Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 15 مارس 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 11-03-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
مستقبل الشيعة: الدين والسياسة
إبراهيم غرايبة
الغد الاردن
لم يسد التشيع في إيران إلا في القرن السادس عشر الميلادي، حين خضعت البلاد لحكم الصفويين، وقد أدت المنافسة الشديدة بين الصفويين والعثمانيين إلى تكريس وتقوية المذهب الشيعي في إيران، وازدهرت التعاليم والتعبيرات الشيعية في ظل الحكم الصفوي.
واستقدم الحكام الصفويون علماء دين شيعة من جبل عامل في لبنان ومن القطيف والبحرين لإقامة مراكز جديدة للتعليم الديني الشيعي، ولتعميق جذور التشيع في إيران.
وأنتج هؤلاء العلماء برعاية الصفويين عددا وافرا من الرسائل والكتب، وأرسوا الأساس للحياة العلمية والثقافية الشيعية، ونشأت المدارس والحوزات، وأصبح هؤلاء العلماء بديلا لسلطان الأئمة، فقد نهضوا بمهمة تدبير حاجات الجماعة الروحية ورعاية مصالحها الاجتماعية والسياسية، واعتبروا نوابا للإمام المستور.
وليس بالمستغرب أنه عندما سقط صدام حسين برز علماء الدين الشيعة فورا كلاعبين رئيسيين في السلطة داخل العراق الجديد، وما أن انتهى نظام الحكم السياسي في العراق بقيادة صدام حسين حتى توافد الملايين من الشيعة نحو مقامات الأئمة في جنوب العراق على نحو من التجمع والزيارات لا يفوقه سوى الحج إلى مكة، وتشكلت حول تلك الزيارات شبكة من المؤسسات والأعمال الخيرية والتجارية.
وقد أضاف الخميني إلى التاريخ والعمل الشيعي بعدا فلسفيا وتنظيميا جديدا لعله الأكثر أهمية في تاريخ الشيعة، فيتميز الخميني تلميذ الإمام الحائري بأنه يمتلك إضافة إلى المؤهلات العلمية، بأنه دارس وممارس للفلسفة والتصوف، قد تأثر بابن عربي والفلاسفة العرب واليونان، ونظم بنفسه شعرا صوفيا، بل إنه درس إمامه الحائري فلسفة التصوف.
ويعتبر نصر ولي مؤلف كتاب "صحوة الشيعة" أن الخميني كان نمطا جديدا غير تقليدي في القيادة الشيعية، وإن بدا تقليديا بلباسه ومظهره، فهو يمثل حركة تمثل اختراقا كبيرا وخطير الشأن في تاريخ الشيعة.
فقد كان رجلا صلبا وعنيدا ويثق بنفسه ومكانته الروحية ثقة غير محدودة، وكان حاد الذكاء ويحظى باحترام كبير من جانب تلامذته، وأهم من ذلك كله أنه كان يملك شعورا واضحا بالهوية، هويته هو وهوية الشيعة وهوية إيران.
وكان تشيعه تشيعا من نوع جديد، يترجمه شخص يدعي دراية مباشرة بالحقيقة، وقد وظف الطاقة العاطفية والانفعالية للتراث الشيعي والأساطير الشيعية لا في بسط سيطرته على إيران فقط، بل وفي إسناد دعواه بالقبض على روح التشيع بالذات، وتسنى له أن يجعل من الأصولية الإسلامية قوة سياسية سوف تغير وجه الحياة السياسية الإسلامية من المغرب إلى ماليزيا.
وشكل الخميني حافزا وتحديا في الوقت نفسه لصحوة إسلامية سنية، وربما يكون الخميني قد بالغ في تقدير نفسه وفي التقليل من شأن خصومه، فقد استهدف بوضوح العراق ودول الخليج، ونشطت في مقابل وبموازاة الحركة الشيعية الإسلامية حركة إسلامية سنية.
وكان الغزو الأميركي للعراق عام 2003 بداية لمد شيعي جديد رغم أن القيادة الشيعية في هذه المرحلة تولاها السيستاني خليفة وتلميذ الخوئي الذي يختلف مع الخميني اختلافا كبيرا حول الدور السياسي للحوزة الشيعية.
فالخوئي ثم تلميذه السيستاني يعتقدان بضرورة الفصل بين السياسة والحوزة، ويسلكان سلوكا أقرب إلى الاعتدال بل ويحتقران السلوك الثوري الذي يمثله الخميني.
وبالنسبة للأميركان فقد وجدوا في السيستاني نموذجا من آيات الله مختلفا عما عرفوه من تجربة إيران، ويعني ذلك أنها قيادة ورؤية تمثلان تحولا واستعدادا جديدا للشيعة للتعاون مع الولايات المتحدة ووقف العداء الذي أشعله الخميني.
الصحوة الشيعية القائمة اليوم تؤشر على اتفاق في الرأي بين الحكومات والحركات الشيعية مؤداه أن المكاسب المحققة في العراق لا بد من صونها وترسيخها، فالنتيجة الحاصلة من الحرب قد عادت بالنفع على الشيعة في كل المنطقة لا في العراق وحده.
ويستنتج نصر ولي من ذلك أن روابط ثقافية ودينية أمتن سوف تستمر في التشكل بين شتى التجمعات الشيعية في المنطقة، وأن إجماعا سوف يتعزز حول الحاجة إلى الدفاع عن قوة الشيعة السياسية، وأن مثال العراق سوف يمارس "تأثيرا بالبيئة" على التجمعات الشيعية خارج العراق لتبدأ بالمطالبة بأن يكون لها صوت أعلى في إدارة الحكم داخل بلدانها، وأن هذه المكتسبات على صعيد القوة والجزم سوف تعزز بدورها استدامة المكتسبات التي حققوها على صعيد القوة والنفوذ.
لقد أطلق العراق تفاعلا متسلسلا، وهذا التفاعل سيشتغل على نحو مغاير في دول أخرى كثيرة، لكن المحصلة الإجمالية ستكون قوة شيعية أكبر ومزيدا من الصلات الثقافية الظاهرة بجلاء على امتداد الهلال الممتد من لبنان إلى باكستان.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
اعتقالات قبل العفو
وليد الزبيدي
الوطن عمان
بينما تنشغل العوائل العراقية بترقب تنفيذ العفو الذي تم الاعلان عنه في بغداد ، على امل اطلاق سراح عشرات الالاف من الذين تعتقلهم القوات الحكومية العراقية، الذين امضى الالاف منهم عدة سنوات في اقبية السجون في بغداد والمحافظات الاخرى، وسط هذا الترقب والانتظار، الذي تنشغل به عشرات الالاف من العوائل العراقية، تعيش الاف العوائل الاخرى محنة الاعتقالات العشوائية اليومية، وهذه الحملات ليست سرا، بل ان الحكومة العراقية واجهزتها الامنية من حرس حكومي وشرطة، تصدران يوميا البيانات التفصيلية، التي تتفاخر بتنفيذها عشرات الحملات والمداهمات، حيث يتم الاعلان عن قتل العشرات من المواطنين العراقيين، اضافة إلى اعتقال المئات.
بيانات القتل والاعتقالات تبثها نشرات الاخبار للفضائيات الحكومية وقناة(الحرة) الاميركية ووسائل الاعلام الاخرى، وتتباهى عشرات الالوية من الحرس الحكومي وعشرات الدوريات من الشرطة العراقية بتنفيذها عمليات القتل والاعتقالات، ومن يكلف نفسه ويرصد ليوم واحد ما تعلنه وزارة الدفاع والداخلية في بغداد، واجهزة الشرطة والحرس الحكومي في مدن العراق الاخرى من البصرة الى الموصل وكركوك والرمادي وديالى وكربلاء والنجف والديوانية وصلاح الدين، يكتشف الاعداد الهائلة من العراقيين، الذين تدخل اسماؤهم اما في قوائم القتل او قوائم الاعتقال.
هذه الحملات الحكومية ضد العوائل العراقية، ترمي بعشرات الالاف من هذه العوائل في اتون الخوف والقلق ويصاب الاطفال بالهلع، وهم يستمعون الى القصص التي تتحدث عن عمليات الدهم والقتل والاعتقال.
ونتيجة لذلك فإن العوائل العراقية، تنقسم في الوقت الحالي إلى ثلاث فئات.
الفئة الاولى: تلك العوائل التي تعيش تحت اثقال هاجس احتمالات دهم بيوتهم، ما يعني ان الرجال والاطفال، سيكونون هدفا للقوات الحكومية والاميركية، والمحظوظ منهم، الذي يتعرض للضرب والاهانة والاذلال امام افراد عائلته، ومن ثم توضع القيود بيده، ويخنقه غطاء الرأس، الذي جاء به الاميركيون الى العراق، اما سيء الحظ، فهو الذي يسقط مضرجا بدمائه بأسلحة المهاجمين من الحرس الحكومي والشرطة العراقية، وهذه العوائل تعيش تحت هذا الهاجس المرعب.
الفئة الثانية: هي العوائل الذين يتم اعتقال اولادهم خلال الاشهر الحالية، وهؤلاء لن يشملهم العفو السياسي، الذي اقرته الحكومة بعد ضغوطات كبيرة، بهدف ترميم سمعة العملية السياسية التي تهاوت الى ادنى الدرجات، وتعيش هذه العوائل تحت هاجس،ان حكومة بغداد ستحتفظ بهؤلاء رهائن مكان الذين تم اطلاقهم.
الفئة الثالثة: العوائل التي تعيش قلق الانتظار، عسى ان يعود الغائب،الذي اختطفته الاجهزة الحكومية في نقاط التفتيش او من داخل عمله وبيته، وما زال الامل يتأرجح بين قلق وقلق.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
تبرئة الاحتلال
خيري منصور
الخليج الامارات
من حيث لا ندري، مضت المتوالية الحمقاء إلى نهاياتها المنطقية، فالاحتلال أصبح وفق أطروحات التحذير بريئاً، وما يجري في فلسطين والعراق، هو حروب أهلية وشبه أهلية سببها الفرقاء المتنازعون على السلطة، ولكي نصدق مثل هذا الهراء علينا أن نحذف الاحتلال بكامل محاصيله من تقاويمنا، وعلى العكس من ذلك حوله البعض من متعهدي الخراب الى مطلب أمني وقومي ووطني، لأن رحيله يتيح للأطراف المتنازعة على وراثته المزيد من مبررات المجابهة.
على الولايات المتحدة و”إسرائيل” أن تناما ملء الجفون، ما دام العرب يختصمون على أسباب شقائهم، ونهب ثرواتهم وإبادتهم بالتقسيط المريح.
بالطبع ثمة اخصائيون في جراحة الواقع يقلبون الحقائق، ويضعون الزائدة الدودية مكان القلب واليد مكان القدم، وهم يتقاضون أجوراً عالية مقابل هذا العمل.
من قالوا ان الاحتلال هو الحلّ انتهت بلدانهم الى أطلال، وأعيدوا الى القرن التاسع عشر.
وبعد أن وقعت الفؤوس كلها في الرأس أصبحوا يشكون من النتائج. وظنوا أنهم سيسلمون من البلل بالدم بعد أن ألقي بهم أو ألقوا بأنفسهم في هذا اليم.
المكبوت الطائفي في العراق ليس هو السبب الذي أدى الى تدمير العراق، وتحويله الى مأتم بسعة وطن، لأنه انفجر بسبب الاحتلال وبرعايته أيضاً، ونحن لا ننكر أنه كان يتفاقم في باطن التاريخ والنفوس، لكن ما قدمه الاحتلال من ذرائع وتحريض على هذا الانفجار الإثني، كان السبب الأول.
والعراقيون جياع ومرضى ومحاصرون ليس لأنهم فعلوا ذلك بأنفسهم على سبيل الانتحار، بل لأن هناك احتلالاً يعتصرهم الى آخر قطرة، ويعمّق التناقضات بين طوائفهم وقومياتهم، بعد أن مهد لذلك بالعديد من الأبحاث والكتب التي نشرت في العقد الماضي، ومنها الموسوعات الإثنية، التي حظي العراق بفصل مثير منها.
وصواريخ غزة التي تشبه حجارة متطورة ليست سبباً كافياً لهذه الإبادة اليومية، ان الاحتلال هو السبب، بل هو بيت الداءات كلها. ولا ندري لماذا يتم حذف المبتدأ من هذه الجملة السياسية، بحيث تبدو غزة كما لو أنها خارج غزة، وبلا أي احتلال أو حصار.
إن حذف الاحتلال من هذه المعادلات لا يساويه إلا إقصاء العقل من مكانه، بحيث يتحول الرأي العام إلى اسفنجة تقبل عبر مساماتها الفاغرة كل ما يوضع داخلها.
وإذا كان الاحتلال بكل المقاييس هو أم المصائب كلها فإن تعهد ضحاياه بتبرئته هو أكثر من ذلك، انه انتحار على طريقة القط الأحمق المخدوع الذي يلحس المبرد ويستمرئ مذاق دمه وهو آخر من يعلم.
أحفاد هؤلاء المتعهدين سيدفعون الثمن إن لم يدفعوه هم وأبناؤهم في المدى المنظور، ولم يحدث من قبل أن عدّد سمسار أو خائن فضائل غزاته، بل ناب عنهم في تبرئتهم من دم العباد وما أصابهم من كوارث قد تتمدد نحو المستقبل بحيث يولد الحفيد مديناً بالرّبا حتى الموت.
كفى دفاعاً عن الاحتلال، وتزويراً لمفهوم الاستقلال، فالعدو نفسه بدأ يشمئز من الناطقين باسمه بلغة أخرى.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
المظلومية بين تحقيق الأهداف الطائفية الضيقة وتدمير التعايش الاجتماعي في العراق
عبد القادر الصالح
اخبار العرب الامارات
مرت الدوافع السياسية لتحريك الشارع الشيعي بمراحل متعاقبة، عملت خلالها المؤسسات الحزبية الشيعية على إبداع دوافع متعددة حققت لهذه الأحزاب مكاسب متباينة، لكنها أدخلتها في طريق مسدود، لأنها إن أرادت يوماً أن تصلح فستحتاج إلى أن تتخلى عن كيانها ومكاسبها ودورها، وهكذا فإنها بالنتيجة ماضية في طريق لا رجعة فيه، خصوصاً وأنها أوغلت بدماء الأبرياء، ولعل الغريب أن هذه الأحزاب التي تدعي التشيع كانت تحتاج في مراحل معينة إلى افتعال مجازر في صفوف الشيعة بطرق مباشرة أو غير مباشرة لتفعيل هذه الدوافع. إن المتتبع للدوافع المحركة في كل مرحلة يجدها تندرج في إطار ما يسمى بالمظلومية، فصار لابد لهذه القوى أن تقوم بإبقاء المجتمع الشيعي في حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار تسبب هذه العقلية، وغالباً ما يصاغ الدافع على شكل إثارة المخاوف تصل إلى مستوى من الرعب الاجتماعي، ويتم اعتماد نموذج ’’العدو السني’’ وبمواصفات تتفق مع الثقافة الطائفية. وفشلت هذه الأحزاب والقوى العاملة من بناء دوافع وطنية أو فكرية، غير الدوافع الميكافيلية المبنية على العقلية الطائفية التي حققت لهذه القوى العديد من المكاسب المرحلية لكن على حساب تدمير المجتمع وإدخاله في دوامة ممارسات طائفية سلوكية وصلت إلى مستويات متقدمة من العنف. وسنتطرق إلى هذه المراحل والتي تزامنت مع احتلال العراق حتى أواخر 2007 وكان أبرزها التالي : يمكن وصف الدافع في مرحلة ما قبل الاحتلال بكونه الاستجابة وردود الفعل تجاه الحاكم السني، وهذا الدافع كان له الأثر في تحشيد المجتمع الشيعي مرات عديدة، وعند سقوط الدولة تحول هذا الضغط إلى عملية انتقام من مؤسسات الدولة ومنشأتها وتدميرها، حيث لم تدمر بأيدي المحتل، وتحول إلى ممارسات للشعائر، حيث خرج الجمهور الشيعي لإحياء إحدى المناسبات الشيعية التي تزامنت مع الاحتلال. نقطة الاحتلال تسببت للقوى الشيعية بإشكالية انتهاء الدافع المحرك للجماهير، وبذلك تحفزت هذه القوى باتجاه إبقاء الزخم لهذا الدافع، فاستحدثت قضية المقابر الجماعية التي قللت من سرعة الانحدار لهذا الدافع، رغم ارتفاع مستوى الممارسات الجماهيرية، عبرت العديد من القوى الشيعية عن شعورها بالنصر، فربط حزب الدعوة يوم النصر (احتلال العراق) بذكرى إعدام رمزه محمد باقر الصدر. أدى الانفتاح والانتعاش في العمل الاقتصادي إلى تشتيت الدافع الذي صنع لسنوات عديدة، وأدى التشتت لهذا الدافع إلى ارتفاع مستوى الصراعات الداخلية وصل إلى مراحل ميدانية من الصراعات حتى داخل المنظمة الواحدة،كما تم رصد المشاكل بين منظمة بدر والمجلس الأعلى التي انتهت بمقتل مجموعة من القيادات في الطرفين، فضلاً عن الإشكالات التي حدثت بين تنظيمات متباينة مثل التيار الصدري والمجلس الأعلى، تدخلت العديد من الأطراف الشيعية من أجل الضغط على هذه القوى لتقليل مستوى الصراعات بينها.
تبعت هذه المرحلة مستوى متسارع من العمل من أجل ’’صناعة العدو’’ أو ’’صناعة المظلومية’’ من جديد، حيث قامت الشخصيات المعممة والإعلامية ببث الرعب من عدو بدأ بإبادة الشيعة، في تلك الفترة كانت العديد من الإذاعات المحلية تقوم بنقل وقائع جرائم ضد الشيعة يقوم بها أفراد ينسبون إلى المكون السنة، وقد تبنى بناء هذا الدافع المجلس الأعلى ومؤسساته والمؤسسات التابعة لمرجعية السيستاني. . . أما التيار الصدري فقد ابتدع دافعاً شذ فيه عن المنظومة الشيعية وعقلية المظلومية، وهو مقاومة المحتل الظاهرية، التف الشارع الشيعي حول مفردات مقاومة المحتل بدرجة أعلى بكثير من مفردات الطائفية وبث ثقافة الكرة والفصل الاجتماعي، برغم الأثر الذي أحدثته الأخيرة وقتها، وكانت الاتهامات توجه حينئذ إلى منظمة بدر. أدت مفردات المقاومة التي أطلقها التيار الصدري إلى بناء نوع من اللحمة الاجتماعية والوطنية والتي وصلت إلى ذروة التعاطف وقتها في إحداث الفلوجة الأولى، حيث استقبل سكان بغداد أهالي الفلوجة المهجرين وقت المعارك استقبال الأبطال، وكان هذا الشعور قد بادرت به العوائل الشيعية والسنية، الأمر الذي جعل القائمين على البرنامج الشيعي إلى تعديل الدافع تعديلاً سريعاً يلغي هذه اللحمة والتقارب، وكان لابد من تحرك عاجل يدفع باتجاه الفرقة وتشيت الصف العراقي، فبرز لنا العدو الجديد ألا وهو ’’المقاومة السنية’’ أو ’’الإرهاب السني’’ أو ’’الزرقاوي’’ أو ما شئت من هذه التسميات التي شكلت لنا الدافع الجديد المحرك للمظلومية الشيعية. . فحدثت مجموعة كبيرة من الجرائم التي استهدفت الجماهير الشيعية نسبت جميعها إلى المقاومة السنية، لعل من أبرزها تفجير سامراء، ويجب أن لا ننسى دور تنظيم القاعدة الذي درج في هذه الفترة على ضرب التجمعات الشيعية من المدنيين بصورة عززت المخطط الإيراني في العراق. استمر هذا الحال حتى ظهور مجالس الصحوات وضربها لتنظيم القاعدة وإعادة بعض الأمن لبعض المناطق السنية، وهنا صار الإرباك من جديد داخل الأحزاب الشيعية، حيث أن تنظيم القاعدة الذي كان الدافع الأبرز للمظلومية الشيعية ضرب من قبل تيار سني مسلح، ليس من قبل الحكومة أو قواتها الأمنية، فصار اختلال في معايير التقييم والتصنيف للصديق أو العدو عند الجماهير الشيعية، وأدى ذلك إلى حدوث الكثير من الاضطرابات في الشارع الشيعي، فنبشت صراعات شيعية - شيعية وظهرت تيارات جديدة تستهدف المرجعيات الشيعية بشكل مباشر مثل جماعات اليماني وغيرها من الجماعات، فصار الاختلال الذي نشير إليه إن ما يهمنا هنا هو وضوح ارتباك واضطراب الأحزاب الشيعية المرتبطة بالمشروع الإيراني وعجزها عن لململة جماهيرها وتوحيد الصف الشيعي الذي يعيش اليوم حالةً من الانقسام لم يشهد له مثيلاً منذ بداية الاحتلال. . . فالمطلب العاجل عند هذه الأحزاب: إنشاء أو إبراز عدو مشترك لجميع الأطراف الشيعية يوحد صفوفها من جديد، هذا العدو لابد أن يتمتع بصفات وخصائص تناسب طبيعة المرحلة وتناسب طبيعة الاتهام الذي سيوجه إليه، فهو أولاً يجب أن يكون داخل العملية السياسية وصاحب تأثير في العمل السياسي أو الميدان الواقعي، وعليه فإن الحزب الإسلامي قد يكون هو المرشح الأول في أن يكون الدافع الجديد للمظلومية الشيعية، أما المرشح الثاني فهي مجالس الصحوة، أو قد يكون المحتل الأميركي، وذلك حسب ما ستؤول إليه المفاوضات الأميركية - الإيرانية والاتجاهات التي سوف تسلكها. إن الخطورة تكمن في أول احتمالين، فأن يكون الحزب الإسلامي أو الصحوة دافعاً للمظلومية الشيعية يقود إلى مواجهة طائفية ثانية واسعة النطاق سيكون لها النتائج الكارثية على الشعب العراقي وعلى أهل السنة خصوصاً، ونتوقع ارتفاعاً في مستوى الاضطراب في المناطق الشيعية تمهيداً لإعلان العدو الجديد حسب النظرية الميكافيلية الشيعية، لذلك على المخلصين من أهل هذا البلد أن يتوقعوا أحداثاً كبيرة يراد بها لملمة البعثرة الشيعية، فنحن بانتظار جريمة أخرى تنسب إلى أهل السنة لكي تتمكن القيادات في المشروع الإيراني من لملمة الشتات قبل خوض انتخابات العام المقبل، وننتظر ردة الفعل التي يتم تهيئة مليشياتهم للقيام بها بذريعة الرد على الجريمة المزعومة. أما الاحتمال الثاني هو في نشوء مقاومة شيعية واسعة، هذا الأمر سيؤدي إلى قطف ثمار الجهاد السني في الأعوام المنصرمة في حال عدم خروج الاحتلال، أو الإمساك بزمام الأمور في حال خروجه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
واشنطن وطهران.. المقايضة والحوار
ماجد كيالي
البيان الامارات
عوامل القوة المحلية والإقليمية لإيران، المعطوفة على تجربة الولايات المتحدة في العراق، وتجربة الحرب الإسرائيلية ضد لبنان (2006)، هي التي تدفع الإدارة الأميركية إلى التفكير مليّا بالخيارات التي يمكن أن تتخذها ضد إيران، وخصوصا منها العسكرية، التي تبدو مكلفة جدا، وغير محمودة العواقب.
ولعل هذا يفسّر محاولات إدارة بوش الحرص على استمرار الجهد الدبلوماسي مع إيران، بشأن سعيها لتملك الطاقة النووية، وبما يتعلق بترتيبات الوضع في العراق. علما أن هذا الجهد ينحو، كما هو واضح، إلى تحجيم نفوذ إيران الإقليمي، بعزلها عن المشرق العربي، وعن قضية الصراع العربي ـ الإسرائيلي؛ وهذا هو مغزى الحوار معها في هذين الموضوعين المذكورين فقط.
هكذا فإذا نحينا الخيار العسكري ضد إيران، وهو مكلف، ولا يمكن التكهن بعواقبه، ولا الجزم به، فإن الإدارة الأميركية لا تملك إلا إبداء الرغبة باستمرار الحوار مع إيران في الملفات العالقة، والتعاون في الملفات المتّفق عليها، مع استمرارها بالسعي، دوليا وإقليميا، للجم نفوذ إيران، وتحجيمها ضمن حدودها.
طبعا ثمة خياران بديلان، وهما المرجحان في هذا المجال، أولهما يتمثل بخيار الصفقة، حيث تتم مقايضة إيران قضية بقضية، من مثل السكوت الأميركي عن بعض النفوذ لها في العراق، مقابل تسهيلها العملية السياسية فيه (ومن الواضح أنه ثمة تواطؤ ضمني متبادل في هذا الاتجاه منذ بداية الاحتلال). أو مثل القبول باستئناف إيران لمحاولاتها الحصول على الطاقة النووية، على أن يتم حصرها بالأغراض السلمية، وعلى أن تخضع باستمرار لرقابة دولية (وثمة مفاوضات مستمرة في هذا الشأن).
وينبغي لفت الانتباه إلى أن هذه المقايضة يمكن أن تتضمن تسهيل إيران لمحاولات الولايات المتحدة الأميركية عقد نوع من تسوية ولو مرحلية للصراع العربي ـ الإسرائيلي، لاسيما في البعد الفلسطيني، وإيجاد نوع من تسوية للوضع اللبناني.
لكن التفاهمات في هذين الموضوعين ربما لا تكون مرغوبة، لا من إيران، من جهة، وذلك بسبب حرصها على حزب الله (في لبنان)، وعلى مداخلاتها في القضية الفلسطينية، وهي جد ضرورية لسياساتها الخارجية، التي تستسهل توظيف هذه القضية. ومن جهة مقابلة فإن الولايات المتحدة كذلك لا تبدو راغبة، في هذه المرحلة، في توسيع الصفقة إلى المشرق العربي، بسبب حساسية إسرائيل لهذا الأمر، أولا، ولأنها تتوخّى تحجيم نفوذ إيران، ثانيا.
المهم أن خلاصة هذه الصفقة المفترضة، من جهة الولايات المتحدة، هو التعامل مع إيران باعتبارها دولة إقليمية ينبغي الأخذ برأيها في شؤون المنطقة، مع تحجيم نفوذها الإقليمي داخل حدودها، إن أمكن وما أمكن، مقابل ترتيبات مواتية لها في العراق. أما بالنسبة لإيران فهي تعودت على عقد الصفقات مع الولايات المتحدة، لتجنب مواجهة غير مواتية معها، وأيضا لكسب المعركة على النفوذ في الشرق الأوسط بالنقاط، وحتى لا تخسر مواقعها التي تحققت لها على الأقل في العراق، في هذه المرحلة.
هذا إذا كنا نتحدث عن صفقة شاملة، ولكن الأمور ربما لا تأخذ هذا المنحى الشامل، وإنما تأخذ مسار الصفقات الجزئية، بمعنى توافق في مسألة ما، مقابل إبقاء مسألة أخرى خاضعة للنقاش وللتجاذب وربما للصراع أيضا، وربما أن هذا السيناريو هو الأقرب لمصالح ولخيارات كل من الولايات المتحدة وإيران.
عدا ذلك يبقى الوضع مفتوحا، في حال تعذرت الصفقة، باتجاه فرض عقوبات بدرجات متفاوتة على إيران، بحسب التطورات الدولية والإقليمية، من دون أن نقلل من احتمال القيام بعمل عسكري ما ضد إيران، أو ضد حلفائها في المنطقة، ما يؤدي لإضعافها أو عزلها.
مع ذلك فمن الصعب الحديث عن أية ترتيبات إقليمية إستراتيجية، سياسية واقتصادية وأمنية، في الشرق الأوسط بمعزل عن إيران، أو بدون إحداث تغييرات في السياسة الخارجية لإيران.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
خمس سنوات علي بدء الحرب علي العراق..
خيرالله خيرالله
الراية قطر
قبل خمس سنوات بدأت الحرب الأمريكية علي العراق. توجت الحرب بسقوط بغداد في التاسع من أبريل- نيسان 2003 في ظروف أقل ما يمكن أن توصف به أنها غامضة. كان متوقعا أن يقاوم الجيش العراقي، أو ما كان يسمي الحرس الجمهوري والحرس الجمهوري الخاص.
لم يحصل شيء من هذا القبيل. انهار نظام صدّام حسين العائلي- البعثي وكأنه بيت مصنوع من ورق. لماذا لم تقاوم بغداد؟ يبدو أن لا بدّ من الانتظار طويلا قبل الحصول علي جواب واضح. ثمة من يتحدث عن خيانات لضبّاط كبار وثمة من يشير إلي النظام بالغ عن قصد في اظهار مدي قوته وأن كل ما في الأمر أن جورج بوش الابن وجه له رصاصة الرحمة.
وجّه له تلك الرصاصة بعد أقل من ثلاثة عشر عاما علي ارتكاب الرئيس العراقي الراحل الخطأ القاتل لنظامه والمتمثل في احتلال الكويت ومحاولة ابتلاعها. لم يدر صدّام، الذي انهار نظامه من داخل أوّلا، أن ليس مسموحا في أواخر القرن العشرين التخلص من دولة أخري مستقلة عضو في منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وكل المؤسسات الاقليمية الدولية الأخري وتشريد شعبها.. . خصوصا عندما تكون هذه الدولة غنية بالنفط وذات موقع استراتيجي.
بعد خمس سنوات علي حرب العراق والاحتلال الأمريكي للبلد، الذي كان إلي ماقبل فترة قصيرة عربيا والذي كان يعتبر ركيزة من ركائز النظام الاقليمي، بات معروفا لماذا سقط نظام صدّام حسين. ما لا يزال لغزا لماذا الاصرار الأمريكي علي اجتياح العراق واسقاط النظام، علما أنه كان واضحا منذ اللحظة الأولي أن ذلك لن يؤدي سوي إلي وجود منتصر واحد هو إيران. ليس سراً أن إيران كانت القوة الإقليمية الوحيدة التي شجعت واشنطن صراحة علي غزو العراق وقدّمت لها كل التسهيلات المطلوبة في هذا المجال.
سقط صدّام حسين لأنه لم يستوعب الأسباب التي مكنته من الصمود في الحرب العراقية - الإيرانية بين العامين 1980 و1988 والتي أدت في نهاية المطاف إلي قبول النظام الإيراني بوقف النار. وسقط صدّام حسين في الثاني من أغسطس - آب 1990 عندما اتخذ قراره القاضي باحتلال الكويت. وسقط عمليا عندما راح يبعث إلي الأمريكيين برسائل فحواها أن الانسحاب من الكويت ليس واردا وأنه علي استعداد في المقابل للتفاوض معهم في شأن كل العقود النفطية التي يريدونها أكان ذلك في الكويت أو في العراق نفسه.
جاء الردّ الأمريكي واضحا وهو أن عليه الانسحاب أولا، ثم تفكّر الادارة في ما إذا كانت ستتفاوض معه. ولو قبل الانسحاب، لكان وفّر علي نفسه هزيمة عسكرية علي يد قوات التحالف الدولي التي أخرجته من الكويت وأعادت البلد إلي أهلها.
باختصار شديد، ذهب صدّام حسين ضحية جهله للتوازنات الإقليمية والدولية في مرحلة ما. لم ير في العام 1990 أن الاتحاد السوفييتي انتهي. لم يأخذ علما بانهيار جدار برلين في نوفمبر- تشرين الثاني 1989. اعتقد بعد غزوه الكويت أنه لا يزال في استطاعته الرهان علي الاتحاد السوفييتي الذي كان دخل المرحلة الأخيرة من تفككه.. .
من هذا المنطلق، يمكن فهم هزائمه المتكررة الناجمة عن رفضه التعاطي مع الواقع. لكن فهم الأسباب التي جعلت النظام العراقي يسقط في العام 2003، لا يفسّر لماذا اختارت إدارة بوش الابن الاقدام علي مغامرتها العراقية. لماذا دخول بغداد في وقت كان الطفل الصغير علي علم بأن صدّام لم يعد يمتلك أسلحة الدمار الشامل التي بحث عنها المفتشون الدوليون طويلا ولم يجدوا أثرا لها. لماذا دخول بغداد بحجة أن النظام العراقي علي علاقة ب القاعدة في حين أن لا خلاف بين عاقلين علي أنه قمع دائما وبوحشية الأحزاب والتنظيمات ذات الطابع المذهبي أكانت سنية أو شيعية؟
في كل الأحوال، لا تفسير منطقيا، أقله إلي الآن، للمغامرة العراقية للادارة الأمريكية سوي الرغبة في تغيير خريطة الشرق الأوسط والتوازنات التي تحكمت بالمنطقة منذ انتهاء الحرب العالمية الأولي في العام 1918 من القرن الماضي عندما انهارت الدولة العثمانية.
كان لافتاً منذ انهيار نظام صدّام حسين الذي لعب دورا مهما في نهش النسيج الاجتماعي في العراق، أن ليس في الامكان الرهان علي عراق موحد في المستقبل. الأهم من ذلك، حصل صعود لثلاث قوي اقليمية تعمل كل منها علي تعزيز مواقعها علي حساب العرب عموما.
هناك اسرائيل التي لم تعد مهتمة بالتسوية مع الفلسطينيين وتعتبر أن الوقت يعمل لمصلحتها وأنها ستكون قادرة يوما علي فرض أمر واقع جديد يكرّس احتلالها لجزء من الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية.
وهناك ايران التي صارت لاعبا أساسيا في العراق بعدما ضمنت أن يكون جنوبه تحت سيطرتها الفعلية وأقرب إلي أن يكون محافظة من محافظاتها أكثر من أي شيء آخر. وهناك تركيا التي تستطيع تحريك جيشها في شمال العراق متي تتعرض لاستفزاز من دون أي رد فعل عربي من أي نوع كان!
خمس سنوات مرت علي بدء الحرب الأمريكية علي العراق. ما نشاهده اليوم ليس سوي بداية مسلسل طويل يصب في قيام شرق أوسط جديد. ليس العراق وحده الذي تغيرت خريطته. عاجلا أم آجلا ستتغير خرائط أخري. من كان يتصور أن غزة والضفة الغربية صارا كيانين سياسيين منفصلين؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
ما هي الحكمة بالضبط؟
السيد زهره
اخبار الخليج البحرين
قرأنا أخبارا مفادها أن سوريا تعتزم، أو تفكر في دعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى حضور القمة العربية في دمشق وإلقاء كلمة فيها. وبصراحة، إن صحت هذه الأخبار، فلسنا نرى لهذه الدعوة أي مبرر أو داع، كما لا نرى لها أي فائدة من وجهة نظر المصلحة العربية. بداية، نعلم جميعا أن القمة العربية نفسها هي على كف عفريت، وان مشاكل كثيرة تحيط بانعقادها. فحتى هذه اللحظة، لا نعرف كيف سيكون حال القمة؟.. من سيحضر ومن لن يحضر؟.. وهل سيكون بمقدورها أن تحقق شيئا إيجابيا حقا لمعالجة القضايا والأزمات العربية المتفجرة أم لا؟ والأمر الذي ليس خافيا على أحد أن كثيرين من القادة العرب لن يكونوا مرتاحين أبدا لحضور نجاد. فلماذا إذن، تضاف مسألة خلافية جديدة مثل هذه إلى قائمة الخلافات والمشاكل الكثيرة التي تواجه القمة؟.
الأهم من هذا أنه من ناحية المصالح والقضايا العربية لا نرى أن هناك أي فائدة إيجابية ترجى من دعوة نجاد، بل العكس هو الصحيح. مع كل تمنياتنا بأن تكون العلاقات العربية الإيرانية في نهاية المطاف جيدة وأن تمضي على أسس وقواعد سليمة، إلا أنه في الوقت الحاضر بين الدول العربية وإيران مشاكل كثيرة معقدة لم تحل. بعبارة أدق، لدينا في الوطن العربي، على المستويات الرسمية والشعبية أيضا، تحفظات شديدة، وانتقادات حادة لكثير من المواقف والسياسات الإيرانية الفعلية. هذه التحفظات والانتقادات العربية معروفة ومعلنة تفصيلا. ألا يكفي هنا مثلا ما تفعله إيران في العراق؟.. ألا يكفي إصرارها بكل السبل حتى هذه اللحظة على فرض سيطرتها ونفوذها الكاملين في العراق والسيطرة على مقدراته، وهو الأمر الذي لا يمكن إلا أن يكون على حساب عروبة العراق وعلى حساب المصالح العربية؟. ودعوة الرئيس الإيراني إلى قمة دمشق في ظل هذه الأوضاع، سيكون من شأنها أن تعطي انطباعا خاطئا عن حال العلاقات العربية الإيرانية ليس مفيدا لأحد. من شأن هذه الدعوة أن تعطي الانطباع بأن العلاقات العربية الإيرانية هي على ما يرام ومن أحسن ما يكون، وانه ليست هناك مشاكل، وليس هناك ما يقلقنا نحن كعرب من المواقف والسياسات الإيرانية. وليس هذا صحيحا كما قلنا ولا هو مفيد. هذا هو ما حدث بالضبط عندما تمت دعوة الرئيس نجاد إلى حضور قمة مجلس التعاون الأخيرة في الدوحة. استخدمت إيران هذه الدعوة للترويج على نطاق واسع بأنه لا توجد مشكلة في العلاقات مع دول المنطقة، وبأن مجلس التعاون يؤيد مواقفها وسياساتها. وبصراحة أكبر، فإن حضور نجاد إلى القمة العربية سوف يعطي الانطباع بأن الدول العربية قد قبلت بالأمر الواقع الإيراني في العراق، وأيضا بالنوايا الإيرانية المعلنة بالهيمنة في المنطقة. وهذا ليس صحيحا. وإذن، من جميع هذه الأوجه، فإنه إذا كان هناك تفكير فعلا في دعوة نجاد، فإن النصيحة المخلصة للمسئولين السوريين هي: اصرفوا النظر عن هذه الدعوة، فلسنا نرى من ورائها فائدة. بل ان ضررها أكثر من نفعها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
تركيا التي ... ستخسر!
آزاد أحمد علي
الحياة
المعركة المرتقبة لتركيا والهجمات الأخيرة التي توسعت خلال الأيام الماضية في كردستان العراق تشكل بحدّ ذاتها حرباً فكرية وسياسية على الواقع الجديد، وعلى التحولات الجيوسياسية في المنطقة، وفي الوقت نفسه حرباً على نتائج انتهاء الحرب الباردة. فتركيا تريد عبر معركتها تسخين المنطقة، التي ظلّت باردة في محيطها الشمالي منذ تفكك الاتحاد السوفياتي وتمدّد الحلف الأطلسيّ إلى جوارها القريب، ما أدّى إلى تجميدٍ جديد لدورها الذي اقتصر في السنوات الأخيرة على قمع أبناء تركيا من الأكراد والمعارضين، والتلويح بالقوة للجوار حين اللزوم.
غير أن السياسة الحربية التركية تبدو خاسرة لأنها تفتقر إلى الحدّ الأدنى من المبررات الموضوعيّة، فهي مطعونة في مشروعيتها بالأساس، وقد تبيّن للمراقبين أنها مناورة عسكرية سياسية تهدف، بين ما تهدف إليه، إلى إجراء سبرٍ جديد لأهمية موقعها الاستراتيجيّ على خريطة الناتو الحالية، خاصة بعد أن تواجدت قوات الحلف في المنطقة، والتي باتت تعمل بالأصالة عن نفسها. وهي تأتي بمثابة اختبار للإدارات الأميركية والأوروبية لقياس مدى جديتها في الدفاع عن التجربة الكردية وتحديد مدى التزام المجتمع الدولي والدول الإقليمية بقبول وصيانة التجربة الكردية في كردستان العراق، والتي ساهمت وما زالت تساهم في التأسيس لواقع جيوسياسي لأكراد العراق ومن خلالهم لكل أكراد المنطقة، وفي مقدمتهم أكراد تركيا.
لقد تفاجأت السلطات في تركيا بتضامن واسع مع القضية الكردية بكل تشابكاتها، وتطوّع حشد سياسي وإعلامي واسع لفضح نواياها العسكرية مسبقاً. إذ كان التعاطف العربي أكبر مما توقعته تركيا، كما دافعت النخب السياسية والثقافية في العراق عن تجربة كردستان العراق. وأعلنت بعض القبائل العربية علناً عن استعدادها للدفاع عن أكراد العراق. وتأكدّت للأوساط التركية ذات الصلة أن تجربة كردستان العراق راسخة أكثر مما تتوقع، ويتوفر لها الدعم العربي والإقليمي قبل الدولي، إضافة إلى الإجماع الكرديّ في الدفاع عنها بشكل أو آخر.
وفي المحصلة ظهر ان التجربة مدعومة بوعي ورغبة عربية، على اعتبار أن العراق وبالتالي العالم العربي هو المعني أساساً بشرعنة وحماية هذه التجربة الإدارية والسياسية، وإضفاء المشروعية القانونية عليها، أو انتقادها. وجاء تسارع فتح القنصليات الأوروبية في أربيل،عاصمة الإقليم الفيدرالي، في الأشهر الأخيرة، والتي توّجت بفتح مكتب للأمم المتحدة، رسالة سياسيّة صريحة لمن يريد زعزعة أمن كردستان العراق.
ولذلك يبدو لنا أن تركيا ستخسر معركتها السياسية والديبلوماسية. فإذا كان المستهدف الأبعد «الفيدرالية الكردية»، فقد تأكد لها، قبل غيرها، أنها تتمتع بحصانة عالمية، بدءاً من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وصولاً إلى سلطة الفاتيكان الروحيّة مروراً بجامعة الدول العربية. والأسوأ من ذلك بالنسبة لتركيا أن وصف حزب العمال الكردستاني بالإرهاب جاء في سياق مقايضات سياسية ولاختزال المسألة في العنف المتبادل بين سلطات تركيا وأحد أحزابها المقاتلة. وبقاء ملفات حقوق الأكراد منسية في أدراج بعض دول المنطقة ليس مؤشراً بالضرورة إلى أن الصمت الدولي سيستمر إزاء الاضطهاد تجاه هذا الشعب، فكلّ المؤشرات تبين بأن الحملة الجديدة على المقاتلين الأكراد في تركيا وخارجها لم تعد مستساغة، وظاهرة حزب العمال الكردستانيّ الشعبية تكذّب ادعاءات تركيا ولا تصدّقها عملياً.

ليست هناك تعليقات: