Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 16 فبراير 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 11-02-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
أكثر من مليون .. عدد بلا أصداء!
كاظم الموسوي
الوطن عمان
كم من الضحايا الأبرياء يجب أن يتقدموا كبش فداء لانقاذ العراق؟. أو لأحداث سبتمبر الأميركية كما حلا لبعض الناطقين باسم البيت الأبيض الأميركي التصريح به قبيل شن الحرب على العراق؟. أو ماذا على الشعب العراقي أن يدفع من تكلفة الغزو والاحتلال؟. والى متى يستمر التفرج على ما يحصل يوميا للشعب العراقي منذ اكثر من أربعة عقود متواصلة؟ ومتى يشعر العراقي انه مواطن منتم للعالمين العربي والإسلامي؟. لا أجوبة على الأسئلة ولا ردود أفعال تقابل التضحيات ولا مشاركات فعلية تكشف الحرص والقيام بما يتطلبه الواجب ويفرضه الاعتبار..
أثار مسح أجراه مركز استطلاعات الرأي "اوبينيون ريسيرتش بيزنس"، الذي يتخذ من لندن مقرا له ، أسئلة اكثر ووضع الأعداد أمام الجميع لاسيما وانه قد ذكر تفاصيل واقعية وأساليب بحث علمية تقل فيها نسبة الخطأ، فأفاد المسح أن خمس الأسر العراقية فقدت واحدا على الأقل من أفرادها، منذ مارس/ 2003 وأغسطس/ 2007.
وبحسب إحصاءات المركز، التي نشرت على موقعه الإلكتروني، فان 72 في المائة من الـ2414 شخصا الذين شاركوا في الاستطلاع في العراق لم يقتل أي فرد من عوائلهم مباشرة، بينما قال 14 في المائة انهم فقدوا فرداً و3 في المائة فقدوا قريبين. وقال ناطق باسم المركز: "نقدر حاليا عدد القتلى بين مارس 2003 وأغسطس 2007 بحوالي مليون و33 ألفا". وأشارت الدراسة إلى أن اكبر عدد من القتلى سجل في بغداد، حيث فقدت 40 في المائة من الأسر أحد أفرادها ... ودفع اغلب وسائل الإعلام إلى نشر الخبر الذي بثته وكالات الأنباء عن هذا المسح بعباراته فقط دون عناء تحميل المسؤولية وذكر الأسباب وإحالته إلى ما سمته ب (العنف) في العراق ونتيجة الصراع كما وضعته بعض الصحف الناطقة بالعربية والتي تحرر عبر إستشارة وقرارات أجهزة أجنبية وبأموال وأقلام تتحدث بالعربية في بيوتها.
هذه الأعداد الكبيرة والمرعبة تصحبها حملات تشكيك وتسويف وتمرير لأعداد اقل أو ابعد منها، وتبذل جهود كبيرة من اجل تقليلها أو حرفها أو تشويهها وغير ذلك، دون أسف عليها أو تأس لها أو حزن عليها، وكأنها بكل حالاتها أو أرقامها، مسائل حسابية عادية على ألواح خشبية في مدارس مهجورة .. وليست ضحايا بريئة ومعاناة قاسية ومحنة إنسانية، لا ضمير يوخز لها ولا أخلاق تخجل منها ولا قانون يتوقف عندها ولا صاحب قرار يتحمل المسؤولية ويتحدث عنها بصراحة ويطالب بمراجعتها أو بوضعها أمام محكمة التاريخ والقانون والأخلاق.
حين سؤل القائد العسكري الأميركي الذي قاد الحرب على العراق عن ضحاياه الأبرياء المدنيين أجاب بأنه غير مهتم باعدادهم ولم ينشغل بها، وحين تمكنت جامعة أميركية بالتعاون مع مجموعة بحث ومجلة طبية بريطانية محترمة في الأوساط العلمية أن تنشر إحصاءا قامت به خلال الأشهر الأولى بعد الاحتلال بان العدد بلغ مائة ألف ضحية ردت عليها الأبواق المدفوعة الأجر بالاستنكار والتقليل من كل جهودها وحين بلغ الرقم اكثر من 655 ألفا ونشرته مرة أخرى في مجلة لانسيت المذكورة وأعلنته للرأي العام بعد ثلاث سنوات من الاحتلال وبنفس المعدل استمر القتل والإبادة والعقاب الجماعي، أعادت تلك الأصوات ذرائعها الكاذبة في الرد عليها ومحاولة إبعاد النظر عن الحقائق الواردة فيها وبذل كل الجهود لإخفاء الأسباب الحقيقية وراء كل هذه التضحيات الجسيمة. وجاء أخيرا ما قام به مركز الاستطلاع وما أذاعه من رقم بارد.. اكثر من مليون ضحية فقط.
لا دهشة في الرقم فقط، بل في ما يصاحبه دائما من قبل الجهات الحكومية وآلة التضليل الإعلامي وتزييف الوعي التي ذهبت إلى إجراء إحصاءات أخرى لتقول أن الأعداد بلغت 151 ألفا فقط وان هذه الأعداد هي القريبة من الواقع الذي تعيشه والجهات الأخرى تقدر بمبالغة ولأسباب سياسية بينما قولهم هذا بريئا من الأسباب التي أشير إليها. وكأن هذه الأرقام الأقل من تلك التي تصدرها المنظمات الدولية هو إلزام مقبول ومشروط للتضحية والفداء. وفي كل الأحوال فان هذه الأرقام الجديدة لا تغير من وقائع الكارثة المحدقة بالشعب العراقي ومن المأساة المستمرة. وهذه الأرقام تعيد إلى الأذهان أرقام الضحايا المتواصلة منذ عقود، منذ بدايات الحصارات على العراق وتصعيد العنف الداخلي والمواجهات الدموية وتحكم الاستبداد المسكوت عنه من القوى التي تقود بنفسها الآن المجازر الجديدة. فالأعداد السابقة التي تقول بأكثر من مليوني ضحية خلال فترات الحصارات المتعددة والاقتتالات الداخلية والعسف الرسمي وغيرها ... ويذكر هنا رد وزيرة الخارجية الأميركية اولبرايت حينها عن ثمن الحصار الذي فرضته إدارتها على العراق، ولابد من الإشارة أيضا إلى أنواع وأعداد الأسلحة المحرمة التي جربت على الشعب العراقي منذ بداية التسعينات، واستمرار معاناة الشعب العراقي منذ تلك الفترة حين وضع العراق في رأس المخططات الاستعمارية الأميركية وضمان السيطرة على ثرواته ووضعه تحت الهيمنة المخطط لها في مشروع القرن الأميركي الجديد. وترتبط هذه الأرقام بالاحصاءات الأخرى التي ترافقها بالتهجير والنزوح والترمل والتيتم والبطالة والفساد وتبديد الثروات وتفتيت الفئات وتقسيم الشعب والبلاد وتحويل الأمر كله إلى أرقام بلا أصداء.. أعداد مليونية من عراق جريح محتل، تختلف عليها تقارير المنظمات الدولية والحكومية والمنظمات ووسائل الإعلام وغيرها في حسابات الموت المجاني وغياب القانون والأعراف والشرعية الخادعة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
واشنطن لن تسحب قواتها من العراق
ويليام أركين
واشنطن بوست
إن ما يقوله البيت الأبيض الآن في أعقاب خطاب الرئيس بوش عن حالة الاتحاد وقبل تقديم بترايوس لتقريره في أبريل، هو أن خفض القوات الأمريكية إلى أدنى من مستويات ما قبل زيادة القوات أي إلى 135000 جندي سوف يؤدي إلى تقويض المكاسب الأمنية التي تحققت منذ يناير الماضي.
يعتقد البعض يما فيهم صحيفة نيويورك تايمز أن من الأخبار الجديرة بالنشر أن الرئيس جورج بوش سيقرر إبطاء وتيرة سحب القوات الأمريكية من العراق أو إيقافها خلال فصل الصيف. قال الرئيس بوش في خطابه عن حالة الاتحاد إن »أكثر من 20000 من القوات الأمريكية سوف يعودون إلى الوطن «. لكن الإدارة الأمريكية ألمحت أيضا إلى أن هذا العدد يشكل إجمالي الجنود الأمريكيين الذين سيعودون إلى الولايات المتحدة قبل انتخابات عام .2008
من المقرر أن يقدم قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس تقريره أمام الكونجرس حول حالة زيادة القوات الأمريكية المعروفة باسم »التجييش«، كما أنه سوف يقدم توصياته حول مستويات القوات وأي تغييرات في الاستراتيجية الأمريكية وذلك في أبريل المقبل. سوف تتضاعف ضغوط الكونجرس والضغوط من داخل العديد من دوائر البنتاجون للمطالبة بمواصلة خفض أعداد القوات الأمريكية في العراق. يقولون إن أي عملية تناوب أخرى أو تمديد ساعات العمل سوف تكسر معنويات الجيش وقوات مشاة البحرية الأمريكية. لا شك أن هذه شواغل حقيقية. لكن بالنسبة للأمن القومي، وللدولة برمتها، من الأهمية بمكان أن يتسلم الرئيس الأمريكي الجديد وضعا مستقرا في العراق. ولهذا السبب يحتاج الجيش الأمريكي إلى كل الدعم لكي يتمتع برباطة الجأش.
أشار تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز وعدد من التقارير الصحفية الأخرى إلى أن إدارة الرئيس بدأت ترسل إشارات قوية مفادها أنها سوف تعمل على إبطاء عملية خفض القوات الأمريكية أو وقفها تماما بعد الصيف. تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر عودة حوالي خمسة ألوية مقاتلة وأكثر من 20000 جندي إلى الولايات المتحدة بحلول فصل الصيف، وهو عدد القوات نفسه التي تم إرسالها إلى العراق في إطار عملية زيادة القوات الأولى، وأكملت 15 شهرا. وبحلول يوليو المقبل سوف يكون قد عاد إلى الوطن خمسة من أصل تسعة عشر لواء مقاتلا من الألوية المتمركزة في العراق حاليا. وستكون عملية زيادة القوات قد اكتملت، بمعنى أنه كانت هناك زيادة في عدد القوات الأمريكية، بغض النظر عن الوضع في العراق، وكانت الخطة تتمثل على الدوام في العودة إلى مستويات ما قبل التجييش.
يقول سلاحا الجيش ومشاة البحرية الأمريكية إنه لا توجد أية ألوية على استعداد لأن تحل محل الوحدات التي يتم سحبها. هل هذا الكلام صحيح أم لا، وهل كانت اجهزة القوات المسلحة الأمريكية قد برمجت احتياجاتها الداخلية لإيجاد تلك الحالة، هذا سؤال مهم. ومع ذلك، يكفي القول أن جزءا من الدعاية التي لم يتم الإعراب عنها وراء رغبة أجهزة الجيش على الموافقة على عملية التجييش هو أن أحدا لم يطلب منها إبقاء القوات الأمريكية عند مستوى 160000 جندي في العراق. بل والأكثر من ذلك، أن الإدارة وعدتهم بزيادة كبيرة في القوة لكي تتمكن من تلبية احتياجاتها.
إن ما يقوله البيت الأبيض الآن في أعقاب خطاب الرئيس بوش عن حالة الاتحاد وقبل تقديم بترايوس لتقريره في أبريل، هو أن خفض القوات الأمريكية إلى أدنى من مستويات ما قبل زيادة القوات أي إل 135000 جندي سوف يؤدي إلى تقويض المكاسب الأمنية التي تحققت منذ يناير الماضي.
قال بترايوس بالفعل إنه يعتقد أنه من الحكمة بمكان أن «ندع الامور تستقر قليلا» بعد عمليات الخفض المقررة قبل إجراء أية تغييرات إضافية، وهذا بالتأكيد هو عرض مبسط لما سيقوله بترايوس في أبريل المقبل. ووفقا لمصادر في وزارة الدفاع الأمريكية، لقد أعرب بترايوس عن قلقه إلى البيت الأبيض من أنه لا يشعر بالارتياح من قرار سحب أربعة ألوية مقاتلة أخرى خلال العام الماضي، لكي يصل عدد الألوية المتركزة في العراق إلى عشرة فقط.
تحدث الرئيس بوش في خطابه عن حالة الاتحاد عن التوقف فترة من الوقت، واستشهد بتحذير بترايوس من أن الانسحاب المتعجل سوف يؤدي إلى تفتيت قوات الأمن العراقية، وتقوية شكيمة القاعدة وتمكينها من استعادة الأراضي التي خسرتها، فضلا عن أنه سيؤدي إلى زيادة وتيرة العنف بشكل ملحوظ.
وقد رسم الرئيس الامريكي جورج بوش مشهدا إيجابيا للوضع في العراق محذرا من أنه لن يجازف بالتقدم الذي تحقق في العراق بالاسراع في سحب القوات الذي قد يظهر الولايات المتحدة بأنها »نمر من ورق«.
وأكد بوش في خطاب ألقاه في لاس فيجاس مؤخرا نجاح الاستراتيجية التي انتهجت في 2007 مع إرسال ثلاثين ألف جندي أمريكي إضافي رغم أنها أثارت جدلا واسعا. وقال بوش إن «كثيرين يتساءلون: والآن ما العمل»؟ في إشارة الى التساؤلات حول عدد القوات. أضاف بوش: «اقول لهم: إننا قطعنا أشواطا كثيرة في تلك الساحة الكبيرة من الحرب على الإرهاب كي نؤمن النجاح».
وكان بوش أعلن في سبتمبر البدء في سحب القوات لتبلغ نحو 130 ألف جندي في يوليو. ينتظر الرأي العام الذي يعارض في معظمه الحرب، ما إذا كان بوش سيعيد مزيدا من الجنود إلى امريكا بعد يوليو وقبل رحيله عن البيت الابيض في يناير .2009
وقال بوش إن أي خفض في عدد القوات سيتم بناء على رأي الجنرالات والظروف الميدانية، تاركا السؤال بدون جواب. وأضاف «الاغواء بالتأكيد هو القول: تفضلوا وخذوا القرار الصحيح من وجهة نظر سياسية. هذه ليست طبيعتي. هذا ليس بالتحديد ما سنقوم به». وحسب مستشاريه فان بوش ينتظر قبل تحديد موقفه تقريرا من العسكريين والمدنيين الأمريكيين في العراق خلال الربيع المقبل. لكنه أكد انه لن يجازف بالتقدم الذي تحقق خلال .2007
وقال إن «الفشل في العراق سيكون بمثابة القول إلى المارقين والقتلة إن الولايات المتحدة هي نمر من ورق. الفشل في العراق سيشجع المتطرفين الآخرين في الشرق الاوسط. الفشل في العراق سيشجع إيران. مصلحتنا الاستراتيجية هي النجاح. وسوف ننجح».
وقد أدلى بوش بتقييم للحقائق العراقية بشكل قد يكون الأكثر ايجابية منذ زمن طويل. وأعرب ايضا ومع كثير من القوة وأكثر من الماضي عن اقتناعه بأن العراق قد يكون بمثابة نموذج في المنطقة. وأقر بأنه بعد أربع سنوات على الغزو «يبدو الأمر وكأنه أجل طويل». وقال «لكن ما نراه هو ديمقراطية تتطور بشكل كامل. الناس قالوا: الحرية لا يمكن ان تعم الشرق الأوسط. لست موافقا معهم ابدا. أعتقد أن الحرية ستعم الشرق الأوسط وأن العراق هو عنصر أساسي في هذه الاستراتيجية».
أما معارضو الحرب في الكونجرس فإنهم بلا شك سوف يشعرون بالغضب تجاه الإدارة وسوف يضغطون على بترايوس لكي يقول شيئا يؤكد وجهات نظرهم بأن البقاء في العراق لا يعني إلا تعزيز صلف الإدارة وعنادها وأيديولوجيتها. وعلى الرغم من ذلك، فإن البقاء في العراق هو التحرك السليم في كل الأحوال. فإنه يزيل قضية عدم الاستقرار في العراق من قائمة قضايا مرشحي الرئاسة الأمريكية، ويجبرهم على أن يقولوا ما يفكرون في عمله لحل المشكلة وليس الإعراب عن ردود أفعالهم تجاه الأخبار.
إن البقاء في العراق سوف يعزز المكاسب التي تحققت ويعطي قدرا من الدعم للحكومة العراقية. وأخيرا، هذا القرار يعطي للرئيس الجديد الفرصة لاتخاذ القرار بعيدا عن تلك الأزمة التي يتعين عليه التعامل معها. إن زيادة القوات الأمريكية في العراق قد انتهت، لكن الحرب لم تنته بعد.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
اللاجئون العراقيون ... كارثة منسية!
محمود المبارك
الحياة بريطانيا
ثمة سؤال يقلقني وأنا أتابع ما أسميه «كارثة إنسانية» للاجئين العراقيين الذين هُجِّرُوا بسبب العدوان الأميركي - البريطاني الوحشي على بلادهم، والذين بلغ عددهم قرابة خمسة ملايين لاجئ حتى اليوم. هذا السؤال هو: لماذا نسي العالم بأسره هذه الأزمة الإنسانية؟
فحين يصل معدل عدد لاجئي أي بلد إلى أكثر من ألفي لاجئ يومياً، فواقع الأمر أن هناك كارثة إنسانية خطيرة، ولكن حين لا يكترث العالم بهذه المأساة فالأزمة الإنسانية تصبح أزمة أخلاقية وقانونية دولية خطيرة!
ذلك أن أعراف الدول وأخلاقياتها جرت على عادة مساعدة المنكوبين في كل مكان. بل حتى الدول الغنية التي تصاب بكوارث طبيعية عادةً ما تتلقى معونات مادية ومعنوية من بقية بلدان العالم. فعلى سبيل المثال، حين ضرب إعصار كاترينا جنوب الولايات المتحدة في خريف عام 2005، هبت دول العالم - ومنها الدول العربية - لنجدة الدولة الأغنى والأقدر في العالم والتي لم تكن بأي معيار محتاجة إلى مساعدة مادية! فسخت أيدي العرب العاربة والمستعربة، إما رغبة أو رهبة بمئات البلايين من الدولارات لبلاد العم سام المنكوبة.
بيد أن أمر مأساة اللاجئين العراقيين مختلف جداً. فهؤلاء في الأصل قوم غير محتاجين إلى صدقات الأغنياء، وإنما اضطرتهم ظروف العيش غير الآمنة التي تسبب بها الغزو الأميركي - البريطاني على العراق إلى الهروب من بلادهم، حفظاً على أرواحهم وأرواح أولادهم. فالمسؤولية المباشرة في واقع الأمر تقع على الحكومتين الأميركية والبريطانية اللتين تسببتا في إخلال الأمن في بلادهم. ومع ذلك فلم تُشَرِّع أيٌ من الدولتين أبوابها لاستقبالهم. كما لم تمتد الأيادي الأميركية والبريطانية لمساعدة الدولتين اللتين تستضيفان أكبر عدد من هؤلاء اللاجئين وهما سورية والأردن. ومن يدري فربما تكون الحكومتان الأميركية والبريطانية قد شُغلتا بنفقات الحروب عن مساعدة اللاجئين؟!
ففي سورية حيث يقيم قرابة مليون ونصف المليون لاجئ عراقي، تبدو أوضاعهم المادية والمعنوية مأسوية بكل المعايير، حيث ذكرت دراسة صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قبل أيام عدة أن 90 في المئة من اللاجئين العراقيين المقيمين في سورية يعانون من الاكتئاب، بسبب أوضاعهم المعيشية المأسوية ومستقبلهم المجهول.
وعلى رغم الدعوات المتواصلة للمفوضية العامة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة العفو الدولية الى المجتمع الدولي عموماً والولايات المتحدة وبريطانيا خصوصاً، لتحمل مسؤولياتهم تجاه الوضع الإنساني الكارثي للاجئين العراقيين، إلا أنه يبدو أن هذه الدعوات لم تعد تصل إلى العالم الذي يصمّ أذنيه ويعمي عينيه عن هذه الكارثة الإنسانية. وفي الوقت الذي لا يليق بالعالم أجمع أن يتخلى عن مسؤولياته القانونية وأخلاقياته الدولية في مساعدة المنكوبين من اللاجئين العراقيين، إلا أن هذه الكارثة الإنسانية يتحمل وزرها بالدرجة الأولى مَنْ أشعل فتيل النار في العراق عام 2003.
ولعل من المفارقات غير المفهومة هو ما تنفقه الولايات المتحدة على حربيها في أفغانستان والعراق - الذي جاوز تريليون دولار - في حين ترفض تحمل جزء يسير من تبعات هذه الحروب في ما يتعلق بحماية الفارين من ويلات الحربين اللتين تسببت هي ذاتها بهما!
فالكثير من أبناء المنطقة لا يستطيعون فهم إصرار الولايات المتحدة على زيادة نفقاتها العسكرية، في حين تتلكأ وتتعثر في مجرد درس طلب مساعدة لتلك الدول! ماذا لو كانت الولايات المتحدة قد أنفقت عشر ما تنفقه على حروبها العدوانية في شكل مساعدات مالية في أفغانستان والعراق؟ ترى هل كان سيبقى لها أعداء في المنطقة؟
لماذا لم تفعل الولايات المتحدة مع العراق وأفغانستان كما فعلت مع ألمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في مشروع مارشال حين أسهمت الولايات المتحدة في إعادة بناء أوروبا؟ أليست هذه الدول أحق بصفتها ضحية الاعتداءات الأميركية غير المبررة؟ هل الجنس الأوروبي يستحق المساعدة لأجل النهوض في حين لا يستحق اللون الداكن مثل ذلك؟
المثير للسخرية هو أن العراق في الأصل دولة غنية وغير محتاجة إلى الصدقات الأميركية - البريطانية، وكل ما يطلبه العراقيون الأحرار هو أن تترك الولايات المتحدة العراق وشأنه ليتولى بنفسه شؤونه الاقتصادية، من دون تدخل أو «مساعدة» أميركية. ولكن حيث آلت الأمور إلى ما آلت إليه فإن أبسط ما يطلبه اللاجئون العراقيون هو حقهم القانوني الدولي في المساعدة المنصوص عليها بموجب المواثيق الدولية.
السيئ في الأمر هو أن الولايات المتحدة اليوم تمارس عبر وسطائها ضغوطاً على كثير من هؤلاء اللاجئين العراقيين للرجوع إلى بلادهم، على رغم ما في ذلك من مخالفة صريحة للمادة الثامنة من النظام الأساسي للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تنص على أن «مهمة الحماية الدولية تشمل منع الإعادة القسرية للاجئين». ومن يدري فربما كانت الولايات المتحدة تريد أن تعيد إلى هؤلاء المساكين روعة الإحساس في البقاء بالبلاد طبقاً للمثل الأميركي القائل (Home sweet home)!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
لماذا تحدث الطالباني عن الكلب المربوط من ذيلة في باب السستاني وعودة الكلب الذي يفتش النواب في المنطقة الخضراء وتكريمه في لوس انجلز وتهريب الكلب العراقي وامه المسروق من سامراء الى ميشغان
المحامي علاء الاعظمي
دورية العراق – العراق
على حين غرة كما يقول العرب تناقلت لنا وسائل الاعلام العالمية وعبر الاقمار الصناعية ومن خلال شبكة المعلومات العنكبوتية أي -النت - الذي انقطع في كل دول منطقة الشرق الاوسط قبل اسبوعين والى الان باستثناء العراق واسرائيل وسارع المحللون ( المايخافون من الله ) الى تفسير الحادث على انه بداية لقيام امريكا بضرب ايران !!!
اقول انه على حين غرة تناقلت لنا هذه الوسائل اخبار ثلاثة كلاب وهي كما يلي :
الكلب الاول ..الطالباني تحدث عنه بعد ان قابل السستاني الذي سبق وان وصف مام جلال بانه صمام الشعب العراقي ولانعرف من أي جهة يصم !! المهم وقف صمام الشعب وامام 75 وكالة فضائية ومحلية وصحيفة خارجية وداخلية في زمن الانفتاح الاعلامي على مصراعيه في العراق من دون خلق الله وقف ليتحدث فقال نكته وهي ان شخصين رأيا شخصا بيده كلب فقال الاول انه مام جلال فقال الثاني كلا فاين (الماتورات) أي الدراجات البخارية والسيارات فتراهنا ( رغم ان الرهن حرام ) ووصلا الى الشخص ومعه الكلب فوجداه انه مام جلال فسأل الثاني الاول :-
كيف عرفته انه مام جلال صمام الامان
فقال الثاني : لانه رابط الكلب من ذيله ..اي انه كردي يرى الاشياء كلها بالمقلوب
ونقول نحن عباد الله كمحللين من الدرجة العاشرة وعلى قدر الحال فان مام جلال صمام الشعب اراد ان يوصل رسالة الى الاتي وهو المعروف بالثعلب ومن يريد اكثر ليستفسر من عدوه اللدود البارزاني :-
1- السستاني ..ليقول له انني رئيس جمهورية وجئت الى النجف واخرج بالشارع والناس تراني لوحدي ومعي اوفى من الانسان وهو الكلب وانت لا تستطيع ان تخرج من قمقمك خاصة واننا لانعرف ماذا بالضبط جرى من حديث بين صمام الشعب مام جلال والمرجعية الرشيدة
2- العملاء العاملين مع الامريكان ..ليقول لهم اننا كاكراد نربط الاشياء بالمقلوب ورغم ذلك فاننا ذوي باع وحضوة في الساحة ويعرفنا من يعرفنا وان لاحل الان كما يصرح به العلوج فالامور مربوطه من ذيلها او من مكان اقرب وبالمقلوب واننا نصطحب الكلاب معنا لتنهش من نريد نهشه
3- الشيعة ..ليقول لهم كنت مع من ينجس من لايعترف بالائمة الاثني عشر ومعي الكلب النجس
4- الحكيم ليقول له ان زيارة عبد المهدي للسستاني وتسريب انباء عن استعداده لتشكيل وزارة بدلا من المالكي هو التفاف من خلفنا واننا رغم ربطنا للاشياء بالمقلوب لكننا نعرف كيف نقود الكلاب
5- المعارضون على منح البيشمركة 17 بالمئة من الميزانية بان الطالباني موجه اسنان الكلب الى من يريد وبمجرد ان يضع اصبعه بفتحة ط... الكلب فانه سينطلق وعندها لن يكون قانون مجالس المحافظات بديلا عن الميزانية
ثانيا الكلب ..محمود المشهداني الذي اشتكى منه عندما يقف امام باب مجلس النواب المنتخب من قبل ثمانية ملايين عراقي غرسوا اصابعهم بالحبر البنفسجي وتحدوا الصداميين التكفيريين ازلام النظام البائد وساروا على هدى المرجعية وبعد ايام قالوا ( قشمرتنا المرجعية وانتخبنا السرسرية) هذا الكلب كان يستخدم من قبل قوات النمور الورقية في المنطقة الخضراء وقد تمت اعادته الى ارض وطنه بعد ان شمشم كل المسؤولين الداخلين والخارجين لمجلس النواب منن فوك ومن جوه وكل العضوات الداخلات والخارجات للمجلس ايضا من فوط ومن جوه وجرى له احتفال كبير في احدى الولايات بعد عودته مظفرا من مشاركته بالعملية السياسية وتؤكده من عودة وزراء التوافق المنسحبين رغم نفي الناطق باسم الجبهة وتأكيد رئيس الجبهة والموافقة على حصول الوزراء المستقيلين على رواتبهم التقاعدية البالغة 18 مليون دينار شهريا !!!
ثالثا :الكلب السريجنت بيتر نيلسي من ولاية مشيغان حيث قال في رسالة عبر الانترنت لامه وصديقته واخته الشقراء انه عثر علي كلب وامه من فصيلة اللابرادور النادرة اسماها «ناما» وابنها الأبيض المرقط الذي اسماه «بوريس في احد شوارع سامراء بعد ان تم تفجير مرقدي الامامين العسكريين ووصول صولاغ والوائلي بعد نصف ساعة من التفجير وهما منذ اربع سنوات لم يخرجا من مواقعهم خوفا على حياتهم ..المهم قال العلج السريجنت النمر الورقي انه سيرسل هذين الكلبين بعد ان بنى لهما بيتا داخل المنطقة الخضراء مثلما يسكن المسؤلون حاليا الا ان اجل السرجنت حان وادعت قيادته العسكرية انهم جلسوا ليلة الكرسمس ولم يستيقظ فتيقنوا انه فطس وقالوا انهم يحققون بوفاته هل هي بسبب خوفه او راى زميل له قتل امامه ام مات خنقا بعد ان لعب ما لعب احد رفاقه به !! ولا غيبة لفاسق !!
المهم نقلت القوات المتعددة الجنسيات عبر اساطيلها المنتشرة بالبر والبحر وبالطائرات العملاقة بوريس الكلب وامه الى ولا ية ميشغان التي اقيم بها موكب عزاء المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وقام الرادود بالقاء قصيدة يعاتب بها العباس على تخليه عن زينب و لم يجلب لها الماء!!
واقيم احتفال لاستقبال الكلب وامه في هذه الولاية نقلت احداثه شبكات التلفزة ومنها أيه بي سي نيوز وقناة ام بي سي 4 وصحيفة الشرق الاوسط برعاية عبد الرحمن الراشد واعتبرت الخبر حصريا ونقلت وكالة اسوشييتدبرس عن كاري الشقراء ، شقيقة السرجنت بيتر نيلسي، قولها ان شقيقها عندما زارهم خلال إجازته في يوليو (تموز) الماضي أبلغهم بأنه سيجد طريقة لجلب «ناما» و«بوريس» الى أميركا
الا أن عائلة نيلسي صعقت عندما سمعت صبيحة عيد الميلاد «الكريسماس» في 25 ديسمبر(كانون الأول) الماضي بوفاته في نومه وصممت على احترام رغبته في جلب كلبيه الى مشيغان!!!!
اما خالة نيلسي،أي اخت امه والتي تدعى جولي دين فقد صرحت بالاتي «إن يكون لديهم أي اسرة العلج شيء رعاه بيتر ويلمسوه ويحملوه ويرعوه .. هذا كل ما أرادوه»
وصلت الكلبة العراقية «ناما» مع «بوريس» مزرعة أم نيلسي في مشيغان يوم الجمعة الماضي ( تذكرنا باستقبال المجرم بوش لضيوفه في مزرعته في تكساس) أي في يوم وصول اجيلا جولي الى بغداد واستقبال المالكي لها بذكرى مقتل عبد الكريم قاسم بعد رحلة استغرقت أربعة أسابيع كللت – كما تقول ايه بي سي نيوز - حملة ساهمت فيها الأسرة ووسائل إعلام وجمعيات الرفق بالحيوان ومسؤولون منتخبون !!
اما صحيفة الشرق الاوسط السعودية التي تطبع في لندن غير طبعتها في بغداد في عددها الصادر يوم الاحد 10-2-2008 فقد قالت ان كاري نيلسي بكت وهي تحضن الكلبة العراقية «ناما» وقالت «هذا شيء رائع». واوضحت كاري ان شقيقها عاد الى التطوع في الجيش عام 2005 بعد أن سمع بمقتل أحد اصدقائه في العراق( شلون بالعراقيين الصداميين التكفيريين ازلام النظام السابق ما خلوا واحد ما قتلوه ) تاركا زوجة وطفلين ولم تعلمنا هل ترك كلبا ام لا ، وتحدثت عن شقيقها العلج مفتخرة ان حماية الآخرين كانت جزءا من حياته». الا انه لم تذكر لنا كيف يقتل العلوج ابناء العراق ونساءه واطفاله بدم بارد
وفي هذه المناسبة فاننا نطالب جمعيات الرفق بالحيوان ومنظمات المجتمع المدني وممثلي التيار الصدري بالمجلس والرساليون والحزب الفضيلة وقادة الكتل السياسية واعضاء الاتفاق الرباعي والخماسي والسداسي والمرجعيات الرشيدة واتباع الكرعاوي واليماني والامام الرباني وانصار ابو ريشة وقائد عمليات البصرة الفريق الاول الركن الفريجاوي ووزيري الدفاع والداخلية وممن شاركو في ندوة رأب صدع سد الموصل الذي سيقتل ابناء نينوى بالتوافق مع العملية الجبارة التي سخوضها ابناء العراق النشامى من كل محافظات القطر لقتل البناء العراق النشامى في الموصل ( قابيل يقتل هابيل ) ان تعيد الكلببين العراقيين المهربين الى ميشغان في بيت نيلسي وبنفس المراسيم التي اخذوهما بهما لانهما ملك لعراقي قد يكون العلوج قتلوه من اجل سرقة هذين الكلبين النادرين كما نطالب باخراج رفاة الولد الاخر للكلبة الذي ادعت القوات الصديقة كما يسميها عناصر الصحوة وهي القوات المتعددة الجنسيات التي ضحت من اجل نشر الديمقراطية واعادة تشريح الجثة وفق قانون الطب الشرعي السائد حاليا قبل ان ينفذ القانون المقترح الذي عارضته المرجعيات الشيعيبة والذي يحرم تشريح الجثة الا بطلب من القاضي ولدينا عدة قضاة اكفاء منهم مدحت المحمود رئيس مجلس القضاء واليمكن ان يساعده المدعي العام جعفر الموسوي لانه ناطق باسم الشعب
والا سنجعلها كما قال المثل العربي دم كليب فكلب بوش الذي فسحه ليلة العدوان على العراق في عام 2003 ليس اعز ولا انبل من كلبتنا ناما والنعم من اسمها !!!!
ونطالب سفير العراق في واشنطن وممثل العراق في الامم المتحدة بمنع تزاوج أي كلب امريكي مع كلبتنا ناما لاننا لانريد للكلب بوريس اخ امريكي هذا اولا وقد يكون زوج الكلبة ناما حيا يرزق فتكون الكلب قد تزوجت ( براس رجلها)
وندعو اعضاء اتحاد الادباء في العراق الذين يرفض – وبتعنت – اتحاد الادباء العرب قبولهم في عضويته لانهم يساندون الاحتلال ويرد عليهم مالك المطلبي ويقول ان الادباء العرب لم يستوعبوا الحالة الجديدة للعراق اقول ادعو الاتحاد الى اجراء مسابقة شعرية يشارك بها فقط من كان يمدح النظام السابق والان يشتمه ليغسل ذنوبه وتكون القصائد ردا على الشاعر المتنبي الذي يقول : الكلب كلب لو طوقته من ذهب والعبد عبد لو علت مراتبه
alaaaladamy@gmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
تركيا تضبط المواعيد مع أكرادها على ربيعٍ ملتهب
هوشنك أوسي
الحياة بريطانيا
في تتابع لافت، تستمر الوفود التركيَّة في زياراتها غير العادية لواشنطن. رئيس الحكومة أردوغان، فرئيس الجمهوريَّة عبد الله غُل، فقائد هيئة الأركان العامَّة الجنرال ياشار بيوكآنط، ومن ثَّم نائبه الجنرال أرغين صايغون. وهذا الأخير، كان قد رافق أردوغان في زيارته السالفة الذكر لأميركا، وقبل فترة، كان في بغداد، تزامناً مع زيارة كوندوليزا رايس للعاصمة العراقيَّة!. وليس سرَّاً، أنه ثمَّة ملفَّاتٍ ثلاثٍ، تغطى على جدول أعمال أيَّة زيارة تركيَّة لواشنطن، هي: العمال الكردستاني، وكركوك، ومستقبل الفيدرالية في العراق، فضلاً عن ملفَّات أخرى، تلي في أهميتَّها، ما أشرنا له، كالملفِّ الأرمني، والملفِّ القبرصي، ومساعي انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
في ما يتعلَّق بملفِّ الكردستاني، فبعد مضي ما يقارب الخمس سنوات من الاحتلال الأميركي للعراق، والممانعة الأميركيَّة لأيّ اجتياح تركي لكردستان العراق، استطاعت أنقرة أن تستحصل على ضوء أخضر من واشنطن للبدء في شنِّ جولة من الحرب القديمة - الجديدة على حزب العمال الكردستاني. وقد باشرت تركيا هذه الجولة بالهجوم الجوي لـ52 طائرة «إف 16» على ما قيل: إنها معاقل الكردستاني على الحدود التركيَّة - العراقيَّة يوم 16/12/2007، بالتزامن مع قصف مدفعي تركي - إيراني مركّز لتلك المناطق.
وفي ما يخصُّ بالمادة 140، وقضية تطبيع الأوضاع في كركوك، فقد نجحت تهديدات الأتراك، في جرّ الحكومة المركزيَّة في بغداد للالتفاف على الإقليم الكردي، وعقد اتفاقات وتفاهمات سريَّة بين بغداد وأنقرة، وبرعاية أميرك يَّة، حول تأجيل المادة 140 لستة أشهر. وكشف الرئيس التركي عبد الله غُل، في زيارته الأخيرة لواشنطن، لمراسل صحفية «حرييت» التركيَّة، أنه شكر بوش بخصوص تأجيل المادة 140، وإنه «سيطالبه بتعليقها»، وصولاً لشطبها من الدستور العراقي، أو تجمديها. بمعنى، نجح المالكي في ليّ ذراع أكراد العراق، وبشكل قوي ومؤلم، عبر أنقرة. وبوضع الحكومة العراقيَّة ملف كركوك في العهدة الأمميَّة، و»تمديد» تطبيقها 6 أشهر، تكون قد خلَّصت نفسها من ضغوطات التحالف الكردستاني الذي كان يهدد الحكومة المركزيَّة، بالانسحاب من العمليَّة السياسيَّة، أنْ لم تطبَّق المادة 140 في وقتها. وإن أبدى الأكراد أيّ اعتراض على أداء الأمم المتَّحدة بخصوصها، حينئذ، سيظهر الجانب الكردي وكأنه ضدَّ الشرعيَّة الدوليَّة، أو ما شابه، فيما يكون المالكي قد أبرأ ذمَّته أمام كل حلفائه الإقليميين، المعترضين على المادة 140، (تركيا وإيران وسورية)، وخنادقهم المتقدِّمة والنشطة في العمليَّة السياسيَّة العراقيَّة (جبهة التوافق السنِّيَّة، الائتلاف الشيعي، الجبهة التركمانيَّة، التيار الصدري). وتالياً، لم يعِ قادة أكراد العراق، أن القصف الذي طال مقاتلي الكردستاني في المنطقة الحدوديَّة، كان موجَّهاً للمادة 140 من الدستور العراقي، وقد أصابها في مقتل!. ويبدو أن قادة أكراد العراق أدركوا متأخِّرين التفاف المالكي عليهم، تماماً كما فعل إبراهيم الجعفري معهم، فاتَّجهوا لمراجعة تحالفاتهم، وعقدوا اتفاقاً هذه المرَّة مع السنَّة، «الحزب الإسلامي».
أمَّا ما خصَّ الملف الأرمني، وقانون إدانة المذابح الأرمنية (915-1917)، واعتبارها إبادة جماعيَّة، والمعروض على الكونغرس للتصويت، بعد أن أقرَّته لجنة العلاقات الخارجية فيه، يبدو أن هذا القانون، أعيد على الرَّفّ، بعد أن أثار لغطاً وردود أفعال وتهديدات تركيَّة قويَّة لأميركا، حيث اعتبره الرئيس التركي غُل: «إهانة للشعب التركي». واتضح أن هذا القانون، لم يخرج من كونه ورقة ابتزاز أميركيَّة للأتراك.
رغم كل التطبيل والتضخيم الذي أبداه الساسة والعسكر والإعلام التركي، حيال نتائج الهجوم الجوِّي التركي على معاقل الكردستاني في جبال قنديل، لكن، ظهر جليَّاً، زيف وهشاشة تلك الادعاءات. لكن، اللافت في الأمر، ما ذكرته صحيفة «آزاديا ولات» الكرديَّة، الصادرة في ديار بكر، ونقلاً عن الموقع الالكتروني للبحوث والدراسات الاستراتيجية في كردستان، إن جنرالاً إيرانيَّاً صَّرح للموقع المذكور بأن الطيران الأميركي شارك في الهجوم التركي على مقار الكردستاني، و»ان أنقرة طلبت من طهران، قبل بدء العملية بـ48 ساعة، ضرورة استخدام مجالها الجويِّ في هجومها على معاقل الكردستاني، فوافقت طهران، بموجب التنسيق المشترك بين البلدين لمحاربة الكردستاني على جانبي الحدود، بشرط ألاَّ تكون الطائرات الأميركيَّة ضمن سرب الطائرات التركيَّة المهاجمة. لكن، فيما بعد كشفت راداتنا أن الطائرات التي كانت تقصف مواقع الكردستاني، لم تكن فقط تقلع من مطاري ديار بكر وأنطاليا العسكريين التركيين، بل من قاعدة إنجيرليك الأميركيَّة أيضاً». وهذا ما يفسر نفي هيئة الأركان التركيَّة بشدَّة أن يكون الهجوم «التركي»، قد أصاب أهدافاً مدنيَّة، وقتل قرويين كرديين، وهدَّم بيوتاً ومدراس ومرافق مدنيَّة، ذاكرة في تصريحات لها: «إن الأهداف التي تمَّ قصفها، كانت منتقاة بعناية، وبعد رصد وكشف استخبارتي أميركي دقيق». وهذا ما يفسِّر أيضاً بقاء ردود الفعل العراقيَّة والكرديَّة تحت سقف التنديد والشجب والاستنكار، ولم تصل لقطع العلاقات أو طرد السفير التركي، أو إغلاق الممثليات التركيَّة، أو تجميد الاتفاقات الاقتصاديَّة، أو تقديم شكوى للأمم المتَّحدة ومجلس الأمن...، كأي إجراء ينبغي أن تتخذه دولة ذات سيادة، لمواجهة عدوان دولة أخرى على أراضيها وسيادتها وشعبها!.
وما استمرار الحصار الإعلامي الذي فرضته حكومة إقليم كردستان العراق على مناطق جبال قنديل، تنفيذاًَ لمطلب تركي - أميركي، ومحاولة أكثر من 50 صحافيا ومثقفا كرديا عراقيا كسر هذا الحصار، ومحاولة السير نحو تلك المناطق، وصدّ السلطات الكردية لتلك المجموعة، ومنعها بالقوَّة، تتوارد أخبار مفادها: إن القصف الذي طال تلك المناطق، ربما يكون قد استخدم فيه أسلحة محرَّمة، كيماويَّة أو بيولوجيَّة، بسبب الارتفاع المفاجئ في عدد المصابين بأمراض غريبة هناك. وهذا ما ألمح له وزير البيئة في الإقليم الكردي دارا محمد أمين، وطلب إرسال لجنة تكشف عن حقائق ما حدث هناك.
وما بات في حكم المؤكَّد إن تركيا تهيِّئ نفسها لغزو برِّيّ لكردستان العراق في الربيع المقبل، ووجود نائب هيئة الأركان التركيَّة أرغين صايغون في واشنطن ثم بغداد ثم واشنطن، ليس إلا لوضع اللمسات الأخيرة على مخطط الهجوم البرِّيّ التركي على جبال قنديل. ومن جانبه، لم يستبعد العمال الكردستاني هذا الهجوم، وكشف عن دخول إسرائيل على خطِّ المواجهة الأميركيَّة - التركيَّة - الإيرانيَّة معه. وذكر الحزب في بيان له: «إن وحدات خاصَّة من نخبة الجيش الإسرائيلي وصلت لتركيا». وإنهم «رصدوا تحركات لعناصر الموساد في محافظة باطمان الكرديَّة»، جنوب شرق تركيا. وحذر الكردستاني في بيانه، إسرائيل وأميركا من تبعات مشاركتهما في أيّ مخطط يستهدفهم، ذاكراً «أن الشعب الكردي، سيعتبره قرار إعلان حرب، ولن يقف مكتوب الأيدي، ولديه الوسائل الكافية للدفاع عن نفسه». ما يعني أن تركيا قد ضبطت مواعيدها مع ربيعٍ لاهب، سيثمرُ مزيداً من القتل والخراب وإراقة الدماء، بمعيَّة تعاضد الإسلامي والذهنية الطورانيَّة، المتمثِّلة بمؤسَّسة العسكر، على إتِّباع الخيار العسكري الفاشل في طيّ الملفِّ الكردي.
رويداً، باتت تتضح المعالم المحليَّة والإقليميَّة والدوليَّة للمخطط الذي يستهدف العمال الكردستاني، وعملية توزيع الأدوار على الشريك العربي والكردي العراقيين، والفارسي والإسرائيلي والأميركي، ومن خلف كل هؤلاء، التركي في هذا المخطط!. هذا الإجماع والتكالب والتواطؤ المريب والمعيب في آن، الذي لم نشهد مثيلاً على أيَّة دولة أو فريق سياسي، يوحي فيما يوحي، إلى الثقل الذي لا زال يتمتَّع به الكردستاني، حتى بعد اعتقال زعيمه أوجلان. والسؤال: ألهذه الدرجة يشكّل العمال الكردستاني خطراً على مصالح المشتركين في مخطط تصفيته، من أعداء وأصدقاء؟!.
قصارى القول: اتهام أميركا وإسرائيل وإيران وتركيا، (وكل هذه الدول التي تمارس إرهاب دولة)، للكردستاني بالإرهاب، لن يفهمه الأكراد إلا أنه شهادة تؤكد عكس ذلك. وما قد يحزُّ في النفس الكرديَّة أكثر، هو اشتراك طابور سياسي وثقافي كردي خامس في طعن العمال الكردستاني من الخلف، أو تبرير مساعي تصفيته بشكل أو آخر.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
حكومة عراقية رشيقة
افتتاحية
اخبار العرب الامارات
لم يعلن الرئيس العراقي جلال الطالباني عن دواعي إجراء تغيير وزاري ولكنه أكد أن تشكيلاً وزارياً سيعلن قريباً لا يكون خاضعاً إلى المحاصصة الطائفية، وهو أمر جديد في واقع طائفي تعمل جميع الفعاليات المؤثرة على تكريسه وتعميقه في التربة الاجتماعية كي يكون هو المعيار الوحيد للاختيار والقرار وصنع السياسات.
وعلى الرغم من دأب الجميع على الاحتماء بالطائفية وتكويناتها، إلا أن الاتجاه السائد الاَن هو التخلص منها باعتبارها أم الشرور على العراق، بعد تجربة أربعة أعوام اندلعت فيها الصراعات والاشتباكات والمكايدات على أسس طائفية. وقد يكون هناك تناقض بين الواقع والاتجاه السائد الاَن، ولكنه يمكن فهمه إذا أدركنا أن القرار ليس بيد ’’ هؤلاء الذين يظهرون على الواجهة ’’ إنما هو بيد القوات الأمريكية التي اكتشفت متأخراً أن المحاصصة الطائفية أدت إلى انقسام مجتمعي خطير وصراعات وعنف كانت في غنى عنه إذا لم تلجأ إلى الطائفية لبذر بذور الانشقاق والانقسام في المجتمع العراقي.
فقد كان الحلم الذي راود القوات الأمريكية أن انشقاقاً في الصف الوطني العراقي سيساعد على أن يكون الاحتلال العسكري للعراق سلساً وسهلاً، ولكن اكتشف هؤلاء أن الصراعات الطائفية حولت العراق إلى جحيم لا يطاق، فهرب الأهالي إلى الدول المجاورة بحثاً عن سلام واستقرار وحماية لا يجدونها في وطنهم العراق. إذاً الرجوع إلى الحق فضيلة. ونظن أن المالكي أو الطالباني قد شعرا أن لا مفر إلا بالعودة إلى العراق الطبيعي القائم على المساواة بين مواطنيه ليكون معيار ذلك الكفاءة والمؤهل والاستعداد والقدرة على العمل والإنجاز والانتماء إلى الوطن، وليس الثقة والأهل والمحسوبية والعشيرة والقبيلة والطائفة.
فالمعايير الحديثة في الدولة هي التي تبين مدى تقدم الدولة في اتجاه بناء مجتمع ديمقراطي منفتح على كل المواطنين، لا يغلق باباً أمام الجنس واللون والعرق. فإذا عاد الطالباني والمالكي إلى المعايير الصحيحة فإن العراق سيبدأ العودة إلى حياته الطبيعية، خاصة إذا صحب ذلك التفكير في إخراج الاحتلال من أرض العراق.
فالاحتلال كي يحكم ويسيطر ويتحكم لا يتوانى في تغيير سياساته ومناهجه وقيمه. فليس في فهمه واعتقاده أمر أكثر ثباتاً ورسوخاً من المصالح. فاينما كانت مصالحه كانت اتجاهات سياساته ومواقفه.
ونعتقد أن قوات الاحتلال وصلت نقطة ’’ يقين ’’ أنه لابد من العودة إلى العراق القديم، من دون حزب البعث حاكماً ومن دون أن يكون صدام أو من شابهه رئيساً وقائداً. فالمهم هو العودة إلى الاستقرار والنظام وفق معايير مختلفة عما تم تجريبه خلال السنوات الأربع الماضية.
وبالطبع سيكون هناك بعض المتضررين من انتهاج طريق غير طائفي، وسيقاوم هؤلاء أي تغيير ولكن ستكون مقاومتهم معزولة ومضروبة ومحاصرة، لأن الشعب العراقي يريد حكومة غير طائفية، ورشيقة غير مكتنزة وغير متضخمة بعشرات الأعضاء.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
العراق بين التخيير والتسيير
جمال محمد تقي
اخبار العرب الامارات
المراد بالتخيير هنا، ان تكون الارادة العراقية حرة فيما تختاره بعيدا عن الاملاءات والاحاطات والتركيعات وبعيدا عن الترويضات التي تختلط فيها خيوط عناكب الاحتلال بخطوط الفصل العنصري والطائفي لمريديه ومرتزقته وكل الجاحدين للعراق كوطن جامع ومؤهل ابدا لاحتواء احشائه وتحقيق ذاته. ان ثراء وتنوع تلك الاحشاء هي ميزته وخاصته، وعلى مدى كل تاريخه الطويل الذي يعرفه القاصي والداني تاريخ شعب بلاد مابين النهرين انه مرجل تاريخي مادي وروحي صاهر للاصول والجذور والعروق، وكان وما يزال منتج لاكثر صمغيات الحضارة قوة، حيث يذوب فيها الاقل تطورا بالاكثر، بلاد توحدها السماء والارض والماء والخضرة والوجه الحسن! ان اصحاب المشروع الفدرالي هم انفسهم اتباع المشروع التقسيمي الأمريكي للعراق. فالمحتلون والعنصريون الطائفيون الاستقطاعيون من هدامي الوطنية العراقية ومن مقلدي مراجع المشروع الاحتلالي، هؤلاء جميعا طبعات متعددة لاصدار واحد هو قرار اعدام العراق بانهاء وجوده ككيان ودولة، وتفكيكه الى اصول متخلفة تتحلل من خلالها كل اواصر المدنية التي تتجاوز القبيلة والطائفة والقومية حيث يسهل ملاعبتها واسترقاقها وهضمها! دعاة التقسيم هم وجوه جديدة لزمن الانحطاط العراقي، برز دورها المتكيف والنهاز مع جدية التوجه الأمريكي لتنفيذ مشروعها الامبريالي العولمي، فالبعد الخارجي هنا حاسم ومسير! ان اي محاولة جادة لقراءة الوضع العراقي الحالي، تستبعد مركزية العامل الخارجي بمؤثراته المباشرة وغير المباشرة ستفقد جديتها ومصداقيتها عند اول ملامسة لها للواقع العراقي بازمنته الثلاثة الماضية والحاضرة والمقبلة. لم يكن عبثا مثلا ان يلوم صاحب قراءة عراقية نفسه ويعتكزعلى كلمة مستحيلة لو اي انه لو كان يعلم ان تحرير العراق سيؤدي الى هذه الكارثة فانه ما كان ليدعمها! وهو القائل: ان اصوات القنابل الأمريكية على بغداد اجمل موسيقى يرقص لها قلبه، هكذا كان يقول كنعان مكية، وها هو الان يقول: ياريت الذي صار ما صار، ولكن بعد فوات الاوان وبعد ان لعب هو ذاته دوره في الحاصل الان. اي ان القراءة الخاطئة تؤدي حتما بصاحبها الى مواقف خاطئة قد يندم عليها او يتنكر لها او يتمنى ان لا تنكشف، وهكذا ولكل حسب ما يقرأ، لكن المصيبة عندما تكون تلك القراءات غير بريئة وتتقصد التعمية والتجهيل والتغطية والتضليل، فحساب هكذا قراءات سيكون حساب مختلف، ولا يختلف عن حساب المحرض على ارتكاب الجريمة ذاتها او حساب من ارتكبها فعلا! ان التسليم بقدرية وحتمية وضرورة الاحتلال كوسيلة لتحقيق هدف وطني، هو التيه الذي يبعث على الافلاس بعينه، فالمحتل له مشروعه المناقض بالصميم للمشروع الوطني وبالتالي ستكون شعاراته المعلنة لا تعدو عن كونها شعارات للاستهلاك المحلي والدولي، لكن دوافعه مغايرة ويستحيل التوفيق بينها وبين المشروع الوطني، فالتبعية وباي شكل من اشكالها هي مناقضة للمشروع الوطني، والوجود الاحتلالي بحد ذاته هو فعل مناقض للمشروع الوطني، ان مجرد تغيير انظمة الحكم بالقوة وبواسطة قوى غازية هو فعل لا شرعي ولا تقره الاعراف والقوانين المحلية والدولية، فكيف الامر مع احتلال جاء متعمدا لتقسيم البلاد والعباد ووضع يديه على قرار الحكم والتصرف بالطاقة الحيوية التي تسبح عليها ارض الرافدين؟ لو خير العراق، فانه سيختار حتما طرد المحتلين ودون ابطاء، وابطال مفعول كل اجراءات عمليته السياسية العقيمة، ليقيم محلها حكومة مؤقتة مستقلة من المتخصصين الوطنيين بمجلس مرجعي يجمع فيه كل ممثلي القوى التي ناهضت الاحتلال مع ممثلي للاطياف العشائرية والدينية المقارعة للمحتلين وممثلي المقاومة العراقية والجيش العراقي، لينفذ الجميع برنامج انقاذ وطني يعمل على اساس فترة انتقالية لا تتجاوز السنتين يجري فيها تهيئة الاجواء الدستورية والوطنية والامنية لانتخابات تشريعية على اسس وطنية وبرنامجية لاعادة بناء العراق واستعادت دوره وعافيته، وتبني وفورا هيكلة القضاء العراقي وتشكيلاته وضخه بكل الامكانيات المتاحة واعتماده كاساس مرجعي لكل الاجراءات القانونية والامنية تحديدا لتكون سلطة القضاء وكلمتها هي العليا، يلغى قرار حل الجيش العراقي وتشكيلاته ويتم استرداد ممتلكاته، ثم يجري التعامل مع التشكيلات العسكرية النظامية التي شكلها الاحتلال بروح من المسؤولية بحيث يجري ضم ما يصلح منها للعراق المحرر، الابقاء على كل تشكيلات الشرطة والحدود التي لا تعادي التوجه الجديد ويجري العمل بما هو ملائم من كل القوانين التي سبقت الاحتلال ولغاية انتخاب مجلس تشريعي جديد. لقد اتضحت كل النوايا الأمريكية من وراء الحرب على العراق واحتلاله واقامة نظام ضعيف تابع فيه، تتنازعه الطوائف والعنصريات، الهدف هو التمكن من ثرواته النفطية ولاجل غير مسمى، ولاجل ضمان ذلك الهدف يجري العمل على تقسيمه الى ثلاثة او اربعة دويلات لكل واحدة جيشها وعلمها ودستورها، وما الاجراءات الأمريكية الاخيرة التي تندرج تحت عنوان الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق الا لتسريع الاتجاه نحو الهدف الذي بات اكثر من معلن، حيث ستستند تلك الاجراءات على سحب تدريجي للقوات المقاتلة سيسحب منها 5 فرق قتالية بعد النصف الثاني من عام 2008 وعلى استبقاء قواعد محدودة لا تتجاوز عدد اصبع اليد الواحدة للتدخل السريع ولفرض الهيمنة بالقوة وستكون هذه القواعد فعالة لكنها ليست على تماس مع المدن العراقية، اي ستكون ساكنة في البراري متأهبة لاي طاريء يفسد عليها سطوتها الكلية التي لاتحيد عن تفاصيلها التشكيلات العسكرية العراقية جيش وشرطة واستخبارات ومخابرات فكل هذه الاجهزة ركبت بطريقة تتناسب والمشروع الأمريكي ذاته اضافة الى وجود سيطرة ورقابة عليها من خلال المستشارين الاميركان! لقد كانت تفاهمات بوش المالكي الاخيرة خطوة بهذا الاتجاه الذي يريد اكساب البقاء الأمريكي المهيمن شرعية دستورية وسياسية عراقية، حيث ستنهي تلك التفاهمات مفعول اجراءات مجلس الامن ورقابته التي تتطلب موافقته على تمديد وجود القوات الاجنبية في العراق، وفعلا اعلن زيباري انها المرة الاخيرة التي يطلب العراق فيها من مجلس الامن لتمديد وجود القوات حتى نهاية عام 2008، وقد بدأت معظم القوات المحتلة من غير الأمريكية التهيئة لمغادرة العراق البريطانية والاسترالية والبولندية والكورية ومن جهة اخرى تتعمد السياسة الأمريكية على ابقاء القدرات العسكرية للتشكيلات العسكرية العراقية النظامية ضعيفة بل اضعف من قدرات الميليشيات المرخصة البيشمركة والصحوة وبدر وبالتوازي مع هذه الاجراءات الامنية والعسكرية هناك خطوط سياسية وعملياتية تسهر الاستراتيجية الأمريكية على فرضها ليسير عليها العراق دون امكانية للفكاك منها، كتمرير قانون النفط والغاز الجديد، وحسم موضوعة الاقاليم بطريقة تخدم التواجد الأمريكي طويل الامد في العراق، وانجاز ما يسمى بمشروع المصالحة الوطنية الذي ما هو الا محاولة أمريكية لانتزاع توافق من كل الواجهات العراقية على مشرعها هي، مقابل ضمانها لتقاسمهم مغانم السلطة المفككة، بهذا الاتجاه جرت اجتماعات البحر الميت وايضا يجري التحضير لمؤتمر للمصالحة في القاهرة خلال هذا العام! ان السياسات الأمريكية ومصالحها هي صاحبة اليد الطولى في العراق المحتل حتى لو تم سحب 100 الف جندي أمريكي من العراق وحتى لو خلت شوارع العراق من جنود الاحتلال الأمريكي والبريطاني والاسترالي، هي من وضع خط السير لكل معالم العراق الجديد وسيبقى نفوذها متواصلا لحرسة خط السير هذا، فالقواعد والاتفاقيات والتوازنات والميدان الذي نجحت بتدجيجه بكل عوامل التنازع الطائفي والمناطقي والاثني، عبر الدستور وفتنة الفدرالية كلها كفيلة بتسيير الوضع في العراق ومستقبله الى حيث المصلحة الأمريكية! لكن من الخلاصة ايضا ان نقول : ان الشعب الذي اجبر الامريكان على السير بطرق لم ترحهم ولم يتوقعوها قط قادر على افشال واحباط تقفيلتهم تلك وقلب الطاولة على كل الاعبين عليها، فاكره ما عند اهل العراق ان يكونوا مسيرين والاختيار لديهم عقيدة لا يغادروها حتى لو غادرها المعتزلة كل المعتزلة وعبر التاريخ كله! ان سلسلة الحملات العسكرية المتسارعة على المدن العراقية ومحاولات ترويضها وتركيعها الواحدة بعد الاخرى باستخدام مفرط للقوة بل وتخريبها لارهاب اهلها وتهجيجهم وجعلهم يفرون بحياتهم بجعل ارضهم محروقة بناسها هو واحد من الاستراتيجيات الاستباقية لما قبل مرحلة سحب واعادة نشر القوات، فما جرى في مناطق عرب الجبور وديالى والرمادي وسامراء وصلاح الدين وبغداد ثم الاستعداد لاستباحة الموصل الحدباء يؤكد ما ذهبنا اليه والقادم يشي بجرائم جديدة وجماعية، خاصة في الموصل حيث تتزاوج الاجندة العنصرية للحزبين الكرديين مع اجندة الاميركان وجماعة بدر للانتقام من عروبة ومقاومة اهل الموصل الابرار! لقد طفح الكيل والارض حبلى، وسوف لن يخسر اهل العراق الاخيار غير قيودهم، عندما يطيحون بجبروت الاحتلال واعوانه، فالعراقي مختار بطبعه والتسيير عنده مذلة وعبودية.

ليست هناك تعليقات: