Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والإفتتاحيات) الثلاثاء 2-10- 2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
قصص تقسيم العراق-3-
وليد الزبيدي
الوطن عمان

قدمت مراكز البحوث الأميركية النصائح المختلفة للبيت الأبيض والبنتاغون، لتسهيل عملية تقسيم العراق، وبذل معهد(راند) التابع لوزارة الدفاع الأميركية جهودا كبيرة، وتوصل إلى خلاصات تدور في فلك تقسيم العراق، وحسم الأمر بصورة نهائية منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، لكن مشكلة هذا المركز، كما هي معضلة الإدارة الأميركية ، انهم اعتمدوا في جميع دراساتهم وتحليلاتهم على طرف واحد، وهو احزاب وتكتلات معارضة تعيش منذ عقود خارج العراق، ومصلحة هؤلاء تكمن في اقناع الاميركيين باحتلال العراق واعادتهم لتسلم مقاليد الحكم في بغداد، لذلك قدم هؤلاء جميع المعلومات التي تزين الصورة وتصنع باقة وردية لعراق سهل بسيط،، يندفع الناس فيه إلى تقديم الورود وباقات الزهور للقوات الأميركية، اذا ما قدمت إلى المدن العراقية.
إن جميع الذين قدموا المعلومات، ودفعوا الادارة الأميركية لاحتلال العراق، توقفوا عند المفصل الاقرب الى العقلية الأميركية، وما يداعب افكارهم ويدفع بمشاعرهم صوب اتخاذ القرارات الخطيرة، ولأن الاميركيين يبحثون عن المشاريع الكبرى، لكن يريدون الوسائل والطرق الأسهل، فإن الصورة التي رسمها العراقيون لأصحاب القرار، سواء في مراكز البحوث والدراسات او داخل البيت الابيض، لم تخرج هذه الصورة عن عراق جاهز للتقسيم، وان الامر لا يحتاج سوى اشارة واحدة تطلقها الدبابات الأميركية.
بهذه القناعة الساذجة دخل الاميركيون العراق، واعتقد قادتهم ان الامر لا يحتاج الى الكثير من البحث والعناء وبذل الجهود وصرف الأموال، لبسط السيطرة الأميركية الكاملة على جميع أنحاء العراق.
إن الامر من وجهة نظرهم، التي نجمت عن استشارات كثيرة ومتشعبة، لا يأخذ وقتا طويلا، ولهذا سارع أصحاب القرار لرسم الخطوة الأولى في العراق، والمتمثلة بتقسيم السلطات في الحكم الشكلي، ووضعوا إحصاءات وأرقام جاءوا بها من الدوائر الأميركية، واستنادا إليها وزعوا المناصب والحقائب والوزارات في مجلس الحكم الذي أسسه بول بريمر منتصف يوليو2003، وهو اللبنة الأولى التي وضعوها لتقسيم العراق، وتابع العراقيون ذلك الحدث بكثير من الاستغراب، واندهش الجميع لتلك التقسيمات،التي لم يعهدها العراقيون،فانطلقت أولى عجلات مشروع تقسيم العراق على الأرض،بعد أن ابتدأوا ذلك في خطوط العرض المعروفة.
عند إعلان تقسيم العراق من خلال السلطات،انقسم العراقيون إلى فئتين واحدة رأت في ذلك مهزلة لايمكن أن تخرج عن حدود مجلس الحكم الذي شكله المحتل الأميركي،في حين رأت الفئة الثانية في ذلك التقسيم بداية المشروع، الذي يبغي الذهاب بالعراقيين إلى الفرقة والشرذمة والاحتراب الداخلي.
فانطلقت من داخل المنطقة الخضراء واحدة من تطبيقات تقسيم العراق، لصالح المشروع الأميركي.wzbidy@yahoo.com

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
ماذا فعلنا من أجل أولئك الذين ماتوا في العراق؟

مايكل سمركونيش
الوطن عمان

" لا تدعوا ابني يموت سدى ".. تلك الكلمات غالبا ما يقولها للرئيس الأميركي آباء الجنود الأميركيين الصرعى في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة أن يهدئ من روعهم ويلطف من حزنهم، وهذا وفقا لما بينته رواية روبرت درابر عن الإدارة الأميركية والمعنونة " الموت المؤكد ".
وبالنسبة لي، فإن الصعوبة في مواجهة هذه المناشدة من أفراد العائلات الحزينة تشمل معضلة العراق. إن المسألة ليست هي ما إذا كانت تجب الثقة في الجنرال ديفيد بيترايوس أو تحديد المفضل بين رؤوس العسكر المتنافسين أو تقرير ما إذا كان تحقيق تسعة أهداف منشودة من ثمانية عشر هدفا محددا يعني أننا قد حققنا نصف الأهداف أو فقدنا 50 % منها.. لا، إن المسألة المهمة هنا هي ماذا قدمنا لأكثر من 3.700 جندي أميركي وجندية أميركية الذين تطوعوا - في أجواء 11/9 إلى حد كبير - للانضمام إلى القتال ضد أولئك الذين يُفترض أنهم كانوا يهددون أميركا، ودفعوا أرواحهم فداءً للوطن. ماذا فعلنا في ذكراهم؟ وماذا عن أولئك الذين لم يموتوا بعد؟ وهل هناك فرق بين هاتين المجموعتين؟ هذا هو الإطار الذي أؤطر به المأزق الذي يواجهنا.
كنت أشك طويلا في أن حسابا مماثلا يدور في رأس الرئيس الأميركي وأن فكره الذي مؤداه " العودة أو النجاح " يعكس اعتقاده بأن أي شئ ينقصه النصر الشامل يخزي الموتى ولا يحترمهم. وقد أكد درابر - بدرجة محدودة - شكي.
فقد قال لي درابر هذا الأسبوع:" لقد كرر الرئيس تلك الكلمات لي مرة تلو المرة، وأشار لي عند نقطة ما قائلا" إنني غالبا أسمع تلك الكلمات". كان يشعر بأنه مطارد تقريبا منها. وأنا أعتقد أنها كلمات جريئة تقدم له. وهو قد فسرها وترجمها على أن مفادها جوهريا هو " البقاء حتى إكمال المسار" في العراق.
وأضاف درابر:" لا أريد أن أشير إلى أن صنع السياسة من قبل الرئيس الأميركي في العراق يأتي بشكل منفرد كنتيجة للحديث إلى الأرامل الثكلى وعائلات الجنود القتلى. ولكني أعتقد أن تلك الكلمات كان لها تأثير عليه، وأنه لا يريد أن يستدير إلى هؤلاء الأفراد ويقول," آسف، ولكن ابنكم مات أو ابنتكم ماتت من أجل قضية خاسرة".
ولكن هل تلك بالضرورة هي القضية؟ وهل الجنود الصرعى ماتوا سدى إذا غادرنا العراق بدون إرساء ديمقراطية مستقرة؟
أقول لا مع الاحترام لأولئك الذين ماتوا حتى تاريخه.
ومنطقي قائم على كيف دخلنا نحن إلى هذه الفوضى: الولايات المتحدة هُوجمت..وهذه الكلمات لم تُسمع قط مرة أخرى على امتداد أميركا.. وتم تبني فكرة الاستباق أو الضربة الاستباقية على خلفية معلومات استخباراتية مغلوطة منقوصة وفرص ضائعة لقتل أسامة بن لادن قبل 11/9. لقد ظهر أن صدام حسين يمثل تهديدا مماثلا.. ( وهذا خطأ كما اتضح بعد ذلك، ولكنه كان أمرا يُعتقد على نطاق واسع في ذاك الوقت ). وقامت الولايات المتحدة بإجراء عسكري. والبقية لم تمض كما كان يأمل أي أميركي.
ولكن أي شخص مات في الخدمة التطوعية لبلاده تأسيسا على تلك الظروف والملابسات مات بشرف، وليس سدى. وبنفس الطريقة فإن الجندي الأميركي" بات تيلمان " ليس أقل من بطل بالنسبة لي، حتى بالرغم من أنني أعرف أنه مات من نيران صديقة.
إن المسألة تصبح أكثر صعوبة. وأنا أشير إلى الجنود الذين قال عنهم الجنرال بيترايوس لليسناتور ليندسي جراهام، إننا مستمرون في فقد الجند منذ بدأت زيادة القوات الأميركية في العراق ( في الوقت الذي ننفق فيه 9 مليارات دولار في الشهر). نحن نعرف أكثر بكثير اليوم عن وقت أن غزونا العراق. ونحن ندرك أن الحرب قد شُنت تأسيسا على مقدمة منطقية كاذبة: وجود أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق. وعلاوة على ذلك، أثار احتلالنا المستمر للعراق عش الدبابير في العالم العربي. لا شك أن أهم سطر في شهادة بيترايوس جاء عندما سأله السيناتور جون وارنر عما إذا كانت الحرب على العراق تجعل أميركا أكثر امنا، فأجاب:" سيدي، أنا لا أعلم في الواقع".
والطبع، لو وصلت حرب العراق إلى خاتمة ناجحة يوما ما، لما سأل أي امرئ ما إذا كان أي جندي أميركي قد مات سدى. ولكن ماذا لو أننا - بعد انتهاء الجدل والنقاش الحالي - بقينا حتى نهاية المسار, وتكبدنا خسائر إضافية في الأرواح, وغادرنا بدون نصر؟
هل سيكون الجنود - الذين ماتوا بعد أن أثيرت أسئلة جدية بشأن مهمتنا في العراق - قد ماتوا سدى؟
أنا لا أعلم تلك الإجابة، ولكني أعتقد أنه بمرور الوقت بدون حل, فإن المشاكل ستزيد وسيموت الجنود سدى.
إن كل عضو في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين كان لديه كلمة يقدمها تعبرعن رأيه، ولم يتم الإجابة على سؤال من الأسئلة التي كانوا يحتاجون الإجابة عليها. وهذا ما يجعل الجدل والنقاش الحالي صعبا جدا: من المستحيل الاعتقاد فيما يقوله أي أحد. فبيترايوس يقول إنه يرى بعض النجاح في نفس الأماكن التي يرى فيها النقاد فشلا. ويرى الرئيس الأمركي تبريرا للوجود الأميركي المطول في العراق بينما يرى منافسوه وخصومه أن ذلك فيه مزيد من العداء والخطر.
وكل هذا يدور بينما هناك لغط وضجة تثار في الصحف ومواقع الإنترنت في هذا الشأن.
على أن ما لا سيواجهه أحد مباشرةً هو السؤال الصعب الذي يواجه الرئيس الأميركي: ما الذي نحن مدينون به وما الذي قدمناه لأولئك الذين نزفوا الدماء في هذا الصراع؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
العيش قريبا من الكوليرا

د.محمد الرميحي
الوطن عمان

نقلت أخبار عراقية ودولية متطابقة، ظهور حالات إصابة بالكوليرا في مدينة البصرة الواقعة جنوبي العراق منذ أيام قلائل، في إشارة خطيرة تدل على سعة انتشار الوباء الذي بدأ أقصى شمالي العراق وفي أجزاء من إيران، ففي الوقت الذي تم الإعلان فيه عن حالات الإصابة بالإسهال الحاد ارتفع تعدادهذه الإصابات إلى 29 ألف حالة، بينها 1500 حالة كوليرا مؤكدة.
ونقلت المتحدثة باسم منظمة الصحة الدولية من جهة أخرى، وخلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف مؤخرا، إن السلطات العراقية أبلغت عن 29 ألف إصابة بالإسهال الحاد من بينها 1500 حالة تأكد إصابتها بالكوليرا.
تلك هي الأخبار الواردة من الحدود الشمالية للخليج،وإذا أخذنا بحقيقة أو واقع قلة القدرة على الرصد الطبي المؤكدة في حال الدولة العراقية القائمة،نستطيع أن نخمن من دون الخروج كثيرا عن الحقيقة ، إن تلك الأرقام ما هي إلا رأس جبل الثلج المطل فوق سطح الماء و ما خفي كان أعظم فالعراق يغوص أكثر وأكثر في اضطراب مهول وقد يأخذ بعض جيرانه معه ، إذا لم يتم الانتباه والحذر وتدارك الغافلون شأن الأمور.
الكوليرا عبارة عن ميكروب يدعى الفيبرو
ويكون ظهوره في الأغلب راجعا بنسبة 90 % للمياه الملوثة و10 % للطعام الملوث، وينتقل عن طريق الفم ، كما إن أعراض الإصابة به كما يقول المتخصصون ، تبدأ بإسهال شديد يشبه كثيرا ماء الأرز المطبوخ ، ثم يعقبه تقيؤ يفضي إلى جفاف حاد، وانخفاض في درجة الحرارة . وأكثر ما يميز الكوليرا القدرة على الانتشار السريع بين أكثر من مصاب وفي أماكن متعددة، يكون بعضها بعيدا عن البعض الآخر.
وتعرف الأعراض للعامة بالإسهال بكميات كبيرة جداً مع ازدياد حدته ثم قيء وتقلص في عضلات الأرجل مع فقدان سريع لسوائل الجسم ما يؤدى إلى حدوث الجفاف ثم تأتي صدمة الموت في خلال ساعات إذا لم يتلق المصاب العلاج..
هذا الوباء بوصفه السابق هو الأعراض المرضية للمرض اللعين، وهناك أشكال من الكوليرا قد تأتي من العراق، أولها الكوليرا السياسية، فالحديث النشط عن تقسيم العراق يعني فيما يعنيه عدم قدرة الطيف السياسي العراقي، بألوانه المختلفة، وخاصة السنية والشيعية والكردية على الوفاء باحتياجات وطنهم ، فمنذ سقوط الدكتاتورية في العراق والحرب الأهلية بالأصالة ، أو النيابة قائمة على أشدها، وقليل من الأقلام يريد أن يناقش الموضوع بوضوح ، ويغطيه بأغطية من الكلام المرسل. وباء الكوليرا السياسي في العراق له اسم واحد هو(الطائفية) ويمكن أن ينتقل من العراق إلى الجوار بسهولة ويسر لا يراها البعض اليوم ، وهي ليست جديدة في المنطقة على كل حال، فهناك (كوليرا) طائفية في لبنان، تضرب بقسوة النسيج المجتمعي اللبناني وتخرقه إلى درجة تعطيل الدولة تحت شعارات ظاهرها سياسي وباطنها طائفي بغيض ،والدولة اللبنانية معطلة منذ شهور طويلة دون أي انفراج يذكر، هذا الوباء يمكن أن يمتد إلى دول الخليج من جنوب العراق ، إذا لم يسارع بعض المعنيين ومن مختلف الأطراف إلى قرع أجراس الإنذار. هذا الوباء يلوح في الأفق وينذر بالشر المستطير وأسبابه عديدة منها الداخلي ومنها الخارجي بوجهيه الحقيقي والمصطنع.
أما الكوليرا الثانية والتي انتشرت بوعي أو من دونه ، فهي هذا المزج السياسي بالديني وعلى نحو متعسف أوصل إلى شل العمل السياسي تحت طائلة الادعاء الديني ، وهو أمر ليس بجديد ولكنه تفاقم إلى درجة يخشى منها انهيار الدولة كما نعرفها في شرقنا العربي ، لقد تم هذا الخلط تحت سمع وبصر الدولة العربية الحديثة ، وها هي تقطف ثمار ذلك الخلط (الكوليري) دون أن يكتشف احد ، حتى الساعة ، أي مصل مضاد لهذه الآفة المرضية. فقد ظهر احد (الجهاديين) السابقين ، هو عبد الله انس ، ولمن لا يعرفه فهو نسيب المرحوم عبد الله عزام كبير (المجاهدين) الذي اغتيل في صراع على سلطة الزعامة على أرض أفغانستان ، ظهر على شاشات التلفزة قبل أيام بمناسبة ظهور شريط جديد لابن لادن ، كي يبرر كل هذا الإجرام في حق الإنسانية تحت اسم (الجهاد) فقال إن (الأفغان العرب) بعدما أدوا دورهم استقبلتهم دولهم بجفاء ، مثل مصر، فكان رد فعلهم هو الانتقام من هذا الجفاء بإعلان حرب جهادية ضد الأخوة في الوطن ، ثم أردف أن بعض الدول استقبلتهم بشكل عادي جدا مشيرا هنا إلى المملكة العربية السعودية ، وسهي على عبد الله انس ، أن يرى أن جزءا كبيرا من هؤلاء الذين عادوا إلى بيوتهم باحترام في المملكة العربية السعودية ناهضوا الدولة بالقوة شاهرين السلاح وروعوا الآمنين ، انه من جديد داء ( الكوليرا) السياسية التي تدثرت بدثار الدين ، فغررت بالعديد من الشباب ولا زالت تفعل.
هذان النوعان من الكوليرا السياسية: الطائفية وخلط الدين بالسياسة، لا يوجد حاجز يصدهما إلا إعمال العقل والحذر من المقدمات التي تقود إلى النتائج ، فالحديث عن (تقسيم) العراق قد يكون مقدمة لتقسيمات أخرى في المنطقة تنتظر دورها ، والمثال السوداني لايزال بين أيدينا وربما يتبعه المثال اليمني،ومن يدري ، متى يمكن أن تنتقل عدوى " الكوليرا السياسية " بنوعيها القاتلين إلى ديارنا.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
.. إلهذا اتخذ الكونغرس قراره؟!
صالح القلاب
الراي الاردن
جاك أتَّالي فرنسي - يهودي عمل لفترة طويلة مستشاراً سياسياً للرئيس الإشتراكي فرانسوا ميتران، الذي كان دوره لا يقل عن دور شارل ديغول في المقاومة الفرنسية، والحقيقة أن هذا الرجل الذي ربطته علاقات حميمة ووطيدة مع بعض القيادات الفلسطينية ومع بعض المثقفين العرب يعتبر ذهنية سياسية فذة ومبدعة ويقيناً لو أنه ظهر في الولايات المتحدة وليس في فرنسا لكان حظي بسمعة أهم من السمعة التي حظي بها هنري كيسنجر وزبغنيو بير جنسكي.. وبالطبع مادلين أولبرايت.

كتب جاك أتَّالي مقالاً قصيراً في صحيفة ليكسبرس الفرنسية، قبل نحو أسبوعين، شبَّه فيه وضع الولايات المتحدة في العراق الآن بوضع بريطانيا في الهند في أواسط أربعينات القرن الماضي حيث لم تجد ما تغطي به على هزيمتها وانسحابها بعد احتلال دام لأكثر من مائتي عام إلا تقسيم الدولة التي تحتلها إلى دولتين الأولى هندية والثانية باكستانية.

والفرق، كما قال جاك أتَّالي ، في مقاله هذا، أن الولايات المتحدة تفعل كل هذا الذي تفعله بينما لم يمض على احتلالها للعراق إلا أقل من خمسة أعوام بينما لم تفعل بريطانيا ما فعلته في الهند إلا بعد قرنين من الاحتلال وبعد أن أصبحت دُرَّة التاج البريطاني جمرة متقدة تكوي قلب الجنرال لويس ماونتباتون الذي هو آخر نائب لملك مملكة بريطانيا العظمى والذي حرص على تقسيم هذا البلد قبل خروج البريطانيين منها للتغطية على ذلِّ هذا الخروج وللإبقاء على مسمار جحا في منطقة هي على كل هذا المستوى من الأهمية الاستراتيجية.

وحسب جاك أتَّالي فإن البريطانيين بعدما حاولوا إنشاء دولة هندية موحدة قرروا فجأة الرحيل بأقصى سرعة غداة خسارة المحافظين أمام العمال في الانتخابات التشريعية الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرب أهلية في شبه القارة الهندية راح ضحيتها مئات الألوف وأدت إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين هندي عن قراهم وقد انتهى الأمر إلى تقسيم هذه البلاد إلى قسمين.. ويعود الفضل للحؤول دون تقسيمها إلى ستمائة دولة إلى نائب رئيس الوزراء الهندي الساردار فاللا بهاي باتي.

وإفْترض جاك أتَّالي أن القوات الأميركية ستنسحب من بغداد وتخلف كارثة وراءها بعد انتخاب رئيس ديموقراطي يحل محل هذا الرئيس المحافظ في البيت الأبيض وهو أي أتَّالي توقع أن تفوق سرعة انفجار العراق وانقسامه إلى أقاليم سرعة انفجار الهند .. لقد ترك البريطانيون إدارة قوية نظمت عملية الانتقال من الاحتلال إلى الاستقلال وحيث استطاعت نخبة سياسية وطنية كانت فخورة بنشوء دولة هندية إنقاذ الهوية الوطنية ووضع جيش هندي قوي في أمرة سلطة الحكومة الجديدة .

وعلى خلاف الهند، والكلام ل جاك أتَّالي فإن العراق يفتقر إلى إدارة قوية والى نخب تريد وحدة البلاد والى جيش قوي.. ولذلك فإن أفضل الأحوال أن يلقى هذا البلد مصير الهند.. أي حرباً أهلية يليها التقسيم ثم حرباً ( بل حروباً ) بين الدول المستجدة نتيجة للتقسيم .. إنه يجدر بالأميركيين إدراك أنه لا مناص من تقسيم العراق وأنه لابد من التحلي بالشجاعة والإعداد لهذا التقسيم !!.

والملفت أن هذا المقال كان كتبه جاك أتَّالي في ليكسبرس الفرنسية قبل نحو أسبوع من القرار الأخير الذي اتخذه الكونغرس الأميركي والذي دعا فيه إلى تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق (ستصبح في النهاية ثلاث دول على الأقل .. ولهذا فإنه يمكن القول : الآن بالإمكان فهم هذا القرار الذي جاء عشية الانتخابات الأميركية التي قد تؤدي إلى خسارة المرشح الجمهوري أمام المرشح الديموقراطي !!.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
الأمريكان وغربان البين في أرض الرافدين ضل من كانت الغربان تهديه
محمد اسعد بيوض التميمي
صحيفة العراق
إننا عندما نتشائم من إنسان نقول له (وجهك مثل غراب البين),وعندما نريد أن نشتم أحداً نقول له(غراب البين يأخذك),وعندما يأتينا أحد بخبرسيء أوعن مُصيبة قد حلت نقول له(إنك مثل غراب البين لا تأتي بخير).
فمنذ أن وقعت(أرض الرافدين أرض العروبة والإسلام) تحت وطأة (الإحتلال الصليبي بقيادة أمريكا) في اليوم الأسود 9-4-2003 والسواد بدأ يلف(ارض الرافدين)حيث بدأنا نشهد وجوهاً في (العراق) سوداء مفحمة كأنها(الغربان) أسمتهم امريكا ب(حُكام العراق الجُدُد) تتبعهم ميليشيات من(الغربان والبُغاث, والبغاث تعني أفراخ الغراب), فظلام وجوههم المُزعج ليس بفعل لون البشرة كما خلق الله أهل(إفريقيا السمراء)فكم من الوجوه سمراء البشرة ولكنها مضيئة بنور الإسلام , بل بفعل غضب الله عليها فهي وجوه كما وصفها الله سبحانه وتعالى
(عليها غبرة ترهقها قترة)
وكقطع الليل المظلم, فغضب الله وسخطه ولعنته واضحة بشكل ملموس على هذه الوجوه بفعل الشرك مما يجعلها تثيرفي النفس الانزعاج وعدم الارتياح والاشمئزاز والقرف كأنها رؤوس الشياطين .
فأصحاب هذه (الوجوه الغربانية)جاء بهم (المُحافظون الجُدد) الذين يحكمون(امريكا)وغزوا (العراق) لتحقيق خزعبلاتهم الدينية من خلالهم التي محورها هي الحفاظ على (الكيان اليهودي)في(فلسطين).
فأنظروا إلى وجه (المالكي والجعفري والربيعي وصولاغ جبر والعامري وعبد المهدي وعدو الله الحكيم) وأسماء لاحصر لها من (غربان البين)وللعلم ان جميع هذه الأسماء مُزيفة وليست الأسماء الحقيقية, وأيضا لايوجد فيهم عراقي, فبعضهم هندي سيخي او قومي فارسي مجوسي .
فأين كانت(غربان البين)هذه قبل ذلك اليوم شديد السواد يوم إحتلال(بغداد)؟؟
نعم إن كثيراً منها جاء مع الإحتلال, ولكن الأكثرية والأغلبية لم تأت مع الإحتلال بل إنبعثت وكأنها (يأجوج ومأجوج)أو(التتار والمغول),حيث وجدت هذه (الغربان)في احتلال(العراق) من قبل الصليبيين ضالتها المنشودةمنذ قرون , فالعالم أجمع شاهد من خلال البث المباشر للفضائيات في ذلك (اليوم الاسود 9/4)كيف خرجت هذه(الغربان)من أوكارها في (مدينة الصدر)مُجتاحة قلب عاصمة امتنا(بغداد), فأخذت تخرب وتدمر وتحرق جميع معالم الحضارة فيها, وكذلك فعلت هذه(الغربان)في مدن الجنوب, فمنذ أربع سنوات ونصف ومليشيات (غربان البين)تعمل على إرتكاب المذابح والمجازر ضد أبناء(العراق) الاصليين من أحفاد الفاتحين المسلمين العرب أحفاد(أبي بكر وعمر وسعد وخالد وأبي عبيدة وعمرو بن العاص)ويقومون بعمليات الخطف والقتل اليومية,ولقد اقامت هذه المليشيات محاكم للتفتيش كما فعل الصليبيون في (الأندلس)فهم يُفتشون على كل من يحمل إسم(عمر وبكر أو أبو بكر او عثمان أو المشنى أو خالد أو صلاح الدين أو أي صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم)حيث انهم يعتبرون جميع الصحابة كُفار ومرتدين ما عدا الصحابة المنتجبين كما يقولون وهم ستة فقط ويفتشون على كل من هم من اهل (السُنة والجماعة) لذبحهم, فكل ما نسمعه بالأخبار عن الجُثث المجهولة انما هي من فعل هؤلاء (الغربان) وهي جثث اصحابها يحملون اسماء صحابة (رسول الله صلى الله عليه وسلم)
إن هذه (مليشيات البين الغربانية)تسيرها مرجعيات ذات اصول غامضة قابعة في جحور في زوايا مظلمة في(النجف وكربلاء),وهذه المرجعيات منبع الظلام ومصدر الخراب والدمار الذي أصاب (بلاد الرافدين), فالحقد الأسود على احفاد الفاتحين(ابي بكر وعمروعثمان وعلي وسعد) يُعشش في عقولهم وتحت عمائمهم السوداء, فأتباعهم هُم الذين جعلوا(بلاد الرافدين) وعاصمتها (بغداد)عاصمة الاسلام وخلافة المسلمين,عاصمة(هارون الرشيد والمأمون والمعتصم) خراباً يُباباً وقاعاً صفصفاً ينعق فيها(الغربان),فهذه المراجع لوأرادت غير ذلك لفعلت, ف(الدهماء والرعاع)من اتباعهم يُطيعونهم طاعة عمياء,حيث أنهم قد اخترعوا لهم ديناً قائماً على الشرك لا علاقة له بدين(محمد صلى الله عليه وسلم)القائم على التوحيد.
فهؤلاء(الدهماء والرعاع)من(الغربان )يعتقدون بأن هذه المراجع الدينية مقدسة والعياذ بالله, فهي التي تغفر لهم وتدخلهم الجنة بتفويض من الله سبحانه وتعالى ومن الأئمة المعصومين و(صاحب الزمان المخترع) كما يزعمون, فالذي لا يتبعها لا يمكن ان تقبل منه عبادة,فأي دين هذا وأي عقيدة هذه؟؟
إنهم يستغلون جهل أتباعهم والذين تعيش تلك المراجع من أموالهم التي يأخذونها منهم بالباطل بموجب ما يُسمى ب(الخُمس)فالذي لا يدفع(الخُمس) للمرجع لا يُدخله الجنة,كذلك نجد هذه المراجع من أصحاب الملايين والمليارات ويعيشون في (أوروبا) معظم وقتهم ك(المهراجاه الهنود) .
إن هذه (المراجع الضالة المُضلة المُعادية) للتوحيد ستتبرأ يوم القيامة من أتباعها
(ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يُحُبونهم كحُب الله والذين أمنوا أشدُ حُباً لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب * إذ تبرأ الذين اتُبعوا من الذين اتّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتّبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يُريهم الله أعمالهُم حسرات عليهم وما هُم بخارجين من النار).
} البقرة: 165+166+167{.
ومن اشهر هذه المراجع الرجل الغامض المُسمى ب(المرجع الأعلى علي السيستاني)والذي لا تعرف نبرة صوته حتى عند أتباعه, فهذا المرجع نصبه الأمريكان (المرجع الأعلى للإحتلال) وذلك عندما زاره المندوب السامي الأمريكي(بول برايمر)في بداية الإحتلال فبايعه على ذلك, فصارت يوميا تصدر الفتاوي بإسمه وعن مكتبه ودون ان نرى صورته او نسمع صوته وكأنه (شيخ للجان)فصار يُعطي الشرعية لكل جرائم الإحتلال وفي مقدمتها اعطاء الشرعية للإحتلال الصليبي الكافر ل(بلاد الرافدين)بإصداره فتوى تحرم مقاومة الجيش الأمريكي واعطى شرعية لتدمير(الجيش العراقي جيش الأمة)الذي قصف (الكيان اليهودي) بأربعين صاروخ في عام 1991 بثت الرعب في جنباته,وهذا الجيش هو الذي حطم(الموجة الصفوية الثانية)بقيادة(الخميني) فكان لابد من الإنتقام من هذا الجيش, وهذا الجيش الذي حافظ على وحدة(بلاد الرافدين) وحماها من شر(غربان البين)وكوادر هذا الجيش هي التي انضوت تحت راية الجهاد في (كتائب الجهاد المختلفة)وهي التي تقاتل الان في سبيل الله وهي التي هزمت المشروع الأمريكي في(العراق) وجعلت (الولايات المتحدة الآمريكية)تنتحرعلى (اسوار بغداد الإعتبارية)والسلاح الذي يستخدمه المجاهدون هو سلاح هذا الجيش فكان لابُد من إعدام (قائد هذا الجيش وجميع اركانه)فالعالم كله شاهد كيف إستأسد (البُغاث)على القائد المُجاهد (صدام حسين) وهو اسير مكبل في صبا ح يوم العيد الآكبر وكيف أحاطوا به من كل جانب وهو يقف على منصة الشهادة ك(الصقر)المنقضوهم يزعقون وينعقون لعله يخاف منهم او يرتبك او ينهار ولكنه كان شامخا شموخ الجبال عالي الجبين مرفوع الرأس فأذا به يستهزء بهم وينطق بالشهادتين بثبات وقوة ووضوح وثقة كبيرة بالله رب العالمين, فمن منا لم يُشاهد البطل المُجاهد والذي نحسبه عند الله شهيدا(صدام حسين) كيف كان وجهه يُضيء ضاحكا مستبشرا وهو على منصة الشهادة حتى انه بدا اصغر من عمره بكثير وكأنه عريس يُزف الى عروسه, فشهد له بذلك من يُحبه ومن يكرهه إن كان مُنصفا, فهذا الثبات عند اللقاء يدل على ان الرجل كان صادقا في توجهه نحو الله وهو في اوج قوته وهو في السلطة في العقد الآخير من حكمه وإن تمسكه في (كتاب الله) الى لحظة صعوده على منصة الشهادة لم يك للدعاية وانما عن قوة ايمان,وان الحملة الإيمانية التي قام بها في العقد الأخير من حُكمه كانت تعبر عن عودة صادقة الى الله, ولقد اعلن المحامي بن عواد البندر وهو اخر من اجتمع ب(صدام حسين) اعلن ان (صدام حسين) سلمه 72 صفحة وضع فيها برنامج متكامل لأسلمة(حزب البعث)فثبته الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا.

مما اصاب( الغربان) بالغيظ الشديد وأوقع الخوف والفزع والرعب في قلوبهم حتى ان (البُغاث) الذي إستنسر في ارضنا والذي يُسمي نفسه (موفق الربيعي) وهو هندي من السيخ(مستشار الامن القومي)المُعين من قبل الامريكان والذي كان يشرف على عملية الإعدام أصيب بالفزع والخوف الشديد ونقل بعدها الى المستشفى .
( ويُثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )

إنني ادعو جميع المسلمين في الأرض ان يستغفروا ل(صدام حسين) ويترحموا عليه في ليالي رمضان الفضيلةوان يدعوا للمجاهدين في (ارض الرافدين) وفوق كل ارض وتحت كل سماء بأن ينصرهم ويربط على قلوبهم وان يسدد رميتهم.
إن هؤلاء(الغربان)أصحاب الوجوه المُظلمة الكالحة المغبرة المقترة يعتقدون بأن ما فعلوه في(العراق) من جرائم تقشعر لها الابدان والنفوس السليمة سيُمكنهم من حُكم(العراق)وإستتباب الأمرلهم فيه, فما علم هؤلاء(المجرمون الحاقدون الصفويون السبئيون) بأن من يحملون نفوساً وعقولاً إجرامية وأرواحاً شريرة شيطانية قائمةً على الحقد الأسود وعقيدة الثأر ف(الغربان)لا يُمكن أن يكونوا حُكاماً للبلاد والعباد, ولا يمكن ان يحكم (بلاد الرافدين)إلا الموحدون لله رب العالمين,فهذه عصابات والعصابات دائماً تكون نهايتها على أيدي بعضها بعضاً,ومما يدل على ذلك هو ما حصل في ليلة احتفالهم بمولد (الإمام المزعوم المخترع) كما يُسمونه (صاحب الزمان),حيث دبت بينهم الخلافات على من سيحصل على نصيب أكبر من الاموال التي تجمع من ملايين زوارالعتبات المُقدسة كما يزعمون وما هي بمقدسة, فكل ما عدا (مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس المباركة) ليس بمقدس في الأسلام,فقامت هذه العصابات بالتقاتل على الغنائم مما أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوفها حتى أنهم قاموا بقصف ما يدعون انه (مقام الحسين) بالقاذ فات الصاروخية مما أحرق الواجهة الرئيسية وأدى إلى هدمها دون إعتبار لقُدسية هذا المكان عندهم,
ومن منا لا يذكر في بداية الإحتلال الامريكي ل(العراق) عندما حدث نزاع بين اتباع (المرجع الأعلى للغربان) المُسمى ب(علي السيستاني)واتباع (البُغاث الصغير منتهى الغدر) المعروف باسم(مقتدى الصدر)على كيفية اقتسام الملايين التي تجبى من جيوب العوام والدهماء اثناء زياراتهم لما يُسمونه ب(العتبات المقدسة)والتي يجب ان تكون اكثر من مرة في العام كما يكذبون على اتباعهم حتى يحصلوا على اكبر مبالغ ممكنة من جيوبهم وحتى يُدخلوهم الجنة بغير حساب, ففي هذا الخلاف وقفت (امريكا) الى جانب (المرجع الاعلى للغربان السيستاني)فطلبت(امريكا)من (السيستاني)مغادرة(النجف) مدة اسبوعين الى(بريطانيا) بحجة العلاج الضروري والعاجل وذلك لرفع الحرج عنه عندما تقوم القوات الامريكية بتدمير(النجف)على رؤوس(الغربان)من اتباع (البُغاث الصدر)وكلنا شاهد كيف ان الطائرات الامريكية قصفت (الغربان) المتحصنين فيما يُسمونه ب(الصحن الحيدري) وبعد ان إستسلم (الصدر)وقواته من(الغربان) عاد (المرجع الاعلى للغربان) من (بريطانيا) فاتحا ومنتصرا, فإذا كان مرجعهم الأعلى لا يُقيم اية قدسية لمُقدساته التي يحلب من ورائها ذهبا وفضة,فكيف بمُقدسات غيرهم, فهذا يدل على أنهم حقاً (غربان)لاحُرمة وقدسية عندهم لأي شيء في هذه الحياة, وهذا يُفسرما فعلوه في (أرض الرافدين) حيث نشروا الخراب والدمار والهلاك ورائحة الموت في جميع جنباته .
وهاهم (غربان البين) التابعين ل(مقتدى الصدر) يعملون على اغتيال مندوبين (السيستاني)اينما وجدوهم فكل يوم نسمع في الأخبار عن عمليات اغتيال لهم, وهاي(الغربان)تتقاتل في (البصرة) بعد ان انسحب منها الإنجليز وتعيث فيها الفساد وتنشر فيها الرعب وعدم الأمان.
إن هذه (الغربان) التي ملأت(العراق)زعيقاً ونعيقاً وسواداً ولطيماً وعويلا لا يُمكن أن يستقر لها الأمرفي(العراق)ولا يُمكن أن تصلح للحُكم ولا يُمكن ل(أرض الرافدين)ان تحتضنهم وتقبل بهم او يستقر لهم فيها قرار,
فها هُم (أبناء الرافدين) الذين جُبلوا من ترابه والذين تناسلوا من أبنائه الفاتحين الغرالميامين الموحدين لله رب العالمين ابناء(ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وسعد بن ابي وقاص وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وصلاح الدين الايوبي) قد بعثهم الله على هذه(الغربان) لتلاحقهم وتطاردهم في كل مكان فتسقط منها يومياً العشرات وكذلك من اسيادهم الامريكان الذين اطلقوا يدهم في (بلاد الرافدين) ليفعلوا بها ما يشاؤون .
فوالله لولا أن الله الذي لا إله إلا هو بعث في(بلاد الرافدين) عباد له أولي بأس شديد للتصدي لهذه(الغزوة الغربانية الصفوية السبئية الصليبية)ودون هوادة لما بقي أحد يوحد الله رب العالمين ولساد فيها الشرك والعياذ بالله
( بعثنا عليهم عباد لنا اولي بأس شديد فجاسو ا خلال الديار فكان وعدا مفعولا )

إنني أقول ل(غربان البين)بأن(امريكا)التي سلمتكُم(العراق)لتفعلوا به الافاعيل توشك على الرحيل وستتخلى عنكم عما قريب وستترككم لتلاقوا مصيركم على ايدي(ابناء الرافدين) الحقيقين نكالاً بما كسبت أيديكم وبما فعلتموه في(بلاد الرافدين)واهله الحقيقيين, فها هي(امريكا) تبحث عن طريق للخلاص والخروج والهروب من(ارض الرافدين)بما يحفظ لها ما تبقى من ماء وجه, فهناك إجماع في(واشنطن)سواء من(الجمهوريين أوالديمقراطيين أو العسكريين أو المدنيين)على أن الهزيمة قد وقعت بالنسبة ل(امريكا),وان النصراصبح مستحيلا, وكما صرح وزير خارجية فرنسا (كوشنير) قبل ايام حيث قال ان( امريكا)هُزمت في(العراق)فلم يعُد هناك أي حديث عن النصر أو البقاء في(العراق) وإنما الحديث كيف سبيل الخروج والعالم كله سمع وشاهد وقرأ تقرير قائد القوات الامريكية(ديفيد باتريوس) والسفير الامريكي في (العراق) المقدم للرئيس الامريكي وللكونغرس حول الاوضاع الأمنية في (العراق) في مطلع شهر سبتمبر ايلول 2007 ,فكان محور التقرير هل يتم الإنسحاب بسرعة وعلى (الطريقة الفيتنامية) كما يُطالب الديمقراطيون فتحدث الكارثة أم بطريقة بطيئة لتفادي الكارثة كما يطالب الجمهوريون, فهذا يدل على غباء القيادة الامريكية, فالكارثة لن يمنع وقوعها شيء سواء كان الانسحاب سريعاً أو بطيئاً بالتدريج خلال سنتين كما يقولون,
و(((اذا اردنا ان نعرف ماذا يجري في العراق علينا ان نعرف ماذا يجري في واشنطن,فالصراع يدورعلى اشده في الكونغرس الامريكي بين الحزب الديمقراطي والجمهوري,حيث يُطالب حزب الاغلبية الديمقراطي بإلحاح على الانسحاب الامريكي الفوري من العراق,واذا ما علمنا ان الانتخابات الرئاسية الامريكية لم يتبق لها إلاعام تقريبا فإذا ما فاز الحزب الديمقراطي كما تشير بقوة استطلاعات الرأي الامريكية فان الانسحاب الامريكي لن يستغرق اكثر من عام ونصف من الأن ))).
أولم تسمعوا أيها(الغربان بالغراب الخائن عبد الستار ابوريشة) الذي جاء به الامريكان من عالم الجريمة, حيث كان قاطع طريق فألبسوه لباس(شيوخ العشائر) وجعلوا منه (زعيماً عشائرياً) وشكلوا له ما سموه ب(مؤتمر صحوة عشائرالانبار)لمحاربة المجاهدين الذين هزموا(امريكيا) وأذلوها مُخادعين أنفسهم بهذا التشكيل المُخزي ثم أخذوا يُسلطون الضوء والإعلام على هذا الشيخ اللعبة الامريكية الصنع،وأنه استطاع أن يفرض سيطرته على (محافظة الانبار)التي اصبحت رمزا للتضحية والبطولة والفداء, فهذه المحافظة هي التي انزلت(امريكا)عن عرشها والقضاء على المُجاهدين فيها,وقاموا بإغداق الملايين عليه وعلى أتباعه من أجل إغراء ضعاف النفوس, ولحث العشائر الهاملة على أن تحذوا حذوه,حتى أن الأمر وصل ب(بوش زعيم الولايات المتحدة الامريكية) المستفردة باللسيطرة على العالم أن يأتي ل(العراق) خلسة ومتسللاً على اطراف الصحراء وفي جنح الظلام ليجتمع بهذه اللعبة المسخرة والمسخ ويُجلسه إلى جانبه وأمامه الدُمى المساخر الاخرى(المالكي والطالباني والهاشمي)وغيرهم من زعماء (الغربان) وليُعلن (بوش)أن(الشيخ المسخرة ابو ريشة)حليف ل(امريكيا).
نعم إلى هذا الحد وصل الامر ب(بوش) نتيجة للورطة التي تورط بها في (العراق) إلى درجة أنه أصبح يتعلق بقطاع الطرق لعلهم ينقذونه من ورطته, فما أن غادر( بوش)العراق حتى كان المجاهدون الذين زعم (بوش) أن (ابوريشة) قد قضى عليهم يتمكنون من المجرم الخائن اللعبة المسخ فينسفونه نسفا ويجعلون جسده النجس الذي حلت فيه روح الشيطان يتطاير إرباً إرباً في جميع الجهات,
فأي مهزلة هذه وأي غباء هذا!!؟
فإذا كانت (امريكا) بعظمتها تهزم ويُمرمغ أنفها في التراب وتذل على أيدي المجاهدين فهل من هو من أمثال (الحقير ابو ريشة) سيهزم ويقضي على هؤلاء المجاهدين المؤيدين بملائكة رب العالمين .
ان (المرجعيات الغربانية العليا في النجف وكربلاء وجميع بلاد الرافدين وفي مقدمتها وعلى رأسهم غراب البين الأعلى علي السيستاني)مسؤولين عما جرى ويجري في(بلاد الرافدين) من خراب ودمار,فهذه المرجعيات انحازت انحيازا كاملا وواضحا للحملة الصليبية المتحالفة مع (الصفويين في ايران)فهي قد التزمت الصمت التام على جميع الجرائم التي ارتكبتها مليشيات (الغربان) المسماة مليشيات (بدر وحزب الدعوة والمجلس الأعلى) وان الذين يُسمون انفسهم ب(الحزب الإسلامي جماعة الإخوان المسلمون) بزعامة المدعو (طارق الهاشمي ومحسن عبد الحميد وعدنان الديلمي)ويزعمون انهم يمثلون(اهل السُنة والجماعة في العراق)شركاء في الجريمة فما هم إلا سفلة السفلة, ف(الرسول صلى الله عليه وسلم قال السفلة من باع دينه بدنياه, قالوا ومن هم سفلة السفلة يا رسول الله قال من باع دينه بدُنيا غيره )فهؤلاء عندما اشتركوا بالعملية السياسية باعو دينهم بدُنياغيرهم وبثمن بخس حتى يُمكنوا لحُكم (الصليبيين والصفويين في بلاد الرافدين),فمن اجل ذلك هم الذين اقترحوا على الأمريكان بتشكيل ما يسمى ب(صحوة العشائر في الأنبار) والتي تشكلت من الساقطين اخلاقيا ومن اللصوص وقطاع الطر ق والباحثين عن الثروة والجاه المزيف لمحاربة المجاهدين في سبيل الله تحت راية(المجحوم ابو ريشة) حتى انهم اعتبروا (ابو ريشة) بطلا من ابطال الاسلام, وهاهو المدعو (طارق الهاشمي)يدعو الى تعميم تجربة(المنسوف ابو ريشة) في جميع انحاء (العراق) في مؤتمر نسبه للعشائر بُهتانا وزورا عقده في (المنطقة الخضراء) بتاريخ 24/ 9 2007 وصرح في هذا المؤتمر ان على العشائر ان تستعد لمواجهة الأوضاع في العراق بعد الإنسحاب الأمريكي, وهاهو يطرح مشروع سياسي محوره التأسيس لتقسيم(العراق)ذهب الى (المرجع الأعلى للغربان السيستاني) لأخذ وموافقته عليه,فسنرى يا (طارق الهاشمي) هل ستبقى في (العراق) عندما ينسحب اسيادك الأمريكان انت ومن لف لفك ام انك ستولي الأدبار مع (الغربان) وانت تقول كما قال الشيطان(اني ارى ما لاترون).
قاتلكم الله أنى تؤفكون فأي اسلام هذا الذي تنتمون اليه يا(غربان سفلة السفلة )
(ما لكم كيف تحكمون ام لكم كتاب فيه تدرسون).
ان هؤلاء (الغربان) كانوا فال شؤم على الأمريكان,حيث ظنت عصابة (بوش) من (المحافظين الجُدد) بأن(غربان البين)سيُمكنوا لهم في (بلاد الرافدين) فإعتمدوا على (غربان البين وسفلة السفلة ) اعتمادا كاملا في اعداد وتنفيذ استراتيجيتهم في (العراق) وهذا الإعتماد يتوافق مع عقيدة (المحافظين الجدد) القائمة على خراب العالم ونشر الفوضى الخلاقة في كل مكان فكانت البداية والنهاية في بلاد الرافدين (ضل من كانت الغربان تهديه),
لذلك لحق ب(أمريكا)غراب البين على أيدي (غربان المحا فظين الجدد) الذين تحالفوا مع (غربان البين في بلاد الرافدين ) .
ان ابناء القبائل والعشائراصحاب المعادن الأصيلة في(بلاد الرافدين) اسود وصقور ونسور الإسلام المنقضة(احفاد ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وخالد وصلاح الدين وعماد الدين ونور الدين) الذين نصر الله الإسلام على ايديهم, اصحاب الوجوه المضيئة بنور توحيد الله رب العالمين سيبقون اصحاب اليد العليا في(بلاد الرافدين)اما(غربان البين) من (الخونة والعملاء وسفلة السفلة) فلهم لعنة الله ثم لعنة التاريخ والأجيال والخزي والعار.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
ولو كره المحتلون
د. محمد ناجي عمايرة
الراي الاردن

تقسيم العراق ليست فكرة طارئة ولا هي من صنع الكونغرس وان جاء قراره الاخير الذي يوصف بانه غير ملزم مفاجئاً لبعض المراقبين.فقد سعى الاحتلال الاميركي منذ ان هبط على ارض العراق الى تقسيم هذا البلد العربي المتجذر في تاريخه العربي الاسلامي. وتركزت الخطط الاميركية ومشاريع الدستور الذي يوصف ب العراقي منذ بدايات الاحتلال وعهد بريمر، الى الان، على مفهوم الاتحاد الفيدرالي، وهذا يعني التقسيم، وضرب وحدة العراق، وانهاء الدولة العراقية الواحدة الموحدة، وهي خطط لم تكن سرية، ولا خفية، بل معلنة على ملأ من الناس والاعلام. وقد تكرس هذا الامر بنص الدستور الحالي على ان الدولة العراقية دولة فدرالية، واكد على حق الاكراد في الحكم الذاتي الذي يعني الاستقلال داخل الدولة الفدرالية، كما نص على وجود اقاليم ثلاثة في الجنوب والوسط والشمال. وذلك كله لا يعني الا شيئاً واحداً هو التقسيم او بدايته او تهيئة اولية له.واذا كانت ردود الافعال الرسمية العربية باهتة وغير واضحة، فان الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الاسلامي سارعت الى التنديد والاستنكار لتدخل الكونغرس في الشأن العراقي الداخلي واكدت رفض فكرة التقسيم من اساسها.غير ان ممارسات الاحتلال، على ارض الواقع، ظلت متناغمة مع توجهات التقسيم، حيث شجع الطائفية وسعى الى تعظيم الفروق والخلافات بين المذاهب الدينية، مثلما ركز على الاقليات والاثنيات وحثها على المطالبة بما يسميه حقوقها التي لا تعدو ان تكون التهيئة للانفصال بالحديث المقتضب عن فسيفساء النسيج العراقي، والمجتمع العراقي وصولا الى دولة فدرالية تعددية سياسيا ودينيا واجتماعيا وقوميا.ومع ادراكنا الواعي لاهمية هذه المكونات في النسيج الوطني العراقي منذ تكوين الدولة العراقية الحديثة مطلع العشرينات من القرن الماضي واعلان المملكة العراقية وتنصيب الملك الراحل فيصل الأول ابن الحسين بن علي وتداول الملك من بعده لابنه غازي وحفيده فيصل، وحتى قيام الجمهورية واختلاف القوى السياسية الحاكمة التي تداولت السلطة بانقلابات عسكرية متتالية بدءاً من عبدالكريم قاسم ثم عبدالسلام عارف وعبدالرحمن عارف واحمد حسن البكر وصدام حسين، وصولا الى الحرب والغزو والاحتلال وانهاء وجود الدولة العراقية واستبدال كانتونات طائفية او عرقية بها.. مع هذا الادراك تبدو الأمور تسير في اتجاه ما هو مخطط له على ايدي المحتلين وبرامجهم.ومع ما يحمله التقسيم المكشوف والمستتر من مخاطر فقد جاء موقف حكومة المالكي الرافض لفكرة التقسيم خطوة في الاتجاه الصحيح، وان كان الامر يحتاج الى امتلاك قوة دفع سياسية واجتماعية واقتصادية تستطيع ان تعزز الوقوف في وجه الاحتلال ومخططاته، وتعمل على احباطها.لا اعتراض على مبدأ الفدرالية او الدولية الاتحادية، ولا اعتراض على حق الاكراد في الحكم الذاتي، لكن المسألة لا تعدو ان تكون محاولة لتوضيح ما هو واضح، والتأكيد على ان الدولة الاتحادية هي مطلب واسع الانتشار بين العراقيين في الوقت نفسه الذي يحرصون فيه على كيانهم السياسي الواحد الموحد، ولو كره المحتلون!.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
القرار الامريكي بتقسيم العراق
د. وليد محمد السعدي
الراي الاردن

تبني مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرا قرارا يقضي بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات على أساس عرقي وديني يعتبر بلا شك تدخلا سافرا في شؤون العراق الداخلية، ومع أن القرار لا يعتبر ملزما، مما حدا بالرئيس الأمريكي جورج بوش برفضه مباشرة، إلا أن العالم العربي والعراق بالذات لا يمكن أن يلزموا الصمت إزاء مثل هذا التدخل تجنبا من أن يصبح سابقة يحتذى بها من قبل واشنطن لتقسيم دول عربية أخرى على غرار ما أوصى به مجلس الشيوخ الأمريكي حول العراق.إذا كان حل الخلافات الاثنية والدينية في العراق يتطلب نظام حكم جديدا يعطي لكل طائفة دينية او اثنية حكما ذاتيا، فالقرار حول ذلك يجب أن يصدر عن العراقيين أنفسهم.قد يكون صحيحا بان حماية وحدة العراق المركزية حتى الآن كانت بقوة السلاح وبتسلط طرف على الطرف الآخر بدون الرجوع إلى أدنى قواعد الديمقراطية، لكن معالجة هذا الخلل يجب أن يكون بأساليب ديمقراطية تمنح كل طائفة دينية او اثنية رئيسية في العراق الحق الكامل بممارسة حق تقرير المصير بدون المساس بوحدة العراق كبلد مستقل ذات سيادة وعضو رئيسي في الأمم المتحدة.كما يجب التذكير في هذا السياق بان إنشاء كيان فيدرالي في العراق قد يكون الأسلوب الأنفع للحفاظ على وحدة العراق كما هو الحال في العديد من دول العالم، وهنالك أمثلة كثيرة على نجاعة النظام الفدرالي في بلدان تكثر فيها الأقليات والأديان والاثنية وخير مثال على ذلك سويسرا التي تتمتع باستقرار وهدوء سياسي ليس له مثيل في العالم، وكل ذلك بسبب نظام فيدرالي ديمقراطي حافظ على وحدة سويسرا وأعطى بنفس الوقت سكان سويسرا ذوي الأصول الإيطالية والألمانية والفرنسية كل ذي حقه في التمتع بنوع من الاستقلالية المحدودة حفاظا على خصوصيات كل شريحة أساسية من سكان البلاد.كما تتمتع كندا بنظام فيدرالي سليم اثبت جدارته عبر السنين بالرغم من العقبات التي تواجهه بين الحين والآخر، وهذا هو الحال في استراليا والاتحاد الروسي وبريطانيا وغيرها من بلدان العالم.والغريب في هذا المجال هو غياب النظام الفيدرالي في أي بلد عربي بالرغم من وجود أقليات مختلفة في معظم هذه الدول، وقد يكون العراق قدوة للعالم العربي لتجربة النظام الفيدرالي في بعض منها والتي تتواجد فيها أقليات ضخمة.على كل حال مهما كان الأمر بالنسبة للعراق وغير العراق من الدول العربية فيبقى موضوع الفيدرالية شأناً خاصاً لهذه الدول تقرره شعوبها بالطريقة الديمقراطية المعتمدة في العديد من دول العالم المتقدم. ومن هذا المنطلق كان الاحرى بمجلس الشيوخ الأمريكي الامتناع عن التدخل في شؤون العراق الداخلية وترك المجال للعراقيين أنفسهم لتقرير مصيرهم.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
الثورة العراقية والثورة الأمريكية (2-2)

ناهض حتر
العرب اليوم الاردن
وجد الغزاة الأمريكيون, شريكا مدفوعا, هو الآخر, إلى المشاركة الفعالة في تنفيذ خطتهم التي عرضناها أمس, أعني إيران التي لها هي الأخرى مصلحة استراتيجية في تدمير إمكانات العراق التكنولوجية ومطاردة نخبه والاستيلاء على قدراته التصنيعية, على خلفية المنافسة الإقليمية والانتقام, وكذلك : لجم إمكانات التحرر الأيديولوجي وإعادة تأسيس الإسلام لمتطلبات القرن الحادي والعشرين, في أفق إلغاء التشيع والتسنن معا, واستعادة وتحديث النزعة التوحيدية الكونية التي كان العراق منبعها على مر التاريخ.

وهكذا كان لا بد من إحداث التغيير في بنية " العدو" العراقي, لكي تتلاءم مع بنية الغازي الأمريكي الصليبي, أي تغيير العراق من المدنية الى السلفية, المستعدة للحرب ولكن أيضا, للتفاهم على المشترك : منع التقدم العراقي الذي يهدد الفريقين :ـ 1- يهدد الأمريكيين بولادة مجتمع عربي عراقي تتزاوج فيه الثروة النفطية مع القفزة التنموية - العلمية - التكنولوجية, الى ما بعد المجتمع الصناعي, إذ ان العراق هو الوحيد المؤهل لهذه القفزة في العالم العربي - الإسلامي, وبالتالي تحرير النفط العربي, وإذاً : تحرير العالم, من السيطرة الأمريكية. 2- ويهدد السلفية الإسلامية بالتلاشي على هامش الانتقال الى الحداثة الجوانية في العالم العربي - الاسلامي, بقوة القاطرة التوحيدية العراقية.

ما لم يدركه المحافظون الجدد - الصليبيون الجدد, أن استعادة الصليبية في القرن الحادي والعشرين, أي الانخراط في صراع بشروط القرون الوسطى, هو,بالنسبة الى قوة عظمى حديثة, وصفة للفشل والهزيمة. ففي هذا الميدان بالذات, تكون الغلبة للفريق الأكثر تطابقا مع شروط القرون الوسطى, تقنيا وثقافيا. أعني: أن الصليبية الأمريكية كان يمكنها الانتصار على عدو نقيض ثقافيا ومتماثل تقنيا, كالاتحاد السوفياتي, لكن لا يمكنها الانتصار, اطلاقا, على عدو متماثل ثقافيا ونقيض تقنيا. هنا," النصر" معقود للتخلف المنسجم مع نفسه.

المفارقة الكبرى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تخسر, فقط, الحرب الصليبية في الميدان العسكري والسياسي, لكنها خسرت, أيضا, حرب النفط على الصعيد الدولي. فخلال هذه السنوات الست من الحرب الأمريكية على الإسلام, قضمت روسيا والصين والهند أكثر من ثلث سوق النفط العالمي الذي كان حكرا, في التسعينيات, على الولايات المتحدة. موسكو وبكين ودلهي نجحت في المنافسة النفطية من دون أن تطلق رصاصة واحدة, بل بالخضوع لمعايير السوق, أي لشروط المنافسة التجارية في السوق العالمية التي تحررت, جزئيا, من هيمنة واشنطن العالقة في المستنقع العراقي. لن ننسى, هنا, ما أفادته هذه البلدان في كل أشكال المنافسة الأخرى - حتى العسكرية - بفضل "الغياب" الأمريكي في العراق. ذلك الغياب الذي أتاح لأوروبا فترة ذهبية من الاسترخاء والرخاء, وسمح للقارة اللاتينية أن تنتقل إلى اليسار.

كيف ستنتهي هذه الحرب الدامية?

تماما مثلما انتهت الحروب الصليبية, ليس فقط بهزيمة الصليبيين في الشرق, بل بهزيمتهم الاجتماعية والسياسية والثقافية في الوطن أيضا. ولن يستطيع الأمريكيون الخروج من العراق, كما خرجوا من فيتنام, الى عزلة مؤقتة لمداواة الجراح والهجوم من جديد. كلا. فهزيمة الصليبية الأمريكية في العراق, سوف تطرح على جدول الأعمال الأمريكي ضرورة التغيير الشامل في الدولة الأمريكية,أي ضرورة قيام ثورة ديمقراطية تكنس الماضي الأيديولوجي القروسطي المسيطر في الولايات المتحدة, كما حدث مع الصليبية الأوروبية التي آذنت هزيمتها في بلادنا, بالثورة عليها في بلادها, والانتقال نحو الحداثة.

ان الشرط الحاسم لتبلور هذه الضرورة الأمريكية - وبالتالي: الكونية - هو انتصار الأيديولوجية التوحيدية المساواتية في العراق المقاوم, وهو ما سيحسم المعركة على الأرض من تحرير البلد إلى إعادة بناء مؤسساته ونخبه.

هل تلوح هذه الإمكانية في الأفق ?

نعم. فالتسنن العراقي ينتفض الآن, بالفعل, ضد السلفية وتنظيم "القاعدة". وإذا كان الأمريكيون, فرحين بهذا التطور لأسباب تكتيكية, ويقدمون له الدعم, فإن مآل هذه الانتفاضة هو إمكانية اندماج سنة العراق في النهضة التوحيدية التي تتجلى مظاهرها في وسط وجنوب العراق, في الانتفاضات الجماهيرية ضد الملالي والمليشيات السلفية المذهبية المرتبطة بملالي طهران.0

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
القنصلية الإيراني في كربلاء تصدر أوامرها بمنع دخول المواد الغذائية للمحافظة عربية المنشأ
صباح البغدادي
صحيفة العراق

أعتقد أن الجميع أصبح يعلم حجم التدخل المخابراتي الإيراني الخطير في محافظات جنوب العراق تحديدآ , ونخص اليوم مقالنا بالذكر محافظة كربلاء المحتلة , والتي تدار من قبل الحرس الثوري الإيراني ــ فيلق القدس ــ من خلال المنظمات والمؤسسات التي تم أنشاؤها وهي الواجهات التي تخفي وراءها حجم وخطورة مثل تلك التدخلات بالشأن العراقي , ونخص هنا بما يسمى رئيس ومجلس محافظة كربلاء وهم في حقيقة الأمر مجرد دمى يتم تحريكها من خلف الستار الطائفي , حيث تلعب القنصلية في هذا الصدد دورآ حيويآ وفعالآ ومؤثرآ في اتخاذ القرارات المهمة والمصيرية لمستقبل هذه المحافظة المنكوبة والتي يتخذها مجلس المحافظة ويترجمها على ارض الواقع وبالتشاور مع ضباط الارتباط الإيرانيين المتواجدين في القنصلية والتنسيق كذلك مع سماسرة الأحزاب الإسلامية التي لا تتوانى عن الاتجار بالدين والمذهب والطائفة خدمة لمصالحها الدنيوية الزائلة , وليس كما تدعي زورآ وتدليسآ بترديد الأسطوانة المشروخة الصدئة المذهبية وخدمتهم لموالي آل البيت (ع) , والتي رأينا كيف إتباع آل البيت يتم إغتيالهم وقتلهم على أيدي هذه الأحزاب ( الإسلامية ) عندما يتم صراعهم على كرسي المحافظة أو السيطرة على المنشأت التجارية أو الخدمية , وفي سابقة خطيرة حدثت في محافظة كربلاء قبل أيام قليلة عندما أصدر القنصل الإيراني رضا خداورديات أوامره لرئيس ما يسمى بمحافظ كربلاء المدعو عقيل ( الخزاعي ) ولمجلس محافظتها قراره بعدم جواز دخول جميع المواد الغذائية ذات المنشأ العربي وتحديدآ من السعودية والأردن , وذلك لغرض صرف المنتوجات الغذائية الإيرانية بعدما عزف عن شراءها المواطن البسيط لأن أغلبها تالفة وغير صالحة للإستهلاك البشري أو منتوجات رديئة الصنع , وخصوصآ مادة معجون الطماطم واللبن الإيراني حسب ما يتناوله المجتمع الكربلائي فيما بينهم همسآ وخوفآ من أن يتم إعتقالهم من قبل المليشيات الإيرانية المتمثل بفيلق ( منظمة ) بدر الإرهابية وذيولها من عصابات الجريمة المنظمة التي تعيث بالأرض وبالناس تخريبآ وتقتيلآ , ويأتي هذا القرار القذر بعد قيام تجار كربلاء بالعزوف عن إستيراد المواد الغذائية من إيران لعلمهم المسبق بأنها عديمة الصلاحية للإستهلاك الحيواني ناهيك عن الإستهلاك البشري . ما عدا بعض ( التجار ) من ضعيفي النفوس والمرتبطين بمجلس المحافظة والذين جلهم كانوا بالأمس القريب من ألقتله والمجرمين وقطاع الطرق والذين يدعون نضالهم الزائف ضد نظام الحكم قبل السقوط , والحقيقة غير هذه تمامآ كما يعرفها الشارع الكربلائي بصورة واضحة دون تلفيق أو تضليل إعلامي كما هو حال صنيعة المخابرات الإيرانية ومنظمة ( فيلق ) بدر المدعو عقيل ( الخزاعي ) والذي هرب من العراق بعد فضيحته التي قام بها عندما كان يعمل في مستشفى كربلاء وقصته المشهورة باعتدائه على فتاة قاصر وهروبه إلى إيران وقد تلقفته زمرة بدر لكي يقولون أن جماعة المجلس ليس كلهم من الحشاشين والمكبسلين والحرامية بل أن هناك في صفوفنا من يمتلك شهادة الدراسة الجامعية !!! . وفي عودتنا لموضوعنا ... فقد أصدر ما يسمى بمحافظ كربلاء قبل أيام قليلة , تعميم إلى جميع الوكلاء والتجار تم بموجبه بعدم التعامل مع البضائع المنتجة في بعض البلدان العربية بحجة أنها تحتوي على مواد ( مسرطنة ) وأضاف في البيان الموزع ــ لقد أعلمتنا مديرية استخبارات كربلاء وأمن كربلاء بان هناك مواد غذائية تدخل إلى كربلاء , وهي منتجات مصنعة أردنية وسورية وسعودية وتركية مضرة بالصحة . لذلك قررنا على الفور منع دخول هذه المواد وطالبنا دائرة الرقابة الصحية بإتلاف هذه المواد حتى لا تستخدم من قبل المستهلك (( ونحن نقول بدورنا أن هذا عمل جيد ؟؟؟ لو أن المشمول أيضآ بهذه التلفيقات أذا صحت لدى الشارع الكربلائي , تكون أيضآ ومن ضمنها المواد الغذائية الإيرانية الفاسدة والتالفة والتي تباع للمستهلك على أنها صالحة للإستهلاك البشري ناهيك عن الإستهلاك الحيواني)) هذا وقد خصص حسب البيان الصادر من المدعو ( الخزاعي ) مجلس محافظة كربلاء مبلغاً قدره عشرة ملايين دينار لغرض شراء مختلف المواد الغذائية وتوزيعها على العوائل المتعففة في كربلاء . وقالت السيدة ميسون العواد رئيس لجنة المرأة تم تشكيل لجنة خاصة لإحصاء العوائل المتعففة والتي سوف يتم شمولها بالتوزيع في مختلف أنحاء المحافظة . وتأتي هذه المبادرة بهدف رفع جزء من معاناة العوائل المتعففة في كربلاء خلال شهر رمضان المبارك . من جهة أخرى قالت السيدة بشرى حسن عاشور رئيس لجنة حقوق الإنسان إن المجلس من خلال لجنة حقوق الإنسان سبق وان وزعت مواد غذائية وعينية على العوائل الفقيرة والمتعففة في كربلاء ... مع العلم للقارئ الكريم أن أحد أذرع المخابرات الإيرانية والمعروفة للمجتمع الكربلائي هي مؤسسة الزهراء الخيرية الإيرانية أحدى الأذرع السرطانية الطويلة للحرس الثوري الإيراني وهي التي تقوم بتلك الإعمال وليس كما تدعي تلك السيدتين ــ بشرى عاشور , وميسون العواد ــ بل وصل الأمر أن يتم تأخير توزيع الحصة التموينية في كربلاء عمدآ , (( هذا أذا توفرت بالشروط والمنهجية التي كانت معمولة بها سابقآ و قبل سقوط بغداد لأنها تأتي دائمآ ناقصة من المواد الغذائية الضرورية لغرض إذلال المواطن )) , وتقوم بدورها مؤسسة الزهراء الإيرانية بالإستيلاء على معظم المواد الغذائية المقررة بالبطاقة التموينية , وشرائها من الموردين لوزارة التجارة حال دخولها للمحافظة وتحويلها لمخازن مؤسسة الزهراء ( الخيرية ), ومن ثم قيامها بالتوزيع على المواطنين الكربلائين لغرض أستغلالهم بصورة غير أخلاقية وحاجتهم الماسة لقوتهم اليومي واللعب بمصائرهم وعقائدهم الدينية والمذهبية لتحقيق الأهداف المنشودة من هذا التوجه الخطير وبدعم واضح من المليشيات المسلحة لمحافظ كربلاء ( الخزاعي ) ... حيث تعتبر القنصلية الإيرانية اليوم في المحافظة هي الأمر الناهي بكل ما يدور في داخل المحافظة من توزيع المشاريع على المقاولين الفاسدين المقربين منها , ومن توجهها والذي لا يهم هؤلاء الفاسدون سوى المكاسب المادية حتى ولو أتى هذا التوجه على رقاب الناس البسطاء ومدى حاجتهم لتوفير الخدمات الضرورية من توقير الكهرباء والوقود والمياه الصالحة للشرب والأدوية والمستلزمات الخدمية الأخرى بل وصل الأمر من سياسة القتل الرخيص التي تنتهجها هذا الجهة المجرمة بأن يتم أستيراد مواد ومعدات طبية وأدوية ملوثة بمرض نقص المناعة ( الإيدز ) وتوزيعها على المستشفيات والمراكز الصحية في محافظة كربلاء . حيث أكدت في الفترة الأخيرة مصادر طبية من داخل وزارة الصحة العراقية التي تسيطر عليها مليشيات فرق الموت بوجود أدوية إيرانية الأن في الأسواق العراقية ملوثة بفيروس نقص المناعة المكتسبة ( الإيدز ) حيث يقول الصيدلاني العراقي أحمد عبد الله الهارب إلى عمان بعد تهديده من قبل فرق الموت الجوالة بترك مكان عمله (( بأننا وصلتنا معلومات من داخل وزارة الصحة تؤكد وجود أدوية إيرانية ملوثة في الأسواق وبعد التحري الخفي من قبل بعض الأطباء والصيادلة الغيورين على بلدهم ضبطنا كميات من مادة الأنسولين إيرانية الصنع ملوث بالإيدز ومنتشر في الأسواق العراقية وبعض المحافظات الجنوبية )) وليت الأمر ينتهي هنا وحسب ولكن وصل بهؤلاء المجرمين القتلة أن يتم توزيع مواد طبية وأدوية وعلى نطاق واسع في مستشفيات جنوب العراق ومحافظة بغداد تسبب العقم وقطع النسل بعد فترة من تناولها بحجة أنها تساعد في عملية الإجهاض السريع وبدون أي تأثيرات جانبية ممكن قد تحدث في المستقبل على المرأة الحامل أذا تم تناولها في جرعات منتظمة ... وهذه الجرائم كلها تحدث تحت سمع وبصر العاملين في وزارة الصحة وخصوصآ من الموردين والمسؤولين في هذه الوزارة والتي تدعي ليل نهار من أنها تساهم في عملية بناء المنظومة الصحية في العراق , و أن هؤلاء حتمآ يساهمون بعملية تدمير الحرث والنسل بصورة متعمدة غير أبهين بما قد ينتج عن هذا العمل الإرهابي من مصير معلوم على صحة الموطن بما ينطبق حرفيآ مع مخططهم الفارسي التوسعي لهذه المحافظات التاريخية حتى بات الموطن هناك لا يؤمن على حياته وماله وعرضه من كثرة الجرائم التي ترتكبها مليشيات الجريمة المنظمة والتي تعيث في هذه المحافظة المنكوبة قتلآ وتدميرآ وهي نموذج حي نقدمه حال هذه المدينة كحال بقية المدن العراقية المختلفة والتي تم السيطرة عليها من قبل حفنة من العصابات التي تتخذ من الدين والمذهب والطائفة ستار لتمرير مخططاتهم المستقبلية والتي تتناغم وتتماشى مع أطروحات جارة الشر والسوء , ولكن يبقى أملنا كبير جدآ وليس له حدود ومتوكلين على الله عز وجل وعلى الخيرين والأوفياء من رجال ونساء العراق الأشم للتصدي بكل قوة وعزم لهذه المخططات الهمجية التي يريدها الغير ويعمل عليها ليل نهار , تارة بترديد ترنيمة مظلومية إتباع آل البيت , وتارة بوعدهم المعسول المسموم بالوقت نفسه للرفاهية التي سوف يتم تحقيقها لهؤلاء الحفاة الجياع العراة حال أستلامهم مناصبهم الدنيوية الحقيرة وهذا ما رأيناه والخيريين من أبناء شعبنا الصامد الأبي طوال سنين الاحتلال العجاف ... وأن شاء الله بسواعد الخيرين وتضحياتهم لا يصح إلا الصحيح ما دام هناك من يفضح هؤلاء المفسدين في الأرض مهما طال الزمن بهم وتقديمهم للعدالة عن ما اقترفوه من جرائم ... وأن غدآ لناظره قريب ...


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
نفط عراقي وخرفان سورية ...
د حيدر رشيد
العرب اليوم الاردن
وصلت الخراف السورية الحية الى الاردن لتسهم بذلك ومن خلال المؤسسة الاستهلاكية المدنية بتخفيض سعر اللحوم البلدية الذي ارتفع بشكل قياسي قبل ذلك, وبالامس ذكرت الصحف ان دفعة من صهاريج النفط العراقي في طريقها الى المملكة.

النفط والخراف مستوردات من دول عربية شقيقة واستيراد النفط حتى الآن هو من مهمات الحكومة التي يمكن بعد فترة ان تتخلى عنها, اما استيراد الخراف فهو من مهمات القطاع الخاص ولكن الدولة اضطرت في ظل الفوضى وارتفاع الاسعار وتضارب المصالح الى التدخل لتوفير هذه المادة الاستهلاكية الاستراتيجية في الاسواق المحلية.

امام هذه الحالة يبدو واضحا ان دور الدولة دور اساسي في حماية مصالح المواطنين وفي تحقيق التوازن بين مصالح الفئات الاجتماعية المختلفة, فإذا كان ذلك صحيحا وهو كذلك فلماذا تتخلى الدولة عن دورها بشكل عام وتضطر الى التدخل عندما تتعقد الامور وتصل الى مستوى لا يمكن التغاضي او السكوت عنه???

في جانب آخر واذا كانت الحكومة الحالية قد قررت في لحظة معينة ان تتدخل فهل من المضمون ان تتدخل الحكومات المقبلة التي تسير على نفس النهج السياسي والاقتصادي عند نفس اللحظة?? ... وهل من المضمون ان تعود الحكومة الحالية نفسها للتدخل عندما تتعقد الامور من جديد فيما يتعلق باللحم البلدي على سبيل المثال او غيره من المواد الاساسية الاخرى وهل من المضمون ان تساعدها الظروف السياسية والعلاقات مع الاشقاء على ذلك???

الخطوة الحكومية الاخيرة خطوة لا علاقة لها بآليات الحكومة لادارة الاقتصاد الوطني وهي قراءات حكومية سبق ان قلنا وقال غيرنا بأنه لا قدرة لها استراتيجيا على حل المشاكل المزمنة الناجمة عن طبيعة النظام الاقتصادي الذي نسير عليه ونعمل بموجبه وان الوسيلة الى ذلك اساسها العودة الى اعادة الاعتبار لدور الدولة في تسيير شؤون المواطنين وادارة الاقتصاد الوطني.

الجانب الاهم في ظل الواقع السياسي الذي يعيشه وطننا العربي هو هل من المتيسر دوما ان يتم استيراد ما هو عربي وبالتالي ازالة الاختناقات التي قد تتعرض لها بعض القطاعات في بلدنا?! ... أم ان ذلك خاضع لاعتبارات سياسية وتحكمه العلاقات الثنائية مع البلد العربي صاحب العلاقة, فالغاز المصري والنفط العراقي او السعودي والمياه السورية والخراف السورية كلها حاجات اردنية اساسية ولكن الحصول عليها في الوقت المناسب او المطلوب, تعرض ويتعرض لضغوط لا يجعلها سهلة المنال والسبب واضح وهذا ما يبقينا تحت رحمة تناقضاتنا وظروفنا الداخلية التي قد تكون نتائجها وخيمة على الوطن والمواطن.

الفزعة عند الطوارئ واللجوء في لحظة الحاجة الى الآخرين حتى لو كانوا عربا لا يؤمن استقرارا كافيا ولا يضمن للمواطن حياة كريمة مستقرة.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
الظافر.. أهداف متعارضة « 2 من 4 »
بيتر دبليو جولبرث
نيويورك ريفيو اوف بوكس
ومع كل هذا التورط للولايات المتحدة في العراق، فالإيرانيون لا يعتقدون بتوفر الموارد اللازمة لدى الولايات المتحدة لمهاجمة إيران ثم التعامل مع تبعات ذلك. وهم يعرفون ان الهجوم الامريكي على إيران لن يلقى تاييدا شعبيا كبيرا داخل الولايات المتحدة ـ بل إنه من المستبعد ان يفوض به الكونجرس ـ ولن يلقى اي تاييد دولي.
في مستهل خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه عام ،2002 حدد الرئيس بوش هدفين اساسيين للولايات المتحدة فيما يتعلق بإيران: (1) إحلال نظام حكم ليبرالي محل نظام إيران الراهن و(2) منع إيران من تملك اسلحة نووية. غير انه منذ اتخذت الحوادث في العراق منحى خطرا، اضاف بوش هدفا ثالثا هو الحصول على تعاون إيراني في العراق.
إن مسار عمل الإدارة الامريكية غير مشجع. فقد ألمت ضربة قوية بآمال قيام ديمقراطية ليبرالية عندما ذهب المعتدل الإصلاحي محمد خاتمي ليحل محله المتشدد محمود احمدي نجاد في اغسطس .2005 وفي ذلك الوقت اعلن الرئيس بوش للمرة الاولى عن نيته في عدم السماح بوصول اسلحة نووية إلى ايدي الإيرانيين. ولم تكن لإيران القدرة على صناعة المواد الانشطارية. ولكن إيران تحدت منذ ذلك الحين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن التابع للامم المتحدة بتجميع واستخدام اجهزة الطرد المركزي اللازمة لتخصيب اليورانيوم. وفي العراق، تتهم الإدارة الامريكية إيران بانها التي تقوم بتزود الميليشيات الشيعية والمتمردين السنة بالقنابل الجانبية الفعالة.
ومن اجل إجبار إيران على إيقاف تخصيب اليورانيوم، اعتمدت إدارة بوش ـ ولا تزال ـ على عقوبات الامم المتحدة، وجهود فريق التفاوض الاوروبي، والتحذيرات الرئاسية القاسية. غير ان الطريقة السيئة في إدارة حرب العراق قد نالت كثيرا من جميع هذه الجهود. فبعد مشاهدة الولايات المتحدة وهي تذهب إلى الامم المتحدة بأدلة مزعومة الصحة على امتلاك العراق لاسلحة بيولوجية وكيميائية بل وبرنامج نووي مخفي، فإن الحكومات والشعوب الاجنبية تتشكك كثيرا في صحة الاقوال الامريكية بشان إيران. كما ان التجربة العراقية تجعل دولا كثيرة تعزف عن تاييد العقوبات، ليس فقط لانها تتشكك في الاقوال الامريكية بشان إيران، بل خشية ان يفسر الرئيس بوش اي قرار من مجلس الامن بإدانة إيران باعتباره تفويضا بشن الحرب.
ومع كل هذا التورط للولايات المتحدة في العراق، فالإيرانيون لا يعتقدون بتوفر الموارد اللازمة لدى الولايات المتحدة لمهاجمة إيران ثم التعامل مع تبعات ذلك. وهم يعرفون ان الهجوم الامريكي على إيران لن يلقى تاييدا شعبيا كبيرا داخل الولايات المتحدة ـ بل إنه من المستبعد ان يفوض به الكونجرس ـ ولن يلقى اي تاييد دولي. بل إن البريطانيين انفسهم ربما لا يشاركون في ضربة عسكرية لإيران. اما تحذيرات بوش فليس لها وقع كبير لدى طهران لانه قد صار له سجل طويل حافل بالكلام العنيف وخال من الافعال. وطالما ان الإيرانيين معتقدون ان الولايات المتحدة ليس لديها خيار عسكري، فقد حدوا من الاستفزازات من اجل التوصل إلى اتفاقية خاصة مع الاوروبيين.
وعلى الرغم من سرية هويات الإيرانيين الذين يتلقون التمويل الامريكي إلا ان حلفاء الإدارة من المحافظين الجدد يقومون عيانا جهارا بالدعوة إلى الدعم الامريكي العسكري والمالي لجماعات المعارضة الإيرانية بدءا من نجل الشاه الراحل، مرورا بالانفصاليين الاكراد الإيرانيين، وحتى مجاهدي خلق وهي على قائمة وزارة الخارجية من المنظمات الإرهابية. وإذا كان بعض المنفيين في لوس انجلوس الذين يتم تمويلهم امريكيا هم مرتبطون بنجل الشاه الراحل، إلا انه ليس من المحتمل ان تكون منظمة مجاهدي خلق او الانفصاليون الاكراد يتلقون اي تمويل امريكي. غير ان هذه السرية الامريكية، والطريقة المختلفة التي تتعامل بها إدارة بوش مع منظمة مجاهدي خلق، قد اثارتا الشك لدى الإيرانيين بان الولايات المتحدة تؤيد هذه الجماعات إما عبر برنامج الديمقراطية او غيره.
***
ليس بين هذه الجماعات من هو عميل مقنع لتغيير نظام حاكم. فنجل الشاه لا يمثل إلا اسرة فقدت مصداقيتها. والاكراد الإيرانيون يموجون غضبا، ومع ذلك فقد قمعت قوات الامن الإيرانية الكثير من التظاهرات في مناطقهم. كما ان الوطنية الكردية على اطراف إيران وهوامشها لا تضعف من القوة الإيرانية في المركز. (على الرغم من ان وزارة الخارجية الامريكية تضع منظمة Kãò الكردية الثورية في تركيا على قائمة المنظمات الإرهابية، إلا ان الفرع الإيراني للمنظمة غير مدرج على القائمة).
مجاهدي خلق من اقدم واشرس جماعات المعارضة الإيرانية. كانت المنظمة تناصر الثورة في اول الامر، ثم انفصلت عن الخميني واعادت توطين نفسها في العراق مع بداية الحرب العراقية الإيرانية. ولم تكن صلة مجاهدي خلق بصدام حسين تتمثل فقط في مساعدته ضد إيران، وإنما مساعدتها له ايضا في قمع الانتفاضة الكردية عام .1919 ومع ان المنظمة تدعي انها ديمقراطية غربية الهوى، إلا انها اقرب إلى نظام كهنوتي. في ابريل ،2003 زرت معسكر الاشراف ـ وهو القاعدة الاساسية لمنظمة مجاهدي خلق شمالي بغداد ـ فوجدت هناك ما يشبه تماثيل آلية لزعيمي الجماعة مسعود ومريام رجافي، وكان المقاتلون الذي التقيت بهم يرددون كالببغاوات عبارات ثورية محفوظة، وتاكيدا لطبيعتها كمنظمة حداثية منفصلة عن الاوضاع في طهران، فقد كانت المنظمة تعين امراة في منصب قائد المعسكر، كما كانت لديها كتيبة من النساء. اما قائدة المعسكر فلم يكن لها من القيادة نصيب إلا الاسم، واما كتيبة قائدات الدبابات اللاتي كن يعملن في إصلاح محركات الدبابات فلم تكن على ازيائهن الرسمية بقعة واحدة.
تنظر كل من الولايات المتحدة وإيران إلى جماعة مجاهدي خلق باعتبارها منظمة إرهابية. ومع ذلك فالولايات المتحدة لا تتصرف مع المنظمة طوال الوقت باعتبارها منظمة إرهابية. ففي اثناء غزو العراق عام ،2003 لم يسقط الجيش الامريكي غير قنبلة واحدة على معسكر الاشراف سقطت على ثكنات النساء في وقت لم يكن اي منهن موجودة فيها. وعندما زرت المعسكر بعد اسبوعين ضمن فريق تابع لشبكة ايه بي سي التليفزيونية، وصورنا اعضاء مجاهدي خلق وهم يسحبون دبابة عراقية إلى معسكرهم. ولقد دخلت القوات الامريكية إلى هذا المعسكر ولكنها لم تبذل جهدا لمحاولة اعتقال اي من الإرهابيين المفترضين او إيقافهم عن جمع الأسلحة العراقية الثقيلة. ولان إيران كان لها عملاؤها في العراق عند سقوط صدام (وكثير من هؤلاء العملاء كانوا يقومون بجمع الاسلحة) فإنه يحق للمرء ان يفترض ان هذا السلوك لم يكن يتم بعيدا عن العيون. فيما بعد قام الجيش الامريكي بنزع سلاح مجاهدي خلق، ولكن مقاتليها لا يزالون في المعسكر على الرغم من كراهية الشيعة والاكراد ـ المشتركين الآن في السيطرة على حكومة العراق ـ لهم. وكثير من الإيرانيين يستنتجون من ذلك ـ سواء صح استنتاجهم ام اخطا ـ ان الولايات المتحدة تدعم منظمة إرهابية تمارس العنف داخل إيران.
الحقيقة ان إعاقة البرنامج النووي الإيراني وتغيير نظامها يمثلان هدفين متعارضين. فما ابعده من احتمال ان توافق إيران على التوصل إلى حل من خلال التفاوض مع الولايات المتحدة (او الاوروبيين) طالما ان الولايات المتحدة تحاول الإطاحة بالحكومة. وإذا كان من الممكن للضربات الجوية ان تدمر المنشآت النووية في إيران فإنها سوف تحشد للنظام التاييد الشعبي وتعطيه مبررا لتصرفات اقوى.
من وجهة نظر استراتيجية الامن الوطني الامريكي، ينبغي ان يكون الخيار يسيرا. إذ ان ابرز الديمقراطيين في إيران قالوا إنهم لا يريدون تاييد الولايات المتحدة. وفي رسالة مفتوحة إلى سكرتير عام الامم المتحدة بان كي موون، انتقد المنشق الإيراني اكبر جانجي كلا من النظام الإيراني والنفاق الامريكي. فقد كتب جانجي يقول شأن الولايات المتحدة بعيدة كل البعد عن المساعدة في تنمية الديمقراطية. فسياسة الولايات المتحدة على مدار خمسين عاما قامت اساسا على الإضرار بانصار الحرية والديمقراطية في إيران. اما إدارة بوش، من جانبها، ومن خلال الموافقة على تمويل مشاريع مساعدة الديمقراطية في إيران والذي يتم إنفاق اكثره على مؤسسات رسمية وجهات إعلامية تابعة للحكومة الامريكية، فقد سهلت على الحكومة الإيرانية ان تصف خصومها بانهم مرتزقة لدى الولايات المتحدة، وبذلك تسحقهم دونما خوف عقاب.
ومع ان قيادات إدارة بوش غير قادرين على تغيير النظام، إلا انهم غير قادرين على التخلي عن الهدف. ويقارن انصار هذه الجهود بينها وبين تاييد الولايات المتحدة لعقود طويلة للديمقراطيين داخل اوروبا الشرقية من قبل. ولكن هناك خلافا جوهريا. فالمنشقون الاوروبيون والسوفييت كانوا يريدون الدعم الامريكي، والذي كان في بعض الاحيان باهظ الثمن على المستوى الشخصي، ولكنه كان موضع ترحيب على المستوى السياسي. ولكن ذلك لا يروق لمتعصبي الإدارة. فهم بعبارة جيني كيركباتريك يلتزمون إلى اعماقهم بالسياسات التي تترك في النفس وقعا طيبا بدلا من التي تترك على الارض فعلا طيبا. وإذا كان الكونجرس يريد ان يعاون المعارضة الإيرانية، فعليه ان يقطع تمويل برامج الديمقراطية الإيرانية.
إن الولايات المتحدة في اللحظة الحالية في اسوأ حال. فهي مرتبطة مع اقل اطياف المعارضة الإيرانية مصداقية واكثرها رفضا من الإصلاحيين الذين يحظون برضا الإيرانيين. كما ان كثيرين من الإيرانيين على يقين من ان الولايات المتحدة تنشر العنف داخل إيران، وهو ما اصبح مبررا للهجوم على القوات الامريكية في العراق. وللاسف، لا تفعل الولايات المتحدة شيئا حيال كل ذلك.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
مصر تؤكد رفض قرار تقسيم العراق
افتتاحية
الاهرام مصر
أكدت مصر رفض قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الخاص بتقسيم العراق‏,‏ وذكر وزير الخارجية أحمد أبوالغيط أمس أن بيان مصر الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أكد ضرورة الحفاظ علي وحدة أراضي العراق‏.‏ وقد أوضح الرئيس حسني مبارك‏,‏ خلال استقباله الخميس الماضي لنائب الرئيس العراقي عادل عبدالهادي‏,‏ دعم مصر للعراق وبشكل كامل للحفاظ علي استقلاله وسيادته وعروبته‏.‏

وأكد الرئيس مبارك ضرورة تعزيز وحدة العراق‏,‏ وأن الدستور العراقي يكفل الوحدة العراقية‏,‏ وأن العراق موحد منذ آلاف السنين‏,‏ ولدية القدرة علي الحفاظ علي وحدته وسلامة أراضيه‏,‏ ولا يمكن لأحد أن يتصور تنفيذ سيناريو تقسيم العراق‏.‏

وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد أصدر قرارا بتقسيم العراق إلي ثلاثة كيانات طائفية وعرقية أحدها للشيعة والآخر للسنة والأخير للأكراد‏,‏ وهذا القرار‏,‏ وإن كان غير ملزم‏,‏ إلا أنه يكشف عن اتجاه خطير في التوجهات السياسية السائدة في أمريكا‏,‏ كما يفجر مخاوف جسيمة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها‏.‏ ولأن الأزمة العراقية‏,‏ في ظل الاحتلال الأمريكي تزداد تعقيدا‏,‏ وأن الشعب العراقي تتدهور أحواله علي نحو مروع‏,‏ فإن الأمر يقتضي تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمحاولة إنقاذ العراق من كارثة الاحتلال الأمريكي‏.‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
قرار اجرامي
مصطفى بكري
الاسبوع مصر
بعد مضي أكثر من أربع سنوات علي الاحتلال الأمريكي للعراق تكشف المزيد من الحقائق عن الهدف الحقيقي من وراء الغزو الذي استهدف اسقاط نظام الرئيس الشهيد صدام حسين.
فقد صوت مجلس الشيوخ الأمريكي في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء الماضي علي مشروع قرار تقدم به السينارتور الديمقراطي 'جوزيف بايدن' يعتمد خطة لتقسيم العراق إداريا علي اساس طائفي وعرقي.
وينص المشروع الذي وافق عليه مجلس الشيوخ علي قيام ثلاثة أقاليم: شيعية وسنية وكردية تنتظم في اطار حكومة فيدرالية.
وقد أكد السيناتور 'بايدن' انها المرة الأولي منذ أربع سنوات ونصف السنة من الحرب في العراق التي يحدث فيها توافق كاسح بين الحزبين الرئيسيين (الجمهوري والديمقراطي) بخصوص تقديم توصية للرئيس بوش بشأن كيفية المضي قدما.
ويزعم السيناتور الذي ينوي ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة ان هذا الاقتراح يمثل الوسيلة المقبولة لأنهاء الحرب الدائرة في العراق وعودة القوات الأمريكية إلي أرض الوطن علي أن تترك خلفها عراقا مستقرا.
والحقيقة أن الادعاءات التي ساقها مجلس الشيوخ الأمريكي من وراء هذا القرار الخطير الذي يقضي بتمزيق بلد عربي، هي مبررات تصب في صالح الكيان الصهيوني وفي صالح الاستراتيجية الأمريكية التي اعلنها وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول عشية العدوان الأمريكي - الصهيوني علي العراق.
وهذا المخطط كشفت عنه مجلة القوات المسلحة الأمريكية في عددها الصادر في شهر يوليو من العام الماضي، عندما تحدثت عن 'خريطة الدم' التي تحوي خطة تقسيم الوطن العربي وإعادة رسم خارطته بما يحقق قيام دويلات علي أسس طائفية وعرقية، وهذا المخطط ليس بغريب علي حكومة العملاء التي تحكم وتتحكم في مصير العراق، فهؤلاء هم الذين مهدوا للحرب المجنونة التي شنتها ميليشيات هي من صنيعة المحتل وقوي إقليمية أخري، فراحت تمارس عملية التطهير العرقي والتهجير القسري الذي أدي إلي نزوح جماعي لم يسبق له مثيل في هذا البلد العربي العريق.
لقد اتهم الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين مؤخرا حكومة المالكي بالسعي لتقسيم البلاد والعمل علي اشعال فتنة طائفية في العراق بهدف التخلص من المقاومة والوصول إلي عراق مقسم.
وقال الضاري: 'إن الذين يقولون إن العراق سيتعرض للفوضي بعد انتهاء الاحتلال أقول لهم إن الفوضي خلقها الاحتلال والمستفيدون من وجوده حتي يبرر بقاءه لأطول فترة ممكنة، وأن ما يجري في العراق ليس فتنة طائفية وإنما فتنة سياسية'.
وعلي نفس المسار حذرت الجامعة العربية من خطورة القرار الذي اتخذه مجلس الشيوخ الأمريكي معتبرة اياه 'وصفة مسمومة ومشئومة' للرؤية المستقبلية التي تنظر بها أمريكا إلي المنطقة العربية.
وطالبت الجامعة العربية بالتصدي بالجدية والحزم لهذه المخططات التخريبية والتدميرية التي أصبحت قرارا رسميا اتخذه مجلس الشيوخ الأمريكي.
ثمة سؤال يطرح نفسه هنا: ماذا ستفعل الجامعة العربية؟ وماذا سيفعل الحكام العرب؟ والإجابة تبدو واضحة وضوح الشمس، فالجامعة لا تملك من أمرها شيئا سوي اصدار البيانات الهشة التي تعكس حالة التوافق العام باتجاه التردي والتراجع عن ثوابتها القومية.
أما الحكام العرب فهم غائبون عن الوعي، صامتون أمام المؤامرة لا يحركون ساكنا حتي لو جري تقسيم المنطقة إلي مائة دويلة ودويلة.
إن الذين يستهينون بقرار مجلس الشيوخ الأمريكي تحت زعم انه قرار غير ملزم للادارة الأمريكية هؤلاء يتناسون أن مشروع التقسيم هو الهدف الرئيسي من وراء قرار الرئيس جورج بوش بغزو العراق، وهؤلاء يتجاهلون عن عمد أن خطة بوش المعلنة تستهدف تقسيم المنطقة في اطار مخطط الشرق الأوسط الجديد.
إن كل الصامتين علي المؤامرة التي تجري علانية ضد بلد شقيق سيدفعون الثمن غاليا إن لم يكن اليوم فغدا، فأمريكا لن تستثني أحدا، بل إن مخططها سيطال الجميع بلا استثناء.
إن ما يجري في العراق من مخططات تدميرية تدعونا جميعا إلي الوقوف صفا واحدا ولملمة الشمل العربي مجددا للتصدي للمؤامرة الخطيرة التي ستحول المنطقة إلي انهار من الدماء، وستشعل فتنة لن تهدأ ولو بعد مرور عقود طويلة من الزمن..
إن هذا التخطيط الشيطاني لم يأت اعتباطا، ولا هو قرار جاء بمحض الصدفة، بل هو تعبير عن الفكرة التي ظلت تراود كبار رجالات الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكيين علي مدي سنوات طوال، فبدأوا المخطط بالحديث عن امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل، ثم روجوا أكاذيب الديكتاتورية الحاكمة في العراق، واستأجروا مجموعة من الخونة الذين باعوا أنفسهم وقدموا علي ظهور الدبابات الأمريكية ظنا منهم انهم بذلك قد حصلوا علي شرعية لاحتلال الأرض ونهب الثروات.
كنا نسمع أصوات هؤلاء العملاء تنطلق من لندن وواشنطن لتحدثنا عن المقابر الجماعية والمجازر الوهمية فإذا بهم يفشلون بعد تنصيبهم كأدوات علي رأس الحكم في العراق في تقديم دلائل حقيقية حول كل ما يرددون، بدليل انهم اغتالوا الشهيد صدام حسين دون أن يفتحوا هذه الملفات التي كانت ستمثل فضيحة أخلاقية للأمريكان وعبيدهم.
هؤلاء الذين بشرونا بالديمقراطية الواعدة في العراق هم انفسهم الذين يقودون ميليشيات القتل والذبح التي لم تفرق بين شيخ وطفل وامرأة، هم انفسم الذين يهدمون المساجد علي المصلين ويرتكبون كل المحرمات بطريقة جعلت من عمليات القتل والذبح وكأنهم يعزفون سيمفونية في سماء العراق، دون أن يحرك ذلك فيهم همسة من ضمير، أو حرصا علي وطن يمزقونه بمساندة ورعاية من المحتل..
لكل ذلك اقول لهؤلاء الخونة الذين ارتضوا أمريكا سندا وحكما في وطننا مصر، ها هي تجربة العراق أمامكم، وها هو جورج بوش القاتل الإرهابي يضع بداية لفصل جديد في تقسيم هذا الوطن بطريقة سوف تجعل الجميع يترحمون علي زمن سايكس بيكو.
إن الذين يحجون إلي جورج بوش وإلي كونداليزا طلبا للعون والمساندة ضد نظام بلادهم مهما كان رأينا فيه هم مجموعة من الخونة والعملاء الذين يستحقون المحاكمة جراء ما ارتكبت أيديهم الملوثة بالدولار الأمريكي ثمنا لخيانتهم لأوطانهم..
هؤلاء ليسوا دعاة حقوق انسان، وليسوا دعاة ديمقراطية ودفاع عن الحرية، هؤلاء يستخدمون هذه الشعارات البراقة بينما هم مجموعة من المشوهين نفسيا، الذين يتبنون ثقافة الخيانة منهجا لهم في هذه الحياة.
إن من يخن وطنه ويحتم بالأجنبي فلن يتردد في خيانة أقرب الناس إليه، ولذلك لا يجب الرهان أبدا علي أمثال هؤلاء، ولا يجب أبدا أن تدفعنا حالة الاحتقان المجتمعية إلي الكفر بالاصلاح الداخلي والانقياد وراء هذه الشعارات الكاذبة من أناس ارتضوا أن يكونوا مجرد أدوات في يد الأجنبي، قد يري البعض أنه لا أمل، وقد يدعو أصحاب النفس القصير إلي أي حل يحدث تغييرا علي أرض هذا الوطن حتي ولو كان هذا الحل قادما من واشنطن.
وهذا المنطق مرفوض جملة وتفصيلا، لأن المخطط الأمريكي لا يخفي علي أحد، ولأن التجارب الأمريكية تؤكد حقيقة واحدة هي أن أهداف أمريكا هي ذاتها اهداف 'إسرائيل'، وأن تلك الأهداف تتقاطع حتما مع آمال وطموحات شعبنا العظيم.
نعم نختلف مع أهل الحكم في مصر، نقاوم الفساد ونواجه الاستبداد، ولكن كل ذلك يجب أن يتم علي أرضية وطنية صرفة وبأجندة هي صناعة مصرية بالاساس..
إن قراءة التاريخ ضرورية لفهم الحاضر والمستقبل والقديم والجديد بما يؤكد أن هذا الوطن مستهدف بالاساس، استهدف في عصر محمد علي، عصر النهضة والدولة الحديثة، واستهدف في عهد جمال عبدالناصر، عهد الاستقلال الوطني والقومية العربية، ومصر الان تبدو مستهدفة أكثر من أي وقت مضي، لأن الرهان علي تمزيقها سوف يفتح الباب واسعا أمام تنفيذ مخطط تقسيم المنطقة سريعا.
إن المطلوب هو وحدة الجماعة الوطنية المصرية ودحض المخطط، فالوحدة هنا سوف تدفع إلي افشال المؤامرة في العراق وكل مكان علي أرض أمتنا العربية.
لا تستهينوا بما جري، ولا تقللوا من حجم المؤامرة، فمن منكم كان يظن في يوم ما أن مجلس الشيوخ سيصدر قرارا علنيا بتقسيم بلد عربي إلي دويلات طائفية وعرقية.
إن المؤامرة التي أقرها الكونجرس علي العراق هي جرس إنذار لنا جميعا، جرس إنذار يتوجب في ضوئه مراجعة المواقف لتتحول الجماعة الوطنية إلي سد منيع يحول دون تنفيذ المؤامرة علي أرض مصر وغيرها من البلدان العربية، مطلوب إعلاء حق المواطنة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد، مطلوب فتح أبواب الحرية وتداول السلطة، مطلوب مصالحة مع الشعب وقواه الحية، مطلوب مكافحة للفساد وارساء أسس ومبادئ العدالة الاجتماعية، مطلوب القضاء علي مجتمع النصف في المائة وفتح الطريق أمام مبدأ تكافؤ الفرص أمام الجميع..
إن العراق العظيم ومقاومته الباسلة قادران علي دحر المؤامرة والقضاء علي الأيدي العميلة التي تشارك في تمزيق الكيان الوطني، لكن العراق يناشد الأمة بأسرها أن تنتفض دفاعا عن وحدته وعروبته، وأن تدعم مقاومته الشريفة وأن تتوقف عن سياسة دعم العملاء والخونة أعوان المحتل.
إن الأمة كلها مطالبة أن تزأر من أجل العراق وأن تبعث برسالة لجورج بوش وأعوانه مفادها أن العراق أبدا لن يكون ولاية أمريكية جديدة وأن الأمة بأسرها لم تسمح له هو أو إدارته أو عملائه بالعبث بمصيرها وتمزيق كيانها والقضاء علي هويتها.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
تشكيل" العراق بتفتيته
افتتاحية
الخليج الامارات

إعادة تشكيل المجتمع العراقي هي أحد أهداف الغزو الأمريكي للعراق في مارس/آذار 2003 على ما يقول رئيس الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” السابق جورج تنيت في مذكراته التي صدرت في كتاب “في قلب العاصفة”، والذي تناول فيها تفصيلاً غزو العراق، ما سبقه وما تلاه، وخصوصاً كيفية التعاطي مع هذا البلد بعيد احتلاله.

إعادة تشكيل العراق هي نفسها نقطة الزيت المراد توسيع رقعتها لتشمل الشرق الأوسط كله وفي القلب منه المنطقة العربية، وطبعاً عن طريق أساليب شريرة منها الفوضى والفتن وضرب الفسيفساء الطائفية والمذهبية والعرقية وفكفكتها بالشكل الذي يصعب على العرب فيما بعد إعادة تجميعها، أو على الأقل رتق ما فيها من خروق.

تقسيم العراق هو الترجمة العملية للاحتلال، ولهذا كان القرار غير الملزم الذي أجيز في مجلس الشيوخ الأمريكي في شأن تقسيم العراق الى ثلاث دويلات على أساس عرقي وطائفي، والغرض تيسير الخروج الأمريكي من المستنقع العراقي ومنع الحرب الأهلية في هذا البلد.

ظاهر القرار أن هدفه إيجابي، إذ إن الكل مع جلاء الاحتلال ودرء الفتنة والاقتتال الداخلي في العراق. لكن ألا يمكن أن يتم ذلك إلا عن طريق تفتيت هذا البلد وتقطيع أوصاله وشرذمة بنيه، وهي الأغراض الشريرة التي بدىء بتنفيذها عملياً من قبل الاحتلال وفوضاه فرزاً وتشريدًا في الداخل وإلى الخارج.

وهذه الوقفة العربية والإسلامية وفي الداخل العراقي، باستثناء حكومة كردستان، ضد تقسيم العراق، يؤمل أن تترجم على أرض الواقع حماية للعراق والمنطقة العربية كلها من هذا الشر المستطير الذي يراد منه أن يشكل إسقاطاً للعرب كلهم في أتون الفتن والتفتيت، وعندها يسهل شطبهم وقضاياهم وحتى وجودهم.

مطلوب في هذه المرحلة الخطيرة، مرحلة التقطيع والشطب وإعادة التشكيل، أن يقف العرب وقفة جادة ومسؤولة، ويترجموا أقوالهم الى أفعال قبل أن تصبح خطط التقسيم الأمريكية للعراق واقعاً، وعندها لن ينفع العرب حتى الندم.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
لا لمشروع التقسيم
جعفر محمد أحمد
الخليج الامارات
مرة يجمع العراقيون منذ احتلال بلادهم قبل نحو أربع سنوات ونصف، على رفض قرار الكونجرس الأمريكي الأخير الداعي لتقسيم بلادهم إلى ثلاثة كيانات على أساس عرقي وطائفي. هذا الرفض العراقي صاحبه أيضاً رفض واستنكار عربي ودولي واسع للمشروع الامريكي، ناهيك عن ان مجرد الحديث عنه سيكون له نتائج وخيمة ليس على العراق وحسب، وإنما على الأمن والاستقرار الإقليمي من جهة والسلم الدولي من جهة أخرى.

قرار الكونجرس يؤكد أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، لم تتخل عن اهدافها الرامية لادخال المنطقة كلها في حروب وفوضى وتناحر، عبر إدخال عناصر جديدة تمثلت هذه المرة في تحريك مسألة الأقليات للعبث باستقرار دول المنطقة وفتح نوافذ جديدة للاهتزاز السياسي والأمني فيها، بعد ان مارست من قبل سياسة فرق تسد بتأجيج الفتن بين المجموعات الطائفية، وتصنيف الدول بين خير وشر وبين دول معتدلة واخرى مارقة حتى يتم لها تنفيذ مخططاتها الاجرامية.

من المفارقات العجيبة ان تحذر سفارة الاحتلال الأمريكي في بغداد بعد أيام من القرار، بالقول إن أي محاولة لتقسيم العراق سيتولد عنها “معاناة كبيرة جدا.. وإراقة دماء”، وتزعم في ذات الوقت ان الإدارة الأمريكية جادة في دعم عراق موحد، ومستقر، وآمن، وذلك في تناقض واضح يكشف كذب الاحتلال، ولعبه الأدوار المتبادلة لخلط الأوراق والضحك على الذقون في آن واحد. ومن الغريب ايضا أن القرار جاء من مجلس تشريعي من المفروض أنه يضم حكماء السياسة، لكنهم بدلاً من أن يقوموا بدورهم الرقابي والكابح لتهور إدارة بوش نجدهم يندفعون إلى الموافقة على اقتراح بتقسيم العراق بدعوى أن ذلك سيحل مشكلة العنف ويسمح بسرعة عودة القوات الامريكية.

إن الرد العملي للعراقيين على القرار الأمريكي الذي يتنافى مع القانون الدولي، يجب أن يكون من خلال إعادة النظر في مسببات الخلاف ومظاهر الشقاق على الساحة العراقية، والحفاظ على وحدة العراق باعتبارها مصلحة وطنية وإقليمية ودولية.لقد حان الوقت لأن يعيد العراقيون النظر في حساباتهم، ويصطفوا خلف مشروع وطني يكرس التوافق قبل فوات الأوان، وقبل ان يصبح التقسيم هو الخيار الوحيد، فكم من دول جرى تفتيتها وتقسيم شعوبها على خلفية قرارات لم يتم التصدي لها في مهدها.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
الكونغرس والعراق
حسام الضاوي
الوطن قطر

القرار الذي تبناه الكونغرس الأميركي مؤخراً لتقسيم العراق عرقياً ودينياً إلى ثلاثة كيانات ـ دويلات، لا تستقيم مناقشته من زاوية علم القانون فقط، فالقول مثلاً: ما علاقة الكونغرس وما صلاحيته في تقرير أن العراق لن يكون دولة واحدة؟ هو صحيح نظرياً بالمعنى القانوني، إذ لا صلاحية له على الإطلاق، ولكن هذا القول هو للأسف من دون فاعلية، فلقد علمتنا تجارب التاريخ أن الغزاة عندما يحتلون بلداً معيناً يستهدفون أولاً، وقبل كل شيء وحدته الوطنية ويعملون على رفع السدود بوجه احتمالات هذه الوحدة، غير آبهين بالقواعد الإنسانية والقانونية، فلا وجود في حساباتهم الفعلية لشيء اسمه شرعة حقوق الإنسان، ولا احترام للحدّ الأدنى من قواعد القانون الدولي.

قرار الكونغرس يقع تماماً في هذا الإطار، ولهذا فإن قراءته قانونياً تبقى قاصرة، أما القراءة السياسية فهي الواجبة وهي الضرورية، ومن هنا منبع الخطورة الكبيرة، واستناداً إلى ذلك فإن القرار المذكور يحمل في ثناياه رسالة سياسية كارثية تتجاوز العراق إلى المنطقة كلها، ومغزاها ان الاستراتيجية بعيدة المدى للولايات المتحدة الأميركية تقوم على محاولة الاسراع في استثمار الفوضى التي سببتها في الشرق الأوسط، بما يشبه الزلزال بعد احتلال العراق في عام 2003.

إن قرار التقسيم ـ وإن يكن غير ملزم بالمعنى القانوني ـ يشيع مزيداً من ثقافة الانقسام والانفصال والتجزئة والتذّرر، بدلاً من ثقافة الوحدة الوطنية، وكأننا بالفعل أمام حالة تطوير سلبي لمشاريع التجزئة التي جرى تنفيذها بعد الحرب العالمية الأولى، ثم تكرست بعد الحرب العالمية الثانية، وعلينا ان نعترف نحن العرب بالدرجة الأولى بأن عجزنا ـ ولأسباب كثيرة ـ عن صياغة رؤية متطورة للوحدة الوطنية في كل بلد من بلداننا، ساهم في تغذية مشاريع التقسيم بصورة عامة، ويساهم حالياً في تقديم الذرائع للسياسة الأميركية تجاه المنطقة.

حالياً، تلقى العراقيون رسالة الكونغرس، ولكنهم ليسوا وحدهم أمام هذا الخطر، فالفلسطينيون أمام الخطر نفسه، واللبنانيون أيضاً إذا لم يستطيعوا انقاذ وفاقهم الوطني فستكون مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ممراً لتهديد ما تبقى من وحدة لبنان.. ويا للكارثة إذا سقطت هذه الحالات الثلاث في التقسيم.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
Black Army
لؤي قدومي
الوطن قطر

منذ عشرة ايام تقريبا ولا حديث للصحف العربية والدولية الا عن شركة بلاك ووتر الامنية التي اتهم بعض افرادها مؤخرا بقتل 10 مدنيين عراقيين في بغداد، فيما وصف بانه استهتار واضح بأرواح العراقيين من قبل مرتزقة لا هم لهم سوى تكديس ملايين الدولارات لقاء خدمات لا علاقة لها مطلقا بحماية الشعب الذي يحتاج الى الحماية اكثر من اي طرف آخر.

المضحك ان الحدث عن بلاك ووتر يوحي بأن العراقيين العشرة الذين قتلهم المرتزقة في لحظة غضب هم حالة شاذة لا علاقة لها بسياق عام يعيشه العراق منذ 4 سنوات عناوينه الموت العبثي والقتل المجاني والخراب الشامل.

المضحك اكثر انه بينما كان يتحدث الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الاميركي في بغداد رايان كروكر عن لجنة تم تشكيلها للتحقيق في قضية الشركة الاميركية التي عمل معظم موظفيها كجنود في الجيش الاميركي، قبل خروجهم علي التقاعد كانت القوات الاميركية التي يصح وصفها بـ «البلاك آرمي» او الجيش الاسود تقتل 13 مدنيا بينهم نساء واطفال في هجوم على مبنى سكني غرب بغداد، ولان هذا النوع من الهجمات بات معتادا وطبيعيا ولا يستوجب اي تحقيق او استقصاء فقد اكتفى متحدث باسم الجيش الاميركي بالتعبير عن اسفه، مشيرا الى حرص قيادة الجيش على عدم تكرار هذه الحوادث التي حصدت ارواح عشرات الآلاف من الابرياء العراقيين منذ ان سقطت بلادهم في قبضة الاميركيين قبل 4 سنوات من الآن. وعلى عكس الاجراءات الوهمية التي تتخذ عندما تتعرض شركة امنية لفضيحة على غرار تلك التي تواجهها بلاك ووتر اليوم فقد اعلن الجيش الاميركي منذ اليوم الاول ان جنودها محصنون ضد اية ملاحقة قضائية في حال قيامهم بقتل مواطنين عراقيين مما اعطى الجنود انطباعا بأن العراق ليس سوى لعبة بلاي ستيشن وان شعبه ليس سوى اهداف افتراضية. «بلاك ووتر» و«بلاك آرمي» تعددت الاسباب والموت واحد!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
العرقنة» و«الصوملة»... والايديولوجية الطاردة
وليد نويهض
الوسط البحرين
شكل قرار «مجلس الشيوخ» الأميركي غير الملزم بشأن تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم صدمة سياسية لمختلف القوى العربية الوحدوية. فأنصار الوحدة القومية أو التوحيد الإسلامي وجدوا في مشروع القرار خطة مبرمجة تريد تمرير استراتيجية تقضي في النهاية تفكيك المنطقة إلى دويلات ضعيفة ومتناحرة تخدم الكيان الصهيوني المتحالف مع الولايات المتحدة.

ردود الفعل كانت قوية وجاءت في سياق انفعالي يذكر كثيراً بتلك المشاهد السياسية التي مرت بها المنطقة في محطات زمنية مختلفة. فالأحزاب القومية وأخواتها من منظمات أهلية ومدنية عربية وإسلامية عقدت اجتماعات سريعة أو دعت إلى عقد ندوات طارئة لمناقشة تداعيات المشروع والتوافق على خطة عملية تردّ عليه. ولكن الأحزاب على أنواعها تبدو في تعاملها مع خطة التقسيم غير واعية لتلك الوقائع الميدانية التي نجح الاحتلال في رسم خطوطها السياسية على الأرض.

قوى الممانعة تحتاج فعلاً إلى وقفة تأمل حتى تستطيع مراجعة تعاطيها الانفعالي مع استراتيجية تستخدم كل وسائل التفكيك معتمدة على عناصر طائفية ومذهبية وتيارات سياسية تبحث عن هوية مضادة للوحدة القومية ومخالفة لتلك المظلة التاريخية التي تشكلت تحت سقف الإسلام في القرون الماضية. فالمشروع الأميركي يستغل آليات الضعف في العلاقات الأهلية ويستخدم تلك الهيئات واسطة لتنفيذ خطة تقسيمية أقوى واقعياً من الأدوات الايديولوجية التي تلجأ إليها عادة الأحزاب العربية القومية أو الإسلامية.

ما حصل ويحصل في العراق يشكل مادة حيوية تعطي صورة عملية عن تلك الأساليب التقويضية التي استخدمتها الإدارة الأميركية بعد الاحتلال. ودراسة تكتيكات تيار «المحافظين الجدد» ربما تساعد قوى الممانعة وأحزابها على تحديد نقاط الضعف والقوة وتمهد الطريق إلى تكوين أدوات قادرة على مكافحة التقسيم وتعطيله.

الإدارة الأميركية بدأت مشروعها التحطيمي حين قررت تقويض الدولة في العراق وتفكيك كل قواعدها الاقتصادية ومرتكزاتها السياسية. فالتقويض أدى إلى انهيار الدولة وتبخرها من الحياة العامة وهذا ما فتح الباب لنمو قوى محلية (أهلية) تبحث عن أدوات للحكم بهدف الحماية من مخاطر أمنية أخذت تتعرض إليها. وتحت غطاء الدفاع الذاتي عن المصالح المباشرة تبلورت نزعة إقليمية في المحافظات أخذت تؤسس هيئات محلية تقوم بدور الوكيل المؤقت لدور «دولة» غابت عن ساحة الصراع. بعد ذلك دخلت مراكز القوى في المناطق في حالات من الفوضى الأهلية وبدأت تتصادم للسيطرة على الموارد في محاولة لفرض نفوذها الخاص. وأدت الفوضى التي أطلقت عليها إدارة الاحتلال تسمية «بناءة» إلى توليد العنف الطائفي والمذهبي فأخذت القوى المحلية (الميليشيات) تلعب في النار وتمعن في القتل والتصفية والتشريد والتنكيل والتهجير بقصد طرد الجماعات التي لا تتجانس مع هوية الإقليم أو المحافظة.

ما حصل في العراق من انقسامات أهلية جاء في سياق خطة مبرمجة اعتمدت على أدوات محلية لتنفيذ المشروع الذي طالب «مجلس الشيوخ» باعتماده مخرجاً للحل. فالوقائع الميدانية التي جرفت المساجد والمراقد والجوامع والحسينيات شكلت على مدار أربع سنوات من الاحتلال ايديولوجية طاردة لكل مخالف في دائرة المحافظة والإقليم. والطرد من محل الإقامة أو مكان السكن يحتاج دائماً إلى ايديولوجية محلية تتماهى مع الغالبية الأهلية للطائفة أو المذهب حتى تكتسب تيارات التقسيم والتفكيك شرعية مرحلية تلعب وظيفة دفاعية عن تكتلات بشرية متجانسة في تكوينها الثقافي وتقاليدها في ممارسة طقوس العبادة أو الحياة اليومية العادية.

الايديولوجية الطاردة

الايديولوجية الطاردة في النهاية هي مجموعة أفكار عشوائية تقوم على وعي زائف يكرس الشعور المضاد للوحدة أو التوحيد ويدفع بالعلاقات الأهلية إلى الابتعاد عن المشترك الإنساني. وهذا النوع من الايديولوجية خطير للغاية لأنه يستمد قوته من عناصر شديدة الانغلاق على ذاتها الخاصة وصورتها الضيقة التي لا تتعدى القرية أو العشيرة أو الحي.

«العرقنة» إذاً ليست مجرد فكرة نظرية اقترحها «مجلس الشيوخ» الأميركي للتسوية وإنما هي ايديولوجية طاردة تلعب سياسياً وظيفة تقويضية للمشترك الإنساني والمصير الواحد والمصلحة العليا. وهذا النوع من الايديولوجيات لا ينظر إلى الجوامع التي تربط القوى في دائرة المصلحة المشتركة وإنما يملك أدوات تحض على الكراهية والريبة من الآخر والتشكيك بولائه للجماعة المحلية لأسباب مختلقة تصدر عن مشاعر طائفية ومذهبية محكومة بمنظومة من الأفكار العشوائية والفوضية. و «العرقنة» التي تشكلت من طريق العنف (القتل على الهوية) خرجت إلى الواقع الأهلي بعد غياب الدولة وانهيار المؤسسات واندفاع الطوائف والمذاهب من زوايا المجتمع المكبوت الذي كان يعاني من الظلم والقهر والإذلال. وخروج الطوائف والمذاهب والعشائر إلى الميدان يمثل تقليدياً ذاك الرد العفوي على سلطة استخدمت الاستبداد وساطة للحكم الفردي والأسري. فالدولة حين تصادر كل قنوات الحياة العادية للناس وتقطع شرايين الاتصال الطبيعية بين مجموعات الوطن تؤسس من دون تخطيط علاقات أهلية متنابذة في مشاعرها وعواطفها. وحين تنهار الدولة فجأة وتغيب عن لعب دورها المركزي في مراقبة الناس تتشكل فوراً هيئات أهلية متجانسة إلى حد التطابق مع التركيب السكاني للقرية أو الحي أو العشيرة أو المحافظة أو الإقليم.

مشهد الانهيار العراقي الذي عصف ببلاد الرافدين بعد تقويض الدولة يمكن مقارنته بما حصل في الصومال حين تبخرت دولة محمد سياد بري. فالصومال الذي كان يخضع لسلطة الحزب الواحد، والحزب تتحكم بإدارته مجموعة واحدة خاضعة بدورها لرقابة الفرد (الدكتاتور) الواحد انهار إلى مجموعة دويلات بعد سقوط الحاكم المستبد. فـ «الصوملة» تشبه كثيراً «العرقنة» على رغم أن البلد ينتمي في غالبيته الساحقة إلى دين واحد ومذهب فقهيّ واحد.

التشابه يؤكد على وحدة قانون الانهيار وتجانس آليات التفكك والتبعثر على مراكز قوى تتنازع السلطة انطلاقاً من هويات محلية قد تكون طائفية وأقوامية (العراق نموذجاً) أو عشائرية وقبلية (الصومال مثلاً).

المشهد العراقي الذي ظهر على الشاشة السياسية العربية بعد الاحتلال الأميركي ليس بعيداً في قوانينه وآلياته وايديولوجيته الطاردة عن ذاك المشهد الصومالي الذي لايزال يتحرك ويتقولب ويتخبط في القرن الإفريقي منذ 15 عاماً. فـ «العرقنة» هي الوجه الآخر والمصاحب في صورته ومثاله لذاك المشهد التراجيدي الذي يتكرر صعوداً وهبوطاً في الصومال. وهذا الفعل الشنيع العنيف في تضاعيفه السياسية اعتمده «مجلس الشيوخ» كأمر مفروض بالقوة من دون أن يأتي على الأسباب الخارجية التي لعبت دورها في توظيف عناصر الضعف المتراكمة لهدم الدولة وتفكيك قواعدها ومرتكزاتها.

قرار «مجلس الشيوخ» ليس سحابة صيف أو مجرد أوراق تم تداولها للتسلية. فالقرار خطير في تطلعاته واستنتاجاته وهو يشكل بداية قراءة غير ملزمة لمشروع كبير يتعدى الحدود الجغرافية لبلاد الرافدين. والقراءة تبدأ عادة «غير ملزمة» ولكنها مع الأيام تتحول إلى خطة عمل يمكن اعتمادها في حالات مشابهة. وهذا الخطر العملي (الميداني) الذي يستخدم الايديولوجيا الأهلية للطرد لا يكافح نظرياً كما هي عادات الأحزاب العربية القومية والإسلامية. فالمشروع ينطلق من نماذج وممارسات وأمثلة عينية، ولذلك يتطلب من قوى الممانعة وقفة تأمل تتجاوز الانفعالات التي لا تقدم بالتأكيد قراءة جديدة لرؤية المستقبل ولكنها تساهم عفوياً في تأخير إمكانات الرد على التحدي المخيف الذي قذفه الاحتلال لتعطيل شعارات الوحدة والحرية والاستقلال

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
دبلوماسية تقسيم الوطن العربي
د محمد المسفر
الشرق قطر
قد يسأل سائل لماذا الأمة العربية مستهدفة من كل الأمم عبر العصور؟ ولماذا هذا الوطن مستهدف بالتفكيك والتجزئة؟ تحدثنا كتب التاريخ إن العام الأخير من القرن 11 الميلادي كان عام فاجعة كبرى في تاريخ العروبة والإسلام. انه عام تجزئة وانحلال، وخراب ودمار، وذل وهوان وانكسار انه عام 1099 كانت عواصم العرب المؤثرة في تاريخنا - القاهرة ودمشق وبغداد - تعيش فترة من التمزق والفوضى كان حكام هذه العواصم، يصارع بعضهم بعضا، والشعب هو الضحية. كانت العاصفة على امتنا في ذلك الزمان عاصفة مذهبية بين السنة التي تتزعمها بغداد، وبين الشيعة التي تتزعمها القاهرة في ذلك الزمان، وكان الهم الكبير والشغل الشاغل لمن خطبة الجمعة في المساجد أهي للخليفة الفاطمي، أم للخليفة السني، والدعاء اهو للخليفة هذا أم لذالك؟

ما أشبه الليلة بالبارحة!! ما هو حال بغداد اليوم وما هو حال القاهرة و تذكروا مساجد غزة هذه الأيام لمن تكون خطبة الجمعة أهي لحماس أم لحركة فتح؟ ولمن يكون الدعاء بالنصر أهو لحماس أم لفتح؟ وانشق الصف فأصبحت مساجد لحماس وأخرى لفتح والمنتصر هو العدو الإسرائيلي.

لم تكن ديار الشام أحسن حالا من القاهرة وبغداد، فهذا ملك حلب، رضوان، وذلك ملك دمشق دقاق، شقيق رضوان تنازعا على السلطة وجحافل الفرنجة على أسوار أنطاكية متربصة بالملكين وراح كل منهما يتآمر مع الفرنجة على أخيه وسرعان ما عصفت بالأخوين واحتلت حلب ودمشق وسارت تلك الجحافل الغازية إلى فلسطين. وبغداد تنازع سلطانها جوقة من الخلفاء الضعفاء كان آخرهم المستعصم ووزيره ابن العلقمي، وبقيت حتى عصف بها التتار - هولاكو ــ عام 1258م بتواطؤ ومؤامرة داخلية قادها أبن العلقمي ضد الخليفة العباسي المستعصم فعاث بها التتار وعواصم العرب في ذلك الزمان تنظر ما حاق ببغداد.

( 2 )
أمتنا العربية الإسلامية مستهدفة بالتفكيك والتجزئة وتعميق جذور الاختلاف بين قياداتها، لأنها مكلفة برسالة ربانية إلى امة الثقلين الإنس والجن، ولأنها تملك مشروعا حضاريا للإنسانية عامة ــ انه الإسلام، ولأنها ارض النبوات ومهد الرسالات السماوية السمحاء، ولأنها تقع في منتصف الطريق بين الشرق والغرب تتحكم في طرق مواصلاته وتجارته، ولان فيها أكبر مخزون للطاقة في العالم.
هذه الأمة مستهدفة أرضها بالتجزئة والتقسيم لأنها تقع في قلب جغرافية العالم ومن يحكم قلب العالم يحكم العالم. إنها منطقة تربط الشرق بالغرب والعكس ولذلك تداعت عليها الأمم.

( 3 )
إذا كان عام 1099 عام تجزئة وانحلال، وخراب ودمار، وذل وهوان وانكسار، فان عامي 1258 احتلال المغول للعراق 1978 السادات في تل أبيب، أعوام خراب ودمار لهذه الأمة. أما عام 2003 فانه عام الواقعة الكبرى، عام الذل الحقيقي والهوان المشهود. كنا نقرأ تاريخ الهزائم وضعف وتواطؤ الملوك والأمراء والخلفاء والسلاطين مع الفرنجة (الصليبيين) والتتار والمغول والصهاينة على أمتنا، أما اليوم فنحن شهود على ذلك الخزي والعار والتواطؤ والتعاون مع البغاة قادة الإرهاب الدولي على العراق وفلسطين وسكتنا عن إخواننا في الصومال يلتهمهم جيش الأحباش وقادتنا على الأرائك متكئين، والسودان تركناه للعابثين من الأوروبيين وعملائهم.

واليوم أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون "تقسيم العراق" إلى دويلات، واكتفى قادتنا كما هي عادتهم بالشجب والإدانة والاستنكار والرفض. لكن إذا كنتم صادقين يا قادتنا الكرام فاستدعوا سفراءكم من واشنطن للتشاور (احتجاجا) على ذلك المشروع كما تفعلون عند غضبكم على بعضكم بعضا. أطلقوا العنان للجماهير تعبر عن رفضكم لمشروع التقسيم واحسبوها ــ مسيرات الشعب السلمية ــ مسيرات فرحة كرة قدم بفوز ناديكم المحبب.

آخر القول: أرجوكم اغضبوا عليهم كما تغضبون علينا نحن الشعب ولو مرة واحدة، تمنعوا أرفضوا أحزنوا أصرخوا أطلقوا العنان لشعبكم يعبر عن غضبكم ورفضكم وحزنكم لما قدمتم لهم من عون وأخيرا يفعلون بكم هذه الفعلة الوقحة الملعونة "تقسيم العراق". اقسم بالله العظيم في رمضان الكريم ثلاثا، إذا مرر هذا المشروع دون رفضكم العملي والفعلي - وهو سيمرر لأن صاحب المشروع مرشح للرئاسة الأمريكية - فان الخطوة الثانية هي السودان تقسيما، وفي الخمس سنوات القادمة يكون التفكيك شاملا لكل من سورية ولبنان والسعودية ومصر والحبل على الجرار، فهل انتم تعقلون؟!!

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
اختطاف امريكا2
إبراهيم الإبراهيم
القبس الكويت
عندما تسلل 'المحافظون الجدد'، والبعض يسميهم حزب الحرب الى ادارة الرئيس جورج بوش وسيطروا على مفاصلها في اللحظات الاولى لتشكيلها، كان لديهم برنامج جاهز اساسه اعادة بناء القوة العسكرية واستخدامها لجعل القرن الحادي والعشرين قرن الهيمنة الاميركية المطلقة التي يقولون انها ستخدم السلام العالمي، وتحسم صراع الحضارات لمصلحة التآلف الغامض بين غلاة المسيحية واليهودية. صراع الحضارات الذي روجوا له بعد سقوط الشيوعية وانتهاء الحرب الباردة، هو المواجهة مع العدو الجديد الذي حددوه بالاسلام السني السلفي، واضفوا عليه صفة الارهاب. ولذلك كانت منطقة الشرق الاوسط هي الهدف الاول الذي جهزوه لتقلع صوبه ماكينة الحرب الاميركية المخطوفة. كانوا جاهزين في كل شيء، ينتظرون اطلاق صفارة النفير ويبحثون عن مبرر يقنع الشعب الاميركي يمشي وراءهم.
في الفصل الخامس من كتاب 'اعادة بناء الدفاعات الاميركية' الذي صدر قبل اشهر من حوادث 11 سبتمبر (2001)، والذي يحدد برنامج عمل المحافظين الجدد واشرف عليه شيخهم ديك تشيني نائب الرئيس، جاء النص الحرفي ان 'خلق القوة الاميركية المهيمنة على العالم، سيستغرق وقتا طويلا ما لم تحصل كارثة catastroph يجري توظيفها كمحرك او كعامل مساعد لتكون بذلك بيرل هاربر جديدة'. الاشارة او المقاربة مع معركة بيرل هاربر واضحة جدا، والمقصود بها تصنيع هزيمة كبرى مفتعلة او كارثة، تجبر اميركا على دخول الحرب كما فعل الرئيس فرانكلين روزفلت في معركة بيرل هاربر التي تعمد خسرانها لتبرير دخول الاميركان الحرب العالمية الثانية.
اشارة تشيني عن 'الكارثة المطلوبة' بقيت اشارة غامضة الى ان توضحت بحوادث 11 سبتمبر التي احاطتها كل الشكوك بانها كانت مصنوعة بحرفة عالية لاطلاق ما كان المحافظون الجدد يسمونه الحرب العالمية الثالثة المطلوبة للقضاء على 'الارهاب الاسلامي' وقد جعلوا منه عدوهم الجديد بعد موت الشيوعية وانتهاء الحرب الباردة.
لم تكن حرب افغانستان ضمن بنيان عقيدة 'المحافظين الجدد'. هدفهم الحقيقي كان الشرق الاوسط من خلال البوابة العراقية. وهذا امر مثبت في نصوص الرسائل المنشورة التي بعث بها دونالد رامسفيلد والمحافظون الجدد في النصف الثاني من التسعينات لكل من بنيامين نتانياهو رئيس وزراء اسرائيل والى الرئيس الاميركي بيل كلينتون وفيها يطلبون احتلال العراق ثم الانتقال بعد ذلك الى بقية دول المنطقة بدعوى اجتثاث الشر واطاحة الدكتاتوريات واشاعة الديموقراطية التي يقولون انها وحدها التي ستضمن الاستقرار والسلام للمنطقة ولاسرائيل وللعالم.
لكن الذي قد لا يعرفه الكثيرون هو ان المحافظين الجدد، هم ايضا اصحاب نظرية فك التحالف الاميركي مع العرب السنة واستبداله بتحالف مع الاعراق والاقليات الاخرى التي تشعر انها مغبونة، ومع المذاهب الاسلامية التي لا تؤمن بالفكر الجهادي في هذه المرحلة. وهم انفسهم المستعدون للتعاون مع بعض دول المنطقة ذات الاجندات الخاصة والتي لم تتردد في مساعدة الاميركان باسقاط النظامين الافغاني والعراقي، وباجراء محادثات سرية معهم في المانيا تكشفت بعض تفاصيلها خلال الاسابيع القليلة الماضية. وقد وجد المحافظون الجدد من المؤرخ المعروف برناردولويس المتخصص بتفاوت الاجتهادات بين المذاهب الاسلامية، ومن لاجئين سياسيين عرب في المهجر، ومن الدبلوماسيين ورجال المخابرات الذين سبق ان شاركوا في فضيحة ايران غيت واجتماعاتها السرية، وجدوا من هؤلاء جميعا من ينظر ويبرر لهم اللعب على حبال الطوائف الاسلامية وعلى الغرائز السياسية الكفيلة باشعال الشرق الاوسط في فتن وحروب طويلة الأمد.
باق من عمر الادارة الاميركية الحالية سنة او يزيد قليلا، وبرنامج المحافظين الجدد الذين اختطفوا هذه الادارة، برنامج لم يكتمل بعد. وبذلك يغلب الظن انهم لن يغادروا السلطة نهاية العام القادم قبل ان يكملوا زراعة الشرق الاوسط بالغام طويلة الامد. وعليه فاننا في الخليج يجب ان نتحسب لتطورات حرجة من حولنا جراء تداعيات الملف النووي الايراني وتشابكاته مع المسألة العراقية ولبنان وربما سوريا. حراجة هذه الملفات المتورمة قد حشرتنا الان بين خيارين لا يعرف العرب دورهم ومكانهم فيهما: اما حرب اميركية ايرانية مدمرة للاقليم كله، او صفقة بينهما تحت الطاولة للهيمنة على المنطقة بحجة ملء الفراغ فيها.. وهما بالنسبة للعرب خياران احلاهما علقم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
القابلية للانقسام
حسن الشبكشي
الشرق الاوسط بريطانيا


مع كثرة الحـديث هـذه الأيام عن المشروع المعد في دوائر الكونغرس الأمريكي عن تقسيم العراق الى ثلاث مناطق، واحدة للأكراد وأخرى للسنة وثالثة للشيعة، يبدو أن الإدارة الأمريكية قد أسقط في يدها «ظاهريا» وقد تؤيد مشروع التقسيم «كحل» بعد الأداء المذل لسياستها في العراق نتاج الاحتلال الذي ورطتها فيه جماعة المحافظين الجدد، بالرغم من أن هذا المشروع من فكرة وتبني السيناتور الديموقراطي جوزيف بايدن.

ولكن واقع الأمر أن التقسيم في العراق ليس الحالة الوحيدة التي ستفرض على الدول العربية، فلقد قبلوا «الأمر الواقع» في الصومال والذي شهد «استقلال» وانفصال الجزء الشمالي منه منذ أكثر من عقد من الزمان، وإقامة جمهورية «صومالي لاند» وهي أرض لها رئيس ومطار وحدود وعلم، وبعد ما شاهدوا الجنوب السوداني يعاني «أعراض» الانفصال وهو الذي سيصبح مؤكدا بعد سنتين بعد الآن من دون حراك جدي, وقد تلحق منطقة دارفور هي الأخرى وينالها نفس النصيب الذي أصاب الجنوب، وذلك وسط أصوات تنادي وتطالب بالانفصال عن السودان.

وطبعا قبل ذلك كان «الانفصال» الغريب والذي لا يزال قائما لمنطقة الصحراء الغربية عن المغرب، وهي المنطقة التي تملك كل الإمكانيات لتكون جزء متكاملا مع الوطن الأم الأساسي مع الدلائل الواضحة والصريحة عن التكامل الديموغرافي بين المغرب وبينها. والآن بالطبع لا يمكن إغفال أو نسيان منطقة غزة، والتي باتت عمليا منفــصلة عـن المشروع الوطني للدولة الواحدة بفلسطين نتاج حماقات وتصرفات طائشة وسط راغبي الأمجاد الشــخصــية وكراسي السلطة.

والجنوب اللبناني يكرس عزله بشتى الصور عن الوطن الأم بحيث بات منطقة ذات سيادة خاصة تتبع أوامر من جهات خاصة في جو أشبه بأجواء القوات والأوامر الخاصة في عالم عصابات المافيا، وليس عالم الدولة المدنية وحماية العدل والقانون والنظام.

وما حدث ولا يزال مرشحا للحدوث في المناطق المختلفة من العالم العربي يعود بشكل رئيسي الى تغليب شعارات الانتماء الديني والقومي على حقوق المواطنة والمساواة، مما ولد (كأمر طبيعي) إحساسا متواصلا بالظلم والتهميش، مؤديا بطبيعة الحال الى المطالبة بكيان منفصل، من الممكن (نظريا) أن تحقق فيه كل هذه المطالب المهمة والعادلة.

الحكومة العراقية وهي الحليف الأول للإدارة الأمريكية في العراق اليوم، احتجت وبشدة على مشروع التقسيم، إلا أن هذا المشروع لقي ترحيبا وتأييدا لدى الأكراد (وهو أمر غريب ولكنه مفهوم) فالكاتب الفذ مالك بني نبي كان تحدث وبشكل رائع عن القابلية للاستعمار، واليوم يبدو أن هناك قابلية للتقسيم لدى الشعوب العربية لن تمنعها إلا إقامة منظومة واضحة وسوية من العدل تسري على الجميع.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
حروب قاعدة بلاد الرافدين
زهير المخ
الراية قطر
ظل البريد الدموي مفعماً بالرسائل في أنحاء متفرقة من العراق حاملاً أعداداً غير مسبوقة من مشاهد القتل اليومية ربما كي لا تعود الدقة الرقمية ضرورية، وكي لا يغدو بإمكان أحد قراءة التوقيع، إلا أن منبع الدم يترافق هذه المرة مع إعادة النظر في قواعد التوافق الهش للكتل السياسية، تزامناً مع استعراض حكومي للتماسك كبرهان للجدوي والفاعلية.

آلة الموت حصدت في يوم واحد نحو 500 قتيل، فضلاً عن مئات الجرحي في منطقة سنجار ممن صاروا خبراً عادياً من أخبار منبع الدم العراقي. عادية الخبر توحي بأن استحقاق دخول تنظيم "القاعدة" إلي مناطق الشمال العراقي، سيكون داهماً في المرحلة المقبلة ، وأن "القاعدة" تنتظر نضوج الظروف للدخول والانطلاق بنشاط جديد في منطقة لم يسبق أن سجلت فيها حوادث مروعة في مجال "الأنشطة القاعدية". والربط بين تفجيرات القاعدة وبين الظروف الناشئة عن الأزمة الحكومية في بغداد، وإن بدا غير واضح، فهو لا يطمح إلي الإقناع بقدر ما يلامس التلويح.

في الفترة القليلة الفائتة كشف عن الكثير من الوقائع التي تشير إلي أن الشبكات الموازية لتنظيم القاعدة، الناشطة في مناطق المثلث السني مثل تنظيم "الجيش الإسلامي"، و"جيش المجاهدين" و "كتائب ثورة العشرين" التي أشارت بوضوح عن معارك مسلحة وصراعات شديدة لم يتسرب منها سوي ما قل ودلّ، إلا أن الأيام الأخيرة حملت هذه الخلافات إلي العلن، وكشفت عن حدّة المواجهات العسكرية التي وصلت إلي مرحلة متطورة من الاشتباكات المسلحة.

وبالطبع، لم يكن إصرار الجماعات المسلحة الأخري علي إخفاء خلافاتها مع تنظيم "القاعدة" سوي وجه من الأزمة في "الهوية السنّية" العراقية التي منحت مشروعية ضمنية لنشاط "القاعدة" وحركتها داخل مناطق "المثلث" ، إلا أنه قد يصح القول إن الصراعات المسلحة بين هذه الجماعات كانت متوقعة نظراً للخلافات الفكرية والسياسية الحادة، إلا أن ما أجج الصراع ونقل المواجهة إلي مرحلة متقدمة قد تصل إلي "كسر عظم" بروز عدد من المتغيرات، لعل من بينها إصرار تنظيم "القاعدة" علي تحويل مناطق "المثلث" السني إلي ساحة اشتباك ساخنة وموطناً لإنتاج أجيال جديدة من أبناء "القاعدة" ومعهداً للتجنيد الفكري والعقائدي، إضافة طبعاً إلي مصادرته حق التحدث باسم جزء من العراقيين وفرض برنامجه القتالي علي الجماعات المسلحة الأخري.

وبما أن مناطق "المثلث السني" بصفتها مناطق عبور و "ترانزيت" بشري ومالي، تستفيد "القاعدة" من عدم إحكامها إجراءات المراقبة علي الحدود، تحولت هذه المناطق وجود مسكوت عنه بمعني ما لمظاهر حياة "قاعدية"، وهو أمر يتفاوت بين الحد الديني والاجتماعي والسياسي، وبين الحد الأمني المضبوط في قواعد لعبة يجيدها طرفا المعادلة.

ليست هذه المؤشرات الوحيدة للخلافات، فثمة وقائع أخري تؤكد الحقيقة نفسها، لكن الثابت حتي الآن هو أن شبكة تنظيم القاعدة لم يعد العراق وجهتها ولا هدفها فحسب ؛ إذ تشير المعلومات غير الموثقة إلي نيات القاعدة لاستهداف بعض الأهداف في دول الجوار العراقي، إلا أن ثمة دلائل حقيقية عن سعي فعلي للقاعدة لتحويل هذه الدول إلي ساحة عمليات لها.

لهذه المعادلة ما يبررها في سياق نشاط التنظيم في المنطقة، فالعراق مقر ومعبر وساحة تجنيد، وفتح معركة في هذه الدول سينعكس سلباً علي هذه الوظائف، وسيعيق عمليات أخري من الصعب التعويض عنه في سياقها. عمليات التجنيد إلي العراق مثلاً والتي تمت في أحيان كثيرة بمعرفة السلطات الأمنية لبعض دول الجوار العراقي وهي تتم الآن من دون معرفتها ربما ولكن من دون إثارة حساسية كبيرة حيالها، هذه العمليات ستتأثر حكماً في حال فتحت "لقاعدة" معركة مع دول الجوار العراقي.

حاجة "القاعدة" إلي البيئة المعلوماتية والتقنية التي توفرها هذه المناطق لا تقل عن حاجتها إلي التسهيلات التي توفرها حركة "الترانزيت" من دول الجوار العراقي واليها0 فمن المعروف أن معظم دول الجوار العراقي ضاعفت إجراءات الرقابة المالية والتجارية علي الأنشطة التي يُشك في علاقتها بتنظيمات إسلامية متطرفة، أما مناطق "المثلث" فلم يعلن فيها عن إجراءات من هذا النوع، كما لم يعلن عن إجراءات خاصة بانتقال الأموال والأسلحة المهربة عبرها، علي غرار ما اتخذته الحكومة العراقية في مناطق الجنوب العراقي.

لا يعني هذا طبعاً أن البنية العشائرية للمجتمع السني في مناطق المثلث تغامر في العلاقة مع هذه الدول، خصوصاً بعد التحول الذي شهدته الحالة الأمنية بعد حادث اغتيال الشيخ عبد الستار أبو ريشة رئيس مجلس صحوة الأنبار، والذي أدي إلي تصاعد النفوذ العشائري فيها علي حساب النفوذ السياسي لجبهة التوافق السنية. ولكن قواعد العمل الأمني قد لا تلتقي في الكثير من الأحيان مع قواعد العمل السياسي، من دون أن يعني هذا أن تعيقه.

من الممكن لهذه المعادلة الدقيقة والهشة بين دول الجوار العراقي وتنظيم "القاعدة" أن تهتز في حال اعتبرنا أن تنظيم القاعدة ليس شبكة واحدة وإنما هو فكرة تتحرك وفق أكثر من منطق وتخدم أكثر من سيد.

فمن المعروف أن "تنظيم القاعدة" ليس وحده من ينشط في المجالات الإرهابية في المنطقة، واحتمال انشقاق مجموعات عنه أو تشكل مجموعات تأتمر ب "قيادة أخري" أمر قائم. ولكن القدرة علي محاصرة هذه المجموعات تبقي اكبر، وفي هذه الحال تري أوساط أمنية عراقية أن لائحة أهداف المجموعات القاعدية في العراق قد لا تنسجم مع مشاريع أخري لزعزعة الاستقرار في دول الجوار.

وعلي الرغم من أن المجتمع السني لا يزال يمثل حاضنة للقاعدة، وعلي الرغم كذلك من انتشارها وقوتها العسكرية، فإنّ الاستحقاقات الإقليمية التي سمحت سابقاً بتقوية تنظيم "القاعدة" وصعوده تعمل حالياً في اتجاه معاكس تماماً لذلك، مما يطرح بحق سؤالاً وجودياً لمستقبل "القاعدة" في العراق.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
مخطط الشر
أنور صالح الخطيب
الراية قطر
حتي هذه اللحظة لم نسمع أصوات الليبراليين من عشاق أمريكا والمسبحين بحمدها يعلقون علي قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بتقسيم العراق إلي ثلاثة كيانات طائفية سنية وشيعية وكردية.

لم يجرؤ أحد ممن أشبعونا حديثا عن نعم الديمقراطية الأمريكية وعن حقوق الإنسان وعن الرأي والرأي الآخر المقدس في أمريكا - والتي يريد الرئيس الأمريكي بوش ويمينه المحافظ تصديرها إلي عالمنا العربي - أن يطل برأسه ويدافع عن مخطط الشر لمجلس الشيوخ أو يبرره وان كنت لا استبعد ذلك في قادمات الأيام فهم خلعوا جلودهم تماما واستبدلوها بجلد العم سام وهم ينتظرون أن تهدأ الضجة قليلا ويفتر حماس الذين أدانوا واستنكروا وشجبوا قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بتقسيم العراق ليتسللوا إلينا شيئا فشيئا في محاولة لغسيل أدمغة الناس.

فتحت يافطة الحرص علي حياة الناس وأرواحهم وحقن دمائهم في العراق سيبدو تنفيذ مخطط التقسيم رحمة بالعراق وأهله وحلا لا بد من اللجوء إليه لوقف دورة العنف التي لا تنتهي.

عراقيا وعربيا وإسلاميا سمعنا إدانات وسمعنا شجبا واستنكارا ورفضا لمخطط التقسيم لكن هذا الرفض لم يرتق في رأيي إلي مستوي المخطط الشرير الذي أعلن عنه فيما ترك إعلان تدشينه علي أرض الواقع حتي تنضج الظروف مع أن المحتل الأمريكي منذ اليوم الأول لاحتلال العراق باشر في تنفيذ مخطط التقسيم الطائفي وتجلت مظاهر التقسيم مؤخرا في الجدران العازلة التي زرعها الاحتلال بين الأحياء الشيعية والأحياء السنية في بغداد كما تجلي في عمليات التهجير التي مارستها الطوائف ضد بعضها البعض في أحياء ومدن العراق.

يخطيء العراقيون جميعا إذا اعتقدوا أن أحدا ممن أدان واستنكر وشجب قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بمقدوره منع مخطط التقسيم لبلدهم باستثنائهم وان القرار غير الملزم للإدارة الأمريكية سيتحول مع الأيام إلي الحل لخروج مشرف للجيش الأمريكي من وحل الهزيمة في العراق إن هم صمتوا وفضلوا عدم مواجهة المخطط فورا.

بعد أربع سنوات من الاحتلال وبعد مليون ضحية وأربعة ملايين مهجر واحتلال أعاد البلاد إلي العصور الوسطي يجد العراقيون اليوم أنفسهم أمام خطر تفكك الوطن العراقي إلي دويلات ضعيفة ومتناحرة لا تملك من شأنها وقرارها شيئا تجد في المحتل الذي ينهب خيراتها القوة والنصير.

إذا كان السنة والشيعة في العراق قد سارعوا إلي رفض قرار مجلس الشيوخ الأمريكي وإدانته فإن أكراد إقليم كردستان العراق رحبوا به في موقف يذكر بسلسلة أخطاء ارتكبوها في تاريخهم حيث كان رهانهم دائما علي الحصان الخاسر الذي يتخلي عنهم في الدقائق الأخيرة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
التقسيم!
أحمد ذيبان
الراية قطر
حتي قبل غزو العراق واحتلاله عام الفين وثلاثة،كانت تطرح مشاريع حول تقسيم هذا البلد خلال سنوات الحصار العجاف،الممتدة عبر ثلاثة عشر عاما،ذلك ان احد الاهداف الرئيسية لإصرار الادارة الامريكية علي ابقاء ذلك الحصار كان تمزيق العراق وتفتيت بنيته الاجتماعية والجيو سياسية،لكي يسهل تهميشه والسيطرة عليه، والحاقه بالتبعية الامريكية، وبالتالي انهاء دوره العربي، وعندما فشل الحصار في تحقيق الهدف الشرير رغم ما ألحقه بالعراق من دمار هائل في مختلف جوانب الحياة، اتخذ قرار الغزو، بناء علي الاكاذيب المعروفة أسلحة الدمار الشامل !.

ومن هنا يبدو القانون الذي أقره مجلس الشيوخ الامريكي قبل ايام، لتقسيم العراق الي ثلاثة كيانات علي أسس عرقية وطائفية شيعي، سني، كردي ليس خارج سياق السياسة الامريكية التي رسمت للعراق، وهي سياسة بدأت تطبق علي الارض، بعد الاحتلال عبر الاجراءات والقرارات التي اتخذها الحاكم الامريكي للعراق بول بريمر، بالتواطؤ مع القوي والاحزاب السياسية العراقية التي جاءت من الخارج مع القوات الغازية، وكان الدستور الذي تم انتاجه بخبث شديد برعاية الاحتلال أخطر وثيقة، تشرع لتقسيم العراق الي كانتونات طائفية وعرقية، تحت عنوان الفيدراليات، بل وقبل اقرار هذا الدستور، كانت الاحزاب الشيعية المتحالفة مع ايران، تدعو الي اقامة فيدرالية شيعية في جنوب العراق! أما بالنسبة لاقليم كردستان، فقد كان الانفصال أمرا واقعا منذ عام واحد وتسعين، تحت الحماية الامريكية، وفي هذا السياق يجدرالتذكير، بالخطة الجهنمية التي فرضتها الولايات المتحدة خلال فترة الحصار، بتقسيم العراق الي ثلاث مناطق حظر جوي، فكانت سلطة الحكومة المركزية هامشية في الجنوب والشمال حيث كانت الغارات الجوية العدوانية متواصلة ضد أي تحرك يهدف الي حماية السيادة الوطنية، فكانت حربا متواصلة خارج الشرعية الدولية، بذريعة حماية سكان هاتين المنطقتين من قمع نظام صدام، فكان ذلك الحظر بمثابة تجربة عملية للتقسيم من الجو علي نفس الاسس التي أقرها مجلس الشيوخ!.

لم يكن مستغربا أن يرحب الاكراد بقرار مجلس الشيوخ، فالانفصال هدف استراتيجي لهم، لكن اللافت رفض رئيس الوزراء نوري المالكي وبعض القوي الاخري المشاركة في الائتلاف الحكومي للمشروع، وهذا من حيث المبدأ أمر طيب، لكن ما يجري علي الارض يشير الي عكس ذلك، ذلك ان سياسات حكومة المالكي الاقصائية، وتمسكها بنصوص الدستور المتعلقة بتقسيم البلاد، الي اقاليم وفيدراليات تتقاسم الثروة الوطنية والسيادة، وما تقوم به الميليشيات التي تتحرك تحت غطاء الحكومة، من عمليات تطهير طائفي وقتل علي الهوية، توفر
أفضل بيئة للتقسيم!.