Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 12 أبريل 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 10-04-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
الخراب الاقتصادي والجوع هدية بوش الأخيرة للعالم
عبد الله نصار
الجمهورية مصر
قبل أن يغادر الرئيس الأمريكي جورج بوش البيت الأبيض في نهاية العام الحالي ترك ميراثاً ثقيلاً للأمريكيين والعالم يتمثل في عنوان القلق والتوتر والخراب الاقتصادي والجوع الذي امتد إلي كافة دول العالم...
كساد وركود أو تباطؤ. وكلها مسميات تعني أزمة خطيرة للاقتصاد الأمريكي والذي يلحق الضرر بكل العالم...
وتدهور الدولار إلي أدني مستوي له منذ السبعينيات وأصبح يعادل مائة ين ياباني وارتفع إلي نحو 1.5 دولار لليورو الأوروبي..
وأزمة القطاع العقاري الأمريكي ستكلف الاقتصاد العالمي عشرات المليارات وبدأت تدفع بنوكاً وشركات أمريكية وعالمية إلي الإفلاس.
والبنوك المركزية حول العالم لا تزال تحتفظ بأرصدتها بالدولار الذي تتراجع قيمته وربما يصبح يوماً ما أقل من قيمة الورقة المرسوم عليها الدولار ذاته!!
وارتفعت أسعار الحبوب وقفزت أسعار البترول. ولو امتدت مغامرات الرئيس جورج بوش إلي آخر مايسعي إليه قبل الرحيل وهو ضرب إيران فإنها ستكون القشة التي تقصم ظهر البعير الأمريكي وتؤدي إلي دخول العالم في أزمة تماثل ما جري في الثلاثينيات من هذا القرن...
وهدايا الخراب والدمار من أفغانستان إلي العراق لا تتوقف من الإدارة الأمريكية ولم تقتصر علي ما يري في هذه المناطق وغيرها من بؤر العنف والتوتر التي صنعتها الولايات المتحدة الأمريكية تحت مظلة مكافحة الإرهاب.. وحماية أمن المواطن الأمريكي..
ولم يقتصر الخراب علي مانال العراق وأفغانستان رغم إصرار الإدارة الأمريكية علي البقاء حتي ولو كانت هناك محاولات رفض واستياء.. ولكن الأهم هو الخراب الاقتصادي الذي يطرق أبواب كل دول العالم ومنذ شهر ديسمبر الماضي و37 دولة تواجه أزمة غذاء.. و20 دولة أخري حاولت فرض نظم للرقابة علي السلع الغذائية لأن الاقتصاد الأمريكي ينهار.. وهذه المصيبة والتضخم يزحف وبشدة علي كل دول العالم.. وحتي المحاولات من الصين والهند لفك الارتباط بالاقتصاد الأمريكي لتخفيف حدة الركود والكساد العالمي لم تفلح حتي الآن...
وأسعار الطاقة والنفط ترتفع والأداء السييء للاقتصاد الأمريكي تمتد آثاره علي كل دول العالم ولم يعد داخل حدودها رغم أن المواطن الأمريكي لم تتحسن أحواله المعيشية منذ سنوات وستزيد الأوضاع تدهوراً..
ويحدث كل هذا.. والرئيس الأمريكي جورج بوش يغادر البيت الأبيض في نهاية هذا العام تاركاً للعالم والأمريكيين أسوأ الهدايا وهي الخراب والدمار الاقتصادي والجوع ويتزايد الخراب والدمار وتشتد حدة الجوع بسبب سياسات أمريكية زرعت الخراب والدمار وسوء الأحوال في كافة أنحاء العالم وفي أمريكا ذاتها ارتفعت أسعار السلع الغذائية بنسبة 4% وهي الأعلي منذ عام ..1990 فالجوع لم يعد قاصراً علي الدول الفقيرة ولكنه يبدأ من أمريكا بلد الوفرة سابقاً بسبب المغامرات العسكرية والسياسات الاقتصادية العاجزة.. التي يتركها كرصيد وحيد له بعد مغادرة البيت الأبيض وعلاجها يحتاج لسنوات طويلة سواء داخل أمريكا أو خارجها ويبقي الحل لدي كل دولة بنظرة واقعية ورؤية وطنية حتي تحافظ علي مواطنيها.
كلمات لها معني:
قال الله تعالي في كتابه العزيز:
"مَا أُريد مِنْهُم مِنْ رِزْقي وَمَا أُرِيد أَنْ يُطْعِمُون إِنَّ اللَّه هُوَ الرَزَّاق ذُو الْقوَّة الْمَتين"
"صدق الله العظيم" الذاريات الآية: 58
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
هل بقي في العراق ما يمكن (لبَنْنَتُهُ)؟!
د. محمد ناجي عمايرة
الوطن عمان
بعد خمس سنوات من الاحتلال الاميركي للعراق لا يزال السؤال قائما حول سيناريوهات إنهاء هذا الاحتلال، ناهيك عما قد تكون انتجته الأعمال العسكرية الاميركية من أضرار فادحة وخسائر كبيرة بالارواح والاشخاص والممتلكات وما خلفته من ضحايا، ولا يزال الخلاف حول الارقام محتدما، ولا مبالغة في الحديث عن أكثر من مليون ضحية وبضعة ملايين مشرد ومهاجر وآلاف الاسرى والمعتقلين .. الخ
بعد خمس سنوات من الاحتلال لا يمتلك المحتلون أية رؤية واضحة حول مستقبل العراق وحكومته والعملية السياسية الجارية بمباركة سلطة المحتلين الاميركيين وحلفائهم.
فالحروب مستعرة بين الميليشيات على أسس طائفية وجهوية، ومعظمها تدخل في خانة تصفية الحسابات والتنازع على النفوذ والمحاصصة الطائفية للهيمنة على هذه المنطقة أو تلك خاصة، المناطق التي تتوافر فيها آبار النفط التي يستأثر المحتلون بمفاتيحها والتي يتقاسم آخرون عوائدها وثرواتها مع الاحتلال كنوع من الهبات والعطايا لقاء خدمات معينة، ناهيك عن نشاطات التهريب.
معظم الناس يقارنون الآن بين ما يعيشه العراق من مآس وجرائم، وانفلات امني وفوضى سياسية واجتماعية، وما كان عليه الامر في ظل النظام الذي اسقطه المحتلون. والمقارنة تأتي لصالح النظام السابق على الرغم من ما يحتفظون به في ذاكراتهم من ممارساته، ونحن نتحدث هنا عن اولئك الذين كانوا متضررين من العهد السابق، لا عن الموالين له او المنتمين إليه.
الصورة الحالية لا تخلو من عبثية حيث تتقاسم النفوذ كل من اميركا وايران من خلال جنود الاولى وانصار الثانية وفيالقها السرية وميليشياتها التابعة، ويغيب الدور العربي والعراقي.
ومن عبثية الأقدار أن يتصارع النظام الايراني مع الاحتلال الاميركي على الارض العراقية، فيتهم كل منهما الآخر بمحاولة الهيمنة ومدّ النفوذ..!
والأنكى ان شهادة قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال بترايوس والسفير الاميركي لدى بغداد ريان كروكر امام الكونجرس امس تضمنت تحذيرا من دور ايراني تدميري يسعى (للبننة) العراق! فهما اتهما طهران (بتمويل وتدريب وتسليح) جماعات وميليشيات (خاصة) مثل جيش المهدي وعناصر من ميليشيا (ثأر الله) و(حزب الله العراقي) بهدف تمزيق وحدة العراق!! وهما ينسيان أن الاحتلال نفسه هو الذي رعى الدستور العراقي الذي اكد التقسيم الطائفي والعرقي وشرّع لتكوين كانتونات سماها أقاليم في الشمال والوسط والجنوب والشرق..الخ
كل لحظة تمر يزداد العراق انقساماً ويسقط المئات من الضحايا ويحلّ الدمار في كل بقعة عراقية والخاسر الأكبر هو الشعب العراقي، والنتيجة: ضياع وتجزئة وتشريد لكل مكونات العراق، وتبديد لثرواته ونهب لمقدراته.. وفوضى يسمونها (بناءة)، (فلم يبق في العراق ما يُلبْنِنوُنَه).
أما الأهداف التي احتل الاميركيون العراق من اجلها، فقد كانت مجرد أكاذيب تناساها بوش مع مرور الوقت، واستبدل بها أسباباً أخرى!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
برسم بغداد المتعافية
زهير ماجد
الوطن عمان
ثمة كلام يليق بعاصمة الرشيد الراسمة على وجهها في هذه الأيام صبرا لامجال لنفاده دون حراك ملتهب. تتعلم المدن الكبيرة المحتلة أرضها معنى الإفراج عن قوتها التي جاءتها من التاريخ.. فلبغداد التي صنعت فينا دمعا يوم دخلها الأميركي تعزف في كل حين رقصة الموت من أجل أجيال لم تولد بعد ولا هي عاشت رؤية الجندي الأميركي يتمختر في شوارعها منذ خمس سنوات ويريد إضافة سنوات أخرى على عمرها الذي عاد فتيا منذ شاهدته في زيه العسكري.
يحتفل العراقيون على طريقتهم بمرور خمس سنوات على مرحلة جديدة من العمل لطرد المحتل. لقد طاردت تلك المدينة التي كانت دارا للسلام فلول الغزاة وعادت تطاردهم كأن ماصنعته البارحة يتجسد في حركة مماثلة ضد مغتصب أعاد إلى العراقيين تفوق الشباب على نفسه.
أصعب السنوات مرت، لكن صناعة التاريخ تحتاج لصبر طويل ليس له مقاييس سوى التعبير عنه بأشكاله المختلفة. أن لا تعطي الاميركي كوب ماء فأنت مقاوم، ان لاتسلم عليه اثناء اللقاء به فأنت مقاوم، ان ترميه بنظرة غاضبة فأنت تدفعه للخوف من الآتي، ان تحرمه لذة النوم الطبيعي فأنت تقرب أجل زواله، فكيف اذا ماقاتلته وأدرت في وجهه قوى غضبك سلاحا يزمجر ليل نهار.
يكتشف الأميركي كل ساعة ودقيقة وثانية أنه دخل المكان الخطأ في الزمن الخطأ.. سيكون عليه ان ينتبه الى معنى السنوات الخمس التي أمضاها في عراك مع الذات: ثمة من سقط قتيلا امام زملائه، وثمة من انتحر بعيدا عن أهله, فقيد برتبة مدافع، وثمة من يذوق اليوم معنى الاعاقة كي يحكي لاقاربه واقرانه ومن يعرفهم من الاصدقاء قصة الغضب البغدادي.
يفترض أن لا تتكرر سنوات خمس اخرى في عمر الاميركي بالعراق، وهذه تحتاج الى مزيد من البسالة واعتناق الحرب الشاملة التي تدار بعقلية موحدة قادرة على صناعة هدفها الاساسي أن نزيج كابوس الاحتلال ولنصنع بعدها العراق الذي يخرج مجددا الى ساحة الحرية كي يشمخ من جديد تمثال الحرية المنتصب في أحلى ساحاتها ويعود لصانعه الماهر جواد سليم ما فكر به من أمل عراقي حين رسم افكاره وأودعها في قلب العاصمة الأبهى.
في الذكرى الخامسة لسقوط بغداد يظل دجلة كما يظل الفرات يروي قصص أحبتها من صنعوا خميرة الحرية لها. الحرية تصنعها الدماء كما يقول الشاعر أحمد شوقي، ولأن العراق اعتاد على هذا السيل الأحمر فهو تعافى في الماضي وسيتعافى في المستقبل وسيعود بروسيا العرب كما كان وسيكون زهرة الدول وفي قلبها عبق محبب، لأن بغداد من عشاق الأزل.
الشيء المؤكد أن العراقي لم يخف من الأميركي، بل صار يخيفه ..!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
مستنقع العراق
افتتاحية
اخبار العرب الامارات
بدأ قادة عسكريون وسياسيون أمريكيون أمس مناقشة في الكونجرس الأمريكي حول تقييم الوضع الأمني والسياسي في العراق تحت الاحتلال، ومن المقرر أن يكون الجنرال دافيد باتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق قد قدم مع السفير الأمريكي في بغداد راين كروكر شهادتهما التي من المتوقع أن تركز على أهمية إبقاء القوات الأمريكية لزمن غير محدد حتى لا تحدث فوضى.
وتقرير الجنرال باتريوس سيكون تقريراً مهماً بصفته أعلى مسؤول عسكري أمريكي في العراق يقوم بمهمات عدة في وقت واحد، أهمها الحفاظ على ’’ الاستراتيجية الأمريكية ’’ في المنطقة انطلاقا من بلاد الرافدين، وهي استراتيجية تهتم بالبترول أولاً ثم بالقواعد العسكرية الأمريكية ثانياً، وثالثاً بأمن إسرائيل وإبعاد أي خطر عليها.
وفي هذه الاستراتيجية جمع بين المصالح الأمريكية والمصالح الإسرائيلية، حيث تأتي الأخيرة ضمن الاستراتيجية الأمريكية التي تتولى العسكرية الأمريكية تأمينها والحفاظ على جوهرها ومكانتها ووتيرتها.
وإذا كان الكونجرس سيتفهم أهمية هذه الاستراتيجية بالنسبة للمصالح الأمريكية فإنه يدرك من خلال الدراسات والبحوث والزيارات الميدانية التي تكشف وقائع المأساة، أن الجيش الأمريكي ينزلق يوماً بعد يوم نحو مستنقع لا قرار له ولا قاع.
وهذا ما اثبتته دراسة أجراها معهد السلام الأمريكي عندما أكد أن المخاطر في العراق أصبحت لا نهاية لها، موضحاً أن واشنطن تواجه خطر الغرق في المستنقع العراقي، وهو ما سيكلفها باهظاً على الصعيدين البشري والمادي والمعنوي.
فعلى المستوى البشري فقدت الولايات المتحدة حتى هذه اللحظة أكثر من 4 اَلاف جندي وإصابة أكثر من 30 ألف جندي بإصابات مختلفة بلغ عدد العاهات والإعاقات الدائمة أكثر من 10 اَلاف تقريبا. أما على المستوى المادي فإن ميزانية الحرب تصل إلى تريليون كل عام تقريباً، وهو رقم لا تعوضه براميل النفط ولا عوائد إعادة الإعمار التي يسيل لها لعاب الشركات الأمريكية.
أما على المستوى المعنوي فيكفي أن الإدارة الأمريكية كشفت بنفسها عن أكاذيب وأباطيل حول الحرب منذ أعلنت نيتها بشنها على العراق، ومنذ أن كذبت في شأن أسلحة الدمار الشامل، وعلاقة العراق بعناصر تنظيم القاعدة، ثم بالحرب على الإرهاب. ولكن الخطر المعنوي كان أكثر وأوسع واعمق من ذلك، إذ ضاعفت الحرب تفاصيل الصورة القبيحة التي يحملها العرب والمسلمون وبقية الشعوب الحرة والمتحررة عن النفوذ الدعائي الأمريكي للسياسة الأمريكية.
فقد وجدت تلك الشعوب مبرراً لكراهية تلك السياسة المتعجرفة والظالمة والعدائية لأنهم ببساطة لم يجدوا مبرراً موضوعياً يدفع واشنطن لشن حرب، لا يظهر في الأفق ما يؤيد اقتراب نهايتها.
إن أسوأ ما يحدث الاَن أن الحرب أصبحت معقدة بأكثر مما كان يتخيل القادة العسكريون الأمريكيون والمسؤولون العراقيون الذين جاءوا على ظهر دبابة أمريكية. فبقاء القوات الأمريكية يعني في العرف الدولي والحس الوطني العراقي أن العراق محتل، وهو وضع يعطي المقاومة مشروعية الحرب المضادة والقتال وبذل النفس والنفيس لاستعادة استقلال وكرامة وسيادة العراق.
وفي الوقت نفسه أصبح في اعتقاد المسؤولين العراقيين أن انسحاب القوات الأمريكية قد يؤدي إلى مضاعفات كارثية على الأمن العراقي، وهو ما يخالف الحقيقة لأن الانسحاب الأمريكي ينزع مبرر المقاومة في رفع السلاح ويحوّل العراق إلى دولة ذات سيادة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
تَبّت أيديهم إنهم يقتلون الشيعة العرب على الهوية (1/3)
د. موسى الحسيني
اخبار العرب الامارات
بتاريخ 22/11/2004، وفي مقابله له على محطة تلفزيون العربية، قال عبد العزيز الحكيم: ان طائفيين من السنة يحملون صورة الامام علي (ع)، اقاموا حاجزا على طريق بغداد كربلاء، ليوقفوا اي سيارة، يختارون واحدا من الركاب، ليطلبوا منه شتم الامام علي او يقتلوه اذا رفض . وبسرعة وبالتلفونات صدرت التعليمات لكل التابعين للترويج للخبر، الذي عند التحقق منه تبين، ان تلك الحواجز كانت تقيمها جماعات من منظمة بدر وبتعليمات عليا، املا في تصعيد المشاعر والصراع الطائفي. قمت بكشف الامر بمقالة تحمل نفس العنوان، وتم نشرها في مجلة المستقبل العربي، اللبنانية، العدد 311، كانون ثاني 2005 وفي الكثير من المواقع الوطنية على الانترنت. بعد حوالي الشهر التقى كل من الدكتور مثنى حارث الضاري، والدكتور علي الدباغ في مناظرة على الجزيرة. ولم يفت الدكتور الدباغ الفرصة ليذكر قضية تلك الحواجز في محاولة لاثبات طائفية السنة العرب في العراق، وعندما اجابه الدكتور مثنى، ان الدكتور موسى الحسيني كتب بالموضوع وكشف الفاعل الحقيقي، تلعثم الدباغ وسكت. الا ان بابا من الجحيم فتحت ضدي، وبدأت كل المواقع الطائفية تشتم وتشكك بكل ما عندي، في حملة من الاكاذيب الغاية منها تصوري بالكذاب. مفارقة مضحكة ان يكذب المتظاهر بالتدين ومن يدعي انه يخشى الله من اجل ان يظهرك بموقف الكذاب. ولم يفوت احد اقربائي الفرصة لينصب نفسه عميدا للاسرة والعائلة، ليعلن برائتهما مني. واستحدث صفحة على ثلاث من المواقع الطائفية تحت عنوان ’’سلمت اياديهم! انهم لا يقتلون الشيعة على الهوية’’ اخذ يغذيها بالاخبار والتعليقات لمدة ثلاث سنوات. كيف يجوز لشيعي من عائلة متدينة ان يقول الحقيقة وان يلتزم بالمعايير الوطنية ويكشف جرائم مستشيعين ويقدم برهانا يستشهد به سني. . . انها لجريمة لا تغتفر على ما يبدو. وكأن الشيعي بمفهومهم مقطع الجذور مع وطنه وامته. والان، ما ذا سيقول هؤلاء المستشيعين، من مستثمري اسم ال البيت لاغراض دنيوية عند البعض ، واخرى شعوبية، عند البعض الاخر، وقد اصبح قتل الشيعي علنيا، بعد ان اصبح الشيعة العرب أو المعدان كما يسميهم عزيز الحكيم، مجرد مجموعات خارجة على القانون، مجرمين، مجموعات ارهابية مجرمة، مسلحين، أعداء العراق الجديد، كما ظلت توصفهم فضائية عزيز الحكيم طيلة يومي 26 -27/3 / 2008. وفي نشرة اخبار السابعة والنصف في بتوقيت لندن، في نفس اليوم، نقل مذيع نشرة الاخبار في نفس الفضائية، فرحا متحمسا خبرا ورده عن قتل الشرطة ’’الوطنية’’ في مدينة الكوت وحدها ل 100 من هؤلاء المجرمين، لهذا اليوم فقط. وفي 26/3، وفي مكالمة تلفونية مع فضائية الشرقية، وصفهم المتحدث بما يسمى وزارة الداخلية، عبد الكريم خلف،: بانهم مجموعات من مهربي المخدرات والممنوعات، عصابات تهريب النفط، وقال: انهم يحتلون السطوح وهذا ما يمارسه المجرمين عادة. يجري كل هذا القتل ضد الشيعة العرب في العراق بنفس الوقت الذي تجري فيه محاكمة بعض المسؤولين وضباط الجيش العراقي بتهمة قتل الشيعة بسبب ما اسموه الانتفاضة الشعبانية، والتي اطلق عليها المرجع الخوئي اسم حركة الغوغائيين. وبالمقارنة مع ما يجري الان من قتل للشيعة تبدو ممارسات مسؤولي النظام السابق، ليست فقط مبررة ومقبولة، بل شرعية وقانونية الى حد يبطل معه محاكمتهم. ففي اذار 1991، تحرك بعض المسلحين ضد الدولة، في وقت تعاني فيه هذه الدولة من حالة انكسار عسكري، يفرض على ابنائها المخلصين العمل على لملمة الجراح، وتأجيل اي خلافات او صراعات الى حين، الا ان المنتفضين او الغوغاء حاولوا استثمار لحظة الضعف التي يعيشها البلد للتمرد ضد السلطة، والهجوم على القطعات العسكرية المنسحبة لتجريدها من اسلحتها، وحرق ونهب مؤسسات الدولة المدنية. فتحرك الجيش لبسط الامن، وتحقيق الاستقرار. تماما عكس الصورة الحالية، عندما بادرت السلطة الى اعتقال معارضين لها بدون مبرر، احتج هؤلاء المعارضين ودعوا لاضراب او عصيان مدني سلمي للضغط على السلطة. فبادرت السلطة لممارسة اشد انواع القمع، والاستخدام المفرط للقوة، مما اضطر المضربين الى حمل السلاح دفاعا عن انفسهم، فاصبحوا بذلك خارجين على القانون، وعصابات مجرمين، وتهريب. في الحالة الاولى، كانت السلطة تمتلك كل المبررات القانونية والشرعية لاستخدام القوة، وبسط الامن للتفرغ لاعادة اعمار ما دمرته الحرب. رغم ان التمرد في حينها اضعف موقف المفاوض العراقي تجاه العدو. الا ان السلطة اتهمت، في حينها، بالطائفية، والقمعية. بل حاولت الاحزاب المتأسلمة، المستشيعة، ان تستخدم الحادث لتبرر خروجها على قيم التشيع بتحالفها مع عدو، كانت هي من يسميه بالشيطان الاكبر، وهو الان تحت ادارة يقودها اليمين المسيحي المتصهين، الذي لم يتردد رئيسها عن ان يعلنها حربا صليبية ثانية على الاسلام والمسلمين، معتقدا، وفقا لخرافاته: ان قتل الملايين في المشرق العربي يمكن ان يعجل من ظهور المسيح. فالقتل الذي تمارسه القوات الاميركية في العراق هو واجب ديني كما يعتقد بوش وادارته. ورغم صراحة ووضوح دعاء الثغور الذي طرحه الامام الرابع علي زين العابدين بن الامام الحسين (ع)، والذي ترجمه فقهاء الشيعة الى قاعدة فقهية، تقول بان اي غزو اجنبي لارض اسلامية، يجعل المقاومة او الجهاد الدفاعي، كما اصطلحوا على تسميته فرض على كل مسلم ومسلمة، دونما حاجة لانتظار فتوى او موافقه من فقيه او مرجع، لم يشذ عن هذه القاعدة ولا واحدا من فقهاء الشيعة بما فيهم محسن الحكيم، والد عبد العزيز الذي لا يمتلك من التشيع والقيادة الا كونه ابنا لذاك الرجل. كما لم يخرج على هذه القاعدة حتى الساكت عن الحق السيستاني، الذي لم يقدم اي رسالة فقهية ليظهر علميته بل اكتفى بتبني رسالة الخوئي، التي تؤكد على وجوب مقاومة الغزو الاجنبي لارض اسلامية او ’’الجهاد الدفاعي ’’. فكيف يصبح صدام وضباطه مجرمين يستحقوا الاعدام عند تصديهم لحركة وصفها المرجع الشيعي الاعلى - الخوئي - بانها حركة غوغاء خارجين على القانون، عندما يحاول صدام فرض سلطة القانون يصبح مجرما طائفيا، الى حد يدفعهم الى الخروج على اساسيات التشيع وتبرير التحالف مع غزو اجنبي كنتيجة لهذه الطائفية، ويغدو المالكي وعزيز الحكيم ابطالا مسلمين غيارا على التشيع وفقه ال البيت وهم يقتلون الابرياء من الشيعة دونما ذنب سوى انهم رفعوا صوتهم لاستنكار الظلم ورفض الاحتلال. لم يحصل في التاريخ وليس هناك في الفقه الشيعي، نموذجا او قاعدة مشابهة لهذه المفارقة العجيبة. يتمنى الانسان لو توفرت احصائيات موضوعية حقيقية عن عدد الشيعة الذين قتلوا على مدى 35 عاما في زمن صدام، وعدد الشيعة الذين قتلوا على ايدي من يدعون انهم جاؤوا لرفع المظلومية عن الشيعة، في الخمس سنوات من عمر الاحتلال. رغم ان الوقائع العيانية على الارض لا تحتاج لمثل هذه الاحصائيات. فهي تظهر ان هناك هوة بين الرقمين. مع فارق ان صدام لم يعدم يوما شيعيا ما لم يكن سياسيا معارضا. الا انا نجد الشيعة اليوم يقتلون تحت مسميات عدة، حركات مهدوية، عصابات خارجة على القانون. فالتشيع اصبح اليوم تهمة محرمة الا الذين ينضموا لجماعات وميليشيات عزيز الحكيم وحزب الدعوة، او ممن يقبلوا ان ينقادوا كالنعاج.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
سرّ ملحمة السقوط التي لم تحصل
جميل النمري
الغد الاردن
قرأت كلاما عاطفيا وملحميا مؤثرا عن سقوط بغداد بمناسبة الذكرى الخامسة، لكن ما حدث فعلا لم يكن ملحميا بل مفجعا فقط، والناس التي انتظرت "معركة بغداد" ظلّت تسأل مذهولة ما الذي حصل؟
لم يحصل شيء في الحقيقة فقد كانت المأساة قد استهلكت فصولها قبل دخول قوات الاحتلال. ألوف لم نعرف عددها ابدا من جنود العراق قتلت على الأرض، بعيدا عن أعين الكاميرات، ودون أن تتمكن (إلا نادرا) من القتال بعيدا أو قريبا من بغداد وأُحرقت مئات الدبابات وتبددت الفرق العسكرية والتشكيلات، ولم نر أو نعرف ما حصل لجيش العراق. سمعنا عن معارك قرب المطار، لكن لم نفز برواية أو مشهد واحد يخلد معركة عسكرية.
مشهد "سقوط" بغداد لا يحتمل الدلالات العسكرية الدراماتيكية لهذا التعبير. فقد تابعنا مذهولين دبّابة واحدة تجتاز الجسر وتقترب من وزارة الاعلام، ففهمنا أن بغداد سقطت والعمل العسكري الوحيد الذي أمكن رؤيته هو بضعة قذائف قاتلة صوب صحافيين عرب وأجانب.
ومن أجل ترميز سقوط "الدكتاتورية" تمّ تصميم مشهد اطاحة تمثال صدّام في ساحة الفردوس، فحصلنا في الحقيقة على أبلغ توثيق لحقيقة أخرى. كان يفترض أن تسجل الكاميرات اطاحة مدويّة للصنم الضخم من عليائه الى الأرض لتصعد الجماهير المتحررة فوقه على غرار المشاهد العتيدة لإطاحة التماثيل في العواصم الشيوعية قبل عقد ونيف من الزمن، لكن التمثال لم يكن سوى صاج أجوف فانطعج ببساطة عندما تمّ الاستعانة بدبابة أميركية، وتمزق خلال سحبه الى الأسفل. ولم يظهر مشهد اطاحة التمثال فاشلا، فحسب، بل إن الجمهور الصغير المتواجد بدا مثل كومبارس تمّ احضاره لتصوير المشهد الذي سيبثّ على كل الشاشات، وسنكتشف لاحقا أن بعض الوجوه التي كانت في الصورة تكررت في مواقع أخرى من بينها مشاهد سابقة لدخول بغداد واتضح أنهم عناصر دخلت مع قوات الاحتلال. وقد فات تدارك مقطع خارج النص بصعود جندي غطّى وجه التمثال بالعلم الأميركي.
هذا المشهد البائس يلخص الحقيقة غير الملحمية لسقوط بغداد أمام الغزو، ولأن كل شيء كان خاطئا وكاذبا فالثمن سيكون فادحا، تحرير العراق كان كذبة، ونحر الغزاة على أسوار بغداد كان كذبة. والحقيقة أن أغبى وأسوأ قيادة لدولة عظمى لم تستطع كبح جماح شهوتها للفوز بطريدة سهلة وكانت الطريدة أعند مما يجب لكي تخرج مبكرا بالاستخلاص الصحيح.
وقد تتالت مشاهد تخالط الكذب وتختلط فيها دراما المقام بكوميديا المقال ابتداءً بمؤتمرات الصحّاف وانتهاء بمؤتمر بوش الذي اعلن فيه "انجاز المهمّة" من على ظهر سفينة حربية على الشاطئ الأميركي وبخلفية صمّمها أحد أشهر مصممي المشاهد السينمائية في هوليوود.
على قدر هزال وبؤس مشهد السقوط كان حجم الكارثة المنتظرة مرعبا.. فخلف المسرح كان البطل الفعلي وسيد اللعبة (اللوبي الصهيوني مع إسرائيل) يصمم بوعي تام تلك النازلة العظمى التي ستنزل على رأس الشعب العراقي (ازالة الدولة الوطنية وفتح باب الحرب الأهلية)، وكانت الأطراف جاهزة للقيام بحصّتها للوصول الى الكارثة.
كان مشهد الحرائق وهي تلتهم المؤسسات ومتحف الـ7 آلاف عام من التاريخ وهو يُنهب يسدِل الستار على المشهد الهزلي السقيم لتبدأ المسيرة نحو الجحيم.
jamil.nimri@alghad.jo
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
من الصدمة والترويع الى التركيع والتجويع...
راكان المجالي
الدستور الاردن
يضج الوطن العربي بالشكوى والسخط في ارجائه الواسعة من «المحيط الهادر الى الخليج الثائر» ، ولكن هذه المرة فان ما يهدد هو صوت الجوع وما يموج بالانفجار والغضب هو القلق من صعوبة الحياة الى حد الحرمان والعجز التام عن تلبية الاحتياجات الاساسية للفرد والاسرة..
ولا نريد ان نهرب الى المشهد العام العربي لنخفف من هول تداعيات ارتفاع الاسعار والضغوط المعيشية المرعبة التي يعيشها المواطن الاردني ، ولكن لنقول ان هنالك تأثيرات سلبية. وحتى اللحوم السودانية التي كانت اسعارها منخفضة في مرحلة ما ، بدأت اسعارها بالارتفاع وبما يوازي الاسعار المحلية تقريباً في حالة ازالة طبقات الدهون...
ما نستشفه هذه الايام من الاعلام الرسمي في بلدان المغرب العربي هو ان هنالك وضعاً معيشياَ مأساوياَ ماضياَ في التردي ، وفي مصر لامس الانفجار السطح ، وفي دول الخليج رغم الامكانيات المادية وزيادة الرواتب فان ما يتردد ايضا في الاعلام الرسمي من حكايات وملاحظات لا يكاد يصدق..
مرت يوم امس ذكرى استكمال العراق عبر حرب «الصدمة والترويع» وهي صدمة وترويع لم تقتصر على العراق كما يبدو ، وانما عصفت بكل المنطقة كما ذكر تقرير نشرته «النيوزويك» بعد عام على ذكرى 9 نيسان.
مجلة «النيوزويك» التي تنبأت يومها في العام 2004 بعدم وقوع غزو عسكري لبلدان اخرى في المنطقة قالت ان الحرب الوقائية مستمرة ولكن بأدوات سياسية واقتصادية ، وان تعميم النموذج العراقي في نشر الفوضى الخلاقة وتعميقها ممكن بدون احتلال عسكري وان الصدمة والترويع ليست هدفاً ، فالهدف هو التركيع والتجويع وتفريخ الفوضى الخلاقة وتكريسها تدريجياً.
ويمكن الاستنتاج ان التداعيات في المنطقة حولت بلدانها الى ساحات وابرز مثال على ذلك الصراع السياسي في فلسطين ولبنان والسودان والصومال،، وتحويلها الى اسواق تعمل وفق آليات السوق والسلطة المطلقة لحيتان البزنس الذين يأكلون الاخضر واليابس ويتسببون في تجويع وعذابات بقية خلق الله. والحبل على الجرار،،.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
سينتصر
عبدالهادي راجي المجالي
الراي الاردن
الذكرى الخامسة لسقوط بغداد قد حلت وبعض الفضائيات تنقل مشاهد السقوط وتبث تسجيلا صوتيا لرجل التهمته أعواد المشانق وهو يقول وان العراق سينتصر.
... هذا الصباح تحدثت معي سيدة أقصد صباح كتابة المقال كنت أظنها ستسالني عن السقوط لكنها قالت لي ''بتشوف ستار أكاديمي''... قلت نعم، والحقيقة أني كاذب لا اشاهده ثم شرحت لي عن الظلم والتحيز الذي يتعرض له المتسابق الاردني، وقالت في نهاية المكالمة... ''الشبّ بجنن حرام حطموه..'' ... المشكلة أني اتمنى بان يحادثني مواطن ويقول لي ماذا ستكتب عن سقوط بغداد... ولكن الذي يحدث أني تلقيت منذ (4) أيام ما يقارب العشرين مكالمة وكلها تؤكد ان (ستار أكاديمي) برنامج متحيز لدرجة ان احدى الفضائيات قالت لي: صوتوا بشبه صوت جورج وسوف... بس هم (منغازين) منو... عفوا من هم المنغازين؟.. أنا ظننت أنها عشيرة ولكن اصل الكلمة (مغتاظين) ومفردها مغتاظ.
... أمي لم تكن تقرأ ولا تكتب ولكنها كانت تترحم على ذكر اسم عبدالناصر وأبي كان يساريا بالفطره... لماذا تبدل المشهد، صار سقوط المتسابق الاردني في ستار اكاديمي قضية مفصلية أهم من سقوط دجلة.
... الشارع الان يتابع بقلق المؤامرة الاممية التي تحاك ضد المتسابق الاردني وثمة مواقف حريمية مفصلية وحادة ويقال... أن قرار الحرب على ستار أكاديمي صار وشيكا.
... المشكلة ان ثمة حزن شديد يعتري أصوات المتصلات لدرجة ان احداهن قالت لي: ''أطع البي هالشب''.. لم أعرف ماذا اقول..
هل من المعقول ان (يئطع) قلبها تلك المؤامرة التي تحاك ضد المتسابق الاردني.. في حين ان سقوط بغداد يلملم اشلاء القلب.
... أريد مكالمة واحدة يسألني فيها متصل عن سقوك بغداد ويدعوني للكتابة عن العراق في الذكرى الخامسة لاحتلاله... مكالمة (يتيمة)... فقط.
... لا أكذب اذا قلت لكم ان القلب مهزوم. hadimajali@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
من بغداد العراق إلى بغداد النصيرات
كامل النصيرات
الدستور الاردن
اليوم هو التاسع من نيسان ..أليس كذلك..؟؟ هو ذلك ..ففي مثل هذا اليوم وقبل خمس سنوات : جلس العرب جميعاً وراء هزيمتهم الجديدة ..،،
قبل خمس سنوات : توصّل العرب إلى اختراع تمّ بموجبه تحويل بغداد إلى (موزة)..قشّروها بهدوء وأهدوها للأمريكان .. ووضعوا قشرتها تحت أقدام العراقيين ليتزحلقوا عليها : فوقع العراقيون فرادى وجماعات على وجوههم ..،، مثل اليوم ..والله مثل اليوم .. كانت (بغداد) طولاً بعرضْ تسمح لدبابتين اثنتين أن تربطا يديها إلى الوراء و تضع على رأسها كيساً أسودَ و تجرّها سبيّة لآن بوش وما بوّشوا ..،، وكان (رامسفلد) يسنّ قلمه الذي سيوقع به على (آرمة) مكتوب عليها (بغداد ترحّب بكم ) ..،،
يااااااااااااااااه : ما أضيق الدنيا ..بالأمس كان هذا ..بل قبل خمس سنوات عجاف ..حملت فيها بغداد اغتصاباً: مليون مرّة وأسقطت حملها مليون مرّة أيضاً..فكما قال مظفر النواب (الحمل من الأعداء دميم و مخيف ) ..،،
قبل خمس سنوات .. بالتمام والكمال ..لعنتُ أبو السياسة ..وتركتُ الأحزاب تمضي لغير مستقرْ لها كعادتها..و هجرتُ المظاهرات ..وألغيتُ من قاموسي شعارات كنتُ أكذب بها على نفسي حتى سقطت بغداد و تناوشها أهلها بالنهب والسلب و ساعدوا المحتل على إتمام المهمّة ..،، مثل اليوم ..والله مثل اليوم ..شعرتُ بأن شيئاً بداخلي انكسر ..شيئاً يشبه العزة والكرامة ..وما زلت أعاني من فقدان غريب للذاكرة ..ولكني أتذكر أنني قررتُ أن أصنع بغداد أُخرى غير تلك التي رأيتها وهي تسقط..فقررتُ الزواج على الفور ..خطوبتي لم تدم إلا شهراً ..وبدعاء كثير إلى الله رزقني بـ(بغداد ) ابنتي الأولى ذات الثلاثة أعوام ونصف الآن ..،،
وما زلت أذكر وأنا في المستشفى بعد مجيئها للدنيا أنني كتبتُ مسجاً لـصديق الخبز والثورة وسيجارة المارلبورو ( أبو حمزة الكركي ) قلت له فيه : وأخيرا خرجت بغداد من رحم الاحتلال ...،، ملاحظة : كُتب هذا المقال يوم الأربعاء 9 ـ 4 و سيُنشر 10 ـ 4
abo_watan@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
المقاومة العراقيةوخسائر جيش الاحتلال..
د. محمد ناجي عمايرة
الراي الاردن
تقول الاحصائيات الرسمية الأميركية ان عدد قتلى الجيش الأميركي المُحتل في العراق بلغ (4) آلاف جندي بينما تشير معلومات أخرى مستقاة من مصادر قريبة من المقاومة الوطنية العراقية، ان اجمالي الخسائر الأميركية قد وصل إلى (38) ألف قتيل و(50) ألف جريح (صلاح المختار - أخبار الخليج البحرينية 7 أبريل 2008).
والفرق بين الرقمين هائل، ويدعو للاستغراب، ولكننا بالطبع نرجح ان يكون جيش الاحتلال الأميركي قد مُني بخسائر كبيرة جدا قد تقع بين الرقمين بالأدنى والأعلى.
ان مصادر المقاومة الوطنية العراقية، لا تبالغ في أرقامها لكنها تحسب الخسائر بطريقة مختلفة، فهناك قوات جيش الاحتلال الأميركي، وهناك قوات مرتزقة جندتها شركة بلاك ووتر وغيرها من شركات الأمن والحماية الخاصة، وبلغت اعداد مجندي الشركة المذكورة، وحدها (120) ألفاً من المرتزقة حسب مصادر أميركية، غير أن هؤلاء لا تعترف بهم السلطات الأميركية لأنهم ليسوا أميركيي الجنسية بل حصلوا على البطاقة الخضراء .
ووعدوا بالجنسية بعد انتهاء الحرب على العراق، ولهذا لا تحسب خسائرهم في الاحصاءات الرسمية.
لا نريد ان نجعل من أرقام قتلى وجرحى الأميركيين نقطة مركزية، فالأصل ان تكون هناك مقاومة للاحتلال، وهم يتوقعون المزيد من الخسائر، على الرغم من أن المحتلين ظنوا ابتداء ان الشعب العراقي سوف يستقبلهم بباقات الورود، فلم يجدوا أحداً غير بعض تابعيهم ومرتزقتهم في استقبالهم إضافة غلى أولئك الذين جاءوا معهم على ظهور الدبابات والمدرعات الأميركية الغازية.
مسألة المقاومة وشرعيتها ليست موضع خلاف، فهي حق طبيعي لكل شعب تقع أرضه تحت الاحتلال الأجنبي - أياً كان -، لكن الاختلاف حول طبيعة هذه المقاومة في العراق، ومدى فاعليتها، وتشكيلاتها ومواقعها وأساليبها القتالية.
ولا شك أن المقاومة الوطنية العراقية، كما يقول الأستاذ صلاح المختار، تتعرض للتعتيم الإعلامي في الصحافة ووسائل الإعلام الأميركية والأوروبية، وهي التي تستأثر بمصادر الأخبار، في غياب دور الصحافة العراقية والعربية، وتغاضي بعضها المتعمد عن نشر أخبار صحيحة وموضوعية عن المقاومة.
ووفقاً لمصادر محايدة، فان المقاومة الوطنية العراقية موجودة، وذات تأثير فاعل وواضح، ولكن المصادر الإخبارية الأميركية والأوروبية تتعمد تشويهها، وتلحقها بالإرهاب، وتُماهي بينها وبين عمليات الميليشيات الطائفية وتنظيمات القاعدة ضد المدنيين والأبرياء مما يساهم في اشمئزاز الناس منها، ويضعف حضورها الإعلامي.
وقد تكون نشاطات تنظيمات المقاومة ذات الانتماء العروبي (القومي) والإسلامي والوطني العام، أوضح من خلال محاولتها النأي بنفسها عن الفتنة الطائفية واستخدام المفخخات والعمليات الاستشهادية ضد قوات الاحتلال والقوات الحليفة لها، فقط. وبياناتها المتاحة على بعض مواقع الإنترنت تشير إلى أنها تخوض حرباً شرسة ضد الاحتلال من جهة وضد أتباعه وحلفائه من جهة أخرى، وضد الميليشيات الطائفية والتنظيمية الإرهابية المتصلة بالقاعدة، من جهة ثالثة.
هناك خلط متعمد للأوراق، بين المقاومة والإرهاب، بين أنصار الاحتلال ومعارضيه ومقاوميه بشتى الوسائل، والمقاومة تواجه المشروع الأميركي التقسيمي الطائفي، مثلما تنشط ضد العمليات الإرهابية التي تثير الفتنة وتستهدف المدنيين والتجمعات السكانية واغتيال الشخصيات الوطنية والعلماء وأساتذة الجامعات والمثقفين المستنيرين.
المقاومة الوطنية العراقية تستهدف التحرير وتعزيز السيادة واستعادة الدولة العراقية، ولهذا فهي ترفض الاحتلال والتقسيم والمحاصصة الطائفية، والديمقراطية الذائقة، وتقاوم ذلك كله بالسلاح وبالعمل السياسي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
خمس سنوات على احتلال بغداد
افتتاحية
الاهالي الاردن
تكشفت زيف مبررات الاحتلال الامريكي للعراق سواء اسلحة الدمار الشامل اوغيرها ويصبح واضحا للقاصي والداني انه عدوان سافر سقطت عنه جميع حجج بوش وادارته واعوانهم وحتى في بيتهم الداخلي فما يجري من حملات اعلامية مناهضة للاحتلال الهمجي والاجرامي للعراق من قبل اهالي جنود الاحتلال الذين قتلوا في العراق وتجاوز عددهم حسب الاحصاءات الرسمية للبنتاغون الاربعة آلاف ، هذا غير القتلى من المرتزقة وعلى رأسها البلاك ووتر وغير الجرحى والمعاقين، وقيام بعض نواب الحزب الديمقراطي الامريكي وعلى رأسهم المرشحين للرئاسة الامريكية ومعهم نواب من الحزب الجمهوري بالضغط على ادارة بوش لجدولة الانسحاب من العراق هذا اضافة الى ضغط المقاومة الوطنية العراقية ضد قوات الاحتلال الامريكية والحركة الشعبية المناهضة للاحتلال الذي يستخدم الاسلحة غير المشروعة ضد ابناء الشعب العراقي، ويعمل على تفكيك الدولة العراقية ومؤسساتها، ومحاولة مسخ شخصية العراق الحضارية وهويته الثقافية وتدمير ذاكرته التاريخية وتغيير مناهجه الدراسية ونهب ثرواته وفي مقدمتها النفط بما يخدم مصالح الاحتلال الامريكي وترويع ابناء شعبه واعتقالهم وانتهاك حقوقهم، والقصف العشوائي للمدن والاحياء السكنية والمنازل والمساجد ومصادرة حرية الراي والتنظيم السياسي .
بغداد لم تكن العاصمة العربية الاولى التي اجتاحتها قوات الاحتلال الامريكية - الصهيونية ، فقبلها وعام ١٩٨٢ اجتاحت القوات الصهيونية العاصمة اللبنانية بيروت ولا زالت مذابح صبرا وشاتيلا شاخصة امام العالم والتي ارتكبت على يد شارون وقواته واعوانهم ،كما ان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية لا زالت تحت الاحتلال الصهيوني .. وتحاصر الآن من الجدران والتهجير لسكانها الفلسطينيين والتهويد الكامل لاراضيها ومقدساتها .. وبغداد تحت القصف الامريكي الدائم ، وشعبها يعاني من الملاحقة والقتل والتعذيب والتهجير واحيائها تقسّم بجدران العزل ، فالقوات الامريكية التي تحتلها لا تختلف عن القوات الصهيونية التي تحتل فلسطين والقدس .
القدس وبغداد يصرخان واعرباه ... علّ النخوة العربية تحيا في عروق الزعماء العرب وجيوشهم العربية لنجدة العواصم العربية المحتلة ومساعدة ومساندة المقاومة الوطنية العراقية والفلسطينية على طريق تحرير واستقلال فلسطين والعراق .
كل ذلك يدعونا الى الوقوف مع الشعب العراقي البطل من اجل العمل على طرد قوات الاحتلال من العراق ورفض اي مبرر لبقائها بدعوى الحفاظ على استقرار العراق، ودعم واسناد وتفعيل الدور البطولي للمقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال والتفريق بين المقاومة وبين الاعمال الارهابية المشبوهة التي يقصد بها تشويه صورة المقاومة، والعمل لتجميع جميع القوى الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال ودعوتهم الى الحوار الوطني والديمقراطي وصولا الى وحدة الموقف والعمل المشترك يؤدي الى جبهة وطنية عريضة للنضال من اجل التحرير واعادة بناء العراق على اساس ديمقراطي ورفض تقسيم العراق او تجزئته على اسس طائفية او عرقية واحترام كافة مكونات الشعب العراقي في اطار من المساواة في المواطنة والوحدة الوطنية ووحدة التراب الوطني بالصيغة التي تقررها هيئات الشعب الدستورية المنتخبة بعد التحرير والاستقلال وكنس الاحتلال .
وبهذه المناسبة لا بد ان نذكر بان ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في العراق تحت الاحتلال الاميركي وأعوانه من حملات حصار ومضايقات ومن جرائم تستهدفهم وأبنائهم وبناتهم أدّى ويؤدي الي تهجيرهم ، لهو انتهاك صارخ لحقوق الانسان ولابسط الحقوق الانسانية للعيش ضمن الحقوق المكتسبة التي حصلوا عليها على مدى اكثر من نصف قرن ساهموا من خلالها في بناء العراق العربي الشقيق، أن هذا يتعارض مع عروبة العراق وقوميته وصلة أهله بالعلاقات الأخوية ومساهمة العراق بكل مكوناته في الدفاع عن فلسطين ودعم واسناد انتفاضة وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة للاحتلال الصهيوني. من المفترض ان يجري التحرك من الجامعة العربية والمجتمع الدولي لتوفير الحماية الدولية المؤقتة لهم الى حين عودتهم الى ديارهم وممتكلاتهم حسب القرار ١٩٤، بدلاً من تهجيرهم الى جميع بقاع العالم ونرى الآن دولتي تشيلي والبرازيل تستضيف دفعة منهم وقبلها السودان فهل هذا هو النموذج المطلوب اتباعه لتنفيذ حق العودة للاجئين الفلسطينيين !!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
مشكورة يا بغداد سلفاً
جمعة اللامي
الخليج الامارات
الليل والنهار عليّ سواءوليلُ المحبّ بلا آخر (خالد بن يزيد) في ذلك الصباح الربيعي، صباح يوم التاسع من شهر نيسان/ ابريل/ ،2003 عندما ظهرت الدبابتان الأمريكيتان على “جسر الأحرار” ببغداد، قال البوشيون: “سقطت بغداد”. وقال العرب: “احتلّ العراق”.
وقال غريب المتروك: هذا عراق جديد، حقاً، لأن ما جرى في “حي البتاوين” سنة ،1958 سوف يعود مرة أخرى. وقبل أن أبسط بين أيديكم ماذا أراد غريب المتروك بقوله هذا، دعوني أسر عليكم حكاية بيت شعر خالد بن يزيد، الذي جعلته عنق مقالة هذا اليوم. يحدث أن يقوم أحد الناس بقطع عنق أحد أبناء آدم، وهو لا يدري، أو يدري. ولو وضعنا هاتين الحالتين، أما شاعر، كما هو خالد بن يزيد، أو شاعر سندي، كما هو طاغور، لتحول القبح الى جمال، والناقص الى كامل، وهذه هي جوهرة الشاعر عندما يختار الشعر، وجوهر الكاتب حيث يكون النثر على يديه شعراً. والبيان سحر. وقيل لخالد بن يزيد، وهو (خالد الكاتب) كما تعملون، من أين قلت في قصيدتك “وليل المحب بلا آخر”. فأجاب: وقفت على بابٍ وسائل عليه مكفوف، وهو يقول: “الليل، والنهار عليّ سواء”، فأخذت منه هذا البيت. أما طاغور، فقد كان يسير في طريق، حيث أولاد يلعبون، وشاهد على جدار أحد المنازل خطاً منحنياً رسمه تلميذ غر بقطعة طباشير، فأخذ طاغور قطعة طباشير من أحد الأولاد اللاهين، ومرره على ذلك الخط، وجعل منه شكلاً أقرب الى الجسد الإنساني.
منذ تسع وعشرين سنة، كتبت حكاية طاغور هذه، هنا أكثر من مرة، كما كتبت حكاية الجدار الذي في “حي البتاوين”، ببغداد، مرات ومرات في “ذاكرة المستقبل” أيضاً. في صيف سنة ،1956 وفدت على بغداد، فتى حصل على المركز الأول بامتحان البكالوريا على المنطقة الجنوبية، والمركز “الأول مكرر” على العراق برمته، وكان أول ما واجهني بالعاصمة العباسية، شعار محفور على جدار أحد منازل “حي البتاوين” هذا نصه:
- “نريد خبزاً لا رصاصاً”. وعلى مبعدة شارع واحد من ذلك الشارع، كان ثمة شعار آخر هذا نصه: “الموت لخونة العراق”، كتب بقطعة طباشير.
بعد سنتين من ذلك التاريخ، كنت أحد الشهود على قيام عراقيين غاضبين بسحل رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد، لأنه ربط بلاده باتفاقيات غير متكافئة مع بريطانيا.
فكيف يكون مصير من قالوا للأمريكان “تعالوا احتلوني؟”مشكورة يا بغداد، سلفاً.sharjah_misan@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
احتلوا العراق ولم يحتلوا ارادة الشعب العراقي
نصوح المجالي
الراي الاردن
تطل علينا الذكرى الخامسة السوداء، لسقوط عاصمة الرشيد تحت الاحتلال الاميركي، نتيجة مؤامرة ممتدة بدأت بتهيئة الاسباب لحرب الخليج الاولى، حرب اضعاف العراق وايران معاً واشعال نار الفتنة الطائفية في المنطقة، التي لعب المحتلون للعراق اليوم فيها دوراً لا يخفى على احد، كانت تلك سياسة الاحتواء بالنيران، التي قادت بدورها الى خطيئة احتلال الكويت، التي تولدت من ظروف الفتنة الاولى، فاضافت لحرب الخليج الاولى مزيداً من الانقسام في الصف العربي، والدمار في الكويت والعراق، ثم الحصار الذي شل امكانات العراق وهيأه للمؤامرة الاميركية الكبرى تحت زعم خطر اسلحة التدمير الشامل في العراق.
سقطت بغداد نتيجة اخطاء سياسية كثيرة، حولتها واشنطن ولندن وطهران، الى مصيدة النظام العراقي جرّته الى حتفه، لكن السقوط السريع للنظام العراقي اعقبه معركة طويلة ممتدة ومستعصية مع مكونات الشعب العراقي حرمت المحتلين من ادعاءات النصر.
فسنوات الاحتلال الخمس تحولت الى سنوات دامية في كل ركن من اركان العراق، وسنوات دمار متحرك في كل مدينة وحي وقرية في العراق، لأن الاحتلال اقام الوضع السياسي الجديد، على القوى السياسية والاحزاب الشيعية الطائفية الموالية لايران في حرب الخليج الاولى، والتي اقامت نظاماً طائفياً ثأرياً استهدف الطائفة السنية بالمطاردة والقتل والتهجير والتهميش، فادارت البلاد بروح انتقامية، منعت الشعب العراقي من المصالحة الداخلية وادامت الحرب الطائفية الداخلية، التي لعب المحتلون فيها دور المساندة بالنيران والمداهمات، والفتك بالمناطق الآهلة بالسكان، وسجن عشرات الالاف من العراقيين.
لقد جاء المحتلون بذريعة مصادرة اسلحة الدمار الشامل بالعراق، لكنهم بغبائهم السياسي، والعبث الذي احدثوه في المعادلات الطائفية والسياسية الداخلية، واعتقادهم بأنهم يستطيعون تغيير الشرق الاوسط واعادة هندسته بالقوة ليلائم سلامة اسرائيل، الحقوا بالعراق دماراً شاملاً، اصاب كل بيت، وعائلة وركن في العراق.
لقد هدموا دولة العراق ومؤسساتها ونهبوا تراث سبعة آلاف عام من الحضارة، ونبشوا الثارات الطائفية والاثنية القديمة ليفتتوا الشعب العراقي، وفرضوا عملاءهم من انصار ايران في الحكم، وتركوا بغداد والمدن العراقية تنهب على مدى اشهر من بداية الاحتلال وهم يتفرجون على نهب وتدمير دولة العراق، ثم اطلقوا العنان للميليشيات الطائفية، لتروع شعب العراق بفرق التصفية والموت ولشركات النفط الاميركية للسيطرة على نفط العراق بينما جنود الاحتلال يروعون العراقيين بالتعذيب، وفرق المرتزقة وقوة النار التي كانت تضرب خبط عشواء في جميع ارجاء العراق.
دمار شامل كامل، الحقته قوات الاحتلال وانصارها بمرافق العراق ومؤسساته هو كل ما يعرفه العراقيون من ارث الاحتلال مقرونة بضغوط سياسية، لاضعاف الدولة المركزية في العراق وايجاد تقسيم حقيقي في السكان والارض والثروة، حتى ينشغل العراق في صراعاته الداخلية، ويصبح تحت رحمة حماية الاحتلال الى أمد طويل.
هذا هو عراق اليوم، وهذا هو الاحتلال لم يقم حرية ولا ديمقراطية، ولا عمراناً، بل دماراً شاملاً في بلد من اعرق بلدان الشرق الاوسط، واحتلال لعاصمة عربية وشعب عربي مسلم تحت ذرائع واهية وخاوية ما زالت مستمرة، في تقارير العسكريين والسياسيين الاميركيين، بدأت بتصريحات الرئيس الاميركي الاولى بأن العراق تسلم اسلحة الدمار الشامل، وتصريحات باول في مجلس الامن، بأن للعراق قدرات متحركة لضرب عواصم العالم بأسلحة الدمار الشامل، وصولاً الى تقارير قادة جيش الاحتلال، التي تخفي الفشل العسكري وتتحدث عن انجازات هشة، وتعزي المصاعب التي تواجهها للقاعدة او ايران متجاهلة مقاومة الشعب العراقي وكراهيته للاحتلال.
لقد حققت الولايات المتحدة بغزو العراق، لايران جميع الاهداف التي لم تستطع تحقيقها في ثماني سنوات من الحرب من العراق وازالت من طريق ايران اهم حاجز ردع يمنعها من التغلغل في المنطقة العربية، وهي تشكو اليوم من تغلغل ايران في العراق والشرق الاوسط، أي انها تشكو من اخطائها السياسية وهي تشكو من استشراء الارهاب في العراق والمنطقة، وهو الذي دخل العراق بعد ان دمرت واشنطن قوة الردع فيه، وتركت حدوده مفتوحة للارهاب والمرتزقة من كل لون وجنس.
تقرير باتريوس الاخير للكونجرس، صيغ لاغراض مساندة سياسة الرئيس بوش، بأن زيادة القوات حققت تحسناً في الوضع الامني العراقي، وان بقاء القوات الاميركية في العراق ضرورة للحفاظ على ما حققته الولايات المتحدة وانصارها من مكاسب، وان واشنطن تسعى لايجاد معاهدة تنظم الوجود الاميركي طويل الامد لحماية الوضع السياسي الجديد، وحماية مصالح الولايات المتحدة التي تنحصر في السيطرة على نفط العراق وتنظيم عملية التصرف به، وحماية اسرائيل من قاعدة خلفية في عمق الوطن العربي وعلى حدود ايران. وان الادارة الاميركية تسارع في توقيع التزام مع حكومة العراق يلزم الادارة الاميركية القادمة، بالاستمرار في احتلال العراق رغم الكلفة البشرية والمادية الكبيرة على الشعب والجيش الاميركي، ورغم المعارضة الواسعة لبقاء الجيش الاميركي في العراق.
ويطالب التقرير العرب بمساعدة اكبر في تثبيت الاحتلال الاميركي لدولة عربية وهو الذي ردع العرب ابتداء وعطّل جهودهم لايجاد حل توافقي في العراق.
احتلال العراق قصة فشل سياسي وعسكري مركب، وقصة فشل قومي عربي اكبر، ترك فيها العراق وحده، وتركت فيها القوى الوطنية المناهضة للاحتلال والمطالبة بالسيادة وتحرير العراق بدون ظهير حقيقي تحت رحمة المحتلين.
وهي قصة انجاز لشعب صابر مقاتل وأد عشرين غزواً قبل هذا الغزو وافشل مشاريع الاحتلال الواسعة، واربك اكبر قوة في العالم وفرض عليها الخسارة والتراجع وأوصلها الى حافة الهزيمة رغم انها ما زالت، تراوغ وتدبلج الشهادات الكاذبة وتكابر، قبل ان تصل الى ما وصلت اليه في فيتنام من قبل.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
بعد سقوط بغداد.. وقبل تساقط العراق
افتتاحية
البيان الامارات
مع مرور خمس سنوات على سقوط بغداد بيد قوات الاحتلال، يبدو العراق أبعد ما يكون عن سكّة العافية. بل هو يقف على «حافة الهاوية»، على حدّ تعبير رئيس الحكومة، نوري المالكي، في كلمة له يوم السبت الفائت. توصيف، يقرع ناقوس الخطر على نحو غير مسبوق؛ لمجرد صدوره عن رئيس الوزراء. ولو أنه لم يأت بجديد.
فأن يتحدث مسؤول، من هذا العيار وبمثل هذه الصراحة واللهجة التحذيرية؛ معنى ذلك أن كيل قدرة البلد على الاحتمال، قد طفح. كما يعني أيضاً بأن هناك خطوات وخيارات وتوجهات نوعية وذات طابع حاسم، على وشك أن يشهدها الوضع. وربما تكون، هي أو بعضها، قد دخلت حيّز التنفيذ.
إن وصول العراق إلى هذه اللحظة الفاصلة والمشحونة بالخطر، الذي أشار إليه رئيس الحكومة، كان عملية تحصيل حاصل. فالسياسات التي اعتمدها الاحتلال الأميركي، من البداية، كانت في نهجها وحصيلتها تفكيكية. ارتكب أخطاء وخطايا قاتلة للعراق. أوساط أميركية عديدة، رسمية وغيرها، اعترفت بذلك.
أخطر ما أدّت إليه ـ من جملة ما أدّت ـ كان مساهمتها في تأجيج المناخات الطائفية ـ المذهبية. كذلك كانت سياسته القائمة على تغليب كفة الحلول الأمنية، على كفة الحلول السياسية. الأمر الذي ساهم في تعزيز ثقافة الميليشيات وتفريخ التنظيمات المسلحة؛ وبالتالي تغليب منطق الأمن الذاتي الضيّق، على منطق الدولة والقانون.
لكن الاحتلال، بطبيعته تخريبي. المؤسف والمؤلم أن الساحة الداخلية، شكلت أرضية خصبة للتخريب، الذي ارتدّ في بعض جوانبه على المحتل نفسه. لكن بعد أن غار الجرح عميقاً في الجسم العراقي. والسبب الرئيسي في ذلك تمثل، من البداية، في جعل المصالحة الوطنية، بمثابة البضاعة الكاسدة.
المحاولات الكثيرة التي جرت في هذا الخصوص، من لقاء مكة المكرمة، إلى القاهرة، والجامعة العربية؛ وقبل أسابيع قليلة في بغداد؛ كلها بقيت، إما منقوصة وإما حبراً على ورق. استبدت بها حسابات، تراوحت بين سياسات التحصين الذاتي المفدرل؛ وبين سياسات الإقصاء والإلغاء.
تحققت مكاسب متجولة ومتقطعة؛ لهذا الطرف أو ذاك. لكن العراق بقي الخاسر الأكبر. بقي المسرح النازف. الأمر الذي فاقم من انكشافه الأمني، الداخلي والخارجي. جبهته الشمالية، كادت أن تتحول إلى جبهة حرب، مفتوحة على كل الاحتمالات؛ مع الاجتياح التركي؛ قبل شهر ونيّف. وفي الأيام الأخيرة كادت البصرة أن تتحول إلى جبهة قتال داخلي، مفتوح هو الآخر على المزيد من النزف والانهيارات.
صحيح أن الوضع الأمني قد سجّل قدراً من التحسن النسبي، مؤخراً؛ لكن الصحيح أيضاً أن العملية السياسية لا تزال على انسداداتها. ناهيك بالوضع الميليشياوي المتفاقم. ارتفع في الأيام الأخيرة مطلب حل الميليشيات، لحصر السلاح بالدولة فقط. وهو مطلب مشروع. بل بحكم الضرورة.
لكن التحدي يبقى في كيفية تحقيقه. التجربة، وفي العراق بالذات، تقول إن الحلول السياسية هي الأضمن والأقل كلفة. والمدخل، كان ولا يزال، في تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة؛ وذلك قبل أن تتساقط الحلقات الباقية في البناء العراقي ويخرج الجميع في صفوف الخاسرين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
أخيرا ..إيران كشفت وجهها القبيح في العراق
ناهض حتر
العرب اليوم الاردن
ها قد حدث ما توقعناه , وبأسرع مما توقعناه : الانشقاق الشيعي ـ الشيعي في العراق, بين الجماهير الوطنية الكادحة وبين الأحزاب المذهبية الموالية للمخابرات الإيرانية والاحتلال, وضع طهران أمام اختيار حاسم . وهي اختارت بسرعة , ربما تحت الضغط , الاصطفاف الصريح إلى جانب المحتلين وعمليتهم السياسية وحكومتهم ومليشياتها.
وفي تصريحات كسرت الصمت الإيراني الرسمي حول التطورات الأخيرة في العراق, وصف الناطق باسم الخارجية الإيرانية , محمد علي حسيني, هجمات المقاومة العراقية على " المنطقة الخضراء" في بغداد, بأنها " عمل مدان بشدة" . وفي انحياز صريح لرئيس الحكومة العراقية , نوري المالكي, قال حسيني إن العمليات العسكرية التي تشنها حكومة المالكي, بدعم من الاحتلال الامريكي, ضد مقاتلي المقاومة في البصرة ومحافظات الجنوب ومدينة الثورة في بغداد , هي " إجراءات قانونية بهدف فرض الأمن والاستقرار", لكنه " أمل أن تقوم القوات المحتلة بتسليم الحكومة والقوات العراقية, مهمة إدارة البلاد بالكامل , تخفيفا للأزمة " أي منح إيران وحلفائها , الحق الحصري في قمع الشعب العراقي ومقاومته, من دون الحرج الناشئ عن مشاركة المحتلين في المذابح .
أما سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني, سعيد جليلي, فقد أكد , لدى استقباله رسول الائتلاف الشيعي المتعاون مع الاحتلال الامريكي, إبراهيم الجعفري,أن " أمن العراق هو أمن إيران" , في إشارة إلى التحالف بين الحكومتين ضد المقاومة العراقية. وشدد جليلي على أن " إيران لن تتوانى عن بذل أي جهد للمساعدة على الحفاظ على أمن العراق " قاصدا, بالطبع, حكومة المحاصصة الطائفية التابعة للمحتلين.
وهكذا, تكون إيران قد خرجت من المنطقة الرمادية في سياستها العراقية, كاشفة , بصورة نهائية , عن وجهها القبيح , باعتبارها طرفا أساسيا في جبهة أعداء الشعب العراقي ووحدته واستقلاله ونهضته. فهي لا تؤيد الشيعة أو مشروعا شيعيا في العراق, كما كان يتوهم الكثير من أصدقائها وأعدائها, بحيث أنها تقف , كما قيل لنا تكرارا , مع الشيعة بغض النظر عن موقفهم السياسي. أنها تقف مع شيعتها وليس مع الشيعة, ومع القوى التي تسعى إلى تقسيم العراق ونهبه وإضعافه , وليس مع الشيعة الوطنيين المعادين للاحتلال, بل هي مستعدة للانقلاب إلى وحش ضد الجماهير الشيعية الوطنية , مما ينسف إدعاءاتها الدينية والمذهبية, ويكشف سياساتها باعتبارها سياسات قومية, ليس إلا.
نحن لم ندهش من ذلك , بل نعتبر هذه المواقف , محصلة الإستراتيجية الإيرانية إزاء العراق , والتي تقوم على الآتي:
أولا, أن العدو الإقليمي الأول لإيران , يتمثل في الدولة الوطنية العراقية. فهذه الدولة , بالذات, هي المنافس الإقليمي الرئيسي , بل الوحيد الممكن لإيران, والحجاب الذي يحول بينها وبين بسط سيطرتها على الخليج العربي,
ثانيا, وعليه, فإن إيران لا تريد, وليس من مصلحتها الإستراتيجية, أن يتوحد العراق, أو يقوى , أو يطور دولته الوطنية. وتتوضح , بذلك, دوافع السياسات الإيرانية المتواطئة مع المحتلين, والمحرضة على الانقسام المذهبي بين العراقيين , والعدائية إزاء أية قوة عراقية وطنية مستقلة عن نفوذها, خصوصا إذا كانت شيعية. وسنلاحظ , هنا, أن إيران كانت تدعم , بكل قواها, "جيش المهدي" , عندما كانت تسيطر عليه مجموعات مذهبية إجرامية أو مجموعات مخترقة من المخابرات الإيرانية, لكنها , عندما بدأ " جيش المهدي" بالتحول , تحت الضغوط الجماهيرية, إلى قوة مقاومة, فإنها , أي إيران, سرعان ما اعتبرته خارج القانون,
ثالثا, أن العراق هو التكوين العربي الوحيد الذي يمثل تحديا حضاريا ثقافيا لإيران والتشيع الإيراني. فالعراق بلد ذو أغلبية شيعية وطنية لها تراثها الثقافي والفقهي الخاص بها , وهي أصل التشيع كله , لا فرع منه . وبالتالي, فإنه من المستحيل أن يكون التشيع العراقي تابعا لإمبراطورية إيرانية قيد الإنجاز. بالعكس, يمكن للدولة الوطنية العراقية المستقلة التي يحصل فيها المكوّن الشيعي على حضوره الكامل, أن تكون مركز استقطاب مضاد لإيران, يتحلق حوله الشيعة العرب في بلاد الشام والجزيرة العربية.
لا ينفي كل ذلك أن إيران معادية " لإسرائيل" , بوصفها , أيضا, قوة إقليمية منافسة, لكن عداءها الأول يظل متجها صوب العراق , القوة الأخطر على خطط الإمبراطورية الإقليمية الإيرانية.
على الوطنيين العرب, بالتأكيد, تشجيع الصراع الإيراني ـ " الإسرائيلي" , لكن من دون التفريط , لحظة واحدة, بالمصالح الإستراتيجية العراقية, بما في ذلك خوض الصراع الصريح ضد الإيرانيين في هذا البلد العربي المركزي, ليس في صفوف الامريكيين, وإنما ضد التواطؤ الامريكي ـ الإيراني بمجمله.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
رائحة البارود
محمد كعوش
العرب اليوم الاردن
الفضائيات العربية تتحدث عن "سقوط بغداد" ولكن بغداد لم تسقط فهي في حالة مقاومة ورد ورفض للاحتلال, فالذي سقط هو السياج العربي والذي تضرّر هو النظام العربي. فليس هناك من يحسدنا على الوضع العربي الذي تجسد على الارض عقب احتلال العراق!!
نحن الآن في قلب الزمن الرديء, بل الأردأ, فهناك قضايا عربية ملحة تبحث عن حلول ناجعة, وهناك بؤر عربية مشتعلة, وهناك تدهور تدريجي ينحدر باتجاه الانفجار على صعيد الامن الاجتماعي العربي, وهناك انشغال عربي بخلافات جانبية حالت دون عقد مؤتمر قمة عربي كامل, وهناك رياح عاصفة مفعمة برائحة البارود ستهب على المنطقة في صيف ساخن وملتهب ... في غياب موقف عربي موحد وفي عدم وجود الحد الادنى من التعاون, او التنسيق العربي..
السكوت على احتلال العراق والصمت تجاه العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني, والقبول بفرض الحصار على قطاع غزة, وفشل حل المشكلة اللبنانية, وتجاهل ما يجري من تدخل في الشؤون السودانية الداخلية, والتحريض على التمرد ضد الحكومة المركزية, يشجع كل الاطراف الطامعة المتأهبة على ثغور, وتخوم الوطن العربي الى اقتحام هذه البلاد والمطالبة بحصة من ثرواتها واقتطاع اجزاء من اراضيها بعد تدمير السد العربي على البوابة الشرقية حيث اصبحت الطريق ممهدة ومعبدة امام الغزاة..
وبهذه المناسبة نقول لكل الذين راهنوا على الحماية الامريكية, او توقعوا من واشنطن ان تلعب دورا حقيقيا يساعد على حل المشكلات, ومواجهة التحديات, نقول لكل هؤلاء ان الادارة الامريكية المحافظة هي وراء كل هذه المصائب, وهذه الادارة انتهى دورها الان, وهي تلعب في الوقت بدل الضائع لانها مشغولة بالمعركة الانتخابية الرئاسية وليس لديها الوقت او القدرة على لعب اي دور صغير او كبير في المنطقة سوى اشعال حرب جديدة تفرض على الادارة الجديدة وتورطها اكثر في مستنقع الشرق الاوسط...
لذلك نخشى ان يكون الآتي اعظم لان رياح الصيف مشبعة برائحة البارود واسرائيل تستعد لحرب انتقامية بعد هزيمتها في حرب تموز 2006 وهي الحرب التي صارت كابوس الجيش الاسرائيلي وعقدة جنرالاته..
وفي غياب الموقف القومي ستدفع الدول العربية, كافة, ثمن تراجعها وترددها وغيابها عن الاحداث التي تهدد مصيرها, لان المشروع الاكثر خطورة الذي ستواجهه هو اضعاف النظام العربي, وتحريك كل الامراض الكامنة, وتحريض الاقليات العرقية والطائفية لتفكيك معظم الدول العربية من اجل ديمومة اسرائيل في المنطقة حسب وصية بن غوريون في مذكراته: ان لا حياة لاسرائيل الا وسط محيط من الدويلات العرقية والطائفية
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
أميركا عدوة نفسها!
شارل كاملة
تشرين سوريا
خمس سنوات بالتمام والكمال على احتلال العراق وسقوط بغداد في 9 نيسان 2003. ومنذ ذلك التاريخ لم يعرف علم الاجرام والحروب مشهداً مثيلاً من الدماء والقتل والتشريد والنزوح واستنزاف الثروات كما عاشه ويعيشه العراق بالتزامن مع خمس سنوات من الكذب والافتراءات والأضاليل والتزوير والتلفيق وكل ما تحويه معاجم اللغة من مثيلات هذه العناوين.
خمس سنوات مرّت على غزو العراق واحتلاله. هل هي قصيرة هذه المدة أم طويلة ـ ثقيلة بتداعياتها المأساوية أم إنها مرّت بسرعة البرق بالنسبة للرئيس جورج بوش الذي طالما وعد باحتلال يدوم لعشرات السنين وأكثر. ‏
كل السجالات الساخنة في أروقة الهيكل الأميركي «البنتاغون» أو الكونغرس لم تخرج دخاناً الى اليوم نستطيع أن نقول عنه أبيض أو شبه أبيض بل دخان أسود يحجب وراء سحبه العامل الداخلي المسبب لأضغاث انقسامات يسوقها البعض أو طرفا الانقسام لزيادة معايير تسويغ البقاء وإظهار بعض مسوغات الانسحاب على ندرتها. ‏
الشارع الأميركي وكونغرسه ينتظران تقريرين ميدانيين يتمحوران حول مواصلة سحب القوات الأميركية من العراق أو عدمها. (وهذه طبعاً ضمن سحب التعمية التي تذرها بيوتات الهيمنة لغايات تظهر أن انقساماً يجري حول هذه النقطة «الانسحاب» أو البقاء). ملخصهما. ‏
يؤكد أن العقبات والخيارات السياسية باتت ضيقة جداً، والحقيقة هي أن التقدم السياسي في العراق بطيء للغاية ومتعثر والتمزق واضح هناك والنتيجة أن وضع الولايات المتحدة مماثل لوضعها هناك قبل عام بالنسبة لعامل قدرتها على المغادرة أي إن المهمة لم تكتمل ويلزم المزيد من البقاء رغم إشارة التقرير الى أن أي تقدم لا يستحق هذه التكلفة البشرية والمادية والمعنوية. وهذه طبعاً لن تلحظ حين وضع المعايير كلها في الميزان. ‏
أمام مشهد مخادع مستمر منذ أول يوم للاحتلال لم يعد أمام بعض سياسي أميركا إلا النصيحة ـ وهي ليست لبوش بالتأكيد ـ بعد أن أعيت الحيلة كل عقلاء أميركا بعودته الى جادة الصواب. بل لخلفيته أياً كان جمهورياً أم ديمقراطياً نصيحة قدمتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين اولبرايت تؤكد فيها أن عدو أميركا هو نفسه عدو الإسلام وعدوها أيضاً هو كل ما صنعه بوش في سياسته عبر ثماني سنوات ونحن نضيف هنا أن عدو أميركا هو أميركا نفسها في حال أبقت نهج بوش مستمراً ولم يركن في أرشيف التاريخ كي يبقى عبرة لكل أحمق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
ولا حتى .. شهود زور !
خالد الأشهب
الثورة سوريا
المرشح الرئاسي الأميركي جون ماكين يرى خطأ فادحاً في التفكير بالانسحاب الأميركي من العراق اليوم , ويعلل ذلك بقوله : ستنتشر الفوضى .. وسنضطر للعودة مجدداً إلى هناك !!
إذاً , لافوضى في العراق اليوم ولا دم ولاعنف ولا حطام , بل ربيع أخضر وأمن وسلام .. وديمقراطية أيضاً , والفضل كله بالطبع يعود للاحتلال الأميركي ولاكتشافات ماكين المذهلة التي لايعرفها أحد غيره ?‏
ففيما ينزف الشريان الأميركي بكثافة هناك , وفيما تتوارد التقارير عن مستنقع موحل يغوص فيه الاحتلال حتى أذنيه , وفيما ينسحب حلفاء واشنطن تباعاً من المستقع إياه , لايجد ماكين وهو مازال مرشحاً بعد وليس صاحب قرار , إلا الدعوة إلى البقاء في العراق , لا لأجل النفط , ولا لتوطين الديمقراطية , ولا لوقف نزيف بلاده المتواصل هناك , بل كي لايضطر للعودة مجدداً إذا مافسد الربيع العراقي وذبلت أزهاره, بعد أن بذلت أميركا كل مابذلت لأجله ?!‏
ماكين لايكذب ولا يضلل أو يخدع , إنه أكثر من هذا وذاك وذلك .. يستخف بالعقل العربي إلى حدّ اعتباره أبلهاً , وبالعرب عامة إلى حد شطبهم حتى من قوائم الشهود الزور
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
نوري المالكي وانتخاباتنا الفرعية
سعد المعطش
الراي العام الكويت
تابع الشعب الكويتي الهجوم المفتعل علي وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية الخاصة، ومطالبة البعض منها بمحاربة الفرعيات. ولا أعلم كيف يمكن لوزارة الداخلية مكافحة هذه الانتخابات الفرعية التي جرمها القانون؟ هل سيتهم الوزير كل صاحب دعوة عشاء في بيته أنه ينظم تجمعاً انتخابياً، أم أن هذه المطالبات هي مقدمة لفرض قانون «منع التجمعات» الذي قال القضاء الكويتي كلمته فيه وتم رفضه؟ وهل يريدون مراقبة هواتفنا بحجة منع الفرعيات؟ وهل يريدون أن نخفي سياراتنا إذا أردنا الذهاب للديوانيات من أجل التواصل؟ وأتمنى الا يصل الأمر بمنع صلاة الجماعة بحجة أنها أماكن تجمعات قد تستغل من أجل الانتخابات الفرعية. إن تلك المطالبات تشبه تصريح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي حظر على «الحزب الصدري» المشاركة في الانتخابات العراقية إلا بعد حل الميليشيات التابعة للتيار الصدري، ولا نعلم كيف سيتأكد المالكي من حل تلك الميليشيات المسلحة؟ وهل سيكفيه أن يقولوا له أنه تم حلهم وحلحلتهم! وأجزم أن المالكي سيقتنع بتسليم الأسلحة التي يملكها ذلك التيار، ولكن كيف سيقتنع من يطالب وزير الداخلية الكويتي بمنع الفرعيات؟ هل يريدون منه أن يصدر أمرا بتسليم كل أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي يمتلكها المواطنون؟ من جهتي شخصيا لن أسلم جهاز اللاب توب الشخصي إلا في حالة تثمينه بمبلغ من المال يؤهل طباخنا ناصر كيرلا لخوض حملته الانتخابية التي سيخوضها مع طباخ ديوان الدخيل في الشامية، وأرجو من الجميع عدم مطالبة وزير الداخلية بمداهمتنا بحجة تنظيم فرعية بين الطبابيخ. دامت منطقية المطالبات ولا دام من يطالب أن تتجسس أجهزة وزارة الداخلية على هواتف المواطنين بحجة الفرعيات.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
دراسة اميركية: التقدم في العراق "بطيء وسطحي"
ا ف ب
- تواجه الولايات المتحدة خطر الغرق في مستنقع مكلف لا نهاية له في العراق نتيجة عدم تحقيق اي تقدم سياسي في هذا البلد الذي يعاني انقسامات على ما جاء في تقرير اعده خبراء اميركيون.
واوضح تقرير معهد "يو اس اينستيتوت اوف بيس" الذي نشر الاحد "ان التقدم السياسي بطيء جدا وغير منتظم وسطحي والانقسامات السياسية والاجتماعية عميقة للغاية بحيث ان فرص حصول انسحاب اميركي اليوم ليست اكبر مما كانت عليه قبل عام".
واضاف ان الوجود الاميركي في العراق "يحمل كلفة هائلة على الصعيدين البشري والمادي" فضلا عن المصالح الاخرى الكبيرة التي تضحي بها الولايات المتحدة.
واعتبرت الدراسة انه يلزم خمس الى عشر سنوات من "الالتزام الاميركي التام وغير المشروط في العراق" قبل البدء بتحقيق تقدم سياسي جدي.
واتت الدراسة قبل افادة مهمة جدا يدلي بها الثلاثاء امام الكونغرس قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس وسفير الولايات المتحدة في بغداد راين كروكر.
واضاف التقرير "حتى لو تواصل التقدم في العراق فان النتائج قد لا تكون تستحق هذه الكلفة".
واشرف على الدراسة التي اقترحت خيارات بشأن سياسة الولايات المتحدة في المستقبل الخبراء انفسهم الذين اعطوا نصائح لمجموعة الدراسات حول العراق التي شارك في رئاستها وزير الخارجية السابق جيمس بيكر في 2006. وقد رفعت هذه المجموعة استنتاجاتها الى الرئيس جورج بوش والكونغرس.
وقد نصحت هذه المجموعة التي كان يتراسها كذلك عضو الكونغرس السابق لي هاملتون بانسحاب على مراحل للوحدات القتالية من العراق وبالانفتاح سياسيا على ايران وسوريا.
واقر التقرير الجديد ان الامن تحسن بفضل سياسة التعزيزات الاضافية التي ارسل بموجبها 30 الف جندي اضافي اميركي الى العراق لكنه اشار الى ان الوضع يبقى هشا وان نفوذ واشنطن محدود على الحكومة العراقية.
وقال التقرير "ان مستوى تراجع العنف الذي لا يزال ادنى بكثير مما يحتاج اليه العراقيون والاميركيون يجعل الوضع هشا وبحاجة الى وجود القوات الاميركية".
واضاف التقرير "بدون تحقيق تقدم سياسي تواجه الولايات المتحدة خطر الغرق في مستنقع العراق لفترة طويلة مقبلة مع ما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مصالحها في اماكن اخرى من العالم".
واضافت ان العراق "يعاني من حكومة مركزية ضعيفة ومنقسمة تملك قدرة محدودة لممارسة الحكم" ومن غير المرجح ان يتحسن الوضع في وقت قريب.
وتابع التقرير ان "الولايات المتحدة لديها تأثير محدود على قرارات الحكومة العراقية وذلك يعود جزئيا الى انها لم تفرض اي شرط في مقابل تقديم الدعم لها".
وقال التقرير "يجب الانتظار" لمعرفة تأثير العملية التي شنت على الميليشيات الشيعية اخيرا في البصرة على استقرار العراق على المدى الطويل. واضاف "في حال النجاح فان تأثيرها سيكون ايجابيا بشكل كبير (..) وفي حال الفشل قد ينظر الى الحكومة على انها ضعيفة".
وقالت مجموعة الخبراء انه في حال قررت الولايات المتحدة الابقاء على "التزامها الكامل وغير المشروط" في العراق فيمكنها اما ان تركز جهودا اكبر على تمكين السلطات المحلية او السعي الى "صفقة كبيرة" على المستوى الوطني للتوصل الى تسوية بين الفصائل المختلفة بشأن الخلافات الرئيسية.
واعتبر التقرير ان "الحد الادنى المقبول لتبرير استمرار الدعم الاميركي هو اعتماد لامركزية واسعة في العراق مع حكومة مركزية تهتم بنقطتين حساسيتين: توزيع العائدات والامن على المستوى الوطني".
وتقترح الدراسة خيارين في حال قررت الولايات المتحدة خفض وجودها في العراق. يقضي الخيار الاول بربط دور الولايات المتحدة بتعزيز سلطات المحافظات على اساس اللامركزية مع اشراف الحكومة المركزية على عائدات النفط والابقاء على جيش فعال لا يستند الى اساس طائفي.
اما الخيار الثاني وفقا للدراسة فيشمل انسحابا "شبة كامل" وغير مشروط للقوات الاميركية من العراق مع تركيز جديد على الجهود الدبلوماسية لاعادة بناء تحالفات اقليمية.
وقال التقرير ان مجموعة الخبراء انقسمت حول الطريق الفضلى للتحرك في العراق.
وبشأن افادة كروكر وبترايوس نصح التقرير اعضاء الكونغرس بطرح مجموعة من الاسئلة تشمل: كيف يمكن للولايات المتحدة ان تزيد نفوذها على الحكومة العراقية؟ وفي ظل اي ظروف ستكون الولايات المتحدة قادرة على سحب غالبية وحداتها القتالية من العراق؟ ومع الحاجة المتزايدة لقوات اضافية في افغانستان ما هو العدد الادنى للقوات الضرورية في العراق في اطار المهمة الاميركية؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
اجترار مقزز
علي نصر الله
الثورة سوريا
في أيلول الماضي قدم رايان كروكر وديفيد بترايوس أمام الكونغرس الأميركي فصلاً من فصول استراتيجية الخداع للتغطية على فشل وخيبة إدارة بوش في العراق, وهما إذ يستكملان ذلك بفصل جديد من المسرحية إياها, فإنما يعكسان بذلك اصرار واشنطن على تجاهل الحقائق والوقائع والذهاب إلى أبعد مدى في معاندة الواقع والغوص في الهزيمة الحتمية.
فالإدارة الأميركية التي نأت عن توصيات بيكر -هاملتون وغيرها من النصائح الموجهة لها من عواصم مختلفة كان واضحاً أنها غير مهيأة إلا لسماع صوت واحد لاتخاذ خيار وحيد يصدر وتجري صياغته داخل دوائر مجموعة المحافظين الجدد وحدهم.‏
وبدلاً من الإصغاء لنصائح اللجنة الأميركية المستقلة ذهبت إدارة بوش إلى استراتيجية الكذب وتحميل الآخرين مسؤولية الفشل عبر تصدير أزمتها إلى دول الجوار العراقي, وتوجيه الاتهامات الزائفة لها متجاهلة حقيقة أن استقرار العراق يمثل مصلحة لهذه الدول وللمنطقة.‏
لا جديد في الشهادة الجديدة التي قدمها كروكر- بترايوس أمام مجلس الشيوخ سوى انضمام المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة جون ماكين إلى جوقة التضليل والتطرف التي تواصل اجتراراً مقززاً لمفردات بوش التي تعكس حالة غباء وعناد غير مسبوقين.‏
ماكين الذي قال إنه في حال فوزه بالانتخابات سيبقي على القوات في العراق لمئة سنة قادمة يرى -كما بوش- أنه مازال هناك فرصة حقيقية للنجاح, وأن الولايات المتحدة لا تقف على هاوية الهزيمة وذلك على الرغم من إقرار بترايوس بأن الوضع مازال هشاً وأن التحديات التي تواجه قواته لا حصر لها!!.‏
صحيح أن الشعب الأميركي الذي أرهقته التكاليف الباهظة لحرب العراق لم يكن ينتظر من كروكر- بترايوس دعوة صريحة وواضحة للخروج من العراق, لكنه بالمطلق لم ينتظر منهما تقديم ما يدعم ادعاءات بوش وماكين من أن قطع وعد بالانسحاب هو قرار مدمر للمصالح الأميركية ينطوي على عدم الإحساس بالمسؤولية!!.‏
ولعل ما شهدته جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ من مقاطعات وتنديد المحتجين والمناهضين للحرب, ما يعكس حالة الرفض الشعبي لاستمرار الحرب والاحتلال في العراق الذي لن ينعم بالاستقرار إلا بإنهاء الاحتلال.‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
دروس البصرة: هل نجح الصدريّون في تثمير صمودهم العسكري؟
علاء اللامي
الاخبار لبنان
بصراوي ينتدب بعد مقتل أحد أقربائه في البصرة يوم الاثنين الماضي (عاطف حسّان ـــ رويترز)لم ينجلِ بعد غبار معركة البصرة تماماً، وقد يكون الهدوء النسبي الذي تلا البيان الأخير للسيد الصدر، الداعي لإزالة المظاهر المسلحة، ليس أكثر من استراحة المحاربين. غير أن ثمة اعترافات كثيرة تسجل، وبصوت عال، هزيمة عسكرية حلت بالطرف الحكومي، وهناك العديد من الشواهد يكفي أن نذكر منها: اعتراف المالكي في سادس أيام المعركة بأن جيشه لم يكن مستعداً أو جاهزاً لمعركة البصرة، أما صحيفة «نيويورك تايمز» فقالت إن الصدر نجح تماماً في فرض شروطه على حكومة المالكي. الاستخبارات الأميركية، التي تعدّ حجة في الميدان المعلوماتي، أكدت من جانبها ــ كما نقلت صحيفة اندبندنت أون صاندي ــ أن قوات المالكي لا تسيطر إلا على أقل من ربع مدينة البصرة، أما وزير دفاع المالكي، عبد القادر العبيدي فقد اعترف بأنه لم يتوقع هذا المستوى من القوة في المقاومة التي أبداها مقاتلو التيار الصدري.
إن التخبط والتناقضات التي طبعت الخطاب الحكومي تؤكد أيضاً الفشل الحكومي العسكري. أما سياسياً فهي ــ حكومة المالكي ــ نجحت وحسب في حشد قواها وقوى حلفائها في أحزاب التحالف الطائفي العرقي الحاكم، والمؤلف بشكل أساسي من حزب المجلس الأعلى والتحالف الكردستاني وجبهة التوافق. واللافت أن هذه الأخيرة أبدت في الأيام الأولى للقتال اندفاعاً لا يقل عن اندفاع الحزبين الكرديين في التضامن مع المالكي وحملته العسكرية، ثم عادت لتخفف من هذا الاندفاع حين طالبت بلسان رئيسها عدنان الدليمي بالاستجابة للمطالب الواردة في بيان الصدر. هذه المواقف للأحزاب المتحالفة مع الاحتلال والداعية لبقاء قواته على أرض العراق، لم تفاجئ الكثيرين، ومنهم بل في مقدمتهم الصدريين الذين يعرفون بأن رؤوسهم مطلوبة من جانب الاحتلال وحلفائه المخلصين. لكن المفاجأة المؤسفة جاءت من جانب أوساط تحسب نفسها على معسكر مناهضة ومقاومة الاحتلال، حيث رأت هيئة علماء المسلمين أن حملة التصفية الدموية ضد التيار الصدري من جانب القوات الحكومية، والصمود البطولي والتضحيات الغالية في مواجهتها، مجرد «مواجهات وصراع على النفوذ بين بعض القوى». وجهة النظر هذه كررها بعد يوم واحد وبشكل حرفي نائب مقرب من البعث في البرلمان هو محمد الدايني، رغم أنه ــ والحق يقال ــ سجل تضامنه مع الصدريين في محنتهم وصمودهم، الأمر الذي لم تفعله هيئة العلماء. قوى وفصائل أخرى اعتلت منبر توجيه الحِكَم والنصائح، بل وطالبت التيار الصدري بالبراءات والتأكيد على الثوابت، وكأنه متهم في وطنيته وفي مقدار عدائه للاحتلال، فيما ينزف مقاتلوه ومنتسبوه وجماهيره المدنية شلالات من الدماء في مواجهة دبابات المالكي وطيران المحتلين.
ولعل أطرف ما قيل هنا هو العتب الذي وجهه أحد الكتاب الوطنيين العراقيين إلى قيادة الصدريين لأنها لم تذكر خلال الانتفاضة اسم مدينة الفلوجة أو غيرها!! ولا ندري لماذا يجب على الصدريين أن يبادروا إلى ذكر اسم الفلوجة أو الرمادي أو خرنابات، أم أن الواجب الوطني والإنساني يحتم على القوى الوطنية والمناهضة للاحتلال في الفلوجة أن تبادر هي ذاتها إلى دعم ومساندة المنتفضين في البصرة، كما حدث خلال انتفاضتي النجف السابقتين الباسلتين. حسبنا أن نشير إلى أن الجماهير الشعبية، وسكان المناطق التي تنشط فيها هذه القوى، أبدت من التضامن الوطني والإنساني الشيء الكثير، مما جعلها ــ كما هي العادة العراقية العريقة ــ متقدمة بأطوار على عقلية قياداتها الحزبية المحلية، فشاهد العالم حملات التبرع بالدماء وجمع المساعدات في أحياء العرب السنة في بغداد لمناطق نفوذ التيار الصدري المقصوفة والمحاصرة، وذلك رغم مضايقات عناصر «الصحوة» الذين أبدوا إخلاصاً «غريباً» لدافعي أجورهم المحتلين، وكذلك الحال في مدينة تكريت التي هبَّ سكانها للتبرع بالدماء لأشقائهم الجنوبيين.
بالعودة إلى استقراء نتائج معركة البصرة والجنوب، التي لم تضع أوزارها حتى اللحظة، يمكن القول إن الحكم المتحالف والمحمي بالاحتلال، اكتشف كم هو هش وضعيف، كما اكتشف التيار الصدري كم هو صلب وأشد مراساً مما كان ربما يعتقد. هذا على الصعيدين العسكري والتعبوي، أما على الصعيد السياسي، فيمكن تلخيص الدروس المستقاة من هذه المعركة الحاسمة بالتالي:
ــ لم يتمكّن التيار الصدري من تحشيد حلفاء جدد، كما لم يتمكن من استنهاض حلفاء قدماء، وقد يكون لفترة التخبط والعزلة التي عاشها خلال «تجميد النشاط» تأثيرها في ذلك. كما لم يتمكن التيار من تطوير واستثمار حالة الالتحاق بصفوفه من جانب وطنيين عراقيين من غير الصدريين، كأن يفتح لهم فصائل قتالية مستقلة على طريقة ما فعل «حزب الله» في لبنان أيام مقاومة الاحتلال الإسرائيلي مثلاً.
ــ لم ينجح التيار في قيادة العصيان المدني السلمي رغم البداية القوية والمتنامية التي بدأه بها، ولم يطرح الشعارات السياسية الملائمة لكل مرحلة.
ــ الأداء الواهن للقيادات السياسية العلنية للتيار، وخصوصاً بعض أعضاء الكتلة البرلمانية التي غرقت في ردود الأفعال العاطفية، غير المحسوبة والانفعالية، كما حدث في المشادة البرلمانية بين رئيس الكتلة وأحد نواب حزب المالكي.
ــ السقف السياسي المنخفض الذي ورد في بيان الصدر الداعي لإنهاء المظاهر المسلحة، حيث لم يرد أي مطلب ذي صفة شمولية، كأن يطالب بجدولة انسحاب محددة وقصيرة لقوات الاحتلال، أو رفض التفاوض مع المحتلين حول اتفاقية الوصاية القادمة، ورفض مجموعة القوانين اللصوصية كقانون النفط والغاز، أو تلك المؤدية إلى تقسيم العراق كفدرالية الجنوب والاستفتاء على كركوك...
لقد أثبتت حالة الصمود والاستعداد للتضحية لدى جماهير المقاتلين والمنتفضين في البصرة وعموم الجنوب العراقي أن الأمل ما زال معقوداً على الشعب العراقي وقواه الحية والنظيفة المناهضة للاحتلال. إلا أن الانتصارات العسكرية، مهما كانت جلية ومتميزة، فلا يمكن تثميرها سياسياً دون مشروع سياسي وطني يقطع مع منهجية التردد والسير على الحبلين، وينأى عن البواعث المذهبية والجهوية مهما كان مفعولها بسيطاً وغير ملحوظ.

ليست هناك تعليقات: