Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 29 مارس 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الأربعاء 26-03-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
البصرة . . والبصيرة البريطانية
افتتاحية
اخبار العرب الامارات
الحرب ورطة ومأساة، من يدخلها لا يستطيع معرفة كيفية الخروج منها، ولا متى يمكن انتهاؤها. وربما كانت حرب العراق أكبر مأساة خلال الخمسين عاماً الماضية، على العراقيين والأمريكيين والعالم. فيكفي أن أكثر من أربعة اَلاف أمريكي قتلوا في هذا الحرب، وأكثر من 25 ألف جندي أصيبوا إصابات بليغة أدت إلى تحويل الشباب الأمريكي المجند إلى معوقين يحتاجون إلى مساعدة الاَخرين بعد أن أُوهموا بأن مهمتهم هي مساعدة العراقيين على الحياة. أما مأساة العراقيين فيصعب حصرها أو تقديرها، فهي ممتدة من تفاصيل الحياة اليومية إلى كيان الدولة الذي يبدو ممزقاً ومفتتاً بقدر ما هي ممزقة إرادة العراقيين.
فقد دفع العراقيون ثمناً باهظاً لتتحقق طموحات الإدارة الأمريكية الطامعة في نفط العراق، وهو النفط الذي كان من الممكن الحصول عليه من دون ضحايا وخسائر وعذابات وأوجاع، ولكن هناك من (جنون القوة) ما يعمي بصيرة الدول والحكومات والنخب عن رؤية العالم بعين راضية وعقل مسالم ونفس متعاونة وضمير حي.
فإذا كانت الإدارة الأمريكية قد فقدت بصيرتها تحت سيطرة جنون القوة والهيمنة الامبراطورية، فإن بريطانيا التي جربت هذا النوع من الجنون قبل أكثر من مائتين عام تعرف حدود قدرتها قبل أن تعرف نهاية الطريق الذي يؤدي إليه هذا الجنون.
وقد تبدت هذه المعرفة مبكراً عندما راح البريطانيون يعلنون رفضهم القاطع للحرب، ويطالبون بسحب قواتهم التي ورطها رئيس الوزراء السابق توني بلير في حرب ليس لهم فيها ناقة ولا بعير، ما عدا فتات من (عوائد الغزو) في شكل تصاريح لشركات بريطانية تحت بند (إعادة إعمار العراق)، على شرط أن تقوم القوات البريطانية بمهمة حراسة (البوابة الجنوبية) للعراق من (أطماع الشيعة) غير الحلفاء (ومحاربة الإرهاب هناك المتمثل في (القاعدة) التي تقول السلطات الأمريكية في العراق إنها نجحت في تفكيكها. .
ولكن حكومة بروان البريطانية رأت ببصيرة ذكية أن الانسحاب أكرم للبريطانيين من البقاء في مكان غير مناسب في زمان غير زمان الامبراطوريات الضخمة.
ولكن الإدارة الأمريكية ما انفكت تصر على القوات البريطانية العودة إلى البصرة بعد أن انسحبوا إلى محيط المطار الذي يبعد حوالي عشرة كيلومترات عن وسط المدينة.
فالأمريكيون يعوّلون على القوات البريطانية لمنع تصاعد المقاومة في الجنوب، لأن (الشعور بأن جنوب العراق يشهد عدم استقرار سيؤثر على نجاح العملية في الشمال ويزعزع استقرار كل البلد). ولكن بريطانيا ما زالت (مترددة) تجاه الطلب الأمريكي، فالدوائر البريطانية ستنظر بتحفظ الى فكرة إعادة قواتها إلى البصرة بسبب الضغوط الداخلية لسحب القوات من العراق. والتردد في مثل هذه الأمور يعتبر جزءً من إعمال البصيرة، لأنه يمهل العقل بعض وقت للتفكير قبل الاندفاع في عمل لا تجني بريطانيا من ورائه إلا الخسران والندم
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
العراق.. سنة خامسة حرب!
د. سليمان البدور
الراي الاردن
سجَّل العشرون من آذار الحالي، خمس سنوات على الغزو الأميركي للعراق، دون أمل بالخروج من دوَّامة العنف والموت والدمار، وقد تم الغزو بتفويض دولي موظَّب، ونوايا مبيتة لأهداف لا علاقة لها من بعيد أو من قريب بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي ادعت الولايات المتحدة أنها جاءت لنشرها، وقد اعترف الأمريكيون أنفسهم بالتزييف المقصود لمبررات الغزو بدءاً من تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل غير الموجودة أصلاً، وانتهاءً بمنعه من تهديد جيرانه، وهو محاصر دولياً ولا يستطيع طيرانه التحليق فوق أرضه، أو يستطيع نفطه الوصول للسوق العالمي إلا بالكميات المصرَّح بها من الأمم المتحدة ومقابل بعض الغذاء والدواء!.
فإذا كان القناع الزائف قد سقط عن الوجه الحقيقي للغزو، فما الذي فعله، بالمقابل، العراقيون بأنفسهم قبل الغزو وبعده، ولماذا أدخلوا الغزاة إلى عقر دارهم ثم شنوا حربهم البينية في ظل الاحتلال بحجة مقاومته؟!، صحيح أن الأمريكيين فقدوا خمسة آلاف قتيل جلَّهم من المغامرين والمرتزقة والمأجورين، لكن العراقيين قتلوا من بعضهم البعض أكثر من نصف مليون مدني، فهل يمكن لأي عاقل أن يسمي ذلك مقاومة للاحتلال؟!.
ما من أحد ينكر أن عراق البعث، كان عراق الحزب الواحد واللون الواحد والحاكم الواحد، الذي ينفرد بالرأي والقرار والكلمة الأولى والأخيرة التي لا تقبل حواراً ولا اعتراضاً ولا مناقشة، حتى لو كان الثمن شعباً بأكمله ومقدرات بلد برمته وأرواح آلاف من الأبرياء المغيبين في وطنهم عن كل ما يجري وعلى حسابهم، لقد كانت سياسة الحزب الواحد كارثية في بلد متعدد المذاهب والمشارب والأهواء والتطلعات، وهو وإن كان عربي الثقافة وإسلامي الدين، إلا أن تركيبته المذهبية والعرقية لا يمكن حكمها بالحديد والنار ولا بهيمنة فئة على أخرى، وإنما تحكم بالتعددية السياسية وتداول السلطة والمواطنة الحقَّة، التي تضع الولاء للوطن قبل الولاء للمذهب والحزب والفئة العرقية، وكان على حكام عراق ما قبل الغزو أن يدركوا أن القهر والقمع والقتل بلا محاكمة، قد يدفع بالأنفس الضعيفة والمحبطة إلى الاستقواء بالشيطان والسقوط في شرك الأعداء والطامعين.
لهذه الأسباب مجتمعة، كان الداخل العراقي المضغوط جاهزاً للانفجار بشرارة واحدة من أي اتجاه، وكانت أمريكا دائبة التربص للانقضاض تحت أي مبرر بعد أن وفَّر لها الواقع العراقي الفرصة وهيأ لها الأجواء، واليوم، بعد هذه السنوات الخمس الغارقة في الدم والبارود، لا سبيل للخروج من هذا المأزق التاريخي، إلا بالتوافق الداخلي والمصالحة الوطنية والجبهة الموحدة فهي وحدها القادرة على إخراج المحتل الذي يبحث يائساً عن مخرج!.
s_albdour@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
العراق. . . حرب ضائعة في متاهات السباق الرئاسي
نعوم تشومسكي
اخبار العرب
لا يزال العراق مصدر قلق كبير بالنسبة للأميركيين، لكنه ليس إلا مجرد مسألة ثانوية في الديمقراطية الحديثة. منذ فترة قليلة، اعتبر البعض أنه من البديهي أن تكون الحرب على العراق في صلب الحملة الرئاسية، كما كانت عليه في الانتخابات النصفية سنة 2006. إلا أن الملف العراقي تبخّر في الهواء، ما أثار موجة من الارتباك بين الأميركيين. لكن ما من ضرورة للارتباك.
لامست صحيفة ’’وول ستريت جورنال’’ هذه الحقيقة عندما عنونت مقالة في الصفحة الأولى تناولت معركة ’’الثلاثاء الكبير’’ في الانتخابات التمهيدية بالتالي: ’’تركيز الناخبين على عامل الشخصية يُهمّش الملفات المحورية في معركة 2008’’، أي بعبارة أخرى، إن تركيز المرشحين والمسؤولين في الأحزاب ووكالات العلاقات العامة ذات الصلة على عامل الشخصية يُهمّش الملفات المحورية في معركة 2008، كالمعتاد، ولأسباب صائبة، ذلك لأن الشعب الأميركي- إن وضعنا جانباً عدم درايته بالحياة السياسية- يمكن أن يشكل خطراً على السياسيين.
بما أن تكاليف الحرب بدأت تتصاعد بحدة، تبيّن بسرعة أن الأميركيين كافة يعارضون الحرب بشدة منذ انطلاقها، لكن بصمت عميق.
بحسب النظرية الديمقراطية التقدّمية، ينبغي للشعب - الذي يضمّ ’’أفراداّ جُهّلا ودخلاء فضوليين’’- تأدية دور’’المشاهد’’ لا ’’المشارك الفعلي’’ في أي عمل مرتبط بالحياة السياسية، كما كتب ’’والتر ليبمان’’.
أما المشاركون الفعليون فهم يدركون تماماً أن الحزبين ’’الديمقراطي’’ و’’الجمهوري’’ لا يأبهان باَراء الناس حول سلسلة من الملفات المحورية، وأن الرأي العام يبقى ثابتاً ومتساوقاً على مرّ السنين، وهو ما أشارت إليه الدراسة المُجدية التي أجراها ’’بنجامين بيج’’ و’’مارشال بوتن’’ حول ابتعاد السياسة الخارجية عن الرغبة الحقيقية للأميركيين، والتي حملت عنوان ’’فورين بوليسي ديسكونيكت’’. وانطلاقاً من هذه الاستنتاجات، تبرز ضرورة إلهاء الرأي العام عما هو مهم وتوجيه انتباهه باتجاه مواضيع أخرى.
العمل الفكري الحقيقي في العالم هو من اختصاص نخبة من الأفراد المستنيرين، أما الاَراء المشتركة، فتتجلى في الأفعال أكثر منها في الكلام، علماً أن البعض عمد إلى تفسيرها، إذ قال الرئيس الأميركي السابق وودرو ويلسون، على سبيل المثال، إنه يتعين تسليم السلطة لنخبة من النبلاء يحملون ’’قيماً سامية’’ صوناً للاستقرار والمبادئ الأخلاقية، وذلك تماشياً مع رؤية الاَباء المؤسسين للولايات المتحدة. وفي عصرنا هذا، تحوّل هؤلاء النبلاء إلى ’’نخبة من التكنوقراط’’ و’’مُفكري كاملوت’’ ومحافظين جدد في إدارة بوش الثاني ’’من أتباع الفيلسوف الأميركي ليو شتراوس ’’، وغيرها من التركيبات.
لكنّ أسباب اختفاء العراق عن الشاشة ينبغي ألا تكون مُبهمة لهؤلاء الروّاد الذين يرفعون عالياً القيم السامية وتقع على عاتقهم مسؤولية إدارة المجتمع والعالم. وقد فسّر المؤرخ الشهير ’’أرثور شليسينجر’’ هذه الأسباب ذاكراً موقف ’’الحمائم’’ قبل أربعين سنة عندما كانت عملية اجتياح الولايات المتحدة لجنوب فيتنام في عامها الرابع، وكانت واشنطن تتحضر لإرسال مئة ألف جندي إضافي لينضموا إلى المئة والخمسة وسبعين جندياً الذين حوّلوا جنوب البلاد إلى حطام.
وفي هذه الفترة، كان الاجتياح الذي نظّمه الرئيس كيندي يواجه مجموعة من المشاكل ويفرض نفقات طائلة على الولايات المتحدة، لذا بدأ شليسينجر وغيره من الليبراليين من أنصار كيندي بالتحوّل، على مضض ، من ’’صقور’’ إلى ’’حمائم’’.
كتب ’’شليسينجر’’ في سنة 1966 أننا بالطبع ’’نصلي جميعاً’’ ليكون ’’الصقور’’ على حق بقولهم إن الحملة العسكرية ستؤول إلى ’’إلغاء المقاومة’’، وفي حال تمّ ذلك، ’’قد نتمكن جميعاً من توجيه التحية إلى حكمة الحكومة الأميركية ورياديتها’’ في كسبها الحرب من جهة، وترك البلاد من جهة أخرى ممزقة ومدمرة بالقذائف ومحروقة بقنابل النابالم، محولةً إياها إلى أرض قاحلة نتيجةّ للترسبات الكيميائية، إلى أرض من الدمار والخراب’’ سحقت الحرب ’’نسيجها السياسي والمؤسساتي’’. إلا أن التصعيد لن يجدي ثماراً، وسيفرض تكاليف باهظة على دولتنا. لذا، قد يكون من المفيد إعادة بلورة استراتيجيتنا.
وبما أن تكاليف الحرب بدأت تتصاعد بحدة، تبيّن بسرعة أن الأميركيين كافة يعارضون الحرب بشدة منذ انطلاقها (لكن بصمت عميق). منطق نخبة المفكرين الأميركيين والسلوك المصاحب له مستمران اليوم من دون أي تغيير على التفسيرات المتعلقة بالاجتياح الأميركي للعراق. وعلى الرغم من أن الانتقادات التي توجه ضدّ الولايات المتحدة بسبب الحرب على العراق أقسى بكثير وأوسع نطاقاً من الانتقادات التي أصابت أميركا خلال حربها على فيتنام في أي من مراحلها، فإن الأفكار التي ذكرها ’’شليسينجر’’ لا تزال تتردد في وسائل الإعلام والتفسيرات السياسية.
والمثير للاهتمام هو أن ’’شليسيجر’’ نفسه اتخذ موقفاً مختلفاً تماماً من الحرب على العراق، وكان فعلياً الوحيد في وسطه لتبني مثل هذا الموقف. وعندما بدأت القنابل تنهار على العاصمة العراقية، كتب هذا الأخير أن ’’سياسات بوش شبيهة على نحو مقلق بتلك التي انتهجتها اليابان تحت وطأة النزعة الإمبريالية في ’’بيرل هاربر’’، وهو تاريخ لا يزال يشكل وصمة عار حتى الاَن، كما توقعه رئيس أميركي سابق. كان فرانكلين روزفيلت على حق. لكن اليوم، نحن من يشكل وصمة عار’’.
مسألة ما إذا أضحى العراق أرضاً من الدمار والخراب، لم تعد موضع جدل اليوم. ومؤخراً، قامت الوكالة البريطانية ’’أكسفورد ريسورتش بيزنيس ’’ المعنية بإجراء استطلاعات الرأي بتحديث تقديراتها حول الأعداد الإضافية للقتلى، رافعةً إياها إلى 03^1 مليون قتيل، باستثناء محافظتي كربلاء والأنبار اللتين شهدتا أعلى نسب أعمال العنف في البلاد.
وبغض النظر عما إذا كان هذا الرقم صحيحاً أم مبالغاً فيه بحسب ما يزعمه البعض ، فإن عدد الضحايا في الحالتين كلتيهما من أفظع ما يكون، ودعنا لا ننسى ملايين المشردين داخلياً. وبفضل سعة صدر الأردن وسوريا، ما كان بالإمكان إنقاذ حياة الملايين من اللاجئين الهاربين من الدمار في العراق والذين نجد بين صفوفهم معظم أفراد الشرائح المهنية.
دمر الاقتتال الطائفي العراق، وتعرضت بغداد وغيرها من المناطق العراقية لحملات عنيفة من التطهير العرقي، وتُركت بين أيدي جنرالات الحرب والميليشيات التي شكلت محور استراتيجية مكافحة التمرّد التي بلورها الجنرال ’’بترايوس ’’، واشتهر من خلالها إثر نجاحه في إعادة الاستقرار إلى مدينة الموصل حيث يدور اليوم بعض أفظع أعمال العنف على الإطلاق.
ومؤخراً، أصدر ’’نير روسن’’ أكثر الصحافيين التزاماً واطلاعاً على مجريات الأمور في العراق بين مجمل الصحافيين الذين ساهموا في تغطية هذه المأساة المروّعة، مقالاً صغيراً تحت عنوان ’’موت العراق’’ في مجلة ’’كارنت هيستوري’’، كتب فيه ’’دُمّر العراق وحُرم إمكانية النهوض من الأنقاض ’’. ويضيف قائلاً: ’’إن الاجتياح الأميركي أكثر فظاعةً من ذلك الذي نفّذه المغوليون في العراق في القرن الثالث عشر’’، وهي وجهة نظرة يتشاطرها العراقيون كافة. ويتابع: (الحمقى وحدهم يتحدثون عن ’’حلول’’ اليوم. ما من حلول في العراق ولربما أن الأمل الوحيد المتبقي يقتصر على احتواء الضرر).
على الرغم من الكارثة الحالّة بالبلاد، لا تزال مسألة العراق مُهمشّة في الحملة الرئاسية، وهو أمر طبيعيّ نظراً لضيق نطاق اَراء نخبة ’’الصقور’’ و’’الحمائم’’. فالليبراليون يؤيدون منطقهم وسلوكهم التقليدي، ويصلّون لكي يكون الصقور على حق، ولكي تكسب الولايات المتحدة فوزاً في أرض من الدمار والخراب، محققةً ’’الاستقرار’’، تلك الكلمة المشفّرة التي تعني الرضوخ لإرادة واشنطن. وبصورة عامةً، يتمّ تشجيع الصقور، وإسكات الحمائم على وقع التقارير التي تلقي الضوء على انخفاض أعداد الضحايا.
وفي شهر ديسمبر الماضي، بثّت ’’البنتاجون’’ أخباراً سارة اَتية من العراق إثر دراسة شملت مجموعات من العراقيين من كافة أنحاء البلاد وخلصت إلى أن لهؤلاء ’’قواسم مشتركة’’، مما يعني أن المصالحة الوطنية ممكنة، على عكس ما يزعمه بعض الجهات المعادية للاجتياح. أما القواسم المشتركة فتمثلت في فكرتين، الأولى هي أن الاجتياح الأميركي هو السبب وراء العنف الطائفي الذي مزّق العراق، والثانية هي أن على الغزاة الانسحاب وتسليم العراق للعراقيين.
بعد مرور بضعة أسابيع على صدور تقرير البنتاجون، أعدّ ’’مايكل براون’’، الخبير العسكري في شؤون العراق من صحيفة ’’نيويورك تايمز’’، دراسة مُقنعة وشاملة حول الخيارات المتعلقة بالسياسة الأميركية في العراق والمتاحة أمام المرشحين الرئاسيين. إلا أن صوت العراقيين يغيب دائماً عن النقاشات المطروحة. وأراؤهم ليست مرفوضة، بل بكل بساطة غير جديرة بالذكر. ويبدو أن أحداً لا يتنبه لهذا الواقع. غير أن ذلك منطقياً إذا أخذنا في الاعتبار الاعتراف الضمني الذي يطبع كافة الخطابات حول الشؤون الدولية ومفادها أن ’’العالم ملكنا، فلماذا الاهتمام باَراء الاَخرين؟’’ فهؤلاء ’’ليسوا من طينة البشر’’، لتكرار التعبير الذي استخدمه المؤرخ الدبلوماسي البريطاني ’’مارك كورتس ’’ في إطار كتابه عن جرائم الحرب التي اقترفتها بريطانيا. واليوم، ينضم الأميركيون إلى العراقيين في فئة الناس الذين ليسوا من طينة البشر. واَراء الأميركيين، شأنها شأن اَراء العراقيين، لا تقدم أي خيارات يُعتدّ بها.
سلسلة طويلة من العاهات اصابة الجيش الأميركي في العراق، وقبل ان نحصي هذه العاهات، استنادا الى معلومات دقيقة صدرت من البنتاغون وهيئات ومؤسسات ومنظمات أميركية وبريطانية وغربية، لابد من الاشارة الى الرقم الحقيقي لعدد الجنود والضباط الأميركيين ، الذين شاركوا في غزو العراق واحتلاله منذ مارس عام2003 وحتى الآن ، ولهذا الرقم ، الذي لم يتردد سابقا، اكثر من دلالة ، فللمرة الاولى يعترف البنتاجون ان اكثر من مليون جندي وضابط قد دخلوا العراق واشتركوا في العمليات العسكرية داخل هذا البلد.
ان الاشارة الى مايزيد عن مليون أميركي اشتركوا في العمليات العسكرية داخل العراق، يعطي صورة اوضح عن حجم المعارك الشرسة التي تدور رحاها منذ خمس سنوات على ارض العراق بين قوات الاحتلال الأميركي ومن معها وفصائل ومقاتلي المقاومة في العراق، كما ان ذلك يؤكد قوة وشدة الطرف الاخر في هذه الحرب، التي ابتدات منذ الايام الاولى للاحتلال، حيث شنت المقاومة اولى عملياتها ضد القوات الأميركية، ثم ازدادت وتصاعدت بعد ذلك، ومازالت تخوض قتالها الميداني المنظم والشرس والدقيق.
لنأتي على الاحصاءات التي تبين حجم العاهات التي اصابت جيش الاحتلال الأميركي، ومن الملاحظ ان جميع الجهات والاطراف التي تورد هذه الارقام،لم تتطرق الى ذكرالجهة التي الحقت تلك العاهات بجيش الاحتلال الأميركي في العراق، لكن ذلك لايخفي الحقيقة، فالجميع يعرف ان المقاومة في العراق، هي التي الحقت هذا الكم الهائل من الخسائر بالغزاة الأميركيين ومن ساندهم.
تقول تيريزا شولتز(رئيسة الرابطة الأميركية السابقة للحفاظ على السمع) ان سبعين الف جندي وضابط من الجيش الأميركي في العراق ، اصيبوا بالطنين الدائم، وان ثمانية وخمسين الفا، فقدوا حاسة السمع نهائيا.
تضيف شولتز، ان نسبة كبيرة من الجنود الأميركيين العائدين، يعانون من معدلات عالية لفقدان السمع، ان العدد الذي يعترف به الأميركيون هنا يصل الى مائة وثمانية وعشرين الف، الذين اقتصرت اصابتهم على السمع فقط، وهؤلاء من الذين انفجرت قنبلة على مقربة منهم، او الذين سقط في محيط تواجدهم صاروخ اطلقته المقاومة العراقية، اي هؤلاء لم يتعرضوا لاصابات مباشرة.
اما الذي كانوا داخل همر او هامفي او ناقلة اخرى، وانفجرت تحتها قنبلة، فانهم لايقعون تحت الخانة السابقة، ويتوزع هؤلاء بين جثامين محترقة، او اصابات الراس، التي تجاوز عددها الخمسين الفا، وهؤلاء في خانة المجانين، يضاف الى ذلك عشرات الالاف من المعاقين(بتر احد الاطراف او اكثر فقدان العين وماشابه ذلك).
هذا تكثيف لما لحق بجيش الجنرال جورج دبليو بوش، الذي زج بهم في العراق، وزاد عددهم عن المليون، وتقول الاحصاءات الأميركية ان85% من هؤلاء، يعانون من مشاكل الادمان على الكحول والمخدرات والخلافات الزوجية واضطراب علاقاتهم بشكل عام.
علينا ان نعرف ان هذه العاهات والامراض مازالت في بداية الطريق، وان تفاعلاتها ستزداد وتيرتها داخل المجتمع الأميركي.
هذه العاهات نجمت عن الحرب الشرسة بين هذا الجيش وكتائب وفصائل وجيوش المقاومة في العراق.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
إنهم يأخذون العراق بعيداً عن عمقه العربي
محمد الحمادي
الاتحاد الامارات
بعدما قضى حكام العراق الجدد على عدوهم اللدود بطريقة لا تقل وحشية عن طرقه القديمة، بدأوا يبحثون لأنفسهم عن أعداء جدد وبما أنهم مذهبيون حتى النخاع ويستغلون هذه النقطة في السياسة والاقتصاد والثقافة والدولة وكل شيء فإنهم رأوا في دول الجوار العربية أفضل عدو يحاربونه ويلقون عليه بالتهمة تلو الأخرى... وواضح أنهم يريدون بذلك أخذ العراق بعيداً عن محيطه وعمقه العربي. فمنذ أيام اتهم المفتش العام لوزارة الصحة العراقية "حاكم الزاملي" الإمارات، بأنها "تعمل على تفريغ العراق من عقوله ورجالاته وكوادره الطبية والعلمية وإعادة تصديرهم أو استغلالهم في مشاريعها الطموحة وتنميتها المستدامة"... وهذا كلام جديد لكنه ليس بغريب... فأخلاقياً أقل ما يقال عنه إنه "عيب" أما في السياسة فإننا نقول إنها "محاولة مكشوفة" لحجب الشمس بالغربال، أما بلغة رجل الشارع فنقول له: "العب غيرها". فإذا كان الزاملي وزملاؤه يجهلون سوق العمل في الإمارات فإن العالم يعرفه جيداً ويعرف جاذبية هذا السوق ليس للكفاءات العربية فقط بل ولجميع الكفاءات العالمية الأوروبية منها والأميركية والأفريقية والآسيوية لدرجة أن الإمارات صارت تعمل فيها اليوم جاليات من 203 جنسيات دون أن تبذل الإمارات أي جهد في "تفريغ" دولهم منهم أو "تنويمهم مغناطيسياً" وإحضارهم للعمل في الإمارات، وإنما بالمهنية العالية والفرص الكثيرة فضلاً عن الفكر الراقي الذي يتميز به بلدنا حيث أننا لا نصنف الناس على أساس مذاهبهم، فالسني والشيعي والمسلم وغير المسلم والأبيض والأسود... كلٌ له مكان على هذه الأرض مادام لديه الاستعداد للعمل والتميز والالتزام بقوانين البلد. أما تصنيف الناس على أساس مذاهبهم وأديانهم فنتركه للجهلاء من مدعي العلم وضيقي الأفق الذين لا يرون أبعد من أنوفهم ويأخذون بلدانهم من وضع سيئ إلى أسوأ. الإمارات دعمت العراق قبل الحرب وبعدها.. واتهامها بتفريغه من كفاءاته وكوادره العلمية، مسألة أصبحت مكشوفة الأهداف، ويجب إيقافها.
إذا نسي حكام العراق الجدد وهم في منطقتهم الخضراء يعيشون، مواقف الإمارات مع العراق منذ سنوات خلت فليرجعوا إلى تاريخهم وإذا كانوا لا يعترفون ولا يعرفون تاريخهم فليرجعوا إلى أرشيفهم القريب فلم تمض إلا سنوات قليلة على موقف الشيخ زايد "رحمه الله" تجاه العراق ومطالبته مراراً برفع الحصار عنه ومطالبته بعودته إلى الصف العربي وعودة العلاقات العربية العراقية بعد غزو الكويت، الأمر الذي أغضب إخواننا وأشقاءنا في الكويت في ذلك الوقت... وهذا الموقف لم يكن من أجل صدام حسين وإنما من أجل شعب العراق الذي كان هو المحاصر فعلياً وهو الذي يعاني وليس صدام الذي ربما لم يكن يدري بالحصار وعذابات الناس جرائه. والإمارات كانت دائماً الصديق الوفي للعراق لإيمانها بالعراق وبدوره ومكانته العربية. ولم تتأخر الإمارات عن أداء واجباتها تجاه أشقائها العرب أبداً. المتآمرون على العراق معرفون والذي فرّغ العراق من علمائه وعقوله معرفون أيضاً. كما أن ما يريده "الزاملي" وزملاؤه معروف أيضاً... فهل يمتلك قدراً من الشجاعة ويخبر العالم من الذي قام، وما زال يقوم، بتصفية علماء العراق؟ فمنذ 12 يوليو 2003 بدأ مسلسل اغتيال علماء العراق، فماذا فعلت الحكومة لإيقاف هذه الاغتيالات؟ وهل حققت في أي من تلك الجرائم؟ وهل توصلت إلى نتائج في تحقيقاتها وعاقبت المجرمين بدلاً من الإساءة للآخرين؟كل ما نتمناه اليوم أن لا يكون جميع المسؤولين الجدد في العراق بهذه السطحية والعدائية حتى يبقى لدينا بصيص أمل في العراق الجديد، والمواقف العراقية الرسمية الأخيرة تدفع العرب إلى بذل مزيد من الجهد من أجل المحافظة على العراق وبقائه قوياً في البيت العربي حتى لا نكتشف لاحقاً أنه انتقل إلى "بيت الجيران" الذين حلموا طويلاً بهذا العراق واليوم يحصلون عليه على طبق من ذهب.
لا اعتقد أنه يخفى على أحد أن الإنسان العراقي بدأ يخرج من العراق لسببين اثنين الأول هو لقمة العيش والآخر هو الأمن... فعندما فشلت الحكومة العراقية في توفير هذين الأمرين خرج العراقيون من بلدهم. فلو قامت الحكومة العراقية بتوفير العمل والحياة الكريمة للمواطن العراقي ولو أنها وفرت الأمن في العراق لما قبلت الكفاءات العراقية الخروج من العراق إلى الإمارات أو غيرها! لذا على "الزاملي" وزملاؤه أن يعيدوا حساباتهم ويقرأوا الواقع العراقي بعيداً عن التعصب المذهبي والأيديولوجي وأن يعملوا على توفير الأمن والغذاء والماء والكهرباء لشعب انتظر طويلاً بدلاً من تصدير مشاكلهم لدول الجوار. ولا شيء أصدق من الأرقام وهي تقول إن هناك قرابة أربعة ملايين لاجئ ومهاجر عراقي خارج بلدهم، ويوجد اليوم في سوريا وحدها قرابة مليون لاجئ عراقي بينما يأوي الأردن حوالي 750 ألف عراقي. ويعيش في مصر حوالي 13 ألف لاجئ عراقي. فهل تعرف الحكومة العراقية من الذي وراء هذه الهجرة وما الذي يدفع أبناء دجلة والفرات لترك بلدهم؟أما عدد اللاجئين العراقيين الذين تم استقبالهم في الولايات المتحدة منذ بدء الاحتلال فقد بلغ 3040 عراقياً، فمن الذي دفعهم إلى الهجرة؟ ومن الذي جعل أكثر من 7700 عراقي يجرون مقابلات من أجل الهجرة للولايات المتحدة؟ وما الذي يجعل أكثر من 9300 آخرين ينتظرون دورهم أمام السفارة الأميركية في الأردن من أجل الحصول على حق اللجوء في الولايات المتحدة؟ هل هي دول الجوار "العربي"؟!تقدّر المصادر الأميركية الرسمية نسبة النازحين من أصحاب المهن بنحو 40%. وربما لا يعلم "الزاملي" ولكن العالم بأسره يعلم أن وكيل وزارة الصحة العراقي السابق قد ذكر قُبيل اغتياله بفترة قصيرة أن عدد القتلى بين الأطباء بلغ 220. وأعقب ذلك مغادرة رُبع أطباء البلد، حسب تقدير وزارة الصحة العراقية عام 2007. ولعله يعلم أن المستشفيات ذاتها، وإدارات العلوم والتكنولوجيا تتعرض بشكل روتيني إلى هجمات قوات الاحتلال، أو المليشيات، ويُعتقل العاملون فيها، أو يُخطفون ويعرف من يقوم بذلك، لكنه ربما لا يعلم أن معظم من تعرضوا لمحاولات اغتيال فاشلة في العراق غادروا منازلهم أو مناطقهم ومدنهم، أو البلد بأسره، ومن بقى منهم تم قتلهم. هل يعرف "الزاملي" من الذي قام بتصفية أكثر من 3200 عالم عراقي بمختلف الاختصاصات والمجالات، وأغلبهم علماء في الطب والكيمياء والفيزياء والفلك والذرة وعلوم الحياة والآثار؟! وهل يعرف من الذي قام بطرد 3000 أكاديمي من الجامعات العراقية وفرض الإقامة الجبرية على العديد منهم؟ ومن الذي اغتال ستة علماء أمام طلبتهم؟ ومن الذي ذبح عميدة كلية القانون بالموصل هي وزوجها؟ وكيف ولماذا ومن كان وراء هجرة 17000 من العلماء والأساتذة قسراً؟ هل هي دول الجوار؟!أما السؤال الأخير لـ"الزاملي" فهو: هل هذا "المخطط الخطير" الذي اكتشفه فجأة جديد أم قديم؟ وهل الذين قدموا للعمل في الإمارات قبل أن يصل هو ومجموعته للحكم يعتبرون ممن عملت الإمارات على تفريغ العراق منهم، أم أن "التفريغ" بدأ مع حكمهم "الرشيد"؟ وهل سيكون سعيداً عندما ترفض الإمارات ودول الجوار استقبال العراقيين للعمل فيها؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
السنوات الخمس العجاف وحرب العراق
د. عبدالله الخطيب
الدستور الاردن
أخذت السياسة من الموروث العربي ما تعارفنا عليه من أن الكذب ملح الرجال الى ان الكذب ملح السياسيين. الا ان الفرق ما زال كبيرا في ان الكاذب من الرجال منبوذ في مجتمعه وينظر إليه بدونية ، بينما الكاذب في السياسة يعتبر «حربوقا» ويتم التصفيق له وتبني واستعارة اكاذيبه. ويبدو ان مدرسة السياسة والمطبوعة بالطابع الامريكي هي السائدة في هذه الايام كما هو حال الاطعمة السريعة التي جاءت هي الاخرى امتدادا للسياسة الامريكية ، وكما هو حال هذه الاطعمة الاكثر ضررا والموصوفة بمجملها بأنها «زبالة» فإن السياسة الامريكية والتي تتصدر صفحات و سائل الاعلام هي الاخرى زبالة ولا تختلف عن زبالة الاطعمة. وبالتالي فإن العم سام يقدم لنا زبالة فكرية للدماغ وزبالة غذائية للمعدة. والواضح ان العالم قد استكان لما تقدمه امريكا لاشباع الانسان الذي اصبح لا مفر له من التعامل مع امريكا في عصر العولمة والتي اصبح فيها العالم بفضل التقدم العلمي قرية كبيرة.
ان الذي تابع احتفالات النصر على العراق بعد خمس سنوات من الغزو الذي قادها الرئيس الامريكي بزفة اعلامية كبيرة وبجوقة تم توزيع الادوار بين المشاركين بها ابتداء من تشيني نائب الرئيس ، وكوندي وزيرة الخارجية ، وغيتز ووزير الدفاع وماكين المرشح الجمهوري للرئاسة ، والصغار من الناطقين الرسميين باسم البيت الابيض ، ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع البنتاغون ، والسي آي أيه ، وانتهاء بمحطة فوكس الامريكية ، يدرك كم هو حجم الكذب الذي يتم تقديمه للمواطن الامريكي اولا وللعالم ثانيا ، والمؤسف انه بالرغم ان كل الدلائل تؤكد ان ادعاءات هذه الجوقة ليست صحيحة ولا تمت للحقيقة بصلة ، الا ان هنالك استمرارا في هذه الادعاءات ، والتي يعرف القاصي والداني انها لا تمت الى الحقيقة بصلة. ونماذج هذه الادعاءات ليس لها حصر. فالحرب العراقية جاءت ردا على احداث 11 ايلول والتي لا علاقة للعراق بها ، والحرب الامريكية استهدفت القاعدة التي قامت بأحداث ايلول ، وهم يعرفون ان القاعدة لم يكن لها وجود او مكان في عهد الرئيس صدام ، والحرب الامريكية قد استهدفت القضاء على التهديد الذي كان يمثله النظام السابق على امريكا وحلفائها في المنطقة ، وهم يعرفون ان ذلك لم يكن في حساب النظام السابق والحرب الامريكية قد قامت للقضاء على اسلحة الدمار الشامل والتي يعرف السابق واللاحق بأنه لم يكن هناك اسلحة من هذا القبيل في العراق. ونتائج الحرب كانت بالمقاييس الامريكية عظيمة وناجحة بكل المقاييس ، فقد جاءت بالديمقراطية وحقوق الانسان الذي لا احد في العراق يعرفها. والحرب الامريكية قد جاءت بتحسين احوال المواطنين والكل يعرف ان المليون قتيل عراقي والملايين الثلاثة من المهجرين والفتنة الطائفية تؤكد كذب ادعاءاتهم. ناهيك عن تحسين نوعية الحياة والكل يعرف انه لا طعام ولا ماء نقي ولا كهرباء ، ولا مساكن صالحة بفضل هذا الغزو ، ناهيك عن الاحداث المؤسفة التي قام بها هؤلاء الذين يدعون تحريرهم للعراق والتي مثلتا علامات مقززة لمدعي التحرير فأبو ذريب النموذج ، وحوادث القتل والاغتصاب والامريكي البشع ، كلها تمثل للاسف الشديد حجم الكذب الذي قادته الجوقة الامريكية والتي تستخدمه الآن من اجل استمرار ابتزاز المنطقة واستمرار استخدام القوة لصالح اسرائيل في المرتبة الاولى والاستثمارات الامريكية التي تعيش حالة كرب غير مسبوقة نتيجة حرب العراق وحرب افغانستان والحروب الاستباقية التي تعيشها امريكا والتي تروج لها سياسة الكذب والدجل الامريكية والتي تجد من يصفق لها في امريكا والمنطقة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
العراق وأسباب وراء الكارثة
د‏.‏ أحمد ابراهيم الفقيه
الاهرام مصر

لاشك أن للحكومة الأمريكية أسبابها الكثيرة التي حدت بها لتأليف هذا التحالف الذي قادته لغزو العراق‏,‏ بادعاء أنها تلبي دعوة للمعارضة العراقية لإنقاذ وطن يعاني أعظم الويلات والمآسي من الحكم الديكتاتوري لصدام حسين‏,‏ ولاشك أيضا أن لبعض فصائل المعارضة العراقية لنظام صدام أسبابا كثيرة أرغمتها علي قبول العون الأمريكي في إزاحة الطاغية الذي لم يكن ممكنا إزاحته بأية وسيلة محلية

أو عون إقليمي‏,‏ وهو عون للأسف لم يكن هناك احتمال لوجوده‏,‏ وكان ممكنا‏(‏ في رأيي‏)‏ أن تتم إزاحة صدام حسين بأقل قدر من الخسائر التي تكبدها العراق‏,‏ وبطريقة أقل كارثية مما حدث‏,‏ وكان يمكن أن يتسلم الحكم نظام حكم عراقي وطني ديمقراطي دون صعوبة منذ البداية‏,‏ بل ويتحقق ما قيل إن قوي المعارضة صورته للقيادة الأمريكية بأن الجمهور العراقي سيأتي حاملا الزهور مرحبا بالقادمين لتحرير العراق‏.‏
أقول لم يكن ذلك مستحيلا‏,‏ ولم يكن بعيدا عن تصور المعارضة العراقية التي أرادت تحرير العراق‏,‏ ولم يكن بعيدا عن تصور المؤيدين لهم في العالم‏,‏ وأقول أيضا لم يكن بعيدا عن المؤسسات الأمريكية الكثيرة التي أسهمت في صنع قرار الغزو‏,‏ ولا المؤسسات البريطانية التي كانت شريكا في اتخاذ هذا القرار بالنسبة لحكومتها‏.‏
نعم لم يكن هناك ما يكفي من الأصوات في الأمم المتحدة يمكن أن تعطي لأمريكا غطاء دوليا لغزو العراق‏,‏ كما لم تتأثر بمواقف دول كبيرة في الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وألمانيا‏,‏ أو أخري مثل روسيا لأنها تعرف أنها تعارض بناء علي أجندة خاصة بها ومصالح ربطتها بالنظام العراقي الذي أغراها بالعقود والنقود والنفط‏,‏ فهي لم تكن تعارض الغزو لوجه الإنسانية فقط‏,‏ بمثل الحال مع أمريكا التي لم تكن لتقوم بالغزو من أجل القضية الإنسانية‏,‏ ولا حبا في المعارضة العراقية‏,‏ ولا كراهية لنظام صدام الدموي‏,‏ فأمريكا ليست جمعية خيرية لخدمة المعذبين في الأرض‏,‏ وإنما دولة عظمي‏,‏ لا تسعي إلا لتأمين مصالحها المنتشرة في العالم‏.‏
وهو أمر معقول ومفهوم ولا بأس أن تتقاطع المصالح بين شعب صغير يريد الخلاص من جلاده‏,‏ وقوة تريد الدفاع عن مصالحها‏,‏ ولكن لماذا يأخذ المخطط الذي وضعته مؤسسات الحكم في أمريكا وبريطانيا‏,‏ بالإضافة إلي قوي المعارضة العراقية بأهدافها الوطنية‏,‏ لماذا يأخذ مسارا مناقضا لأهدافه في جلب الخلاص للشعب العراقي ليصنع لهذا الشعب ويلات وكوارث أكثر من كوارث النظام الذي جاء لإزاحته‏.‏ وهنا أتصور أن هناك عاملا جديدا‏,‏ أو ربما لم يكن جديدا‏
لكنه كان متنكرا في حالة تمويه وخداع‏,‏ ولم يسفر عن نفسه إلا بعد أن اطمأن إلي أنه قد وضع قرار الحرب في جيبه‏,‏ وانطلق يختطفه ويذهب به في مسار غير الذي أراده له صانعوه‏,‏ وهذا العامل علي ما أعتقد هو وجود تلك العصبة المسماة المحافظين الجدد‏,‏ وقد ظهر رأس جبل جليدها العائم تحت بحر التآمر‏,‏ متمثلا في عناصر مثل بول وولفوويتز‏,‏ وريتشارد بيرل‏,‏ ووليام كريستول‏,‏ وروبرت كيجان‏,‏ وبيل بيرنيت‏,‏ واليوت برامز‏,‏ وجون بولتون‏,‏ وويرمسر‏,‏ وهؤلاء جميعا كانوا أعضاء في لجنة السياسات‏,‏ وأعضاء في مجلس الحرب‏,‏ ووكلاء لوزارات الدفاع والخارجية‏
وهم الذين كانوا يحملون نية تحطيم العراق‏,‏ لأسباب إسرائيلية محضة‏,‏ فكلهم ملتحقون بالمشروع الصهيوني‏,‏ وشاركوا في اختراع رابطة دينية بين ذلك المشروع وأمريكا‏,‏ لإعطاء العلاقة مع إسرائيل طابعا مقدسا‏,‏ ثم تداعت الأحداث في أمريكا فأجادوا استغلالها من أجل تنفيذ قرارهم‏,‏ وعلي رأس هذه الأحداث عملية‏11‏ سبتمبر الإرهابية التي أعقبتها هيستيريا الحرب علي الإرهاب‏,‏ لاستخدام كل ذلك في الخروج بالحرب علي العراق من أهدافها الأمريكية التي أيدتها مؤسسات صنع القرار‏
والبريطانية التي أيدتها أغلبية حزب العموم‏,‏ وأهدافها الدولية التي أيدتها بقية دول التحالف‏,‏ إلي هدف آخر‏,‏ هو هدف إسرائيلي صهيوني يتمثل في إزاحة القوة التي تهدد بقاء إسرائيل في الموضع الأقوي‏,‏ أي هذه المعضلة العسكرية العراقية‏,‏ وهذه المعضلة هي ما كانت مجموعة المحافظين الجدد تسعي لاستئصالها‏,‏ وسخرت الحرب‏,‏ لا من أجل أن تكون إزاحة للطاغية‏,‏ وتحقيقا لمصالح أمريكا في تأمين النفط‏,‏ وإيجاد الأسواق‏,‏ وبسط النفوذ‏,‏ حيث أخذت هذه المصالح المرتبة الأدني لديهم إزاء المصلحة الصهيونية في إزاحة الجيش العراقي‏
لا مجرد تدمير أسلحته وإنما تصفية خبراته وكفاءاته وعناصر تصفية جسدية‏,‏ وتسريح من بقي من أفراده‏,‏ ليكونوا مددا يغذي جيش القاعدة والجيوش المتحالفة معه‏,‏ كما قدمت سببا لنقمة الشعب الذي كان ينتظر الإنقاذ والخلاص فوجد نفسه مقذوفا به في الجحيم‏,‏ وجلبت علي العراق الخراب‏,‏ وعلي أمريكا والعالم هذه النتائج الكارثية‏,‏ وها هو العرض مازال مستمرا برغم مرور خمسة أعوام من الرعب‏.‏
‏fagih@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
غزو العراق بين الفشل الاستراتيجي والهزيمة
د. فايز رشيد
الخليج الامارات
بين التصور السوريالي بنثر الورود على القوات الأمريكية (المحرّرة)، واستقبال العراقيين لها بالأهازيج والهتافات، وإحلال الأمن والديمقراطية، ومحيط من الازدهار الموعود، والرخاء والرفاهية والتمتع بالخيرات والثروة والنفط، وبين بحور الدماء اليومية، ومئات آلاف القتلى من العراقيين، وآلاف من الجنود الأمريكيين، وإلى كل أشكال المعاناة الأخرى لشعب كل ذنبه: أنه كان مساهماً فعّالاً في الحضارة الإنسانية على مرّ التاريخ، بلد يتمتع بثروات كبيرة على رأسها النفط. تمتد خمس سنوات طويلة في تداعياتها الكبيرة والخطيرة، على مستقبل العراق والمنطقة.
هذه الأشكال من المعاناة الشديدة، بأحزانها الكبيرة وغماماتها السوداء، وانعدام الأمل بالمستقبل لدى معظم العراقيين، إذْ تسير الأحداث باتجاه المزيد من الانغماس في المعاناة، ونحو الفوضى، والفقر.
وبنظرة موضوعية إلى الدخل العراقي من النفط، تؤكد مصادر عديدة مختلفة أن ما يزيد على 500 مليار دولار على مدى خمس سنوات (بمعدل 100 مليار دولار سنوياً) تعتبر مفقودة بين نهب الشركات الأمريكية والأخرى الدولية المحتكرة لصناعة النفط وتصديره، وتلك الأخرى التي تسمّى (الشركات العاملة لإعادة بناء العراق) وبين السماسرة العراقيين، الذين، على ما يبدو، تغلغلوا كالأخطبوط (وباعتراف الحكومة العراقية نفسها) في الدولة ومؤسساتها، في تحالف ظالم بين الفئة الكومبرادورية والرأسمال الأجنبي، وبين البعض من قوات الاحتلال التي تسهل للمحتكرين مهامهم، والضحية: هو العراق كبلد وكوجود، والعراقيون كشعب.
منذ بدء الاحتلال يتعرض العراق فعلياً إلى نوع آخر من الاحتلال الاقتصادي، فبالإضافة إلى السيطرة على نفطه، فإن 22 ألف شركة أمريكية حصلت على عقود لإعادة إعمار العراق.
كما أن العراق يتعرض لاستباحة “إسرائيلية”، فوفقاً لجريدة “معاريف” 1/4/،2004 فإنه حتى ذلك الوقت بلغ عدد الشركات “الإسرائيلية” العاملة في العراق (بأسماء شركات وهمية غربية) حوالي 100 شركة، بالإضافة إلى نشاطات “الموساد”، وشراء “إسرائيل” لأراض كثيرة في المناطق العراقية المختلفة.
لقد أصدرت هدى النعيمي رئيسة مركز الدراسات الفلسطينية في بغداد (27/3/2004) بياناً، اتهمت فيه الموساد باغتيال 100 باحث وعالم عراقي، كما تحدثت عن هذا الدور صحيفة “الغارديان” البريطانية (24/5/2005)، إضافة إلى تقارير أخرى كثيرة تحدثت عن دور “إسرائيل” في التهيئة لتحريك الأكراد في كل من سوريا والعراق.
بالمعنى الاستراتيجي، فإن الولايات المتحدة تواجه فشلاً كبيراً في العراق رغم تحقيقها بعض المكاسب: أن في السيطرة على النفط العراقي أو في التواجد في سبع قواعد عسكرية في المناطق المختلفة من العراق.
لقد أعلنت الولايات المتحدة، أن أحد أهدافها من غزو العراق هو الأمن “الإسرائيلي”، لكن بالمعنى الفعلي، لم يحُل وجود القوات الأمريكية في بلاد الرافدين دون عدم قيام “إسرائيل” بغزوها لبنان في عام 2006 بل تتحدث تحليلات كثيرة بما فيها “إسرائيلية” عن هزيمة ماحقة حلّت بها.
من جانب آخر، فإن تكلفة الحرب العراقية كما أعلنها خبراء أمريكيون بلغت 3 تريليونات دولار، بالإضافة إلى مقتل أكثر من أربعة آلاف جندي أمريكي نظامي (هذا غير المرتزقة ممن شاركوا في الغزو بغية الحصول على الجنسية الأمريكية، كما اعترف البنتاجون بأن القوات الأمريكية في العراق تتعرض ل 1200 عملية أسبوعياً.
في يناير/ كانون الثاني ،2007 انتهج الرئيس بوش سياسة استراتيجية جديدة حول الوجود في العراق تقوم على زيادة عدد القوات الأمريكية فيه، وتغيير في قيادة الجيش الأمريكي العاملة في العراق، وتسليم بعض المهمات الأمنية للعراقيين، واستبدال السفير الأمريكي، وانتهاج سياسة (بناء الأسوار) في بغداد، مثل: سور الأعظمية وغيره.
ولكن بالمعنى الفعلي، فلا الاستراتيجية القديمة، ولا الأخرى التي أسماها (الجديدة) كانتا قادرتين على الحد من غوص الولايات المتحدة في المستنقع العراقي، بل زاد عدد القتلى الأمريكيين، وتفاقمت العمليات التفجيرية، إضافة الى عمليات الخطف والسلب والنهب وانعدام الأمن، ومعها كل الظروف الحياتية الصعبة والسيئة للعراقيين.
نتيجة لحرب العراق: تدنت شعبية بوش وحزبه الجمهوري إلى أدنى مستوى يصل إليه رئيس أمريكي، وعاقب الأمريكيون الحزب الجمهوري بإسقاط وفوز منافسيه من (الديمقراطيين) في الانتخابات النصفية للكونجرس بشقيه النواب والشيوخ، وقامت ولا تزال تقوم مظاهرات أمريكية وفي مختلف أنحاء العالم ضد سياسة الإدارة الأمريكية في العراق.
لم ينفذ الرئيس بوش ما كان قد وعد به من وضع جدول زمني للانسحاب (وفقاً لتقرير لجنة بيكر هاملتون)، بل لا يزال يؤكد هو وأغلبية المسؤولين والقادة العسكريين الأمريكيين عدم وجود آفاق لانسحاب القوات الأمريكية الغازية من العراق. وكتغطية على فشل الاستراتيجية الأمريكية في العراق، يحاول مسؤولو إدارة بوش إضفاء طابع من النجاحات في تحقيق الأمن في العراق وبخاصة في بغداد، سواء من خلال التصريحات أو القيام بزيارات متعددة مفاجئة إلى العاصمة العراقية.
إن اجتياح العراق واغتصابه والسيطرة على ثرواته ونفطه، وممارسة السلب والنهب لحضارته وحتى آثاره في المتاحف، سيرتد عكسياً على الإدارة الأمريكية والولايات المتحدة عموماً، نتيجة لفشلها الاستراتيجي على طريق هزيمتها الحتمية في العراق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
العرب والعراق في الذكرى الخامسة لاحتلاله
د. أمينة أبو شهاب
الخليج الامارات
ذكرى احتلال العراق هي ذكرى الذنب تجاهه. هكذا يجب أن تكون هذه الذكرى، ما دام أن لكل ذنبه تجاه العراق، وما دام أنه مرت عليه خمس سنوات من احتلال يقول اليوم انه يتمكن ويسجل نجاحات، وما دام أيضاً أنه ظهرت حقيقة جلية كالشمس عن احتلال آخر مزاوج يستوطن ما بين اللحم والعظم في الجسد العراقي الجريح، وهو الاحتلال الإيراني.
الذنب، إذن، يكبر ولا يصغر تجاه العراق ولقد أوجدنا لنا نحن العرب طقوساً وتقاليد لإحياء الذكرى هي رثاء للعراق، ونحيب عليه. حتى لو شئنا البكاء على العراق، فإنه يظل ان هناك كلاماً كثيراً ناقصاً في هذا البكاء نظرآً لأننا نلبس الذنوب حتى أعناقنا.
لا نملك الصدق مع النفس ولا الجرأة على النظر إلى التاريخ في خمس سنوات من تقدمه أماماً منذ احتلال العراق. احتلال العراق وما بعده هو زلزال تاريخي هز الأرض وهز العروش في حكمها، وهز ضمائر حية وحرة في أمكنة بعيدة وغريبة عنا. كيف هزنا هذا الزلزال في نظرتنا إلى أنفسنا، في قناعاتنا وفي افتراضاتنا الأولية عما حولنا في هذا العالم؟ نحن لا نقول ونحن لا نعبر البتة.
إن الذكرى عالمياً هي ذكرى مكاشفة ومصارحة وإدانة وغضب، وهي ذكرى يتم إحياؤها باعتبار كبير للتاريخ وحقائقه وتفاصيله ودروسه.
ذكرى احتلال العراق عند الغير هي طقس إعلان براءة من دم العراق الذي لم يتوقف الاحتلال المزدوج عن إهراقه. لا يملك الآخرون الذين يستبرئون من دم العراق علاقة عاطفية أو مكانية أو تاريخية أو ثقافية به، لكنهم يفعلون لأن الحقيقة التاريخية، أي الجريمة التاريخية أكبر من تجاهلها. العراق عند الغير هو كاشف أخلاقي يميز في ضوء حقائقه التي بانت الخبيث من الطيب سياسياً، وهو كذلك، امتداداً، وسيلة إصلاح سياسي، كما يقول مثال أوباما في بلد الغزو. العرب هم الأمة الوحيدة إلى الآن التي ليس لديها كشف حساب ذاتي عن العراق وما حدث له، وذلك بعد مرور السنوات الخمس. وهي ربما لن تنتج كشف الحساب هذا في خمس سنين مقبلة ما دامت لم تفعل في لحظات قوة الحدث الأهم في التاريخ الحديث بالتوازي مع فلسطين وضربة هذا الحدث القاسية.
هكذا إذن يبقى الحدث العراقي حالة غير معبر عنها عربياً بشكل طبيعي وكما تفعل الشعوب الأخرى، مع ان العرب هم أكبر الخاسرين، بل والخاسرين الوحيدين. سقط العراق من خارطة الوطن الكبير؟ نحن وبعد كل هذا التاريخ من عروبة العراق، لا نتعامل معه على أنه سقط من الخارطة الكبيرة فحسب، بل وضمناً، أن الآخرين هم “الأحق به”، أولئك الآخرون (الايرانيون) الذين أخذوه هدية لهم أو كنزاً يدر نفطاً وأرباحاً أو رهينة تكتيكية أو ملحقاً لامبراطوريتهم الجديدة أخذوه بسبب حذقهم السياسي وعملهم على الأرض “خفية” عن المستعمر الأمريكي. هكذا نقول.
لم يذهب العراق إلى اليد الايرانية بسبب غياب العرب عنه بعد الاحتلال، فقد كان تصرفاً صحيحاً ان يغيبوا، ولكن لأنهم غابوا عنه قبل ذلك وأسقطوا عروبته من حسابهم. لقد كانت نتيجة حتمية ومرئية أن الاحتلال سيكون خطراً على عروبة العراق. ولكن هذه العروبة قد تم التضحية بها حين كانت نتيجة مقبولة أو مسكوتاً عنها لاحتلال العراق.
هل سقط العراق من الخارطة العربية؟
لم يترك العراق الجديد شكاً عند أحد فيما صار إليه العراق الذي كان يعرفه العرب وفي تفصيلات هذا العراق الجديد وعواطفه وتوجهاته بعد أن تحفط على فقرة تدين الاحتلال الايراني لجزر الامارات في مؤتمر للبرلمانيين العرب عقد في العراق.
ولقد كان البعض سيذهب به الظن إلى أن العراق قد تم ابتلاعه وهضمه وتمثيله من قبل ممثله الاقليمي لولا أصوات “متعددة الاتجاهات وكثيرة” خرجت بعد التحفظ لتدينه بقوة ولتؤكد على عروبة الجزر وعدم شرعية احتلالها، هذه الاصوات التي كان مصدرها العراق، تؤكد شيئاً واحداً وهو أن العراق في مكانه لا يزال ولم يسقط نفسه من خارطة الوطن العربي الكبير، كما قد توحي كثير من اشارات وأفعال سياسية تخرج باسمه. فهل سمع العرب هذه الأصوات؟ هل ذكرتهم بعراق ضيعوه ولكن لم يضع نفسه؟ كيف ترن هذه الأصوات بعروبتها غير المساومة في آذانهم في هذه الذكرى الخامسة للاحتلال؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
الحرب على العراق
د. أحمد نوفل
السبيل الاردن
في يوم 20/3 بلغت الحرب على العراق سنتها الخامسة، وكما يعد سيناريو فيلم سينمائي في كواليس هوليوود، أعدت سيناريو الحرب في دهاليز البنتاغون، وأديرت إدارة كفؤة مقتدرة، وواجهت في المقابل بلداً متخلفا، وأمة متفككة، بعضها عون للعدو على البعض الآخر. وكما تقطع السكين الحامية قالباً من الزبد، قطعت السكين الأمريكية المشحوذة بعناية، قطعت العراق عملياً إلى ثلاث دويلات برسم الإعلان، وإكمال الإجراءات، أما على الأرض فكل شيء معد، ولعبت إيران دوراً مساعداً للأمريكان، لا يعقل أن يقفه مسلم من مسلم، وسمحوا لأحقاد طائفية أو سياسياً أن تذهب بهم بعيداً في الغلو، حتى مزقوا بلداً جاراً مسلماً، وأعطوا أمريكا إغراء من خلال النجاح الذي حققته أن تنقل التجربة إلى إيران ذاتها، وكما أسقط العراق بتآمر الداخل أكثر مما أسقط بغزو من الخارج فإن أمريكا ستطبق النظرية ذاتها في إيران لتسقيها أمريكا من ذات الكأس، وهل تتوقع إيران بواكي عليها يومئذ؟!
إن خذلان الأمة لبعضها أمر يفوق التوقع، ويتجاوز الخيال، وكم كانت بغيضة تلك الأصوات النشاز التي استقبلت الأمريكان بالترحاب. إنها صناعة الأعداء، وفن تشويه الشخصيات حتى يصنعوا منها شيطاناً، يرى الشعب كل الأعداء دونه عداوة، وكم هي مقيتة ومفجعة تلك المقولات التي تصف الاحتلال بحرب التحرير! وأن ترددها بعض القيادات المستفيدة، فأمر مفهوم، ولكن أن تنطلق من أفواه بعض أو كثير من الشعب، والشيعة بالذات، وبعض الأكراد، فهذا منتهى الوهن، ومنتهى الخذلان للذات وتدمير قواها، وتمكين الاستعمار من أوطاننا.
وكان المفترض أن يكون العراق فيتنام العرب، وأن تخرج منه أمريكا بغير الغطرسة التي دخلت بها، وأن تنتف، فلا يظل الطاووس يختال في العالم ويعربد. ولكن مع الأسف رفعت شعارات من مثل: الشيعة أولاً، والسنة أولاً، أعني قتالهم قبل الأمريكان فأصاب ذاك منا مقتلاً، ان العمى عن ترتيب الأولويات ثم فقدان الوحدة في مواجهة قوات الاحتلال من شأنه أن يطيل أمد الاستعمار ويسهل مهمته، ويا حسرة على المسلمين كيف انحدر فهمهم فصاروا يقدمون بعضهم في العداوة على عدو الأمة الحضاري والاستراتيجي والتاريخي والديني!
القيادات المقاومة في العراق وقعت في أخطاء وهذه الأخطاء هي التي سجلت قيام ما سمي بمجالس الصحوة، التي أصبحت تنوب في مقاومة المقاومة عن الأمريكان، فإعلان دولة إسلامية تحت الاحتلال، اعتقد أنه كان من أفدح الأخطاء، تماماً كدولة أخينا عرفات، بلا مقومات، والتبعات أكثر من المنجزات عن إسقاط تجارب حروب التحرير الشعبية، وهذه ليست ملكاً ولا حكراً لأحد، ولأن حلها يسارية، فهي في نظر كثيرين من المقاومين ليست محل اعتبار، وهذا غير صحيح. إن تجارب الشعوب، تراث مشترك، وحركات التحرر معينها واحد يستمد من بعضه، أقول، إن عدم استفادتنا من هذه التجارب وأخطائها وصوابها حرمنا من خير كثير أين نحن من قوله تعالى: «قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا..».
لم تنتصر حركة تحرير لم تستطع تجميع طاقات الشعب، وهذا قانون الله في الأمم: «ولا تنازعوا فتفشلوا..» لقد كان شعب فيتنام وجهة واحدة ويداً ضاربة واحدة.
أما العمق العربي فهذا الهوان والخذلان بعينه، ولئن وجد شعب فيتنام عمقاً في الصين وروسيا، فإن مقاومة العراق وجدت تواطؤا وتعاوناً مع العدو.
ومع كل هذا الخذلان في الداخل والخارج، فإنا يحدونا أمل في الذكرى الخامسة أن تكون المقاومة أرشد وأسد وأحكم حتى لا يستمر العدوان ويكون العراق آخر الأحزان.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
بوش.. خمسة أعوام من الهزيمة في العراق!!
فرج شلهوب
السبيل الاردن
خمسة أعوام على احتلال العراق، أربعة آلاف قتيل أمريكي - حسب العدد المصرح به- ومن 2 إلى 3 تريليونات من الدولارات التي تم هدرها من الخزينة الفدرالية الأمريكية.. فماذا كانت الحصيلة؟! وهل أجرى الكاوبوي المغامر، المسكون بوعودات الرب خاصته، جردة حساب؟! وهل يملك وشركاءه الجرأة، في اليمين المحافظ، على أن يقولوا الحقيقة أو يصرحوا بحجم الكارثة التي دفعوا إليها شعبهم وبلدهم؟!
في مراسيم الذكرى قال بوش، هذا صراع يمكن للولايات المتحدة - وعليها- أن تنتصر فيه(!!) ... يمكن ويجب، هكذا قال، فأي استخفاف بالعقول هذا الذي يقوله بوش، بعد خمسة أعوام من الدمار والقتل واستنزاف الموارد؟! وإذا كان الانتصار ممكنا، وبهذا الاستسهال الذي ينم عن إقرار بالفشل الكبير، فلماذا لم يبلغه بوش الصغير، طيلة أعوام عدوانه الخمسة؟! هل كانت تنقصه الموازنات الفلكية (!!) أم نوعية التسليح وحجم التعاون ووسائل الاستخبار؟! مم كان يشكو بوش حتى يعجز عن تحقيق ما يعتقد أنه ممكن، وقد أخذ وقتاً أكثر من كاف ليثبت صدقية ما يعرض ويقول؟!
أما حكاية «يجب» فهي إشارة أخرى على مدى العجز والفشل المقترن بالإصرار على الخطيئة، وعدم وجود الجرأة الكافية للاعتراف بالهزيمة التي أصبحت على كل لسان.
لقد تحطمت أسطورة القوة الأمريكية في العراق، وتقزمت قدرة أمريكا على أن تفعل في هذا العالم ما يحلو لها، دون أن تدفع الثمن. فضلاً عن تأكد قصر قامتها في أن تخضع شعباً، أو جزءًا من شعب، قرر أن يدافع عن كرامته وشرفه وأمته.
وثانيا: أخفقت أمريكا في تحقيق أهدافها، من وراء غزو العراق، بل الأنكى أن عدداً من الارتدادات على قرار عدوانها، جاءت تؤكد مدى سوء التقدير الذي تعيشه إدارة بوش، وعدمية الحسابات التي أجرتها، ناهيك عن الكلفة المادية والبشرية الضخمة التي دفعتها لتصل في النهاية إلى واقع لا تخسر فيه فحسب، بل لا تهتدي أيضاً إلى طريق الخلاص، وهو ما رددته هيلاري كلنتون، مرشحة الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية، عندما قالت «نحن عالقون، الانسحاب من العراق قد يكون خطيراً بدرجة لا تقل عن خطورة قرار الدخول إليه».
وثالثا: في حين أرادت واشنطن، أن يكون هدم النظام العراقي، رسالة لإيران ومحور الشر الذي حدده بوش، ووسيلة لكبح تأثير طهران الإقليمي، اكتشفت إدارة بوش متأخراً، أنها أسدت خدمتين جليلتين لإيران، بإزاحة خصم شرس من جوارها، وإعطائها أوراقا مهمة للتأثير في الساحة العراقية.
ورابعا: إذا كان أمن «إسرائيل» وتوفير بيئة استراتجية تخدم هذا الأمن، واحدة من أولويات واشنطن، فالمؤكد الآن، أن ما صنعته السياسة الأمريكية، أمر مختلف، فالحرب على ما أسماه بوش «الإرهاب»- وأحد تجلياته في التصور الأمريكي «القاعدة»- أفضت كما يقول الأمريكيون أنفسهم إلى تحويل العراق إلى «دفيئة» للإرهاب، وفي جوار «إسرائيل» وليس على بعد آلاف الأميال منها!!
وخامسا: فيما كان التصور، وفق خرائط رايس ومجلس أمنها القومي، يتركز على إعادة ترسيم الأوضاع السياسية في المنطقة، وفق مزاج البيت الأبيض، وبما يحقق مصالح تل أبيب، فقد آلت الأمور إلى أن الوضع الإقليمي في ظل الإخفاق الأمريكي في العراق، إلى حالة أكثر خطورة، وأكثر قابلية للاندفاع باتجاهات لا تسر واشنطن وتل أبيب، بل وتشكل تهديداً على حلفائهما الآخرين في الجوار.
لقد مارس بوش أقصى ما يستطيع من كذب وتدليس، سواء في سوق مبرراته لشن الحرب، أو في تحديد غايته من هدم نظام صدام، أو في ما زعمه من بناء نموذج عراقي ديمقراطي قابل للتعميم في المنطقة، وأخيرا في إنكار هزيمته، لتبدو الصورة على كل هذا القدر من البؤس. فهل يستحق بوش وساماً على ما فعله؟! وقبل هذا ما حجم الجرم الذي ارتكبه بحق شعب آمن..؟ وما مدى مسؤوليته إزاء كل هذا الدم الذي يسفك في العراق؟! وهل أحسن بوش في كل ما صنع لشعبه ودولته أو لحلفائه في المنطقة؟!
لقد تردت أمريكا وتلطخ وجهها وتهشمت هيبتها وظهرت صغيرة صغيرة، وهذا ما جناه عليها بوش وفريقه المغامر، والأيام القادمة ستكون البرهان، على المسار الذي يمكن أن تندفع إليه الأمور، فيما ستظل تل أبيب، ومن وثق بواشنطن واغتر بقوتها، في مربع من يعضون أصابع الندم والخوف من المستقبل.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
سنوات الاحتلال الكاشفات
د. عيدة المطلق قناة
السبيل
سنوات خمس مضت على احتلال العراق الوطن والشعب والتراث الحضاري والتقدم العلمي والمعرفي... سنوات خمس من التفتيت والتفكيك والتدمير استهدفت وحدة العراق الإنسانية عبر نظام المحاصصة الطائفية والعرقية ليصبح العراق حجر الزاوية في مشروع «الشرق الأوسط الكبير/ الجديد»، وقاعدة انطلاقها لتحقيق أحلامها الإمبراطورية... سنوات خمس على حرب أجمعت على فشلها كل تقارير مؤسسات الأبحاث الفكرية والاستراتيجية والعسكرية ومنظمات حقوق الإنسان، ونتائج استطلاعات الرأي العام، وكذلك آراء وشهادات أبرز الشخصيات في العالم.. كما تجمع على أن العراق بعد مرور خمسة أعوام على الغزو الأمريكي لهذا البلد، يعيش وضعا مأساويا وكارثياً غير مسبوق، لدرجة وصفه بأنه «أحد أخطر الأماكن في العالم».. لكن وحده الرئيس الأمريكي - مؤيداً برهط من إدارته لا تزال على قيد النفاق والمكابرة - ما زال يتغنى بالانتصارات التي حققتها جيوشه هناك!!
سنوات خمس من القرن الواحد والعشرين، قوامها فوضى غير خلاقة.. سنوات كانت الأفظع في التاريخ.. إذ شهدت فيها البشرية ما لم تشهده من قبل من همجية حاقدة أحالت الأرض والسماء وكل الآفاق يباباً!! وبات العراق - من حيث افتقاره إلى أبسط مقومات الحياة (من مياه وخدمات صحية وصرف صحي) وبأوضاعه الإنسانية والأمنية- الأسوأ والأخطر في العالم. حرب قوامها سلسلة متصلة من مختلف ألوان الجرائم والانتهاكات البشعة مما لم يتعرض لمثلها شعب العراق - وربما لم يتعرض لمثلها أي شعب قط - خلال ثمانية آلاف عام من تاريخه، مثل الاغتصاب الجنسي للرجال والنساء والأطفال والقتل العشوائي والمنظم للعراقيين ونهب ثروات الدولة وأموال الأفراد، وإهانة الدين الإسلامي عمدا.. حرب كان حصادها المر ملايين القتلى والمشردين والأسرى.. والمرضى.. والمعوقين..
إنها حرب الدماء الرخيصة.. والشرف المستباح.. والقتل الأكثر وحشية.. فجيوش الاحتلال حين تقصف موقعاً أو تهاجم هدفاً فإنهم يصبون وابلاً من أطنان القنابل على الأبرياء.. أما جنودهم فيقتلون بدم بارد استهتاراً بحياة البشر وإشباعاً لحقد أو استمتاعاً بهواية صيد البشر.. قتل استفز الصليب الأحمر الدولي.. حين أكدت بياتريس ميجيفاند روغو (مسؤولة الصليب الأحمر الدولي المكلفة بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) أنه لا توجد عائلة عراقية لا يوجد فيها شخص مصاب أو قتيل أو مختف أو معتقل في سجون سرية.. كما نددت بما أسمته «القتل المتواصل للمدنيين العراقيين خارج قواعد القانون الإنساني الدولي»..
إنها حرب المكابرة والإنكار والكذب الذي بات سياسة أمريكية رسمية معتمدة.. حتى إن وزارة الدفاع الأمريكية شكلت هيئة خاصة مهمتها التلفيق والكذب، فلفقت الأكاذيب لتسويغ حربها على العراق.. وحين كشفت أكاذيب الحرب جاءت كونداليزا رايس لتقر بارتكابهم آلاف الأخطاء..
أو لم يكذب الرئيس بوش نفسه حين أعلن انتهاء المهمة.. ثم نراه اليوم يتحدث عن عشر سنوات مقبلة من الاحتلال (بل إن مرشح الرئاسة الجمهوري جون ما كين، يزايد على رئيسه بالقول إنهم باقون في العراق مئة عام أخرى).. ألم يكذب في خطابه الاحتفالي بالذكرى الخامسة لاحتلال العراق بادعائه أنه نجح في هزيمة القاعدة.. ليرد عليه زعيم القاعدة أسامة بن لادن، بأن «الجهاد في فلسطين يبدأ في العراق»!!
والولايات المتحدة بصفتها راعية الشرعية في العالم، كل جريمة لديها بقانون (من تفكيك و نهب أو قتل أو غير ذلك)، فمن دستور كرس التفكيك والتركيب، إلى قانون مجالس المحافظات التقسيمي التفكيكي.. فقانون نهب النفط.. فقانون المحكمة الجنائية العليا.. فقانون بول بريمر الذي أجاز فيه السلاح في العراق.. مما شرعن فوضى السلاح.. هذه الفوضى التي أطلقها جيش الاحتلال حين ترك مخازن أسلحة الجيش العراقي الوطني مفتوحة عرضة للنهب.. فاليوم أكثر من ثمانية ملايين قطعة سلاح يتم تداولها واستخدامها مابين الوطنيين والمخلصين والمقاومين الشرفاء.. فالمجانين والمهووسين.. وصولاً إلى العملاء، وليس انتهاء بفرق الموت..
حرب أرادوها أن تكون صليبية.. فكانت والله كذلك.. فهي الحرب البائسة التي فرخت حروباً مستدامة لا يمكن إيقافها بإعلان الهدنة أو وقف إطلاق النار.. سنوات خمس كان منتجها النهائي الأبرز «كراهية» مستدامة وفّر لها الاحتلال كل ما تحتاجه من عناصر الاستمرارية والنمو!!
سنوات خمس كاشفة.. كشفت فيها أمريكا عملياً عن تعريفها الإجرائي لمفاهيم التحرير والحرية والديمقراطية والمصداقية الأمريكية بامتياز..
وختاماً سنوات خمس من الانتصارات الخادعة والأوهام التي أخجلت حتى «دون كيشوت»!! .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
اسبوع امريكي اسود
هدا السرحان
العرب اليوم الاردن
تلقيت رسالة من الناشطة الأمريكية ديبي روسل وهي الناطقة الإعلامية لمخيم كرافورد للسلام, قالت فيها انها وامهات واباء وازواج وزوجات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق دعين كل الأمريكيين والأمريكيات إلى ارتداء ملابس الحداد يوم الاثنين الماضي وان يستمر الحداد إلى يوم عيد الفصح تعبيرا عن معارضة الحرب في العراق والمطالبة بوقفها وسحب الجنود.
وقالت امهات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق لن نطلب منكم ارتداء الملابس السوداء والتظاهر في شوارع العواصم العربية لأننا نعرف انكم لا تحتاجون لدعوات للاحتجاج على الحرب فانتم لم تخلعوا ثوب الحداد أبدا منذ بداية اجتياح العراق لان من يقتلون هناك هم أبناؤكم وأهلكم...
كما طالبتني الأمهات الأمريكيات ان ارسل لهن بعض الصور ونحن نرتدي الملابس السوداء حزنا وتضامنا مع العراقيات اللواتي فقدن أحباءهن في الحرب , كما طالبنني إرسال بعض الصور لنا ونحن نهتف في شوارع عواصمنا لا للحرب بالذكرى الخامسة للحرب!!!! لان الإعلام عندهن مضلل ولا ينشر مثل تلك الصور الاحتجاجية لنا!!!
لم تعرف الأمهات وهن ممن أجرت »العرب اليوم« معهن عدة لقاءات وتحقيقات ان طلبهن صعب لأنني لا املك إلا صورا لوجوهنا السوداء, وأننا لم نخرج للشوارع إلا "للكسدرة" وان الدنيا عندنا "بخير"!! و"تمام التمام"!
في الولايات الأمريكية لاقت الدعوة استجابة واسعة من مذيعي ومذيعات نشرات الاخبار في محطات التلفزة الأمريكية فظهروا في اللباس الاسود للمشاركة في هذه الحملة التي دعت اليها الأمهات بتشجيع ودعم من الجمعيات المدنية والإنسانية في أمريكا.
فقد بدأت وسائل الإعلام الأمريكية التي غاب صوتها في زمن الحرب وغزو العراق بالظهور مجددا لتكشف بعض الحقائق امام الشعب الأمريكي الذي يشهد تصاعدا في موجة الاحتجاج على الحرب الأمريكية في العراق. ففي نشرة أخبار محطة CBS الأمريكية صباح امس, ظهر المذيع وهو يرتدي اللباس الاسود ليعلن للشعب الأمريكي ان 4 آلاف جندي أمريكي قتلوا في العراق إضافة إلى 30 ألف جريح وظهر على الشاشة مواطن أمريكي يحمل صورة ابنه القتيل وقال مخاطبا الرئيس الأمريكي: بوش لقد أخذت ولدي الوحيد".
ففي الذكرى الخامسة لاحتلال العراق يعيش الشعب الأمريكي احزانه الحقيقية رافضا الحرب وفي تلفزيوننا والحمد لله لم يتغير شيء, فالمسلسل المصري وكليبات آخر الأغاني والفوازير لا تزال في موعدها ولم تتنازل مقدمات "يوم جديد" عن ملابس العيد وتوزيع الابتسامات البلهاء.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
عهر سياسي موثق
خالد الاشهب
الثورة سوريا
أربعة آلاف جندي أميركي قضوا في العراق حتى الآن , وكان يفترض أن يستقبلوا هناك بالورود وفق ما أخبرهم به الرئيس بوش ونائبه تشيني عشية الغزو , لكنهم هلكوا ولم يعد السبب مهماً , سواء خدعوا أو تورطوا , وسواء تحولوا إلى ورقة انتخابية , أو ثارت النقاشات الحادة في بلدهم ومجتمعهم حول الجدوى من موتهم.
غيرأن هؤلاء اليوم يستعيدون أهميتهم لسببين مختلفين تماما , الأول أنهم تسببوا او شاركوا مباشرة بهلاك مليون عراقي بينهم الكثير الكثير من الاطفال والنساء والعجز , وبتعطيل أكثر من مليونين آخرين وتعجيزهم , وبتهجير عدة ملايين أخرين داخل العراق وخارجه في حرب مجنونة وكارثية , وبتدمير بلد كامل وتحطيمه .‏
وإذا كان للمشاعر ان تتفجر من أجل القتلى الاميركيين , شرط أن تكون إنسانية حقيقية , وإذا كان للدموع أن تذرف, ودون أن تكون تمساحية , وإذا كان للحزن ان يعتلج في الصدور البشرية حصرا ً, فهي , أي المشاعر والدموع والحزن , أولى بالملايين من ضحايا العراق , وأولى بوطن جرى تهديمه على رؤوس مواطنيه .‏
دموع الرئيس بوش وأسف تابعه تشيني , كذبة جديدة تضاف الى تلك الاكاذيب التي أشاعاها لتسويغ ارتكاب كارثة انسانية كبرى , بل هي أسوأ واكثر نفاقا ًودجلاً , لأن مادتها الاساسية المشاعر والوجدان والضمير البشري .‏
ضحايا العراق ودماء أبنائه ليست ورقة انتخابية وإن جعلها بعض الاميركيين كذلك , بل هي وثيقة إدانة لسياسة تقوم على الدجل الاخلاقي والعهر الإنساني, أكثر مما على المصالح ونزعات التملك والهيمنة ?‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
هل يعود البريطانيون للبصرة... ؟ تراجيديا التشابكات السياسية
داود البصري
السياسة الكويت
عنوان المقال الذي يحمل علامات تساؤل قد يوحي للبعض بان مدينة البصرة وهي اهم مدينة عراقية بعد العاصمة بغداد قد تحررت فعلا لكي يثار السؤال حول عودة البريطانيين لادارة ملفها الامني المتدهور والذي يعكس بكل وضوح حالة الفشل السياسي المطبق للحكومة المالكية العتيدة التي هي حكومة ناقصة لم يتم ترقيعها حتى اليوم بعد انفضاض الصدريين والتوافقيين عنها وبعد هروب وتواري عدد من الوزراء ( المجرمين ) المتهمين بجرائم قتل بشعة مثل وزير الثقافة الهارب الملا اسعد الهاشمي قريب نائب الرئيس العراقي مولانا الرفيق المناضل البعثي السابق والاسلامي الحالي طارق الهاشمي ( قدس سره البعثي ), كل ما في الامر وكل ما حدث سابقا وقبل اسابيع لا يتعدى انسحابا بريطانيا محدودا من مجمع القصور الرئاسية لا يرقى لدرجة الانسحاب الكامل من البصرة , فالقوات البريطانية اعادت تموضعها وانتشارها وركزت وجودها في مطار البصرة فيما تركت الملف الامني بيد قائدي الشرطة السيد عبد الجليل خلف والجيش الفريق موحان حافظ والذي استدعي قبل اكثر من شهر شخصيا للسفر الى لندن لمناقشة الامور العسكرية مع وزارة الحرب البريطانية ولم تشر مصادر الوزارة لاي شيء عن تلك الزيارة واهدافها ونتائجها او ما تفرع عنها وبقي امرها طي الكتمان النسبي وبعيد عن الاضواء الاعلامية , ولكن كان واضحا للعيان ان الهدف المركزي لقوات التحالف والذي يصطدم بالف عقبة وعقبة هو تجريد الميليشيات المسلحة الطائفية والاجرامية من اسلحتها, وهو امر كما اثبتته التجربة الميدانية صعب للغاية ودونه خرط القتاد كما يقولون , فقائدا الجيش والشرطة كانا وما زالا بمثابة اهداف دائمة ومستمرة للاغتيال او الاصطياد باي وسيلة ممكنة وقد تعرضا لمحاولات اغتيال عدة وقف خلف بعضها التيار الصدري فيما تولت المجاميع الخاصة التي تمولها وتدعمها ايران بقية المحاولات , كما ان حرص قائد الجيش على استهداف وتمزيق القوة العسكرية لجيش المهدي كبير للغاية وقد تاجلت مرات عدة خطط لهجمات ساحقة وصاعقة كانت معدة ضد قيادات وافراد تلك الميليشيا المسلحة في ظل تشابك الاراء وتدخل المرجعيات وحتى الحوزة الدينية في النجف لمنع مثل ذلك الامر الذي دخل فعلا في طور ومرحلة العد التنازلي بعد استمرار التدهور المريع في الوضع الامني في البصرة بعد استهداف وزير الداخلية نفسه وبعد استمرار مسلسل التصفيات والقتل وتكدس الجثث المجهولة في مشرحة مستشفى المدينة الجمهوري والتي تطيح بكل الامال المعقودة على انفراج قريب للوضع العراقي المعقد الذي دخل وفقا لشواهد الاحداث في مرحلة معقدة وصعبة ستكون لها تداعيات خطيرة ليس على امن البصرة فقط بل تمتد لتشمل الاقليم الخليجي باسره , الساحة الداخلية الان مشتعلة طائفيا ومحتقنة بشكل مفجع , وتبادل الاتهامات بين اطراف العملية السياسية والتيارات والاحزاب المتواجدة جميعها مؤشرات لملامح فتنة اهلية واسعة تزيدها ضراوة لغة الاحتكام للسلاح وتصعيد الموقف الميداني وانهيار الامن وتساقط الصواريخ العبثية التي حولت سواد البصرة لجحيم لا يطاق , اما الحكومة المحلية والمحافظ الهمام فهم وهو معهم اشبه بالارملة المقهورة لا يفعلون شيئا سوى انتظار المجهول وعقد الصفقات التجارية وشفط ما يمكن شفطه باسرع وقت ممكن قبل موسم الهروب الكبير والقادم , الايرانيون قرروا بصراحة تصعيد الموقف لابعد مدى مع سخونة الشهور الاخيرة التي تسبق الانتخابات الاميركية , وعودة البريطانيين لاستلام الملف الامني لم يعد مجرد احتمال , بل هو رغبة اميركية ستنفذ لا محالة من اجل محاولة احكام السيطرة على الموقف وتوجيه رسالة واضحة للنظام الايراني بان التحالف الدولي لم تنفصم عراه وان باب المفاجات يظل مفتوحا وهو يمتد من تل ابيب ويمر ببيروت ودمشق ليصل بغداد وقد يتجاوزها قريبا لطهران, فكل الاحتمالات قائمة, المشهد الميداني القادم في الجنوب العراقي سيكون تراجيديا بل سورياليا في تشابكاته , وحل المعضلة العراقية يبدا وينتهي في البصرة , ففي البصرة وحدها تتقرر مسارات التسوية والامن والستراتيجية المستقبلية للعراق , خصوصا وان تشابكات المواقف وتعارضها قد بلغ حدا خياليا من الفرقة والخلاف , فلقد زار الجامعة العربية وفد من عشائر الجنوب العراقي ( الشيعية) اصر قادته على رفض مشروع الفيدرالية الطائفية التقسيمية للعراق والذي يعتبر مشروع العمر وامل المستقبل بالنسبة لال الحكيم الذين يعملون بالتنسيق مع النظام الايراني لاشهار الفيدرالية الجنوبية الطائفية, وموقف العشائر الرافض يشكل قفزة نوعية وصدمة كهربائية كبرى لاهل المجلس الايراني الاعلى الذين يراهنون على شراء ولاء وذمم رؤساء العشائر الجنوبية تحديدا , الصورة متشابكة بالكامل والاسد البريطاني العجوز لا فكاك من تدخله الجديد ¯ القديم , فكل الفرقاء المحليين في العراق فشلوا في التوصل للحدود الدنيا من الاتفاقات والتوافقات , وهكذا يكرر التاريخ نفسه ولكن بشكل ماساوي هذه المرة, ولم الغرابة, السنا نحن ابناء الامة التي قررت ألا تتفق, حتى ظهور المهدي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
فوانيس عراقية
سهيل إبراهيم
الثورة سوريا
خمسة اعوام طواها العراق تحت ليل الاحتلال , وطوى معهاجراحا تستولد جراحا , وخرابا يتكدس فوق الخراب , وموتا لايشبه إلا الموت الملحمي الكبيرفي تاريخ العرب (لا الفرات ودجلة ينطقان).
ولا نخيل البصرة يعرف كيف يلقي السلام على شط العرب, ولاأبو نواس يعرف سبيلا الى القصيدة , بعدما انكسرت أباريقه , وضاع خمره المعتق فيما ضاع بين الركام!‏
اسلحة بترايوس وجنوده المرتزقة وحدهم يملكون إذنا بالتجول في شارع الرشيد في بغداد, وعلى جسر الرصافة , وطرق سامراء , وخيام العشائر , وأضرحة العباسيين , وبقايا نوادي الجواهري.‏
سحن قادمة من خلف المحيطات بلباسها الحربي, وخرائطها , ومناظيرها الليلية, ودروعها الثقيلة , وظمئها القاتل للزيت الأسود , تطبق من كل الجهات على وطن وضع حجر الأساس لحضارة الدنيا منذ ماقبل الميلاد, وبنى حدائقه المعلقة , ونحت في الصخر , كي يلقن الأمم أبجدية المدنية , ويهديها أسرار العلوم والفلسفة والفن.‏
ضلع متين من اضلاع العرب, يدخل عامه السادس,في هذا الحريق الأمريكي , المحمول في القاذفات الحربية بعيدة المدى , والسفن المكتظة بوسائل القتل , والعقيدة الملتبسة لرجل البيت الابيض , القادم من مزارع تكساس بقبعته الشهيرة , وحزامه وبندقيته سريعة الطلقات:‏
ملامح قرن جديد تفتتحه الادارة الامريكية بانقلاب هستيري , على قواعد المدنية ومبادئ الحرية والعدالة , فتستبدل اعلان حقوق الانسان , بحقوق القوة الغاشمة في الغزو والسيطرة, وتهرق انهارا من الدم كي تغتصب الثروة وتعيد الحياة الى الاسطورة, فتبني لإسرائيل اعمدة هيكلها من جديد.‏
بغداد بوابة هذا القرن الجديد الموسوم بتصادم الخيارات الكبرى : وصراع الارادات , وانكشاف لعبة أمم جديدة ,تدشنها واشنطن بذهنية الاحتلال , ونرد عليها بصحوة المقاومة ! والعودة للنفير الاول الذي طرد عن تراب العراق كل الغزاة القدامى.‏
لا المغول كسبوا الحرب في بلاد ما بين النهرين بسيوفهم و خيولهم و جندهم القساة , و لا الانكليز نالوا من عزة رجال الرافدين , بدسائسهم و غلمانهم و بنادقهم , كل ذلك لم يفلح في الماضي , باخضاع العراقيين , مهما ابتلت قمصانهم بالدماء, و لن يكون رجال بترايوس افضل حالا, مادام نفير المقاومة يدوي كل يوم على ارض الرافدين , و يحشد الرجال لتطهير التراب من دنس الغزاة القادمين من خلف المحيطات!‏
كل شيء يرشح دما في العراق اليوم, البيوت و الطرقات , و الجامعات و الثكنات , و رياض الاطفال و كل شيء يزهر في ايدي العراقيين سلاحا , و على جباهم عزة, و في صدورهم نخوة, وفي سواعدهم قوة, و في عيونهم فجرامشرقا طالعا من الركام ليملأ شرفات الدور العراقية بالضوء و الغار.‏
ادارة البيت الابيض , تنتظر مخاض الشرق الاوسط الجديد , و نحن ننتظره ايضا , و الولادة لن تكون الا على ايدينا , و المولود لن يكون الا منا و لنا: مهما اعتكر ظلامهم , و مهما اشتد فحيحهم في رمال العرب .‏
سنستأصل الجرح من الجرح , ونغسله بالعافية, وسنكنس الخراب عن الخراب , ونعلي الصروح من جديد ! ونشيد المدائن , ونمد الجسور, وسنستخرج موتنا من الموت ونحيي ملحمتنا الكبرى على امتداد العصور, من نبوخذ نصر , إلى مجلس الرشيد , الى آخر مقاوم يصوب نحو الظلام بزند ثابت فيجليه , ويفتح باب حرية العراقيين على ضوء ساطع لا تخطئه عيون العرب!الفرات ودجلة , سيرويان لنا غداً, حكايتهما, ونخيل البصرة سينفض عن غصونه الغبار ويمسك بيدناغداً, ويدعونا الى شط العرب, على وقع صوت ناظم الغزالي.‏
وأبو نواس والجواهري سيبتكران غداً فوانيس جديدة للشعر , تسطع في نوادي العراق كالنجوم.‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
العراق... حرب من دون ملامح وجنين مشوه!
حسين أبو السباع
السياسة الكويت
"أصيح بالخليج يا خليج.. يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى.. فيرجع الصدى كأنه النشيج.. يا خليج يا واهب المحار والردى"
(بدر شاكر السياب)
ترقب, خوف, تحين, تفجير, صراخ, دماء, قتلى بالعشرات يومياً, يتم, وتجارة أعضاء, فزع وهجرة إلى بلدان مجاورة, اختلاف حول التسمية بين (لاجئين) و(ضيوف), تترس, سنة, شيعة, الزرقاوي يبعث من جديد, القاعدة, الولايات المتحدة الأميركية, والغطاء الهلامي لمجموعة الدول التي شاركت في الحرب كمحاولة من الولايات المتحدة إصباغ صفة الشرعية على حربها المسعورة ضد الشعب العراقي.
كل ما سبق محاور دار ولا يزال يدور حولها الكثير من الجدل المخيف حول الحرب التي دخلت الآن عامها السادس.
وبعد مرور خمس سنوات على ذكرى سقوط النظام الصدامي إلى غير رجعة, كثر الحديث عن النتائج, ككل عام, وللمرة الخامسة يتكرر الكلام نفسه, وتتكرر التقارير ذاتها, ويبقى الاختلاف الوحيد في لغة الأرقام التي تتزايد بوضوح مرعب كل يوم وكل عام, والشعب العراقي هو أكثر المتضررين من الحرب التي بدأت بكذبة, ولا تزال قائمة على المراوغة والفوضى التي يعانيها الشارع العراقي.
تفجير شبه يومي لإيقاع عشرات القتلى, الولايات المتحدة تجرب أسلحتها الفتاكة الجديدة, والزرقاوي يطل علينا من جديد مثلما كان قبل مقتله بفتوى التترس التي راح ضحيتها المزيد من الأبرياء في كل مكان, وكلام كثير حول الذراع الطولى لإيران داخل العراق, وأن هذه الحرب ما هي إلا دفعة خفية وقوية معا لإيران, أو محاولة الولايات المتحدة الاقتراب أكثر من إيران عدوها النووي الجديد, والتي تسعى إلى إجهاض تجاربه النووية للحفاظ على مصالحها في الشرق الأوسط, ولإتاحة مساحة أكبر من الحماية لإسرائيل بكل جرائمها التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني من حصار وتجويع.
وحتى العراقيين المهاجرين إلى دول الجوار لم يسلموا من الجدل حول مجرد التسمية وتأرجحوا ما بين (لاجئين) و(ضيوف), والحقيقة, أنها مهما اختلفت التسميات فالنتيجة واحدة, شتات, وإهدار ثروات, وارتفاع الأسعار في الدول المهاجر إليها, ويأتي هذا على حساب الشعوب المتضررة من جراء الحرب بهجرة هذه الأعداد المتزايدة إليها.
وسر الخوف من الجدل الدائر حول أحداث العراق الآن, هو عدم القدرة على وضع إصبع على منجز للحرب, وآخر على الخسائر بوضوح, على الرغم من أن الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة جراء حربها على العراق واضحة بقيادة عصابة الحرب في الكونغرس (المحافظين الجدد), وحالات الانتحار التي آخذة في التزايد بين صفوف الجيش الأميركي ورغم التعتيم المستميت حول هذه الظاهرة أيضاً إلا أنها انكشفت كما انكشفت الكذبة الأولى بادعاء امتلاك العراق للقنابل النووية والبيولوجية. رغم هذه النتائج الفادحة إلا أنه لا يمكن الحديث بوضوح حول نتائج الحرب على الأقل من جانب الطرف الأميركي.
والنتيجة أن هناك أكثر من مليون قتيل سقطوا من بين صفوف الشعب العراقي على اختلاف طوائف, هذا الشعب الذي عانى مرتين مرة إبان حكم صدام حسين الذي أذل شعبه, وجلب عليه حروباً خاضها من أجل غروره الشخصي فقط, وتكررت معاناة الشعب العراقي للمرة الثانية على يد قوات الاحتلال التي تقتل وتبيد من دون تفريق بين رجل أو امرأة أو طفل أو شيخ.
وتردت الأحوال في البنى التحتية وازدادت البطالة بوضوح, إلى جانب مشكلات أخرى كثيرة لا تخفى على أحد, لكني أعتقد أن الجريمة الأخطر على الإطلاق هي سرقة وبيع الأعضاء البشرية, هذه التجارة التي لاقت رواجاً في ظل الارتفاع الرهيب في أعداد القتلى يومياً. هذه التجارة الرائجة في مرحلة الحرب لن تنتهي بسهولة, حتى لو خرجت القوات الأميركية اليوم من العراق, فقد دفعت الحرب بمزيد من الكراهية بين كل فرقة وأخرى داخل العراق بلغت حد التناحر, فلا تزال المجازر الدموية بين السنة والشيعة قائمة رغم محاولات التهدئة, وقضية القتل على الهوية, والتفجير العشوائي في الأسواق التي يرتادها المئات يومياً, فلا تعرف من يقتل من, ولا لمصلحة من.
الحرب على العراق دخلت عامها السادس, وهناك أصوات لا تزال تقول: إن فاتورة الديمقراطية الباهظة التي دفعها العراق أمر ضروري من أجل الحصول على الاستقرار, والحرية التي لم يكن متمتعا بها إبان النظام البائد, لكن هل يوجد أحد الآن لديه المقدرة على وضع تعريف جامع مانع لمفهوم (الديمقراطية) حسب المفهوم الأميركي? والتي أرادت تطبيقه في العراق وعلى شعبه المسكين الذي عانى ويلات الحرب ومجازرها على طريقة الفوضى الخلاقة حسب تعبير كونداليزا رايس.
حتى مصطلح (إعمار العراق) الذي ذاع صيته قبل عامين أو أكثر من الآن, اختفى تحت ركام الحرب الدائرة, والقصف الذي يدفع فاتورته البسطاء الذين كل ما يريدونه هو الحياة, فقط الحياة.
الحرب على الإرهاب التي تزعمها الرئيس الأميركي جورج بوش زادته في المنطقة العربية سوءاً, إذ الحضارة عدوى, والإرهاب عدوى, وزادت من كراهية شعوب العالم العربي تجاه الولايات المتحدة الأميركية, الأمر الذي حدا بها إلى محاولة تحسين الصورة بعد تسرب صور التعذيب في معتقل (أبو غريب) وصورة الرجل الشبح الشهيرة, والتقارير التي تم تسريبها والتي كشفت عن أن أعمال التعذيب التي قام بها الجنود الأميركان كانت ممنهجة ووفق خطة مدروسة, أرادت الولايات المتحدة أن تلعب إعلاميا لتصحح الصورة أو تجملها لصالحها, فأنفقت ملايين الدولارات, لكن من دون جدوى حتى الآن, لأن الكلام سهل, بينما يبقى تنفيذ الوعود التي لا تزال معلقة بين السماء والأرض, ليبقى العراق حتى هذه اللحظة يعاني حرباً من دون ملامح أفرزت جنيناً مشوهاً غير قادر على مواجهة العالم.
والآن لا يمكننا إلا أن ننادي مع السياب, لكن فقط قائلين: الآن صرت يا خليج واهب المحار والردى"

ليست هناك تعليقات: