Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 14 يناير 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 12-1-2208


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
دور إيران في العراق
أياد علاوي رئيس وزراء اسبق
الوطن عمان
لتحرير العراق من الطغيان، ولإرساء الاستقرار فيه وإقامة ديمقراطية قابلة للحياة، استثمرت الولايات المتحدة مليارات الدولارات وضحت بأراوح جنودها الشجعان. وبالرغم من بعض التقدم العسكري داخل العراق الناجم عن زيادة القوات الأميركية، إلا أن صانعي السياسة الأميركيين أدركوا على نحو متزايد أن هناك تهديدا آخر يكمن أمام استقرار العراق ومصالحته الوطنية خارج حدوده.
فبعد إلقاء القبض على عملاء إيرانيين داخل العراق واتهام الجيش الأميركي المبرر لإيران بإمداد أسلحة إلى المسلحين يتم استخدامها لإيذاء القوات الأميركية، حدد الكونجرس الأميركي " الحرس الثوري الإيراني " على أنه " راع رسمي للإرهاب" ودعا بناءً عليه لمزيد من العقوبات ضد طهران.
ولكن كما أوضح أحدث تقرير للاستخبارات الوطنية الأميركية والمسمى " تقييم الاستخبارات الوطنية "، فإن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران كانت مشغولة بهاجس طموحات إيران النووية. وعلى الرغم من أن المسألة النووية يجب أن تظل مهمة بالنسة لنا جميعا، إلا أن التحول في السياسات الأميركية يرسل إشارة خاطئة للعراقيين وللآخرين في المنطقة إزاء التهديد المباشر بأن طهران حاضرة في الاستقرار الإقليمي وسيادة العراق الوطنية.
لقد أصبح واضحا الآن أن أجندة إيران هي السيطرة على العراق من خلال تمويل وتجهيز وإعداد الميليشيات، وإرهاب وتخويف الجماعات السياسية، والأساليب الأخرى التي تشجع على الخروج على القانون.
إن الحكومة العراقية مسئولة إلى حد كبير عن حالة الأمور غير المستقرة. فالحكومة العراقية - التي مزقها القتال الفصائلي والتي تدعمها وتؤيدها طهران بشكل مستتر- غير قادرة على تبني جبهة موحدة لمواجهة التحدي الذي تمثله تدخلات إيران في الشئون العراقية.
ولكن بدلا من ذلك, وبمساعدة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، يجب أن يسعى القادة العراقيون وراء مصالح البلد ويثابروا في إيجاد حلول داخلية لمشاكل العراق، بعيدا عن التخلات الإيرانية.
وخلال فترة تولي منصبي كرئيس لوزراء العراق، رفضتُ طلب إيران بإعادة إحياء وتفعيل اتفاقية الجزائر لترسيم الحدود الموقعة في الحقبة الصدامية في العام 1975، وأمرتُ باعتقال وترحيل العديد من العملاء الإيرانيين، ورفضتُ ونبذتُ عرضا إيرانيا بالتدخل لدى ميليشيا جيش المهدي لتسوية الأزمة في النجف. وهذه الإجراءات لم تُقرر لإرسال رسالة عدائية لإيران، ولكن للتكرار بحزم أن علاقتنا يجب أن تكون علاقة بين دولتين كاملتي السيادة ملتزمة ومرتبطة بالقانون الدولي. ولهذا السبب أرسلتُ وقتها وزير المالية العراقي لرئاسة وفد إلى إيران لتوقيع اتفاقات تجارية واقتصادية كمؤشر ولمحة على نوايانا الطيبة كجيران.
وإذا كانت الحكومة العراقية الحالية مهتمة ومعنية بشكل مماثل بمستقبل العراق، فإن العديد من الخطوات المهمة الحاسمة يجب أن تُتخذ فورا لكي تمنع إيران من مزيد من تقويض سيادة العراق وسلامة أراضيه، في نفس الوقت الذي يُكافح فيه لتطوير علاقة مفيدة للطرفين قائمة على الثقة والمصالح المشتركة.
ولتحقيق هذا، يجب - أولا وفي المقام الأول - أن تتوقف طهران عن دعمها المالي والعسكري لأولئك الذين يقفون وراء العنف والفوضى والمذابح في العراق. وفي المقابل، يجب أن تسعى الحكومة العراقية - بمساعدة من القوة متعددة الجنسيات في العراق - بثبات في تفكيك الميليشيات شبه العسكرية الموالية لإيران، وتطهير المؤسسات الأمنية من الميليشيات، وتنفيذ إجراءات أمنية موجهة ضد اختراق العملاء الإيرانيين للشرطة والقوات المسلحة العراقية.
ثانيا، يجب أن يصر القادة العراقيون على اتفاقية حدود شاملة وقابلة للتطبيق مع إيران، بما في ذلك تنظيم أشد إحكاما للتأشيرات وإصدار تصاريح الإقامة للإيرانيين في العراق. وكما وضح في " تقرير تقييم التقدم " الذي أعدته الحكومة الأميركية في شهر سبتمبر الماضي، فإن المناقشات حول المسائل الحدودية في ظل اللجنة الأمنية الثلاثية المشكلة حديثا لم تقنع القيادة الإيرانية بمواجهة هذا القلق على نحو كافِ.
ثالثا، يجب أن تطالب الحكومة العراقية بأن توقف طهران تمويل المنافذ الإعلامية التي تحرض بلا هوادة على العنف والطائفية في العراق. ويجب أن توقف إيران وقفا كاملا الدعم المالي لمثل تلك المنافذ الإعلامية. وخلال هذه الفترة المضطربة في تاريخ شعبنا، من المهم والحاسم ألا يكون الشعب العراقي خاضعا لدعائية ممقوتة بصرف النظر عن مصدرها. وهذا هو بالضبط السبب الذي أغلقت من أجله حكومتي مكتب قناة "الجزيرة" في بغداد في أغسطس عام 2004.
رابعا، يجب أن تؤكد الحكومة العراقية لإيران أن لا أذى سيأتي إليها من العراق ويجب أن تصر على تطوير علاقات اقتصادية وثقافية متوازنة كدولتين ذات سيادة.
وأخيرا، يجب أن ترعى الأمم المتحدة - بمشاركة من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الإسلامي - اجتماعا لمناقشة دور دول الجوار في العراق وأن تساءل وتحاسب أولئك الذين يخرقون المبادئ الأساسية للقانون الدولي.
والإجراءات المبرزة عاليه ستتطلب جهودا مضنية ودبلوماسية فعالة من كل الأطراف المعنية، لا سيما بغداد. إن تفاهما عاما سيكون صعبا، ولكنه ليس مستحيلا، في تحقيقه. إن شعبي العراق وإيران مرتبطان بتاريخ مشترك، ودين مشترك، وعلاقات ثقافية قوية. وبالرغم من هذه الفترة الصعبة في العلاقات بين بلدينا، فإن أغلبية كبيرة من العراقيين لا تحمل آراء عدائية نحو نظرائهم الإيرانيين. وهذه الرابطة الحيوية تشجع على الحاجة إلى السعي وراء علاقات جيران طيبة، ولكن لكي نحافظ عليها ونصونها، يجب أن تُعامل طهران بحزم وفعالية من المجتمع الدولي والقيادة العراقية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
العراق والانتخابات الأميركية
نهى حوا
البيان الامارات
بدا أن الديمقراطيين في الانتخابات الأميركية لعام 2006 قد احتلوا مقاعد الكونغرس بسبب حرب العراق. كان التدهور الكارثي الذي عرفه احتلال العراق مطلع عام 2006 سببا كبيرا في ذلك، إلى جانب الاستياء القوي لدى الناخب الأميركي من جملة الأكاذيب التي مارستها الإدارة الأميركية في ظل حكم الجمهوريين. لكن لم يمض وقت طويل على ذلك حتى بدأت تظهر أصوات منددة بمواقف الديمقراطيين الانتهازية الانتخابية، وكان أبرز المنتقدين لهم المناهضة للحرب سيدني شيهان التي عبرت عن خيبة أملها واستيائها من فشل الديمقراطيين لإنهاء الحرب وهي القضية التي جرى انتخابهم من أجلها.
والواقع أن مواقف الديمقراطيين ما زالت إلى اليوم تتسم بالغموض والارتباك بالنسبة للبعض في ما يخص الحرب على العراق التي يقال إن موقعها كقضية تراجع في الانتخابات الأميركية الخاصة بالحزبين لعام 2008.
وهذا يخلق برأي المحللين ضعفا في حملتهم الانتخابية يبعد عنهم المصداقية والثقة، وواقعا يراهن عليه الجمهوريون في الانتخابات المقبلة. وتشكل هذه الجولة من الانتخابات في الولايات المتحدة مقياسا هاما لتبيان ما يحدث على مستوى الرأي العام الأميركي، ولذا يعطيها السياسيون الأميركيون أهمية خاصة .
يقول المرشح الجمهوري جون ماكاين في إحدى المناظرة حول الحرب وهو من المؤيدين لبقاء القوات الأميركية في العراق لأكثر من خمسين سنة إذا أمكن ذلك«نحن لم نخسر معركة واحدة في فيتنام، لكن الرأي العام الأميركي هو الذي أجبرنا على خسارة الصراع مع الفيتناميين»، مضيفا بأن الفيتناميين لم يكونوا يريدون اللحاق بنا إلى ديارنا، بل يريدون بناء جنتهم.
وهناك تساؤل جدي حول مدى صحية تراجع الموضوع العراقي في الانتخابات كما يجري الترويج له في الإعلام. فاستطلاعات الرأي المنشورة في الولايات المتحدة خلال الانتخابات الحالية تشير إلى أن الجمهور الديمقراطي في مقاطعات ايوا ونيو هامشير وجنوب كارولينا ما زالوا يرون العراق الهم الرئيسي في الانتخابات الرئاسية،
وهم «عموما يدعمون انسحاب القوات الأميركية في العراق بأسرع وقت ممكن»، مع الإشارة إلى كون المرشحين الديمقراطيين ركزوا خطاباتهم في الأشهر الأخيرة بعيدا عن العراق. ويذكر في هذا الصدد ان المرشحين الأربعة الديمقراطيين للرئاسة لم يحضروا جلسة التصويت بتاريخ 18 ديسمبر 2007 على موضوع تمويل الحرب ب70 مليار دولار إضافية،
الأمر الذي يشير إلى أهمية حرب العراق في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وهم ما زالوا يضعون ضمن أجندتهم إنهاء الحرب في العراق على أساس عودة الجنود أو إعادة جدولة الانسحاب التدريجي. وهناك من ينتقد مواقف الديمقراطيين لعدم تضمينها خطة واضحة لكيفية سحب الجنود مما يعتبره البعض انه يفتقد إلى الوضوح لناحية إنهاء المهمات القتالية في العراق.
ويرى البعض أن عدم إثارة المرشحين الديمقراطيين في خطاباتهم وبرامجهم مؤخرا على الرغم من إبقائها في برامجهم لا يعود لكون العراق لم يعد موضوعا جذابا يشد أصوات الناخبين بقدر ما يعود إلى كون المرشحين الديمقراطيين ليس لديهم إمكانية فعلية للخروج عن السياسة الأميركية المتبعة والتي تحددها في نهاية المطاف المصالح الحيوية للولايات المتحدة في المنطقة.
فالانسحاب من العراق يشكل انتكاسة كبيرة لهم وللمخططين للسياسة الأميركية على المستوى العالمي. الأميركيون يخططون لوجود طويل الأمد في العراق، على الرغم من رفض أكثر من نصف أعضاء النواب استمرار الاحتلال في العراق في تاريخ سابق من سنة 2007.
وقد وقعت وثيقة إعلان نوايا غير ملزمة بشأن العلاقات الأميركية العراقية المستقبلية بين بوش والمالكي في 27 نوفمبر 2007 تتناول من بينها وجود طويل الأمد للقوات الأميركية، حيث إن عام 2008 سيكون آخر عام للتفويض الممنوح من الأمم المتحدة للقوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق. كتبت الاسوشييتد برس حينها أن الحكومة العراقية حصلت مقابل ذلك ضمان أميركي للأمن العراقي بما في ذلك الانقلابات العسكرية.
من الواضح أن هذا العام سيشكل مرحلة هامة في تاريخ العراق، علما أن الأوضاع صعبة للغاية في ظل الانقسام القائم وزيادة قوة قادة محليين وفي ظل سياسة أميركية تقليدية تستند إلى منطق «فرق تسد»،
فهل سيستطيع العراق الخروج من هذا المستنقع وهل سيكون قادته على مستوى الوعي المطلوب منهم، وهل ستستطيع بنيته التحتية التي ارسيت من مؤسسات ودستور وبرلمان وانتخابات ان تقف سدا منيعا لما يخطط له من مختلف الاتجاهات.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
قوات الصحوة والنشابة...ما أشبه الليلة بالبارحة
سيف الهاجري
الراي اللكويت
أثناء متابعتي للأحداث في الساحة العراقية الساخنة، ظهر عنصر جديد في هذه الساحة، وهو قوات الصحوة التي شكلها شيوخ عشائر بدعم من الجيش الأميركي لمواجهة معارضي سياسته في العراق من مقاومة وغيرها، هذا الظهور الجديد القديم ذكرني بحدث تاريخي مماثل قلما يذكر في تاريخ العراق المعاصر، فعندما كان العراق تحت الاحتلال البريطاني قام الجيش البريطاني بإنشاء قوات من العشائر الموالية وسميت في حينه بقوات النشابة لمواجهة معارضي سياسته في العراق من مقاومة وغيرها، فما أشبه الليلة بالبارحة.
قادت هذه الأحداث المتشابهة فكرياً نحو التاريخ العراقي المعاصر ومروره بأهم حدثين شكلا العراق خلال مئة عام الأخيرة واعني بهما الاحتلالين البريطاني والأميركي، وتشابه مبرراتهما ومنطلقاتهما الظاهرة والباطنة، فظاهرها لدى الأول دعوى تحرير العراق من الاستبداد التركي، والثاني تحرير العراق من الاستبداد وإقامة الديموقراطية، وباطنهما لدى الأول الطاقة والنفط، والثاني الطاقة والنفط كذلك، هذا بخلاف المنطلقات الأيديولوجية وغيرها من المنطلقات والمبررات التي لا تخفى على كل ذي بصيرة، لكن ما أشبه الليلة بالبارحة.
أتساءل هنا هل وضح لنا هذا التشابه العجيب؟ أم نحتاج إلى مزيد من الإيضاح؟ أظن أنه لا ضير في المزيد، فالعراق البريطاني قامت فيه عملية سياسية ضعيفة في عشرينات القرن العشرين بقيادة برسي كوكس وجيرترود بل، إذ تمت إقامة الملكية بتعيين فيصل بن الشريف حسين ملكاً على العراق بعد ثورة العشرين، وقامت انتخابات عدة تحت الإشراف البريطاني غير المباشر، واستمرت بين مد وجزر القبول من الشعب العراقي من عدمه حتى سقطت في عام 1958. والعراق الأميركي قامت فيه عملية سياسية ضعيفة بقيادة بول بريمر وتخطيطه، بدأت بمجلس الحكم وانتهت بالانتخابات ومازالت العملية السياسية مستمرة بين مد وجزر القبول من الشعب العراقي من عدمه، فما أشبه الليلة بالبارحة.
إذاً ما الفرق بين النشابة والصحوة؟ وما الفرق بين العراق البريطاني والعراق الأميركي؟ لا فرق البتة فالتاريخ هنا أعاد نفسه من خلال استفادة اللاحقين من السابقين. وهذا تفوق يحسب له ولا شك، لذا من أراد معرفة أسباب وآثار الحوادث الحاضرة، فليلتفت إلى أهمية التاريخ هنا في تحليل ومعرفة هذه الأحوال المتقلبة التي احتار بها عقلاء القوم في عصرنا كما احتار بها من كان قبلهم، فما أشبه الليلة بالبارحة.
فمن نظر في تاريخ العراق المعاصر قاده إلى حقيقة وسنة لا تتخلف أبداً، وهي ان الاستبداد طريق الاحتلال والحرية طريق الاستقلال، عندما نعي هذه الحقيقة ندرك ضرورة وأهمية حرية الشعوب ووعيها بتاريخها وتراثها، فبالحرية والوعي تبقى الشعوب حية ولو مرت بنكبات وبفقدهما تموت ولو عاشت بخيرات، فالتاريخ هنا يعيد نفسه، فما أشبه الليلة بالبارحة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
رسـالــة إلــى جـورج بــــوش
نورية السداني
القبس الكويت
الكويت تتحرك في قلب الحدث.. وأصبحت كالترمومتر الذي تقاس به حرارة المريض، فتصريحات نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد الصباح قبل مغادرته واشنطن ركزت على ما أسماه التهديدات الايرانية لدولنا، وتتمثل ازمتنا ككويتيين في محورين: المحور الاول ان الولايات المتحدة الاميركية قبل ان تقود التحالف الدولي للتحرير، وقبل ان تكون حليفا استراتيجيا، كانت قبل ذلك الصديق الذي عرفناه من خلال المستشفى الأمريكي الذي نحمل له في ذاكرتنا ككويتيين كل الذكريات الطيبة، وقد استمرت وتشابكت مصالحنا وتلاقت مع اميركا في هذا العالم، الذي لم يعد فيه ذلك الكبير وذاك الصغير، حيث برز فيه الغني والفقير كقوتين تحسمان كل المشاكل العالقة، بل انها هي التي تخلق بل تكون السبب الرئيسي في المشاكل المستعصية او المستحدثة. هاتان القوتان تتمثلان في عالمين لا ثالث لهما، وهما «السياسة والاقتصاد» وفي هذين العالمين تصبح النملة هي الساعية على الدوام نحو قطعة السكر! اما المحور الثاني فيتمثل في الجارة ايران التي لم نشهد منها حتى يومنا هذا اي تهديدات بل انها فتحت ابوابها لعبور ابناء الكويت عند الاحتلال، وهنالك علاقات اسرية متشابكة بين اسر كويتية واخرى ايرانية، وتاريخ العلاقات الكويتية – الايرانية لم تشُبه شائبة وبهذا ينطبق علينا المثل الكويتي «آه من بطني وآه من ظهري» أي أن آه، الألم مشتركة حائرة في نفوسنا. ملخص ما نريد أن يسمعه سيادة الرئيس جورج بوش هو أن الكويت صغيرة الجغرافيا وتحملت الكثير من المعاناة وقدمت للصديق اميركا ما استطاعت من خدمات في كل المواجهات السابقة، من هنا نقول للاب جورج بوش قبل ان نقول للرئيس، لأننا ندرك معنى الابوة وقيمتها لديه، نقول له دع الأشهر المتبقية من ولايتك تمر باشراقة صفحات التاريخ للمدة المتبقية في البيت الابيض، بحيث لا تمتلئ هذه الصفحات بمزيد من الضحايا والدماء من خلال ارباك المنطقة بحرب جديدة، فالمنطقة لم تعد تحتمل تلك الحروب والنكبات. وان كنت تثق بنا كاصدقاء كما نثق بك كصديق، فاترك الملف الايراني بين ايد امينة (اصدقائك) من قادة دول الخليج ونعاهدك باننا كشعوب سنعاضدهم لانهاء ازمة النووي الايراني سلميا، وان فشلنا مع قادتنا، فالامر متروك للرئيس الاميركي القادم، وبهذا تخرج يا سيدي الرئيس بصفحة بيضاء تاريخية لا دماء فيها.. فنرجوك تحقيق ذلك من اجل كل اطفال منطقتنا، فما اصعب بكاء طفل جريح. نرحب بك في بلدك الثاني الكويت وآخر أمنياتنا تتمثل باننا كنا نأمل لو أن لقاء يوم السبت الثاني عشر من يناير 2008 يضم النساء مع الرجال على حد سواء بخاصة بعد ان نالت المرأة الكويتية حقوقها السياسية حتى لا يكون هنالك تناقض ما بين دعم الحقوق.. وواقع تفعيلكم لها.. رعاكم الله.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
نكره سياستكم ونعتز بشعبكم
عبدالله الأيوبي
اخبار الخليج البحرين
دأبت الإدارات الأمريكية المختلفة على خداع الشعب الأمريكي فيما يتعلق بموقف مختلف شعوب العالم من الولايات المتحدة الأمريكية إذ تلجأ الإدارات إلى إيهام الشعب الأمريكي بأن الآخرين «يكرهون« أمريكا بسبب الانجازات العلمية والاقتصادية وغيرها التي حققتها على مدى عقود من تطورها حتى أصبحت أقوى دولة في العالم في كل المجالات تقريبا، وهناك شرائح واسعة من الشعب الأمريكي تصدق ذلك وترى أن الكره العالمي موجه نحو الشعب الأمريكي وبذلك استطاعت الإدارات الأمريكية المختلفة أن تبقي شعبها بعيدا جدا عن الاهتمام بالشأن الخارجي فأزاحت (الإدارات) من أمامها عقبة الناخب الأمريكي لتفتح لنفسها طريق العيث فسادا وتخريبا في مختلف دول العالم من دون حسيب أو رقيب داخلي.
أكاد أجزم بأنه لا يوجد شعب على أرض المعمورة ينكر دور الشعب الأمريكي العظيم في تقدم البشرية وتطورها وليس هنا أي مجال لتعداد الإنجازات العلمية الجبارة والكبيرة التي سطرها الشعب الأمريكي لفائدة البشرية جمعاء وهذه إشارة لا بد منها لتوضيح حقيقة الصورة والموقف من الولايات المتحدة الأمريكية كحكومة فقط وليس كشعب، فالشعب الأمريكي لم يبارك أية جريمة من جرائم حكومته بل على العكس من ذلك فإنه هو الذي خرج بالملايين ضد الحكومة الأمريكية في عهد الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون وطالبها بوقف العدوان الإجرامي الذي شنته ضد الشعب الفيتنامي. شعوبنا العربية كغيرها من شعوب العالم التي اكتوت بنيران العدوان الأمريكي المباشر (العراق) وغير المباشر (فلسطين) تكن للشعب الأمريكي كل محبة واحترام وهو شعب يستحق ذلك بالفعل، أما الموقف من سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية فهو موقف مناهض لهذه السياسة لأنها موجهة ضد مصالح شعوبنا العربية وخاصة في العراق وفلسطين، فهذه السياسة هي التي دمرت العراق وجعلته ساحة قتل يومي ومنبعا من منابع الإرهاب الذي يهدد شعوبنا وخاصة الخليجية بعد أن وفرت جريمة الغزو الأمريكي لهذا البلد أرضية خصبة للجماعات الإرهابية. هذه السياسة الأمريكية هي نفسها التي لا تطفئ الأضواء الخضراء أبدا في وجه آلة القتل والتنكيل الصهيونية على مدى أكثر من خمسة عقود متواصلة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، بل الأنكى من ذلك أن هذه السياسة هي التي تقف وراء التمكين المادي للعدو الصهيوني من مواصلة جرائمه الهمجية كما توفر له الغطاء وخط الدفاع الأول في وجه أية محاولة دولية لوقف العدوان مستغلة سيطرتها على الأمم المتحدة وحق الفيتو الذي يمكن وصفه بأنه حق ثابت في يد الكيان الصهيوني باسم أمريكا. فمن حقنا أن نناهض السياسة الأمريكية العدوانية سواء تلك التي نفذتها الإدارات الجمهورية والديمقراطية السابقة أو تلك التي تنفذها إدارة الرئيس الحالي جورج بوش التي تمثل قمة العداء لمصالح شعوبنا العربية والشعب الفلسطيني في المقام الأول حيث ترجمت هذه الإدارة ترجمة فعلية، صورة الدعم المطلق الذي يحظى به الكيان الصهيوني من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وأكدت أن مصالح العدو الصهيوني بالنسبة إلى هذه الإدارة تأتي فوق مصالح شعوبنا العربية كلها، من دون استثناء، ولا يغير من ذلك علاقات الصداقة التي تربط حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بعدد من حكومات الدول العربية. والعداء ومناهضة سياسة الحكومة الأمريكية لا تعني على الإطلاق عداء للشعب الأمريكي، فهذا الشعب لو كان على إدراك تام بما تفعله حكومته بحق الشعوب الأخرى لما وقف دقيقة واحدة صامتا حيال ذلك، فهو أكد موقفه الحضاري المناهض لانتهاك حقوق الإنسان من قبل حكومات الولايات المتحدة الأمريكية في محطات كثيرة وهناك تصاعد مستمر في صفوف الشعب الأمريكي لمناهضة سياسة حكومته العدوانية في العراق، ولكن بالنسبة إلى فلسطين فإن الإدارة الأمريكية الخاضعة تحت تأثير اللوبي الصهيوني هناك نجحت حتى الآن نجاحا باهرا في تجميد عقول المواطنين الأمريكان عن التفكير فيما يجري في فلسطين من تدمير وتنكيل بحق شعب لا يملك أبسط حق من حقوق الإنسان. فهذا الموقف من سياسة الإدارة الأمريكية سوف يستمر طالما بقى العدوان هو الصفة اللصيقة بسياسة الإدارة الأمريكية الحالية أو القادمة، مع أنه من المشكوك فيه أن تتغير سياسة العدوان التي هي جزء من الأيديولوجية الإمبريالية التي تقوم على مبدأ الاستغلال ونهب خيرات وثروات الشعوب، والنهب والاستغلال بصفتهما عملا عدوانيا لا يمكن إنجازه إلا بالقوة، سواء المباشرة أو غير المباشرة وهذا هو ما يميز سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية، فإما أن تنفذ عدوانا مباشرا للاستيلاء على ثروات الشعوب (العراق أنموذجا) وإما عدوانا بواسطة طرف آخر (فلسطين)، لذلك ستبقى السياسة الأمريكية في تضاد مع مصالح شعوب العالم، الضعيفة منها بالتحديد، وستبقى هذه الشعوب تناهض هذه السياسة وتحتفظ في نفس الوقت بحب واحترام الشعب الأمريكي العظيم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
العرب واللهجتان المصرية والعراقية
رضي السماك
اخبار الخليج البحرين
ثمة لهجات لشعوب عربية عديدة تجد نفسك مضطرا، برغبة منك أو من دون رغبة، لمحاكاتها حينما تزور بلدان هذه الشعوب وذلك أثناء المعاملات التجارية والاجتماعية العامة لدى الاحتكاك بأبناء شعوب هذه اللهجات. ويزيد اضطرارك لهذه المحاكاة كلما كان الشعب المعني صاحب اللهجة قليل الاحتكاك بالشعوب العربية الأخرى ذات اللهجات المختلفة المتباينة، وعادة ما تكون مفردات هذه اللهجات غريبة على مسامعه غير مفهومة. ولعل الشعب العربي المصري في مقدمة الشعوب العربية الذي يتميز بلهجة خاصة مميزة تفهمها كل الشعوب العربية، في الوقت الذي لا
يفهم فيه معظم لهجات الشعوب العربية، وان كانت هذه المفارقة اللهجوية اللغوية قد خفت الى حد ما خلال السنوات الأخيرة منذ نحو عقدين ونيف وذلك بعد زيادة هجرة المصريين الى البلدان العربية وزيادة معدلات السياح العرب الى مصر. ومع ذلك يبقى هؤلاء المصريون الذين يلمون أو يفهمون بعض اللهجات العربية، ولاسيما الخليجية، نسبة قليلة ممن قيض لهم الاحتكاك بهذه الشعوب العربية وهي لا تقارن بالسواد الأعظم من الشعب المصري الذي لم يقيض له الهجرة أو السفر الى الخارج قط. وغني عن القول: ان انتشار وسائل الاعلام المصري منذ وقت مبكر من مطالع القرن العشرين الفائت وعلى الأخص الأفلام والصحافة المصرية، فضلا عن تعدد وكثرة البعثات التعليمية الى البلاد العربية، والاقبال الواسع المنقطع النظير للشعوب العربية على الاذاعات المصرية في سني المد الناصري القومي.. كل ذلك ساعد على ذيوع اللهجة المصرية في أرجاء الوطن العربي، واكتسابها شعبية عربية وألفت الناس على سماعها. ومن هنا فإن العرب المقيمين في مصر أو السياح غالبا ما يلجأون الى التكيف بالتخاطب مع المصريين بلهجتهم. لا بل ان العرب الذين اقاموا في مصر ردحا من الزمن تظل اللهجة المصرية ملازمة لهم في التأثر بها وذلك بمخاطبة المصريين بلهجتهم حتى وهم يقيمون في بلدان عربية خارج مصر كالمصريين في الخليج كما هو الحال فيما يتعلق بالطلبة العرب الذين درسوا في مصر. ومن المفارقات اللهجوية فيما يتعلق باللهجة المصرية انه من النادر ان تجد المصريين المقيمين طويلا في البلدان العربية، كالبلدان الخليجية، يذوبون في المجتمعات العربية الجديدة التي وفدوا اليها بما في ذلك التأثر بلهجاتها ومحاكاتها اذ غالبا ما يميلون الى الانعزال والتكتل في اطار العصبة أو الجماعة الاقليمية القطْرية الواحدة. والأشد من ذلك مفارقة أن يكون من بينهم عدد غير قليل متجنس بجنسيات البلدان العربية التي اقاموا فيها طويلا. بيد ان تأثر العرب باللهجة المصرية لا يفرضه احتكاكهم بالمصريين في مصر أو تأثرهم بالاعلام المصري كالسينما والصحافة فقط، بل هناك نسبة يأتي تأثرها باللهجة المصرية ومحاولة محاكاتها أو تقليدها تحت تأثير محاولة محاكاة وتقليد اسلوب المدرسين المصريين بالبلدان العربية. ومثل هذا التأثير نلحظه بوجه خاص لدى طلبة الحوزات الدينية البحرينيين بمدينة النجف الأشرف العراقية الذين غالبا ما يستويهم تقليد اسلوب أساتذتهم المعممين في الشرح والحديث، ويظل هذا الاستهواء ملازما لهم في الغالب حتى بعد تخرجهم لسنوات طويلة لا تنتهي. ويمكنك ان تلمس هذا التأثر باللهجة العراقية وعلى وجه التحديد لهجة أهل النجف في اسلوب الخطابة الحسينية لدى خطباء المنبر الحسيني البحرينيين، وإن كانت هناك عينة غير قليلة من البحرينيين يأتي ولعها أو تأثرها باللهجة العراقية تحت تأثير عشقها للأغاني العراقية أو لإقامة بعضهم في العراق فترة من الزمن ولاسيما الطلبة البحرينيون، وعلى الأخص في الفترة التي شهدت ذروة الوجود الطلابي الكثيف في العراق خلال عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. ويبقى القول: ان العراقيين أكثر تفهما وقربا الى اللهجات الخليجية من المصريين لأسباب تاريخية وجغرافية واجتماعية معروفة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
الصراع التركي الكردي بين الأهداف التركية والمصالح الكردية
خالد غزال
الحياة بريطانيا
تصاعد الصراع التركي – الكردي خلال الاسابيع الماضية في اعقاب قيام حزب العمال الكردستاني المتمركز في شمال العراق بعمليات عسكرية ضد الجيش التركي وايقاع اصابات بين صفوفه. ردت الحكومة التركية بتصعيد كبير وصل الى حد حشد اكثر من مئة الف جندي على الحدود مع العراق، ترافق مع اجازة البرلمان التركي للحكومة بشن عملية عسكرية داخل الاراضي العراقية لوضح حد لعمليات حزب العمال الكردستاني. على رغم ان عمليات الحزب الكردي ليست جديدة، الا ان الرد التركي يطرح علامات استفهام حول الاهداف التركية الحقيقية هذه المرة من طبيعة الرد.
يمثل الاكراد في المنطقة اكبر مشكلة تطال الاقليات، يصل عددهم الى حوالى ثلاثين مليون مواطن يتوزعون في تركيا والعراق وايران وسورية. يطالب الاكراد بدولة مستقلة تجمع اكراد المنطقة ويسعون في كل بلد الى نوع من الحكم الذاتي في حده الاقصى، والى حقوق تتناول هويتهم في اللغة والمواقع في السلطة. تتعاطى الدول التي يقطنها الاكراد مع هذه الاقلية برفض لمطالبها التي ترى فيها تهديدا داخليا لهوية البلد الاجمالية. لذا سادت النظرة العدائية تجاه الاكراد، وجرى اتفاق ضمني بين حكومات الدول التي تضمهم على كبح اي توجه استقلالي ولو في حدوده الدنيا.
يصعب فهم الموقف التركي بعيدا عن التطور الذي اصاب الموقع الكردي في العراق في ظل الحديث الدائر على مستقبل هذا البلد. تضم تركيا اكبر جالية كردية بحيث يصل عددها الى اثني عشر مليون كردي. تنظر الجالية الى ما تحقق في العراق في منطقة كردستان على انه مقدمة لما يمكن ان يحصل في تركيا مستقبلا. تدرك الحكومة التركية ان الاستقلال الذاتي لاكراد العراق يمثل عنصرامهما في بعث الهوية القومية الكردية في تركيا ويشجعها على الاندفاع في مطلب الحكم الذاتي. لذا ترى تركيا ان الحاصل في العراق تهديد داخلي للقومية التركية ولمصالحها العامة. يأتي هذا التصعيد مترافقا مع الحديث عن تقسيم العراق بعد توصية مجلس الشيوخ الاميركي بذلك، وهو امر يكرس دولة مستقلة للاكراد في الشمال العراقي.
لكن الموقف التركي التصعيدي مرتبط ايضا بمطامع تركية في العراق نفسه، خصوصا ان مناطق الاكراد تعوم على بحر من النفط. لذا ليس مجافيا للواقع القول ان تركيا تستبق الاوضاع القانونية المستجدة في الكيان العراقي لفرض امر واقع عبر سيطرة عسكرية على جزء من اراضي كردستان العراقية الغنية بالنفط. من هنا تهديد تركيا الدائم بمنع السيطرة الكردية على مناطق كركوك، وهو امر يتصل تاريخيا باهداف تركية ومطالب لها في الاراضي العراقية، اتفقت معظم الحكومات عليها سواء اكانت من اليمين او اليسار او الاسلام.
في مقابل الموقف التركي، كان الاكراد عامة في الدول الاربع ضحايا «لعبة الامم» التي حرمتهم بشكل دائم من حقوقهم في تقرير المصير. شكلت التقاطعات السياسية والجغرافية والثقافية عناصر معاكسة للطموح الكردي المشروع، وساعدت في ان يكونوا كل مرة وقودا لمعارك تتجاوز واقعهم المحلي ومطالبهم المحددة، وهو امر يشهد عليه الاتفاقات التي كانت توقع على حساب القضية الكردية. تقاطعت المصالح الايرانية العراقية في السبعينات فدفع الاكراد ثمنها، كما توافقت المصالح التركية السورية في التسعينات فكانت على حساب الاكراد ايضا، تعزز ذلك مؤخرا في تأييد الرئيس السوري علنا لهجوم تركي داخل الاراضي العرقية. ولن يكون صعبا حصول اتفاقات ايرانية تركية سورية ضد الاكراد في اي وقت. يأتي هذا الاستحضار في سياق السؤال عن الدوافع والمصلحة في اندفاع اكراد العراق الى تأييد اعمال عسكرية ضد الجيش التركي، وما اذا كانت هناك حسابات كردية للنتائج المتوقعة.
استطاع الاكراد الافادة من التطورات التي حصلت في العراق منذ تسعينات القرن الماضي. على رغم ان الاميركيين تخلوا عن الانتفاضة الكردية التي اعقبت هزيمة الجيش العراقي بعد تحرير الكويت، مما اوقع بالمجموعات الكردية خسائر بشرية ضخمة جراء القمع العراقي الوحشي،الا ان الاميركيين قدموا لاحقا للاكراد مظلة امنية مكنتهم من اعادة تنظيم منطقتهم. اتبعت الادارة الاميركية سياسة منعت بموجبها الجيش العراقي آنذاك من الاقتراب من المنطقة بما فيها تحليق طيرانه فوقها. وقدمت دعما لوجستيا للمجموعات الكردية تمكنت بموجبها لاول مرة في تاريخ الاكراد من بناء اقليم يتمتع باستقلال ذاتي وبسيطرة على الموارد الاقتصادية في منطقة سلطتهم. هكذا قامت عمليا دولة كردية مستقلة لها اجهزتها السياسية والامنية، مكنت الاحزاب الكردية من لعب دور اساسي في حكم العراق بعد الاحتلال الاميركي له في العام 2003 .لذا يبدو مستغربا ان تغطي «الحكومة الكردية» اعمالا عسكرية لحزب العمال الكردستاني ضد تركيا، في وقت يجب ان تكون مدركة ان موازين القوى الاقليمية في العراق او تركيا لا تسمح بان تتسبب هذه الاعمال العسكرية بتغيير حقيقي في وضع الاقلية الكردية في تركيا. كما يبدو مستغربا ايضا ان لا يدرك اكراد العراق المطامع التركية في ارضهم واستغلال الاتراك لفرصة البحث في تقسيم العراق للتقدم بمطالبهم التي ستكون حكما على حساب اكراد العراق.
من جانب آخر، يخطئ اكراد العراق كثيرا في المراهنة على امكان الدعم الاميركي لهم في حال تصاعد التوتر مع تركيا، استنادا الى الموقف الاميركي المكرس منذ التسعينات والمتبني قضية اكراد العراق على حساب النظام البعثي. عندما يتعلق الامر بخيار بين الموقع التركي والمصالح المشتركة مع الولايات المتحدة، سيتراجع الدعم الاميركي للاكراد وستقوم التسوية على حساب مصالحهم واستقلالهم الذي توفر لهم خلال المرحلة الماضية. لذا تبدو المصلحة الكردية ملحة في نزع فتيل الصراع والحجة التركية للدخول الى اقليم كردستان. تبدو الخطوات الكردية والعراقية اجمالا سائرة في وعي المخاطر الجدية التي قد تجعل من اكراد العراق مجددا ضحايا «لعبة الامم» فيخسرون ما بنوه وما يحلمون في الوصول اليه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
مع بوش في البيت الأبيض
د. سعد بن طفلة العجمي
الاتحاد الامارات
كنت واحداً من خمسة إعلاميين عرب قابلوا الرئيس الأميركي في البيت الأبيض الأسبوع الماضي. الإدارة الأميركية شنت حملة إعلامية مكثفة قبل زيارة الرئيس التاريخية للمنطقة. الزيارة هي الأولى من نوعها لجورج بوش كرئيس إلى كل من إسرائيل وفلسطين والكويت والبحرين، كما تشمل الإمارات والسعودية ومصر.
ملفات الزيارة الرئيسية كما قال الرئيس هي: السلام والأمن وإيران.
وهي قضايا ثلاث مترابطة، فلا أمن بلا سلام، ولا تفاهم مع إيران بلا أمن، ولا سلام من دون تفاهم على مفهوم الأمن مع الجميع بمن فيهم إيران.
أشد ما لاحظته في مقابلة الرئيس هو الحماسة التي أبداها بشأن السلام وحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وهو حماس انعكس بذكره لكلمة الدولة الفلسطينية أو الدولتين معاً 14 مرة في أثناء الحوار الذي امتد معه لمدة ساعة تقريباً.
وهنا يقول منتقدو بوش إنه تأخر كثيراً، فقد انتظر السنوات السبع الماضية من ولايتيه ليحاول أن "يصلح ما أفسده الدهر"، وهو الذي كان منتقداً لسلفه بيل كلينتون الذي دخل في صراع مع الزمن في الأسابيع الأخيرة من ولايته لتحقيق السلام. لكن مناصريه والمتفائلين يقولون إن فترة ستة أسابيع ليست كفترة سنة بقيت من عمر ولاية بوش، وهو الرئيس الوحيد الذي امتلك شجاعة الإعلان عن حق الفلسطينيين في دولة مستقلة "قادرة على أن توفر الأمن لشعبها"، كما صرح أكثر من مرة بأنه يريد أن يتحقق ذلك قبل مغادرته البيت الأبيض. فيضيف المتفائلون: ولم لا؟ "أطرد الكذاب لبيت أهله"، فليس لدينا ما يمكن عمله الآن، فلنعط الفرصة لمثل هذه الجهود لعل وعسى. المحبطون الذين ملوا من سماع "الطحن بلا عجين"، يرون أن بوش جاد وقادر، لكن من عليهم تنفيذ المهمة غير ذلك، فعباس "ضعيف" الشخصية، وأولمرت "أضعف"، وكلاهما يجابه جبهة داخلية ممزقة، فلا عباس بعرفات، ولا أولمرت برابين. لكن وجهة نظر أخرى تقول إن ضعف الرئيسين ربما يكون حافزهما الأقوى على تحقيق السلام، فهذا لإنقاذ حكومته الإسرائيلية، وذلك لتعزيز جبهته وإسكات معارضيه في المعسكر الفلسطيني.
على الجبهة العراقية، يعتقد الرئيس بوش أن الكثير قد تحقق، وهو ما تردده إدارته داخل الولايات المتحدة، مستشهدين بانخفاض معدلات العنف، وبالديمقراطية التي تحققت، لكن خصومهم يقولون إن انخفاض العنف نسبي (ستة جنود أميركيون قتلوا في العراق عشية وصول الرئيس للمنطقة)، وسبب انخفاضه التواجد الأميركي العسكري الذي سرعان ما ينهار الأمن بمغادرته. أما الديمقراطية، فهم يرون أنها عرجاء لم تحقق السلم الاجتماعي، بل حققت نصراً لطائفة على حساب الطوائف الأخرى.
بالنسبة لإيران، فإن المسألة أكثر تركيباً وتعقيداً، وانطباعي أن الحل الدبلوماسي واستبعاد المواجهة العسكرية مع إيران هما الموقف الحالي، صحيح أن الرئيس أشار إلى عدم استبعاد كافة الخيارات، لكن الحل الدبلوماسي يبدو أقرب إلى التبني من الحرب حالياً. ولعل إيران مدركة لهذه الأولويات، فقامت قبل الزيارة بأيام قليلة بالتحرش بالأسطول الأميركي في الخليج، وأطلقت صاروخين من جنوب لبنان عبر "حزب الله" عشية وصول بوش إلى إسرائيل، والرسالة واضحة: نحن هنا وهناك! فلا تظنَّ -يا بوش- أنك قادر على ترتيبات السلام والأمن في المنطقة من دون إيران، وما لم تتفاهم معنا و"تحسب حسابنا"، فلن تتقدم جهودك قيد أنملة. مربط الفرس حيث يمكن لبوش وإدارته أن يستعيد الثقة والقيادة في التأثير على أحداث المنطقة، يبدأ في القدس، ومسألة المستوطنات وحق العودة، إذا ما استطاع بوش أن يضغط على إسرائيل لحل هذه العوالق الثلاث، فالبقية تأتي!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
أهـــــداف جــولة بـوش فــي المنطقــة وتداعيــاتهــا
د. خليل حسين
اليوم السعودية
بعد سبع سنوات على ولايته، وبعد سبع جولات لوزيرة خارجيته في سنة واحدة في المنطقة أيضا، يحاول الرئيس الأمريكي تحقيق عجائب السياسة السبع أولها موضوع الدولة الفلسطينية وثانيها ما تبقى من صراع عربي إسرائيلي وثالثها التطبيع فيما رابعها يتعلق بالأزمة اللبنانية والخامسة العراقية أما السادسة الإيرانية والسابعة مزيج من الباكستانية والأفغانية باختصار حمّل الرئيس جورج بوش نفسه ما لم يحمله أي رئيس أمريكي ممن سبقه، فماذا في هذه الجولة والى أين يمكن أن تصل نهاياتها؟ في المبدأ سيل من الأسئلة التي تطرح نفسها وتبحث عن أجوبة في ثنايا الازمات التي تغرق فيها المنطقة، ومهما يكن من أمر الزيارة وتداعياتها ثمة ملاحظات يمكن تسجيلها من بينها:
- طبعا ليست الزيارة الأولى بل سبق أن سجل العديد منها وبخاصة الخاطفة وغير المعلنة، لكنها الأولى التي تشمل دولا عدة وبرامج متنوعة، وفيما كانت الزيارات السابقة نوعا من زيارات التبرير والتوضيح والدعم للسياسات الأمريكية في المنطقة تأتي الجولة الحالية في نهاية الولاية الثانية والتي تعتبر بحكم العرف مرحلة الغيبوبة السياسية للسياسات الأمريكية التقريرية والتنفيذية، فعمليا دخلت أمريكا زمن الانتخابات الرئاسية ولن يكون بمقدور احد متابعة ملفات السياسة الخارجية بما هو معلن أو بمعنى لن يكون مسموحا به اتخاذ قرارات فارقة في هذه المرحلة، وعليه إن الزيارة في أحلى توصيفاتها لن تكون بأفضل من تصنيفها كلزوم ما لا يلزم.
- تأتي هذه الجولة في خضم تراجع السياسات الأمريكية الاستراتيجية في المنطقة، وفي ظل تدهور واضح في شعبيته وانهيار حظوظ حزبه تولي الرئاسة مرة أخرى، لا يجد الرئيس جورج بوش بدا من الحراك السياسي في منطقة قابلة للبيع والشراء والاستثمار السياسي في جميع الجهات.
- وإذا كانت من بين الأهداف المعلنة للزيارة تحريك المسار الفلسطيني الإسرائيلي فهو لن يضغط باتجاه الحل المتوازن بدليل ما صرّح عنه علانية بقوله انه لن يجبر أحدا على قبول مالا يرغب به، وبطبيعة الأمر لن تكون إسرائيل موضع ضغط أو مساءلة أمريكية فمؤتمر انابوليس حدد السقف السياسي للتحرك الأميركي بإرادة إسرائيلية واضحة وبالتالي إن الجانب الفلسطيني عليه تحمل وزر التنازلات المجانية والتفاوض مع إسرائيل بهدف التفاوض ليس إلا.
- وإذا كان الهمّ الإسرائيلي هو الأبرز مع المسار الفلسطيني فان باقي المسارات لاسيما السوري واللبناني لن يكونا بأحسن حال، فالمسار السوري في هذه الجولة تحديدا استبق بحملات واسعة تحت عناوين مختلفة، ولم تتجاوز واشنطن تفسير الحضور السوري في انابوليس سوى اعتباره سلفة غير قابلة للصرف السياسي حاليا، ومن هنا تأتي الجولة الرئاسية الأمريكية كمرحلة ضغط باتجاه دمشق لتقديم جرعات إضافية لاسما في الملف اللبناني على وقع مستجدات ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
- وفي موضوع متصل تهدف الزيارة ببعض وجوهها ومواقعها إلى تشجيع الجانب العربي على التطبيع مع إسرائيل ولو دون مقابل عملي، فالصور الملتقطة في انابوليس استنفدت غاياتها وباتت أحوج ما تكون فيه إلى جرعات إضافية باتجاه تقارب عربي إسرائيلي علني يمكن أن يستخدم كإنجاز فارق في سياسة بوش الخارجية ولو في آخر ولايتها.
- وغريب المفارقات في سياسة الولايات المتحدة الشرق أوسطية ما نقلت لبنان إلى رأس اولوياتها وربما مستبقا العراق نفسه، فلبنان بات متلازما للأمن القومي الأمريكي وتحديدا الحكومة الحالية التي باتت مرتكزا أساسيا للاستراتيجية الأمريكية في هذه الفترة، إن مقاربة ما وصلت إليه واشنطن في المنطقة بات معه تحقيق أي إنجاز حتى في لبنان نصرا استراتيجيا يؤسس لمراحل لاحقة حتى بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية واللبنانية على السواء.والمفارقة الأبرز أن بدء جولة بوش بإسرائيل تترافق مع جولة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى على القيادات اللبنانية للترويج لمبادرتها على أمل أن يكون الاستثمار الإقليمي للمشروع العربي للبنان قابلا للاستثمار باتجاهات أخرى.
- إن فشل واشنطن في العراق يجعل من الجولة الرئاسية الأمريكية الهمّ الأبرز غير المعلن في استهدافات الجولة وتداعياتها، فالترميم الأمريكي لمجمل مآزقها في العراق لم يكن سوى عمليات مقايضة بملفات أخرى ذات صلة أمنية ضد قواتها، ولم تكن معالجة حقيقية لأسباب الأزمة ومؤثراتها، وعليه فإن الجولة الرئاسية من الصعب أن تقدم بدائل مناسبة لمشاكلها في العراق بل ستكون ذات طبيعة تبادلية في المنافع والملفات مع أصحاب النفوذ الآخرين في العراق.
- وربما القضية الأصعب والأبرز في الجولة هي القضية الإيرانية بملفاتها المتشعبة والمتنوعة، بدءا بملف البرنامج النووي وانتهاء بعلاقات إيران مع دول الجوار الجغرافي مرورا بالأثر الإيراني على مجمل ملفات المنطقة، وبالتالي ربما يكون هذا الملف من أعقد الأهداف غير المعلنة من الجولة، وهي بطبيعة الأمر تبدأ بالاحتواء وتصل إلى المواجهة، وفي أي حال من الأحوال لا تبدو عدة المقايضة متوازنة بين الأطراف الإقليمية والدولية الوافدة، وبالتالي فإن رؤية صورة واضحة للملف الإيراني يبدو أمرا متعذرا في هذه الجولة.
ربما الشيء اللافت الذي لم يثر أي انتباه هو تزامن الجولة مع الذكرى الستين لوعد بلفور والذي سيحتفل به الجانبان الأميركي والإسرائيلي سوية والذي سيكون علامة فارقة في الجولة والتي لن يتمكن أي إنجاز من تتويجها وفقا للمبتغى الأمريكي تحديدا. فواشنطن غاصت في عناوين مختلفة أدت بغالبيتها إلى فشل موصوف من الصعب تغطيته بأي اختراق، وتبقى الزيارة عنوانا لنهاية مرحلة رئاسية وصفها الكثيرون بمرحلة الهوّج السياسي والعسكري الدولي، على أن هذا الكلام لا يعني بالضرورة أن خروج الجمهوريين من البيت الأبيض سيشكل تغيرا جوهريا مع الديموقراطيين لاحقا، بل قدر العرب دوام المراهنة على تغيّر الرئاسات لتغيّر السياسات، فهل سينتظر العرب شيئا من هذه الجولة أم أن الانتظار سيكون سيد الموقف، إن غدا لناظره قريب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
تقليعة (أوباما) وعاصفة العراق
: جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين
فيما كانت عاصفة ثلجية تكسو جبال (السييرا) في ولاية (كاليفورنيا)، وتعاني (كينيا) في عمق افريقيا ازمة تزوير انتخابات رئاسية حصدت ارواح اكثر من (600) مواطن كيني وعشرات الألوف من المهجرين، عصفت تقليعة (اوباما) الانتخابية، وموجزها (التغيير)، بولايتي (ايوا) و(نيوهامشير) الأمريكيتين، وبات منافسوه يستعيرونها حصانا لحصد اصوات الناخبين. (اوباما)، الذي ينحدر من عائلة كينية مسلمة مازالت تمارس تربية الدجاج في منزلها الريفي، وجدته تبري الحبوب عن عرانيس الذرة بيديها المجردتين، وتحتفظ لحفيدها بصورة يظهر فيها حاملا كيسا كبيرا على ظهره، واحد ممن رفضوا الحرب على العراق، ومازالوا يرفضونها، اختار بذكاء، كاد يبكي منافسته الأساسية (هيلاري كلينتون) تقليعة (التغيير).
المواطن الأمريكي مواطن مستهلك من طراز رفيع، يمل سيارته القديمة بعد سنة او سنتين، ويضجر من جهاز التلفاز الذي اشتراه قبل اشهر اذا ما عثر على جهاز افضل واجمل واقوى اداء، ولا بأس ولا ضير عنده من تغيير (الجرل فريند) او (البوي فريند) وحتى الزوجة او الزوج بعد توافر بديل افضل. وطبعا بات يضجر من اكذوبة (التقدم في العراق) لأن وسائل الاعلام تصفعه يوميا بحقية الا تقدم هناك. ولاية (ايوا)، ونسبة المواطنين البيض فيها (94%) ، صحت على تقليعة الحفيد الكيني، وبات الجميع يريد تغييرات (كبيرة)، كما يريد ان يفعل (اوباما)، واضح الخطاب واضح الهدف) في (تغيير) البيت الأبيض الى ابيض، عكس ما فعله (بوش)، الذي لطخه بجملة من الاحباطات للمواطن الأمريكي الذي يصحو فجرا ويعمل حتى المساء وتستقطع منه الضرائب لتمويل حرب فاشلة بكل المعاني فضلا عن ارتفاع اسعار لم يتوقف قط. وبات الاعلام الأمريكي يتداول مصطلح (عامل اوباما)، الذي اسمّيه تقليعة وفقا لحقيقة ان كل ما يطرح من برامج اثناء الانتخابات الرئاسية غالبا ما يشذّب ويهذّب من قبل المؤسسات الأمريكية لاحقا، فيكون الرئيس الجديد محظوظا اذا وفى ولو بنصف وعوده للناخبين على امل خوض دورة انتخابية اخرى اذا لم تعصف به رياح خطأ او فضيحة تقعده عن جولة رئاسة ثانية لأكبر دولة في العالم. ولأن المنافسة محصورة الآن بين مرشحين من ذات الحزب للوصول الى المرشح الأفضل والأخير للحزب الجمهوري، وشعاره الفيل، والمرشح الأفضل للحزب الديمقراطي، وشعاره الجحش، فأن التنافس بين المرشحين يلد احيانا ضربات من وزن (خفيف الريشة) بين المتنافسين من مثل تعيير (اوباما) بقلّة خبرته في الكونجرس، ولكن المنافسة الأكثر ضجيجا وفضائحية ستكون بين المرشح النهائي للفيل والمرشح النهائي للجحش على كرسي الرئاسة، حيث سيطرح الحزبان كل الغسيل، وبعضه قذر بكل تأكيد، امام الناخبين. عامل العراق، او العاصفة العراقية، موجودة في صلب الانتخابات التمهيدة الحالية، اذ ما من مرشح من الحزبين لم يدل بدلوه فيها، وتراوحت كل الدلاء بين جمهوري رافض للانسحاب كما يريد السيناتور (مكين) او مرشح يفضل انسحابا بالتقسيط المريح او غير المريح للجيش الأمريكي من العراق، وبين رحيل آمن خلال عام او اكثر بقليل من قبل الديمقراطيين الذين اجمعوا على ذلك، ومنهم (اوباما) طبعا، وهذا ما بات يصفق له الناخب ايا كان تعصبه للطرفين. إذًا (فالتغيير) حاصل بكل تأكيد، ايا كانت نتائج الانتخابات، تمهيدية ام نهائية، لأن الجميع بات امام واقع قاس حدوده: ** قربة مقطوعة، حكومة (المالكي)، ينفخ بها البيت الابيض ومن خلفه الحزب الجمهوري كل ما تطاله يداه من اموال ضرائب مستقطعة من المواطنين الأمريكان لتمويل حرب بلا نهاية جاءت عارية من كل شرعية واخلاق، ومازالت تصفع المواطنين الأمريكان بجثث ابنائهم، فضلا عن صرف انظارهم وعنايتهم عن داخل يترنح اقتصاديا. ** داخل مل من اكاذيب ومماطلات ادارة اوشكت على الرحيل بحكم الدستور، محكوم بخوف ان يستمر الحال على ما هو عليه، او يتغير نحو الأسوأ، اذا جاء رئيس جديد من النمط الذي حكم لثماني سنين واسس لحرب خطأ في المكان والزمان الخطأ: العراق الذي صار عاصفة آجلة ريثما يستقر الحزبان الرئيسيان على مرشح رئاسي اخير لكل منهما، ويومذاك ستهب عاصفة العراق في الشوارع الأمريكية، وقد تكسو كل البيوت بفضائح من اثقل الأوزان في تأريخ امريكا في مستهل هذا القرن. ومن مؤشرات الأحداث، والاستطلاعات الأولية، فمن المرجح ان يفوز الحزب الديمقراطي برئاسة الولايات المتحدة، وهو الأقل تحمسا لحكومة (المالكي) ولكل ما يجري في العراق، من شمالة الى جنوبه، وكل مرشحيه وعدوا الناخبين بغسل بياض البيت الأبيض من وحول اخطاء الداخل، ووحول المستنقع العراقي . وتقليعة (اوباما): (التغيير)، ستكسو شوارع بغداد في نهاية هذا العام برداء ضيّق جدا على تجار الحروب العراقيين، قد يضعهم وجها لوجه مع الشعب العراقي الذي يعجزون عن التجوال في شوارعه الا بحماية امريكية سترحل، وفق معظم مؤشرات الحزبين الأمريكيين. ويومها (لات حين مندم) لمن باع اهله ووطنه، وتكون حقيقة التغيير الذي يطالب به الناخبون الأمريكان اليوم هي: حقيقة التغيير الذي أسسته المقاومة الوطنية العراقية التي لايتجرأ اكثر القادة الأمريكان صلافة وصراحة ان يعترف بها امام شعبه، ولكنه يعترف بها لنفسه، ولحكومة الاحتلال في بغداد بكل صراحة وصلافة.

ليست هناك تعليقات: