Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 29 مارس 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الثلاثاء 25-03-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
فلسطين الجريمة في مهب الريح
ناصر اليحمدي
الوطن عمان
الرئيس الاميركي جورج بوش الصغير اطلق اكثر من مرة وعوده بإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل قبل نهاية العام الحالي.
هذه الدعوة البراقة لم تكن مقصورة على بوش الابن وحده وانما هي نغمة يرددها اى رئيس اميركي عندما يحين موعد خروجه من البيت الأبيض ان من يتمسك بقيام دولة فلسطين هو من يعيش آخر ايامه في السلطة ومن يلملم أوراقه ويضمد جراحه بسبب سياسته الخاطئة التي لم تنعكس سلبا على فلسطين وحدها وانما على العالم كله.
بوش الان يشبه الى حد كبير البطة العرجاء التي تخلفت عن ركبها بسبب عاهتها التي وقفت حائلا دون سيرها في الطريق الصحيح.
الرئيس الاميركي الآن يريد ان يخرج من مشواره السياسي وقد تجملت صورته أمام شعبه كما يسعى الى تحسين فرص حزبه الذي يخوض انتخابات شرسة على كرسي الرئاسة في الرابع من نوفمبر القادم فهو يحتاج لمن يقف بجانبه ويشد من أزره ولاسيما اللوبي اليهودي الذي يعتبر القاسم المشترك الاعظم في توجيه دفة الانتخابات الاميركية للاتجاه الذي يحدده ويريده.
اذا التغني بحل المشكلة الفلسطينية هو مجرد شعارات جوفاء ولا تقوى على دليل ولا يؤيدها برهان وانما هي زوبعة في فنجان سرعان ما يشتعل بريقها قبيل الخروج من سدة الحكم الاميركية ثم يعود للخفوت والانتهاء مع بداية حكم الرئيس الاميركي الجديد.
ولنا ان نتساءل كيف يعلن الرئيس الاميركي قيام الدولة الفلسطينية في هذا الوقت بالذات وهو غير قادر على الضغط على اسرائيل وكيف تذعن اسرائيل لهذا الاعلان وهي لا تكف عن ممارساتها القمعية داخل الاراضي الفلسطينية.
الاغتيالات الاسرائيلية للنشطاء وكوادر من الفلسطينيين مستمرة ولم تتوقف كما ان حصار قطاع غزة مازال قابعا في طريقه المسدود وفي نفقه المظلم ولم يكن هناك ادنى بادرة امل لانفراجة هذه الازمة التي سببت جرحا لا يندمل في جسد اهالي هذا القطاع.
هذا فضلا عن ان عمليات اقامة المستوطنات الاسرائيلية داخل فلسطين وخاصة في قدسها الشرقية تسير على قدم وساق.
وعندما ترد فلسطين على هذه الاعتداءات البشعة دفاعا عنها ترى نفسها امام سيل من الاتهامات التي تتهمها بالارهاب وخرق الاتفاقات المعلنة وغير المعلنة.
هذا الوضع المتردي الذي تشهده فلسطين المحتلة لا يبشر اطلاقا بأي تقدم حقيقي في طريق السلام لان الحل السلمي لايمكن ان يتبناه طرف دون الآخر ولا يمكن ان يأتي ابدا من جانب واحد.
هذا الوضع المترهل يمكن ان تتغير معالمه لصالح الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لوتدخلت الولايات المتحدة الاميركية لوقف اسرائيل عن انتهاكاتها التي تمارس بشكل يومي وعلى مرآى ومسمع كل العالم للاسف الشديد تعاملت اميركا مع هذا الواقع المر بأذن من طين وأخرى من عجين مستهدفة من وراء هذا الصمت المريب المصلحة العليا لربيبتها اسرائيل.
إن الادارة الاميركية بهذا التوجه السياسي في منطقة الشرق الاوسط بعيدة كل البعدة عن ممارسة دورها القيادي فهى الراعي للسلام في المنطقة وهي الدولة التي حظيت بلقب القطب الاوحد في هذا العالم خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفتيت وحدته الى دويلات.
ليت الامر يتوقف على اشتعال الضوء الاخضر الاميركي لاسرائيل لتفعل ما يحلو لها من بذاءات وانتهاكات ولكن الاغرب ان نرى اميركا تغض طرفها عن الجلاد وتصب جام غضبها على الضحية التي لاتمتلك من أمرها شيئا.
هل هذا هو الدور الاميركي الذي ينبغي ان يلعب بكل أمانة دور الشرطي الامين الذي يسعى لاعطاء كل ذي حق حقه.. وهل هذه هي القيادة السياسية التي يتوسم فيها الخير للبشرية جمعاء ؟.
لقد اصدر البيت الابيض مؤخرا بيانا يطالب الفلسطينيين بوقف اطلاق الصواريخ التي وصفها بالعبثية كما يطالبهم ايضا بوقف العمليات الفدائية التي يعلم تمام العلم انها حق مشروع للدفاع عن النفس ومقاومة الظلم على قدر المستطاع.
كنا نتمنى ان تتعامل اميركا مع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بسياسة لا تجنح الى التفريط او الافراط لحساب طرف على آخر.
كما نتمنى ان تقوم اميركا بدور الراعي الحق للسلام فتوقف اسرائيل عن عدوانها ورفع حصارها وتضعها امام مسئولياتها كدولة احتلال تقليدي بشع ولكن للاسف الشديد فإن واشنطن تقدم كل يوم انحيازها الاعمى للصهيونية العالمية وتقدم لاسرائيل تعصبها المقيت لاسرائيل بكل ما يترتب عليه من نسف جهود السلام واجهاض الامل الذي يراود النفس الفلسطينية.
ليت اميركا تدرك ان دوام الحال من المحال فبالأمس كان الاتحاد السوفيتي منافسا شرسا لها واليوم صار مفككا فمهما طال الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين فلابد من ان يأتي اليوم لانهاء هذا الاحتلال ومهما طال الليل فلابد يعقبه نهار وان غدا لناظره قريب.
متى يرحل الاحتلال الاميركي عن العراق ؟
بدأ الاحتلال الاميركي للعراق يدخل عامة السادس مازالت الاوضاع في بلاد الرافدين تزداد سوءا بل باتت الامور تتعقد بشكل مخيف ومريع وان جئنا نسأل انفسنا لماذا تتواجد اميركا في العراق الان لا نرى جوابا شافيا يبرر هذا الغزو.
صناع القرار في الولايات المتحدة الاميركية بمن فيهم المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الاميركية السناتور جون ماكين لا يستحون عندما يؤكدون ضرورة الابقاء على وجود اميركا في العراق حتى لو تحسنت الاوضاع الامنية في ذلك البلد بزعم ان الذيل الطويل لشبكة القاعدة لم ينقطع بعد.
اميركا تنظر الى هذا الوضع المترهل في العراق على انه شيء طبيعي وكأن العراق ناقة يمتطيها الاميركيون ويقودونها نحو مصلحتها الشخصية.
عندما زار ماكين العراق الاسبوع الماضي اجريت معه في بغداد مقابلة تليفزيونية قال فيها ان انسحاب القوات الاميركية من العراق معناه ان القاعدة تواصل انتصاراتها واضاف أن اسامة بن لادن لديه اتباع يلاحقوننا حتى ديارنا.
وفي الاسبوع الماضي ايضا زار الرئيس الاميركي جورج بوش الصغير ونائبه ديك تشيني العراق وقالا اننا لا نفكر ابدا في خروج قواتنا من العراق لان الديمقراطية التي تنشدها لم تتحقق بعد.
اى ديمقراطية يقصدها بوش ونائبه هل معنى الديمقراطية التي يسعون من اجلها هي قتل العراقيين وإسالة دمائهم وإشاعة الفوضى فيما بينهم وضرب وحدتهم الوطنية حتى يظل هذا الشعب منكسرا وذليلا ومهمشا ؟.
ان ما يشهده العراق مأساة واقعية تؤكد خيبة أمل اميركا ومدى ضعف المجتمع الدولي الذي استسلم لرغبة بوش بشن حرب على العراق على أساس وجود اسلحة دمار شامل لدى نظام صدام حسين وهو أساس باطل.
لماّ انكشف المستور وتعّرت اميركا أمام الرأي العام وعلم الجميع ان غزو العراق لم يكن له ما يبرره وان هذه الدولة خالية تماما من أسلحة الدمار الشامل بدأ بوش واتباعه وخلفاؤه يروجون لزعم مفاده ان ارهابيي القاعدة يتخذون من العراق مأوى في محاولة لهزيمة اميركا التي اذا انسحبت فذلك معناه انها خسرت الجمل بما حمل فضلا عن تشويه صورتها امام كل الشعوب.
اذا الذي يدفع ثمن هذا الطيش وذلك التهور هم العراقيون الذين يرون بأم أعينهم ان بلادهم تئن ألما وحسرة ولا يملكون في أيديهم ما يضمد جروحهم او يخفف من أحزانهم.
اذا أرادت اميركا ان تضع لها تاريخا حافلا بالعظمة والمجد فعليها ان تبتعد عن سياسة الكيل بمكيالين وان تنأى عن المعايير المزدوجة التي ادمنتها في التعامل مع شعوب الارض.
لو ظلت اميركا على هذا النحو ستجد نفسها يوما من الايام وحيدة لا ناصر معها ولا حليف لها لأن دوام الحال من المحال.
حروف جريئة
لقد بلغت اسرائيل ستين عاما هل ستحال الى المعاش ؟ ام ستضرب بقانون التقاعد عرض الحائط ؟!!
مازالت فتاوى الفضائيات تسري في عقول المشاهدين كما تسري النار في الهشيم ؟ أين هو ميثاق الشرف الاعلامي ؟
الاساءة الى الاديان جريمة يعاقب عليها القانون ومع ذلك فان الغرب مازال سادرا في غيهّ للتطاول على رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم.
سماحة شيخنا المفتى يري ان الذين يحرصون على الاساءة الى الاسلام والنبي عليه السلام والتطاول على كتاب الله هم بين جاهل لا يفرق بين الحقيقة والوهم وآخر حاقد على الاسلام.
وشدد على أهمية الكلمة الهادئة في التعامل مع غير المسلمين غير انه اشار الى ان هدوء الكلمة ربما يكون سببا لطمع اولئك في اضعاف المسلمين أكثر فأكثر.
مسك الختام
(وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
القتل الأميركي المجاني
وليد الزبيدي
الوطن عمان
يقول الخبر الذي صدر عن القوات الأميركية، ان طائراتهم استهدفت مجموعة من المسلحين على طريق بغداد ـ تكريت، كانوا يزرعون العبوات الناسفة على جانب الطريق، وصوبت صواريخها القاتلة، وسقط هؤلاء قتلى في الحال، بعد ان تطايرت اجسادهم في كل مكان.
يقول مصدر في الشرطة المحلية، ان المواطنين العراقيين الستة، كانوا يحاولون استبدال العجلة، التي اصابها ثقب، وهاجمتهم الطائرات الأميركية وقتلتهم جميعا.
قبل ان اتحدث عن هذه الفعلة الأميركية الشنيعة بحق الابرياء العراقيين، التي ترتكبها قوات الاحتلال مع دخول العام السادس ومنذ بداية الغزو والاحتلال ربيع 2003، قبل ذلك، لابد من الاشارة الى ان هذه ليست الحادثة الاولى، بل ان مئات الهجمات قد حصلت ضد الابرياء بمثل هذه الطريقة البشعة والوحشية، وفي كل مرة يسقط الابرياء بين نساء وشيوخ واطفال.
في احدى المرات، كنا نسير في طريق خارجي، وما ان اصاب عطب عجلة سيارة النقل العام التي تقلنا، حتى لاحظت الهلع والخوف قد اصاب سائق الحافلة، كان ذلك في السنة الثانية للاحتلال وتحديدا صيف2004، لقد انزعج الرجل، وظهرت عليه ملامح العصبية والتوتر، في تلك الاثناء لم يكن شائعا ارتكاب مثل هذه الجرائم بحق الابرياء، من الذين يحصل عطب او عطل لسياراتهم على الطرق الخارجية.
سارع الرجل بادب ودماثة خلق الى الطلب من الجميع الابتعاد عن مكان وقوف الحافلة، ولم يفهم الكثيرون ذلك الطلب الغريب والمفاجئ، وازداد استغراب الكثيرين، عندما تحدث بنبرة صوت عالية، طالبا من الجميع الابتعاد لمسافة عشرات الامتار من مكان وقوف الحافلة.
اسرع الرجل باستبدال العجلة، وخلال دقائق نادى على الجميع للاسراع بالصعود الى الحافلة، وما ان اقتربنا منه، حتى لاحظنا انفراجا في قسمات وجهه، ومع انطلاق الحافلة، اعتذر الرجل من الجميع، وشرح لهم الحالة الغامضة، واخبرنا ان عدة حالات حصلت، واذا بالطائرات الأميركية تباغت العراقيين بقصف صاروخي، ينجم عنه قتل جميع ركاب الحافلة، واضاف ان القوات الأميركية تصدر بيانا بعد ساعات، تدعي فيه انها تمكنت من قتل عراقيين، كانوا يحاولون زرع قنبلة على جانب الطريق.
في تلك اللحظات صدر تساؤلاً من امراة عراقية ترتدي زي القرى والارياف وهو اقرب الى الزي البدوي المتعارف عليه، قالت: اذا كانوا يعرفون هؤلاء يزرعون قنابل، لماذا لاتهبط الطائرات وتعتقلهم وهم في ارض خالية، ولايملكون طائرات حتى يهربوا بها.
اجابها شيخ طاعن في السن، انهم يكذبون في كل شئ يقصد الأميركيين، اردف المشكلة ليست فيهم، لكن في كل مرة يقتلون فيها الابرياء، بطرق واساليب بشعة ووحشية، لم يحرك السياسيون ساكنا وكانهم يعيشون الفرح والسعادة بمقتل العراقيين الابرياء.
تذكرت ذلك وانا استمع الى تفاصيل جريمة جديدة يرتكبها الأميركيون ضد العراقيين، بذريعة انهم يزرعون القنابل على جانب الطريق.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
فاجعة بوش 2-2
عاطف عبد الجواد
الوطن عمان
مؤلف كتاب (فاجعة بوش)، واسمه جيكوب وايزبرج ، كان من صقور الليبراليين ، وكان يؤيد حرب العراق ويعتقد ان المنطق وراءها متماسك. لكنه في كتابه يشن انتقادا قويا ليس على الرئيس بوش فقط بل وعلى اسرته ونائبة رتشارد تشيني وعلى مستشاري بوش خاصة كارل روف الذي يعتقد المؤلف أنه استخدم احداث الحادي عشر من سبتمبر 2003 لكي يضمن استمرار الحزب الجمهوري في الحكم لسنين طويلة عن طريق بث الخوف في قلوب الأميركيين ومحاولة اقناعهم بأن الجمهوريين هم الأقوى والأفضل لحماية البلاد من اخطار الإرهاب. ولكن المؤلف يربط بصورة غير مقنعة بين قرارات بوش الابن وبين اسرته وعلاقته بوالده. والمؤلف ، رغم كونه محللا بارعا، ليس محللا نفسيا. يقول المؤلف إن بوش الابن غزا العراق انتقاما لمحاولة صدام حسين اغتيال والده بوش الأب في الكويت في التسعينات. ويقول ايضا إن غزو العراق جاء محاولة من بوش الابن ان يبرهن لوالديه أنه الابن المتميز، ولكنه ايضا اراد ان يبرهن على خطأ قرار والده عام 1991 عندما رفض دخول بغداد بعد تحرير الكويت.
ويقول المؤلف إن من الغريب ان بوش الابن الذي اراد ان يثبت خطأ قرار والده برهن اليوم على صواب حكمة بوش الأب لأن حرب العراق ادت الى اندلاع الاقتتال بين الطوائف العراقية المختلفة وهو ما كان بوش الأب يخشاه لو دخل بغداد واطاح بالحكومة عام 1991. ويقول المؤلف إن قرار الحرب في حكم التاريخ سيكون خاطئا حتى لو تحول العراق في المستقبل الى ديموقراطية كاملة. والسبب هو الكلفة العالية التي تكبدها الأميركيون والعراقيون على حد سواء. هذه الكلفة لن تتغير حتى لو نجحت الحرب فيما بعد. إن الديموقراطية يجب ان تأخذ وقتها الطبيعي للوصول الى اي بلد. ويقول المؤلف إنه لو كانت الحرب قد ادت الى تغيير منطقة الشرق الأوسط بأسرها في اتجاه الديموقراطية فربما كان هناك جدوى من هذه الحرب. لكن هذا لم يحدث ولن يحدث.
ويتناول الكتاب في الفصل الأول كفاح بوش الابن لكي يكون مثل ابيه ، الى ان بلغ الأربعين. وفي الفصل الثاني يتناول نجاح بوش الابن طيلة السنوات الخمس عشرة التالية بعد ان تعلم كيف يكون مختلفا عن ابيه. أما الفصل الثالث فيتناول البحث الفاشل عن اسلوب متميز في الشئون الدولية.
المؤلف بقول إن علاقة الابن بالأب لم تكن هي العامل الوحيد الذي اثر في قرارات بوش. ولكن هناك ايضا الأثر الفكري لشخصيات اخرى وباحثين أخرين متخصصين في الشرق الأوسط مثل برنارد لويس وفؤاد عجمي، وكلاهما له صورة سلبية عن المنطقة.
لكن بعد قراءة الكتاب فكرت انه ربما كان مفيدا لو وضع خبراء النفس تحليلا لشخصية بوش واثر تركيبته النفسية في القرارات التي اتخذها. لقد كان بوش مدمنا على الكحول في مقتبل عمره، وهو يظهر ملامح شخصية تستحوذ عليها افكار ثابته حتى بعد ان يثبت نتائجها المفجعة. هذه هي الفاجعة الحقيقية التي تحتاج الى دراسة سيكولوجية متخصصة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
العراق والانتصار السريع
اليا كارمنيك
وكالة الانباء الروسية
في 20 مارس 2003 شنت القوات الأميركية عملية حرية العراق بدعم الحلفاء. وكان الهجوم هو نموذج الحرب الخاطفة الكاسحة.حيث تم الاستيلاء على بغداد في 9 ابريل وانتهت المرحلة العسكرية من العملية بالاستيلاء على مدينة تكريت موضع رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في 15 ابريل.لكن الحرب لم تنته عند ذلك.بل انه وكما اظهرت الاحداث التالية فان تسريح القوات المسلحة العراقية والاطاحة بالنظام كانت مجرد البداية لصراع طويل.
تعد مقولة صن تزو-"عندما تدخل معركة اسع الى انتصار سريع"-هي افضل نصيحة للقوات الأميركية في العراق غير ان هذا الانتصار تاخر كثيرا.
يمكن تقييم الاحداث في العراق من زوايا مختلفة.فعلى الصعيد التكتيكي تغوص واشنطن في مستنقع حرب عصابات ممتدة والتي كبدت التحالف حتى الآن اكثر من 4 آلاف قتيل (في البيانات الرسمية) وفي تقديرات مختلفة من الف الى 3 الاف قتيل من العاملين في شركات عسكرية خاصة او المرتزقة بشكل واضح.
كما انه من الصعب ايضا تقييم الضحايا المدنيين العراقيين.فاقل التقديرات تقترب من 90 الفأ وان كان من 200 الف الى 220 الفا هو رقم اكثر واقعية(وهو ما يمثل نحو 0.8% من اجمالي عدد سكان العراق البالغ 26 مليون نسمة في 2006.)
تستحق الناحية المالية للحرب اشارة خاصة.يعتقد جوزيف ستيجليتز الحائز على جائزة نوبل وكبير الاقتصاديين في البنك الدولي سابقا بشكل عام ان الولايات ستكون قد انفقت 3 تريليونات دولار على هذه الحرب؛ وسوف يخسر العالم نفس المبلغ.غير ان خسائر البعض تعني مكاسب لغيرهم،حيث في الوقت الذي تنفق فيه الحكومة الأميركية اموالا على الحرب،فان بعض الشركات تحقق ارباحا من هذه الاموال كما هو الحال بالنسبة لارتفاع اسعار النفط.
نهاية هذا الصراع لا تلوح في الافق.حيث يتم شن حرب الغام مكثفة في شوارع العراق.ولا تمر قافلة حلفاء واحدة دون انفجار.واصبحت الالغام الارضية مشكلة كبيرة لدرجة ان القوات الجوية الأميركية تستخدم قاذفاتها الاستراتيجية بي-1بي في كسح الالغام النائية.وتتدفق الاسلحة والذخيرة بحرية عبر حدود العراق الطويلة والصعب السيطرة عليها،في الوقت يزيد فيه الاحتلال المستمر مقومات التعبئة لحركة المقاومة.
حققت الولايات المتحدة بعض اهدافها-الاطاحة بنظام صدام حسين وسيطرة الشركات الأميركية على المستودعات النفطية.ومرة اخرى فان ارتفاع اسعار النفط تحقق لها ارباحا ضخمة،ويزكيها بشكل كبير عدم الاستقرار الاقليمي.
ولفهم النتائج الاستراتيجية لهذه الحرب التي مضى عليها 5 سنوات علينا ان نستحضر للذاكرة ما هي الاهداف التي كانت منشودة من ورائها من قبل اولئك الذين شنوها(بغض النظر عن تقديم الديمقراطية والبحث عن اسلحة الدمار الشامل).وفي هذا الصدد فان ذلك سيكون عمل تخميني جراء نقص المعلومات.
ثمة اسباب للافتراض ان الولايات المتحدة كانت تريد بسط سيطرة سياسية وعسكرية على المنطقة،الامر الذي من شأنه ان يسمح لها بالقيام باي عملية هناك. ويمكن ان تكون سوريا او ايران الهدف الاكثر احتمالا.ولا يتضح في اي وضع يمكن للواشنطن ان تستخدم القوة ضد ذلك البلدين،غير انها حققت حاليا تحصينات ملائمة كبيرة بجوار البلدين. فمع الاخذ في الاعتبار لقواعد القوات الجوية الأميركية في المنطقة والانتقال الحر للمجموعات الهجومية المتمركزة على حاملات الطائرات الأميركية في منطقة الخليج والبحر المتوسط والبحر الاحمر وبحر العرب كما سوف يسمح المسرح العراقي للولايات المتحدة بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في فترة زمنية محدودة.
من الصعب توقع ماذا سيكون عليه مستقبل العراق،غير انه من الممكن رصد عدد من السيناريوهات المحتملة.من غير المحتمل في الغالب ان تحاول واشنطن تحقيق مصالحة عسيرة عن طريق قمع حركة المقاومة.أولا،ان عناصر المقاومة لا يمكن هزيمتها إلا عن طريق ساسة وعسكريين يكون لديهم ارادة كافية(ان لم تكن شدة) لهذا الغرض.وهناك قليل جدا من هؤلاء باقين في البلدان والذين يصنفون في العادة على انهم "أعداء الديمقراطية."ثانيا،ان الولايات المتحدة لا تريد بشكل واضح احلال الاستقرار في العراق وسوف تحتفظ بصراع مستدام فيه.
من المحتمل بشكل كبير القيام بالحرب بايدي عراقية،على غرار ما فعلت في فيتنام الجنوبية.حيث بغية التقليل من خسائرها والتخفيف على قواتها لصالح مهام اكثر اهمية،فانها يمكن ان تنقل التبعة الرئيسية للحرب الى القوات العراقية التي تم تشكيلها مؤخرا.
في السبعينات ادت الحرب بيد الفيتنامين الى سقوط سريع لسايجون وانتصار هانوي.وبالاخذ بعين الاعتبار لحرب اهلية قائمة في الواقع في العراق،فان ذلك يمكن ان يدفع فقط الى مزيد من الفوضى ويسفر ضم كلي او جزئي من قبل ايران. والولايات المتحدة على وعي بهذا الخطر غير ان عدم شعبية الحرب يمكن ان تفرض على الرئيس المقبل او خليفته سحب القوات من العراق.
بغية تجنب هذه العواقب،يمكن ان تقرر واشنطن ان تتبع السيناريو الثالث وهو شن حرب على ايران.ومن غير المحتمل ان يكون احتلال ايران هو الهدف،بل لان ذلك يمكن ان يضعف حرب العصابات في العراق وتصبح غير ذات اهمية مقارنة بما يمكن ان يحدث في ايران.مع ذلك فانه اذا دمرت واشنطن أو الحقت اضرارا بالغة بالقوات المسلحة الايرانية والبنية التحتية والصناعة في هجوم جوي مكثف،فان ذلك يمكن ان يجعل ادعاءات ايران بالزعامة الاقليمية غير واقعية لفترة طويلة قادمة من الزمن.
من غير الممكن توقع المدى الذي يمكن ان تستغرقه حرب العراق،غير انه من الواضح حتى الان انه لا توجد أي دواعي للامل بان الاطاحة بصدام حسين سوف تجعل المنطقة أكثر امنا.حيث لم يعزز انهيار عالم القطبية الثنائية في مطلع التسعينات الامن العالمي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
حرب العراق والتصريحات الكاذبة
كريستوفر سيرف وفيكتور نافاسكي
لوس انجلوس تايمز
مع حلول الذكرى الخامسة لغزو العراق،يبدو انه هناك اتفاق بشكل عام بين اغلب الخبراء بان "الزيادة في القوات"تعمل وانه على الرغم من استمرار وقوع ضحايا الا اننا قد توصلنا اخيرا الى "نقطة تحول."
تلك بالتأكيد هي وجهة نظر جورج دبليو.(المهمة انجزت!) بوش،ودونالد(المهمة تتم حسب الخطة) رامسفيلد،وديك(شوارع بغداد تعج بالفرح)تشيني،وبيل(العمليات العسكرية لن تستمر اكثر من اسبوع) او ريلي،وكوندوليزا(لا نريد ان يصبح الدليل القاطع سحابة فطر)رايس.
غير ان كل ما سبق هي اصوات مؤيدة للحرب.ونحن مدركين- حيث بوصفنا مؤسسين لمعهد علم الخبراء فاننا خبراء في هذاالامر-انه لم تقم حتى الان أي مؤسسة نزيهة او غير متحيزة بمسح شامل للخبراء في الحرب على العراق.ومن ثم فان معهدنا تحمل على عاتقه القيام بهذا المسح.
بالنسبة لأولئك الذين هم اصغر من ان يروا او اولئك الذين هم اعجز من ان يتذكروا كانت دراستنا الاصلية هي"الخبراء يقولون:الخلاصة الشافية في المعلومات الخاطئة للسلطات"(1984) ونحن نستحضر ذلك حيث على الرغم من الجهود القصوى لكادرنا البحثي في انحاء العالم،الا اننا لم نكن قادرين على تحديد خبير واحد كان على حق.في ذلك الوقت وعلى الرغم من هذه الاستنتاجات فان أمانتنا البحثية تفرض علينا ان نسلم بالاحتمال الاحصائي وهو أن،على الصعيد النظري، ربما كان الخبراء محقين طيلة نصف الوقت.غير اننا لم نتوصل الى ذلك باي حال.
أما دراستنا الجديدة عن حرب العراق والتي عنوانها"المهمة أنجزت!أو كيف كسبنا الحرب في العراق"هي امر مختلف.ويمكن ان نعلن دون خوف من التناقض انه لم يكن هناك ابدا من قبل في تاريخ دراسات المعهد مثل هذا الاجماع المذهل بين الخبراء-والذين هم بحكم موقعهم الرسمي والاكاديمي ومنصبهم وغير ذلك من المفترض أن يكونوا على علم بما يتكلمون عنه.
كل هؤلاء يبدو انهم يتفقون على ان:
- العلاقة بين العراق وارهابي القاعدة الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر كانت حقيقة لا خلاف عليها(حسب تعبير كاتب عمود نيويورك تايمز ويليام سافير).
- صدام حسين لديه اسلحة دمار شامل.(غبي فقط أو محتمل ان يكون فرنسيا هو الذي يمكن ان يعتقد خلاف ذلك.(كاتب عمود في الواشنطن بوست ريتشارد كوهين)
- كلفة الحرب سيكون ثمنها رخيص.(نحن نتعامل مع بلد يستطيع ان يمول اعادة اعماره بنفسه:نائب وزير الدفاع في ذلك الوقت بول وولفويتز.)
- رئيس مفتشو الاسلحة الدوليين لا يعول عليه.(هانز بليكس لن يستطيع ايجاد علامات ممتدة على روسي اودونيل:لورا انجرهام ضيفة اذاعية)
- التعذيب مبرر.(الشعب العاقل لن يختلف على الوقت الذي يكون فيه التعذيب مبررا:جون يوو مساعد نائب وزير العدل في ذلك الوقت).
- ابو غريب ليست بهذا السوء.(ابو غريب لا تختلف عما يحدث في سكول وبونيس:رش ليمبوخ).
- الولايات المتحدة كسبت الحرب خلال اسابيع( الاشخاص الوحيدون الذين يعتقدون ان ذلك لم يكن نصرا هم الليبراليون في الجانب الغربي الاعلى وقليل من الاشخاص هنا في واشنطن:تشارليز كاوثمامر كاتب عمود)
على الرغم من ان هناك فروق الا ان الاجماع الكبير كان غير حزبيا.ولاحظ السيناتور جون ماكين(الذي اعلن من قبل حقيقة ان الشعب العراقي سوف يرحب بنا بوصفنا محررين) في سبتمبر 2003 ان "الاشهر الثلاثة الى الست المقبلة سوف تكون حاسمة".
بعد ذلك بثلاثة اشهر أكدت السيناتور هيلاري كلينتون(التي اعلنت قبل الغزو ان صدام سوف يستمر في محاولة تطوير اسلحة نووية" ان الست الى السبعة اشهر المقبلة حاسمة.
ربما يحاول انصار باراك اوباما الاحتجاج بان سيناتور ايلينويس لم يشارك في هذا الاجماع في الراي غير انه كان يفتقد اي خبرة في السياسة الخارجية ومن ثم لا يكون مؤهلا بصفته خبيرا ويتم استبعاده من دراستنا.
مع ذلك فبوصفنا علماء مدققين نقر بانه كان هناك ولايزال هناك مجموعة صغيرة من المخالفين للاجماع الكبير لكن هؤلاء في الغالب هم مواطنون عاديون او يساريون متطرفون-(او يمينيون متطرفون)-الذين لم يتم حصرهم بشكل فعلي.بالاضافة الى ذلك فانهم يمكن ان يلوثوا او يفسدوا العينة ليس إلا.
اخيرا فانه على الرغم من ان المعهد لم يعبر عن اي رأي خاص به في هذا الموضوع الا اننا نشعر انه من الواجب علينا ان نشير فيما يتعلق ب"الزيادة في القوات"بان هناك سابقة كبيرة لفرضية نقطة التحول المشار اليها سلفا:
- 7 يوليو 2003: "هذا الشهر سوف يكون نقطة تحول سياسية للعراق" دوجلاس فيث وكيل وزارة الدفاع في ذلك الوقت.
- 16 يونيو 2004:"نقطة التحول سوف تكون خلال اسبوعين من اليوم" الرئيس بوش.
- 2فبراير 2005:"في 30 يناير في العراق سوف شهد العالم لحظة يمكن للمؤرخين في يوم ما ان يصفوها بانها نقطة تحول"رامسفيلد.
اننا على ثقة بان الفكرة المجردة المشار اليها سلفا من نتائج دراستنا سوف تقنع اي شخص عاقل بان دراستنا كانت دقيقة ونظامية وجادة مثلها في ذلك مثل الخبراء انفسهم.
سيرف ونافاسكي هما مؤلفا "المهمة انجزت!او كيف نفوز بالحرب في العراق: الخبراء يقولون"الذي تم اقتباس هذا المقال منها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
العروبة الضائعة في أربيل
د. أحمد يوسف أحمد
الاتحاد الامارات
أعتذر بداية للقارئ الكريم عن الكتابة في موضوع ربما يعتبر البعض أن الأحداث قد تجاوزته كونه يتعلق بانعقاد المؤتمر الثالث عشر للاتحاد البرلماني العربي في مدينة أربيل العراقية التي سمتها وثائق المؤتمر "عاصمة إقليم كردستان العراق"، وقد أثار هذا الانعقاد عندي وعند غيري ملاحظات كثيرة من حيث دلالة المكان وفحوى القرارات الصادرة عن المؤتمر لم يكن ممكناً أن تمر دون تعليق، لكنني لخطورة الحدث من وجهة نظري آثرت ألا أكتب عنه إلا بعد حصولي على الوثائق الرسمية الكاملة للمؤتمر، ومن هنا تأتي الفجوة الزمنية بين الحدث الذي وقع في المدة من 11 إلى 13 مارس الجاري والكتابة عنه في مقال يقرؤه القارئ الكريم في الـ25 من الشهر نفسه.
والملاحظة الأولى عن المؤتمر تتعلق دون شك بمكان انعقاده وهو العراق الخاضع لاحتلال عسكري أميركي، ويذكرنا هذا الانعقاد بالجدل الذي ثار عند البحث في قضية تمثيل العراق في جامعة الدول العربية بعد وقوع الاحتلال، وهي القضية التي ناقشها اجتماع المجلس الوزاري للجامعة في سبتمبر 2003، وكان التوجهان السائدان يتراوحان بين رفض تمثيل العراق من قبل حكومة تشكلت في ظل احتلال أجنبي حتى لا يعد ذلك اعترافاً -ولو غير مباشر- من الجامعة بهذا الاحتلال غير المشروع، وقبول هذا التمثيل حتى لا تُفقد الصلة بالعراق وما يجري فيه. وقد انتصر التوجه الثاني وإن قيد بما سُمي "الاعتراف المؤقت"، ويفترض أن دوامه كان مشروطاً وفق قرار مجلس الجامعة بالتوصل إلى برنامج زمني لانسحاب قوات الاحتلال يحاط به المجلس علماً في اجتماعه التالي أي في مارس 2004، وكذلك بتقرير يقدمه ممثل العراق عن مدى تقدم العملية السياسية في بلاده، ولم يتم الوفاء بأي من هذين الشرطين. ومع ذلك بقي الاعتراف في إثبات جديد للمقولة الشهيرة عن أن أكثر الأشياء دواماً هي الأشياء التي توصف بأنها مؤقتة، وقد ترتب على هذا الاعتراف أن فقدت الجامعة العربية رسمياً الصلة بالقوى السياسية الرافضة للعملية السياسية في ظل الاحتلال، ناهيك عن قوى مقاومته، وأنه لم يعد بمقدورها -أي الجامعة- أن تلفظ حرفاً واحداً لتأييد مقاومة الاحتلال في العراق، وهكذا وصلنا إلى محدودية أو غياب التأثير العربي فيما يجري في العراق خاصة إذا قورن بنظيره الإيراني.
هكذا يكرر الاتحاد البرلماني العربي السابقة وإن اختلفت التفاصيل، فينعقد في العراق ربما استناداً للمنطق السابق نفسه دون أن يتعلم الدرس، بل إن الانعقاد لم يتم في العاصمة العراقية لاعتبارات أمنية بطبيعة الحال، وإنما اختارت الدوائر المسؤولة في العراق أن يلتئم المؤتمر في أربيل عاصمة ما يسمى بإقليم كردستان، ولاشك أن ثمة معنى إيجابياً كان يمكن أن يستمد من الانعقاد في هذه المدينة تحديداً لو أن المقصود بذلك كان تعزيز مشاعر الأخوة العربية- الكردية، وهو معنى يجب أن يُعض عليه بالنواجذ في زمن التفتيت الذي نعيش فيه. لكن المرء لا يمكنه أن يتجاهل الخصوصية الراهنة للممارسات الكردية في العراق، وهي خصوصية تكسب المطالب المشروعة للأكراد بنظام فيدرالي طعم الانفصال، ذلك أن الفيدرالية المطلوبة ليست هي التي نعرفها في الحالة الأميركية -منبع النظام الفيدرالي- حيث العلَم واحد والجيش واحد والعملة واحدة والسياسة الخارجية واحدة والتمثيل الدبلوماسي واحد، ولا توجد بداهة قيود على انتقال المواطنين من ولاية لأخرى، ناهيك عن غياب أية أسس أو طائفية لرسم حدود الولايات. أما الفيدرالية المطبقة بحكم الأمر الواقع في إقليم كردستان العراق الآن والتي يناضل إخوةٌ أكراد من أجل إكسابها طابعاً قانونياً فهي فيدرالية تُبنى حدودها على أسس عرقية وطائفية، وتقوم على امتلاك القوة المسلحة الذاتية وحظر دخول الجيش العراقي إقليم كردستان، والاستئثار بموارد الثروة الوطنية دون إذن الحكومة المركزية -مع الاعتراف بعدم عدالة توزيع هذه الثروة في السابق على نحو فج- وهي فيدرالية ما يشبه التمثيل الدبلوماسي المستقل في الخارج، وفرض القيود على المواطنين العراقيين الراغبين في الدخول إلى كردستان العراق واشتراط وجود "كفيل" كردي لهم، وهي كذلك فيدرالية الاستئثار بكركوك بغض النظر عما يحيط بهذه المسألة من تعقيدات، وهي أخيراً فيدرالية فرض المطالب أو التهديد بالانفصال.
تم ربط خروج القوات الأجنبية بعدم الإخلال بالتزامات العراق تجاه الدول الأخرى، وهو تعبير غامض يفتح الباب لعمل ألف شيطان، بما في ذلك إدامة الاحتلال.
لا يبدو من خلال وثائق المؤتمر البرلماني العربي الثالث عشر في اجتماعه في أربيل أنه قد شغل نفسه بأن يكيف مكان هذا الانعقاد بحيث يباعد بينه وبين شبهة قبول التصور الكردي العراقي لمستقبل الفيدرالية في العراق، ولا يقل أهمية عن ذلك أن قرارات المؤتمر بشأن العراق قد تأثرت دون شك بمكان انعقاده. في المؤتمر الثاني عشر الذي انعقد في الأردن أكد المؤتمر "ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي العراق وعروبته ووحدة شعبه واحترام سيادته واستقلاله"، ودعا إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1546 لعام 2004 القاضي "بتمكين العراق من استعادة كامل سيادته وإنهاء الاحتلال العسكري الأجنبي فيه". أما في المؤتمر الثالث عشر في أربيل فقد اختفى حرص الاتحاد البرلماني العربي على عروبة العراق، فجاء منطوق القرار مؤكداً الحرص على وحدة العراق "واحترام خيارات شعبه" بدلاً من "الحفاظ على عروبته" في المؤتمر السابق. وفي مقابل دعوة المؤتمر الثاني عشر إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن القاضي ضمن أشياء أخرى "بإنهاء الاحتلال العسكري الأجنبي" تحدث المؤتمر الثالث عشر عن "استكمال بناء القوات العراقية بما يعجل بخروج القوات الأجنبية من العراق، وبما لا يخل بالتزامات العراق تجاه الدول الأخرى"، أي أن نكسة قرار المؤتمر الثالث عشر حدثت في مواضع ثلاثة أولها تعليق خروج القوات الأجنبية على استكمال بناء القوات العراقية، وثانيها الحديث عن "التعجيل بخروج القوات الأجنبية" وليس عن إنهاء الاحتلال وفقاً لمنطوق قرار المؤتمر الثاني عشر مع أن قرارات أربيل طالبت بتحرير الأراضي المحتلة في سوريا ولبنان وانسحاب القوات الإثيوبية من الصومال. وثالثها أنها ربطت خروج القوات الأجنبية بعدم الإخلال بالتزامات العراق تجاه الدول الأخرى، وهو تعبير غامض يفتح الباب لعمل ألف شيطان بما في ذلك إدامة الاحتلال العسكري الأميركي في صور أخرى إذا تحققت الخطط الأميركية الراهنة للتوصل إلى نوع من "العلاقة الاستراتيجية" مع العراق. غير أن ثالثة الأثافي ما وقع بشأن القرار الخاص بالجزر الإماراتية الثلاث، فقد عبر السيد رئيس الشعبة العراقية -وفقاً لنص القرار- عن أن الشعبة مع حل أي مشكلة حدودية سواء فيما بين الدول العربية أو فيما بينها وبين إحدى دول الجوار الإسلامي بالطرق السلمية بالحوار الثنائي البناء ومبادئ العدل وحسن الجوار، وبناء على ذلك تدعو الشعبة العراقية البلدين الجارين المسلمين إلى الحوار الثنائي لحل مشكلة الجزر وفقاً للمبادئ أعلاه، كما أنها تعلن تحفظها على ما ورد في هذا القرار، مع أن القرار قد انطلق أصلاً من تأييد كافة الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة بما في ذلك اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، فعلى أي شيء مما ورد في القرار تتحفظ الشعبة العراقية؟ على حق الإمارات في جزرها؟ أم على إدانة بناء الحكومة الإيرانية منشآت سكنية لتوطين الإيرانيين في الجزر بما يغير تركيبتها السكانية؟ أم على إدانة المناورات العسكرية الإيرانية التي شملت الجزر؟ وعلى الرغم من أن بعض أعضاء الوفد العراقي قد أعربوا في الجلسة الختامية عن مساندتهم للقرار فإن هذا الأمر يشير إلى حقيقة الانقسام العراقي الداخلي ولا يغير من مصيبة التحفظ العراقي الرسمي شيئاً.
أترى ما سبق كافياً لتبرير تحفظي وغيري على انعقاد المؤتمر الثالث عشر للاتحاد البرلماني العربي في أربيل العراق وعلى ما توصل إليه من قرارات، وإصراري على الكتابة على الرغم من مرور بعض الوقت على وقائعه؟ أم أن العروبة الضائعة في أربيل لا تستحق منا أدنى اهتمام؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
القرن الأميركي الجديد
احمد عمرابي
البيان الامارات
لو نجحت الولايات المتحدة في تحقيق انتصار حاسم وشامل وسريع كما كان يأمل جورج بوش لكان الهدف الأميركي التالي سوريا.. ومن بعدها إيران، كان هذا مخطط عصابة «المحافظين الجدد» ـ طليعة الحركة اليهودية الصهيونية الأميركية المتحالفة مع جماعة «الإنجيليين الصهاينة» «هكذا تسمي نفسها» والتي تتخذ من الإدارة الأميركية ورئيسها أداة تنفيذية وواجهة خارجية، وكما يتضح الآن فان هذا المخطط يقع ضمن إستراتيجية أوسع وأعظم تحت مسمى «القرن الأميركي الجديد».
قبل بضع سنوات قال رئيس الحكومة الماليزية السابق د. مهاتير محمد في محفل عالمي علني أن الأمة اليهودية تسعى جدياً لكي تحكم العالم بأسره ـ أو على الأقل تفرض عليه سيطرة شاملة مستغلة الولايات المتحدة بمواردها الأسطورية ونفوذها العالمي كأداءة وواجهة، وهذا بالضبط هو الهدف الأكبر لإستراتيجية «القرن الأميركي الجديد».
الآن، وبحلول الذكرى الخامسة للغزو الأميركي للعراق نستحضر سقوط المبررات التي استندت إليها إدارة بوش في اتخاذ قرار الحرب، وهنا نتساءل: ألم تكن مجموعة المحافظين الجدد تدرك سلفاً بطلان هذه المبررات؟
بلى. ومن ثم التساؤل التالي: ما هي الأهداف الحقيقية غير المعلنة لغزو العراق واحتلاله؟
هما هدفان أولاً: فرض استيلاء كامل على احتياطيات النفط العراقي المقدرة بنحو 200 مليار برميل.. وتحتل المرتبة الثانية بعد الاحتياطيات النفطية السعودية.
ثانياً: إلغاء الرقم العراقي من معادلة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لكنهما هدفان مرحليان على أهميتهما. ذلك أنه وفقاً للإستراتيجية العظمى يمهد تحقيق الهدفين بالكامل لشن حربين تاليتين على كل من سوريا وإيران بمشاركة إسرائيلية عسكرية مما يمهد بدوره بعد القضاء على «حماس» و«حزب الله» اللبناني للتوسع الإسرائيلي تحت عنوان «إسرائيل الكبرى» ـ على المدى الأبعد ـ من النيل إلى الفرات، لكن إستراتيجية المحافظين الجدد لفرض استعمار كامل ـ أميركي المظهر.. صهيوني المضمون ـ لا تقتصر وسائلها على الحروب العسكرية. فهناك وسائل اقتصادية ووسائل ثقافية أيضاً.
اقتصادياً تقضي الإستراتيجية بفرض حالة شاملة ومستديمة من تجويع الشعوب العربية والإسلامية عن طريق فرض وصفات «صندوق النقد الدولي» على الأنظمة الاستبدادية الحاكمة: إلغاء الدعم الحكومي على السلع التموينية الأساسية وفي مقدمتها الخبز وخفض قيمة العملة الوطنية بنسب كبيرة حتى تستشري الندرة السلعية والغلاء المتصاعد في السوق الاستهلاكية.
ثقافياً: تغيير المناهج الدراسية جذرياً لخلق أجيال جديدة تكون منزوعة الدسم الثقافي والأخلاقي. ويترافق مع ذلك غزو إعلامي تقوم إستراتيجيته على التشكيك المنهجي في الإسلام كعقيدة وأحكام وسلوك خلقي وأسلوب حياة. ما مستقبل هذه الإستراتيجية الخطوة الاستهلالية ـ تحقيق انتصار أميركي كاسح وحاسم في العراق ـ منيت بفشل ذريع.. بل وأفرزت تداعيات سالبة ليس بوسع واشنطن التحكم فيها، لكن ليس معنى هذا أن تطبيق الإستراتيجية سوف يتوقف تماماً حتى في عهد الرئيس الأميركي القادم. غير أن سجل الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم لا ينبئ إلا بعجز بنيوي في تقدير ردود الفعل.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
على أجنحة الكذب
مجدي شندي
البيان الامارات
رغم دخول الاحتلال الأميركي للعراق عامه السادس إلا أن شيئاً لم يتغير في أدبيات الرئيس بوش، فكل عام يحيي مناسبة الغزو بخطاب يردد فيه ادعاءات «النصر الاستراتيجي» ويؤكد فيه على الخير العميم الذي أسداه للبشرية حينما أسقط صدام حسين.
وهو حينما يردد الكلمات نفسها يتناسى عن عمد أنه مد لتنظيم القاعدة طوق نجاة فمنحه ساحة قتال جديدة بعد أن كان أوشك على الفناء واليأس، ومنحه مصداقية بددت الإفلاس الفكري الذي عاشه التنظيم إذ اتضح أن كل مزاعم التنظيم عن المطامع الأميركية محض حقيقة وليست محض خيال، بل إن قبور المقاتلين العرب الذين قتلوا أثناء الغزو الأميركي لأفغانستان تحولت إلى مكان لالتماس البركة مثلها مثل قبور أولياء الله الصالحين في الفكر الشعبي.
كما أن غزو أميركا للعراق أفاد إيران من حيث أراد أن يضرها، حيث هدم السور الذي يحول دون تمددها، وجعل بيدها أوراق لعب إضافية، وظل بوش يمضي في طريقه مغمض العينين غير معترف بفشله.
فحينما نشر برنت سكوكروفت العارف بشؤون المنطقة مقالاً في 15 سبتمبر 2002 بعنوان «لا تهاجم صدام حسين» في وول ستريت جورنال علق بوش بالقول «لقد أصبح سكوكروفت مزعجاً للغاية حينما صار مسناً» وكان طبيعياً من شخص لا يعرف الفرق بين السنة والشيعة كما يقول كتاب حديث بعنوان «مأساة جورج بوش» لجاكوب واينزبرغ أن يمضي في طريقه غير مبال بالدمار الذي يمكن أن يتسبب فيه.
ولأن بوش يرفض الاعتراف بأخطائه فقد ضاقت صدور قطاع كبير من النخبة الأميركية بتصرفاته، إلى حد دفع السيناتور الديمقراطي بوب ميننديز إلى إطلاق عبارات كالمدفعية الثقيلة تدك حجج بوش وتحيلها رماداً.. من بين ما قاله ميننديز: «إن بوش أخذنا إلى حرب على أجنحة الكذب»..
و«مع مرور كل سنة نسمع الوعود الزائفة نفسها حول الانتصار، والآن بعد دخول هذه الحرب سنتها السادسة لا نزال ننتظر سماع كلام صادق نستحقه» ويضيف ساخطاً «على بوش أن يقول لنا الحقيقة وهي أنه بعد مقتل آلاف الأميركيين وتبديد تريليونات الدولارات فإن العراق لا يزال مشلولاً بسبب العنف والفساد.. علينا سحب القوات واستخدام الأموال لإنعاش اقتصاد أميركا المريض».
أما السيناتور الجمهوري تشاك هاغل فأعرب في كتابه «أميركا.. فصلنا القادم» عن ذهوله لأن القيادة الحالية لم تتعلم شيئاً من مأساة فيتنام، وأن العالم سيذكر الحرب على العراق كواحدة من أكبر خمسة إخفاقات في التاريخ.
وربما كانت استقالة وليام فالون قائد المنطقة الأميركية العسكرية الوسطى أكبر صرخة في وجه أكاذيب بوش، وفي وجه تماهي الجنرال ديفيد بتراوس، قائد القوات الأميركية في العراق مع البيت الأبيض الذي يبني تصرفاته على جهل مطبق بالمنطقة وعاداتها وتاريخها وقيمها.
وربما كانت الثمرة الوحيدة التي جنتها أميركا من غزو العراق هي سقوط أكذوبة العمق العربي التي ظلت تخيف أي غاز أجنبي من الاعتداء على أي من دول المنطقة، وهي التي كانت حقيقة يوماً ما وتجلت كأروع ما يكون وقت العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وكذلك في حرب أكتوبر 1973. فقد تغيرت أوضاع وانقلبت رؤى وشاخت أفكار وأصيبت العزة العربية بنقص المناعة.
ورغم انكشاف الأكاذيب لم يعد لدى العرب ما يمكن أن يقدموه للعراق، فالبيانات الإنشائية فقدت مفعولها، والمواقف التي تضع في اعتبارها مصالح المنطقة ولت إلى غير رجعة، وأصبح هناك طريق واحد يؤول في النهاية إلى التماهي مع أحلام المحافظين الجدد في أميركا رغم أن البساط يتم سحبه الآن من تحت أقدامهم.
أليس من الحكمة أن تضع قمة دمشق الوشيكة خارطة طريق لكيفية التعامل مع أميركا بعد تغير إدارتها.. أم أن العربي استراح لفكرة أن يترك نفسه مع الموج يعلو به ويهبط، في انتظار قدر ينتشله من المحن التي يعيشها؟
فإذا كانت أقدار الأشخاص مكتوبة في علم الغيب فمن المؤكد أن أقدار الأمم يكتبها أبناؤنا بالعلم والتخطيط للمستقبل ومحاولة إحياء نقاط القوة ومعالجة مكامن الضعف، وأعجب من شعوب ترى الواقع رأي العين ومع ذلك تصدق الأكاذيب القادمة من وراء المحيط.
magdishendi@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
عروبة العراق غائبة أم مغيبة
عبدالزهرة الركابي
الخليج الامارات
في مصادفة تثير الشجون مع مرور مايقارب خمس سنوات على احتلال العراق، اعتبرت حكومة المالكي، أن غياب الدور العربي عن الساحة العراقية خطأ استراتيجي ليس في مصلحة العرب، ونحن هنا نتساءل: من المسؤول عن غياب الدور العربي؟ وقبل ذلك من المسؤول عن تغييب الوجه العربي عن العراق؟
من هذا الاستهلال، من الخطأ الاعتقاد أن السياسيين المنغمسين في فلك الاحتلال الأمريكي للعراق يتمايزون في مواقفهم حيال العروبة، من واقع أن هؤلاء السياسيين وبمختلف فئاتهم يتحسسون كثيراً من كلمة (العروبة)، وهم أصلاً لا يستسيغون انتسابهم الشكلي أو الاجتماعي أو الثقافي للعروبة بأي وجه كان، ومن هذا لم يستغرب المعقبون أن تظهر كتابات أو مؤلفات أو ترويجات، وهي تُطلق على العراق أسماءً غير عربية، وقد يكون (العراق الأمريكي، العراق الكردي، العراق الإيراني)، نماذج من هذه التسميات التي تجاهلت عروبة العراق عبر أغراضها الخبيثة والتي تحاول تسريبها الى رحاب العروبة الأوسع.
ومن هذا، لانستغرب إذا ماتحفظ خالد العطية نائب رئيس مايسمى البرلمان العراقي على البيان الختامي للمؤتمر البرلماني العربي والذي عقد في أربيل بشمال العراق، في ما يتعلق بعروبة وعائدية الجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) لدولة الامارات العربية، مع العلم أن العطية هو أحد أعضاء حزب الحكيم (المجلس الإسلامي الأعلى) والمعروف بعلاقاته مع إيران، ومن هذا الموقف الذي لن يكون الأخير في هذا الاتجاه، فإن توابع الأجنبي وبلا حياء يظهرون ولاءهم هذا على الملأ، وان عار التبعية للأجنبي يظلل جوانبهم التي تعتم على كل إضاءات الادعاء والسماجة، ومن حق الشعب العراقي المغلوب على أمره أن يتساءل بمرارة: أين هو العراقي العربي الذي يمثل العراق العربي في مؤتمر عربي خالص؟
من الواضح والأكيد أن الاحتلال عمد منذ اليوم الأول إلى تنفيذ أغراضه وأهدافه التي توزعت على عوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية وتخريبية، لاسيما أن هذه العوامل مرتبطة ببعضها، وكان العراق بديمغرافيته وجغرافيته وثقافته وتراكماته الحضارية المتنوعة، شكل جناحاً عتيداً للوطن العربي، وهو واقع لا ينفي صبغة التعدد العرقي والمذهبي في المجتمع العراقي، بيد أن التشكيل العربي الأكثر فيه، قد عزز وجه العراق العربي، لكنه في نفس الوقت لم ينتقص من حضور الأقليات العرقية الأخرى، وهو أمر جعل من المجتمع العراقي حصيناً أمام رياح الطائفية والعنصرية، مع أن مشكلة الأكراد وتمردهم على النظم التي قامت في العراق، تظل بمعزل عن حصانة هذا المجتمع، كون هذه المشكلة تقف وراءها عوامل خارجية وكردية داخلية تمثلت بسلطة الاقطاع والعشائر ذات النفوذ في المناطق الكردية، وهي سلطة تعززت بمرور الوقت وباتت الآن أكثر قوة بوجود الاحتلال الذي لم يتوان عن استخدام الأكراد لتحقيق أغراضه المعروفة.
ان مسألة تغييب الوجه العربي عن العراق، هي من الأهداف الاستراتيجية لأعداء الأمة العربية، وهؤلاء الأعداء لن يضيرهم التلون الذي يظهرون فيه أو الآلية أو الأداة التي يستخدمونها، بما في ذلك الظروف السانحة والمواكبة التي تساعد وتشجع هؤلاء على تنفيذ أهدافهم علانية وجهاراً، مثلما حدث ويحدث منذ احتلال العراق، وعلى هذا الواقع تكالب الأعداء على العراق الصريع الى حدّ الإمعان في نهشه.
من النمودج الآنف يتضح أن سياسيي الاحتلال تزاحموا على إبعاد العراق عن حاضنته العربية، وهم في هذه المرحلة ينغمسون في تنفيذ مخططات الاحتلال وأعداء الأمة العربية مثلما حدث في مؤتمر البرلمانيين العرب المذكور.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
هل تفلح بغداد فـي تنظيم العلاقة بين واشنطن وطهران
نصوح المجالي
الراي الاردن
من مصلحة النظام العراقي الحالي ان يدفع باتجاه حوار ووفاق اميركي ايراني في العراق، فهو بالاساس نتاج هذا التوافق الذي ادى الى اسقاط النظام البعثي في العراق وتركيز الحكم في الاحزاب والفئات الشيعية المسيطرة الان.
وفي غمرة ازمة الملف النووي الايراني والصراع الدائر حولها والذي تنفخ في ناره اسرائيل، ويدفع الاميركيون لجعله قضية دولية، واحتمالات تصاعد الصراع الى حد المواجهة العسكرية، تدخل حكومة بغداد في وساطة جادة لفتح باب الحوار بين طهران وواشنطن، حول اوضاع العراق والمنطقة، استئنافاً لمحاولات سابقة لم توفق فيها حكومة بغداد.
بالامس اعلن في بغداد ان الطريق باتت مهيأة لاستئناف الحوار الاميركي الايراني، ولا يخفى انه رغم الحملة الاميركية المتصاعدة والتهديدات الاميركية لايران، الا ان واشنطن لم توصد الباب امام احتمالات الحوار، بل ساهمت في فتحه عندما اصدرت استخباراتها تقريراً ينفي تجدد النشاط الايراني لتطوير اسلحة نووية مما يعطي فرصة للمراجعة والحوار والوساطة.
فحكومة بغداد، تسعى لأن تكون نتاج توافق بين خصمين متفاهمين على تقاسم الادوار والمصالح في الشرق الاوسط، لتقوية موقفها، ومع ان ذلك هدف صعب الا انه اقل كلفة وخطورة من الصدام العسكري الذي قد يدمر المنطقة، ولا احد يعرف نتائجه البعيدة على جميع الاطراف.
ولا يخفى ان واشنطن تستعد لمواجهة احتمالات المرحلة المقبلة التي قد تفرض اعادة النظر في الوجود الاميركي في العراق، باعادة تنظيمه او تقليصه او استمراره في قواعد ثابتة، فذلك مرهون بما ستسفر عنه الانتخابات الاميركية من خيارات.
افضل الحلول بالنسبة للادارة الحالية، استباق الامر قبل انتهاء التفويض الدولي، قبل نهاية هذا العام اقناع الحكومة العراقية بتوقيع اتفاقية ثنائية، او معاهدة تحل محل قرار مجلس الامن تسمح باستمرار القوات الاميركية في التواجد لمدة طويلة في قواعد ثابتة، أي الاستمرار في احتلال العراق برضى وموافقة حكومته.
وحتى يمر هذا القرار يحتاج الامر الى امرين الاول تحقيق حد ادنى من المصالحة والوفاق الداخلي، وهو ما تحاول حكومة المالكي الحصول عليه، دون التنازل عن الامساك الكامل بدفة الحكم وخياراته، الامر الذي يجعل هذا الهدف صعب المنال، ولهذا انحصرت المشاورات في مؤتمر بغداد الاخير بين اهل البيت السياسي، أي المشاركين في الحكم، وتخلف معارضيهم.
والبعد الثاني السعي لتنظيم العلاقة الاميركية الايرانية في العراق فايران هي مرجع القرار في العراق بعد ان تخلى العرب او ردعوا عن تحمل مسؤولياتهم تجاه العراق، وحكومة المالكي لا تستطيع توقيع اتفاق لبقاء القوات الاميركية والذي يضمن حماية النظام العراقي الجديد الا بموافقة طهران ومباركتها وبدون ذلك قد تسحب طهران الغطاء عن الحكومة وتأتي بواحدة اخرى اكثر تطرفاً والتزاماً بنهج طهران.
والاميركيون ايضا قادرون على اضعاف حكومة المالكي، وإحلال قوى اخرى مكانهم، فالتعاون مع قوات الصحوة السنية كانت هزة رسن ترمز الى امكانية زيادة التعاون مع القوى السنية الامر الذي يثير حفيظة الاحزاب الشيعية الحاكمة، فسلامة نظام بغداد يكمن في تنظيم العلاقة والمصالح بين طرفي الاحتلال في العراق، فهذا وحده ينظم التحاور برضى الطرفين.
وهنا يكمن الخطر على العراق، وعلى المنطقة العربية، التي تشهد استهدافاً لوحدة انظمتها من الداخل كما تشهد استهدافاً لهوية المنطقة ايضا، كما يحدث في العراق ولبنان وفلسطين والسودان والصومال، فالأمة تنقسم وتدور في افلاك تيارات سياسية اقليمية ودولية، تفترض تبعية الامة وليس سيادتها في اقطارها.
والمعركة في العراق لم تعد معركة نظام سقط وآخر تلاه بل معركة من شقين، بالنسبة لشعب العراق وأهله معركة وجود، ان يبقى العراق موحداً وسيداً، في ارضه وشعبه، او اين يتجزأ ويصبح نهباً للاخرين.
بالنسبة للمحتلين المعركة معركة نفط، وسيطرة على ثروات العراق ونفطه وموقعه الاستراتيجي، وتدمير العناصر التاريخية والمعنوية التي تساعد على توحيده.
فالعراق يقبع فوق كنز نفطي يقدر بثلاثمائة تريليون برميل، أي ربع الاحتياطي العالمي المكتشف، وهو سهل الاستخراج وهذه الثروة هي موضع الصراع ومبرر الغزو، والدافع لبقاء الاحتلال الى ما شاء الله في العراق.
وايران التي قد تكون من اوائل الدول التي تستنزف فيها موارد النفط تدرك ذلك، وقد بادرت الى السيطرة على ابار النفط العراقية على حدودها وبدأت الضخ منها لحسابها.
والاكراد قاموا ايضا بتشجيع من المحتلين، بتوقيع عقود منفردة مع شركات دولية لاستخراج النفط من شمال العراق.
ولهذا اعلن تشيني من بغداد ان واشنطن لن تتعب من التمسك باحتلال العراق حتى لو تعب حلفاؤها، لأن النفط العراقي هو محور الاهتمام والصراع الدولي في المنطقة.
فهل يصل طرفا الصراع في العراق والمنطقة ايران والولايات المتحدة الى اتفاق شراكة لادارة عملية استنزاف العراق وثرواته، والسيطرة على شؤون المنطقة، وهل يكون ذلك مفتاح الاستقرار النسبي في العراق؟.
وهل يدرك العرب الغائبون عن العراق ثمن غيابهم عنه وحجم الخطر الذي يمثله استثمار واشنطن واسرائيل لمثل هذا الاتفاق بين واشنطن وطهران.
عندها قد يصبح السلام مع العرب والتطبيع مقابل السلام هدفاً غير مغر لاسرائيل التي تحوز كل هذا التأييد الدولي من واشنطن الى لندن وبرلين وباريس وصولا الى التوافق الايراني الاميركي المحتمل الذي لن يصب في مصلحة العرب.
تلك اهداف اصبحت ممكنة، وهناك خطوات على مسارها فهل يعيها العرب ويحتاطون لها قبل فوات الاوان؟.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
محنة العراق.. بعد خمس سنوات من الاحتلال
بهاء الدين أبوشقة
الوفد مصر
جاءت ذكري غزو العراق الخامسة صورة كربونية من الذكري الرابعة وما سبقتها من ذكريات أليمة.. فقد فيها العراق الأمان ودفع أكثر من مليون شهيد وتم تشريد الملايين وأصبحت شوارعه بحوراً من الدم القاني.. ورغم الجراح المثخنة التي يعيش فيها أهل الرافدين.. فإن تصريحات بوش ولهجته لم تتغير ومازال الرجل يكذب ولا يتجمل ويحدثنا عن عراق آخر لا يعيش إلا في مخيلته فقط.. يحدثنا عن عراق الديمقراطية
وأن أبناءه يعيشون تحت جنة الاحتلال التي تجري من تحتها الأنهار وأن النصر الاستراتيجي علي الإرهاب قادم لا ريب فيه.. والمحزن والمبكي أن الحقيقة تعيش في واد وما يحتل عقل بوش في واد آخر.. ويبدو أن الرجل يحدثنا عن عراق في كوكب الزهرة.. غير عراق الأرض، فقد أتحفنا بوش بتصريحاته التي لا تتغير بعد أن أكل عليها الزمن وشرب وأصيب بالصدأ.. ولم يأت بجديد ومازال يتشبث بانتصارات وهمية.. لأنه يشعر بأن أيامه باتت معدودة في البيت الأبيض الذي سيغادره بعد أن أصبحت الانتخابات الأمريكية علي الأبواب.. انظروا ماذا فعل الرجل.. فبينما كانت المظاهرات تجوب الولايات المتحدة الأمريكية تندد بالحرب علي العراق وتطالب برحيل جنوده عن بلاد الرافدين وبينما أدانت الدنيا غزو بلاد الرافدين وثبت زيف دعاوي »بوش« بالحديث عن وجود أسلحة دمار شامل بالعراق وعلاقته بتنظيم القاعدة.. ورغم سقوط كل هذه الذرائع.. وبدلاً من أن يتوضأ بوش ويتطهر من آرائه.. ويعيد حساباته ويحاول تجميل صورته وصورة إدارته وهو يغادر البيت الأبيض.. رغم كل ذلك.. دافع بوش في كلمته بمناسبة الذكري الخامسة لغزو العراق عن قرار الغزو الذي أثار جدلاً كبيراً ورفض التراجع عنه.. رغم الثمن الباهظ الذي ترتب عليه، مؤكداً أن انتصاراً استراتيجياً كبيراً علي الإرهاب يلوح في الأفق.. ولا ندري عن أي انتصارات يحدثنا بوش الذي لا يريد أن يعترف بأن سياسته الرعناء قوت من شوكة الإرهاب ونفخت عضلاته ونقول له: بالله عليك.. هل كان الإرهاب موجوداً في العراق قبل غزوه؟ نقرب شوية.. ونسأل: هل كان لتنظيم القاعدة وجود في العراق قبل أن تحتل قواتك أرضه؟ طبعاً لأ.. لقد أثبتت التحقيقات أن العراق كان خالي الوفاض من أسلحة الدمار الشامل ولا يملك حتي نصفها أو ثلثها وأنه كان خالي الوفاض منها ورحت يا سيد بوش تدعي علي غير الحقيقة بأن نظام صدام يمثل خطراً داهماً علي الأمن الأمريكي بل وعلي الأمن العالمي.. وأكثر من ذلك ادعيت أن صدام علي علاقة بتنظيم القاعدة.. وسقطت كل دعاواك.. ورغم ذلك قمت بغزو العراق.. الذي دفع شعبه ثمن أخطاء حاكمه الطاغية.. الغريب أنك مازلت تكابر وتناطح السماء بسلامة قرارك بغزو العراق وتقول إن الجدل مازال قائماً بعد خمس سنوات علي الحرب لنعرف ما إذا كانت تستحق العناء الذي تكبدناه وما إذا كنا سننتصر فيها.. إن الرد بالنسبة لي واضح وهو أن طرد صدام حسين من السلطة كان القرار الجيد وهذه معركة أمريكا ويجب عليها كسبها.. والذي لم يقله بوش في خطابه بمناسبة الذكري الخامسة لغزو العراق.. إنه احتل بلاد الرافدين بسبب شخصي وهو الثأر من طاغية العراق الذي أعد خطة لاغتيال بوش الأب أثناء زيارته للكويت بعد تحريرها.. لقد باع بوش الابن الوهم لشعبه وللعالم، لقد خسرت أمريكا الجلد والسقط نتيجة غزوها العراق.. وهل نسيت يا سيد بوش أنك قدمت للكونجرس أكبر ميزانية في تاريخ أمريكا للإنفاق علي الحرب في العراق.. وماذا لو تم إنفاق هذه المليارات علي شعبك.. أو علي شعوب العالم الثالث التي كانت ستحفظ لك ولأمريكا هذا الجميل وتضعكم في سويداء قلبها.. وأسألك: لماذا لم تلتفت إلي الدراسة التي أعدتها وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون والتي تقول إن منفذي الهجمات الانتحارية التي أودت بحياة الآلاف من العراقيين ومئات الأمريكيين شباب منبوذون، وضع تحت هذه الكلمة مائة خط.. وأنهم ينتمون إلي عائلات كبيرة العدد تعاني من متاعب اقتصادية.. وطبعاً أنت تعلم.. والله أعلم.. من الذي أوصل هذه العائلات إلي تلك المتاعب وجعلهم يعيشون تحت خط الفقر.. ورأوا أن نار صدام ولا جنة احتلالك وأنهم يعيشون منذ غزو بلادهم عذاب الدنيا والآخرة.. وأن حديثك عن الديمقراطية والرفاهية مجرد كلام أجوف.. لا معني له.. ليس هذا فحسب بل انتشرت الأمراض الفتاكة لتحصد أرواح العراقيين نتيجة نقص الخدمات.. فهناك 30 ألف حالة اشتباه بإصابتها بمرض الكوليرا.. وتحذيرات من امتدادها لدول الجوار.. وبسبب غزو العراق أيضاً يا سيد بوش فقد أكد ريكاردو سانشيز القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق أن الاستراتيجية الحالية التي ينتهجها البيت الأبيض في العراق لم تحقق النصر.. ونعيد: لم تحقق النصر.. يا سيد بوش ووصفها بأنها كابوس لا نهاية له.. وقال سانشيز في تقويم الوضع في العراق إن القادة السياسيين الأمريكيين يفتقرون إلي الكفاءة ووصفهم بأنهم فاسدون ومهملون في أداء واجباتهم.. وأوضح أنهم كانوا يستحقون الإحالة إلي محكمة عسكرية لو كانوا يخدمون في صفوف القوات المسلحة الأمريكية.. وأكد سانشيز أن أمريكا تعيش في كابوس لا نهاية له وانتقد استراتيجية الرئيس الأمريكي.. إذن ليس هناك نصر ولا يحزنون لأمريكا في العراق.. كما يوهم بوش شعبه.. عموماً لقد اجتاحت المظاهرات الشعبية الحاشدة الشوارع الأمريكية والأوروبية والكندية احتجاجاً علي حرب العراق فيما وصف باليوم العالمي لمناهضة الحرب.. وقد أقر مسئولون أمريكيون بأن تنظيم القاعدة في العراق مازال نشيطاً وفتاكاً وأكدوا عجزهم عن اجتثاث التنظيم من جذوره أو إضعاف صفوفه.. ليس ذلك فحسب، بل إن الكارثة، وقل المصيبة الكبري، أن منظمة العفو الدولية أكدت أن العراق لايزال من البلدان الأكثر خطراً في العالم بعد مرور خمس سنوات علي تدخل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين.. وقد أشار التقرير إلي أن انعدام الأمن تسبب في نزوح أكثر من أربعة ملايين عراقي.. وجاء في تقرير المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان والذي حمل عنوان »مجزرة ويأس العراق بعد خمس سنوات« أن مئات الأشخاص يقتلون كل شهر في العنف السائد، بينما حياة عدد لا يحصي مهددة كل يوم بالفقر وانقطاع الكهرباء وإمدادات المياه ونقص الغذاء والمنتجات الطبية.. وأضافت العفو الدولية أن ملايين الدولارات أنفقت علي الأمن لكن ثلاثة عراقيين من أصل أربعة محرومون من مياه الشرب ونحو ثلث الساكن ويبلغون ثمانية ملايين يعتمدون علي المساعدات العاجلة للعيش.. وأشارت إلي أن نصف الشريحة العاملة من السكان عاطلة عن العمل.. وأن أربعة عراقيين من أصل عشرة يعيشون بأقل من دولار في اليوم وقد اعتبرت صحيفة »نيويورك تايمز« الأمريكية أن النفط العراقي تحول إلي نقمة علي العراق بدلاً من أن يكون نعمة لشعبه، مشيرة إلي أن المسلحين يحصلون علي تمويلهم من سرقة بترول العراق وبيعه في السوق السوداء.. إذن اتضح كل شيء وبان، وعلي الرئيس بوش أن يفضها سيرة في حديثه عن العراق وأحلامه، والأحري به أن يعتذر لخطئه الكبير.. ربما يغفر له التاريخ هذا الخطأ.. فهل يعترف بوش؟.. أشك..
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
بعد خمس سنوات من غزو العراق
د. سمير قطامي
الراي الاردن
لو أن مدير أي مشروع كان، أراد أن يشارك في اجتماع ما، ويلقي كلمة فيه، لأعدّ كلمة أفضل مما أعدّ بوش وطاقمه المفترض به أن يكون دقيقا في انتقاء الكلمات واستخدام المعلومات، فالذي شاهد بوش وهو يلقي كلمته في وزارة الدفاع الأمريكية، بالذكرى الخامسة للعدوان على العراق، وسمع كلامه، لا بد أن يصاب بصدمة قوية، ويعيد النظر في معلوماته عن المؤسسات الأمريكية، والكفاءات العلمية والإدارية والفنية التي تدير أعظم دولة في العالم، فهل يصدّق عاقل، أن رئيس أقوى دولة في العالم، ووراءه جيوش من العلماء والخبراء وكتاب الخطابات، يمكن أن يقف مخاطبا جنوده وشعبه والعالم، ليزفّ لهم بشرى الانتصار الإستراتيجي للجيش الأمريكي في العراق، والعالم كله يعرف أن ما تسيطر عليه القوات الأمريكية من مساحة بغداد لا يزيد على 22%، ونائبه الذي زار العراق الأسبوع الماضي لم يجرؤ على النوم في فندق ببغداد، بل اختار مقطورة في قاعدة أمريكية شمال بغداد، ومع ذلك لم يهنأ بالنوم لعنف الاشتباكات بين المقاومة وجنود القاعدة طوال الليل!!.
يقول بوش في تبريره للحرب إن هذه الحرب أراحت جيران صدام حسين منه، وقد حاربناه لأنه كان يدفع أموالا لأسر (الإنتحاريين) الفلسطينيين، ويهدد إسرائيل، ولأن العراق كان مركز إرهاب، فأصبح الآن مركزا لمحاربة القاعدة.. فالقاعدة كانت تريد أن تتجمع في العراق لمحاربة أمريكا، أما الآن فقد أصبح العراق أهم مركز لمحاربة القاعدة، فهل هنالك سخرية أمرّ من هذه؟ والعراق في زمن صدام حسين كان يشكل خطرا على أمريكا، أما الآن فقد زال هذا الخطر، والعراق ينعم بنظام ديمقراطي وبحرية وازدهار، وارسال 30 ألف جندي مطلع العام الماضي هو الذي حال دون نشوب حرب أهلية، وأن النصر الإستراتيجي حتمي في هذه الحرب، (وهذا ما كان يقوله ويستمورلاند 0قائد الجيش الأمريكي في فيتنام سنة 1968) والتفكير في سحب القوات من العراق هو انتصار للقاعدة...ومع أن المعركة كانت أصعب وأطول وأعلى كلفة مما توقع بوش، فقد أكد على البقاء في العراق لسنوات طويلة قادمة، أو كما قال نائبه ديك تشيني، سنبقى في العراق حتى لو تعب الآخرون!! أو كما قال جون ماكين المرشح الجمهوري للرئاسة، سنبقى في العراق مئة عام!!( لم يعد هناك أي حديث عن أسلحة الدمار الشامل التي شُنت الحرب(بسببها).
العالم كله اكتشف كذبة الحرب، ومع ذلك ما يزال بوش مصرّا على موقفه، وعلى عدالة الحرب التي نشرت الديمقراطية في العراق!! دون أن يتوقف عند أعداد القتلى الأمريكيين وغيرهم من قوات التحالف الذين تجاوز عددهم الخمسة آلاف، بالإضافة إلى أكثر من 35 ألف جريح، وفي رواية أخرى 72 ألفا في العراق وأفغانستان، يكلفون الخزينة مبالغ خيالية، وكلفة هذه الحرب التي بلغت حتى الآن أكثر من ثلاثة تريليونات أثقلت كاهل الاقتصاد الأمريكي على الرغم مما ينهب من نفط العراق، ودون أن يشير إلى عدد القتلى العراقيين الذي قدر ما بين مليون ومليون ونصف حتى الآن، وعدد المهاجرين والفارين من العراق الذي زاد على أربعة ملايين ونصف، ودون أن يشير إلى اغتيال أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين، وتفريغ البلد من الكفاءات العلمية والفنية، ودون أن يشير إلى حجم الدمار والخراب والنهب الذي تعرض له العراق، ودون أن يشير إلى أن شعب العراق أصبح من أفقر شعوب العالم، وأن الأوضاع الإنسانية في العراق هي الأخطر والأسوأ في العالم، كما جاء في تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
بعد خمس سنوات من الغزو لم يعد العراق ينعم بالأمن أو الحرية أو الديمقراطية، كما يدعي بوش، وكل ما ينعم به تطهير عرقي وتهجير قسري وقتل على الهوية، وجوع وفقر لم يشهدهما بلد، وتقسيم طائفي وعرقي، وهيمنة مليشيات وعصابات قتل واختطاف، ونهب للثروة القومية، وفساد مالي وإداري يغطي قارة كاملة، ومقابر جماعية،وخوف ورعب وافتقار لماء الشرب والكهرباء والنفط، وهو بلد النفط، وأمراض نفسية، وتردً في كل مناحي الحياة إلى حد تصنيف العراق بأنه بلد منكوب يعيش أهله على الصدقات، فهل يجرؤ امرؤ بعد كل ما نشاهد أن يقول إن هناك تحسنا في أوضاع العراقيين؟ وهل هذه بركات الاحتلال والتحرير؟ لم يبق لبوش في البيت الأبيض إلا تسعة أشهر، ومع ذلك ما يزال مصرّا على المكابرة والإدعاء بأنه حقق نصرا في العراق، ويبدو أن الرجل متأثر بغوبلز وزير إعلام هتلر الذي كان ينطلق من فلسفة (اكذب واكذب حتى يصدقك العالم)، وبوش يمارس ذلك إلى حد أنه أصبح يصدق ما يقوله هو، بما يذكرنا بجحا الذي كذب على أبناء بلده بأن ثمة وليمة في القرية المجاورة، وعندما رآهم متوجهين إلى القرية صدّق كذبته وتوجه معهم قائلا لنفسه ربما تكون هناك وليمة!! بعد خمس سنوات من غزو العراق أضحى هذا البلد من أسوأ وأفقر بلاد العالم، وقد انعكس هذا على المنطقة كلها انعكاسا سلبيا، وما نراه من أزمة نفط وغلاء أسعار، إنما يعود إلى هذه الحرب ونتائجها، ولا أعتقد أن العراق، ظهر العرب، يمكن أن يعود إلى ما كان عليه ولو بعد خمسين عاما، فهذه بركات الاحتلال وبركات منظريه من الليبراليين والعملاء الذين تآمروا على بلدهم من أجل حفنة دولارات قذرة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
بمناسبة مرور خمسة اعوام على غزو العراق..
بديع ابو عيده
العرب اليوم الاردن
لنسعَ قبل فوات الاوان الى لملمة الصفوف وجمع الشمل, للمضي قدما للدفاع عن مصالحنا المحلية والاقليمية, المتجسدة بمصالح الامة من محيطها الى خليجها..
خمسة اعوام من الافتراء والتدليس, وما زالت الاوضاع في تراجع مستمر من سيىء الى اسوأ. كان الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش قد عقد العزم على غزو العراق بحجة امتلاك هذا الاخير اسلحة الدمار الشامل, ولا زال يحاول اخفاء الهزيمة التي لحقت بقواته من خلال الحديث عن انتصارات وهمية لا تمت بأي صلة لمجمل الحقائق الماثلة على الارض, وفي ساحات القتال, حيث تتكبد قوات التحالف الشيطاني بقيادة الولايات المتحدة افدح الخسائر في الارواح والمعدات. ويتعمد الرئيس بوش اخفاء الحقيقة خلف جدار من الغش والخداع والتزوير, وقت ان تحدث بمناسبة انقضاء خمس سنوات على بداية تلك الحرب الهمجية, عن الانتصار العظيم الذي تحقق في الحرب على الارهاب. ومن سوء حظه ان المخابرات المركزية (السي. آي. ايه) كانت قد نفت مؤخرا وجود اية علاقة بين النظام السابق وتنظيم القاعدة. هذا في الوقت الذي اخذ فيه هذا التنظيم بتدعيم تواجده في العراق, الامر الذي لم يكن باستطاعة القادة العسكريين الامريكيين تجاهله او انكاره, بالرغم من محاولتهم التقليل من شأن هذا التواجد, بعد ان نجحوا وفق ما يقولون في توجيه ضربات موجعة اليه ادت الى اضعاف فعاليته الميدانية, مما جعله يتبنى استراتيجية دفاعية بهدف المحافظة على تشكيلاته المقاتلة المنتشرة في المناطق الشمالية على وجه التحديد. وهذا لا يعني بالضرورة تراجعا لدى فصائل المقاومة الوطنية, التي افلحت في اثبات وجودها عبر التصدي لتلك الهجمات الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال في طول البلاد وعرضها.
هذا, وقد تم تسجيل زيادة ملحوظة بأعداد الضحايا المدنيين العزل, الذين يسقطون برصاص القوات الامريكية اثناء المواجهات التي تحدث مع عناصر المقاومة, فيتعمد الامريكيون استهداف الدور والاحياء السكنية, بذريعة اختباء المقاومين داخلها, وانها كانت مصادر اطلاق النار. وتفيد بعض الاحصائيات الى سقوط ما يقارب المليون عراقي, لكن لا توجد ارقام مؤكدة, نظرا لعدم وجود من هو مستعد لعد الاموات. انه الدرس المستفاد من حروب اخرى. مثل حرب يتنام. ففي الغياب التام لموضوع حصر اعداد الموتى, يكون من السهل التنكر لوجودهم. ناهيك عن حرص السلطات الامريكية على عدم اعطاء ارقام صحيحة عن عدد قتلاها, ومحاولة التستر على وصول النعوش من بغداد, مما يساعد في الادعاء بعدم وجود قتلى يتساقطون في كل يوم.
وخير مثال على كذب ادعاءات بوش وبطانته, هي الاوضاع الامنية والمعيشية المتردية في العراق المحتل, وفي بغداد على وجه الخصوص, الامر الذي ينسحب على بقية المحافظات. حيث تحولت عاصمة الرشيد الى ما يشبه الغيتوات من خلال احاطة احيائها باسوار عالية من الصفائح الاسمنتية المسلحة, يعيش بداخلها اناس كانوا قد أخضعوا لعمليات التطهير العرقي, يعيشون منفصلين عن بقية السكان في الاحياء الاخرى وينتاب المدنيون من مختلف الانتماءات الاثنية والمذهبية شعور بالفزع, بحيث بات من الصعب ان يكشف اي كان عن هويته الحقيقية, تجنبا للوقوع ضحية سطوة المليشيات الطائفية التي تحكم سيطرتها على تلك الاحياء وتحتفظ بسكانها رهائن داخل السجن الكبير.
كانت الحرب العدوانية التي شنت على العراق في العشرين من آذار ,2003 قد دللت على تنامي النزعة الحربية لدى اعداء السلام, التي لم يسجل مثيل لها في العقد الاخير من القرن الماضي بعد انتهاء حقبة الحرب الباردة, فتعلق الامر بظاهرة غطت الكثير من المناطق في العالم. يبدو ان ليس لها من نفاد في المستقبل المنظور: فما زالت تلك النزعة تسيطر على عقول ولاة الامر في واشنطن وحلفائهم. وجاء التأكيد عليها من خلال العدوان الصهيوني الذي تعرضت له لبنان في الصيف الماضي. التحضيرات الجارية على قدم وساق للحرب المحتملة على ايران. هذا عدا ما ترتكبه قوات الاحتلال الاسرائـيلي في فلسطين من مجازر واجتياحات واعتقالات وعمليات وهدم وتهجير, بحق المواطنين الفلسطينيين في الاراضي المحتلة, وما تمارسه في افغانستان ست وثلاثون دولة حليفة بقيادة امريكا من عمليات قتالية عدوانية ضد الشعب الافغاني بحجة القضاء على الارهابيين. تلك العمليات التي لم تسلم منها الجارة باكستان. وللتغطية على ذلك, كانت ادارة بوش قد استغلت احداث 11 ايلول 2001 بهدف اعلان الحرب على الارهاب. الامر الذي يعني الانتقال من الحروب المحلية والاقليمية, الى الحرب الكونية, اطلقت عليها القوى الغربية تسمية الحرب الاستدراكية, التي كانت الولايات المتحدة السباقة الى تحريكها ضد محور الشر, والدول الخارجة على القانون, وتنظيمات الارهاب الدولي. هذه التسميات التي اتحفنا بها واضعو القاموس السياسي الامريكي.
لم يقتصر هذا التحول الذي شهدته الحرب الجديدة على بعدها الاستراتيجي, وقوتها التدميرية, بل تعدى ذلك ليجعل منها انتهاكا صارخا للقانون الدولي, وميثاق الامم المتحدة, التي لم تستشر اصلا بشأنها. فكانت اقرب ما تكون الى حرب عالمية مقدسة تشن على اعداء الشعب الامريكي من الشعوب الاخرى. وهو ما تمت ترجمته في الحرب الظالمة على العراق, التي اديرت عبر استخدام شعارات استراتيجية فضفاضة مثل المحافظة على الامن الدولي, وصيانة النظام العالمي الجديد, وازالة الخطر المزعوم الذي يمثله النظام العراقي على دول الجوار. ولم تكن الغاية متمثلة في الاستيلاء على مساحات كبيرة من الارض, تبعا لنموذج الحرب الاستعمارية. فقد كان من بين الاهداف التي سعت الزعامة الامريكية لتحقيقها, التفرد بقيادة التحالف الغربي والدول الدائرة في فلكه, لتكون قادرة على التصرف وفق ما فيه مصلحتها الذاتية والقومية, وقطع الطريق امام كل من تسول له نفسه من الحلفاء والتابعين مشاركتها في اتخاذ اي من القرارات الخاصة بتقسيم الغنائم والاسلاب, والعمل على تغليب نظرتها للعالم. فكانت هي الورقة الرابحة بالنسبة لحرب لم تضع اوزارها بعد, ولم تعد تفيد في شيء عمليات التعتيم على مسارها, ومحاولة التقليل من تأثيراتها التي تنعكس بمجملها على المنطقة باكملها.
ولم يعد يختلف اثنان على كونها حربا استعمارية سعى الامريكان من خلالها الى الاستيلاء على منابع النفط في العراق, واقامة قواعد عسكرية لهم هناك تتولى الاشراف والمراقبة على المسافة الممتدة من افغانستان الى دول الشرق الاوسط ومنطقة شبه الجزيرة العربية, تمهيدا لاقامة الشرق الاوسط الكبير, مع ما يتبع ذلك من تغييرات ديموغرافية وجيوسياسية من المحتمل ان تعصف ببعض الانظمة القائمة واستبدالها باخرى تكون اكثر انسجاما مع ما يستجد من واقع يصب بمصلحة الكيان الصهيوني الحارس الامين على المصالح الامبريالية التي تستهدف كيان الامة ووجودها. وما عملية الغزو الذي تعرض لها العراق الشقيق الا حلقة من سلسلة طويلة من الاحداث المنتظر وقوعها في قابل الايام ان لم يستفق العرب من سباتهم, ويهبوا متحدين دفاعا عن وجودهم, بعد ان يكونوا قد استوعبوا ان الصراع صراع وجود بالمقام الاول ولينبذوا هذا التفكك الحاصل, حيث لم تعد تنفع في شيء مسألة انقسام العرب الى عربين, فهؤلاء واولئك مستهدفون. تماما كما كان الحال بالنسبة لحكاية الثورين الابيض والاسود.
كفانا تمسكا بالاحلام الخادعة, والامال الضيقة, والوعود الكاذبة; فالجميع داخل حلبة الصراع, مهما حاول البعض اقناع انفسهم انهم بمنأى عما يدور في هذا البلد او ذاك. فالقائمة طويلة. ولكل دور يحتفظ له به عندما يحين الوقت. فلنتخلَ عن الانانية وضيق الافق; ونسعَ قبل فوات الاوان الى لملمة الصفوف وجمع الشمل, والمضي قدما للدفاع عن مصالحنا المحلية والاقليمية المتجسدة بمصالح الامة من محيطها الى خليجها. والى لقاء قريب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
احتلال العراق أغبى القرارات في‮ ‬كل الأزمان‮
كمال الذيب
الوطن البحرين
سبق للسيد كوفي‮ ‬عنان الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة وتحديداً‮ ‬في‮ ‬20‮ ‬مارس‮ ‬2006‮ ‬بأن قال‮: ''‬العراق‮ ‬يشهد ما هو أسوا من الحرب الأهلية وأن حالة العراقيين أيام صدام حسين كانت أفضل بكثير‮...''‬
وما قاله عنان قبل سنتين أصبح‮ ‬يقوله أغلب المتابعين للشأن العراقي‮ ‬حتى من الأمريكان أنفسهم،‮ ‬ويستثنى من ذلك تقريباً‮ ‬المحتلون والمتحالفون معهم من العراقيين في‮ ‬السلطة والذين‮ ‬يعلنون بأن‮ ''‬كله تمام‮'' ‬رغم الانهيار العام الذي‮ ‬أصاب القطر العراقي‮ ‬على كافة المستويات والتدهور المستمر الذي‮ ‬تعلن عنه التقارير الدولية المحايدة‮..‬
‮ ‬فبالرغم من مضي‮ ‬خمس سنوات على الوعود الوردية المعلنة من قبل قوات الاحتلال وحلفائه في‮ ‬السلطة العراقية الجديدة بأن مرحلة جديدة من الازدهار والأمن والسلام والوحدة والتقدم والرفاه سوف‮ ‬يشهدها العراق،‮ ‬فإن شيئاً‮ ‬من ذلك لم‮ ‬يتحقق،‮ ‬بل إن التقارير‮ ‬المحايدة تتحدث صراحة عن‮:‬
؟ انهيار الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية بشكل مفجع،‮ ‬بالرغم من المحاولات اليائسة لتصوير الوضع الراهن على أنه‮ ''‬أفضل‮'' ‬مما كان في‮ ‬أيام حكم البعث‮.‬
؟ قتل وفقد أكثر من مليون عراقي‮.‬
؟‮ ‬هروب أكثر من أربعة ملايين عراقي‮ ‬أصبحوا لاجئين في‮ ‬دول الجوار أو مختلف دول العالم‮.‬
؟ تدمير البنية الأساسية تدميراً‮ ‬شبه كامل وتدهور الخدمات الأساسية إلى حدود كارثية‮ (‬أغلب العراقيين لا‮ ‬يتمتعون،‮ ‬بالكهرباء والمياه الصالحة للشرب وبالخدمات الصحية المناسبة‮....‬إلخ‮). ‬
؟ استمرار عمليات القتل العشوائي‮ ‬والإرهابي‮ ‬والمنظم في‮ ‬ظل سيطرة المليشيات الحزبية والطائفية‮.‬
‮ ‬؟تفكك المجتمع وظهور النعرات الطائفية والقبلية والتي‮ ‬أصبحت بديلاً‮ ‬عن الوحدة الوطنية‮.‬
لقد كانت الحرب الأمريكية على العراق كارثة حقيقية أعادت العراقيين إلى عصر ما قبل الدولة،‮ ‬إذ لم تنجح تلك الحرب‮ ‬غير المشروعة‮- ‬رغم كل ما بذل فيها من جهد ومال وأنفس لإخضاع العراق وجعله منقاداً‮ ‬للإرادة الأمريكية وتابعاً،‮ ‬حيث أثبت تقرير المخابرات الأمريكية‮ ‬المنشورة منذ أكثر من سنة بأن هذه الحرب قد كانت من أغبى التصرفات في‮ ‬كل الأزمان إلى درجة أن الصحافيين الأمريكان وصفها في‮ ‬تقرير منشور مؤخراً‮ ‬بأنها تشبه القصف الياباني‮ ‬لميناء بيرل هاربر وغزو ألمانيا لروسيا في‮ ‬الحرب العالمية الثانية،‮ ‬فالحرب المعلنة على العراق أحيت النعرات القديمة وأيقظت كل ما‮ ‬ينتمي‮ ‬إلى ما قبل الدولة،‮ ‬كما أصبحت الساحة العراقية ملاذاً‮ ‬لجميع الحركات والعصابات المتطرفة التي‮ ‬ما زالت بالرغم من ادعاء القضاء عليها،‮ ‬قادرة على الاستمرار في‮ ‬تنفيذ العمليات الإرهابية التي‮ ‬توقع‮ ‬يومياً‮ ‬عشرات الضحايا من العراقيين الأبرياء‮. ‬ويبدو أن الولايات المتحدة إزاء الصعوبات البارزة للعيان بدأت تبحث عن مخرج‮ ‬يتمثل في‮ ‬انكفاء قواتها العسكرية إلى بعض المواقع الرئيسية القريبة من المناطق النفطية،‮ ‬والتركيز على الإسراع في‮ ‬استكمال انتشار الجيش العراقي‮ ‬وإنشاء شرطة محلية والبدء في‮ ‬الحديث علنا عن انسحاب محتمل بدءاً‮ ‬من العام القادم‮.‬
‮ ‬لكن هذه الإجراءات قد لا تحقق أهدافها إذ إن إخلاء الأرض العراقية قد‮ ‬يفسح المجال أمام اتساع نشاط المقاومة مما‮ ‬يحد من نفوذ السلطة الجديدة التي‮ ‬لم تستطع إلى حد الآن بناء الثقة ومشروعها للوفاق الوطني‮ ‬لا‮ ‬يبدو أنه سوف‮ ‬ينجح لأنه ولد ميتاً‮ ‬بعد استبعاد العديد من مكونات السياسية العراقية‮.‬
والسؤال الذي‮ ‬يطرح نفسه في‮ ‬هذا السياق وبعد فشل الحكومة العراقية في‮ ‬إعادة الأمن والوئام وبناء المصالحة الوطنية،‮ ‬وبعد فشل القوات الأمريكية المحتلة في‮ ‬إخضاع المقاومة وفرض سيطرتها على العراق أرضاً‮ ‬وشعباً،‮ ‬أي‮ ‬مستقبل للعراق ولشعبه في‮ ‬ظل هذا العجز؟ وهل‮ ‬يجب أن‮ ‬ينتظر العراقيون عشرين سنة لاستعادة دولتهم المحتلة ووئامهم الوطني‮ ‬في‮ ‬ظل دولة مدنية عصرية بعيداً‮ ‬عن منطق المحاصصة الطائفية المقيتة‮.‬
من ابتلاع حبة الاحتلال إلى البحث عن مخرج للهروب
سوف‮ ‬يذكر التاريخ أن‮ ''‬الإنجاز‮'' ‬الأكبر للرئيس بوش الابن هو احتلال العراق وتدميره وجره إلى متاهة التقسيم والفوضى والحرب الأهلية‮.. ‬حيث كان الرهان‮ -‬بالرغم من الشعارات الخداعة التي‮ ‬تم تسويقها في‮ ‬حينها‮- ‬ينصب على تمكن القوات الأمريكية بسرعة من قهر العراقيين وتنصيب نظام موال لها،‮ ‬وها هو هذا الرهان‮ ‬يسقط،‮ ‬وبعد مرور خمس سنوات من سقوط العراق،‮ ‬لايزال الأمريكيون‮ ‬يتخبطون في‮ ‬أوحال المستنقع العراقي‮ ‬ومازالت الحكومة العراقية في‮ ‬ظل الاحتلال‮ ‬غارقة في‮ ‬سلسلة لا منتهية من المشكلات،‮ ‬و(الإنجاز‮) ‬الوحيد الذي‮ ‬تحقق هو استمرار الفوضى وتسليم العراق للهيمنة الإيرانية المباشرة وتحويل العراق إلى أرض خصبة للفوضى والصراعات الإقليمية والدولية،‮ ‬وإلى حقل للجواسيس والمخابرات بجميع أنواعها‮...‬
لقد كانت الحرب منذ بدايتها محاولة لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي‮ ‬الآخذ في‮ ‬التردي‮ ‬من ورطته التي‮ ‬حدت بمنظريه إلى اللجوء لخيار الحرب لدفع عجلة التنمية الاقتصادية الأمريكية،‮ ‬والحد من العجز التجاري‮ ‬الأمريكي،‮ ‬غير أن الرياح لم تأتِ‮ ‬بما اشتهى الربان الأمريكي،‮ ‬فالتراجع الاقتصادي‮ ‬مازال مستمرًا،‮ ‬وأظهر مؤشراته الواضحة هو هبوط قيمة الدولار مقابل العملة الأوروبية اليورو بنسبة تزيد عن‮ ‬50٪‮ ‬منذ احتلال العراق وحتى اليوم‮.‬
فمليارات الدولارات تكبدتها الولايات المتحدة ومازالت‮ ‬بسبب حرب الاستنزاف في‮ ‬العراق،‮ ‬أكثر من مائة وخمسين ألف جندي‮ ‬أمريكي‮ (‬ضعف العدد المخطط له قبل الحرب لاستتباب الأمن في‮ ‬العراق‮) ‬لا‮ ‬يستطيعون العودة إلى ديارهم،‮ ‬آلاف المدرعات والآليات تجوب الشوارع في‮ ‬معظم المدن العراقية،‮ ‬حالة استنفار دائمة لقوات الاحتلال تستدعي‮ ‬تكاليف باهظة‮.. ‬في‮ ‬مقابل معوقات كثيرة لزيادة الإنتاج العراقي‮ ‬من النفط،‮ ‬ومعوقات في‮ ‬تصدير المنتج،‮ ‬آبار مازالت معطلة،‮ ‬خطوط أنابيب‮ ‬غير آمنة،‮ ‬وبنية أساسية مدمرة وخطوط إمدادات‮ ‬غير آمنة‮.‬
وعلى هذا الصعيد أدت الأوضاع المتردية السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى نمو المقاومة العراقية،‮ ‬وهي‮ ‬الشروط التي‮ ‬مازالت إلى اليوم قائمة بالرغم من مرور خمس سنوات على الاحتلال وعلى المواجهة العسكرية والأمنية المتواصلة لجميع مظاهر هذه المقاومة،‮ ‬بما في‮ ‬ذلك سحق المدن المتمردة أو الحاضنة للمقاومة أو حتى المتعاطفة معها‮.‬
لقد كانت المقاومة‮ -‬بمفهوم المقاومة للاحتلال وليس‮ ‬بمفهوم الحركات الإرهابية‮- ‬موجودة منذ بداية الاحتلال،‮ ‬لكنّ‮ ‬الأجهزة الأمريكية حاولت إرجاعها إلى أنصار النظام السابق وإلى الحركات الإسلامية الإرهابية القادمة من الخارج والمرتبطة بتنظيم‮ ''‬القاعدة‮''‬،‮ ‬ولكن هذا التحليل ليس دقيقاً،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن كونه‮ ‬يفتقر إلى الواقعية ميدانياً،‮ ‬فإذا كان أنصار الرئيس المخلوع سرعان ما وجدوا الدعم المطلوب في‮ ‬مسقط رأسه تكريت،‮ ‬فكيف كان لهم أن‮ ‬يجدوا هذا الدعم في‮ ‬كافة إنحاء البلاد،‮ ‬بما في‮ ‬ذلك في‮ ‬بغداد ومدن الجنوب،‮ ‬وحتى في‮ ‬الإقليم الكردي‮. ‬
ولعل المقاومة العسكرية تحديداً‮ ‬قد أصبحت أهم مكونات المقاومة الوطنية والأكثر فعالية والقادرة على استقطاب المقاتلين والمخبرين وعملاء الاتصال،‮ ‬كما‮ ‬يكون بمقدورها دس العناصر الموالية لها في‮ ‬صفوف الشرطة التي‮ ‬تدربها القوات الأمريكية من أجل جمع المعلومات أو تدبير العمليات المدمرة ضدها كما حدث في‮ ‬أكثر من مرة‮. ‬فهي‮ ‬التي‮ ‬تجسد التمرد الوطني‮ ‬ضد الاحتلال الأجنبي‮ ‬مما‮ ‬يؤمن لها مساندة داخل الجماعات والطوائف كافة،‮ ‬أما العناصر الأجنبية التي‮ ‬تستغل الفوضى العراقية لمواصلة حربها الخاصة‮ (‬أو تصفية حسابها‮) ‬مع‮ ‬أمريكا،‮ ‬فهي‮ ‬تختلف عن المقاومة العراقية في‮ ‬أهدافها وفي‮ ‬أساليب عملها،‮ ‬إذ تلجأ‮ ‬غالباً‮ ‬إلى أعمال دموية بشعة،‮ ‬دون اعتبار لما توقعه من ضحايا بين المدنيين،‮ ‬مثل اعتدائها على مقر الصليب الأحمر أو الأمم المتحدة واختطاف وحجز الأجانب وتصفيتهم بشكل لا إنساني‮.‬
وهكذا‮ ‬يبدو أن الولايات المتحدة إزاء الصعوبات في‮ ‬التعاطي‮ ‬العسكري‮ ‬الميداني‮ ‬مع موضوع المقاومة الذي‮ ‬تمت الاستهانة به عملياً‮ ‬وإعلامياً‮ ‬دون جدوى،‮ ‬قد بدأت تبحث عن مخرج‮ ‬يتمثل في‮ ‬الانكفاء العسكري‮ ‬إلى بعض المواقع الرئيسة القريبة من المناطق النفطية وللتأكيد لأول مرة عن الاستعداد للانسحاب،‮ ‬وحث القوى السياسية على الإسراع في‮ ‬حل المسألة السياسية بتوفير‮ ‬غطاء سياسي‮ ‬لهذا الانسحاب،‮ ‬من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية قادرة على ابتلاع حبة الاحتلال،‮ ‬وتوفير الغطاء للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها للخروج من الورطة العراقية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة‮.‬
؟ المطلوب‮.. ‬بلد بدون هوية،‮ ‬مجردة من قوة الانتماء العربي
في‮ ‬ختام هذه السلسلة من المقالات بمناسبة الذكرى الخامسة لاحتلال العراق،‮ ‬يمكن استخلاص النتائج التالية‮:‬
‮- ‬لقد نجحت الولايات المتحدة الأمريكية بمعاونة بريطانيا في‮ ‬احتلال العراق وتدمير دولته،‮ ‬بناء على ثلاث ذرائع معلنة‮:‬
‮- ‬تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل العراقية‮.‬
‮- ‬تخليص العالم من ديكتاتورية نظام صدام حسين‮.‬
‮- ‬بناء الديمقراطية والأمن والسلام في‮ ‬العراق وفي‮ ‬المنطقة‮.‬
واليوم،‮ ‬وبعد مضي‮ ‬خمس سنوات على هذا الاحتلال وعلى هذه الأكاذيب المخجلة بمنطق السياسة وبمنطق الأخلاق،‮ ‬ماذا تحقق على الأرض؟
‮- ‬اكتشف العالم أن أسلحة الدمار الشامل العراقية كانت أكذوبة كبيرة،‮ ‬كما اكتشف إلى أي‮ ‬درجة‮ ‬يمكن للسياسة أن تكون لعبة قذرة ولا أخلاقية‮.‬
‮- ‬تمت إزاحة نظام حزب البعث العراقي،‮ ‬وبإزاحته تم تهشيم الدولة العراقية وتقطيع أوصالها،‮ ‬ولم‮ ‬يبقَ‮ ‬من وحدة الوطن العراقي‮ ‬التي‮ ‬ناضلت الأجيال من أجلها إلا بقايا شعارات جوفاء‮.‬
‮- ‬وفي‮ ‬المقابل تم إحلال نظام الطوائف والمليشيات على أنقاض الدولة العراقية،‮ ‬وتراجع مستوى عيش المواطن العراقي‮ ‬وأمنه بشكل مأساوي،‮ ‬أما حقوق الإنسان العراقي‮ ‬في‮ ‬ظل الاحتلال،‮ ‬فإن الصور اليومية للقتل والموت المبرمج والتقاتل الطائفي‮ ‬والتدمير المنهجي‮ ‬والمجازر اليومية تكفي‮ ‬لإيجاز الصورة المذهلة‮.‬
‮- ‬أما فيما‮ ‬يتعلق بتحقيق الهدف الثالث وهو بناء الديمقراطية في‮ ‬العراق والمنطقة،‮ ‬فإنه من سخرية الأمور الحديث عن هذه الديمقراطية في‮ ‬ظل الاحتلال الأجنبي‮ ‬والسيطرة الأجنبية على القرارات والمقدرات والإرادات،‮ ‬إلا إذا كان المقصود بالديمقراطية مجرد وضع ورقة في‮ ‬صندوق الاقتراع وإجراءات تمثيلية شكلية بدون سلطة حقيقية،‮ ‬لأن الذي‮ ‬يقرر ويحكم هو الاحتلال في‮ ‬النهاية بغض النظر عن المسميات والألقاب والعناوين‮..‬
وحتى العمليات العسكرية التي‮ ‬أعلن الرئيس بوش عن الانتهاء منها في‮ ‬الأول من مايو‮ ‬‭,‬2003‮ ‬فإنها مازالت إلى اليوم قائمة على الأرض،‮ ‬تتجدد أسماؤها واستعاراتها ولكنها في‮ ‬كل مرة تعود إلى المربع الأول متجاهلة المعادلة البسيطة التي‮ ‬اكتشفت سرها الشعوب منذ عصر الرمح والنشاب،‮ ‬وهي‮ ‬أن المقاومة باقية ما بقي‮ ‬الاحتلال مما‮ ‬يستدعي‮ ‬إعادة النظر فيما سمي‮ ‬بالنصر الماحق والحتمي‮ ‬للأمريكان في‮ ‬حربهم ضد الإرهاب من أجل الديمقراطية،‮ ‬فلا الديمقراطية تحققت،‮ ‬ولا الإرهاب اختفى،‮ ‬الأولى تحولت إلى فوضى وأعادت العراق إلى ما قبل عصر الدولة،‮ ‬والثاني‮ ‬ازداد اتساعاً‮ ‬وبشاعة ووحشية من جميع الإطراف المشتبكة،‮ ‬المتقاتلة على أنقاض الدولة المنهكة أصلاً‮ ‬بفعل الحروب والحصار والديكتاتورية‮.‬
وهذه المعطيات ملخصها أن العراق كما‮ ‬يريده الأمريكان‮: ‬بلد بدون هوية،‮ ‬بدون انتماء،‮ ‬بلد فيدرالي‮ ‬منزوع السلاح إلى حد ما،‮ ‬بحكومة مركزية ضعيفة،‮ ‬موزعة بين الفئات والطوائف والقوميات،‮ ‬تتقاسم المناصب والمغانم على هذا الأساس،‮ ‬وتكون خيوط السيطرة والتحريك بيد الأمريكان وحدهم‮.‬
ولتحقيق هذا الهدف تم تدمير الدولة المركزية العراقية وحل الجيش وأجهزة الأمن تحولت إلى سلطة بعض المليشيات،‮ ‬وهكذا أصبحت السلطة التي‮ ‬نصبها الأمريكيون عاجزة عن السيطرة على البلاد،‮ ‬ولا تمتلك أي‮ ‬أدوات تمكنها من ممارسة سلطة فعلية وفعالة لاستعادة الأمن والاستقرار والرخاء وضمان وحدة البلاد الجغرافية والسياسية‮.‬
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
مأساة
هانس بليكس
الغارديان
ان الحرب في العراق "مأساة" متهما واشنطن ولندن بالمبالغة في التهديد الذي كان يشكله نظام صدام حسين. وهي مأساة للعراق وللولايات المتحدة وللحقيقة والكرامة الانسانية".
حيث"تقع مسؤولية الحرب على عاتق الذين كانوا يجهلون الوقائع منذ خمس سنوات". فهي تشكل "تراجعا في الجهود العالمية لمحاولة الحد من استخدام القوة بين الدول"و ان العراق "لم يكن يشكل تهديدا لاحد في 2003".
و لو لم تتم الاطاحة بصدام حسين "لتحول على الارجح الى قذافي او كاسترو جديد يقمع شعبه لكنه لا يشكل تهديدا للعالم
وأأمل ان "يساهم الفشل الكبير لعملية نزع اسلحة وفرض الديموقراطية بالقوة في اللجوء الى الدبلوماسية بشكل اوسع".
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
ما الذي أبقى الاحتلال في العراق حتى «الذكرى» الخامسة؟
ناهض حتر
الاخبار لبنان
ناهض حتر *في الذكرى الخامسة للاحتلال وصل عدد القتلى إلى أكثر من مليون عراقيّ (هادي مزبان ـــ أ ب)
تمكّن الغزاة الأميركيون من احتلال العراق في 9 نيسان 2003. وفي اليوم التالي بالتحديد، انطلقت المقاومة العراقية، وتمكّنت، في وقت قصير من شنّ حرب مضادة عنيفة وبطولية ومثابرة. وفي نيسان 2004، أي في «الذكرى» الأولى للغزو، كان الاحتلال الأميركي قد تجرّع أسرع هزيمة عسكرية لأيّ غزوة إمبراطورية في التاريخ.
فعندما انضمّ التيار الصدري في ذلك الربيع إلى قتال المحتلين، فقد الجيش الأميركي السيطرة على البلد، وسقط هو نفسه في الشلل الميداني، وأصبح أسير الرعب والجمود والعجز. وعلى المستوى السياسي، كان لقاء جناحَي المقاومة، السني والشيعي، انتصاراً للوطنية العراقية يؤذن بإعادة تأسيس المشروع الوطني العراقي على جثة الاستعمار الأميركي. فما الذي أبقى الاحتلال حتى «الذكرى» الخامسة؟
الدرسان الكبيران اللذان يخرج بهما المرء، بعد خمسة أعوام من الكفاح العراقي الجَسور وانتصاراته العسكرية، همّا أوّلاً، أنّ الميدان الرئيسي للصراع الوطني هو الميدان السياسي. فلا معنى للإنجازات العسكرية من دون تحقّقها في سياق سياسي استراتيجي. ثانياً أن الاستعمار والهيمنة الأجنبية هما، بالدرجة الأولى، علاقة داخلية.
في الدرس الأوّل، نلاحظ عجز منظمات المقاومة العراقية ـ السنية والشيعية ـ على رغم قدراتها القتالية الاستثنائية، عن تقديم رؤية سياسية وطنية شاملة لتوحيد البلد وإعادة بنائه. ما حدث هو العكس: إصرار البعثيّين على أطروحة العودة إلى السلطة، في مقابل إصرار الصدريين على استئصال البعثيّين. وبينما أدّى الانغلاق المذهبي للوطنيّين الشيعة إلى منح الشرعية للأحزاب والميليشيات الشيعية اللاوطنية الفاشية، فإن استغراق الوطنيّين السنّة في اتجاهات وأطر مذهبية منغلقة لا تأخذ بالاعتبار التعددية الدينية والمذهبية في العراق، أتاح وجود حاضنة سياسيّة للنشاط الهدّام الإجرامي لتنظيم «القاعدة»، الذي كوّن قطباً «سنياً» للحرب الأهلية في مقابل القطب «الشيعي» من الطينة نفسها. وهكذا، امتنع التشكّل الوطني للمقاومة العراقية، وخُسرت بالتالي المعركة السياسية، بعدما رُبحت المعركة العسكرية.
في الدرس الثاني، نلاحظ أنّ قيام واستمرار «العملية السياسية» الاحتلالية هو الذي منح الاحتلال فرصة البقاء، وأدى إلى خفض مستوى المعارضة العربية والدولية للغزو. ومن البديهي أن تلك الرافعة السياسية للاحتلال تكوّنت من عناصر داخلية، تمثّلت أولاً في «الشيعيّة السياسية» الرجعية اللاوطنية (المجلس الإسلامي الأعلى، وحزب الدعوة ومليشياتهما)، وهي التي استطاعت أن تجرّ الصدريّين إلى مواقعها وتضمّهم إلى «العملية السياسية» الاحتلالية، وتشقّ البلد على أساس مذهبي، أدى إلى انهيار سيطرة الوطنيين في مناطق العرب السنة، وتظهير «سنية سياسية» رجعية لا وطنية أيضاً، اندمجت هي الأخرى في «العملية السياسية»، مانحة إيّاها نوعاً من «الشرعية».
وعلى هذه الخلفية، تمكّنت القوى الإقليمية ذات المصلحة في منع نهوض العراق الموحَّد القوي، وخصوصاً إيران والسعودية، من التدخّل الحثيث في شؤون العراق، والمساهمة في إشعال الاقتتال الأهلي المأساوي، عام 2006، وتحويل القضية العراقية إلى ورقة مساومة وضغط، واستباحة العراق كمنطقة توسّع ونفوذ.
وبينما كان العراق يواجه الاحتلال والتخريب والتدخلات الأجنبية والضعف السياسي للمقاومة، شهد المراقبون موجة مثيرة للغثيان من الانشقاقات المتعدّدة المستويات والأشكال في صفوف النخب العراقية التي غرقت في حروب إعلامية هامشية من التخوين والتشكيك والتشاتم، مستقيلةً من واجبها الرئيسي في بناء الأطر الفكرية والسياسية للمقاومة والتحرّر وإعادة البناء.
لن ننسى بالطبع، وينبغي ألّا ننسى لحظة واحدة أن الجيش الأميركي لا يزال مهزوماً في العراق، ومنهكاً تحت وطأة خسائره البشرية والمادية غير المسبوقة، بعديد قتلى غير معروف، وخمسين ألف جريح معطوب، ومئات الملايين من الدولارات أسهمت في استنزاف الاقتصاد الأميركي المتداعي، بينما المقاومة العراقية، السنية والشيعية، لا تزال تملك قدراتها القتالية. وهي بدأت على التوّ جولة جديدة سوف تتصاعد بانتظام مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية. فـ«هدنة» الأشهر الماضية كانت تكتيكية، وإنهاؤها هو أيضاً تكتيكي. أي إن الهدنة والقتال هنا، لا يرتبطان باستراتيجية التوحيد والتحرير، بل باللعبة السياسية الدولية والإقليمية.
إنّ تصعيد العمليات ضدّ الاحتلال الأميركي، عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية، سوف يزيد بالطبع، من فرص الحزب الديموقراطي بالفوز. فإذا حدث ذلك، هل سنشهد تغييراً عميقاً في السياسة الأميركية نحو العراق؟
باراك أوباما يقول إنّه سوف ينسحب من العراق كلياً في غضون شهرين من دخوله البيت الأبيض. فهل يستطيع؟ ربما يكون من الصعب أن نقرّر ذلك. فالانسحاب العسكري من العراق من دون ترتيبات أمنية وسياسية تكفل المصالح الأميركية في بلاد الرافدين، سيكون لحظة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة باتجاه تحجيم سيطرتها العالمية، ومدخلاً لتغيير عميق في النظام الأميركي يتناول إعادة هيكلة استهلاك النفط، وبالتالي مجمل النمط الاستهلاكي الأميركي، والصناعات والخدمات والنقل، وهو ما سيؤدي إلى تغيير اجتماعي بالعمق نفسه.
ارتفاع أسعار النفط ملائم بالطبع للشركات النفطية الأميركية. لكنه مؤذٍ بشدّة بالنسبة إلى الجمهور والاقتصاد الأميركيين المدمنين على استهلاك غير مقيّد للمشتقات النفطية. الأمر الذي يشبه الحرب: فالتريليونات الثلاثة التي من المتوقَّع أن تصلها إنفاقات إدارة بوش في العراق (بحسب تقديرات جوزف ستيغليتز)، يصبّ معظمها في جيوب شركات السلاح والشركات الرديفة. لكنّ المبالغ التي أُُنفقَت اقتُطعت من ميزانية الخدمات. على هذه الخلفية، نستطيع القول إنّ شعبية أوباما غير المنتظرة، تؤشّر إلى ولادة تيار اجتماعي آخذ بالاتساع والتأثير في الولايات المتحدة، يضغط نحو التغيير. وقد دعم هذا التيار أوباما الأكثر جذرية، ويمارس ضغوطاً قوية على هيلاري كلنتون، ويضطرّها إلى الاقتراب من شعارات السياسي الشاب الأسود.
نحن نعرف أنّ شعارات الحملات الانتخابية هي غير السياسات. لكن اضطرار المرشّحين الديموقراطيين إلى الاتجاه يساراً، يدلّ على التغيرات الحاصلة في المجتمع الأميركي تحت ضغط الأزمة الاقتصادية (تراجع القدرة التنافسية للمنتجات الأميركية وتنامي العجز التجاري) والمالية (المديونية الخارجية التي تصل إلى أكثر من ضعفي الناتج المحلي الإجمالي) والنقدية (انهيار الدولار) والاجتماعية (اتساع رقعة الفقر والبطالة ومأزق الخدمات الصحية والإسكان والتعليم والمشكلات البيئية). وهي قضايا، في تقاطعها مع أزمة الحرب في العراق، سوف تضع الرئاسة الديموقراطية أمام ضرورة تعديل جوهري في السياسات الأميركية، بما في ذلك، على الأقل، تفعيل توصيات بيكر ـــــ هاملتون بشأن العراق، ومحاولة التوصّل إلى تسوية إقليمية وفقها.
من الواضح أنّ قوّة الديموقراطيين الشعبية لها غلبة أكيدة على قوة الجمهوريّين. ويكفي أن نقارن في هذا الشأن حجم الإقبال على الانتخابات الفرعية بالنسبة إلى كلّ من الحزبين. لكن مع ذلك، فإن النظام الأميركي قد يمدّد بقاء الجمهوريّين في البيت الأبيض أربع سنوات أخرى، في محاولة يائسة وأخيرة لإنقاذ الإمبراطورية. حتى في هذه الحالة، فإن الرئيس الجمهوري، جون ماكاين، لن يكون قادراً على متابعة السياسات البوشية ذاتها. وسيقترح تعديلات جدية بصددها.
لكن التطوّر النوعي الذي من شأنه أن يضع الولايات المتحدة، بغضّ النظر عن الحزب الحاكم فيها، أمام استحقاق الهزيمة في العراق والتغيير في الداخل، هو اندلاع الثورة الوطنية العراقية. وإذا كنا لا نستطيع أن نتنبأ بتوقيت هذه الثورة، فإنّنا نراها حتمية في المدى المنظور. فهي الجواب العراقي الوحيد الممكن على يأس بلغ مداه إزاء فشل جميع المشاريع السياسية: الاحتلال والعملية السياسية والمقاومة الجزئية والمصالحة. فبعد خمس سنوات من الوهم والموت، لا يزال العراقيون بلا دولة ولا أمن ولا مؤسّسات ولا وظائف ولا خدمات ولا استقلال ولا سيادة، يعانون الفقر والاستبداد والقلق والتشرّد والموت المجّاني في ظلّ جمود لم يعد استمراره ممكناً.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
خمس سنوات على «المحرقة» العراقية
نواف الزرو
الدستور الاردن
حينما يقول 90 بالمائة من العراقيين "أن الوضع الآن هو أسوأ مما كان عليه قبل الحرب" ، وحينما يؤكد "أكثر من 79 بالمائة بأن الوضع الاقتصادي العراقي اليوم أسوأ بكثير مما كان عليه قبل الحرب والغزو ـ نقلا عن استطلاع للرأي العام العراقي اجراه مركز العراق للبحوث والدراسات الاستراتيجية"، فان هذه تعد ابرز شهادة عراقية استخلاصية يمكن الاستناد اليها في تقدير الموقف العراقي ، فهذا هو قول الرأي العام العراقي القاطع،
وفي سياق تقدير الموقف في العراق ايضا استخلصت مجلة "تايم" قاطعة"أن بغداد مازالت أكبر مركز لسفك الدماء على وجه الأرض وفي كل زمان ـ ". ذلك ان المجازر والهدم والتدمير والهجرات الملايينية ونهر الدم العراقي ما تزال تتسيد المشهد العراقي بقوة مذهلة ، على الرغم من ادعاءات المصادر السياسية والامنية الامريكية بان "العراق اصبحت اكثر هدوءا..،". فعلى صعيد "الحرقة" والمجازر الجماعية على سبيل المثال جاء في دراسة أجراها أحد أبرز مراكز استطلاعات الرأي في بريطانيا "أن أكثر من مليون عراقي قتلوا في بلادهم منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام "2003 ، وتوصل الاستطلاع الذي أجراه مركز "او ار بي" لاستطلاعات الرأي "أن %20 من الاشخاص شهدت أسرهم وفاة واحدة على الاقل نتيجة الصراع وليس لأسباب طبيعية" ، وحسب آخر احصاء كامل لعدد السكان في العراق أجري عام 1997 قد أفاد أن هناك 4,05 مليون أسرة في البلاد وهو العدد الذي اعتمد عليه الباحثون في المركز ليخلصوا إلى أن نحو 1,03 مليون شخص تقريبا لقوا حتفهم نتيجة الحرب ـ وكالات - 31 ـ 01 ـ 2008".
يضاف الى ذلك - في عملية جرد مفصل لمدى تفاقم الاوضاع العراقية ، افاد تقرير لمنظمة أوكسفام البريطانية على سبيل المثال "إن 8 ملايين عراقي ، أي حوالي ثلث الشعب ، بحاجة ماسة للمساعدات" ، و"إن %40 غادروا العراق ، حتى 2006 بينما يعاني %28 من الأطفال سوء التغذية ـ وكالات".
وفي مسألة التهجير القسري للعراقيين قال الكاتب العراقي عبدالواحد الجصاني في صحيفة الخليج"ان التهجير القسري لخمسة ملايين عراقي هو من أكثر جرائم هذا الاحتلال البربري خسّة" ، مضيفا "في البدء لا بد من تأكيد حقيقة أن التهجير القسري للعراقيين ليس ناتجا عرضيا غير مقصود من نتائج الاحتلال ، بل هو جزء مركزي من مشروع الاحتلال الأمريكي الهادف الى نزع هوية العراق العربية وتقسيمه الى دويلات طوائف" ، وقد اعترف جورج تينيت في مذكراته (في قلب العاصفة) المنشورة في نيسان 2007 بهذه الحقيقة عندما قال "وسرعان ما تبيّن لنا وللعراقيين بوضوح أنّ هدف الغزو الأمريكي هو أساساً اعادة تشكيل مجتمعهم".
من جهتها أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) "أن حياة ملايين الأطفال العراقيين مازالت مهددة بسبب العنف وسوء التغذية وقلة المياه الصالحة للشرب" وأضاف التقرير "أن حوالي 25 ألف طفل وعائلاتهم يجبرون كل شهر على الخروج من منازلهم واللجوء إلى مناطق أخرى من البلاد" ، مؤكدا "أنه في نهاية عام 2007 أصبح 75 ألف طفل عراقي يعيشون في مخيمات أو مساكن مؤقتة" ، وذكرت يونيسيف في تقريرها "أن قوات الجيش أو الشرطة اعتقلت نحو ألف 350و طفلا بينهم كثيرون بسبب مزاعم عن انتهاكات أمنية" ، بينما قال ممثل المنظمة في العراق روجر رايت "إن أطفال هذا البلد "يدفعون ثمنا باهظا".
وعلى المستوى التعليمي أظهر بحث أجرته المنظمة الأممية عن الانقطاع الدراسي "أن %28 فقط ممن بلغوا سن السابعة عشرة اجتازوا امتحانات الثانوية العام ـ "2007 ، مضيفا "أن نسبة من اجتازوا الامتحان النهائي في وسط وجنوبي العراق لم تتعد 40%" ، وأشار تقرير يونيسيف إلى "أن عدد تلاميذ المدارس الابتدائية المتخلفين عن الدراسة خلال 2006 بلغ 760 ألفا ، إلا أن هذا الرقم ارتفع خلال العام 2007 بسبب انقطاع الدراسة لعدد متزايد من الأطفال النازحين من ديارهم". ليصبح اطفال وشباب العراق في المحرقة العراقية المفتوحة على نحو بالغ الاجرامية المبيتة على ايدي الاحتلال الامريكي.
وعلى صعيد القمع والتنكيل والاعتقالات الجماعية للعراقيين وعلى نحو متكامل مع المعطيات اعلاه أكدت ممثلة اتحاد الأسرى والسجناء السياسيين العراقيين المحامية سحر الياسري من جهتها "أن عدد المعتقلات والسجون في كافة محافظات العراق يبلغ 36 سجنا عدا أبوغريب الذي يعد الأرحم بين السجون رغم فضائحه الفظيعة" ، وقالت في حوار اجرته مع العرب اليوم الاردنية على هامش مؤتمر نظمته اللجنة العالمية لمناهضة العزل بالتعاون مع جامعة بروكسيل الحرة بعنوان "ارهاب الحرب الأمريكية على الارهاب" أن عدد السجناء العراقيين يصل الى 400 ألف سجين منهم 6500 حدث 10و الاف امرأة ، تم اغتصاب %95 منهن ـ العرب اليوم".
وهكذا كما نرى فان العراق يعتبر عمليا اكبر معسكر اعتقال جماعي على وجه الكرة الارضية . وما يفاقم الكارثة العراقية ان هذه الاوضاع لن تتوقف وفقا لرؤية الخبراء والمحللين ، اذ اكد المحلل الاستراتيجي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن انتوني كوردسمان "ان حظوظ الجيش العراقي الذي تعول واشنطن على بنائه في حفظ الأمن والاستقرار في العراق لا تتجاوز 50 في المائة" ، و"استبعد ان تستقر الأوضاع في البلد المحتل قبل العام 2012 ان لم يكن "2015 ، وهو ما ذهب إليه أيضا رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال بيتر شوميكر الذي أكد "ان مستوى القوات الأمريكية في العراق سيبقى كما هو إلى حين حلول العام 2010".
وكان مواطنون عراقيون قد اعربوا عن رايهم ملخصين الجرائم الامريكية بـ" ان الاحتلال الامريكي لبلادهما نجح في تحقيق معجزتين هما: رافد ثالث يضاف الى دجلة والفرات ويحمل اسم "نهر الدم" ، و"سور السيارات العظيم" الذي يمتد أمام محطات الوقود في بلد يملك ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم".
واذا ما اضفنا لذلك حقيقة ان العراقيين يتحدثون اليوم عن اكثر من مليون شهيد عراقي ، فان كل هذه المعطيات ترسم امام العالم صورة سوداء للعراق اقرب الى ان تكون كارثية هولوكوستية بكل ما تحمله هذه المصطلحات من مضامين وتداعيات واستخلاصات اجرامية لم يشهدها التاريخ.
ويطل علينا الرئيس الامريكي في الذكرى الخامسة للغزو ليعلن انتصاره الاستراتيجي - تصوروا؟،
nawafzaru@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: