطقة كافة مثلما سوف يصل هذا اللهيب الى الدول الغربية والصناعية التي تعتمد على نفط المنطقة في صناعاتها وحاجاتها الضرورية.
سيادة الرئيس ، مهما تظاهرت وعاندت فلن تستطيع إخفاء حجم المأزق والورطة التي أوقعت نفسك وشعبك فيها فقد كانت الحرب المجنونة التي شنتها إدارتك على العراق بمثابة كارثة على الشعب الامريكي مثلما هي كارثة على شعب العراق والمنطقة ، ولن يخفف من وطأة المعارضة الداخلية الشديدة لهذه الحرب محاولات التخويف من خسارة المعركة في العراق قبل انجاز مهامها ، التي أصبحت مستحيلة الانجاز ، وتأثيرها ، على امن الولايات المتحدة الامريكية بذريعة عمليات إرهابية منتظرة ، وإذا ما وقعت أعمال إرهابية ضد الأمن الامريكي فإن الامر يرتبط بسياسات إدارتك التي فقدت العديد من أركانها بسبب هذه السياسات الخرقاء وعلى رأسهم وزير الدفاع الذي شن الحرب على العراق ، دونالد رامسفيلد ، والمخرج الوحيد امامك ، مع اعترافنا بصعوبته على الادارة الامريكية ونفوذها ومصداقيتها ومكانتها الدولية ، هو يتمثل بسحب القوات الامريكية وترك الشعب العراقي يقرر مصيره ومستقبله واختيار نظامه بنفسه دون أي تدخل خارجي.
لكننا ندرك ايضا حجم الكارثة التي تصيب القوات الامريكية واقتصاد امريكا وما يمكن ان يلحق بالشعب الامريكي من خسائر باهظة اخرى بشرية ومادية ومعنوية واجتماعية تضاف الى الخسائر التي لحقت به وما تزال.
سيادة الرئيس ، لا مجال للمكابرة والتعامي عن حقائق الواقع القائمة على الأرض ونعتقد جازمين بأن الحقبة الامريكية في المنطقة قد شارفت على نهايتها بسبب سياسات إدارتك في العراق وأفغانستان ولبنان والمنطقة كما ان هذه السياسات القائمة على القتل والخراب والدمار وممارسة أبشع انواع التعذيب وانتهاك حقوق الانسان وخلق الفتن بين ابناء الشعب الواحد لن تجدي وان ملامح أولية لمرحلة قادمة في المنطقة قد بدأت ترتسم حيث بدأت قوى متعددة في العالم الإعداد لمواجهة مثل هذه السياسات الخرقاء ومن ابرزها تجمع دول "شنغهاي" وبروز ايران كدولة اقليمية هامة في المنطقة والتي لن ترهبها التهديدات بالحرب التي ان وقعت ستكون لها أثار كارثية على الجميع كما ان من اهم سمات هذه المرحلة بروز دور المقاومة التي ألحقت الهزيمة المرة بالكيان الصهيوني في لبنان خلال عدوان الثاني عشر من تموز عام م2006.
ونعود أخيرا لنؤكد إدراكنا للازمة الكبرى التي تواجه الادارة الامريكية فإن هي اقدمت على الانسحاب من العراق تكون قد خسرت الكثير وان هي أبقت على هذه القوات فالخسارة اكبر ، لكن نؤكد ايضا بأن هذا المأزق الذي وقعت فيه وتعاني منه الادارة الامريكية هو من صنع يدها.
fuad0491@yahoo.com


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
ما الذي يعنيه قرار تقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات؟
محمد شريف الجيوسي
الدستور الاردن
اتخذ مجلس الشيوخ الأمريكي قراراً غير ملزم بتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم ، وسط تمازج جمهوري ديمقراطي ، وهو التوجه القديم الذي كان مطروحاً في عهد الرئيس الأسبق الديمقراطي كلينتون تسعينات القرن الماضي ، قبل الحرب على العراق واحتلاله بسنوات . ويعكس القرار حقائق من المهم الالتفات إليها جيداً ، أولها رفض الديمقراطيين لسياسة الرئيس الأمريكي بوش ، دافعه ليس رفض الاحتلال ، بدليل أن العديد من قيادات الديمقراطيين لم تكن ابتداءً على هذا الحماس الراهن" الرافض"له ، بل إن البعض كان معه ، إنما مبعث الموقف الراهن للديمقراطيين اعتبارات أمريكية داخلية ، وإن كان الاحتلال موضوعاً خارجياً ، وبدليل أن الديمقراطيين ـ مثلاًـ لا يرفضون تورط بلادهم في شن حرب جديدة على إيران. ومن اعتبارات الموقف الراهن للديمقراطيين المطالبة بالانسحاب من العراق ، ما هو حزبي تنافسي ، وما هو فشل ذريع تحصده الإدارة الأمريكية بقيادة الجمهوريين المحافظين ، وما استتبع من إساءة للإقتصاد الأمريكي وتراجع في الحريات العامة وعشرات آلاف الجرحى والمرضى النفسيين ، وما تكشفت عنه امريكا من خواء عقيدي وهشاشة في النظام السياسي والاقتصادي وفراغ أخلاقي ، وكراهية عالمية ، وهي كراهية تسحب نفسها على الغرب الأوروبي بقدر الاقتراب من إدارة بوش.
إن جوهر موقف الديمقراطيين الراهن ، مرده حجم الخسائر الكبيرة والفشل الأمريكي الذريع الذي توقعه المقاومة العراقية بقوات الاحتلال ، مما أضر بموقع أمريكا الداخلي الحرياتي والاقتصادي والاجتماعي والخارجي ، بما يحشد ضدها من كراهية واستهداف. ونشهد مع اشتداد اختلال ميزان القوى العالمي وبلوغ الصلف الأمريكي الإسرائيلي حداً غير مسبوق على مدى التاريخ : رغبة عالمية غير متفق عليها من حول طاولة أو مؤتمر على وضع حدْ لهذا الصلف ، تمتد من فنزويلا وصديقاتها في الحديقة الخلفية السابقة لأمريكا حتى شرق وشمال وأواسط آسيا ، حيث تنهض روسيا من بين الرماد ومعها الصين وغيرهما ، فيما يلهث بعض قادة أمم أوروبية عظيمة ، خلف أرعنَ رئيسْ غربيْ مذ ظهور الرأسمالية والاستعمار القديم. مما يتيح للناهضين في غير مكان وراثة الغرب بجدارة وسهولة ، وإغلاق الباب في وجه اوروبا العجوز التي أثقلتها التبعية وأعجزتها عن الرؤية الصائبة للواقع الدولي الجديد ، لفترة ما بعد ارتحال أمريكا أو ترحيلها عن موقع القيادة العالمي.
وهذا يعني أن المراهنة على التغيير الداخلي الأمريكي ، والانفلات الغربي الأوروبي من ربقة واشنطن : غالباً ، هو ضرب من الانتحار ، بل إن مستقبل الأمريكان الراغبين في التغيير والتصويب ، يتوقف على مدى ما تكبده المقاومات العربية : الاحتلالات : من خسائر فادحة.
وبكلمات : إن القرار الأمريكي الأخير بتقسيم العراق ، يعكس رغبة أمريكا للخلاص من المأزق العراقي بالعودة إلى مشروع التقسيم القديم ، فالأكراد الملتحمة مصالحهم بأمريكا أقاموا من وجهة أمريكية نظامهم السياسي المستقر ، وهم لا خوف عليهم ولا يحزنون وبخاصة بعد الاتفاق الأخير مع تركيا فيما يتعلق بأكرادها. أما جنوب العراق من وجهة امريكية أيضاً فيمكن إشغال أهله بحصته من الكعكة. وبإقامة كيان للسنة في بقايا وسط عراق منهك مدمر ، وبعد تسليح بعض العشائر ، سيتحول العراقيون في الوسط إلى اقتتال داخلي يعفي الأمريكان من مغبة قتالهم له ، أو قتال الجنوب أو الشمال له . وإنما إشغالهم بما هو أسوأ وغير متوقع يعمل الأمريكان على تحقيقه.
ويبقى الهدف الأمريكي الرئيس الراهن هو شن الحرب على إيران ، وكل ترتيب تكتيكي أو في المدى القريب يصب في هذا الاتجاه ، ولا يفترض أن يكون لغايات التطبيق بعيد الأمد ، فالهدف الأمريكي الأسمى حالياً ، هو تهدئة جبهات وإشعال أخرى ، على طريق ترتيب أفضل الأوضاع اللازمة لحرب عدوانية ناجحة عسكرياً ، ومنها إجراء مناقلات وإعادة انتشار للقوات الأمريكية من كوريا الجنوبية وباكستان حتى العراق وغيرها ، فجبهة الحرب ستكون اوسع موضوعيا من جبهة إيران الواقعة بين احتلالين وسورية الواقعة بين احتلالين أيضاً.
يبقى القول ، أن حسابات التكنولوجيا الأمريكية في الحواسيب وعلى الورق ، شيء مختلف تماماً عما يجري على الأرض ، مما لا تلتقطه الأرقام والعقول الخائفة ولا الخائنة.
albuhira@hotmail.com


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
هل هناك خطة بشأن العراق
يوجين روبنسون
واشنطن بوست
نعم ، ما سمعته صحيح: في مناقشة جامعة دارتماوث مساء يوم الأربعاء ، لم يستطع أحد من المرشحين الديمقراطيين القياديين الثلاثة التعهد باعادة الجنود الأميركيين من العراق في نهاية فترة توليه أو توليها الرئاسة الأولى. وهي نهاية الفترة الأولى من الرئاسة. التي قد تكون في شهر كانون الثاني من عام 2013. أي بعد خمس سنوات ونصف من الآن. قالت هيلاري كلنتون "من الصعب معرفة ما يمكن أن نرثه". وقال باراك أوباما "اعتقد أن من الصعب التخطيط لأربع سنوات من الآن". وقال جون إدواردز "لا يمكنني تقديم هذا التعهد".
حسب التعابير الجيوسياسية ، أعتقد أن الجواب الذي قدموه جميعا خاطئ ، وأعتقد أن هذا الأمر يمثل النوع نفسه من نمط التفكير القديم في السياسة الخارجية ودور أميركا في العالم الذي يدعى كل واحد من المرشحين الثلاثة رفضه. وحسب تعابير سياسية صرفة ، أعتقد ان هذا التملص - الذي قدم مع جبين مقطب وجو من الرزانة - هو على الأقل بداية غير حكيمة.
الوقت الذي يتعين فيه على المرشح الديمقراطي البدء باعتبار الصوت المناهض للحرب مضمونا والهرولة نحو "وسط" يتخيله ، هو بعد ضمان ترشيحه ، وليس قبل ذلك. فالناخبون الديمقراطيون في الانتخابات التمهيدية أذكياء بما يكفي لتمييز الفرق بين معارضة الحرب والتعهد بإنهائها. واتساءل أيضا عما يمكن أن يقود المرء الى التفكير أنه عندما يحين موعد الانتخابات العامة ، فان اي شيء أقل من وعد صريح بوضع حد للكارثة التي تسبب به جورج بوش سيبدو موقفا وسطا. في ذلك الحين ، سيبدو القول ، "سحب الجنود الأميركيين خلال عام" ، هو قمة الحذر. مع كل الاحترام الذي تستحقه كلنتون ، نحن لدينا فكرة جيدة عما سيرثه الرئيس المقبل.
ولا أتخيل ان هناك من يعتقد أن بوش سيقوم بتغيير رأيه أو سياسته الأساسية في العراق. سوف ندخل عام 2008 مع وجود أكبر للولايات المتحدة في العراق مما كان في بداية عام 2007 ، حتى لو وافق بوش على سلسلة من الانسحابات - تفرضها حقيقة انه لم يعد لدينا جنود او مارينز وحرس نرسلهم.
ومن الأكيد على الأغلب أنه في يوم الانتخابات سيكون لدينا أكثر من 100 ألف جندي يغرق في رمال بلاد ما بين النهرين. الامر الذي لا نعرفه هو هل سيسعى بوش لتقييد يدي الرئيس المقبل بإصدار أوامر بشن هجوم على إيران؟ نعم ، هذا الأمر سيعقد الوضع في العراق. إذن لماذا ايدت كلنتون يوم الأربعاء قرار مجلس الشيوخ الذي يشجع بوش على تصنيف الحرس الثوري الإيراني على أنه منظمة إرهابية؟ وبما انها صوتت لتفويض حرب العراق - وتقول أن بوش قد أعماها عن الحقيقة - فلماذا تصوت لاي شيء قد يحاول بوش استخدامه كمبرر لحرب كارثية أخرى؟ مع كل الاحترام لأوباما (الذي فاتته فرصة التصويت على إيران) ، إن من مسؤوليته ان "يخطط لاربع سنوات من الآن". لقد عارض حرب العراق منذ البداية ، ويعلم بالفوضى التي اوجدها بوش ، ومثل جميع المرشحين الديمقراطيين ، يقول أنه سيبدأ على الفور بإنهاء الحرب. لكن أربع سنوات مدة طويلة ، طويلة بما يكفي لجلب الجنود إلى البلاد.
إما ان اوباما يرى ثمة ضرورة لوجود اميركي طويل الأمد في العراق او لا يرى. ومع كل الاحترام لإدواردز ، بالطبع يمكنه تقديم وعد بإخراج الجنود الأميركيين من العراق في عام 2013 - إذا أراد ذلك. بالطبع من المحتمل أن تتدخل أحداث غير متوقعة. لكن هل سينتج عن النهج الذي ينويه انسحابا كاملا ، أم لا؟ ما نحتاج لأن نسمعه من كلنتون وأوباما وإدوارد الآن هو "التصورات" التي تركز على التفاصيل. كيف يرون دور الولايات المتحدة على المدى الطويل في الشرق الأوسط؟ ("الاختلاف عن نظرة جورج بوش"لا يكفي).
هل قبلوا بتمييز بوش بين العناصر والأنظمة "المعتدلة" و"المتطرفة" ، كوكلاء للخير والشر؟ هل التورط الأميركي في المنطقة من أجل النفط؟ هل هو من أجل الدين؟ ما الذي يعتزمون فعله بشأن القواعد التي تبدو دائمة والتي تبنيها إدارة بوش في العراق - بما في ذلك القاعدة التي تبعد خمسة اميال فقط عن الحدود الإيرانية؟


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
المنطقة العربية وتحديات نموذج «العرقنة»
وليد نويهض
الوسط البحرين

ترحيب حكومة «أقليم كردستان» بمشروع خطة تقسيم العراق الذي أقرّه «مجلس الشيوخ» الأميركي بغالبية الثلثين جاء يخالف كلّ ردود الفعل السلبية التي صدرت عن جهات عراقية وعربية وجوارية ودولية. والمخالفة التي أطلقتها حكومة «كردستان» أعتمدت على قاعدتين: الأولى دستور العراق الذي صاغه الاحتلال بعد الغزو الذي تشير بعض فقراته ومواده إلى «فيديرالية المناطق والأقاليم». والثاني الوقائع الميدانية التي قام الاحتلال بترسيم حدودها الطائفية والمناطقية والمذهبية في السنوات الأربع الماضية.

الترحيب الكردي بمشروع التقسيم جاء بناءً على وقائع دستورية وميدانية وليس مجرد فرضيات نظرية. فالأقليم الكردي الذي يتمتع بهامش من الحكم الذاتي منذ العام 1991 هو نتاج أمر واقع ميداني جرى تعميمه قسراً على مختلف المناطق بعد احتلال العراق في العام 2003.

«العرقنة» الآنَ تحوّلت إلى «أمر واقع» يتسلّح بمواد دستورية ولم تعد مجرد فكرة مطروحة للتطبيق. فالتقسيم الميداني حصل واقعياً وإعادة توحيد العراق تحتاج فعلاً إلى معركة سياسية تقودها «نخبة» غير طائفية ومذهبية. ومثل هذه النخبة تبدو ضعيفة في ظروف العراق الحالية، وهي منبوذة أو مطاردة من قبل جهات مختلفة.

«الأمر الواقع» يتطلب قراءة واقعية للسياسة العراقية في المرحلة المقبلة لمنع امتداد استراتيجية «العرقنة» الأميركية إلى المحيط الجغرافي ودول الجوار. و»العرقنة» التي تأسست بناءً على تصورات أيديولوجية اعتمدها تيار «المحافظين الجدد» منذ العام 2001 تشكّل «كلمة سر» المشروع الأميركي في المنطقة. فبعد الاحتلال أعلنت واشنطن عن نيتها في تحويل العراق إلى «نموذج يحتذى» لشعوب «الشرق الأوسط» ودولها. وجرى النقاش انذاك عن المعنى المقصود من «النموذج العراقي». فقال البعض «ديمقراطية»، والبعض الآخر «استقرار وأمن وازدهار ورخاء». وتبين لاحقاً أنّ المقصود في «النموذج» هو تشطير بلاد الرافدين إلى دويلات طائفية ومذهبية منزوية في أقاليم ومحافظات جغرافية.

«النموذج» الذي وعد به الرئيس جورج بوش المنطقة قبل أربع سنوات يبدو أنه بات في أشواطه الأخيرة للاكتمال ولم يعد أمامه سوى لمسات قليلة للإعلان عنه رسمياً.

الإعلان الرسمي غير مهم شكلياً بقدر ما أنّ الواقع الميداني الذي أنتجه الاحتلال يرسم سياسياً حدود دويلات باتت موجودة على الأرض حتى لو انكر قادتها الأمر وأطلقوا تصريحات منافقة ترفض مشروع مجلس الشيوخ وتستنكره. فالواقع أصدق أنباء من الكتب أو الكذب.

يبقى السؤال: هل تحتذي المنطقة العربية/ الإسلامية ذاك «النموذج» الأميركي أو تقاومه وترد عليه وتعمل على عدم انتشاره؟

أجوبة كثيرة يمكن توقعها. وهناك ما يشبه الإجماع (اللفظي على الأقل) على رفض الصيغة العراقية بصفتها تشكّل بداية انهيار «البيت العربي» وتقويضه أهلياً وخصوصاً في المشرق العربي الذي تتكاثر فيه الطوائف والمذاهب والملل والنحل.

هذا الرفض يحتاج إلى صدق تعززه سياسة ميدانية تؤكّد على وجود قوة ممانعة تتصدّى لمشروعات تقسيمية على غرار العرقنة (النموذج الأميركي). فهل المنطقة مستعدة فعلاً إلى مثل هذه المنازلة الكبرى؟

القياس التاريخي

بالعودة إلى التاريخ تبدو المؤشرات سلبية. فمنذ انهيار السلطنة العثمانية طرحت الكثير من المشروعات الوحدوية وكلّها تراجعت فكرة بعد فكرة وصولاً إلى تقسيم المنطقة إلى دول قطرية (كيانية) ضائعة في هويتها الوطنية أو القومية أو الدينية. وحتى الآنَ لا تزال تلك الدول تخوض غمار معركة الهوية من دون أنْ تبدو في الآفق المنظور «نماذج جاهزة» أو واقعية على غرار ذاك «النموذج الأميركي» الذي أسسه الاحتلال واقعياً في العراق.

التاريخ العربي/ الإسلامي يشير إلى سلسلة تراجعات نظرية في فكرة الوحدة وإعادة التوحيد. فبعد انهيار السلطنة طرحت بحياء فكرة «الخلافة الإسلامية» وتم التراجع عنها ومراجعتها إلى صيغة أكثر واقعية فطرحت فكرة «الرابطة الإسلامية» ثم «الجامعة الإسلامية». وحين فشلت تلك الأفكار في تحقيق المشروعات السياسية (الكونفيديرالية أو الفيديرالية) طرحت فكرة «الرابطة العربية» ثم «الاتحاد العربي»ثم «المستطيل العربي» ثم «الهلال العربي» وأخيراً تم التوافق في نهاية الحرب العالمية الثانية على مشروع «جامعة الدول العربية». والآنَ وبعد مرور 60 عاماً على فكرة «الجامعة العربية» بدأت تطرح نظريات واقعية تشطيرية للمؤسسات العربية بعد أن عجزت «الجامعة» الانتقال من طور «الرابطة» إلى طور «الاتحاد».

هذه الوقائع التاريخية تثير فعلاً المخاوف وتعزز احتمال التراجع من محطة «الجامعة» إلى محطات أدنى من ما هو قائم الآنَ على مستوى دول الكيانات والأقطار الوطنية. ونموذج «العرقنة» الذي أبتكرت آلياته الواقعية إدارة الاحتلال الأميركي ليس مجرد نظريات مطروحة على الورق وإنما بضاعة (سلعة) قابلة للتصدير في حال لم تتعامل قوى الممانعة بعقلانية وواقعية مع سياسة التشطير التي أعتمدت في بلاد الرافدين.

الرفض اللفظي لا يفيد. والاستنكار والاستهجان والدعوات إلى التظاهر لن تؤثر في واقع أخذ يتزعزع بفعل ضربات عسكرية خارجية أو ضغوط سياسية واقتصادية تمارسها الدول الكبرى لمحاصرة دول تفتقد إلى شرعية دستورية أو قاعدة أهلية عندها الاستعداد للتضحية دفاعاً عن أنظمة قطرية أو كيانية تمارس الاستبداد والظلم ضد شعوبها.

مشروع «العرقنة» ليس مجرد فكرة أقرّها مجلس الشيوخ الأميركي وإنما بداية تصوّر يعكس رؤى أيديولوجية تتعامل مع المنطقة العربية/ الإسلامية بصفتها مجرد ساحات مفتوحة للاقتتال الأهلي وتجاذب الأقليات مع الأكثريات. وهذه النظرة الاستعلائية/ الفوقية ليست جديدة بقدر ماهي نتاج مجموع استطلاعات « استشراقية» تراكمت معرفياً منذ بدايات القرن الثامن عشر. فأفكار التقسيم قديمة جداً وأقدم من كلّ طروحات التوحيد الإسلامي المعاصرة أو مشروعات الوحدة العربية التي تبلورت بعد تراجع النماذج الإسلامية (الرابطة والجامعة) عن مفهوم الخلافة.

تقسيم المنطقة العربية/ الإسلامية استراتيجية قديمة وأسبق على مشروعات التجزئة التي توافقت عليها فرنسا و بريطانيا في نهاية الحرب العالمية الأولى. فالسلطنة العثمانية تعرّضت إلى حملات عسكرية بحرية وبرية في أوروبا الشرقية ومنطقة البلقان وثم المغرب العربي ومصر وصولاً إلى المشرق العربي لمدة تناهز القرنين من الحروب المتواصلة حتى نجحت أخيراً في غزو بلاد الشام واحتلال القدس والإعلان عن «وعد بلفور» في فلسطين.

قراءة التاريخ تفيد كثيراً لإنعاش الذاكرة الجمعية؛ لأنّها تتعامل مع الوقائع الجارية وكما حصلت فعلياً محطة بعد أخرى، ولا تذهب بعيداً في تحليل النظريات والعواطف والمشاعر. فالوقائع تؤكد ميدانياً أنّ المنطقة كانت تتراجع في خطوط مشروعاتها الوحدوية. فبعد كلّ محطة كانت الأفكار تنتكس وتعود «النخبة» للرضوخ للأمر الواقع وتقبل ما كانت ترفضه في محطة سابقة.

التجربة التاريخية لمشروعات النخب العربية والإسلامية الوحدوية منذ أكثر من قرن لا تبشر بالخير. فالنخبة كانت تتراجع خطوة خطوة ومحطة بعد أخرى إلى أن وصلت المنطقة إلى ماهي عليه الآنَ من تقسيمات كيانية (قطرية) تحت سقف «جامعة عربية». وقياساً على تلك التجربة الواقعية التي اتسمت تاريخياً بالنكوص السياسي الدائم يمكن توقع الكثير من الأجوبة عن احتمال تحوّل «العرقنة» إلى نموذج يحتذى في المنطقة والمحيط الجغرافي ودول الجوار.

ردود الفعل المناهضة لخطة «مجلس الشيوخ» لا تعني الكثير ميدانياً. فالرفض اللفظي لا يلغي الوقائع و»الأمر الواقع»، ما دام المشروع الأميركي حقق أغراضه التقويضية وأهدافه التشطيرية في بلاد الرافدين

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
الدستور العراقي يؤيد مبدأ «العرقنة
رسمي حمزة
الدستور الاردن
ما يزال قرار الكونغرس الأمريكي القاضي باقتراح تقسيم العراق إلى ثلاثة اقاليم ضمن إطار فيدرالي أو كونفدرالي يحظى باهتمام كبير من قبل المحللين ، لكنه ينال اهتماما أقل في النقاش العلني من قبل الساسة العراقيين النافذين ، لأن الفكرة ببساطة ليست جديدة عليهم ، كما أننا نتوقع أن تثور الأقلام والفضائيات العربية منددة بالفكرة ، وأن نشاهد مئات الحناجر غير العراقية تشجب ليس فكرة الكونفدرالية من اصلها فقط ، بل لأنها جاءت من تحت قبة الكونغرس الأمريكي على وجه الخصوص.
لكن تحليلاً منطقياً للواقع العراقي المر يمكن أن يقودنا إلى مزيد من الحقائق ، والتي تؤشر لنا الى أن لا نكون عراقيين أكثر من العراقيين أنفسهم ، وعلى الرغم من التأثير القوي للإدارة الأمريكية في القرارت التي ستحكم مستقبل العراق ، إلا أنه لا يجوز لنا إعفاء القادة العراقيين في الحكومة والمعارضة من تحمل مسؤولياتهم التاريخية بهذا الشأن.
عملياً ، الدستور العراقي الحالي يسمح بتطوير نموذج "البلقنة" "لعرقنة"العراق ، فهو ينص على"أن العراق بلد فيدرالي قائم على أساس الأقاليم والمحافظات" ، وعلى الأرض ، فإن مخطط "عرقنة" العراق قد تم تنفيذه منذ أعوام ، فإقليم "كردستان" مستقل بالكامل ويتمتع بكامل متطلبات السيادة: فله زعيم (مسعود البرزاني) وبرلمان وجيش وحكومة ورئيس وزراء ووزراء وميزانية مستقلة ، ويمكننا وصفه بالنموذج الناجح للفكرة.
بالمقابل ، يقود نائب الرئيس العراقي السني "طارق الهاشمي" مبادرة مشروع "العقد الوطني" والذي يبدو أنه ينال التأييد من مختلف القوى السياسية بمن فيهم المرجع الشيعي علي السيستاني ، ويقوم المشروع على فكرة أساسية هي "عراق فيدرالي موحد"، ويصف الهاشمي مشروعه بأنه يحمل وصفة لوضع حد للتدهور في البلاد ، وجوهره يتطابق مع الدستور العراقي.
فكرة تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم "كردستان ، شيعستان ، سنستان" كحل لمعضلة العراق التي أنهكت العراقيين والأمريكيين وتنذر بما هو اسوأ للمنطقة كلها ، تجاوزت مستوى المداولات السرية أو أحاديث المنجمين ، وأصبحت حقيقية وورقة على الطاولة يتم نقاش تفاصيلها وخطوات تنفيذها العملية واللوجستية على الأرض ، وهي وإن كانت تواجه بالصمت والانتظار من قبل الساسة وأصحاب القرار عربياً وعراقياً ، إلا أنها تلقى تأييداً واسعاً في دوائر الحل والربط في واشنطن ، وخاصة من الديمقراطيين وعلى رأسهم مرشحو الرئاسة مثل هيلاري كلنتون وباراك اوباما ، ورغم ما يقال (بهدف التخفيف من وقعه) أنه ليس ملزماً لإدارة الرئيس بوش ، إلا أنه سيصبح كذلك في عهد الجمهوريين بعد عام من الآن ، بل هو يوصف بالوصفة الحقيقية المتوفرة للخروج من العراق بنظر الديمقراطيين.
لكننا أيضاً نتساءل: ألا يمكن أن ينقذ نموذج متطور من "الفيدرالية أو الكونفدرالية" العراق من وضعه الميؤوس منه حالياً؟ ألا يمكن للعراقيين من تطوير وتقنين إطار فيدرالي على أسس عادلة تنهي حالة التنافر الطائفي والسعي نحو الإستحواذ بالسلطة من قبل السنة والشيعة؟ ألم ينجح نموذج "البلقنة" في البوسنة على الرغم من الاعتراضات الشديدة من قبل القوميين الصرب؟ ألم ننظر له على أنه إنقاذ وإنصاف لإخواننا المسلمين هناك؟ ، وعليه ، هل يمكن أن تكون نظرتنا للوضع العراقي أكثر من العراقيين أنفسهم الذي نجزم أنهم جربوا مختلف الطرق والوسائل وفقدوا معها أكثر من نصف مليون قتيل إلى جانب ملايين المهجرين؟
ما سنفعله كعرب على هذا المفترق العراقي الهام ، هو المشاهدة والشجب أو الإستنكار من منطلقات مختلفة ، وسيمارس بعضنا الآخر هوايته المفضلة "الصمت" ، لكن المهم أن حلاً للوضع المأساوي في العراق لا بد وأن يترجم على الأرض ، فقد يئس العراقيون رائحة الجثث المجهولة والقتل على الهوية وضياع ثروات بلدهم على أيدي أمراء الحروب ، ولو كنت عراقياً ، لقبلت باي حل يعيد لي أي أمل في بيت وحي وشارع خال من الجثث ورائحة البارود ، وسأتمسك باي إطار حكومي يمكنني من شرب كوب ماء نظيف.
rasmihamzeh@gmail.com


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
دَولَتَا شِيْعِسْتَانَ وَسُنِّسْتَان فِيْ زَمِنِ الهَوَان
محمد عبدالله محمد
الوسط البحرين

أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي يوم الأربعاء الماضي قراراً غير مُلزم وبموافقة خمسة وسبعين صوتاً ومعارضة ثلاثة وعشرين (فقط) يقضي بتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات (مُتفدرلة) سُنّية وشيعية وكردية، وعلى رغم أن الدستور العراقي قد أجاز في مادته الخامسة عشرة بعد المئة بأحقيّة كل محافظة أو أكثر تكوين إقليم فإن الحكومة العراقية قد سارعت إلى رفض القرار على لسان المتحدث باسمها علي الدباغ ربما حفاظاً على ما نسجته من علاقات جنينية داخلية وإقليمية رافضة لموضوعة التقسيم ومعترضة على أجندة كثيرة تخص العملية السياسية التي يقودها الائتلاف الشيعي الموحد أو تحالف المعتدلين الذي يضمّ المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الدعوة الإسلامية والحزبين الكرديين، أو ربما للحفاظ على صورتها في الداخل والخارج التي اهتزت كثيراً بسبب تحالفها المطلق مع الولايات المتحدة، وكيفية تعاطيها مع ذلك القرار الذي صدر من جهة تشريعية لدولة تبعد عن العراق عشرة آلاف كيلومتر وكأنه الولاية الواحدة والخمسين لها بعد ولاية هاواي !

ومن خلال القراءة المتأنية للقرار المذكور لا يجب أبداً أن يُقرأ من نقطة رفض الرئيس بوش والبيت الأبيض له والذي يدير أموره من خلال موازين تعميرة السلاح وقعقعته على الأرض منذ العام 2003؛ وإنما يُقرأ من الجنبة السياسية التي تُشير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تعدّ خطة بديلة عن خطة الانسحاب الكُلّي من العراق والذي يحتاج أصلاً إلى ثلاث سنوات، تكون موازية ومتّسقة مع إعادة انتشار الجيش الأميركي في ثكنات رئيسية في الجنوب والوسط والشمال أي ضمن الأقاليم الثلاثة التي ستفرزها فيدرالية العراق، ضمن قواعد مُحصّنة تكون مركزاً عسكرياً تيلوروكراتياً في المنطقة، بل إنها قد تُوازي القواعد العسكرية الأربعة عشر في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى من حيث الاستعدادات في العدة والعتاد، وعلى رغم أن الولايات المتحدة تعيش فشلاً مُدوياً في جعل العراق مستقراً إلاّ أنها لا تنظر إليه على أنه فشل استراتيجي، بل تراه مؤقتاً وقابلاً لأن يتحول إلى منحى إيجابي، وأنها لم تستنفد الوسائل والإمكانات كافة التي قد تُعيد البوصلة إليها من جديد وتحوله إلى نصر استراتيجي أو على أقل تقدير نصر مؤقت يُمكن البناء عليه، وهي وفي سبيل ذلك لن تتردد في الاستعاضة عن السياسيين العراقيين الذين جاءوا معها « فاتحين» بغيرهم من التلوينات والقوى العراقية الأخرى التي قد تقبل بأسقف جديدة في العملية السياسية ولها من العلاقات المغايرة في المنطقة وأهمها مع إيران والدول العربية التي تراها واشنطن بأنها معتدلة ما يُشجع واشنطن لأن تتحالف معهم وتدفع بهم نحو السلطة، بل إنها قد تلجأ إلى أعدائها الذين قاتلتهم واحداً تلو الآخر منذ دخولها بغداد « مُحتلّة « في إبريل/نيسان من العام 2003 لإيجاد ذلك النصر الاستراتيجي أو المؤقت، وهو ما يُفسّره غضها الطرف عن تنقلات عزت إبراهيم الدوري بين اليمن والسعودية والأردن، والاجتماعات التي قام إياد علاوي بقيادات بعثية وحضرها مسئولون أميركيون على مستوى عال في السابع من سبتمبر/أيلول الماضي، وعلى رغم أن الخيارات المتاحة للرئيس بوش هي محدودة لكن الأكيد أنها لن تخرج عن أحد أمرين فيما يتعلق بالوضع في العراق، فهي إما أن تعيد السيطرة الكاملة على المحافظات العراقية بشكل مباشر وتقوم بتحييد الاعتراضات الإقليمية والدولية كافة ضد التمرد المسلح الذي قد يكون من جهات أخرى هذه المرة بدأت مورفولوجياتها منذ يوليو/تموز الماضي من دون الاكتراث بالرأي العام الأميركي الذي أثبت بأنه غير قادر على صوغ السياسات الأميركية الخارجية والداخلية، أو أنها تنسحب كما أسلفت إلى قواعد دائمة خارج المدن الكبيرة، بعد تأمين صعود أطراف أكثر قدرة على ضبط الوضع الميداني ومن ضمنها قيادات بعثية سابقة.

اللافت هنا أن الأميركيين استطاعوا ومن خلال شدة التباينات بين الفرقاء في داخل العراق أن يُنتجوا رقماً ملكاً يحتفظون به لأنفسهم، ويطمع الجميع للوصل به، فالشيعة الذين جاءوا مع الاحتلال يُريدون بتحالفهم مع الأميركيين تكريس وجودهم وتمرير مشروع الفدرلة بإقليم في الجنوب بأسرع ما يُمكن وأيضاً لجم غلواء تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين ضدهم واستباحته لدمائهم، والسُنّة تحالفوا مع الأميركيين للاحتماء بهم ضد الميليشيات الشيعية المتطرفة والفرز الطائفي الذي يسير لغير صالحهم وأيضاً الاحتماء من تنظيم «القاعدة» الذي قتل الكثير من السياسيين السُنّة فسعت العشائر العراقية السُنّية في الأنبار لإزاحته عبر الاستقواء بالقوات الأميركية، وأيضاً لإيجاد مأمن استراتيجي للكيان الجغرافي الذي قد يتشكّل لهم والمحصور بين سلسلة جبال حمرين غرباً كإقليم لكردستان، وبين سامراء إلى الفاو في الجنوب كإقليم شيعي والحفاظ على ما يمكن حفظه من مكتسبات لستة ملايين سُنّي قد يضيعون في الوسط، خصوصاً وأن الأحزاب السُنّية فهمت اللعبة السياسية الإقليمية جيداً، وهي أن الدول العربية لم تعد قادرة على التأثير في الشأن العراقي ما دامت هي داخلة أصلاً في التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة والذي يشبه إلى حد بعيد حلف الهوامش الذي تعاظم نشاطه ضد الحركات القومية واليسارية في الشرق الأوسط بعد حرب السويس عبر تخطّي أنظمة دول الطوق المتشددة والتحالف مع إيران الشاه ومع تركيا وإثيوبيا، لذلك فإنهم سعوا في مشروع التحالف مع الأميركيين وبدرجة أسرع بُعيد إعلان المملكة العربية السعودية أنها سترسل بعثة دبلوماسية إلى بغداد في أغسطس/آب الماضي تمهيداً لافتتاح سفارة سعودية هناك، وربما كان ذلك أفضل الخيارات بالنسبة لهم، أما الأكراد فتحالفهم مع الأميركيين غير خفي، بل إن النفوذ الصهيوني داخل العراق يأتي عبر البوابة الكردية في الشمال، وهم بذلك التحالف يريدون إكمال مشروعهم الوطني وتأسيس إقليم كردستان بصلاحيته الدستورية التي نصّ عليها الدستور العراقي المُقر في 15 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2005، ولم يعد أمامهم سوى تعقيدات العلاقة مع تركيا التي فجرتها أخيراً الرغبة في إيجاد مشروع اتفاق بين بغداد وأنقرة بشأن أحقيّة الأخيرة في ملاحقة المتمردين الأكراد، هذا التداعي السياسي للقوى العراقية المختلفة صوب المشروعات الأميركية في العراق يعني أن واشنطن ستُؤسس لسياسة جديدة تقوم على تمرير مشروعات جزئية ومحاصصات هي في الأصل أهداف طائفية وقومية لبعض الأطراف داخل العراق بغية إيجاد توافق عام على مشروعها الكبير هناك، وإذا ما حصل ذلك فإن مشروع التقسيم سيأتي لا محالة ما دامت معوقاته قد انتهت لصالح مشروعات الأقوام والأمراء والطوائف .

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
بين قتل أبو القعقاع وجولة رون بن بشاي...حجز المواطن السويدي ناصر الغزالي

غسان المالح
السياسة الكويت
بالتأكيد نحن كسوريين لن يحالفنا الحظ في أن نعرف ماذا يجري في مدننا الرئيسية وفي وضح النهار. الصحافي الإسرائيلي الجريء رون بن بشاي وجولته التي قام بها في سورية, والتقط صورا له في ربوع وطننا الحبيب, الذي لا يستطيع أن يتسلل بالدخول إليه أي معارض سوري منفي قسرا أو طوعا, كما أنه بخروجه من سورية وعودته إلى إسرائيل سالما غانما, كما يقال عندنا نحن العرب. وبعد عودته بأيام تمكنت المخابرات السورية من منع الناشط الصديق ناصر الغزالي مدير مركز دمشق للدراسات الحقوقية والمدنية, والمقيم في السويد ويحمل الجنسية السويدية أيضا.
حيث كان ناصر الغزالي في جولة داخل سورية ضمن وفد اللجنة العربية لحقوق الإنسان بخصوص وضع اللاجئين العراقيين في سورية- وهذا الخبر على ذمة المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان. أنا شخصيا لست ضد فتح البلد أمام الصحافة الإسرائيلية. ولكن هذه الخطوة تحتاج إلى دراسة اقتصادية, من مالك الاقتصاد السوري, يدخل السيد رون بشاي ويخرج مع صوره ولقاءاته بالمواطنين السوريين, والإعلام الرسمي السوري, يعتقد أن الأمر حدث في بلد آخر. وأنا حمدت الله أن الرجل خرج قبل أن تكتشفه المخابرات السورية, وإلا كنا الآن أمام أعراس وطنية على قدرة مخابراتنا من جهة, وأمام وضع تتدارس فيه القيادة السياسية بماذا ستستبدل رون بشاي قبل أن تعيده إلى إسرائيل? ربما بإلغاء المحكمة الدولية? أو بإعادة الجولان المحتل? أو الضغط من أجل انتخاب العماد ميشيل عون رئيسا للبنان? فالخيارات كثيرة, والتي لم تمنع أيضا من اغتيال رجلهم المدعو أبو القعقاع في وضح النهار وفي مدينة حلب, بعد خروجه مؤمنا من صلاة الجمعة, وأمام حشد من المصلين, ومن تلامذته, اكتشفنا أن له تلاميذ أيضا, وهم من قاموا بالقبض على الجناة وتسليمهم للأمن السوري, وها نحن ننتظر نتائج التحقيق, الذي يقول بعضنا, ويتراهنون على أن التحقيق سيخلص إلى نتيجة مفادها, أن القاتل مختل عقليا, والنائب السابق المعارض رياض سيف, محاصر بمرضه العضال, ممنوع من السفر للعلاج. كحال بقية النشطاء السوريين الممنوعين من السفر.
وأنباء تتسرب عن لقاء برعاية قطرية أميرية بين السيدة وزيرة خارجية إسرائيل والسيد وزير الخارجية وليد المعلم, في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة, كان ينقص السوريين وساطات قطرية, رغم نفي الخبر من قبل كل الجهات, ولكن ما يهمنا هنا تسريب الأخبار عن سورية, فكل شيء بات قابلا للتصديق بعد أن ينظر المرء إلى هذا الجزء من اللوحة السورية الآن. ومن لا يعرف أبو القعقاع فهو من أشد المتحمسين للإرهاب في العراق وفلسطين ولبنان, وتسربت أنباء عن علاقته بفتح الإسلام لم يتم التأكد منها. وهو أيضا من ساهم كثيرا في إرسال شباب سوريين للموت في العراق. والرجل له موقف من المحكمة الدولية في اغتيال رموز الاستقلال اللبناني, ويعتبرها وسيلة من وسائل الضغط على سورية. كما أن له دروسا في المسجد وهو ومدير للثانوية الشرعية في حلب, ولا يستطيع رجل تسلم هذا الموقع إلا إذا كان من عظام الرقبة ومرضي عنه تماما. نعتقد أن هذه اللوحة تشير بما لا يدع مجالا للشك الى الهشاشة التي وصل إليها وضع البلد هذا من جهة, ومن جهة أخرى تشير إلى أن السلطة لا تريد أن تمتلك ولو حدا أدنى من إرادة الإصلاح, ولا تريد التراجع قيد أنملة عن سياساتها الأمنية وغير الأمنية في التعاطي مع أوضاع البلد سواء كانت عادية أم حساسة.
* ومن المعروف أن الصديق ناصر الغزالي له موقف متشدد جدا تجاه السياسة الأميركية في المنطقة. وهو من قدماء الناشطين في مجال حقوق الإنسان في سورية والوطن العربي.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
قرار خطير ورد فعل هزيل
طاهر العدوان
العرب اليوم الاردن
ردود الفعل العربية على قرار الكونغرس المشؤوم الخاص بتقسيم العراق الى ثلاث مناطق سنية وشيعية وكردية هي ردود هزيلة اختبأت خلف عبارات اكثر هزالا مثل القول بان القرار غير ملزم, وانه بالتالي غير مهم.

والواقع ان قرار الكونغرس خطير جدا لانه سيخرج كل المؤامرات والدناءات من اوكارها لتجد فيه الدعم والمساندة على تنفيذ اهدافها الطائفية والاثنية الخسيسة, التي تتضافر اليوم من اجل هدفين, (1) تدمير العراق ككيان وطني كبير ورئ¯يسي في الامة العربية (2) الانتقام من العرب والعروبة ومحاولة ابعاد هذا البلد عن تاريخه وامته.

جوانب الخطر في قرار الكونغرس (غير الملزم) انه اذا ما تحركت فئة او حزب او اثنية في العراق من اجل الحصول على دويلة كردية او سنية او شيعية, فانها ستجد في هذا القرار سندا لها من اجل مساعدات مالية وسياسية في الكونغرس, خاصة عند اللوبي الصهيوني المتعطش لرؤية العراق يتحطم الى اشلاء من اجل امن اسرائ¯يل ومن اجل كعكة النفط الكبيرة.

لم يعد خافيا ان دستور العراق الحالي المسمى دستور بريمر هو من بنات افكار الصهيوني نوح فيلدمان, صديق سام الجلبي ابن اخ احمد الجلبي, سيىء الذكر, الذين يملكون المجموعة القانونية المسماة (مارك زيل - سام) ومن المعروف ان مارك زيل مستوطن اسرائ¯يلي من حملة الجنسية الامريكية, وأحد اتباع دوغلاس فيث نائب رامسفيلد السابق.

سام الجلبي الذي شارك كمستشار في اول حكومة عراقية بعد الاحتلال, كان قد وضع مع زيل, ما سمي بوثيقة (الانتقال الى الديمقراطية في العراق) والتي وضعت خطوطا عريضة, تبدأ بالخصخصة من اجل سيطرة الشركات الامريكية على النفط, وتنتهي بالقضاء على وحدة الدولة العراقية وتجريدها من عروبتها, واقامة علاقات مع اسرائ¯يل.

قرار تقسيم العراق, هو نبتة السوء ومن زراعة الشيطانين فيلدمان والجلبي, فبعد احتلال هذا البلد العربي الرئ¯يسي وتصفية اركان الدولة فيه ونهب تاريخه ونفطه ودفعه الى فتنة طائفية يتم الان الانتقال الى مرحلة التقنين (اي سن القوانين والقرارات) من اجل تكريس الحالة العراقية المريضة وصولا الى التقسيم المنشود.

ليس مستغربا, بعد اليوم, ان تجد احزاب وشخصيات, في القرار ذريعة للاندفاع الاجرامي نحو مطالب تقسيمية بغية الحصول على الدعم والمساندة من لجان الكونغرس. ومن هنا فان القرار خطير جدا, ومن المؤسف والمحزن ان يكون الرد العربي يساوي صفرا وبما يشجع على سلسلة مماثلة من القرارات العدائية ضد العراق شبيهة بتلك التي صدرت حول تهويد القدس.

لقد كان اصدار هذا القرار فرصة للسياسة العربية لتصعد مطالباتها بان ترفع امريكا يدها عن العراق, وان تعيد الملف بكامله الى مجلس الامن والى قوات القبعات الزرقاء وقوات عربية واسلامية. هذا من جانب, اما من الجانب الاخر فالقرار يعطي للجميع فكرة عن الدور الامريكي في المنطقة العربية, خاصة في لبنان وفلسطين, انه ايضا دور تقسيمي, وعلى اللاعبين في هذين البلدين العربيين ان يستيقظا وان يضعا خلافاتهما جانبا, لانه لم يعد هناك شيء وطني وقومي سوى التمسك بالوحدة الوطنية, وحدة الاوطان والشعوب.

واخيرا, في العراق شعب اصيل وصخرة للعروبة والاسلام لا تهتز جذورها في عمق العراق, وفيها يستوطن تاريخ الامة وروحها, ولهذا نقول بان قرار الكونغرس هو بمثابة كشف مبكر لكل متآمر يتبنى في المستقبل هذا التقسيم تحت مزاعم دينية او وطنية.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
بعد قرار تقسيم العراق اللعبة المكشوفةخطة أمريكا لتفجير مصر من الداخل
محمود بكري
الاسبوع مصر
منذ سنوات ليست بالبعيدة..كان مجرد ذكر أمريكا يثير في النفس مشاعر العداء والضجر..وكان من يجري اتهامه بالميل مع الهوي الأمريكي يساوي الخيانة في نظر الكثيرين من أبناء الأمة، حتي أن خريجي الجامعات الأمريكية كانوا لا يتركون فرصة دون تبرئة أنفسهم من كل ما يمت لأمريكا بصلة، وكان هناك حكام، وزعماء، وقادة في أنحاء العالم يعلنون أنهم يفضلون الموت علي العلاج الذي لا يتوافر سوي في أمريكا..وكنا في مصر.. ودول العرب..نلملم مشاعرنا وأرديتنا حتي لا يطالها التلوث عند ذكر كلمة 'أمريكا' والجرح النازف في فلسطين، والمؤامرة التي لا تتوقف ولا تهدأ تنكأ جراحا في النفس.. تلهب الضمائر.. وتؤجج نيران العداء..يوم كان الاستماع إلي إذاعاتهم خيانة..وامتلاك 'دولار' واحد شبهة عار، وكان سفراء أمريكا يتوارون عن الأنظار، ويدخلون بياتا دائما داخل سفاراتهم المحفوفة بالكراهية والعداء..فما الذي جري في الدنيا؟ وأهم منه.. ما الذي جري لنا؟ حتي أصبحت أمريكا في عيون ووعي الكثيرين 'سيدة الكونين' وأصبح البيت الأبيض 'كعبة' يؤمها الحجيج علي مدار العام، وأصبح الدولار علما يرفرف بخيلاء علي مواقع كثيرة، وأصبح السفير الأمريكي 'رجل دولة' يتجول في كافة الانحاء، وييستقبل، ويفتتح المشروعات، ويشارك في الفعل، ينصح، ويصرح، ويقرر.

وأصبح الراغبون في الظهور.. التواقون إلي القيادة يحصلون علي شهادة الجدارة -أولا- من البيت الأبيض، ويعمدون بداخله بعد أن يفسح لهم 'سيده' وقفا ومكانا، ومنحا سخية، يوفر لهم الحماية، مهددا بأن أي عدوان عليهم هو عدوان علي أمريكا وعلي شخصه.
ومن البيت الأبيض تعلن أسماؤهم، وتبرز صورهم، وكأنها تفرض علينا فرضا دون أن تكون لهم سابقة عمل أو نضال.. أو حتي مشاركة، وأصبح في إمكان كل شارد، وكل ملتاث، وخائر للقوي أن يقول ما يريد، ويفعل ما يشاء.. وظهره لأمريكا التي لا تتورع عن إصدار البيانات العاجلة.. تتدافع مجنونة من فم بوش، وتتلوي كالحيات علي لسان كونداليزا رايس.. وتتلون وتتعرج بلهجة المتحدث باسم البيت الأبيض.. وقد أصبحت 'واجبات' تؤدي تلقائيا، لا تفرق بين عملائها، وبين القوي الوطنية، وأصبحت الأقلام الشريفة.. ممن يعملون لحساب الوطن 'أصابوا أم أخطأوا' ويتبرءون من أمريكا وسياستها، ويناصبونها العداء، ولا يطلبون منها عونا ولا حماية أصبحت تدرك بوطنيتها أن اختلاف الرأي وتباعد وجهات النظر ودرجة الاختلاف 'مسائل مصرية' تحدث في مصر.. وتحل في مصر.. بغض النظر عمن أصاب، ومن أخطأ.
وأمريكا تلعب لعبة مكشوفة.. منذ أن اعترف السادات بملكيتها لكل أوراق اللعبة، واعترف بذلك علانية، وصدق وبصم، فهي من ناحية لا تكف عن الإعلان بأن النظام في مصر هو حليفها الأول في المنطقة، وهي بذلك تضفي عليه غلالة من الريب والشكوك.. وتضعفه لأن الناس بالخبرة وتحليل الواقع، والفطرة، تدرك من هي أمريكا.. مهما كان، ومهما قيل.. وما في القلب يبقي في القلب.
ثم.. إنها، وعلي الجانب الآخر تؤكد تعاطفها وتأييدها للمناهضين للنظام، وحريتهم في تكوين جمعياتهم ومنظماتهم دون حجر علي التمويل الذي يتدفق عليهم من أمريكا واتباعها.. وهي بذلك تدعم وجودهم الهش، وتحاول التمكين لهم في الشارع المصري الذي لا يعرفهم، والحياة السياسية التي تلفظهم وتتجنبهم.. وهو إعلان لمن يرغب في العمالة،بتوافر الدعم، واغداق التمويل.
وعلي مستوي آخر.. فإن أمريكا تتعمد الخلط بين عملائها وبين القوي الوطنية الشريفة.. وتضع الجميع في سلة واحدة.. لتسهم في دعم عملائها وتقوم بتلويث القوي الوطنية التي تعرف حقيقة مواقفها، وتتوجس منها، تلك القوي التي تنأي بنفسها وأهدافها، وتتعفف عن مجرد التفكير في العون الأدبي أو المادي من أمريكا بالتحديد أو من غيرها.
ولأمريكا في هذه المجالات حيل، وأفانين، وتجارب، تقوم عليها مراكز بحثية واستخباراتية تعج بالخبراء والعملاء من أطراف الدنيا.. وبالنسبة لمصر.. فالأمر واضح وضوح الشمس.. والجميع شهود علي ما يجري.. وأمريكا لا تخفي ما تقوم به علي طريقة الساحر، أو الحاوي المتمكن من ألاعيبه، فهي تتصل بكافة الأطراف، وتدير نقاشات مع اليمين واليسار، وتضع كافة القوي الوطنية والأخري العميلة بجوار السلطة.. علي نفس المستوي.. وتبدأ بمغازلة الجميع، ثم التحريض، والسعي بالوقيعة، لاختبار القوي، والأساليب وتقدير الموقف بعد أن تجرب معهم اغراءات الدعم، والاغداق الوفير.. ومنح سلطات وامكانيات تخيلية للبعض من تلك القوي، حتي توهم البعض ..أو كلهم.. أنه في مقدورهم إدارة السياسة الأمريكية توجهاتها إزاء بلدانهم.. وهل بعد لقاء بوش نفسه، ومحاورته يكون هناك شك في ذلك؟
<<<
ولعل سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية.. وقصصه المعروفة يمثل أحد 'الرواد' في هذا المجال.. ففي تصريح أخير له من ملاذه الآمن في 'قطر' لرويتز أنه يتعين أن تكون جميع المعونات المقدمة لمصر مشروطة بإنجازات وخارطة طريق من أجل إصلاح ديمقراطي، وأنه شخصيا يضغط علي واشنطن والاتحاد الأوربي من أجل إحداث تقدم نحو المزيد من استقلال القضاء، ومزيد من الحريات الإعلامية، والحريات الخاصة بالمجتمع المدني، وأن تكون الانتخابات تحت إشراف دولي وإلغاء حالة الطوارئ القائمة منذ اغتيال السادات في العام 1981 وذلك مقابل تقديم المعونة وأنه يعتقد أن واشنطن حاولت الضغط علي مصر في موضوع الإصلاح بشكل غير رسمي.. وراء أبواب مغلقة.. ولكن مصر لم تحسن قراءة تلك الإشارات خاصة أن انتقاد واشنطن لمصر يأتي متأخرا دائما.
وأضاف سعد الدين إبراهيم أنه حوكم عام 2002 بتهمة شملت الإساءة لسمعة مصر في الخارج وأنه يواجه من جديد خطر الاعتقال في حال عودته للقاهرة، حيث جري إحياء الاتهامات القديمة بحقه، ولكن في صورة دعاوي قانونية تقدم بها أفراد للرد علي حملته للضغط علي الولايات المتحدة في موضوع المعونة، خاصة أن مصر واحدة من أكبر الدول التي تتلقي سنويا من أمريكا معونات تصل إلي نحو ملياري دولار.. وكان الكونجرس يدرس مشروع قرار باحتجاز '200' مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر، ما لم تتخذ خطوات في مجال الإصلاح.
وقال إن ضعف الضغط الأمريكي علي مصر أطلق يدها في اتخاذ الإجراءات غير العادية ضد منتقديها.. وهو ما قاله للرئيس بوش الذي اجتمع به في 'براج' يونيو الماضي ضمن مجموعة من المعارضين من مختلف انحاء العالم.
<<<
وفي أمريكا التي فتحت أبوابها لكل من يستطيع الإساءة لمصر، اجتمع النقيضان 'عدلي أبادير' الذي نصب نفسه زعيما لأقباط المهجر وأحمد صبحي منصور اللائذ بأمريكا، والذي نصب نفسه هو الآخر زعيما لما يسمي ب'القرآنيين' وقد اجتمع الضدان علي شيء واحد، وهو تشويه سمعة مصر التي كانت وطنا لهما.
يقول 'عدلي أبادير': لن أكف عن تحريض المصريين علي الإطاحة بالسلطة الحاكمة التي يتهمها بتخريب مصر.. وجعلها متسولة.. وبيت دعارة للعرب!! جاءت تلك النداءات وغيرها في رسالة بثها 'أبادير' بمناسبة مرور ثلاثة أعوام علي عقد المؤتمر القبطي العالمي الأول بزيورخ تحت شعار الأقباط أقلية تحت الحصار خلال الفترة من 23- 25 سبتمبر 2004م.
وأضاف أبادير أنه سوف يعمل علي 'فضح وكشف الظلم والاستبداد والقهر لشعب مصر، وخصوصاالأقباط'، وحمل النظام المصري مسئولية ما وصفه بقمع الأقباط، متعاونا في ذلك مع الإخوان المسلمين'!!' في ممارسة هذا القمع.. مدعيا أن المصري لم تعد له كرامة خاصة في الدول العربية بسبب إذلاله داخل بلده.
وقد تجاوبت بعض الأصوات المتهوسة داخل أقباط المهجر مع دعاوي أبادير وطالب بعضهم بإنشاء دولة مستقلة للأقباط، وبتدريب عدد من شباب الأقباط علي الأعمال الدفاعية التي قد يحتاجونها في بعض القري التي تتعرض لهجوم مستمر من الإسلاميين.
وتطرف البعض أكثر عندما قال إن مثل هذه المجموعات موجودة في دول كثيرة خارج مصر، حيث يمكن أن تقوم بالتدخل السريع عند الضرورة طالما أن الشرطة المصرية لا تقوم بواجبها في حماية الأقباط.
وطالب اتجاه آخر بدراسة الطرق والوسائل الواقعية لتحويل الحركات القبطية من مجرد صوت صارخ في البرية إلي مجموعات ضغط حقيقي ذات وسائل متعددة، ودراسة كل الفرص حتي لو كانت خطيرة جدا '!!' واقترح رأي آخر تكوين لجنة عالمية للنظر في الحالات التي ترغب في مغادرة البلاد علي وجه السرعة، وأن تكون لتلك اللجنة صلاحيات وإمكانيات لسرعة احتواء الأفراد أو العائلات وأن تبدأ في تسجيل من يريد المشاركة.
<<<
وعلي الجانب الآخر يقف نقيض 'أبادير' وقرينه في نفس الوقت أحمد صبحي منصور اللائذ بأمريكا حاليا الذي نصب نفسه هو الآخر زعيما لمن أسماهم بالقرآنيين، زاعما أن بينهم عشرة آلاف شخص رهن السجون المصرية'!!'، ويطالب الولايات المتحدة بالتدخل للإفراج عنهم.
ومن العجيب أن يتفق منصور وأبادير في كيل الاساءات إلي مصر وتشويه كل ما هو مصري، ثم اتفاقهما علي اتهام الإخوان المسلمين، بكافة عمليات الاضطهاد التي تقع في مصر، سواء ضد الأقباط أو ضد القرآنيين.
وإن كان صبحي منصور -الأستاذ السابق بجامعة الأزهر- يتفوق علي أبادير في إعلانه الوقح علي مأدبة غداء في أمريكا أن الحكام المستبدين والإخوان المسلمين هم العدو الحقيقي لملايين المسلمين الصائمين.. وليس أمريكا أو 'إسرائيل''!!'.
إلي هذا الحد يهون الوطن علي بعض أبنائه.. فيتجمعون.. رغم تباين الأصول والمنابت، وتنافر الرؤي والمسالك للشرب من بئر الخيانة التي لا تفرق بين أحد منهم.. فالمهم أن يثبتوا خيانتهم للوطن وعمالتهم لأعدائه.
وكعادتها.. فاجأت واشنطن الأوساط المصرية بما نشرته صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية حول هشام قاسم.. غير المعروف في مصر وحصوله علي جائزة المنحة القومية للديمقراطية جراء دوره في إحداث قفزة البداية لصحافة مصرية حرة.
وقالت الصحيفة إن 'قاسم' كان يشعر بالاكتئاب.. فبينما يجري تكريمه في أمريكا.. كان الرئيس المصري مبارك يداهم 'جزيرة الحرية' التي ساعد قاسم في خلقها بمصر، وهي الصحف المستقلة التي تعرضت لعصف مبارك مؤخرا.
وفي حضرة بوش حيث قضي 'قاسم' واثنان آخران من المكرمين قرابة الساعة في المكتب البيضاوي يستمعون إلي بوش يتحدث بكل مشاعره عن أچندته للحرية، وعزمه علي مواصلتها بعد أن يترك منصبه، ولم يستطع 'قاسم' مغالبة شعوره، وقال لبوش إنه يشعر أن مصر تأتي في ذيل اهتمامات الرئيس الذي أصبح معنيا أكثر بدفع الديمقراطية في ميانمار وفنزويلا وروسيا، واعترف 'قاسم' بأنه قبل عامين.. كان تحقيق الليبرالية السياسية في مصر يمثل صلب اهتمام الرئيس 'بوش طبعا' وكانت صحيفة 'المصري اليوم' التي أطلقها في ربيع القاهرة الهش تعتمد علي ضغط واشنطن وتستعين بصحفيين يناقشون القضايا المحلية بجرأة، وكتاب أعمدة من العلمانيين والليبراليين الذين كانت أصواتهم مخنوقة من قبل.. ولقد عملت صحف أخري علي اللحاق بركبنا في قول ما تريد حتي لو كان عدوانيا.. يكسر المحرمات، وينتقد الرئيس مبارك وأسرته.. وقد استطاعت الصحف المستقلة مؤخرا الفوز بربع اجمالي توزيع الصحف.. بينما توقفت تلك النسبة عند 3٪منذ أربعة أعوام.
ومارس 'قاسم' الولولة أمام 'بوش' باعتراف الصحيفة، حيث ذكرت أنه قال: كنا نستمد غطاءنا الجوي من إدارتكم.. فحققنا الكثير.. ولكن عندما اشتعلت الحرب ضدنا في مصر مؤخرا.. لم تكونوا معنا.. مما وضعنا في موقف صعب.. نحن الذين ندعم الديمقراطية في الشرق الأوسط الكبير.
ومنح 'قاسم' نفسه حق التحدث باسم رؤساء تحرير الصحف المستقلة حين قال: 'أنا واثق تماما أن رؤساء التحرير المقدمين إلي المحاكمة لن يتراجعوا.. فقد بذلنا جهودا مضنية من أجل انتزاع هذه المساحة من الحرية، ولن نتخلي عنها ببساطة.
وأضافت 'الواشنطن بوست' قائلة: إن هشام قاسم يعد العدة لإصدار صحيفة جديدة.. سوف يحتاج لترخيصها من مبارك.. ورغم أنه يتوقع قيام صعوبات، إلا أنه يعلن إصراره علي الحصول علي الرخصة، حتي لو اضطر إلي الاضراب عن الطعام والاعتصام في أحد المكاتب الحكومية للمسئولين.
وتنهي الصحيفة موضوعها بوصلة شجن 'إن إيمانه -قاسم- وشجاعته شيء مؤثر للغاية.. ومن المؤسف أن يتلاشي أو ينحسر الغطاء الجوي من قبل واشنطن عنه'.
<<<
ولعل الاعترافات المتتالية التي نقلتها عنه 'الواشنطن بوست' في حضرة بوش واقراره بأن بداياته الصحفية كناشر أو مقاول تمت بدعم أمريكا، وتحت رعايتها، وأنها ظلت تشكل له 'غطاء جويا' يحميه من عصف الحكومة المصرية، ومطالبته لبوش بالاسراع بالتدخل، ومتابعة الأمور الجارية في القاهرة.. لعل كل ذلك مما لا يحتاج إلي أي تعليق أو تفسير أو ايضاح.
المهم أنه عقب اجتماع المكتب البيضاوي، وولولة 'قاسم' واستجداء بوش.. أصدر مكتب الناطق الرسمي باسم 'البيت الأبيض' بيانا يتحدث عن القلق العميق الذي يساور الولايات المتحدة من إجراءات الحكومة المصرية حيال جمعية لحقوق الإنسان، وإدانة عدد من رؤساء تحرير الصحف المستقلة، وتتهم القرارات المصرية بأنها تخالف الالتزام المعلن بتوسيع الحقوق الديمقراطية.
وانهي البيان سطوره التي تمثل خرقا للقوانين والأعراف الدولية، ويعتبر تدخلا في الشأن المصري الخاص بقوله ناصحا ومحذرا إن صحافة حرة، ومجتمعا مدنيا ينبض بالحيوية هما ركنان من أركان أي مجتمع ديمقراطي.. ونحن نحض الحكومة المصرية علي زيادة الحماية للصحفيين، ورفع القيود عن نشاط المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك الحدود المفروضة علي قدرة المنظمات بتسلم أموال من الخارج '!!'.
ولعل القارئ المحايد لتصريحات بوش وإدارته، والحوار المتبادل بينهم وبين أتباعهم علي مختلف ألوانهم، ومنابتهم، ومشاربهم، يستشف أن كلها تؤكد وحدة الهدف، وخطة أمريكا لضرب مصر من الداخل، فما يقال عن الحليف القوي والصديق الكبير في المنطقة.. مجرد كلام للاستهلاك الوقتي، وستار لما يدبر بليل.. فمصر هي مصر تحت أي ظروف.. فهي الدولة الكبيرة ذات التاريخ.. وقفت وتقف في وجه الاطماع الخارجية.. والمؤامرات، واستراتيجيات التركيع والتسلط والهيمنة، وأمريكا وأتباعها يعلمون ذلك، ويتحسبون له، ويدركون أن مصر هي العقبة الكبري أمام مخطط أمريكا للهيمنة علي المنطقة.
وعندما تدعم أمريكا عملاءها في مصر.. من فلول الهاربين، والفارين، والمقيمين علي السواء.. فإنها تدعم خطتها، وتنثر علي طريقهم بذور استراتيجيتها بالنسبة للمنطقة وعلي رأسها مصر، وإلا فليتساءل معنا القراء عن تلك الأحاديث المملوءة بالشجن والعواطف والبكاء علي الديمقراطية المهدرة في مصر.. لنتساءل جميعا: عن أي ديمقراطية يمكن لبوش أن يتحدث.. ديمقراطية العراق ما بعد صدام.. أم ديمقراطية أفغانستان؟ أم الأصابع الملوثة التي تلعب بمقدرات لبنان، والصلف الذي يهدد سوريا وإيران والسودان والصومال؟ ولماذا لم يعرج حديث أنصار وخدام ديمقراطية بوش علي جوانتانامو.. وسجون أمريكا في عديد من الدول التابعة والخانعة؟!
أما عن التمحك فيما جري مؤخرا، ومحاولات استثماره وكأنه من صنعهم.. فهي محاولات فاشلة.. لأن ثمة خطا فاصلا وعميقا بينهم وبين أصحاب الأقلام الشريفة من زملائنا.. زملاء الخطأ والصواب.. مثلنا جميعا.. ويكفيهم شرفا أنهم يقولون كلمتهم، وهم في أماكنهم لا يتزحزحون، ولا يتحولون.. يعيشون بين مواطنيهم.. يأكلون مما يأكلون.. ويتنفسون ذات الهواء، وينحازون، ويختلفون مع مواطنيهم في مواقع الدولة المختلفة، ويجدون من يساندونهم ويؤيدونهم، ويشكلون بالرأي والكلمة والموقف سياج حماية لهم ويكفيهم شرفاأنهم لا يحتاجون إلي دعم بوش، ولا يسيل لعابهم لدولارات أمريكا، ولا يصرخون طلبا لغطاء بوش الجوي.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
الثورة العراقية والثورة الأمريكية 1-2

ناهض حتر
العرب اليوم الاردن
أطروحتي هي أننا نعيش, بالضرورة وليس بالحتم, عشية ثورتين: الثورة العراقية والثورة الأمريكية. أعني أن المآل الثوري العراقي سوف يضع الولايات المتحدة أمام استحقاق ثورة تجديد الذات الوطنية, اللازمة لإعادة قراءة دورها الكوني.

الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين العالم العربي - الإسلامي, لم يكن ثمة مناص منها, سواء أكان 11 أيلول تم من قبل القاعدة أو من قبل الأجهزة الأمريكية الغامضة, أو بالتواطؤ بينهما. سوف نترك ذلك لمؤلفي القصص البوليسية والاستخبارية, ونتبنى أطروحة سسيو ثقافية, نعتبرها نافذة فعلا, وضعها المفكر المصري سمير أمين: فالحرب الصليبية الجهادية, أصبحت ضرورة بين منطقتي التخلف الثقافي الرئيسيتين في العالم. فالحيزان, الأمريكي والعربي - الإسلامي, يتشاركان معا في قوة حضور السلفية الدينية. وهي الخلفية الملائمة للتحالف وللتقاتل معا. ثم يأتي, بعد ذلك, ميدان الصراع: النفط. فالعرب والمسلمون يتربعون على 60 بالمئة من ثروة العالم النفطية, بينما تحتاج الولايات المتحدة إلى السيطرة على هذه الثروة, للإحتفاظ بالسيطرة على الاقتصاد العالمي. لكن, هذا السبب "المادي", كما سنلاحظ لاحقا, لا يفسر الحرب, وانما يمنحها مضمونا لا غير.

السلفيتان, الأمريكية والإسلامية, تحالفتا ضد الشيوعية, في الثمانينيات, وبدأتا بالإفتراق, ثم الصدام منذ لحظة "النصر" الكارثي في أفغانستان. وهي اللحظة التي فتحت الباب أمام تصفية الحسابات على المستوى الكوني.

القوى العالمية الأخرى: أوروبا, اليابان, روسيا, الصين, الهند, أمريكا اللاتينية, لم تكن, وليست, بمنأى عن الحرب, لكنها, أي تلك القوى, خارجها بالمعنى التاريخي. العلاقة بين المناطق الثقافية في العالم وبين المنطقة الثقافية الإسلامية, تقع في باب الوقائعي, لا في باب الحدث التاريخي, غير الممكن إلا بالعلاقة مع الولايات المتحدة التي هي, أيضا, معقل للسلفية. وهذه السلفية هي غير السلفية المسيحية التي ماتت من زمان, أنها السلفية المسيحية التوراتية التي أُعيد إنتاجها في العالم الجديد الذي استعار التقدم التقني وطوّره, ولكنه, على المستوى الثقافي, بدأ من نقطة الصفر البدائية. وخلق, بالتالي, هذا التناقض الكارثي بين الدولة الأكثر تقدما وغنى وقوة في العالم, وبين مجتمعها المتخلف سياسيا وثقافيا.

وسوف تعبر هذه الدولة عن أزمتها الاستراتيجية في المنافسة العالمية المحتدمة, بالمستوى نفسه الذي عبرت فيه أوروبا المسيحية في القرون الوسطى عن أزمتها الاستراتيجية أنذاك, أي بالحرب الصليبية. والأخيرة تحتاج بالطبع الى عدو من البنية الثقافية نفسها, أي إلى مقاتلين جهاديين.

يدور القتال بين الصليبيين الأمريكيين والجهاديين الاسلاميين, بالطبع, حول مقدس هو, بالنسبة للأوائل: فلسطين, وبالنسبة للأخيرين: اسرائيل. لكن رحى الحرب تقوم, في الأخير, في ميدان الأرضية الثقافية المشتركة.

كانت غزوة أفغانستان والحرب على الإرهاب, هما التمويه العملياتي قبيل غزو العراق, الهدف المركزي للحرب الأمريكية منذ افراط الاتحاد السوفييتي. لماذا العراق؟ هناك جملة من الأسباب المادية من الثروة النفطية الضخمة غير المستغلة بكامل امكاناتها بعد, والموقع العراقي الاستراتيجي, وأمن إسرائيل والخليج.. ألخ, لكن السبب الرئيسي يكمن في التحدي العراقي المتمثل على المستوى الثقافي بامكانية تجديد الاسلام على أنقاض السلفية, وقيادة قاطرة التحديث الأيديولوجي في العالم العربي, ثم التحدي المادي المتمثل بإمكانية إنجاز الثورة التكنولوجية على أنقاض التخلف الاقتصادي الاجتماعي السياسي.

هاتان الامكانيتان توفرتا للعراق بسبب ايديولوجيته المدنية في لقائها مع حركة التجديد الشيعي والمضمون غير السلفي للتسنن العراقي غير الوهابي وغير الاخواني - كذلك, بسبب تجذر المجتمع العراقي وتراكم الخبرات العلمية والتقنية والعسكرية, واتساع نطاق وعلو نوعية النخبة الوطنية العراقية.

وكانت هاتان الإمكانيتان تحققان نفسيهما, تحت نظام الرئيس صدام حسين, بالرغم منه وبالإنسجام مع ميوله, في الجانب التقني, لبناء دولة قوية تعوّض فقره الأيديولوجي والسياسي وضعف ركائزه الاجتماعية. أي أن الرئيس الراحل, كان يلعب, في الوقت نفسه, دورين, أحدهما يتناقض مع صيرورة التقدم الأيديولوجي والسياسي للعراق, وثانيهما يتساوق مع صيرورة التقدم التكنولوجي. وهذا هو التناقض الذي حكم نظام صدام, وقضى عليه.

خطة الأمريكيين في العراق, في رأيي, كانت تستهدف ضرب تينك الامكانيتين معا: (1) تفكيك البنى الإدارية والعلمية والتكنولوجية والصناعية والعسكرية العراقية وتصفية أو تهجير النخب الوطنية في هذه المجالات, من خلال قرارات بريمر والتدمير المنهجي للمؤسسات واللصوصية والقتل ( 2) ضرب إمكانية التحرر الأيديولوجي العراقي من خلال ضرب ما بقي من دولة المواطنة المدنية التي كانت تتلاشى في أواخر عهد صدام وإنشاء سلطة المشايخ والملالي ونظام المحاصصة المذهبية والطائفية والاتنية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
بايدن وبلفور وبيكو
امل الشرقي
العرب اليوم الاردن
مرة أخرى يهب أمير غربي من أراضينا ما لا يملك. ومرة أخرى تتصرف قوة استعمارية مهيمنة بمصيرنا تقسيماً وتمزيقا.

أين نضع مشروع السناتور الامريكي جوزف بايدن من التاريخ؟ هل هو وعد بلفور آخر يزرع في قلب بلادنا نواة كيانات طائفية وعرقية قابلة للتحول إلى سرطانات ذات امتدادات مهلكة؟ أم هو سايكس-بيكو جديدة تفتت الوطن الأكبر إلى وحدات متشرذمة مرغمة بحكم ضعفها وافتقارها لمقومات البقاء على الدخول تحت عباءات الدول الاقليمية والعالمية الأقوى.

مشروع بايدن الداعي إلى تقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات طائفية وعرقية لم يعد مجرد رؤية شخصية لعضو في مجلس الشيوخ الأمريكي. فهذا العضو, أولاً, هو أحد مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة. وقد يأتي يوم قريب يدخل فيه إلى البيت الأبيض ويفرض, كما فرض سلفه بوش, رؤيته على العراق والعالم. وثانياً, المشروع تحول من اقتراح شخصي إلى قرار وافق عليه الكونغرس الأمريكي ذو الأغلبية الديمقراطية, مما يعني أن القرار غير الملزم اليوم قد يتحول إلى قرار ملزم متى ما جاء الديمقراطيون إلى الحكم وهو الاحتمال الارجح في كفة السياسة الأمريكية.

العراق اليوم مهدور دمه أمام اختيارين أمريكيين. فإما الاحتلال العسكري الدائم في ظل الجمهوريين أو التقسيم إلى دويلات دمى مرتبطة إلى الأبد بمشيئة البيت الأبيض في ظل الديمقراطيين. وقد اسقطت شمس بايدن التي طاعت على حرامية واشنطن كل تطلع إلى انسحاب أمريكي قد يجيء به تغير الوجوه في الولايات المتحدة.

والعراق اليوم يقف, كما وقف العرب دائماً أمام منعطفات التاريخ الخطيرة, مشدوهاً, مشتتاً, منقسماً على نفسه, غير قادر إلا على ردود الفعل الكلامية الجوفاء.

هل ينفع العراق والعراقيين أن يدركوا أنهم الجهة الأولى المسؤولة عما آلت إليه الأمور؟

وأنهم بدلاً من مواجهة الاحتلال بجبهة واحدة وإرادة واحدة استجابوا لمخطط المحتلين وانخرطوا في فرقة واقتتال جعلتا التفكير بالتقسيم وارداً على ذهن بايدن وغير بايدن؟ وأنهم حين ضيعوا على أنفسهم فرص التوحد أضاعوا بلداً لن ينفعهم البكاء عليه في مقبل الأيام؟

أسفاً على العراق يتداوله نخاسو السياسة ويقطعه جزارو التاريخ. وأسفاً على العراقيين لا مصير أمامهم سوى الندم.. ولات ساعة مندم.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
تقسيم العراق. . مشروع واشنطن الجديد للفرار من الهزيمة
عمر نجيب
اخبار العرب الامارات
صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي لصالح قرار حول خطة لتقسيم العراق، يعتبر الذين قدموه أنه الحل الوحيد لإنتشال القوات الأميركية من المستنقع العراقي ولوضع حد لأعمال العنف والمقاومة ضد القوات الأجنبية التي تحتل بلاد الرافدين. المدافعون عن خطة التقسيم التي تمت صياغتها بين تل أبيب وواشنطن منذ سنوات وخاصة بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في نهاية عقد الثمانينات، وبروز بغداد كقوة اقليمية تهدد الكيان الصهيوني وهيمنة الولايات المتحدة على نفط الخليج العربي، يحاولون أن يوهموا العالم أنهم يتصرفون بمعزل عن ادارة الرئيس بوش . ومن جانبه يبقى نصير الخطة الأكبر نائب بوش ديك تشيني في الظل محاولا القول ان الرئيس لا يناصر مشروع التقسيم لأنه غير مضمون النتائج. ويرى المراقبون أن الأمر ليس أكثر من مناورة ضمن تلك التي أكثرت منها إدارة البيت الأبيض لتغطية هزيمتها في بلاد الرافدين والبحث عن بدائل. ويجري التأكيد في العاصمة الأميركية على انه رغم أن هذا القرار غير ملزم، ولن يجبر الرئيس جورج بوش على تغيير استراتيجيته الرسمية والمعلنة في العراق، إلا أنه سيكون اختبارا رئيسيا لفكرة تستقطب اهتماما متزايدا في واشنطن وخاصة من جانب المحافظين الجدد واللوبي الصهيوني. ويقول مؤيدو القرار، الذي تقدم به السناتور الديمقراطي جوزف بيدن أحد المرشحين إلى البيت الأبيض ، إنه يقدم حلا سياسيا في العراق يمكن أن يسمح بانسحاب القوات الأميركية دون ترك البلاد لتعود الى قبضة قوى سياسية معادية لواشنطن. وقد حذر جوزف بيدن عدة مرات خلال الأشهر الماضية من عودة حزب البعث الى السلطة بعد الانسحاب الأميركي مشيرا أن ذلك سينسف كل خطط البيت الأبيض حول الشرق الأوسط الكبير.

وتبدو فكرة تشكيل فدرالية بين مناطق كردية وشيعية وسنية عراقية جيدة على الورق لهؤلاء المحافظين الجدد الذين يعيشون وهم اساطير دينية للإنتقام من ورثة حضارة بابل، إلا أن منتقديها يقولون إنها غير قابلة للتطبيق وترفضها غالبية الشعب العراقي، كما انها تتجاهل المدن التي يعيش فيها خليط من هذه المجموعات الثلاث جنبا إلى جنب وتتزاوج فيها الطوائف ولا تفصل بينها حدود على الخارطة. ويشير خصوم الخطة الى أن أكثر من 70 من الزيجات العراقية مختلطة بين سنة وشيعة وأكراد وان اجيالا كاملة تخلصت من العقد الطائفية التي حاول الإحتلال احياءها بعد سقوط بغداد تحت الإحتلال في 9 ابريل/نيسان 2003 فلم ينجح إلا على نطاق محدود وبمساعدة قوى أجنبية. وتنص الخطة التي صاغها ليزلي غيلب، خبير السياسة الخارجية في إدارة الرئيس جيمي كارتر، على وضع نظام فدرالي حسبما يسمح الدستور الذي وضعه الحاكم الأميركي للعراق بريمر. وتنص الخطة على تقسيم العراق إلى كيانات كردية وشيعية وسنية مع حكومة فدرالية في بغداد تتولى أمن الحدود وعائدات النفط. اللافت للنظر انه في بلاد تدعي انها المدافع الأول عن الحرية والديمقراطية في العالم، حققت الخطة ما عجزت العديد من الخطوات الأخرى بشأن الحرب في العراق عن تحقيقه، الا وهو استقطاب الدعم من كافة الأطراف السياسية في واشنطن التي تسببت الحرب في العراق في خلق خلافات بينها. وقد وقع على الخطة العديد من الجمهوريين الذين يدعمون خطة بوش لزيادة عديد القوات الأميركية في العراق والمستاءين من الأزمة السياسية في بغداد. وقال السناتور الجمهوري سام براونباك، وهو واحد من 11 عضواً من مجلس الشيوخ الداعمين للخطة ’’نحن نسعى إلى تطبيق خطة سياسية مليئة بالعيوب في بغداد حاليا’’. وقد ركزت جل الصحف الأميركية الصادرة يوم 25 سبتمبر على الشأن العراقي من عدة جوانب، ولكن اهتمامها انصب على خطة تقسيم العراق. وتحت عنوان ’’حتميات العراق’’ تساءل ريتشارد كوهين في صحيفة واشنطن بوست: هل حان الوقت لتقسيم العراق؟ مشيرا إلى أن تكوين باكستان والهند المعاصرتين استوجب اقتلاع أكثر من 12 مليون شخص ، حتى أن بنغلاديش نفسها انتزعت من باكستان. وأن الدول تأتي وتذهب وقد اَن الأوان لكي يذهب العراق. وقال إن الطريقة التي يجب أن يتم بها هذا الأمر خطط لها من زمن طويل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جوزيف بايدن والرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية ليزلي غيلب، فالرجلان يؤيدان تفتيت العراق. وأشار الكاتب إلى أن ما يحدث الاَن في العراق تجسيد لخطة بايدن غيلب التي نشرت منذ أربعة أعوام. ورأى الكاتب أن من المنطق أن تقر الولايات المتحدة واقعا وتؤيد تقسيم العراق وأن من المنطق أيضا أن يفعل مرشحو الرئاسة الديمقراطيون نفس الشيء. وأضاف أن هناك عوائق هائلة أمام تحقيق خطة الفدرالية، مثل كيفية تقسيم عائدات النفط والتعاطي مع إيران وكيفية تحويل عملية سياسية إلى خطة تسير خطوة خطوة.

منظرو مخطط التقسيم كثيرون ولكن من ابرزهم ’’جون يو’’، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا - بيركلي والباحث في منظمة اليمين المتطرف المعروفة بإسم ’’اميركان انتربريز انستيتيوت’’ ورجل القانون الأميركي ’’ألان توبول’’، الرجلان بالإضافة الى تقديمهم تحليلات مستفيضة عن فعالية مشروع التقسيم وخدمته للمصالح الأميركية سواء على المدى القريب أو البعيد، قدما مخططا متكاملا لضرب الوحدة الوطنية العراقية شرع البنتاغون بتطبيقه فور سقوط البوابة الشرقية للأمة العربية. الخطة ارتكزت على محاولة بذر الشقاق بين فصائل المقاومة الوطنية العراقية من خلال إنشاء فصائل مقاومة وهمية تقوم بأعمال إجرامية بحق المواطنين العراقيين الاَمنين الهدف منها تقليص الدعم الشعبي الواسع للعمليات البطولية التي تقوم بها المقاومة ضد قوات الإحتلال والقوات الأمنية للسلطة العميلة نصبوها في العراق. وزيادة على ذلك استغلتالتي اجهزة المخابرات الأميركية أطماع بعض جيران العراق في اقتطاع جزء من الكعكة لإستخدامهم مع عملائهم الذين دخلوا بلاد الرافدين مع الغزو تحت غطاء اسماء مختلفة في نشر الخلافات الطائفية وإحياء النزاعات العشائرية خدمة للتقسيم وتأمين سند للكيان الصهيوني ضمن الدويلات لجديدة. نفط وفير ورخيص أهداف مخطط تقسيم العراق تتعلق بشكل أساسي كذلك بضمان توفير النفط الرخيص والوفير للولايات المتحدة الأميركية وحليفتها إسرائيل. وقد كان وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسينجر، هو صاحب فكرة نقل النفط من العراق إلى الغرب وإلى إسرائيل بالذات، كما كان يتم قبل الثورة في العراق سنة 1958، وذلك في حالة نجاح واشنطن في تبديل نظام الحكم في بغداد، وهو الأمر الذي فشل فيه الغرب حتى ابريل 2003. ويذكر أنه في عام 1975 ومع تعذر تعديل مواقف بغداد، وقع كيسينجر مذكرة تفاهم مع إسرائيل تضمن الولايات المتحدة بموجبها لإسرائيل إحتياطي من النفط ومصدرا للطاقة في وقت الأزمات. ويتم تجديد المذكرة في هدوء كل خمسة أعوام، مع تشريع خاص مرفق بها تتعهد الولايات المتحدة الأميركية بموجبه توفير إحتياطي إستراتيجي من النفط لإسرائيل، حتى إذا ما إستتبع ذلك نقص داخلي في النفط، وقد كلف هذا الإلتزام دافعي الضرائب الأميركان ثلاثة مليارات من الدولارات في عام 2002. إحتلال العراق وبالتالي تقسيمه لم يكن إلا من أجل مصلحة إسرائيل لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير و’’إسرائيل الكبرى’’. منذ البداية كانت الأهداف الأساسية للإحتلال هي تقطيع العراق، والقضاء على كيانه ودولته وتدميره تماما. غير ان طريقة التفتيت هذه اختلفت عن سابقاتها التي ساعدت عليها الإدارات الأميركية في مناطق أخرى من العالم. فقد اخترع الأميركان والصهاينة للعراق طريقا اَخر مختلفا عما سبق وأن مارسته أميركا والصهيونية العالمية ألا وهو بواسطة ما يسموه ب ’’الدستور والفيدرالية’’. فالأول سيعطي الأميركان والصهاينة حق نهب العراق الذي سيتم تشكليه من ثلاثة دويلات هزيلة وربطها بعجلة المصالح الأميركية الاستعمارية زائد الوجود العسكري الدائم، والثاني سيفتت العراق بشكل قانوني ’’دستوري’’ داخلي فرضوه على عملائهم المستبدلين من طرفهم في السلطة التي لا توجد عمليا إلا في المنطقة الخضراء.

ما يسمى بالفصائل او المليشيات أو التشكيلات الحزبية التي خلقت من طرف القوى المحتلة والطامعة تستخدم لترجيح فكرة التقسيم، فهي تسعي الى تشكيل اقاليم تتمتع بحكم ذاتي علي اسس عرقية او طائفية في ظل اطار فدرالي فضفاض مدعية ان ذلك سيساهم في استقرار البلاد وتعزيز ازدهارها الاقتصادي، وتغطي كل هذه التحركات بكذبة انها لا ترغب في تقسيم العراق. الا ان المراقبين حذروا من انه اذا سمح لما يسمى غربيا برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي او مؤيدوه بحدوث ذلك أو حتى التشجيع علي حدوثه، فان النتيجة ستكون كارثة وزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط كله. وقال دومينيك موازي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان نظرية تقسيم العراق طرحت في السابق، ولكن السبب في عدم تشجيعها هو ان الجميع يعلمون ثمن التقسيم . وصادق البرلمان العراقي في نوفمبر 2006 على القانون الاجرائي لتشكيل الاقاليم بعد 18 شهرا. وسيسمح هذا القانون بعد طرحه للتصويت في استفتاء شعبي لسكان المحافظات بتشكيل اقليم من عدد من المحافظات. ويحظى القانون بتأييد قوي من أطراف انفصالية كردية، كما يحظى بتأييد المجلس الاعلى لما يسمى الثورة الاسلامية في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم المحسوب على طهران. ويعتبر الحكيم من اكثر الشخصيات تأييدا لإيران في العراق وتمكن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق من اقناع سلطات المالكي بدعم القانون الذي يأمل في ان يتم من خلاله دمج ثماني محافظات شيعية او اكثر في اقليم غني بالنفط جنوب بغداد. مخطط المحافظين الجدد لتقسيم العراق جزء من مشروع صهيو-اميركي اكثر طموحا ويهدف الى تعميم تجربة التمزيق عربيا حتى ينتهي الأمر ب 54 دويلة على أقل تقدير.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
بوش وعجز الديمقراطيين
طلعت اسماعيل
البيان الامارات
يضغط أعضاء الكونغرس الديمقراطيين من وقت إلى آخر على إدارة الرئيس جورج بوش من اجل تغيير استراتيجيته في العراق بما يتيح انسحاباً تدريجياً من ارض الرافدين التي حولها الغزو الأميركي قبل أربع سنوات إلى ساحة للدمار والخراب والاقتتال على الهوية المذهبية والعرقية، لكن بوش لا يزال يصر على تحقيق المهمة وجلب نصر شبه مستحيل في ظل كافة المعطيات على أرض الواقع.


تملص بوش من تقرير لجنة دراسة العراق التي رأسها وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر والنائب الديمقراطي لي هملتون والتي وضعت ما يشبه خريطة طريق تحفظ للبيت الأبيض ماء الوجه والخروج المشرف من المستنقع العراقي.


ورأى البعض أملا في تقرير جديد عكف قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر، غير ان التقرير جاء مخيبا للآمال وتحدث عن انخفاض في مستويات العنف وعن أن ثمة تحقق يجري في الميدان وهو ما دفع بوش إلى العودة إلى تكرار اسطوانته المعهودة عن إمكانية انجاز مهمته وجلب الديمقراطية إلى العراقيين باعتبارها الهدف بعد فشله في العثور على أسلحة الدمار الشامل التي كانت مبررا لتسويق الحرب.


تقرير بترايوس شجع بوش وحفزه على طلب المزيد من الأموال للحرب وطالب الكونغرس بخمسين مليار دولار إضافية للإنفاق على إستراتيجية زيادة عدد القوات التي اقرها في يناير الماضي وأرسل بمقتضاها أكثر من 30 ألف جندي في محاولة للسيطرة على العنف وإراقة الدماء في العراق، لكن القتل اليومي مازال مستمرا والسيطرة على بغداد التي زادة القوات من أجل إحكام القبضة عليها لا يزال أكثر من 85% من إحيائها خارج تلك القبضة باعتراف القادة العسكريين الأميركيين أنفسهم.


نحن إذن أمام خداع غير معهود للنفس، من قبل إدارة تصر على المضي قدما إلى هوة الفشل راضية مرضية وهي تحسب أنها في الطريق لجلب أكاليل الغار، رغم أن أصوات المحذرين من الكارثة لا تتوقف سواء من داخل البيت الأميركي أو خارجة، لكن ماذا تفعل أمام إدارة تعاند الجميع وتصر على أنها تمتلك الحكمة وتحتكر الحقيقة وحدها.


الديمقراطيون الذين حازوا الغالبية في الكونغرس بمجلسيه (الشيوخ والنواب) أملا في إحداث تغيير جذري في إستراتيجية بوش في العراق،كما وعدوا ناخبيهم، نراهم أعجز من أن يفوا بتلك الوعود وهو ما جعل أصواتاً أميركية اختارتهم تصلب بالإحباط.


هذا الوضع ولد سخطا في الدوائر الشعبية ومناهضي الحرب الذين عادوا إلى لعبة التظاهر ضد الحرب مجددا وتنقلوا ما بين البيت الأبيض حيث يسكن بوش، ومبني الكونغرس إلى يجلس على مقاعده النواب والشيوخ المنتمين إلى الغالبية الديمقراطية التي ظنوا أنها ستكون سندا ومعينا يغير مسار الأحداث ويجبر الإدارة على سماع صوت المحتجين على سياساتها فإذا بهم يفضلون المناورات الحزبية والانغماس في الإعداد للانتخابات الرئاسية على حساب التي قطعوها لناخبيهم قبل الولوج إلى أروقة البرلمان.


والأخطر أن أعضاء الكونغرس فضلوا الضغط على بوش من بوابة تفتيت العراق ووافق مجلس الشيوخ أخيرا على قرار ينادي بتقسيم البلاد إلى ثلاثة مناطق واحدة كردية في الشمال وسنية في الغرب وأخرى شيعية في الجنوب بدعوى العراق الفيدرالي.


صحيح القرار غير ملزم الإدارة بوش وهو أشبه بالتوصية إلا أن هذا الحديث يمثل إعلاناً لرغبة أميركية لتفتيت المنطقة إلى المزيد من الكيانات والكنتونات في إطار الشرق الأوسط الجديد الذي يعمل الأميركيون على فرض أركانه.


الديمقراطيون الذين يفتقدون إلى القيادة المحنكة، وبدلا من التركيز على تغيير استراتيجية بوش وفي العمق بدوا مشتتين ويفتقدون الاستراتيجية لفرض أجندتهم التي انتخبوا على أساسها وربما يكون ذلك هو ما يجعل بوش متفائلا بفوز جمهوري في الانتخابات الرئاسية لخلافته رغم كل الحماقات التي ارتكبتها إدارته على مدى السنوات السبع الماضية منذ توليه منصبه في الدورة الأولى والثانية.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
الكويت أيضاً بحاجة إلى بناء جدار حدودي فاصل..
حسن علي كرم
الوطن الكويت
حسب ما نشرت وكالات الانباء فقد تباينت احكام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول مصير تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين مع مسؤول محلي في مدينة البصرة. ففي الوقت الذي اعلن فيه المالكي ان افراد القاعدة بدأوا بالهروب من العراق، حذر الناطق الرسمي باسم الشرطة في البصرة العقيد عبدالكريم الزايدي من ان هؤلاء بدأوا يتدفقون على البصرة بعد انسحاب القوات البريطانية منها وابدى مخاوفه من تكثيف هجماتهم في المدينة، وقال المالكي ان افراد تنظيم القاعدة بدأوا بالهروب باتجاه ايران وسورية ولبنان والسعودية، وقسم منهم عاد الى المغرب العربي وخاصة الجزائر.
وفي تصريح صحافي متزامن حول تأثير الوضع الامني في العراق وانعكاساته السلبية على الكويت في حال انسحاب القوات البريطانية من البصرة قال النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح »لقد اتخذنا الاجراءات الكفيلة وقمنا بالاستعدادات اللازمة تحسبا لأي طارئ، ولكن اريد ان اؤكد بأن الوجود البريطاني في المنطقة محدود، ويضيف »اذا كان هناك نزوح من العراقيين فإننا نتصور ان هذا النزوح سوف يكون محدودا فيما لو حدثت اضطرابات هناك مشيرا الى وجود اتفاقية بين البلدين تحفظ حدودنا مع العراق، وسوف يكون هناك اجتماع مقبل نبحث من خلاله تفعيل هذه الاتفاقية«.
اما في المملكة العربية السعودية الطرف الثالث في المثلث الحدودي الكويتي والعراقي والسعودي، فقد اعلن وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز ان بلاده ستبدأ قريبا في بناء جدار امني على طول 900 كيلومتر ويهدف الى منع تسلل الارهابيين والاجانب المقيمين بصورة غير مشروعة الى السعودية«، فيما اعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن تفهم بلاده قرار السعودية اقامة الجدار الامني على طول الحدود مع العراق.. واصفا في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هذا قرار سعودي باقامة الجدار على جانبهم من الحدود وليس لدينا أي اعتراض«.
جملة تصريحات لمسؤولين كبار في كل من الكويت والعراق والسعودية والمحور واحد وهو تسلل الارهابيين وامن الحدود والكويت كما يبدو النقطة الاضعف في تلك المعادلة غير المتكافئة، ففي وقت اعلنت فيه السعودية صراحة عن اقامة جدار فاصل بينها وبين العراق لمنع دخول الارهابيين الى اراضيها، يعلن النائب الاول لرئيس الوزراء وزير الداخلية ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الحمد »لقد اتخذنا الاجراءات الكفيلة وقمنا بالاستعدادات اللازمة تحسبا لأي طارئ، مؤكدا بأن الوجود البريطاني في المنطقة محدود« والسؤال هنا اذا كانت الاجهزة الامنية الكويتية بجميع فصائلها الداخلية والدفاع قد اتخذت الاجراءات الكفيلة لمنع التسلل والنزوح الى الكويت، فكيف اذن تتم عمليات التسلل والخروقات على نحو شبه منتظم تقريبا الى الاراضي الكويتية عبر الحدود العراقية؟ اغلب الظن ان ثمة خللاً في اجراءات الحدود ويبدو انها غير محكمة وغير فاعلة ولا تحول دون منع المتسللين والمهربين من الدخول للاراضي الكويتية فالبايب الامني والشبك الامني (الخفيف) والكاميرات الحرارية والمراكز الحدودية والدوريات والمراقبة الحدودية، كما يبدو الامر قد فشلت في صون الحدود الكويتية من الاختراقات والتسللات والدخول غير المشروع، ولعل الوضع على الحدود بات اكثر خطورة جراء نزوح الارهابيين من عناصر القاعدة الى البصرة المدينة المحاذية لحدود الكويت، فمن يضمن ألا يحدث تسلل من تلك العناصر الارهابية من هناك الى الكويت، فالاحتمال وارد في ظل هشاشة الاجراءات الكويتية للحدود، ان اتفاقية الحدود لا تضمن امن حدودنا والعراقيون عاجزون عن ضبط امن بلادهم، فكيف نعول عليهم بضبط امن الحدود؟ وكيف نأمن من اجراءاتهم وفي اجهزتهم الامنية يتغلغل الخونة والمأجورون والمتواطئون مع العناصر الارهابية الاجرامية، وعليه فلا مجال للتعويل أو الثقة بالاجهزة الامنية العراقية أو التعويل على اتفاقية الحدود.
لقد حسمت السعودية وضع الحدود وادركت ان الحماية التقليدية لا تحمي الحدود في ظل التدهور الامني وفي ظل تصاعد الارهاب ولذلك فقد سارعت الى الاعلان عن بناء جدار امني فاصل على حدودها مع العراق، وكان علينا ان نكون نحن السباقين على مثل هذا الاجراء، فحدودنا اخطر، وامننا مازال مهددا ومازال هناك الحاقدون والانتقاميون يتربصون بالكويت، ويتحينون فرصة للانتقام والتخريب، هذا ناهيك عن نذر الحرب القادمة على ايران ونزوح الارهابيين الى البصرة المدينة المتاخمة لحدودنا..
على الحكومة ان تعيد احياء السور الرابع، فتبنى جدارا كونكريتيا فاصلا يحمي حدودنا وامننا من المخاطر القادمة.. ان المخاطر على الكويت لم تنته وصدام حسين اذا شنق ودفن لكن ملايين الصداميين احياء وجاهزون للتخريب والانتقام..
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
اختطاف امريكا
إبراهيم لإبراهيم
القبس الكويت
نعم، حتى أميركا يمكن اختطافها! حصل ذلك ليس بانقلاب عسكري من النوع الذي عرفه العرب في الخمسينات والستينات وإنما بالتسلل التدريجي الى الخلايا العصبية التي تتحكم بالشارع مثل الجامعات والكنائس وشبكات الإعلام ومراكز الدراسات ومن ثم الى مراكز صنع القرار في البيت الأبيض والخارجية والبنتاغون والمحكمة الدستورية.
التسلل التدريجي لمفاصل الجسم الاميركي بدأ مبكرا في الخمسينات والستينات ثم توسع وتقوى حتى حد السيطرة على الإدارة واختطافها في مطلع عهد الرئيس الحالي جورج بوش. أما الخاطفون فهم مجموعة غامضة من المثقفين اليهود والمسيحيين ممن يمزجون دعاوى الأخلاق والديموقراطية مع التدخل العسكري والأحلام الإمبراطورية، ويغفلون ذلك كله بشعارات تخليص العالم من شرور الانحراف والدكتاتورية والإرهاب. وكما حاربوا الشيوعية حتى سقطت، فإنهم لم يكونوا يخفون قناعتهم بأن الشرق الأوسط الإسلامي هو المسرح الذي سيثبتون من خلاله ان نشر الديموقراطية بقوة التدخل العسكري سيحمي امن اميركا ويضمن استمرار اسرائيل التي تشكل بالنسبة لهم (مسيحيين ويهودا) شرطا للمسيح المنتظر.
الحكماء والعقلاء من الاميركان والأوروبيين الذين لم يؤمنوا بهذه المبادئ المتطرفة اطلقوا على تلك المجموعة اسم 'المحافظون الجدد'. وهو تعبير اقرب للشتيمة الثقافية، فيه دلالات وإيحاءات سلبية عديدة يفهمها المواطن على انهم يهود (وهم فعلا كذلك في غالبيتهم العظمى) منشقون عن التيار الليبرالي، مرتبطون بمجمعات المال والسلاح والنفط، يرون في الإسلام عدوا ثانيا، بعد الشيوعية، يتوجب خلع أظافره بالديموقراطية وتطويعه بالحروب المتصلة وإعادة رسم خرائطه على قواعد طائفية وعرقية تبقيه مستنزفا باستمرار.
تلك صفات لا تنكرها هذه المجموعة، لكنهم يكرهون تعبير 'الجدد' لأنه يعطي الانطباع بأنهم طارئون ذوو أجندات هجينة. ولذلك لا يفتأون يقولون ان أصولهم الفلسفية تعود إلى ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، وأن آباءهم هم مناهضو الستالينية والنازية في اوروبا والذين تجددوا مع عهد المكارثية الاميركية في حربها الشرسة ضد الشيوعية. في عقود الحرب الباردة من الخمسينات وحتى ثمانينات القرن الماضي اصبحوا يمثلون القوة الدينية والأكاديمية والإعلامية الضاربة في مواجهة الشيوعية، حيث اصدروا لذلك مجلة انكاونتر التي مولتها المخابرات المركزية وأنشأوا مبكرا معاهد أكاديمية تركز على الدين في محاربة الشذوذ والانحلال والإجهاض والمخدرات فتستقطب الشارع وتربي الأجيال القيادية الجديدة. فعلى سبيل المثال فإن جامعة ليبرتي في فيرجينيا التي أسسها عام 1971 جيري فولول، احد أبناء الكنيسة المعمدانية، تضم سنويا 25 ألف طالب نصفهم داخل الحرم الجامعي يرتادون الكنيسة ثلاث مرات اسبوعيا ليستمعوا الى عظات ومحاضرات في شتى القضايا العامة. وقد تحدث في هذه المحاضرات الاسبوعية قيادات مثل رونالد ريغن وجورج بوش الأب وكثيرون من رموز المحافظة. والملفت في هذه الجامعة ان لها ميثاقا أخلاقيا يقيد حفلات الرقص ويحظر الكحول والتدخين ومشاهدة الأفلام الهابطة والمشاركة في الإضرابات، وهي خصال كسب فيها المحافظون الجدد الشارع الانتخابي. ولذلك قدموا في الستينات والسبعينات مرشحين للرئاسة وللخارجية واقتربوا بعد ذلك من الرئيس رونالد ريغن الذي اعتبروه وكأنه منهم في نزعاته الدينية والعسكرية وفي محاربته الشرسة للشيوعية. كما نجحوا مطلع السبعينات في اقناع الفاتيكان بتبرئة اليهود من دم المسيح وكانوا في ذلك يبنون تحالفات مستقبلية وثيقة مع اسرائيل ومع اللوبيات اليهودية والصهيونية المتنفذة في اميركا وروسيا وبريطانيا.
كانوا ولايزالون يؤمنون باستخدام الدين كستار وذريعة لحروبهم السياسية ضد الشيوعية ثم الإسلام. وليس أفضل من برنامج 'سي ان ان' الذي بث قبل عدة أسابيع تحت عنوان 'محاربو الرب' لتبيان 'العقل الإرهابي' الذي يحرك هذه المجموعة ويجمع تحت مظلته أصوليي اليهودية والمسيحية (الكنيسة الانغليكانية) بذريعة محاربة ما اسموه ب'الارهاب' الإسلامي السلفي الذي ضخموه إعلاميا حتى صنعوا منه شبحا لخطر كبير موهوم على اميركا وإسرائيل.
قصة تسلل المحافظين الجدد إلى الإدارات الاميركية المتعاقبة حتى نجحوا في السيطرة على الادارة الحالية، قصة ليست معروفة كفاية بالنسبة لنا. فقد ظلوا لعدة عقود يعملون على توسيع قواعدهم المحافظة مستخدمين المنابر الجماهيرية مثل الكنيسة، منتظرين اللحظة الحاسمة التي جاءتهم في معركة الانتخابات الرئاسية الملتبسة عام ،2000 فقد ساعدوا بوش على الفوز بفارق عدة مئات من الاصوات وبطريقة غير مسبوقة في التاريخ الاميركي كونها اقرب للتعيين منها للانتخاب. ولذلك سجلوا عليه فواتير معنوية واجبة الاستحقاق. وقد ساعدهم في احكام السيطرة نجاحهم بايصال احد عتاة رموزهم وهو ديك تشيني لمنصب نائب الرئيس. فهو يعرف بالضبط ما يريد ومن هم الاشخاص الذين يحتاجهم لتنفيذ برنامجه الانقلابي، بدأ منذ ان كان وزيرا لدفاع جورج بوش الاب في زراعة اعوانه ومؤيديه في مختلف المواقع المفصلية. حتى اذا وصل نائبا للرئيس في عهد بوش الابن اختار ما لا يقل عن عشرة من مجموعته وعينهم في مواقع قيادية في الخارجية والبنتاغون ودائرة الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي. سيطروا على مفاتيح صنع القرار وهم يعرفون ان بين ايديهم رئيسا مدينا لهم وفيه كل صفات الضعف التي تخولهم ان يتصرفوا بحرية، من نقص الخبرة السياسية الى شهوة دخول التاريخ كرئيس صاحب رسالة. احكموا السيطرة على الادارة الاميركية المختطفة وأقلعوا بها سريعا الى اهداف كانوا شخصوها بشكل مسبق.
كيف اقلعوا بتلك الادارة المختطفة وإلى اين توجهوا؟ هذه قصة فيها من التفاصيل ما يستحق العودة إليه، لانها قصة تخصنا نحن بالتحديد.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
الفيدرالية وخطر تقسيم العراق

محمد بن سعيد الفطيسي
الوطن عمان
في العام الماضي - وتحديدا بتاريخ 24 / رمضان / 1427هجري, الموافق 17 / 10 / 2006 م , أجرت المحطة التلفزيونية الأميركية فوكس نيوز , لقاء صحفي مع الرئيس الأميركي جورج بوش وذلك حول أوضاع المنطقة بشكل عام , والعراق على وجه التحديد , أكد فيه هذا الأخير , عدد من النقاط التي شدد على رفضه المطلق لها , كان على رأسها فكرة تقسيم العراق على أساس طائفي , حيث قال :إن تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق تتمتع بالحكم الذاتي , أمر سيخلق ليس فقط وضعا من شأنه أن يجعل السنة والدول السنية والمتطرفين السنة يتناحرون مع المتطرفين الشيعة، بل إن الأكراد سيخلقون مشاكل مع تركيا وسوريا, كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية بنفس الخصوص قوله: سنجد أنفسنا في فوضى اكبر من التي نشهدها في الوقت الراهن.
ورغم أن الرئيس الأميركي جورج بوش لا زال على إصراره السابق وتمسكه برفض فكرة تقسيم العراق , إلا أن الأصوات الديمقراطية تتعالى مطالبة بتطبيق هذه الفكرة, كحل نموذجي للازمة العسكرية والسياسية الراهنة التي تعيشها الولايات المتحدة الأميركية في القطر العراقي الحبيب , وكمحاولة للضغط على الرئيس الأميركي جورج بوش للتقليص من عدد الجنود الأميركيين في العراق , على أمل أن يحقق هذا القرار, أو هذه الخطة ما نجحت في تحقيقه اتفاقات دايتون حول البوسنة التي أقرت التقسيم بين المتخاصمين الصرب والكروات والبوسنيين, وفي هذا السياق أعربت الجمهورية كأي بايلاي هوتشينسون عن تأيدها لهذه الفكرة قائلتا: إن ما رأيناه في البوسنة هو تقليص للتوتر عندما تكون لدى قوات الأمن قدرات ، وعندما تكون لدى الطوائف الدينية القدرة على حكم نفسها بنفسها.
وبالفعل فقد وافق مجلس الشيوخ الأميركي يوم الأربعاء الموافق 26 / 9 / 2007 م , على مشروع قرار غير ملزم حول خطة لتقسيم العراق على أسس طائفية، قدمها السيناتور الديمقراطي جوزيف بايدن الساعي لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، بعد أن اعتبر أن تقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات ـ شيعية وكردية وسنية ـ هو "المفتاح السياسي لانسحاب القوات الأميركية من هناك قبل الوصول إلى الفوضى"، على حد زعمه, وأقر مجلس الشيوخ الأميركي الخطة بأغلبية 75 صوتا مقابل 23 صوتا, حيث تنص الخطة التي صاغها ليزلي جيلب خبير السياسة الخارجية في إدارة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر, على وضع نظام فدرالي حسبما يسمح الدستور العراقي، وتنص أيضا على تقسيم العراق إلى كيانات كردية وشيعية وسنية، مع حكومة فدرالية مركزية في بغداد, تتولى أمن الحدود وعائدات النفط, وهنا نلاحظ التناقض في التصريحات والتعليقات, ما بين أن يكون التقسيم هو الحل, في وقت يعتبره الآخرون هو المشكلة, مما يدل على عدم المصداقية في البحث عن حلول منطقية للازمة التي خلقها الاحتلال الصهيواميركي في الوطن العراقي المسلم .
لذا فإننا ومن خلال هذا الطرح المختصر, سنحاول تقصي خيوط هذه الفكرة الصهيواميركية التي تحاول تقسيم الوطن العراقي الحبيب, وتفتيت وحدته, وتمزيق ما تبقى من جسده المسلم إلى دويلات ضعيفة, وذلك بهدف تخفيف وطأة العنف والطائفية والحد من قوة المليشيات العراقية " المقاومة " بحسب - وجهة النظر الأميركية - , كما أننا سنحاول تحليل التغير الحاصل ما بين وجهة النظر الديمقراطية والجمهورية حول الوضع الراهن في الوطن العراقي الحبيب , والأسباب الحقيقة من وراء اختلاف وجهات النظر الأميركية الرسمية حول هذه الفكرة الصهيواميركية البغيضة , وما هي الأسباب الجيوبوليتيكية التي تفند هذه الفكرة ؟ , والحلول الممكن تعاطيها خلال هذه المرحلة العصيبة من تاريخ العراق المحتل 0
ولكن كان من الضرورة , وقبل الدخول إلى لب هذا الموضوع , التعريف بفكرة الفيدرالية الاصطلاحي , وذلك بهدف الإحاطة بفكرة هذا المفهوم, وتطبيقها على الفكرة الفدرالية العراقية, فمصطلح " federalism" يعني الاتحاد أو المعاهدة , كما انه قد يعني في الجانب الآخر, التفكك والانقسام, ففي التعريف الأول, تنشا الفدرالية من اتحاد عدد من الولايات - اثنتين فأكثر - أو مدن أو دول صغيرة , ( تشترك شعوبها في ملامح اجتماعية وجغرافية وتاريخية ، فتتنازل كل واحدة عن بعض سلطاتها الداخلية وعن سيادتها الخارجية ، ثم تتوحد ثانية لتكون الدولة الفدرالية على أساس الدستور الفدرالي ، كالولايات المتحدة الأميركية عام 1787 والاتحاد السويسري عام 1874 على سبيل المثال لا الحصر) , وفي الجانب الآخر تنشا الفدرالية البغيضة من انقسام وتفكك دولة واحد كبيرة في ظل أوضاع معينة , ( يعاني سكانها من مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية ، كاختلاف اللغة والعادات والثقافات والموارد والثروات ، فيعمل شعبها على المطالبة باستقلال تام عن سيطرة الحكومة المركزية ، وتقرير مصيرها دون تدخل من الآخرين، ثم تعمل الولايات المفككة على تشكيل دولة واحدة هي الدولة الفدرالية وفق نظام إداري فدرالي , مثال الدولة الفدرالية الناشئة عن تفكك دولة بسيطة هي المكسيك 1857 والأرجنتين 1860 والبرازيل سنة 1891 وتشيكوسلوفاكيا سنة 1969) .
ولو نظرنا هنا إلى هاذين المفهومين, وحاولنا تطبيق الوضع العراقي عليهما , فإننا سنعلم بان الفدرالية التي ستنشأ في ظل الوضع العراقي الراهن , لن تزيد عن كونها فدرالية صهيواميركية بغيضة , وجدت لها - وللأسف - بعض المؤيدين في الداخل العراقي , وتهدف إلى تفكيك العراق وتفتيت وحدته , وتقسيمه إلى دويلات ضعيفة متناحرة أو ذات طابع تقسيمي سياسي واقتصادي غيرعادل , وقد بدأت هذه الفكرة تأخذ طريقها إلى الوجود في فترة التسعينيات من القرن العشرون , وبالتحديد في عام 1991 م , وتم تطبيقها فعليا بتاريخ , 4/10/ 1992 حيث انسلخت منطقة شمال العراق ذات الأغلبية الكردية من قبضة السلطة المركزية في بغداد بدعم من قوات التحالف الدولية , حيث اتخذ البرلمان الكردستاني قرارا بتبني النظام الفدرالي للعراق , كما تبعته مطالبات مماثلة من بعض القيادات الشيعية , التي تهدف إلى دمج ثماني محافظات شيعية أو أكثر في إقليم غني بالنفط جنوب بغداد , ولا زالت هذه الدعوات تتكرر إلى يومنا هذا , رغم رفض الرئيس العراقي نوري المالكي حسب تصريحاته الأخيرة لفكرة التقسيم التي نادى إليها أعضاء الكونجرس الأميركي , وهو المحسوب على التيار الشيعي , ورغبته في الوحدة ومشروع الوطن الواحد 0
ولنبدأ أولا بتقصي الأهداف الصهيواميركية المراد تحقيقها من فكرة تقسيم العراق , فرغم أن الموقف المعلن للإدارة الأمريكية الحالية بزعامة الرئيس جورج بوش هو رفض تقسيم العراق ، لكنها تؤيد حكما ذاتيا على أساس طائفي ، مما يعني خطوة نحو التقسيم في المستقبل ، وضمن هذا الإطار قال السفير الأميركي في بغداد ريان كروكر علنا في شهادته أمام الكونجرس خلال هذا الشهر: إنه يؤيد حكما ذاتيا للمناطق العراقية , وقد ساند الإعلام الصهيواميريكي هذه الفكرة بشكل لافت للنظر, وكان أبرز ما نشر عن تقسيم العراق في الآونة الأخيرة , وتناوله الإعلام الصهيوني باهتمام بالغ , مقالين جديرين بالتوقف عندهما , أولهما ما كتبه جون يو، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا ـ بيركلي والباحث في منظمة اليمين المتطرف الإجرامية المعروفة باسم American Enterprise Institute، في صحيفة لوس أنجيليس تايمز, والثانية ما كتبه رجل القانون الأميركي ألان توبول في نفس الأسبوع الذي نشر فيه جون يو مقاله , وتتشابه الفكرتان كثيرا حول فكرة تقسيم العراق , فعلى سبيل المثال ( يقترح جون يو تقسيم العراق إلى ثلاثة مناطق/ أقاليم , علماً بأن جون يو هذا هو نفسه من أقترح على الإدارة الأميركية مسبقاً بذر الشقاق بين فصائل المقاومة الوطنية العراقية, من خلال إنشاء فصائل مقاومة وهمية تقوم بأعمال إجرامية بحق المواطنين العراقيين الآمنين, الهدف منها تقليص الدعم الشعبي الواسع للعمليات البطولية التي تقوم بها المقاومة ضد قوات الاحتلال والقوات الأمنية للسلطة العميلة التي نصبوها في العراق ).
والحقيقة الواضحة هنا لا تحتاج إلى أدلة أو براهين, فالمسألة سياسية واقتصادية لا أكثر, فللصهيونية العالمية أطماع تاريخية وإستراتيجية كثيرة في الوطن العراقي الحبيب , وعلى رأسها النفط , حيث إن مخطط تقسيم العراق يتعلق بشكل أساسي من أجل توفير النفط للولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل,( فقد كان وزير الخارجية الأميركي الصهيوني هنري كيسينجر، هو صاحب فكرة نقل النفط من العراق إلى الغرب وإلى إسرائيل بالذات, ففي عام 1975، وقع كيسينجر مذكرة تفاهم مع إسرائيل تضمن الولايات المتحدة الأميركية بموجبها لإسرائيل احتياطي من النفط ومصدراً للطاقة في وقت الأزمات, ويتم تجديد المذكرة في هدوء كل خمسة أعوام مع تشريع خاص مرفق بها تتعهد الولايات المتحدة الأميركية بموجبه توفير احتياطي إستراتيجي من النفط لإسرائيل ) وبهذا يتضح أن احتلال العراق وبالتالي تقسيمه لم يكن إلا من أجل مصلحة إسرائيل لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير , وحصولها على خيرات العراق وثرواته , وذلك ببث الفرقة والخلافات بين أبناءه , حيث سيسهل بذلك التحكم بهم واستغلال ثروات بلادهم ومدخراتهم الطبيعية والبشرية.
أما بالنسبة للخلافات الأيديولوجية ما بين الجمهوريين والديمقراطيين حول آلية التقسيم , فإنها لن تعدو كونها مجرد خلافات طبيعية مؤقتة , تدفعها المصالح الشخصية وفكرة السيطرة والحكم لا أكثر, بعيدا عن أي اهتمامات بالصالح العراقي , أو ما يبث من مصطلحات مسمومة كالديمقراطية وخلافه , وخصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية للكونجرس الأميركي , وتراجع شعبية الرئيس جورج بوش , حيث أنها ستتحد في نهاية المطاف مع رغبة مشتركة للحزبين لضمان مصلحة الإمبراطورية الأميركية وحليفتها إسرائيل فوق كل اعتبار0
وختاما فإن فكرة تقسيم العراق لن تزيد عن كونها فكرة تهدف إلى إنهاء الوطن العراقي التاريخي القائم على المركزية القوية, لتخلق بذلك دويلات طائفية متفككة وضعيفة, وما سيتبعه ذلك من انفصام سياسي واقتصادي , وبروز جيوش فدرالية لا تتبع الحكومة المركزية , وظهور العديد من الميليشيات الطائفية المسلحة ، واصطدام هذه العملية بمسالة توزيع عوائد النفط , والثروات الطبيعية وخلافه , هذا بالإضافة إلى احتمال وقوع العديد من عمليات التطهير العرقي والحروب الطائفية , وبالتالي السعي في نهاية المطاف إلى التقسيم النهائي بتشكيل دول مستقلة وإنهاء العراق العظيم , كما وقع ذلك في يوغسلافيا على سبيل المثال , وما يمكن أن يترتب على ذلك بالنسبة لدول الجوار الإقليمي , كنتيجة طبيعية للأوضاع بالداخل العراقي , وذلك من خلال زيادة موجات العنف والإرهاب في المنطقة العربية والشرق الأوسط , وغيرها الكثير من الأهداف الظلامية التي يمكن إن تتحقق من تلك الفكرة بالنسبة للإطراف التي تجد في هذه الفكرة مغنم استراتيجي لها كالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل , لذا فان المطلوب في ظل الوضع الراهن وبشكل أساسي وعاجل , هو تغليب وحدة العراق ومصلحته وأمنه واستقراره فوق كل الاعتبارات الشخصية الأخرى , ورفض العراقيين بجميع طوائفهم لأي تدخل أجنبي أو خارجي في شؤونهم الداخلية ,(كما ينبغي التصدي للأساطير التاريخية التي يجري توظيفها من أجل تسويغ مخطط يوشك أن يأخذ العراق والمنطقة إلى حقبة طويلة من الموت والدمار )
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
التقسيم شر مستطير
افتتاحية
المدينة السعودية
قد لا يكون من قبيل المبالغة القول إن قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات على أساس طائفي لا يقل وبالاً على الأمة من قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين الصادر قبل ستين عامًا، والذي أدّى إلى ضياع فلسطين بأكملها، وإلى تشتيت ما يربو على نصف أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أقطار العالم.

القاسم المشترك يكمن في أن التقسيم في الحالتين لا يمثل إرادة أي من الشعبين، وحيث يبدو كما لو أن حق تقرير المصير ليس من شأن الفلسطينيين أو العراقيين، وإنما من شأن أمريكا التي رعت قرار تقسيم فلسطين في الأمم المتحدة منذ أن كان مشروعًا مطروحًا على الأعضاء حتى تنفيذ هذا القرار، واتساع مضمونه على النحو الذي أدّى إلى إقامة الدولة اليهودية على كامل التراب الفلسطيني، الأمر الذي يعني أن التقسيم هو مرحلة لكارثة أكبر تتمثل في الحالة العراقية في حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس، إلى جانب أن تقسيم العراق يمكن أن يكون النواة لتقسيم دول عربية أخرى، واندلاع المزيد من الحروب الأهلية والإقليمية، وزرع المزيد من بذور الفوضى والفتنة في المنطقة بأسرها.

عدم موافقة الإدارة الأمريكية على قرار مشروع تقسيم العراق لا يعني أن المشروع أُجهض، وإنما الأقرب إلى الواقع القول إن الوقت لم يَحِنْ بعد لاتّخاذ هذه الخطوة، وأنه لا يزال هنالك متسع لمزيد من أعمال الفوضى والقتل والدمار، حتى يصبح التقسيم مبررًا مقبولاً لإنهاء العنف !

رفض القوى والأحزاب العراقية الوطنية والدينية لهكذا قرار يعتبر بمثابة رد بليغ على هذا الاقتراح المشبوه الذي لا يمكن أن يحقق مصلحة أي من الأطراف العراقية المتنازعة، ولا يمكن أن ينهي النزاع بينها، ويمثل - في الوقت ذاته - الفرصة أمام تلك الأطراف لبدء صفحة جديدة من الوفاق والعمل معًا من أجل عراق واحد موحد يسمو على الخلافات، ويترفّع عن المهاترات، ويضع المصلحة الوطنية العليا فوق أي اعتبار.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
26
فشل مشروع التقسيم
عبد الرحمن الراشد
الشرق الاوسط بريطانيا


جاءنا أول خبر عن عزم الكونغرس الاميركي اعتماد تقسيم العراق الى ثلاث دويلات من الدكتور إياد علاوي، أول رئيس لوزراء العراق الحديث. كنا معه على الغداء عندما قال مستنكرا، بعد أن أنهى مكالمة هاتفية، إنهم في الكونغرس يناقشون تقسيم العراق. قال بفزع إنها خطوة خطيرة، وفكرة غبية بكل تأكيد. لحسن الحظ أن الرئيس جورج بوش هذه المرة هو الذي رفض التقسيم.

هذا اقتراح غبي آخر، يشابه مشروع الحاكم الأول بعد الغزو، بريمر، يوم ألغى الجيش والأمن والحزب. السبب أن بعض اعضاء مجلس الشيوخ يعتقدون أن إعطاء الشيعة دولة لوحدهم، والسنة دولة، والأكراد دولة أيضا، سيرضي العراقيين وينهي التنازع.

ولو كان تقسيم العراق الى ثلاث دول يرضي العراقيين بطوائفهم لما اعترض عليه أحد، لكن الحقيقة ان اغلبية العراقيين تريد دولة واحدة مركزية، وأكد هذا الانطباع استفتاء اميركي أجري في العراق سجل 61 في المائة مشاعرهم مع دولة عراقية موحدة. المشكلة الثانية في مشروع الدول العراقية الثلاث ان الحدود غير واضحة والسكان مختلطون، والتنوع العراقي يضم اديانا وطوائف وأعراقا أخرى، غير السنة والشيعة والأكراد.

ان بلدا بنصف مليون كيلومتر مربع تقريبا، متشابك الطوائف والأعراق، لا يمكن تقسيمه مثل قطعة كيك. الحقيقة ان العراق أكثر تعقيدا من اي أرض اخرى في العالم. وبالتالي فإن تقسيمه سيعني تلقائيا حروبا متعددة، وطويلة بين السكان على الارض والموارد والإدارة، بخلاف ما يتحدث عنه السيناتور جيمس بايدن، الذي يظن ان التقسيم يحقق فك الاشتباك.

مشكلة العراق الموحد الأولى هي في اقامة نظام سياسي يجمع معظم العراقيين، ولا نقول كل العراقيين، لأن ذلك أمر مستحيل. وفي الوقت الذي تشعر الغالبية الساحقة انه يمثلها يمكن بعد ذلك حل معظم الخلافات عبر البرلمان، كما هو الحال عليه في كركوك بين العرب والأكراد، او موارد البترول. كلنا نعلم أن تأسيس نظام مركزي يمثل العراقيين مهمة ليست سهلة أيضا، لكنها مع الوضوح والعدل والصبر ستتحقق. وأعداء المشروع في معظمهم من الخارج، وغالبية العمليات التي نفذت في السنوات الثلاث الماضية دبرت في الخارج، هي حروب بين دول أكثر مما هي بين العراقيين أنفسهم، الذين يستخدمون كأحجار شطرنج.

دعاة التقسيم يظنونه مخرجا سهلا للهروب من العراق، وهذا محض وهم. فالولايات المتحدة دولة رئيسية لها مصالح ضخمة في المنطقة، ولن تحتمل نتائج حروب العراق الكبرى بعد تفكيكه، التي ستكون أكبر من عمليات التفجير الفردية الحالية. كما نرى الحل يكمن في إصلاح الحال السياسي العراقي مع الأمني، وقد قطع العراقيون مسافة لا بأس بها في الاصلاح. أما التقسيم، الذي كان يدغدغ عواطف البعض، خاصة في مناطق البترول، فسيجعل أهله أكثر فقرا وأقل أمنا، لأنه سيفتح باب اقتتال أعظم.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
27
الى ابناء جمهورية الفضل الكبرى الاشاوس قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم والله انها لعض على النواجذ وسترون النصر في رمضان على العلوج الكفرة والعملاء المرتدين
علاء الاعظمي
شبكة الرافدين
وصلتنا انباء بطولاتكم اخوتنا في الوطن والجهاد والبسالة ونحن نرى طائرات العلوج وهي ترمي حممها فوق رؤوس امهاتنا واخواتنا واطفالنا في منطقة الفضل ولا من ناصر الا الله ونعم بالله الواحد الاحد
وصلتنا ياماي العيون ابناءدولة الفضل العظمى بسالتكم وشجاعتكم وقتالكم من شارع الجمهورية – الخلفاء حلى شارع غازي الكفاح وشارع عمر السهرودري ومن ابو سفين الى ابو دودو وسينما مترو ومطبعة مصلحة نقل الركاب ومن الاطفائية الى ساحة زبيدة والقتال من شارع الى شارع
وصلتنا ياابطال تجنيد الرصافة الاولى والثانية والثالثة يامن كنتم ابطال القوات الخاصة والمغاوير والحرس الجمهوري رجال المهمات الخاصة
نرى ونسمع والله ازيز رصاص بنادقكم الكلاشنكوف التي تزبد وتعربد وتمزق العلوج والعملاء من ممن يسمون بالمليشيات وهذه التسمية منهم براء لان التاريخ لم يذكر اسم المليشيات الا وصفا للمقاومة الشعبية ضد المحتل
انها ساعات قليلة حتى نسمع طبال السحور الذي قتلوه جيش المهدب والهادي والمهتدي ممن لاهداهم الله لطريق الحق
نسمع والله اصوات الاربي جي سفن وهي تدحر همرات العدو ومغاوير الداخلية بقيادة الشيعي جواد البولاني وقوات الطحين الناعم بقيادة السني عبد القادر العبيدي ولكي نثبت للعالم ان الصراع ليس بين السنة والشيعة بل بين الاصلاء والعملاء ايا كانت تسميتهم فيلق بدر او الحزب الاسلامي او مجلس الصحوة او حزب الدعوة
انها ساعات وسنسمع زغاريد امهاتنا من فوق اسطح منطقة الفضل وهي تزف بشائر النصر المؤزر بعون الله ناصر دينه وخاذل اعداءه
انها وقفة وسترون اخوتكم الشجعان في الاعظمية يقومون بالهجوم المعاكس ليشتتوا جهد العدو الامبريالي الامريكي الصهيوني الخميني ليفتحو جبهات عديدة
لحظات بعونه تعالى وسترون الصواريخ السجيلية تنهمر على الزريبة الخضراء لتدق النار فوق رؤوس الاعادي واعضاء مجلس الدواب
انها لحظات وستنتصر جمهوريتكم الكبرى على القوة الاعظم في العالم التي حشدت كل ما تملك من اسلحة ومعدات ومرتزقة لقتالكم وسيأخسأون بعونه تعالى
انها دقائق وستكون لكم الوقفة العظيمة الكبرى بالنصر الشامخ على الامبريالية وساكتب ويكتب اخوتي ممن يفتخرون بكم مثلما كتبت في الحادي عشر من نيسان الماضي والذي اعيده لكم لانني اتنومس بكم يا ابناء جمهورية الفضل العظمى
ساعات وسيرى مجلس الدودك ..ة الامريكي ردكم العملي على تقسيم العراق
ساعات وسيرى الخانعون ممن صوتوا على ما يسمى بالدستور وعلى مادته 112 بتقسيم العراق وقالوا نحن منها براء ردكم المزلزل فوق رؤس الكفرة الذين لم يراعوا حرمة رمضان والصيام الذي ما عادت امهاتنا تجد شيئا تفطر به والنذل عبد المهدي يتبرع للازهر بربع مليون دولار
الا بئس المتبرع وشكرا لامام الازهر الذي رد التبرع
واليكم ما كتبته عنكم انا اعرف انه لاكهرباء ولا نت ولا وقت لتطالعوا لانكم الان في معركة الحصاد الاكبر لكني اردت اوثق البطولة وليس الا


عفية بأهالي الفضل النشامى أحباب الشيخ عمر السهروردي رفعتم رؤوسنا مثل أبناء الاعظمية واذليتم الشواذ من كنتاكي ونيويورك وواشنطن وادنبره وهونولولووبوخارست وعملائهم الخمينيين والفرس المجوس

**عفية بالرجال الاشاوس الابطال الافذاذ ابناء وطني البواسل رجال حي الفضل الشامخ الذين سطروا أروع الصور في تصديهم للشواذ الامريكان العلوج من ابناء واشنطن عاصمة الشر ونيويرك حليفة الشر ولندن وبوخارست وبولونيا والدنمارك وحلفي وارشو والناتو وهونولولو وكنتاكي وأريزونا والمدن الامريكية والبريطانية في ادنبره وويلز وايرلندا الشمالية
**عفيه للاشاوس أبناء حي الفضل الذين اسقطوا الطائرات الفولاذية الامريكية ببنادق الكلاشنكوف ولكن بيد رجال قوة قلوبهم تكسر الصخر
**عفية للرجال ابناء حي الفضل الشجعان الذين اعترف العدو انهم جرحوا 16 علج منهم وهم بالتأكيد اكثر من هذا العدد ومزقوا قدرة العلوج شر ممزق
**عفية لمن سحق العملاء من الخمينيين الفرس ممن باع شرفه ووطنه للعلوج وارتضى لنفسه الذل والهوان دنسوا علم الله اكبر الذي ارادت كل قدرة البنتاغون على ذله دون جدوى
عفيه للشهداء الذين طرزت دماؤهم اروع لوحة من اجل الدفاع عن العراق العظيم وشعبه الباسل
**عفيه للشهداء الذين نذروا أرواحهم من اجل الدفاع عن ضريح الشيخ عمر السهروردي وحفيد الامام موسى بن جعفر وعن الفضل وعن نساء الفضل واطفالها وشيوخها .
**عفية برجال بني سعيد وابو دود وأبوسيفين والمهدية والاطفائية ومستشفى الطواريء ومعمل الخياطة ودور الامة والارامل ومقبرة الشيخ عمر وسوق حنون ومطعم كباب عنجر ومحمد ابو الباكلاء وسامي ابو الباجة ومطعم القرغولي
**عفية بأبناء عمومتي واخوتي أبناء العزة والعبيد والألوس والجشعمية والعبادلة والقيسية أعمام انور صالح البطل
والعشائر العربية الاخرى
**عفية وماضاع التعب بيكم يارجال القوات الخاصة من تجنيد الرصافة الثانية ابطال الوية 65 و66 و68 الذين مرغ اباؤكم واعمامكم انوف الفرس الخمينيين في قادسية صدام والان انتم تقتلون ابناء الخمينيين المتحالفين مع العلوج في شوارع الجمهورية والكفاح والمستنصرية وشارع المهدي
** عفية بيكم رفعتم رؤسنا ونكستم رأس المجرم بوش والتابع بلير
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
28
خيوط المؤامرة
عمر جفتلي
صحيفة تشرين سوريا
ليست هي النية الأخيرة المبيتة تجاه مستقبل العراق كدولة عربية مستقلة موحدة كما كانت عليه منذ عشرينيات القرن الماضي.. فموضوع تجزئة العراق هو جزء من مخطط احتلاله واجراء من ضمن الاجراءات التي اتبعتها ادارة الرئيس بوش وتلك التي هي على الطريق ولم تفضح عنها حتى الآن... ويبقى المطلوب اميركياً اضعاف هذا البلد العربي الى ابعد الحدود وجعله عاجزاً عن اي دور قومي في المستقبل ومعزولاً ومشرذماً الى درجة لا يقوى بعدها على النهوض أو الارتقاء.

هي رؤية مسمومة طرحت في هذا الوقت بالذات كبالون اختبار على قبولها من العراقيين... لكن هؤلاء حكومة وتنطيحاتٍ اكدوا رفضها على الفور وحذروا من التعاطي معها لأن الغاية منها المزيد من شرذمة العراق عبر التحضير لحرب طائفية وتصعيد الفلتان الامني والتعامل مع الشأن العراقي كحقل تجارب للافكار والرؤى الاستعمارية وبالتالي الهروب للامام من معالجة المشكلات الحقيقية في العراق التي تسبب بها الاحتلال الاميركي. ‏

وسواء جربت هذه الطريقة أو تم التعامل مع تلك النظرية فإن الحقيقة القائمة والوقائع الدالة تشير الى ان العراق دمر ونهب ورهن اقتصاده الى عشرات السنين المقبلة، وأن عين شركات الكومبرادور وشركاء ديك تشيني منصبة على سرقة آخر قطرة نفط عراقية وآخر ما يفكر فيه هؤلاء مصلحة العراقيين ومستقبل العراق. ‏

أما الادارة الاميركية التي اظهرت انها غير معنية بفكرة التقسيم فإنها بلا شك تؤكد بقاء قوات الاحتلال لسنوات قادمة واستباحة هذا البلد العربي إلى أبعد الحدود وكأن الولايات المتحدة قد ورثته الى الابد.. أليس هذا هو الجنون والاجرام بحد ذاته، وإلا ماذا يمكن القول بما حل بالعراق وما سيحل به في المستقبل. ‏

لا شك ان الايام المقبلة ستكشف عن المزيد من المآسي والانتهاكات والخروق لحقوق الإنسان وكرامات الشعوب والدول. ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
29
عقل في كف.. اصطياد المدنيين !
حسن م. يوسف
صحيفة تشرين
قبل ثلاثة أيام أعرب ابني عن دهشته لخبر قرأه على الإنترنت، عن الأساليب الإجرامية التي يستخدمها الأمريكان لاصطياد المواطنين العراقيين، فهم يرمون صواعق وعبوات ناسفة، ومتفجرات بلاستيكية وذخائر حربية حقيقية في الشارع ويجعلون قناصتهم يكمنون في أماكن مشرفة عليها ، وعندما يقوم أي مواطن عراقي من المارة بأخذ أية قطعة من تلك المواد الحربية يقوم القناصة الأمريكان بقتله فوراً !

أثار الكلام اهتمامي فسألت ابني عن الموقع الذي قرأ عليه هذه المعلومات ، ورغم أنه لم يكنش مضى على ذلك سوى خمس دقائق فقد فوجئت باختفاء المادة عن موقع Msnbc وظهور الرسالة التالية : "خدمتنا على الشبكة لم تتمكن من العثور على الصفحة التي طلبتموها، الرابط الذي تتبعتموه قد يكون خاطئاً أو فاقد الصلاحية . " غير أني لم أيأس فأنا أعلم أن أهم مزايا الإنترنت تكمن في أن عيونها بعدد عيون من يتصفحونها، ولا بد أن يكون أحد المستخدمين قد حفظ المقال ووضعه على موقعه، نسخت عنوان المقال من الرابط المحفوظ في الحاسب ، ووضعته في محرك البحث غوغول "العسكريون يرمون الطعم للمتمردين في العراق" وخلال لحظات وجدت أن شخصاً من تكساس يدعى فريد قد وضع المقال في أرشيفه. ‏

تفحصت المقال فتبين لي أنه منشور في جريدة واشنطون بوست. وهو يستند الى معطيات موثقة صادرة عن إحدى المحاكم العسكرية الأمريكية. يقول المحرر: ‏

"جاء ذكر هذا البرنامج السري في وثائق التحقيق المتعلقة بالجرائم الميدانية التي اتهم بها ثلاثة من القناصين الأمريكان الذين اتهموا بإلصاق أدلة بالمواطنين العراقيين الذين قاموا بقتلهم." ‏

وكنت قد قرأت قبل يومين خبراً نقلته وكالة اسيوشيتد بريس من بغداد عن جندي أمريكي انخرط بالبكاء اثناء تقديم شهادته أمام المحكمة، وقال إنه قد تلقى أمراً بإطلاق الرصاص على رجل عراقي اعزل ، وأن الرقيب المسؤول عنه ضحك وطلب منه أن ينهي العمل " بينما كان الرجل العراقي يرتجف مرمياً على الأرض " ‏

وكانت شركة "بلاك ووتر" الأمنية الخاصة ، قد قامت بقتل عشرة من المدنيين العراقيين. لكنها عادت لممارسة عملها في نقل الدبلوماسيين الأمريكيين بعد توقيفها عن العمل لمدة أربعة أيام. ‏

بعض المراقبين يعتقدون أن ما يجري في العراق هو نسخة معدلة من عملية العنقاء فينوكس التي نفذتها المخابرات المركزية الأمريكية في فيتنام ، غير أن هذا موضوع جديد يستحق زاوية جديدة. ‏