Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 24 مارس 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 19-03-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
كيف ستنتهي حرب العراق
بيتر غرير
صحيفة كريستيان ساينس مونيتور
إن "في الذكرى الخامسة لحرب العراق، تشهد البلاد تقدما بطيئا وانخفاضا في مستويات العنف." لكنه يرى ان الاستقرار التام لن يكون قريب المنال لطبيعة المناخ السياسي الذي تشكل بعد خمس سنوات من العنف بين الطوائف والاثنيات، ولمواقف دول الجوار العراقي.
ويتكهن الكاتب ان الحرب في العراق ستنتهي بصورة امرين، اولهما "تقاسم الفرقاء الشيعة والسنة والاكراد السلطة والثروة في دولة موحدة وتدني العنف الطائفي ومنه الارهاب المتصل بالقاعدة، الذي لن ينته تماما على ان يحدث ذلك كله تحت اشراف 30.000 او 50.000 عسكري اميركي ينشرون في العراق على مدى سنوات، وربما عقود".
اما الأمر الثاني فيتمثل بـ"تقسيم العراق، الذي سيرافقه نكوص إلى عنف طائفي واسع النطاق اكبر مما شهده العام 2006 بضعفين."
فبعد خمس سنوات من غزو العراق، قد تكون تلك السيناريوهات افضل وأسوأ الحالات التي ترمي اليها الولايات المتحدة الان وان من وجهة نظر الولايات المتحدة، فان الحرب في العراق قد تنتهي ببساطة باعلان رئيس انتهائها" اما بالنسبة للعراقيين "فان الحال قد يأخذ وقتا اطول بكثير من ذلك".
ذلك ان العراق اليوم في منتصف الطريق، بل في بدايته نحو دورة من التغير الجيوسياسي الملحمي، كما يقول بعض المحللين في جريدة المونيتور الذين يرصدون اراء خبراء في المنطقة وفي الولايات المتحدة.
إذ يقولون انظروا الى البلقان التي ما زالت تعاني من التبعات الجيوسياسية التي جرتها حروب منتصف التسعينيات.
ويؤكد الخبير في السياسة الخارجية بمعهد بروكنغز مايكل اوهانون الذي يدعم جهود استمرار رفع حجم القوات الأميركية في العراق، في ان "هذا الامر سيتنفد مدة رئاسة الرئيس المقبل حتى يدرك هذا الواقع ، كدليل اضافي على ما يذهب اليه، عن احد المختصين في الامن شلومو بروم قوله ان "الدرس الرئيس الذي تمخض عن غزو العراق هو عدم تمكننا من هندسة مجتمع ما".
فاليوم وبعد سنوات من حرب داخلية فعلت فعلها يظهر ان حتى في فضل الظروف لا يمكن تفادي تنافس السنة والشيعة والاكراد من اجل ان يكون لاحدهم الاثر السياسي والاقتصادي على امتداد سنوات مقبلة كما سيحتدم التنافس ايضا في داخل التجمعات الطائفية والاثنية المختلفة والمتباينة. لكن القضية تتعلق بطبيعة ذلك التنافس : صناديق الاقتراع ام القنابل؟".
يورد الكاتب قول انتوني كوردسمان، وهو خبير عسكري من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية، في شباط الماضي ان "الناس لن يتصالحوا، فقد كان هناك الكثير من العنف... لكن السؤال هو هل سيكون بوسعهم العمل في اطار ترتيبات جديدة؟".
ان طيفا واسعا من المحللين في انحاء العالم، وعلى اساس خبرتهم في الشأن العراقي، فان الولايات المتحدة لم تعد تسعى لتحقيق نصر كبير، بل انها ببساطة تحاول الان تفادي الهزيمة.وان المسؤولين العراقيين انفسهم يقولون انهم في حاجة الى الوقت ـ لتعلم مقاربتهم الخاصة بهم ازاء الديمقراطية، وتطوير القوات العراقية لتكون قادرة على تأمين بلادها. ثم ياتي فوق ذلك كله تنظيم القاعدة الذي يشكل مشكلا متواصلا للبلاد والمد الاسلاموي نشيط في منطقة الشرق الاوسط والحدود العراقية سهلة الاختراق. جدير بالاشارة الى ان الولايات المتحدة نشرت قواتها في المانيا واليابان على مدى 63 عاما، وفي كوريا لمدة 57 عاما، الا يتطلب الوضع في العراق التزاما مناسبا له؟".
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
العراق أكثر حروب بريطانيا كارثية
الجزيرة نت
عشية الذكرى الخامسة لاحتلال العراق احتل الملف العراقي مساحة كبيرة في الصحف البريطانية اليوم الاثنين، فتحدثت عن فشل تلك الحرب، والدعوة إلى فتح تحقيق شامل فيها، كما تناولت زياة ماكين للعراق، وقدمت صورة لبغداد المقسمة بين الطوائف التي تقطع أوصالها الأسلاك الشائكة.
"
الفشل البريطاني في حرب العراق كان ذريعا جدا لأنه لم ينته بانتصار عسكري مكلف بل بانسحاب مذل، والمنتصر في البصرة وجنوب العراق هم المليشيات الشيعية المتنكرة بقوات الأمن الحكومية
"
كوكبيرن/ذي إندبندنت
فشل بريطاني
كتب مراسل صحيفة ذي إندبندنت باتركي كوكبيرن في العراق مقالا تحت عنوان "فشل كبير يتجاهل التاريخ وينتهي بانسحاب مذل" يقول فيه إن الحرب في العراق كانت أكثر الحروب التي خاضتها بريطانيا كارثية، وأضاف أنها "كانت صغيرة ولكننا لم نحقق فيها شيئا".الفشل البريطاني في حرب العراق كان ذريعا جدا لأنها لم تنته بانتصار عسكري مكلف بل بانسحاب مذل، والمنتصر في البصرة وجنوب العراق هم المليشيات الشيعية المتنكرة بقوات الأمن الحكومية.
الكاتب يدعو بريطانيا إلى إجراء تحقيق كامل وفوري في أخطاء العراق التي ارتكبت قبل وبعد الحرب انطلاقا من المصلحة الذاتية الخالصة. وأشار إلى أن اقتراح رئيس الوزراء غوردن براون بأن إجراء التحقيق في الوقت الراهن ربما يهدد استقرار العراق، ما هو إلا نوع من المراوغة أو مؤشر على العبثية السخيفة.
وتابع أن العراقيين الآن لا يبدو أنهم يعيرون اهتماما بالسياسة البريطانية ويعتقدون أنها ببساطة انعكاس لقرارات تصنع في واشنطن. كما أن الحكومة البريطانية- يقول الكاتب- أظهرت خلال الحرب درجة كبيرة من الكبر والتجاهل للتاريخ، لأنها لم تدرك أنها على مدى ثلاثة سنوات من احتلالها لبغداد عام 1917 كانت تقاتل ثورة قبلية شرسة على امتداد الوادي المتاخم لنهر الفرات.
براون يعد بالتحقيق
وذكرت ذي إندبندنت أيضا إن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون وعد بأن تجري حكومته تحقيقا واسع النطاق في الأخطاء التي ارتكبت في العراق قبل وبعد غزو العراق الذي مضى عليه 5 سنوات. ووصفت الصحيفة هذه الخطوة بأنها نقلة نوعية يختلف فيها عن سلفه توني بلير الذي رفض إجراء مثل هذا التحقيق.
ومع ذلك، يصر براون إن الوقت ما زال غير مناسب لإجراء التحقيق الفوري طالما أن الوضع في العراق آخذ في التردي، وأن الجنود البريطانيين هناك ما زالوا يحاولون إرساء الأمن. وقال براون في رسالة بعث بها إلى الجمعية الفابية الموالية لحزب العمال التي طالبت بذلك في الذكرى السنوية لسقوط بغداد، "هناك حاجة ماسة لمعرفة جميع الدروس المحتملة من العمل العسكري في العراق ونتائجه".وعشية هذه الذكرى حذر كبير موظفي بلير السابق جوناثان باول من أن إعادة الهدوء إلى العراق قد يستغرق عقودا، واعترف بأن حكومتي بريطانيا وأميركا قللتا من تقدير هذه المهمة عام 2003. وقال براون في الرسالة "سيأتي وقت مناسب لإجراء التحقيق، ولكن طالما أن جهود الحكومة والقوات المسلحة منصبة على دعم الشعب والحكومة في العراق لبناء مستقبل قائم على التسوية والديمقراطية والازدهار والأمن، نعتقد أنه لم يحن الأوان".
الأمل موجود.
وتحت عنوان "العراق مقياس لمكانة جون ماكين" كتبت صحيفة ديلي تلغراف افتتاحيتها لتقول مهما كانت النتائج النهائية للانتخابات الأميركية، فإن على المنتصر أن يتبنى شيئا واحدا من طريقة المترشح ماكين، والإستراتيجية التي يؤيدها في العراق: رغم أن بلدينا اقترفتا العديد من الأخطاء، فإننا لا نزال نملك القوة لتحسين حياة الناس.
وأن أسوأ مسار للعمل هو النأي عن المسؤوليات وتحاشي الأشرار في العالم. وبعد أن تحدثت عن فشل بريطانيا وأميركا في العثور على أسلحة دمار شامل في العراق وما آلت إليه من فوضى بعد الحرب، قالت إن ثمة ما يدعو للأمل، مذكرة بتفاؤل أغلبية العراقيين بمستقبل أفضل، وتراجع مستويات العنف وتجميد نشاطات جيش المهدي.
وقالت إن العراق يحتاج إلى شوط طويل حتى يصبح ملاذا للديمقراطية والازدهار في الشرق الأوسط، ولكن من غير المحتمل أن ينزلق في حرب أهلية وطائفية، معتبرة تلك التطورات حجة لماكين كي يمضي في سياسته التي يؤيد فيها التعاون مع الأوروبيين وتعزيز الروابط مع بريطانيا.
خريطة بغداد الطائفية
سيكون من الصعوبة بمكان عودة خريطة العراق إلى ما كانت عليه من قبل
مواطن عراقي/تايمز
أما صحيفة تايمز فتناولت الملف العراقي من زاوية أخرى، تحدثت فيها عن تمزيق بغداد عبر فرق الموت والقنابل وإراقة الدماء، إلى مناطق طائفية تفصلها الأسلاك الشائكة والجدران. فتحول حي صدام الذي بات يحمل اسم حي "السلام" إلى موقع للاشتباكات والخطف والإعدام العلني وسط اجتياح العنف الطائفي للمدينة.
عمر النوري -وهو من العرب السنة وغادر حيه إلى شمال العراق العام الماضي- يقول "كان هناك إطلاق نار في الليل، وقد أغلقت المحال التجارية ومياه الصرف فائضة في كل مكان. لقد تحول الحي إلى منطقة حرب".ولدى عودة النوري إلى حيه بعد تسعة أشهر عقب سماعه أن مستويات القتل قد تراجعت، وجد أن الأمن الجديد جاء بثمن باهظ، فلم يعد حيه، شأنه شأن الأحياء الأخرى في بغداد، مزيجا من العائلات السنية والشيعية تعيش جنبا إلى جنب، بل فصل الطائفتين جدار قبيح وحافظ الجنود العراقيون على الأمن.
رئيس المجلس الإقليمي في بغداد معين حامد الكاظمي وهو من حزب الدعوة يعتقد أن الأمر يحتاج إلى زمن طويل لإصلاح الدمار النفسي والمادي، وقال إن العديد من العراقيين المشردين لا يريدون العودة إلى أحيائهم، بل يلجأ السني إلى بيع منزله للشيعي والعكس كذلك.
وأضاف الكاظمي "سيكون من الصعوبة بمكان عودة خريطة العراق إلى ما كانت من قبل
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
خمس سنوات من الحرب والفوضي الخلاقة‏!‏
صلاح الدين حافظ
الاهرام
خمس سنوات دامية مدمرة مرت منذ بدء الغزو الأمريكي للعراق‏,‏ مارس‏2003‏ ـ مارس‏2008,‏ وهي سنوات في سجل التاريخ‏,‏ تعتبر الأكثر دموية بسبب حرب عدوانية هي الأعنف شراسة‏,‏ قامت خلالها القوة العظمي الأمريكية‏,‏ بتدمير كامل لبلد عربي وتمزيق أوصال شعبه وتفكيك مؤسساته الرئيسية‏,‏ تطبيقا نموذجيا لنظرية الفوضي الخلاقة التي ابتدعها المحافظون الجدد‏,‏ غلاة التطرف الملتفون حول عنق الرئيس بوش وحكمه‏..‏بعد خمس سنوات من الحرب التي أدت إلي قتل وجرح أكثر من مليون عراقي‏,‏ ونحوأربعة آلاف جندي أمريكي‏,‏ وتشريد وتهجير أربعة ملايين عراقي ما بين الداخل والخارج‏...‏ يجدر بنا قبل الأمريكيين‏,‏ التوقف والتنبه لدراسة واستيعاب دوافع هذه الحرب وأسبابها ونتائجها الكارثية‏..‏يجب تذكير الرئيس بوش‏,‏ أنه قبيل إشعال حملة غزو العراق واحتلاله‏,‏ حدد مع كبار معاونيه ثلاثة أسباب للحرب‏,‏ أولها اتهام نظام الرئيس العراقي صدام حسين بامتلاك أسلحة دمار شامل تهدد الأمن والسلم الدولي‏,‏ وثانيها اتهامه بإقامة علاقات وطيدة مع تنظيم القاعدة‏,‏ المتهم بالهجوم الدموي علي نيويورك وواشنطن في سبتمبر‏2001,‏ وثالثها إزاحة نظام استبدادي لم يكتف بقهر حرية شعبه العراقي‏,‏ بل هدد ويهدد استقرار دول الجوار‏,‏ منذ مغامرته بغزو الكويت عام‏1990..‏ هذه هي أسباب إشعال الحرب‏,‏ فماذا تحقق منها بعد خمس سنوات تمثل في التاريخ الأمريكي‏,‏ الحرب الأطول للجيوش الأمريكية بعد حرب فيتنام التي استمرت نحو‏12‏ عاما‏...‏بعد كل الصخب السياسي والضجيج الإعلامي‏,‏ الذي شنته واشنطن لتبرير حربها ضد العراق‏,‏ والترويج لإقناع العالم بسلامة ومنطقية أسبابها‏,‏ عادت واشنطن نفسها وخصوصا خلال العامين الأخيرين‏,‏ لتعترف علانية بأن أسباب الحرب ودوافعها لم تكن صادقة‏,‏ بل إنها بنيت علي معلومات مضللة‏..‏فقد تيقنت الولايات المتحدة قبل العالم كله‏,‏ بأن نظام صدام لم يكن يملك أسلحة دمار شامل‏,‏ ثم تيقنت أن هذا النظام لم يكن له أي علاقة بتنظيم القاعدة ولا بهجمات نيويورك وواشنطن‏,‏ ولا بأي عمليات إرهابية ضد مصالحها‏,‏ وبذلك أسقطت السببين الرئيسيين لشن الحرب قبل خمس سنوات‏,‏ ولم يبق إلا السبب الثالث وهو إسقاط نظام صدام‏,‏ وهو ما نجحت فيه فعلا‏,‏ ولكن بأي مقابل‏!!‏وبرغم الجهد الأمريكي الهائل لإقناع العالم بشرعية شن هذه الحرب‏,‏ وبرغم الجهد الأكبر الذي بذلته جماعة المتأمركين العرب للترويج لهذه الحرب وضروراتها‏,‏ ترديدا ببغاويا لكل الدعاوي الأمريكية التي ثبت كذبها‏,‏ فإن البعض منا لايزال يصدق أن أمريكا تتورط في حرب دامية مدمرة‏,‏ علي مدي خمس سنوات‏,‏ قد تستمر خمسا أخري‏,‏ لكي تسقط نظاما أو تثبت أنه يملك أسلحة دمار شامل أو يمول تنظيم القاعدة‏..‏
‏***‏
لكن الحقيقة تظل دائما قادرة علي السطوع حتي وإن تأخرت‏...‏ ذلك أن الحقيقة أثبتت أن كل الدعاوي السابقة‏,‏ لم تكن إلا مجرد غطاء لأهداف استراتيجية أهم بالنسبة لأمريكا‏...‏ وهي أهداف ترتبط مباشرة بمشروع القرن الأمريكي الجديد الذي يبشر به غلاة المحافظين الجدد‏,‏ والذي يقوم علي فرض الهيمنة الأمريكية المطلقة علي مصير هذا العالم‏,‏ من خلال التحكم في مصادر الطاقة وحقول النفط‏,‏ والسيطرة علي طرق التجارة وشبكاتها العالمية‏,‏ والإشراف العسكري المباشر علي المواقع الاستراتيجية الحاكمة في البحر والجو والبر‏..‏ولكي تحقق أمريكا ذلك‏,‏ لا تتواني عن خوض حروب والدخول في صراعات عسكرية باتساع خريطة العالم‏,‏ ولا تتوقف عن نشر نظرية الفوضي الخلاقة‏...‏ وقد كان العراق لسوء حظه‏,‏ هو المكان النموذجي المختار لتجريب كل ذلك‏,‏ فضلا عن اختبار أسلحة حديثة جديدة‏...‏ نفط العراق ومخزونه هو الثاني في المنطقة بعد مخزون المملكة السعودية‏,‏ بل إن بعض التقارير تؤكد أنه الأول قبل السعودية ودول الخليج مجتمعة‏,‏ وها هو قد سقط عمليا في القبضة الأمريكية عن طريق فرض الأمر الواقع بالاحتلال العسكري‏,‏ ثم تغطية ذلك باتفاقات ومعاهدات مع حكومات عراقية غير شرعية من وجهة نظرنا‏..‏ثم أن العراق بموقعه الاستراتيجي يمثل للمشروع الأمريكي‏,‏ منطقة المفاصل الحاكمة في الخريطة‏,‏ فهو الفاصل الواصل بين إيران وتركيا من ناحية والدول العربية ابتداء من دول الخليج والسعودية جنوبا وغربا‏,‏ حتي سوريا ولبنان وفلسطين شمالا وشرقا‏,‏ وهو القريب من دول وسط آسيا المستقلة عن الاتحاد السوفيتي‏,‏ بما فيها من مواقع استراتيجية ومخزون نفط وغاز‏,‏ وبما لها من إطلالة مباشرة علي روسيا التي تشكل الهاجس الدائم لأمريكا‏..‏كما أن العراق ظل يمثل تهديدا قويا لإسرائيل‏,‏ الحليف الاستراتيجي لأمريكا‏,‏ وهو تهديد إن كان قد برز في الماضي‏,‏ فلم يعد مسموحا له بلعب أي دور في الصراع العربي ـ الإسرائيلي‏,‏ سواء كان دورا عسكريا أو سياسيا‏,‏ لأن تأمين إسرائيل وتقويتها يعتبر عنصرا رئيسيا في مشروع القرن الأمريكي الجديد‏,‏ عنصرا يساعد المجهود الأمريكي في حماية المصالح الحيوية‏,‏ وفي تخويف وإخضاع الدول العربية مع إيران التي توصف بأنها مركز محور الشر‏!‏ويجدر الإشارة أن أمريكا نجحت في تحقيق عدد كبير من أهدافها‏,‏ برغم خسائرها البشرية في الحرب‏,‏ وبرغم تضخم خسائرها المالية التي وصلت إلي‏500‏ بليون دولار حتي الآن‏,‏ ترتفع إلي ثلاثة تريليونات دولار في عام‏2015,‏ تمثل التكاليف المباشرة وغير المباشرة‏,‏ وهو عبء بالغ الثقل علي الاقتصاد الأمريكي‏..‏نجحت أمريكا في تدمير بلد عربي كبير وغني ليكون نموذجا يحمل تهديدا لجيرانه‏,‏ ونجحت من خلاله في نشر الفوضي الخلاقة‏,‏ فإذا بالعالم العربي يموج بالتوتر والعنف والإرهاب والكراهية‏,‏ ونجحت في السيطرة علي النفط العراقي لتكتمل سيطرتها علي النفط العربي كله‏,‏ ونجحت في زرع وإشعال الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة وبين العرب والأكراد في العراق‏,‏ تمهيدا لنقل الفيروس إلي العالم العربي الإسلامي‏,‏ وسيلة للتدمير الشامل والفوضي الخلاقة‏!‏
‏***‏
وبالمقابل وعدت أمريكا بأن تقيم في العراق واحة نموذجية للديمقراطية والرخاء والاستقرار‏,‏ تشعل غيرة الجيران العرب وتغريهم بتقليدها‏,‏ إلا أن ذلك لم يتحقق بعد خمس سنوات‏,‏ فمازالت الدماء تجري والعنف يزداد والصراعات الطائفية والمذهبية تشتعل‏,‏ والتمزق يصيب كيان الدولة تمهيدا لتحويلها إلي دويلات طائفية وعرقية‏,‏ ومازال الأمن مفقودا والازدهار بعيدا‏,‏ ومعدل البطالة يرتفع طبقا للتقارير الدولية إلي‏50‏ في المائة‏,‏ ومعدل الفقر يزداد عن تلك النسبة‏,‏ في بلد كان الأغني بحكم ثرواته الزراعية والنفطية‏..‏إذن‏...‏ بقدر ما كانت دعاوي أمريكا وأسبابها لشن الحرب ضد العراق‏,‏ كاذبة وواهية وملفقة سقطت كأوراق الخريف أمام أنظار العالم‏,‏ بقدر ما أن الأسباب الحقيقية لشن الحرب‏,‏ والتي أخفاها دعاة الحرب وعصابة المحافظين الجدد‏,‏ قد تكشفت الآن بعد تطبيقها علي أرض الواقع‏,‏ وخصوصا اتخاذ العراق نموذجا للتدمير ونشر العنف والصراع والتمزيق السياسي والطائفي‏..‏ وهذا أهم نجاح حققه مشروع القرن الأمريكي‏..‏بالمناسبة‏,‏ يزور المنطقة هذه الأيام السيد ديك تشيني‏,‏ الذي يعرف رسميا بأنه نائب الرئيس الأمريكي‏,‏ ويعرف سياسيا بأنه زعيم عصابة الحرب داخل البيت الأبيض‏,‏ ومن المصادفات أن زيارته تتزامن مع الذكري الخامسة لغزو واحتلال العراق‏,‏ فهل جاء كما تقول واشنطن لتطمين العرب وإسرائيل بالالتزام الأمريكي بالسلام‏,‏ أم جاء لأهداف أخري يريد اتمامها والتأكد من ثباتها قبل أن يغادر مع رئيسه البيت الأبيض بعد شهور قليلة‏!‏أعتقد أنه جاء ليراجع بنفسه وعلي الطبيعة‏,‏ نتائج ما فعلت يداه هو وعصابته‏,‏ من حرب مدمرة وعنف شرس وصراعات طائفية‏,‏ وكراهية مشتعلة وإرهاب قائم وآخر كامن‏...‏ جاء ليتأكد من قدرة الفوضي الخلاقة‏,‏ ولينذر حلفاءه العرب بالويل والثبور‏,‏ فالعراق المدمر أمامكم وإسرائيل القوية خلفكم‏,‏ والأساطيل الأمريكية حولكم‏...‏ والنفط تبعنا وعليكم الخضوع لشروط التحالف في القرن الأمريكي الجديد‏!!‏ومن الهوان أن تري العرب مطيعين مستسلمين بل مرحبين‏..‏
***‏**‏ خير الكلام‏:‏ يقول الشريف الرضي‏:‏أبدي التجلد للعدو ولو دري بتململي لقد اشتفي أعدائي
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
واقع العراق بعد خمس سنوات
افتتاحية
الاهرام مصر
خمس سنوات تمر غدا علي بدء الحرب الأمريكية ضد العراق والتي جاءت بدعوي نزع سلاحه‏,‏ وتحقيق الحرية والديمقراطية لشعبه‏.‏واليوم نتساءل‏:‏ هل تحقق ذلك فعلا علي أرض الواقع؟
وللاجابة نقول‏:‏ إن العراق يعيش الآن أسوأ مرحلة في تاريخه الحديث‏,‏ ويحيا تحت وطأة أفظع احتلال عسكري وحشي يمارس أبشع عمليات القمع في التاريخ‏.‏
فمئات الأشخاص يقتلون كل شهر‏,‏ وحياة الكثيرين مهددة كل يوم بالفقر وانقطاع الكهرباء وإمدادات المياه ونقص الغذاء والمنتجات الطبية‏.‏ويقول تقرير لمنظمة العفو الدولية‏:‏ إن ملايين الدولارات انفقت علي الأمن‏,‏ لكن ثلاثة عراقيين من أصل أربعةمحرومون من مياه الشرب ونحو ثلث السكان ـ أي ثمانية ملايين تقريبا يعتمدون علي المساعدة العاجلة للعيش‏,‏ ونصف الشريحة العاملة من السكان عاطلة عن العمل‏,‏ وأربعة عراقيين من أصل عشرة يعيشون بأقل من دولار واحد‏.‏
ومن هنا‏,‏ نستطيع أن نقول‏:‏ إن العراقيين ليسوا أحرارا كما يزعم المحتلون‏,‏ ولايتمتعون بأي ديمقراطية‏,‏ بل إن حياتهم عبارة عن اغتيالات وتعذيب‏,‏ وقنابل وصواريخ‏,‏ وحواجز علي الطرقات‏,‏ وحظر تجول‏,‏ وعقوبات قاسية غير مألوفة‏,‏ وغياب للقانون‏,‏ وعمليات انتحارية‏,‏ وحملات اعتقال تعسفية‏,‏ وإهدار لكرامة العراقيين والعراقيات وقتل فوري للمواطنين لمجرد الاشتباه‏,‏ فضلا عن وجود نحو‏26‏ ألف معتقل في سجون الاحتلال الأمريكي بلاسند من القانون‏,‏ وبلا محاكمات‏.‏هذا هو واقع العراق الآن بكل أسف‏,‏ ولن يتغير هذا الواقع الأليم إلا برحيل قوات الاحتلال عن أراضيه‏.‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
ما بين الخطأ والبراءة
شارل كاملة
صحيفة تشرين
ما بين الخطأ ومحاولات البراءة قمة استغفال للعقل البشري يجري إقحامه على ساحة العراق المتاخمة للكارثة. خمس سنوات مضت من عمر احتلال العراق، طوى العالم خلالها ذرائع الاحتلال. ولم تعد بالأهمية إلاّ لاسترجاع تاريخ يذكّر بسواد دبلوماسية القوة الحمقاء. وهذا ليس استثناء فالتاريخ الأميركي برمته مليء بالسواد في معظمه والباقي يعج بمشاهد الكذب والتلاعب والحماقة المتهورة. ‏ فقد وقع الاحتلال ودام حتى الساعة خمس سنوات. يومياتها ويلات ومحارق متنقلة مستعرة ومستمرة ومشاهدها مسجلة وواجبة للمساءلة. المهم اليوم رصد ذرائع استمرار الاحتلال التي تتوالد يومياً وتتجدد مع كل زيارة لمسؤول أميركي الى بغداد. يذكر فيها أن قرار مصادرة العراق مئة عام اتخذ قبل الاحتلال. ‏ وغاية الاحتلال اليوم ترتيب ما يلزم لطول المقام ترتيب يقع على عاتق كل رئيس قادم. وزيارة المرشح الجمهوري جون ماكين تدخل ضمن هذا الرؤية. وتصريحاته وهو يتقمص لبوش الرئاسة تفضح ما يخبأ للعراق حاضراً ومستقبلاً. ‏ الأنكى من كل هذا وذاك إن المجرم بات هاجسه اليومي البحث عن البراءة من دم الملايين وإلصاق كل ما شهده العراق والعراقيون من قتل وتشريد وتحوله الى مكان هو الأكثر خطراً في العالم. وتدمير ما يمكن أن يعتمد عليه لبناء وطن ذي وجود فاعل في محيطه والعالم بأصحاب البيت والبلد. فالاحتلال اليوم يسعى لتورية ما صنعته يداه من اجرام ليصبح وفق اطروحاته وتحذيراته قريباً من البراءة عبر تحميل ما يجري من دماء وتشريد وتخريب لفرقاء ومتنازعين على السلطة ولحروب أهلية قبلية وتحميل الحكومة مسؤولية عدم القيام بواجبها حيال ذلك. ويدفع العالم لتصديق ذلك وحذف محصول ذاك الاحتلال من الذاكرة. ودلالة هذا التوجه الدفع الذي تعهد به ديك تشيني باتجاه أن يتبنى بعض متعهدي الخراب تحويل الاحتلال الى مطلب أمني وطني والعزف على أن رحيله يتيح للساعين الى الخراب من توسعته!. ‏ منذ ماقبل الاحتلال تم تلفيق الذرائع وبالأمس القريب جرى تسويق ذرائع البقاء واليوم يتم قرع طبول مسوغات البراءة وعلى العقل أن يبقى مغفلاً!! فاختيار المنطق يؤكد أن حذف الاحتلال عن صفيحةالعراق المحترقة هو براءة له. والقول إنه مجرد خطأ براءة أكبر!. ‏ فإذا كان كل ذاك الاجرام مجرد خطأ يمكن البراءة منه. فماذا يمكن أن يقال عن جرائم الحرب ضد الانسانية. ولماذا تغيب اليوم المنظمات المختصة عن الساحة وتغيّب نفسها عن الضلوع في توصيف محصلة خمس سنوات من الغزو والاحتلال الموصوف بأنه جريمة القرن. فتدمير بلد بكل مقوماته جدير بالتوصيف الدقيق. وإلاّ كان الغياب مشاركة في صنع براءة المجرم!. ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
الحصاد المر
الافتتاحية
صحيفة تشرين
عشية القمّة العربية التي ستحتضنها دمشق، يتوافد إلى المنطقة كبار المسؤولين الأميركيين: يصدرون الأوامر هنا وهناك، يطالبون العرب بعدم المشاركة في القمة، وكأن الولايات المتحدة أضحت الوصية على المنطقة ومن فيها.
ولأننا لا نستطيع افتراض حسن النيات في كل تحرك أميركي، أكان سياسياً أم عسكرياً، فلا يمكننا افتراض حسن النيات في جولات رايس وتشيني ووولش وغيرهم في المنطقة، خاصة أنهم لا يخفون أنفسهم، ويعلنون أهدافهم على الملأ، سواء فيما يتعلق بالعراق أو لبنان أو القضية الفلسطينية، أو فيما يتعلق بالقمة. ‏
يدرك الأميركيون أن أي توافق أو تضامن عربي سيكون سهماً يخترق قلب المشروع الأميركي ـ الصهيوني وجوانحه، وأن أي اجتماع عربي، على أي مستوى، قد يفضي إلى هذا التوافق وذاك التضامن، ما يعكر صفو المزاج الأميركي، وهذا يقتضي ـ أميركياً ـ تحركاً نشطاً لعرقلة أي توجه صادق يرمي إلى ترميم البيت العربي، وتحديد الأولويات بالنسبة للعرب في هذه المرحلة التاريخية المفصلية للأمة والمنطقة برمتها. ‏
ديك تشيني، كما ساكن البيت الأبيض، متخوّف على العرب من الخطر الإيراني والنفوذ الإيراني، ويريد أن يلتفت العرب بجدية إلى هذا الخطر الداهم، ونسيان ما عداه، وكأنه يخترع أجندة محددة الأهداف للعرب عليهم الالتزام بها نصاً وروحاً، بكل ما تتضمنه من تفصيلات تتعارض أصلاً مع العقل والمنطق، ومع المصالح الحقيقية للعرب. ‏
إيران هي الخطر على العرب ـ هكذا تقول إدارة الرئيس بوش ـ لكن إسرائيل أيضاً تقول الشيء نفسه، ومادام الأمر كذلك، فلماذا لا تتضافر الجهود العربية والإسرائيلية برعاية ومشاركة أميركية مباشرة لدرء هذا الخطر؟! ‏
ولماذا تنعقد قمة عربية لا يكون الخطر الإيراني البند الوحيد على جدول أعمالها بعيداً عن هم القضية الفلسطينية التي فصّلت إسرائيل وإدارة بوش حلاً سحرياً لها؟. ‏
على العرب ـ والحال هذه ـ التفرغ كلياً لمواجهة أعداء إسرائيل والولايات المتحدة، الذين يجب أن يتحولوا أوتوماتيكياً إلى أعداء للعرب، مادام السيد الأميركي هو الآمر الناهي وصاحب الكلمة الفيصل في كل ما يخص منطقة الشرق الأوسط التي ألحقتها إدارة بوش بمبدأ مونرو الشهير بحيث أضحت منطقة حيوية للمصالح الأميركية، لا يجوز لأحد الاقتراب منها أو التدخل فيها. ‏
لنعترف بأن إدارة بوش أوجدت على مدى سنوات خلت جواً مشحوناً بالتوتر والانفجار في أكثر من بقعة من بقاع العرب، بدءاً من استعمار العراق وخلخلة النسيج الوطني والاجتماعي والديني والعرقي فيه، وصولاً إلى لبنان مروراً بالقضية الفلسطينية. ‏
نجحت الإدارة الأميركية في تطبيق نظرية الفوضى التي يسمونها خلاّقة ويعرف العالم أنها هدّامة، لكن هذا النجاح نسبي ومؤقت وغير ذي شأن على المدى البعيد، فلابد من أن تعود الأمور إلى طبيعتها اليوم أو غداً. ‏
وتظن الإدارة الأميركية اليوم أنه قد آن أوان موسم حصاد ما زرعته من فوضى وخراب، وأن الأزمات التي خلقتها داخل البيت العربي ستنفجر في وجه العرب وربما تنسف أي اجتماع أو إجماع أو توافق عربي حول أولويات العمل العربي المشترك، وبالتالي زعزعة أركان هذا البيت العربي خدمة للمشروع الأميركي ـ الصهيوني. ‏
ولأننا على أعتاب قمّة وضعت غزة المذبوحة على رأس جدول أعمالها، وتطمح إلى أن تكون قمة النهوض والتضامن والصحوة العربية، فلن نتوقف عند الأزمات المفتعلة الإسرائيلية الصنع، الأميركية التصدير والإشراف، فهذا وقت العمل العربي، وليس وقت الاختلاف على جنس الملائكة، وعلى قضايا ثانوية إذا ما قيست بالمخاطر الحقيقية التي تتهدد العرب في كل دولهم بدءاً من الاستعمار الأميركي للعراق، وصولاً إلى حرب الإبادة الإرهابية التي تشنها إسرائيل والولايات المتحدة معاً ضد الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين والعرب أجمعين، وعن طريق التسلسل!. ‏
وندرك أيضاً، أن العرب ـ مهما اختلفوا فيما بينهم ـ لا يمكنهم المشاركة في جريمة اغتيال الهوية القومية وطعن الشارع العربي في الظهر، والتنكر للأهل الصابرين تحت نير المحتل، أينما كان هذا المحتل، ولن يسهموا في مشروع شرق أوسط أميركي تقوده إسرائيل فوق أجساد وجماجم وأحلام شعبنا العربي. ‏ لذا «يؤسفنا» أن نعلن للمسؤولين الأميركيين الذين يتقاطرون إلى منطقتنا أنهم لن يحصدوا إلاّ العلقم والأشواك، فأمة العرب قادرة على النهوض من كبوتها، وإن بدت الأمور عكس ذلك، وقمة غزة، قمة التضامن، ستكون سهماً حقيقياً في قلب المشروع الصهيوني الكبير، فأصحاب حضارة عمرها عشرة آلاف عام، لا يمكن أن ينكسروا أمام قطاع الطرق وشذاذ الآفاق وأصحاب أيديولوجية الإرهاب والدمار والدماء. ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
متساقطون وصاعدون
وليد الزبيدي
الوطن عمان
في جميع الحروب يحصل تساقط لطرف، وتصاعد للطرف الاخر، ومهما قيل عن استقالة الادميرال وليم فالون قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط، فإنه في حقيقة الامر يندرج تحت عنوان المتساقطين، وكلما زاد عدد هؤلاء، فإن ذلك يدلل على صعود طرف الحرب الثاني، واقصد المقاومة في العراق والقوى الوطنية، فتراه في تألق وتصاعد.
لنجري مقارنة بسيطة، تبدأ من أسماء وعناوين اهم الذين تساقطوا خلال حرب السنوات الخمس في العراق، التي تدور رحاها منذ الايام الاولى لاحتلال العراق في التاسع من ابريل 2003، بين الجيش الاميركي بكل ما يملك من قوة وتسليح وتجهيز واقتصاد ووسائل اعلام، وبين فصائل وكتائب وجيوش المقاومة في العراق، التي تمتلك الايمان والتضحية والاصرار على طرد الاحتلال.
من بين اهم الاسماء بول وولفويتز نائب ووزير الدفاع الاميركي واحد اهم مخططي الحرب على العراق، والذي سارع في وقت مبكر لزيارة العراق بعد الاحتلال، لكنه سرعان ما أعلن في الثالث والعشرين من يوليو 2003، ان القادة الاميركيين لم يتوقعوا ظهور مقاومة في العراق ضد القوات الاميركية، وفي زيارته خلال شهر نوفمبر2003، استهدفت المقاومة فندق الرشيد الذي يسكن فيه، ويقع داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين، واصابت صواريخ المقاومة الطابق الحادي عشر الذي ينزل فيه وولفويتز ويتذكر الجميع حالة الهلع والخوف التي ظهر بها عندما تحدث عبر الفضائيات بعد ساعات من تعرضه للهجوم المباشر، وعندما سقط وولفويتز تم نقله إلى اهم مؤسسة اقتصادية ومالية دولية هو البنك الدولي، وافتضح ما فعله مع عشيقته وتعرف العالم اجمع على السلوك المشين له، وهو الذي شارك في وضع اهم مخططات غزو العراق واحتلاله.
وسقط اقوى الداعمين لجورج بوش الابن في غزو العراق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، الذي تعرض لهجمات عنيفة من قبل البريطانيين، بعد ان تبين أن مشاركتهم في حرب العراق، لا تأتي إليهم الا بالخسائر والويلات.
تساقط كولن باول الذي قاد الحملة التمهيدية لغزو العراق في مجلس الامن والمحافل الدولية، وكان اشهرها عرض تقريره الكاذب الشهير امام مجلس الامن في الخامس من فبراير 2003، اي قبل ستة اسابيع من الغزو، لكنه سرعان ما جلس تحت يافطة المتساقطين.
رحل عن الخدمة جون ابي زيد وزيني وريكاردوس سانشيز وقادة كثيرون، واخذ الكثير من المتساقطين يوجهون الانتقادات الشديدة للادارة الاميركية وكان اكثرهم صراحة ووضوحا سانشيز.
ان الذين يريدون فتح سجل بأسماء المتساقطين من كبار الشخصيات، التي خططت وقادت حرب احتلال العراق، سيتفاجأ بمناصبهم واسمائهم.
لكن مع الطرف الاخر، يجد المرء ذلك التصاعد والالق الكبيرين لطرف الحرب الثاني، وهو فصائل وجيوش المقاومة والقوى الوطنية، المناهضة للاحتلال ولن تكون اخر المتساقطين الادميرال وليم فانون. Wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
إيرانيو البرلمان العراقي ... وتبرير الفضيحة ?
داود البصري
السياسة الكويت
موقف حجة الاسلام والمسلمين الشيخ خالد العطية نائب رئيس البرلمان العراقي في مؤتمر أربيل البرلماني العربي الذي إنفض قبل أيام والمؤيد بشكل علني لاحتلال النظام الايراني للجزر الاماراتية الثلاث المحتلة من قبل نظام الشاه السابق العام 1971 وهو الموقف الفضائحي والمخجل والذي قدم إشارات بشعة للغاية ومسيئة حد الكفر لمواقف شيعة العراق يبدو أنه قد لاقى هوى ودفاع عدد من المعلقين الذين رأوا فيه موقفا وطنيا عراقيا متحديا للعرب, بل أن البعض من المعلقين تطرف وأعلن عن براءة العراقيين من عروبة الجزر الاماراتية بقوله ( ما لنا وطنب ), فيما إعتبر البعض في تعليل غبي بأنه ليس من مصلحة العراق الوطنية الراهنة إنتقاد أومعاداة إيران لاثر ذلك السلبي على الوضع العراقي الداخلي, وقد تجاهل أولئك وجود أكثر من 160 ألف جندي أميركي على الارض العراقية سيشكلون طوقا من نار ضد إيران في حال قررت الادارة الاميركية مهاجمتها ? فما الافضل التضامن مع الاشقاء العرب أم الحصول على الرضا الايراني, وهو رضا لن يحصل أبدا لان ذاكرة المعارضين العراقيين السابقين الذين تحولوا بفضل أحذية المارينز الثقيلة لحكام ونواب وعمائم سياسية ثقيلة ضعيفة إلى الحد الذي جعلهم ينسون أطنان الاهانات الايرانية ضدهم وضد عموم العراقيين في إيران ? فهل نسى الشيخ خالد العطية وهو العربي الاصيل النسب والعشيرة ما فعله النظام الايراني العنصري المتدثر بالاغطية الدينية والمذهبية ضد العراقيين في قوانين وزير الداخلية الايراني الاسبق (موسوي لاري ) التي منعت الزواج والعمل والتنقل والتعليم والتطبيب بحق العراقيين ? هل نسوا جحيم وأهوال مخيمات اللجوء في ( أزنا ) و( جهرم ) و( خرم آباد ) و( كرج ) وغيرها من مخيمات الذل والعار وكيف كانت بعض العمائم تأني لتختار الفتيات الجميلات وتجبرهن على الزواج منهم ? هل نسينا حجم التشرد العراقي المرعب في المدن الايرانية ? هل نسينا طوابير الشباب العراقي العاطل التي تضطر لبيع الطماطة والفواكه في ( كذرخان قم ), هل نسينا تعسف إدارة ( أمور أتباع بايكانه ) أي دائرة الاقامة ضد العراقيين الذين لا يوقعون على وثيقة الاعتراف بولاية الولي الايراني الفقيه..? هذه ليست تخيلات ولا أوهاما ولا دعايات مغرضة بل معاناة عشتها شخصيا وتعرفت عليها عن كثب مع آلاف من شباب العراقيين من إخواني الشيعة الذين كفروا باليوم الذي لبوا فيه مخدوعين نداءات الثورة الايرانية بالنصرة فلما جاؤوهم شتموهم ووصفوهم بصفة ( أهل الكوفة ) عبر الشعار الشهير الذي يشتم العراقيين بقولهم وقتها : ما أهل كوفة نيستم , إمام تنها مماند, أكر ملت ببيمرد إمام تنها مماند أي أننا لسنا أهل الكوفة لنترك الامام يموت وحيدا, وهي عبارات كراهية وتعريض وتحريض لا بد أن يتذكرها خالد العطية أو بقية عملاء إيران المعروفين والمجهولين في الحكومة العراقية ومؤسساتها الطائفية المرتبطة بها ? لقد كان الموقف المتحفظ لممثل الائتلاف العراقي غير الموحد بمثابة مؤامرة مسيئة لتدمير سمعة الغالبية العظمى من شيعة العراق العرب الاقحاح الذين دافعوا عن بلادهم ضد الغزو الايراني وضد تصدير الثورة وقدموا مئات الالاف من الضحايا , كما أن ذلك الموقف دعم واضح لبعض الجماعات المتطرفة التي تستهدف شيعة العراق بحجة عمالتهم وتآمرهم رغم أن ذلك ليس صحيح بالمرة فالعملاء معروفون بإسمائهم ومناصبهم وسحناتهم وتصريحاتهم وغالبية عرب العراق لا تتحمل مسؤولية ومواقف أفراد إرتضوا أن يكونوا أتباعا أذلاء للنظام العنصري للحرس الثوري الايراني , وتحفظ جماعة إيران وعملائها في العراق لن يضعف حق العرب في المطالبة بالجزر المحتلة مطالبة سلمية وحضارية وليست عدوانية قوامها حقوق الجوار التاريخية , كما أن ذلك الموقف المخزي لن يمنع الشعب العراقي من مساندة حق الشعب العربي في الاهواز في تقرير مصيره وحقه التام في دولته المستقلة والتمتع بثرواته بعيدا عن سياسة الهيمنة والمصادرة وإلغاء حقوق الشعوب تحت طائلة شعارات الدجل الدينية والمذهبية , مواقف عملاء إيران لن يخزي احدا سواهم , وهو موقف فضائحي عبر خير تعبير عن حقيقة مواقف غلمان الولي الخراساني الفقيه في الساحة العراقية , ولكنه يظل موقفا فرديا لا يعبر أبدا عن حقيقة مواقف الشعب العراقي ومواقف الشيعة على وجه التحديد الذين وقفوا ويقفون مع كل قضايا الامة العربية وقفة تاريخية حقيقية لا علاقة لها أبدا بمواقف الذل الشنيعة التي يقفها من سرق حق تمثيل شيعة العراق , عملاء إيران في العراق سيهزمون لا محالة , والاناء ينضح بما فيه , ووجوه البؤس والعمالة قد أضحت مكشوفة , والمكر السيء لا يحيق إلا بأهله.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
تشيني وإيران ومعركة العراق المستمرة
ياسر الزعاترة
الدستور الاردن
تستحق جولة نائب الرئيس الأمريكي تشيني (مهندس الحرب على العراق) التوقف: لا سيما تصريحاته المتعلقة بتقييم الحرب وملفاتها الشائكة ، إضافة إلى ما يتعلق منها بإيران ، أكان ملفها النووي أم وجودها في العراق.
في السياق الأول لم يشعر تشيني بالخجل وهو يقيّم الحرب على العراق في ذكراها الخامسة معتبراً إياها حرباً ناجحة ، كما لم يجد أي حرج في رفض اعتبار التحسن الأمني الذي توفر في الآونة الأخيرة مؤشراً على انسحاب قريب للقوات الأمريكية.
نتذكر هنا ذلك الجدل الذي تابعناه ، وشاركنا فيها طوال السنوات الثلاث الماضية حول إمكانية انسحاب القوات الأمريكية من العراق ، وهو الجدل الذي أسهم في تشكيك قوى المقاومة بعضها ببعض ، بل عبث ببعض فصائلها من الداخل إثر اتهامات لرموز فيها بالحوار مع الأمريكان.
قلنا وما نزال نقول إن الفشل في العراق ليس عادياً بحال ، وكما كان الغزو عنواناً لانطلاق مشروع قرن إمبراطوري أمريكي جديد ، فإن الفشل هو إعلان بأن القوة الأمريكية قد دخلت منحنى الهبوط والتراجع ، ولذلك لم ولن تتوقف الولايات المتحدة ، أكانت بقيادة بوش أم ماكين أم حتى هيلاري كلينتون أو أوباما ، لن تتوقف عن مساعيها الرامية إلى تحقيق النجاح في العراق.
كان لافتاً بالطبع (إضافة إلى تزامن زيارة جون ماكين مع زيارة تشيني) أن يتحدث الأخير عن بقاء القوات رغم التحسن الأمني على مسمع نوري المالكي الذي يقنع نفسه بأنه يقود بلداً ذا سيادة ، وأن وجود القوات الأمريكية قد تم بتفويض من الحكومة المنتخبة ، وهو التفويض الذي سيجدد مرة أخرى رغم أنفه وأنف حكومته.
الأمريكيون إذن باقون في العراق ، والتحسن الأمني لا يدفعهم نحو الخروج ، بل يمنحهم الأمل بإمكانية نجاح المشروع ، وبالطبع عبر المزيد من التحكم بالوضع الداخلي ، سواء بقيت قواتهم تجوب الشوارع ، أم تحولت إلى قواعد عسكرية بعيدة ، تاركة مهمة حفظ الأمن للجيش العراقي والأجهزة الأمنية ، ومعها قوات الصحوات التي صنعت بالمال الأمريكي ، وبدعم من بعض رموز العرب السنة الذي برروا ارتماءهم في حضن الاحتلال بمواجهة إيران ، فكان أن بقي الاحتلال وزادت إيران قوة على قوتها.
الجانب الثاني يتعلق بإيران ، حيث جاء تشيني إلى المنطقة من أجل التحريض عليها ، ما يؤكد أن مشروع الضربة العسكرية لم تطو أوراقه بعد (استقالة الجنرال فالون تؤكد ذلك) ، وهنا في العراق تحديداً طالب تشيني العرب بإرسال سفرائهم إلى العراق من أجل مواجهة النفوذ الإيراني ، وهو ما يؤكد عبثية الزيارة التي قام بها أحمدي نجاد إلى العراق ، والتي لم يأذن بها الأمريكان إلا من أجل تذكير العرب بنفوذ إيران في العراق ومشروعها في المنطقة ، وبالتالي ضرورة التعاون معهم من أجل التصدي لذلك المشروع ، ليس من خلال ترتيب ودعم المواجهة المحتملة ، بل أيضاً في سياق ترتيب الشأن العراقي الداخلي.
مرة أخرى كان تشيني يتحدث عن مواجهة النفوذ الإيراني أمام مضيفيه من الشيعة المقربين من إيران ، وإن كان من بينهم من يمكنه منح الولاء لواشنطن ، ولو على حساب إخوة المذهب ، ما دامت المكافأة مجزية،،
هكذا يسفر المشروع الأمريكي في العراق عن نفسه أكثر فأكثر ، فبينما تمكن قادة الاحتلال من ترسيخ سياسة فرّق تسد بين الطوائف وداخل كل طائفة ، ها هم يريدونه ساحة لعراك عربي إيراني ، وبالطبع على أمل أن تفضي اللعبة إلى التخلص من مشروع إيران النووي ، إضافة إلى نجاح مشروع الاحتلال الرامي إلى إعادة تشكيل المنطقة كما كان الهدف الأساسي.
ثمة معطيات تثير شهية واشنطن وقد تدفعها للمزيد من المغامرة ، ربما لكي تكتمل ورطتها ، هي التي يمكنها أن تخرج الآن بقدر أقل من الخسائر لو حكّمت العقل والمنطق
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
المسؤوليات تجاه اللاجئين العراقيين
حازم مبيضين
الراي الاردن
يؤكد انعقاد مؤتمر الدول المضيفة للعراقيين الذي انعقد في عمان أمس بحضور الدول المضيفة لهم في الإقليم وممثلين عن الدول دائمة العضوية في مجلس الامن ودول مجموعة الثماني.المسؤولية القانونية للدولة العراقية تجاه مواطنيها الذين أجبرتهم ظروف خارجة عن إرادتهم وإرادتها على مغادرة وطنهم ، مثلما يؤكد المسؤولية القومية للدول العربية التي استضافتهم والمسؤولية الأخلاقية والإنسانية للمجتمع الدولي تجاه محنتهم.
والواضح لدى كل مراقب منصف أن المجتمع الدولي تصرف تجاه العراقيين الذين أجبرتهم الظروف على الهجرة إلى خارج وطنهم بعدم مسؤولية رغم قناعته قبل إطاحة صدام حسين على يد الدول المتحالفة وأثناء الحرب أن الكثير منهم سيغادرون بسبب الظروف غير الطبيعية التي كانت متوقعة ، لكن هذا المجتمع تناسى المشكلة فور وقوعها وترك على عاتق الدول المضيفة المسؤولية الكاملة ، فخسر الاردن حوالي بليوني دولار على مدى ثلاثة أعوام نتيجة وجود أكثر من 500 ألف عراقي، كما تناسى هذا المجتمع ان الأردن وسورية بشكل خاص تعانيان من اضطراب اقتصادي خطير بسبب تدفق هؤلاء اللاجئين.
وإذا كنا نبحث عن أعذار للحكومات العراقية المتعاقبة لعدم مبادرتها للتعاطي مع هذه المسألة بسبب انشغالاتها الناجمة عن الحرب التي شنت عليها من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي والمتضررين من سقوط نظام البعث ، إضافة للانشغال بإعادة بناء الدولة العراقية على أسس الديمقراطية والحفاظ على حقوق الانسان ، وترتيب علاقاتها مع دول الجوار ، فان هذا العذر يبدو واهيا اليوم بعد أن وطدت الدولة الجديدة أركانها مستفيدة من التناقض الاساسي بين ظلامية القاعدة وتنور العراقيين ، وبعد أن أيقن الجميع استحالة العودة بالعراق إلى الوراء ، وبعد أن وصل العراقيون إلى قناعة مؤكدة بأن قدرهم يحتم عليهم العيش المشترك وتجاوز أية خلافات واهية بدى لبعضهم في مرحلة ما بأنها تمنع هذا التعايش الذي امتاز به العراقيون تاريخيا وكان واحدا من أسباب قوتهم وتميزهم.
صحيح أن الحكومة العراقية قدمت مبلغا من المال للدول المضيفة لاعانتها على توفير التعليم لابناء العراقيين المقيمين فيها بشكل مؤقت ، ولتوفير العناية الصحية لهم ، لكن الصحيح أن المبلغ المقدم لايتناسب مع حجم المسؤوليات التي وجدت هذه الدول نفسها في مواجهتها، وهي التي كانت تعاني أصلا من خلل في اقتصادها يمنعها من توفير مستلزمات مواطنيها ، فكيف بآلاف المهاجرين الذين استقبلتهم بعواطف القومية والدين، قبل أن تفكر باحتياجاتهم التي تتزايد يوما بعد يوم.
ولا ينكر إلا جاهل أو متعمد الجهالة أن بعض العراقيين ، المقيمين في دول الجوار العراقي حاليا قدموا الكثير من الخدمات لاقتصاد البلدان التي تستضيفهم ، لكن هؤلاء قلة ، في مواجهة أنماط استهلاكية بشعة نقلها عراقيون محدثو نعمة، وجدوا أنفسهم بين طلقة وأخرى أثرياء لايعرفون كيف ينفقون ما هبط عليهم من ثروات لم يبذلوا في جنيها أي جهد. ننتظر من اجتماع عمان أن يدرس بشكل متوازن احتياجات العراقيين خارج وطنهم ، وبحيث تلتزم الاطراف المعنية كافة بالبحث عن حلول لمشكلاتهم قبل أن يعودوا إلى وطنهم ، وهذا هو الحل الاكثر مثالية حالما تتوفر الظروف المناسبة له ، والتي نصلي كي لا يطول انتظارها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
تشيني والعراق.. والإصرار على المكابرة
افتتاحية
البيان الامارات
بعد خمس سنوات مفجعة على بدء غزو العراق، يأتي نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، إلى بغداد؛ ليعلن ومن غير أن يرفّ له جفن، بأنها كانت محاولة ناجحة ولو أنها «كانت صعبة». ولذلك فهي، حسب زعمه، «كانت تستحق الجهد الذي بذل من أجلها».
هكذا، بهذه السهولة ومن دون أي تحفظ؛ ولا حتى استدراك. وكأن كل ما جرى وحصل، من تمزيق ونزف ودمار، لبلد وشعب بكامله؛ لم يكن ذا شأن. أو كأن كل العالم، يعاني من خلل في بصره وبصيرته؛ عندما يرى تلك الحرب، على النقيض من تقييم نائب الرئيس لها.
العراق اليوم وهو يدخل عامه السادس تحت الاحتلال، ما زال يتلوى بين فكّي الوحش الأمني. التحسّن الذي قيل إنه حصل، هشّ. وفي أحسن أحواله، مهدد؛ حسب ما يعترف به الأميركيون أنفسهم. أحواله الإنسانية، هي الأسوأ في العالم؛ وفق آخر تقرير للصليب الأحمر ولمنظمة حقوق الإنسان الدولية. مئات الآلاف من العراقيين يقيمون في مخيمات وبأحوال مزرية.
أربعة من أصل عشرة منهم يعيشون على دولارين في النهار. الوضع الصحي تردّى إلى حدّ حمل جهات دولية على التحذير من عواقب بالغة الخطورة، إذا ما بقيت الأوضاع على هذه الحال. العملية السياسية المتعثرة تراوح مكانها. مؤتمر المصالحة، الذي انطلق أمس في بغداد، يواجه عقبات سبق أن أدّت إلى انهيار محاولات مماثلة؛ في الماضي القريب.
كل هذا المشهد البائس الذي أنتجته الحرب والواضح وضوح الشمس في عزّ الظهيرة، لم يكن كافياً لنائب الرئيس تشيني؛ لكي على الأقل، يعيد النظر في تصنيفه لتلك الحرب؛ التي بات معروفاً أنه لعب دوراً رئيسياً في افتعال مسوغاتها.
حتى العديد من الدوائر الأميركية ذاتها، في الكونغرس ووسائل الإعلام وأوساط الخبراء والمراقبين، فضلاً عن الكثير من العسكريين ـ وآخرهم الأدميرال فالون، قائد قوات المنطقة الوسطى، الذي استقال من منصبه اعتراضاً ـ لا تشارك الإدارة في هذه النظرة لحرب العراق.
لا بل هي رفعت صوت الاعتراض عالياً ضدها؛ لما جرّته من خسائر أميركية فادحة، في الأرواح والكلفة. أكثر من أربعة آلاف جندي أميركي سقطوا، حتى الآن في العراق. التقارير الأخيرة، ذكرت أن الحرب تكلف واشنطن 12 مليار دولار شهرياً. والحبل على الجرّار.
ومع كل ذلك، يصرّ نائب الرئيس؛ ليس فقط على صوابية تلك الحرب ـ الخطيئة، بل أيضاً على مواصلتها وعدم الانسحاب من ساحتها «قبل إنجاز المهمة»؛ على حدّ ما قال، خلال زيارته لبغداد، أمس. ما هي المهمة التي يريد إنجازها ومتى؟ من البداية طرحت الإدارة هذا الشعار، من دون تحديد سقف زمني ولا تفاصيل. تركت الأمور عائمة ومبهمة؛ تحت شعارات فضفاضة، لم يتحقق منها شيء. وفي الغالب تحقق نقيضها.
نائب الرئيس تشيني، معروف عنه أنه رجل التشبث، في الإدارة. هو الوحيد، الذي لم يقتنع، حتى الآن، أن العراق كان خالياً من أسلحة الدمار. ومعروف عنه أيضاً أنه وقف وراء معظم.. إن لم يكن جميع قرارات السياسة الخارجية. واليوم، بعد كل هذه التركة التي راكمها في العراق، يأتي وكأنه يقول: عنزة ولو طارت.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
تمنّي الرئيس الذي استكمل متطلبات النفاق.. الثلاث...
جورج حداد
الدستور الاردن
قبل ايام وخلال توجهه بالحديث الى العسكريين والمدنيين الاميركيين العاملين في افغانستان وفي سياق الاعراب عن تمنّيه وحلمه بالعمل في افغانستان يقول الرئيس الاميركي بوش: «.. لو كنت اصغر سنا وغير مشغول هنا ، فانني اعتقد ا نها ستكون تجربة رائعة ان اكون في الخطوط الامامية لمساعدة هذه الديمقراطية الشابه»،،.
بوش قال هذا على اعتبار أن «.. الحكي ليس عليه جمرك» كما يقولون في بلادنا،،. كان على بوش أن يتمنى ويحلم بما يشاء وشاء له كتّاب خطاباته ونصائح مستشاريه الاّ.. في كل ما يتصل بهذا التمني وهذا الحلم ، تحديدا،،. فقد كان بوش الابن ملازما في الجيش ايام حرب فيتنام ، عندما كان التجنيد اجباريا ، ولكنه.. بحكم كونه واحدا من ابناء المسعدين المسنودين (كان بوش الآب آنذاك سناتورا «متوسط» لدى قيادة الجيش الاميركي لابقاء ابنه الملازم داخل اميركا وعدم ارساله للجبهة،،) ظل بوش الابن يتنقل من بار الى بار ، ومن سهرة (طرية) الى اخرى بعيدا عن الجبهة وخطوطها الامامية التي يحتكر اشغالها والوقوف بها ، اولاد المتمردين ممن لا يملكون واسطات واقرباء ذوي نفوذ،،
وفي الحقيقة.. ان تهرّب بوش الابن من الذهاب الى جبهة لحرب في فيتنام لم يكن واقعة فردية ، بل كانت ظاهرة لدى الغالبية العظمى من ابناء المسعدين ومن شباب اليهود الذين كانوا يعمدون الى التذرع بالدراسة الجامعية آنذاك،. خذ على سبيل المثال: ديك تشيني ، كلينتون ريتشارد بيرل ، بول وولفويتز دوغلاس فيش ، جون بولتون ، دينس روس ، كيسنجر ، اليوت ابرامز ، دانييل بايبس ، روبرت ساتلوف ، وغيرهم كثيرون ممن اصبحوا فيما بعد يشغلون مناصب عليا وصنّاع قرارات في أعلى هيئات الادارة الاميركية،،
وبالمناسبة.. فقد كان هؤلاء وغيرهم ممن هم على شاكلتهم ، من اشد المتحمسين والمحرّضين على غزو العراق وتدميره ، بذرائع مفتعلة كاذبة وصولا الى تحقيق امرين:
ہ الاول.. خدمة اسرائيل التي يعتبرها يهود العالم دولتهم الحقيقية ، بغض النظر عن الجنسية التي يحملون،.
ہ والثاني.. الهيمنة على آبار النفط ومجاريه وممراته كخطوة لا بد منها للهيمنة على العالم والتحكم في مسيرة الشعوب واقتصادياتها،،.
وشن الحرب على العراق الذي كان موضع اعتراض وممانعة من قبل كبار القادة العسكريين في البنتاغون ، هو ما دفع عددا من هؤلاء القادة الى الاستقالة او الاقالة أو.. الى الاحتجاج والاستنكار كما فعل الجنرال انتوني زيني الذي صرّح علنا اكثر من مرّة واعرب عن دهشته من الحماس الذي يبديه «المدنيون في البنتاغون» للحرب على أن احدا منهم لم يسبق له ان اشترك في حرب أو.. اطلق رصاصة في حياته،،.
حتى الجنرال السابق رئيس اركان الجيوش الاميركية ووزير الخارجية كولن باول لجأ الى التذكير بما سماه مبادئه القتالية التي تقول «.. ان من واجبنا تجاه اولئك الذين نرسلهم الى ساحة المعركة ، ان نعمل من اجل عدم التضحية بحياتهم لدوافع تفتقر الى الوضوح «ولم ينس باول أن يذكّر «.. بارسال المارينز الى لبنان عام »1983 حيث قُتل 241 جنديا»،،.
وبعد أن فشل باول باقناع بوش بالتمهل في استخدام الخيار العسكري ضد العراق «..قبل تشكيل تحالف دولي حقيقي واسع» ، اخذ عليه الكثيرون من ضباط البنتاغون انه لم يستقل،،. باول آنذاك ، كان يُوصف بأنه «بمثابة قفاز الحرير على اليد المتوحشة»،،.
موضوعي في الاساس تصريح بوش الكاذب الذي تمنى فيه ان يكون «في الخطوط الامامية» للحرب المشتعلة في افغانستان،.
وهنا.. لا ادري لماذا يحضرني الحديث الشريف: «.. آية المنافق ثلاث: اذا حدث كذب ، واذا وعد أخلف واذا ائتمن خان»،. والظاهر.. ان الرئيس بوش قد استكمل كل متطلبات النفاق. حدّث فكذب و.. وعد الاميركيين بالازدهار والانتصار فأخلف.. و.. ائتمن على مسؤولية الرئاسة ومسؤولية القيادة السياسية والعسكرية فخان،،.
المشكلة في نفاق بوش انه لا يعني الاّ.. نارا ودمارا للشعوب ، وفي طليعتها.. الشعب الاميركي نفسه،،.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
العراق.. الأكثر خطراً في العالم...
رشيد حسن
الدستور الاردن
بعد مرور خمس سنوات عجاف على سقوط العراق الشقيق ، وعاصمة الخلافة بيد القوات الأميركية الغازية ، تساعدها وتساندها قوات ما يسمى بالتحالف ، وأبرزها القوات البريطانية ، لا نجد في هذه الذكرى الأليمة. أصدق من تقارير المنظمات الدولية في وصف أحوال القطر الشقيق ، ليعرف القارئ أي كارثة جلبها الاحتلال لارض الرافدين. فاللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت في تقريرها الذي نشر بمناسبة الذكرى "أن الوضع الإنساني في العراق هو الأكثر خطرا في العالم" ، وقالت مسؤولة العمليات في المنظمة المذكورة بياتريس روغو "أن كون بعض الأطراف في العراق تنعم بقدر اكبر من الأمن ، يجب أن لا يجعلنا ننسى مصير ملايين الأشخاص المتروكين لشأنهم".
تقرير منظمة العفو الدولية ومقرها لندن ، كان أكثر تفصيلا ، حيث أكد في بدايته "أن العراق لا يزال من البلدان الأكثر خطرا في العالم" حيث تسبب انعدام الأمن بنزوح أكثر من أربعة ملايين عراقي. وقالت المنظمة في تقريرها المعنون "مجزرة ويأس" أن المئات يقتلون يوميا في العنف السائد ، فيما حياة عدد لا يحصى مهددة كل يوم ، بالفقر وانقطاع الكهرباء وإمدادات المياه ونقص الغذاء والمنتجات الطبية.
وأضافت أن الاعتداءات وعمليات القتل ، التي تقوم بها المليشيات الطائفية ، والتعذيب وسوء المعاملة ، من قبل القوات العراقية ، واحتجاز آلاف الأشخاص يقدر عددهم بـ 60 ألفا ، يتم غالبا بدون توجيه تهمة ، وبلا محاكمة ، وكان أثره مدمرا ، وتسبب بنزوح أكثر من 4 ملايين عراقي. التقرير يضيف" ورغم إنفاق ملايين الدولارات على الأمن ، فلا يزال ثلاثة عراقيين من أصل أربعة محرومين من مياه الشرب ، ونحو ثلث السكان أي ما يقدر بثمانية ملايين يعتمدون على المساعدات العاجلة ، ولا يزال أيضا نصف الشريحة العاملة عاطلة عن العمل ، وأن أربعة عراقيين من أصل عشرة يعيشون بأقل من دولار في اليوم ، وأكدت المنظمة في ختام تقريرها أن جميع الأطراف انتهكت حقوق الإنسان ، وأن بعضها ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
من جانب آخر أشارت نتائج استطلاع للرأي أجراه المعهد البريطاني أن %70 من العراقيين يرغبون برحيل القوات الأجنبية. لا نريد أن نضيف على ما أوردته المنظمات الدولية ، والمشهود لها بالمصداقية والنزاهة ، والتي تعتبر بحق ردا مفحما على افتراءات الإدارة الأميركية ، ومن يدور بفلكها ، وتكشف زيف ادعاءات بوش وزمرته من المحافظين المتصهينين. ولكن لا باس من التاكيد على بعض الحقائق.. فلقد أثبتت هذه التقارير أن أميركا فشلت في تحقيق أبسط مقومات الحياة الإنسانية للشعب العراقي من ماء وكهرباء وغذاء ودواء ، وفشلت في تحقيق الأمن والاستقرار ، فقضى أكثر من مليون عراقي خلال الأعوام الخمسة الماضية ، وفشلت في تحقيق الديمقراطية التي تبجحت بها ، وعملت على إذكاء الفتنة الطائفية والحرب الأهلية ، بعد أن فشلت في القضاء على المقاومة الباسلة التي كبدتها حوالي أربعة آلاف قتيل ، وأكثر من 60 ألف جريح ، من خيرة جنودها ، وثلاثة تريليونات دولار ، ووصفتها "الواشنطن بوست" بأنها الحرب الأطول بعد فيتنام ، والأكثر كلفة بعد الحرب العالمية الثانية ، وأن لا سبيل أمام الإدارة الأميركية إلا الانسحاب أو الهروب إلى الأمام ، بعد اقرار جنرالات البنتاغون باستحالة تحقيق النصر.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
لغز جدلية العلاقة الأمريكية الايرانية..
راكان المجالي
الدستور الاردن
بعد أقل من اسبوعين ، على زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الى بغداد ، تسارعت خطى «الساسة الاميركيين» ، نحو عاصمة بلاد الرافدين. ماذا يعني ذلك؟
لن تنجح أية اجابات يقدمها السياسيون أو المحللون ، في تبديد هذا الغموض ، الذي يسيطر على المشهد العراقي ، عشية الذكرى الخامسة للغزو الاميركي للعراق.
فالدماء التي «باغتت» وصول المرشح الجمهوري «جون ماكين» ، ونائب الرئيس الاميركي «ديك تشيني» لا تتوافق مع تصريح الاخير ، المعدّ بشكل مسبق كما يبدو ، بأن «تحسن الأمن في العراق ، لن يعجل في انسحاب قواتنا». تصريح لرجل حرب ، لا يقلل من غموضه سوى دعوته للعرب ، وحثهم على «فتح سفارات لهم في بغداد لمواجهة النفوذ الايراني» هناك.
ولكن ، عن أي «نفوذ» يتحدث نائب الرئيس العتيد؟،
فالولايات المتحدة الاميركية هي من يتحكم ، حتى الان ، بكل مفاصل الأمن في بغداد. وفي الوقت ذاته ، تتهم ايران بتسليح وتدريب العناصر التي تقتل وتقاتل القوات الاميركية في العراق ، وتمولهم ايضا. وهي ذاتها ، أي اميركا ، من سمحت للرئيس الايراني نجاد ، قبل اقل من اسبوعين ، بالوصول الى بغداد. وبالطبع ، لا يمكن ان يتم ذلك الا تحت سمع وبصر الاستخبارات الاميركية وقواتها هناك. بل وأكثر من ذلك ، وجد الرئيس نجاد الفرصة لتقديم مليار دولار كمساعدة للحكومة الموالية للاحتلال الاميركي ، فضلا عن عقد اتفاقيات اقتصادية ، تسمح لايران بتعزيز نفوذها مع الحكومة العراقية.
لم يتردد الرئيس الايراني في القول ، وهو في بغداد ، ان «العراقيين لا يحبون اميركا». قال هذا الكلام ، وبقربه الزعماء والساسة العراقيون ، الذين ما كان لهم ان يصلوا الى السلطة ، ويبقوا فيها الى الان ، لولا اميركا. فكيف يريد الرئيس الايراني لمستمعيه ان يفهموا هذا الكلام؟ وباسم مَن مًن العراقيين تحدث الرئيس؟
هذا «غموض واضح» تحت الشمس. فايران ترفض وتقاوم الاحتلال الاميركي للعراق بشدة ، وبشكل معلن. وتعتبر هذا الاحتلال خطرا كبيرا عليها ، وهذا حقها. وعلى الرغم من ذلك ، فانها تعترف بالحكومة العراقية ، التي هي احدى افرازات الاحتلال ونتائجه. وهي سلطة عراقية جديدة تنهمك الان في مفاوضات واسعة لمنح الاميركيين قواعد عسكرية و «وجودا طويل الأمد».
معروف ان طهران لها صلات سياسية وثقافية وايديولوجية وثيقة مع الحكومة العراقية ، رغم كونها احدى افرازات الاحتلال ومعطياته. وهنا ، وعند هذا الحدّ من التناقض المعلن ، لا بد من وضع خطوط فاصلة بين الخطاب والممارسة السياسية للنظام السياسي في ايران. فهذا غموض ، لا يبدده القول بـ «الذكاء والدهاء الايراني» لأنه يعني بالمقابل « غباء اميركيا». وكأن الولايات المتحدة تسيطر على القسم الاكبر من العالم بمجموعة من المغامرات العشوائية والطائشة.
في غابة السياسة الايرانية المنطوية على عتمتها ، وعتمة غيرها ، هناك اغصان متشابكة. وهو تشابك فرضته طبيعة التحدي الاميركي ، الطامح للاستيلاء على المنطقة ، كل المنطقة. فالايرانيون لم يعترضوا على الغزو الاميركي للعراق فعليا ، بل وافقوا وسهلوا ، اعتقادا منهم انهم يمكن ان يقاسموا الاميركيين ، ان استطاعوا آلامهم في العراق. وهو ما حدث فعلا ، فالنفوذ الايراني في ارض الرافدين القريبة مكنهم من القدرة على مفاوضة الاميركيين على اكثر من مستوى. فهناك اللجنة الاميركية الايرانية التي تجتمع دوريا للتنسيق الامني في العراق. وهناك «سياسة التهدئة الامنية» في ا لعراق التي تم تنفيذها خلال الحملات العسكرية للقوات الاميركية الاخيرة. وهناك زخم الدعم والشرعية ا لتي نالتها الحكومة العراقية الحالية بشكل متوال من ايران ، وهو ربما ما تشكل زيارة الرئيس نجاد الجريمة الأكبر منه ، بعد ما منيت به هذه الحكومة سابقا من انتكاسات سواء على صعيد ا لكتل السياسية المشاركة فيها ، او الكتل البرلمانية الداعمة لها.
ولكن ، هل يفسر ما سبق معنى قفز «السياسة الايرانية» عن معظم وقارها ، وعلى مستوى الرئاسة بزيارة الرئيس نجاد الى بغداد؟لا يبدو الامر كذلك تماما. فما تم السكوت عنه أمنيا واستخباراتيا ، من ا نتكاسات واخفاقات متبادلة بين الايرانيين والاميركيين ، وفي اكثر من مسرح عمليات ، يشي بأن الزيارة تحتمل اكثر من ذلك. فاختفاء (أو لجوء) الجنرال «علي عسكري» الى الاميركيين في انقرة مطلع العام الماضي ، (وهو احد اهم مسوؤلي الحرس الثوري الذين قاموا بتأسيس القوة العسكرية لحزب الله ، والمسؤول الاسبق عن امن المنشآت النووية الايرانية) ، ومقتل «القائد اللبناني» في حزب الله «عماد مغنية» والمشاركة الايرانية اللافتة في تشييعه ، واخراج دوره وصورته من «الامني والتنفيذي» الى «الاستراتيجي والتخطيطي» واغتيال احد أكبر علماء الذرة الايرانيين «حسن بور» مسموما ، على يد جهاز العمليات الخارجية الاسرائيلي ، كل ذلك وغيره من عمليات اختطاف واغتيال ، امني واستخباراتي ودبلوماسي ، بصوره شبه صامتة ، أو مسكوت عنها ، تشي بأن الزيارة من الصعب ان تكون الا مقدمة لصفقة بين المتخاصمين. ولكن اية صفقة ، سيما وأن ساحات الصدام اتسعت؟ فمن العراق الى لبنان الى فلسطين بما في ذلك ايران نفسها وملفها النووي.
في صفقات «حافة الهاوية» لا يتوقف المقامرون عن المشي والمغامرة. فهل يمكن تفسير زخم الحركة التي يمارسها الاقوياء في المنطقة في هذه الفترة في هذا السياق؟ والمقصود هنا ، بالطبع جملة اشياء: منها استقالة (او اقالة) الادميرال «فالون» قائد منطقة العمليات الاميركية الوسطى ، المعارض للضربة العسكرية لايران حاليا ، بعد اسبوع من زيارة نجاد لبغداد ومجيء تشيني نائب الرئيس الاميركي الى المنطقة. ومن نافلة القول ، في هذا السياق ، التذكير بما شهدته وتشهده الدولة العبرية من دعم واسناد ، سواء بزيارة المستشارة الالمانية ميركل اليها ، او الاستقبال ، غير المسبوق ، الذي حظي به «شمعون بيرز» رئيس الدولة في فرنسا ، سواء في قصر الاليزيه او في معرض باريس الدولي للكتاب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
النفط مقابل الدم 1-2
عا طف عبد الجواد
الوطن عمان
تمر هذه الأيام خمس سنوات على الغزو الأميركي للعراق. وقد تمر فترة زمنية طويلة قبل ان نعرف على وجه اليقين الدوافع الحقيقية وراء الحرب. ولكن كثيرين من الناس يعتقدون أن الدافع الرئيسي وراء شن الحرب هو رغبة الولايات المتحدة في تأمين امدادات النفط وتحويل العراق إلى سوق آمنة ومربحة لصناعة النفط الأميركية. عندما شن الرئيس بوش الغزو كانت الولايات المتحدة لا تستورد من العراق إلا اربعة في المائة فقط من احتياجاتها النفطية. أي انها لم تكن في حاجة الى النفط العراقي وكان يمكنها استعواض هذه النسبة الضئيلة من احتياجاتها باستيراد المزيد من النفط السعودي او الروسي او الكندي او المكسيكي.
لكن الكثيرين من الناس اصروا ويصرون على ان النفط هو الدافع الرئيسي ولديهم في ذلك دليل هو ان شركات النفط الأميركية والعالمية حققت ارباحا طائلة نتيجة للحرب في العراق. وهناك عامل آخر يجعل من الصعب على الكثيرين استبعاد النفط كدافع من دوافع الحرب. هذا العامل هو ان المجتمع والاقتصاد في اميركا رضعا نفطا رخيصا لسنوات طويلة، واصبحت فكرة الأمن النفطي والضرورة النفطية جزءا لا يتجزأ من السياسة الخارجية الأميركية منذ عهد فرانكلين روزفلت في الحرب العالمية الثانية الى عهد جيمي كارتر الى عهد جورج بوش الأب.
لكن السؤال هو: إذا كان النفط هو الدافع الرئيسي وراء الغزو فلماذا ارتفعت اسعار النفط الى اعلى من مائة دولار للبرميل؟ ولماذا لم يتدفق النفط العراقي في الاسواق العالمية لتحفيض سعره وتكلفته على المستهلك الأميركي وفي بقية العالم. سعر جالون البنزين في الولايات المتحدة يقترب الآن من اربعة دولارات والاقتصاد الأميركي يمر بمرحلة انكماش خطيرة معناها ان النمو الاقتصادي يتقهقر سلبا.
الحرب لم تنجح في دفع النفط العراقي الى الأسواق الأميركية والعالمية، بل ولم تنجح حتى في زيادة الانتاج العراقي عن معدله قبل الحرب وهو 2,5 مليون برميل يوميا. الخبراء يقولون إن بالإمكان زيادة الانتاج العراقي إلى ستة ملايين برميل يوميا وهو مستوى الانتاج السعودي الراهن. ولماذا إذا كان النفط هو الدافع الرئيسي وراء الحرب فلماذا لا نرى الشركات الأميركية تهرع وتتنافس على الاستثمار والعمل في حقول النفط العراقية.
نعم، العنف والمخاطر يمنعان الشركات الأجنبية عن الاستثمار في العراق. نعم، تفجير خطوط الانابيب عرقل جهود زيادة الانتاج النفطي العراقي. نعم، الطلب الصيني على النفط يزداد، والاضطرابات الداخلية في نيجيريا تعوق زيادة الانتاج، مما اسهم كله في ارتفاع اسعار النفط في العالم.
لكن بينما زادت عائدات النفط في الدول المنتجة مثل روسيا وايران وفنزويلا وكلها استفادت من عواقب الحرب، وكلها دول تحمل ضغينة ضد الولايات المتحدة، وبينما قفزت ارباح الشركات النفطية العالمية الخمس الكبرى من 40 بليون الى 120 بليون دولار منذ الغزو حتى اليوم ، يبقى الاقتصاد الأميركي مهشما ، وتبقى اسعار البنزين في اميركا باهظة وتبقى شركات النفط الأميركية بعيدة عن الاستثمار في العراق ويبقى الأمن النفطي هدفا لم يتحقق بعد للسياسة الخارجية الأميركية حتى بعد خمس سنوات من الحرب.
فهل الحرب سببها الحقيقي هو الأمن النفطي والربح النفطي والإمداد النفطي؟سوف نواصل النقاش.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
في الذكرى الخامسة لاحتلاله .. العراق، البلد الأكثر خطراً في العالم
خليل العناني
الوطن عمان
اليوم تحِلُ الذكرى الخامسة للغزو الأميركي للعراق، وتحل معها ذكريات الأعوام الأربعة الماضية التي لم يختلف فيها الوضع كثيراً عما هو قائم حالياً. فالعراق يسير من سيئ إلى أسوأ، والفرق الوحيد فقط يكمن في معاناة العراقيين التي تزداد كلما تعثر مشروع المصالحة الوطنية، وكلما زادت المسافة بين الفرقاء العراقيين.
حلّت الذكرى الخامسة لاحتلال العراق في ظل أوضاع مأساوية غير مسبوقة، وفي ظل مأساة إنسانية لم يكن لأحد أن يتخيل يوماً أن تقع على أرض العراق. ويكفي أن نقرأ التقرير الذي أصدرته قبل أيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والذي يشير إلى أن العراق بات من البلدان "الأكثر خطراً في العالم". ويؤكد التقرير أنه بسبب النزاع القائم في العراق، يجد ملايين العراقيين صعوبة في الحصول على المياه الصالحة للشرب والمنشآت الصحية والرعاية الصحية، مشيراً إلى أن الأزمة الراهنة قد تفاقمت بسبب النتائج المستمرة للنزاعات المسلحة السابقة وسنوات العقوبات الاقتصادية. ويلفت التقرير الانتباه إلى أنه بالرغم من تحسن الوضع الأمني في بعض المناطق، فإن هناك عراقيين ما زالوا يسقطون قتلى أو جرحى كل يوم في معارك واعتداءات. والأخطر من ذلك أن التقرير يؤكد أن المدنيين غالباً ما يستهدفون عمداً من دون أي مراعاة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وأن لدى كثير من العائلات هناك- على الأقل- مريضاً أو جريحاً أو شخصاً اعتبر في عداد المفقودين أو معتقلاً أو مجبراً على العيش بعيدا عن ذويه.
في حين تؤكد كافة التقارير الدولية الأخرى أن المرافق الأساسية في العراق قد دمرت تماماً وفي حاجة لعقود طويلة كي تعود إلى سابق عهدها. فعلى سبيل المثال لم يعد بإمكان ملايين الأشخاص الحصول سوى على كميات غير كافية من المياه الرديئة النوعية، لأن شبكات توزيع المياه والصرف الصحي لا يمكن صيانتها ولا يوجد سوى عدد ضئيل جدا من المهندسين.
هذا هو "فردوس الديمقراطية" الذي بشر به المحافظون الجدد، وسعى إليه الرئيس الأميركي جورج بوش، وهذه هي ضريبة الغزو الأميركي للعراق التي يدفعها العراقيون دون غيرهم.
ولم يكن للذكرى الخامسة لغزو العراق أن تمر مرور الكرام، فقد آثر ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي ومهندس الحرب على العراق، أن يقوم خلالها بزيارة خاطفة إلى بغداد، حاول فيها أن يضع اللمسات النهائية على نموذج العلاقة التي سوف تحكم بلاده والعراق لعقود طويلة قادمة.
لم يذهب تشيني للعراق كي يبحث عن حل لحال التشرذم التي أصابت النسيج الوطني العراقي، أو أن يجد ملجأ لآلاف العائلات والأسر التي فقدت ذويها وأهلها في الحرب الأهلية، فمثل هذه القضايا لا تشغل باله، وإنما ما يشغله حقاً هو القواعد العسكرية الأميركية في العراق. لم يذهب تشيني للعراق كي يبحث عن مخرج آمن لقواته، وإنما ذهب كي يؤمن آبار النفط التي سوف يستثمر فيها أمواله بعد إحالته للتقاعد. وهو ما أكدته جريدة فاينانشال تايمز التي أشارت إلى أن الملف الرئيسي فى جولة تشيني، والتي تمتد لعشرة أيام، هو النفط.
وكم كان ملفتاً أن يدعو تشيني الدول العربية كي ترسل سفراءها إلى بغداد، ليس للبحث عن حل للأزمة العراقية، وإنما لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في العراق. وكان حرياً بنائب الرئيس الأميركي أن يسأل نفسه: ومن الذي أعطى إيران اليد العليا في العراق؟
لا يزال تشيني يجاهر بنجاعة الغزو الأميركي للعراق، ويؤكد أنه لم يكن غزواً وإنما "حملة حررت الشعب العراقي من طغيان صدام حسين ووضعتهم على الطريق الصعب والتاريخي للديمقراطية"، هكذا احتفل تشيني بالذكرى الخامسة للحرب على العراق. كان حرياً بنائب الرئيس الأميركي أن يقرأ صحيفة الاندبندنت البريطانية خلال الأيام القليلة الماضية، التي وضعت قائمة بالفائزين والخاسرين من حرب العراق، والتي أشارت إلى أن إيران والقاعدة هما أبرز الفائزين من احتلال العراق. في حين أن أبرز الخاسرين هم الرئيس الأميركي جورج بوش، وتلميذه النجيب، توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق، بالإضافة إلى الفلسطينيين الذين تاهت قضيتهم في ظل استحواذ العراق على الاهتمام العالمي بدلاً منها.
كما لم يكن للذكرى الخامسة للعراق أن تمر دون أن يقوم أحد المحافظين الجدد بزيارته، وهو المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركي، السيناتور جون ماكين، الذي يسعى لتدعيم مركزه الانتخابي في مواجهة المرشح الديمقراطي خلال المعركة النهائية في نوفمبر المقبل. وهكذا بات العراق ساحة لجني المكاسب السياسية، حتى وإن جاءت على حساب الشعب العراقي الذي يدفع ثمن أخطاء الآخرين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
"القاعدة " ليست تهديدا في العراق إذا رحلت أميركا
أوليفير روي
جلوبال فيوبوينت " -
الآن وبعد أن أصبح السيناتور جون ماكين هو المرشح الرئاسي الرسمي للحزب الجمهوري الأميركي، فإنه يعد بوضع العراق وما يُسمى بـ" الحرب العالمية على الإرهاب" في الواجهة الساخنة مرة أخرى في السياسة الأميركية.
وسيكون النقاش والجدال الرئيسي في الانتخابات الأميركية هو " ما الذي سيحدث إذا غادرت القوات الأميركية العراق؟". لقد تنازع بالفعل السيناتور جون ماكين والسيناتور باراك أوباما حول ما إذا كانت " القاعدة " سيتم تقويتها أم إضعافها إذا انسحبت الولايات المتحدة من العراق. كما تعهدت السيناتور هيلاري كلينتون أيضا بتخفيض القوات الأميركية إذا فازت في الانتخابات.
وبالطبع لا أحد يعلم بالضبط.. ولكن يمكنني أن أقول ما الذي لن يحدث: استيلاء " القاعدة " على السلطة وتأسيس دولة إسلامية.
بصر كثيرون جدا في الغرب على رؤية "القاعدة " كمنظمة شرق أوسطية إقليمية ترتكز وتعتمد على طرد المسيحيين واليهود من المنطقة لكي تنشئ وتؤسس ما يُسمى بـ" دار الإسلام" تحت مظلة خليفة للمسلمين.
ولكن "القاعدة " ليست استمرارا للـ" الإخوان المسلمين " أو " حماس " أو " حزب الله "، إنها كيان عالمي غير إقليمي، لم تحاول قط تنفيذ أو تطبيق دولة إسلامية، بما في ذلك في أفغانستان حيث وجدت ملاذا آمنا وحماية لسنوات في فترة التسعينيات من القرن الماضي.
من التفكير غير الصائب بشأن " القاعدة " اعتبارها منظمة سياسية تسعى إلى فتح أو غزو أو حكم أرضٍ ما. فـ" القاعدة " تطوع وتجند الشباب الغاضب المحروم ومعظمهم بدون اتصالات مباشرة مع دول الصراع المتحاربة في الشرق الأوسط، ويشكل مسلمو الغرب من الجيل الثاني والمتحولون عن دينهم إلى الإسلام والسعوديون والمصريون والمغاربة القطاع الرئيس في جهاديي " القاعدة " المسافرين المتنقلين، وليس الأفغان أو الفلسطينيين أو العراقيين. فـ" القاعدة " ليس لديها الجذور المحلية لتولي زمام السلطة.
واستراتيجية " القاعدة " ثنائية.. فهي تريد مواجهة الكبار أو بالأحرى الكبير، أي الولايات المتحدة، مباشرةً، فتضرب ضد القوة الأميركية، معتمدةً ليس فقط على الضرر الفعلي الواقع (الكلفة المالية وعدد الموتى) ولكن أيضا على الصورة والاعتبار والتأثير الإعلامي والتأثير الإرهابي المفزع المروع.
والتأثير المنعكس لأولئك الذين يزعمون صراعا للحضارات، بالطبع، يعزز ويقوي ذلك التأثير. وفي الواقع، تحتاج "القاعدة" إلى أولئك الذين يشيطنونها " يجعلونها كالشيطان"، لأن ذلك يجعلها ما ليس فيها: طليعة حركة " الغضب الإسلامي ".
إن "القاعدة" تذهب إلى حيث يكون الأميركيون في حين يذهب الجيش الأميركي إلى حيثما تعتقد واشنطن أنه قد يكون شيئا في يوم ما.
ثانيا، تسعى "القاعدة" إلى اختطاف الصراعات القائمة وإعطائها أهمية جديدة بجعلها جزءا من الجهاد العالمي ضد الغرب.
ومع ذلك، ففي البوسنة والشيشان وأفغانستان والعراق الآن، كانت الجماعات الإسلامية الدولية غير ناجحة في تحويل الصراعات المحلية والوطنية، فتلعب فقط دور العامل المساعد.
واللاعبون الأساسيون في الصراعات المحلية هم اللاعبون المحليون: " طالبان " في أفغانستان، والجماعات السنية والشيعية المختلفة في العراق، و"حزب الله" في لبنان. وهذه الجماعات ليست تحت قيادة "القاعدة". فالـ"القاعدة" كانت قادرة فقط على زرع متطوعين أجانب، والذين لا يفهمون عادةً السياسة المحلية ويجدون دعما وتأييدا بين السكان المحليين فقط ما داموا يحاربون عدوا مشتركا، مثل القوات الأميركية في العراق.
ولكن أجندتهم المعتبرة مختلفة تماما: فاللاعبون المحليون - سواء أكانوا إسلاميين أم لا - يريدون حلا سياسيا من وجهة نظرهم هم. وهم لا يريدون الفوضى أو الجهاد العالمي. فبمجرد وجود تعارض وتناقض بين "سياسة الأسوأ " التي تشنها " القاعدة " وتسوية سياسية محلية ممكنة، يختار اللاعبون المحليون التسوية المحلية.
لقد تخلص البوسنيون من المقاتلين الأجانب الراديكاليين حال ما انجزوا استقلالهم؛ كما رفض الجنود العاديون في "طالبان" الموت من أجل "القاعدة" عندما هبطت القوات الغربية في أفغانستان بعد 11/9. وفي العراق، يكره كثيرون في أوساط السنة، بمن فيهم السلفيون، يكرهون ليس فقط أساليب " القاعدة " الخاصة بالتفجيرات الانتحارية التي بلا تمييز، ولكن أيضا استراتيجية مواجهة الشيعة. والحقيقة هي أن "القاعدة" تلعب دورا في تدهور الصراعات، ولكنها غير قادرة على النجاح في التسيق بينها. فالقنوات المحلية أو الوطنية أو القبائلية أو الطائفية الدينية هي الأقوى.
ويمكن للـ" قاعدة " أن تجند بعض المنظمات المحلية، وتعمل في نطاق منطقة محدودة أو منطقة ذات عرقية أو لغة معينة، لها تاريخها الخاص. ثم تزعم هذه الجماعات عندئذ ارتباطها وتبعيتها للـ" قاعدة ". وهي موجودة في إندونيسيا ( الجماعة الإسلامية )؛ وفي الساحل الشمالي الأفريقي ( الجماعة السلفية للدعوة والقتال، والتي غيرت في يناير عام 2007 اسمها لتصبح " تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي")؛ وفي شمال لبنان ( الجيل الثالث من اللاجئين الفلسطينيين الذي ما زال مستأصلا من جذوره)؛ وفي المثلث السني العراقي ( جماعة أبو مصعب الزرقاوي الراحل)؛ وفي المملكة العربية السعودية واليمن (" تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية") .
وهذه المنظمات لا تحتاج إلى "القاعدة" لكي تطوع وتجند أو تعمل. وإذا كانت قد حشدت وعبأت للعمل أحدا، فإنه بالضبط لأنها لديها صعوبة في تحديد أو تحقيق هدف محلي ( دولة إسلامية على سبيل المثال ). وهي تصبح "معولمة " لذلك بالسليقة.
وقصارى القول هو أنه يمكن أن يكون هناك أسباب وجيهة للبقاء في العراق، ولكنها لا تمت بصلة للـ" قاعدة "؛ هي تمت بصلة أكثر لعملية التحكم في الضرر. فلو غادرت القوات الأميركية العراق، قد يكون هناك حرب أهلية، وقد يكون هناك تأثير ونفوذ إيراني متزايد، وقد تتحول العراق إلى أرض أو ميدان معركة بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران. ولكان يمكن أن يكون هناك منطقة يتحكم فيها السنة، ودولة شيعية وكردستان مستقلة ولكن لا " قاعدة ستان ".
سيكون من الأفضل تركيز القوات في أفغانستان، والتي هي المهد الحقيقي للقاعدة. ولو أن قسما فقط من العقول والمدرعات المكرسة لـ" زيادة القوات " في العراق كان قد تم تكريسه لأفغانستان، بدلا من التحويل المتواصل لقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" المستخف بقدرها ذات المعرفة الضئيلة بالبلد، لكانت الأمور قد سارت على النحو الأفضل.
ولكن في أفغانستان، كما في أي مكان آخر في الشرق الأوسط الكبير، ليس هناك حل عسكري، إنما حل سياسي فقط بالتعامل مع اللاعبين المحليين وإسقاط فكرة " الحرب العالمية على الإرهاب " التي لا معنى لها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
بعد 5 سنوات من الغزو .. رؤية عراقية
علي مرزوق
الوطن عمان
بعد خمس سنوات من الغزو الاميركي للعراق والاطاحة بصدام حسين، من الصعب رؤية اي تقدم في المجالات المهمة لتنمية البلد. حيث لا توجد اي بادرة تنمية اقتصادية. والبنية التحتية للبلد محطمة وكذلك الحال بالنسبة للروح المعنوية للشعب العراقي. وهناك قليل جدا من التفاؤل بشأن المستقبل. بل اننا يكتنفنا الخوف والكآبة والعنف.
رجعت الى بغداد اواخر العام الماضي وشعرت في البداية بالامل. ومع ان جيراني واصدقائي قد رحلوا عن الحي القديم الذي كنت اقطنه، الا ان العنف كان ينحسر والامن يبدو في تحسن. غير ان تفاؤلي تلاشى عندما استكشفت العاصمة. اذ على خلاف ما تركتها عليه قبل عدة سنوات فإن وسط المدينة محاط بالجدران الخرسانية التي تجعله اشبه بالسجن. وهذه الجدران التي قصد بها حماية الأهالي لكنها لم تنجح الا في تقليص الجمال والخضرة التي كانت تتمتع بها بغداد في السابق.
والتغيير الذي شاهدته لم يكن في الطبيعة فقط. بل ان الخوف يستبد بالناس والتركيبة الاجتماعية للمدينة تدمرت. ولم يعد يجرؤ احد على التفوه بكلمة مثيرة للجدل امام اصدقائه او جيرانه خشية ان ذلك الشخص يمكن ان يوشي به لحزب سياسي او ميليشيا.
وعندما حاولت الحديث إلى احد الرجال عن الوضع الحالي في البلد، قاطع نجل هذا الرجل وعمره 19 سنة قائلا" من فضلك،نحن لا نتدخل في السياسة. ونحن لا نعرفك انت ولا حزبك."وعندما اكدت له ان الحديث عن القضايا ليس حديثا في السياسة اجاب كل شيء الان صار سياسيا.
يبدو اغلب العراقيين منهكين وتظهر سنوات من التوتر والقلق على وجوههم. ويمكن ان ترى في اعينهم: انهم يتوقعون الموت في اي لحظة وفي اي مكان. ويحمد الناس الله عندما يصلون منزلهم بسلام للاستمتاع بوقت مع عوائلهم. لكن عندما يخيم الليل يغطي الظلام. ويجلس اولئك الذين ليس لديهم مولدات كهربائية خاصة في الظلام بسبب النقص المستمر في المعروض من الكهرباء. وهم يخافون من ان ميليشيا ما او عصابة اجرامية يمكن ان تأتي في جنح الظلام لتقتلهم او تختطفهم.
ويمكن للمرء ان يسمع اطلاق نار بشكل عشوائي في كل ليلة في العاصمة ليزيد ذلك من مخاوفهم. وقد اجبر غياب القانون والنظام سكان بغداد الى التكيف مع نزعة السعي الى البقاء. حيث بدون فرص عمل او احتمالية ان يتم توظيفهم يتحول الكثير منهم الى الجريمة لا لشيء الا للبقاء.
ومن اجل الترفيه يشاهد الناس جلسات البرلمان المذاعة. ولا يعتقد احد على وجه الحقيقة بان الاعضاء هم هناك للدفاع عن مصالحهم او لحماية حقوقهم. وبعد سنوات من الشجار والجمود ينظر كثيرون الى العملية الديمقراطية الموعودة على انها مزحة سخيفة.
المرارة التي يحسها الناس واضحة. فالمسئولون يقدمون وعودا ويدلون بأحاديث لكنهم لا يوفون بأي وعود وسأم العراقيون من ذلك. حيث يتم النظر إلى رجال السياسة على انهم كذابون والبرلمان عاجز.
بعد خمس سنوات من الاطاحة بصدام، اللافت للنظر هو عدم وجود شيء يمكن عرضه او استعراضه مقابل المعاناة التي تحملها ويتحملها الشعب العراقي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
ربيع العراق ... ونخيله الدامي ..
محمد كعوش
العرب اليوم
في الذكرى السوداء الخامسة للحرب على العراق واحتلاله قال احد السياسيين الغربيين: "لو كان العراق يصدر الفجل, هل غزوناه"?! وأكمل: "انها حرب البترول"!!.
ونحن نضيف: "لو لم يدمر العراق أسلحته, ولم يتم تفتيش العراق بايدي لجان الشرعية الدولية المتواطئة"?! وجواسيس أمريكا, هل تجرؤ الولايات المتحدة على غزو العراق واحتلاله بهذه السرعة.
لا اعتقد ذلك .. نقولها الآن في ربيع العراق الدامي, وبعد خمس سنوات من الاحتلال الذي حوّل العراق الى خراب وأرض يباب وجحيم.
فاليوم وبمناسبة مرور أعوام الاحتلال الخمسة بدأت الحقائق تظهر تحت الشمس, وبدأ أهل الغزو والحرب يعترفون: فلا علاقة للنظام العراقي السابق بالقاعدة, ولا وجود لأسلحة دمار شامل في العراق, وأن الحرب كانت كاذبة وظالمة وقفزة في المجهول غير محسوبة او مدروسة ..
الآن بعد خراب العراق تتوالى الاعترافات: العراق عصي صلب عنود, رقم صعب, حرب صعبة, وزمن امريكي صعب, قالها الرئيس المتهور "اوقات صعبة" للاقتصاد الامريكي, للجيش الامريكي, للسياسة الامريكية, للزمن الامريكي المترنح في حربه على "الارهاب" وفي مواجهة أوسع وأكبر موجة من الكراهية ..
الآن, وبعد خمس سنوات من الاحتلال, فشل عسكري امريكي في العراق, وفشل حكم عصابة امريكا في العراق, لا حرية ولا ديمقراطية ولا سيادة ولا استقلال, قوم من الخادعين والمخدوعين الواهمين, حولوا الوطن العراقي العربي الى مغارة لصوص, نهبوا ثرواته, وقسموا شعبه وارضه وزوروا علمه وانكروا نخيله وطعنوا مجده وحضارته وتاريخه في الخاصرة ..
اليوم, وبعد مرور خمس سنوات من الاحتلال, يعاني الشعب العراقي من الفقر والجهل والمرض والقتل الطائفي الذي يسبق الاقتتال الاهلي, حتى انقسمت الطوائف على نفسها قبل تقسيم الشعب الموحد والتراب الواحد ..
في حساب الربح والخسارة نستطيع ان نتبين حجم الكارثة التي ضربت العراق باسم الحرية والديمقراطية, فنتيجة الاحتلال سقط اكثر من مليون عراقي هم ضحايا الحرب الامريكية وضحايا الاغتيال والتصفية على الهوية الطائفية او السياسية, واكثر من 3 ملايين عراقي حملتهم رياح الاحتلال الى المنفى في داخل العراق او في أصقاع الدنيا وكل الجهات..
الآن, وبعد خمس سنوات من الاحتلال زاد الارهاب واشتدت موجة الفوضى ليس في العراق وافغانستان, ولا في الشرق الاوسط فحسب, بل في العالم الذي يعاني من الخلل الامني والاقتصادي ..
قد يكون الرابح المرحلي من هذا الواقع المضطرب هم الايرانيون والاكراد, واسرائيل, ولكن على المستوى الابعد سيخسر الجميع, واول الخاسرين هم العرب الذين ابتهجوا لما زعموا انه "تحرير العراق" او الذين صمتوا "صمت الحملان" عندما سمحوا بتدمير الجدار العربي الكبير على البوابة الشرقية واعني العراق بروسيا العرب...
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
سنة خامسة مقاومة
ناهض حتر
العرب اليوم
في "الذكرى" الخامسة لاحتلال العراق, نقول انها لم تصبح, بعد, "ذكرى". فالصراع الامريكي - العراقي, ما يزال محتدما وراهنا. وهو يميل, استراتيجيا, لمصلحة الشعب العراقي الذي ما يزال يتوفر على معظم طاقاته الروحية والقتالية, بينما يجوز المخاض العسير للبدء بالمرحلة الثانية من مقاومته البطولية, مرحلة الثورة التحررية الشاملة.
الدرس الكبير الذي خرج به الشعب العراقي من خمسة اعوام من الكفاح, هو ان الاستعمار والهيمنة الاجنبية, هما, بالدرجة الاولى, علاقة داخلية. ففي اقل من سنة من القتال, اي في "الذكرى" الاولى للغزو في ربيع ,2004 كان الاحتلال الامريكي, قد تجرع اسرع هزيمة عسكرية لأية غزوة امبراطورية في التاريخ. فعندما انضم التيار الصدري, ربيعذاك, الى قتال المحتلين, فقد الجيش الامريكي, السيطرة على البلد, وسقط هو نفسه في الشلل الميداني, واصبح اسير الرعب والجمود والعجز. فما الذي ابقى الاحتلال حتى السنة الخامسة?
اولا, الشيعية السياسية الرجعية اللاوطنية التي استطاعت ان تجر الصدريين, الى مواقعها, وتضمهم الى "العملية السياسية" الاحتلالية, وتشق البلد, على اساس مذهبي, ادى الى انهيار سيطرة الوطنيين على العرب السنة, وبروز قوى سنية رجعية لا وطنية ايضا, اندمجت, هي الاخرى, في "العملية السياسية", مانحة اياها نوعا من "الشرعية".
ثانيا, عجز منظمات المقاومة العراقية, على رغم قدراتها القتالية الاستثنائية, عن تقديم رؤية سياسية وطنية شاملة, لتوحيد البلد واعادة بنائه, بل واصرار البعثيين على اطروحة العودة الى السلطة, الى جانب اصرار الاسلاميين على الاغراق في مذهبية سنية لا تأخذ بالاعتبار التعددية الدينية والمذهبية في العراق, وهو ما أتاح وجود حاضنة سياسية للنشاط الهدام الاجرامي لتنظيم "القاعدة" التي كوّنت قطبا "سنيا" للحرب الاهلية في مقابل القطب "الشيعي" من الطينة نفسها.
ثالثا, وعلى هذه الخلفية, تمكنت القوى الاقليمية ذات المصلحة في منع نهوض العراق الموحد القوي, من التدخل الحثيث في شؤون العراق, والمساهمة في إشعال الاقتتال الاهلي المأساوي, عام .2006
رابعاً, الانشقاقات المتعددة المستويات والاشكال في صفوف النخب العراقية التي غرقت في حروب اعلامية هامشية من التخوين والتشكيك والتشاتم, عن واجبها الرئيسي في بناء الأطر الفكرية والسياسية للمقاومة.
وهنا, ينبغي القول ان المشهد العراقي ذاك, هو نتيجة لتناقضات نظام الرئيس صدام حسين الذي استجاب لحاجات الشعب العراقي في التأهيل التقني العالي, بينما منع, بكل طاقته, تشكل النخب الفكرية والسياسية الوطنية المستقلة. وحالة المقاومة العراقية, في مرحلتها الاولى, مثل حالة العراق: قدرات تقنية عالية تترافق مع فكر سياسي متخلف ومذهبي وأتني ومناطقي وعشائري.
لن ننسى بالطبع, وينبغي الا ننسى لحظة واحدة ان الجيش الامريكي ما يزال مهزوما في العراق, ومنهكا تحت وطأة خسائره البشرية والمادية غير المسبوقة, بعديد قتلى غير معروف, وخمسين الف جريح معطوب, وثلاثة ترليونات دولار اسهمت في استنزاف الاقتصاد الامريكي المتداعي, بينما المقاومة العراقية, السنية والشيعية, ما تزال تملك قدراتها القتالية. وهي بدأت, على التو, جولة جديدة سوف تتصاعد بانتظام مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الامريكية. فـ "هدنة" الاشهر الماضية كانت تكتيكية لتنظيم الصفوف واستجماع القوة واستراحة المحارب, في فترة هي, من زاوية التأثير على الانتخابات الامريكية, ميتة سياسيا. وسوف تسعى المقاومة العراقية الآن للدفع نحو فوز الديمقراطيين. وهو ما يندرج, ايضاً تحت بند التكتيك فاستراتيجية النصر هي استراتيجية الثورة الشاملة. وللحديث صلة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
الأمن من أجل النفط ?
خالد الاشهب
الثورة السورية
قبل أيام فقط قال الرئيس بوش علانية , إن ماحققته الولايات المتحدة في العراق بعد خمس سنوات من احتلاله ضئيل وهزيل ... وقابل للخسارة , ويوم أمس وصل ديك تشيني الى بغداد في جوقة كاملة من التفجيرات وبين أكوام الجثث وبرك الدم المتجددة يوميا , وكما لو أنه يدلل بالوقائع والمشاهدات العينية على ماقاله رئيسه من قبله , هذا إذا كان الأمن والاستقرار والديمقراطية هو الهدف الاميركي في احتلال العراق , وقد بات ضئيلاً هزيلاً وقابلاً للخسارة كما قال بوش !
على المقلب الآخر يتحدث معاون وزير الخزانة الأميركي ( روبيرت كيميت) وبوضوح عن أن زيارة تشيني إلى المنطقة وضمناً العراق ستبحث ملفات اقتصادية عدة , في مقدمتها أسعار النفط واستثماراته , غامزاً من قناة دول الخليج من خلال تذكيرها( بمصلحتها) الكامنة في إنعاش الاقتصاد العالمي .‏
أيهما الهدف الحقيقي من زيارة تشيني , الديمقراطية والأمن أم النفط والدولار ?‏
الاتفاقات الطويلة المدى التي سيبحث تشيني توقيعها في العراق كما قال معاون وزير الخزانة ذاته تكشف اولوية النفط والدولار والاستثمارات أما الامن والاستقرار في العراق وفي حال اعتباره هدفا أميركياً ايضاً , فإن البحث فيهما هو فقط من باب توفير الاجواء المناسبة لدوام واستمرار عمليات النهب الاميركي المنظم للثروة العراقية بصورة آمنة ليس إلا , وليس للتقليل من أكوام الجثث وبرك الدم , خاصة ان تشيني هو المندوب المفوض لهذه العمليات وشركاتها واستثماراتها حتى قبل وصوله الى البيت الابيض‏

ليست هناك تعليقات: