Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأربعاء، 12 ديسمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الثلاثاء 11-12 -2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
قصة التمديد لعام واحد

وليد الزبيدي

الوطن عمان


لا بد ان يعرف الجميع ان قرار تمديد وجود قوات الاحتلال الاميركي في العراق، ليس قرارا حكوميا، بل انه رضوخ للامر الواقع، وتحصيل حاصل لما اتخذته الدول المشاركة في الاحتلال، ويمكن توضيح ذلك من خلال ما يجري، وما تم الاعلان عنه بصورة واضحة من قبل غالبية الدول، التي زجت بجنودها في العراق.
اي ان الحكومة العراقية، عندما تقول ان التمديد سيكون لعام واحد فقط، فهي تعلم تماما، ان هذه القوات قررت الانسحاب من العراق خلال الاشهر المقبلة، وبالتالي فإن الامر لا يتعلق بقرار الحكومة في المنطقة الخضراء، وانما قرار تلك الدول، وهذه الحقيقة، التي تحاول الحكومة الالتفاف عليها والخروج بمظهر المطالب بمغادرة هذه القوات من الاراضي العراقية.
فالقوات البريطانية، التي تعد ثاني قوة من قوات الاحتلال في العراق بعد القوات الاميركية، قررت الانسحاب خلال الاشهر المقبلة، بعد ان اضطرت الى سحب قطعانها من المدن وتمركزت في القاعدة العسكرية الواقعة في مطار البصرة، وبانسحاب هذه القوات يكون اكبر ثقل لقوات الاحتلال من غير الاميركية قد غادرت العراق.
اما القوات الاسترالية فإن قرار سحبها من العراق قد تم اتخاذه، وهذا ما تم الاعلان عنه، ولم تعد هناك اية امكانية للابقاء على هذه القوات، بعد ان تكبدت الخسائر البشرية والمادية، ووصلت القيادات السياسية الاسترالية الى قناعة تامة، بان دعمهم للمشروع الاميركي جاء عليهم بالويل والثبور، حالهم حال قوات الاحتلال الاخرى، التي سارعت لدعم مشروع احتلال العراق، والوقوف مع الباطل الاميركي، الذي فرض هيمنة مطلقة على العراق، لكنه فشل وتأكدت هزيمة قواته على ايدي فصائل المقاومة في العراق.
وتبقى الدول الاخرى، التي اعلنت جميعها عن خطط لسحب قواتها من العراق، وهناك من وضع سقفا زمنيا لا يتجاوز عدة اشهر وهناك من وضع منتصف عام2008 كحد اقصى لسحب قواتها من العراق.
اما القوات الاميركية، فإنها بدأت بالانسحاب الفعلي، وهذا ما أعلنه روبرت جيتس وزير الدفاع الاميركي، وقال إن اكبر وحدة عسكرية اميركية ستنسحب خلال ايام، وانه لا توجد قوة تعويض بدلا عنها.
كما ان عملية الانسحاب للقوات الاميركية متواصلة، ولن تقوى هذه القوات على البقاء في العراق.
بالعودة الى اعلان حكومة المالكي عن تمديد لمدة عام واحد فقط، نجده زاخرا بالانشاء السياسي، ولا وجود لصدقية وواقعية في هذا الاعلان، لأن هذه القوات تدرك تماما انها اما ان تنسحب او ستنهزم في ميدان المعارك المتواصلة في العراق، وان مصيرها سيكون القتل او الاسر على ايدي مقاومي العراق.
فلا ادري عن اية قوات تتحدث الحكومة، وتقول ان التمديد لسنة واحدة فقط، وهي ذات الحكومة التي تتحدث عن اتفاقية طويلة الامد لبقاء القوات الاميركية في العراق، وهنا نعرف انهم يتحدثون عن قواعد دائمة، وهنا يجب ان يعرف الجميع ان هذا الامر لا تقرره الاطراف التي جاء بها الاحتلال، وان الامر يعود بجميع تفاصيله الى الشعب العراقي، الذي لم يحصل من الاحتلال الاميركي وعمليته السياسية الا الخراب والقتل والدمار.
wzbidy@yahoo.com

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
ما لم نتعلمه في العراق
آرثر كيلر
(الوطن عمان

كانت تجربة البحث عن أسلحة دمار شامل في العراق تجربة مزعجة للغاية. وكانت مجموعة البحث قد اتخذت قاعدة لها في المنطقة العسكرية الضخمة في مطار بغداد جنوب المدينة. وقد شاركت هناك في مهمتين أولاهما بعد الغزو الاميركي عام 2003 والثانية في 2004. وحيث إننا كنا جنود مشاة في الحرب الاستخباراتية فقد كنا أول من شاهد بشكل مباشر سلسلة الاخطاء.
عندما وصلت الى بغداد أُعطيت قائمة بالعراقيين الذين كان من المفترض أن أعمل معهم في برامج أسلحة الدمار الشامل وطُلب مني أن أجري لقاءات مع أكبر عدد ممكن منهم وبأسرع ما هو ممكن. وكان ردي على رئيسي الجديد انني أستطيع ان أقوم بالمهمة إما بسرعة أو بشكل جيد ولكن ليس كلاهما معا. فلكي نكتشف ما كان يمتلكه صدام حسين بالفعل هو امر يتطلب منا أن نقيم علاقات شخصية مع المسؤولين العراقيين في هذا البرنامج فذلك هو ألف باء التجسس. والامر المثير للدهشة أن السي آي إيه تعلمك أنك تستطيع ان تمسك المزيد من الذباب بالعسل أكثر منه بالخل.
وأدركت أن إقناع شخص ما يشارك في برنامج أسلحة الدمار الشامل المحظور بأن يبوح بما لديه أمر يستغرق وقتا. وكان يجب إقناع الأشخاص الذين نجري معهم تلك اللقاءات انهم لن يذهب بهم الى السجن وأن المسلحين لن يعرفوا شيئا عن لقاءاتهم مع السي آي إيه كما أن التزامهم الصدق لن يعني خسارتهم فرص الحصول على وظائف في المستقبل.
وقررت أن أركز على عضو بارز في اللجنة الصناعية العراقية وهي مجموعة شركات دفاع كانت قد شاركت في برامج الأسلحة النووية وكانت لقاءاتي مع هذا المسؤول عبارة عن سلسلة من الشكاوى. والشيء الذي كان يثير استيائي كثيرا هو انه غالبا كان لديه منطق وحجة. ومما ذكره لي: إن حل حزب البعث أمر كارثي وأنهم ليس لديهم طاقة ولا مياه ولا أمن. وكنت أجيبه على كل عبارة بأنني أعلم ذلك. واعتقدت بعد اللقاء الرابع معه أنه يريد ان يخبر مسؤول أميركي بشكل مباشر عن الاخطاء التي كانت ترتكبها حكومة الاحتلال.
بيد أن واشنطن لم تكن تتحلى بالصبر كما أن الضغط السياسي من الداخل كان قاتلا. وخلال إحدى مرات عودتي الى مقر السي آي إيه قبل الغزو استمعت الى رئيسي يصف الضغوط التي يتعرض لها المتخصصون في اسلحة الدمار الشامل ويشبهها بالتعرض للسحق.
وكثير من ضباط السي آي إيه الذين تم ارسالهم الى العراق لم يكن لديهم اية خبرة سواء في أسلحة الدمار الشامل أو عن العراق. وعرفت منذ ذلك الوقت أن المقار الرئيسية للسي آي إيه قد صدر اليها أمر بتوفير عدد معين بغض النظر عن مؤهلاتهم ولسوء الحظ فالخبرة في مجال أسلحة الدمار الشامل تحتاج الى سنوات عديدة لاكتسابها.
وما زاد الأمور سوءا أن مشاكلنا الامنية كانت قد تراكمت. فالسفر عبر طريق المطار الى بغداد كان أشبه بالجحيم وكنت دائما أقابل سحب الدخان الأسود المنخفضة التي تعني أن قنبلة قد انفجرت لتوها على جانب الطريق وهناك احتمال ان جنود اميركيين قد لقوا مصرعهم. وكنت أتساءل دائما متي سيأتي دوري؟
ومما زاد الطين بلة أيضا ان ضباط السي آي إيه كان يرسل بهم في العادة الى بغداد (وهو ما يخالف السياسة الرسمية) دون حصولهم على تدريبات للتعامل مع الكمائن. وما يثير السخرية أن مجموعة البحث العراقية كانت تستخدم مركبات مصفحة من السهل تمييزها مثل الهمفي الصفراء المصفحة ما يعني انها دعوة صارخة لاستهدافها بالمتفجرات سريعة الإعداد. وبالفعل فقد فقدت مجموعة البحث العراقية سيارة همفي لمدة ثلاثة اسابيع في تلك الهجمات. أما قلة اعداد الوفيات من ضباط السي آي إيه فهو أمر يرجع الى الحظ وليس الى المهارة بيد انه وعلى الرغم من كل تلك الهفوات فقد انجزت السي آي إيه شيئا من المهمة المستحيلة وذلك أنها أثبتت أنه ليس هناك أسلحة دمار شامل. وفي لحظات الصراحة اواخر عام 2003 اعترف معظم أعضاء الفريق أن العراق ليس لديه أسلحة محظورة يمكن أن نكتشفها إلا اننا واصلنا البحث لعام آخر حتى بعد فترة وجيزة من الانتخابات الأميركية في نوفمبر 2004 حيث كان القرار هو استمرار المجموعة في عملها بعد الموعد الذي كان يجب أن ينتهي فيه وذلك لتقليص الأضرار السياسية التي كانت ستنجم عن إعلان نتيجة البحث. وخرج تصريح البيت الأبيض: لا تزال فرقنا تقوم بعمليات التفتيش بحثا عن ترسانة أسلحة صدام حسين".
وبالطبع كان اصرار إدارة بوش على استمرار عمل مجموعة التفتيش في العراق للإيحاء بأن عملا جوهريا ما زال هناك ولم يتم انجازه بعد. والسؤال: عندما تتعرض السي آي إيه لهجوم على حين غرة دون توقع منها على أي سياسة ستلقى مسؤولية هذا التضليل؟
كل ذلك يأخذنا الى السؤال الرئيسي: ما هو الخطأ الجسيم الذي ارتكب في العراق وهل من الممكن أن يتكرر مرة ثانية؟
الحقيقة هي ان برامج أسلحة الدمار الشامل - العراقية او الايرانية او غيرها - تتشابه الى حد بعيد. فالعلماء لا يسمح لهم بالاتصال بالعالم الخارجي ويقوم أفراد من الشرطة السرية بفرض رقابة صارمة على مكالماتهم الهاتفية ورسائل البريد الالكتروني وهو ما نطلق عليه في التجارة " البرامج السوداء" فهم يعملون تحت حجاب من السرية بحيث لا يشعر من في الخارج بوجودهم.
ومن ثم فإن زرع اي جواسيس داخل اي برنامج أسود هو أمر مستحيل. وحتى في حالة العراق فقد وقفت السي آي إيه وليس في يدها شيء. وفي أواخر التسعينيات أصبح لدى العراقيين حالة من المقت والبغض الشديدين إزاء العمل مع السي آي إيه ويرجع جل ذلك الى اخفاقات سابقة للولايات المتحدة: فهناك التمرد الكردي الذي رفضه بازدراء الرئيس ريتشارد نيكسون في السبعينيات والانتفاضات الشيعية والكردية عقب عملية عاصفة الصحراء التي قام بها الرئيس بوش الاب وأعقبها حقبة الضعف في عهد كلينتون حيث جرت محاولة تأجيج نار التمرد الكردي مرة أخرى.
وسرعان ما نسي الاميركيون خياناتنا التاريخية في العراق بيد ان ضحايانا العراقيين لم ينسوها. وهؤلاء النفر القليل من العراقيين الذين تقاربنا معهم قبل غزو 2003 كانوا عادة أكثر خوفا من المخاطرة بالتحدث مع السي آي إيه. وهذا الإخفاق المتراكم يقبع في قلب مشاكلنا الاستخبارية المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل.
ومع امتلاء شاشات التلفزيون لأشهر عديدة بقرع طبول الحرب مع ايران تظل مشكلة اختراق الأنظمة والشبكات الارهابية المغلقة تراوح مكانها. ولنفترض أنك عالم نووي ايراني وكنت تعمل خلال عام 2003 في برنامج تصنيع اسلحة نووية وتعتقد انه غير أخلاقي. والآن فكر في هزيمة السياسة الأميركية في العراق لعقود طويلة. فمن الذي يمكن ان تحدثه نفسه بالتقدم طواعية للقيام بالتجسس لصالح السي آي إيه؟

ضابط سابق في السي آي إيه
خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص بـ (الوطن)

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
العراق وكردستان والجدل التركي
جيرار شالياند
لوفيغارو
الولايات المتحدة الاميركية مصرة كل الاصرار ، على الا يبادر المئة الف جندي تركي ، المتمركزون على حدود مقاطعات كردستان العراق ، بالتدخل في هذه المناطق. فما من داع لخلق جبهة اضافية في وضعية معقدة ، يسعي الجنرال دافيد بتراوس ، مع بعض النجاح ، الى استعادة السيطرة عليها.

لقد سعى حزب العمال الكردستاني ، من خلال عملياته العسكرية ، الى الظهور من جديد على الساحة ، حتى يدعم امتيازاته التي بدات تتقلص. هذه الاستراتيجية الشاذة اعطت من جديد ، الفرصة للجيش التركي ، بأن يسجل نقاطا في المواجهة السياسية التي تدور رحاها بين الحكومة المنتخبة باغلبية ملموسة ، وبين المؤسسة العسكرية التي ظلت لزمن طويل ، تشكل العمود الفقري المتين للدولة.

ففي خلال السنوات الاخيرة التي اعلن فيها حزب العمال الكردستاني الهدنة ، ظل الجيش التركي يعترض على كل الحلول السياسية التي كانت الحكومة ترغب فيها حقا. ومع ذلك ، لا بد من ان ياتي يوم لن تجد فيه تركيا بدا من الاعتراف امام العالم انه يستحيل عليها الاستمرار الى ما لا نهاية في رفضها منح حقوق ثقافية واسعة لاقلية تشكل نحو %20 من سكانها.

لزمن طويل ، ظلت تركيا ترفض الهوية الكردية ، مصرة في ذلك على الادماج القسري للاكراد في الهوية التركية. وتجدر الاشارة هنا الى ان حزب العمال الكردستاني لم يعد يشكل خطرا عسكريا مثلما كان في التسعينات من القرن الماضي. ان جزءا من مناضليه موجود في تركيا ، وينجح دائما في الافلات من عمليات التمشيط التي يقوم بها الجيش التركي ، فيما جزء صغير من مناضليه - نحو 2000 الى 3000 مناضل - موجود على طول الحدود العراقية الايرانية. ثم ان اي تدخل بري سيكون بلا طائل على الصعيد العسكري. وما الذي يمكن ان يحققه مثل هذا التدخل في حل المسألة الكردية التركية؟. فلو حدث هذا التدخل مستقبلا لكان ، على الصعيد السياسي ، كارثة على المنطقة برمتها. لقد اثبت اكراد العراق ، بارغامهم حزب العمال الكردستاني ، بتسليم السجناء الجنود الاتراك الثمانية ، ارادتهم في عدم تسميم العلاقات مع تركيا ، مع اعلانهم بوضوح انه ، في حال التدخل ، لن يقفوا مكتوفي الايدي.

خطر التدخل لم ينته بالتأكيد ، لكن الاستفتاء ، الذي كان يفترص ان يجري في شهر كانون الاول ، بالاتفاق مع حكومة بغداد ، والذي قد يؤجل الى عام 2008 ، حول نقل وصاية مدينة كركوك ، هذا الاستفتاء قد يكون السبب الاساسي للضغط التركي.

هذه المدينة ، ذات الاغلبية الكردية ، كانت دوما مصدر الخلاف الكبير ما بين صدام حسين والحركة الكردية على مدى اكثر من خمسة وثلاثين عاما. ففي راي اكراد العراق الذين يعتبرونها عاصمتهم الاقليمية ، فان انتماءها لكردستان العراق سوف يعني تصحيحا تاريخيا ، وفوق ذلك قوة اقتصادية. لكن هذه الآفاق المحتملة امر لا تقبل به بعض القيادات العليا في الجيش التركي الذي يواجه رأيا عاما صار اكثر فاكثر عداءً للاكراد ، وبالتالي فهو يعتبر خطرا على مستقبل تركيا نفسها.

فاذا حدث التدخل فعلا ، فسوف يهدف الى ضرب كردستان العراق ، وليس حزب العمال الكردستاني. كان هذا في الاصل يحمل دلالة ازمة 2003 ما بين تركيا والولايات المتحدة الاميركية ، فيما يتعلق برفض السلطات التركية السماح للقوات الاميركية باستعمال اراضيها لفتح جبهة شمالية ضد صدام حسين. لقد كان شرط تركيا لتحقيق المطلب الاميركي ، اشتراك قواتها في التدخل في شمال العراق حيث الاكراد يمتلكون منطقة مستقلة.

ان مصلحة الحكومة التركية تكمن في الحفاظ على علاقات ودية مع الحليف الاميركي الكبير ، في اطار حلف شمال الاطلسي ، ومواصلة السعي للانضمام الى مجموعة الاتحاد الاوروبي ، وهو ما يمثل ، فضلا عن المزايا الاقتصادية والمالية ، تهميش الجيش التركي في النهاية. ان اللعبة التي تجري على الحدود التركية العراقية لعبة تركية ـ تركية في ذات الوقت. في هذا السياق ، يعرف الرئيس اردوغان ، بوصفه قائدا سياسيا ، انه لا بد من تفادي المغامرة بمثل هذا التدخل ، لكن يبقى ان الانفعالات من الصعب التحكم فيها ، وان الاستفزازت قائمة باستمرار. وهناك ايضا الفرضية القائمة بنقل وصاية كركوك الى الاكراد ، والتي يبدو أن الدولة التركية ترفضها تماما.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
العراق: بين شفير الهاوية.. وربوة النجاح
ستبفن بيدل
واشنطن بوست
عدت الشهر الماضي من زياتي الثانية للعراق خلال العام الحالي. أذهلتني، شأن كثيرين، التغيرات التي حدثت منذ الربيع. فأحياء بغداد التي كان يصعب الوصول إليها في مارس الماضي عادت للحياة ثانية. وأجزاء من محافظة ديالى التي كانت زيارتها خطرة تعتبر الآن آمنة. ونقاط الحراسة في الفلوجة التي كانت تتعرض للهجوم قبل عام تشهد التقاط الأطفال للصور مع المارينز. إنها ما تزال منطقة حرب لكن الاتجاهات للصورة الكلية تتحول إلى ايجابية.

ماذا يعني هذا؟ هل هو وهم تولد من زيادة عدد القوات الأميركية؟ هل هو نافذة على فرصة سيبددها العراقيون قريبا؟ أم انه تغير أساسي يمكن أن يسمح لنا بالبدء بإعادة قواتنا إلى الوطن؟

قد يثبت التقلص في العنف انه مؤشر أساسي، ومرحلة جديدة لتلك الحرب، مع فرصة أفضل لتحقيق الاستقرار. ولكنه قد لا يوفر الكثير من الفرص من اجل انسحاب شامل وسريع للقوات الأميركية. وإذا لم نكن مستعدين للبقاء بأعداد كبيرة لفترة طويلة فان مكاسب الشهر الأخيرة يمكن أن تتبدد بسهولة. فالنزاع العراقي هو حرب أهلية بين الجماعات. ومن الناحية الكلاسيكية فان إنهاء حرب أهلية يتطلب شرطين رئيسيين: الأول هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهذا يجب فرضه بالتالي من جانب قوة حفظ سلام خارجية. وسبب الحرب الأهلية يعود إلى انعدام الثقة بين السكان المحليين.

ومنذ الشتاء الماضي خلقت توليفة من الحظ الجيد، وأخطاء الخصم، واستراتيجية اميركية جديدة، مع مزيد من القوات، ومهمة أمن مباشر من السكان، خلقت مجتمعة وضعا غير متوقع لحد كبير. وعبر الكثير من مناطق العراق اختار المقاتلون السابقون تغيير موقفهم، وأوقفوا القتال ضد القوات الأميركية والعراقية بل ووجهوا سلاحهم ضد الأعداء المشتركين مثل القاعدة في العراق، والعناصر المنبوذة من المليشيات الشيعية مثل جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر. وأدى وقف إطلاق النار الطوعي هذا بالكثير من السكان المحليين الى الالتحاق بجماعات «المواطنين المحليين المهتمين» الذين تدفع الولايات المتحدة رواتبهم وتعاملهم باعتبارهم يحققون الأمن.وعودة لوقف اطلاق النار في الحرب الأهلية، أقول إنه نادرا ما يفرض ذاتيا. وهناك خطر انهيار الاتفاقات مع جماعات المواطنين المحليين المهتمين. فكثير منهم هم نفس المقاتلين الذين كانوا يحاربون القوات الأميركية والعراقية. وهم يحتفظون بأسلحتهم وأحيانا بقادتهم. ويأمل البعض الاستيلاء على السلطة في وقت لاحق إذا ما تمكنوا من ذلك. ومن الصحيح القول اننا لم ندمر العدو أو ندفعه إلى خارج العراق.

وبالتالي، فدور قوات حفظ سلام خارجية حاسم لتحقيق النجاح.

ويمكن أن تستمر الحاجة الى مثل هذا الوجود لفترة جيل. ويأمل كثيرون بإمكانية فرض وقف إطلاق النار عبر محفزات ايجابية مثل الرواتب الحكومية لجماعات المواطنين المحليين المهتمين. ولكن سجل مثل هذه الصفقات في أماكن أخرى يشير إلى أن الكثير ضروري ولسنوات مقبلة.وفي الوقت الحالي تعتبر القوة الوحيدة المرشحة لدور قوات حفظ السلام هي الولايات المتحدة, فيما تتزايد الضغوط باتجاه تقليص القوات الأميركية. فالالتزام الأميركي لحماية وقف إطلاق النار العراقي لا يتمتع بضمانة نجاح، لأنه يمكن أن ينهار حتى اذا ما احتفظنا بقوة حفظ سلام كبيرة، وقد يواجه أفراد قوة حفظ السلام في خاتمة المطاف الرفض باعتبارهم محتلين أجانب. ومع ذلك، فالتوجه لتحقيق الاستقرار في العراق وإبعاد النتائج المحتملة للفشل، أكثر إمكانية للدفاع عنه مما كان عليه الحال لفترة طويلة، ولكن فقط اذا ما كنا مستعدين أن نفعل ما يزيد من احتمالات عدم عودة العراق إلى الفوضى. إن انسحابا سريعا أو شاملا يمكن أن يخلق تكهنا بالهزيمة، فيما يمكن لانخفاض العنف في العام الماضي أن يشير لمرحلة جديدة يتحول فيها الوجود الأميركي من مرحلة خوض الحرب إلى مهمة حفظ السلام. وأذكر أخيرا بأننا إذا ما تعاملنا مع الأمر باعتباره، وبشكل رئيسي، فرصة للعودة إلى الوطن فإننا يمكن أن نخسر بسهولة ما حققناه من مكاسب.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
من سيطرد السفارة الايرانية من بغداد..?

داود البصري
السياسة الكويتية

دعوة عدد من زعماء العشائر الوطنيين العراقيين لاغلاق السفارة الايرانية في بغداد وطرد السفير واغلاق القنصليات الايرانية في المدن العراقية لسد احد اهم منافذ الارهاب والقتل الطائفي الممنهج ستكون اكثر جدوى لوانها اتخذت طابعا حركيا يتسم بتصعيد النشاطات الاعلامية داخليا وخارجيا والضغط على قادة دول التحالف الدولي المكلفة بادارة وحماية الوضع الامني في العراق والتنفيذ الصارم للوعود والقرارات الدولية وكذلك التعاون الشامل والعلني مع قوى المعارضة الشعبية والوطنية الايرانية وتنسيق العمل الميداني من اجل لجم النظام الايراني وافهامه بان تدخله السافر في شؤون العراق الداخلية سيعطي كامل الحق للقوى العراقية الحرة بانتهاج اسلوب هجومي مباشر ضد المصالح الايرانية مع اللجوء لكافة الطرق من اجل محاصرة سرطان التمدد الارهابي لعملاء النظام الايراني في العراق ومؤسساته وخصوصا جهاز الحرس الثوري الارهابي والذي يسير قادته اليوم كل مناحي الحياة السياسية في ايران ويباشر العمل الارهابي المباشر في ما يتصوره النظام الايراني انه المجال الحيوي له في العراق والخليج العربي ولبنان وعموم منطقة الشرق الاوسط , فالرئيس نجاد هومن السلالة المؤسسة لجهاز الحرس والمفاوضون الايرانيين في الملفات المهمة هم من الفصيلة نفسها , وجهاز الدبلوماسية الايرانية طافح بامثال هؤلاء , وكل امور جمهورية الولي الخراساني الفقيه تخضع لسطوة هذا الجهاز الارهابي الواسع التنظيم والامكانيات , واذا كان قادة الحرس الثوري اليوم قد فرملوا بعض مواقفهم وخففوا من طبيعة حضورهم الواضح فان ذلك لا يعني ابدا انهم قد تخلوا عن خططهم التوغلية الطموحة في العراق ? اوان مشاريعهم المستقبلية قد طويت للابد, لماذا ? لان الجواب ببساطة يتلخص في كون الوضع العراقي طائفيا وسياسيا وواقعيا يتميز بوجود ثقوب واسعة للغاية ونقاط ضعف وخلل ستراتيجي يتسرب من خلالها بكل سلاسة اهل وقادة المشروع الارهابي التوسعي الايراني الطموح والصبور والمطبوخ على نار هادئة مغطاة بابتسامات صفراء , وصلوات مغشوشة , وشعارات مزيفة تفضح اكثر مما تخفي, وقضية طرد السفارة الايرانية ومؤسساتها من العراق هي اليوم ضمن الخطوط الحمر لحكومة الائتلاف العراقي غير الموحد التي لا يمكن ان تقدم على هذا الاجراء مهما كانت الظروف لاصطدام ذلك الفعل لوجرى بموانع شرعية وذاتية محضة رغم الحرج الكبير الذي تعيشه حكومة المالكي المهشمة ومازقها الاكبر وهي تكافح لسد الثقوب والثغرات في البناء الحكومي , فحينما يعترف الايرانيون بدورهم الامني في العراق ويتفاوضون مع الجانب الاميركي بترتيب ومراقبة وسعي من الحكومة العراقية, فان ذلك يعني ببساطة واضحة بان الستراتيجية الايرانية المعلنة تعتبر العراق مجرد ساحة عمل ميدانية ومجال حيوي مفتوح للنظام الايراني كي يمارس حروبه النفسية ويدير صراعاته الاقليمية من خلال البوابة العراقية المخلعة, ثم ان طبيعة وتركيب القوى والاحزاب العراقية الدينية المهيمنة على القرار العراقي يجعلها مرتبطة بشكل واضح لا لبس فيه بالنظام الايراني باعتبار ان بعضها يدخل ضمن قائمة احد مؤسساته, وهي ( ساخت ايران ), اي صناعة ايرانية قلبا وقالبا, وهذه القوى معروفة جيدا , هذا غير الدكاكين الطائفية الصغيرة التي تمارس عملا ارهابيا مساندا للمشروع الايراني..
الدبلوماسية الايرانية وسفاراتها في الخارج تتحمل مسؤولية كبرى في نشر ودعم وحماية الارهاب الاقليمي وفكره التبشيري, واعتقد ان الدور التاريخي لسفارة الولي الفقيه في دمشق منذ ايام (محتشمي) في دعم الارهاب في لبنان والعراق من الامور المعروفة, في تجنيد العملاء من العراقيين واللبنانيين للقيام بحملة التفجيرات الكبرى في المنطقة اوائل الثمانينيات.
المسالة المهمة هي ان السفارة الايرانية في بغداد ستبقى وتتعزز في ظل غياب الارادة الحقيقية لدول التحالف الدولي, ففي البداية والنهاية الحكومة العراقية لا تمتلك القرار رغم كل البهلوانيات اللغوية للناطق علي الدباغ لان حال الحكومة العراقية ينطبق عليه القول العربي المشهور: كاننا والماء من حولنا, قوم جلوس حولهم ماء.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
الشيعة ضد الشيعة في العراق

إبراهيم نوار
الاهرام مصر

تشير التطورات السياسية والعسكرية في العراق خلال الفترة من أغسطس الماضي حتي الآن إلي أن القوي الحاكمة في العراق تقوم ليل نهار بإعداد المسرح السياسي لعملية كبري قد يترك نجاحها أثرا هائلا علي مستقبل العراق خلال العقود القادمة‏.‏ ففي الجنوب حيث توجد مقاومة شيعية أصيلة ـ خصوصا بين القبائل العربية ـ لفكرة إقامة ما يسمي إقليم الجنوب الذي يضم علي أقل تقدير ثماني محافظات عراقية‏,‏ تعمل الحكومة العراقية جاهدة لتحطيم قوة المقاومة الرئيسية التي يقودها جيش المهدي خصوصا في محافظات البصرة وكربلاء والنجف والديوانية والعمارة والسماوة والناصرية‏.‏ غير أن الحملة الشرسة التي تقودها القوات الحكومية العراقية بدعم من القوات الأمريكية لا تتوقف علي محاولة استئصال جيش المهدي وزعامته وإنما تتوسع إلي محاولة فرض سيطرتها الفعلية علي مواقع نفوذ القيادات الدينية والسياسية المعارضة لفكرة إنشاء إقليم الجنوب سواء في محافظات الجنوب نفسها أو في بغداد من أمثال السادة محمود الحساني في كربلاء ومحمد اليعقوبي في البصرة ومحمد جواد الخالصي في بغداد‏.‏

ومن الخطأ النظر إلي الشيعة في العراق علي أنهم يمثلون تيارا واحدا علي الرغم من أن هذه كانت السمة الغالبة قبل الإحتلال الأمريكي للعراق في أبريل عام‏2003.‏ فبسبب الإحتلال أصبحت إيران هي القوة السياسية المهيمنة ـ علي حد قول الشيخ فاتح كاشف الغطاء حفيد أحد المراجع العليا التاريخية في النجف ـ وأدت هذه الحقيقة إلي تفعيل بعض عوامل الإنقسام الكامنة داخل المجتمع الشيعي في العراق وإلي تنحية أو تقليل أثر عوامل الوحدة‏.‏ ولعبت إيران دورا واعيا ومتعمدا من أجل تفكيك النسيج الإجتماعي الذي تشكل علي مر القرون في العراق والذي تأكد خلال الفترة منذ إنشاء العراق الحديث عام‏1920‏ وحتي عام‏2003.‏ واستخدمت إيران أدوات حادة لتحقيق هذا الهدف منها فيلق بدر تحت قيادة عبدالعزيز الحكيم سابقا وقيادة هادي العامري حاليا‏.‏ فمنذ دخول فيلق بدر إلي العراق في أوائل مارس‏2003‏ راح ينشر التفرقة الطائفية بين الشيعة وبين السنة وبين الشيعة من غير العرب وبين الشيعة العرب‏.‏ وبعد سقوط نظام صدام حسين ودخول القوات الأمريكية إلي بغداد تبعتها قوات فيلق بدر التي بدأت في مباشرة سياسة تهجير العراقيين السنة من الأحياء ذات الأغلبية الشيعية مثل حي الكاظمية‏.‏

ويمارس المجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق ضغطا هائلا علي المرجعية العراقية في النجف من أجل ضمان استمرار خضوع هذه المرجعية للمرجعية الدينية في مدينة قم الإيرانية والتي يقودها السيد علي خامنئي المرشد الأعلي للجمهورية الإسلامية‏.‏ وقد لجأ المرجع الأعلي السيد علي السيستاني إلي الصمت خوفا علي مصيره وترك لوكلائه الحديث باسمه وإصدار التصريحات نيابة عنه حتي يحتفظ لنفسه بخط رجعة إذا تحسنت الأمور‏.‏ ورغم أن هذا النهج تسبب في الكثير من الاشتباكات اللفظية والتعنيف السياسي من جانب قيادات المجلس لوكلاء السيد السيستاني فإن المرجع العراقي يحاول بين الحين والحين أن يؤكد وحدة العراقيين وعلي ضرورة النهج السلمي في حل الخلافات فيما بينهم‏.‏ ومع ذلك فقد تأزمت العلاقات في الأشهر الأخيرة بين المرجعية في النجف وبين المجلس الأعلي للثورة الإسلامية بعد أن أضفي أحد وكلاء السيستاني المشروعية علي مقاومة قوات الاحتلال بالقوة المسلحة‏.‏ وجاءت هذه الفتوي بمثابة تأييد لقوات جيش المهدي‏.‏ وضغطت زعامات المجلس الأعلي للثورة الاسلامية إضافة إلي ممثل المرشد الأعلي للثورة الإيرانية وإلي سفير إيران في العراق من أجل أن يصدر السيد السيستاني فتوي
يؤكد فيها مشروعية المقاومة السلمية فقط ويدعو إليها بهدف سحب البساط من تحت أقدام قيادات جيش المهدي‏.‏

ويمكن من خلال قراءة السياسة الإيرانية في العراق منذ تعيين حسن كاظمي قمي قائما بالأعمال في بغداد عقب سقوطها أن قادة طهران إعتمدوا مبدأين في التعامل مع الواقع السياسي الجديد في العراق‏.‏ الأول هو اغتنام الفرصة التاريخية التي لاحت بسقوط نظام صدام من أجل إنهاء ما يسمي بـ مظلومية الشيعة في العراق وإقامة نظام يضمن لايران تفوقا سياسيا في العراق وما حوله‏.‏ وفي سياق هذا المبدأ صدرت الأوامر بالتعاون مع سلطات الإحتلال من أجل إقامة إدارة إنتقالية ووضع دستور دائم يضمن قاعدة المحاصصة السياسية علي أساس طائفي‏.‏ أما المبدأ الثاني فهو اغتنام الفرصة التاريخية لوجود القوات الأمريكية علي الجانب الآخر من الحدود الإيرانية من أجل إنهاك هذه القوات والحيلولة بينها وبين ضرب إيران ووقف برنامجها النووي‏.‏ وفي سياق هذا المبدأ عقدت قيادات الحرس الثوري الإيراني عددا من الصفقات المنفصلة مع التيار الصدري بما في ذلك جيش المهدي وتنظيمات القاعدة وبعض المنظمات الصغيرة في محافظات العراق المختلفة لمساعدتها علي ضرب القوات الأمريكية وقوات التحالف إضافة إلي الدفع مباشرة بعناصر من الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ عمليات داخل العراق‏.‏ وقد تضمنت الصفقة ال
إيرانية مع التيار الصدري مشاركة القيادات السياسية الصدرية في العملية السياسية وفي الحكومة‏.‏ وفي إطار هذا الاتفاق شاركت رموز التيار الصدري في إنتخابات المجالس المحلية للمحافظات التي جرت في عام‏2004‏ ثم في الجمعية الوطنية الإنتقالية وفي لجنة صياغة الدستور ثم في الانتخابات النيابية التي تمت علي أساس الدستور الدائم وبعد ذلك في حكومة الجعفري ثم حكومة المالكي‏.‏ غير أن هذه المشاركة تمت علي أساس إطلاق أنشطة جيش المهدي ليقوم بعمليات تطهير طائفي ضد السنة وعمليات عسكرية ضد القوات الأمريكية‏.‏ وكان التيار الصدري وقوات جيش المهدي قد استفادا ماليا إلي درجة كبيرة بعد اتفاق المصالحة الذي تم مع الحكومة ومع المجلس الأعلي للثورة الإسلامية عقب أحداث النجف عام‏2004.‏

ومن اللافت للنظر الآن أن التعاون العسكري بين الحكومة وبين القوات الأمريكية في مقاومة جيش المهدي قد وصل إلي مرحلة متقدمة‏.‏ ويعكس هذا التطور حقيقة أن طهران باتت تميل إلي سياسة التهدئة ضد القوات الأمريكية في العراق‏.‏ وترمي هذه سياسة إلي هدفين‏,‏ الأول هو أن تثبت طهران للإدارتين الحالية والمقبلة في البيت الأبيض أن مفاتيح الإستقرار في العراق توجد في خزائن طهران وليس ما عداها‏.‏ والثاني أن الوقت قد حان للإنتقال بالحال السياسية في الجنوب بعد أن تم فعليا تحقيق القسم الأعظم من عملية التطهير الطائفي إلي التخلص من القوات السياسية والعسكرية الشيعية التي تعارض إقامة إقليم فيدرالي جديد‏.‏ وفي هذا السياق فإن العمليات الأخيرة ضد جيش المهدي هي إشارة ذات شقين‏,‏ طمأنة للأمريكيين وتعاون معهم من ناحية وتخلص من القوي السياسة المناوئة لمشروع الإقليم الفيدرالي في الجنوب من الناحية الثانية‏.‏


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
جولة رابعة من المباحثات حول أمن العراق
افتتاحية
االاهرام مصر


يجري الإعداد لعقد جولة رابعة من المباحثات حول أمن العراق بين الولايات المتحدة وإيران في‏18‏ ديسمبر الحالي‏.‏ وأعلن هوشيار زيباري وزير خارجية العراق أمس أن المباحثات ستكون فنية وعلي مستوي خبراء في المجال الأمني والعسكري والسياسي‏.‏ وكان منوشهر متقي وزير خارجية إيران قد كشف في الشهر الماضي أن طهران تلقت عرضا من واشنطن حول هذه المباحثات‏.‏ وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أمس الأول أن بلاده تبحث اقتراحا قدمته العراق بعقد جولة جديدة من المباحثات بين الولايات المتحدة وإيران لمناقشة الأمن في العراق‏,‏ ومن الجدير بالذكر أن المباحثات السابقة كانت تستهدف في المقام الأول إمكانات خفض مستوي العنف في العراق‏.‏ وهنا لابد من توضيح أن موقف كل من واشنطن وطهران تجاه التطورات العراقية يبدو متعارضا إن لم يكن متصادمة‏.‏ ذلك أن أمريكا مستمرة في اتهام إيران بإرسال أسلحة إلي العراق وتمويل مجموعات متطرفة شيعية مما يوسع نطاق العنف الدموي ويؤججه في العراق‏.‏ وفي ذات الوقت فإن أمريكا تؤكد أن النفوذ الإيراني يتزايد في منطقة الشرق الأوسط وأن طموحاتها النووية تشكل خطرا داهما علي المنطقة‏.‏

وتواصل أمريكا ترديد هذا الاتهام برغم أن أجهزة المخابرات الأمريكية ذاتها أكدت أن طهران أوقفت برنامجها للتسلح النووي منذ عام‏2003.‏

أما إيران فإنها تري أن الاحتلال الأمريكي للعراق هو السبب الأساسي في دوامات العنف في العراق‏.‏ وتلح علي ضرورة وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق‏.‏ ولايبدو في الأفق أي دلائل واضحة علي إمكان التوافق في وجهات النظر المتعارضة تجاه الأزمة العراقية بين الولايات المتحدة والعراق وليس أدل علي ذلك من أن المباحثات السابقة بينهما لم تسفر عن نتائج إيجابية‏



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
السنون العجاف تعيد (التنور) للعراق!
دووف سميث
لوس أنجلوس تايمز ـ


لم يكن للوضع أن يكون أفضل مما هو عليه في متجر حسين علي رشيد والذي تسابق عماله الثلاثة لتلبية احتياجات الزبائن بمعنى أدق تلبية الحاجة الأساسية التي لا غنى عنها ومع اقتراب موعد الغداء في كل يوم نجد حشدا من الرجال والنساء العجائز المتشحين بالسواد وحشدا من الأطفال والكل يمسك في يده بفاتورة بقيمة ألف دينار عراقي والجميع في انتظار الحصول على نصيبه من الخبز.
ومن فوق طاولة مزينة بمفرش من القماس يوزع حسين علي صاحب المخبز الخبز البني اللون على الزبائن ويحّصل منهم الفواتير ويضعها في درج الطاولة وخلفه تنافس حركة العمال الثلاثة وأزيز مواقد الكيروسين فأحدهم يعجن الدقيق على هيئة كراتالواحدة منها بحجم راحة اليد ولا تستغرق منه العملية أكثر من خمس ثوان لكل كرة ـ رغيف ثم يأتي دور الآخر فيربت الكرة العجينية براحة يده فتتحول إلى قرص دائري بحجم البيتزا الصغيرة ثم يضع هذه الأقراص واحدا وراء واحد داخل الفرن والعامل الثالث يلتقط الخبز الناضج ويرصه على الطاولة أمام صاحب المخبز.
وهذا المشهد يتكرر كل يوم في آلاف المخابز في كل أحياء بغداد وحتى تنفك محنة العراق التي طالت وحتى يسترد عافيته الاقتصادية والتي ينتظرها الناس منذ زمن سيكون كل الخبز الذي يستهلكه العراقيون صناعة يدوية ولا يوجد مكان في العراق لا تكتمل الوجبة فيه بدون الخبز فبين الطبقة العاملة لا يكتمل الطبق الرئيسي وهو الأرز مع الحساء الرقيق بدون الخبز يقول أحمد والذي يعمل في الحراسة الخاصة عن ضرورة وجود الخبز إنه ليس مهما فقط بل هو (الوجبة) ذاتها.
جدير بالذكر أن بعض العراقيين تحولوا عن أكل الخبز في السبعينيات والثمانينيات الفترة التي شهدت توجه العراق نحو الثقافة الغربية لكن عقوبات الأمم المتحدة الاقتصادية على العراق في التسعينيات عكست ذلك التوجه وبدأ صدام في تنفيذ برنامج (سلة الطعام الشهرية) وبناء على هذا البرنامج كانت حكومة صدام تزود رب كل أسرة بثلاثين باوندا من الدقيق عن كل فرد في أسرته شهريا وعادت بعض ربات المنازل إلى الطريقة التقليدية لصناعة الخبز في أفران طينية تسمى (التنور).
وفي المناطق غير الحضرية في العراق تبني النساء أفرانا طينية خارج المنزل ويستخدمن الحطب والأخشاب وفضلات ومخلفات الحيوانات بعد تجفيفها كوقود لهذه الأفران.
ومن غير المعروف حتى الآن جذور (الخبز) في مرحلة قبل التاريخ ويظن مؤرخو الطعام أن (التنور) بدأ في بلاد الرافدين وأن الاسم له صلة بالكلمة السامية القديمة التي تعني (النار) وهناك أفران طينية شبيهة بالتي في العراق يستخدمها الناس في أفغانستان والهند وباكستان في صناعة الخبز وشي اللحوم وللمفارقة ظلت كلمة الخبز وبعد أربع سنوات ونصف السنة من الغزو الأمريكي قليلة الاستخدام بين الناطقين بالانجليزية في العراق وكان الجنود الأمريكان هم أول من أدخلوه إلى التجمعات العسكرية الأمريكية في العراق مع لفظة له لا تكاد تستساغ في اللغة العربية وذلك لأن الصوت الحلقي الصامت (خاء) صعب على الأمريكي أن يلفظه أو حتى يسمعه.
كانت كومة الأيادي التي تجمع الأغصان الجافة خارج الجدران الطينية التي بلا سقف هي الإعلان الوحيد عن مخبز فاطمة وداخل المخبز تجلس امرأتان أمام فرن طيني يصنعان الخبز وتبيعانه وتقول فاطمة إنها تنتج مائة رغيف في اليوم إلا أن الناس يقصدون مخبزها من كل مكان لأن خبز التنور يتميز بنكهة طبيعية وفوائد صحية لا توجد في الخبز الآلي أو النصف الآلي الذي ينتجه مخبز حسين علي في بغداد وبدأت فاطمة مشروعها التجاري هذا منذ عام ولأن زوجها بلا عمل ستفعل فاطمة أي شيء للحصول على المال لتطعم أطفالها وبقلق شديد سألتني فاطمة عن المقصد من وراء سؤالها عن حكايتها ولما قلت لها إن ذلك سيساعد الأمريكان على أن يفهموا العراقيين قالت بتهكم: إنه لشيء حسن أن يفهم الأمريكان العراقيين لكنهم (العراقيون) يريدون المساعدة.

ليست هناك تعليقات: