Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 5 أبريل 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 02-04-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
تقرير بترايوس وتساؤلات عن الوضع العراقي
إميل أمين
عمان العمانية
المؤرخ الامريكي الكبير وأستاذ التاريخ بجامعة ييل (بول كيندي) يتساءل عما اذا كانت التريليون دولار التي أنفقت على الحرب تستطيع أن تفعله لو استغلت بشكل سلمي في مشروع مارشال عربي ينقذ الدول الفقيرة من بؤسها ويحارب التطرف والأصولية بالوجه الايجابي الخير لا بالقوة المسلحة ألم يكن هذا الرصيد المالي المهول كافيا حتى يسبح الناس بحمد أمريكا عن ود لا عن خوف وتملق؟
ما الذي سيقوله بترايوس في الثامن من ابريل؟ هل سيصارح الأمريكيين بالحقائق أم سيمضي في طريق أفول الإمبراطورية؟
خلال هذه الايام ينتظر أن يدلي قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس بشهادته عن ما آلت إليه الأوضاع الأمنية في العراق وذلك بعد نهاية خمسة أعوام كان حصادها حتى الساعة مريرا على الالسنة الأمريكية وثقيلا على قلوبهم وكبد الإمبراطورية الأمريكية فرصتها للانطلاق تلك التي تحينتها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
غير أن اشد ما استوقف المتابعين للشأن العراقي الأيام القليلة الماضية ما كتبه (لورنس كورب) مساعد وزير الدفاع الأمريكي في عهد الرئيس رونالد ريجان عبر صحيفة الواشنطن بوست تحت عنوان (لا يجب أن يدلي بترايوس بشهادته منفردا) وهذا الأمر يستدعي علامة استفهام واسعة وعريضة... لماذا؟ الإجابة كما يبديها كورب سيما في ضوء توترات الأوضاع والعنف غير المسبوق الذي شهدته العديد من المدن العراقية الأسبوع الماضي وامتد من البصرة إلى بغداد هي انه إذا تم السماح مجددا له بأن يدلي بشهادته بدون رؤسائه كما فعل في سبتمبر الماضي فلا الكونجرس والشعب الأمريكي سيتلقون الصورة كاملة .
ومن الواضح أن إدارة بوش تريد أن تحافظ على الوضع على هذا النحو ففي تصريح لوسائل الاعلام مؤخرا قال روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي: لقد طلبت من الجنرال بترايوس أن يقدم تقييمه بشكل كامل على أساس ما يجري في العراق، وهو لا يحتاج إلى أن ينظر إلى كتفه أو يفكر في الضغط على القوات أو أي شيء آخر، زد على ذلك أن الرئيس بوش أشار إلى انه سيسمح لبترايوس وحده أن يحدد ما إذا كان سيواصل سحب القوات من عدمه، على أن قادة الجيش الآخرين الذين ينظرون إلى صورة الأمن القومي الأكبر لابد من استشارتهم فهم يعرفون جيدا كيف أن إبقاء نحو 130 ألف جندي في العراق خلال السنوات الخمس الأخيرة لم يقض على عشر القوات البرية الأمريكية فحسب ولكن أيضا عرض المصالح الأمنية الأمريكية حول العالم للخطر.
وهنا نتساءل بدورنا هل كانت هذه الحقيقة الناصعة ينكرها بترايوس في شهادته القادمة حتى وان أكدها نحو 12 قائدا عسكريا أمريكيا في بيان أخير لهم دعوا من خلاله للانسحاب الفوري من العراق؟
المؤكد أن استقالة الأدميرال وليام فالون المفاجئة من رئاسة القيادة الأمريكية المركزية قد ألقت بشكوك كبيرة حول شهادة بترايوس القادمة، ففالون كان معروفا بمواقفه الرافضة لتوسيع رقعة الحرب الدائرة في الخليج أي رفضه للحرب مع إيران إضافة إلى تفكيره في انسحاب القوات الأمريكية من العراق في القريب، هذه الاستقالة عند العارفين ببواطن الأمور تدلل على ضرورة ان يستمع الكونجرس الامريكي إلى رؤيته غير المقيدة الآن أو رؤية سلفه، غير أن واقع الحال هو أن فالون ولا أي من رؤساء الأركان الأمريكية المشتركة سيدعى للشهادة عندما يدلي بترايوس بشهادته القادمة فهل يعني ذلك ان بترايوس سيمضي في الشهادة بعيدا عن حقائق الأمور على الأرض لتتسق أقواله وأفعاله مع ما يوافق توجهات الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني؟
واقع الحال يفيد بان بترايوس كان أول قائد للقوات الأمريكية في العراق يدلي بشهادته أمام أي من اللجنتين أي لجنة الأجهزة المسلحة بمجلس الشيوخ ونظيرتها في مجلس النواب بمفرده حول العراق خلال مدة عمله التي استمرت عاما كقائد للقيادة المركزية.
وعند مساعد وزير الدفاع في عهد ريجان أن السبب الذي من أجله يحتاج الأمريكيون إلى رئيس القيادة المركزية ورئيس الأركان المشتركة والى حضورهم على طاولة الشهادة فيوضحه شهر سبتمبر الماضي عندما سأل السيناتور جون وارنر وزير البحرية الأمريكية السابق الجنرال بترايوس قائلا: إذا ما واصلنا ما طرحته أمام الكونجرس، هل هذا يجعل أمريكا أكثر أمنا؟ ورد بترايوس بشكل صحيح قائلا: حسنا سيدي لست ادري.
هذه الإجابة في كل الأحوال تقودنا إلى حقيقة الأوضاع في العراق كما رآها 12 قائدا عسكريا أمريكيا وكتبوا عنها تحت عنوان (العراق الحقيقي الذي نعرفه) فما الذي قاله القادة في تلك الشهادة؟
قال القادة أن حرب العراق ما زالت منذ خمس سنوات تفتقر إلى الرجال والعتاد وما زال العراق يشكل مسلخا وقد حاول هؤلاء القادة أن يجملوا في مقالهم العديد من الإخفاقات فقالوا أن العراق بعيد كل البعد عن تحوله إلى بلد حديث وقابل للبقاء لاسيما ان طرقه ومستشفياته ومدارسه وجسوره في حالة يرثى لها، ليس هذا فحسب لكنهم يضيفون بالقول: اننا نقباء في الجيش وقد خدمنا في بغداد ورأينا الفساد والانقسام الطائفي ونحن نفهم كيف يبدو الأمر عندما يكون انتشار الجيش صغيرا جدا ونعرف متى يحين الوقت للخروج واختتموا قائلين ان أفضل خيار هو المغادرة الفورية من العراق لأن الانسحاب المرحلي لن يمنع الحرب الأهلية وسيتسبب في مزيد من سفك الدماء من اجل قضية خاسرة.
والشاهد أن الإعلام الامريكي كان حاضرا بدوره على صعيد توجيه النقد الحاد لما يجري في العراق سيما بالنسبة لأوضاع الجيش وحتى لا يجد بترايوس متنفسا للمداورة والمناورة الواهية في شهادته القادمة.
فعلى سبيل المثال قالت صحيفة النيويورك تايمز في احدى افتتاحياتها الأخيرة أن ثمة علامات جديدة تشير إلى أن الجيش الامريكي الذي يعيش أزمة حقيقية يعيد تشكيل نفسه لمواءمة السقوط المدمر في العراق وقالت الصحيفة الأمريكية التي وقفت طويلا في وجه الحرب في العراق رافضة لها: إن ضباطا من فئة الشباب تلقوا مكافآت مالية كبيرة للبقاء في جيش يكافح من اجل الحفاظ عليهم مضيفة أن مشاة البحرية يحاولون الخروج من العراق إلى أفغانستان وهي الحرب التي تتمتع بشعبية أكبر للتركيز على العدوين الحقيقيين لأمريكا القاعدة وطالبان.
هذا الحديث تعززه كثير من الشواهد على الأرض فعلى الرغم من عديد القوات الجديدة الذي أرسل إلى العراق وبلغ نحو 30 ألف جندي فإن الأوضاع الأمنية الملتهبة مؤخرا تضع الكثير من علامات الشك حول (كلمة النجاح) كما يرى المحلل الأمني الامريكي مايكل كينزلي ولذلك فإن أفضل ما يمكن تحقيقه على الأرض من حيث تعرض الوحدات الأمريكية لخطر على حياتها في العراق هو انه سيكون هناك عدد كبير منها في يوليو القادم وربما حتى حينما يترك بوش مكتبه في يناير القادم مثلما كان عليه العدد قبل عام واحد وستنسحب القوات الجديدة التي تم إرسالها بعد التقدم النسبي في الأوضاع الأمنية الذي جرى منذ بضعة أشهر قبل أن تسوء الأوضاع من جديد تاركة نفس العدد الأصلي الذي بدأت به الحرب.
والنتيجة النهائية هي أن الوضع في بغداد ربما سيتحسن لكن يبدو انه لن يتقدم بالشكل الذي يجعله بعيدا عن المخاطر التي تترتب على تقليص التزام الوحدات الأمريكية.
والمقطوع به أن الحديث يطول عما جرى خلال السنوات الخمس لغزو العراق وقد لا يكون في المجال متسع للإفاضة والاستزادة لكن المهم في كل الأحوال هو التوقف أمام نقطتين بالغتي الأهمية الأولى تتعلق بمستقبل العلاقات الأمريكية العراقية والاتفاقيات التي ستحدد شكل تلك العلاقة من جهة وتأثير غزو العراق على الاقتصاد الامريكي انطلاقا من انه يمثل ركيزة أساسية في بناء الاقتصاد العالمي وحال حدوث كساد واهتزاز كما هو حادث بالفعل في أمريكا ستعرض العالم لانتكاسات متتالية ما يشكل خطورة فعلية على وضع الاقتصاد العالمي من ناحية ثانية.
منذ بضعة اشهر بدأت تظهر في الأفق أحاديث عن قيام حكومة نور المالكي بتوقيع أو بالمضي في الطريق لتوقيع اتفاقيات أمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية هذا الاتفاقيات في حقيقتها تجعل منه وعن حق نقطة انطلاق وركيزة أساسية للمضي قدما نحو الشرق في إطار استراتيجية الإمبراطورية الأمريكية الكبرى التي كثر الحديث عنها منذ نهاية التسعينات وبحسب مخطط وثيقة القرن الامريكي كما وضع لبناتها الأولى غلاة المتطرفين من المحافظين الجدد هذا الحديث عن تلك الاتفاقيات قد أثار مخاوف عريضة قطاع منها صحيح وهو ما حاولت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في بيان لها مؤخرا بالشراكة مع روبرت جيتس وزير الدفاع أن تنفيه عبر الواشنطن بوست الأمريكية وفي هذا السياق كتبت تقول: انه ليس مما سيتم الاتفاق عليه ما يمنحنا تفويضا بمواصلة مهامنا القتالية أو يحدد حجم قواتنا هناك، وما سيتم الاتفاق عليه لن يفوض الولايات المتحدة الأمريكية بخوض حروب مشتركة مع العراق ضد أي من الدول أو الدخول معه في التزامات أمنية كهذه، ليس هذا فقط بل أن الوزيرة الأمريكية تؤكد انه لا يوجد ضمن أي من الاتفاقيات التي سيتم إبرامها مع الجانب العراقي ما يلوي ذراع القائد الأعلى القادم للجيش الامريكي أيا كان رجلا أم امرأة بل على نقيض ذلك تماما فان من المتوقع لهذه الاتفاقيات أن تمنح الرئيس القادم سلطات قانونية ما يمكنه من حماية مصالحنا القومية.
غير أن الحقائق على الأرض وفي ضوء الخلاف الكبير الذي نشب بين الأدميرال وليام فالون الذي يمثل القيادة العسكرية وجنرالات الحرب وبين إدارة بوش تفقد تأكيدات رايس كثيرا من صدقيتها وفي ضوء الأحاديث والبيانات التي صدرت مؤخرا والتي تميط اللثام عن زيف دعاوى الحرب على العراق وأهمها بعد فكرة أسلحة الدمار الشامل براءة النظام العراقي السابق من التهمة التي أصر بوش على إلحاقها به بشأن محاولة اغتيال بوش الأب في الكويت العام 1993 تبقى تصريحات رايس مثيرة للقلق سيما وان الولايات المتحدة وبحسب مجلة الفورين بوليسي الأمريكية الشهيرة تبني داخل بغداد (حصنا أمريكيا جديدا) متمثلا في السفارة الأمريكية الجديدة في بغداد وهي اكبر سفارة عرفها العالم على الإطلاق وسوف يعيش آلاف الناس داخل أسوارها التي تقاوم التفجيرات معزولين عن الواقع الدامي الذي يشهده بلد يخوض حربا مما يطرح التساؤل الجوهري التالي الذي طرحته (جين سي لويفلر) لماذا شيدت الولايات المتحدة هذه المنشأة وما مغزاها؟
فيما الجزئية الأخيرة في هذا الطرح تحلق في سماوات المال والأعمال والاقتصاد وأثر حرب العراق على الاقتصاد الامريكي والثابت انه في سبتمبر من عام 2002 قدر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لورانس ليندس (أن تصل كلفة غزو العراق ما بين 100- 200 مليار دولار وقد وصف ميتش دانيالز الذي كان يرأس في حينه مكتب موازنة البيت الأبيض تقديرات ليندسي بأنها عالية جدا وأشار وقتها إلى أن الحرب ستكلف من 50-60 مليار دولار).
ووقت كتابة هذه السطور كان مكتب الموازنة في الكونجرس الامريكي يشير إلى تكلفة الحرب الإجمالية حتى 2017 قد تصل إلى تريليون دولار إضافة إلى 705 مليارات دولار هي قيمة فوائد المدفوعات غير أن بعض الخبراء يرون أن هذه الأرقام تقلل من القيمة الحقيقية للتكلفة الإجمالية فقد تصور جوزيف ستيجيلتيز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد والمستشار الاقتصادي سابقا للرئيس كلينتون في ورقة بحث أعدها مع عالمة اقتصاد أخرى هي ليندا بيلمس أن إجمالي الكلفة الكبرى للحرب على العراق ذاتها ستزيد على تريليون دولار ويختلف هذا التحليل عن تقديرات مكتب الموازنة في الكونجرس هذه الأرقام دعت عددا من ساسة أمريكا ومفكريها إلى إعادة النظر في المشهد الامريكي برمته فعلى سبيل المثال يكتب فريد زكريا رئيس تحرير مجلة النيوزويك الأمريكية يقول: ان القلق المنتشر جزئيا من جراء التورط الامريكي في العراق قد نسف ما شاع سابقا عن الموقف الامريكي المتفتح والصريح (حيال السياسة الخارجية والاقتصاد مضيفا بأن أمريكا أصبحت دولة) أهلكها الخوف والتشاؤم وأدى هذا الخوف إلى انتهاج سياسات حمائية في التجارة والهجرة والأسواق التي تقودها بدورها إلى تهديد الاقتصاد الامريكي بالخطر في المستقبل.
أما المؤرخ الامريكي الكبير وأستاذ التاريخ بجامعة ييل (بول كيندي) فيتساءل عما اذا كانت التريليون دولار التي أنفقت على الحرب تستطيع أن تفعله لو استغلت بشكل سلمي في مشروع مارشال عربي ينقذ الدول الفقيرة من بؤسها ويحارب التطرف والأصولية بالوجه الايجابي الخير لا بالقوة المسلحة ألم يكن هذا الرصيد المالي المهول كافيا حتى يسبح الناس بحمد أمريكا عن ود لا عن خوف وتملق؟
ما الذي سيقوله بترايوس في الثامن من ابريل؟ هل سيصارح الأمريكيين بالحقائق أم سيمضي في طريق أفول الإمبراطورية؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
خمس سنوات من الفشل
بيانكا جاجر
الجارديان
إذا كان جورج بوش وتوني بلير رئيسين تنفيذيين لمؤسسة تأتي بممارسات خادعة وكاذبة في المدينة كتلك التي قاما بها في العراق، لكان قد تم فصلهما على الفور وبالإجماع.
بعد مرور خمس سنوات على الحرب، بات ميراث العراق واضحا تماما للجميع. لنلقي نظرة على الميزانية العامة للحرب:
تشير بعض الإحصائيات الواردة في دراسة لانسيت إن أكثر من مليون من المدنيين العراقيين لقوا مصرعهم ـــ هذا الرقم ربما يتجاوز بكثير تعداد قتلى أعمال الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا.
من ناحية الضحايا العسكريين، قتل 4000 جندي أمريكي حتى يومنا هذا، وتعرض حوالي 30000 آخرين إلى إصابات خطيرة. وتسببت الحرب في تشريد أربعة ملايين لاجئ، مليونان منهم فروا من العراق، والمليونان الآخران أصبحوا من النازحين داخليا.
يقول جوزيف ستجلر إن التكلفة الإجمالية التي تكبدتها بريطانيا من جراء الصراع في العراق وأفغانستان تقدر بحوالي 10 بليونات جنيه إسترليني، تم إنفاق 3 بليونات جنيه منها خلال العام الماضي فقط. وبناء على تقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس، وصلت تكلفة الحرب في العراق بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فقط إلى عدة تريليونات من الدولارات.
سمحت الدول المحتلة بارتكاب انتهاكات خطيرة في حقوق الإنسان، بل وتم ارتكابها بالفعل. تلك الانتهاكات تتضمن التعذيب وإساءة المعاملة في سجن أبو غريب، ومعتقل جوانتانامو، علاوة على قتل 24 مدنيا عراقيا في مدينة الحديثة، واستخدام الفوسفور الأبيض، وحادث الاغتصاب الجماعي لفتاة تبلغ من العمر 14 عاما وقتل جميع أفراد أسرتها في مدينة المحمودية، وقصف وقتل المدنيين في مقاراديب. وأخيرا، تضاعف سعر النفط أربع مرات منذ عام ،2002 ليصل حاليا إلى حوالي 110 دولارات أمريكية للبرميل الواحد.
أما الشيء الغريب بشأن هذه القصص والإحصائيات هو أن السياسيين المسؤولين عنها لم يتعرضوا لأي مساءلة على الرغم من حقيقة أن بين 65٪ و70٪ من سكان العراق يعارضون الحرب، وعلى الرغم من حقيقة أن الحرب كانت وما زالت تشكل كارثة ليس لها ما يبررها.
لقد دخلنا في مرحلة خطيرة في السياسة العالمية، تلك المرحلة التي لا تجري فيها مساءلة ساستنا عن أخطائهم ولا عن أكاذيبهم.
إن موقف رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير اللامبالي من سيادة القانون الدولي ظهر مرة أخرى عندما اعترف وزير الخارجية البريطاني الحالي ديفيد ميليباند أمام البرلمان أن بريطانيا ساعدت في تسليم وترحيل محتجزين بشكل استثنائي إلى المواجهة معاملة غير مأمونة العواقب على يد محققين أجانب في سجون خارجية في عام .2002
لقد أصبحنا متواطئين ومتورطين في سلسلة من «الأساليب القذرة» فيما يسمى بالحرب الأمريكية ضد الإرهاب، وينبغي علينا أن نتوقف عن ذلك على الفور.
لقد كانت حرب العراق منذ البداية حربا لا أخلاقية، ولا شرعية ولا يمكن الانتصار فيها. إننا لم نوفر لتلك الحرب ما يكفي من القوات ولا المعدات، كما أننا لم نوفر ما يكفي من الموارد لدعم المدنيين على الأرض.
لقد فشلنا في توفير الأمن، وفشلنا في توفير الحكم الرشيد، وفشلنا في كافة جهودنا الرامية إلى إعادة إعمار الدولة.
لقد أصبح العراق أقل أمنا الآن عما كان عليه في عهد صدام حسين. لم يحدث حتى في فترة حكم صدام أن فر مليونا عراقي من الدولة، ونزح مليونان آخران داخليا.
لقد وصل الفشل في العراق لدرجة أن 90٪ من الشعب العراقي يفضلون عراق صدام عن عراق اليوم وذلك وفقا لدراسة أجراها مركز العراق للأبحاث والدراسات الإستراتيجية في ديسمبر .2006 ما الذي تفعله قواتنا في جنوب العراق؟ لم تتمكن القوات البريطانية من منع عمليات ذبح المواطنين العراقيين. إنني أعتقد أن السبب الوحيد في بقاء رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في العراق هو توفير غطاء للوجود الأمريكي. لذلك، ينبغي علينا الانسحاب من العراق، ونشر قواتنا في مكان آخر في العالم حيث نستطيع ان نفعل شيئا جيدا. إن مواصلة هذه الحرب لن تؤدي إلا إلى المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
طالب السير مايكل روز في يناير 2006 بتوجيه الاتهام إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بشأن العراق. أما أنا فلي مطالبة مختلفة لكنها أكثر تواضعا من رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون. (إنني أطلب منك ومن حكومتك الإعلان عن موعد سحب قواتنا من العراق وأن تعلنه اليوم).
إنني اتفق تماما مع البيان الصادر عن منظمة العفو الدولية مؤخرا إنه ينبغي على الحكومة أن تعلن بلغة واضحة لا لبس ولا غموض فيها عن إدانتها لكافة أعمال ترحيل المسجونين سرا.
لقد تعلمنا من التاريخ الآن اننا لا نستطيع بأي حال من الأحوال جلب الديمقراطية إلى أي مكان بقوة السلاح. نعم لقد حان الوقت الآن للاعتراف بان الحرب العراقية لم تكن إلا كارثة. وأناشد براون بأن يتحلى بالشجاعة والقوة والصراحة وأن يقدم على التصرف الصحيح، وأن يعترف بأخطاء سلفه وأن ينسحب من العراق على الفور.
لقد ناشدت المواطنين البريطانيين في مؤتمر صحفي بمناسبة الذكرى الخامسة للمظاهرة التي طالب فيها جموع البريطانيين بوقف الحرب في لندن، بعدم التصويت لأي نائب يرفض الموافقة على إجراء تحقيق برلماني شامل. ينبغي محاسبة الساسة على هذا الفشل الذريع.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
التكتلات المذهبية في لعبة السياسة العراقية 3
د. ماجد أحمد السامرائي
اخبار العرب الامارات
ما هي المعطيات السياسية لخمس سنوات من الاحتلال؟ لعبة السلطة محدودة وقصيرة الزمن اذا كانت مجردة من روحها الحقيقية وهي العلاقة بقضايا الناس ، وليس هناك أكبر من قضية العراقيين الانسانية. صحيح ان السنوات الخمس الماضية قاسية على أبناء العراق بما قدموه من تضحيات تتم التغطية عليها حالياً لأسباب كثيرة، لكن هذه اللعبة لم تتحقق وفق تقاليد ومعايير سياسية لا نقول ديمقراطية وانما وطنية عامة. . استخدم وبطريقة سيئة الرمز والمرجعية المذهبية في لحظة من لحظات الغليان العاطفي الجماعي خلال الانتخابات عام 2005 وما بعدها. وما زالت حالات الفشل السياسي تُغطى بالمرجعية المذهبية للسيد السيستاني. الا أن أهم تطور هو اعلان حالة التفكك بين التحالفات الهشة داخل الجماعات المذهبية، وبينها وبين الحلفاء الأكراد، لكونها لم تقم على أساس وطني، بل على المصالح الذاتية الضيقة سواء السلطة أو المال. فقد اتفقوا على دستور مطرز بالألغام لم ينجز وفق ظروف وبيئة مريحة للشعب، بل في ظل الاحتلال العسكري القاتل لشعب العراق وبسيادة المليشيات الطائفية المشحونة بروح الانتقام على كل ما تشم منه رائحة الدولة العراقية العتيدة وليس نظام حكم في فترة من فتراتها. وأصبحت بعض مواد هذا الدستور الذي اتفقوا عليه مثاراً للخلافات الحادة المهددة بانهيار العملية السياسية. الحالة في العراق يصعب وصفها، أقسى مظهر فيها هو حجم الكارثة الانسانية للمواطنين العراقيين بجميع فئاتهم وطوائفهم. مقتل قرابة المليون حيث أصبح العراق اليوم بحق بلد المليون شهيد في القرن الواحد والعشرين. صحيح كان للعرب السنة الحجم الكبير لأن رؤوس الحراب موجهة نحو صدورهم البريئة، فقد قيل للضحية: ’’ انك تتحملين وزر تاريخ العراق الممتد لأكثر من ألف وأربعمائة عام، وشكلت العقود الثلاث الأخيرة في حكم صدام خاتمتها’’. وهذا النزيف المستمر للكارثة خصوصاً في واجهة الهجرة والتهجير الملاييني خارج العراق قد لا يتوقف بسهولة في ظل تركيبة الحكم السياسي القائم، انه الأثر القبيح لمعادلة الحكم الطائفي، ولا أتوقع حلاً عاجلاً لهذه الكارثة دون حل سياسي جذري، فالموجودون ممن يدعون تمثيل السنة في الحكم يستخدمون هذه الكارثة الانسانية لتصعيد رصيدهم في السلطة. الاحتلال له أنماط متجددة كطرف معاد للشعب، ولا يمكن أن يتحول الى صديق وحام. . ولديه أساليب متجددة ووفق خصوصيات العراق بعد أن توطن على أرضه، ولم يتمكن من كسب قلوب العراقيين لكونه هو من جوعًهم عبر حصار ثلاثة عشر عاماً قبل احتلال 2003، وقاتلُ أبنائهم ومدمرُ حضارتهم ومدنيتهم. خصوصيات أساليبه بعد خبرة الخمس سنوات هي استثمار البناء الأثني الهش الذي شيدته القوى الطائفية في العمليات اللوجستية لسحق المقاومة العراقية وتمزيق لحمة النسيج الاجتماعي وذلك بزرع الفتن المسلحة داخل الطائفة الواحدة.
التطور الجدي الذي تحقق داخل جسم المقاومة الوطنية رغم الضربات الموجعة التي وجهت نحوها هو تخلصها من بعض خطوط الاختراق داخل هياكلها البنيوية، وتخلصها من الاتجاهات السلفية المتطرفة بعد الانشقاقات التي حصلت بداخلها، ووضوح برامجها وفرزها عن تنظيم القاعدة الغريب في تركيبته العقائدية التي أثرت سلباً على مقاومة العراقيين للاحتلال بكونه ذي طابع وطني تحرري قبل أن يكون عقائدياً (جهادياً) وفق المفهوم الاسلامي السلفي. العملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية، ودعوات المصالحة كشفت عن عجزها وفشلها، والقوى التي ادعت تمثيل السنة في وقت صعب قاطعت فيه الملايين الانتخابات واستفتاء الدستور في أكبر عملية تزوير شهدها تاريخ العراق، ليسوا هم كذلك. وهناك عملية تزوير واسعة لشعارات ’’المصالحة الوطنية’’ في وقت يعاد شحذ السكين في قانون المساءلة والعدالة ضد البعثيين ليشمل فكرهم العروبي، أي ان المستهدف وفق القانون الجديد ليس الأفراد المحددين من منتسبي حزب البعث في فترة حكم النظام السابق، وانما الأجيال العراقية الحالية والمستقبلية من حرية خيارات اعتناق أي فكر عربي أو عراقي وطني يؤمن بوحدة الأمة وعدالة قضيتها الانسانية. أليس هذا ارهاباً يتجاوز مفهوم الادارة الأميركية الحالية للارهاب. فالأفكار تتوالد وتتطور وفق حركة جدلية وبمعطيات التغيرات الكونية والمحلية. وقد يتولد في العراق نتيجة محنة الاحتلال والطائفية فكر جديد له أطره البنيوية قد يكون أشد ايلاماً على الأحزاب الحالية من فكر حزب البعث وبذلك تكون معادلة المصالحة مع البعث اليوم أنفع للاسلاميين الطائفيين الشيعة والسنة مما سيحدث غداً. ان تجربة حزب البعث في العراق بما احتوته من سلبيات وايجابيات ومن اَثار لسياسة الظلم على قطاعات شعبية غير قليلة ومن اختزال فكري سياسي داخل نظرية ’’الحزب القائد’’ والفردية وانعدام الحرية، بحاجة الى مراجعة جدية وجريئة تقوم بها القيادات البعثية المطاردة اليوم من قبل الحكومة والاحتلال. فرصتها السياسية الوحيدة ليست الانقسامات والصراعات الشخصية، وانما تقويم تجربة حكم البعث في العراق بروح نقدية جريئة أمام الشعب العراقي والأمة، وأمام من تحمل المصائب من اَلاف البعثيين عسكريين ومدنيين وعوائلهم العراقية المنكوبة. ان أية عملية ترقيع في مظاهر هذه العملية السياسية لن تحقق خطوة على طريق تصحيح مسارها الجوهري. . لأنها بنيت على قواعد من قنابل موقوتة في الدستور والانتخابات، وفقه سياسي خليط ومشلول ما بين الليبرالي والاسلامي المذهبي، وغياب للوطني العراقي. حتى فكرة التوافق على شراكة الحكم لا يوجد ايمان حقيقي بها. لقد كشفت الأحزاب الطائفية (السنية والشيعية) عن جوهر مصالحها الخاصة. فيما يتهمون النظام السابق وعبر مؤسسات أميركية اعلامية وشركات خاصة بما سمي ’’بكوبونات النفط مقابل الغذاء’’ وهي بضعة ملايين من الدولارات لا أبرر أسلوبها والظروف التي سارت فيه خلال الحصار الظالم الذي منع كل شيء حتى أقلام الرصاص عن شعب العراق. . هناك اليوم حديث عن 21 مليار دولار مفقودة داخل أروقة حكومة بغداد. كما ان مراجعات الجهات التدقيقية المالية الأميركية بدأت تعترض جدياً على مصير الأموال الأميركية الخارجة من جيب دافع الضريبة الأميركي. ولعل فضائح الفساد المالي بدأت تتكشف من داخل أروقة السلطة ومثالها ما يعلنه رئيس هيئة النزاهة الهارب الى الولايات المتحدة أمام جلسات الكونغرس الأميركي من حقائق بينها حسب قوله تغطية رئيس الحكومة على مراكز الفساد في الوزارات العراقية. ان مأزق النهج الطائفي قد أرتد على صانعيه ومسوقيه بعد أن ترك اَثاره في تمزيق وحدة المجتمع العراقي وخلف ضحايا بشرية كبيرة، وبدأ نسيج هذا المنهج يتفكك وينهار، الا ان رموزه لا يريدون التسليم بهذه النتائج، ويحاولون اعادة صياغته بمعنى جديد هو ما يطلقون عليه ’’تثبيت دعائم حكم الشيعة للعراق’’ متوقعين ان هذا الغطاء الطائفي سيحقق ولاء للزعامات الحالية المهيمنة على الحكم تحت شعار ’’يا أبناء الشيعة أتحدوا من أجل الحفاظ على مكاسبكم’’. ان فترة الخمس سنوات الماضية قد كشفت هشاشة هذه الادعاءات وان أبناء الشيعة العرب متمسكون بعراقيتهم من جهة، وانهم حصدوا المصائب والكوارث بسبب الاحتلال وأدواته المحلية ولم يتمتعوا بأية وعود لانجازات غير حقيقية من جهة ثانية. وهناك من يقول ان السنة الأخيرة قد شهدت بعض التطورات على صعيد اختراق الاصطفاف الطائفية في المشهد السياسي الى اصطفاف على مستوى التيارات والعقائد السياسية، وهذا الرصد غير دقيق، حيث ما زالت الفكرة الطائفية وبرامجها السياسية هي السائدة للأسف الشديد.
هل المأزق هو الاحتلال. . مثلما كان عام 1920 بعد سنتين من الاحتلال البريطاني للعراق فاندلعت ثورة العشرين برموزها العشائرية العربية الشيعية والسنية؟ أم هي الأطر السياسية التي سلمها الاحتلال السلطة في العراق ووفر لها المستلزمات الدستورية والقانونية التي من الصعب كسرها الاَن؟ هل هو الارهاب وفق التعميم الأميركي الذي له خلفيات في الفكر الايديولوجي الذي يقوده المحافظون الجدد وفق نظرية صراع الحضارات ومحاربة الاسلام لكونه معادياً للغرب؟ وما ذنب العراقيين في ذلك؟ هل هو مأزق العملية السياسية التي قادتها أحزاب اعتمدت على التحالف المؤقت ما بين الاسلام الشيعي والقومية الكردية؟ هل هو أزمة الفكر الديمقراطي الليبرالي الذي أهملته قيادة الاحتلال الأميركي لفقدانه بريق الحماسة الشعبية الواسعة، وذهب الأميركان الى المرجعيات المذهبية ’’الشيعية ’’ وفق نظرية ’’تسليم السلطة للشيعة وطرد السنة’’ الذين حكموا ألف وأربعمائة عام وفق النظرية الطائفية؟ هل الأزمة لدى المقاومة المسلحة واختلاطها مع تنظيم القاعدة الغريب عن العراقيين وهو صناعة الاستخبارات الأميركية فترة احتلال السوفييت لأفغانستان تحت شعائر الجهاد الاسلامي الذي رحّل الى العراق بعد كارثة 11 ايلول/سبتمبر 2001؟ أين هي الأزمة ؟ قد لا يكون الجواب مثالياً، وقد يكون مرتبطاً بأولويات لوجستية وبمعانٍ من المتطلبات الجيوسياسية المباشرة، وقد يكون من الصعب انتقاء واحد من المسببات وادخال معظم المحنة تحت مظلته، حتى تكاد كل الأسباب مكملة واحدة للأخرى في خزان المحنة الكبيرة. وقد يكون السؤال مركباً مثلما هي المسببات. لكنه ببساطة ووفق هاجس المواطن العراقي المحترق بالنار: انه الاحتلال. وهذا العنوان المباشر يخيف الأحزاب الحاكمة في العراق قبل الاحتلال ذاته. . ومعروفة هي الأسباب. . لكنه الاحتلال. . وهو كذلك ليست قضيته معقدة. . برمجة وجوده في العراق. فيما اذا خلصت النيات. . فالصراع مع الاحتلال واضح، ولكن المشكلة هي عند من تشابكت خيوطه المصلحية وامتدت الى أعماق أكثر من المصالح النفعية المالية خلال السنوات الخمس الماضية، لأن هناك جهات اقليمية استخبارية وسياسية اشتغلت بهدوء على ترتيب خيوط وقنوات قوية لربط مصير العراق اقليمياً عبر جسر جديد ما بين ايران واسرائيل وتحت مظلة أميركا. لكن المشكلة هي في عدم توافق جميع الجهات الجامحة فيما بينها، لكون قضية العراق رغم حجمها الكبير ومقدار ما أفرغ فيها من امكانيات مالية وبشرية وخبرات، فهناك قضايا أخرى ذات تأثير استراتيجي مباشر في الصراع (سوريا. لبنان. فلسطين). . الصراع أميركي اقليمي (ايراني). .
ممثلو الأحزاب الحاكمة في بغداد هم أضعف الحلقات في الوضع السائد في العراق والمنطقة حالباً. . ولو كانوا أذكياء حقاً وخصوصاً ممن لديهم قدر من الولاء للعراق، لانحازوا الى طريق المشروع الوطني العراقي، لأنهم من دون ذلك سيستخدمون حالباً ويرمون على قارعة الطريق في المرحلة المقبلة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
تدمير قوس النصر العراقي
وليد الزبيدي
الوطن عمان
تخطط الإدارة الأميركية لتدمير قوس النصر، الذي يتقدم ساحة الاحتفالات ، ويقع الآن داخل مايسمى المنطقة الخضراء ، وقد يبدو الأمر في غاية الغرابة ، عندما يصل الأمر بالإدارة الأميركية إلى وضع خطط لتدمير معالم العراق ، بعد أن سقط هذا البلد في قبضة الاحتلال ، إلاَ أن الأمر لايحمل أية غرابة، فقد خططوا ونجحوا في إعلان احتلال بغداد امام فضائيات العالم في ساحة الفردوس، ولمن لايعرف هذه الساحة ، فإنها المكان الذي تواجد فيه الجندي المجهول العراقي ، ويرمز هذا النصب وبدلالته المكانية ، إلى تاريخ هذا الجيش الذي تأسس عام1921، وتم وضع لبناته الأولى على أسس وطنية، ولم يتم تداول المفردات والعبارات الطائفية والعرقية عبر تاريخه، وهناك حقد عميق ضد ضباط وجنود الجيش العراقي ، الذي سارع إلى القتال ضد العصابات الإسرائيلية في حرب عام1948، وهي سنة تأسيس إسرائيل. وقدم الشهداء في تلك المعارك، وهناك مقبرة شهداء الجيش العراقي، وشارك هذا الجيش في جميع الحروب العربية ضد إسرائيل، وعناوين الشهداء بارزة في حروب1967-1973، وشارك الطيارون العراقيون في الجبهة المصرية، والقطعات البرية أوقفت زحف القوات الإسرائيلية باتجاه دمشق ، وفي كل مكان مقبرة يفوح منها عطر الشهادة والبسالة والشجاعة ، التي أبداها جنود وضباط هذا الجيش.
كما أن الأمر، لم يتوقف عند إعلان احتفالهم باحتلال بغداد وفي ساحة الجندي المجهول(ساحة الفردوس) أمام فندق الميريديان، حيث تم إجبار جميع وسائل الإعلام للذهاب إلى هناك، ووضع كاميرات الفضائيات، لتنقل إلى العالم أجمع، إسقاط تمثال الرئيس الراحل صدام حسين ، فقد سارعت قوات الاحتلال منذ الأيام الأولى إلى السيطرة على نصب الشهيد، وهو بناء معماري في غاية الروعة، يقع في جانب الرصافة، ويرمز إلى شهداء الجيش العراقي عبر تاريخه، ودنس المحتلون هذا المكان، عندما اتخذته قواتهم معسكرا لها.
من هنا نجد أن قوات الاحتلال الأميركي، لم تترك مكانا ذا رمزية تاريخية مشرقة للجيش العراقي السابق، إلا وعملت على تدنيسه أو تخريبه، والعمل على التقليل من أهميته ومن مكانته الكبيرة في نفوس العراقيين، وبعد كل مافعلته قوات الاحتلال بالجيش العراقي وقادته ورموزه، تخطط لتدمير قوس النصر، الذي يؤرخ شجاعة وقوة جيش العراق، وفي جميع الأحوال، فإن ذلك يؤكد حجم الحقد الأميركي وأذنابه ضد الشجاعة والبطولة أينما وجدت.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
من المثلث الخطر الى مثلث الخطر
حياة الحويك عطية
الخليج الامارات
من المثلث الخطر، ذاك الذي خرجوا علينا به بعد احتلال العراق، ليراد، بتوصيفه سنياً طائفياً، تركيز فكرة الفرز الطائفي في العراق تمهيدا لتقسيمه وفق اعتبارات طائفية وعرقية، وليراد كذلك، بإطلاق الفرز السني - الشيعي من العراق، تفجير العالم العربي ومن ثم العالم الاسلامي كله على أساس مذهبي. الى مثلث الخطر الذي اطلقت تعبيره الجغرافي قمة دمشق لتقول ان عاصمة الأمويين تتوسط مثلثا خطرا مكونا من لبنان والعراق وفلسطين، وبذلك تتحدد خطورة دورها في المنطقة كلها.
واذا كان تعبير المثلث الأول يخترع وهماً ويعمل على تكريسه للتدمير، فان تعبير المثلث الأخير يخرج الكلمة من دائرة الفتنة الى دائرة واقع المواجهة الحقيقية، ويعبّر عن واقع تاريخي وجغرافي وسياسي، لا بد من أخذه بعين الاعتبار اذا أريد لمشكلات هذه الأمة أن تحل وللمستقبل العربي أن يبنى.
ذلك بأن استعمال المصطلحات الهندسية في الخطاب السياسي هو أمر شائع، ليس فقط من باب ادراك أهمية الجغرافية في السياسة، بل واضمارا لنوايا وخطط يراد تسويقها من خلال الخطاب. واذا كان العالم العربي قد عرف منذ فجره تسميات سياسية جغرافية بريئة النوايا، من مثل الجزيرة العربية، الهلال الخصيب، وادي النيل او وادي الاردن، الضفة الغربية، أو الصحراء الغربية، الخ، فان التسميات الحديثة قد خلت كليا من البراءة، بل إنها حملت بدلا عن الصدق الجغرافي النوايا السياسية المريبة، من مثل الخط الأخضر، الشريط الحدودي، خطوط التماس، وأخيرا، الهلال الشيعي والمثلث السني... ولعله من احد منجزات قمة دمشق الاخيرة انها اعادت الى المصطلح الجبوليتيكي مصداقيته ودلالته الواقعية البليغة عندما تم الحديث عن وقوع دمشق في قلب المثلث الخطر: اللبناني - العراقي - الفلسطيني، عبارة قصيرة تحمل من البلاغة ما يناقض انشائية خطب هذه القمة وغيرها من القمم ومن الخطب السياسية العربية. فهذا المثلث هو الترجمة الواقعية لأكثر من أمر: هو ترجمة للاستهداف الاساسي للمشروع الصهيوني في المنطقة، وهو ترجمة للاستهداف الواسع للمشروع الامريكي في المنطقة، وهو ترجمة بالتالي للوضع الخاص الذي لا بد من الاعتراف به لموقع سوريا الخاص من هاتين الترجمتين. تماما كما ان لمصر دورا خاصا في نقطة الاستهداف الامريكي - الصهيوني في دارفور السودانية، او ما للجزائر من موقع خاص في نقطة الاستهداف الامريكي في المغرب العربي. وبنظرة هندسية جغرافية، نصل ايضاً الى الخطورة التي تشكلها فلسطين كرابط بين المثلث السوري هذا وبين الوادي المصري - السوداني، وما يشكله العراق من رابط بين هذا المثلث وبين الجزيرة العربية، واخيرا ما يشكله لبنان من خاصرة لسوريا ولفلسطين ومن رابط مع المتوسط. ولذا يشكل المثلث المذكور بؤرة بالغة الخطورة ، ومن هنا حق سوريا في الحذر وفي التوجس، وفي التهيؤ للمواجهة وللسير في حقل الألغام. سير خطر بدوره يتطلب ذكاء سياسياً استثنائياً. لكن ذلك بالمقابل يقودنا وبوضوح شديد الى اكتناه دواعي الضغط الامريكي اللامحدود على عاصمة الأمويين، لأنها قد تكون العائق الاكبر في عدم انتشار حريق الفوضى الخلاقة في هذا المثلث كله، كما انها الواحة الوحيدة التي تشكل متنفس المقاومين الذين يرابطون في مناطق الحرائق الثلاثة: شرقاً وغرباً وجنوباً. وليكن لأي منا أن يتخيل كيف سيكون عليه الامر لو سقطت هذه الواحة (لا سمح الله) في حريق العم سام أو الخال يهوه. من هنا عرف هذا الضغط المتواصل مراحل تشدد خاصة رافقت ثلاثة احداث مفصلية : معاهدات السلام مع “اسرائيل”، تحرير جنوب لبنان واحتلال العراق، خاصة مع فشل التطبيع في الدول الموقعة على المعاهدات ومع استعصاء المقاومة في دول الاحتلال: لبنان وفلسطين والعراق. وفي سياق هذا الضغط، جاء السعي الحثيث لمنع انعقاد قمة دمشق تكريسا لعزلتها، وعندما لم ينجح منع الانعقاد، تحول الضغط الى منع الحضور تكريسا لفشلها. غير ان القمة عقدت، ولم تفشل. رغم انصياع البعض للأمر الخطي الذي عرضه احد الرؤساء الذين حضروا، فور وصوله الى دمشق، على الرئيس بشار الاسد. كما رددت الأنباء الصحافية بان قائد الاسطول الامريكي قد ساعد الخارجية في تبليغه للمسؤولين العرب.
لكن ما بعد المؤتمر، مرحلة جديدة تتطلب من النجاح صعود درجة أخرى وتتطلب الانتباه الى ان العدو سيشحذ سكاكينه اكثر، لكنه على اية حال سيضطر الى ان يعد لأكثر من العشرة قبل استعمالها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
دور عربي ممكن في العراق, هل نجرؤ?
ناهض حتر
العرب اليوم الاردن
تقف حكومة نوري المالكي على شعرة, بل العملية السياسية الامريكية كلها في العراق المحتل,تقف على تلك الشعرة من تذبذب مقتدى الصدر السياسي, ومن تذبذب الامدادات بالذخائر اللازمة لمقاتلي الانتفاضة الشعبية العراقية.
زخم الانتفاضة تجاوز قيادة مقتدى والعناصر المذهبية والمشاركة في الهيئات الحكومية من تلك القيادة, بحيث أصبح الكلام عن التيار الصدري وجيش المهدي, ليس مطابقا للحركة الجماهيرية والمسلحة في وسط العراق وجنوبه. يمكننا ان نتحدث الان عن حركة الانتفاضة, وهكذا, فان الشعرة السياسية التي تحمل حكومة المالكي, اصبحت من الماضي, بينما تصر الانتفاضة على المضي حتى النهاية في القتال ضد العملية السياسية واحزابها ومليشياتها. وما يعوقها حتى الان هو النقص في امدادات السلاح والذخائر.
والسبب الرئيسي في هذا النقص هو اننا بصدد حركة شعبية مستقلة لا تتلقى دعما ماليا او تسليحيا من اية جهة. فالانتفاضة تخوض, في الآن نفسه, ثلاث معارك: ضد المحتلين الامريكيين, وضد التدخل الايراني, وضد جيش سلطة المحاصصة الطائفية, ومليشياتها من منظمة بدر الى البشمرجة الى عصابات الصحوة.
وضع الجيش الحكومي, كما أفادتنا مصادر الانتفاضة, مضطرب للغاية. فهو يتصدع بالانشقاقات, وتنتقل قيادات وفصائل عديدة منه الى صف الانتفاضة, وهي عملية مستمرة ومتعاظمة, ربما تنتهي في وقت قريب الى انهيار شامل في صفوف الجيش الحكومي, بحيث لا يبقى في المعسكر المضاد للانتفاضة سوى المليشيات الطائفية والأتنية.
المحتلون الامريكيون مازالوا حتى الآن في حالة الدهشة من تطور الاحداث, هم الذين كانوا يظنون, كالمالكي ,ان مشكلة البصرة تكمن في وجود بؤر خارج السيطرة الأمنية, يمكن معالجتها بـ »صولة« وقعت على رأس اصحابها هزيمة مريرة, وقد تراجعوا, تكتيكياً, في محاولة لفهمها, والتعامل معها.
أما الايرانيون الذين كانوا يتوهمون أن جنوب العراق, اصبح تحت سيطرتهم, فقد فاجأهم المد العروبي الشعبي المعادي لنفوذهم وحلفائهم, وحين طالبهم الامريكيون البلهاء بالتدخل لكبح جماح الانتفاضة, سقط في أيديهم, فقوى الانتفاضة هي قوى جديدة صاعدة من صفوف الشعب , انفجر حضورها كالبركان, تحت جملة من الضغوط السياسية والامنية والمعيشية, وخصوصا ازاء خطر التوقيع على اتفاقية الانتداب الامريكي على العراق, وفصل الجنوب العراقي في محمية ايرانية وإمارة لآل الحكيم.
ومع ذلك, ما تزال طهران هي الطرف الاقرب الى الميدان, والاقدر على نسج علاقات جديدة مع القوى الميدانية لحركة الانتفاضة, ولعل وقفة مراجعة براجماتية ستدفع الايرانيين الى وقف تأييدهم لحكومة المالكي ومليشيات »بدر« و »الدعوة« وإمداد القوى الشيعية البديلة الصاعدة, بما تحتاج اليه حركتها من مال وسلاح ودعم سياسي واعلامي, وعندها ينبغي الا يلوم العرب الا انفسهم على اضاعة هذه الفرصة الذهبية لطرد النفوذ الايراني من العراق.
لا نعرف ما اذا كان الاخوة السوريون قادرين على لعب دور مباشر في تعضيد قوى عراقية مضادة, صراحة, لايران, وهل يمكن ان تتحمل العلاقات الثنائية, هذا المستوى العالي من الصراع? ومع ذلك, فاننا ندعوهم الى خوضه من دون تأخير.
وأما البلد المؤهل, جديا, للقيام بهذا الدور في العراق, فهو الاردن الذي يمكنه ان يقدم اطارا عربيا معتدلا لقيام عملية سياسية وطنية بديلة في العراق, تشمل قوى المقاومة في غرب العراق ووسطه وجنوبه. وهي القوى الوحيدة المؤهلة لاعادة تكوين الدولة الوطنية العراقية المستقلة.
نحن نعرف, بالطبع, أن الامريكيين سيعارضون مبادرة كهذه في البداية, لكنهم سرعان ما سيرون في الحراك الاردني, الامكانية الوحيدة لتسوية في العراق, تحفظ الحد الادنى من مصالحهم, وتخرج البلد من دائرة النفوذ الايراني.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
حرب البصرة أم حرب النفط؟
عبدالزهرة الركابي
الخليج الامارات
لم تكن حرب البصرة بين بعض الميليشيات في العراق المحتل إلا وجهاً واضح المعالم لعملية التنافس على تهريب النفط، وإذا كانت الصورة في عنوانها تعكس أن الطرفين المتحاربين هما ميليشيا (جيش المهدي) التابع للتيار الصدري من جهة وميليشيات الحكومة المتمثلة بشكل أساسي في ميليشيا (فيلق بدر) التابع لحزب المجلس الأعلى، وهو المنافس اللدود لتيار مقتدى الصدر كما هو معروف، وإذا كان اندلاع هذه الحرب له علاقة بقرب إجراء مايسمى عملية نتخابات مجالس المحافظات حسبما يزعم البعض، فإن مجلس محافظة البصرة يسيطر عليه حزب الفضيلة وجماعات أخرى بما فيها المجلس الأعلى، ولهذا راح البعض يصور أن من أهم أسباب تصعيد الموقف ضد التيار الصدري هو إعلان عزمه على المشاركة الفاعلة في انتخابات مجالس المحافظات، الأمر الذي لم يرق للكثيرين ممن يعدون تمثيل المجالس مسجلاً باسم أحزابهم او تياراتهم، ولا يحق بالتالي لأحد منافسة مشاريعهم، لكن رئيس الحكومة نوري المالكي الذي يقود عملية التصدي لجيش المهدي في البصرة، يقول ان هذه الحرب لا تستهدف التيّار الصدري، بل جميع المجموعات الخارجة على القانون ويحمل عناصرها سلاحاً غير مرخّص، وفي هذا السياق يبدي الصدريون مشاعر الندم جراء مساندتهم للمالكي في الفوز بمنصبه على حساب منافسه مرشح المجلس الأعلى عادل عبدالمهدي.
وإذا كان تقاتل هذه الميليشيات على نفط البصرة شكل عنواناً استدلالياً مفاده: ابحث عن النفط، فإن المصادر الأمريكية في دراساتها ما انفكت تذكر بهدف الاحتلال الأمريكي للعراق، إذ أصدر معهد الإعلام الأمريكي المستقل دراسة أعدها البروفيسور كريستان بيرنتي، وهو بالمناسبة مؤلف كتاب “الحرية.. ظلال وهلوسات في العراق المحتل”، يقول فيها: “خفضت الحرب، والفساد، والذبح الطائفي، وأيضاً موجة الجرائم الهائلة قدرات نفط البلد الضخمة مرة واحدة، وحوّلتها الى ما يشبه (زومبي صناعي) والزومبي جثة يظنّ أنها أعيدت الى الحياة، وأصبحت شخصاً عديم الإرادة، وما برح عملاق النفط هذا يمشي على عكازات، وبعض أجهزته تشتغل، لكنه جوهرياً يعيش بجسد ميّت”.
ومن تقرير بيرنتي المذكور، نستطيع القول على سبيل التكرار، لم يكن احتلال أمريكا للعراق مجرد عمل يتماشى مع النهج الذي تدعيه هذه الدولة العظمى في الديمقراطية وحقوق الإنسان، لأن واقع الحال بالنسبة لهذا النهج في داخل أمريكا نفسها على صعيد التطبيق والالتزام به من قبل الإدارة الأمريكية، يدحض ويناقض مثل هذا الإدعاء الزائف، سواء في ما يخص مبررات وذرائع غزو العراق واحتلاله أو في المطالبات الأمريكية لبعض الدول في المنطقة للالتزام بهذا النهج.
وقد برهن احتلال العراق على ان أهداف المحتل مهما ادعى من نيات خيّرة، تظل في مبناها الباطني تتمحور في تدمير البلاد التي وقعت تحت هيمنته من خلال التدمير الشامل والسطو على خيراتها ونهبها بشتى الأساليب وبمختلف الآليات.
ومن هذا، يتضح بكل تأكيد ان هدف السيطرة والاستحواذ على النفط العراقي هو الدافع الحقيقي من وراء احتلال العراق، وان اقتتال الجماعات السائرة في فلك سياسة الاحتلال كما في أحداث البصرة الأخيرة، يظل جرياً وراء تهريب النفط مهما حاولت هذه الجماعة أو تلك الظهور بمظهر معاداة الاحتلال، لأن الواقع يقول إن نهب أو التفريط بمقدرات العراق الاقتصادية، هو دور تخريبي ومكمل لهدف هذا الاحتلال
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
سنواتٌ خمس على دمقرطة العراق!
ممدوح أبو دلهوم
الراي الاردن
مليون ونصف المليون، هو عدد الشهداء الذين سقطوا على ثرى عراق ما بين النهرين النازف عروبةً دماً ونفطاً، وهؤلاء ليسوا وحدهم - ومنهم نساء وأطفال وشيوخ - الثمن الباهظ المدفوع لدمقرطة العراق (!) إذ أن الديمقراطية القديمة والتي كان معمولاً بها قبل خمس سنين، أي منذ سقوط بغداد العروبة هي ديمقراطية كانت النقيض التي تتقاطع بامتياز وتتباين حدّ الإطلاق، مع الديمقراطية الصهيوإنجيليكية البديلة ونظريتها الخاصة بتدمير العراق، ومحو عراقة عروبته الضاربة في أعماق الرافدين منذ 7 آلاف عام، وأعني النظرية التي بدأ جنينها بالتشكل في موساد تل أبيب أما الولادة فكانت في البنتاغون، كي تُجهّز من ثَمَ بأيدي جلاوزة المحافظين الجدد بأمر من رئيسهم، والذي سينجز بها وعدين الأول وعده التلمودي المعادي للآخر المسلم، والثاني وعده لأبيه - جورج بوش الأب - في إعادة العراق إلى العصر الحجري، وهي بالمحصلة النظرية التي جاءوا بها.
ليسوا وحدهم .. أجل، الثمن المدفوع لفرض ديمقراطية الاحتلال المزعومة، ففضلاً عن 8 ملايين أرملة عراقية - وسيّان مِلَلهُن أو نِحلُهن : سُنياتٍ كُنَّ أم شيعيات، عربيات كُنَّ أم كرديات (الخ)، هناك أيضاً وبحسب أخر الإحصائيات حوالي 6 ملايين جريح ومعوق - والأدق للأسف أن غالبية العراقيين يعانون أمراضاً نفسية وعصبية، و3 ملايين - الرقم جدّ متواضع .. لكنها أخر الإحصائيات، من المهاجرين / المهجرين معظمهم في دول الجوار الأردن وسوريا تحديداً، أما الذين استضافهم الغرب فالرقم الأكبر في دول البينولوكس الاسكندنافية وقلة بين كندا والمملكة المتحدة، أسوق هذه الإحصائيات .. ناقلاً حسبُ، مع أني ما زلت مصراً على أن هذه الأرقام مبتورة والحقيقة منقوصة .. والمخفي ما زال أعظم ! الفصل الثالث يبدأ بعد هذه الخمس العجاف التي مرّت وما مرّت !، فالفصل الثاني يؤرخون له منذ اعدام الرئيس السابق، ففي العشرين من آذار الجاري بدأت في البصرة المنكوبة، نسج خيوط الفصل الثالث من مسرحية دمقرطة العراق، على الطريقة الصهيوإنجيليكية.
لستُ أقطعُ .. على وجه اليقين، لماذا البصرة بالذات مع أن القطاعات العسكرية وبحسب الإعلان كانت تتجه إلى الموصل ؟ فلا أعتقد أن المسوغ أو الإحالة استندا إلى تخريجة الموروث الجمعي القديم: (بعد خراب البصرة)!.
Abudalhoum_m@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
مأساة المسيحيين في العراق مجموعة من رجال الدين الفرنسيين
افتتاحية
«لوموند»
ما الذي يجري في العراق؟ لماذا نقف كالصم والبكم متفرجين حول ما يجري من تطهير عرقي بحق المسيحيين في هذا البلد؟ مجتمعاتنا الأوروبية تتذكر باستمرار المحارق والمجازر على مر التاريخ وتتناسى ما يحصل اليوم. موقفنا مما يحصل في العراق يعكس بوضوح جهلنا بما يجري بالعالم من حولنا.
الدفاع عن المسيحيين لا يعني الشروع في تفاصيل "المواجهة الصليبية" أو "صراع الحضارات" كما يروج البعض ، لأننا نعرف بأن الجميع في العراق يعاني. سنّة ، شيعة ، تركمان ، عرب وأكراد ومسيحيون. لكن مشكلة المسيحيين تكمن في أنهم لا يشكلون سوى 3% من خليط الأقليات ، أغلبهم لا ينتمي إلى حزب أو حركة سياسية.
نستطيع التظاهر بأن الموضوع لا يعنينا ، وقد نلقي باللوم على أميركا التي بدأت الحرب ولا يبدو أنها تستطيع وضع نهاية لها. يمكننا القول بأن فرنسا لم ولن تتورط في المستنقع العراقي ، لكن الأكيد أنه لا ضمانة من عدم انتقال عدوى العنف من هناك إلى أفريقيا وحتما إلى أوروبا.
المسألة اختلفت عندما طرق مسيحيو العراق أبوابنا طالبين المساعدة. رسائل ودعوات عديدة وجهها كبار رجال الدين تدعو إلى التدخل السريع ، وتدعونا إلى إلقاء نظرة متبصرة في العراق. نداءات كثيرة طلبت منا التوجه إلى العراق ودول الجوار لمعاينة أوضاع اللاجئين والنازحين المسيحيين في تلك المناطق.
البعض تحدث عن "محاولة إكراه العائلات على ترك المسيحية والتحول إلى الإسلام للحفاظ على أرواح البنات والأطفال". تلك الرسائل لا تصدر مؤكدا عن الفاهمين بحق جوهر الدين الإسلامي المتسامح والذي يؤكد على التعايش بسلام. إنها رسائل توجه باسم الإسلام لكنها بعيدة عنه لأنها تسعى فقط إلى خلق أجواء الجريمة المنظمة والتطهير العرقي. المشكلة تكمن في عجز القوات الدولية والحكومة العراقية عن السيطرة على الأوضاع هناك.
الوضع أخطر بكثير مما يبدو. غالبية المسيحيين في العراق ، المقدر عددهم قبل الحرب بنحو 700 ألف عراقي ، نزحوا عن بيوتهم وقراهم إلى مناطق أكثر أمنا. أكثر من 178 ألفا منهم يعيشون كلاجئين في دول الجوار. الكل مستهدف: النساء والأطفال والشيوخ. كل الكهنة والقساسوة غادروا العاصمة بغداد إلى مدينة أربيل في الشمال ، معظم الكنائس في الموصل أغلقت وفر روادها إلى مناطق متفرقة في كردستان العراق.
أصول الديانة المسيحية بدأت هناك ، وستكون الخسارة كبيرة إذا ما اختفت المسيحية من هناك. العصابات السياسية المسلحة تحاول باسم الإسلام اقتلاع الرئة الأهم للديانة المسيحية في الشرق الأوسط. كما أن للوضع تأثير مماثل على الدين الإسلامي أيضا ، لإن زوال نموذج التعايش والتسامح بين المسلمين والمسيحيين في العراق سيعني زوال صفة التسامح التي تميز الإسلام. وسيطرح القائمون على هذه الأفكار إسلاما غريبا على المنطقة يدعى الإسلام السياسي المتطرف الذي يؤمن بنفسه فقط ويرفض الآخر.
الإسلام ، دين المحبة والسلام والتسامح ، لا يقبل أبدا قتل الأبرياء لمجرد كونهم مسيحيين. رسالة الأمير الأردني الحسن بن طلال ، منسق منظمة المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام ، تجسد بوضوح إمكانية التعايش جنبا إلى جنب في العراق ، وفي المناطق التي تشهد تطهيرا عرقيا مماثلا.
كما أن للمسألة أبعادا إقليمية ودولية خطيرة. خروج المسيحيين بشكل نهائي من العراق قد يعني خروجهم أيضا من فلسطين ولبنان وحتى من مصر وسوريا تباعا. ما يعني نسف كل مبادئ التعدد الثقافي والديني والعرقي التي تقوم عليها المجتمعات المتحضرة في تلك البلدان.
في مناطق عديدة من العالم ، يعيش المؤمنون بمختلف الديانات مع الملحدين جنبا إلى جنب ، فكيف يستحيل ذلك على الديانات التي تحمل كتبا سماوية؟ إنها مأساة بحق وقد لا يتوقف تأثيرها عند العراق وحده.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
العراق والزيارات المكوكية
د. اياد محمد الصقر
الدستور الاردن
ما أجمل ان نزور حبيباً ، او مريضاً لكي نخفف عنه وطأة المرض ونواسيه.. وما اجمل الزيارات المتبادلة بين الاحبة والاصدقاء وكم تكون الزيارة ثقيلة إن كانت ليس محلها.. فيكون الزائر ثقيل الظل.. غير مرحب به لا اهلاً ولا سهلاً.
وما اكثر الزيارات في الايام الاخيرة.. الى العراق الجريح..، العراق يئن في جراحه.. وهذا يزوره او ذاك..
ولا نعرف هل تلك زيارات محبة ام زيارات توزيع المهام واكمال النصاب في محله..
وفيما يخص الشأن العراقي لم يزره محب لحد الآن.. عدا الدول المعنية في احتلال العراق فنرى ان هنالك زيارات مكوكية لمسؤوليها الى العراق..
فأمريكا احتلت العراق.. طبعاً بدون حق شرعي في الاحتلال وبمبررات واهية.. والكل يعرف.. وللاسف الحجة هي اسلحة الكذب الشامل التي لم يعثر عليها لحد الآن.
بعد ان قتل ما يقارب مليون شخص وتعوق اكثر من مليون 200و الف وترملت النساء.. وكثرت البطالة والفساد ودمر العراق بالكامل.
ومنذ اليوم الاسود يوم اغتصابهم ارض الاولياء والانبياء ولحد الآن.. وزياراتهم متكررة.. اي منذ ,2003
ويبدو ان تلك العدوى قد شملت الدولة الثانية وهي المعنية في احتلال العراق ونشر الفرقة الطائفية.. والدعوة الى تقسيم العراق الى دويلات ضعيفة وصغيرة باسم الطائفية ها نحن نرى زيارات متعددة الى العراق من قبل مسؤولين عراقيين مهمين وعلى رأس السلطة في العراق الى ايران لارضاء الايرانيين عن ادائهم في العراق وابرام العقود والمعاهدات والغاء العهود والمعاهدات كما يشاءون وكأن العراق الجريح ملك لآبائهم علماً بان اغلبهم قد حصل على الجنسية العراقية بعد احتلال العراق وتدميره وتدمير ثرواته ونهبها من قبل من جاء مع الاحتلال.. ومن ساعد الاحتلال على تمرير مخططاته ومؤامراته على شعب العراق الابي العربي الشريف.
ويتساءل البعض لماذا لم يزر العراق.. وشعب العراق من الدول التي لم تتورط في احتلال العراق.. ولم تساند وحتى بالكلمة احتلال العراق بدون وجه شرعي.
كم نتمنى من اي زائر عربي او اقليمي او دولي.. يمثل دولة او شعباً او منظمة ليزور اخوانه في العراق ويطلع على احوالهم ولكي يساهم في تخفيف ازماتهم وحلها بشكل محايد.. لا يداهن وليست له مصلحة استعمارية او استيطانية في ارض العراق ، والعراقيون اهل طيبة وكرم.. ويرحبون بكل زائر محب لامته وشعبه ودينه.. فمرحباً والف مرحباً بكل محب يسعى لمصلحة الشعب العراقي.. الذي يمر بأزمات خانقة وقاتلة ولا ادري هل للزائر ثقيل الظل.. هل ستكرر الزيارات التي تعقبها موجات من التصفيات للقوى الوطنية لابناء العراق البواسل.. ابطال ام المعارك.. احفاد سعد اولاد القعقاع.. الذين لا تنام اعينهم حتى تحرير آخر شبر من ارض العراق وطرد الغزاة واعوانهم.
وطوبى للنشامى.. ان موعدهم الصبح ، أليس الصبح بقريب؟،
eyad alsaker@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
تسخين العراق وتبريد لبنان وفلسطين..،،
راكان المجالي
الدستور الاردن
بعد صدور القرار 1803 بفرض عقوبات اضافية على ايران ، انفجر الوضع في العراق وتعرضت المنطقة الخضراء في بغداد الى قصف متكرر طال فيما طال مقر مجلس الوزراء ومواقع سلطوية اخرى هامة ، وقد امتد الحريق الجديد الى الجنوب ابتداء من البصرة ثاني وأكبر واهم المدن العراقية والموقع الرئيسي للنفوذ الاقتصادي ، كما شمل الحريق مناطق واسعة ممتدة بين بغداد والبصرة..
وكما هو معروف فان قرار مجلس الامن الدولي رقم 1803 هو القرار الثالث الذي يصدر في بحر عام ضد ايران ، ومع ان ايران قالت انها لا تكترث لهذا القرار ولا تأبه بالعقوبات الجديدة التي يفرضها ولا بما سبقه او بما يليه الا ان ذلك لم يكن اكثر من مكابرة في تحمل الآثار المأساوية المؤذية لايران ، ولم يكن امام طهران من سبيل للرد الا في العراق ، ولو ان هذا الرد يخلط الاوراق ويضعف هيمنة الشيعة بالسيطرة على مقاليد الامور في العراق ، وهذه السيطرة الشيعية بدعم امريكي وايراني شبه مستحيلة ومناقضة لجوهر تكوين العراق ، لكن طهران التي ألتقت مصلحتها مع واشنطن على اضعاف العراق وارباكه والتمدد فيه ، تراهن على تثبيت سلطة فيه موالية لايران يمكن ان تصبح تابعة لايران بعد رحيل امريكا،،
وعلى ضوء ما تقدم فانه يصعب ان نصدق ان التهدئة في العراق ممكنة حتى داخل الصف الشيعي لان الولايات المتحدة الامريكية ورغم خسائرها البشرية والمادية سعيدة بنجاح برنامجها في نشر الفوضى الخلاقة وتثبيتها كحالة دائمة في العراق ، اما ايران فان العراق هو الساحة المناسبة لايصال رسالة لامريكا تتضمن المطالبة بتسديد فواتيرها السابقة والمتمثلة في تسهيل ايران لاحتلال افغانستان والعراق ، كما انها أسهمت وتسهم في ترهيب امريكا للعرب ، وتخويفهم من ايران كقوة طامحة لدور اقليمي.. والمؤكد ان الرسالة الايرانية لا تقرأها واشنطن وتتجاهلها تماماً بل ان طهران في رأي واشنطن لن تلقى الا الضغوطات والعقوبات والتهديدات ، وان ليس امامها الا ان تعود الى حجمها وان تنكفىء على ذاتها ، وتكف عن الممانعة للمشروع الامريكي في المنطقة حتى لو كانت الممانعة نظرية او تحريضية ، المطلوب ان تنسى طهران بشكل خاص برنامجها النووي الذي تعتبره امريكا ذريعة وقضية مثل قضية امتلاك النظام العراقي السابق لاسلحة الدمار الشامل..واذا كان الرئيس نجاد يعتقد انه يزعج امريكا بتأكيده على مضي ايران في امتلاك السلاح النووي ، وتأكيده ان ايران اكبر قوة في العالم ، فان امريكا سعيدة بشعارات نجاد كما كانت سعيدة في الماضي بالشعارات العراقية ، ولا يقوم نجاد بأكثر من تأمين غطاء وتقديم مبرر لامريكا لتمضي في تصعيد ضغوطاتها السياسية وربما العسكرية مستقبلا ضد طهران.
ما يعنينا الاشارة له هو لفت الانتباه الى ان تسخين الساحة العراقية ، والتصعيد الامريكي عبر العقوبات وغيرها ضد طهران يعني ان الصراع سينتقل مجدداً للعراق وحولها ، وان المسألة الفلسطينية المجمدة اصلاً ستعاني من جمود وتأجيل للوعود اطول ، كما ان المسألة اللبنانية ستظل تراوح مكانها على الاقل حتى نهاية هذا العام وانتخاب رئيس امريكي جديد..
والمرحلة القادمة التي قد تمتد عام او اكثر هي مرحلة تسخين العراق وتبريد لبنان وفلسطين وهو ما قد يساعد على تجنب حرب باردة عربية عربية بعد قمة دمشق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
البصرة ... والنموذج الصومالي
داود البصري
السياسة الكويت
من تابع الصور المتلفزة التي تبثها القنوات العالمية حول سير المعارك في شوارع مدينة البصرة العراقية والخليجية سينتابه شعور بأن القتال يدور في صحراء قاحلة , وفي أراض عجفاء وسط برك المستنقعات والمجاري الطافحة والبيوت المتهالكة والشوارع (الطايح حظها), وستتبادر للذهن على الفور صور التقاتل الدموي في شوارع مقديشو الصومالية فميليشيات البلطجي مقتدى الصدر لا تختلف في قليل أو كثير عن ميليشيات أمير الحرب الصومالي السابق محمد فارح عيديد وعصابات الصدر المهدوية المسلحة والارهابية لا تختلف عن عصابات المحاكم الشرعية الصومالية , فالتخلف هو التخلف في كل زمان ومكان , ويبدو أنه بعد خمسة أعوام من قيام القوات البريطانية بتهديم صنم صدام في البصرة وتحرير الارادة البصرية بالسواعد البريطانية والحليفة وليست بسواعد الصدريين ولا البدريين ولا قوات العشائر البربرية المتقاتلة سواء من ( الدبيسات) أو( البزازين ) أو بقية الطواطم الجاهلية والبدائية المتخلفة , فإن الاخوة المؤمنين والذين غالبيتهم من الكوادر البعثية السابقة بعد أن هيمنوا على الامور في البصرة نتيجة للانتخابات المطبوخة سلفا والمزورة لارادة العراقي الحرة لم يستطيعوا أن يرتقوا بمستوى المحافظة والسبب بسيط للغاية يتمثل في أن فاقد الشيء لا يعطيه فكل النماذج التي وصلت لقيادة المحافظة ومجلسها نماذج بدائية متخلفة لا سبيل لها أو معرفة بالحضارة فضلا عن الادارة وكل مؤهلاتها تنحصر في رضا أهل العمائم الثقيلة عنها فقط لا غير وهي مهزلة ما قبلها ولا بعدها , لذلك فليس غريبا أن يتشكل مجلس المحافظة من جماعة من الاجلاف المتلهفين للنهب تحت الغطاء الشرعي وكل ما قدموه لمدينة البصرة ( ثغر العراق ومصدر ثروته الوطنية ) هو مزيد من الخراب والتآمر على النهب والشفط والسكوت عن عصابات الجريمة والسرقة والمخدرات وتسليم البصرة بأهلها لمؤامرات عصابات الحرس الثوري الارهابية والصمت المطبق عن موانىء التهريب وعن فرق الموت وسيارتها ( البطة ) التي تجوب في الشوارع وتختار ضحاياها بكل دقة وتمعن , وقتل الاطباء , وذبح النساء أمام عيون أطفالهن , وقتل الامنين , والتطهير الطائفي , وقتل الحلاقين والخبازين وباعة المصنفات الموسيقية واستهداف لكل ما يمت للحضارة بصلة , ولو أن فضيحة واحدة من تلك الفضائح حدثت في أي مكان محترم في العالم لاستقال المحافظ ومجلس محافظته شعورا بالعار والذنب والتقصير , ولكنهم لم يفعلوا بل استمروا في غيهم وفي التنعم بمناصبهم وإمتيازاتهم ومنها شراء سيارات أميركية ضخمة من الكويت بسعر 12 ألف دينار كويتي للسيارة لكل عضو من أعضاء مجلس المحافظة ? للعنجهية والتظاهر والبذخ الفارغ فيما يتركون البصرة تنهب وتقتل وتسرق أمام الملا , هؤلاء الحمقى والمجرمون هم الذين ساهموا مع فرق الجريمة الايمانية المنظمة بتدمير الحياة البصرية والعراقية , وأولئك هم من يجب على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن يقدمهم للمحاكمة بعد عزلهم ? ماذا قدم محافظ البصرة للبصرة غير الوعود الفارغة وتنمية ثروته الشخصية والعائلية حتى امتلك أشقاؤه (ديوانيات ) في الكويت يستقبلون فيها ( أصحاب الحاجات ) مقابل ثمن معلوم ? أين المشاريع السكنية أو الانمائية ? بل أين المجاري والمراحيض ? وأين المدن الترفيهية ? وأين الاسواق الحديثة ? وألف أين وأين ? إن عصابات اللصوص الرسمية المنتخبة قد شلت الحياة تماما وعادت بالبصرة القهقرى لمئات السنين فلا نرى في المدينة غير صور العمائم من الاصنام البشرية الجاهلة التي أضفوا عليها صفة القدسية , لقد إنهار دكتاتور أحمق مستبد غشوم ونبتت بدله ومكانه مجاميع من المجانين المعممين والمستبدين القتلة ! , لا نرى في المدينة غير رايات الحزن السوداء وغير مواكب اللطم وغير التخلف الشامل رغم أن البصرة كانت وعاء العراق الثقافي وقبلة الثقافة العربية بشعرائها وكتابها ومثقفيها ورجالاتها الذين ملأوا الحياة العراقية والعربية ألقا وتألقا , البصرة المظلومة المسروقة الجريحة لم يحكمها شريف أو نزيه ولكن للامانة والتاريخ أسجل وأقول أن المحافظ الوحيد الذي عمل من أجل تنمية البصرة وإزدهارها هو البعثي ( سعدي عياش عريم ) خلال أوائل السبعينات حيث افتتح المشاريع الخدمية والترفيهية والتنموية وبعد رحيله ضمرت البصرة تدريجيا وتهشمت خلال الحرب الايرانية لان مدافع آيات الله قد دمرتها بالكامل ثم جاءت حرب الكويت والانتفاضة التي أعقبتها لتخرج البصرة من التاريخ وجاء الفتح البريطاني المبين في البداية وكان الامل معقود على تحسن الاوضاع إلا أن قطعان البرابرة والمتخلفين من المؤمنين العملاء الجدد قد أجهضوا الحلم وجعلوا من تنمية البصرة أمر دونه خرط القتاد , فالمدينة تحتاج لمبالغ هائلة لتطويرها وكنس التخلف المعشعش بين زواياها خصوصا وأنها قد أستبيحت من قطعان قبائل وعشائر ( المعدان ) البربرية المتخلفة , كما أن ديموغرافيتها قد شهدت متغيرات فظيعة تعرقل التنمية , فلقد إختفى المسيحيون تقريبا وبات الطائفيون هم أصحاب الهيمنة المطلقة , وعمليات التنمية لا يمكن أن تكون والاحزاب الدينية والطائفية تلعب في الساحة وأي تصور لتنمية في ظل أحزاب التخلف والخرافة الدينية والمذهبية هو حرث في الرمال وتصور خيالي لا يمت للواقع بصلة , ستستمر البصرة مشابهة للصومال طالما لم تحسم الحكومة العراقية الوضع بطرد ومحاسبة ومحاكمة المحافظ ومجلس محافظته من الشفاطين والحرامية بعيدا عن إشكاليات وتدخلات ( المرجعية الرشيدة ) بفرعيها الصامت والناطق ! فالعمائم لا تبني حضارة بل توسع مساحات القبور والتخلف والحديث عن التنمية والتطوير في ظل حكم الهلوسة واللطم والخرافة هو حديث وهمي مخادع, لا صولة حقيقية للفرسان من دون محاسبة الحرامية والمقصرين والبرابرة , وإلا فإن السيناريو الصومالي هو الذي سيزدهر في بصرة الفراهيدي والسياب, ومحمد مصبح الوائلي (قدس سره ) ووسع مخرجه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
الديمقراطية على الطريقة الأمريكية
، د. عبدالله الخطيب
الدستور الاردن
منذ حرب العراق ، وأمريكا تحاول ان تبيع المنطقة العربية حرصها على تجذير الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة والمساواة التي تفتقر لها المنطقة حسب ادعائها. وقد لقى هذا الادعاء صدى عند النخبة الذين وجدوا في الدعوة الامريكية تأكيدا على ان وقوفهم الى جانب الصديق الامريكي وما كانوا يحاولون بثه بين الناس عبر ما لديهم من وسائل وخاصة الاعلام بأن امريكا هي صديقة لهذه المنطقة وهي حريصة على تجذير المبادئ الانسانية السامية. ولا اعتقد ان دعواتهم قد انطلقت على احد بالرغم من ارتفاع نبرة صوتهم وبالرغم من الامكانيات التي وفرتها لهم الادارة الامريكية ابتداء من المال ومرورا بفضائيات الحرة واذاعة سوا ومراكزهم الثقافية. وتناست النخبة عقود الهوان التي عاشتها هذه المنطقة من تعامل امريكا معها ووقوفها المعلن الصريح ودعمها لاسرائيل والتي أصبحت الولاية الثانية والخمسين الامريكية. وكان الجميع والغالبية يعرفون ان الدعوة الامريكية قولة حق اريد بها باطل ، ولم يكن اماما هؤلاء الذين يدركون ان امريكا في الدرجة الاولى ليس لها القدرة على تحمل تبعات الديمقراطية التي تدعي انها تسهم بالتعاون مع الانظمة في المنطقة على تجذيرها على اعتبار انها الاسلوب الامثل لمحاربة التطرف والاسلوب الأنجح لاحساس المواطن بالشراكة الحقيقة بالاضافة الى تحقيق السلم العادل في المنطقة. وكان يتضح في كل يوم ان امريكا غير صادقة في دعواها ، ابتداء من رصد المخصصات والتي حددتها امريكا بخمسة عشر مليون دولار لغايات تجذير الديمقراطية في هذا الوطن بمقابل تخصيص 12 مليار دولار شهريا لحربها القذرة في العراق. وجاءت كل التجارب مع امريكا لتؤكد زيف ادعاءات امريكا بحرصها على الديمقراطية ، والتي تقوم وزارة خارجيتها سنويا بإعداد تقارير منمقة عن اوضاع حقوق الانسان والديمقراطية في هذا الوطن المنكوب بالمعجبين بامريكا وسياستها. وتتناسى هذه التقارير الاعتداء على حقوق الانسان في فلسطين المحتلة حيث توافق امريكا على اعتبارهم مواطنين من الدرجة التاسعة وتتناسى حقوقهم حتى في الحياة وما يجري في الضفة والقطاع نموذج للاعتداء على الديمقراطية وحقوق الانسان والذي لا ترى هذه التقارير فيه ما يستحق الاشارة إليه ، ناهيك عن ان هذا هو موقف هذه التقارير من الانظمة التي تبرر لها الادارة الامريكية اجراءاتها تحت عنوان «مكافحة الارهاب» وتبرًّر لها ما تقوم به من خروق فاضحة في هذا المجال لحسابات من الصعب قبولها ، وهذا ليس كل شيء بالنسبة للادعاءات الامريكية وكلنا يذكر موقف امريكا من انقلاب مشرف العسكري والذي اعتبرته اعتداء غير مقبول على الشرعية الديمقراطية وبقدرة قادر فإذا مشرف القائد الديمقراطي الفذ والذي لا يشق له غبار في محاربته للارهاب ، ولا يختلف موقف امريكا بالنسبة لمشرف عن موقفها في دعم المالكي في العراق ، وكرزاي في افغانستان والقائمة طويلة.
ان آلية الديمقراطية كما نعيشها هي الانتخابات. الا ان الديمقراطية على الطريقة الامريكية هي ان يصل بنتيجة هذه الانتخابات من لا يعارضون سياستها وعملها في المنطقة وبخلاف ذلك فإن هذه الانتخابات تصبح غير شرعية ونموذج ذلك في فلسطين واضح. والامثلة على هذه الازدواجية في الرؤيا الامريكية للديمقراطية لا يتوقف. ومن هنا نعود الى البدايات التي لا يجوز تجاوزها. فتبعات الديمقراطية صعب على الامريكان قبولها فهي في النهاية تتعارض مع مصالحهم ، هذا من جهة ومن الجهة الاخرى فإنه من الواجب ان نعترف بأنه صعب علينا نحن ايضا ان نأخذ بها اذا لم تأت متوافقة مع ما نريد

ليست هناك تعليقات: