Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 22 ديسمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الخميس 20-12-2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
نكات العراقيين في العيد!
محمد عارف
الاتحاد الامارات
يتفق العراقيون في تسمية اليوم الأول من العيد "مصباح العيد" لكنهم يختلفون في تحديد موعده. وفي هذا تقول نكتة عراقية إن أعاصير عاتية وصواعق نارية تقاذفت مركباً وسط البحر، فقال الملاح السُّني: "القيامة قامت"!.. استدرك الملاح الشيعي: "نحن قيامتنا بعد يومين". وهذه هي الوظيفة الاجتماعية للنكات التي نشأت من التفاعل بين البشر. تذكر ذلك المجلة العلمية "نيوساينتست" في تقريرها المنشور أخيراً "حول أصل الضحك". وتنقل المجلة العلمية عن ديفيد ولسن عالم البيولوجيا في جامعة بنهامتن في نيويورك قوله "إن الاستجابة الشعورية للنكتة نشأت كمساعد للتنظيم الاجتماعي، ولعقد الصلات فيما بين أجدادنا القدماء. ولعل الدماغ البشري طوّر فيما بعد ملكات عقلية، كاللغة التي استعارت الممرات الشعورية المتصلة بالنكتة". أي أن الضحك وروح النكتة سابقان لنشوء اللغة.
ولعل هذا سبب الصعوبات التي يواجهها علماء الكومبيوتر في محاولاتهم لتطوير أجهزة كومبيوتر تؤلف النكات. فاهتمام علماء الكومبيوتر ينصب على المعالجة اللغوية، وعلى النكات اللفظية، التي تعتمد على الأخطاء اللفظية، أو اللعب بالألفاظ. تشير إلى ذلك تجارب العالم الروسي إيغور سوسلوف في "معهد كابيتسا للفيزياء في موسكو". ويذكر سوسلوف أن "لوغاريثم المعالجة اللغوية يجعل الأخطاء اللفظية حتمية". وروح النكتة في اعتقاد سوسلوف "هي طريقة الدماغ في معالجة هذه الأخطاء: استجابة شعورية سريعة تجعلنا واعين بوقوع خطأ، وتزود إدراكنا بمعلومات جديدة، وبسرعة". والوظيفة البيولوجية للنكتة، حسب تقديره "رفع كفاءة عمليات الدماغ.. نحن نضحك فيما يشق دماغنا طريقه خارج الوضع المتناقض".


تروي نكتة كردية قصيرة عن مدرس يسأل الطالب: "كم عمر والدك"؟.. يجيب الطالب: "ما أدري أستاذ.. بس الوالد من زمان عندنا"!
وقد تفسر هذه الحقيقة البيولوجية نكات العراقيين الكثيرة عن الأكراد؟ فغالباً ما تعتمد هذه النكات على أخطاء لغوية، أو سوء تفاهم لغوي، كالنكتة عن كردي سأل كردياً: "إنت شلون عرفت لاعب الكرة رونالدو اسمه صالح"؟.. أجابه: "كاكه إنت ما تسمع المعلق دائماً يقول: خطأ لصالح رونالدو"؟.. وفي نكتة أخرى يسأل الطبيب كردياً يشكو من عدم قدرته على إنجاب أطفال، عمّا إذا كان أحد من أفراد أسرته لم ينجب؟.. أجاب الكردي: "الوالد". سأله الطبيب باستغراب: "وانت منين جيت"!؟. قال الكردي: "من السليمانية". وتروي نكتة كردية قصيرة عن مدرس يسأل الطالب: "كم عمر والدك"؟.. يجيب الطالب: "ما أدري أستاذ.. بس الوالد من زمان عندنا"!
لكن نظرية سوسلوف لا تفسر سر النكات عن سكان الموصل شمال العراق. فهذه النكات لا تعتمد على الأخطاء اللغوية، بل تستهدف ما يُشاع عن حرص الموصليين على الاقتصاد وعدم تبذير النقود، كالنكتة عن موصلي ذهب لزيارة أمه بالمستشفى فوجد على باب غرفتها يافطة مكتوب عليها: "ادفعْ". قال لنفسه: "ما أزورها إلاّ لما تطلع من المستشفى"!وتركز النكتة التالية أيضاً على حرص الموصلي على عدم التبذير: سألوا موصلياً كيف يدفئ نفسه في الشتاء، قال: "أُقرِّب المدفأة مني". سألوه: "وإذا بردت كثيراً؟" أجاب: "أحضن المدفأة". و"إذا بردت كثيراً جداً؟".. قال: "اضطر أشغل المدفأة"!. وتروي واحدة من أظرف النكات بهذا الصدد عن موصلي لم يتوقف عن أكل "البرغل" يومياً خلال أربع سنوات، والتعوذ والبسملة كل مرّة قبل أن يشرع بتناول صحن "البرغل". ولم يطق الشيطان أخيراً فصاح به: "عزيزي لو تغير أكلتك لو ما تتعوذ قبل الأكل"!. والأجرُ في النكات على قدر المشقة. تشير إلى ذلك نكات العراقيين المهاجرين والمشردين، الذين يقدر عددهم بنحو أربعة ملايين. يواجه العراقيون النازحون إلى دول الجوار مشاكل كثيرة تتعلق بسمات الدخول، والإقامة والتعامل مع السلطات، وتأمين وسائل العيش. وبين النازحين إلى الأردن، والذين يُقدّر عددهم بنحو مليون عزيز قومٍ ذل، يمثلون النخبة من أطباء ومهندسي وعلماء وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال. والنكات، كالأدب، والذي يقول عنه الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر: "ليس هناك أدب تقدمي وأدب رجعي.. بل أدب جيد وأدب سيئ". وكما في الإبداع الأدبي والفني يغالب العراقيون بالنكات آلامهم. فالتقارير الأخيرة عن عودة المهجرين تثير نكاتا تعكس واقع الحال، كالنكتة عن عراقي هاجر عدة مرات بين سوريا والعراق. وطلب منه مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في دمشق أن يقرر نهائياً أين يرغب بالعيش؟.. قال العراقي: "تريد الصدق.. لا أريد أعيش ببغداد ولا بالشام.. بس الطريق رايح جاي يونّس"!
وهل هناك تعليق أصدق من ذلك على أوضاع عائدين وجدوا بيوتهم يسكنها نازحون من الداخل؟ ذكرت ذلك صحيفة "واشنطن بوست"، التي أجرت لقاءات مع العائدين، بينهم المهندس كريم سعدي هادي، الذي يعمل في مخزن للأحذية في الكرادة. قال المهندس هادي إنه عاد مع أسرته من دمشق بعد أن نفدت نقوده، ليجمع ما يكفي من المال للمغادرة مرة أخرى.
وأعتذر للقارئ العربي عن الحفاظ على اللهجة العراقية التي تعبر بشكل مؤثر عن المرارة، كما في النكتة التالية عن أردني عثر على مصباح علاء الدين السحري، وأطلق من داخله المارد، الذي وقف بين يديه: "شبيك لبيك وأنا عبد بين إيديك.. أطلب واتمنى"؟.. قال الأردني: "اريدك تطلّع كل العراقيين من الأردن". قال المارد: "ليش يا معوّد.. رحمة على أجدادك شمسوين إحنا"؟!
وتعكس روح التمرد على ذل الغربة نكتة عن امرأة عراقية شكت للقاضي زوجها العربي، الذي اعتاد على ضربها وزوجاته الثلاث بعصا غليظة كل ليلة. وعندما سأل القاضي محاميها أن يقدم العصا للمحكمة للبرهنة على ادعائها، قال المحامي: "لا أستطيع يا حضرة القاضي.. كسرتها على رأس زوجها"!
ومن أظرف نكات العراقيين المقيمين في منطقة الخليج معجم خاص بالترجمة الهندية للأمثال العربية، بينها: "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"، وترجمته بالهندية: "إزا كركر فزّه.. مافي كلام زهب"!. و"لا تمدحنّ امرءاً حتى تجربه ولا تذمنه من غير تجريب"، وترجمته بالهندية: "كلام مافي هزا نفر وايد زين وإلاّ مافي زين قبل ما يسوي". و"الذي ما يعرف الصقر يشويه"، وترجمته: "نفر ما يعرف سقر يسويه شاورمه"!
وضحكٌ مع الناس عيد. فالضحك معدٍ، حسب علماء الأنثربولوجيا، الذين وجدوا احتمال أن يضحك الناس عند سماعهم النكتة في حضور الآخرين يعادل 30 مرة عندما يسمعونها لوحدهم. ولكن ما تفسير نكات نظل نضحك لها لوحدنا بعد أيام من سماعها؟.. حدث لي ذلك مع نكتة عن طالب خشي الذهاب إلى جامعته، التي تسيطر عليها المليشيات لمعرفة نتائج امتحانه. وسأل جاره، الذي يعمل لحساب المليشيات أن يقوم بذلك. واتفق معه على ألا يعلن النتائج أمام أهله، وأن يذكر إذا كان راسباً في درس واحد: "محمد يسلم عليك"، وإذا كان راسباً بدرسين: "محمدين يسلمون عليك". وعاد الجار بالنتيجة معلناً: "كُل أمّة محمد تسلم عليك"!

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
هل وافق البارزاني فعلا على قصف جبل قنديل؟

د.محمد خلف
الوطن الكويت
تزامنت العملية العسكرة التركية المحدودة في الاراضي العراقية مع وصول وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس الى كركوك لتوجيه رسالة جديدة بمضمون قديم لموقف يرفض ويحذر من اي تلاعب بمصير المدينة حتى وان كانت عملية ضمها الى الاقليم الكردي ستجرى ضمن الاصول الدستورية وتحت رعاية الامم المتحدة.
من الواضح ان عملية التوغل، وقبلها القصف المركز للقرى الكردية الذي اثار سخط وحنق الزعيم الكردي مسعود البارزاني على الولايات المتحدة ورفضه التوجه الى بغداد للاجتماع برايس احتجاجا على تعاونها في شنها،يشير الى ان ما جرى خلال الايام الاخيرة لم يكن دون موافقة واشنطن، بل بالتنسيق مع استخباراتها الناشطة في كردستان والعراق ككل.
الصحف التركية وصفت الغارات الواسعة التي شنتها الطائرات المقاتلة التركية على قواعد العمالي الكردستاني في جبال قنديل بانها كانت في غاية الاتقان، مما يعكس دقة المعلومات الاستخباراتية التي سلمتها واشنطن للاتراك هذه المرة بغية استعادة ثقتهم واستجذاب رضاهم ومن ثم زجهم في المواقف الامريكية في المنطقة.
ونقلت وكالة الاناضول الرسمية عن مصدر عسكري قوله (ان العمليات العسكرية، هي الاولى بهذا النجاح منذ سنوات).
وكانت مصادرعسكرية اكدت ان تنفيذ القصف باستخدام 50 طائرة القت قنابل يصل وزنها الى الف كيلوغرام على مراكز وجود العمالي الكردستاني ليس في جبال قنديل فقط، وانما ايضا في حاكوك والزاب واواشين، تم بعد تلقي معلومات ان اثنين من قادة الحزب وهما مراد قرة يلان وفيمان حسين المعروف باسم بيهوز اردال، كانا هناك.
ولعل ما يؤكد التعاون الامريكي في العمليات العسكرية اشارة رئيس الاركان التركي يشار بويوك الى ان الطائرات الامريكية اخلت المجال الجوي فوق جبال قنيل لتدخلها الطائرات التركية.
وكان بويوك اشرف شخصيا على العملية العسكرية ولم يغادر مكتبه الا في الثامنة صباحا بعد ان تأكد من نجاحها وتدميرثمانية صواريخ ارض ـ جوومراكز اتصالات انترنت للمقاتلين الاكراد .
ولم يخف الكثير من المحللين الاتراك دهشتهم للعمليات، على خلفية اولا ترويج اردوغان واوساط فاعله في حزبه الحاكم لمعلومات عن قرب اصداره قانونا للعفووعودة عناصر العمالي الكردستاني دون تعريضهم للمساءلة القانونية، وثانيا،لصعوبة الطقس وسقوط ثلوج غزيرة في المنطقة بشكل لا يتيح شن مثل هذه الغارات.
الامر المؤكد هوان انقرة ارادت من هذه العملية توجيه رسالة وتحذير الى عنوان واحد،هوقيادة الحزب المحظور في قنديل بان الحل السلمي المطروح لا يعني استبعاد العمل العسكري، ومحاولة التأثيرنفسيا في المقاتلين وقياداتهم بانهم الان اصبحوا في المرمى السهل وان تناولهم لن يوقفه الثلج ولا عتمة الليل، وانهم منذ الان لم تعد هذه الجبال الموصوفة بالوعرة منيعة الى الحد الذي يمكن ان تبقى الملاذ المناسب.
هذا وفي الوقت الذي قالت فيه جريدة (حرييت) ان تركيا هي الاقوى في المنطقة، وهي اقوى من اسرائيل ) موضحة (ان هذه الامة شعارها: السلام لمن يريد السلام حتى النهاية، والحرب حتى النهاية لمن يريدها) نبهت جريدة (راديكال) الى ان هذه العملية لم تكن لتحصل وتنجح لولا التعاون مع الامريكيين والعراقيين وربما الاكراد ايضا في اربيل )لاسيما ان اردوغان قال عنهم قبل ايام انهم بدأوا يستعيدون حكمتهم .!

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
شريك مدني للجيش الأميركي

ريتشارد لوجار
وكوندليزا رايس
الوطن عمان
من غير المعتاد في واشنطن أن يأتي يوم تحظى فكرة بتأييد كاسح من الرئيس وأغلبية لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ووزارة الخارجية والقيادة المدنية والعسكرية ولكن تلك هي الحالة فيما يخص مقترح فيلق الاحتياطي المدني الذي يضم كادر متطوعين من الخبراء المدنيين الذين يمكن ان يعملوا مع جيشنا للقيام بمهام عاجلة في عمليات تثبيت الاستقرار والإعمار في فترة ما بعد الصراعات.
إن إنشاء مثل هذه المؤسسة أمر ضروري لأمننا القومي ، وعلى مجلس الشيوخ ان يجيز إنشاء هذا الفيلق فخلال العقد ونصف العقد الماضي ، تعلمت الولايات المتحدة ان بعض اخطر التهديدات على امننا القومي انما منشؤها ليس فقط الجيش وترسانات أسلحة الدول المعادية ولكن أيضا المؤسسات الهشة والاقتصادات الواهنة للدولة ذات الحكومات الضعيفة أو السيئة.
وقد تعلمنا ان أحد أهم المهام للسياسة الخارجية الأميركية في المستقبل المنظور هو دعم القادة المسئولين والمواطنين في العالم النامي من الذين يعملون على بناء دول فعالة وسلمية ومجتمعات حرة ومزدهرة .
والتعامل مع تلك التحديات مهمة المدنيين _ هؤلاء الذين لديهم الخبرة والتجربة في سيادة القانون والحكم والزراعة والتدريب الشرطي والاقتصاد والمال وغيرها من المجالات الحساسة ، ووزارة الخارجية الأميركية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية تعملان بشكل بطولي لتلبية هذه الحاجة .
على ان الحقيقة انه لا جهاز دبلوماسيا في العالم يضم وسط صفوفه كل الخبراء أو الخبرات المطلوبة لهذا النوع من العمل ، وبالتالي ، من الصومال إلى هايتي إلى البوسنة إلى كوسوفو والان إلى أفغانستان ثم العراق ، اعتمدت حكومتنا كثيرا على رجالنا ونسائنا المجندين للقيام بالمسئوليات المدنية .
ولقد ملأ الجيش هذا الفراغ بشيء يدعو للإعجاب ، ولكن هذه المهمة يمكن ويجب ان يضطلع بها آخرون فالمسئولية الأساسية لعملية الاستقرار والاعمار لما بعد الصراع لا يجب ان تقع على عاتق رجالنا ونسائنا المقاتلين وإنما على المتطوعين والخبراء المدنيين .
ولهذا السبب دعا الرئيس بوش إلى إنشاء فيلق الاحتياطي المدني التطوعي في خطاب حالة الاتحاد لعام 2007 قائلا : إن هذا الفيلق سيكون بمثابة الاحتياطي العسكري ، وسوف يخفف الحمل على القوات المسلحة بالسماح لنا بتأجير مدنيين من ذوي المهارات الحساسة للخدمة في مهام في الخارج عندما تحتاجهم أميركا وأن كلا من وزارة الخارجية والبنتاجون يدعمان هذه المبادرة .
وبالمثل اعترف مجلس الشيوخ بالحاجة إلى وجود امكانية لاعادة البناء قائمة بذاتها ، وفي العام الماضي مرر بالإجماع تشريعا لإنشاء فيلق لاعادة الاعمار والاستقرار داخل وزارة الخارجية والتشريع أمام مجلس الشيوخ من شأنه أن يأخذ خطوات اكثر لتأسيس العناصر العملياتية اللازمة لهذا العمل ومشروع القانون مكون من ثلاثة أجزاء هي :
الاول انه يدعو إلى إنشاء فيلق مهام نشط قوامه 250 فردا من المهنيين بجهاز الخارجية من وزارة الخارجة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية على ان يكونوا من المدربين مع الجيش ومستعدين للانتشار في مناطق الصراع.
الثاني هو انه يؤسس جدولا يضم 2000 متطوع اتحادي يملكون المهارات اللغوية والفنية ليكونوا صفا احتياطيا والثالث انه يؤسس فيلقا احتياطيا مدنيا نادى به الرئيس قوامه 500 أميركي من كافة أنحاء الولايات المتحدة ولهم خبرات في مجالات مثل الهندسة والطب ورسم السياسات على ان يتم تخصيصهم لعمليات نشر محددة ويمكن نشر هذا الفيلق على مستوى العالم اينما تكون هناك مصالح اميركية لمساعدة الدول الخارجة من حرب مدنية مثلا أو لتخفيف الظروف في دول فاشلة تعرض امننا القومي للخطر.
وإذا تحرك الكونجرس بشكل سريع ، قد تتمكن الإدارة من نشر فيلق إعادة الاعمار في العراق وافغانستان بيد ان الصراعات الأخرى تحمل نفس القدر من الاهمية ، وإذا كنا نريد الانتصار في الحرب على الإرهاب ، فلا نستطيع ان نسمح للدول بالانهيار أو ان تبقى عاجزة عن الحكم .
لقد شهدنا كيف يستطيع الارهابيون استغلال بلاد منكوبة بانعدام القانون وتعيش ظروفا بائسة ويجب ان تملك الولايات المتحدة الهياكل غير العسكرية الصحيحة والافراد والموارد في موضعها الصحيح عندما تحدث امور طارئة والتأخر في استجابتنا هو بالضبط الفارق بين النجاح والفشل .
ولقد خصص الكونجرس بالفعل 50 مليون دولار كتمويل اولي ، والمطلوب تفويض لانفاق هذه الأموال خاصة ان مشروع القانون هذا يحظى بدعم الحزبين ويمكن ان يتم اجازته سريعا.
على ان هذا التشريع يعيقه فرضية خاطئة مفادها ان المهمة يمكن انجازها بالافراد والمؤسسات الموجودة ومن وجهة نظرنا ، هذا لا ينسجم مع التجربة الأخيرة ولا تقييم جنرالاتنا وقائد الاركان.
وقد يكون من العبث وعدم الحصافة الاستمرار في زيادة العبء على جيشنا في القيام بمهام الاعمار واننا نحث الكونجرس على ان يقف بجانب قواتنا بمنحهم المساعدة المدنية التي يحتاجونها.

ريتشارد لوجار سيناتور جمهوري من ولاية انديانا
وكوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية
خدمة لوس انجيليس تايمز وواشنطن بوست - خاص بالوطن
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4

ما علاقة السافرات والمتبرجات بخراب البصرة؟!

عبدالزهرة الركابي
الراية قطر
في إحدي ساحات مدينة البصرة رُفعت هذه اللافتة التحذيرية الموجهة للنساء (تحذير: نحذر من التبرج والسفور، لأن في ذلك مخالفة لجميع الأديان السماوية، وقد أُعذر من أنذر)، وقبل أن نتناول موضوع انسحاب القوات البريطانية من مدينة البصرة وشيوع الممارسات الإجرامية من قبل الميلشيات بحق النساء والتي تمثلت في قتل النساء وانتشار لافتات التهديد والإرهاب بحقهن الي حد قتل معهن أطفالهن الذين كانوا يحتمون في محاولات يائسة من هذا الموت الوحشي واللاإنساني في أحضان أمهاتهم، حيث إن حال هذه المدينة التاريخية لايتيح لها الاستبشار بأهون الشرين المتمثلين في قوات الاحتلال البريطانية والميلشيات الشيعية الإجرامية التي تعيث بالمدينة إرهابا وفسادا ، ومن المفيد في هذا العيد ان نشير الي بول بريمر الحاكم الأمريكي الأسبق للعراق المحتل والذي كان أول من استخدم إسلوب المحاصصة من خلال مجلسه المنحل والسيئ الصيت، مجلس الحكم أو مجلس بريمر مثلما هو شائع ، وقد تكرس هذا الإسلوب في الحكومات الصورية والمتعاقبة علي النحو السائد بشاكلته الطائفية والعرقية، حيث كان هذا الإسلوب عاملا مهما في إثارة الاحتراب الطائفي بالإضافة الي عوامل الاحتلال الأخري.

ومن هذا، فإن عيد الأضحي في العراق أصبح مشمولا بالمحاصصة مع إنه مناسبة اجتماعية ودينية ولم يكن مناسبة سياسية أو آلية سياسية، لكن ضاحية الاحتلال العراقية واتباعها أصروا علي أن تكون هذه المناسبة أسوة بجوانب العملية السياسية ضمن اسلوب المحاصصة، حيث أعلنت حكومة المالكي أخيرا أن عطلة عيد الأضحي ستكون هذا العام ستة أيام بدلا من أربعة ، كما كان معتاداً في الأعوام السابقة، بعدما قررت أن تبدأ عطلة عيد الأضحي المبارك لجميع دوائر الدولة، الأربعاء المصادف 19-12- 2007 علي أن يستأنف الدوام الرسمي يوم الثلاثاء 25-12-2007، وأوضحت مصادر قريبة من حكومة المالكي أن هذا الإجراء يأتي من اجل تمتع الطائفتين السنية والشيعية بعطلة عيد الأضحي في العراق كل وفق توقيته ، علي الرغم من ان مثل هذا الإعلان سيضاعف من عامل التحسس الطائفي الذي من المفترض أن تخفت جذوته في هذه المناسبة علي الأقل.

ويبدو ان حكومة المالكي في إجرائها هذا اعتمدت علي ماقرره مراجع الشيعة الأربعة علي السيستاني ومحمد سعيد الحكيم واسحاق الفياض وبشير النجفي، من أن اليوم الأربعاء هو أول أيام شهر ذي الحجة، وبهذا سيكون العاشر منه المصادف الجمعة 21 كانون الأول ديسمبر الحالي أول أيام عيد الأضحي المبارك، لاسيما وان مصدرا من مكتب السيستاني أكد ذلك ومن دون أن يذكر اسمه، ليكون بالتالي العيد عيدين ، عيد للسنة يبدأ من الأربعاء وعيد للشيعة يبدأ من الجمعة، وهو أمر يثير الشجن في زحمة الشجون العراقية التي لاتنتهي.

المراقبون للشأن العراقي في هذا الصدد يؤكدون علي ان حكومة المالكي لم تكن طائفية وحسب وإنما تبنت إتجاها نحو تعميق التباعد بين أطياف الشعب العراقي الي حد تدخلها وانغماسها في تفصيلات المناسبات الاجتماعية والدينية كالأعياد أو غيرها، وهو اتجاه يدحض تشدقها بالديمقراطية التي لاتؤمن بها أصلا، واستنادا الي ان حزب الدعوة الحاكم تحت سقف الاحتلال هو من الأحزاب الدينية والطائفية التي تستغل الديمقراطية كوسيلة لتحقيق مآربها الضيقة، وهو ديدن تشترك فيه أغلبية الأحزاب الدينية والثيوقراطية بمختلف طوائفها.

وأما بخصوص انسحاب القوات البريطانية من البصرة التي كان قدرها أن تكون مثلا للخراب علي مختلف الحقب والعصور بما فيها وقتنا الحاضر، فإن الهالة الإعلامية التي سُلطت علي هذا الانسحاب تبدو مبالغا" فيها وعلي نحو تضخيمي يجانب الوقائع والأحداث الجارية والسائدة في هذه المدينة الخربة والبائسة والغنية في آن واحد، إذ ان الانسحاب البريطاني وتسليم ملف الأمن الي السلطات المحلية، هو في حقيقته مضحك ومحزن، لاسيما وأن الأمن في هذه المحافظة لم يُسجل له وجود عندما كان بإشراف الاحتلال فما بالك بعد إنحسار وانكفاء الاحتلال الي قاعدته الارتكازية في مطار البصرة؟!، وهي القاعدة الرئيسية في جنوب العراق وليس في محافظة البصرة وحسب، إذ بمقدور قوات الإحتلال الانطلاق منها مجددا والتمركز في البصرة ومحافظات الجنوب الأخري، وهذا يعني ان الاحتلال مازال موجودا مادام له حضور ميداني فوق أرض العراق، ولربما يتساءل الناس البسطاء عن مغزي هذه العملية الشكلية التي أقدم عليها الاحتلال في هذا الوقت؟، وللإجابة علي هذا التساؤل نقول إن وجود القوات البريطانية داخل المدينة لم يكن له أي أهمية أو فائدة لوجستية، لاسيما وإنها ساقطة أمنيا بيد الميلشيات.

وهذه الميلشيات تتمثل في ثلاث جماعات شيعية فرضت سطوتها وإرهابها علي المدينة وسكانها الي حد قتل النساء وأطفالهن وفقا" لشهادة أحد ضباط الجيش العراقي لمحطة تلفاز الحرة الأمريكية، والذي قال بعظمة لسانه إن الميلشيات قامت بقتل النساء وأطفالهن في أكثر من جريمة مشهودة ، والشهادة المذكورة هي غيض من فيض الشهادات التي أكدت علي إجرام ووحشية عناصر هذه الميلشيات التي تعيث بمدينة البصرة إجراما وفسادا، حيث ان ميلشيا الفضيلة تهيمن علي منشآت النفط، بينما ميلشيا فيلق بدر التابعة للمجلس الإسلامي الأعلي تسيطر علي قوات الأمن والشرطة، في حين إن ميلشيا جيش المهدي التابعة للتيار الصدري تفرض سطوتها علي الشارع البصري وفقا لعدالة الشارع التي تقوم بتطبيقها هذه الميلشيا المرعبة والتي راحت في التضييق علي النساء وإجبارهن علي إرتداء الحجاب وكذلك الإعتداء علي الطلاب والطالبات في الرحلات المدرسية، ويأتي تصريح قائد شرطة البصرة اللواء جليل خلف والذي ذكر فيه ، أن نحو 28 ميليشيا مسلحة تسيطر علي موانئ المدينة وهي مجهزة أكثر من قواته، وتنتفع من الصادرات النفطية وتستورد الأسلحة من إيران، دلالة علي غياب الأمن الذي يحاول الاحتلال وتوابعه المحليون إيهامنا بوجوده.

وعلي كل حال، يأتي تسليم الأمن المزعوم في البصرة وفقا لثلاث قراءات مختلفة من جانب الاحتلال واتباعه، الاولي بريطانية، والثانية امريكية والثالثة من الجماعات الملتحقة بركب هذا الاحتلال، إذ مع بدء البريطانيين بالتخلي عن السيطرة علي البصرة الي الحكومة العراقية، دخل المسؤولون العسكريون البريطانيون والامريكيون في تعارض حول امكانيات هذا التحرك بتقدم انموذج لاقامة الاستقرار في اماكن اخري من العراق، وقد جادل مسؤولون عسكريون بريطانيون يشرفون علي انسحاب قواتهم التي ستخفض من 7000 الي 2500 جندي بحلول الربيع، بأن الانسحاب من مركز مدينة البصرة في شهر أيلول سبتمبر الماضي ، قد فرض ضغوطا علي المكونات الشيعية المتنافسة للتصالح، وانخفض العنف بشكل دراماتيكي في المدينة العراقية الثانية من حيث الحجم، ولكن مسؤولين عسكريين امريكيين كباراً قالوا لصحيفة لوس انجلوس تايمز، بأنهم يبقون متشككين بالمزاعم البريطانية بان هذا التحرك قد حقق نجاحا" يمكن ترويجه في مناطق اخري، واشاروا الي الاختلافات بين التكوين العرقي في محافظات الجنوب واماكن اخري.

وقال احد المسؤولين العسكريين البريطانيين، ان موظفين مدنيين من البنتاغون زاروا مدينة البصرة مؤخرا ليروا ان كان بالامكان الاستفادة من دروس الانسحاب منها ، وقال مشترطاً عدم الكشف عن هويته، ان المسؤولين الامريكيين عادوا بانطباع مؤثر ورجحوا بانه قد يكون مؤثرا علي الاسلوب الامريكي في مناطق اخري في العراق، لكن مدير عمليات القوات الامريكية في العراق الجنرال ادريانو قال ان البصرة بسبب تكوينها الشيعي الكبير تختلف عن مناطق وسط وشمال العراق والتي لاتزال تعاني من العنف الطائفي بين الشيعة والسنة، وأضاف البصرة تشهد صراعا شيعيا - شيعيا ، وسنتعلم بعض الدروس، ولكنها لن تكون بالضرورة كافية، لكي تترجم بالكامل الي بقية اجزاء العراق.

وفي هذا السياق يعتقد معلقون في المنطقة أن انسحاب القوات البريطانية من مدينة البصرة وبغياب الأمن فيها، سوف يفسح المجال لإيران كي تعزز نفوذها ليس في المدينة وحسب وإنما في عموم محافظة البصرة، خصوصا وإن الميلشيات التي بيدها الأمن فعليا والتي تتزود بالسلاح من ايران هي أكثر عديدا وعدة من قوات الشرطة والجيش، وأفضل دليل علي ذلك بالنسبة لسيطرة الميلشيات، هو إن ميناء أبو فلوس الذي يُعد أهم ميناء لتهريب النفط العراقي لاتجرؤ قوات الحكومة الشكلية علي دخوله والتحكم بجوانب الأمن فيه.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
هل العراق بلد مُقفر، وهشٌّ؟

/ د. عبدالله إبراهيم
الراية قطر
يتذكر كثيرون المشهد المتكرر الذي لا ينسي طوال خريف وشتاء عامي ،1990 و2003 مشهد قوات المارينز الأمريكية التي كانت تتحشد في المناطق الصحراوية أقصي شمال شرق الجزيرة العربية، استعدادا لاجتياح العراق، إذ يظهر الجنود، ودباباتهم، وطائراتهم المروحية علي خلفية من كثبان الرمال المترامية، وخيم البدو، ثم لا تلبث أن تنبثق قطعان الجمال بأعناقها الطويلة، وهي تمر خلال الحشود العسكرية، فتختلط الدبابات بالجمال في مشهد سوريالي غريب في تركيبه، وفي إيحاءاته الرمزية.

كانت تلك صورة رومانسية مغرية لكثير من الغربيين المهووسين بالصحاري، والجمال، أي بعدم وجود أي مظهر مدني سوي أرض خلاء إلا من دواب ضخمة، ورجال ملثمين، ورياح، وهي صورة ركزت عليها وسائل الإعلام خلال حربي الخليج الثانية والثالثة، وجري تسويقها الي مجتمع خلف البحار مغلق علي نفسه، حيث الرحلة الي الصحراء أمنية، بل مغامرة مدهشة، فالمارينز، كما ارتسم أمرهم في تلك الصور الترويجية، لم يكونوا في مهمة عسكرية لتخريب بلاد كاملة، واحتلالها، إنما يخيمون في رمال تمخرها الجمال، وتشرق فيها الشمس ساطعة، وتلك هي الصورة الاستيهامية التي رسمتها المخيلة الاستشراقية، فالحملة الأمريكية صورت علي أنها مغامرة في مناطق عذراء، وهي نزهة في بلاد خالية، والاشتراك فيها يكسب المرء ذكري استثنائية، ذكري افتراع بكارة عالم بدائي، والاستمتاع به.

هذه الصورة المزيفة التي جري تركيبها بقصد ثقافي كانت تهدف الي تكريس فكرة محو غني العراق الثقافي والبشري والاقتصادي، وحرف الانتباه عن الهدف الأساس للحملة العسكرية، وطوال فترة الحملتين الأمريكيتين لم يقع التركيز أبداً علي الجانب الثري في العراق، إنما كانت البلاد تختزل الي مساحة فارغة، وخراب شامل، وجماعات قبلية ومذهبية متنازعة، باختصار لقد جري تسويق صورة بلاد هشة، ميتة، وقاحلة، وقد جاء الأمريكيون لبعث الحياة فيها، واستعمارها، أي إعمارها.

النظر الي العراق علي أنه صقع جرداء، وأرض بلقع، تكرس في كثير وسائل الإعلام الأمريكية منذ أزمة الكويت، لتبرير غزوه، وكسر شوكته، ففي مقالة ظهرت في عدد الشتاء لعام 1991 في مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية، وهي مجلة مرموقة ونافذة في الأوساط السياسية الأمريكية صاحبة القرارات الحاسمة، وصف العراق بأنه أرض جافة هشة، وبلد حدودي بين فارس والجزيرة العربية، بلد لم يزعم لنفسه نصيباً من الثقافة، والكتب والأفكار الجليلة .

ورد هذا النص في سياق حديث شامل عن العراق، وفي طبيعته السياسية، والتاريخية، والثقافية، والشبرية، وذلك النص نموذج من نماذج كثيرة جري دفعها في سياق التحليلات الخاصة بالعراق، لترسم في ذهن صاحب القرار أن تلك البلاد هامشية، وتابعة، ولا جذر لها، باختصار لقد وقع تجريد العراق من أهميته الرمزية، واستبعدت سماته الحقيقية والواقعية، واستبدلت بصور نمطية تلبي حاجة كثير من الغربيين في تخيل الشرق علي أنه فضاء خال من القيمة، ومفتقر لكل شيء ذي قيمة.

وقد علق إدوارد سعيد، في كتابه الشهير الثقافة والإمبريالية علي ما ورد في ذلك النص، بقوله أطفال المدارس يعرفون أن بغداد كانت كرسي الحضارة العباسية، وذروة ازدهار الثقافة العربية بين القرنين التاسع والثاني عشر، الثقافة التي أنتجت أعمالاً أدبية ما تزال تقرأ اليوم أسوة بشكسبير ودانتي وديكنز، وأن بغداد، كمدينة عاصمة، هي احد المعالم العظيمة للفن الإسلامي. واضافة، فإنها المدينة التي حدث فيها، الي جانب القاهرة ودمشق، الانبعاث والتجدد العربي في الأدب والفن في القرنين التاسع عشر والعشرين. ولقد أنجبت بغداد خمسة علي الأقل من أعظم الشعراء العرب في القرن العشرين، كما أنجبت دون أي مجال للتساؤل معظم كبار الفنانين، والمعماريين، والنحاتين العرب.. والايحاء بأن العراق ومواطنيه لا علاقة لهم بالكتب أو الأفكار يعني أن المرء مصاب بمرض نسيان سومر، وبابل، ونينوي، وحمورابي، وآشور، وكل المعالم العظيمة للحضارة القديمة لبلاد ما بين النهرين، ولحضارة العالم التي مهدها هو العراق. وأن يقول أحد بهذه الطريقة القطعية غير المقيدة إن العراق أرض جافة هشة، بما يوحي به ذلك من قحط، وبوار شاملين، هو أن يظهر جهلاً سوف يخجل من إظهاره طفل في مدرسة ابتدائية. تري ما الذي حدث للأودية الخضراء الخضيلة لدجلة والفرات؟ وما الذي حل بالحقيقة العريقة: حقيقة أن العراق، بين بلدان الشرق الأوسط كلها، كان دائماً وما يزال، أخصبها الي حد أقصي؟ (ص 353 - 354).

يراد اختزال العراق الي حالة طارئة، ورسم صورة عارضة له في سياق التاريخ والثقافة، والواقع فإن النزوع الاستعماري يقوم علي تراث غزير من تزوير الحقائق كلما تعلق الأمر بالاستعداد لغزو بلد، والأرشيف الهندي في إسبانيا يكشف منذ مطلع القرن الخامس عشر الكيفية التي يجري بها تصوير البلاد التي تنشأ رغبة لاحتلالها علي أنها خالية، ومهجورة، وينبغي إعمارها وإحياؤها من مواتها. حدث ذلك خلال خمسة قرون من الحملات الاستعمارية في كل مكان في العالم تقريباً، والآن يجري تنشيط مضمون ذلك التراث، بطريقة بشعة، ففي بلاد توصف بأنها خالية إلا من جماعات بدائية محتربة لا خيار إلا دعوة أمريكا لبسط نفوذها لإعمار ذلك الخلاء، وضبط تلك الفوضي فيه!!.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
وداعا (عام الخنزير) لا أهلا (عام الفأر)

جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين
يحتضر (عام الخنزير العراقي) لتتفتق ايام (عام الفأر) بديلا عنه، حسب توصيفات الصين لأعوامهم التي طابقت اعوامنا (النموذجية) في عالم الديمقراطية. ومن منجزات (عام الخنزير) نختار بضعة للذكرى وللتذكير، آملين ان تحتذى وتنتعل من دول الجوار حتى سابعها، ومن دول العالم من أولها الى آخرها. *** يتداول العراقيون مثلا ساخرا عن خطورة قيادة الدراجات البخارية، (الماطور)، فيقولون: (لا أغبى ممن يسوق «الماطور« الا من يركب خلف السائق!). وتشير الأحداث في العراق المحتل إلى ان عميد تجار الحروب الخاسرة قد أوكل مهمة سياقة (الماطور) العراقي نحو جهة مجهولة لأفضل السوّاق المستأجرين من قبله (المالكي) ثم ركب خلفه غير آمن ولا مطمئن،

وبعد مناورات ومداورات عدّة اتفق السائق الأجير على بيع الراكب المؤجّر (كل ما لا يمتلكه على الأرض) مقابل (الماطور) فاشترى الثاني ما عرض عليه وهما يطيران على مضمار سباق تشير يافطة النهاية الى: (هنا المقاومة الوطنية). *** بعد تتويج العراق (أفسد دولة في الشرق الأوسط)، تبين وعلى ذمّة (عباس البياتي) عضو (لجنة الأمن والدفاع) في مجلس نواب (كوندي)، ان عديد افراد القوات الأمنية في العراق قد بلغ ــ وقولوا ما شاء الله ــ: (1.4) مليون منتسب، بمعدل حارس أمن واحد لكل (27) مواطنا عراقيا وهي اعلى نسبة عسكرة مجتمعات في العالم، وتبدو (صورة القرد جميلة في عين امّه) الأمريكية، اذا اردنا (للأمن!!) العراقي ان يتحقق، ولكن مازالت (واشنطن) و (طهران) تريان ان قوات الأمن العراقية ــ حاملة راية حاميها حراميها ــ غير قادرة على السيطرة على العراق، طبعا لتجديد الاحتلالين من جهة، ومن جهة ثانية أهم واكثر إيلاما لعملاء الاحتلال، وهي ان كل هذه الكتلة المتكونة من (1.4) مليون ذيل ورجل وعين للاحتلالين تقف عاجزة ذليلة مرعوبة ابدا من.. المقاومة العربية العراقية. *** سفارات العراق المكرّدة ــ من كردي ــ اشتهرت بنشاطها (الوطني) لتكريد العراق، وتفوقت من بينها سفارة (هوش يار زي باري) في (استوكهولم) لأنها نجحت في توزيع (260) الف جواز سفر مزوّر عدا شهادات الجنسية (العراقية)، حسب الشرطة النرويجية وجريدة (مترو) السويدية التي نشرت الخبر، وطريف الأكراد المستوردين الى شمال العراق، حسب المصدرين الأوروبيين ــ غير عربيين ولا اسلاميين ــ انهم سيتكلمون الكردية بلهجات ايرانية وتركية وسورية ولبنانية غير مفهومة للمستورد الأصلي. وواضح ان السيدين (الطالباني) و(البرزاني) يريان في (مملكتهما) كردستان أرضا (لشعب كوندي المختار) يحق لهما ان يستوردا لها اكرادا من شعوب الارض، على غرار ارض شعب الله المختار في اسرائيل. و(ما فيش حد احسن من حد)!!. *** (600) شخصية عراقية، مهجنة في معامل (كوندي) لتعليب القادة المحليين (للفوضى الخلاقة)، من اروقة (اياد علاوي) وبقية الشلّة الباصمة على (قانون إدارة الدولة الذي اعدّه محام صهيوني مبتدئ وأقرّه نبي اللصوص المحليين (بريمر)، أرسلوا استغاثة لولي امرهم وباني ارصدتهم ومالك ازرار الأنوار لوجودهم يطلبون منه العون ضد (النفوذ الايراني) في العراق وانتشار (الفاشية الدينية) التي سبق ان أسسوا لها باصمين باسمين، ولكن (الفاشية الدينية) استبعدتهم بالتعاون مع امريكا على برنامج استبدال الوجوه، ولما طالت فترة تغييبهم اصيبوا بمرض (حب الوطن) فجأة، ومن اهم اعراضه إسهال الاستغاثات، على مضمار السباق في تنافس الحرامية لنهب ما تيسّر من ثروات العراق. يريدون العودة للحكم. حان دورهم. ولكن هؤلاء (المنكوبين) يطلبون العون في الوقت الضائع ممّن لا معين له ولا عون يرتجى منه في اواخر ايام حكمه. ولله في الحمقى شؤون. *** (مقتدى الصدر)، شبه الأمي، الذي بدأ (ثائرا) ضد الاحتلال، ثم انتهى شريكا في حكومته ومازال، ومر بأدوار وأطوار ابرزها أخذ ثأر الشهيد الإمام (الحسين) رضي الله عنه من (العامّة) العرب السنة، الذين قتلوه بعد احتلال العراق (2003) من دون ذنب ــ ولا خطأ في التاريخ رجاء ــ وأتحف الدنيا بشعار (يا لثارات الحسين!!) وبمثال (ابودرع) وغيره من (الصدريين الأبطال) ضد العراقيين فقط، عاكف معتكف على (الدراسة) لنيل (شهادة دينية اعلى). قبل الاحتلال لم ينل مقتدى اي شهادة دراسية تذكر، وقبل ايام ظهر بدرجة (حجة الاسلام والمسلمين)، وبعد ايام سيظهر بدرجة اعلى وهو مختف، لا في العراق ولا في ايران، ويبدو انه سينال الشهادة من جامعات (نيودلهي) او (بوركينا فاسو) اسوة بالألوف من حملة الشهادات العليا المزورة التي يمكن الحصول عليها خلال دقائق من سوق (مريدي)، المجاور (لمدينة الثورة) سابقا و(الصدر) حاليا. *** اخذت النخوة (عمر فتاح)، المخطط الاستراتيجي الخطير (لمملكة كردستان)، فعرض على عميد الحمقى و(هدية الله) لحرامية العراق صفقة مماثلة لصفقة (المالكي): بيع ما لا تمتلكه كردستان لأحمق يدفع ثمن ما لا يمكن له ان يمتلك، وعلى (ماطور) كردي في هذه المرة. والصفقة قيد الدرس، وقد تعلن نتائجها في عام الفأر القادم. مبروك سلفا لكل الفئران.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
واشنطن وطهران... ومرحلة التفاوض السياسي

وليد نويهض

الوسط البحرين

زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الخاطفة إلى مدينة كركوك بعد يومين من تسليم البصرة إلى السلطات الأمنية العراقية وبدء تنفيذ القوات التركية هجمات جوية وبرية محدودة في شمال العراق، جاءت في وقت بدأت تشهد المنطقة متغيرات في التحالفات والأولويات.

الزيارة يمكن وضعها في ترتيب سياسي مغاير لتلك الجولات المكوكية التي حصلت طوال العام الجاري وضربت رقماً قياسياً في عددها من دون أن تعطي الثمار المتوقعة منها. الجديد في طبيعة الزيارة الأميركية الأخيرة يمكن قراءة بعض تفصيلاته في مجموعة ملفات ساخنة لاتزال حتى الآن عرضة للتفاوض والتقلبات الدولية والإقليمية.

الملف النووي الإيراني دخل منذ فترة في منعطف مختلف بعد صدور تقرير أجهزة المخابرات الأميركية عن الموضوع. فالتقرير أغلق الباب أمام خيار القوة (الحل العسكري) والخيار الدبلوماسي (عقوبات إضافية يفرضها مجلس الأمن الدولي). وحين تغلق الطرقات أمام الخيارين (القوة أو العقوبات) يصبح الخيار الثالث هو المرجح. والحل الثالث يقتصر على باب واحد هو التفاوض السياسي مع إيران.

اضطرار واشنطن إلى اعتماد خيار التفاوض السياسي مع طهران وضع دول المنطقة أمام وقائع ميدانية قد تترك انعكاساتها على الأولويات الدولية والإقليمية سواء على مستوى مجلس الأمن أو الاتحاد الأوروبي أو روسيا الاتحادية أو دول «الشرق الأوسط».

التفاوض يعني إعادة فتح أبواب مغلقة مقابل إغلاق الأبواب المفتوحة. وهذا المعطى الجديد يفسر دوافع الزيارة الخاطفة التي قامت بها رايس إلى مدينة استراتيجية وغنية بالنفط وتشكل قاعدة عسكرية أمامية للقوات الأميركية المحتلة.

كركوك تعتبر الآن نقطة تجاذب إقليمية وعراقية ومنها يمكن قراءة الكثير من الاحتمالات المتوقعة في المستقبل القريب. فهذه المدينة معقدة في ديموغرافيتها السكانية (عرب، أكراد، تركمان) ومتداخلة مذهبياً (سنة وشيعة) ومحاطة بشبكة من الآبار النفطية التي تتحرك فيها نزاعات عشائرية منقسمة وموزعة على انتماءات طائفية وأقوامية ودينية. وبسبب هذه الطبيعة المركبة للمدينة ومداخلها ومحيطها توافقت القيادات السياسية والميدانية العراقية على تأجيل الاستفتاء على هوية كركوك ستة أشهر بعد أن كان الموعد المقرر سابقاً في 31 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

تأجيل الاستفتاء على هوية المدينة جمد مؤقتاً انفجار الوضع الداخلي، ولكنه لم يعطل إمكانات حصوله في وقت لاحق. فالتوتر الذي تشهده كركوك بسبب التغيير القسري لهويتها الدينية والقومية، سيعاود الظهور بعد فترة وخصوصاً إذا أدى «التفاوض السياسي» الأميركي - الايراني إلى ترتيب علاقات ثنائية قد تؤدي إلى تعديل هيئة العراق وتوازناته. وربما تكون هذه المخاوف المفترضة عززت ذاك الدافع للتحرك التركي في شمال العراق.

الهجمات التركية الجوية والبرية المحدودة التي استهدفت مواقع عسكرية لحزب العمال الكردي التركي في الشمال تزامنت مع تحولات ميدانية ولوجستية حصلت في الجنوب. وتوقيت الهجمات المحدودة في الشمال مع عملية التسلم والتسليم في البصرة يعطي ذاك الانطباع عن وجود مخاوف تركية من احتمال حصول متغيرات جيوبولوتيكية (جغرافية سياسية) قد تحصل تحت مظلة التوافق المفترض بين طهران وواشنطن بشأن الملف العراقي.

التحرك لم يقتصر على الجانب التركي وإنما ظهرت بوادره في إسراع روسيا وتزويدها إيران بدفعة أولى من مواد مخصبة لتشغيل مفاعل بوشهر جزئياً. فموسكو كما يبدو تخوفت من احتمال انفتاح واشنطن على طهران والدخول معها في تسويات تشتمل ملفات حيوية في العراق والخليج والمنطقة العربية. وتحرك الكرملين يرسل إشارة إلى وجود قراءة روسية لمتغيرات قد تظهر قريباً في دائرة «الشرق الأوسط» وتحديداً بعد انتهاء جولة الرئيس الأميركي جورج بوش المقرر حصولها بين 8 و16 يناير/ كانون الثاني المقبل.

إلى التحرك التركي (العسكري) باتجاه العراق والروسي (النووي) باتجاه إيران حصلت أيضاً تحركات واتصالات ولقاءات ودعوات عربية مختلفة سابقة ولاحقة نحو طهران. فبعد أن شارك الرئيس الإيراني للمرة الأولى في افتتاح قمة دول مجلس التعاون الخليجي، لبى أيضاً للمرة الأولى دعوة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين للحج وقضاء عيد الأضحى في الأراضي المقدسة. وبين المشاركة في القمة الخليجية وتلبية دعوة الحج زار وفد دبلوماسي مصري رفيع المستوى طهران وتم البحث رسمياً للمرة الأولى في إعادة فتح سفارتي البلدين في العاصمتين بعد انقطاع دبلوماسي امتد أكثر من ربع قرن.

معطيات وقنوات

كل هذه المؤشرات تدل على وجود معطيات جديدة دخلت على خط القنوات الدبلوماسية وبدأت ترسم جدول أولويات في العلاقات والتحالفات الثنائية وربما الإقليمية والدولية. ومصدر كل هذه الإشارات الضوئية الحمراء والصفراء والخضراء هي تلك المتغيرات التي أخذت تضغط على واشنطن وتدفعها باتجاه رسم خريطة طريق جديدة لمنطقة «الشرق الأوسط».

إدارة واشنطن تعرضت في السنة الماضية إلى هزات سياسية زعزعت قناعات أيديولوجية كان الرئيس بوش يعتمدها في رؤيته للعالم. فهذا الرئيس «المختار» تلقى صفعة في الانتخابات التشريعية النصفية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 أدت إلى توليد سلطة موازية في الكونغرس تشاغب على قراراته. بعدها تلقى صفعة سياسية من تقرير بيكر - هاملتون والتوصيات التي نصحته بإعادة تدوير علاقاته واتصالاته في «الشرق الأوسط». فالتقرير السياسي الذي صدر قبل أكثر من سنة وبعد الانتخابات النصفية مباشرة أربك واشنطن داخلياً ووضعها أمام تجاذبات محلية عطلت على الرئيس التفرد بخطواته وقراراته على امتداد سنة 2007.

الآن شارفت السنة الميلادية على الانتهاء. وقبل دخول الرئيس «المختار» عامه الجديد تلقى صفعة من تقرير المخابرات الأميركية المشتركة والخلاصات التي توصلت إليها بشأن توقف الجانب العسكري في المشروع النووي الإيراني عن العمل منذ العام 2003.

خلاصات المخابرات التي عززت صدقية تقرير محمد البرادعي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) قطعت الطريق أمام واشنطن وعطلت على الرئيس إمكانات الدفع باتجاه الحل الدبلوماسي (العقوبات) والحل العسكري (توجيه ضربة جوية) وبات على الإدارة الأميركية اختبار الخيار الثالث: التفاوض السياسي.

التفاوض السياسي لا يعني إطلاقاً أن الملفات الساخنة دخلت منطقة البرودة وأصبحت في طريقها إلى الحل. فالمسألة معقدة وليست بسيطة إلى هذا الحد. التفاوض يعني فتح ملفات مغلقة وإغلاق ملفات مفتوحة، الأمر الذي يفترض معالجتها ضمن جدول أعمال يعتمد أولويات لا تتجانس بالضرورة مع السياسات التي كانت تلجأ إليها موسكو وواشنطن وطهران ودول الجوار في حالات سابقة. ولهذه الأسباب يمكن فهم تلك المخاوف التي ظهرت في مختلف الميادين. تسليم البصرة للقوات الأمنية العراقية الذي جاء بعد تقرير المخابرات، حرك النشاط العسكري التركي في الشمال، واستعجل موسكو لتسليم دفعة مخصبة لتشغيل مفاعل بوشهر جزئياً، وأثار العصبيات في كركوك... وربما يكون ساهم في تأخير الانتخابات الرئاسية في لبنان وتأجيل التفاهم بين «فتح» و «حماس» على رغم تلك الإشارات الملفتة التي أرسلت من سورية حين قررت دمشق المشاركة في «مؤتمر أنابوليس».

زيارة رايس الخاطفة إلى مدينة كركوك يمكن وضعها في إطار متغيرات جديدة بدأت تظهر في طبيعة العلاقات الدولية والتحالفات الإقليمية. فالمتغيرات ترتكز على معطيات مغايرة للمرحلة السابقة التي يبدو أنها انتهت بصدور تقرير المخابرات الأميركية المشتركة. والزيارة التي قامت بها رايس إلى العراق وبعض عواصم المنطقة تمهيداً لجولة بوش في مطلع السنة المقبلة تشكل علامة لافتة في سياق متغير يمكن رؤية عناوينه وتفصيلاته في فترة «التفاوض السياسي». التفاوض بدأ ولا تعرف نهاياته وملفاته وفترته والنتائج المتوقعة من تجاذباته الدولية واستقطاباته الإقليمية.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
العنف يعود إلي العراق

مكرم محمد أحمد
الاهرام
مثل بركان خامد لايزال يغلي باطنه‏,‏ يعود العنف ليشتعل من جديد في العراق‏,‏ ومع الأسف لم تنجح حكومة المالكي في استثمار فرصة الهدوء الأمني الذي أعقب زيادة عدد القوات الأمريكية في العاصمة العراقية‏,‏ في إنجاز مصالحة وطنية‏,‏ ترسخ الاستقرار الأمني في هذه المناطق وتعزز وحدة الشعب العراقي‏,‏ في الوقت الذي بدأت فيه قوات الأمن العراقية في تسلم مهامها الأمنية في عدد من المناطق من قوات التحالف الدولي‏,‏ خصوصا في منطقة الجنوب الشيعي بعد انسحاب القوات البريطانية المستمر من المنطقة‏,‏ وبسبب تأخير جهود المصالحة الوطنية ظل التحسن الأمني محاصرا في نطاق جهد تكتيكي موقوت‏,‏ لا يسانده عمل سياسي يقضي علي جذور العنف‏,‏ ويقلل من نزوع طوائف العراق‏,‏ خصوصا الشيعة والأكراد‏,‏ إلي الانفصال في ولايات شبه مستقلة تحاول كل منها السيطرة علي مواردها البترولية‏,‏ ويعيد إلي الدولة المركزية قدرتها علي الحفاظ علي وحدة الشعب العراقي‏.‏

وعندما قبلت عشائر العرب في منطقة الوسط الإسهام مع قوات التحالف في تقليص نفوذ القاعدة ومطاردة مقاتليها خارج ولايات ديالي والأنبار وصلاح الدين لم ترحب حكومة المالكي بهذا الجهد‏,‏ وأبدت اعتراضها علي تسليح عشائر العرب‏,‏ وحاولت حصار التجربة وإفشالها‏,‏ ولهذه الأسباب ظلت الميليشيات العسكرية لكل الأطراف تنتظر اللحظة المواتية لاستئناف أعمال العنف‏,‏ وهذا ما حدث أخيرا‏,‏ عندما تصاعدت أعمال العنف في بغداد وعدد آخر من مناطق العراق‏,‏ وبدأت الحرب الطائفية تخيم من جديد علي مناخ البلاد‏,‏ وعادت ظاهرة اكتشاف جثث القتلي المجهولين الذين تختطفهم الميليشيات الطائفية ليلا وتنفذ فيهم حكم الإعدام وفقا لهويتهم الطائفية‏,‏ وتلقي بجثثهم في الشوارع فجرا‏,‏ كما عادت ظاهرة الميليشيات الشيعية التي تتخفي في زي الشرطة الرسمي لترتكب جرائمها في حق السكان السنة‏,‏ وزاد علي ذلك انفجار الصراع بين ميليشيات الزعيم الشيعي مقتدي الصدر وميليشيات المجلس الأعلي للثورة الإسلامية التي تتبع منافسه الزعيم الشيعي عبدالعزيز الحكيم صراعا علي السيطرة علي المناطق التي تخليها القوات البريطانية في الجنوب‏,‏ برغم العلاقات الوثيقة التي تربط الاثنين بإيران‏.‏

وما حدث أخيرا في مدينة العمارة حيث انفجرت ثلاث سيارات مفخخة أودت بحياة العشرات في غضون خمس عشرة دقيقة يؤكد المخاوف من اتساع الحرب الشيعية ـ الشيعية في الجنوب‏..,‏ ولا يقل خطرا عن ذلك الآثار العنيفة التي ترتبت علي استجابة العراقيين في المنفي لنداء العودة الذي أطلقته حكومة المالكي لأكثر من مليون ونصف المليون عراقي هاجروا إلي سوريا كي يعودوا إلي بلادهم‏,‏ دون اعتبار لما سوف يترتب علي عودة هؤلاء المهاجرين‏,‏ الذين وجدوا أنفسهم في العراء بلا مأوي نتيجة استيلاء الميليشيات الشيعية علي دورهم في عمليات تطهير الأحياء الشيعية التي كان يسكنها أقلية سنية‏,‏ الأمر الذي دفع قائد قوات التحالف إلي أن يطلب من حكومة المالكي وقف هذه العودة‏,‏ لأن‏30%‏ ممن عادوا في الفوج الأول وجدوا مساكنهم مأهولة بسكان آخرين‏,‏ الأمر الذي زاد من فرص الصدام الطائفي‏,‏ وحتي الآن لا تعرف حكومة المالكي ما الذي يمكن أن تفعله لأكثر من‏4‏ ملايين عراقي هاجروا إلي داخل العراق وخارجه استولت الميليشيات الشيعية علي مساكنهم لتعطيها لآخرين من الطائفة الشيعية‏.‏







ليست هناك تعليقات: