Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الثلاثاء، 24 يوليو 2007

عدد الثلاثاء 24-7-2007 من صحيفة العراق الالكترونية


ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
1
منع الشاحنات على طريق أم قصر
وكالة الاخبار العراقية
قررت اللجنة الاقتصادية في مجلس محافظة البصرة منع مرور الشاحنات الكبيرة التي تزيد حمولتها على أكثر من 30 طنا من المرور على الشارع الرئيسي بين ميناء ام قصر جنوبي البصرة ومركز المحافظة. وقال رئيس اللجنة الاقتصادية مناضل خنجر ان هذا الإجراء جاء نتيجة الأضرار الكبيرة التي تعرض لها الطريق الرئيس بين الميناء ومركز المحافظة الذي تمر من فوقه يوميا مئات الشاحنات المحملة بمختلف المواد التي تنقل من الميناء إلى المحافظات العراقية الأخرى أو المخازن في المحافظة، وبحمولات كبيرة جدا مسببة أضرارا كبيرة جدا في الطريق. وأضاف أنه سيسمح للشاحنات التي تنقل ثلاثين طنا واقل بالمرور، وان أي شاحنة تزيد على هذا الوزن المقرر سيتم احتجازها من قبل مديرية مرور البصرة، كما تم توجيه كتاب بهذا الخصوص إلى مديرية شرطة البصرة لغرض قيام نقاط التفتيش في الطريق بين البصرة وميناء ام قصر بمحاسبة الشاحنات المخالفة لهذا القرار.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
2
الاستعانة بشركات التسويق لتحسين صورة الجيش الأميركي
وكالة الاخبار العراقية
أكدت دراسة أعدت بناء على طلب الجيش الأميركي على وجوب ان تستوحي الولايات الأميركية من استراتيجيات الإعلان والتسويق لإعطاء أفضل صورة عن تحركاتها في العراق وأفغانستان. ويوصي التقرير الواقع في 211 صفحة والذي أعده خبراء في معهد دراسات راند كوربوريشن بعنوان: «السير في جادة ماديسون» في إشارة إلى وجود العديد من الشركات الإعلانية في هذه الجادة الواقعة في مانهاتن باعتماد «مقاربة تسويقية للحصول على دعم شعبي في الميدان الذي تجري فيه العمليات». ويقول العالم النفسي تود هيلموس المتخصص في السلوك والتصرفات والذي شارك في وضع الدراسة، «تماما كما نفكر بشعار (الامان) حين نتحدث عن سيارات (فولفو)، فان الجيش الأميركي بحاجة إلى شعار قوي يصبح هويته في جميع رسائله وتحركاته». وعلى العكس فان التوجه إلى الرأي العام حتى الآن من خلال «استعراض القوة» اثر سلبا على نظرته تجاه الجيش الأميركي، بشكل لا يشجع على الحصول على مزيد من الدعم.وذكرت الدراسة ان «أي منظمة أو منتج له هوية أو سمعة، وهذه القاعدة تنطبق أيضاً على الجيش الأميركي. وكما ان الشركات التجارية تضطر إلى تغيير صورة لا تعجب الرأي العام، فان على الولايات المتحدة ان تعدل في صورة جيشها». ويذكر خبراء معهد راند المستقل مثالا على ذلك صورة «آبل التي تعني الأسلوب والبساطة وكوكا كولا التي ترتبط بشراب منعش وريتز كارلتون المرادف للترف». وأضاف هؤلاء الخبراء في علم النفس ان الجيش الأميركي في العراق سيكون بالطريقة نفسها «مقبولا بشكل أفضل ان نظر إليه كقوة مساعدة تخدم المصالح الفضلى للشعب بدلا من ان ينظر إليه كقوة معادية فاقدة الحس وفظة». ووضعوا قائمة بالأخطاء «الجوهرية» التي ارتكبت في الماضي بدءا من حرق جثث طالبان وصولا إلى التجاوزات بحق المعتقلين في سجن أبو غريب. والهدف من هذه الاستراتيجية المسماة «التدريب» في ساحة المعركة هو «الحد من خيارات العدو مع زيادة إمكانات القوات الصديقة». وأضاف التقرير الذي استصرح نحو 30 عسكريا ممن يقومون في الخدمة أو من المتقاعدين ان «قاعدة أي خطوة تسويق تكمن في معرفة الهدف». ويؤكد المستشارون أن «على القوات المسلحة الأميركية ان تعرف السكان المدنيين في العراق وأفغانستان وتستخدم هذه المعرفة في كل عملياتها اليومية». وبين العمليات اليومية يذكر الخبراء معاملة المدنيين عند نقاط التفتيش ودقة عمليات القصف أم لا ومعاملة المعتقلين. وأثناء تمرد أو عصيان مدني يقول الخبراء ان بإمكان السكان ان يساعدوا على معرفة هوية المتمردين وان يقدموا الدعم للأميركيين. لكنهم قد لا يميلون إلى فعل ذلك بحسب الدراسة ان وقعوا ضحايا «أضرار جانبية» عندما تحطم أبواب منازلهم أو عندما يتعرضون لإطلاق النار لأنهم لا يفهمون الانجليزية. وعلى غرار استراتيجيات الإعلان والتسويق تؤكد الدراسة على وجوب «طبع شعور بالارتياح لدى المستهلك» من خلال تفادي «إعطاء وعود لا يمكن الإيفاء بها». وتدعو الدراسة إلى وجوب استخدام الانترنت والمدونات التفاعلية أكثر مشيرة إلى ان المنظمات الإرهابية بارعة في مجال الدعاية.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
3
دمشق تلغي اجتماعا لجماعات عراقية مسلحة بينها "البعث"
الملف نت
الغت الحكومة السورية اجتماعا لعدة جماعات عراقية مسلحة ومعارضة بينها حزب البعث المحظور على اراضيها. وقال أعضاء وفود إن اجتماعا موسعا لجماعات "مقاومة" عراقية كان من المقرر عقده في دمشق يوم الإثنين ألغي بناء على طلب سوريا. وتجمع مئات من أعضاء الوفود بمن فيهم أعضاء من حزب البعث العراقي المحظور وضباط من قوات الأمن المنحلة التي كانت تابعة لصدام حسين وزعماء عشائر مناهضون للولايات المتحدة في دمشق لوضع برنامج مشترك للجماعات المعارضة لاستمرار وجود القوات الأمريكية في العراق. وقال عضو كبير بحزب البعث لرويترز "السوريون أوضحوا بلباقة أن الوقت ليس مناسبا لهذا. "الأمريكيون وعملاؤهم في الحكومة العراقية يكثفون أكاذيبهم زاعمين أن سوريا تقف وراء الإرهاب والهجمات التي ندينها جميعا على العراقيين الأبرياء." جاءت هذه التعليقات خلال حديث العضو البعثي في اجتماع لإعلان إلغاء المؤتمر في فندق بإحدى ضواحي دمشق. وأثار القرار استياء غالبية المشاركين ولا سيما الذين حضروا من العراق. وربط بعض المشاركين قرار إلغاء الاجتماع بزيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لسوريا الأسبوع الماضي. وجاء في بيان رسمي صدر بعد اجتماع بين أحمدي نجاد والرئيس السوري بشار الأسد الاسبوع الماضي أن الزعيمين متمسكان بضرورة إنهاء الاحتلال الامريكي لكنهما شددا أيضا على دعم الحكومة العراقية و"إدانة الارهاب ضد الشعب العراقي ومؤسساته". ومن المقرر أن يعقد مبعوثون من ايران والولايات المتحدة جولة محادثات ثانية بشأن الأمن العراقي في بغداد يوم الثلاثاء. واتخذت حكومة سوريا العلمانية التي ترتبط بعلاقات قوية مع ايران خطوات العام الماضي لتحسين علاقاتها بالعراق. ومن المتوقع أن يزور عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي دمشق الشهر المقبل. ومع امتداد الحدود مع العراق لمسافة 360 كيلومترا ووجود نحو 1.4 مليون لاجيء عراقي في سوريا قالت دمشق إن تردي الأوضاع في العراق إلى حرب أهلية شاملة سيكون له "عواقب مدمرة" بالنسبة للمنطقة. ويتخذ آلاف البعثيين العراقيين وأعضاء الأجهزة الأمنية العراقية سابقا من سوريا مقرا لهم منذ الغزو الأمريكي لبلدهم عام 2003. وتقول الحكومة العراقية إنهم يلعبون دورا رئيسيا في دعم التمرد. وتتهم واشنطن سوريا بالسماح للمقاتلين بعبور حدودها الى العراق وهو اتهام تنفيه سوريا. وتقول سوريا إن نفوذها على قوات المتمردين في العراق قد يساعد الولايات المتحدة في تحقيق "انسحاب محترم" للقوات الامريكية. ووجه زعيم إحدى العشائر من محافظة الأنبار غرب العراق حديثه للوفود قائلا "ينبغي ألا نرى تناقضا بين رفع السلاح والتفاوض لإنهاء الاحتلال." ومع ذلك اعترف بأن جماعات المتمردين تفتقر الى وجود جبهة سياسية موحدة.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
4
الهاشمي: توازن القوات الأمنية ونبذ الطائفية يعالج مشكلة اللاجئين
الملف نت
دعا نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، الإثنين، إلى ضرورة سعي الكتل السياسية لإحداث التوازن في القوات الأمنية الحكومية ونبذ الطائفية، كعلاج لمشكلة اللاجئين العراقيين المتواجدين في عدد من الدول العربية والأجنبية. وقال بيان صادر عن مكتب نائب رئيس الجمهورية ، إن الهاشمي استقبل اليوم نائب المفوض السامي لشؤون اللاجئين لاري كرايغ جونستون، وبحث معه "التدابير اللازم اتخاذها من جانب الأمم المتحدة للتخفيف عن معاناة العراقيين المقيمين في الخارج و المهجرين في الداخل." وأضاف البيان أن نائب الرئيس العراقي شدد، خلال اللقاء، على ضرورة "تكثيف الجهود لمساعدة العراقيين المقيمين في الخارج، لما لهم من حقوق على حكومتهم لا تختلف عن حقوق العراقيين الموجودين داخل العراق"، داعيا إلى ضرورة السعي الجاد من قبل الكتل السياسية "لإحداث التوازن في القوات الأمنية الحكومية، ونبذ الطائفية كعلاج للمشكلة المستعصية."وذكر البيان أن الهاشمي، الذي أشاد بموقف حكومتي الأردن وسوريا "لإستضافتهما ملايين العراقيين"، طالب الحكومة العراقية بتسديد الميزانية المقترحة من قبلها "وزيادتها على أساس الكلف الحقيقية للمواطن العراقي في الميزانية، وهذا هو السبيل للتخفيف من معاناة العراقيين المقيمين في دول الجوار، وإبقاء صلتهم بالوطن حية للعودة إليه." وكان البرلمان العراقي صوت بالأغلبية المطلقة، في وقت سابق من اليوم، على قرار دعم اللاجئين العراقيين في دول الجوار. وتضمن القرار، الذي تقدمت به هيئة الرئاسة، مطالبة الحكومة العراقية بـ "العمل الدؤوب والمكثف لتقليل معاناة العراقيين، خاصة في دولتي سوريا والأردن، ورفع المعاناة عنهم... والعمل على صرف بدلات البطاقة التموينية لهم." كما تضمن القرار دعوة الحكومات المستضيفة للعراقيين، خاصة سوريا والأردن، إلى " تقليل الإجراءات المشددة بحقهم، لاسيما فيما يخص الخدمات الصحية والإقامة والتعليم"، مطالبا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بـ " تحمل مسؤولياتهما لمتابعة هذه الأمور، ودعم اللاجئين والدول المستضيفة لهم". كما دعا القرار كل المنظمات الدولية لمتابعة هذه القضية، وتوفير الدعم لللاجئين العراقيين من خلال العمل مع الدول المستضيفة لهم.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
5
زيباري يؤكد عقد جولة ثانية من محادثاتأمريكا وإيران حول أمن العراق اليوم
الأهرام
أعلن قائد شرطة النجف القبض علي منفذ اغتيال عضو مكتب السيستاني قبل يومين طعنا بالسكين داخل مكتبه‏,‏ وأوضح أنه تبين أنه أحد العاملين في المكتب‏,‏ دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول دوافعه‏.‏ جاء ذلك في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة وإيران لعقد جولة ثانية من المحادثات حول أمن العراق خلال ساعات‏,‏ حسبما أكدت مصادر أمريكية وإيرانية وعراقية‏.‏وقال فيليب ريكر‏,‏ المتحدث باسم السفارة الأمريكية ببغداد‏,‏ إن السفير الأمريكي رايان كروكر سيعقد محادثات مع نظيره الإيراني حسن كاظمي‏,‏ تستضيفها وزارة الخارجية العراقية‏.‏وشدد وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري علي أن محادثات الجانبين ستركز علي الوضع الأمني في العراق‏,‏ ولن تتطرق لتوتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران‏.‏يذكر أن الولايات المتحدة وإيران عقدتا الجولة الأولي من المحادثات حول العراق في‏28‏ مايو الماضي في بغداد‏.‏ومن ناحيتهم‏,‏ عبر نواب عراقيون عن آراء مختلفة بشأن النتائج المنتظرة من محادثات الولايات المتحدة وإيران‏,‏ فقد قال النائب الكردي محمود عثمان إنه لا يتوقع الكثير من اللقاء‏,‏ مشيرا إلي أن الولايات المتحدة تريد إبعاد إيران عن العراق‏,‏ وإيران من جانبها تريد من الولايات المتحدة مغادرة العراق‏,‏ وكل له أجندته الخاصة‏.‏وأضاف أن العراقيين مصرون علي مثل هذه اللقاءات لأنهم فشلوا في حل الأزمة‏,‏ لكن الواقع أن مشكلات العراقيين لن تحل إلا بأيديهم‏.‏في المقابل‏,‏ قال النائب همام حمودي‏,‏ عضو المجلس الأعلي للثورة الإسلامية‏,‏ إن الأطراف الثلاثة لديها رغبة قوية في حل الأزمة ودعم الحكومة العراقية‏,‏ كما أكد النائب الشيعي عباس البياتي أن الجولة الأولي من المحادثات كسرت الحاجز النفسي‏,‏ وأن الجولة الجديدة ستضع إطار عمل يساعد الأطراف الثلاثة في دعم العملية السياسية‏.‏ علي صعيد آخر‏,‏ قال جعفر الموسوي‏,‏ رئيس هيئة الادعاء العام في المحكمة الجنائية العراقية العليا‏,‏ إن الهيئة حصلت علي وثيقة مرئية تثبت تورط طارق عزيز‏,‏ نائب رئيس الوزراء العراقي في النظام المخلوع‏,‏ في حادث اغتيال المرجع الشيعي محمد محمد صادق الصدر‏.‏
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
6
السيناتور بيدن للسفير كروكر: العراق لايمكن ان يحكم من المركز بغياب ديكتاتور او احتلال غير محدد
شبكة اخبار العراق
بينما يسعى البيت الابيض لان يتوصل القادة العراقيين الى " التساكن السياسي"، وتحقيق المصالحة السياسية في الاطار المحلي، ابدى خبراء اميركيون مختصون بالشأن العراقي شكوكاً عميقة بان تستطيع مبادرة الادارة الاميركية ان تجني ثمارا بافتراض الانقسامات في المجتمع العراقي والتشكيك بين الشيعة والسنة. وبعد ان كسب البيت الابيض شهرين بعدم اعادة طرح موضوع التقدم في العراق للنقاش ، لاينوي بوش البدء بمحاولة القيام بمساومة سياسية كبيرة بين القادة العراقيين،حتى مع ان مثل هذا التعامل اثبت فشله منذ الغزو في 2003 كما قال مسؤولون اميركيون. ويأمل المسؤولون الاميركيون بتطوير اطار جديد يمكن من خلالة للمكونات العراقية المتنافسة تعليق خلافاتهم وتشريع قانون النفط الجديدوتمرير التعديل الجديد لقانون اجتثاث البعث والقيام بتحقيق التقدم في المقاييس الاخرى للمصالحة الوطنية. وفي هذا الصدد يمكن تفسير الاجتماعات واللقاءات التي اجراها امس السبت السفير الاميركي في العراق رايان كروكر وميغان اوسيلفان مبعوثة الرئيس بوش الخاصة إلى العراق، مع رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس جلال الطالباني، لاسيما ما صدر عن المالكي من دعوات لتقليص عطلة مجلس النواب العراقي. وبينما اكد النائب عباس البياتي عضو الائتلاف العراقي الموحد ان التجاذبات السياسية حولت قانون النفط والغاز الى ورقة ضغط ادت الى تأجيل البرلمان التصويت عليه إلى ما بعد العطلة التشريعية بداية ايلول المقبل، يعترف المسؤولون الاميركيون بشكل واضح بان الحكومة العراقية من المحتمل بانها لن تقوم بانجاز تعهداتها، التي تقع ضمن الاهداف السياسية التي طلبها الكونغرس الاميركي قبل 15 ايلول كموعد نهائي. وقالوا ان الطلب من البرلمان العراقي المصادقة على مثل هذه التشريعات بحلول شهر ايلول، هو قريب الشبه بالطلب من الكونغرس الاميركي لمعالجة مواضيع الاجهاض والسيطرة على الاسلحة وموضوعات ساخنة اخرى خلال شهور فقط. ونقلت صحيفة الواشنطن بوست اليوم عن مسؤول اميركي رفيع المستوى اشترط عدم ذكر اسمه، قوله ان البيت الابيض يريد وضع القادة العراقيين على الطريق لتحقيق " التساكن السياسي حول بعض المواضيع الاساسية وبناء قاعدة من الاستجابات التي يمكن الاستناد عليها "، لمناقشة استراتيجية البيت الابيض بشكل صريح . واذ يشكك خبراء الشؤون العراقية بامكانية مبادرة الادارة الاميركية تحقيق اهدافها، فانهم اشاروا الى ان مثل هذه المساومة السياسية هي من الجهود المستمرة في صلب الاهداف الاميركية منذ اكثر من اربعة سنوات ، بدون ان تحقق الا الشيء الضئيل. وقال مارك شنايدر نائب رئيس المجموعة الدولية للازمات المختصة بمتابعة شؤون العراق : " المسؤولون الاميركيون لم يعترفوا بان الحكومة العراقية هي القوة المقررة في العراق ، لان الحكومة مقامة من قبل المصالح المتناقضة وكل واحدة تحاول تحقيق اهدافها ، ولم يوضحوا الطريق لغلق السبل عليهم وجلبهم في اطار تفاوضي ". ويبدو ان اسلوب البيت الابيض يتم املاءه من مجموعة صغيرة لضرورات قناعة الجمهوريين الاساسيين في الكونغرس، وللايحاء بان الاستراتيجية السياسية للرئيس بوش تملك بعض الحظوظ للنجاح. ومع عدم قدرة الكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون في تامين العدد المناسب من الاصوات لفرض سحب القوات الاميركية، يبدو مسؤولو الادارة واثقين بان لهم اليد الطولى في العراق للشهرين المقبلين، واستخدام الوقت ليس فقط للتركيز على الاستقرار السياسي الكبير في العراق، بل ايضا للاستمرار في عمليات الهجوم العسكري وتوسيع التحرك الدبلوماسي الاقليمي – مع الاحتفاظ باحتمال بانسحاب معتدل للقوات الاميركية في وقت ما بعد شهر ايلول. وسيكون التركيز الاساسي للادارة الاميركية خلال الفترة المقبلة على الوضع السياسي في العراق، ولكن حتى في اطار التقييم الداخلي للادارة الاميركية، فاتت مدة التقدم لتحقيق هذه الاهداف، ما دفعهم الى وصف تعهدات حكومة المالكي بانها مؤشرات ناقصة، معتبرين بان المعيار الافضل هو الان تحقيق المصالحة السياسية في الاطار المحلي . ولكي تحقق الادارة الاميركية التساكن السياسي المنشود، كما تريده، لجأت الى التحرك في المستويين الاعلى والاسفل للمصالحة، مثل تقوية مجلس الرئاسة في العراق ليتكون من رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي والرئيس الكردي جلال طالباني ونائبي الرئيس الشيعي والسني. وابلغ السفير الاميركي رايان كروكر الكونغرس ان هذا المجلس يجتمع اسبوعيا للتعامل مع الازمات، ويأمل المسؤولون بان يصبح ( مجلس 3 + 1) البوتقة لتطوير الاجماع على المواضيع السياسية الواسعة.ويرى كروكر ومسؤولون اخرون في الادارة الاميركية ان هذا الاسلوب السياسي الجديد سيكون مصحوبا بمبادرات دبلوماسية اقليمية جديدة، التي ستتضمن زيارات الى المنطقة من قبل وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية رايس وربما عقد المؤتمر الاقليمي الثاني والذي يمكن ان يشمل لاعبين رئيسيين مثل سورية وايران. ولكن الديمقراطيين يبدون مستاءين, وقال السيناتور جوزيف بيدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ للسفير الاميركي كروكر الذي كان يتحدث للكونغرس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة :" بانه لايرى احتمالات لبناء تلك الثقة او الامكانية " من قبل الحكومة في السنوات المقبلة وبان سياسة الرئيس بوش مبنية على " اسس خاطئة ". وقال بيدن :" العراق لايمكن ان يحكم من المركز، بغياب دكتاتور او احتلال غير محدد " وقال بيدن ايضا :" اعتقد باننا يجب ان نروج للاستقرار السياسي والذي يسمح للمكونات القلقة بحيازة مساحات للتنفس في اقاليمهم الخاصة ".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
7
الجيش الأميركي يقتحم سجناً ويعتقل المشرفين عليه
البيان
ذكر الموقع الاليكتروني للحزب الإسلامي العراقي بزعامة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أمس أن قوات أميركية اقتحمت أحد السجون التابعة لوزارة الداخلية واعتقلت ستة من الضباط المشرفين عليه شرقي بغداد.ونقل الموقع عن مصادر أمنية قولها إن السجن يقع «بالقرب من ملعب الشعب الدولي في بغداد.. واعتقلت القوات المقتحمة 6 من الضباط المشرفين عليه وعثرت على أدوات تعذيب داخل غرف سرية يوم أول من أمس. وأضاف أن الجيش الأميركي اعتقل أيضاً عددا من الباعة المتجولين الذين يجلسون باستمرار قرب بوابة السجن «بتهمة تورط عدد منهم بالانتماء إلى ميليشيات طائفية وتنفيذهم عمليات إعدام بحق عدد من ذوي المعتقلين».وأشار إلى «أن القوات الأميركية أطلقت سراح عدد من السجناء ووضعت السجن تحت إمرتها».

ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
8
كربلاء : لجنة أمنية مشتركة مع الأنبار
البيان
أعلن محافظ كربلاء عن تشكيل لجنة أمنية مشتركة مع محافظة الانبار ومجلسي المحافظتين والقوات الأمنية فيهما للتنسيق مع قوات التحالف حول الواقع الأمني الحالي. وقال محافظ كربلاء د. عقيل الخزعلي في تصريح صحافي انه تم عقد اجتماع بين مسؤولي محافظتي كربلاء والانبار في مدينة الحلة لمناقشة الجوانب المشتركة بين المحافظتين لما تمتلكان من مشتركات في حدودهما الإدارية وصلتهما العشائرية. وأضاف ان الاجتماع أسفر عن اتفاق الطرفين على تأمين الطريق الدولي لضمان سلامة السالكين، ومنهم الحجاج، وزوار العتبات المقدسة في المحافظة، موضحاً أنه تم تحديد قواطع المسؤوليات الأمنية ومناطق الدوريات المشتركة، وتأمين قصبة الكيلو 160 ـ عرعر، ومسطح بحيرة الرزازة وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وتابع أنه تم الاتفاق على وضع خط تليفوني ساخن بين الجانبين في غرفتي العمليات، والإبلاغ عن أية عمليات ضمن الحدود المتاخمة للمحافظتين من اجل اخذ التحوطات الأمنية، وكذلك المساعدة في عملية إخلاء جثث الشهداء ضمن الحدود الجغرافية لمحافظة الانبار.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
9
قضية خطيرة تواجهها المملكة جماعات تضلل الشباب السعودي للمشاركة في العمليات الانتحارية في العراق
الأهرام
‏ظهرت علي السطح قضية أثارت الكثير من الجدل داخل المجتمع السعودي‏,‏ وباتت تؤثر بشكل ملحوظ علي أعداد كبيرة من الشباب السعودي‏,‏ وهي فكرة السفر الي العراق ولبنان لتنفيذ عمليات انتحارية‏,‏ والقتال في صفوف الجماعات المتطرفة مثل فتح الإسلام ضد الجيش اللبناني‏,‏ الأمر الذي دعا الحكومة السعودية الي اتخاذ خطوات إيجابية في هذا الصدد‏,‏ مع تحرك عدد من الجمعيات الحقوقية السعودية‏,‏ لمحاولة التعرف علي أعداد الشباب السعودي الذي يستخدم كأداة تفجير‏.‏وقد صدر أخيرا تقرير من الجيش الأمريكي نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية‏,‏ يؤكد هذا التقرير‏,‏ ووفقا للأرقام العسكرية‏,‏ أن الجيش الأمريكي يعتقد أن‏45%‏ من المقاتلين الأجانب في العراق من السعودية‏,‏ وأن ما يقارب من نصف المعتقلين الأجانب في سجن أمريكي‏,‏ ويصل عددهم‏135‏ من السعوديين‏,‏ وأكد أحد الضباط الأمريكيين أن المقاتلين السعوديين نفذوا عمليات تفجير انتحارية أكثر من الآخرين‏.‏وعلي الجانب الآخر‏,‏ تؤكد الحكومة السعودية أنها تفعل كل ما بوسعها حاليا لايقاف نزيف الدماء‏,‏ وهذا ما أكده اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية‏,‏ مؤكدا أن السعوديين يتم تضليلهم‏,‏ وهناك من يساعدهم للوصول الي العراق‏,‏ ومن يساعدهم أيضا داخل العراق‏,‏ ومن يجندهم حتي يكونوا أدوات تفجير‏,‏ وليست لدي السعودية معلومات عن هؤلاء الأشخاص‏.‏واذا نظرنا الي هذه القضية بصورة أعمق‏,‏ فإننا سنجد أن هناك جماعات هدفها أو دورها الأساسي هو تجنيد فئة بعينها من الشباب السعودي لتنفيذ هذه العمليات‏,‏ وقد يكون ذلك عبر مواقع علي الانترنت‏,‏ أو عن طريق الرسائل القصيرة علي الهواتف المحمولة‏,‏ وهذا ما يؤكده كون الفئة العمرية لأقل من عشرين عاما‏!.‏ويؤكد محللون سعوديون أن غالبية الشباب السعودي المقاتلين في نهر البارد تم استدراجهم الي ساحة لا يرغبونها‏,‏ فهم يريدون العراق‏,‏ واذا بهم في لبنان‏,‏ وما فعله من قام بتجنيد هؤلاء الشباب‏,‏ أخبرهم أن سوريا ليست علي حالها السابقة‏,‏ وأن الأمن السوري بدأ يضيق الخناق علي تدفق الانتحاريين القادمين من بلدانهم مباشرة الي سوريا‏,‏ وتحديدا من السعودية‏,‏ وأخذوا في التحايل عليهم بالدخول عن طريق لبنان حتي يتم تدريبهم بها‏,‏ حتي يتم تيسير طريق لهم إلي سوريا ثم الي العراق‏.وعلي الجانب الآخر‏,‏ فإن المملكة العربية السعودية تتخذ العديد من الإجراءات لمنع عمليات التسلل من والي أراضيها‏,‏ ولكنها في نفس الوقت لايمكن لها أن تمنع أحدا من السفر للخارج إلا اذا وجدت معلومات أمنية ضده تحظر عليه السفر‏.‏ كما أن المملكة العربية السعودية قد أعلنت من قبل عزمها بناء سياج أمني علي حدودها مع العراق‏,‏ كما ارتفعت التكاليف التي تحملتها الحكومة السعودية لتأمين حدودها مع العراق‏,‏ الي‏4‏ مليارات ريال حتي اغسطس‏2005,‏ واستخدمت أحدث الوسائل لمراقبة حركة الحدود‏,‏ مستخدمة في ذلك طائرات خاصة وأجهزة رادار متطورة‏,‏ ومعدات رؤية ليلية وغيرها من الأجهزة الحديثة‏.‏ولكن مع كل هذه الأجهزة والمعدات هناك فكر ضال يحاول أن يخرب الشباب السعودي ويستغله‏,‏ وهذا ما وضعته الحكومة السعودية في الاعتبار‏,‏ من خلال رجال الدين في المساجد ومحاولاتهم تصحيح الفكر الخاطئ لدي الشباب السعودي‏.‏
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
10
إقليم كردستان يرفض إحالة قضية كركوك إلى الأمم المتحدة
الصباح
رفضت حكومة اقليم كردستان احالة ملف مدينة كركوك وتطبيع الاوضاع فيها الى الامم المتحدة ، في وقت دعا رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري الى ضم جميع القوى السياسية الفاعلة في الجبهة الجديدة المزمع اعلانها فور وصول الرئيس مسعود البارزاني الى بغداد.واكد رئيس المجلس الوطني لاقليم كردستان عدنان المفتي رفض الاكراد نقل المادة 140 من الدستور المتعلقة بملف كركوك الى المنظمة الدولية ، مشيرا الى "ان من يريد نقل هذا الملف الى الامم المتحدة فعليه ان ينقل المسألة الكردية برمتها لان نقل هذا الملف لوحده يتعارض مع مبادئ الدستور ولا يتناسب مع مصالح الشعب العراقي والكردستاني معا. واضاف المفتي خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في اربيل مع الجعفري امس الاول ونقل تفاصيله مكتب الاتحاد الوطني للاتحاد الوطني الكردستاني "ان الجانبين بحثا مستجدات الوضع السياسي على الساحة العراقية والعلاقات الثنائية بين برلمان كردستان ومجلس النواب وعملية المصالحة الوطنية وقضايا اخرى ذات اهتمام مشترك. واكد انه ناقش مع الجعفري الاتفاق المشترك الذي تم التوصل اليه في المؤتمر الذي عقد في اربيل الاسبوع الماضي بين البرلمانين الكردستاني والمركزي بشأن علاقات الطرفين.وكانت الجبهة التركمانية العراقية طالبت بتدخل الامم المتحدة للاشراف على تطبيق المادة 140 من الدستور.وتنص المادة على تطبيع الأوضاع في كركوك عبر ثلاث مراحل تبدأ بتطبيع الأوضاع وتنتهي بإجراء استفتاء لتقرير مصير المدينة نهاية العام الحالي 2007 بالانضمام إلى إقليم كردستان من عدمه. وكانت اللجنة المكلفة بتطبيق هذه المادة قد قررت مؤخرا تعويض العرب الوافدين إلى كركوك بمبلغ 20 مليون دينار وقطعة أرض مع نقل وظائفهم إلى مناطقهم الأصلية التي استقدمهم منها النظام السابق ضمن خططه لتعريب المدينة، بحسب اللجنة.
ت
عنوان الخبر أو التقرير
مكان النشر
11
مقتل 5 جنود عراقيين في هجوم قرب الحدود العراقية الإيرانية
الملف نت
قتل خمسة جنود عراقيين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية شمال بلدة بدرة الواقعة على الحدود العراقية الايرانية. وقال ملازم بالجيش العراقي رفض الكشف عن اسمه ان "خمسة جنود عراقيين من الفوج الاول، اللواء الثالث، قتلوا اثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم التي كانت ضمن رتل عسكري على الطريق الرئيسي الذي يربط بين بدرة وبلد روز على الحدود العراقية الايرانية" (شرق بغداد). واضاف ان "الانفجار وقع فجر اليوم وقتلت جميع افراد الدورية دون اصابة اي من الجنود الاخرين الذين كانوا ضمن رتل امني في المنطقة الحدودية". وتقع بلدة بدرة على بعد 80 كلم مترا شمال مدينة الكوت وتعتبر احد اهم المنافذ الحدودية مع ايران ونادرا ما يتعرض الجيش الى هجمات مماثلة في هذه المنطقة

ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
12
الحزب الإسلامي يؤكد عدم انخراطه في تحالفات سياسية جديدة
الغد الأردنية
أعلن الحزب الإسلامي العراقي أمس أن موقفه من "عدم الانخراط في تحالفات جديدة لا زال ساري المفعول تجنبا لإستقطابات جديدة تؤدي إلى مزيد من الانقسام والاحتقان السياسي".وقال الحزب السني، الذي يرأسه طارق الهاشمي، "إذا كان الحزب الإسلامي لم يعامل كند وهو مشارك في الحكومة ولم يعط فرصة حقيقية للإيفاء بالتزاماته تجاه أهله والعراقيين جميعا بل إنه حورب وحوصر وهمش بعد كل الذي حصل ويحصل، هل من المعقول أن ندخل في التحالف مع البعض الذي يضيق علينا وعلى أهلنا ويشوه مقاصدنا ويحرض الآخرين بل يستعدي أهلنا علينا وينتظر الفرصة المناسبة للقضاء علينا".وأضاف، في بيان صحافي، "أن الباب سيبقى مفتوحا من أجل إعادة النظر بموقفه هذا إذا ما ثبت بالدليل القاطع والبرهان أن بعض من انخرط في هذا التحالف يرغب حقيقة في وضع نهاية عاجلة لمسائل مصيرية لازال يرفض التفاوض بصددها أو السماح للآخرين بالمشاركة في إدارتها".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
13
براون يرحب بإعطاء دور أكبر للأمم المتحدة بالعراق
الخليج
رحّب رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أمس الاثنين بإعطاء الأمم المتحدة ودول أخرى دوراً أكبر في العراق للمساعدة في تعزيز الأمن وتسريع عمليات إعادة الإعمار. وقال براون في أول مؤتمر صحافي يعقده منذ توليه منصب رئاسة الوزراء أواخر الشهر الماضي “علينا أن نستمع لأي طرف لديه شيئاً يقدمه”، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تشارك بشكل مباشر في العملية السياسية بالعراق من خلال التفويض الذي منحته لقوات التحالف.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
14
قيادي في التيار الصدري: الجيش الأميركي يدفعنا إلى المواجهة
الشرق الاوسط
كثفت القوات الاميركية من حملاتها العسكرية التي تنفذها بالاشتراك في بعض الاحيان مع القوات العراقية الخاصة، ضد عناصر ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر في مناطق مختلفة من العراق، وخصوصا في العاصمة بغداد، حيث ما زالت المداهمات التي تقوم بها القوات الاميركية لمناطق تعتبر معاقل لأفراد جيش المهدي كمدينة الصدر والمشتل والبلديات بجانب الرصافة، والشعلة والبياع وحي العامل بجانب الكرخ، مستمرة وبالتالي تتجدد الاشتباكات بين تلك القوات ومقاتلي جيش المهدي، مما يسفر عن خسائر في الارواح بين صفوف المدنيين من ابناء تلك المناطق، فضلا عن إلحاق أضرار مادية بالغة في ممتلكاتهم. وتجدد هذه الاشتباكات بين الحين والآخر نتيجة للعلاقة المتوترة بين زعيم جيش المهدي مقتدى الصدر وبين القوات الاميركية التي تحاول إثارة المواجهة مع أتباعه وتياره الذي تعتبره واشنطن المسؤول عن إثارة العنف في البلاد. وآخر هذه الاشتباكات حصلت في منطقة حي الأمين جنوب شرقي العاصمة قبل ايام والتي راح ضحيتها عدد غير قليل من أبناء المنطقة وبضمنهم مصور وسائق يعملان في وكالة رويترز للأنباء. كما حصلت مواجهات وصدامات بين مقاتلي جيش المهدي والقوات الاميركية في مناطق الحرية والشعلة شمال غربي بغداد بسبب المداهمات المتكررة لتلك القوات لمعاقل أتباع الصدر في تلك المناطق، فضلا عن قيام تلك القوات بتمزيق وتدمير صور زعيم التيار مقتدى الصدر في كل مكان يشاهدونها فيه، وهو ما أثار غضب أتباع الصدر من المقاتلين، حيث اكد ابو الحسن، وهو احد قياديي جيش المهدي، انه في حال استمرار القوات الاميركية بحملة استفزازاتها تجاه أبناء التيار الصدري فسوف تلاقي ما لا يحمد عقباه. وقال ابو الحسن، 35 عاما، لـ«الشرق الاوسط» «ان قوات الاحتلال تحاول جرنا للقتال بأية وسيلة كانت؛ فمرة تتجاوز على السيد القائد مقتدى الصدر ومرة أخرى تعتقل القيادات الدينية والسياسية للتيار، ومرة ثالثة تقوم بسلسلة من الاستفزازات والحماقات بحق أبناء التيار، وهذا الامر لن نرضى به ولن نسكت عنه ونحن بانتظار اشارة المرجعية من اجل التصدي للمحتلين والقضاء عليهم». وأضاف القيادي «ان سبب الفوضى في البلاد هم قوات الاحتلال بسبب النوايا غير الصادقة التي تحملها تلك القوات وتخبطها في عملها؛ فهم يتركون المناطق التي تسيطر عليها الجماعات التكفيرية ويأتون لخلق المشاكل في المناطق الآمنة والمسالمة». وأوضح ابو الحسن «ان قيادات التيار وعلى رأسها القائد مقتدى الصدر تعطي الأوامر بضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتنة التي تحاول القوات الاميركية إشعالها، لكن وفي نفس الوقت نحن متهيئون لقوات الاحتلال عند أية اشارة من قائدنا، وهذا لا يعني أننا لا نواجههم في الوقت الحاضر وانما يوميا نكبدهم خسائر كبيرة في الارواح والمعدات، وهو ما يعترف به الاميركيون انفسهم، وسوف نكبدهم خسائر أكبر في حال تجاوزوا مجددا على قياداتنا». من جهته، قال دبلوماسي أميركي رفيع المستوى عن اسباب هذه الاشتباكات والمواجهات مع التيار الصدري «نحن لسنا ضد التيار الصدري، ومن الطبيعي ان يلعب هذا التيار دورا ايجابيا في العملية السياسية، لكن من غير المسموح والمرغوب به ان يضع التيار قدما في العملية السياسية واخرى في جانب العنف والارهاب». وأضاف السفير روبرت فورد رئيس قسم الشؤون السياسية في السفارة الاميركية ببغداد «نتمنى من القاعدة السياسية للتيار الصدري نبذ العنف والتعامل مع الحكومة العراقية والقوات الأميركية لإرساء الأمن في العراق، كما ونتمنى منهم ان يلعبوا دورا ايجابيا وسلميا في العملية السياسية القائمة في بلادهم». وأوضح فورد أن العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الاميركية في بعض مناطق العاصمة بغداد ليس الهدف منها سحب أتباع التيار الصدري الى مواجهة مع قوات بلاده العاملة في العراق، ولا دفعه نحو ايران، وانما الهدف من تلك العمليات العسكرية هو استهداف المتطرفين مهما كانت انتماءاتهم وخلفياتهم. وأكد المسؤول الأميركي أن عدو الولايات المتحدة الأول في العراق وفي شتى بقاع الأرض هم المتطرفون، «ولا يمكن التعامل او فتح آفاق التعاون معهم لأنهم أعداء للأنظمة الديمقراطية في العالم أجمع». وأضاف «أعداؤنا هم المتطرفون من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب، فهم يستخدمون العنف لأغراض سياسية وهم عدو تطوير النظام الديمقراطي في العراق، كما ان التطرف عدو لشعوب أخرى في منطقة الشرق الاوسط وفي نفس الوقت هو عدو لأميركا».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
15
نشر كاميرات لمراقبة المسلحين في بغداد
الخليج
أعلن محافظ بغداد حسين الطحان أمس الاثنين عن المباشرة بنصب كاميرات للمراقبة في مناطق مختلفة في مدينة بغداد للمرة الأولى في العراق لمراقبة تحركات من وصفهم بالإرهابيين فضلا عن تنظيم حركة المرور في العاصمة العراقية. ولم يشر المسؤول العراقي إلى موعد انجاز هذا المشروع أو كلفته أو الدولة التي ستساعد العراق في تنفيذه.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
16
تقرير كردى عن المعارضة المسلحة في النجف والمحافظات الآمنة
وكالة الأخبار العراقية
وزع موقع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني تقريرا موسعا عن المقاومة والمعارضة المسلحة في النجف وعن نشاط جماعة جند السماء التى تعرضت الى الى ابادة واسعة في شهر محرم الحرام الماضي وملاحقة لعناصرها في العديد من المحافظات الجنوبية . ولاهمية المعلومات الواردة في تقرير الحزب المذكور الذى يسمى الاعلام المركزى للاتحاد الوطني ، تنشر واع على موقعها نص التقرير دون تدخل ليطلع عليه العالم ووسائل الاعلام كافة : جند السماء مازالت موجودة وتصدر قوائم القتل هناك مناطق في العراق مفضوحة الفوضى وانعدام الأمان، وأماكن أخرى يحاول المسؤولون ولأسباب عديدة التغطية على مايحدث فيها قدر استطاعتهم. وفي كثير من الأحيان يجري الحديث عن تهويل الإعلام لمايحدث في العراق، وهذا إن صح أحيانا فإنما يصح على أن بعض وسائل الإعلام تحرف في الخبر ليصب في صالح جهة أو دولة أو فكر معين.ولكن الإعلام كان ولازال عاجزا ومستبعدا عن أن يغطي كل مايجري في كل العراق، وذلك لصعوبة المسألة من الأساس ولأن كثيرا من القائمين على الأمر في العراق لايريدون للعالم أن يعرف مايجري في بعض المناطق التي يريدون أن يصوروها على أنها هادئة. لقد كانت عملية جند السماء قبل بضعة أشهر خرقا فاضحا لكل التحوطات و (الإنجازات) الأمنية في النجف. ولذلك تم التكتم عليها بشكل كبير حتى وصل القتال وأعداد القتل الى حد لايمكن التغطية عليه فتسربت الأخبار مشوهة لوسائل الإعلام وبقيت حقيقة ماجرى مجهولة. وتشير كثير من الدلائل الى أن حركة جند السماء مازالت قائمة وفاعلة على الساحة العراقية وقد حصلت من مصادري الخاصة على بيان صادر من قيادة جند السماء في محافظة النجف ويحوي هذا البيان على اسماء لبعض المسؤولين ومنتسبي الشرطة من ضباط ومراتب وموظفين مدنيين وبعض اصاحب المحلات التجارية ومواطنين بسطاء والله اعلم بسبب حكمه فيه عليهم بالإعدام. وقد وزع هذا البيان في النجف وغيرها من مدن العراق. وقد تأكد لي بان هذه الأسماء الواردة في البيان هي أسماء حقيقية لأناس بعضهم قتل فعلا ومنهم من ليس أمامه خيار غير التخفي هربا من الموت المحقق مع علمهم الأكيد بان أيادي المليشيات ستطالهم في أي ساعة! أتساءل أين الدولة التي حميتموها الا تحميكم الآن؟ الأسماء التي تم اغتيالها اكثر عددا ممن بقي على قيد الحياة وقد قتل الجميع في الليل وبالرصاص اما على الشارع العام مع عائلته كما حدث مع المقدم احمد جبر مدير شؤون الشرطة او في بيته كما حدث مع ضابط ال تحقيق في دائرة الاستخبارت الجنائية المقدم طارق الذي كانت له اليد الطولى في كشف مكان جند السماء ومشروعهم، او محاولات القتل المتكررة لمحظوظ لحد هذه اللحظة هو علي الشيباني الذي يشغل منصب رئيس منظمة حقوق الانسان. والذي قتل ستة من حمايته في احدى محاولات اغتياله انا لله وانا اليه راجعون. فيما يلي البيان والقائمة كما وزعت دون اي تدخل منا : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الخلق واله الطيبين الطاهرين توكلنا على الله ..الاخوة في الجهاد لإخذ الثأر... بسم الله الرحمن الرحيموضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بانهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) صدق الله العلي العظيم هذه اسماء العملاء الكفرة الذين صدر بحقهم الحكم العادل بالموت الزؤام ... الاسماء :عبد الحسين عبطان/ نائب محافظ النجف.ابو احمد المياحي/ مدير شرطة المحافظةغزوان فالح كريم مال الله /موظف محافظةعلي الشيباني/ رئيس منظمة حقوق الانسانالمقدم احمد جبر /مدير شؤون الشرطةالمقدم رياض كيمر حسن/ مدير شرطة الكوفةالنقيب ماهر منصور عطية/ مسؤول شرطة المحافظة النقيب محمد رضا احمد/ مساعد مسؤول شرطة المحافظةالرائد كريم عبدالمحسن يوسف/ عنصر استخباراتيضرغام حسن بشير/ مقاول عبد الناصر اموري/ تاجر ومقاول علي غالوب بسيس / مقاول أحمد غالوب بسيس / مقاول صادق جعفر الحائري/ موظف محافظةحيدر حسين المياحي / موظف محافظةحازم كاظم دحام / موظف محافظةأياد جميل ناظم / موظف محافظةمرتضى إياس يونس/ موظف محافظة سلام رحيم العبودي / موظف محافظة حقت عليكم وعلينا الآية الكريمة ..بسم الله الرحمن الرحيم ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان ياتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون) صدق الله العلي العظيم قيادة جند السماءفي محافظة النجف الاشرف كتمل نص البيان. وتعليقا عليه نقول: إن توالي صدور بيانات من هذا القبيل بل وتنفيذ التهديدات التي ترد فيها انما يشير الى عدة أشياء: منها أن جماعات مختلفة ومتعددة قادرة على اصدار قوائم القتل وتنفيذها، وأن جماعة جند السماء أكثر خطرا مما حاولت الحكومة تصويره، وأنها مازالت موجودة وفاعلة، وأن السلطات عاجزة عن حماية أفرادها وموظفيها الذين يقدمون خدماتهم لها. كما أن أسلوب التعتيم على الوقائع الذي تسلكه السلطات العراقية في النجف وفي غيرها من مناطق العراق إنما يقدم خدمة مابعدها خدمة لهؤلاء الذين يصدرون بيانات وقوائم القتل وينفذونها. مثلما أن في التعتيم على الأعداد الحقيقية لضحايا التفجيرات وأعمال العنف في النجف أمر لايخدم الحقيقة ويشير الى عجز السلطات عن مواجهة الواقع ووضع حلول لما يجري فضلا عن تهرب تلك السلطات من إجراء تحقيقات وعرض نتائجها على الجمهور وتعويض المتضررين. الجميع في النجف يعلم إن ضحايا الإنفجارات في الكوفة قرب الجسر وقرب المسجد وفي مسطر العمال وتفجير النجف قرب بنات الحسن كانت أضعافا مضاعفة أكثر مما أعلنته السلطات. ولذلك فإن السلطات العراقية مطالبة بالشفافية أولا وبكشف الحقائق حتى يفهم الناس مالذي يدور حولهم لأن الأمر يتعلق بأرواح ومصائر هؤلاء الناس. كما أن الحكومة العراقية مطالبة بإجراء تحقيقات عاجلة ودقيقة في الأحداث التي تجري، مثل القتال الذي حدث في منطقة الزركة في النجف والذي راح ضحيته المئات من الأنفس من كلا جانبي الإقتتال دون أن يتبع بتحقيق وترك الأمر للدعاية والتكهنات والإشاعات، وغضت الدولة نظرها عنه ربما أملا في أن يمر الموضوع بسلام. ولكن الوقائع تثبت من جديد أن ترك الأمور للمصادفة إنما هو من قلة الحيلة وقلة العزم، ويترك الناس دائما في ترقب للكوارث. ولا حول ولاقوة إلا بالله.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
17
القبض على منفذ جريمة اغتيال مسؤول فـي مكتب السيستاني
الشرق الاوسط
قال مصدر أمني عراقي امس إنه تم إلقاء القبض على منفذ جريمة اغتيال الشيخ عبد الله فلك، مسؤول الحقوق الشرعية في مكتب المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني وأحد مساعديه البارزين. وكان مسؤول في مكتب السيستاني قد قال اول من امس إن «الشيخ عبد الله فلك وجد في مكتبه مطعونا بأربع طعنات أدت إلى مقتله في الحال». وقال مصدر أمني لوكالة أنباء «أصوات العراق» المستقلة ان «الاجهزة الامنية في المحافظة القت القبض، عصر الاحد، على بعض المشتبه فيهم، وبعد التحقيق الدقيق الذي أجري معهم تم التوصل إلى هوية القاتل الحقيقي وهو أحد الحرس». لكنه رفض الكشف عن إسم المتهم، قائلا إنه «اعترف بعملية القتل وكان القصد من عملية الاغتيال هو السرقة».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
18
قمة عراقية لحل الازمة السياسية وسط ضغوط اميركية
الرأي الأردنية
قال مسؤولون امس ان من المقرر أن يعقد زعماء العراق السياسيون الخمسة الكبار قمة هذا الاسبوع في مسعى لانهاء أزمة سياسية تسببت الى حد كبير في شل البلاد على مدى شهور. واضافوا أن الزعماء الاكراد والعرب السنة والشيعة يعترفون بالازمة السياسية وأنهم قد يجتمعون يوم الجمعة.وقال مسؤول حكومي كبير انهم سيعقدون اجتماعات متواصلة. حتى الان لدينا السابع والعشرين كموعد مبدئي لكنه لم يتأكد بعد بشكل نهائي .وستضم القمة الرئيس جلال الطالباني وهو كردي ورئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي ونائب الرئيس السني طارق الهاشمي. كما أنها ستضم مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بنوع من الحكم الذاتي ومساعد كبير للزعيم الشيعي القوي عبد العزيز الحكيم.وقال المسؤول الحكومي ان القمة قد يتم توسيعها أيضا لتشمل شخصيات أخرى أساسية مثل رئيس الوزراء المؤقت السابق اياد علاوي.ومن المتوقع أن يناقش الزعماء موضوعات مختلفة مثل كيفية الاتفاق على تعديل الدستور.وقال مسؤولون ان من الممكن أيضا ادراج مسألة هوية مدينة كركوك النفطية الواقعة في شمال العراق على جدول الاعمال.وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا على العراق لتسريع اقرار عدة قوانين تهدف الى وأد العنف الطائفي ورأب الانقسامات العميقة بين الاغلبية الشيعة والاقلية من العرب السنة. وحتى الان لم يتسلم البرلمان سوى مسودة واحدة تتعلق باحتياطات العراق النفطية الهائلة لكنه لم يبدأ مناقشتها بكامل أعضائه حتى الان.ميدانيا ، قتل 50 عراقيا واصيب العشرات بجروح في هجمات متفرقة امس بينها انفجار ثلاث سيارات مفخخة وعملية السهم الخارق التي تنفذها القوات الاميركية لمطاردة المسلحين ، فيما اعلن الجيش الاميركي مقتل اربعة من جنودة .التفاصيل في العربي والدولي
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
19
اتهام طارق عزيز بالتورط في قتل والد مقتدى الصدر
الشرق القطرية
أفاد رئيس الادعاء العام في المحكمة الجنائية العراقية العليا القاضي جعفر الموسوي في تصريحات صحفية نشرت أمس الاثنين بأن المحكمة حصلت على وثائق تثبت تورط نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز في مقتل المرجع الديني الأعلى في العراق محمد محمد صادق الصدر والد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في فبراير 1999. ونسبت صحيفة "الصباح" الحكومية إلى الموسوي قوله "إن المحكمة حصلت على وثيقة مرئية تثبت تورط طارق عزيز بحادثة اغتيال المرجع الديني محمد محمد صادق الصدر". وأضاف "أن الهيئة حصلت على وثيقة مصورة يظهر فيها المتهم طارق عزيز يتحدث مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومحمد زمام عبد الرزاق (وزير الداخلية في عهد صدام) عن كيفية تنفيذ عملية اغتيال المرجع الديني محمد الصدر". وأوضح الموسوي أن "عزيز متهم حتى الآن في قضيتين رئيسيتين هما التصدي لانتفاضة عام 1991 وقضية تصفية رجال الدين في العراق ومن بينهم الصدر". وقتل الصدر في 19 فبراير 1999 في مدينة النجف ووجهت الاتهامات إلى جهاز المخابرات العراقي لكن حكومة صدام نفت تورطها في مقتل الصدر.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
20
وزيرة الإسكان العراقية: السرقات هائلة ومن يواجهها يقتل
الشرق الاوسط
كشفت بيان دزه ئي وزيرة الاسكان والتعمير في الحكومة العراقية، عن ان «الازمة الامنية والفساد الاداري، هما من اكثر المخاطر التي تعوق عمل الوزارة وتقف بوجه تنفيذ مشاريع مهمة في العراق». وقالت دزه ئي التي التقتها «الشرق الاوسط» في لندن، أمس، خلال زيارة عمل مع وفد فني من الوزارة، ان «الفساد الاداري موجود في اغلب دوائر الدولة، وأنا أتابع وأراقب بشدة هذا الملف، لكنني لا استطيع القول اني قضيت عليه»، مشيرة الى ان «الاموال التي تسرق نتيجة الفساد الاداري في الدولة طائلة جدا وقد تتسبب بقتل من يقف بوجه بعض الفاسدين إداريا، وهناك نسبة من المسؤولين الذين يتم قتلهم بسبب وقوفهم بوجه عمليات الفساد والسرقة وليس لأسباب أمنية». وأضافت «سأفشي لك سرا وهو انني هددت بسبب موقفي الحازم من قضية السرقة والفساد الاداري الذي قضيت على نسبة ليست قليلة منه في وزارتنا». وأضافت وزيرة الاسكان والتعمير العراقية قائلة «ان كوادر وزارتنا من المهندسين والفنيين مستهدفون باستمرار في العمليات الارهابية، ووزارة الاسكان والتعمير اعطت اكبر عدد من الضحايا الذين استشهدوا خلال عملهم؛ فنحن ننفذ مشاريع عملاقة خاصة في مجال بناء الجسور او اصلاحها ومد الطرق الخارجية». وأدرجت دزه ئي مشكلة «القوانين القديمة والتي لم يتم تغييرها حتى الآن كعائق بوجه عمل الوزارة وتنفيذ مشاريعها»، مؤكدة على ان «الوزارة تنفذ مشاريع استراتيجية مهمة في مقدمتها بناء المدارس والمجمعات السكنية والمستشفيات وإعادة اعمار دوائر الدولة ومد الطرق وبناء الجسور». وكشفت وزيرة الاسكان والتعمير عن «ان للوزارة خطة ضخمة خلال العام الحالي 2007 من بينها بناء مجمعات سكنية في البصرة والناصرية والحلة والعمارة وبغداد»، مشيرة الى انه «تم تنفيذ ما نسبته 85% من المشاريع الاسكانية ضمن خطة عمل مستمرة، وانه تم بناء 118 مدرسة ضمن خطة لبناء 279 مدرسة في مناطق مختلفة من العراق». وأوضحت دزه ئي أن «سبب زيارتها لبريطانيا هو لأغراض التنسيق مع منظمة هبتايت لدراسة المشاريع الاسكانية ووضع دراسة لتطوير المناطق السكانية المتضررة والسكن داخل المدن، وقد تم إجراء الدراسات وورش العمل بالتعاون مع جامعة نيوكاسل لوضع استراتيجية لحالة السكن في العراق». وأوضحت دزه ئي أن «حسب الدراسات التي اجرتها وزارة الاسكان والتعمير مع منظمة هبتايت، فان العراق بحاجة الى مليونين ونصف المليون وحدة سكنية حتى عام 2010»، معترفة «باستحالة امكانية الوزارة لتنفيذ هذا العدد من المشاريع السكنية خلال هذه الفترة القصيرة». وقالت «ليست هناك حكومة في العالم تكون مسؤولة مائة % عن مشاريع الاسكان او اسكان المواطنين، فمثل هذه المشاريع تنفذ من قبل خطط استثمارية وشركات القطاع الخاص»، منوهة بأن «الظروف في العراق أخرت كثيرا قانون الاستثمار وهيئة الاستثمار المنجز منذ فترة ليست قصيرة». وشكت وزيرة الاسكان والتعمير من العمليات الارهابية التي تستهدف كوادرها ومشاريعها، وقالت «كلما بنينا مشروع أو أنجزنا طريقا تم تفجيره واختطاف العاملين فيه وقتلهم، وفي مثل هذه الظروف يكون من الصعب للغاية العمل وتنفيذ المشاريع، ومع هذا فنحن نعمل ونبني». وحول خطط إعمار الجسور، قالت دزه ئي «واجهنا ظروفا صعبة من الناحية الفنية فيما يتعلق بإعادة إعمار جسر الصرافية الذي تم تصميمه عام 1947 ، ومع ذلك تغلبنا على المشاكل الفنية وأقنما خلال شهر جسرا عائما الى جانبه كي نتخلص من الاختناقات المرورية، وسيكون جسر الصرافية جاهزا خلال أشهر قليلة»، مشيرة الى ان «هناك ثمانية جسور تم تخريبها نتيجة العمليات الارهابية، ونقوم بإعادة بنائها، وهي بالاضافة الى جسر الصرافية: جسر ذراع دجلة، ديالى، الزعفرانية، بادوش، كركوك، تكريت، وجسر خالد بن الوليد، وفي غالبية هذه المناطق وضعنا جسورا عائمة لتسهيل المرور». وأوضحت دزه ئي أن «هناك شركة سعد التابعة للوزارة مهمتها بناء مصافي النفط، ونحن نعمل حاليا على إصلاح بعض المصافي وبناء مصاف جديدة، كما نعمل على إعادة تأهيل الطريق السريع الذي يربط المركز الحدودي (طريبيل) عند الحدود العراقية ـ الاردنية وحتى بغداد». وقارنت دزه ئي التي كانت وكيلة وزارتي الاعمار والبلديات في اقليم كردستان العراق، بين عملها السابق والحالي، قائلة «ان استقرار الاوضاع الامنية في اقليم كردستان وانخفاض نسبة الفساد الاداري ووجود قانون الاستثمار وتجاوز القوانين القديمة التي تقف بوجه تقدم العمل، كلها امتيازات تشجع على العمل والتقدم»، منوهة بأن «من الصعب ان نقــارن بين إقليم كردستان ومساحته مع العراق كله.. وما يهمنا اليوم هو بناء العراق كله وبضمنه كردستان والبصرة والعمارة والنجف».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
21
زعماء العراق يجتمعون في محاولة لحل الأزمة السياسية
الغد الأردنية
أكد مسؤولون أمس ان من المقرر أن يعقد زعماء العراق السياسيون الخمسة الكبار قمة هذا الاسبوع في مسعى لانهاء أزمة سياسية تسببت الى حد كبير في شل البلاد على مدى شهور.وأوضحوا أن الزعماء العرب السنة والاكراد والشيعة يعترفون بالازمة السياسية، وأنهم قد يجتمعون يوم الجمعة المقبل.وقال مسؤول حكومي كبير "انهم سيعقدون اجتماعات متواصلة. حتى الآن لدينا السابع والعشرين (من الشهر الحالي) كموعد مبدئي لكنه لم يتأكد بعد بشكل نهائي".وستضم القمة الرئيس جلال طالباني (كردي)، رئيس الوزراء نوري المالكي (شيعي)، نائب الرئيس طارق الهاشمي (سني)، رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، ومساعد كبير لرئيس المجلس الأعلى الاسلامي عبدالعزيز الحكيم.وأضاف المسؤول ان القمة قد يتم توسيعها أيضا لتشمل شخصيات أخرى أساسية مثل رئيس الوزراء السابق اياد علاوي.ومن المتوقع أن يناقش الزعماء موضوعات مختلفة مثل كيفية الاتفاق على تعديل الدستور.وأفاد مسؤولون ان من الممكن أيضا ادراج مسألة هوية مدينة كركوك النفطية على جدول الاعمال.ويريد الاكراد ضم كركوك لاقليم كردستان المتمع بحكم ذاتي لتصبح عاصمته ويريدون المضي قدما في اجراء استفتاء بحلول نهاية العام، لكن سائر الجماعات العرقية تعترض. وينص دستور العراق على اجراء استفتاء حول مصير كركوك بحلول نهاية العام.وتواجه حكومة المالكي ضغوطا متزايدة للوفاء بمعايير حددتها واشنطن لانهاء العنف الطائفي والمضي في اصلاحات اقتصادية وسياسية، لكن النزاع السياسي بين فصائل الحكومة جعلها ضعيفة وهشة.وتوقف الوزراء العرب السنة في الحكومة عن حضور اجتماعات مجلس الوزراء، بينما انسحب الوزراء الشيعة الموالون للشيعي الشاب مقتدى الصدر من الحكومة.وقال مسؤول شيعي كبير، طلب عدم ذكر اسمه، "الموقف جد خطير والبلد مشلول ولذلك هم في حاجة للاجتماع لتحريك الامور للامام".وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا على العراق لتسريع اقرار عدة قوانين تهدف الى وأد العنف الطائفي ورأب الانقسامات العميقة بين الشيعة والعرب السنة. وحتى الآن لم يتسلم البرلمان سوى مسودة واحدة تتعلق باحتياطات العراق النفطية الهائلة لكنه لم يبدأ مناقشتها بكامل أعضائه.وتهدف مسودة قانون النفط الى تخفيف حدة التوتر من خلال طمأنة السنة بشأن حصتهم في أرباح النفط. ويملك العراق ثالث أكبر احتياطيات نفطية في العالم لكن أغلبها يوجد في الشمال الكردي أو الجنوب الشيعي.أما القوانين الاخرى التي تنظم اجراء انتخابات اقليمية محلية على مستوى المحافظات بنهاية العام والسماح لبعض أعضاء حزب البعث السابق، الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل صدام حسين، بالعودة الى الحكومة والجيش فتحتاج هي الأخرى لإقرارها.لكن الوقت ينفد من أيدي الحكومة العراقية قبيل تقرير عن التقدم في العراق على المستويين الامني والسياسي والذي من المقرر أن يرفع الى واشنطن في 15 أيلول (سبتمبر) المقبل.وينظر الى التقرير، الذي يعكف على اعداده السفير الاميركي لدى بغداد ريان كروكر وقائد قوات الإحتلال في العراق الجنرال ديفيد بتريوس، على أنه سيكون خطا فاصلا سياسيا.ومن المؤكد أن يؤدي نقص التقدم فيما يتعلق باقرار هذه القوانين الاساسية الى زيادة الاصوات الداعية الى سحب القوات الأميركية من العراق من جانب المعارضين الديمقراطيين في الكونغرس بالاضافة الى بعض الجمهوريين.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
22
لقاء أميركي ـ إيراني ثان في بغداد اليوم.. وشكوك حول الخروج بنتائج
الشرق الأوسط
يستضيف العراق اليوم لقاء ]ميركيا ـ ايرانيا في بغداد اليوم في مسعى جديد للحد من الازمة الامنية في البلاد. وأكد مصدر في وزارة الخارجية الاميركية لـ«الشرق الاوسط»، امس، ان «المحادثات ستكون محصورة في الشأن العراقي وخاصة الوضع الأمني»، مضيفاً: «جاءت الدعوة لعقد اللقاء من الجانب العراقي ونحن لبينا الطلب العراقي». ومن المتوقع ان يرأس وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اللقاء بين السفير الاميركي رايان كروكر ونظيره الايراني حسن كاظمي قمي في العاصمة العراقية، على أمل إحلال تقدم في العلاقات الاميركية ـ الايرانية فيما يخص الشأن العراقي وتهدئة الاوضاع الامنية فيه. وأكدت مصادر أميركية أن المحادثات لن تتطرق الى الملفات العدة العالقة بين واشنطن وطهران وعلى رأسها الملف النووي الايرانية، بل ترتكز على الوضع في العراق. وقال مصدر في السفارة الاميركية في العراق لـ«الشرق الأوسط»: «السفير رايان كروكر سيشارك في اجتماع (اليوم) الثلاثاء مع نظيره الايراني في محادثات ثلاثية تستضيفها وزارة الخارجية العراقية». وأضاف: «المحادثات ستواصل الحديث حول الأمن في العراق، بما في ذلك الدعم الايراني الى الميليشيات الطائفية التي تزيد من الضغوط الطائفية والأفعال الخطيرة لعناصر الحرس الثور الايراني في العراق». وتابع ان هذه الافعال «تناقض تصريحات إيران حول سياستها لدعم الحكومة العراقية». وقال مصدر عراقي مطلع لـ«الشرق الاوسط» ان الهدف من الاجتماع «معرفة كيف سيساعد الايرانيون على تهدئة الوضع الامني في العراق». وأضاف ان الاميركيين سيقدمون عرضاً لأدلة بحوزتهم تثبت دعم ايران للميليشيات التي تزعزع استقرار العراق وتستهدف القوات العراقية والاميركية، في محاولة لإقناع ايران بتقديم دلائل على تصريحاتها العلنية بسعيها لدعم الأمن العراقي. وأوضح المصدر: «من المتوقع ان يكون الحديث تفصيلي حول الخروقات الايرانية في البلاد وكيفية تغير ذلك لدعم أمني للعراق». ومثل واشنطن سفيرها لدى العراق رايان كروكر فيما مثل طهران نظيره الايراني حسن كاظمي قمي، لكن ذلك الاجتماع لم يسفر عن تقدم كبير. وكان مساعد وزيرة الخارجية الاميركي ديفيد ويلش قد قال لـ«الشرق الاوسط» في وقت سابق، ان تلك المحادثات «لم تجلب نتائج». وكان ممثلو الولايات المتحدة وايران قد عقدوا في 28 مايو (أيار) اول اجتماع رسمي بين البلدين منذ قطع العلاقات الدبلوماسية عام 1980. واجتمع السفير الايراني في العراق، أمس، مع عدد من المسؤولين العراقيين، بمن فيهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، لبحث الاستعدادات لاجتماع اليوم. ونقل موقع التلفزيون الإيراني الرسمي عن قمي قوله: «بعد لقائي مع رئيس الوزراء نوري المالكي، جرى تأكيد اللقاء» اليوم. وأضاف ان «وفداً عراقياً سيحضر اجتماعنا مع الوفد الاميركي والذي سيجري خلاله بحث سبل تحقيق الاستقرار والأمن في العراق». وبدوره، بحث وزير خارجية العراقي مع السفير الأميركي رايان كروكر الترتيبات للقاء الذي يجمع الولايات المتحدة وإيران والعراق. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك قد اعتبر الثلاثاء الماضي أنه «سيكون من الملائم عقد اجتماع آخر وجها لوجه نظرا الى الوضع في العراق ونظرا الى تصرف ايران الذي يتسبب بمزيد من انعدام الاستقرار في العراق». وأضاف أن واشنطن تأمل «ان تقول مباشرة للسلطات الايرانية انها اذا كانت ترغب في قيام عراق يتمتع بمزيد من الاستقرار ومزيد من الرخاء، وهذا ما تقول انها تريده، فعليها تغيير أدائها». وتزامت العلاقات الاميركية ـ الايرانية في يناير (كانون الثاني) بعد اعتقال القوات الاميركية خمسة ايرانيين تقول طهران انهم دبلوماسيون، فيما تؤكد واشنطن انهم عناصر من الحرس الثوري الايراني. وزاد التأزم بعد اعتقال طهران ثلاثة ايرانيين يحملون الجنسية الاميركية اتهموا بالتجسس لصالح الولايات المتحدة والإخلال بالأمن القومي. وقال النائب الكردي محمود عثمان لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا نتوقع الكثير من هذا اللقاء». وأضاف: «الولايات المتحدة تريد من ايران ان تبعد يدها عن العراق، فيما تطالب ايران الولايات المتحدة بأن تغادر العراق. كل طرف لديه أجندته الخاصة». وتابع ان «العراقيين يصرون على إجراء مثل هذه اللقاءات لأنهم انفسهم فشلوا في حل مشاكلهم، لكن مشاكل العراق لا تحل إلا من قبل العراقيين فقط، لذا يجب عليهم العمل جنبا الى جنب». لكن النائب همام حمودي عضو المجلس الأعلى الاسلامي الذي تربطه علاقات طيبة بإيران، اعتبر اللقاء «خطوة ايجابية». وقال: «هذا اجتماع مهم، وهناك إرادة عند الاطراف الثلاثة لحل العقد ودعم الحكومة العراقية خصوصا في مواجهة التحديات الامنية». وتابع «هناك تفاهم أكثر جدية بين الايرانيين والأميركيين بما يحفظ وحدة العراق ونظامه السياسي الجديد». من جهته، أبدى ظافر العاني عضو مجلس النوب عن جبهة التوافق العراقية تفاؤلا حذرا باللقاء، وقال «أعتقد ان لقاء من هذا النوع لا يمكن ان يكون مفيداً في ظل غياب الارادة العراقية». ووصف العاني، قيام الحكومة العراقية بتهيئة الأجواء لاجتماع الجانبين بـ«المعيب» لأن الحكومة من وجهة نظره «ستبيع مصالح الشعب العراقي». وأضاف ان «ايران والولايات المتحدة لاعبان اساسيان في الشأن العراقي المتأزم، ومعظم النخب السياسية العراقية تتبع أحد الطرفين سواء ايران او اميركا، والضحية هو المواطن العراقي». لكنه قال «لسنا ضد ان تكون هناك علاقات طيبة بين الجانبين لحل الخلافات المحسوبة على العراق»، معتبرا أن نتائج هذا الحوار اذا لم تكن الحكومة العراقية طرفاً فيها «فإن الشعب العراقى غير ملزم بتطبيقها»، متمنياً ان يتفق الطرفان على تسوية خلافاتهما التي رأى انها «يجب ان تكون خارج حدود مصالحهما». أما عضو القائمة العراقية الوطنية حميد مجيد موسى، فتوقع أن ينتج عن اللقاء «الكثير من القرارات»، قائلا ان «الضغط العراقي سيدفع الطرفين الى التفاهمات على الأمن والاستقرار في الشارع العراقي».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
23
تأجيل مؤتمر القوى العراقية المناهضة للاحتلال بدمشق
الشرق القطرية
قبل اقل من 12 ساعة على انعقاده في دمشق تأجل مؤتمر عراقي لقوى مناهضة للاحتلال وفصائل مسلحة وقيادات بعثية وجماعات اسلامية، ما دفع المحللين الى الاعتقاد بان هناك خلافات سبقت المؤتمر وأدت الى تأجيله عن موعده المقرر صباح أمس الاثنين ولم يتم تحديد موعد آخر. وكانت مصادر قد ذكرت لـ الشرق ان تأجيل المؤتمر اعلن عنه مساء الاحد اي قبل موعده باقل من 12 ساعة ما دفع التكهنات الى تفسير اسباب تأجيله بان هناك ضغطا وراء ذلك. وذهب البعض الى اعتبار المكالمة الهاتفية التي تمت بين وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ووزير الخارجية السوري وليد المعلم كانت وراء تأجيل المؤتمر حيث طلب زيباري من المعلم التداول حول الاجتماع المرتقب للجنة العمل الامنية المنبثقة عن المؤتمر الوزاري الموسع لدول الجوار في شرم الشيخ في دمشق في اوائل شهر أغسطس المقبل، وربما وفق محللين فإن العراق يعد مؤتمر دمشق الذي كان من المقرر عقده يتنافى مع مقررات شرم الشيخ الامنية. لكن خضر المرشدي عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر والناطق باسم حزب البعث جناح الدوري قال عن اسباب تأجيل المؤتمر "ان المؤتمر يحتاج الى مزيد من الحوارات بين الاطراف المشاركة حيث هناك اختلاف في وجهات النظر إضافة الى أسباب فنية تتعلق بأوضاع العراق الأمنية التي ادت الى عدم مقدرة حضور عدد من الشخصيات في الوقت المقرر وحدوث تطورات ميدانية وسياسية وبعض التطورات الإقليمية تدعونا للتريث وتأجيل المؤتمر. وعلمت شبكة أخبار العراق من مصدر فضل عدم الكشف عن اسمه بانسحاب الشيخ جواد الخالصي رئيس المؤتمر التأسيسي العراقي والشخصية الوطنية المعروفة خير الدين حبيب رئيس مركز دراسات الوحدة العربية. وهناك خلاف بين فصائل المقاومة العراقية خصوصا بين جناحي "عزة الدوري" ومحمد يونس الأحمد. إضافة الى ضغوط من الحكومة السورية تزامنت مع زيارة الرئيس الايراني "احمدي نجاد". وقال المصدر ان المستشار الإعلامي للرئيس الإيراني وبمعونة مجموعة من المخابرات السورية أراد معرفة أسماء المدعوين للمؤتمر الموجود في فندق "صحارى" في إطار الاهتمام الإيراني بالمؤتمر وابرز المشاركين فيه. من جهة اخرى قالت مصادر خاصة ان الامين العام لهيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري التقى في دمشق مؤخرا القيادي البعثي السابق محمد يونس الاحمد احد المطلوبين ضمن قائمة الـ 55 الأمريكية.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
24
مقاتلو 'العمال الكردستاني' يسيطرون على جبال عراقية
وكالة الأخبار العراقية
في الطريق الى جبل قنديل المنطقة التي يحتمل ان تشعل حربا اخرى في الشرق الاوسط يعطي مسؤولون اكراد تقييما صريحا للقيود على سيادتهم وقدرتهم على وقف متمردين اتراك.وقال ضابط الشرطة بكر عبدالرحمن حسين في بلدة قلعة دزة في منطقة كردستان التي تتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق 'مشكلة منطقة الحدود انه لا سيطرة لنا عليها'. واضاف 'لا يمكننا الذهاب الى هناك. تمتلئ الجبال بمقاتلي حزب العمال الكردستاني'.وعلى بعد اميال قليلة الى الشرق في قاعدة لحرس الحدود العراقيين، يحذر الضابط احد صابر من المخاطر بجدية ويقول 'من هنا فصاعدا تتحملون مسؤولية انفسكم. لا يمكننا مساعدتكم اذا ما تعرضتم لاي امر. تزخر المنطقة باناس يحملون السلاح.. حزب العمال الكردستاني والايرانيون ورعاة مسلحون'.ويقع جبل قنديل على الحدود مع ايران وهو جزء من سلاسل جبلية تمتد شمالا الى الحدود مع تركيا التي شن جيشها عمليات عدة ضد المتمردين في العراق منذ بدء حزب العمال الكردستاني حربه ضد تركيا في عام 1984 سعيا لنيل حكم ذاتي. وادى الصراع لمقتل اكثر من 30 الفا. وخلال حملة انتخابية مريرة استعدادا للانتخابات البرلمانية التي تجري في تركيا اليوم طلبت القوات المسلحة التركية من الحكومة السماح لها بشن هجوم عبر الحدود لسحق حوالي اربعة الاف من مسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يستغلون الجبال كقاعدة عمليات.وحزب العمال محظور في تركيا وتعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية. واتهم مسؤولون اتراك الولايات المتحدة بالفشل في الضغط على حكومة اقليم كردستان بشمال العراق لشن حملة ضد الحزب.ويتعاطف الاكراد العراقيون بصفة عامة مع حزب العمال لاسباب عرقية. وبرزت هشاشة السلام في 18 يوليو حين اطلق الجيش التركي نحو مائة قذيفة على بلدة زاخو الحدودية على حسب قول جبار ياور وكيل وزارة البشمركة، ولم يصب احد ولكن فر عشرات من سكان المنطقة.موطن مثالي للمتمردين وعندما تقود سيارتك لمنطقة حزب العمال، الحدود عبارة عن جسر اسمنتي ليس بعيدا عن وحدة صابر - تدرك السبب الذي يدعو حكومة اقليم كردستان لاعتبار جبل قنديل منطقة يستحيل دخولها ولماذا يبدو متمردو الحزب على ثقة تامة من قدرتهم على صد اي غزو تركي او هجوم لقوات حكومة اقليم كردستان. انه موطن مثالي للمتمردين الذي الفوا تماما القمم المرتفعة والوديان العميقة بالمنطقة ويتمتعون بميزة طبيعية على اي مهاجم. حتى جيش صدام الذي شن حملات متكررة بلا رحمة فشل في اخراجهم. كذلك فشل غزو تركي في 1995 شارك فيه نحو 35 الف جندي اواخر 1997 بقوة قوامها حوالي 50 الفا.وفي طريقك لمعسكر للمتمردين ترى اول دلائل على وجود متمردين ونوعا من القلق من هجوم عند نقطة حراسة فيها مقاتلان يحملان بنادق كلاشينكوف وتعلو وجهيهما تعبيرات صارمة. وقبل السماح للزائر بالمرور ينبغي عليه تسليم جواز سفره. ويقول احدهم 'جميع هواتفكم المحمولة. وهواتف الاتصال عبر الاقمار الاصطناعية ايضا. كل وسائل الاتصال'. ويقول من ألفوا المنطقة انه توجد اجراءات جديدة ضمن احتياطات امنية اكثر تعقيدا من اي وقت مضى ومخاوف من ان ينقل زائرون مواقع مراكز المتمردين بما في ذلك دار الضيافة الخاص بالحزب الموجود على ارتفاع كبير وتمت تغطيته جيدا بحيث تصعب رؤيته.فقط.. قطيع الماشية وتحف بالمنطقة المحيطة بالمعسكر منحدرات شديدة تتناثر فيها الاشجار. ولا توجد اي دلائل على وجود حياة سوى قطيع من الماشية وراع.ويقام دار الضيافة تحت ظل شجرة سنديان عتيقة بجوار طبق كبير لاستقبال بث الاقمار الاصطناعية وفي دار الضيافة تقدم ثلاث مقاتلات ترتدين زي القتال.ولم يتسن مقابلة اي من قادة الحزب الذين يستقبلون الزائرين من آن لاخر ولكن في مقابلة هاتفية مع عبدالرحمن تشدرتشي المسؤول عن العلاقات الخارجية في الحزب صرح ان فرص نجاح اي هجوم تركي عبر الحدود لن تكون افضل من السابق.وقال 'نحن مستعدون تماما. على طول الجبال' مضيفا ان اي هجوم تركي سيكون 'خطأ استراتيجيا' يوحد الاكراد على جانبي الحدود وفي اماكن اخرى في الشرق الاوسط.وتوجد اقليات كردية في تركيا والعراق وايران وسوريا وتمثل اكبر مجموعة عرقية في العالم ليس لها دولة مستقلة قوامها اكثر من 30 مليونا. ويمثل استقلال كامل لاقليم كردستان العراقي تهديدا لكل دولة تقيم بها الاقلية. ويوجد اكبر عدد من الاكراد في تركيا وساهمت الحملة في البلاد في تنامي المد القومي مما اثار مخاوف بعض الساسة الاكراد من ان الاقاويل ربما تتحول لعمل عسكري بعد انتخابات اليوم.وفي واشنطن يحمل محافظون مسؤولية نزع فتيل التوتر الحدودي الذي يمكن ان ينفجر في اي وقت على مسعود البرزاني رئيس حكومة اقليم كردستان.وقال مايكل روبن الباحث في شؤون الشرق الاوسط بمعهد انتربرايز الاميركي امام جلسة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الاميركي انه يتعين على البرزاني 'طرد ارهابيي الحزب' من معاقلهم، وبناء على تجربة تمضية يوم في هذا الحصن الطبيعي.. يبدو ان الكلام اسهل من الفعل.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
25
ريد : الديموقراطيون سيواصلون ضغوطهم للانسحاب من العراق
الدستور
اعلن زعيم كتلة الديموقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد الاحد ، انهم يريدون الاستمرار في ممارسة ضغوطهم لاستصدار قانون حول انسحاب القوات الاميركية من العراق ، رغم النكسة الكبيرة التي منيت بها جهودهم الاسبوع الماضي. وقال ريد لشبكة التلفزة الاميركية "سي بي اس" "بعد الاول من ايار 2008 يجب ان يكون جميع الجنود الاميركيين قد عادوا باستثناء اولئك الذين يقومون بمهمة مكافحة الارهاب وتدريب العراقيين". واضاف ان "اساتذة الجامعات على غرار العسكريين يقولون ان العراق يشهد حالا من الفوضى اليوم".واوضح ان "اعادة انتشار الاميركيين في خارج العراق باستثناء الجنود الذين تحدثت عنهم لتوي ، ستخفف من هذه الفوضى بدلا من زيادة تفشيها".وقال ريد "يجب ان نغير مجرى الامور ، سنستمر في القيام بكل ما يمكننا القيام به في اطار الحزبين"،لاعادة القوات الاميركية الى بلادها. الى ذلك اوضح السناتور الديموقراطي روس فينغولد في تصريح لشبكة "ان بي سي" انه ينوي رفع مذكرة حول تعاطي الرئيس جورج بوش مع الوضع في العراق. وقال ريد انه يشك في ان يتبنى مجلس الشيوخ هذه المذكرة. واعتبر ان "سمعة الرئيس بوش لدى الاميركيين هي انه اسوأ الرؤساء على الاطلاق ، ولا اعتقد اننا نحتاج الى مذكرة في مجلس الشيوخ لاثبات ذلك".
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
26
الخفاجي اعتبره «ضرورة فرضها غياب الأمن» ... «جيش المهدي» في دائرة الاتهام الأميركي بعد «القاعدة» واستياء في الأوساط الشيعية من وصمه بـ «الإرهاب»
الحياة

بعد تركيز القوات الأميركية على توجيه ضربات كبيرة الى تنظيم «القاعدة» في العراق، سواء من خلال عمليات عسكرية كبيرة استهدفت معاقل التنظيم، أو من خلال استمالة زعماء العشائر، يتجه الأميركيون إلى مواجهة الميليشيات الشيعية التي تعتبرها تقارير القادة العسكريين «خطراً مماثلاً للخطر الذي تمثله القاعدة». وتذهب هذه التقارير أبعد من ذلك الى اعتبار الميليشيات الشيعية منظمات إرهابية، فيما ينفي قادتها الاتهامات، مشددين على أن الولايات المتحدة ليست في موقع لتحدد من هو الإرهابي.وقال الشيخ جابر الخفاجي، أحد كبار مساعدي مقتدى الصدر، إن «القوات الأميركية لم تفهم بعد ما يجري على الأرض على رغم مرور أكثر من أربع سنوات على احتلالها البلاد، ولم تدرك أسباب ظهور المسلحين في الشوارع». ويضيف في حديث إلى «الحياة» ان «جيش المهدي مثل ضرورة اقتضاها غياب سلطة القانون وضعف الأجهزة الأمنية بشكل واضح في مواجهة الارهابيين». وأكد أن «القوات الأميركية والحكومية تبرر فشلها في توفير الأمن بتحميل جيش المهدي مسؤوليته عدم الاستقرار».وتفيد التقارير العسكرية الأميركية ان الميليشيات الشيعية (70 ميليشيا) أبرزها قوات «فيلق بدر»، الجناح العسكري لـ «المجلس الاسلامي الاعلى»، و «جيش المهدي» وتنظيمات «حزب الله» هي من أسباب عدم استباب الأمن في الكثير من أجزاء العراق، لا سيما في وسطه وجنوبه. ويشكل وجود هذه الميليشيات تحدياً امام الحكومة في ظل ضغوط أميركية كبيرة عليها لاتخاذ موقف حازم منها.من جهته، يؤكد الناطق العسكري باسم رئيس الوزراء العميد قاسم عطا لـ «الحياة» ان «القوات الأمنية العراقية تقود عملياتها ضد أي خارج على قانون، بغض النظر عن الجهة التي ينتمي اليها»، مضيفاً انه «خلال خطة فرض القانون التي تشهدها العاصمة منذ أشهر شنت القوات الحكومية عمليات عسكرية في كل مناطق بغداد من دون تمييز، وكانت الميليشيات والجماعات المسلحة هدفاً لهذه العمليات»، لافتاً الى ان «رئيس الوزراء يشدد دائماً على استهداف كل من يحمل السلاح وقرار تفتيش مقار الأحزاب الذي اتخذه المالكي يصب في هذا الاطار».ويشير تقرير عسكري أميركي الى ان الأعمال المسلحة للميليشيات الشيعية تشكل خطراً أكثر من التفجيرات بالسيارات والعبوات التي ينفذها تنظيم «القاعدة». ويقدر التقرير ان القتل على أيدي هذه الميليشيات يتم بمعايير طائفية وعرقية أكثر من ضحايا السيارات ويصل عدد ضحاياه إلى أكثر من أربعة أضعاف.لكن قائد فرقة الاتصالات في الجيش الأميركي الأميرال مارك فوكس نفى أن يكون في نيته اعتبار «جيش المهدي» منظمة إرهابية. وقال في مؤتمر صحافي الأحد إن هناك عناصر متشددة وإرهابية في هذا التنظيم. وأضاف: «هناك خلايا سرية في جيش المهدي نعدّ أفرادها من المتشددين والإرهابيين، فهم لا يخضعون لأي سلطة عُليا ولا يعني ذلك أننا نقول إن منظمة جيش المهدي بأكملها كذلك. ونحن نفهم أن هناك أجزاء من جيش المهدي ما زالت تبذل جهودها للعمل السلمي. ونركز جهودنا لملاحقة تلك الخلايا السرية». ويؤكد عدنان الدليمي، زعيم جبهة «التوافق» السنية، أن «جيش المهدي وعدداً من المنظمات تقوم بعمليات قتل وتهجير منظمة لأهل السنة لجعل بغداد مدينة شيعية خالصة»، مضيفاً ان «الميليشيات الشيعية تمثل خطراً محدقاً كونها استطاعت التغلغل داخل اجهزة الجيش والشرطة».
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
27
وفد تركماني يلتقي عمرو موسى ويطلب منه التدخل السريع في كركوك
الملف نت
يغادر الى القاهرة في الأيام القليلة القادمة وفد تركماني عراقي للقاء أمين عام جامعة الدول العربية عمر موسى بناء على دعوة رسمية من الجامعة· وسيترأس الوفد أرشد الصالحي ممثل الجبهة التركمانية العراقية في سوريا ولبنان، حيث سيضع أمين عام الجامعة بصورة "آخر المستجدات على الساحة العراقية، وخاصة التطورات الخاصة بمسألة كركوك·" وحسب مصادر الجبهة التركمانية، سيطرح الصالحي مع موسى رؤية الجبهة "لاخراج العراق من مأزقه الراهن،" كما سيقدم شرحا تفصيلا لتداعيات الوضع التركماني في كركوك التي هي الآن مثار جدل في الأوساط السياسية العراقية، اضافة الى الأوضاع المتفجرة في أربيل وتلعفر· وحسب ذات المصادر، سيطلب الصالحي من الجامعة العربية وأمينها العام التدخل السريع لتأمين حل عربي لمسألة كركوك بعيدا عن التدخلات الدولية والاقليمية، على ضوء التغيير الديمغرافي الخطير الحاصل في المدينة بتواطؤ من بعض الأحزاب الكردية· وفي تصريح خاص لـ"اللواء" قال الصالحي ان كل من يعقد صفقة حول كركوك سيحرق نفسه، لافتا الى أن كركوك مدينة عراقية ولكن لها خصوصية (تركمانية) مثلما أن البصرة عربية والسليمانية كردية· وأضاف الصالحي قائلا "ستحرق كركوك كل من هو غريب عنها، وليس من أهلها الحقيقيين"·
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
28
شككت بالوجود العسكري الاميركي التركي المكثف * صحيفة عراقية تحذر من هجوم اميركي على سوريا ثم ايران
الدستور
شككت صحيفة عراقية بالحشود العسكرية الامريكية التركية غير المسبوقة في مناطق داخل وخارج الحدود مع العراق ، وقالت ان هذه الحشود تشير الى وجود مخطط لتنفيذ هجوم محتمل على ايران اوسوريا في وقت قريب. واشارت الصحيفة الى ان الايام القادمة ستكون اياما عصيبة وساخنة في منطقة الشرق الاوسط وفي الخليج العربي بالذات. وحذرت صحيفة (البيّنة) التي تشرف عليها حركة حزب الله في العراق ، من الحشود العسكرية الامريكية غير المسبوقة في منطقة الخليج العربي ، وقالت ان وجود ثلاث حاملات للطائرات في الخليج يعد امرا بالغ الخطورة ، و لاسيما وان هذه الحاملات لم تصمم للقيام بنزهات بحرية ، سيما وان تكاليف تحركاتها تعد عملية باهظة جدا على الجيش الامريكي .ونوهت الصحيفة الى احتمالية دخول 160 دبابة امريكية تابعة لحلف شمال الاطلسي للعراق خلال الايام القادمة ، وقالت ان دخول هذه الدبابات يعطي مؤشرا على ان حلف شمال الاطلسي سينزل في اللعبة المخطط لها . واشارت الصحيفة الى ان وجود هذه القوات وبهذا الحجم الملفت للنظر وفي هذا الوقت بالذات ، يعطي مؤشرا ان الولايات المتحدة تخطط لتنفيذ ضربة عسكرية قد تشمل إيران او سوريا سيما وان هاتين الدولتين متهمتان بالتدخل في الشأن العراقي واللبناني . ورجحت الصحيفة ان تكون الضربة العسكرية الاولى لسوريا قبل ايران . ورجحت الصحيفة ان ينتظر الامريكان ردود فعل ايران بعد ضرب سوريا كي يأخذوا المبادرة بضربها.وقالت ان سبب ترجيح ضرب سوريا اولا هو ان التعامل الامريكي يبقى حذرا تجاه ايران بسبب الاوضاع المتشابكة في العراق .وخشية من قيام ايران بالرد باتجاه ضرب منابع النفط في الخليج .
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
29
البرلمان العراقي يصوت بالاغلبية المطلقة على قرار لدعم اللاجئين العراقيين في دول الجوار
شبكة اخبار العراق
صو ت البرلمان العراقي الاثنين بالقبول وبالاغلبية المطلقة على قرار دعم اللاجئين العراقيين في دول الجوار, وتضمن القرار الذي تقدمت به هيئة الرئاسة عن طريق قراءته من قبل رئيس البرلمان محمود المشهداني خلال جلسة الاثنين،مطالبة الحكومة العراقية بالعمل الدؤوب والمكثف لتقليل معاناة ابناء العراق خاصة في دولتي سوريا والاردن ورفع المعاناة عنهم ,والعمل على صرف بدلات البطاقة التموينية لهم." كما تضمن القرار ، بحسب المشهداني ، " دعوة الحكومات المستضيفة للعراقيين خاصة(سوريا ,والاردن ) بتقليل الاجراءات المشددة بحقهم لاسيما فيما يخص الخدمات الصحية والاقامة والتعليم." وطالب القرار كلا من الولايات المتحدة الامريكية,وبريطانيا بتحمل مسؤلياتهمالمتابعة هذه الامور ودعم اللاجئين والدول المستضيفه لهم, كما دعا القرار كل المنظمات الدولية لمتابعة هذه القصة بشكل دقيق وتوفير الدعم للاجئين,ومن خلال العمل مع الدول المستضيفة للاجئين العراقيين. وقال المشهداني خلال قراءته للقرار ان " مجلس النواب اذ يشعر بالقلق الشديد للمعاناة الانسانية للاجئين العراقيين في دول الجوار والدول الاخرى ويتطلع لليوم الذي يعودون فيه للعراق فقد قام بتقديم هذا القرار.". من جهة اخرى، قال مصدر اعلامي في مجلس الوزراء العراقي الاثنين ان من المؤمل ان يعقد الاسبوع الحالي الجانبين الامريكي والايراني محادثات في بغداد لبحث الاوضاع الامنية في العراق وعلى مستوى سفيري البلدين في العراق وبرعاية الحكومة العراقية وبحضورشخصيات سياسية ومسؤولين كبارفي الحكومة العراقية. وأوضح المصدر ، الذي طلب عدم ذكر اسمه الاثنين ان " من المفترض ان يحضرعن الجانب الامريكي السيد ريان كروكر سفير الولايات المتحدة في العراق وعن الجانب الايراني السيد حسن كاظمي قمي سفير ايران في العراق حيث سيبحث الجانبان الوضع الامني في العراق , وان المحادثات ستتركز حول العراق فقط , وان اللقاء بين الجانبين ربما يتم الثلاثاء." ولم يعط المصدر مزيدا من التفاصيل. وقال هوشيار زيباري وزير خارجية العراق، الخميس، ان وزارته تواصل جهودها الدبلوماسية لتنظيم لقاء أمريكي إيراني ثان في بغداد قريبا. ونقل بيان للخارجية العراقية عن زيبارى قوله ان "هذا اللقاء له اهمية بالغة لكونه مخصص لأمن العراق واستقراره." والتقى سفيرا الولايات المتحدة وايران في بغداد اواخر ايار مايو الماضي بحضور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وعدد من المسؤولين العراقيين وشخصيات دبلوماسية عراقية , ويعد اللقاء الاول في بغداد هو اول لقاء بين الجانبين منذ قيام الثورة الايرانية عام 1979. ووصف السفيران في حينها المحادثات بانها كانت ايجابية , فيما دعا العراق الى لقاء ثان لبحث الشأن الامني العراقي.
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
30
الموسوي: تورط وليد حميد وسفيان ماهر بقمع انتفاضة 1991
الصباح
اكدت هيئة الادعاء في المحكمة الجنائية المركزية ثبوت مشاركة المتهمين وليد حميد وسفيان ماهر بانتفاضة عام 1991.وكان المتهمان قدما طلبا الى المحكمة باعادة النظر في التهم الموجهة اليهما في قضية احداث عام 1991 واشارا الى انهما لم يشتركا في قمع الانتفاضة. وقال رئيس هيئة الادعاء العام في المحكمة الجنائية القاضي جعفر الموسوي في تصريح صحفي: ان الهيئة دققت التمييز الذي قدمه المتهمان ووجدت خلاله انهما شاركا في قمع الانتفاضة في محافظتي البصرة وميسان، مشيرا الى ان الهيئة ستقدم ادلة الى المحكمة المختصة بهذه القضية تثبت فيها تورط المتهمين في جرائم ضد الانسانية
ت
عنوان الخبر او التقرير
مكان النشر
31
قُتل 240 منهم وغادر مئات آخرون منذ عام 2003 ... مترجمو القوات الأميركية يطالبون باللجوء بعد إجلاء الدنمارك العراقيين العاملين معها
الحياة
. طبيعة الحرب على العراق حولت المترجمين العراقيين إلى أعداء لجميع المسلحين سنة وشيعة، وهو ما جعل طلب اللجوء السياسي والهجرة إلى بلدان عملوا مع قواتها، منفذ الخلاص الوحيد لهم، على رغم رفض قوات «التحالف» بقيادة الولايات المتحدة اسقبالهم عادة.إلا أن إعلان القوات الدنماركية العاملة في جنوب العراق أخيراً أنها نقلت حوالي مئتي مترجم عراقي وعائلاتهم الى الدنمارك حيث فتحت لهم باب اللجوء السياسي، أثار حفيظة مئات المترجمين العاملين مع القوات الأميركية، والذين يواجهون مخاطر أكبر نظراً الى طبيعة الانتشار الواسع لهذه القوات.يقول علي باقر الذي عمل مترجماً لأكثر من عامين في المركز الاعلامي العراقي - الاميركي المشترك إن العمل مع القوات الاميركية محفوف بمخاطر لا مهرب منها، مشيراً إلى اضطراره الانتقال من منطقة يسكن فيها بعدما تناقل الاهالي خبر اكتشاف مهنته.وعلي الذي أخفى طبيعة عمله عن أهله خشية افتضاح أمره أو التسبب لهم بالأذى، غادر حي الخضراء غرب العاصمة وانتقل الى جانب الرصافة، إلا أن هذا الانتقال لم يوفر له الأمان، وخصوصاً بعد اكتشافه أن المترجمين «أعداء للجميع» بلا استثناء، وأن الجماعات المسلحة والميليشيات تعتبرهم «خونة وعملاء». ويقول علي إن القوات الاميركية وعدت كثيراً من المترجمين بمنحهم حق اللجوء، إلا أنها قليلاً ما تفي بوعودها.المترجم مروان عبدالله يستعد أيضاً لمغادرة البلاد، ويقول إن المترجمين الذين يعملون مع القوات الاميركية و «المتعددة الجنسية» يعيشون حال ذعر دائم بسبب خوفهم على عائلاتهم التي تتحول إلى أهداف دائمة للمسلحين والميليشيات. ويؤكد أن بعض الجماعات المسلحة والميليشيات يخطف أحد افراد عائلة المترجم لإرغامه على تسليم نفسه.ويبدو الرجال أكثر حماسة للعمل كمترجمين من النساء، بسبب التقاليد السائدة في المجتمع العراقي. وتؤكد أسماء حسين وهي مدرسة متخصصة في الادب الانكليزي، أنها عملت مترجمة مع القوات الاميركية ليومين ثم قررت ترك العمل بعدما أراد أحد قادة الجيش اصطحابها في جولاته الميدانية.وشعرت أسماء بخوف كبير من العمل خارج القاعدة الأميركية لأنها ستكون مستهدفة، فضلاً عن نظرة الاهالي اليها وهي ترافق القوات الاميركية في جولاتها. ويعمل مئات المترجمين في العراق مع القوات المتعددة الجنسية منذ دخولها إلى البلاد عام 2003، إذ حصل بعضهم على حق اللجوء في الدول التي عملوا لمصلحة قواتها.وكانت الحكومة الدنماركية أعلنت أن القوات الدنماركية نقلت 22 مترجماً عراقياً مع عائلاتهم جواً الى الدنمارك في رحلة سرية لتجنيبهم خطر الاستهداف قبل سفرهم. ويعمل مع القوات الاميركية و «المتعددة الجنسية» في العراق حوالي 2745 مترجماً يتقنون لغات مختلفة، إذ يعمل أكثر من نصفهم مع القوات الأميركية، فيما يعمل الباقون مع القوات البولندية واليابانية والاسبانية والبريطانية وغيرها. وأكدت الاحصاءات الأخيرة لـ «جمعية المترجمين العراقية» مقتل أكثر من 240 مترجماً منذ غزو القوات الاميركية العراق. وسقط اكثر 80 في المئة من هؤلاء المترجمين ضحايا لعمليات اغتيال منظمة على أيدي مسلحين في مدن بغداد والموصل والانبار والبصرة وكربلاء وبعقوبة وغيرها، فيما نجا أكثر من 520 مترجماً من عمليات اغتيال غادر معظمهم على أثرها الى خارج البلاد بعد حصولهم على حق اللجوء في بلدان عملوا مع قواتها.





رابعا نصوص المقالات والافتتاحيات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
... العروبة عنوان وجود العراق ووجودنا
راكان المجالي
: الدستور الاردنية
انفجر الفرح في شوارع بغداد واحتفل العراقيون بزهو واعتزاز بفوز فريقهم الوطني لكرة القدم على فيتنام ووصوله للمربع الذهبي في بطولة اسيا.. ولم يكن السرور هو اغتباط بالانجاز الكروي فقط ولكن لان رمزية هذا الانتصار عنت ايضا الانتصار على الفرقة والاحتجاج على التمزق ، فبالاضافة الى العلم العراقي هنالك فريق كرة قدم عراقي يمثل كل العراق ، ويذكرهم بان وحدة العراق وعروبته هما عنوان وجوده وضمانة مصيره.العراقيون الذين اندفعوا للشارع احتفاء بانتصار فريقهم كانوا يتطلعون الى نصر اكبر في دحر الاحتلال والجماعات المرتبطة به والذين سعوا لطمس عروبة العراق ووحدته ، وذلك عدوان حقيقي واثيم على التاريخ والحضارة العراقية كما يقول المفكر الاسلامي زين العابدين الركابي الذي يؤكد ان عروبة العراق تثوي في نسيجه الاول القديم: الثقافي واللغوي والتاريخي والحضاري فالعروبة ليست صفة طارئة ، ولا مكونا عارضا ، ولا ثوبا يمكن ان يخلع لارضاء هذا الهوى او ذاك من الاهواء الداخلية والخارجية .. ان عروبة العراق التي تأكدت منذ وحدته واستقلاله في عشرينيات القرن الماضي وحتى سقوطه في قبضة الاحتلال قبل 4 اعوام هي عروبة اصيلة وقديمة قدم التاريخ نفسه ولها جذور في كل العصور وصمدت رغم كل المتغيرات.ولا نبالغ اذا قلنا ان عروبة العراق قد سبقت الفتح الاسلامي نفسه في القرن السابع الميلادي ، وهنالك ادلة موثقة تؤكد ذلك حيث من المتفق عليه بين معظم المؤرخين وعلماء الاجناس ان جزيرة العرب هي الموطن الاصلي للساميين. ومن ابرز هؤلاء العلماء المختصين في هذا المجال «شبرنكر».. فلقد اثبت ان هؤلاء الساميين خرجوا الى الهلال الخصيب.. ولا ريب في ان العراق من صميم منطقة الهلال الخصيب.. وهؤلاء الساميون هم العرب الاوائل الذين انتقلوا من عمق الجزيرة العربية الى العراق في وقت مبكر جدا.. يقول العالم المحقق محمد جميل بيهم في كتابه «دراسة وتحليل للعهد العربي الاصيل»: «العرب هم فئة من الساميين الذين كانوا منتشرين ما بين وادي الفرات ووادي النيل... ومعنى عرب بالعبرانية: بدو .. وبالسامية القديمة غربيون وعرفوا بالغربيين عند الامم التي كانت تسكن العراق لان منازلهم تقع غرب الفرات.وعروبة العراق كما هو معروف وطبقا لغالبية المصادر التاريخية قديمة قدم التاريخ. الا ان الاجماع هو تأكيد عروبة العراق على يد الاشوريين في الالف الثاني قبل الميلاد وكما يقتبس المفكر زين العابدين الركابي من المؤرخ العراقي الشهير جواد علي فان توثيق عروبة العراق على الاشوريين قد تعزز بحقيقة اخرى مماثلة وهي ان الملك العربي الشهير حمورابي قد حكم العراق واصلحه اجتماعيا واقتصاديا وقانونيا في الحقبة ذاتها اي حقبة بروز الاشوريين في الالف الثاني قبل الميلاد..لقد اوردت كل هذه الحيثيات لأؤكد ان عروبة العراق المتأصلة في عقول ووجدان وقلوب العراقيين وضاربة الجذور في تاريخهم والتي ينتظر الشعب العراقي زوال ليل الاحتلال وازلامه ليستعيد العراق وجوده وروحه عبر تأكيد وحدته وعروبته .. وهذا التحدي ليس خاصا بالعراق بل بكل بلدان الوطن العربي لان الهجمة هي على العروبة والهوية الحضارية بمكوناتها الاسلامية والتراثية والتاريخية والجغرافية.. انها حرب تستهدف نزع العروبة والهوية وتحويلنا الى مساحة جغرافية مفرغة اسمها الشرق الاوسط الجديد..
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
المحافظون الجدد .. والحقيقة
روزا بروكس
نيويورك تايمز

في تلك الأيام العصيبة بعد أحداث 11/9 عندما جعل قبول الشعب الأميركي المذهول حلم المحافظين الجدد الخاص بسلطة تنفيذية غير محدودة وقوة أميركية غير محدودة يبدو قابلا للتحقيق بشكل بارز, ازدادت الطغمة التي تدير البيت الأبيض كبرياءً واستشهدت بمقولة إيرفينغ كريستول المأثورة : " إن المحافظ الجديد هو شخص ليبرالي داهمته الحقيقة". وفي هذه الصيغة أو المعادلة النظيفة, فُهمت "الحقيقة" على أنها تعني العنف والقوة - مثلتها كل من الهجمات الإرهابية التي أسقطت برجي مركز التجارة العالمي مع وابل من الأجسام المتساقطة والركام والحطام المحترق, كما مثلها الرد الأميركي المخطط له في أفغانستان ثم في العراق لاحقا. بالنسبة للمحافظين الجدد, كانت" الحقيقة" هي القنابل والدماء والنيران - والصدمة والرعب . وفي مقالة في مجلة " نيويورك تايمز " الأميركية اُستشهد بها كثيرا في عام 2004, تحدث الصحفي رون ساسكيند عن حوار تم في عام 2002 مع مستشار رفيع المستوى لبوش - يُعتقد على نطاق واسع أنه كارل روف - مضيفا بريقا زائدا إلى مقولة كريستول المأثورة, موضحا أن " الحقيقة " يمكن أن تعني أشياء مختلفة لأناس مختلفين".وكما يروي ساسكيند القصة على لسانه : " قال مساعد الرئيس إن الرجال من أمثالنا هم " فيما نسميه المجتمع القائم على الحقيقة " , والذي عرفه على أنه الناس الذين " يعتقدون بأن الحلول تنبع من دراستك الحكيمة للحقيقة المميزة". أومأتُ برأسي وتمتمتُ قائلا شيئا عن مبادئ التنوير والتجريبية (الاعتماد على الملاحظة والتجريب أو المذهب القائل بأن المعرفة مستمدة من التجربة). فقاطعني قائلا "ليست هذه هي الطريقة التي يعمل بها العالم الآن. نحن امبراطورية الآن, وعندما نتصرف, ننشئ حقيقتنا وواقعنا الخاص. وبينما تدرس تلك الحقيقة - بحكمة, كما تشاء- سنتصرف ثانيةً, منشئين حقائق ووقائع أخرى جديدة, يمكنك أن تدرسها أيضا, وهذه هي الطريقة التي نتعامل بها مع الأشياء. نحن فاعلون في التاريخ ... وأنتم, كلكم, سيُترك لكم فقط أن تدرسوا ما نفعله نحن". وتلك التعليقات قد هزأ بها على نطاق واسع منتقدو إدارة بوش. يا لها من عجرفة في تخيل أن رؤيتهم وأفعالهم يمكن أن تعيد تشكيل العالم وفقا لرغباتهم وأهوائهم! وبالنسبة لكثير من الناس, فإن الأحداث الأخيرة, في العراق, وفي أماكن أخرى, إنما أثبتت هذا الاحتقار المبكر لفهم المحافظين الجدد لـ" الحقيقة ". فهذا الأسبوع, على سبيل المثال, شهد أحدث تقرير تقييمي للاستخبارات الوطنية الأميركية والذي يمثل إجماع وجهات نظر وآراء الست عشرة وكالة استخباراتية في الولايات المتحدة الأميركية. وتقدم الوثيقة رواية للعالم الذي نعيش فيه الآن: نهوض " القاعدة ", وحركة إسلامية متطرفة تنمو سريعا , وتصاعد في التهديدات الإرهابية العالمية وعنف خارج عن السيطرة في العراق. ولذا فإنه من المفهوم أن كثيرا من منتقدي الإدارة الأميركية يخلصون الآن- ببعض القناعة - إلى أن مفهوم المحافظين الجدد عن كيف تعمل وتجدي" الحقيقة " قد تم نزع الثقة عنه دائما. إذا أمكن للامبراطوريات أن تختار أن توجد وتنشئ حقائقها ووقائعها, فلماذا لم توجد وتنشئ امبراطورية بوش الأميركية عالما مستقرا وأكثر سلما ؟ ولماذا نحن لسنا أكثر أمنا عما كنا قبل 11/9 ؟ لقد ضلل وخدع المحافظون الجدد أنفسهم في تخيل أنهم يمكنهم أن يسيطروا على الواقع, ولكن في النهاية, أليسوا هم الأشخاص الذين قد غُلبوا وخسروا ؟ لقد أثبت كلام ساكسيند عن " مستشار بوش رفيع المستوى " كونه أكثر صحة من كونه أكثر خطأ. فالإدارة الأميركية قد أوجدت وقائع لتضاهي وتماثل بها رؤاها الأكثر إظلاما, معيدةً تشكيل العالم بسرعة وإتقان ملحوظين كما ترى هي . وفي عام 2001 , أشار عتاة الإدارة الأميركية إلى أن أسامة بن لادن قد نافس أدولف هتلر في الخطر الذي شكله على الأمن الأميركي وأصروا على أن قوة " القاعدة " كانت كبيرة بمكان بحيث أنه لا شيء مطلوب غير "حرب عالمية على الإرهاب". وفي ذاك الوقت, كما يقول الخبراء, لم يكن ببساطة هذا الوصف لـ"القاعدة" حقيقيا. فلم تكن أكثر من كونها جماعة مغمورة معزولة من السفاحين المتطرفين, الممولين جيدا والخطيرين على نحو متقطع, ولكن المحدودين نسبيا في جاذبيتهم العالمية والإقليمية السياسية. وفي 11/9 , حالفهم الحظ - ولكن بالرغم من النجاح غير المتوقع لهجومهم على الولايات المتحدة, لم يكونوا يشكلون تهديدا قاتلا وشيكا محدقا على الأمة الأميركية. أما اليوم فالأمور مختلفة .. وبفضل السياسات الأميركية, أصبحت " القاعدة " التهديد العالمي الواسع الذي تخيلت الإدارة الأميركية أنه سيكون في عام 2001 . إن أساليبنا الخرقاء في الاعتقال والاستجواب وغزونا غير المبرر وغير المنصوح به للعراق قد أغضب قطاعات واسعة من العالم الإسلامي, مغذيا التطرف والشعور المعادي لأميركا. واليوم, لم تعد " القاعدة " تنظيما وحيدا. إنها الآن لها فروع منتشرة في العالم, ولها عصابات جديدة من الإرهابيين حول العالم الذين يعتنقون مبادئ " القاعدة "بفخرٍ. في عام 2003 , لم يكن هناك أي تحالف بين صدام حسين و" القاعدة ", ولم تكن هناك أية جماعات إرهابية مرتبطة بـ" القاعدة " في العراق. أما اليوم, وبفضل أعمال الإدارة الأميركية, أصبح العراق مركزا رئيسا لتدريب وتجنيد " القاعدة ", وقد أعلن " معهد التعليم القومي " الأميركي أن " القاعدة " في العراق هي واحد من أكبر التهديدات للسلام والأمن الأميركيين. أهلا بحقيقة وواقع المحافظين الجدد! لقد كان مساعد بوش رفيع المستوى الذي تحدث عنه ساسكيند محقا على طول الخط. فعندما تتصرف امبراطورية ما, فهي توجد وتنشئ وقائع جديدة - أيا كانت للأفضل أم للأسوأ - وعلينا أن ندرس نحن تلك الوقائع الجديدة.. وأن نتعايش معها للأسف.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
بان كي مون: بداية باهتة
سيريل تاونسند
الحياة
في آخر يوم من شهر كانون الأول (ديسمبر) 2006، ترك كوفي أنان، وهو غانيّ في الثامنة والستين من العمر، منصبه كأمين عام للأمم المتحدة بعد عشر سنوات من توليه هذا المنصب. كان أنان أوّل أمين عام يصعد إلى أعلى الهرم من خلال مراتب بيروقراطية الأمم المتحدة وكان طاقم الأمم المتحدة يكنّ له الاحترام. وخلال الفترة العصيبة التي مرت فيها الأمم المتحدة حيث شهدت ولادة تنظيم «القاعدة» وبرنامج ايران النووي واجتياح العراق وقصف لبنان، كان قائداً دولياً بارزاً ومحترماً. وتذكرتُ أنني اعتبرت مرة أنه سيكون من الصعب على خلف كوفي أنان أن يملأ الفراغ الذي سيتركه وتبيّن أنني على حق.تمّ استبداله ببان كي مون، وهو أكبر منه بخمس سنوات، وكان وزير خارجية كوريا الجنوبية. ولا يجب أن نفرح بالطريقة التي يتم بها اختيار كبار الديبلوماسيين في العالم، إذ يتم اختيار الأمين العام مداورة بين المجموعات الجغرافية الاساسية عوضاً عن البحث عن الشخص الذي يتمتع بخبرة كبيرة، وعن المرشح المناسب.وبان كي مون هو ابنُ عامل في معمل للأرز من منطقة فقيرة في كوريا الجنوبية، درس في جامعة سيول الوطنية، ثمّ التحق بمدرسة كينيدي للحكومة في جامعة هارفارد. وعندما بلغ الثامنة عشرة من عمره ذهب صدفة لزيارة الرئيس جون كينيدي في البيت الأبيض. وهو متأهل وله ابن وابنتان، إحداهما تعمل في منظمة اليونيسيف في أفريقيا، ويُنظر إليه في كوريا على أنه ديبلوماسي متميز ومهني.وتَرافق تعيينه كأمين عام مع إعلان كوريا الشمالية عن تجربتها النووية الأولى التي أجمع العالم على إدانتها إدانة شديدة. مثّل بلده خلال محادثات القوى الست مع كوريا الشمالية. ويبدو رجلا قلقا بطبعه فيما يعمل في الطابق الثامن والثلاثين من المبنى الرئيسي للأمم المتحدة الرئيس على تسهيل التوصّل إلى حلّ لمشاكل شبه الجزيرة الكورية.ونشرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية في 12 تموز (يوليو) الجاري مقالاً انتقادياً كتبه مراسلها في الأمم المتحدة جيمس بون حول الأشهر الستة الأولى لبان كي مون كأمين عام، جاء فيه: منذ اللحظة التي ربح فيها بان كي مون السباق ليصبح أمينا عاماً، أعلن مسؤول بريطاني مهمّ بأسف: «أراده الأميركيون لأنه ضعيف وورطونا به». وجاء هذا الحكم بعد ممارسة بان الهزيلة في الأشهر الستة الأولى التي أمضاها في منصبه. وتمسك بان بخط مؤيد لأميركا فعيّن ديبلوماسياً أميركياً في أعلى منصب سياسي في الأمم المتحدة لأوّل مرة منذ عقود».ويتابع جيمس بون قائلا: «يشير المطّلعون إلى أن صديق بان الحميم، كيم وون سو، يسيطر على مكتب الأمين العام، ما يؤدي الى ابطاء عمل الأمم المتحدة. وأعلن مسؤول يعمل في مكتبه أن أمين الأمم المتحدة يرتاح في العمل مع أشخاص من كوريا الجنوبية أو أميركا فحسب».في مرحلة أولى، تمّ انتقاد كوفي أنان كونه كان مقرباً من الأميركيين، ما يعطي أميركا قدرة هائلة على التأثير على القرارات. ويشعر الأمناء العامون أنه يصعب العمل في الأمم المتحدة من دون دعم الولايات المتحدة كما أن العمل بالتعارض مع الولايات المتحدة الأميركية هو أمر مستحيل (وهي حجة جيدة ليصبح الاتحاد الأوروبي أقوى).على غرار ما واجهه أسلافه، يشكّل الشرق الأوسط المنطقة الأساسية التي تعاني مشاكل بالنسبة إلى بان كي مون. كان قد ادعى أن اللجنة الرباعية المتعلقة بإسرائيل والعرب بدت أكثر حيوية مؤخرا وأضاف أنه استشير في مسألة تعيين توني بلير ليكون المندوب الدولي للجنة. وأعلن أن مكتبه اتخذ الإجراءات لإنشاء محكمة خاصة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وقد تعرض لانتقاد في أوروبا لأنه لم يتطرق إلى إعدام صدام حسين وبعض من معاونيه المهمين.وفي شهر آذار (مارس) الماضي، قام بأول زيارة له إلى بغداد، وأثناء عقده مؤتمرا صحافيا مع رئيس الوزراء نوري المالكي في قلب المنطقة الخضراء، لم ينجح صاروخ إرهابي في إصابة المبنى. ويعتبر بان أن «الوضع في العراق تحسّن» كما أنه دعا جيران العراق إلى «العمل بشكل بنّاء» مع العراق. ويقرّ الأشخاص الذين ينتقدون بان بأنه ذكي وجذاب وبأنه يحاول أن يعيد تنظيم بيروقراطية الأمم المتحدة التي بدت فاسدة وغير فعالة في برنامج العراق (النفط مقابل الغذاء) وهو يعتبر أنه «في وسط الطريق وقريب من الجميع»... إنه السيد اللطيف. ويبدو أنّ النقص يكمن في إيجاد قائد حاسم يضطلع بمهمة واضحة وشخص مؤثر يُظهر انفتاحا كبيرا.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
إعلام أم إيهام ..إعلام "حر" يخوض في دماء الأبرياء!
د يثينة شعبان
الوطن عمان
يتزامن وصول توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق ومبعوث الرباعية لعملية السلام إلى الشرق الأوسط، مع كشف صحيفة الأنديبندنت البريطانية (19 يوليو2007) عن الخط الساخن الذي كان يصل مردوخ ببلير أثناء الاستعداد للحرب على العراق. كان توني بلير شريكاً أساسياً للرئيس بوش في الترويج لهذه الحرب، وتبرير ضرورتها، وما كانا يسميانه أهدافها "النبيلة" عبر اختراع "دلائل" استخباراتية تبيّن أنّها كانت أكاذيب عن "أسلحة الدمار الشامل العراقية". وواضح من تقرير الأنديبندنت أن روبرت مردوخ كان الشريك الذي اعتمد عليه بلير في نشر تبريراته التي يتذرع بها لشن هذه الحرب، والتشهير بمن يقف ضد هذه الحرب. وقد نشرت الأنديبندنت توقيت اتصالات توني بلير بمردوخ ونتائج هذه الاتصالات التي كانت تظهر في اليوم التالي بشكل مقالات في صفحة الرأي بجريدة الصن البريطانية، التي يمتلكها مردوخ، كغيرها العديد من وسائل الإعلام "الحرة" في الغرب. فقد اتصل توني بلير بمردوخ، مثلاً، في 11 مارس 2003، وفي 12 مارس شنت جريدة الصن في مقالها الافتتاحي هجوماً على الرئيس شيراك الذي يمكن أن يستخدم الفيتو في الأمم المتحدة ضد قرار الحرب على العراق ووصفته "بالإنسان الرخيص" الذي "يضع الثمن قبل المبدأ والمال قبل الشرف". وفي 13 مارس 2003 اتصل بلير بمردوخ لنقرأ في اليوم التالي في المقال الافتتاحي في جريدة الصن بأن "الرئيس شيراك ماضٍ في حملته لإنقاذ صدام ولكنّ خيانته ستكلّف شعبه ثمناً باهظاً. وأن هذا الأناني المتورم أنانية قد سببّ أذىً لا يمكن إصلاحه لبعض البنى الهامة، ولكن الهشه للنظام الدولي". وبعد اتصال بلير بمردوخ في 16 مارس 2003 نقرأ في اليوم التالي في المقال الافتتاحي لجريدة الصن البريطانية مايلي: "لقد نفذ الوقت لصدّام حسين. لقد بدأت الحرب على العراق. إن شجاعة وصلابة توني بلير وجورج بوش سوف تشهدان الآن الامتحان الآخير."وبعد أن نقرأ هذا ونستذكر، خلال لحظات، الدمار، والخراب الشامل، والكوارث التي تسببت بها هذه الحرب للعراق، والمآسي الدموية من قتل وتعذيب وتهجير الملايين من العراقيين، ونستمرّ في قراءة الأخبار لنرى أن بلير ذاته قادم إلى إسرائيل والضفة الغربية لبحث إمكانية إحياء عملية "السلام" بعد أن أعلن الرئيس بوش نيته في إحياء محادثات "السلام" نستطيع أن نتوقع أي محادثات وأي "سلام" وبالحقيقة أي كوارث تنتظر هذه المنطقة لسنين قادمة نتيجة التعنت في سياسات القهر العسكري، وشراء الذمم، والخداع، وتسخير الإمبراطوريات الإعلامية "الحرة" لتبرير هذه السياسات والترويج لها، ومنع التحدث عن نتائجها الكارثية، وتحويل وسائل الإعلام إلى وسائل إيهام لتبرير كلّ ما يريد أصحاب المصالح الكبرى تبريره، بغض النظر عن الواقع، والعدالة، والكرامة، وحقوق الإنسان والشعوب. ولا يعلم المرء أيّ "سلام" ينوي الرئيس بوش ووزيرة خارجيته، والشريك السابق واللاحق لهما، توني بلير، تحقيقه في ظلّ إعلان إسرائيل رفضها القاطع لمباحثات الوضع النهائي. لا شك أن إعلان الرئيس بوش عن نيته عقد مؤتمر "للسلام" لا علاقة له بالرغبة أو النية في تحقيق السلام، بل له علاقة بالإرث الذي يحرص الرئيس بوش أن يخلّفه بعد أن يرحل، خاصة في ضوء فشله الذريع في العراق وأفغانستان، فإن المستشارين الذين ورطوّه في هذه الحرب يخترعون له قضيه يوهمونه بأنها سوف تحقق له ولإدارته مكسباً تاريخياً ولكنها لن تكون بأفضل من "نزهته" الشاقة إلى العراق. ذلك لأن الأساس في كلّ هذه السياسات والجهود المبذولة لتغطيتها إعلامياً هو الاستهانة بإرادة الشعوب في الدفاع عن هويتها وكرامتها وقضاياها، واستخدام المال والسلاح ووسائل الإعلام لتبرير سياسات الهيمنة والقهر وشراء العملاء. ورغم ذلك كله فقد توصلت شعوب المنطقة اليوم إلى معرفة مايٌحاك ضدّها تحت مسميات مختلفة، وتعلمت الكثير من تجربة الحرب على العراق، وفقدت الثقة بالآلة الإعلامية الغربية وبأكاذيب عديدة تم ترويجها سابقاً، بعد أن أصبحت الأداة الطيّعة بأيدي الطغاة الجدد الذي يقتلون الملايين من أجل تحقيق الحلم الإمبريالي: "امبراطورية لا تغيب عن قواعدها العسكرية الشمس"!. في مذكرات ألاستر كامبل، يصف لانس برايس، نائب كامبل، روبرت مردوخ، بأنه "العضو الرابع والعشرين في مجلس وزراء بلير" ويضيف "كنا نشعر بحضوره دائماً. ولم يتخذ أي قرار في 10 داونينغ ستريت دون الأخذ بالحسبان ردود الفعل المحتملة لثلاثة رجال: غوردون براون، وجون بريسكوت، وروبرت مردوخ". لم يراود أحدنا الشك أن الحرب على العراق مرتبطة بالاستراتيجيات الأميركية والغربية للشرق الأوسط التي تستهدف فرض هيمنة إسرائيل السياسية والعسكرية والاقتصادية على الدول العربية. وقد تزامنت هذه الحرب وغيرها من أساليب القهر العسكري والحصار والعقوبات مع ترتيبات محكمة للإعلام من "الإعلام المرافق للقوات" إلى قتل الصحفيين، أو منعهم من الوصول إلى المناطق الساخنة، كما يحدث اليوم في العراق وفلسطين وعلى معبر رفح، رغم المأساة الإنسانية المخجلة هناك، إلى صياغة المصطلحات بطريقة تبرئ الجاني وتدين الضحية، وشراء الذمم في الوسطين الإعلامي والسياسي بشكل واسع. ولكنّ مانشر في صحيفة الأنديبندنت وما سينشر لاحقاً دون شك، سوف يُري أن استخدام الإعلام من قبل دوائر المصالح المهيمنة على القرار السياسي في الغرب كان بأهمية استخدام القوات والأسلحة التابعة لها بكلّ أنواعها. أحد الحقائق الهامة جداً، على سبيل المثال لا الحصر، في الحرب على العراق والتي لم يسلّط أحد الضوء عليها، هي أن حكومة الولايات المتحدة لم تستدع قواتها إلزامياً للذهاب إلى العراق بل اعتمدت على شركات خاصة لتجنيد المرتزقة وذلك لعدم إثارة غضب الرأي العام الأميركي. ولو كانت هذه الحرب تخوضها القوات النظامية الأميركية فقط لاستَعَرَ غضب الشعب الأميركي منذ زمن ولما سمح لهذه الحرب بالاستمرار كلّ هذه الفترة. ولا نزال نقرأ منذ اليوم الأول العناوين العريضة في معظم الجرائد الغربية عن "الخطر المحدق الذي تشكله القاعدة" للولايات المتحدة، وعن توقعات "مصادر استخباراتية" بأن محاولات عديدة تجري من أجل "هجوم على الولايات المتحدة"، انظر مثلاً الهيرالد تريبيون 18 يوليو 2007، وقد أصبحت "التقارير الاستخباراتية" في السنوات الأخيرة مصدراً أساسياً للخبر الذي تروّجه الدوائر الحاكمة في الغرب لأنها بعيدة عن التدقيق والتمحيص ويمكن نشرها دون التأكد من أي معلومة فيها، والأهداف في معظمها غير نزيهة. وتعتمد هذه المعلومات "الاستخباراتية" في معظمها على تضخيم مشاعر الخوف لدى الرأي العام الغربي كي يتقبل الجرائم المرتكبة والحروب التي تشنها قوات "التحالف" أو "الناتو" أو "الائتلاف" أو "جيش الدفاع" في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان. فيما تستمر الأجهزة الاستخباراتية في قتل واختطاف وتعذيب "المشتبه" بهم في سجونها السرية دون أن يتطرق الإعلام لذلك.أحد أساليب هذه الآلة الإعلامية يتمثل في حجب أية أخبار يمكن أن تناقض التوجه الحكومي أو تمثل ثغرة فيه. والأسلوب الآخر هو التشويش والبعد كلّ البعد عن التفاصيل والوضوح في الطرح. وفي هذا الإطار فالإعلام يخلط الحابل بالنابل على مدى السنوات الماضية في العراق بحيث نقف جميعاً مذهولين حول مصادر العنف والقتل وأهداف كلّ ما يجري من تفجيرات وخطف وقتل للأبرياء. وللمرة الأولى منذ بداية هذه الحرب تعطي جريدة الغارديان البريطانية (19/7/2007) مساحة للمقاومة العراقية المناهضة للاحتلال تحت عنوان: "حيثما تجد الاحتلال تجدنا" وتؤكد هذه المقاومة أنه لا يوجد في العراق سنة وشيعة وأكراد بل يوجد من هم مع الاحتلال وآخرون ضدّ الاحتلال ويفرز الملحق للمرة الأولى الفرق بين هذه المقاومة وبين العنف العبثي الذي تقوم به جهات أخرى "مجهولة الهوية" ولا يستبعد أن تكون شركات المرتزقة التي تعتمد عليها الحكومة الأميركية في حربها المستمرة على العراق منذ 2003.والوجه الآخر للتواطؤ بين الإعلام "الحر" في الغرب وبين حكوماته "المنتخبة" والمصالح الكبرى التي تسيّرها من وراء الكواليس، هو ما تمت تسميته "الحرب على الإرهاب" والتي هي حرب دموية مفتوحة على العرب المسلمين بهدف تدمير وحدتهم القومية إلى الأبد عبر تقويض هويتهم، ونهب ثرواتهم وإعادة احتلال بلدانهم من جديد بذريعة أو بأخرى. ولذلك يستمر الإعلام "الحر" في تشويه صورة العرب المسلمين يومياً من خلال معلومات "استخباراتية" وتُعتمدُ وكأنها معلومات موثقة وتنشر الشبهات في الصفحات الأولى من الجرائد وبالخطّ العريض. ولكن إذا تمّ التوصل إلى ما ينفي هذه الشبهة بعد سنوات يتم، إذا ما نشرت، نشرها في الصفحات الأخيرة وبمكان ثانوي بحيث لا يقرؤها أحد وإذا قرأها لا يربط بين هول التوقع وتفاهة النتيجة. فمثلاً نقرأ في صحيفة الحياة في 17/7/2007 أن سويسرا أفرجت عن آخر المعتقلين في مجموعة اتهمت سابقاً بالتآمر لإسقاط طائرة ركاب إسرائيلية ورحل الرجل إلى بلده الأصلي الجزائر. وكانت السلطات السويسرية قد اعتقلت في العام الماضي ثمانية مغاربة بزعم مشاركتهم في مؤامرة إرهابية لكن وجود المؤامرة لم يثبت. وفي اليوم ذاته تصدرت الجرائد أقوال وزير الدولة البريطاني لشؤون الأمن آلان وست أن نحو"30 خلية إرهابية في بريطانيا تعدّ لتنفيذ اعتداءات"! وقد قرأنا أخبار أطباء عرب متهمين بمحاولة تفجير مطار غلاسكو وإلى اليوم أفرج عن بعضهم دون أن نعلم ماهي حقيقة تلك الأخبار. وتنشر الجرائد صورهم وتتحدث لأيام عن أخطار العرب المسلمين لمجرد الاشتباه بتورطهم!! وبعد أشهر أو سنوات لا أحد يتذكر النتائج وتبقى صورة العربي المسلم محفورة بالأذهان بأنه يخطّط لأعمال إرهابية. إن أوجه هذا التواطؤ الإعلامي بتحليلاته المختلفة لا يقلّ خطراً على هوية ومستقبل وصورة العرب المسلمين من الحروب الظالمة التي يتعرضون لها في بلدانهم. بل هو الذي يقدّم المبرّر لارتكاب الجرائم الوحشية ضدّهم. ومن الواضح أن الدوائر التي تتخذ قرار شن الحروب تكرس الوقت والجهد والمال للحملات الإعلامية التي تستهدف خداع الرأي العام عبر ضخ سيل متدفق يومياً من الأوهام والقصص الملفّقة وأنصاف الحقائق في وسائل الإعلام. إن حجم التحدي ينذر بالإحباط ولكنّ نجاح أصوات حرّة في الغرب بتحرّي بعض الحقائق وتحريك الضمير العالمي حيالها، أمثال سيمون هيرش، يدفع بنا إلى رفض اليأس من الحضارة الغربية التي لم نر منها عبر القرون إلا الحروب والدماء والدمار وأيديولوجيات القهر والطغيان. إن المهمة أمامنا شاقّة ولكنها ضرورية ولا شكّ أنّ الكثيرين في العالم سوف ينخرطون بمعركة إزالة التسويف والتضليل عن أقدس القضايا المطروحة ألا وهي حياة الإنسان وكرامته وحريته?

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
هل العراق بحاجة إلى 9 نيسان جديد؟
سرمد الطائي
الشرق الاوسط
في مطعم عراقي مميز بقلب العاصمة الأردنية عمّان، حيث يتاح لك أن ترى تحقق حلم الترف الذي عجز العراقيون عن تخيله في بغداد، دعيت مع عدد من الأصدقاء إلى مأدبة أقامها بعض وجهاء مدينة الرمادي، وكان بين المدعوين الشيخ عبد الكريم المحمداوي عضو مجلس الحكم المنحل، وعضو الجمعية الوطنية الانتقالية (البرلمان الأول) المنحلة عن قائمة الائتلاف بنسختها الأولى، وعضو قائمة المؤتمر الوطني التي تزعمها احمد الجلبي في الانتخابات الثانية ولم تحصل على أي مقعد. وقد أتاح هذا اللقاء محاولة تعرّف مختلفة على الرجل لأن نتيجتها كانت مفاجئة لنا جميعاً.
كنا نعرف عنه انه حمل السلاح ضد النظام العراقي السابق بعد انتفاضة آذار 1991 وحتى سقوطه، متخذا من متاهة المستنقعات في أهوار الجنوب ملجأ حتى وصفه البعض بأمير الأهوار، وفي نهاية المطاف برز في مجلس الحكم صيف 2003 بلباسه التقليدي الذي يوحي بأنه وجيه عشائري وحسب تمكن من حشد أتباعه المسلحين لمشاغبة الجيش العراقي يوم ذاك، لكن مفاجآت مغايرة توالت علينا ونحن نجالسه عن قرب هذه المرة.
يفاجئك المحمداوي أولا بحديثه الصريح عن نفوذ إيران في بغداد ومخاوفه حيال ذلك، مع أن المحمداوي تعامل مع إيران خلال حقبة التسعينات وتحالف مع احمد الجلبي الذي تعرض إلى لعن أمريكي بسبب جرعة مفرطة من الحنان الإيراني تعاطاها فأسخطت إدارة بوش. يفاجئك المحمداوي ثانية باطلاع واسع على التصورات الاستراتيجية بل ويستخدم لغة تتضمن أمثلة من الآداب الكلاسيكية العالمية على نحو يظل مستغربا حين يتعلق الأمر بزعيم ميليشيا محلي تحول إلى سياسي في ظروف معقدة. غير أن المفاجأة الكبيرة تمثلت باعتقاده ان حل المأزق العراقي لن يكون إلا بالعودة إلى المربع الأول!
قلت له: ربما تبلور في أوساط عراقية عديدة خلال العامين الأخيرين شعور بأن الكابوس الذي أطاحت به أمريكا في العراق، عاد وتجسد بشر أكثر شراسة على شعب يحلم بدولة حديثة متصالحة مع العالم، توفر الحد الأدنى من الحريات الشخصية. وأن الأمر بات بحاجة إلى 9 نيسان جديد يطاح فيه بالنظام الهش القائم حالياً في محاولة مشروعة للتخلص من القوى التي تمسكت بالسياسات القاتلة، وحولت الطائفية إلى ثابت أساسي في بناء الدولة. لكن أن يصدر هذا الموقف منك أنت الشريك في كل ما جرى حتى انتخابات البرلمان الحالي، فهذا ما لم نكن نتوقعه.
تحدث الرجل عن اعتراضات عديدة كان يبديها حيال السياسات التي أدت إلى ظهور كل هذا الشر، اعتراضات واجه بها بول بريمر رئيس سلطة الائتلاف المنحلة، واعتراضات واجه بها زعماء الكتل السياسية، وإعادة نظر قام بها نتيجة التحولات القاسية التي عايشها. وعلى أي حال فإن الرجل تعرض لصدمات عديدة من شركائه شجعته بالتأكيد على الحديث بلهجة من لون آخر.
استأذنت المحمداوي في الكتابة عما قال واقترحت على عدد من الزملاء أن يجروا مقابلات تلفزيونية معه حول دعوته إلى حل جذري يتمثل بالتصحيح عوداً إلى مساء يوم 9 نيسان 2003. ولا أدري لماذا لم يستجيبوا لقصة فيها كل هذا القدر من الإثارة.
لعل كل من يتحدث بهذه اللغة اليوم يوصف من قبل زعماء هذا العهد بأنه «تكفيري صدامي». وحين نتكلم نحن بهذه الطريقة يجري اتهامنا بأننا علمانيون منسلخون عن هوية شعبنا وخارجون عن «إرادة» جمهور مليوني صوّت لصالح أمراء العراق الجدد وأننا حلفاء للتيار «الصدّامي»!. وإذا كان علينا أن نمارس الجدل البيزنطي لتبرئة أنفسنا من الانتماء إلى جماعات «التكفير الصدامية»، فإن أشخاصا من طراز عبد الكريم المحمداوي لن يتجشموا هذا العناء وهم شركاء أساسيون للطبقة السياسية الحاكمة اليوم وهدف شهي لجماعات العنف المناهضة للتغيير، وفي وسعهم أن يلفتوا نظر شريحة شعبية واسعة إلى أن شعارات التوافق والتصالح وخطط فرض القانون ما هي إلا خيارات مجوفة، الغرض الحقيقي منها كسب المزيد من الوقت واستنـزاف الأطراف لبعضها بغية وضع شروط جديدة لتقطيع أوصال السلطة والبلاد وبناء مجد لأحزاب الإسلام السياسي.
وهكذا يصبح في وسعنا أن نتحدث اليوم عن نمطين ـ بين أنماط عديدة ـ من العراقيين. لا يزال الأول منهما يعيش لحظة 9 نيسان 2003، لحظة حلم التغيير الوردي الذي كان معظمنا يحدق فيه، ولم تلفت نظره كل الأهوال التي حصلت بعد ذلك، كما لم تفلح في جعله يحدق في المنحدر الذي نهوي فيه جميعا. هؤلاء الذين يتمسكون بلهجة واحدة منذ أكثر من أربعة أعوام.
بينما يظهر تدريجياً تيار آخر استطاع التمييز بين لحظة الحلم وسنوات الكابوس ومنح نفسه الشجاعة اللازمة لإعادة نظر حاسمة في المثل المجردة التي تعامل معها الكثيرون بتبسيط مهول. انه تيار كان يحدق في الحلم ذاته، رغم انه يستشعر وجود كابوس محتمل، لكنه عول على إرادة عظمى ستكبح المكاره وتلقي بثقلها لرسم لوحة بألوان الفرح. إن كل ما حدث يلقي علينا مسؤولية أن نحاكم باستمرار طريقتنا في التفكير.
ثمة من يبشر اليوم بالعنف الأهلي في إطار بقاء «العملية السياسية»، بوصفه طريقاً يؤدي إلى إقناع الطوائف العراقية بأن لا حل سوى أن تتعايش مع بعضها، وأن سنوات أخرى من الفوضى سترسي أسس التعددية والتوافق والسلم الأهلي. لكن أمثال عبد الكريم المحمداوي يتساءلون: هل توجد قاعدة فهم للتعايش يمكن أن نؤسس عليها تقليد حياة مسالمة بعد تقديم سنوات دموية أخرى؟ هل هناك طبقة سياسية مسؤولة تفهم منطق التسوية وتستثمر أنهار الدم لتقاسم أنهار البترول وتداول السلطة بسلاسة؟ ربما يتساءل آخرون: ألم يبرهن الساسة العراقيون اليوم أن وصفتهم للتعددية السياسية فاشلة بامتياز وأنهم آخر من يؤمن بتداول مسالم للحكم؟
نجاح الشكل السياسي الحالي بات مستحيلا والمواصلة بمثابة القرع على سفينة فارغة. ضابط مرموق في أجهزة الأمن العراقية همس في أذني قبل أسبوع قائلا: «لا يمكن لنا هزيمة القاعدة. يجلس في مكتبي ذاته ضابط مرموق مثلي توجد ضده أطنان الاتهامات مع أدلتها حول قتل وابتزاز وقضايا أمن وطني تورط فيها، لكن ليس هناك من يجرؤ على اتخاذ أي إجراء ضده، فهو جزء من ميليشيا نافذة مشاركة في العملية السياسية، وإذا عجزت عن إيقاف ضابط يشاركني مكتبي فكيف أضع حداً لجماعات تتحرك كالأشباح؟». نعم لا يمكن أن ينتصروا لأن الحرب ليست بين الدولة والإرهاب بل بين أطراف السلطة بالتوازي مع إرهاب متداخل الخطوط... وهذا طبعا جزء من مأزق التوصيف لأزمة العراق الحالية.
إلى أي حد يمكن لهذه القناعة أن تتسع وتترجم مشاعر سخط تعم البلاد طولا وعرضا؟ وهل هناك من يحسن الإصغاء لهذا المنطق ودلالاته؟ وهل لنا ان نتخيل السيناريو الممكن لـ 9-4 آخر؟
يبقى الموضوع مفتوحاً بالتأكيد على العديد من مستويات التحليل: من في وسعه اتخاذ قرار بتكرار 9 نيسان مدوّ في العراق؟ وهل سيكون التعامل مع أنصار النظام الحالي أصعب من التعامل مع أنصار سابقه؟ ما مبرر أن نصمت حيال الرعب الذي قد يظل يسدل بستاره عقداً آخر من الزمن على بلاد الرافدين؟ أيمكننا حقا البدء بالتعاطف مع تعبيرات كنا نتعفف من تداولها نظير المستبد المستنير أو الدكتاتورية الحميدة؟ ألم يوجد حتى الآن ما يبرر للتيار الليبرالي أن يعيد قراءة نماذج تسلطية مثل محمد رضا خان شاه إيران السابق أو نوري السعيد باشا العراق الملكي، فضلا عن أتاتورك صاحب التجربة الخاصة التي صمدت حتى اليوم؟ استفهامات عديدة ربما تمثل معالجتها مدخلا ملحّا لفهم ما يجري في نموذج العراق.
هذا جزء من الجدل الدائر اليوم في أوساط المثقفين العراقيين الذين نزحوا إلى المنفى بعد عودة مريرة في بلادهم، وهم يتساءلون مع أسماء جديدة انضمت إلى قائمة المنفيين: هل كتب علينا القدر أن نعارض جميع الأنظمة في العراق وأن نظل كتّاب منفى



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
فشل في اخفاء الحقيقة العراقية
نواف ابو الهيجاء
الدستور الاردن

لنقرأ الرقم الاتي ولنتأمله لبرهة : (5335). انه عدد العمليات القتالية - وعمليات العنف في العراق خلال شهر حزيران الماضي ، وهو رقم قدمته الادارة العسكرية للاحتلال . والسؤال - الذي يجر سواه من الاسئلة هو : اهذه عمليات ( ارهابية ) ؟ ولماذا لم تقدم ادارة الاحتلال العسكرية على توضيح طبيعة هذه العمليات ؟ واذا كان المعدل الوسطي لعدد العمليات في اليوم الواحد ( 177 ) عملية فلماذا لم تكن القيادة العسكرية الامريكية تعلن - في اليوم الواحد - الا عن عدد ضئيل لا يصل الى عشر العمليات الفعلية اليومية ضد قوات الاحتلال ومراكزه وادواته؟ واذا كانت هذه العمليات قد سجلت ، بحسب الاحتلال ، اعلى رقم خلال السنوات الاربع للاحتلال ، فما مفعول الاستراتيجية الامريكية في العراق والقائمة على قرارات الادارة الامريكية بزيادة عديد القوات المحتلة وضخ نحو ثلاثين الف عسكري وخلال الشهر الذي شهد الرقم القياسي لهذه العمليات ؟ ولماذا قيل في وقت سابق ان الخطة الامنية في بغداد قد خفضت عمليات العنف بما يصل الى نحو ثلاثين بالمائة ؟ طوال الفترة اللاحقة للشروع في تنفيذ خطة ( امن بغداد ) كان هناك التهليل والترحيب بها والوعود البراقة ، والحديث عن تحقيق نجاحات ملموسة ضد العنف والحد منه ومن فعالياته ، فهل ان مثل هذا الرقم المذهل دليل على نجاح الاستراتيجية الامريكية العسكرية المعتمدة على ضخ المزيد من القوات والمراهنة الفاشلة على عامل ( الزمن ) ومنذ الآن وحتى ايلول؟ يبدو اننا ملزمون بطرح سؤال موضوعي صرف هو : ما طبيعة هذه العمليات ؟ اهي عمليات تفخيخ استهدفت المدنيين العراقيين في الاحياء والشوارع والاسواق العراقية ؟ ام هي اشتباكات بين قوات الاحتلال ومن يؤازرها وبين ( ارهابيين ) ينتمون ( للقاعدة ) ؟ ام هي عمليات استهدفت قوات الاحتلال تحديدا - في معظم الحالات ؟ اي هل ان معدل العمليات هذا اقتصر على ( الارهاب ) ضد شعب العراق ؟ ام ان الموضوعية تقتضي ان يقال ان ( معظم ) هذه العمليات استهدف قوات الاحتلال ومعسكرات المحتلين وادواتهم ومعداتهم - من دبابات وناقلات وجند ؟ ومن الذي يقنص قوات الاحتلال ليرغم القيادة العسكرية الامريكية على الاعتراف بمصرع اكثر من مائة من جنود الاحتلال في الشهر ؟ لا يمكن ، اذن ، الا ان تكون المقاومة الوطنية المشروعة هي الفاعل الاول والاساس ، ذلك ان الارهاب ينأى عن استهداف المحتلين وادواتهم ويذهب الى حيث يوجد المدنيون العراقيون الابرياء ليوقع الخسائر في صفوفهم وليبرر للمحتل الزعم الكاذب القائل بأن الفاعلين هم ( ارهابيون ) - وليس ثمة ما يسمى (مقاومة وطنية ) في العراق - منذ احتلال بغداد في 9 - 4 - 2003.الحقيقة لا يمكن تغييبها الى الابد ، والحقيقة لايمكن تشويهها دائما ، والكذب لااجنحة له ليحلق عاليا ، والتزير عرضة لللافضاح ابدا . وها هي القيادة العسكرية الامريكية في العراق تكذب نفسها بنفسها وتؤكد وجود مقاومة وطنية فاعلة وناشطة في عموم العراق ، ومن زاخو الى البصرة ، ومن ديالى الى الانبار ومن الديوانية الى تكريت . نحن هنا لاننفي وجود ( الارهاب ) بل نؤكد ان الارهاب صناعة غريبة في العراق ، صناعة استوردها المحتل ، سواء عبر استقدام ( المتعاقدين ) ام عبر جر الارهابيين بشتى السبل للمواجهة في العراق ، الى جانب القتلة وفرق الموت المحشوة بعفن الفتنة الطائفية والمذهبية والمدججين بايديولوجية التكفير والاقصاء. لكن هؤلاء كلهم لا يشكلون القوى الفاعلة ضد الاحتلال واهدافه بل هم ينفذون اهداف الاحتلال واجندته الصهيونية الهادفة الى تمزيق العراق وتقسيمه وانفاذ قوانين (شرعية) لتحقيق نهب الثروة الوطنية العراقية من جهة وتحقيق اهداف ومصالح واجندات (محاصصات طائفية ) ارتباطها خارجي وليس وطبيا عراقيا على الاطلاق ، من جهة اخرى. الحقيقة العراقية الناصعة تتجلى يوميا باستهداف الاحتلال ومشاريعه والتصدي بكل شجاعة لكل ما جاء به المحتل وايقظه وقواه ورعاه . والآتي يبشر العراقيين بالتأكيد بأن جهاديتهم وتضحيانهم السخية ومعاناتهم اليومية القاسية لابد تؤتي اكلها ولعل التخبط في واشنطن يعكس ازمة ومأزق الاحتلال ومن يؤازرة ، وتجربة سايغون ليست غائبة عن الاذهان والذاكرة.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
الباقي 18 شهرا!
علي ابراهيم
الشرق الاوسط

مفارقة الإدارة الحالية للرئيس بوش انها جاءت في فترتها الأولى في 2001 بتصميم على تجنب الخوض في صراع الشرق الأوسط محاولة تجنب ما فعلته الإدارة الديمقراطية السابقة لها التي انغمس فيها رئيسها بيل كلينتون تماما في عملية السلام ورسم شرق أوسط جديد والمفاوضات بين عرفات ورابين ثم باراك في كامب ديفيد محاولا دخول التاريخ باعتباره الرجل الذي وجد حلا لهذا الصراع المعقد الذي انفجر في وجهه في النهاية مع انهيار مباحثات السلام وما تبعها من انفجار عنف دموي اعاد كل شيء الى الوراء لسنوات.
وتماما كما وجد كلينتون نفسه منغمسا في قضية الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة من ولايته تمضي إدارة بوش التي تبقى لها 18 شهرا على نفس الطريق مع المبادرات العديدة التي يطلقها في إطار رؤيته بشأن حل الدولتين التي وجدت اتفاقا دوليا وإقليميا على قبولها ولكن لا أحد لديه حتى الان تصور واضح وعملي للكيفية التي يمكن بها الوصول لهذا الحل.
أخيرا أطلق بوش مبادرة جديدة هي الدعوة الى المؤتمر الدولي للسلام في الخريف المقبل وهي اشارة على انغماس اكثر من جانب إدارته في مشاكل المنطقة مع محاولتها لوقف السيناريو الذي يلوح في الافق للفوضى في الشرق الأوسط مع تلاحق الأزمات والمشاكل، وبالطبع فان الصداع الرئيسي لهذه الإدارة هو العراق لكن ايضا تبدو الاوضاع في الاراضي الفلسطينية كمشكلة قابلة للتصاعد مع تداخل ازمات المنطقة كلها نتيجة خلط الاوراق وشد الخيوط من قبل اللاعبين الاقليميين.
وواشنطن نفسها اصبحت ساحة جديدة لحرب العراق مع الحرب الدائرة بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس حول وضع جدول زمني للانسحاب من العراق بينما تعمد الادارة الاميركية الى تركيز جهدها الرئيسي من موارد ودبلوماسية على محاولة تثبيت الاوضاع في العراق اولا، وفي منطقة الشرق الأوسط كلها ثانيا.
السؤال الذي يطرح نفسه اذا اخذنا الاشارات الواردة بشأن هذا التركيز على اوضاع الشرق الأوسط بجدية هو هل يمكن في الـ 18 شهرا المتبقية من عمر إدارة بوش الوصول الى شيء، ام ان النتيجة ستكون نفسها التي تعرضت لها الإدارة الديمقراطية السابقة التي لم تتوصل الى شيء رغم ان كلينتون استقبل عرفات اكثر من أي زعيم اجنبي آخر خلال فترة رئاسته كلها.
يقال ان رقصة التانغو تحتاج الى راقصين، وفي حالة المفاوضات المارثونية التي جرت ايام كلينتون برعايته قرر احد الراقصين فجأة قلب المائدة، او ربما ان الاثنين قررا ذلك لانهما كانا يعرفان انهما لن يستطيعا ان يسوقا الاتفاق لجمهورهما ـ هذه قصة فيها روايات عديدة ـ، لكن ينسحب عليها ان أي جهد جديد سيحتاج الى اطراف راغبة ولديها ارادة والا فان المسألة لن تقود الى شيء سوى الحركة من اجل الحركة او تسكين مؤقت لا يلبث ان ينتهي مفعوله سريعا.
لقد كان كلينتون مدفوعا بعوامل عديدة في نهاية رئاسته بينها قضية مونيكا لوينسكي لتحقيق انجاز، وكان كما يبدو تصوره في ضوء استثماره الدبلوماسي في سنوات حكمه في عملية السلام انه يمكن ان يحقق انجازا تاريخيا، وهناك جدل، الافضل تركه للمؤرخين لحسمه حول ما اذا كانت الاطراف العربية وبالتحديد الفلسطيني اضاع الفرصة وقتها.
وادارة بوش ايضا تبدو في نفس القارب فهي مدفوعة بعوامل عديدة الى تحقيق انجاز في المنطقة في مدتها المتبقية مع ورطة العراق ورغبتها في دخول التاريخ في صفحة مناسبة، وهي تحتاج الى تعاون المنطقة من اجل تثبيت الوضع هناك وتفادي سيناريوهات مفزعة اخرى، ومن جانبها فان المنطقة تحتاجها في المساعدة على الوصول الى سلام عادل ودائم، فهل هناك فرصة للوصول الى شيء .. مسألة تستحق التفكير.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
أمريكا التي نكره وأمريكا التي نحتاج
د.حسن بن فهد الهويمل
الجزبرة السعودية
ما من التياثٍ كلامي مُثَبِّط إلا كان وراءه أغيلمةٌ متسرعون، أو متصابون متفيهقون، لا يفقهون شيئاً مما يخوضون فيه.وعادة هؤلاء وأولئك خلط القضايا ما ظهر منها وما بطن وجهل الذات والغير، والإيضاع فيما يفرقون فيه بين المرء وزوجه..

وليس هناك أضَرَّ على الأمَّة من أحداث أو مُتَحدثِين لا يزنون الأمور، ولا يفرقون بين المباح والمحظور، وسيان في ذلك أكان التعبير عما يضمرون باليد أو باللسان.

وعَرَضَاتُ القول مليئةٌ بهذا الصنف من الحكواتية الذين يقولون الكلمة في ضرر الوطن لا يلقون لها بالاً، وأيُّ أصوات مرتفعة فوق صوت الوطن تكون كمن يخرق قَسْمه من السفينة بدعوى الملكية أو حق التعبير.

وداء المشاهد كلِّها حُرِّيَّةٌ لا سقف لها، وجدلٌ لا مَرْجعيَّة له مطاعة، وتَصَرُّفٌ لا سلطان يحكمه ولا حُكْماً يُحلُّه أو يحرِّمه، وذلك داء الثوريين الرافض لكل سلطة. ومتى فَقَدَت حريةُ التعبير الحدَّ والمرجعية والسلطان والحكم دخل الناس في الفوضى المدمِّرة. والأمة العربية قاب قوسين أو أدنى من هذا الداء العضال. والمختصمون اليوم في لجة من فضول القول عن كل وجوه الحياة: الحسِّية والمعنوية، وكل متحدث يرى أنه الصادق المصدوق الذي لا معقب لحكمه.

ولعل من أخطر القضايا وأكثرها حضوراً مُلْتَبساً الموقف من دولة القطب الواحد (الولايات المتحدة الأمريكية) فمن محب معجب يصل بها حد الصنمية، وإن لم تحمل طهر الصنم، ومن كاره يبلغ بها درك الرذيلة، ومحرض على المواجهة باللسان والسنان، وكلُّ تباين غير محكوم بضوابطه الشرعية والسياسية يقود البلاد والعباد إلى درك الشقاء والشقاق، والأمة العربية لمّا تزل مرتهنة بالخطاب الثوري الذي لا يعرف إلا لونين ولا يتخذ إلا موقفين متناقضين والحديث عنها يَسْتَزلُّ الشجيَّ والخلِيَّ، لأنها بهذه الشهوة العارمة في التدخل تجري من كل الأحداث مجرى الدم، فهي إما صانعةُ الحدثِ أو آخذةٌ بناصيته، وكأني بسائر الأحداث المصيرية تُردِّدُ مع (النابغة):

(وإنَّك كالليل الذي هُوَ مُدْركي

وإن خلت أنَّ المنتأى عنك واسع)

هذا الحضور اللازب عبر القوة العسكرية والشركات المتعددة الجنسيات والرحلات (المكوكية) والتحكم في كافة المؤسسات العالمية و(اللوبيات) و(الفيتو) و(الأجِنْدَة) الجائرة يجعل البحث في الشأن الأمريكي كالبحث في المعضلات الفكرية، وبخاصة ما يتعلق بالوجود والماهيَّة؛ فالوجود حقيقةٌ ماثلة للعيان، ولكن الماهية كلما زدتها بحثاً زادتْك غموضاً.

والإشكالية أن الذين يحلو لهم الحديث عن (أمريكا) لا تعدو عيونهم إلى المرجعيات من دراسات متعددة المناهج والآليات والأهداف والمجالس، وإنما يكتفون بالتعويل على المتداول إعلامياً، وهو لغط استهلاكي كهتافات المشجعين والمتظاهرين، وحسم الظاهرة لا يكون بهذا الأسلوب المتداول، ولا بتلك المواجهة العتيقة، والاهتياج الأعزل لا يجاوز القول العاطفي الذي لا يميز بين الفعل السياسي النَّفْعِي والإمكانيات الحضارية المتغلغلة في الأعماق.

والعودة إلى الدراسات المتعددة والمتنوعة عن أمريكا المطامع وأمريكا المنجزات يقطع صلة القارئ بحاضر أفقدها السمعة والأصدقاء وأدخلها في اضطراب صدَّع لحمة المؤسسات والأحزاب.

وفي ظل التحديات والتصديات لابد من التفْريق بين أكثر من وجه لأمريكا؛ فأمريكا التي نكره هي أمريكا التسلط واللعب السياسية والتدخل في سيادة الأمة العربية والإسلامية أمريكا الاحتلال وإسقاط الأنظمة أو الحد من حرياتها المشروعة ومناصرة أعدائها، أما أمريكا التي نريد فهي دولة العلم بظاهر الحياة الدنيا والاقتصاد الحر والصناعة المتعددة والطب والمختبرات والمعامل والمكتشفات في الآفاق والأعماق، دولة المؤسسات العريقة المحكَّمةِ في الشأن كله، دولة العدالة والمساواة وتداول السلطة وسيادة القانون، وتكافؤ الفرص.

ولسائل فضولي - في غمرة التناقض - أن يسأل:

* ما بال أقوام يلعنون أمريكا على المنابر وفي أنهر الصحف حتى إذا أعيتهم الأمراض المستعصية طاروا إليها يلتمسون الشفاء في مشافيها؟!

هذا التساؤل يثيره الموالون والمناوئون على حد سواء، وما هو إلا ناتج خلط للأوراق، وجهل بحقيقة (أمريكا) التي نحتاج لا أمريكا التي نكره.

إن لأمريكا أكثر من وجه، وجه الحضارة المدهش، ووجه السياسة المبئس، أمريكا العلم والنظام والمدنية، وأمريكا المؤسسة العسكرية والسياسية وجماعات الضغط واليمين المتطرف وخرافة الإنجيل، هذا الوجه المتجهم جعل البعض يتساءل: (من يحكم أمريكا؟) ومن يملك قرار السلم والحرب؟ ففي كتاب (من يحكم أمريكا والعالم سِرّاً) ل(جيم مارس) محاولة مستميتة لتحديد الحاكم الحقيقي لأمريكا أهي (شهوة القوة العسكرية) أم (شهوة القوة الاقتصادية)، وإشكالية (جيم مارس) أنه يعول على فرضيات يستلهمها من مجريات الأحداث الآنية، ومن ثم فإن النتائج التي يتوصل إليها الواحدة تلو الأخرى تظل مرتهنة للفرضيات، ومن الصعوبة بمكان التسليم لمثل ذلك، والتحول بالفرضية إلى نظرية، ولكن الراصد لا يجد بُداً من منح تلك الفرضيات شيئاً من احتمال الصحة، وإذا كان (جيم مارس) قد رصد الأحداث وخرج بنتائج فإن الدارِسين (ماكس سكيدمور) و(مارشال دانك) قد خرجا بكتابهما (كيف تُحكم أمريكا) من الدستور والنظام (الفيدرالي) وسائر المؤسسات، وهي دراسة لا تقوم على الفرضيات وإنما تنطلق من المؤسسات، وإن تحدثا عن جماعات الضغط. هذا الوجه المتجهم حمل (ويليام بلوم) في كتابه (الدولة المارقة) على مواجهة إرهاب المنظمات وإرهاب الدول، ودون ذلك جاء (ج. ويليام فولبرايت) في كتابيه (غطرسة القوة - وثمن الامبراطورية) إذ توفر على الواقعية وبعد النظر لتحقيق سلام دولي. وأمريكا في ظل هذه المغامرات الفاشلة أحوج ما تكون إلى حكيم مثل (ج. ويليام فولبرايت) الذي لا يجد حرجاً من لعن أمريكا والذي يجد كل الحرج ينطلق كل واحد منهما من رؤية محددة، فالأول ينظر إليها من خلال إنسانها الشرير، والآخر ينظر إليها من خلال علمائها ومفكريها ومخترعيها وصانعي حضارتها الإنسانية.

ودولة بحجم أمريكا وبتفردها في قيادة العالم بعد سقوط المعادل وصعودها إلى مركز القطب الواحد وضعها بكل أبعادها تحت نظر العالم، وصعَّد المواجهة معها، وألزمها حفظ التوازن، وقمع أي تحرك يخل بميزان القوى، وكاد يجعلها شرطياً يقف على عتبة كل مؤسسة ليعرف الداخل إليها والخارج منها، وتلك المسؤوليات ذات ثمن باهض التكاليف على دافع الضرائب وعلى المجندين. ونَظَرُ العالم إليها لم يكن من منطلق واحد، فالحضارات والديانات والطوائف والأعراف وتعارض المصالح ومناطق النفوذ وخطابات التصدير للثورات والمبادئ، كل هذا التنوع تتعدد معه الرؤى والتصورات، والثمن الباهض لهذا التنوع تدفع أمريكا القسط الأكبر منه رجالاً وأموالاً.

وإشكالية أمريكا أنها ظلت رَدْحاً من الزمن دولة محايدة بعيدة عن الصراعات الإقليمية والحضارية، ولكنها تخطت تلك الحيادية الإيجابية ودخلت في الانحياز السلبي، وكادت تنهض بالدور الذي كانت تمارسه (بريطانيا) فيما سبق، والذين اطَّلَعوا على الوثائق السياسية المفرج عنها يدركون حجم المقترفات الخاطئة بحق الإنسانية التي مارسها الاستعمار (البريطاني) و(الفرنسي) و(الإيطالي) في مواقع كثيرة من العالم، وفي الوطن العربي على وجه الخصوص، وبخاصة ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية، ف(بريطانيا) هي التي أعطت الوعد المشؤوم، وهي التي فتحت باب الهجرة اليهودية على مصراعيه، وهي التي قمعت الثورة الفلسطينية، وهي التي وسَّعت على اليهود، ومكنتهم من السيطرة على الاقتصاد والبلاد وسائر المؤسسات، ويسَّرت لهم شراء الأراضي وادخار الأموال والأسلحة لساعة الصفر وإعلان دولة إسرائيل.

وأمريكا التي تمارس اليوم ذات المهمة لن تكون مريحة ولا مقبولة، أما أمريكا العلم والحضارة والمدنية فهي التي لا يمكن الاستغناء عنها، ولكي نكون أقرب إلى الواقعية والمعقولية فإنه من الضروري التفريق بين الموقفين، وأن تَعْتَمد الأمة المظلومة المقاومة السلمية التي مارسها من قبل (غاندي) واستطاع بها انْتزاع الاستقْلال دون إراقة الدماء وتدمير البلاد، وممارسة الضغوط ممكنة ومشروعة ولكنها تتطلب أرضية عربية لا يذهب فيها كل إقليم بما يرى.

فالدولة الواحدة لا تستطيع أن تنهض بمهمة كتلك، وإشكالية العالم العربي أنه يتوفر على مئات الخطابات المتناحرة، وهي خطابات توفر الأجواء الملائمة لأعداء الأمة ولمزيد من النفوذ المخل بالسيادة. والخلوص من هذه الأوضاع المتردية يتطلب خطاباً جماعياً معتدلاً يخاطب العقول والضمائر والإنسانية، ودون اتحاد الكلمة والصف والهدف خرط القتاد ولكنها أمنيات إن تكن تكن غاية المنى وقدر الناصحين أنهم كمن ينعق بما لا يسمع:

ومن البلية عذل من يرعوي

عن غيه وخطاب من لا يفهم

والمؤلم أن رديء الكلام في نماء وازدياد مع إمكانية تدارك الأمور والاقتصاد في العناد والتخفيف من حدة التوتر والاشتغال بما يبقي على شيء من التقارب بين وجهات النظر، غير أن القاعدين في الظل يودون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، ولن يتأتى لهم استعجال الظهور واستباق بؤر الضوء إلا إذا خالفوا الصفوة واستفزوا الرأي العام، وتلك الخليقة من التصرفات الخطيرة التي يستمرئوها الأحداث والمتصابون، وما رزئت الأمة بشيء مثلما رزئت بمن لا يحسبون لعواقب الأمور حسابها.

والموقف من القضايا والمذاهب والطوائف والدول من أخطر الممارسات وبخاصة عندما تكون الدولة الخصم حليفاً قوياً تتعارض حقوقك مع مطامحها ومصالحها ولاسيما في ظل ظروف غاية في التعقيد والتوتر، والاختلاف مع شيء من ذلك لا تلزم معه المواقف الحدِّية، بحيث لا يكون مناص من المواجهة المطلقة أو القبول المطلق، ومثل هذا التحرك الضدي أو المعي يحتاج إلى تقدير وتوقيت واستخارة واستشارة وتصور سليم يحدد الموقف الملائم للأوضاع والإمكانيات، وليس شرطاً أن يكون الموقف خياراً (استراتيجياً)، إنه نوع من الانحناء للريح، واختيار أهون الضررين، وكل الخيارات المتاحة ستجعل من العلاقة مع أمريكا معضلة أينما تتوجه بها لا تعود عليك إلا بمزيد من الإشكاليات.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
بلير العراق .. يحاول في فلسطين
افتتاحية
الجمهورية مصر
بدأ توني بلير المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية المكلفة بمتابعة عملية السلام في الشرق الأوسط مهمته الجديدة أمس بزيارة العاصمة الأردنية عمان حيث يناقش مع المسئولين الأردنيين ثم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" آخر تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يأمل بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق أن يحقق نجاحا في تسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يعوض به فشله السابق في العراق الذي أودي بسمعته المدوية كزعيم سياسي مرموق. لولا تبعيته لما يصدر عن الإدارة الأمريكية الحالية من مخططات تحولت إلي كوارث. مثل غزو العراق واطلاق يد إسرائيل في تدمير لبنان خلال حرب تموز الأخيرة.
يصطدم بلير في وظيفته الجديدة بصخرة الانحياز الأمريكي لإسرائيل التي تحطمت عليها كل مبادرات السلام. وتجمدت محاولات انعاشها من جانب اللجنة الرباعية التي تحول دورها من مساعدة الفلسطينيين والاسرائيليين علي التفاوض من أجل السلام. إلي دور المحاصر للشعب الفلسطيني. المبرر لكل الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية. المشجع علي تفتيت الوحدة الوطنية. المتعامل مع جانب فلسطيني ليس لتحقيق السلام وانما للقضاء علي الجانب الفلسطيني الآخر.
ان نجاح بلير في مهمته رهن بتغيير هذا الدور المخجل غير المتوازن للجنة الرباعية التي أوفدته إلي المنطقة بقرار للإدارة الأمريكية يمثل المكافأة علي الطاعة العمياء.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
المنافقون حول الرئيس بوش
بول كروغمان
إنترناشينال هيرالد تربيون
في تنسيق شامل للعلاقات العامة ، يستخدم البيت الأبيض نقادا ودودين نسبيا - من المدهش أن مثل هؤلاء النقاد ما زالوا موجودين - ليقولوا لنا أن الرئيس بوش ما زال متفائلا ويشعر بالثقة كعهده دائما. وهذا يمكن أن يكون صحيحا.
ما لا أفهمه هو لماذا علينا أن نعتبر هذه الثقة الدائمة التي يتمتع بها بوش أمرا جيدا؟ تذكروا أن بوش كان يشعر بالثقة قبل ست سنوات عندما وعد بالقبض على ابن لادن ، حيا أو ميتا.
وكان يشعر بالثقة قبل أربع سنوات عندما قال للمتمردين انه مستعد تماما وقادر على إلحاق الهزيمة بهم. وكان يشعر بالثقة قبل سنتين عندما قال لبراوني أنه يقوم بعمل مرهق.
الآن ، العراق يغرق في مستنقع دموي ، والوضع في افغانستان يتدهور ، وتقديرات المخابرات الوطنية التابعة لإدارة بوش تعترف ، على أرض الواقع ، أن الفضل في خسارتنا أمام القاعدة يعود لإدارة بوش الهزيلة ، ورغم ذلك ما زال بوش يشعر بالثقة.
انا آسف ، لكن هذا لن يشعرنا بالطمأنينة: إنه أمر مرعب. وهو لا يظهر أن بوش يتمتع بشخصية قوية ، بل يظهر أن بوش فقد اتصاله بالواقع.
في الحقيقة أنه ليس واضحا ما إذا كان ذات يوم على صلة بالواقع على الإطلاق. في حزيران 2002 ، كتبت مقالا تحدثت فيه عن "عقدة الكمال" لدى إدارة بوش ، وانعدام قدرتها على الاعتراف بأخطائها ، أو مواجهة المشاكل الحقيقية التي لا تريد أن تتعامل معها. وفي تلك الفترة ذاتها تقريبا ، قام رون سسكيند ، الصحافي المتخصص بالتحقيقات ، بإجراء حوار مع أحد كبار مستشاري بوش ، الذي سخر من "التجمعات القائمة على أسس واقعية" وأكد أنه "عندما نعمل ، فإننا نخلق واقعا خاصا بنا".
الناس القلقون من كون الإدارة تعيش في عالم من الوهم اعتادوا على ان يوصفوا بأنهم ضحايا "أعراض خبل بوش" ، أي ليبراليون أصيبوا بالجنون بسبب نجاح بوش.
على أي حال ، لقد انتشر هذا الداء حتى اصاب الموالين السابقين لبوش.
ورغم أن بوش لم يعد لديه العديد ممن يؤمنون به حقا ، إلا أنه ما زال لديه العديد من "المنافقين" - وهم أشخاص يدركون مدى حماقة تصرفاته لكنهم يرفضون القيام بأي شيء لوقفه.
المثال الرئيسي لهذا الأسبوع هو السيناتور ريتشارد لوغار ، الذي احتل العناوين الرئيسية قبل بضعة أسابيع بخطاب اكد فيه "إن نهجنا في العريق يفتقد لأي صلة بالمصالح الحيوية لأمننا القومي".
لوغار رجل ذكي ومنطقي ، وقد تحرك ذات يوم بشجاعة كي يمنع كارثة أخرى في السياسة الخارجية ، وذلك عندما اقنع رونالد ريغان المتردد برفع الدعم عن فيرديناند ماركوس ، رئيس الفلبين الفاسد ، بعد اجراء انتخابات مزورة.
لكن مثل هذه الشجاعة السياسية لم تكن واضحة أبدا كما كانت عندما حاول الديمقراطيون التصويت على إقرار مقاييس يمكن أن تفرض تغييرا للمسار في العراق ، ورد الجمهوريون بالتهديد بعرقلة القانون.
لوغار ، مع عدد آخر من الجمهوريين الذين كانوا قد عبروا عن شكوكهم حول الحرب ، صوت ضد قطع النقاش ، وبهذا ساهم في التأكيد على ان الغباء الذي وصفه بدقة في خطابه حول العراق سوف يتواصل.
بفضل ذلك التصويت ، لن يحدث شيء حتى يقدم الجنرال بترايوس ، القائد الأعلى للقوات في العراق ، تقريره في شهر أيلول.
لكن ، حتى ذلك الحين ، لا تتوقعوا الكثير. آمل أن تثبت الأحداث انني على خطأ ، لكن تاريخ الجنرال يوحي بأنه مجرد منافق آخر ، ذكي ومدرك لما يفعله.
لا أدري لماذا لم يحظ المقال الذي نشره بترايوس في الواشنطن بوست في أيلول 2004 ، بالمزيد من الاهتمام.
بالمحصلة ، المقال يقضي على اي فكرة تقول بأن مواقف الجنرال فوق السياسة: لا أعتقد أنها ممارسة صحيحة أن ينشر الضباط الذين ما زالوا في الخدمة مقالات يعبرون فيه عن رأيهم ، وتكون مفيدة جدا لأحد المتنفذين ، قبل ستة أسابيع من الانتخابات.
في المقال ، يقول بترايوس أن "القادة العراقيين يسيرون قدما ، ويقودون بلدهم والقوات الأمنية التي تحت إمرتهم بشجاعة".
وأن هذه القوات الأمنية تؤدي عملها بصورة جيدة: ذلك أن قادتهم يظهرون الشجاعة والتصميم" وأن التحرك بهذا الاتجاه "تكثف في الأشهر الأخيرة".
بكلمات أخرى ، فإن بترايوس ، ودون أن يقول ما يمكن محاسبته عليه باعتباره خطأ ، أوصل لنا انطباعا مضللا تماما ، ومناسبا إلى أقصى حد لسادته السياسيين ، وهو أن النصر قريب جدا.
والتخمين الأفضل هو أنه سيقوم بالعمل نفسه بعد ثلاث سنوات.
هل تعرفون ، عند هذه النقطة بالذات علينا أن نتوقف عن إلقاء اللوم على بوش بسبب الفوضى التي نغرق فيها الآن.
فهو الآن كما كان دائما ، وكل واحد منا يعرف ذلك ، باستثناء مجموعة قليلة من الليبراليين الموالين لبوش والذين يشتركون معه في الوهم ذاته.
لكن بوش ما زال يواصل إلحاق الضرر بنا لأن العديد من الناس الذين يعرفون إلى أي حد عرضت حماقته الدولة للخطر ، ما زالوا يرفضون القيام بأي شيء حيال ذلك إذا كان لا يتوافق مع مصالحهم واعمالهم.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
عفواً كيسنجر: العراق ليس فيتنام
ماكس بوت
الاتحاد الامارات
يتضح جلياً من خلال مناقشة الكونجرس لموضوع الحرب في العراق أن مشرعين كثيرين يرغبون في إعادة القوات إلى الوطن، ولكن مع الحرص على ألا يؤدي ذلك إلى العواقب المحتملة كحرب أهلية مدمرة، وانتصار كارثي لإيران و"القاعدة". وهو الأمر الذي دفع إلى البحث عن نوع من الحلول المتفاوَض بشأنها– أو ما تسميه "مجموعة دراسة العراق" "حملة دبلوماسية جديدة"- من شأنه أن يتيح خروجاً مشرفاً.
على هذه الخلفية، يأتي هنري كيسنجر، "الرجل الحكيم" وأحد مستشاري الرئيس بوش، الذي أكد، وعن صواب، على أن من شأن "انسحاب متسرع" للقوات الأميركية أن يفضي إلى "كارثة جيوسياسية". غير أن الرجل أشار مؤخراً في مقال له إلى أنه لا يمكن التوصل إلى "نهاية سياسية للنزاع" عبر العمل العسكري، وإنما عبر "دبلوماسية أميركية حكيمة تتسم بالتصميم والحزم" تشمل الجميع، من اللاعبين العراقيين الداخليين إلى إيران وإندونيسيا.
أغلب الظن أن كيسنجر كان يحيل– وإن لم يشر إلى ذلك في مقاله صراحة- إلى دوره في المفاوضات حول اتفاقات السلام الموقعة في باريس 1973 والتي أنهت التدخل العسكري الأميركي في حرب فيتنام. ذلك أن مقالاته السابقة– ومنها المقال الذي نشرته "لوس أنجلوس تايمز" في مايو المنصرم- كان واضحاً وصريحاً في الإشارة إلى تجربته الخاصة باعتبارها نموذجاً ينبغي الاستفادة منه.
بيد أن دبلوماسية كيسنجر في حرب فيتنام لم تشكل نصراً مؤزراً سوى في كتاباته وتوصيفاته. فحسب "كيسنجر"، فإن "الاختراق الذي حدث في 1972" إنما يعزى لفشل الهجوم الشرقي لفيتام الشمالية والتلغيم الأميركي لميناء هايفونج –وجهوده الرامية إلى عقد اتفاق مع رعاة فيتنام الشمالية، إذ يقول: "عندما قامت الولايات المتحدة بتلغيم موانئ فيتنام الشمالية، وجدت "هانوي" نفسها معزولة نظراً لأن بكين والاتحاد السوفييتي وقفاً جانباً نتيجة للانفتاح الأميركي على الصين في 1971 وقمة 1972".
ونتيجة لذلك –يقول كيسنجر- اضطر المفاوض الفيتنامي الشمالي "لي دوك ثو" للقبول بشروط أميركا، وهي :"وقف غير مشروط لإطلاق النار، والإفراج عن السجناء، واستمرار حكومة فيتنام الجنوبية القائمة، واستمرار المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأميركية لها؛ ووقف توغلات قوات فيتنام الشمالية؛ وانسحاب القوات الأميركية المتبقية؛ وانسحاب قوات فيتنام الشمالية من لاوس وكمبوديا".
بيد أن رواية كيسنجر هذه تغفل بعض الحقائق التي سُلط عليها الضوء مؤخرا بعد أن رُفع طابع السرية عن الوثائق التي تعود لهذه الفترة. ففي كتب صدرت حديثاً مثل "المهندس المعيب: هنري كيسنجر والسياسة الخارجية الأميركية" (2004) لكاتبه المؤرخ "جوسي هانهيماكي"، تظهر صورة مختلفة تماماً عن تلك التي ترسمها مذكرات ومقالات وزير الخارجية الأميركي الأسبق.
فرغم صحة ما يحكى بشأن استغلال كيسنجر لـ"الانفتاح على الصين" من أجل الضغط على فيتنام الشمالية، فإن الحقيقة أيضاً هي أنه طمأن شخصياً رئيس الوزراء الصيني "تشو إين لاي" في يونيو 1972 بأن كل ما يرغب فيه في الواقع هو "فترة زمنية معقولة تفصل بين النتيجة العسكرية والنتيجة السياسية". ماذا كان يقصد بالنتيجة السياسية؟ حسب "هانهيماكي"، فإن كيسنجر قال لـ"تشو": "إذا كنا لا نستطيع وضع حكومة شيوعية في السلطة، فإننا قد نكون قادرين على قبولها في حال حدث ذلك على فترة زمنية كنتيجة لتطور تاريخي". بعبارة أخرى، فإن كيسنجر أخبر "تشو"بأن الشيوعيين يستطيعون الحصول على سايجون (عاصمة فيتنام الجنوبية) طالما لم يقوموا بإذلال الأميركيين لدى خروجهم من فيتنام.
إلى ذلك، انتقد كيسنجر شروع الكونجرس في تفعيل إجراءات عزل الرئيس نيكسون وما تلا ذلك من إضعاف للرئاسة بسبب سقوط فيتنام الشمالية. والحال أن انتهاكات الشيوعيين لاتفاقات السلام بدأت بعيد توقيعها، وهو ما لم يحتج عليه نيكسون وكيسنجر لدى هانوي، أو موسكو أو بكين إلا نادرا خشية نسف مبادرات مهمة أخرى مثل المحادثات حول تقليص الأسلحة النووية (سالت 2).
والواقع أن الزعيم السوفييتي ليونيد بريجنيف ورئيس الحزب الشيوعي الصيني ماو تسي تونج لم يحركا ساكنا لكبح حلفائهما الآسيويين الجنوبيين لأن ذلك لم يكن يخدم مصالحهما. فحتى في الوقت الذي أوقفت فيه الولايات المتحدة مساعداتها لفيتنام الجنوبية، كان الاتحاد السوفييتي يزيد تدفق الإمدادات على قوات فيتنام الشمالية؛ وكانت الصين تقوم بالأمر نفسه مع الخمير الحمر في كامبوديا. ونتيجة لذلك، استولت المجموعتان على السلطة في غضون أسابيع في أبريل 1975، وهو ما ترتبت عنه عواقب وخيمة.
يمكن لكيسنجر أن يجادل بأن سقوط فيتنام الجنوبية وكمبوديا كان أمرا لا مناص منه بالنظر إلى انقلاب موقف الرأي العام من الحرب، إلا أنه لا يمكنه في الوقت نفسه أن يزعم، مثلما فعل في مذكراته، بأن دبلوماسيته شكلت "نجاحاً مبهراً"؛ ذلك أنه مهما كانت براعة تخطيطه، إلا أنه لم يُحدث فرقا كبيرا في نهاية المطاف. فكل ما فعله هو تقديم "فاصل زمني معقول" لإدارة نيكسون، وجائزة نوبل للسلام لكيسنجر. بل إن اتفاقات السلام عجلت بسقوط فيتنام الجنوبية عبر إيهام الكونجرس بأن الحرب انتهت وبأنه لا خوف من قطع المساعدات.
الواقع أن في الأمر درساً وعبرة للحاضر؛ فالدبلوماسية القوية يمكنها أن تعزز نتائج النجاح العسكري، ولكنها نادراً ما تستطيع تعويض غيابه. ولذلك، فثمة حظوظ ضئيلة لقدرة أي جهود أميركية على إقناع الفصائل الداخلية في العراق مثل "جيش المهدي" و" تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"، أو فاعلين خارجيين مثل إيران وسوريا، بتطابق مصالحها مع مصالحنا. وفي غضون ذلك، وبينما تسعى الولايات المتحدة لإرساء الاستقرار والديمقراطية هناك، يراهن أعداؤنا على الفوضى والاضطرابات لكسب النفوذ وإنهاكنا. إن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يغير حساباتهم هو تغير ميزان القوة على الميدان، وهو ما يحاول الجنرال "ديفيد بترايوس" بلوغه. إلا أنه يواجه ضغوطاً كثيرة من الوطن تُضعفه وتقنع أعداءنا بالصمود والانتظار إلى أن ننسحب. والحال أنه لا يمكن للمفاوضات أن تقود إلى اتفاق إلا حينما يواجه الطرف الآخر احتمال الهزيمة –أو على الأقل الطريق المسدود.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
أهم من تقرير بيكر- هاملتون وأبعد
الياس سحّاب

الخليج الامارات
إذا كان تقرير بيكر- هاملتون الذي كشف بالوقائع والتحليل فشل الحملة العسكرية الأمريكية في العراق، قد دق المسمار الأول في نعش سيطرة المحافظين الجدد على مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن التقرير الأخير الذي أصدرته وكالة الاستخبارات الأمريكية (.C.I.A) عن فشل المعركة الأمريكية ضد الإرهاب مجسداً في منظمة القاعدة، سيدق حتماً المسمار الأخير، أو قبل الأخير، في هذا النعش.

هنالك فوارق اساسية بين التقريرين، أهمها أن تقرير بيكر- هاملتون يبدي حكماً بالفشل على مهمة جزئية من المهمات التي اندفعت اليها الولايات المتحدة في عصر المحافظين الجدد: مهمة غزو العراق. أما التقرير الثاني فيبدي حكماً بالفشل على المهمة العامة التي أقحمت فيها الولايات المتحدة في عهد المحافظين الجدد، بل فشل جوهر الفلسفة العامة للحكم في عهدهم: مكافحة الإرهاب أينما وجد، ومطاردته عسكرياً وإعلامياً وسياسياً، إلى آخر موقع ممكن في الكرة الأرضية.

وقبل الاسترسال في التحليل، لنقتطف من التقرير المقاطع الأساسية، التي تقوم فيها وكالة الاستخبارات بمهمة بسيطة في شكلها، هي مهمة سرد الوقائع كما هي، لكنها مهمة جوهرية في الواقع عندما تتحول إلى إصدار حكم نهائي بالفشل العام والشامل للفلسفة العامة لعهد المحافظين الجدد، وللمهمة الرئيسية لعهدهم، التي تفرعت عنها كل المهمات السياسية التي أقحموا فيها الولايات المتحدة، وكل حلفائها في أوروبا، وسائر أنحاء العالم.

جاء في مقطع أول:

حذرت وكالات الاستخبارات الأمريكية في “تقدير للتهديدات الإرهابية للأراضي الأمريكية” من أن تنظيم القاعدة أصبح حالياً أقوى من اي عهد مضى، وبات يملك القدرة على شن هجمات جديدة ضد الولايات المتحدة. مشيرة بالوقت ذاته إلى أن “حزب الله” قد يفكر في شن هجمات داخل الولايات المتحدة أيضاً، في حال شعر بأن واشنطن تهدده، أو تهدد ايران بشكل مباشر.

وفي استعادة سريعة لسيناريو الهجمة الأمريكية على العالم التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول (تفجير برجي نيويورك)، فبالإمكان تقسيم هذا السيناريو إلى مرحلتين أساسيتين:

مرحلة الهجوم على أفغانستان، للاطاحة بنظام طالبان.

ومرحلة الهجوم على العراق، للاطاحة بنظام صدام حسين.

وإذا راجعنا خزانة الشعارات التعبوية التي اطلقت لتغطية كل من الغزوتين (داخلياً في الولايات المتحدة، وخارجياً في شتى ارجاء العالم)، فإننا نلاحظ انواعاً مختلفة من الشعارات، مثل شعار اقامة الأنظمة الديمقراطية، محل الأنظمة الشمولية، ومنح شعوب العالم حريتها. لكن هذه الشعارات التي كانت تتفاوت في وتيرة ظهورها واختفائها، كانت تقع كلها تحت عنوان اساسي، كان يوجه دائماً إلى الناخب الأمريكي في الداخل، لضمان حماسه المستمر لخطط الغزو، وموافقته المستمرة على تخصيص الميزانيات الحربية التي تجاوزت مئات المليارات من الدولارات، هذا العنوان الأساسي هو “محاربة الإرهاب في منابعه”. وكانت الشروحات المستفيضة للترويج لهذا الشعار وإدخاله في وجدان المواطن الأمريكي العادي، تؤكد أن الإرهاب مصمم حتماً على اقتحام الولايات المتحدة وضربها في كل مواقعها الداخلية الحساسة، وان انتظار هذا الخطر حتى وقوعه مسألة غير مأمونة، اضافة إلى كونها مسألة مكلفة جداً، وان القرار الحكيم يتلخص في ضربات استباقية للإرهاب، حيثما وجد، وأينما وجد، وان الكلفة المالية لمطاردة الإرهاب في شتى أرجاء العالم، تظل أدنى من الكلفة المالية للتصدي للإرهاب إذا سمح له باقتحام الحدود الأمريكية.

لقد كان هذا هو الوهم الكبير الذي نجح المحافظون الجدد في تسويقه داخليا، ولم تعوزهم أبداً أساليب العثور، بقوة الإقناع التحايلية، على أدلة عملية مزيفة، توهم المواطن الأمريكي بصحة هذه الحملة الدعائية، فأصبح كافياً بعد ذلك وصم أي اعتراض على السياسة الأمريكية، في أي مكان من العالم، ومهما كانت درجة هذا الاعتراض وأساليبه، بدمغة “الإرهاب” الذي يشكل تهديداً مباشراً لأمن المواطن الأمريكي واستقراره وهناءة عيشه في عقر داره، الأمر الذي أسبغ الشرعية والوطنية والحكمة وبعد النظر والقوة الأخلاقية، على أي تصرف أخرق يواصل المحافظون الجدد ارتكابه في أي موقع في العالم، احتلالاً وتخريباً ونهباً وتدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لأي بلد في العالم يدخل في منطقة العمليات الأمريكية.

هكذا ظلت الأمور تسير من دون حسيب أو رقيب، سنوات طويلة منذ انطلاق حملة الغزو الأمريكي لأفغانستان، وحملة غزو العراق.

لكننا سنلاحظ ونحن نستعيد هذا السيناريو الحافل للغزو الامبراطوري الأمريكي للعالم، من خلال غزو أفغانستان وغزو العراق، إن الحملة الدعاوية المساندة لهذا الغزو الأمريكي لم تبق على حالها الأول من النجاح المنقطع النظير، والإقناع الشامل، فقد بدأت استطلاعات الرأي منذ مدة غير قصيرة، تشير إلى تدنّ مستمر في شعبية الرئيس بوش. وبدأت الضغوط الناجمة عن اكتشاف أسباب الفشل العملي في كل من أفغانستان والعراق، تطيح بصقور المحافظين الجدد واحداً تلو الآخر (على الأخص رامسفيلد وولفوفيتز). وظهر تقرير لجنة بيكر- هاملتون المشكلة من ديمقراطيين وجمهوريين، يؤكد فشل الخطة الأمريكية في العراق فشلاً كاملاً، متزامناً مع فشل الحزب الجمهوري الحاكم في الاحتفاظ بسيطرته على الأكثرية في مجلسي الشيوخ والنواب.

لكن أفصح الأجوبة جاء على لسان وكالات الاستخبارات الأمريكية “عندما أرادت المقارنة بين وضع الإرهاب، وتنظيم القاعدة بالذات، عندما انطلقت الغزوات الامبراطورية الأمريكية، ووضعهما اليوم، ونحن في منتصف العام السابع من القرن الجديد. وإذا بالتقارير العملية الأمريكية تؤكد ان القاعدة (اي الإرهاب) لم تكن يوماً بالقوة التي هي عليها الآن، وتؤكد قدرتها على تهديد الداخل الأمريكي.

لكن ليس المهم فقط هذا الاستنتاج العام، فالتقرير يشير إلى فشلين مدووين في هذا الموضوع في كل من أفغانستان والعراق:

ففي أفغانستان، ورغم إسقاط نظام طالبان، يؤكد التقرير على وجود ممر آمن لقيادات القاعدة وطالبان على طول الحدود الباكستانية- الأفغانية.

وفي العراق، وبينما يعلم الجميع أن القاعدة لم يكن لها أدنى وجود في ظل نظام صدام الدكتاتوري الحديدي، فقد تحول البلد، في ظل الاحتلال الأمريكي، إلى أحد أغنى مواقع القاعدة في العالم بساحات القتال والتدريب والحشد والاستقطاب والانطلاق والتسلح.

فأي فشل ذريع هذا، في المهمة الامبراطورية الكبرى، والفلسفة الإمبراطورية العظمى (مكافحة الإرهاب في منابعه) هو الذي سيحاسب عليه الناخب الأمريكي الحزب الجمهوري، وقياداته العليا من ساسة المحافظين الجدد، وأي وهم جديد ستعمل أجهزة الدعاية الأمريكية الحاكمة على استنباطه لاستمرار تخدير المواطن الأمريكي الفرد، ومؤسسات المجتمع المدني الأمريكي، فيما تبقى من ولاية حكم الرئيس بوش؟

هذا في المدى القريب المباشر، لكن يبقى التساؤل الأهم والأعمق، في المدى البعيد:

ماذا سيفعل المجتمع الدولي، للملمة الآثار المدمرة، والمنتشرة عالمياً، لتلك المواجهة الحمقاء بين جنون التمدد الامبراطوري الأمريكي، وتنظيم القاعدة، الذي ولد وترعرع في حضنه في أفغانستان أثناء مقارعة النفوذ السوفييتي، ثم انقلب يقارعه فيها، وفي شتى أرجاء العالم؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
مخصصات آلة الحرب
ديرك جاكسون
بوسطن غلوب
قالت هيلاري كلنتون "هذه حرب جورج بوش ، وهو مسؤول عن هذه الحرب. هو الذي بدأها. وهو الذي أساء إدارتها. وهو الذي صعدها. وهو يرفض إنهاءها".
وقال إدوارد كينيدي ، "بعد أكثر من أربع سنوات من التضليل المتعمد ، فقد الكونجرس والشعب الاميركي الإيمان بكفاءة رئيسهم في إدارة الحرب".
وقال كارل ليفين ، وهو رئيس لجنة القوات المسلحة الذي يدعم تحديد موعد نهائي لانسحاب الجنود المقاتلين مع السيناتور جاك ريد ، "ما نحن غير مرتاحين إليه هو الفوضى الكبيرة التي وجدت في العراق الآن ... التي نحاول وضع حد لها بتغيير النهج".
لم يفشل ديمقراطيو مجلس الشيوخ مرة أخرى هذا الأسبوع في تقديم اقتراحات للانسحاب فقط ، بل أظهروا بطرق واضحة أنهم لن يغيروا النهج على الإطلاق.
قد يكونوا راغبين بإنهاء الحرب التي شنها الجمهوريون بغير إتقان ، لكنهم رفضوا إنهاء التصعيد في آلة الحرب الأميركية.
رئيسة البرلمان نانسي بيلوسي قالت أن الديمقراطيين قد "يجففوا مستنقع" الفساد الجمهوري و"يكسروا الصلة بين جماعات الضغط والتشريع".
لكن جاء في تقرير للبوسطن غلوب مؤخرا أن كينيدي أدخل 100 مليون دولار في مسودة قانون تفويض الدفاع لعام 2008 لمحرك مقاتلة جنرال إلكتريك التي قالت القوات الجوية أنها لا تحتاج إليه.
ويزداد الأمر سوءا في ميزانية دفاع ارتفعت بشكل مفاجيء إلى 648,8 مليار دولار. فقد قامت مجموعة مراقبة الميزانية المسماة "تاكس باير فور كومن سينس" بتحليل 309 تخصيصات دفاع لمجلس الشيوخ.
وكان أربعة من أكبر خمسة مبالغ خصصت اقترحها ليبراليون ديمقراطيون ومعتدلون ، وليس الجمهوريون. كان ليفين في الصدارة 44ب تخصيصا. وكانت كلينتون الثانية ب 26.
والرابع ريد ب 23 ، الذي جاء بعد الجمهوري جون مارنر من فيرجينيا. وفي المرتبة الخامسة كان شارلز شومر من نيويورك 21ب تخصصا. وعندما سئلت لورا باترسون المحللة في مجموعة "تاكس باير فور كومن سينس" ان كانت قد رأت أي تغيير في سلوك التخصيص الدفاعي منذ سيطرة الديمقراطيون على البرلمان ومجلس الشيوخ ، أجابت على الهاتف "لا".
وما يثبت أيضا أن المستنقع ما زال مليئا هو حقيقة أن أربعة فقط من أكبر 10 سيناتورات في حملة مساهمات الدفاع في دائرة انتخابات 2006 كانوا من الجمهوريين.
ووفقا لمركز السياسات المتجاوبة غير الحزبي ، فان ستة من الديمقراطيين من ضمنهم كينيدي وكلينتون قد حصلوا على 60% من 1,4 مليون دولار من هبات الصناعة التي وزعت على العشرة الأوائل.
يقول الديمقراطيون أن العقود الدفاعية لا علاقة لها بالحرب إنما بالوظائف في ولاياتهم (وبالأصوات طبعا). وهذا أمر لا عدل فيه عندما يتطلب جلب الطعام للبيت حرق باقي العالم.
فقد جاء في تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام أن الولايات المتحدة الآن مسؤولة عن نصف الانفاق العسكري العالمي تقريبا ، والبالغ تريلون دولار. وليس هناك دولة تحظى بأكثر من 5% من الانفاق العسكري العالمي. ويقول تقرير ستوكهولم أن الولايات المتحدة "هي المحدد الرئيسي للتوجهات العالمية الحالية". لذا ، ليس مفاجئا أن تكون الولايات المتحدة مسؤولة عن 80% من الارتفاع في الانفاق العسكري العالمي في 2005.
وجاء في تقرير معهد السياسة العالمية للعام 2005 ، وهي مجموعة مستقلة لمراقبة حظر انتشار الأسلحة ، ان الولايات المتحدة نقلت أسلحة إلى 18 من أصل 25 دولة تخوض نزاعات. وجاء في التقرير أيضا أن 20 دولة من بين الدول التي تلقت الأسلحة من الولايات المتحدة في عام 2003 كانت تصنفها وزارة خارجيتنا كدول غير ديمقراطية أو لديها سجل سيئ في مجال حقوق الإنسان. هل سمعت ان الديمقراطيون يتحركون لوقف هذا الجنون؟ فهم يعلمون أنهم لا يمولون درعا فرديا أفضل أو اطرافا اصطناعية لجنودنا. لكنهم يعلمون أنهم يمولون الاداة الذي تجعل الأطراف ضرورة ملحة.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
المالكي في بغداد وعباس في فلسطين

د محمد صالح المسفر
الشرق قطر
تشهد الساحة الفلسطينية كارثة سياسية لا سابق لها في التاريخ الفلسطيني، صحيح كانت هناك أزمات وأزمات أحاطت بهذا الشعب الجبار عبر السنين ولكنه لم يشهد مثل هذا العصر المخيف. كانت المؤامرات الدنيئة على هذا الشعب تحاك من الخارج أما اليوم فإنها تحاك ضده من بعض أبنائه في الداخل بالاستقواء بقوى الاحتلال وجبروت الإدارة الأمريكية. الخطاب السياسي عند عباس بلغ أدنى مستوى من الانحطاط الأخلاقي والأدب السياسي، لم نقرأ عبر تاريخ حركات التحرر الوطني في أي بقعة من العالم مثل ما نقرأ ونسمع ونشاهد ما يتفوه به بعض قيادات فتح في رام الله. السيد محمود عباس يصف كل الذين تصدوا ويتصدون لقوى الاحتلال وأعوانهم " بأنهم قتلة، سفلة مجرمون، كذابون.. الخ ".

يا للهول!! تتطابق كلمات محمود عباس الذي يكنونه برئيس السلطة الفلسطينية مع كلمات الرئيس بوش عن حركة حماس، فقد وصفهم بأبشع الأوصاف كأوصاف عباس لهم. ولعله من المناسب أن نذكر أهلنا في فلسطين المحتلة وخاصة شرفاء فتح بأن الرئيس بوش ألقى في عام 2002 خطابا دعا فيه إلى التخلص من الشهيد ياسر عرفات، وهو اليوم يشرع لاجتثاث حركة حماس وإبعادها عن الساحة الفلسطينية. إننا ننبه كل الشرفاء في فلسطين والعالم العربي بأن كارثة فلسطين الحقيقية بدأت خيوطها تحاك في ظل قيادة محمود عباس وعصابته وان الشعب الفلسطيني والعالم العربي على العموم سيعانون عواقب تلك الكارثة التي يمكن تلافيها قبل فوات الأوان، ونذكر بما نعانيه جميعنا في العراق اليوم.

يعمل السيد عباس على استعداء العالم كله ضد أهلنا في غزة تارة باسم القاعدة وتارة بامتلاك سلاح جديد وتارة بدخول متطوعين لقتال إسرائيل، لقد أمر بإغلاق المعابر المؤدية من وإلى غزة دفعا بهلاك ما يزيد على مليون ونصف مليون من الشعب الفلسطيني من جراء الحصار الظالم، ويصدر تعليمات بعدم السماح لآلاف الموطنين بالدخول إلى وطنهم ومنازلهم إلا عبر بوابات العدو الصهيوني، ويجعلهم يموتون جوعا ومرضا واهانة على الحدود المصرية الفلسطينية، تقول الأنباء إن 29 مواطنا فلسطينيا قضوا نحبهم على تلك الحدود لان السيد عباس وزمرته لم تسمح بعبورهم إلى داخل الوطن. ونؤكد أنه لو حدث مثل هذا الحدث في أي جزء من العالم لاستقال الحزب الحاكم وشكلت لجان لمحاسبة المتسببين وقدموا للمحاكمة، لكن عباس وحزبه لا يكترثون بما يفعلون.

(2)
نشاهد على شاشات التلفزة غربان عباس وهم يرددون الاتهامات لحركة حماس بأنها تطارد أعضاء حركة فتح في غزة، ويقلدهم بعض المنتفعين، لكننا لا نسمع عن الجرائم التي ترتكبها قطعان الأمن الوقائي في الضفة الغربية ضد أعضاء في حماس. لقد سجلت حماس 380 حالة اختطاف لعناصرها ومناصريها في الضفة، وما يزيد على 127 حالة اعتداء على ممتلكات خاصة لعناصر من الحركة إلى جانب أمور أخرى وأهمها إطلاق النار على ما يزيد على 30 فردا في الضفة الغربية من كوادر حماس معظمهم قضى نحبه.
المحير لنا أن قيادات الفصائل الاخرى لا تتحدث عن جرائم الأمن الوقائي في الضفة الغربية ضد كوادر حماس وأنصارهم وما تتعرض له ممتلكاتهم ومؤسساتهم وكأنهم ليسوا جزءا من الشعب الفلسطيني.

(3)
القارئ الكريم، ألا تلاحظ معي التماثل والتشابه بين ما يجري في فلسطين وما يجري في العراق؟ الرئيس بوش يؤيد ويناصر المالكي وحكومته لإبادة كل من يعارض المشروع الأمريكي الإسرائيلي في العراق، وطالب كل القادة العرب بمساندة المالكي وحكومته العميلة وإلا فان الويل سيلحق بهم. وهو الشيء ذاته بالنسبة لتأييد عباس وانقلابه على الشرعية التي اعتمدت في فلسطين المحتلة بعد الانتخابات الاخيرة. إن الرئيس بوش استخدم كل ثقله لنصرة محمود عباس وغربانه السود بما في ذلك الرشاوى السياسية والمالية ومده بكل صنوف القوة بما في ذلك القوة العسكرية ودغدغة مشاعر الناس في فلسطين بإطلاق مجموعة من الأسرى بعد أن تعهدوا بعدم العمل ضد الاحتلال الإسرائيلي، وما يدريك لعل معظمهم قد وقع على وثيقة ينضم بموجبها إلى القوى الأمنية في الضفة لمواجهة الحركة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي كما فعلوا مع تجنيد البعض في الأمن الوقائي في غزة والضفة قبل انهيارها في غزة.

قوات عباس في الضفة منعت صلاة الجمعة في مسجد عزبة جراد واحتلته تحت إشراف قوات صهيونية. وفي العراق اقتحمت قوات المالكي وبمساعدة وإشراف القوات الأمريكية مسجد أم القرى في بغداد ومنعت الصلاة فيه ودمرت كل محتوياته واعتقلت كل من كان به.

أليس ذلك تشابها وتماثلا في القوة والأداء؟



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
شحّاذ أعمى متعدد الجنسيات

جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين
المرحوم (ملا مصطفى البرزاني) اوجز ذات يوم حال الأكراد العراقيين إزاء التدخلات الدولية لاستخدامهم ورقة لعب ضاغطة على العراق ودول الجوار بصورة: (شحّاذ اعمى لا يعرف من يتصدّق عليه، ولا حتى بماذا تصدّق، في باب جامع مدينة السليمانية) قبل ان يتزعمها السيد (الرئيس) المناضل (جلال الطالباني)، وكان جل ما يريده الأكراد آنذاك (حكما ذاتيا) نال تعاطف كثير من عرب العراق، مثقفين وسياسيين، حتى عام .1991

وتبدو حكمة الرجل (نبوءة) لما يجري الآن على الساحة الكردية العراقية بعد تكاثر (الشحاذين العميان) ممن تعددت جنسياتهم حتى ولاءاتهم في ظل الاحتلال (الديمقراطي) الذين وظفوا انفسهم في عجلته، متطوعين، كأدلاّء وحلفاء لغزاة اجانب جاءوا بلا غطاء شرعي دولي، ولا ارضية اخلاقية، تشير كل المؤشرات إلى انهم سيرحلون وعلى القيم نفسها آجلا ام عاجلا على مثابات هزيمة منكرة اسست لها المقاومة العراقية لعل اولها شهر سبتمبر القادم من هذا العام، وثانيها اعلانات (صبر نفد) من (امير شحّاذي الديمقراطية) حتى من قبل دول الجوار. حصل تجار الحروب الأكراد، قبل احتلال العراق، ومن خلال اجتماعات ما كان يدعى (المعارضة العراقية) مع اجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية على (وعد) بانشاء دولة (كردستان الكبرى) في حاضنة (الشرق الأوسخ الجديد) الذي نشرت خريطته علنا وتبناها شحّاذو (السليمانية) و(اربيل)، وحدود الدولة الموعودة تمتد من جنوب (بغداد)، مرورا (بقدس الأقداس النفطية كركوك) حتى جنوب (ارمينيا) شمالا، ومن اطراف (افغانستان) شرقا حتى اطراف (دمشق) غربا، على ظن ان (الفاعل) الأمريكي هو (نبي النعمة) وحده القادر على كل شيء من طلبات الشحاذين (الديمقراطيين الجدد) من تجار الحروب المحليين. وخلال اقل من خمس سنوات (ديمقراطيات) من عمر الاحتلال جنّح شحاذو (عميد الأغبياء في العالم) كل سلوكاتهم وامكانياتهم لتأثيث (كردستان العظمى) من دون الرجوع الى رأي احد من العراقيين الوطنيين، بل راحوا يطالبون علنا ومن دون لف ولا دوران بالانفصال عن العرب ــ 85 % ــ (الشوفينيين) الذين (احتلوا بلدهم في غفلة) عن زعيمهم الجديد (عميد تجار الحروب) في البيت الأبيض الذي تحول الى (كعبة) كردية يحج اليها كل من يحتاج إلى جرعة من (الديمقراطية) على حساب شعوب المنطقة المرشحة للتقسيم يوم تنفيذ الوعد المتعدد الجنسيات بشرق اوسط جديد. ومرة اخرى لم يفطن هؤلاء الى نبوءة (ملا مصطفى البرزاني) إذ أعمتهم دسامة اللقمة الموعودة خلافا للتأريخ وخلافا للأخلاق الوطنية التي تتمتع بها اكثرية كردية باتت مغلوبة على امرها مرتين، مرة تحت وطأة تجار حروب محليين لا يتورّعون عن قتل معارضيهم ببساطة إلقاء صدقة على شحاذ اعمى، ومرة بوجود كل هذا الحشد من قوات الاحتلال المتعددة الجنسيات التي رسّمت تجار الحروب حكاما (ديمقراطيين) يقع كل من يعارضهم تحت مقصلة الإرهاب والموت المؤكد. وانتفخت الكثير من الرؤوس المتاجرة في الدم العراق، كرديا كان ام عربيا، في هذه البقعة الصغيرة من الشرق الأوسط على اجنحة (وعد) لم يتحقق، ولا تشير كل العلامات إلى انه سيتحقق، وراحت تهدد دول الجوار علنا بالتدخل في شؤونها مستقوية (بعميد الأغبياء في العالم) ، كأي عميان بصيرة يتباهون بوصف (شركاء مصير) لقوات احتلال اجنبية عن العراق والشرق الأوسط في آن غير مبالين بوصف (عملاء) حسب وصف شعوب المنطقة. المجازفة من قواعد تجارة الحروب، وقد نجحت مجازفات هؤلاء في الحصول على جنسيات متعددة سكنت عائلاتهم ومازالت تسكن في ظلالها معززة بمليارات الدولارات المنهوبة من لحم العراق، بكل قومياته، والمجازفون يحكمون الان شمال العراق الذي كان اهله قادرين على السفر بمنتهى الحرية الى اي مكان في العراق، ايام (العهد الدكتاتوري) ولكنهم محاصرون الآن بتهمة (العمالة) وصراحة (التحالف ووحدة المصير) مع الغزاة في علبة الوعد الأمريكي الموهوم في العراق، منبوذون من قبل دول الجوار التي (نفد صبرها) هي الأخرى من سلوكات تجار الحروب الأكراد. حسنا. سلّم الجيش الأمريكي ملف الأمن في شمال العراق لحلفائه (البيش مركة) وتزامن ذلك مع قيام تركيا بزج (150) الفا من جيشها الذي (نفد صبره) على وجود (4000) كردي تركي مسلح ضد الحكومة التركية تستضيفهم (دولة كردستان) العراق، وتؤمن لهم القواعد الامنة وكل الإمدادات التي تؤسس (لكردستان العظمى) من جنوب (بغداد) حتى جنوب (ارمينيا). والسؤال الذي يطرح نفسه، بعد (نفاد صبر) امريكي من شحاذيه وشركائه في المصير من الأكراد والعرب (الديمقراطيين الجدد) في العراق، و(نفاد صبر) تركي صريح ومعلن على طول حدود حاضنة تجار الحروب الأكراد في شمال العراق: ما الذي ستضعه امريكا في يد الشحّاذ الأعمى الكردي العراقي؟ وما الذي ستضعه تركيا في ايادي الشحاذين المناوئين لها من شمال العراق؟ لا أظنه رغيف خبز، ولا بعض الدراهم، ولا حتى مجرّد ملاذ آمن.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
واشنطن تكرر خطأها
د. جيمس زغبي
القبس
في أعقاب التقرير المتفائل بشأن التقدم الذي تم إحرازه في العراق، ها هو الرئيس بوش يقدم التصور الخيالي لجهود إدارته لتحقيق حل الدولتين للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني في الخطاب الذي كان يتوقع أن يلقيه الرئيس قبل أسابيع، أي في الذكرى الخامسة لطرح رؤيته لحل الدولتين. وعلى أي حال كان خطابا مفصولا عن الواقع تماما.
ففي عرضه الانتقائي للأحداث التي وقعت منذ عام ،2002 تجاهل بوش الأضرار التي نجمت عن سياسات إدارته، ووصف الوضع الراهن من خلال رؤيته الأيديولوجية، وليس من خلال الحقائق الموجودة على الأرض.
لقد أصاب الرئيس بوش بالثناء على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض، لكنه أخطأ في تجاهل عمق الانقسامات التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني 'ليس فقط بين الضفة الغربية وغزة بل داخل كل منهما'.
وكذلك أصاب بوش (وان كان متأخرا كثيرا) في الإشارة إلى ضرورة الإظهار للفلسطينيين أن هناك سبيلا ممكنا للسلام، لكنه أخطأ في القاء العبء الأكبر من تحقيق تقدم في عملية السلام على كاهل الفلسطينيين المثقل أصلا، في الوقت الذي قلل فيه - بشكل دراماتيكي - مسؤولية الإسرائيليين في ذلك.
ضرر أكبر من النفع
وكان طيبا أيضا أن يتعهد بوش بدعم الزعماء الفلسطينيين المعتدلين ويعد بتقديم المساعدات المالية ويتحدث عن عقد مؤتمر دولي للسلام في الخريف المقبل.
وفي هذا السياق، من الجدير بالملاحظة ان الأموال التي تعهد الرئيس بتقديمها هي في معظمها 'قديمة'، سبق ان تعهدت الولايات المتحدة بتقديمها ثم جمدت، أما الوعد بعقد مؤتمر دولي فهو - في أحسن الأحوال - سابق لأوانه وقد يكون خطيرا لأنه يرفع التوقعات التي لا يمكن لإدارة بوش المالية أن تحققها. هذه هي مشكلة المواقف الواعدة التي سرعان ما تتبخر.
وفي النهاية، يمكن وصف خطاب الرئيس بوش بأنه 'متواضع جدا ومتأخر جدا' وأنه قد يثير مشكلات أكبر من ذلك.
إصلاح الضرر
وهكذا، بقيت الأمور على حالها فبعد ست سنوات على شن 'الحرب العالمية على الإرهاب' ليست هناك أي نجاحات يمكن الاعتداد بها ولا تلوح في الأفق تباشير النصر.
لقد أدت إخفاقات إدارة بوش في أفغانستان إلى جعل حكومة قرضاي معزولة في كابول، كما ان حساباتها الخاطئة في العراق جعلت سلطة حكومة المالكي تتضاءل يوما بعد يوم، والآن تطبق إدارة بوش المنطق الكارثي نفسه في لبنان وفلسطين وتعرض حكومتي السنيورة وعباس إلى المخاطر. وهذا أمر مثير للقلق تحديدا في لبنان وفلسطين، لأن هذين الرجلين طيبان ويستحقان ما هو أفضل.
وأذا أراد الرئيس بوش المضي قدما في تحقيق هدف حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني على أساس إقامة دولتين، فإن عليه معالجة عواقب سبع سنوات من التجاهل، والطريق إلى إحراز تقدم أصعب، وتتطلب جهدا أكبر من ذي قبل. كما ان القول ان خطاب الرئيس بوش متواضع جدا ومتأخر جدا لا يعني القول انه من المستحيل تحقيق أي تقدم، بل يعني انه يحتاج إلى قيادة أميركية حقيقية وتصميم قوي من أجل إصلاح الضرر الذي وقع. وأخشى ألا تكون الأمور مبشرة على هذا الصعيد.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
د. الجابري.. وديموقراطية صدام حسين !
خليل علي حيدر
الوطن الكويت
جرت مجموعة حوارات فكرية في الأردن عام 1997 محورها «العرب وتحديات القرن الحادي والعشرين». ناقش المتحاورون في بعض المحاضرات جوانب من آراء د.محمدعابد الجابري، المفكر المغربي المعروف، حول «المشروع النهضوي العربي». ومما لفت نظري في حديثه غياب المفهوم الدقيق لفكرة النهضة نفسها في ثقافتنا العربية!.
تقول إحدى المعقبات: يذهب الدكتور الجابري في حديثه عن محوري الوحدة والتقدم، إلى القول بأن النهضة (رينيسانس) في مفهوم الحداثة الأوروبية تعني الولادة من جديد، أو ظهور الشيء من جديد، أو انطلاقة جديدة، في حين أن النهضة كما جاءت في «المنجد»، المنقول عن المعاجم العربية، تعني القيام والحركة، وإذا كان المعنى اللغوي للنهضة: القيام من المكان والحركة، فإن النهضة كمشروع لم تكن قد تبلورت حتى عام 1908، حين ظهرت الطبعة الأولى للمنجد! أو لم يكن معناها الاصطلاحي قد تبلور بعد عند دارسي فكرة النهضة، الذي أخذ يتحدد بمعنى أنها المرحلة او اللحظة التاريخية التي تلت الاصطدام بالغرب الذي جاء الى المنطقة العربية غازياً، مما أسفر عن تماس مع الحضارة الغربية والاطلاع على علومها وفنونها، فأدرك رواد النهضة واقع الانحطاط الذي هم فيه.
وعدت الى طبعة من المنجد صادرة بعد نحو ثمانين عاماً 1986 من الأولى، فلم أجدها تحدد معنى مصطلح «النهضة» للقارئ فأصل الكلمة نهض، ومنها ناهض بمعنى قادم، وأنهض وتناهض وانتهض واستنهض، والناهض بمعنى فرخ الطائر الذي يبدأ الطيران، وناهضةُ الرجلً أي أقاربه واعوانه، والنهض الغليظ من الارض او ما بين المنكب والكتف في البعير او الظلم والقسر. أما النهضة»، يقول المنجد، فجمعها نهاض، وهي المرة من نهض، والنهضة الطاقة والقوة، العتبة من الأرض ينقطع فيها نَفَس الدابة او الانسان يصعد فيها، ومكان نهاض بمعنى مرتفع.
أما «المعجم الوسيط»، الصادر عن مجمع اللغة العربية، فهو أرأف قليلاً بحال القارئ المراجع، إذ يشير الى النهضة بمعنى «الوثبة في سبيل التقدم الاجتماعي او غيره». ولا أثر في المعجمين لأي معنى من معاني الرينيسانس Renaissance في لغات أوروبا!.
ويشير د.الجابري إلى أن المشروع النهضوي العربي تداخل زمانياً مع ثلاثة مشاريع أخرى، حاول كل مشروع ان يعطل الآخر ويعيقه، هذه المشاريع هي: مشروع الحداثة الاوروبية، المشروع الصهيوني، مشروع الاشتراكية العالمية، فاطلقت هذه المشاريع في أواخر القرن الماضي في سباق مُرّ، بصورة غير متكافئة لتنتهي إلى نتائج متشابهة او على الاقل متقاربة حيث ان أياً منها لم يحقق نفسه بالصورة التي كان يحلم بها، بل انها جميعاً انتهت الى ما يشبه النقد لما كانت تراه مستقبلاً لها، بوصفها «الأنا» الوحيدة في العالم.
ويرى محاور آخر، د. هشام غصيب ان د.الجابري كان يميل صوب الماركسية، «ماركسية التحرر القومي التجديدية» في الكتابات المبكرة نسبياً، مثل «الخطاب العربي المعاصر» و«نحن والتراث»، بينما كتاباته اللاحقة، وبخاصة ثلاثيته الشهيرة «فقد العقل العربي»، مالت إلى الرؤية الاستشرافية النمطية. أما الأهمية التقدمية الفعلية لفكر الجابري، يقول المعقب، فـ «تكمن بالفعل في محاولته الجدية إصلاح الوعي الديني العربي من داخله». فالجابري لا يطمح الى تدمير الوعي الديني السائد في الوطن العربي اليوم، بل يطمح الى تحديث هذا الوعي.. فهو لا يريد تحديث هذا الوعي بتجربة الغرب الثورية، وانما بتجربة التراث العربي الاسلامي نفسه، تجربة ما اسماه الثورة الثقافية التي دشنها ابن تومرت في المغرب العربي والاندلس العربية: تلك الثورات التي افرزت ابن طفيل وابن حزم وابن باجة وابن رشد والشاطبي والبطروجي وابن خلدون وغيرهم. ان الجابري يريد خلق تيار تراثي تحديثي بديل للتيار السلفي السائد وبمشروعية تراثية دينية لا تقل عن مشروعية التيار السائد. ويدعو الجابري إلى إقامة نوع من التوازن بين التراث العربي الاسلامي والتراث الغربي الحديث عن طريق احياء فلسفة ابن رشد. ويحمل د.الجابري ابن سينا مسؤولية تدشين عصر الظلام في العالم الاسلامي بشقيه السني والشيعي، اذ يرى ان فلسفته قادت اهل السنة الى الغزالي، فالجمود والتحجر، وقادت الشيعة الى ضرب من العرفان الهرمسي المغرق في اللاعقل كما تجلى في السهروردي وملاصدرا وغيرهما. اما فيلسوف قرطبة، ابن رشد، فيرى الجابري انه قدم للعالم الإسلامي فرصة الافلات من الانحطاط الحضاري، وذلك باحرازه قطيعة معرفية مع الفلسفة المشرقية، وبخاصة مع ابن سينا.
(العرب وتحديات القرن الحادي والعشرين، تحرير: د.غسان عبدالخالق، عمان ـ الاردن، 2000، ص178ـ175).
أبدى العديد من المحاورين مآخذ على فكر د.الجابري. فالجابري مثلا يستخدم المفاهيم التي انتجتها الحضارة او الثقافة الغربية المعاصرة محاولا ايجاد مكان لها في البيئة العربية، بينما يستخدم بعض المفاهيم العربية استنادا الى دلالاتها المعجمية، ويعتمد الجابري على الثقافة العالمية في نقد العقل العربي ويصمت عن عناصر اخرى من الثقافة العالمية وغير العالمية، وهو كذلك يصمت في تحليل العقل السياسي العربي عن دراسة حركات سياسية متمردة مثل القرامطة وثورة الزنج والفكر المعارض، وكما يرى محمود امين العالم، فقد كان هناك عقل سياسي سُني وعقل سياسي خارجي، فلماذا يصمت الجابري عن هذه الرؤى، ولماذا لم يدمج في تحليله ونقده قطاعات الادب والثقافة الشعبية بمختلف جوانبها، وفي نقده لمصطلح «النهضة» ركز على المدلول القاموسي العربي وحده، ونحن نعلم ان معظم من تصدى لمشاريع النهضة والتقدم كانوا ملمين، على نحو ما، باللغات الاوروبية وتقافاتها، وفي مجال امتلاك الفكر الاوروبي والتراث بعد فحصنا النقدي، الا يعني الاحتواء والامتلاك «بقدر الحاجة وحسب النوع» آلية من آليات التوفيق بين التراث والمعاصرة التي يرفضها الجابري نفسه.
ونبه المحاورون الى ان النهضة لن تتم «بعقل غير ناهض» ومثل هذه المهمة الفكرية الراقية تقع على الفلسفة، وكانت الفلسفة العربية قبل قرن في حالة يرثى لها، وقد تحسنت اليوم نسبيا ولكنها، كما يقول د.أحمد ماضي «في اقطار عربية عديدة تعاني الامرين، فهي اختصاص غير مرغوب فيه ومزعج، وهي اليوم اما غائبة واما مهمشة كما في اقطار المشرق، اما في المغرب العربي فلقد تراجع حضورها وتقلص لاسباب سياسية في الغالب، وازيد قائلا: ان معاناة الفلسفة هنا وهناك تعود الى اسباب «دينية» احيانا وما يجري في بعض الاقطار العربية يشهد على ذلك».
ان نقطة الضعف الاساسية والخطيرة في مشروع النهضة العربية الحديثة، يضيف د.الماضي نقلا عن الجابري تتمثل في ان رواد النهضة اغفلوا دور العقل، فراحوا يتصورون النهضة ويخططون لها، بل ويناضلون من اجلها، اما بعقول اعدت للماضي، واما بمفاهيم انتجها حاضر غير حاضرهم.
ويأخذ د.الماضي على د.الجابري تأكيده ان الانتماء الى الامة العربية اليوم، من المحيط الى الخليج، مسألة نهائية فاذن ما الذي عزز القطرية، ولماذا هيمنة الجهوية بالمعنى المغاربي والمشارقي، والاقليمية والعشائرية وكلها من علامات ضعف الانتماء؟
ويؤكد د.الجابري «غياب الديموقراطية في الوطن العربي على مستوى السياسية، وعلى مستوى الايديولوجيا داخل المشروع النهضوي ككل»، بل ويؤكد ان الفكر القومي العربي منذ بدء اليقظة الى اليوم يجنح جنوحا قويا نحو تأجيل الديموقراطية، وهكذا، كما يلاحظ د.أحمد الماضي، فالجابري «ينقد المواقف كلها: الحداثي، والليبرالي، والسلفي والتوفيقي بشأن الديموقراطية، وينتهي الى ان النخب كلها تخاف الديموقراطية: نخب الدولة الليبرالية شبه الديموقراطية ونخب الدولة الثورة، والنخبة التقليدية»، ولكن في موقف د.الجابري اضطرابا وتناقضا كبيرا ازاء الديموقراطية وحاجة العالم العربي ومشروعه النهضوي اليها، فهو من جانب ينتقد غيابها على مستوى السياسة والايديولوجية العربية، ومن جانب اخر يعترف في حواره بالاردن مثلا قائلا: «اراهن على ان النخبة اليسارية التقدمية ـ التي انا منها ـ تخاف الديموقراطية، لاننا اذا فهمنا الديموقراطية على انها تعبير يحق لجميع الناس فاننا سنخاف الديموقراطية، كما وقع في الجزائر! لكن يجب ان نكون شجعانا لا نخاف الديموقراطية، وكذلك من ينتصر بالديموقراطية يجب ان يلتزم الديموقراطية والا يخاف من الهزيمة غدا اذا هاجمته الديموقراطية! ومن القضايا التي اثيرت ضد د.الجابري في حوار عَمّان في المجال نفسه موقفه التسلطي من الوحدة العربية، اذ انه لا يقر لأي دولة عربية حق الانسحاب بعد الانضمام اليها! وفي رده على المتحاورين معه في عمان يقول: «اعتقد ان الوحدة اذا جرت بطريقة سليمة وديموقراطية وشعبية، فهي عقد اجتماعي ملزم لكل واحد، وكذلك اذا انتخبنا شخصا ينوب عنا وكانت الاغلبية معه فعلى الاقلية ان تقبل وتستغل لتشكل اغلبية اذا شاءت، اما الانسحاب فلا. انا نفسي ما كنت اقبل، قبل عشرين او ثلاثين سنة لأية دولة داخل الاتحاد السوفيتي ان تطالب بالانسحاب من الاتحاد السوفيتي، امريكا لا تقبل انسحاب أية ولاية من ولاياتها، مشكلة تكساس مشهورة وانتم تعرفونها!» ولعل هذه القناعة هي التي بررت للدكتور الجابري موقفه المؤيد لنظام صدام من احتلال الكويت عام 1990. فقد كان الجابري موجودا يوم 26 يونيو 1990 في بغداد يحضر ندوة بمناسبة مرور عام على وفاة «ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث. ويبدو انه اقتنع بالكثير مما شاهد وسمع من ايجابيات نظام صدام وحرصه على الديموقراطية في العراق، ورغبته في توحيد العرب «بطريقة سلمية وديموقراطية وشعبية» كما يشترط د.الجابري، ولهذا، مع بدء الحرب التي استهدفت تحرير الكويت، كتبت مقالا في جريدة الاتحاد الاشتراكي المغربية بتاريخ 1991/1/27 بعنوان «كلام.. الآن فقط اصبح له معنى»، يتذكر فيه بعض ما كان القادة العراقيون يريدونه امامه فيصدق ما يسمع بكل سذاجة لا تليق بأي عارف بالامور في عراق صدام، اذ كتب د.الجابري ان سبب هذه الحرب ضد العراق انه «كان القيادة العراقية آنذاك منهكة ـ او هكذا كان يظهر للناس ـ في مراجعة الدستور والاعداد للعددية والحياة الديموقراطية» (الغزو العراقي للكويت، كتاب عالم المعرفة، الكويت 1995، ص332).
واذا صدق د.الجابري ان طاغية العراق كان يمهد عام 1990 الاجواء لاشاعة الديموقراطية والتعددية، وان الولايات المتحدة استهدفته لهذا السبب.. فان الجابري سيصدق اي شيء بعد ذلك!.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
في الطائفة والطائفية ونظام المحاصصة الطائفية
محمد عبدالجبار الشبوط
الوطن الكويت
أولاً: الطائفة
لا يخلو مجتمع من أفراد ينتسبون الى أديان منوعة تنقسم بدورها الى طوائف فرعية منوعة، بعض النظر عن كون هذه الأديان سماوية أو وضعية. وهذا ينطبق على المجتمعات القديمة كانطباقه على الحديثة، كما ينطبق على المجتمعات الكبيرة كانطباقه على المجتمعات الصغيرة، فنحن هنا بازاء ظاهرة تاريخية اجتماعية طبيعية مطردة في كل المجتمعات البشرية، وتقدم خارطة العالم الطائفية أو الدينية تنوعاً هائلاً في الألوان، تعكس الى أي مدى وصلت ظاهرة التباين والاختلاف بين البشر منذ عصور الرسالات السماوية التي تقول انها جاءت من أجل توحيد البشر، الأمر الذي لم يتحقق، ولا يبدو أنه سوف يتحقق في المدى المنظور لتاريخ البشرية.
والطوائف تكوينات ثقافية اجتماعية تاريخية تمثل جزءاً عضوياً من النسيج الاجتماعي لأي شعب أو أمة، وتتكون الطائفة بتجمع أفراد من المجتمع حول عقائد أو تصورات أو اجتهادات دينية ما تلبث أن تتحول الى تقاليد وعادات اجتماعية ورموز ثقافية، تقرب أو تبعد من الأصل العقائدي/ الديني الذي تنتسب اليه تاريخيا، الى ان يؤول الأمر في النهاية الى غلبة العادات والتقاليد والرموز، أو الدين البشري، بعبارة مكسيم رودنسون، على الدين الأصلي، أو المذهب الأصلي كما وضعه مؤسسوه، وهذه تمثل ثقافة فرعية في مجتمع يفترض فيه ان يمتلك ثقافة وطنية مشتركة تشكل هويته العامة.
الطوائف، على خلاف المذاهب، ليست موجودة في الكتب، ولا علاقة لها بمفاهيم الفرق الناجية، وفرقة الحق، وما الى ذلك، انما هي موجودة في المجتمع والأفراد وممارساتهم وعاداتهم وعلائقهم.. يقرأ علماء الطائفة الكتب، ويؤلفونها، لكن أبناء الطائفة يقرؤون من كتاب التاريخ والمجتمع والاعراف والتوارث الثقافي والتصرف اليومي. ولذا كثيرا ما يشتكي العلماء من العوام الذين يصفونهم بالانحراف عن عقائد الطائفة او عدم احتفالهم وعنايتهم بها، في المقابل يحافظ أبناء الطائفة على احترامهم لعلمائهم بشرط أن لا يمس هؤلاء العلماء تقاليد العوام الطائفية وتصوراتهم الشعبية عنها وعن رموزها البشرية أو التاريخية أو الثقافية.
تقوم الطائفة على منظومة من الأنماط السلوكية المرتبطة بالرموز التاريخية والبشرية والثقافية للطائفة، التي تدور حولها كما يدور المرء حلو شيء، مما يسمى في اللغة طوافاً.
فالطوف والطواف هو المشي حول الشيء، أو الدوران حوله، بشكل يعزز اللحمة الداخلية لابناء الطائفة، ويجعلهم كعنقود العنب، «والطائفي كما في لسان العرب، هو زبيب عناقيده متراصفة الحب كان ينسب الى الطائف!» وتعرف القواميس اللغوية الانجليزية الطائفة بانها مجموعة متراصة من الأفراد ذوي خصائص ثقافية واجتماعية ومصالح مشتركة يعيشون معاً في اطار مجتمعي أوسع. فهم جزء من مجتمع أوسع، ما يحيلنا مرة اخرى الى المعنى القاموسي لكلمة طائفة كونها، كما في المفردات ولسان العرب، الجماعة من الناس، أو القطعة من الشيء.
الفرد والمجتمع والعلاقات الاجتماعية هي مجال عمل واشتغال الطائفة والانتماء الطائفي وربما لعبت الطائفة دوراً ايجابياً في بناء المجتمع، وتماسكه، وحمايته، وتنشيط روح التضامن بين أبنائه، وهذا جانب ايجابي، لكن ربما تصاعدت حمية الارتباط الطائفي عن الأفراد الى درجة التعصب، وليس درجة التضامن.. والتعصب كما في حديث مروي، ان يرى المرء شرار قومه افضل من خيار قوم آخرين.. هذا هو التعصب المذموم الذي يحول الطائفة الى عامل تخريب للبناء الاجتماعي والتضامن الاجتماعي الأوسع.
لا تستطيع الدول، حديثها وقديمها، ان تتجاهل حقيقة التعدد الطائفي في مجتمعاتها، رغم مناداتها بالوحدة، بل ان الوحدة الاجتماعية، فضلاً عن السياسية، لا تتعارض مع التعددية في الانتماء الطائفي، اذا بقي النصاب الاجتماعي في حالته السليمة.. كما انه ليس من وظيفة الدولة ان تنحاز الى طائفة دون اخرى، أو أن تدافع عن طائفة دون أخرى.. انما الدولة، بوصفها الاطار المؤسسي لمجتمعها، تمثل الحاضنة الكبيرة للمجتمع، بما يحتويه من تنوع طائفي.. بمقدور الطوائف ان تنمو ثقافياً وتزدهر تجاريا في اطار مجتمعها الكبير، وفي ظل دولتها ما دامت الدولة محايدة، تقف على مسافة واحدة من طوائفها المختلفة.
ويتعين على الدولة الحديثة ان تتعمل معها من موقع الاحترام وحماية حقوقها وحريتها في ممارسة طقوسها وشعائرها، بحيادية تامة، ولما كان مجال اشتغال الطائفة هو المجتمع، كان على الدولة ان تحرص على عدم تسلل الطائفة الى السياسة، ذلك ان دخول الطائفة الحيز السياسي، فضلاً عن كونه يؤثر بالسلب على وظيفتها الاجتماعية، فانه يؤدي الى أن تحتل الطائفة دور الوسيط بين الدولة والمواطن، وهذا يعني العودة بالدولة الى الوراء، لأن الوساطة بين الدولة والمجتمع، في الدولة الحديثة، معقودة للمجتمع المدني، ومؤسساته، التي لا تقفز فوق المواطنة، في حين ان الطائفة تلغي مفهوم المواطنة، لصالح مفهوم الطائفة. دخول الطائفة الى الحيز السياسي يؤدي الى فساد الطائفةـ الدولة معاً.

ثانيا: الطائفية

وحين تدخل الطائفة الحيز السياسي تنشأ الطائفية، وهي استخدام الطائفة ورموزها ومؤسساتها وشعائرها في السياسة، في الصراع أو التنافس السلمي أو المسلح على السلطة، ونقلها من حيزها الاجتماعي الى الحيز السياسي، في الحيز السياسي تشتغل الدولة ومؤسساتها والأحزاب السياسية التي تحمل برامج سياسية، لكن في ظل النظام الطائفي يتراجع دور الدولة والقانون والمسؤسسات والأحزاب غير الطائفية والبرامج السياسية، لصالح الطائفة والأحزاب المغلقة طائفيا، وهذا هو فساد السياسة والدولة بسبب دخول الطائفة الى حيزهما.
ولا تنشأ الطائفية من فراغ، وانما هي نتيجة أسباب وعوامل عدة تتضافر فيما بينها لإنشاء الطائفية.
من هذه الأسباب: وجود نظام استبدادي يمارس الاضطهاد أو التمييز الطائفي، كما حصل في العراق في عهد النظام البعثي.
ومنها: قيام دولة أجنبية مسيطرة أو محتلة بتشريع الطائفية السياسية، كما فعلت فرنسا، في لبنان حين وزعت السلطة بين المسلمين والمسيحيين على اساس طائفي، فكانت رئاسة الجمهورية للمسيحيين الموارنة، ورئاسة الوزراء للمسلمين السنة، ورئاسة البرلمان للمسلمين الشيعة.
وكما فعل الحاكم المدني السابق في العراق بول بريمر حين قرر تشكيل مجلس الحكم على اساس طائفي.
ومنها: غياب الثقافة السياسية الوطنية التي تشكل مفردة مهمة في هوية وطنية عامة تتجاوز الانتماءات الأضيق.. وبغياب الثقافة السياسية الوطنية، يتراجع ايضاً مفهوم المواطنة، ويضعف الشعور بالانتماء الى الدولة أو الوطن، مقابل تصاعد قوة الشعور بالانتماء الى الطائفة وغيرها من العضويات والهويات الفرعية.
ومنها ضعف الدولة الذي يسمح بتعاظم دور الطائفة ودخولها المعترك السياسي للحلول محل الدولة والقيام ببعض وظائفها.
ومنها: شعور أبناء الطائفة بالاستعباد والظلم، حقا أو مبالغة، وغياب، أو عدم ادراك، وجود سبل أخرى للدفاع عنهم، ونيل حقوقهم ورفع الظلم عنهم.
ويسهل هذا الوضع استغلال مشاعر ابناء الطائفة من قبل الطامعين السياسيين من اقرانهم، ليصورا انفسهم مدافعين عنهم، لكن الحقيقة هي انهم ادركوا ان الطائفية السياسية هي اسهل الطرق لتحقيق طموحاتهم السياسية في مثل هذه الحالات.
والخلاصة، ان رصيد الطائفية يرتفع في المجتمعات المتخلفة، التي ينخفض فيها الوعي السياسي والثقافة السياسية، ولا يكون فيها وجود الدولة متأصلاً، وتضعف فيها الهوية الوطنية وينعدم العدل الاجتماعي.
ويؤدي صعود الطائفية الى صعوبة بناء دولة مدنية حديثة وديموقراطية.

ثالثا: المحاصصة الطائفية

المحاصصة الطائفية اقصى درجة متصورة في الاستخدام السياسي للطائفة، وتعني المحاصصة الطائفية رسم خارصة السلطة، بل الدولة، على مقاسات الطوائف.
ويتم التحاصص على مرحلتين:
الأولى: بين الطوائف نفسها.
والثانية: بين القوى التي تدعي تمثيل الطائفة والعمل باسمها.
ولا يتم التحاصص عادة بطريقة سهلة، انما يشهد الكثير من الصراعات والتجاذبات.
ودلت التجربة التاريخية في لبنان والعراق على ان هذا الصراع في جوهره «هو صراع على الحصص وليس صراعاً على حقوق الطوائف»، حسب تعبير الكاتب اللبناني محمد علي مقلد في كتابه الشيق «اغتيال الدولة».
ويؤدي نظام المحاصصة الى تعطيل العملية السياسية من الناحية الواقعية، وتحويلها الى مجرد صفقة بين زعماء الطوائف على الحصص التي ترضي كل واحد منهم، وبذا ترتبط مصائر العملية السياسية بحالةالرضا أو عدم الرضا التي تنتاب هؤلاء القادة ، ولا يمكن ان ننفي امكانية ان تكون حالة الرضا أو عدم الرضا نتيجة لوضع شخص مباشر قد لا يكون على علاقة بمصالح الطائفة نفسها.
ويؤدي نظام المحاصصة الطائفية الى قيام اكثرية دائمة، وأقلية أو أقليات دائمة، على خلاف الحال في الأنظمة السياسية الوطنية، التي تعتمد مبدأ المواطنة، وليس مبدأ الطائفة.
وهذا يؤدي الى اصابة الأغلبية الطائفية بالغرور والاستعلاء واصابة الأقلية أو الأقليات بالدونية والاحباط والاقصاء والحرمان.
يقوم نظام المحاصصة الطائفية على قاعدة الانتماء والولاء، بحيث يكون الانتماء وحدة بناء، والولاء وحدة قياس، في حين ان النظام الوطني يقوم على أساس أن المواطنة وحدة بناء والكفاءة وحدة قياس.
وهذا يؤدي بالأخير الى حرمان المواطن من حقوق كان يمكن أن ينالها لو كان من طائفة أخرى، و من الناحية العملية فان نظام المحاصصة يقضي على مبدأ تكافؤ الفرص وهو المبدأ الذي تضمنه قاعدة المواطنة.

وقد دلت التجربة العملية على ان نظام المحاصصة الطائفية يؤدي الى حزمة من النتائج السلبية التي يمكن تلخيصها ما يلي:
ـ1 تغييب مفهوم المواطنة.
ـ2 تعذر بناء دولة حديثة.
ـ3 تعذر قيام مجتمع مدني وحلول الطائفة وسيطا بين المواطن والدولة بدل مؤسسات المجتمع المدني.
ـ4 تعذر ظهور هوية وطنية جامعة.
ـ5 أولوية الولاء للطائفة بدل الدولة والقانون.
ـ6 انقسام السلطة بدل تقاسمها.
ـ7 تعذر العمل السياسي على أساس الأحزاب المدنية، والبرامج العملية.
ـ8 الانقسام العمودي في المجتمع، وضعف الروابط الأفقية بين أفراده.
ـ9 التماهي بين الطائفة والعضويات الاجتماعية المختلفة.
ـ10 اقصاء الطاقات التي لا تتوافر فيها الشروط الطائفية وهي الانتماء الطائفي من جهة، والولاء للجهة الطائفية من جهة ثانية، «أما الأشخاص الفائضون عن اللعبة الطائفية، كما يكتب محمد علي مقلد، فهم أما أشخاص يفرضون أنفسهم عنوة بقوة الكفاءة أو صدفة أو أنهم يبحثون خارج أوطانهم في سبيل معاشهم».
والطائفية حينما تعتمد على المستوى السياسي تبدأ بالنزول والتوسع لتشمل كل مرافق الدولة وأقسام السلطة.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
الفروق العظيمة بين الكفاح والجريمة
د محمد الرميحي
الراي العام الكويت
أن يعود المجرم عن سابق عمله ويعترف بخطئه فذلك عمل عادة ما يقدر إيجابياً من المجتمع الذي يعيش فيه، وعادة ما يذهب محللو الفعل الجرمي من المتخصصين للبحث في دوافع العمل الإجرامي وخلفيته الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، الظاهر منها والمباشر كما الخفي البعيد.الجريمة ظاهرة إنسانية، بمعنى وجودها في المجتمع ممكن، واحتمال انتشارها قائم، إلا أن الجريمة ميدان لا يجد أحد من العقلاء مدخلاً لتبريره. لذلك تبني المجتمعات قاطبة السجون، وتقيم النظام القانوني، من أجل ردع الجريمة بالقصاص، ومن جهة أخرى تدرس المجتمعات أسباب الجريمة وتعالج جذورها في الوقت نفسه.في جريدة «الشرق الأوسط» خلال الأسبوع المنصرم نشرت على حلقات للجمهور العام، ومن يريد أن يعرف، قصص عدد من الشباب السعودي الذين عادوا لسبب أو لآخر من العراق، كل له قصة مختلفة، إلا أن التبرير الذي أعطي لقصص هؤلاء تبرير غير مقنع على أحسن الظروف ومضلل على أسوأها.لقد قدم للقراء إجرام هؤلاء الشباب على أنهم ضحايا لفتاوى مضللة، أو لافكار متشددة وهو توصيف سطحي، لا يخرج عن الحقيقة. نعم، ولكنه في الوقت نفسه لا يقلل أبداً من احتمال أن يقوم غيرهم بمثل ما فعلوا أو أكثر، بسبب انتشار تلك الأفكار وقوة صدقيتها لدى البعض. من قراءة متأنية لما قاله هؤلاء العائدون من الجحيم يمكن أن نتوصل إلى عدد من المسلمات علينا العناية بفهمها.المسلمة الأولى أن العائدين من العراق أو المحاربين في نهر البارد أو المقبوض عليهم قبل أشهر في المملكة العربية السعودية، يعيشون في جو ثقافي عام يوصف عملهم المنحرف بأنه «جهاد» أو «مقاومة» أو أي من الأسماء الإيجابية أو حتى المحايدة، بسبب انتشار فهم معوج لهذه المفاهيم..وسواء كان هذا التوصيف عن قصد أو غير قصد، هو أمر لا يمكن قبوله، فالفعل الواحد لا يوصف إلا باسم واحد، فهو إن كان ضلالاً فهو ضلال في أي بقعة ارتكب فيها، بصرف النظر عن خصوصية البقعة من الأرض. هو قتل للأبرياء وإجرام في حق الإنسانية لا هو بمقاومة ولا هو بجهاد. فالوسيلة جزء من الغاية، ذلك استقراء منطقي يوافق عليه العقل الإنساني، فإن كانت الغاية رفيعة وجب أن تتبعها الوسيلة أيضاً. بعض الصحف والكثير من وسائل الإعلام المرئي في عالمنا العربي نجدها تخلط بين هذا وذاك، ويترك فجوة يتسلل منها كثيرون إلى اعتبار ما يقوم به هؤلاء على أنه عمل نلصق به صفة «البطولة»، وهو عنها براء، لم يجد كثيرون الشجاعة لتوصيف ما يتم من اعتداء على الغير وقتل الآخر من المواطنين والآمنين في ديارهم أو محاربة قوات دولة تحكمها قيادة شرعية،على أنه إجرام وقح تحاسب عليه القوانين المرعية.المسلمة الثانية أن هؤلاء، ومن خلال اعترافاتهم المنشورة، كان لهم من ينظم انتقالهم من بلدهم وقريتهم إلى عواصم عربية قريبة من العراق، ثم إلى أطراف تلك البلاد ومنها إلى أطراف العراق الغربية، ومن ثم إلى الداخل العراقي. هذه السلسلة من الإجراءات لا يمكن أن تتم إلا بشرطين، الأول أن هناك مجموعات منظمة تتقن عمل التمويه، ولها تمويل مالي وإنساني تقوم بالتسلم والتسليم لبضاعة الانتحاريين، والثاني أن «سلطة رسمية ما» لا بد أنها تعرف طريقة التهريب وتراقبها، لأنها إن لم تفعل قد تقرر هذه العصابات المنظمة الارتداد عليها والعبث بأمنها، ولا شيء يمنع من ذلك. إذاً تلك الآذان والعيون تتابع حركة ومسيرة هؤلاء كي تتأكد أنهم وصولوا إلى المكان الذي تريد ويريدون، ولا يعقل أن تمر تلك التدفقات كلها على بلد من دون أن تعرف بعض قواه الرسمية من القادم وإلى أي أهداف هو يرمي!المسلمة الثالثة هي هذا الخلط في المعنى العام أن هناك بشراً غير مسلمين علينا أن نقودهم إلى الإسلام، هذا نقص في ثنائية فهم هؤلاء للإسلام وفهمهم للعالم المحيط بهم في عصر السرعة والاتصال. فليس المسلم بقادر، حتى وإن رغب، أن يغيّر قناعات العالم المختلفة ويجذب غير المسلمين إلى دينه بكذا من الأفعال،هذا من جهة. ومن جهة ثانية، ليس من أحد مكلف عقلاً أن يجبر آخرين على أن يمتثلوا إلى قيم يؤمن بها. مثل هذا الأمر لا بد أن يواجه بالحديث بعلانية من دون تردد ومن دون إبطاء أو اعتذار، وتقديم الحقائق القائلة إن المسلمين اليوم هم بليون وأربعمئة مليون نسمة، و«الغرب» يبلغ عدد سكانه نحو 850 مليون نسمة، ورغم الكثرة النسبية إلا أنهم لا يمتلكون التقنية الحديثة والتي أساسها العلم، ويتشتت المسلمون بين دول نامية وشبه نامية وفقيرة، كما يختلفون كثيراً في اجتهادات تطبيق دينهم بين فرق وملل ومظاهر متعارضة من الاجتهاد، مثل هذه الحقائق تغيب كثيراً عن شباب لا يعرفون من دينهم إلا القليل، كما يسكت عنها من يعرف خوفاً أو تزلفاً، فالدعوة إلى الإسلام في عصرنا هذا واجبة بالحسنى وضرب المثال الأخلاقي الرفيع. في الوقت الذي يعتمد الغرب في كلياته العلم الحديث وتطويع التقنية، التي تتيح له التفوق العملي.المسلمة الرابعة وهي مسلمة سياسية تقول بالعداء المطلق لأميركا، وهي مقولة راسخة في ذهن العامة وتتغذى عليها القوى المضللة لحرف كثيرين. في الوقت الذي يعرف الجميع أن الأميركيين ليسوا ملائكة ولكنهم أيضاً ليسوا بشياطين، فإن أميركا بلد واحد يقطنه تقريباً ثلاثمئة وعشرون مليون نسمة، له مصالح تحققها سياسة متوافقة إلى حد بعيد وتحكمه مؤسسات. في الوقت الذي ينتمي العرب (وليس كل المسلمين)، وهم بالمناسبة في مثل تعداد سكان الولايات المتحدة، إلى اثنين وعشرين بلداً، مختلف المصالح، بل ومتصارع في بعض الأوقات إلى حد كسر العظم، مؤسساته في الغالب قائمة على الفردية. وفي الوقت الذي تحتاج الولايات المتحدة إلى النفط والغاز لها ولحلفائها، فإن العرب (منتجي هذه السلعة الاستراتيجية) يحتاجون إلى البضائع والخدمات التي ينتجها هذا الغرب وأميركا. المصالح هنا متبادلة وسوف تبقى متبادلة، لا يجب أن تعمم سواء الإعلام العربي أو القوى المختلفة جذرياً مع أميركا سياسياً، لا يجوز أن تعمم، «العداء». هناك اختلاف نعم تقوم المؤسسات المختلفة ببيان حدوده ومعالجة نواقصه، مثله مثل أي علاقة بشرية ودولية، وبين أي قوة اليوم على الأرض. فالصين، على سبيل المثال لا الحصر، ليست على وفاق كامل مع سياسة الولايات المتحدة، فموضوع تايوان أحد أهم المعالم المختلف عليها بجذرية بينهما، ولكن لا يوجد في الصين اليوم تعبئة فكرية وعقلية ضد الولايات المتحدة بدرجة ما يحدث عندنا نفسها، ولا حتى بدرجة أقل بكثير، ولا يتوافر بها «انتحاريون». فمن الاستسهال للبعض أن يصبوا جام غضبهم على سياسات الولايات المتحدة بدلاً من التفكير في طرق لوضع نقاط الاختلاف ونقاط التلاقي بشكل واضح وحضاري، فالنفط السلعة الأهم للعرب لا يمكن تخزينها من دون بيعها التي يعتمد عليها الاقتصاد العربي، ومن دون ذلك البيع لا يتوافر للعرب المنتجين أو غيرهم الحصول على البضائع والخدمات التي يحصلون عليها اليوم. إذاً هناك مفاهيم مغلوطة تصب في مجرى الجمهور العربي كل يوم، وعندما ينحرف بعض الشباب إليها، نلوم بعضنا.يقول مثل صيني قديم «أعرف عدوك واعرف نفسك تربح الحرب كل يوم». نحتاج أن نعرف أنفسنا للتفريق مبدئياً بين الكفاح والجريمة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
معوقو السياسة العراقية... وأطفال العراق المعوقون
داود البصري
السياسة الكويت
قي زحمة الفضائح والمآسي التي تحيط بحكومة المالكي التعبانة التي لم يكتمل نصابها حتى اللحظة, وتواجه مواقفا مصيرية وصعبة, كنا نتوقع ان تتم محاسبة وزير العمل والشؤون الاجتماعية على هول ما حدث في (دار الحنان) لرعاية الطفولة?!, والتي عبرت بوجه فاضح وقميء عن نظرة الاحزاب الدينية والطائفية المريضة للطفولة وللحياة ولكل القيم الانسانية التي تدهورت اليوم بشكل مرعب في العراق حتى بات الدفاع عن الجريمة والبربرية والوحشية في حكومة المحاصصة الطائفية بمثابة فريضة محكمة وسنة متبعة, لانه وبصراحة قد تم حاليا تجاهل الموضوع بالكامل واسدال الستار عليه واهالة التراب على كل متبنياته الفكرية والاعلامية والانسانية, لان (اصحاب الفضيلة) الوزراء والقادمين من الاحزاب الاسلامية ( المؤمنة حتى الثمالة ) لا يملكون وقتا لمناقشة ومتابعة مثل تلك المواضيع الانسانية البحتة, لانشغالهم بجمع واحصاء الرؤوس المقطوعة والجثث المحترقة والعوائل المهجرة, وتعداد الرواتب الدولارية الدسمة ثم السفر لدبي ولندن للتبضع وشراء العقارات والاتكال على الله استعدادا ليوم الهروب الكبير, فكل وزير عراقي اليوم هو مشروع فضيحة مستقبلية محتملة, وقادة الاحزاب الذين كانوا في سالف الايام يبيعون الجوازات المزورة في حواري دمشق, ويسمسرون مع المخابرات السورية في الخط العسكري بين دمشق وبيروت, ويتاجرون ببرقيات الدخول الصادرة من فرع المخابرات السوري المرقم 279, فضلا عن بيع السبح و( الساهون والفستق الايراني ) وكذلك ( النعل ) الايرانية البلاستك, قد تحولوا اليوم لقادة دول وحكومات, ومن كان بالامس القريب يلطم في حسينيات لندن اصبح اليوم من سكنة احياء لندن الراقية ولربما يدخلون قريبا ( مجلس اللوردات ), اويحظون برتبة (فارس) نظرا لخدماتهم التاريخية في الشفط والسمسرة وتحويل الاموال لصالح المستضعفين الذين تحولوا لأئمة ووارثين وزعامات تاريخية وروحية ملهمة ليس مهما عندهم الارواح العراقية ابدا, بل ما هو مهم دائما وابدا هوالمنصب الذي تهون امامه كل الدماء والصعاب فانها والله فرصة العمر التي وفرها ( المارينز ) لاهل التقوى والايمان من (الدعاة) و( المجاهدين), و(المظلومين), لذلك فانهم لا يحبون الظلم ولايطيقون سماع اصداء الانتهاكات ضد الطفولة العراقية المعذبة, وقد استوقفني الحديث الذي ادلى به نائب رئيس الوزراء العراقي المدعو( سلام الزوبعي ) الذي انتقد وبحدة من على شاشة احدى الفضائيات (البغدادية) الضجة المثارة حول ملجأ (الحنان) للاطفال المعوقين, وحيث ادلى السيد النائب بدلوه محتجا على كون نزلاء ذلك الملجأ لم يكونوا من الايتام بل انهم من (شديدي العوق ), ومن الذين تخلت عنهم عوائلهم, ومن ان القضية قد تم كشفها عبر الاعلام الاميركي, وسيادته لا يثق بالاميركان ابدا, رغم كون اولئك الاميركان ما غيرهم هم الذين اوصلوه لمنصب النيابة كما اوصلوا الى نصب الرئاسة , ولا مصلحة لهم ابدا في التخريب او التشويش على العناصر القيادية التي تتعاون معهم, ثم اطلق (السيد النائب) معلومة غير صحيحة حينما قال ان الاطفال كانوا موجودين في هذا المكان منذ 25 يوما فقط,, وذلك ليس بصحيح بالمرة واود هنا توضيح جانب من الموقف استنادا لمعلومات تقصيتها من جهات انسانية ومنظمات للمجتمع المدني تعمل في الحقل الانساني في العراق, وقد اكدت تلك الجهات من ان فضيحة (دار الحنان) كانت معروفة ومشخصة واشارت اليها بعض المنظمات الانسانية اعتبارا من اوائل العام 2005 اي في حكومة (مولانا ابراهيم الجعفري) قدس سره المبارك, حينما لفتت بعض الاطراف الانسانية انتباه الحكومة لما يدور هناك من سرقات وتعد واغتصاب واستغلال جنسي للاطفال من بعض ضعاف النفوس من العاملين وقد كتبت تقارير مفصلة عن تلك الاوضاع البائسة لمكتب الجعفري (نصره الله), وكانت جميع تلك التقارير تصل ليد احد المقربين جدا للجعفري وهو (الحملدار) السابق اي منظم حملات الحج المدعو (عدنان فلفل) او (ابو الآء) وهو ايراني الاصل, كما كانت تصل للمعاون الاخر وهو (اياد) او ابوحوراء, وقتها وصلت مساعدات كثيرة من الدول والجهات والمنظمات المانحة سرعان ما اختفت وتبخرت ولم يعرف مصيرها لانه قد تم التصرف بها من قبل الموظفين واطراف اخرى باعت تلك المساعدات في السوق السوداء في ظل الفوضى العراقية الخلاقة وعدم متابعة وزارة الشؤون من خلال غياب دور المفتش العام للوزارة الذي ينبغي فتح تحقيق في دوره ودور الرقابة الادارية المفقودة والترهل والتسيب القاتل في وزارات الدولة الخدمية الفاشلة والمتآمرة على حياة العراقيين, وكانت القصة معروفة منذ زمن ولكن الاميركان لم يميطوا عنها اللثام الا مؤخرا, واذا كان ( السيد النائب ) يجتهد اليوم للدفاع عن الحكومة في هذا الملف الشائن والمخزي فانه يقف موقفا متعاليا من مأساة الضعفاء الذين قال ان اهاليهم قد تخلوا عنهم, وان الحكومة لا تستطيع الاهتمام بالاصحاء بسبب الارهاب فكيف بشديدي العوق, هذا والله ما قاله, وهو عذر اقبح من ذنب ويؤكد ان اهل الحكومة التحاصصية متضامنون في الباطل مختلفون على الحق , ويجتهدون في تبرير الانتهاكات والفشل بدلا من محاسبة النفس والضمير... انها حقا حكومة محترمة..., فابشروا يا عراقيين بمآثر اهل الايمان من احزاب الدين والطائفة... ولا حول ولا قوة الا بالله, وللسيد النائب (الزوبعي) نقول لقد اعميتها يا مولانا بدلا من ان تكحلها, ولا يسعني الا ترديد بيت شعر المعري الشهير:
يسوسون الامور بغير عقل فيطاع امرهم ويقال ساسة فاف من الزمان واف مني ومن زمن رئاسته خساسة

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
العراق وتأثيره على الأمن القومي الكويتي
نور محمد الحبشي
السياسة الكويت
لقد رأينا ماذا يحدث في العراق من اقتتال طائفي بغيض راح ضحيته آلاف من البشر, ورأينا كيف اصبح العراق مفرخا ومصدرا للارهاب والارهابيين وقاعدة للجماعات الارهابية, وكيف ان ما حصل فيه قد اثر علينا من خلال ارهاب مصدر لنا عن طريق خلايا اكتشفت ولله الحمد ,وعن طريق زعزعة الامن الداخلي من خلال تعرضنا في بداية عملية تحرير العراق الى صواريخ من النظام العراقي السابق.
اذا امننا القومي مرتبط بالعراق كونه قريبا منا بحدوده معنا ومرتبطا معنا, بتاريخ مؤلم »2/8/1990« ولذا نحتاج لاعادة بناء ثقة مع العراق فهو يجب ان يتصالح اولا مع طوائفه, وان يوحد اراضيه ويبعد التدخلات التي تفرضها (دولة) من الخارج ويجب ان يطهر نفسه اولا من الارهابيين لديه ونحن نقصد هنا الذين يقتلون الابرياء في الشوارع والمساجد وغيرها من الاماكن, يجب ان ينسى الطائفية والاقتتال وان يجعل من نفسه دولة نموذجا في التقدم والازدهار ,على العراق ان يكون عراق سلام ومحبة, له اقتصاد كبير وتشير الدراسات ان هناك اراضي يتوقع ان يوجد فيها النفط والمعروف لدى الشركات العالمية ان العراق سيكون مزدهرا اقتصاديا اذا عمه الهدوء واصبح آمنا.
ونحن في الكويت مطالبون بان نستفيد ويستفيد وطننا الصغير, وان نكون قوة اقتصادية لا يستهان بها ونحن نرى في اقتراح اقامة منطقة حرة في جزيرة بوبيان ضربة الحظ الكبير لما في هذه الجزيرة من مساحة وكبر وعمق ستراتيجي ونطالب بإقامة منطقة حرة في جزيرة بوبيان Zoon Freeلانها ستحمينا بالاستثمارات الاجنبية فيها على ان تكون مراقبة من قبل السلطات الكويتية. ان كنا نريد الفوز بالكعك يجب ان نستفيد من بوبيان فهي الحصان الاسود في اللعبة كلها وباللغة التاريخية ستكون حصان طروادة.
بوبيان مشروع استثماري عملاق ستتكالب عليه الشركات الاجنبية وسيوفر لنا غطاء امنيا ولا اروع منه, وغطاء دوليا ايضا. منطقة حرة في بوبيان تعني مدخولا من العملة الصعبة تضاف للخزينة الكويتية وفي ذلك رخاء اقتصادي كبير. وهذا ما يعتبر الحزام الوقائي الامني الاول في الامن القومي الكويتي. نستطيع ان نستفيد من العراق عن طريق جزيرة بوبيان الكويتية, ولعبة الشطرنج ستكون لصالحنا اذا استطعنا ان نحقق المعادلة لصالحنا.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
الى اين تؤدي : كل الطرق المتاحة

دورية العراق
يستمر النقاش في الكونغرس بحماس بشأن الحرب في العراق رغم إن النقاش قد انتهى فجأة إلى طريق مسدود هذا الأسبوع ، وترك الرئيس بوش حرا أن يواصل جهود حشده العسكري لغاية أيلول.

لكن النقاش داخل الإدارة ، وهي الأقل ظهورا, يجري بحماس أيضا - حول ما إذا كان "الاندفاع " ينبغي أن يستمر و أن يأخذ وقتا أطول. وهذا هو الوقت المناسب لذلك , الشعب الأمريكي يريد أن يسمع من الرئيس كيف يمكنه , بتخفيض أو عدم تخفيض القوات أن يوقف سفك الدم والفوضى السائدة في العراق .
جنرال الجيش الجنرال ديفيد بيترايوس ، القائد العام في العراق ، يتوقع أن يقدم إلى الرئيس الأميركي جورج بوش عدة خيارات في تقرير رئيسي الذي سيقدم في أيلول ، بالإضافة إلى تحليل (كل الطرق المتاحة إلى أين ستؤدي ).

لكن كبار مسؤولى الإدارة بعيدون عن موقف موحد حول مسألة ما إذا كان التقدم خلال الصيف ينبغي أن تؤدي إلى تمديد فترة الاندفاع بحرب العراق ، أو قد تؤدي إلى فرصة لإعلان النصر وإنهاء زيادة القوات.

تتزايد الادله على إن القادة العسكريين يعملون لصالح الاستمرار في دعم زيادة عدد القوات بدلا من خفضها ( كما في فيتنام ) ، اثنان من كبار القادة العسكريين في العراق يعلنون إلى إن الجهود الرامية إلى تثبيت استقرار مقاطعاتهم التي يدافعون عنها قد تمتد إلى أبعد من سبتمبر كي يتم السيطرة عليها . مما يعني إن الحملات التي يشنوها لم تؤتي ثمارها .

(اننى قلق إزاء هذا الحديث عن تخفيض أو إنهاء الاندفاع في مواجهة التمرد ) هذا ما قاله واحدا من ضباط الجيش اللواء ريك لينش ، قائد القوات الأمريكية في جنوب بغداد ، قال في مقابلة مع وكالة اسوشيتدبرس.( إن العمليات ستستمر خلال هذا الصيف حتى الخريف ، لهزيمة المتطرفين في ساحة عملياتي ، وسيستمر حتى الربيع والصيف المقبل لتثبيت الوضع الأمني في هذه المناطق ).
لكن استمرار الدعم لزيادة القوات في العام القادم تفتقر إلى الدعم العالمي وداخل الإدارة أيضا .

باراك اوباما : المرشح للرئاسة يعلن (لا يمكننا كسب الحرب ضد الإرهابيين إذا كنا نعمل في غير ميدان المعركة), وأضاف : (سنعمل جاهدين لملاحقة هؤلاء الإرهابيين الذين يلحقون الضرر بالشعب الامريكى. لكن ذلك يقتضي من القائد الأعلى أن يتفهم بان يضع قواتنا على ساحة القتال الحقيقية ، وليس ساحة القتال الخاطئة ) , موجها ضربة قوية إلى شرعية الحرب التي شنتها الإدارة ألأمريكية .

والأهم ، إن وزير الدفاع روبرت غيتس كرر مرارا انه يود أن يرى بداية عملية الانسحاب قبل نهاية السنة ، وعليه قدم إشارة إلى إن تقرير أيلول يمكن استخدامه كنقطه بدء الانسحاب.

ورغم إن الإدارة تمكنت من إخماد تمرد الجمهوريين في الكونغرس هذا الأسبوع ، لكن المهمة قد تكون الأصعب في أيلول . عندما سيتحول أعضاء من الحزب الجمهوري المعتدلين ، سينس. جون دبليو يرجينيا وورنر لوغار من انديانا ، وهما مفتاح أصوات شؤون الأمن القومي - إلى إن تكون أكثر تقبلا للتغيرات في ألاستراتيجيه, المناهضة للرئيس الأمريكي .

البيت الأبيض أشار إن هذه ليست محاولة لكسب المزيد من الوقت ، سنو قال في إعلانه اليومي في البيت الأبيض,( ومن الواضح إن للجنرالات الرغبة في الاستمرار ، لأنهم يعتقدون إن العمليات تحقق نجاحا ، لكنهم يدركون أيضا إن هناك تحديات).

وقدمت الولايات المتحدة مقترحات جديدة حول العراق بلسان مندوبها زلماي إلى الأمم المتحدة : (تساعد في تدويل جهود إشاعة الاستقرار في البلد) وأضاف : (الأمم المتحدة تملك مزايا نسبية معينة للاضطلاع بجهود الوساطة الداخلية والإقليمية المعقدة ) . وهو اعتراف مبطن بالفشل في تدارك الموقف في العراق سياسيا كما هو عسكريا .

الأرقام التي عرضت على البيت الأبيض سوف ترعب أولئك الذين يتبجحون بنجاح خططهم ألأمنية , هذا التصاعد في عدد العمليات ستشكل ورقة ضغط على المؤيدين لبقاء القوات ودعما للمطالبين بسحبها أو أولئك الذين يعلنون انخفاض العمليات ضد القوات ألأمريكية بسبب من الحملة المكثفة مستندين على انخفاض نسبي في عمليات حزيران , 5335 هجوما مقابل 5365 هجوما في مايس من هذا العام .
الأحصائات تدل على ارتفاع في عدد عمليات المقاومة ستكون أرقامها مرعبة لمسئولي البيت الأبيض عسكريون ومدنيون , 32448 هجوما سجلت في الأشهر الستة المنصرمة من هذا العام , مقابل 52142 هجوما سجل في العام 2006 , 64% م هذه العمليات استهدفت القوات ألأمريكية بشكل مباشر وتمثل زيادة بنسبة 72% من عدد العمليات التي نفذت في العام 2006 وبمعدل تجاوز 170 عملية يوميا .
زيادة في عدد القوات الأمريكية , وارتفاع عدد الحملات العسكرية ( الأمريكية والحكومية ) منذ أربعة أشهر قابلها ارتفاع كبير في عدد الهجمات للمقاومة العراقية وبشكل متصاعد مع التقدم في الخطة الأمنية أكثر من 40% من عدد العمليات ألأجمالي يقع في بغداد وضواحيها .



حزيران فقط كانت هناك 5335 عملية خلال الشهر بمعدل 177 عملية يوميا قياسا بحزيران 2006 التي وصلت عمليات المقاومة خلالها إلى 3642 هجوما وبمعدل 122 هجوما يوميا , لكن الملفت إن عدد الهجمات على المواقع المدنية قد انخفض , ويبدو انه ليس بسبب تطور الخطة ألأمنية وإنما جاء نتيجة تكبيل يد الميليشيات المدعومة حكوميا مؤملة من ذلك أن تؤتي العمليات العسكرية الأمريكية ثمارها في وقف تقدم المقاومة العراقية , ودليلا آخر يضاف إلى المشككين بجدوى المقاومة وشرعيتها, إن المقاومة ابعد من أن تستهدف المواطن العراقي الذي من اجله تفجر عطاءها .