Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 27 أغسطس 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والافتتاحيات) الاثنين 27 -8-2007

نصوص المقالات والافتتاحيات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
الرئيس بوش يخيب آمال خبراء بلاده

ماريانا بيلينكايا *
الوطن عمان

سيقدم ريان كروكر، سفير الولايات المتحدة لدى العراق، والجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات متعددة الجنسيات في العراق، تقريرا إلى الكونغرس الأميركي حول الوضع في العراق في منتصف سبتمبر.
كان كروكر قد عبر مؤخرا عن التشاؤم من التقدم في العراق، قبل ثلاثة أسابيع فحسب من مواجهة الكونغرس. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش ـ بدوره ـ قد هاجم سريعا وانتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
إن الوضع في العراق ليس على الإطلاق هو ما توقعته واشنطن، وسيؤثر في الناخبين الأميركيين في الوقت الذي تتجلى فيه الحملة الانتخابية الأميركية. وفي الواقع، فإن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بكاملها تدع عقولا سياسية كبيرة خائبة الآمال، كما وضح ذلك في استطلاع حديث للرأي لعدد 108 خبراء بارزين في مكاتب حكومية رئيسة، بما فيها وزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون والإدارة الرئاسية الأميركية نفسها.
لقد قدمت إدارة بوش الحملة على أفغانستان والعراق على أنها جزء من "الحرب على الإرهاب"، التي تم شنها لضمان سلامة الأميركيين بالداخل والخارج. كان الأمن مستحيلا بدون تغيير ديمقراطي في الشرق الأوسط الكبير، ولهذه الغاية كان العراق وأفغانستان يعملان ويفيدان كنموذجين سيضعان مثلا مضيئا للمنطقة بأسرها.
لقد مرت ست سنوات منذ بداية الحملة على أفغانستان، وأربع سنوات ونصف السنة منذ غزو العراق. فإلى أي مدى ـ في ذاك الوقت ـ اقتربت الولايات المتحدة من تحقيق أهدافها؟ وهل الأميركيون أكثر أمنا الآن عما كانوا من خمس أو ست سنوات مضت؟ وإذا كان من شيء يقوله استطلاع الرأي هذا، فهو أن السياسة الخارجية الأميركية لم تفشل فقط ـ ولكنها كارثة. فأكثر من 90% من المستطلعة آراؤهم قالوا إن العالم قد أصبح مكانا أخطر بكثير بالنسبة للأميركيين ـ بزيادة قدرها 10% أكثر من نتيجة استطلاع رأي مشابه أجري في شهر فبراير الماضي.
ويعتقد ما يقرب من 84% أن الولايات المتحدة تخسر حربها على الإرهاب (أكثر من 9% في فبراير). ويتوقع أكثر من 80% بقليل هجوما إرهابيا على بلدهم يُقارن في مداه برعب 11 سبتمبر في غضون السنوات العشر القادمة.
ولا يوافق أكثر من 53% (بزيادة قدرها 22%) على نية الرئيس بوش لتعزيز القوات الأميركية في العراق. ويعتبر 68% تقريبا أنه من الضروري سحب القوات الأميركية في غضون 18 شهرا، بينما ما زال 3% فقط يأملون في أن يتحول العراق في نهاية المطاف إلى نسق ونموذج لديمقراطية شرق وسطية.
إن التشكك كبير مثل كبره في مجالات أخرى من سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وكان أحد الأسئلة في الاستطلاع سؤالا يخص الدول التي قد تكون تؤوي إرهابيي "القاعدة". وتقدمت باكستان ـ وهي واحدة من الدول التي يعلق عليها البيت الأبيض آماله ـ القائمة بنسبة 35%، وجاء العراق في المرتبة التالية بنسبة 22%. وتلتهما الصومال بنسبة 11%، ثم السودان بنسبة 8% والأرجنتين بنسبة 7%.
وكان هناك سؤال ثان عن الدول التي يمكن أن توفر سبيلا للإرهابيين للوصول إلى أسلحة نووية في غضون الثلاث سنوات أو الأربع سنوات القادمة. وتقدمت باكستان مرة أخرى القائمة بنسبة 74%، ثم كوريا الشمالية بنسبة 42%، ثم روسيا بنسبة 38%، ثم إيران بنسبة 31%. وقد جاءت الولايات المتحدة في المؤخرة بنسبة 5 %.
ومهما قد نعتقد بشأن استطلاع آراء الخبراء، فإنه يظهر تحرر واشنطن المتزايد من الوهم فيما يتعلق بسياستها. فهي فشلت بالتأكيد في العراق وباكستان. إن السياسة تجاه إيران مبهمة وتغلفها الإثارة. وتصر أغلبية على الدبلوماسية والعقوبات كأسلحة وحيدة للحد من طموحات إيران النووية. وباختصار، يريد الخبراء مراجعة كاملة للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
ولا يقولونها مباشرةً ـ فالنتيجة أو الاستنتاج يأتي من تقييماتهم لنقاط محددة في السياسة الأميركية. وتعتقد أغلبية من المستطلعة آراؤهم أن الولايات المتحدة يجب أن تتصل ـ بدرجات متفاوتة ـ بالجماعات التي تصنفها بالإرهابية عندما يكون لها دعم وتأييد عام في بلادها، مثل "حماس" في فلسطين، و"حزب الله" في لبنان ـ وهو ما يعني سياسة شرق أوسطية متحولة.
ويظهر الاستطلاع أن صفوة أو نخبة السياسة الخارجية الأميركية في حالة الخسارة. وهي تعلم أن استراتيجياتها الحالية تثبت أنها غير فعالة وغير كفؤة، غير أن لا شيء قد تم اختراعه لإحلالها واستبدالها. وهذا يعطي مجالا لميل للأسف إلى الخطأ في الصديق واعتباره عدوا والخطأ في العدو واعتباره صديقا.
وكان هناك سؤال عن أي من حلفاء أميركا الذي فعل أقصى ما في وسعه لتقويض مصالحها. وجاءت روسيا أولا بنسبة 34%، أعقبتها باكستان بنسبة 22%، ثم السعودية بنسبة 17% ثم إسرائيل بنسبة 14% ثم المكسيك ومصر بنسبة 5% لكل منهما.
فلماذا اكتسبت روسيا مثل تلك السمعة السيئة؟ لا يكاد يرجع ذلك لأنها ترفض نشر الولايات المتحدة لمنظومة الصواريخ في أوروبا، وهو ما سبب أعلى الصدامات والمناوشات الحديثة بينهما وأعطى الفرصة لحديث عن عودة الحرب الباردة. ولا لأن الخروقات المزعومة للديمقراطية في روسيا لها علاقة، برغم من أن البيت الأبيض ربما قد يكون وبخ "الكرملين" بقسوة. إن السبب الحقيقي لخشية واشنطن من موسكو يكمن في عدم موافقة روسيا على حرب العراق وقيادة الولايات المتحدة للعالم. ولا لأن روسيا تعيق أقسى وأغلظ العقوبات ضد إيران.
ولكن أغلبية من الأميركيين ـ ولا نقول شيئا عن المستطلعة آراؤهم من الخبراء ـ تقول أيضا إن الحملة على العراق هي تخبط. وبالنسبة للتهديد النووي الإيراني، تعارض روسيا أساسا تسوية المشكلة باستخدام قوة السلاح، بينما تكون العقوبات مجرد تكتيكات، وليست استراتيجيات. ولا يمكن لحظر أن يمنع إيران من الحفاظ على علاقات مع "حماس" و"حزب الله". إن بعض الخبراء الأميركيين يعتقدون أنه من اللاذع والقاسي بدء مثل تلك الاتصالات بطريقتهم الخاصة. ولكن كل هذا مجرد تفصيلة من تفاصيل العلاقات المعضلة بين واشنطن وطهران. فما صلة موسكو بهذا؟


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
في انتظار تقرير بترايوس ـ كروكر
جيمس زغبي *

الوطن عمان


حتى الآن تترقب واشنطن ظهور الجنرال ديفيد بترايوس والسفير ريان كروكر أمام الكونغرس. فهما سيدليان بشهادتيهما في الحادي عشر من سبتمبر القادم حول التقدم (أو عدمه) في العراق منذ نفذ الرئيس جورج بوش خطته الخاصة "بزيادة القوات" الأميركية في العراق لدعم الاستقرار السياسي والأمن العسكري هناك. ومحتوى تقريرهما يمكن أن يُستخلص إلى حد كبير من المؤتمرات والإيجازات الصحفية وتقرير تقييم الاستخبارات الوطنية الأميركية حول العراق والمنشور هذا الأسبوع.
إن "زيادة القوات" الأميركية في العراق في الوقت الذي لها فيه تأثير مشكوك فيه في العراق قد هزت بالفعل السياسة هنا في الداخل الأميركي. وبصرف النظر عن كيف أن الإدارة الأميركية تحبك الوضع في عراق ما بعد "زيادة القوات"، يظل الوضع قاتما. فالقتل يستمر حيث تتصاعد الخسائر بين الأميركيين والعراقيين. وفي مرحلة ما. سعت إدارة بوش إلى ميزة ما، مشيرةً إلى إجمالي الخسائر الأميركية الأقل في شهر يوليو كدليل على النجاح. ولكن ذلك يجابهه ويعاكسه مباشرة حقيقة أنه في السنوات العديدة الماضية، كانت أرقام خسائر شهر يوليو في كل السنين الماضية بين القوات الأميركية في العراق أقل دائما ـ وكانت أرقام خسائر شهر يوليو لهذا العام أعلى فعلا من أرقام الماضي. وبينما الوفيات بين العراقيين منخفضة في المناطق التي كان فيها زيادة في وجود القوات الأميركية، كما تنبئ به، فإن العنف انتقل إلى أجزاء أخرى من العراق.
وفي الوقت نفسه، ما زال كثيرون جدا من العراقيين بدون كهرباء ولا مياه ولا أمن أساسي. وهناك أكثر من أربعة ملايين عراقي إما لاجئون أو مشردون ونازحون داخليا، وما زالت الديناميكية السياسية الداخلية للبلد مضطربة كعهدها.
ومع ذلك، فإن قدوم 30.000 جندي أميركي إضافي في المناطق المستهدفة وكذلك التكتيكات الجديدة المستخدمة في المناطق الأخرى (بالتعاون مع بعض القبائل السنية ضد عناصر"القاعدة") كان له بعض التأثير. ولكن التقدم هنا يأتي مع الخطر المحتمل المتمثل في مزيد من إضعاف الحكومة المركزية العراقية. وعلى أية حال، فإن البيت الأبيض كان قادرا على ربط هذا التقدم المحدود لصالحه. وبينما ما زال ثلثا الشعب الأميركي يعتقدون أن الحرب كانت خطأ وبينما يريد كثيرون انسحاب الولايات المتحدة، فإن هناك الآن زيادة في عدد الأميركيين الذين يعتقدون أن "زيادة القوات" تجعل الوضع أفضل في العراق. وتظهر أرقام استطلاعات الرأي لهذا الشهر أن 29% من الأميركيين يشعرون على هذا النحو، فيما عارض ذلك 19% فقط في الشهر الماضي.
وتمسك الإدارة الأميركية بورقتين في يديها. فمن جانب، يعاف معظم الأميركيين من انتقاد الجيش الأميركي أو الإشارة إلى أن أولئك الذين قدموا أقصى تضحية قد فعلوا ذلك سدى. ومن جانب آخر، أنه بمثل سوء الوضع في العراق ربما، من الواضح أن انسحابا أميركيا متعجلا إنما سيجعل الأمور أسوأ.
وقد فهم الديمقراطيون المسؤولون هذا دائما. فقد حذر باراك أوباما، الذي وقف وحده بين مرشحي حزبه الرئاسيين البارزين معارضا للحرب، حذر باستمرار من أننا "لا يمكنا مغادرة العراق على عجل وبشكل غير مسؤول كما دخلناه". ولكن آخرين في الحزب الديمقراطي قد ذهبوا لأبعد من ذلك داعين إلى انسحاب كامل وفوري من العراق ـ وهو موقف غير مسؤول وغير مؤازر.
إنها وجهة النظر هذه ـ مع ما فيها من نقاط مخاطرة ـ التي استهدفتها الإدارة الأميركية، ببعض التأثير. فيبدو أن أعضاء ديمقراطيين قليلين ممن في الكونغرس الذين كانوا قد عارضوا الحرب و"زبادة القوات" الأميركية في العراق، يبدو أنهم قد طرأ عليهم تغير كبير في أعقاب رحلات حديثة إلى العراق. لقد أشار عضو مجلس الشيوخ الأميركي الديمقراطي النائب عن واشنطن بيان بايرد قائلا: "إن الناس ربما يكونون منزعجين. وددت لو لم أكن مضطرا لقول هذا. إنني أعلم أن الأمر سيكلف مئات الأرواح من الأميركيين ومئات المليارات من الدولارات. وأضاف القول "أولا أعتقد أننا نحقق تقدما حقيقيا. وثانيا، أعتقد أن عواقب الانسحاب المتسرع ستكون كارثية ربما على الشعب العراقي نفسه، الذي لدينا مسؤولية عنه، وفوضوية على المدى الطويل للمنطقة ككل ولأمننا الخاص".
ولكن في الوقت الذي قد يكون فيه دعم جهد الجيش الأميركي متزايدا، والاهتمام بعواقب الانسحاب من العراق قد "يشتري" بعض الوقت المحدود للإدارة الأميركية للاستمرار في "زيادة القوات"، تختمر المتاعب على صعيد أخرى.
فمع كون الجيش الأميركي محصنا عن النقد، يبدو غضب الكونغرس والبيت الأبيض مركزا ومنصبا الآن على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. فقد عاد من العراق الأسبوع الماضي رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي القوي كار ليفين داعيا إلى الإطاحة بالمالكي. وقد انضم إليه السيناتور هيلاري كلينتون، التي قالت "إنني أشاطر السيناتور ليفين في الأمل في أن يقوم البرلمان العراقي باستبدال رئيس الوزراء المالكي ليحل محله شخصية أقل تسبيبا للخلاف والشقاق وأكثر وحدةً عندما يعود البرلمان إلى الانعقاد في أسابيع قليلة".
وحتى البيت الأبيض أرسل ـ في إشارة وعلامة على الإحباط ـ رسالة متضاربة عن عمد إلى رئيس الوزراء العراقي. ففي الحادي والعشرين من أغسطس، حذر بوش قائلا:"إن السؤال الأساسي هو: هل تستجيب الحكومة العراقية لمطالب الشعب؟ وإذا لم تستجب الحكومة لمطالب الشعب، فإنه سيبدل الحكومة". وفي اليوم التالي وازن تقريبا في تقييمه للمالكي بالقول:"إن رئيس الوزراء العراقي المالكي رجل طيب، لديه مهمة صعبة وأنا أدعمه"، ولكنه أضاف عندها القول إنها ليست وظيفة الساسة الأميركيين تغيير قادة العراق (اقرأوا كلام السيناتور هيلاري كلينتون) ـ إنها وظيفة الشعب العراقي (اقرأوا كلام المالكي).
إن جعل رئيس الوزراء العراقي كبش الفداء قد "يشتري" للإدارة الأميركية مزيدا من الوقت بتحويل الانتباه بعيدا عن إخفاقات السياسة الأميركية، ولكن هذا عمل ينطوي على مخاطرة ومغامرة وغير عادل إلى حد ما. فالمالكي ـ بالرغم من أنه شخصية طائفية بوضوح ـ ليس له قاعدة سلطة مستقلة، ولا قوة مسلحة حقيقية تحت قيادته. وهو يجلس لا حيلة له أمام ائتلاف حكومي منقسم من فصائل متنافسة بضراوة، وأصحاب آيديولوجيات وميليشيات مسلحة بقوة ـ وكل منها تسعى إلى مصلحتها الخاصة. وجولاته الأخيرة إلى إيران وسوريا المجاورتين ليست تعبيرا عن تعاطف وتقارب وانجذاب لهاتين الجارتين بقدر ما هي مدفوعة بحاجته إلى تقوية وتدعيم موقفه الداخلي الضعيف.
إن إلقاء اللوم في الفشل في تحقيق مصالحة وطنية على المالكي يمكن أن يحرز بعض النقاط السياسية بالداخل الأميركي، ولكنه لا يحقق إلا القليل. فهو ليس في موقف يسمح له بإجبار الجماعات الكردية الأقوى على تسليم قرارها بالتوسع جنوبا وتأمين استقلالها. كما أنه ليس في موقف يسمح له بالسيطرة على الفصائل الشيعية المسلحة التي لن تعطي أرضا للقبائل السنية التي كانت قوية في وقت من الأوقات والمحرومة والمائل حالها الآن.
وفي الواقع، فإن الإخفاقات التي سيشير إليها بترايوس وكروكر لا ترجع إلى المالكي ولكن بالتأكيد ترجع إلى البيت الأبيض وقاطنيه. إنه فشل إدارة بوش في تبني توصيات "مجموعة دراسة العراق" في السعي نحو مبادرة دبلوماسية شاملة، وهو الفشل الذي ساهم في أوجه خلل واضطراب في العمل في العراق اليوم.
لا يمكن أن يوحد 30.000 جندي أميركي إضافي العراق أو ينهوا حربه الأهلية. ولا يمكن أن تجلب الاجتماعات الأميركية شخص أمام شخص مع إيران وسوريا أو التعاون الأميركي المحدود مع السعودية، لا يمكن أن تجلب أو تحدث مصالحة وطنية في العراق.
إن إيجاد إطار أمن إقليمي يستلزم كل جيران العراق ويترك السيطرة السياسية والعسكرية للأمم المتحدة هو سبيل للمضي قدما بحوار وطني وسبيل للخروج من المستنقع الحالي.
وهذا لن يُناقش في الحادي عشر من سبتمبر القادم. ولكن بدلا من ذلك، سيكون هناك تلاعب وخطوات تعاكس خطوات أخرى، وشراء للوقت من أجل سياسة فاشلة في حرب إنما ستستمر.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
تدحرج الخطاب الأميركي (2)
وليد الزبيدي
الوطن عمان


ان الامر يتعلق بحياة الاميركيين، وهذا ما يحاول الخطاب الاميركي تكريسه وبثه في كل مناسبة، ويؤكد في ذلك على ان الخشية من سقوط المزيد من الاميركيين في الحرب العالمية الثانية دفعهم لفعلتهم ضد اليابانيين، وان ثمة ضرورة حتمية لبدء مرحلة اميركية جديدة، خاصة ان الظروف مهيأة تماما لصعود الاقتصاد الاميركي في تلك الفترة بعد ان انهكت الحرب اقتصاديات العالم، واصبحت المدن الاوروبية الآسيوية مخربة، والمصانع لم يعد لها وجود بسبب القصف الواسع الذي تعرضت له المدن البريطانية والالمانية والروسية واليابانية وغيرها، في حين بقيت المصانع الاميركية في مأمن ولم يطُلْها أي شيء، لبعدها عن ساحة الحرب والمعارك الطاحنة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية، واصبحت اميركا في حالة جاهزية تامة لغزو العالم ثقافيا وفكريا واقتصاديا، مع التخطيط لتفيذ مشروع الهيمنة العسكرية، ليتم حسم جميع الاوراق والامساك بها حزمة واحدة، ووضعها في القبضة الحديدية.
اذا عدنا الى المشهد الاخطر المتمثل بالهجوم بالقنابل الذرية على المدن اليابانية عام 1945، والاصرار على قتل هذا العدد الهائل من الابرياء، نقترب اكثر من فهم العقلية الاميركية وصولا الى فهم لسلوكهم وما يترتب على ذلك، عندها ندرك حقيقة الفهم الاميركي للآخر وبأي طريقة يفكر في التعامل معه، وهو بالنتيجة لا يخرج عن استمرارية السلوك الذي جبلت عليه العقلية الاميركية، حيث ابتدأ العداء لسكان القارة الاصليين، وابادوا ابناء قرى بأكملها في فيتنام وغيرها، حتى جاءت الشهادة التي لا تقبل النقض او الحوار في هيروشيما وناغازاكي.
من الواضح ان الاسس التي يعتمدها الاميركيون لم تتغير في الجانب السلوكي، واتضح بجلاء ودقة في العراق، فالقصص اليومية التي يعرف تفاصيلها العراقيون وبدأ الاميركيون يعترفون بنتف قليلة منها تؤكد ان السلوك هو السلوك، وان كل ما يزخر به الخطاب الاميركي من مفردات وتعابير وتحليلات تحاول ان تقدم الحالة الانسانية، على جوهر السلوك الجمعي للاميركيين، ليست بأكثر من اغلفة فخمة لكتب تمتلئ بالكذب والتزوير والضحك على الآخرين.
هذا السلوك بدأ عندما كانت اميركا تعيش بدون ثوابت ولم تكن هناك اطر فكرية تحدد المفاهيم الحياتية والسلوكية هناك، لان المجتمع الاميركي في تشكيلته الاولى بعد الهجرة الى القارة الجديدة تكوَّن على هذه الشاكلة، واتسم السلوك الفردي والجمعي بما اتسم به في حينها وبقية القصة معروفة، ولكن بعد اكثر من قرن ونصف وبعد ان تشكلت المؤسسات والاحزاب وبرزت مظاهر المدنية الحديثة في الولايات المتحدة، نجد ان ذاك السلوك يبرز بقوة، وهذه المرة يخرج من استهداف العدو المباشر على الارض الى مسافات بعيدة جدا، ويعود السلوك الاميركي بكل تفاصيله ليبرز بقوة بعد ان تمكنت الولايات المتحدة من الوقوف على رأس دول العالم لتتفرد بالتسلط على العالم، لكن كل ذلك لم يغير شيئا من جوهر السلوك الاميركي.
انا اعتقد ان الاميركيين غاصوا في وهم الانتصارات المتواصلة، وظنوا ان الامبراطورية الجديدة بدأت بالسلوك الصحيح لهذا يصرون على التمسك به، ومثلما طبقوه ضد الهنود الحمر وضد اليابانيين، وجربوا ذلك في العراق، فإنهم الآن مجبرون على اعادة تقييم للوهم الذي عاشوا عليه طويلا، وهذه واحدة من النتائج المهمة لهزيمة اميركا في العراق.

كاتب عراقي
Wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
تفادي سقوط أميركا يبدأ من الداخل




هل نحن روما؟ وهل تتشابه أميركا مع الامبراطورية الرومانية التي اندحرت وسقطت كما يعرف الجميع؟ الإجابة كما يقول المراقب العام لحسابات والنفقات في الولايات المتحدة ديفيد ووكر مستشهدا بأوجه التشابه الكبيرة بين أميركا اليوم وروما في ذلك الوقت هي: نعم.
وفيما تتداعى إلى الأذهان أوجه الشبه المثيرة في نقاط الضعف والإخفاقات التي مني بها الطرفان خاصة في وقت نشهد فيه انهيار الجسور وترنح العملة الوطنية ونخوض غمار حروب خارجية فاشلة يظل هناك اختلاف جوهري لا يزال لحسن الحظ داخل نطاق سيطرتنا.
وقد دأب ووكر على مدى أعوام يحذر من حدوث عجز مالي لا يمكن الاستمرار معه إلا أنه ذهب هذا الشهر إلى ما هو أبعد من ذلك عندما وصف الحكومة في واشنطن بالمنصة التي تحترق وقال إن هناك حالا من التداعي تمر بها القيم الأخلاقية والكياسة السياسية في الداخل الأميركي إضافة إلى حالة الجيش المفرط في الثقة والمتوسع في انتشاره في الخارج إلى حد إضعاف قدرته ناهيك عن انعدام المسؤولية المالية للحكومة المركزية.
ومن ثم فالفكرة لا تزال تطرح نفسها بقوة والسؤال هو لماذا؟ لأن الامبراطورية الرومانية كانت أكبر إنجاز سياسي عسكري عبر العصور. ولقرابة ستة قرون نجحت مدينة واحدة في ايطاليا أن تبسط نفوذها وأن تهيمن على مساحة كبيرة من أوروبا وشمال افريقيا والشرق الأوسط.
وعلى ضوء الأثر التاريخي الذي تركته تلك الامبراطورية فليس من عجب أن يستمر إلى الآن ظهور روما بقوة على الساحة الثقافية كما ظهرت على الساحة السياسية. وفيلم "الفيلق الأخير" الذي افتتح مؤخرا يتعرض لأحداث حكاية أخرى عن سقوط الامبراطورية الرومانية الغربية عام 476 ميلادية.
وبعد 1300 عام بالضبط أي في 1776 وقع حادثان مستلهمان من الامبراطورية الرومانية: أولهما بالطبع الثورة الأميركية ثم ما أعقبها من قيام الجمهورية الجديدة. وكان المؤسسون يتحدثون الانكليزية إلا أنهم ومع توجيه بوصلة طموحاتهم السياسية يمنة ويسرة استقر بهم المقام في الجمهورية الرومانية القديمة وظل هناك احتفاظ بكلمات لألقاب سياسية مستقاة من اللاتينية مثل رئيس وسيناتور والمحكمة العليا.
أما ثانيهما فقد جاء عام 1776 بعمل أثار نوازع الحزن والأسى أيضا. فبالمصادفة صدر في ذلك العام أول مجموعة للانكليزي إدوارد غيبون من سلسلة "تاريخ انحسار وسقوط الامبراطورية الرومانية". والمؤكد أن المعرفة الواسعة لغيبون وتفاؤله الشعري كان له أثر هائل على حالة الوعي التاريخي الغربي كما أنه أضاف دفعة جديدة إلى تلك النزعة الفطرية القوية لدى الانسان بالبحث في الماضي عن مفاتيح للمستقبل.
وآخر الجهود الأدبية التي سارت على هذا النهج كانت على يد كولين مورفي حيث يقول في كتابه "هل نحن في روما؟: سقوط امبراطورية ومصير أميركا" أن هناك أوجها عديدة للمقارنة بين الامبراطوريتين.
وانعكاسا على العصر الحالي يؤكد مورفي على قضية الطموحات العسكرية. فقد لاحظ أن الرومان في أيامهم كانوا يعتقدون أنهم وبشكل حصري قدر لهم أن يحكموا العالم وقد كان لهم ذلك بالفعل ردحا من الزمن.
فهناك بالفعل ثمة أوجه تشابه كثيرة والتي يجب أن ندركها ونعيها. وهاؤم الاختلاف الكبير: فكما هو الحال مع أية امبراطورية فقد ظلت الامبراطورية الرومانية بناء متعدد الثقافات. وخلال تلك القرون الطويلة كانت هناك ملايين قليلة من متحدثي اللغة اللاتينية استطاعوا ان يغزوا الشعوب الأخرى ويبسطوا حكمهم عليها وهي التي كانت أعدادها تفوق أعداد الرومان بنسبة 25 إلى 1.
وعندما حدث التداعي العسكري للرومان سقطت الامبراطورية. وكان من الطبيعي أن تختار شتى الشعوب التي حكمها الرومان ـ كالبريطانيين والألمان والمصريين ـ طريقها بنفسها. وما ترك للرومان من الناحية السياسية كانت هي فكرة إيطاليا ككيان متميز. واليوم وبعد مرور 16 قرنا هناك الدولة الإيطالية وعاصمتها روما يمثل الإيطاليون غالبيتها. فالامبراطورية ذات الثقافات المتشعبة قد تسقط بينما تستمر الامبراطورية ذات الثقافة الموحدة.
فما هو الدرس الذي يمكن أن تفيد منه أميركا؟ وماذا تبقى في نطاق قدرتنا؟ إن الجوائز العسكرية التي نجنيها خارج الأراضي الأميركية تأتي وتذهب أما هذا البلد (أميركا) فهو الشيء الذي يجب أن نحافظ عليه. وبعبارة أكثر وضوحا كان الأفضل لنا أننا تركنا الفلبين وفيتنام وراء ظهورنا وسيكون ذلك في القريب العاجل مع العراق.
لأن قدر أميركا سوف يتحدد من داخلها وعلى أراضيها وطالما أننا نستطيع ان نحمي حدودنا وسيادتنا في الوقت الذي نحافظ فيه على لغتنا وثقافتنا فسوف تظل هناك أميركا.
جيمس بنكرتون *

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
لتقرير الحقيقي عن التقدم في العراق * - « »
روبرت شير
ذي نيشن



استعراض السياحة السياسية الذي يجري في العراق في الأسابيع الأخيرة - والتي يصبح فيها النقاد وأعضاء الكونغرس الذين يسهل التأثير عليهم مبهورين بالعجائب التي صنعتها زيادة القوات - يؤكد على الأرجح أن المغامرة الإجرامية سوف تستمر في الفترة الرئاسية التالية - حتى لو فاز الديمقراطيون.
على سبيل المثال ، كينيث بولاك ، مستشار الأمن القومي في إدارة كلينتون ، والذي أقنع كتابه ، المنشور عام 2002 بعنوان "عاصفة التهديد: اجتياح العراق" ، العديد من السياسيين الديمقراطيين بدعم الحرب ، تجدد تفاؤله الآن بعد زيادة القوات. ففي مقال له بعنوان "الحرب التي نوشك أن نربحها" ، نُشر في الثلاثين من تموز في صحيفة النيويورك تايمز ، وشارك في كتابته بعد قضاء ثمانية أيام في العراق ، كتب يقول "لقد ذهبنا إلى المدن الشمالية مثل تلعفر والموصل. إنها منطقة متنوعة عرقيا ، وفيها عدد كبير من السنة العرب ، والأكراد والتركمان. عدد القوات الأميركية في هذه المدن لا يزيد على بضع مئات لأن العراقيين يسيطرون على الوضع. عدد قليل من رجال الشرطة الموثوقين يقفون على الحواجز في تلك المدن ، في الوقت الذي تغطي فيه قوات الجيش العراقي أنحاء المدينة".
لقد كان الوضع مطمئنا إلى حد أن بلدة تلعفر ، التي تبعد أربعين ميلا إلى الشمال ، كانت في 15 آب مسرحا لأكثر الهجمات دموية منذ بداية هذه الحرب - تفجير رباعي خلف أكثر من 500 قتيل وإدى إلى إصابة 1500 آخرين بجراح ، وحول معظم البنايات إلى أنقاض. لكن ماذا عن ضباط الشرطة "الموثوقين" وقوات الجيش العراقي ، الذين وجد بولاك أن وجودهم كان أمرا يبعث على الاطمئنان؟ إذا ما كان بولاك ، باعتباره خبيرا ، قد سئل عن ذلك في واحد من تلك البرامج الحوارية التي يظهر فيها دائما بصورة روتينية ، فإنني لم أعثر على هذا البرنامج.
اعضاء آخرون من الحزب الديمقراطي ، جاءوا إلى العراق لاستعراض صورهم ، انجرفوا إلى حد عدم التمييز بصورة تامة. مثلا النائب جيفري ماك نيرني ، ديمقراطي من كاليفورنيا ، الذي أصبح فجأة متفائلا حول مستقبل دور الولايات المتحدة في المنطقة ، فقد قال بحماس "إذا كان هناك ما يقال ، فإنني أكثر إصرارا على إيجاد طريق للتقدم". النائب تيم ماهوني ، ديمقراطي من فلوريدا ، صرح بأن زيادة عدد القوات "أحدثت تقدما فعليا وجعلت القاعدة ترتد على أعقابها". الغريب أن الولايات المتحدة قامت بعد ذلك بإلقاء اللوم على القاعدة واتهمتها بتدبير هذا الهجوم القاتل قرب تلعفر.
في الأسابيع الماضية ، اغتيل اثنان من المسؤولين في حوادث نسبت إلى عنف شيعي داخلي يتصاعد بصورة مأساوية. لكن حتى شلال الدم هذا لم يمنع أحد صانعي القرار من الحزب الديمقراطي من التصريح بأنه لن يدعم بعد الآن أي إجراءات لوضع تاريخ نهائي للانسحاب ، والسبب يعود إلى أننا "نحقق تقدما حقيقيا وملموسا على الأرض".
يتناقض هذا التفاؤل الوردي لسواح هذه الأيام مع تقييم سبعة جنود أميركيين في الخدمة ، وصلوا إلى الشهر الخامس عشر من الخدمة الميدانية في العراق. وقد نشروا في 19 آب مقالا في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "الحرب كما رأيناها" ، وقد ورد فيه: "بعد أن تجاوزت قوات الاحتلال مرحلة الترحيب الخجول منذ زمن بعيد ، فإن الاعتقاد بأن الأميركيين يمكن أن ينتصروا على السكان المحليين المتمردين ، وأن ينتصروا بمواجهة حركة التمرد هو أمر بعيد تماما عن الحقيقة. وباعتبارنا جنود مشاة نتحلى بالمسؤولية وضباطا غير مفوضين في الفرقة 82 المحمولة جوا والتي ستعود قريبا للوطن ، فإننا نشكك في التقارير الصحفية التي تعكس الأزمة كشيء تحت السيطرة ، ونشعر أنها تتجاهل ما نشهده كل يوم من تصاعد في الاضطرابات المدنية والسياسية والاجتماعية".
احصلوا على مقالهم واعطوه لكل من يثرثر بحماقة قائلا أن خروجنا سيجعل الأمور أسوأ. لقد كتبوا يقولون "خلال أربع سنوات من الاحتلال ، فشلنا في الوفاء بكل ما وعدنا به ، لقد استبدلنا قمع حزب البعث بقمع الإسلاميين والمليشيات والعنف الإجرامي.
في النهاية ، يجب علينا أن نعترف بأن وجودنا ربما حرر العراقيين من قبضة الطاغية ، لكنه أيضا سلب منهم احترامهم لأنفسهم. وقريبا سوف يلاحظون أن الطريقة الأفضل لاستعادة كرامتهم هي بتسميتنا بما نحن عليه فعلا - جيش احتلال - وأن يجبرونا على الانسحاب".
في غضون ذلك ، يحثنا الجنود بأن ندع "العراقيين يأخذون دورا مركزيا في كافة القضايا" ، وأن "ندعهم يحلون خلافاتهم بالطريقة التي يرونها مناسبة. وهذا الاقتراح لا يعني أن نكون انهزاميين ، بل إلقاء الضوء على اتباعنا سياسات غير مناسبة تقود إلى نهايات عبثية دون أن نتنبه إلى التناقضات فيها" ، وينهي الجنود مناشدتهم بالقول "إننا كجنود ملتزمين ، لسنا بحاجة للحديث عن القيم ، بل ننظر لهذه المهمة عبرها".
من المحزن أنهم سيواصلون التضحية إكراما لسياسة لا تعني شيئا لهم ولمعظم الأميركيين. وفيما كانوا يكتبون مقالهم ، "واحد منا هو الرقيب ميرفي ، قائد فريق الاستطلاع ، أصيب برصاصة في رأسه خلال مهمة في 12 آب. ومن المتوقع أن يتعافى من إصابته" ، لكن من الرجل الطيب التالي الذي سيسقط ضحية لنزوات السياسيين والنقاد؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
بوش والمالكي
أيمن الصفدي
الغد الاردن
تبحث الولايات المتحدة عن كبش فداء تحمله مسؤولية فشلها في العراق. ويبدو أن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، صار الحمالة التي تعلق عليها الإدارة الأميركية كل تداعيات فشل سنوات من السياسات الساذجة والخاطئة هناك.

ويساعد الإدارة الأميركية في ذلك الأداء السيئ لرئيس الوزراء العراقي، الذي ظل أسير حسابات حزبية وولاءات فئوية ضيقة كرست حال الانقسام المذهبي وزادت من ضعف المؤسسات العراقية.

وفي تذبذب يعكس خواء جعبة الإدارة الأميركية من خطوات فاعلة لحلحلة عقدة العراق، أخذت مواقف الرئيس الأميركي جورج بوش إزاء رئيس الوزراء العراقي تتغير وفق المعطيات اليومية. فهو ينتقد المالكي تارة ثم يعود ويمدحه تارة أخرى. وهذا جزء من تخبط في المواقف لم يسهم إلا في تأكيد عجز بوش في إدارة ملف بات على رأس أولويات المواطن الأميركي.

في تلك الأثناء ترتفع حدة انتقاد مراكز القوى السياسية والإعلامية الأميركية لسياسة بوش، خصوصاً مع تأكيد تقارير مستقلة غياب أي آفاق للنجاح في حل المعضلة العراقية. يستبق بوش تقارير قادمة، بعضها رسمي، بحملة علاقات عامة تستهدف تحسين صورة الواقع السيئ في العراق بادعاء نجاحات لا أساس لها على الأرض. بيد أن لا أثر لهذه الحملة على الرأي العام في أميركا وخارجها.

فقد أظهرت تقارير أن المالكي لم يفد من التقدّم الأمني الذي نتج عن إرسال حوالي 20 ألف جندي أميركي إضافي لتطبيق خطة أمن بغداد. ودلائل ذلك عديدة. فبدلاً من أن يعمل المالكي على إعادة تأهيل البيئة السياسية والأمنية، انجرف في السياسات الطائفية وجذّر الانقسام بين العراقيين. وهذه حقائق يبني عليها معارضو بوش انتقاداتهم للاستراتيجية الجديدة التي كان أعلنها سبيلاً لإنهاء الفشل في العراق.

فلم يتقدم المالكي خطوة واحدة نحو إعادة التوازن الى القوات الأمنية التي يتمثل فيها السنّة بأعداد قليلة ما أفقد هذه القوات ثقة شريحة واسعة من الشعب العراقي. ورغم ثبات دمارية قانون اجتثاث البعث بصورته الحالية، لم يعمل المالكي على تغيير القانون الذي يحول دون إشراك شرائح واسعة من العراقيين في العملية السياسية. ولم يبادر المالكي أيضاً إلى إطلاق عملية مصالحة وطنية على الأسس الوحيدة التي يمكن أن تعيد استقرار العراق وهي تقديم مصالح البلد على الاعتبارات الحزبية والأمنية والطائفية.

فشل المالكي وفر لمنظري الإدارة الأميركية فرصة للهروب من مسؤولياتهم في جعل عراق ما بعد ديكتاتورية صدام حسين بلداً تسوده الفوضى والصراع وأرضاً خصبة لانتشار الإرهاب.

بيد أن مراوغات هؤلاء لم تنجح في إنقاذ بوش من المستنقع السياسي الذي يغرق حزبه فيه بعد أن خرّب العراق ودمر صدقية بلاده وجعل من أميركا البلد الذي لا يساويه آخر في مدى كره العالم له.

الأمر سيان بالنسبة لصورة بوش سواء ألقى بمسؤولية الفشل على المالكي أو استمر بدعمه له. محاكمة الرئيس الأميركي على جريمة تدمير العراق بدأت. القضاة الأكثر تأثيراً على بوش هم الشعب الأميركي الذي أصدر حكمه الأول عبر صناديق اقتراع الكونغرس حين أفقد الجمهوريين سيطرتهم على مجلسي الشيوخ والأعيان. والمؤشرات أن الحكم الثاني، الذي سيصدر في الانتخابات الرئاسية القادمة، سيكون أقسى من خلال إقصاء الجمهوريين من البيت الأبيض.

أما المحاكمة السياسية لحقبة بوش فقد ظهرت ملامح نتائجها أيضاً. وواضح أن هذه ستنتهي إلى إدانة مطلقة لبوش الذي يستحق أن يصنف على أنه أحد اسوأ الرؤساء الأميركيين في التاريخ.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
اميركا حيرتنا وحيرت العالم معها
بهاء الدين أبوشقة
الوفد مصر
طبعاً لا يمكن أن تأتي زيارة المالكي رئيس الوزراء العراقي لسوريا من وراء ظهر الأمريكان.. تماماً كما حدث في زيارته لإيران.. وأكيد أن هناك شيئاً تم الاتفاق عليه بين المالكي و»بوش«.. وقد لاحظ المراقبون أن »بوش« فتح أبواب جهنم طبعاً بالكلام.. وشن حملة شرسة علي إيران أثناء استقبال الرئيس الإيراني للمالكي.. وزادت حدة كلمات بوش ووعد أو توعد النظام الإيراني بالويل والثبور وعظائم الأمور..

وطالبها بأن تخرج ما في رأسها أو نافوخها الحلم النووي.. والمثير والذي يدعو للدهشة.. ويجعلك تستلقي من الضحك أن نفس الشيء حدث مع سوريا.. وخرج علينا »بوش« من بيته البيضاوي يلعن سنسفيل سوريا ويطالبها بالاقلاع عن مساندة من وصفهم بالإرهابيين وهات يا تقطيع فيها.. وطبعاً كل ذلك يأتي في إطار حملات البروباجاندا أو الدعاية.. ويحاول بوش من خلال خطبه أو يؤكد لشعبه أنه مازال علي موقفه وأن الأرض لم تهتز تحت أقدامه في بلاد الرافدين.. وأنه مازال صلباً.. ولن يضع يديه في أيدي الإيرانيين أو السوريين.. ولم ينس أن يوجه انتقادات قاسية إلي المالكي.. لكن المثير للدهشة والذي يجعلك تخرج من »هدومك« هو تراجع بوش عن انتقاداته التي وجهها لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وقال بوش في خطاب ألقاه في كنساس سيتي أمام المحاربين القدامي إن المالك شخص جيد.. يقوم بعمل صعب.. »سبحان مغير الأحوال« أمس كان إيه.. واليوم إيه وبكره يا عالم.. ثم أضاف: إنني أدعمه.. ومن قال إنك لا تدعمه.. ثم دعا الشعب الأمريكي إلي التحلي بالصبر »طيب ما صبروا عليك.. كثيراً.. حتي نفد صبرهم.. وطبعاً يقصد الصبر علي استراتيجيته التي وصفها بأنها لا تحظي بشعبية ورضاء الأمريكيين. واعترف بوش بوجود استياء من وتيرة التقدم في بغداد.. وقارن بوش بين الحرب العالمية الثانية والحرب علي الإرهاب، مشيراً إلي وجود شبه كبير بين الحرب في المحيط الهادي والحرب الكورية وحرب فيتنام والحرب ضد الإرهاب.. والحقيقة التي لا مراء فيها.. أن »بوش« حينما أشاد بالمالكي لم تأت اشادته من فراغ ويبدو أنه توصل إلي اتفاق ما مع إيران وسوريا.. وهما الدولتان اللتان ظلتا خارج الحظيرة الأمريكية، وكان »بوش« قد سبق أن وصفهما بأنهما راعيتان للإرهاب وأنهما تنتميان لمحور الشر.. وتناسي أن سياسته هي التي صنعت الشر وتسببت في إضرام النار بين كثير من الشعوب.. ويبدو أن السيد بوش أراد أن يلقي بالكرة التي أشعلها في حجر المالكي وتوضأ وتطهر من أفعاله.. وتحدث عن الإرهاب.. وكان الأحري به أن يعترف بأنه قوي شوكته.. وأخرج الثعابين من جحورها.. وخرجت من مرقدها علي يديه.. لقد أعلن الحرب علي الإرهاب.. ولم يستطع أن يحرز هدفاً في شباكه العذراء.. فالإرهاب شغال علي ودنه.. وزاد وتكاثر.. وأدخل السيد بوش العالم في نفق مظلم لا يعرف أحداً منتهاه.. انظروا إلي حالة العالم قبل مجيء سيادته إلي كرسي بلاده التي تتربع علي عرش العالم.. كان عالماً شبه هادئ.. لكن »بوش«.. أضرم النيران فيه.. بغزوه للعراق تحت دعاوي مهترئة وخائبة بامتلاكه أسلحة دمار شامل.. بينما كانت الحقيقة غير ذلك، فالعراق خالي الوفاض من أسلحة الدمار أو حتي الأسلحة التقليدية.. ثم تعال هنا يا سيد »بوش« ودعنا نسألك: هل احترمت الرأي العام في بلادك والذي طالبك برحيل قواتك من العراق.. هل احترمت شعوب العالم التي طالبتك بعدم غزو العراق طبعاً »لا«.. ومليون.. »لا« وبصراحة كده.. فإنك الآن حائر بعد أن حيرت معك البرية.. وتبحث عن قشة تتعلق فيها لتنقذك من »اليم« أو البحر العميق الذي ألقيت بنفسك فيه دون أن تتعلم السباحة، ويكفي أن بريطانيا بدأت تخرج من تحت عباءتك، فقد كشفت صحيفة »ديلي تلجراف« البريطانية عن ظهور بوادر خلاف خطير بين براون رئيس الوزراء البريطاني الجديد، وبين بوش حول العراق، حيث قال الجنرال جالوكين، المسئول عن خطة زيادة القوات الأمريكية في بغداد، إن تناقص القوات البريطانية في البصرة ساعد علي تحويلها إلي مركز الحرب العصابات.. وأن الموقف تدهور لدرجة أن قادة الجيش الأمريكي يدرسون حالياً استخدام قواتهم لتعزيز الوجود البريطاني القليل هناك.. عموماً لقد بدأت شمس الإمبراطورية الأمريكية في المغيب ويبدو أن زمانها بدأ في الرحيل وأنها دخلت مرحلة الكسوف الكلي.. لقد عاشت بريطانيا ردحاً من الزمان تسير في الفلك الأمريكي.. خاصة في عهد المرأة الحديدية مارجريت تاتشر رئيس الوزراء الأسبق بعدها دخل بلير العش الأمريكي برجليه طائعاً مختاراً.. وكان ظل بوش لكن يبدو أن الأمر مع براون مختلف فقد بدأ يسحب قواته من العراق ووجد في ذلك »عين العقل« بعد أن اكتشف أن بوش يلعب بالنار وأنه لا ديمقراطي ولا يحزنون ولا يعبأ بصرخات شعبه التي طالبته برحيل جنوده من العراق الذي اشتعل علي يديه.. عموماً أن أيام »بوش« في البيت الأبيض باتت معدودة.. وأن انتخابات الرئاسة الأمريكية بدأت مبكراً وأصبحت الحرب علي العراق وجلاء القوات الأمريكية هي الكارت الرابح.. لقد خسر بوش شعبه وحزبه الجمهوري.. كما خسر العالم بأسره.. ولا أحد يعرف ماذا تخبئه الأيام.. فالعراق يحترق ولا عزاء للعرب.



البطالة

خيبتنا القوية أننا لا نعرف كيف نصون مصالحنا.. ومازالت العشوائية تغزو عقولنا وترفض الجلاء عنها معقولة.. يا ناس يا هووه.. أن تغزو العمالة الأجنبية مصانعنا، بينما يصرخ شبابنا ويلهث وراء فرصة عمل وحينما يفشل يقرر الرحيل والهجرة طلباً للرزق في بلاد الدنيا الواسعة.. ويتم بهدلته والتنكيل به وفي أحيان كثيرة ينتهي الأمر بحبسه أليست تلك كارثة؟.. أين الحكومة؟ أين الوزراء، وما أكثرهم أمام تلك الظاهرة الخطيرة.. بعد أن صدعوا رؤوسنا بإيجاد فرص للشباب، وكيف تسكت الحكومة التي اعتادت أن تنام في العسل علي قيام أصحاب العمل بتمييز الأجانب في الأجور والبدلات والوجبات تحت شعار أن الأجانب أكثر إنتاجية بل إن الدفع يكون بالعملة الصعبة التي يتم تحويلها إلي ذويهم في الخارج.. والكارثة التي باتت مظهراً من مظاهر الوجاهة الاجتماعية في دولة يتزايد فيها يوماً بعد يوم حجم الديون الداخلية والخارجية في الشغالات التي تستوردها الأسر »وأحياناً في كل أسرة اثنين أو ثلاثة«.. وطبعاً الأجرة بالعملة الصعبة التي يصل بعضها إلي ألف دولار شهرياً، يتم تحويلها مباشرة للخارج، وللأسف معظم هؤلاء الشغالات دخلن البلاد بطريق غير قانوني وتحملن العديد من الأمراض المعدية والخطيرة هذا في الوقت الذي لا يجد فيه خريج الجامعة عملاً بما يعادل خمسين دولاراً شهرياً أليست هذه خيبة قوية؟.. بل مصيبة من مصائب هذا الزمن الرديء الذي فسد فيه كل شيء بعد أن ألغينا عقولنا وقفلنا عليها بالضبة والمفتاح.. إنه شيء لا يقبله منطق كيف نعاني من مشكلة البطالة التي تصل إلي ملايين الشباب ونجد مصانعنا وكثيراً من المؤسسات والشركات والمستشفيات بل والمنازل.. يعمل بها أجانب كما سلف القول وأصبحت ظاهرة العمالة الوافدة ظاهرة منتشرة وكأننا أصبحنا من دول الخليج.. لقد احترقت أعصابي وأنا أطالع هذا التحقيق الخطير أو الكارثة التي نشرته إحدي الصحف الصباحية الكبري.. وإذا لم تتحرك هذه الحكومة فوراً أمام ما يحدث فمتي تتحرك.. إن أصحاب الضمائر في هذه البلد لا يمكن أن يمر عليهم هذا الكلام المنشور مرور الكرام، وقد آن الأوان أن نضع النقاط علي الحروف.. وكفاية بقي مصائب والناس مش ناقصة.. حرام عليكم.



منتجات فاسدة

إذا كانت هناك ثلاثمائة شركة غذائية أمام القضاء بعد إعدام منتجاتها الفاسدة.. فإننا نقول العوض علي الله.. بعد أن أصبحت ذمم أصحاب هذه الشركات واسعة وترمح فيها الخيل والأفيال، بل إن ما يثير الفزع.. والرعب.. أن انعدام الضمائر.. بلغ منتهاه.. عندما امتد الغش حتي إلي مياه الشرب.. بعد أن تم ضبط أربع شركات مياه معدنية لها اسماؤها التجارية تبيع المياه.. فاسدة.. ولا هية معدنية ولا دياولو.. وأنها تشكل خطراً.. علي من يشربها.. صدقوني أن الحرب علي تجار الأغذية الفاسدة لن تنتهي بين ليلة وضحاها.. لأن هؤلاء لا ينفع معهم القانون الحالي.. بما فيه من عقوبات غير رادعة.. ولابد من الضرب بيد من حديد علي أيديهم وشنقهم في ميدان عام.. وقلناها مراراً وتكراراً ولم يسمعنا أحد.. إذ إن مجرد قتل شخص عادي عقوبته الإعدام.. فما بالك بمن يقتل شعباً مع سبق الإصرار والترصد.. إن التهاون مع هؤلاء جريمة في حق الناس الغلابة لأنهم الضحية في الأول والآخر، وتعالوا نجرب إعدام واحد من هؤلاء باعتبار أنه يتعمد بفعله.. القتل العمد.. للشعب وإذا حدث وطبعاً لن يحدث لأن معظمهم من رجال الأعمال.. الجدد.. وضع ألف خط أمام.. جدد فلن يجرؤ مخلوق واحد أن يبيع أغذية فاسدة.. لأنه يعرف نهايته المحتومة.. وأنه سيحل ضيفاً علي عشماوي.. لكن مين يقرأ.. وأهو كلام ابن عم حديث.. وربنا وحده.. هوه الستار.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
لا تسقطوا المالكي
افتتاحية
واشنطن بوست

ما الذي تعنيه السيادة؟ بالنسبة للعراق ، تبدو واشنطن غير قادرة على اتخاذ قرار.
في 28 حزيران 2004 ، انهت الولايات المتحدة رسميا احتلالها للعراق بنقل السيادة إلى رئيس الوزراء المؤقت ، إياد علاوي. بعد ثلاثة انتخابات وحكومتين ، حان لها ان تتخلص من وهم حكم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المتحيز وغير الكفوء. في الاسبوع الماضي ، حاول الرئيس بوش وأربعة سيناتورات كبار توضيح كيف يمكن إسقاط حليف فاشل وان يظهروا في الوقت نفسه احتراما للحق العراقي بتقرير المصير. رد المالكي مدافعا عن نفسه أن "باستطاعته العثور على أصدقاء في أي مكان آخر" إذا لم تعجب واشنطن الطريقة التي يدير بها دولته.
كيف يمكن للولايات المتحدة أن تمارس التأثير الذي تعتقد انها اكتسبته من سفك دماء ما لا يقل عن 3725 جندي أميركي وإنفاق ما يقارب 10 مليارات دولار في الشهر دون إظهار بأنها تملي شروطها على دولة مستقلة أو تشكك في مصداقية أي زعيم عراقي تفضله؟
مثل معظم المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة في العراق ، ليس هناك حل لهذه المشكلة. تستطيع الولايات المتحدة ، بالطبع ، أن تدبر طريقة إخراج المالكي ، حتى دون اللجوء إلى انقلاب. تحتاج فقط إلى منع المساعدات إلى أن تنهار الحكومة المترنحة في بغداد.
ربما تكون نداءات السيناتورات كارل ليفين ، وهيلاري كلنتون ، وديان فنستاين للمالكي بالاستقالة أو تبديله من قبل البرلمان العراقي ، مع دعم فاتر من الرئيس بوش كافية للقضاء على المالكي. لكن كونوا حذرين مما تطلبونه: قد يكون خليفة المالكي أكثر سوء. يعتقد العديد من المحللين الأميركيين أن الرجل الأكثر احتمالا لتولي السلطة إذا سقط المالكي هو مقتدى الصدر.
يتغافل النقاش العقيم حول ما يمكن فعله حيال المالكي عن تلك النقطة: لا يمكن لحكومة عراقية أن تنجح إلا إذا كان لديها إدعاء صادق بأنها ستكون "حكومة وحدة" تتجنب الانقسامات الطائفية وتكون راغبة بمشاركة السلطة والثروة لمصلحة جميع العراقيين.
وكما فهمت إدارة بوش مؤخرا ، فإن النصر العسكري في العراق حلم بعيد المنال.
ويمكن لحكومة عراقية بناءة ومستقرة ان تخرج فقط من عملية المصالحة السياسية الوطنية التي لم يبدأها المالكي وأتباعه الشيعة المتناحرون بعد. يتضمن تقرير التقييم الاستخباري الوطني الذي نشر الأسبوع الماضي ، أنه لن يكون هناك تقدم سياسي ذو مغزى في العراق خلال الستة إلى الإثني عشر شهرا المقبلة نظرا لأن وضع حكومة المالكي يصبح "أكثر حرجا".
وحسب معدلات الإصابات الاميركية الحالية فأن أكثر من 1100 جندي أميركي يمكن ان يموتوا دون داع بينما السياسيون العراقيون غير قادرين عن اتخاذ قرار.
لا شيء مما يمكن ان يذكر في تقرير الجنرال دافيد بيتريوس إلى الكونجرس الشهر المقبل يمكن أن يقلل الحاجة إلى استراتيجية سياسية جديدة في العراق.
إنه لتفكير رغائبي قاتل تخيل أن ما بقي من حكومة المالكي يمكن أن يصنع السلام - أو يقدم للولايات المتحدة استراتيجية خروج مترابطة. لذا فالسؤال الحقيقي ، من يستطيع القيام بذلك؟
لقد حان الوقت لأن يجري العراق محادثات سلام على المستوى الوطني ، وهي عملية يجب أن تشمل جميع أحزابه المتشرذمة - باسثناء القاعدة - بالإضافة إلى جيرانه الرئيسيين إيران والسعودية وسوريا وتركيا. يجب أن يكون الهدف الأول التفاوض على وقف مؤقت لإطلاق النار. الهدف التالي ، على الأحزاب البدء بعملية مطولة وصعبة من التفاوض على حكومة وحدة.
وقد أثبتت الولايات المتحدة أنها لا تسنطيع وحدها جمع الأحزاب. فهل يمكن للأمم المتحدة القيام بذلك؟ هل يمكنها العمل بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية؟ هل يمكنها إدراج المساعدة الدبلوماسية من الرئيس الفرنسي النشيط ، نيكولا ساركوزي ، في القائمة الذي قال أن العراق بحاجة إلى مساعدة دولية؟
من الخيال المحض أن نحلم بقوات سلام دولية تأتي لمساعدة الولايات المتحدة على الخروج من جنونها الشامل في العراق. لكن إذا ربطت الامم المتحدة بالموضوع ، فكيف يمكنها رفض محاولة عقد محادثات سلام؟ صحيح أن بعض العراقيين يتذكرون الأمم المتحدة كمنفذ للعقوبات الدولية ضد عراق صدام حسين ووكيل البرنامج الكريه النفط مقابل الغذاء. وما زال صقور إدارة بوش ينظرون إلى الامم المتحدة بقلة إحترام. وهم ببساطة مضطرون لتجاوز هذا الأمر - أو يقدموا صانع سلام أكثر قبولا.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
ماذا تبقى من حكومة المالكي
رجا طلب
الراي الاردن



لقد نجحت طهران وعبر حلفائها في عراق ما بعد صدام حسين من استثمار الفراغ السياسي الذي نجم عن غياب مكونات الدولة وبخاصة الجيش العراقي الذي كان يشكل عصب الدولة العراقية الحديثة منذ تأسيسها في عهد الملك فيصل الأول، كما نجحت طهران في توظيف العملية السياسية التي صاغها الأميركيون توظيفا ناجحا مكنها في نهاية المطاف وبوسائل عدة من حرف هذه العملية عن مسارها وجنى ثمارها السياسية والاقتصادية، وتكبيلها بالكثير من القيم والمفاهيم الطائفية التي أفقدتها في نهاية المطاف مصداقيتها ومنعت ولادة أي فائدة وطنية تعود على العراق أرضا وشعبا ومستقبلا.

إن من ابرز نتائج هذه العملية هي هيمنة القوى التابعة لإيران على البرلمان العراقي وذلك من خلال قانون انتخابي غلب البعد الديمغرافي على البعد الوطني، ونجحت القوى الشيعية التابعة لطهران وباسم الديمقراطية من اختطاف العراق كله وهي التي ترفض ألان التنازل قيد انملة عن امتيازاتها أو سلطاتها التي وصلت إليها عبر عملية لم تراع ابسط المصالح الوطنية العليا للعراق، كما أن هذه القوى نفسها تعتبر أي مطالبة بتعديل مسار تلك العملية أو تصويبها هو انقضاض على شرعية صناديق الاقتراع التي زورت وزيفت فيها إرادة الشعب من خلال عشرات الآلاف من الأصوات التي استقدمت من خارج العراق وبشهادات جنسية مزورة.

.. وبهذه النتائج أصبح العراق أسيرا لإيران عبر الائتلاف الشيعي، فبعد الحكومتين الأولى والثانية لإبراهيم الجعفري، وبعد الحكومة الحالية لنوري المالكي، وحسب تقرير الاستخبارات الأميركية الذي صدر قبل يومين وقدم إلى البيت الأبيض فان الوضع في العراق هو أكثر تعقيدا وصعوبة من أي وقت مضى وان حكومة المالكي فشلت في الحد من الاقتتال الطائفي، وهو ما يعني أن الائتلاف الشيعي التابع لإيران هو المشكلة في العراق ولن يكون بأي حال من الأحوال وصفة للحل فيه بعد أن كرس النفوذ الإيراني في العراق وعزز النهج الطائفي في المجتمع وساهم في عمليات التطهير الطائفي وبخاصة في العاصمة بغداد من خلال المليشيات التابعة له وبخاصة فيلق بدر التابع للمجلس الأعلى والمتغلغل في قوات الأمن والشرطة والجيش والحرس الوطني والذي يواصل أعماله الأمنية والعسكرية ضد القوى السياسية المناوئة لنهجه الطائفي باسم هذه القوات الرسمية.

لقد مر على حكومة المالكي عام وثلاثة أشهر لم تنجح خلالها في تحقيق أي انجاز وطني يذكر بل على العكس فقد ازدادت الفوضى الأمنية، وتوسع الاقتتال الطائفي وازداد النفوذ الإيراني ووصل الأمر إلى الحد الذي كشفت فيه بعض وسائل الإعلام عن أن السفير الإيراني في بغداد يشارك في اجتماعات مجلس الأمن القومي ومجلس الوزراء الأمني المصغر ويقوم بإصدار الأوامر والتعليمات والتي كان آخرها الطلب رسميا من رئيس الوزراء وموفق الربيعي رفض مشاركة الدكتور أياد علاوى في اجتماعات قادة الكتل السياسية الرئيسية وعدم الرد على مطالب الكتلة العراقية( 14 مطلبا سياسيا) التي تقدمت بها بعد تعليق مشاركتها في جلسات مجلس الوزراء.

.. ألان وبعد انسحاب وزراء الكتلة العراقية من الحكومة وقبلهم وزراء كتلة التوافق وقبلهم وزراء الكتلة الصدرية وحزب الفضيلة لم يبق في الحكومة إلا حزب الدعوة والمجلس الأعلى والحزبان الكرديان، أي أن ما سمي سابقا بحكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت قبل عام وثلاثة أشهر قد تبخرت ولم يبق منها أي شئ، وتحولت إلى حكومة تحالف بين قوتين هدفهما هو تقسيم العراق إلى إقليمين كبيرين الأول شيعي في الجنوب والآخر كردي في الشمال.

إن مأزق حكومة المالكي الحالي يزيد من حراجة الموقف الأميركي الذي يدرك مدى الدور الخدمي الذي تقدمه الحكومة العراقية لإيران وهو الدور الذي ترفضه وتتخوف منه واشنطن وفي الوقت نفسه فان الإدارة الأميركية مضطرة لأسباب دعائية بحتة للإبقاء على حكومة المالكي باعتبارها أي هذه الحكومة هي إحدى انجازات ما أطلقت عليه العملية السياسية والعملية الديمقراطية رغم إدراكها مدى انحراف هذه العملية عن مسارها وأهدافها.

إن الخيار الوحيد الذي تبقى أمام واشنطن لإعادة تصويب كافة الأوضاع وإعادة ترتيبها بما يحاصر النفوذ الإيراني في العراق هو إعلان حالة الطوارئ وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تكون مهمتها تصويب العملية السياسية وإعادة النظر في الدستور وتطهير الجيش وقوات الأمن من المليشيات والعمل على حفظ الأمن وبخاصة الحدود ، إن مثل هذه الوصفة والتي اخذ يزداد الحديث عنها في مراكز الأبحاث والدراسات الأميركية الهامة هي الخيار الأخير المتاح لإدارة بوش لتصويب أخطائه وأخطاء إداراته في العراق الذي تحول بسبب تلك الأخطاء إلى مثال حي لمدى فشل وقصور الرؤية الأميركية في صنع الديمقراطية والأمن ومحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
مع عبد العزيز الدوري
سامي الزبيدي
الراي الاردن



واخيراً هبط الوحي على رئيس الولايات المتحدة الملهم وجاء خبر السماء لفخامته بأن يبقي قواته في العراق الى اجل غير مسمى ضارباً عرض الحائط بجميع الاصوات المعارضة سواء في الكونجرس او في الاعلام الذي بدأ مراجعة لكل مواقفه المؤيدة للغزو في السابق.

ولهذا الخيار المتنزل على الرئيس بوش استحقاقات تبدأ في العراق وقد لا تنتهي في المنطقة برمتها.. ففي العراق اضحت خيارات سيد البيت الابيض محددة في دعم بقايا التحالف القائم في حكومة الكرادة القابعة في المنطقة الخضراء بحزبيها الكرديين وبحزبيها الشيعيين (الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي من الناحية الكردية وحزب الدعوة والمجلس الاعلى من الناحية الشيعية) فيما خرجت باقي التيارات والاحزاب فعلياً من العملية السياسية.

ان خيارات بوش ستنحصر في الرهان على الاحزاب الاربعة في وقت يتم فيه التنكيل بمن هم خارج المنطقة الخضراء فالعراق أضحى، بعد اليوم، كله منطقة ساخنة، والعزلة التي يعيشها الاحتلال في العراق اصبحت تضم أيضا آخر المراهنين على العملية السياسية، ولم يعد عراقي واحد خارج تركيبة الحكم مؤمنا بان ديمقراطية بوش والمجلس الاعلى والدعوة وحزبي الكرد يمكن ان تشكل خلاصا للعراق والعراقيين.

بالامس استمعت لحديث عذب من رجل تاريخي بالمعنى الفعلي للكلمة.. استمعت للاستاذ الدكتور عبدالعزيز الدوري في لقاء مع احدى الفضائيات وكان الدوري حاسما في استنتاجاته حيال مستقبل العراق: قال ان العراق لم يمر طيلة تاريخه الذي يمتد لخمسة آلاف سنة بما مر به خلال الاعوام الثلاثة الماضية مشددا على ان قوة تماسك النسيج العراقي تبقى أقوى من جميع عوامل التفتيت التي تشتعل بأقصى طاقتها الآن..

ما يقوله الدوري ليس، كالذي يتبجح به سادة العملية السياسية الذاهبة الى الزوال.. وما تفيض به روح المؤرخ العظيم ليست كالتي تنضح به روح العميل الذليل وما نشاهده اليوم من سفك للدماء واعلاء للروح المذهبية والشعوبية ليست من صنع العراقيين، فهي اما صناعة اقليمية شعوبية تستكثر ان يتنزل القرآن الكريم بلسان عربي لا عوج فيه، واما صناعة غربية حاقدة على الارض التي انتجت اعظم الحضارات.

اعداء العراق اصبحوا من الوضوح بحيث يكاد يخطف الابصار: فإما عدو اقليمي يرى في العراق حديقته الخلفية وإما عدو دولي يرى في العراق.. حكومة هند شرقية جديدة والشعب العراقي اضحى اليوم يعرف اعداء وحدته اكثر من أي وقت مضى..

اضم صوتي لصوت المؤرخ الكبير عبدالعزيز الدوري لاصبح اعمق ايمانا بوحدة العراق ارضا وشعبا.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
الجنود الأميركيون يكشفون الحقيقة ، عندما تتاح لهم الفرصة
باتر محمد علي وردم

الدستور الاردن


في خضم آلاف المقالات والتقارير والبرامج المرئية حول الاحتلال الأميركي للعراق ، بقي صوت الجنود الأميركيين خافتا بسبب التقاليد العسكرية من جهة وعدم رغبة الإعلام التجاري الأميركي الذي تسيطر عليه صناعة النفط والحرب واللوبي الصهيوني في إعطاء الفرص لهؤلاء الجنود للحديث عن واقع الحال في العراق.
الجنود الأميركيون بدأوا بتجاوز الحواجز من خلال إنشاء مدونات خاصة بتجاربهم في العراق وكشف الخداع الذي يتعرض له الشعب الأميركي من وسائل إعلامه ، مما شجع بعض وسائل الإعلام التي تتمكن أحيانا من الخروج من أسر القوى المتنفذة في الولايات المتحدة من نشر بعض الشهادات.
قبل اشهر نشرت مجلة نيوزويك عددا خاصا عن شهادات الجنود القتلى من خلال الرسائل المرسلة إلى أهاليهم. تحليل هذه الرسائل اثبت بأن ثلثي الجنود تقريبا كانت لديهم صورة واضحة عن الخداع الذي تعرضوا له في غزو العراق حيث أكدوا بأن ما يحدث لا يمكن استمراره وأن الأميركيين يرتكبون الكثير من الأخطاء ويخسرون السيطرة الميدانية ويعانون من كراهية السكان. ولكن ثلث الجنود تقريبا كانوا لا يزالون تحت تأثير الخداع إذ كان من المدهش قراءة بعض رسائلهم التي تتضمن الاستغراب من عدم قبول العراقيين للخدمات التي يقدمها الجيش الأميركي لتحرير العراق ونشر الديمقراطية لا يستطيع هؤلاء الجنود تفهم السبب الذي يجعل المقاومة العراقية تهاجم الجيش الأميركي.
قبل يومين نشرت صحيفة نيويورك تايمز وهي الأهم على مستوى الصحافة المكتوبة في الولايات المتحدة مقالا مثيرا كتبه سبعة ضباط أميركيين خدموا في العراق ، وكانت الرسالة الأساسية في هذه المقالة أن الجيش الأميركي يفشل تماما في تحقيق اي تقدم في العراق وخاصة في منع العنف والمقاومة وأن النقاش السياسي في واشنطن حول الدور الأميركي في العراق هو نقاش سوريالي من وجهة نظر الجنود لأن الوضع العسكري محسوم بالفعل ضد الجيش الأميركي. تؤكد المقالة التي كتبها الضباط أن الجيش والشرطة العراقية مخترقة من الميليشيات الطائفية من جهة ومن المقاومة العراقية من جهة أخرى وأن هناك شواهد تؤكد بأن بعض وحدات الجيش العراقي تساعد الميليشيات والمقاومة في الاعتداء على السكان العراقيين من جهة أو في إعداد الهجمات ضد الجيش الأميركي.
ولكن ما هو مثير للاهتمام ايضا قدرة هؤلاء الضباط على تشخيص الوضع السياسي داخل العراق أفضل بكثير من كل السياسيين في الإدارة الأميركية حيث سؤكد الضباط بأن الولايات المتحدة ارتكبت ثلاثة أخطاء قاتلة في العراق وهي اجتثاث حزب البعث وحل الجيش العراقي وخلق الحكومة الفيدرالية في إطار المحاصصة الطائفية وأن الخيار الوحيد الآن هو دعم جهود المصالحة في العراق لإيقاف العنف.
هل تقرأ الإدارة الأميركية أو تستمع لجيشها؟ لو فعلت ذلك لمنعت الكثير من الأخطاء ، إلا إذا كانت هذه الأخطاء هي خطوات مطلوبة في برنامج المحافظين الجدد حيث الأولوية لخيارات صناعة النفط والسلاح واللوبي الإسرائيلي وليس لخبرة الجيش الأميركي نفسه.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
ما وراء الأخبار.. استذكار بوش
عز الدين الدرويش

صحيفة تشرين
سوريا
يتباهى الرئيس الأميركي جورج بوش بالغارات الانتقامية التي يشنها طيرانه الحربي على الأحياء والبلدات والقرى العراقية بشكل يومي، وهي الغارات التي تستهدف المدنيين حصراً مهما كان الغطاء الذي تلف به.

نعم تباهى بوش في خطابه الإذاعي الأسبوعي الأخير بغارات القتل، واستفز العراقيين بقوله: إننا نحقق نجاحات، وإن عملياتنا لا تزال في بداياتها، مستذكراً فيتنام ودروسها، وزاعماً أن أي انسحاب أميركي سريع سيؤدي إلى حروب طائفية، وإلى قتل جماعي للعراقيين. ‏

بالتأكيد لم يراجع بوش تاريخ حرب فيتنام وتطوراتها جيداً، فالاندحار الأميركي منها أدى إلى التحرر والسيادة والاستقرار، ولم يحدث فيها عمليات انتقامية بالمعنى الحقيقي للكلمة ما خلا عمليات الإعدام التي نفذت ببضعة آلاف من العملاء والجواسيس المعروفين الذين شاركوا أو ساهموا في قتل الفيتناميين، أما أغلبية عملاء الاحتلال فقد أرسلوا إلى معسكرات إصلاح وتثقيف ولفترة محددة. ‏

في العراق الأمر مختلف تماماً من ناحية الاقتتال الأهلي خاصة إذا ما أخذت في الحسبان حقيقة أن الأميركيين هم السبب المباشر لهذا الاقتتال، وهم الذين يؤججونه بوسائل شتى، وبدوافع احتلالية بحتة. ‏

ومع ذلك، وإذا كان لا بدّ من عرض أرقام، فهناك مليون عراقي على الأقل قتلوا من جراء الاحتلال مباشرة أو بسببه، وفق ما تؤكده التقارير والإحصاءات الغربية، وهذا يعني أنه مهما تكن الأحوال ومهما يكن حجم الاقتتال العراقي ـ إذا افترضنا أنه سيحدث بعد الانسحاب ـ فلن تكون النتائج كما هي مع وجود الاحتلال، وستكون هناك بالتأكيد مسارعة عراقية إلى المصالحة الشاملة التي من شأنها تعزيز التحرر والسيادة والاستقرار الأمني. ‏

ما لم يقله بوش هو أن ما يعانيه العراقيون الآن من تناحر وأعمال إرهابية ليس بسبب خلل في بنية الشعب العراقي وإنما هو نتيجة الاحتلال وممارساته على الأرض العراقية منذ اليوم الأول للاحتلال، والكل يذكر في هذا السياق إجراءات وقرارات بول بريمر التقسيمية والطائفية، هذه القرارات التي مهّدت لما يشهده العراق الآن من نزف بشري واقتصادي. ‏

وبوش يبني الآن في استراتيجيته العراقية، ومن ضمنها الغارات الانتقامية، على ما أسسه بريمر، ولا يضع في حسبانه سوى ترتيب أوضاع العراق بما يؤدي إلى إدامة الاحتلال حتى لو كان ذلك على أنقاض العراق وعلى جثث العراقيين، ولكن كل شيء تحت وفوق الأرض العراقية يؤكد أن ما يدور في رأس بوش ليس أكثر من حلم، فالاندحار الأميركي واقع لا محالة، وهنا المقارنة بدرس سايغون ممكنة، وحصراً لجهة الهزيمة الأميركية. ‏

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
لعنة التاريخ
باسم سكجها
الدستور الاردن



تجدّد تركيا تحذيرها من تقسيم العراق ، وفي اليوم التالي لزيارتها يعلن طارق الهاشمي عن تجهيز استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية ، ويقول بالنصّ: "ما يشغلني هو حجم الاذى والضرر الذي سيصيبني وتراث عائلتي.. التاريخ سيكتب في يوم من الايام أن هناك حقبة سوداء مرت على العراق والعراقيين ، ربما كانت 2006 او 2007 ... وسيلعن التاريخ من كانوا في السلطة في هذه الفترة".
فالرجل لا يريد أن يلعنه التاريخ ، وهو الذي كان جزءاً أساسياً من مشروع إعادة بناء العراق على الطريقة الأميركية ، ومن الواضح أنّ غالبية رجال المشروع الأميركي يغادرون سفينته قبل غرقها ، وفي حقيقة الأمر فإنّ هذا التخلّي عن التحالف غير المقدّس يأتي لأسباب متباينة ، ومتناقضة أحياناً ، ولكنّ النتيجة النهائية تبدو التقسيم الذي تحذّر تركيا منه.
والهاشمي يمثّل آخر معقل رسمي للسنّة في العراق ، فلم يعد هناك من سنّة في الجهاز الرسمي العراقي ، ومن بين ألفي عراقي يفرّون من بلادهم يومياً تبدو النسبة الغالبة من السنّة ، وهكذا فقد نصل إلى يوم لا نجد فيه من سنّة العراق في العراق إلا من ما زالوا يعيشون في الصحراء ، وبالتالي فبغداد باتت من الآن عاصمة خالية من السنّة.
وإعادة تشكيل العراق على الأرض جارية منذ سنتين ، وما زال التطهير الطائفي مستمراً ، وترسيم الحدود بين الدول الثلاث المقبلة قائماً ، تؤكده عمليات تنظيمات السنة المسلحة في المناطق "الحدودية" الشمالية النفطية ، وكلّ ذلك في غياب مريب للعرب ، وحضور فاضح للإيرانيين والأتراك ، ونعود ونسأل للمرّة المليون: أين أنت يا عمرو موسى؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
المحك الجديد في العراق .. مساعدة اللاجئين
شمايكل جيرسون -
واشنطن بوست
إن مصداقية أحد الأقوال الهامة لإدارة الرئيس بوش التي جاء فيها أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن العراقيين وتتركهم للفوضى والإبادة الجماعية إذا انسحبت من العراق قبل الأوان سوف تتعزز إذا أعلنت الولايات المتحدة التزامها بالنازحين العراقيين الآن وعلى الفور.
تؤكد إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، وهي على صواب في ذلك، أن الشرق الأوسط برمته من القصور الملكية إلى الجماعات الإرهابية يراقبون باهتمام النتيجة النهائية في العراق ليعرفوا مدى قوة عزيمة الأمريكيين. لكن المنطقة أيضا بدأت تأخذ قدرا من التزام أمريكا تجاه اصدقائها: وهو استجابتنا لأزمة اللاجئين العراقيين وهذه أيضا مسألة مصداقية وشرف قومي.
لقد نزح حوالي 2 مليون عراقي داخل العراق نتيجة للعنف الطائفي والخوف، كما غادر العراق مليونان آخران إلى سوريا والأردن ولبنان ومصر ودول اخرى. ووفقا لتقارير الأمم المتحدة، يتواصل تدفق اللاجئين العراقيين بمعدل 50000 شخص شهريا.
هؤلاء العراقيون في معظمهم لا يتركزون في معسكرات اللاجئين لكنهم منتشرون في مناطق حضرية فقيرة في مدن مثل دمشق وعمان الأمر الذي يجعل من الصعب على الوكالات الإنسانية أن تحددهم وتصل إليهم.
إن وصول مئات الآلاف من العراقيين فجأة يوجد الكثير من التوترات والمشاكل كما أنه يحدث ضغطا هائلا على خدمات التعليم والرعاية الصحية الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتعزيز الشكوك. تقول كريستيل يونس من منظمة اللاجئين الدولية، لقد بدأت لبنان عملية ترحيل اللاجئين.
كما أن بعض اللاجئين في الأردن مختبئون خوفا من تعرضهم لأي هجوم أو إلقاء القبض عليهم لترحيلهم. لذلك فالخطر واضح: لقد أشار بعض الفلسطينيين الى إن اللاجئين قد يغرقون في مظالمهم ويستسلمون للتطرف، ويتسببون في حدوث صراع أوسع.
لقد تحسنت استجابة الإدارة الأمريكية لهذه الأزمة على مدى الأشهر القليلة الماضية من بائسة إلى رمزية. تقوم الولايات المتحدة بتمويل 30٪ من جهود الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين، كما أنها تتعاون عن كثب مع منظمتي اليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي. لكن إجمالي هذه المبادرات والجهود العالمية لا يزيد عن عشرات الملايين من الدولارات لمساعدة ملايين اللاجئين، وبالتالي فهي لا تتساوى مع حجم الاحتياجات المطلوبة.
إن جهود الولايات المتحدة لمساعدة العراقيين النازحين داخليا من خلال المنظمة الدولية للهجرة لم تزد عن مليون دولار أمريكي خلال العام الماضي، وقد وصفت يونس هذه المبالغ بإنها مجرد فتات. وإذا لم تقدم أمريكا وأصدقاؤها وحلفاؤها مساعدات عملية للاجئين، فإن التطرف الإسلامي يتمتع بكفاءة وحنكة كبيرين للتدخل لسد هذه الفجوة.
هنالك عدد من أعضاء الكونجرس يتحدثون عن هذه القضية كوسيلة لإحراج الرئيس، على أساس نظرية أن تدفق اللاجئين بأعداد كبيرة يؤكد فشل جهود تحقيق الأمن في العراق. لكن مشكلة اللاجئين تعزز مقولة مختلفة تماما. فكما أشار كين بولاك من معهد بروكنجز: إن حربا أهلية عراقية شاملة قد تؤدي إلى زيادة ضخمة في عدد اللاجئين العراقيين. وسيجد جيران العراق مثل الكويت والمملكة العربية السعودية صعوبة كبيرة في سيل اللاجئين. علاوة على ذلك فإن الميزان الطائفي الهش في العديد من دول الشرق الأوسط قد يختل، مما يسبب زعزعة استقرار خطيرة في معظم هذه الدول. فضلا عن ذلك فإن أي انسحاب أمريكي متعجل من العراق قد يزيد هذه المشكلة سوءا. إن مصداقية أحد الأقوال الهامة لإدارة الرئيس بوش التي جاء فيها أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن العراقيين وتتركهم للفوضى والإبادة الجماعية إذا انسحبت من العراق قبل الأوان سوف تتعزز إذا أعلنت الولايات المتحدة التزامها بالنازحين العراقيين الآن وعلى الفور. إن مساعدة اللاجئين العراقيين على نطاق واسع ليس ضرورة ملحة في الوقت الحالي، لكنه فرصة لإظهار تناسق المواقف، والاهتمام بالوضع الإنساني، والمشاركة البناءة في الشرق الأوسط على المدى الطويل. وبدلا من التخلي عن القيادة في هذه القضية وتركها للكونجرس، ينبغي على إدارة الرئيس بوش أن تطور نهجا شاملا وتسعى من أجل زيادة التمويل للاجئين وأن تضغط على أصدقائها في الشرق الأوسط وأوروبا لعمل المزيد أيضا. إن هذا الجهد، لكي يكون مقنعا، ينبغي أن يبدأ بالتعامل الجيد مع قضية مهمة واحدة. لقد أوصى مفوض الامم المتحدة السامي للاجئين بمنح تأشيرات دخول لعدد 8000 من العراقيين خلال العام الحالي لأنهم ساعدوا القوات الأمريكية، ويعيشون الآن تحت تهديد القتل أو الاختطاف أو الاضطهاد. إن الولايات المتحدة تسمح بدخول عدد قليل من هؤلاء العراقيين- حوالي 200 فقط خلال النصف الأول من العام الحالي- بسبب هاجس الإرهاب الذي تعاني منه وزارة الأمن الداخلي. إن فحص اللاجئين يعتبر من العمليات الهامة، إنه مهم جدا لدرجة أنه ينبغي أن يجريه المسؤولون المعنيون في الوقت المناسب للحيلولة دون تعريض أمريكا للازدراء. إذا واصلت أمريكا معاملة أصدقائها بهذا الأسلوب، فإننا سنواجه عالما بلا أصدقاء. عندما يأتي الأمر للاجئين، أقول إن العراق ليست فيتنام. إن أمريكا لم تتخل عن الشعب العراقي، وليست هناك حاجة لتوطين دائم لمئات الآلاف من العراقيين، وما زلنا نأمل أن يقرر العديد من اللاجئين العودة إلى بلادهم بمجرد تحسن الوضع الأمني. تقول يونس، نحن لا نقول إن الجهود المبذولة في العراق فشلت، ولا نقول إنها ستنجح أو ستفشل، لكنكم لا تستطيعون إنكار العواقب الإنسانية. إن معالجة هذه العواقب قد تجعل النجاح أكثر احتمالا.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
حرب مجنونة

عمر جفتلي

صحيفة تشرين
سوريا
في «طلته» التلفزيونية ـ الاذاعية الاخيرة «بشّر» الرئيس جورج بوش العراقيين والامريكيين ودول العالم بأن استراتيجيته في العراق هي في بداياتها وان خططه لم تكتمل بعد .. أي ان الجميع مدعو لانتظار مفاجآت هذا الرئيس العجيب في تفكيره وتصرفاته ووعوده ونظرياته الحربية المجنونة على «الارهاب» التي طالما تشدق بها بمناسبة وبغير مناسبة وهو يحاول ايهام العالم بأنه يعرف كل شيء رغم انه عكس ذلك تماماً حسب المعلقين الاميركيين الذين باتوا يطلقون على هذا الرئيس الفاظاً وصفات لا نريد ذكرها الآن.

في «بشراه» الاخيرة التي اطلقها امس الاول جدد الرئيس بوش التأكيد انه لا انسحاباً مبكراً من العراق معرباً عن ارتياحه للهجمات التي تشنها قواته وللنجاحات التي تسجلها في هذا الصدد في حربها على الارهاب وبناء الديمقراطية وجعل الشعب الاميركي أكثر أماناً!. ‏

ونعود الى السؤال.. أي ديمقراطية هذه التي يدعي الرئيس بوش حرصه على تحقيقها في العراق؟ وأي انجاز حققه على ارض الواقع العراقي، وهل ان تدمير العراق ونهب خيراته وسرقه تاريخه وتفتيته الى مقاطعات وطوائف هي الانجازات برأي الرئيس بوش وادارته المتصهينة؟. ‏

أضف الى ذلك ان ما فعله الاحتلال الاميركي هو ايجاد المناخ الملائم لتنظيم القاعدة والحرب الاهلية التي سيطحن العراقيون بعضهم من خلالها بينما تنشغل الشركات الاحتكارية الاميركية بسرقة ما تبقى من نفط العراق دون حسيب أو رقيب فهل هذا كله هو انجازات برأي الرئيس بوش؟ ‏

لماذا المكابرة والخشية من اعلان الفشل والخيبة من هذه الحرب المجنونة التي لم تجلب الا الخراب للعراق والقتلى والسمعة السيئة للولايات المتحدة.... أسئلة يفترض بالرئيس بوش ان يصارح الاميركيين بها قبل أن يختتم اسوأ ولاية لرئيس اميركي في القرن الحادي والعشرين. ‏



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر


دولة المالكي بأية لغة ستحدث الإيرانيين?

عبد الكريم عبد الله
السياسة الكويت
تعقيباً على تصريحات دولة رئيس وزراء العراق نوري المالكي, حول الملفات العالقة مع ايران والموقف من عناصر منظمة مجاهدين خلق الايرانية في العراق, تتوارد على اذهان العراقيين- اسئلة كثيرة في مقدمتها اللغة التي يريد ان يتحدث بها المالكي الى ورثة -الامام- ? والنتائج التي سيخرج بها, وهل سيتذكر ملف الاسرى العراقيين الذين ما زالوا يقبعون في اقفاص الاسر الايرانية, رغم مرور19 عاما على انتهاءالحرب الايرانية العراقية, وهل سيسأل عن مصير الطائرات العراقية التي اودعها النظام السابق لدى النظام الايراني اثر خديعة لا تليق بالحكومات والانظمة التي تدعي الالتزام بالمبادئ الاسلامية, فضلاً على الاخلاق والاعراف والبروتوكولات الدولية المرعية عالميا, وهل سيسأل عن مصير الاسلحة, وبخاصة اسلحة الفيلق الرابع التي صادرها عملاء النظام وهربوها الى ايران - سرقة علنية? وعن اجهزة المفاعل النووي العراقي التي تم تفكيكها على يد خبراء ايرانيين, ومئات المعامل والورش التي سرقت من منشآت حطين واليرموك والقادسية وسواها من منشات التصنيع العسكري اثر سقوط النظام? وهل سيسألهم عن القوائم السوداء باسماء الضباط العراقيين الذين تمت تصفيتهم على ايدي عملاء النظام الايراني, والذين لم ياتهم الدور بعد لانهم شاركوا في الحاق اكبر هزيمة تاريخية بالنظام الايراني?
وبأية روحية سيحدثهم, وهو يوقت زيارته في يوم8-8 اليوم الذي اعلن فيه-الامام - على العالم كله- انه انما يتجرع السم وهو يقبل دعوة السلام مع العراق, وهل تخلى ورثته عن عقيدة -الامام- باعتبار السلام كأس سم? ام انهم صاروا يستمتعون يومياً بحكم الواقع العراقي الرديء برؤية كاس الدم العراقي مترعة على موائدهم يجلبها ويملأها عملاؤهم وصنائعهم ومرتزقتهم? وهل ان مشاكل الامن العراقية قليلة لينصب دولة المالكي نفسه - حلالا لمشكلات ايران? بالحديث عن - المشكلات ? - المقلقة- تواجدعناصر من منظمة مجاهدين خلق الايرانية المعارضة على الاراضي العراقية -كصداع مزمن وتهديد دائم- للنظام الايراني وهو ما لاشان لنا نحن العراقيين به فعناصر منظمة مجاهدين خلق الايرانية منذ سقوط النظام العراقي السابق, وحصرها في مدينة اشرف في صحراء العظيم, ليست غير عناصر مسالمة حرمت عليها القوات المتعددة الجنسيات ان تمتلك قطعة سلاح شخصي حتى, ولا ظرف رصاصة فارغة, ما جعل هذه القوات تعتبر هذه العناصر, على وفق القوانين والاعراف والبروتوكولات الدولية مجموعة خاضعة لمقتضيات بنود معاهدة جنيف الرابعة وكعناصر محمية على وفق القوانين الدولية وليس من حق الحكومة المحلية التعامل معها على وفق ارادتها وانما وفقا للارادة الدولية, ام يريد المالكي ان نتنكر نحن العراقيين لهذه المعاهدات والقوانين والاعراف كما تفعل ايران اليوم? اما الحديث عن كونها منظمة ارهابية, فعلى المالكي ان يفهم ان هذه اللغة ليست عراقية, وانها لغة ايرانية خاصة بالنظام الحاكم في طهران, فليس لديه دليل ولا لدى غيره اي دليل على هذا الادعاء الايراني, ومازال قضاء الاتحاد الاوروبي والقضاءالاميركي, يعد وضع اسمها في قائمة الارهاب قراراً سياسياً ويناقشه دورياً, فلماذا يريدنا المالكي ان نقبل اتهامه المجاني هذا في الوقت الذي يغفل دورالنظام الايراني المسموم والدموي في العراق الموثق بالادلة والوثائق الرسمية الحكومية اي من حكومة المالكي ذاتها? نحن نعرف مدى ضيق الزاوية الحرجة التي تقبع فيها حكومة المالكي ورئاسته للوزارة بحيث يلجأ الى الاتكاء على النظام الايراني لكننا نرفض كعراقيين ان يتحدث رئيس وزرائنا بلغةغير عراقية.
وقد عقب الدكتور صالح المطلك على تصريحات المالكي في لقاء خاص به قائلا, يبدو ان الاخ المالكي يعيش هاجس الامن الايراني اكثر مما يعيش هاجس الامن العراقي, ان منظمة مجاهدي خلق لم تكن يوماً وهي الان ايضا ليست عقبة امام استقرار امني في العراق, نحن نريده ان يركز على مشكلات التدخل الايراني في الشأن الداخلي العراقي, كما ان اختياره يوم 8-8 زيارة ايران, تنكر علني لموقف الجيش العراقي في صد الزحف الايراني لما يسمى بمبدأ تصدير الثورة الايراني, وهو يوم عظيم في تاريخ الشعب العراقي, وانا استغرب اختياره هذا التاريخ, واحسب ان هناك اتفاقا مسبقا مع النظام الايراني لتحديده, وهناك ملفات كثيرة مع الايرانيين, منها ملف الاسرى وملف الطائرات, والاسلحة المهربة, ودعم الميليشيات التي تسفك دم العراقيين يومياً ان زيارة الاخ المالكي هذه تتم لاسباب خاصة بظروف حكومته الحرجة, والدليل على ذلك توافقها وزيارة الاخ علي الاديب, والمطلوب نتائج ذاتية اكثر منها نتائج وطنية, لايقاف تدهور الاوضاع في حزب الدعوة والانشقاقات المحتملة فيه في خضم الايام القليلة القادمة, وكيفية تهيئة المناخ لاستمرار الحكومة بعد انسحاب جبهة التوافق منها, ويبدو واضحاً ان الاخ المالكي لم تبق امامه خيارات كثيرة, ولذا لجأ الى الاتكاء على النظام ايراني وهو ليس بالمطلب العراقي.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
فصة جندي يرفض الحرب
ماري ويلتبيرج

كرستيان ساينس
جلس عدد من عريفي الجيش الامريكي على الاريكة، يتأملون أرضية الغرفة، وأخذ الكلب الذي تقتنيه الاسرة في الدوران حول الاريكة، وبين لحظة وأخرى كان أحد الجنود يمد يده ليربت على الكلب وعلى أرضية الغرفة كانت ديبيكا أجوايو التلميذة في الصف السادس تلعب لوحدها وتقطع الصمت المخيم على غرفة المعيشة صوت الأم هيلجا وهي جالسة على كرسيها: لقد أردت منهم أن يروا كم هم يؤلموننا. وكان زوجها أوجستين ضمن أفراد القاعدة العسكرية في وسط المانيا، وفي فبراير 2004 قدم طلبا لاعفائه من الخدمة العسكرية لتعارض معتقداته مع ما هو مطلوب منه، وأثناء النظر في طلبه خدم أوجستين لمدة عام في العراق ورفض طلبه لكنه عاد وتقدم به مرة أخرى، وفي 1 سبتمبر 2006 كانت الوحدة التي يخدم بها اوجستين في العراق تتجمع لتبدأ جولة أمنية جديدة.
وعمل أوجستين بنصيحة أحد الضباط وبقى في منزله ولم ينتشر ضمن القوات حتى لا يسبب كدرا – بافكاره – لأحد في يوم عصيب كهذا، وفي المساء اتصل قائد أوجستين بزوجته وقال لها انه سيعاقب أوجستين إن لم يظهر، وفي الصباح التالي ذهب أوجستين بنفسه لمكتب الشرطة العسكرية مستعدا لقضاء فترة عقوبة في السجن لمخالفة الأوامر، لكن قائده أمر بأن يذهب أوجستين الى العراق بالقوة وعاد بعض زملائه الى منزله ليعدوا له اغراضه.
يقول اوجستين: لقد أردت أن أبين أنني مستعد لفعل أي شيء باستثناء الضرر بأحد على ألا أعود للحرب مرة أخرى، واثناء ما كان زملاؤه يجلسون في غرفة المعيشة كان هو يجهز حقيبة بلاستيكية وضع فيها بنطلون جينز وتي شيرت وفتح نافذة غرفة النوم وهرب انه شيء فعله حوالي 37 ألفا من القوات الامريكية في الفترة بين اكتوبر 2001 وأكتوبر 2006، لكن الطلب الذي تقدم به اوجستين معقد وهو يرى نفسه مخلصا لافكاره، ومنذ عام 2003 بدأ اوجستين يشعر بغرابة مهمته العسكرية وتنافرها مع افكاره.
وقام أحد أصدقائه المدنيين بتوصيله الى محطة القطار ومنها سافر الى مدينة مونيش حيث ظل مع نشطاء معارضين للحرب، واصدرت القنصلية المكسيكية جواز سفر لأوجستين في ساعة واحدة، وطار بعدها الى المكسيك والتقى بحماه على الحدود الامريكية وعادا معا للوطن – امريكا وفي سبتمبر 2006 انتقل للعيش في فورت ايروين بكاليفورنيا.
وكان اوجستين يعرف هيلجا منذ الطفولة وتزوجها في سن المراهقة وفي الجامعة كان يدرس أوجستين استاذ فلسفة له طريقة مميزة في التساؤل والبحث عن الجوهر مازالت عالقة في ذهن أوجستين حتى الآن، ومع الوقت بدأ أوجستين ينفصل عن مذهبه الديني والذي كان الحياد السياسي من أحد ثوابته، وفي البداية كان اوجستين يرى في أفكاره عن الدين رخصة روحية لخدمة بلاده، ومع الوقت اصبح اوجستين من رجال المشاة في الجيش الامريكي، وفي أكتوبر الماضي عاد اوجستين مصفدا إلى قاعدة الجيش الامريكي في ألمانيا وفي السجن كانت هناك مكتبة ولمدة نصف سنة التهم اوجستين كل شيء في المكتبه بدءا من كتاب (العالم مسطح) الى كتاب العادات السبع للأمر عالية الكفاءة).
وأكثر ما شدة كان الفلسفة البوذية، ورفعت القراءة من وعي اوجستين السياسي، ورفضت المحكمة طلبه بالاعفاء من الخدمة لتعارضها مع أفكاره، فالمتقدم بمثل هذه الطلبات يجب أن يعتريه تحول أخلاقي وفكري عميق، لكن اوجستين رفض أن يتناقش في التحولات التي طرأت على معتقداته الدينية، وبدلا من ذلك، أخذ يكتب عن اعجابه العميق بالمسيح وبغاندي وبمارتن لوثر كنج وعن رغبته في أن يخطو خطاهم، أما القضاة فقد قالوا في مراجعتهم لطلب اوجستين أن هذه القضية ليست من النوع الذي يفتح ويغلق بسهولة بمجرد النظر فيه، ولم تقنعهم شهادة من يعلو أوجستين في الرتبة بأنه فعلا تغير، وفي 6 مارس وقف اوجستين وخلفه أسرته ومساندوه، أمام محكمة عسكرية امريكية في المانيا متهما بمخالفة الاوامر ورفض التحرك مع القوات وثبتت عليه تهمة مخالفة الاوامر، ولمدة ست ساعات كاملة استعاد اوجستين امام المحكمة أحداث السنة التي قضاها في تكريت حيث خدم تحت قيادة ديفيد جارسيا، قائد الفرقة في معالجة الجروح وتنظيف المركبات المقاتلة وفي الدوريات الامنية التي كانت تجوب شوارع مسقط رأس صدام حسين، وشهد الملازم آرون روبرتس (بالقدرة الكاملة) لاوجستين في مجال الرعاية الطبية لكن قال ان لحمل السلاح (مسألة خطيرة) وقال ان الوحدة استنفدت كل البدائل قبل أن تستخدم أوجستين في الدوريات الامنية وأنه (روبرتس) توجه للعراق مع 800 رجل ثلثهم فقط له دراية بالمعارك وجندي محنك مثل اوجستين كانت له قيمة كبيرة في مثل هذا الوضع، لذا كان رفضه حمل السلاح مؤثرا جدا على الوحدة، واصدرت المحكمة حكمها وقالت انه ثبت انه مذنب.
واعتذر اوجستين عن كل المشاكل التي تسبب فيها، واصدرت المحكمة العقوبة: ثمانية اشهر (قضى منها ستة اشهر بالفعل) وجردته من كل رتبة والمقابل المادي والخدمات وقبل نهاية ابريل تم اطلاق سراح اوجستين وارسل الى القاعدة العسكرية الامريكية في المانيا، اما زملاؤه الذين هرب منهم في السابق فقد تجنبوه، بعض الجنود الآخرين عبروا عن تعاطفهم وتضامنهم والى مستقبل غير واضح، وتقوم الجماعات المناهضة للحرب، مع هيلجا زوجته بتشجيعه على أن يجوب امريكا ليناقش تجربته، لكنه يظل غير متأكد من الطريقة التي يجب أن تعامل بها المؤسسة، العسكرية الجنود امثاله، النساء والرجال الذين تطوعوا للتضحية بحياتهم في سبيل أداء الواجب ووجدوا انهم لايستطيعوا العيش مع هذا الخيار.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
ملثمون أو ملتحون.. الأمن واحد!

عبد المنعم ابراهيم

اخبار الخليج البحرين
حينما كانت جماعة «الملثمين« يقومون بأعمال تخريبية وحرائق في شارع البديع وسترة اعتبرنا أعمالهم «إرهابية«، وطالبنا وزارة الداخلية باستخدام الحزم والقوة في مواجهتهم، وهؤلاء «الملثمون« كانوا «خلايا مستيقظة« لتنظيمات متطرفة. وينطبق الحال نفسه في الحكم على «الخلية« التي ألقت أجهزة الأمن القبض عليها مؤخرا، فالفكر التكفيري المتطرف موجود في الجهتين، ومثلما كنا نتمنى الصلاح والإرشاد للملثمين في قرى شارع البديع وسترة نتمنى أيضا الصلاح والرشاد للخلية المقبوض عليها حاليا، لكن لا يمكن تجزئة المواقف إزاء الخارجين على القانون، وتصنيف أفعالهم على أساس طائفي أو مذهبي، وخصوصا إذا اتضح أن بعض أعضاء «الخلية« على صلة بتنظيم «القاعدة« الذي يقوم بأعمال تخريبية وقتل في السعودية والعراق.

ولقاء وزير الداخلية الأسبوع الماضي مع خطباء المساجد كان مهما جدا، لأنه ربط المواطنة الصالحة بالموقف من الأمن في المجتمع.. حيث لا يمكن للمواطن أن يكون (صالحا) ويقوم بحرق الممتلكات العامة والخاصة في القرى والمجمعات التجارية.. كما لا يمكن ان يكون المواطن (صالحا) ويؤسس «خلية« لتمويل جماعات إرهابية، حتى ولو كانت تعمل في الخارج.. وحينما ننتقد تدخل المليشيات المسلحة المدعومة من إيران في الشأن العراقي وقيامهم بالقتل على الهوية المذهبية وإبعاد العراقيين «السنة« من المدن ذات الغالبية الشيعية، فإننا نعتبر جماعة «القاعدة« العاملين في العراق، وقيامهم بتفجير المساكن «الشيعية« والأضرحة وقتل الأبرياء على الهوية المذهبية هو أيضا من الأعمال الإرهابية التي تمزق المجتمع العراقي. إذاً يجب ان تكون مواقفنا إزاء الأعمال الخارجة على القانون من منطلق (وطني) لا من منطلق مذهبي أو طائفي، وخصوصا هنا في البحرين، حيث تحاول جهات أجنبية أن تنسخ النموذج العراقي في البحرين.. وإزاء (الأمن) لا توجد محاباة أو أفضلية على طريقة (هذا من ملتي.. وذاك من الملة الأخرى)! واليوم الذي تسود فيه هذه العقلية الخاطئة في التفكير نكون قد أعطينا (الأجنبي) إشارة الضوء الأخضر لتحويل بلادنا إلى عراق آخر!

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
لمعلومات الأميركية .. تجافي الواقع العراقي
مايكل أوهانلون:
الراية فطر

كيف لنا أن نجمع المعلومات عن العراق ونقوِّمها؟ أثير هذا السؤال لمعرفتي بصعوبة الحصول على المعلومات في مناطق النزاعات، بينما يظل تفسيرها مفتوحاً أمام احتمالات ورؤى عديدة. وللأسف فقد سلط معظم المصورين الفوتوغرافيين وغيرهم من الإعلاميين الأنظار على السؤال الخطأ، متحدِّين بذلك مصداقية كل من يجرؤ على التعبير عن وجهات نظر «غير صحيحة» من وجهة نظرهم. وعلى سبيل المثال فقد انتقد «جوناثان فاينر» في مقال نشره بتاريخ 18 أغسطس، ما كتبته أنا وزميلي «كين بولاك»، وما ورد في تعليقات لعدد من أعضاء مجلس الشيوخ، واصفاً ما كُتب وما قيل بأنه مغالاة في التحليل حول العراق، اعتماداً على زيارات قصيرة خاطفة قام بها هؤلاء المعلقون. كما أشار فاينر إلى أنني وبولاك لم نغادر المنطقة الخضراء المحصنة مطلقاً، رغم عدم صحة هذا القول. وقد تناسى فاينر أمراً في غاية الأهمية، ألا وهو الدور الحاسم الذي لعبته أنا وبولاك في صنع سياسات الإدارة خلال الفترة الماضية.

والأسوأ من ذلك أن فاينر وغيره من النقاد الآخرين، اعتقدوا أن تحليلاتنا لأوضاع العراق قامت على معلومات متعجلة استخلصناها خلال رحلة قصيرة، وأنه طغى عليها ما استقيناه من الجانب العسكري وحده. والصحيح أن تقويمنا اعتمد على ملاحظات ودراسات ظللنا نعدها على مدى السنوات الماضية. ومن الطبيعي أن تخلق تجربة كهذه شبكة واسعة من المصادر المعلوماتية من حولنا، مثل الضباط العسكريين الذين تساهم تصريحاتهم وآراؤهم غير الرسمية في تنوير الكثيرين حول طبيعة ما يدور هناك. ولنذكر أيضاً أن هؤلاء الضباط كثيراً ما عبروا لنا عن آرائهم في الماضي، حول الاستراتيجيات المطبقة ومدى احتمالات نجاحها أو إخفاقها. وبفضل هذا النوع من المعلومات، فقد انضممت أنا وزميلي بولاك، إلى صف الجنرال «إريك تشينسكي» المعارض لاستسهال الغزو والتعامل معه كما لو كان «رقصة خفيفة رشيقة»!

ومهما يكن، فإنه لا يزال من الأهمية بمكان أن نقوِّم نوعية المعلومات التي نحصل عليها من العراق؛ فهي التي تساعد في تقويم وتحسين السياسات المتبعة حالياً. والأكثر أهمية من ذلك حاجة الحكومة الأميركية نفسها إلى تحسين مستوى جمعها للمعلومات وتبادل مزيد منها مع الجمهور. وبهذه المناسبة نذكر أن احدى الأفكار المتكررة التي طغت على زيارتنا الأخيرة للعراق، هي إعادة النظر في تصنيف كثير من المعلومات وحجبها عن الجمهور والمهتمين. ولمزيد من التوضيح، كانت تقارير الجيش تشير إلى انخفاض عام في معدلات القتلى المدنيين طوال الأشهر المنقضية من العام الحالي. وأشارت تلك التقارير إلى حدوث انخفاض ملحوظ في عدد قتلى هجمات الثأر الشيعي السُّني اعتباراً من شهر يناير الماضي. وخلال زيارتنا الأخيرة للعراق، أطلعتنا وزارة الدفاع (البنتاغون) على بيانات رسمية تشير إلى تراجع عدد قتلى الهجمات الطائفية بمعدل الثلث تقريباً، قياساً إلى ما كان عليه متوسط العدد في شتاء العام الماضي. لكن الذي تبين لنا من خلال الزيارة الميدانية للعراق، أن ذلك الرقم لم يكن دقيقاً وأنه يظل قابلاً للطعن فيه، بالنظر إلى الزيادة الكبيرة في عدد القتلى في هجمات بعينها، كالهجوم الذي نفذ بشاحنات مفخخة في محافظة نينوى يوم 14 أغسطس الجاري. والحقيقة أيضاً أن مجريات الأحداث اليومية، تشير إلى أن العراق ظل على وتيرة العنف ذاتها التي كان عليها طوال الفترة بين عامي 2003 و2005.

غير أن الاعتراف بهذه الحقائق لا ينفي أن الأمور بدأت تتجه نحو التحسن، وأن الجيش قد شرع بالفعل في تدقيق إحصاءات عدد القتلى والحصول على المعلومات الصحيحة الخاصة بتطورات الوضع الميداني. ويشار إلى أن الجيش الأميركي كان قد أخفق طوال الفترة بين عامي 2003 و2005 في تقصي شتى أشكال العنف الجاري في العراق، بما فيه حوادث القتل والاختطاف، إضافة إلى عجزه عن تقويم حالة عدم الاستقرار السائدة وقتئذ.

وفي المنحى نفسه، يمكن القول إن جهود مكافحة التمرد قد شهدت تحسناً كبيراً في الفترة الأخيرة. فمن خلال العمل والتعاون اليومي الوثيق مع شركائنا العراقيين، تحاول قواتنا توفير الحد الكافي من الأمن للمواطنين المدنيين. ومنذ البدء بتنفيذ استراتيجية زيادة عدد القوات، فقد بلغت دورياتنا الأمنية المشتركة مع القوات العراقية ثلاثة أمثال ما كانت عليه، مع العلم أنها لا تزال تحافظ على هذا المعدل حتى الآن. كذلك كثفت القوات العراقية من استخدام الحواجز الرملية والإسمنتية إضافة إلى إجراءات تفتيش السيارات في مناطق الكثافة السكانية، مساهمةً بذلك في خفض عدد القتلى والحد من الهجمات. وهناك أيضاً حديث عن تحسن ملحوظ في أداء قوات الأمن العراقية.

لكن كل ذلك يجب الوقوف عنده وتقويمه عن كثب. فبينما يزداد اليوم رضا القوات الأميركية عن تعاون القوات العراقية معها في مهام بسط الأمن ومكافحة التمرد، مقارنة بالسنوات السابقة، فإن هناك الكثير من المشكلات التي لا تزال تراوح مكانها، وليس أقلها على سبيل المثال، تقويم ثلاثة أرباع قادة الكتائب العسكرية العراقية، باعتبارهم عاجزين عن أداء عملهم القيادي على نحو مستقل عن زملائهم الأميركيين. وهذا ما يترك الباب مفتوحاً للشك في مدى قدرة هذه القوات على أداء مهامها عقب الانسحاب الأميركي. كما ينسحب التقويم نفسه على ما يقال عن بدء تحسن الأداء في مشاريع إعادة التعمير، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن تحسناً نسب

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
كيف نصنع «أزمة» ونحلّها في 10 أيام؟

افتتاحية
اليوم السعودية
في سلسلة بعض الكتب المنشورة، نجد عناوين كثيرة، غالبها يروج لتعلم لغة في أسبوع أو أسبوعين، وكتب الجيب هذه المليئة بطرق ركيكة للغاية، قد تفيد في بعض الأحيان لمحو أمية لغوية بالذات لبعض الراغبين في السفر على عجل، أو لبعض الكسولين جداً، الذين يمتهنون لغة «التيك أواي» عملاً وقولاً.
إدارة الحرب على العراق رغم مرور أربع سنوات عليها، مثلت جزءاً من هذه الآلة، التي ظنت أن بإمكانها تعليم الحرية، وإجادة الديموقراطية في عشرة أيام، ربما هي كانت جل ما استغرقته المسافة من الجنوب حيث انطلق الغزو إلى أسوار بغداد حيث سقطت الأسطورة البابلية، وحلت محلها وصايا الرب عند اليمين الأمريكي المتطرف.
أربعة أعوام مرت، ولم يتعلم العراقيون سوى فنون القتل بأبشع أنواعها، ولم يكتسب العراقيون سوى مهارة البكاء على الأطلال والدمار، وصمود الدموع في محاجر الجثث المجهولة عوضاً عن وطن أصبح بالكاد معلوماً لدى نخبة سياسية جرت وراء مصالحها، وتركت البلد نهباً لنموذج جديد من قطاع الطرق، فكرياً وعقائدياً وطائفياً، لينتهي الوضع الآن اختصاراً لأزمة تستحكم يوماً بعد يوم.. عنوانها «مصير حكومة نوري المالكي».. وتندرج تفاصيل انسحاب وزراء «جبهة التوافق» وتعليق كتلة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي وممثلي جماعات أخرى ببساطة أسفل مانشيت «الأزمة».
وحسب البعض، فمن تقرير وكالات الاستخبارات الأمريكية الأخير، إلى تقرير ديفيد بيترايوس وريان كروكر المزمع تقديمه منتصف سبتمبر المقبل، فإن «التقدم» في الوضع الأمني و»التأخر» في الوضع السياسي، هو حجر الزاوية لإدارة الاحتلال وقواته وعملائه، وحتى وقت قريب كان «التقدم» في الوضع السياسي و»التأخر» في الوضع الأمني هو القضية الكبرى، فـ»التقدم» المزعوم، حسب المسرحية التبادلية، لا علاقة له بأرقام العمليات التي يتعرض لها الاحتلال ومليشياته. فهذه مما لا يجب الحديث عنه.
ولئن تبدو القصة كلها قصة بيضتين، فلا شيء يمنع الاحتلال من أن يلعب بكل ما في السلة من بيض.. وعلينا نحن - المتورطين - أن ننتظر وصايا التقارير الجديدة، ونحاول أن نتعلم كيف نتعلم حل هذه الأزمة.. ربما في 10 أعوام هذه المرة!

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
في العراق.. السنة والشيعة منسجمون!

حمد الماجد
الشرلاق الاوسط

مقتدى الصدر يؤم السنة في مسجد صلاح الدين، وحارث الضاري يؤم الشيعة في صلاة الجمعة في النجف، والرموز السياسية والدينية الشيعية وقيادات السنة بكل أطيافها وألوانها في العراق ينظمون احتفالا ضخما مشتركا بمناسبة ذكرى إسقاط الحكومة الأمريكية لنظام صدام حسين، والاقتصاد العراقي يسجل طفرات اقتصادية مذهلة والدينار العراقي يبتلع بقوته عملات الدول المجاورة، والقنوات الفضائية تنقل صورا حية لحشود بمئات الآلاف للاجئين العراقيين في مطارات لندن ونيويورك وباريس ومدريد وروما في طريق عودتهم النهائية للعراق الجديد الذي أصبح بحرياته وديموقراطيته واقتصاده المزدهر واستقراره الأمني بفضل أمريكا واحة ديموقراطية مزهرة وأنموذجا يحتذى لدول المنطقة المتخلفة.

مضى على غزو العراق سنوات ولم تسجل حوادث تذكر ضد القوات الأمريكية، و«القاعدة» تفشل فشلا ذريعا في أن تجد لها موطئ قدم في العراق، والرئيس بوش يقوم بزيارة تاريخية للعراق بعد أن انهالت عليه الدعوات من المؤسسات الرسمية والشعبية والهيئات الدينية والمذهبية والعرقية تتوسل إليه أن يزور العراق، وها هو بوش يستقل سيارة مكشوفة من مطار بغداد حيث انبهر الرئيس من منظر عشرات الألوف من الشعب العراقي الذين خرجوا بعفوية من بيوتهم رجالا ونساء صغارا وكبارا واصطفوا على قارعة الطريق وبدون إملاءات من أحد يرمونه بالزهور والورود، ويطلقون الأهازيج (ما نقول خوش ... إلا لولدنا بوش)، ثم يأمر الرئيس بوش قائد سيارته بالتوقف لمصافحة العراقيين المبتهجين بوصوله مما يشكل خرقا لبروتوكول الزيارة، فحب بوش أيضا خرق قلوب العراقيين، فكان من الطبيعي ان يقابل الخرق بالخرق.

في هذا الاحتفال الضخم، الرئيس بوش يتقدم إلى منصة الحفل ويلقي خطابا تقليديا مكتوبا يعبر فيه عن فرحته بانتصار الإرادة العراقية على نظام صدام الفاشي، ثم فجأة يزيح الرئيس خطابه المكتوب جانبا ليرتجل خطابا ناريا وجهه إلى دول المنطقة التي لا تزال قابعة في ظلام الديكتاتورية والفساد والتخلف، ثم يخص بالذكر الدول التي تفرخ الفكر الإرهابي في مؤسساتها الدينية والتعليمية والشعبية ويحملها مسؤولية ما حدث في 11 سبتمبر، ثم يعلن للجميع أن الأساطيل التي حققت مهمتها بنجاح باهر في العراق ستتحرك قريبا لتحقق النجاح ذاته في أماكن أخرى في المنطقة، حينها دوت عاصفة من التصفيق ثم يقف الجميع يحيون الرئيس بالأهازيج العراقية الجميلة.

تضع (لورا بوش) زوجة الرئيس يدها بحنية على كتف الرئيس بوش المستغرق في النوم: استيقظ ياحبيبي!! فيصرخ الرئيس بوش وهو نائم : دعيني أنهي كلمتي لا بد أن ألقن بقية دول المنطقة ورعاة الإرهاب درسا لن ينسوه!! فترد لورا: تلقنهم درسا وأنت أصلا في ورطة بل في فضيحة الفضائح في العراق؟ عفوا يا حبيبي يبدو أني قطعت عليك متعة حلم جميل جدا، أنا مضطرة أن أنقل لك التقرير الموجز الذي وصلني قبل قليل من (كوندي) وزيرة الخارجية ، فقد أشار التقرير إلى مقتل 14 من جنود المارينز في تحطم طائرة مروحية في بغداد، وأن حليفنا المالكي تخلى عنه أغلب التحالفات السنية والشيعية العراقية وخرج وزراؤهم من حكومته المتهالكة، وأن المالكي الذي تحميه قواتنا بدأ يتواطأ مع خصومنا الإيرانيين والسوريين ويطلق تصريحات التحدي ضد الحكومة الأمريكية، وأن نسبة الإرهابيين الذين يفرخهم الوضع في العراق في زيادة لافتة، وأن هيبة أمريكا بعد انغماسها في المستنقع العراقي قد اهتزت بل أصبحت مثارا للسخرية عند حكومات المنطقة وشعوبها. كما أكدت لي (كوندي) أن التقارير الخاصة في الداخل الأمريكي تقول إن رموز الحزبين الديموقراطي والجمهوري والرأي العام الأمريكي بل وحتى بعض قيادات الجيش، باتوا مقتنعين أكثر من أي وقت مضى بقرب حلول كارثة فيتنامية مأساوية أخرى على الجيش الأمريكي في العراق ما لم تنسحب القوات الأمريكية، هيا يا حبيبي الإفطار جاهز.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
جزء من مستقبلنا يتحدّد في بغداد
برنار كوشنير
* وزير خارجية فرنسا
الحياة
ماذا أقول عن العراق وأنا عائد منه اليوم؟ إنه عراق «ديمقراطي» - مزوّد بدستور أقرّ بموجب استفتاء وبالانتخاب العام المباشر - ولكنه في حرب مع نفسه. عراق تحرّر من دكتاتورية دموية - أهلكت مليونين إلى أربعة ملايين شخص - حيث لا يزال الدم يُسفك مع ذلك. عراق متناقض ومقطّع، على غرار العقول والقلوب: منطقة خضراء فائقة الحماية، في بغداد، ومنطقة كردية أكثر استقراراً وما تبقى من البلاد فريسة احتدام الحقد والعنف دفع بأربعة ملايين لاجئ ومهجّر على طريق المنفى ولا يزال يذهب ضحيته ألفا شخص كلّ شهر.

لماذا ذهبت إلى العراق ؟ أوّلاً لاستمع خلال ثلاثة أيّام إلى جميع العراقيين – شيعة وأكراداً وسنّة ومسيحيّين - من دون استثناء. استمع لكي أشعر وأفهم وإنّما أيضاً لأؤكّد على دعم بلادنا الكامل لهدف المصالحة الوطنية، وهو هدف أساسي، ولضرورة الحوار السياسي «الجامع». لقد حرصت على الاجتماع بكلّ الفاعلين وأحسست لديهم بالحاجة إلى أن يتمّ الاعتراف بهم وأن يكون لديهم اتصال مجدّد بفرنسا وأوروبا. فلدى العراقيين، المعزولين منذ فترة طال أمدها، شعور بأنهم منبوذون ومهملون من الأسرة الدولية. بعد سنوات من التفسير والتأويل حول الوجود الأميركي في العراق، آن الأوان للاهتمام بالعراقيين.

ذهبتُ للعراق ثانياً لأظهر عودة فرنسا إلى حيث يتحدّد مصير جزء من مستقبلنا ومستقبل أولادنا. فبرغم محافظتنا على سفارتنا في بغداد، بفضل موظفين شجعان يستمرّون في تشغيلها، فإن نظراتنا السياسية كانت قد حادت عنه. فلم يقم أيّ وزير فرنسي للخارجية بزيارة بغداد منذ 1988. والحال أن بلادنا تتمتّع بمسؤوليات خاصّة كعضو دائم في مجلس الأمن. ولا يسعها أن تتجاهل هذه الأزمة الضخمة التي لا تطال العراق وحسب، وإنما تهدّد أيضاً استقرار المنطقة بأسرها وما يتعدّاها. إنها أزمة ترمز إلى جميع الأزمات التي تقلق العالم. ولا يسعنا التغاضي عن الاهتمام بها بحجّة أن البلد فريسة ثقافة العنف التي أضحى فيها الاغتيال كهدف سياسي أمراً مألوفاً. ولا يمكننا أن نغضّ الطرف عن العراقيين لأنهم حُرّروا، ضدّ إرادتنا، ثمّ قُيّدوا على يد قوّات للأميركيين والإنكليز الحلفاء. لأن العراق واقع في قلب رهانات عالمية : مواجهات بين الطوائف وضمنها، عدم التسامح والتعصّب الديني، نزاعات بين الحضارات، تأثيرات ذات طابع ازدواجي للبلدان المجاورة بما في ذلك ضمن سياق الانتشار النووي، عولمة الإرهاب...

أخيراً ذهبت إلى العراق لأكرّم، وذلك منذ وصولي إلى بغداد، في 19 آ ب (أغسطس)، بعد أربعة أعوام يوماً بيوم من الاعتداء على مقرّ الأمم المتحدة، ذكرى صديقي سرجيو فييرا دي ميلو وواحد وعشرين من معاونيه، وقد عمل العديد منهم معي في كوسوفو. وفيما يتعدّى التأثر والعاطفة، فقد أردت لهذه الإيماءة أن تكون دعوة إلى تجديد لا غنى عنه لدور الأمم المتحدة في العراق.

ماذا يمكن أن تفعله فرنسا لمساعدة هذا البلد الجريح كي يستعيد الأمل؟ عليها أولاً أن تكون متواضعة. فمن يمكنه أن يتصوّر أننا نملك صيغة سحرية؟ ولكن، كما أشار إليه مسؤول عراقي سألته عن الدور الذي يمكن لفرنسا أن تلعبه وماذا يمكن أن تقدّمه لمساعدة العراقيين، «تستطيع منذ الآن أن تقدّم نظرة جديدة، a new look»، وأضاف مسؤول آخر : «أن تعيد لنا شرفنا».

لا يخفى على أحد أن فرنسا لم تدعم تدخّل التحالف في عام 2003. في الواقع، وعلى رغم أن هذا التدخّل أتاح الإطاحة بدكتاتورية دموية، فإن الطريقة المتّبعة بعد ذلك لبناء عراق آمن وديموقراطي لم تكن صائبة. وهذا أقلّ ما يُقال. والحصيلة اليوم مروعة. يجب أن نقلب الصفحة، وأن نتصرّف على نحو مختلف. لا يوجد حلّ عسكري دائم لهذه الأزمة. ليس هناك سوى حلّ سياسيّ. وعلى رغم أن العراقيين أنفسهم، بمن فيهم الأكثر مناهضة للوجود الأميركي، لا يرغبون في انسحاب فوري للقوات الأجنبية، فإن هذا الانسحاب يجب أن يُبرمج مع ذلك بالتشاور مع السلطات العراقية. وفي الوقت نفسه، لا بدّ لحكومة اتحاد وطني واسعة أن تبصر النور، وفرنسا على استعداد لتقديم عونها كوسيط.

نعم، بمقدور فرنسا أن تقدّم نظرة جديدة، لا سيّما أنها لم تشترك في تدخّل 2003، ولكنها ظلّت، منذ ذلك الحين، إلى جانب الشعب العراقي، في المنطقة الحمراء – حيث بقيت سفارتها مفتوحة. وما يسهّل الأمر عليها أن صداقة قديمة تربطها بالعراق وأنها تتمتّع في هذا البلد بأوسع طيف من الاتصالات مع مختلف الطوائف، جميع الطوائف، وأننا الحلفاء - المشاكسين أحياناً - للأميركيين، كما يكون الأصدقاء الحقيقيون.

ومن الأرجح أن فرنسا - وهو أوّل بلد غربي غير مشترك في التحالف يقوم بإرسال وزير خارجيته إلى العراق منذ 2003 - تستطيع أن تبني، مع شركائها الأوروبيين، مقاربة جديدة في خدمة السلام تعطيها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي شكلها. وفرنسا تدعم المبادرات الدولية المتخذة في الأشهر الأخيرة والتي تبشر بمعالجة سياسية ودولية للأزمة. إن توسيع دور الأمم المتحدة كما حدّده القرار 1770 في 10 آب (أغسطس) الماضي، يسير في الاتجاه الصحيح. ويتعيّن الآن ترجمته على أرض الواقع.

كما يتعيّن أيضاً أن تخرج البلدان المجاورة من ازدواجيتها لتصبح عناصر فاعلة في الخروج من الأزمة. لا يمكن أن يتحقّق شيء صلب من دونها. وعلى فرنسا أن تساهم في إقناعها بذلك. إن العملية التي انطلقت في شرم الشيخ في شهر أيار (مايو) إيجابية وعلى التدابير الملموسة التي خلصت إليها أن تنفّذ من دون تأخير، ولا سيّما ما يتعلّق منها بفرق العمل الثلاثة التي تنصّ عليها والتي تطال ثلاثة مواضيع جوهرية – ألا وهي الطاقة ومسألة اللاجئين والأمن – كما عليها أن تفضي إلى إجراءات ملموسة.

إن عراقاً في سلام مع نفسه ليس حلماً مستحيل المنال. والكثير من الجهد والوضوح والاقتناع من شأنه أن يجعله حقيقة واقعة. شرط أن نتحلّى جميعاً بالجرأة. ولنحذر الأسوأ إذا تهرّبنا.

.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
نفد وعزلب اساسهم الفشل
ا مكي حسن
اخبار الخليج البحرين

تحول نقد الرئيس بوش لرئيس الوزراء العراقي نور المالكي يوم الخميس الماضي بين ليلة وضحاها الى رضا وغزل.. قال بوش بداية عن المالكي وحدده بالاسم إنه لم يسرع عملية الإصلاح والتوافق السياسي في العراق، وبطن خطابه بالدعوة للعمل على إزاحته وإيجاد البديل، ثم يصفه في اليوم التالي بالرجل الطيب والصالح الذي يواجه جهدا كبيرا في حكم العراق واستقراره.

والأغرب أن بوش لكي يتهرب من الفشل في العراق عمل على اخراج ذريعة يعتقد أنها تنطلي على غالبية الرأي العام العربي، فقال: ان مصير العراق يقرر في بغداد وليس السياسيون في واشنطن.. أليس غريبا هذا التصريح؟ عجيب؟ نقول مادمت تقر بأن مصير العراق يقر في بغداد فلماذا التشبث بالوجود على أرض الرافدين على الرغم من دعوات الانسحاب؟ ويرد نوري المالكي من دمشق على الرئيس بوش الذي لم يجرؤ على ذكر بوش بالاسم خوفا على منصبه بأنه لا يأبه بانتقاد احد ولا يخيفه أحد (ما شاء الله صار المالكي بطلا يتحدى الأمريكان) منوها بأن مصير الشعب العراقي يقرره العراقيون أنفسهم ولا أحد يملي على الحكومة العراقية أي شيء.. يا سلام! المالكي يقول ويقر بهكذا كلام! ويا ما أحلى الكلام ويا ما أحلى الغزل بين الاثنين! بوش باختصار هاجم بغداد في مارس 2003 وأسقط نظامها والحق الأضرار بشعبها وحل جيشها وخرب ديارها وقصف البنية التحتية فيها واحضر المتعاونين معه لخراب العراق والذبح اليومي بهوية طائفية.. ويعتقد أنه سيخرج سالما من دون عض أصابعه، في وقت يواجه بوش معارضة تتصاعد يوما بعد يوم في الولايات المتحدة.. ولم ينتظر بل تابع تصريحه بالتلميح إلى ان الانسحاب العسكري يقوي من المعادين لنا ويهدد مستقبل أجيالنا ولا نستبعد أن يهاجمونا في عقر دارنا. والمالكي باختصار هو عضو بارز من قياديي حزب الدعوة المرتبط بإيران بهوية طائفية جاء بعد رفيقه الجعفري يتقاسمان الأدوار فيما بينهما تحت مظلة أن حزب الدعوة هو احدى الفصائل العراقية الفاعلة في العراق.. وآخر إنجازاته هو التحالف بينه وبين المجلس الأعلى الإسلامي (ألغيت منه كلمة الثورة) مع حزبين كرديين بزعامة جلال الطالباني ومسعود البرزاني .. ونسي المالكي أن هذا التحالف هش وأن العراقيين ليسوا بحاجة الى تحالفات جديدة بل في الحقيقة لا يوجد خلاف مع من اختلفوا معهم لأن الجميع كان في خندق واحد.. خندق التآمر مع الأمريكان لإسقاط النظام والعدوان على العراق.. أليست هذه احدى الحقائق الناصعة في القضية العراقية؟ ويعتقد كل من بوش والمالكي أن المواطن العراقي أو في عموم الدول العربية مصدق لما يقولانه من تصريحات وتبريرات بكل هذه البساطة والسذاجة. ولم تمض على ما قام به كلاهما سنون بل أيام حيث القتل اليومي له أسبابه.. والمحتلون ومن تعامل معهم هم أساس هذين الخراب والدمار.. وما القاعدة إلا نتاج اللقاح الذي حصل بين المعارضة العراقية والولايات المتحدة وبريطانيا في قرار الحرب تحت حجة أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق.. وتناسى كل من بوش والمالكي أن موقفهما هذا يندرج في إطار المهاترات السياسية. والأسئلة هنا كثيرة منها: نصدق من؟ ونكذب من؟ وهل يصدق من يتأبط سكين الجزار لقتل الأبرياء؟ أم هل يصدق من أخذ من العدوان منهجا؟ ومن الكذب والدجل سلوكا؟ وهل يصدق من تعاون مع المعتدي على بلاده والمحتل لأراضيه ومياهه وأجوائه؟ وهل فعلا يوجد خلاف بين الاثنين؟ الصدق هنا صعب وغير وارد.. وفي كلتا الحالتين نصدق المالكي أم بوش؟ ولا ندري هل سمع المالكي بتصريح جيم وارنر حين قال: «ان الحكومة العراقية الحالية خذلت القوات الأمريكية.. ولا يسعنا المجازفة بالمزيد من أرواح جنودنا«.. وهي دعوة صريحة لبوش إلى الانسحاب الفوري وعلى دفعات من ارض الرافدين إلا ان بوش لايزال متمسكا بالبقاء عله يحقق نصرا.. ولطالما فشل في ذلك فصب الفشل على نوري المالكي.. فهل سيسلم المالكي من لسعات بوش؟ وإذا سلم من لسعات بوش فهل يضمن ضربات المقاومة العراقية الوطنية الشريفة؟ كانت هذه الأسئلة كبيرة تراودني في مخيلتي وانا أشاهد التلفزيون وتراودني وانا أتصفح الجرائد وتراودني وانا أستمع الى إذاعة (بي بي سي) في لندن أو غيرها من الإذاعات حين أكون في سيارتي من وإلى العمل.. هذه أسئلة ملحة سيكشف الزمن عن مدى واقعيتها.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22

الخلاص من فيتنام بالبقاء في العراق
عبدالوهاب بدرخان
الراية فطر
عودة قوية لفيتنام. لم تعد مجرد شبح أو همّ أو وهم. إنها واقع يومي يعاش في بغداد. بل إنها اللعنة التي اعتقدت الولايات المتحدة أنها لن تتكرر.

ولعل إشارة جورج بوش، في خطابه الأخير، الي فيتنام، وإن من موقع الرفض والاستنكار، تشي بأن المقارنة مع العراق أصبحت في صلب التحليل الرسمي للوضع.

لا يعني هذا بالضرورة أن خيار الانسحاب يوشك ان يحسم، لكنه يعني خصوصاً أن المحاولات جارية لتفادي السيناريو الفيتنامي، بما عناه وقتئذ من إخفاق وخسائر.

وبعد أكثر من ثلاثة عقود، يصعب القول إن أمريكا شفيت من جرح سايغون، وعلي رغم كل ما أظهرته من إرادة لا يبدو أنها رغبت فعلاً في أن تبرأ منه وإنما ظلت تداعب المكابرة وتعد النفس بثأر ما لعظمتها، وكأن الوضع المأساوي البائس الذي تركت فيه فيتنام باقتصادها المعدوم ومجتمعها الممزق ومؤسساتها المدمرة لم يكن كافياً بمثابة انتقام.

خلال التحضير لغزو العراق واحتلاله كانت فيتنام حاضرة في التحليلات. لكن مهندسي الحرب استبعدوا كل تشابه، فلا أمريكا هي أمريكا الستينيات من القرن الماضي، ولا العراق المعزول والمحاصر والمعطوب من الداخل والذي جُرّب علي مدي أعوام يمكن أن يبطن أي مفاجأة غير مقدور علي التغلب عليها.

أي باختصار، العراقيون ليسوا كالفيتناميين، وهم أقرب الي التسليم والاستسلام منهم الي القتال والازعاج بصبر وعناد. ثم إن التطور التقني الهائل للجانب الأمريكي يجعله مسيطراً سيطرة كاملة وشاملة، وهو ما لم يكن متوفرا خلال حرب فيتنام.

إذاً، لماذا عادت الهزيمة الي أذهان الأمريكيين، ولماذا بات الانسحاب مطلباً مطروحاً في الكونغرس كما في الرأي العام، ولماذا ترفض الإدارة علناً مجرد البحث في هذا الخيار بينما تعكف سراً علي درسه بكل أبعاده والتداعيات؟ عملياً لأن الفشل وليس الهزيمة ، في العراق يوجب تغيير الاتجاه وفقاً لتعبير رئيس مجلس الشيوخ هاري ريد.

ولأن المشهد تكرر، فلا بد أنه أسوأ، بمعني ان العراق بات يبدو أصعب من فيتنام.

أولاً، لأن الأمريكيين هيأوا أنفسهم لاحتلال مريح.

ثانياً، لأن المجتمع الدولي بما فيه الدول التي عارضت الحرب لم يشكل أي خطر أو ازعاج مباشرين لسلطة الاحتلال، وإنما جاءت المتاعب من الجوار الإقليمي وكان يفترض احتواؤها إن لم يكن إحباطها.

ثالثاً، لأن الأمريكيين لم يعودوا يعرفون من إلي جانبهم فعلاً ومن ضدهم، وبمعزل عن الإرهابيين و الصداميين كما يسمونهم ليس دقيقاً القول إن الآخرين هم إما حلفاء وشركاء وإما خصوم يمكن استقطابهم. رابعاً، لأن الآلة العسكرية مهما كانت هائلة تفقد معظم قدراتها عندما تتورط في الأرض وشؤون الناس خصوصاً في مناطق متداخلة يعسر فرزها تماماً إلا إذا أريد تعميم الجدران الفاصلة.

وخامساً، لأن الكلفة المادية جاوزت بكثير ما يؤمل باسترداده حتي لو تملكت الولايات المتحدة كل النفط العراقي لعقود طويلة مقبلة. والكلفة تستمر في التصاعد ما استمر الاحتلال، ثم أن الصعوبة تتضاعف بسبب الانقسام الحاد في واشنطن كما في بغداد بين معادلتي الاحتلال هو الحل و الاحتلال هو المشكلة .

وهكذا فإن إدارة بوش لا تواجه فيتنام ثانية وإنما فيتنام مختلفة، لأن الزمن تغير، ولأن التعهدات الأمريكية اختلفت ولأن الأفكار التي طرحت والخلفية التي خيضت الحرب بموجبها (إرهاب 11 سبتمبر) كانت مجرد وسائل ترويجية للغزو والاحتلال ولم تكن منطلقة من إرادة سوّية لرؤية تغيير إصلاحي ايجابي في المنطقة.

وعلي رغم الاختلاف تبقي هناك نقاط تشابه، لذلك استخرجت مجلة السياسة الخارجية الأمريكية، في عددها الأخير، تقريراً أعده عسكريون لتقويم الوضع في فيتنام في 11 سبتمبر ،1967 وأجرت المجلة تعديلات علي النص فأبدلت فيتنام بالعراق، والشيوعيين ب المتمردين ، والسوفييت بالإيرانيين، واليساريين بالجهاديين، وجنوب شرق آسيا بالشرق الأوسط، والعالم الثالث بالعالم الإسلامي..

فإذا بالأسئلة التي يطرحها التقرير والتحذيرات التي يقدمها تنطبق علي الحال الراهنة. من ذلك مثلاً: ما الذي سيعنيه بالضبط للولايات المتحدة الفشل في تحقيق أهدافها المعلنة في فيتنام (العراق)؟ وهل لذلك بالفعل علاقة بأهدافنا الحيوية؟ هل حقاً أن التخلي عن العملية سيولد مخاطر جدية أخري؟ .

ومن الاستنتاجات ايضاً: لكنهم (أي السوفييت، وهنا الإيرانيون) قد يتكهنون بشأن تشتت ذهن القيادة الأمريكية وفقدان أعصابها. نعتقد أن هناك امكانية لأن يتمني (السوفييت/ الايرانيون) ان يجربوا حظهم بشأن فرضيات كهذه، لكن من المستحيل التكهن بمكان تحركهم لاختبار القوة الأمريكية وكيفيته .

وأيضاً: بعض البلدان المعينة التي ربطت أمنها بشكل رسمي أو غير رسمي بقوة الولايات المتحدة ستواجه أصعب المشاكل.. وينطبق ذلك خصوصاً علي الدول العربية المعتدلة ..

بديهي ان نبش هذا النص الذي كتب قبل أربعين عاما يحاول ان يحدد الإطار الذي سيتحكم بتقرير مماثل يفترض ان يقدمه القائد العسكري في العراق الجنرال ديفيد بترايوس و المندوب السامي السفير رايان كروكر.

مع ذلك هناك فوارق، إذ ليس في العراق الآن مشروع سياسي - عسكري مناويء يهييء نفسه لتسلم البلاد فور انسحاب قوة الاحتلال. صحيح ان هناك حكومة لكن ليس هناك حكم، ولا زعيم مثل هو شي منه.

فالوريث الوحيد للفوضي الحالية وللاحتلال هو المزيد من الفوضي وتصعيد للحرب الأهلية. فحتي البؤرة الوحيدة الهادئة (كردستان العراق) التي يمكن أن يراهن الأمريكيون علي تماسكها قد تفقد استقرارها في غياب الأمريكيين.

الأكيد أن الجنرال بترايوس غير معني بأن يقدم استنتاجات مغرية للتجاذب السياسي بين جمهوريي الإدارة، وديمقراطيي الكونغرس، لكنه لن يستطيع القول إن العراق تحت السيطرة. قد يشير الي حصول تحسنات موضعية، لكنه سيطلب مزيداً من الوقت للتأكد من أن خطة الاندفاع قد استنفدت قدراتها.

قد يعتبر أن الجيش العراقي طور أداءه، لكنه لن يتمكن من إقناع أحد بإمكان انهاء ظاهرة الميليشيات الموازية للجيش والشرطة والمستفيدة من تسهيلات يقدمانها إليها. أما السفير كروكر فلن يكون بدوره معنياً بالدفاع عن حكومة نوري المالكي، بل سيعرض كيف أنها لم تحقق ما اتفق عليه من التزامات معها.

فمنذ شكلت هذه الحكومة أبدي الأمريكيون أنهم يحتاجون الي حد أقصي من الوفاق الوطني لعل فيه العلاج الناجع ل التمرد وبالتالي ل الإرهاب . ولم يستطع المالكي أن ينشيء ولو حالاً شكلية من الوفاق - كما لم ينجح ابتعاده الشكلي عن الميليشيات - الي أن قرر اخيراً تعويم حكومته المتداعية فقصد طهران ثم دمشق وكان الأكراد جاهزين لملاقاته بإحياء النواة التأسيسية ل النظام الجديد عبر إعلان ما سمي الجبهة الرباعية .

لا بد أن كروكر سيدعي لشرح هذه التحركات ومن الذي يقودها فعلاً: سلطة الاحتلال في بغداد أم سلطة الملالي في طهران.

اللافت أن جورج بوش نفسه بادر الي استخدام دروس الانسحاب من فيتنام ليقوي حجته ضد المطالبين بالانسحاب من العراق. ومن الواضح ان الدرس الأول الذي تعلمه هو الإبقاء علي الاحتلال، وليس عنده للأمريكيين سوي الدعوة الي التحلي بما لا يتقنونه، الي التحلي بما لم يحسن هو نفسه التحلي به، أي بالصبر.

فلو تذكر حكمة الصبر لما طرح مسألة الانتقام من العراق خلال أيامه الأولي في البيت الأبيض وحتي قبل هجمات 11 سبتمبر. تحدث بوش عن بعض ما حصل في فيتنام بعد الانسحاب منها، عن عمليات الانتقام التي تعرض الفيتناميون لها (وقد يتعرض لها العراقيون) من أنصار أمريكا، ونزوح الملايين الي كمبوديا، وحقول القتل وسفن الهاربين و معسكرات التأهيل التي تبدو الآن كأنها غوانتاناموات ذلك العصر..

كل ذلك يعطي المنطقة العربية، حكومات وشعوباً ومجتمعات، إشارات وإسقاطات محبطة لما يمكن أن يعنيه الانسحاب الأمريكي. وإذا كان هناك من لم يفهم فقد أرشده بوش الي الخلاصة: الانسحاب سيكون بمثابة انتصار للقاعدة . المشكلة انه لا يعرف ولا يريد أن يعرف ان انتصار القاعدة تحقق منذ الاحتلال.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
بغداد ليست سايجون

ممدوح طه
البيان الامارات
في سابقة هي الأولى له وعلى عكس كافة التحليلات السياسية والتقديرات العسكرية للقادة الأميركيين، قارن الرئيس «بوش» بين الورطة الأميركية في العراق التي تواجه فيها القوات الأميركية شبح الهزيمة والورطة الأميركية في فيتنام التي واجهت فيها الهزيمة المريرة، وقال: إن الدرس الفيتنامي يدعونا للاستمرار في العراق وليس الانسحاب، وأن المطلوب الآن هو «الصبر»، لأنه كما يتصور - لو أن الأميركيين صبروا في فيتنام ولم يسارعوا بالانسحاب لتحقق لهم النصر!.


وقد خرجت الصحف الأميركية والبريطانية بالتعليقات الساخرة، وباتهامه بتزوير التاريخ، وبعدم القراءة الصحيحة للموقف العسكري الأميركي في فيتنام وفي العراق.


وعندما ازداد التورط الأميركي في المستنقع العراقي بلا أمل، وكلما واجهت قوات الغزو في العراق الفشل تلو الفشل، وأنزلت بها المقاومة المزيد من الخسائر، وكلما ابتعدت أميركا عن النصر واقتربت من الهزيمة، كان العسكريون والسياسيون يقارنون بين ما جرى لأميركا في فيتنام وما يجري لها في العراق، وكلما أمعن البيت الأبيض في الإصرار على عدم الانسحاب رغم الهزيمة التي تلوح في الأفق حذر المراقبون والكتاب الأميركيون مما أسموه «سايجون أخرى».


في إشارة لتلك الساعة السوداء في «المنطقة الخضراء» الأميركية في العاصمة الفيتنامية الجنوبية «سايجون»، حين هبط رجال المقاومة الفيتنامية من طائرة هيلكوبتر فوق سطح السفارة الأميركية وأنزلوا العلم الأميركي ورفعوا علم «الفييت كونج» على ساريتها عام 1968.


هذا المشهد الذي استغرق الاستيلاء فيه على السفارة ساعة تقريباً في أكثر المشاهد العسكرية جرأة وأكثر الساعات إثارة في حرب فيتنام، كان بالنسبة للغرور العسكري الأميركي هو ساعة الحقيقة، وساعة الهزيمة التي اضطرت واشنطن على أثرها إلى بدء الانسحاب الأميركي من فيتنام.


والخوف من «سايجون أخرى» بات هو الهاجس المسيطر على القادة الميدانيين الذين يدعون بوش إلى المسارعة بالانسحاب التدريجي من العراق، فالقائد العسكري الذكي هو الذي يعرف متى يستخدم القوة ومتى يلوح بها ومتى يتقدم ومتى يتوقف ومتى يقرر الانسحاب، والقائد السياسي الذكي هو الذي يعرف أن استخدامه للقوة هو إعلان لفشله السياسي، وان الإسراف في استخدام كل القوة هو إعلان بالإفلاس الأخلاقي ودليل على الإسراف في الحماقة.


فالقوة دائماً لا تحل المشكلات بل تزيدها مرارة وتعقيداً، والسياسة دائماً يمكن في الأزمات أن تكون بديلا عن القوة، لكن القوة أبداً لا يمكن أن تكون بديلاً عن السياسة.


وفي أعقاب كل حرب، بل في أثناء أي حرب لا بد من التعامل السياسي سواء لوقف الحرب أو لتحقيق الانسحاب أو للوصول إلى نوع من الاتفاق يضمن عدم تجدد أسباب اشتعالها، لكن استخدام بوش للقوة العسكرية في حل الأزمات السياسية ولجوئه إلى الإسراف في استخدامها كلما واجه الفشل الميداني، يزيد الأزمات السياسية تأزماً بالمزيد من الخطط العسكرية، وبزيادة عدد القوات وعتادها، وبالإصرار على المكابرة بعدم الانسحاب وعدم الاعتراف بالفشل.


وبالرغم من أنه رئيس سياسي وليس جنرالاً عسكرياً، وبالرغم من أنه «بوش» وليس «أيزنهاور» الجنرال الرئيسي، إلا أن أميركا لم تشهد رئيساً يعتمد على الوسائل العسكرية في حل المشاكل السياسية بهذا العناد المكابر .


وبكل هذا الذكاء النادر برغم الفشل السياسي والعسكري الظاهر، لكن الآذان الصماء في البيت الأبيض، والتقديرات العمياء بغطرسة القوة في «البنتاجون» التي اعتمدت فقط على القاذفات العملاقة «بي 52» وغاراتها اليومية لتدمير «هانوي» في فيتنام وعلى صواريخ «الكروز والتوماهوك» والمقاتلات الجبارة لضرب « بغداد » بسيطرة جوية هائلة وبقوة تدميرية رهيبة، لم تدرك أن المعارك لا تحسم نتائجها النهائية بالسيطرة على الجو ولكن على الأرض.


وبينما تبدو تقارير المخابرات العسكرية متشائمة، وتحذر من «درس بغداد» الذي ربما سيبدو أكثر إثارة من «درس سايجون»، يبدو «بوش» القائد السياسي وليس الجنرال بإصراره على زيادة عدد القوات وإطالة أمد البقاء في المستنقع العراقي أشبه بمن وقع في حفرة وبدلاً من التعلق بحبال السياسة والشجاعة للخروج منها، إذا هو يواصل الحفر للهبوط فيها أكثر، وكلما يزداد تورطاً يصر على مواصلة الحفر من جديد فيما تبدو أنها حفرة بلا قرار.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
فضاء .. لا تظلموا المالكي!

أحمد ذيبان
الراية فطر
.. تبدو حكومة نوري المالكي علي حافة الهاوية، بعد ان تصاعد القصف السياسي عليها خلال الايام الماضية، عبر المحيطات من واشنطن الراعية الاساس لما يسمي العملية السياسية، ومن الداخل، بعد ان انسحاب الخصوم السياسيين من الحكومة، خاصة قائمة التوافق السنية ، و القائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي اول رئيس وزراء بعد الاحتلال، بعد ان شعرت هاتين الكتلتين بالتهميش، من قبل الاغلبية الطائفية المسيطرة علي مفاصل العملية السياسية واجهزة الدولة، حيث فتحت الابواب علي مصاريعها للتغلغل الايراني داخل العراق!.

وربما تكون قشة علاوي الشعرة التي تقصم ظهر المالكي ، حيث جاء توقيت انسحاب كتلته من الحكومة، فيما تبدو الحكومة تحتضر جراء مقاطعة العرب السنة، الذين يعانون من الاقصاء والاستهداف الامني والسياسي والطائفي، فيما تزايدت الضغوط الامريكية علي حكومة المالكي واتهامها بالفشل والعجز عن تحقيق تقدم في الملفين السياسي والامني، والحملة الامركية علي المالكي تنطلق من الكونغرس والبيت الابيض، والصحافة، واخيرا جاء تقرير اجهزة المخابرات الذي اعتبر ان حكومة امالكي تواجه عاما صعبا، بعد فشلها في معالجة الصراع الطائفي!

ورغم ان الرئيس بوش يقول بين فترة واخري انه يدعم المالكي، لكن جوهر تصريحاته الاخيرة يشير إلي احباط من أداء الحكومة، وكان ذلك واضحا في قول بوش ان تغيير المالكي بيد الشعب العراقي، ومقارنة الرئيس بين الوضع في العراق وهزيمة امريكا في فيتنام، وهناك تقرير ربما يكون حاسما سيقدمه قائد قوات الاحتلال والسفير الامريكي في العراق إلي الكونغرس الشهر المقبل، حول التقدم الامني والسياسي هناك، وسيكون له نتائج هامة علي استراتيجية بوش في هذا البلد.

هذا الحراك السياسي، وما يرافقه من جدل وسجال اعلامي، اوصل نسبة كبيرة من الراي العام إلي نتيجة مضللة، تحصر اسباب الكارثة والفشل الامريكي في العراق بحكومة المالكي، وانه بات من الضروري تغييرها للخروج من النفق المظلم!.

لا خلاف علي كون المالكي وحزبه الدعوة صنيعة ايرانية، وان تركيبة حكومته طائفية، حيث تسيطر عليها الاحزاب والميليشيلت الموالية لايران، بالاضافة إلي الحزبين الكرديين الكبيرين، الذين يمارسان اقصي درجات الابتزاز، عبر تحالفهما مع الائتلاف الشيعي، لتكريس واقع الانفصال في كردستان!، لكن ما تحاول ادارة بوش تجاهله ان حكومة المالكي، وقبلها حكومة الجعفري وحكومة علاوي، وقبل ذلك مجلس الحكم الانتقالي، كلها دمامل افرزها الاحتلال الامريكي، الذي وفر البيئة المناسبة للتغلغل الايراني، واشعال حرب اهلية والدفع باتجاه تقسيم البلاد، وعليه فان مواجهة الكارثة، يتطلب معالجة الاسباب قبل الاعراض!.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
25
لعبة الكراسي الدائرية

زهير المخ
الراية فطر
إذا صحّ أننا عشية طور جديد بعد تشكيل التحالف الرباعي لتدارك الأزمة الحكومية الراهنة، صحّ أيضاً أن جبهات المواجهة بين الأطياف السياسية العراقية باتت متصدعة إلي حد كبير، لكنها مع هذا أو بسببه تمضي في عناد مقصود لا يردعها مواقف محتجة أو معارضة، ولا تستوقفها مصائر بشر ولا تعبأ بمصير الكيان.

إزاء هذا التنافر الحاد، يصعب الحديث عن إرادة للتعايش بين أطياف سياسية يرسم كل منها طريقه الخاص في الاستحواذ علي جزء أكبر من كعكة التركيبة الحكومية، ويتنافس كل منها علي إقامة مربعات أمنية وترسيخ مواقع النفوذ، حيث رأي مراقب عن حق هذه التركيبة باتت غامضة إلي حد يجعلها تستعصي حتي علي التعريف.

هنا يصح القول إن المشهد السياسي العراقي بات أشبه بنوع من الكائنات الرخوية التي تفتقر إلي عمود فقري يمنحها قواماً يجعلها قادرة علي الانحناء والانعطاف دون أن يتضرر الجسم السياسي بصورة بليغة. وهذا علي الأرجح ما يسمح للكيان العراقي أن يكون مسرحاً نموذجياً لاختبار تجارب في التوليف بين منطق انقسام سياسي وطني عريض وبين أكثر من منطق لانقسامات فرعية، عامة بين شيعة وسنّة، وجهوية تخترق كلا الطائفتين بصورة أو بأخري.

ففي مؤشر لا يخلو من دلالة، يري البعض في تحالف التكتل الشيعي مع المكوّن الكردي مؤشراً إلي الحراك في البيئة السياسية العراقية، أي إلي كل ما يتعلق بالمستجدات الديمغرافية والاقتصادية، وأيضاً المتغيرات الإقليمية التي تشكلت رويداً بفعل تبدلات الخريطة السياسية العراقية منذ أبريل 2003، كما بفعل أحداثها العنيفة.

وبما أن المشهد السياسي العراقي يتألف من ثلاثي قوامه شيعة وأكراد وسنّة، كل يرقص علي نغم مختلف، وكل لديه قانونه الخاص لإدارة الدولة العراقية، فإن استمرار اللعبة السياسية الداخلية علي هذا النحو أوصلت الأطياف الثلاثة فعلاً إلي مأزق محدد، هو رؤية كل طرف للملف الحكومي باعتباره من أكثر نقاط الاشتباك السياسي حرارة.

إلا أنه من المفارقة أن ثمة تعارضاً بين الطموح الوحدوي والسلوك التقسيمي الذي لا يضع الأطياف الثلاثة وجهاً لوجه، بل هو يرسم متاريس مواجهة بينها في الوقت الذي تضم كل واحدة منها ائتلافاً أو تحالفاً بين قوي متنوعة الانتماء الطائفي والإثني ومتنوعة التجذر في هويتها وبنيتها الأصلية.

وقد يصاب المرء بالدهشة حين يلحظ أن لكل طيف جواً خاصاً غالباً وربما يكون كاسحاً، فإن اعترض عليه البعض فهذا لا يشكّل سوي استثناء للقاعدة، ولكن هذا لا يحول دون قيام اصطفافات جديدة تعبّر عن قدر من الاستقلالية لكنها قد تصطدم بمن يقف في وجهها للتهميش أو التخوين إن لم نقل التكفير.

وإذا صح رسم خصائص كل فئة وكيف تتميز عن باقي أخواتها، فتبرز في هذا المجال صعوبة التعايش بين المجلس الأعلي الإسلامي في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم و التيار الصدري بزعامة الشاب مقتدي الصدر، إضافة إلي حزب الدعوة الشيعي، خصوصاً في مدن الجنوب. لكن الافتراق بين خيارات الفصائل الشيعية الثلاثة هو الآخر أبعد وأعمق من اللحظة السياسية الراهنة. فشيعة مقتدي الصدر لم تتعلم أصول اللعبة السياسية وأسلوب المناورات لمواجهة الواقع العراقي الجديد، وما يمليه هذا الواقع من سلوك معقد.

ولئن جاء الصدر متكئاً علي رصيده العائلي ليطالب بحجز مقعد في مكان فارغ يتسابق مع الآخرين لاقتسامه من خلال أسلوب المواجهة مع موازين قوي مائلة بصورة حاسمة لمصلحة الطرف الأمريكي المهيمن واضعاً مناصريه وجزءاً من طائفته علي خط التماس مع القوات الأمريكية، فقد اختار عبد العزيز الحكيم أسلوب قضم المواقع بشكل تدريجي بالسياسة من جهة وببناء أدوات تستطيع تدريجاً انتزاع المواقع والأدوار لطائفته.

ولئن كانت إطلالة مقتدي الصدر علي المسرح الشيعي العراقي اقتحامية وكأنه يندفع لتنفيذ انقلاب واسع داخل طائفته وعلي مستوي المسرح العراقي برمته، فإن الحكيم في المقابل اتبع مبدأ الغموض البنّاء المتأرجح في مزيج بين الديني والسياسي وبين العسكري والبرلماني.

ولئن اعتمد الصدر في حركته علي عناصر منحدرة، إجمالاً، من تلك الخزانات البشرية المهمشة اجتماعياً والأقل تجربة والأكثر غوغائية، فإن جمهور الحكيم، في الغالب الأعم، ينحدر من الجيل الأكبر سناً ومن فئات اجتماعية أكثر مدينية وأعلي مكانة في الهرم الاجتماعي.

وفي حين يفرض تيار الصدر سيطرته السياسية والأمنية علي محافظة العمارة، يسيطر المجلس علي سبع محافظات جنوبية من أصل تسع، فيما يتخفي محافظ كربلاء بعباءة الحكيم.

ويبدو أن تهميش التيار الصدري من تحالف المعتدلين ، بطبعته الراهنة، سيزيد من حدة صراع التمثيل علي الوسط الشيعي بين أمراء الطوائف في شكل مواجهات دامية مؤهلة للتحول إلي متاريس حرب داخلية تمتلك جميع مقومات اندلاعها بين فرقاء الطائفة في المنطقة الجنوبية.

وفي المقلب الآخر، برز مجلس إنقاذ الأنبار ذو القاعدة السنية داخل الصومعة العشائرية في منطقة المثلث مطالباً بحقه في التمثيل. ولئن عرفت جبهة التوافق بالاندفاع في المطالبة بحجز مقعد في مكان فارغ يتسابق مع الآخرين لاقتسامه، وبالإيمان في انتزاع الأدوار والمواقع لطائفتها، فإن ممارسات العشائر السنية توحي بأنها قادرة علي التنافس والإقناع أكثر مما هي قادرة علي إرباك التعايش علي مستوي المسرح العراقي برمته.

وعلي ما يبدو فإن هذه الأمور تحضر في بال الطرف الكردي الذي ظل يردد علي مسامع الآخرين دون كلل أن له الحق في تقرير المصير، ولكنه سرعان ما يستدرك أنه إنما يريد البقاء في إطار دولة عراقية موحدة تحترم هويته وتصون حقوقه في الفضاء العراقي..

إنه، بالأحري، يعمل وفق مبدأ: اعمل للعراق كأنك لن تنفصل أبداً واعمل لكردستان كأنك ستنفصل غداً.

لكن كائناً ما كان الأمر، يبقي أن أول العلاج ل التركيبة الحكومية وآخره يتعلقان بترميم مفهوم المواطنة المتعالية عن الولاءات الطائفية والإثنية. فهذا وحده ما يرمم مفهوم الكيان العراقي ويحميه، وترميم كهذا قد يستنطق في التركيبة الحكومية نوازع تمسكها بمشروع الدولة باعتباره العمود الفقري لكيان عراقي دون أن تهزه طوائفه وإثنياته ذات اليمين وذات الشمال.