Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأربعاء، 5 مارس 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الأثنين 03-03-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
احمدي نجاد فـي بغداد.. زيارة تاريخية ولكن.. بأي معنى؟
محمد خرّوب
الراي الاردن
لا مبالغة في وصف زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لبغداد، بأنها ''تاريخية'' لكن بأي معنى هي كذلك؟.
يصعب الوقوف على سبب واحد، لأن المسألة تنبع من أي زاوية يقرأ المتابع أو المحلل، البعد ''التاريخي'' لهذه الزيارة، وأي استراتيجية تنظم هذا الحدث، الذي سيكون له توابعه، كما زوابعه، أكلافه واستحقاقاته على حد سواء.. مكاسبه والخسائر التي ستلحق بهذا الطرف او ذاك في المعادلة العراقية المعقدة، والمفتوحة على اتساعها لعقد صفقات تبدو قد نضجت أو في طريقها للنضوج، على رغم سحب الفوضى الداكنة التي تتجمع في ''سماوات'' المنطقة، ان لجهة ''المحرقة'' المستمرة في غزة بتواطؤ دولي وصمت عربي مريب، أم في ''دبلوماسية البوارج'' التي دشنتها ادارة بوش بارسال المدمرة كول قبالة السواحل اللبنانية، أو قل في المياه الدولية المطلة على الساحلين السوري واللبناني..
ان يذهب احمدي نجاد الى بغداد بعد خمس سنوات من الاحتلال الاميركي البريطاني للعراق، يعني ان ثمة ما يبحثه الرئيس الايراني مع ''المسؤولين'' العراقيين، وخصوصاً مع رئيس الجمهورية جلال طالباني، الذي وجه الدعوة الرسمية له، كما إستذكر واياه كفاحه في فترة النضال ضد الديكتاتورية، كما قال الرئيس الايراني.. واذ لم يتردد احمدي نجاد في وصف مباحثاته مع طالباني (الذي لا دور تنفيذياً له في صنع القرار العراقي بما هو محصور في يد رئيس الوزراء دستوريا).. كانت جيدة وايجابية للغاية مستطرداً ''.. لدينا اتفاق في وجهات النظر في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية''.. فإن التسرع في الخروج باستنتاجات حاسمة ازاء نتائج الزيارة، سيكون نوعاً من المغامرة وبخاصة ان القرار في النهاية سيكون لادارة الاحتلال، بصرف النظر عن كل ما يقوله المسؤولون العراقيون بدءاً من رئاسة الجمهورية وهيئتها وبخاصة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي لاحظ مراقبون غيابه ونوري المالكي، عن استقبال نجاد في المطار مروراً برئاسة الوزراء وليس انتهاء بمجلس النواب.
ثم.
إن أي ارتقاء بمستوى التنسيق او عقد اتفاقات ثنائية وخصوصاً اقتصادية وأمنية، سيخضع لتدقيق وفحص شديدين من قبل قوات الاحتلال الاميركي لان المسألة تتجاوز مسألة الجغرافية و''حكاية'' الجيرة التي ''ابتدعها'' الرئيس بوش عندما ''تحفظ'' عن معارضة زيارة نجاد العراق قائلا في رد على سؤال عن الزيارة وإمكان ان تعطل الجهود الاميركية لعزل طهران: إن نجاد ''جار'' للعراق مستطرداً ان الرسالة ينبغي ان تكون الآتية: كفوا عن ارسال معدات متطورة تقتل الجنود الاميركيين، في اشارة واضحة الى العبوات الناسفة التي تتهم واشنطن طهران بتزويدها للذين يقاتلون الاميركيين في العراق.
نبرة بوش غير حاسمة ومفرداته تترك الباب موارباً امام احتمال حدوث صفقة او تلميح بأن المفاوضات بين الجانبين (والتي أجّلتها طهران من جانب واحد) يمكن ان تسفر عن توافق، يسمح لطهران بمزيد من النفوذ في العراق مقابل مساهمة ايران في تسهيل خروج مشرف للاميركيين من العراق.
لا أحد يشير أو يتحدث عن الملف النووي الايراني في الزيارة، لا في واشنطن كما ليس في طهران أو بغداد، والموضوعات قيد البحث تتعلق بما هو ''آني'' إن جاز القول، وحصر النقاش في العراق ليس محض صدفة، لأن الطرفين الايراني والاميركي ارادا اختبار قواعد اللعبة على الساحة العراقية، واذا ما تم الالتزام بتلك القواعد ونجح كل منهما في تأمين البضاعة المطلوبة لكليهما فانها (التوافقات والتفاهمات) يمكن ان تنسحب لاحقاً على ساحات وجهات اخرى وملفات اخرى..
هي اذاً خطوات محسوبة بدقة من الطرفين فلم يجد الرئيس الايراني ما يحول دون ذهابه الى المنطقة الخضراء ضيفاً على الرئيس العراقي (وفي مقره).. وليس لديه أي حساسية في المرور عبر حواجز التفتيش الاميركية التي تحمي هذه المنطقة (وهو بالتأكيد لن يتعرض لتفتيش او عرقلة) كما لم تر ادارة بوش في الزيارة ما يغير من جدول اعمالها الروتيني لأن القرار في النهاية لها وليس لطالباني او المالكي او عبدالمهدي او الهاشمي.
اين من هنا اذاً؟.
لا نتائج دراماتيكية لهذه الزيارة التاريخية لأول رئيس ايراني يطأ ارض العراق رسمياً منذ الثورة الايرانية في شباط 1979، والحديث ''العراقي'' عن ترحيل منظمة مجاهدي خلق هو للاستهلاك المحلي ولا رصيد له لأنهم (مجاهدو خلق) في النهاية ورقة في يد قوات الاحتلال الاميركي، تماماً كما كانوا في يد النظام السابق، وكلاهما استخدم ''المنظمة'' لاهداف تكتيكية لم تستنفد ''حتى الآن'' بالنسبة للاميركيين.
اما اتفاقية الجزائر الموقعة بين عراق احمد حسن البكر (وقعها نائبه صدام حسين) وايران الشاه في العام 1975 لرسم الحدود بين البلدين واقتسام شط العرب بينهما، فانها فيما يبدو لن تمس ولن تخضع للالغاء او التعديل كما طالب بذلك بعض المسؤولين في هيئة الرئاسة (...) لسبب بسيط وهو ان ليس لدى هؤلاء من القوة والنفوذ والقدرة (هذا ان توفرت الرغبة) على ''ارغام'' طهران قبول ذلك..
خلاصة القول... احمدي نجاد يذهب الى بغداد لملء الفراغ الكبير الذي اوجدته ادارة بوش، وحيث لا احد من العرب قادر او راغب في ملئه، فان ايران تلعب ادواراً تخدم مصالحها الاستراتيجية ولا نحسب ان احداً يلومها على ذلك، ما دام اصحاب الشأن ينامون كأهل الكهف... انها لعبة مصالح ''تاريخية'' ايضاً.
kharroub@jpf.com.jo
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
قنوط عراقي من القمة
وليد الزبيدي
الوطن عمان
لو سألت الشارع العراقي عن القمة العربية المقبلة، التي ستعقد في دمشق، لما وجدت أي نوع من الاهتمام بهذه القمة، وهذا مؤشر خطير، يؤكد عدم تجاهل العرب للقضية العراقية الساخنة، والمشكلة ان هموم العراقيين مركبة على أكثر من مستوى، ومتداخلة دوليا واقليميا وداخليا، ورغم ذلك فان التجاهل العربي لما يحصل للعراق والعراقيين تواصل منذ الاحتلال الأميركي لهذا البلد العربي المسلم في ربيع عام2003، مرورا بجميع المحطات الخطيرة والحساسة، التي عصفت ومازالت تعصف بالعراقيين.
لنبدأ من دول جوار العراق، ونقارن ذلك بالصمت العربي إزاء مايحصل في هذا البلد، فنجد تركيا تشن حربا وتغزو الأراضي العراقية، وليس ثمة من رادع يقف بوجهها، وحصيلة ذلك ان مواطنين عراقيين يقطنون المناطق الشمالية يتعرضون للقتل والتهجير ويتم تدمير الجسور والمنازل والمنشآت من خلال القصف التركي للاراضي العراقية، ودخول قواتها المدن والاحياء والانتشار فيها دون ان يعترض او يردع احد هذا الغزو.
اما ايران فانها تذهب الى اكثر من ذلك، وتتباحث مع الادارة الأميركية حول الامن في العراق، وتضم المسؤولين الايرانيين والأميركيين طاولة واحدة، لرسم مستقبل العراق ووضع اللمسات الاخيرة لخارطة هذا البلد العربي من وجهتي نظر طهران وواشنطن وبما يتلاءم ومصالحها، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن الثروة النفطية العراقية تذهب الى ايران، ولم يتمكن المسؤولون في المنطقة الخضراء من نفي ذلك، حيث تسيطر ايران على خمسة عشر بئرا نفطيا.
كل ذلك لم يحرك القادة والملوك والرؤساء العرب لمناقشة اوضاع العراق بجدية، والبحث عن حل لتدخل دول الجوار في الشأن العراقي.
وفي العراق يصول ويجول المحتل الأميركي، الذي اعتقل وعذب وأهان وأذل مئات الآلاف من العراقيين خلال مايقرب من خمس سنوات.
ومن ثمرات الاحتلال الأميركي تشريد مايقرب من خمسة ملايين عراقي خارج وداخل العراق.
كما أن علماء العراق قد تم اغتيالهم أو تشريدهم في مدن وعواصم كثيرة.
أكثر من مليون عراقي قتل في زمن الاحتلال الأميركي للعراق، ومراسم جثث العراقيين تتواصل على مرأى ومسمع من العرب والمسلمين، وهناك ملايين الأرامل وملايين اليتامى، وليل العراق مدلهم والمآسي تتجدد في كل يوم.
هذه عناوين لمشاهد مؤلمة ومدمرة وخطيرة في حياة العراق والعراقيين.
الا ان الدول العربية، لم تنظر الى ماهو ظاهر وبارز وواضح، الذي اوصل العراقيين إلى هذا اليأس والقنوط من القمة العربية وملحقاتها.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
التعاون الأميركي التركي .. المغزى والهدف
ناصر اليحمدي
الوطن عمان
رغم انسحاب القوات التركية من شمال العراق مؤخرا الا ان العملية العسكرية التي أخذت شكل التوغل في شمال العراق واختراق حدود (كردستان العراق) لها دلالات وإشارات سياسية كبيرة بالرغم من أنها عملية محدودة في حجمها ونطاقها ولم تصل لحد الاجتياح ولكنها تعد اختراقا تركيا هو الاول من نوعه للحدود العراقية الشمالية منذ الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003.
إن الجيش التركي لم يدخل الى حدود العراق لولا الضوء الأخضر من الادارة الاميركية وهو ضوء يتجاوز مجرد ملاحقة ملسحين هاربين من تركيا ومتمركزين في جبال العراق الى خطة أكبر توائم مصلحة الادارة الاميركية وتركيا وايران وأطرافا عراقية داخلية تحالفت مع الاحتلال وتبحث فقط عن مصلحتها الشخصية ولا يهمها أرض العراق ولا حدوده ولا شعبه.
السؤال الذي يفرض نفسه : لماذا تدعم واشنطن عملية تركية عسكرية تتجاوز الحدود الى داخل العراق خصوصا أن هذا الدعم لم يكن سياسيا فقط وإنما شمل جوانب استخباراتية ومعلومات عن مواقع الكردستان وتنسيق الهجمات الجوية ؟!
إن واشنطن تعيد بموقفها هذا علاقتها الاستراتيجية التحالفية العسكرية مع تركيا في اطار حلف شمال الاطلسي والتي كانت اهتزت بقوة إبان الاجتياح الاميركي للعراق بسبب رفض تركيا السماح للقوات الاميركية باستخدام أرضها.
أعتقد أنه ربما أعادت اميركا هذه العلاقة لعمل مقايضة بين أنقرة وواشنطن فتقدم الثانية دعما للاولى في موضوع حزب العمال الكردستاني وتقدم الاولى دعما في الملف النووي الايراني وتهدف واشنطن من خلال ذلك ليس الى إبعاد تركيا عن ايران وضرب ما كان بدأ يظهر من تقارب بينهما وإنما أيضا الى وضع تركيا في مرحلة لاحقة في مواجهة ايران وإرساء ميزان قوى جديد في المنطقة .. كما ان الخطط الاميركية المستقبلية للانسحاب من العراق او لاعادة انتشار القوات الاميركة وانكفائها الى قوات عسكرية ضخمة يولد حاجة الى ان تكون تلك القواعد في تركيا من أجل إبقاء العراق تحت الرقابة الاميركية واستمرار التحكم بأمنه.
لاشك ان (الأكراد) في العراق هم الطرف الداخلي الأكثر استفادة من نتائج الغزو الاميركي للعراق وسقوط الرئيس صدام حسين فقد نجحوا بعد توحيد صفوفهم وتوزيع السلطات والأدوار في استثمار التدخل الاميركي في العراق وفي اقتناص هذه الفرصة التاريخية حيث نجحوا في تعزيز موقعهم في السلطة المركزية عبر الوصول الى رئاسة الجمهورية رغم الصلاحيات المحدودة المعطاة لها كما تمكنوا من إرساء دعائم دولة كردية مستقلة تتمتع بكل مقومات وخصائص ومظاهر الدولة من علم وجيش وحكومة وبرلمان اقليمي ومن استقلالية ادارية ومالية الى جانب عزل المنطقة الكردية أمنيا عن سائر المناطق العراقية المتوترة والمتفجرة .. ففي وقت تغرق مناطق العراق في وضع من الفوضى الامنية مع ما تستتبعه من ترد اقتصادي واجتماعي تشهد (كردستان) حالة من الهدوء الأمني والاستقرار الداخلي.
لكن هذه الانجازات السياسية والأمنية لا تستند الى معطيات وظروف ثابتة ونهائية وتبدو محاصرة بتهديدات الجوار التركي العسكرية والأمنية واهتزازات الداخل العراقي السياسية ومتغيرات السياسة الاميركية فواشنطن داخلت مرحلة جديدة في العلاقة بالاكراد فبعد أن وظفتهم وقودا للغزو هم وأطراف شيعية موالية لايران آن الأوان كي تبيعهم من أجل علاقة استراتيجية تربطها مع أنقرة.
إن مصلحة الادارة الاميركية الحالية هي تدعيم الثقة بين ايران وتركيا اللتين تقدران على التحكم في الحدود المشتركة مع العراق وتمنع تدفق السلاح للمقاومة.
ليس أمام الجميع من حل سوى النضال من أجل أن يعود العراق واحدا موحدا ليحتضن أبناءه ويكسر احتكار قوى الفساد للنفط سواء في الشمال أو الجنوب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
الحاجة لمناقشة السياسات الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط في انتخابات الرئاسة المقبلة
جيمس زغبي
الوطن عمان
أكتب هذا المقال من مدينة لوس أنجلوس. وقد أتيت إلى هنا لكي ألقي محاضرة أمام مجلس الشئون العالمية. وهذه هي بداية جولة محاضرات عالمية أطلق عليها "الفرصة مواتية جداً أكثر من أي وقت مضى: الحاجة لمناقشة السياسات الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط في انتخابات عام 2008".
وأنا أقوم بهذا الإجراء كل 4 سنوات، منذ انتخابات عام 1984. وفي عام 2004، على سبيل المثال، كانت محاضرتي تحمل عنوان: "الفوضى التي نعيشها: كيف فشل قادتنا في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط". وفي هذه المحاضرة، أشرت إلى أنه على الرغم من الإستثمار والمشاركة الأميركية الواسعة في منطقة الشرق الأوسط، فإننا حفرنا حفرة عميقة لأنفسنا في العالم العربي لأننا لم نفهم تاريخ المنطقة ومتطلباتها، ولأن قراراتنا السياسية كانت دائماً ما يشوبها الاعتبارات السياسية والعقائدية".
* وقد تعرضت الولايات المتحدة للانزلاق في مستنقع حرب العراق، دون فهم للتطورات الخاطئة
* وقد أغفلنا عملية السلام الفاشلة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أدى إلى حدوث نتائج كارثية في المنطقة.
* وكانت مشاعر العداء وانعدام الثقة تجاه الولايات المتحدة تتزايد في معظم دول المنطقة
* ونتيجة لذلك، عرضنا حلفاءنا المهمين ومصالحنا الحساسة للخطر.
وقلت وقتها إننا كنا نحتاج إلى إجراء مناظرة سياسية حول سياساتنا الخارجية، ونحتاج إلى تغيير توجههنا. وهو الأمر الذي لم يحدث. وقد ساهمت الأربع سنوات الأخيرة فقط في تعقيد المآسي المنتشرة في منطقة الشرق الوسط، وتعميق الهوة والحفرة التي انزلقنا فيها.
وبدأ هذا الوضع في عام 2005، وتطور على وجه الخصوص في عام 2006، واستمر حتى يومنا هذا. وتميز الأمورالتالية الوضع في المنطقة.
* عاد تنظيم القاعدة وحركة طالبان للظهور من جديد، بدلاً من القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية، وهو الأمر الذي يشكل تهديداً خطيراً على كل من أفغانستان وباكستان. وقد زاد حجم انتشار ونفوذ تنظيم القاعدة؛ حيث انتشر في العراق، أجزاء أخرى من منطقة الشرق الأوسط، شمال أفريقيا وأوروبا الغربية.
* وقد ازداد تدهور الوضع الفلسطيني، الذي أكد العديد من المراقبين أنه لا يمكن أن يتدهور اكثر من ذلك. وتوجد انقسامات طبيعية وفكرية بين اهم الفصائل الفلسطينية في الوقت الحالي بفعل الاحتلال الإسرائيلي الخانق.
* وشهدت لبنان اغتيال رئيس وزرائها، والعديد من قادتها. وعلى الرغم من انسحاب القوات السورية من لبنان، فإن الفصائل اللبنانية لا تزال منقسمة بشكل عميق، بعد تحملها لحرب مدمرة، وتعرضها لشلل سياسي داخلي. وتهدد الأوضاع السائدة في لبنان بإشتعال الموقف على الساحة السياسية في أي وقت من الأوقات.
* ويظل العراق، على الرغم من تمتعه بهدوء نسبي في الوقت الحالي، قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت، وهو ما يهدد بإندلاع العديد من الصراعات الداخلية والإقليمية. وقد تعرضت بعض أجزاء العراق للتطهير العرقي، وأصبحت تخضع لجماعات عرقية، طائفية أو فكرية ليست مستعدة على الإطلاق لتقديم التنازلات المطلوبة لتحقيق المصالحة الوطنية.
* وقد زادت قوة ايران والجماعات المتطرفة التي ترتبط بعلاقات معها، وهو الأمر الذي يمثل تهديداً للعراق، دول الخليج ومعظم الدول في منطقة الشرق الأوسط.
* وقد تزايدت قوة التوجهات المناهضة للولايات المتحدة، وتعمقت بشكل كبير؛ وهو الأمر الذي يهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.
هذه للأسف هي وضعية الولايات المتحدة في الوقت الحالي.
والأمر المهم هنا هو أن هذه المخاطر لم يتم تناولها مطلقاً، ولم تكن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط أكبر من التحديات التي تواجهها في الوقت الحالي مطلقاً، ولم تكن فرص تحقيق النجاح في تغيير التوجه الأميركي إزاء دول المنطقة أكبر من الفرص القائمة في الوقت الحالي. والسؤال الذي يفرض نفسه، بالطبع، على الأميركيين في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة هو: "هل يجب أن نواصل المسيرة" وأن نتعمق في المشاكل ونتغاضى عن السياسات الفاشلة ونتائجها الكارثية، أم هل يجب أن نغير الاتجاه وأن نجد طريقاً آخر يساهم في دعم موقفنا في المنطقة؟
ومن هذا المنطلق، سوف أبدأ جولتي في الولايات المتحدة، وسوف أسعى لأن يتفهم الجمهور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بشكل أفضل، وتبني حلول منطقية وإستبعاد الصيغ الفاشلة. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، فإنني أوصي بتبني مقترحات مجموعة الدراسات الأميركية حول العراق، والتقرير الصادر عن المعهد الأميركي للسلام مؤخراً تحت عنوان: "مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية: القيادة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط".
ومن المهم أن نشير إلى أن هذا العام لن يشهد فقط انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، ولكنه سوف يشهد أيضاً انتخاب ثلث أعضاء مجلس الشيوخ والكونجرس بأكمله. ويجب ألا يتم تمرير تصريحات المرشحين بسهولة. ويجب أن يتم مساءلة المرشحين بعمق فيما يتعلق بتوجهاتهم التي سوف يقودون الولايات المتحدة من خلالها على مدى السنوات الأربع القادمة، ويجب أن تكون المناقشات أوسع من الطقوس الضيقة والمركزة التي تمارسها الصحافة الوطنية الأميركية.
ويجب أن نعرف أكثر من مجرد موقف المرشح من البقاء في العراق، أو الانسحاب من هناك بشكل سريع، أو موقفه تجاه إيران وتأييده لإسرائيل أو العرب. إن المشاكل القائمة معقدة جداً وتتطلب المزيد من المناقشات المستفيضة.
والأسئلة التي يجب أن تطرح تشمل ولكنها لا تقتصر على:
* كيف نساهم في تحويل لبنان من الشلل التام في اتجاه إجراء مصالحة وطنية وإصلاح شامل؟
* وهل سوف نرفض وهم "الانتصار العسكري" في العراق؟ وإذا ما غادرنا العراق، فهل سنتخذ هذه الخطوة بأسلوب منطقي ومعقول يخلق الإستقرار الإقليمي ويساهم في تحقق المصالحة الوطنية؟
* وكيف سنستخدم الدبلوماسية الأميركية بشكل فعال لدفع وإنهاء عملية السلام التي تحقق أمن اسرائيل والعدل للفسلطينيين؟
* وكيف سنستعيد المكانة والقيم الأخلاقية للولايات المتحدة، ونعيد بناء علاقاتنا مع حلفائنا بأسلوب يسمح لنا بمحاربة التطرف ويساعد المنطقة على المضى قدماً في طريق التقدم والإصلاح؟
ويمكن تحقيق كل هذه الأمور، وسوف أذكر الجماهير التي سوف تحضر محاضراتي أن هذه الأمور يمكن أن تتحقق إذا طالب الشعب الأميركي بها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
من الأسوأ: السنة أم الشيعة؟
عبد الرحمن الراشد
العربية نت
«لا يوجد شيعي واحد كان مع المفجرين الانتحاريين في 11 سبتمبر، ولا تفجيرات جزيرة بالي، ولا تفجيرات فنادق الأردن. كلهم كانوا من السنة. نحن الشيعة لدينا (الانتحار) حرام ولا يجوز أن تذهب روح الحيوان فكيف بالإنسان». لارؤلاىهذا رأي السيد المهري، أحد القيادات الشيعية الكويتية البارزة، مجيبا على الفروقات بين المذهبين السني والشيعي حيال العنف. فهل صحيح ان السنة أكثر تطرفا في ادبياتهم؟ لو استمعت الى النقد السني للمنهج الشيعي لوجدته مماثلا، يفاخر بأنه يكره العنف، ويعير الشيعة بحفلات الجلد الذاتية، ويعتبرهم غلاة في تفسيرهم التاريخ المبني على الدم والانتقام.
وليس صعبا أن يقدم كل طرف أدلة منتقاة من التاريخ الحديث والقديم تؤكد ذلك، لأنه تاريخ أفراد. ففي تاريخ السنة والشيعة وأبناء الطوائف المسيحية والهندوس وغيرهم ما هو أسوأ. فقد لطخ بن لادن وجماعته سمعة السنة بعد نحو مائة عام من الهدوء النسبي، كما لطخت أحزاب الله في الخليج ولبنان وإيران وميلشيات جيش المهدي سمعة الشيعة ثلاثين سنة ماضية. ولا اعتقد ان المهري يصدق بالفعل ان الشر كامن في ابناء السنة، كما زعم بأنه «ليس هناك شيعي واحد ينحر الناس، كما يحدث في العراق». صحيح لا يوجد شيعي واحد، بل مئات وربما آلاف ممن انتظموا في فرق الموت الشيعية التي قتلت الأطفال والنساء والشيوخ، وقامت بعمليات تطهير منظمة لأحياء السنة في بغداد. إن الشر ليس خاصا بالسنة او الشيعة، بل صفة قبيحة ملاصقة للإنسان، بغض النظر عن دينه وعرقه. فالأوروبيون الذين يتحدثون عن همجية المسلمين اليوم نسوا أنهم قتلوا أربعين مليون إنسان من بني جلدتهم في خمس سنوات فقط في الحرب العالمية الثانية، عدا ملايين البشر خارج القارة الأوروبية. وفي سياق من هو الأفضل صدر في الولايات المتحدة كتاب يقدم الشيعة على انهم المسلمون المسالمون، وان الشر محصور فقط في اوساط المسلمين السنة. قلت للذي سألني عنه يكفي أن ترى أمامك العراق لتعرف أن هذا القول محض هراء. هناك من حملة الحقد ودعاة الكراهية ما يكفي لتدمير العالم من الأشرار في أوساط السنة والشيعة وغيرهم، ويتوجب علينا أن ننظر الى ما وراء ذلك، الأسباب التي تدفع الناس لقتال اخوانهم، وجيرانهم، والتضحية بأبنائهم. العالم مليء بالعنف، كما هو الحال عليه الآن في كينيا، وهذه لا علاقة لها بالعرق او الدين، بل هي صراع على الحكم. فقد أفلح طلاب الحكم في العراق، وغيره، في تسخير الموروثات التاريخية، والمنافسة العرقية، والاختلافات الدينية، لاستنهاض الهمم وخوض الحروب بالنيابة لتحقيق مصالحهم. لكن ليست كل الاصوات متشابهة. اصغوا الى بعض الحوزات الشيعية في ايران ستسمعون مراجع تعارض المتطرفين في الحكم الشيعي المتطرف في طهران، وستجدون في داخل المؤسسات السنية تيارا قويا هو الذي قاد الحرب على القاعدة السنية ونجح في دحرها أكثر من الأساطيل الأميركية. ج في
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
الشرق الأوسط .. نذر الاضطراب
أ.د. محمد الدعمي
الوطن عمان
وضع الأدميرال "مايكل مولن"، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، النقاط على الحروف عندما أفاد بأن إرسال المدمرة "يو أس أس كول" على مقربة من السواحل اللبنانية إنما هو إجراء موجه إلى المنطقة بأسرها، وليس ضد دولة معينة. يأتي هذا التحرك الخطير في خضم تداعيات الأزمة اللبنانية، سوية مع توجيه رسائل تحذير أميركية لدمشق، كانت العقوبات بفرض حظر على التعامل مع أفراد سوريين أعلاها صوتاً، خاصة مع تضمين القائمة أسماء محرمة أخرى بدعوى دعم العمليات الإرهابية وتهريب المقاتلين والأسلحة إلى العراق. وهكذا راحت الغيوم تلبد سماء منطقة الشرق الأوسط مرة أخرى، منذرة بـ"شيء ما" سيحدث في وقت قريب.
إن التحرك العسكري الأميركي لا يمكن أن يباشر بوصفه شيئاً من الدعابة أو "التخويف" المحدود لأطراف إقليمية معينة. والتجربة العراقية القريبة زمنياً تدل، وبدقة لا تقبل الشك، أن الإدارة الأميركية لم تعد "تستعرض" عضلاتها في الشرق الأوسط، بل هي تعني ما تقول، وتنفذ ما ترمي إليه. وجميع الدلائل تشير إلى أن هناك ثمة إصرار أميركي على "إكمال المهمة" التي بدأت بغزو العراق وإزالة نظام الحكم فيه، وهي "جراحة كبرى" من أصل عدد من "الجراحات" المتواصلة التي من المتوقع أن تتسارع مع تسارع الأشهر الأخيرة لولاية الرئيس جورج بوش، حيث حذر في مؤتمره الصحفي المهم يوم 28 نوفمبر من أن خطر الإرهاب الذي يحيق بأميركا لم يزل قائماً وأن على واشنطن أن لا تبقَ مكتوفة الأيدي. وإذا كان تحذير الرئيس بوش هذا قد جاء في سياق دفاعه عن سياسته في الشرق الأوسط ومطالبته الكونجرس بدعمها، فإنه لا يمكن قط أن يُعزل عن التداعيات الخطيرة على أرض الشرق الأوسط، حيث أطلقت العملية الغامضة باغتيال مغنية أحد زعماء حزب الله / الجناح العسكري حرباً لفظية، مبنية على تبادل التهديدات بين الحزب وإسرائيل. ناهيك عن عجز أو تعطل الجهود العربية والإقليمية لحل أزمة الرئاسة اللبنانية على طريق تحديد من يمثل لبنان في قمة دمشق العربية المنتظرة.
إن تموضع المدمرة كول، مع إثنين من السفن الحربية الأميركية، على الجهة الغربية لمنطقة نفوذ حزب الله داخل لبنان يمكن أن ينذر بإستهداف ميليشيات الحزب وصواريخه عن طريق وضعها في كماشة، حيث تفتح جبهتان، غربية وجنوبية، لتوجيه "غرزات" صاروخية قوية من جهة إسرائيل ومن جهة البحر.
لا ريب في أن هذا الاحتمال قائم، خاصة بعد أن أخذت الأوضاع في لبنان بالتعقد درجة تحذير وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، من إمكانية نشوب حرب أهلية ثانية هناك. إن الولايات المتحدة تحاول منع هذه الحرب عن طريق إضعاف واحدة من أهم القوى المرشحة للمشاركة فيها، حزب الله وحلفاؤه المحليون. كما أن توجيه ضربة عن بعد لقوات هذا الحزب يراد لها، ليس فقط إضعافه، بل كذلك توجيه رسالة إلى الجمهورية الإسلامية مفادها أن الولايات المتحدة الأميركية قادرة ومستعدة لمباشرة عمليات بتر أو لجم أصدقائها أو أذرعها في المنطقة. أما عندما تقرر واشنطن إطالة قائمة أسماء الممنوعين من التعامل مع مصارفها في سوريا، فإنها تحدد الخيط الرفيع الذي يمتد بين لبنان والعراق نحو إيران، الأمر الذي يشير إلى قوة إحتمال توجيه ضربات لأصدقاء إيران داخل العراق كي تتخلص واشنطن من كافة الأذرع الإقليمية لطهران في الشرق الأوسط. ولأن هذه الإجراءات لا تبتعد كثيراً عن رغبات ومخاوف الحكومة الإسرائيلية من تزايد قوة وسطوة إيران العسكرية، فإن احتمال دخول إسرائيل في هذه العمليات قائم لا ريب. إن الأوضاع في هذا الإقليم المترامي تنذر بأحداث جسام قد لا يمكن احتواءها قط، اللهم إلاّ إذا ما حدث "انقلاب" جذري في مواقف الدول والقوى التي تعد مارقة بقدر تعلق الأمر بالسياسة الأميركية وبحملة واشنطن ضد الإرهاب. لذا فإن أميركا ترنو للعب الدور الرئيس في تشكيل شرق اوسط جديد، الأمر الذي يفسر "رغبة" الرئيس الأميركي بعدم استمرار تركيا في التواجد شمالي العراق دون سقف زمني معين: فأميركا موافقة على ما تقوم تركيا به من لجم لحزب العمال PKK، بوصفه حزباً مصنفاً ضمن الحركات الإرهابية، ولكن هذه هي الحدود التي تسمح بها واشنطن لأنقرة بالعمل، بعيداً عن "العبث" بالخطة الأميركية المهيئة للشرق الأوسط. هذا ما يفسر إستجابة أنقرة الفورية لـ"نصيحة" الرئيس بوش وأركان إدارته التي تفيد بوجوب أن تكون العمليات العسكرية التركية داخل العراق محدودة، علماً أن تركيا تدرك جيداً أن هذا المجال "محجوز" للولايات المتحدة فقط، ولا يوجد هامش للعبث بداخله.
ومن زاوية أخرى، يضع الوجود العسكري الأميركي بالقرب من السواحل اللبنانية جهود التسوية أو التوفيق العربية لحل الأزمة اللبنانية على المحك، إن لم نقل بأنها رسالة تضع نهاية لهذه الجهود. إن واشنطن تتعامل مع الشرق الأوسط كأخطر منطقة في العالم، بقدر تعلق الأمر بأمنها، الأمر الذي يلقي الضوء على جدية رسائلها، إن كانت لفظية صريحة أو مضمنة في نصوص عسكرية من نوع تموضع البارجات العسكرية بالقرب من السواحل اللبنانية. لذا ينبغي على جميع الأطراف الفاعلة داخل لبنان وخارجه أن تدرك بأن هذه النصوص تتجاوز كونها "مناورات" يمكن التغاضي عنها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
ورطة حرب العراق
جون بوديستا
اخبار العرب الامارات
على الرغم من الرغبة المعلنة للمرشحين الرئاسيين للحزب ’’الديمقراطي’’ في إنهاء حرب العراق، فإن هناك نوعاً من القلق وعدم الارتياح يسيطر على قاعدة الحزب. وقد ألمح بعض النشطاء الحزبيين المتحمسين إلى أن أي رئيس ’’ديمقراطي’’ جديد- سيجد نفسه واقعاً تحت ضغط شديد يدفعه دفعاً إلى إدامة الالتزام الأميركي بمواصلة الحرب في العراق، حتى وإنْ تضمن ذلك إدخال بعض التعديلات. وهذا القلق يكشف عن مدى صعوبة إنهاء تلك الحرب المثيرة للجدل، كما يكشف في الوقت نفسه عن الحاجة الماسة لتحقيق ذلك.
وإذا ما ألقينا نظرة عابرة على التاريخ الأميركي، سنكتشف على الفور مدى التعقيدات التي يمكن أن تكتنف إنهاء حرب مثل الحرب الحالية، خصوصاً وأنها اتخذت صبغة حزبية صارخة. فشبح حرب فيتنام مازال مخيماً على السجال العام في أميركا، حيث يواصل ’’الجمهوريون’’ استخدام مقولات أصبحت مبتذلة من كثرة ترديدها، مؤداها أن ’’الديمقراطيين’’ في الكونجرس ، هم الذين طعنوا أميركا إبان الحرب الفيتنامية في الظهر،عندما قطعوا التمويل عن قضية كانت تحقق اَنذاك نجاحاً- لكن الحقيقة هي أننا خسرنا تلك الحرب في النهاية. ومن الممكن جداً، أن تقوم الاَلة الإعلامية الضخمة للحزب ’’الجمهوري’’، بإثارة الموضوع نفسه مرة أخرى إذا ما خسرت السباق إلى البيت الأبيض في نوفمبر المقبل. فالإدارة ’’الديمقراطية’’ الجديدة ستُتهم عندئذ بالاستسلام للأشرار، وسيقُال إن ’’الحمائم الديمقراطيين’’ قد قاموا مرة أخرى بانتزاع الهزيمة من بين أنياب النصر. ومثل هذه المزاعم التي تهدف إلى خدمة الذات لا تقلص من مدى الحاجة، ولا من المبررات الداعية لإنهاء واحدة من أكثر الحروب التي خاضتها أميركا طولاً وتضليلاً. ف’’الجمهوريون’’ سيدعون أنه بعد أربع سنوات من الأخطاء الفادحة، فإن إدارة بوش استطاعت أن تتوصل في النهاية إلى الخيار الصحيح، وهو ضخ المزيد من القوات. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد فقدت ما لا يقل عن 1000 جندي و150 مليار دولار منذ أن ضخت المزيد من القوات في العراق إلى أن تلك الزيادة لم تحقق هدفها المحدد: وهو توفير مهلة للحكومة العراقية لتمكينها من الوفاء بالمعايير التشريعية الثمانية عشر التي وضعتها والتي تعتبرها ذات أهمية حيوية من أجل تحقيق التسوية السياسية حيث لم تنجح تلك الحكومة سوى بالوفاء بأربعة معايير فقط. ليس هذا، فحسب بل ساهمت تلك السياسة في تقويض الحكومة العراقية من خلال إقدام الولايات المتحدة في إطارها على تقديم الأسلحة والأموال للجماعات السُنية المتمردة.
وبصرف النظر عن الجوانب اللاعملية في سياسة زيادة عدد القوات، إلا أنها تعتبر مع ذلك مهمة لإجراء عملية قياس واقعي لتكاليف وتداعيات الانسحاب الأميركي التام. فالسيناريو المتشائم السائد حالياً يشير إلى أن رحيل القوات الأميركية من العراق سيؤدي إلى أهوال عمليات إبادة جماعية. السؤال هنا: هل هذا صحيح؟ الإجابة هي أن العراق اليوم ملك للعراقيين وهو بلد ذو حضارة قديمة وأعراف وتقاليد خاصة، مما يجعل الاحتمال الأرجح بعد رحيل القوات الأميركية، هو أن يتمكن العراقيون من عقد صفقاتهم ومعاهداتهم الخاصة، علاوة على أن الانسحاب الأميركي سيجبر دول المنطقة على الاهتمام بشأن العراق، وإدراك أن نشوب حرب أهلية فيه لن يكون في مصلحتهم، مما سيدفعهم للتوسط من أجل حل الخلافات والنزاعات بين العراقيين بدلاً من العمل على تأجيجها.
إدامة الحرب في العراق، لن تؤدي سوى إلى عجز أميركا عن تحقيق الإنجازات، وإلى سياسة خارجية انقسامية، والوقوع رهينة لصراعات لا تنتهي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
احمدي نجاد فـي بغداد.. زيارة تاريخية ولكن.. بأي معنى؟
محمد خرّوب
الراي الاردن
لا مبالغة في وصف زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لبغداد، بأنها ''تاريخية'' لكن بأي معنى هي كذلك؟.
يصعب الوقوف على سبب واحد، لأن المسألة تنبع من أي زاوية يقرأ المتابع أو المحلل، البعد ''التاريخي'' لهذه الزيارة، وأي استراتيجية تنظم هذا الحدث، الذي سيكون له توابعه، كما زوابعه، أكلافه واستحقاقاته على حد سواء.. مكاسبه والخسائر التي ستلحق بهذا الطرف او ذاك في المعادلة العراقية المعقدة، والمفتوحة على اتساعها لعقد صفقات تبدو قد نضجت أو في طريقها للنضوج، على رغم سحب الفوضى الداكنة التي تتجمع في ''سماوات'' المنطقة، ان لجهة ''المحرقة'' المستمرة في غزة بتواطؤ دولي وصمت عربي مريب، أم في ''دبلوماسية البوارج'' التي دشنتها ادارة بوش بارسال المدمرة كول قبالة السواحل اللبنانية، أو قل في المياه الدولية المطلة على الساحلين السوري واللبناني..
ان يذهب احمدي نجاد الى بغداد بعد خمس سنوات من الاحتلال الاميركي البريطاني للعراق، يعني ان ثمة ما يبحثه الرئيس الايراني مع ''المسؤولين'' العراقيين، وخصوصاً مع رئيس الجمهورية جلال طالباني، الذي وجه الدعوة الرسمية له، كما إستذكر واياه كفاحه في فترة النضال ضد الديكتاتورية، كما قال الرئيس الايراني.. واذ لم يتردد احمدي نجاد في وصف مباحثاته مع طالباني (الذي لا دور تنفيذياً له في صنع القرار العراقي بما هو محصور في يد رئيس الوزراء دستوريا).. كانت جيدة وايجابية للغاية مستطرداً ''.. لدينا اتفاق في وجهات النظر في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية''.. فإن التسرع في الخروج باستنتاجات حاسمة ازاء نتائج الزيارة، سيكون نوعاً من المغامرة وبخاصة ان القرار في النهاية سيكون لادارة الاحتلال، بصرف النظر عن كل ما يقوله المسؤولون العراقيون بدءاً من رئاسة الجمهورية وهيئتها وبخاصة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي لاحظ مراقبون غيابه ونوري المالكي، عن استقبال نجاد في المطار مروراً برئاسة الوزراء وليس انتهاء بمجلس النواب.
ثم.
إن أي ارتقاء بمستوى التنسيق او عقد اتفاقات ثنائية وخصوصاً اقتصادية وأمنية، سيخضع لتدقيق وفحص شديدين من قبل قوات الاحتلال الاميركي لان المسألة تتجاوز مسألة الجغرافية و''حكاية'' الجيرة التي ''ابتدعها'' الرئيس بوش عندما ''تحفظ'' عن معارضة زيارة نجاد العراق قائلا في رد على سؤال عن الزيارة وإمكان ان تعطل الجهود الاميركية لعزل طهران: إن نجاد ''جار'' للعراق مستطرداً ان الرسالة ينبغي ان تكون الآتية: كفوا عن ارسال معدات متطورة تقتل الجنود الاميركيين، في اشارة واضحة الى العبوات الناسفة التي تتهم واشنطن طهران بتزويدها للذين يقاتلون الاميركيين في العراق.
نبرة بوش غير حاسمة ومفرداته تترك الباب موارباً امام احتمال حدوث صفقة او تلميح بأن المفاوضات بين الجانبين (والتي أجّلتها طهران من جانب واحد) يمكن ان تسفر عن توافق، يسمح لطهران بمزيد من النفوذ في العراق مقابل مساهمة ايران في تسهيل خروج مشرف للاميركيين من العراق.
لا أحد يشير أو يتحدث عن الملف النووي الايراني في الزيارة، لا في واشنطن كما ليس في طهران أو بغداد، والموضوعات قيد البحث تتعلق بما هو ''آني'' إن جاز القول، وحصر النقاش في العراق ليس محض صدفة، لأن الطرفين الايراني والاميركي ارادا اختبار قواعد اللعبة على الساحة العراقية، واذا ما تم الالتزام بتلك القواعد ونجح كل منهما في تأمين البضاعة المطلوبة لكليهما فانها (التوافقات والتفاهمات) يمكن ان تنسحب لاحقاً على ساحات وجهات اخرى وملفات اخرى..
هي اذاً خطوات محسوبة بدقة من الطرفين فلم يجد الرئيس الايراني ما يحول دون ذهابه الى المنطقة الخضراء ضيفاً على الرئيس العراقي (وفي مقره).. وليس لديه أي حساسية في المرور عبر حواجز التفتيش الاميركية التي تحمي هذه المنطقة (وهو بالتأكيد لن يتعرض لتفتيش او عرقلة) كما لم تر ادارة بوش في الزيارة ما يغير من جدول اعمالها الروتيني لأن القرار في النهاية لها وليس لطالباني او المالكي او عبدالمهدي او الهاشمي.
اين من هنا اذاً؟.
لا نتائج دراماتيكية لهذه الزيارة التاريخية لأول رئيس ايراني يطأ ارض العراق رسمياً منذ الثورة الايرانية في شباط 1979، والحديث ''العراقي'' عن ترحيل منظمة مجاهدي خلق هو للاستهلاك المحلي ولا رصيد له لأنهم (مجاهدو خلق) في النهاية ورقة في يد قوات الاحتلال الاميركي، تماماً كما كانوا في يد النظام السابق، وكلاهما استخدم ''المنظمة'' لاهداف تكتيكية لم تستنفد ''حتى الآن'' بالنسبة للاميركيين.
اما اتفاقية الجزائر الموقعة بين عراق احمد حسن البكر (وقعها نائبه صدام حسين) وايران الشاه في العام 1975 لرسم الحدود بين البلدين واقتسام شط العرب بينهما، فانها فيما يبدو لن تمس ولن تخضع للالغاء او التعديل كما طالب بذلك بعض المسؤولين في هيئة الرئاسة (...) لسبب بسيط وهو ان ليس لدى هؤلاء من القوة والنفوذ والقدرة (هذا ان توفرت الرغبة) على ''ارغام'' طهران قبول ذلك..
خلاصة القول... احمدي نجاد يذهب الى بغداد لملء الفراغ الكبير الذي اوجدته ادارة بوش، وحيث لا احد من العرب قادر او راغب في ملئه، فان ايران تلعب ادواراً تخدم مصالحها الاستراتيجية ولا نحسب ان احداً يلومها على ذلك، ما دام اصحاب الشأن ينامون كأهل الكهف.
.. انها لعبة مصالح ''تاريخية'' ايضاً.
kharroub@jpf.com.jo
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
أحمدي نجاد في بغداد.. أسئلة الزيارة التاريخية ودلالاتها
أبو يزن
الدستور الاردن
زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للعراق ، تاريخية بكل ما للكلمة من معنى ، وهي إذ تحفل بالكثير من الدلالات ، إلا أنها في الوقت ذاته تثير الكثير من الأسئلة والتساؤلات. من دلالات الزيارة التي لا تخطئها العين المجردة ، أنها تعبر عن المكانة المتزايدة والنفوذ المتعاظم لإيران كقوة إقليمية صاعدة ، يتخطى وزنها حدود جغرافيتها إلى الإقليم برمته ، لا لأن الزيارة هي الأولى من نوعها للجار اللدود ، بل لأنها تأتي كتتويج لتحول العراق من سد في وجه أطماع إيران وتطلعاتها "شرقا" إلى جسر لهذه التطلعات والأطماع والأدوار ، وانتقاله - أي العراق - من "معادل موضوعي" للقوة الإيرانية إقليميا ، إلى ساحة من ساحات اختبار هذه القوة وأداة لممارسة نفوذها وانتشارها ، وكل ذلك بفضل القوة الأمريكية الغاشمة ومبدأ بوش (Bush Doctrine) في السياسة الخارجية.
أحمدي نجاد في بغداد بعد أن غابت عنها ، ولما يقرب من العقدين من الزمان ، وبالأخص منذ احتلال العراق وسقوط بغداد ، جميع القيادات والزعامات العربية ، حتى أن الوزراء والسفراء العرب ، ما عادوا يكلفون أنفسهم عناء "المجازفة" بزيارة العراق أو الإقامة فيه ، ومع ذلك لا يكف هؤلاء من التحذير من مخاطر التوسع الإيراني وعواقب سقوط العراق في قبضة النفوذ "الفارسي ـ الشيعي" ؟،. لكن الزيارة مع ذلك تثير عددا من الأسئلة والتساؤلات ، منها على سبيل المثال لا الحصر: كيف يمكن للخصم الأبرز لواشنطن أن يأتي زائرا إلى العراق في الوقت الذي تحظى فيه الولايات المتحدة بالكلمة الفصل واليد العليا في عملية اتخاذ القرار وصنع السياسة في بلاد الرافدين؟،...هل يمكن لهذه الزيارة أن تكون خطوة في مواجهة الولايات المتحدة وتحدي نفوذها أم خطوة في سياق التفاهم معها وبضوء أخضر منها ؟،...هل الزيارة تندرج في سياق الصراع على العراق أو في سياق السعي لاقتسام النفوذ فيه ؟،. ثم ماذا يعني أن تتزامن الزيارة مع قيام إسرائيل بش حرب إبادة ضد حماس وقطاع غزة ، وبضوء أخضر أمريكي ، ومع قيام الأسطول الأمريكي بأكبر عملية عرض عضلات قبالة السواحل السورية وعلى مقربة من مقرات حزب الله في لبنان...هل تبحث واشنطن عن التهدئة مع إيران في العراق في الوقت الذي تقرع فيه طبول الحرب مع حلفائها في المشرق العربي..هل سلمت واشنطن لإيران بالعراق ساحة لنفوذها ، أو على الأقل قبلت بدور إيراني في العراق ، مقابل تخلي طهران عن دورها المؤثر على مقربة من إسرائيل وحدود الصراع العربي الإسرائيلي؟
في المقابل ، هل تقبل إيران بهذه القسمة ، هل تنسحب إيران فجأة من ساحات نفوذها أم أنها تواصل لعبتها المزدوجة مع الولايات المتحدة: تسايرها وتتساوق معها في بعض الملفات ، وتحاربها بكل ما أوتيت من قوة على ساحات أخرى ، وربما حتى آخر لبناني وفلسطيني وسوري إن اقتضى الأمر ؟،
قد تكون هذه الأسئلة والتساؤلات متطيّرة وتذهب بعيدا في تحميل الأمور أكثر مما تحتمل ، لكن المؤكد أن زيارة نجاد للعراق لا تقرأ فقط في سياق العلاقات الثنائية الإيرانية العراقية ، بل في سياق الصراع الأمريكي - الإيراني ، أللهم إلا إذا أخذنا على محمل الجد أن الاحتلال الأمريكي للعراق قد انتهى ، وأن هذا البلد يتمتع فعلا بحريته واستقلاله وسيادته وأنه أصبح يحكم نفسه بنفسه. لإيران مع العراق ، العديد من المصالح والملفات العالقة ، والأرجح أن نجاد يحملها معه في جعبته ، من ترسيم الحدود إلى التجارة والتبادل الاقتصادي ، مرورا بالإرهاب والروابط الثقافية والروحية والدينية والمذهبية ، على أن هذه الملفات جميعها ، تتضاءل على أهميتها ، أمام الملف الأهم والمتصل بالعلاقات الأمريكية - الإيرانية التي يعد العراق واحدا من أهم عقدها وأكثرها حساسية بعد البرنامج النووي الإيراني ، فهل سيكتفي الضيف الإيراني ببحث ما هو ثنائي مع قادة العراق ، أم أن محادثاته في المنطقة الخضراء تحت سمع وبصر وربما - تسجيل - القوات الأمريكية ، ستكون بمثابة حوار أمريكي - إيراني بالوساطة؟
إيران شنت حربا بالواسطة (War by Proxy) على الولايات المتحدة ، من العراق وعلى أرضه وبأبنائه ، فهل جاء الوقت الذي ستنخرط فيه بمفاوضات بالواسطة (Negotiations by Proxy) معها ، من العراق وعلى أرضه ومن خلال قياداته؟،
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
هرطقة إمام جمعة النجف.. فتنة عقول الخرافة السوداء
داود البصري
السياسة الكويت
كأنه كان ينقص شيعة العراق الاعداء والخصوم لكي يتبرع علينا ما يسمى بامام جمعة النجف في العراق المدعو حجة الاسلام والمسلمين صدر الدين القبانجي بخطبته البتراء وحملته الشعواء وهرطقته العمياء التي هي بمثابة اعلان صريح للفتنة والتنافر واشعال الكراهية بين المسلمين والفتنة كما نعلم جميعا اشد من القتل, لقد تماهى امام النجف وبالغ كثيرا في تطرفه وفي غلوه وفي تصريحاته التي لا يمكن وصفها الا بالمريضة وتعرض لمذاهب اسلامية اخرى قد نختلف معها ونقف منها موقف النقد ولكن لا نهاجمها ولا نكفرها بالمطلق ولا نعتبرها الشر المستطير , فالحقيقة نسبية وللناس فيما يعشقون مذاهب واتجاهات شتى , وما قاله امام النجف صدر الدين القبانجي من افكار مغالية متطرفة وبث للعداء والكراهية ضد الاخرين لا ينسجم ابدا مع طبيعة الفكر والمنهج الذي يحمله ائمة الفقه الجعفري واهل بيت النبوة الكرام رضوان الله عليهم , فهذا امام المتقين علي بن ابي طالب ( كرم الله وجهه) لم يفت ابدا بتكفير احد , ولم ينشر ويبث العداء ضد احد وقاتل خصومه ورافضي خلافته وقيادته بموجب الموازين والعهود الشرعية واخذ الحجة واستنفاد اخر السبل الممكنة للحوار ولم يبد احد بقتال ولم يبادر لغدر وقد طلق الدنيا ثلاثا ولم يسع للجوائز المادية او لاساليب الغدر ولولجا للغدر وللفجور والدهاء لكان ادهى الناس وحاشاه ان يلجا لمنكر ومعصية ولومن اجل نصرة الحق , وشخص عظيم يمثل ذلك المنهج الرباني وبمثل تلك العقيدة النقية الصافية لا يمكن ان يعبر عنه شخص جاهل وحقود وطائفي ومريض من امثال المدعوصدر الدين القبانجي الذي تجرأ علنا على مقام ركن مهم من اركان الاسلام وهو الحج مفضلا عليه في هرطقة فكرية وجنون عقائدي متخلف طقوس زيارة الاضرحة والمشاهد, لا بل انه تمادى في غيه ومنهجه الرديء ليعتبر الزيارة اكثر ثوابا واجرا بسبع مرات من الحج والعمرة, وهي المرة الاولى التي يسمع العالم من خلال احد الذين يلبسون عباءة الفقه الشيعي بمثل هذا الكلام المنحرف الضال الذي ستكون له عواقب جد وخيمة ليس على صعيد الفتنة الدينية بل على صعيد الفتنة الوطنية الداخلية في العراق التي يريد عملاء النظام الايراني والقبانجي واحد من ابرز وجوههم اشاعتها في العراق غير مبالين بالنتائج الميدانية التي سترسم خطوطها الدموية والتصعيدية الرهيبة في الرد على مثل ذلك التخريف الذي تفوه به ذلك العميل الايراني الصغير الذي وفرت له الظروف صولة وجولة لا يستحقها ابدا ولا يستحقها الاحرار من شيعة العراق الذين تحولوا اليوم لهدف ومشروع ابادة شامل بفعل تخاريف وسخافات وهرطقات القبانجي وتجرئه الوقح على مقام الحج المقدس الذي ورد في القران الكريم وليس في بحار الانوار ولا في اي من الكتب الوضعية الاخرى مهما كانت درجة مصداقيتها او قداستها , لقد اوضح القبانجي بخطابه المستهتر الاخير يوم الجمعة الماضي مدى خطورة العصابات الايرانية الصفوية الارهابية التي تتحكم في العراق? واثبت على الملا خطورة ودرجة الاحتقان الطائفي في العراق, واماط اللثام عن حقيقة الجهود التي تبذلها بعض الجهات المشبوهة لتمزيق العراق نهائيا من خلال اشعال فتيل الحرب الاهلية والمذهبية بمثل ذلك الوقود من الكلام الفج والساقط والرخيص والافكار الضحلة السقيمة التي بثها ويبثها القبانجي وحيث سيتصدى له اهل الفكر الاسلامي واولهم علماء الشيعة ذاتهم للرد عليه وعلى تخرصاته واستفزازاته التي تؤكد في النهاية الخطورة الحقيقية لمشاريع الفيدراليات الطائفية الشيعية او السنية او غيرها فالاغراق في الاعتماد في الفكر السياسي على اهل العمائم واللحى من الذين تدربوا في معاهد الحرس الثوري الايراني سيطيح بالعراق وسيحيله نحو الجحيم والسكوت على هرطقة القبانجي معناه تعبيد الطريق لحرب اهلية وطائفية ستتجاوز حدودها العراق وستغرق المنطقة الهشة بفتن وصراعات وحروب لا نهاية لها من شانها تمزيق كل جهود التنمية والتطور, العراق اليوم بحاجة لقيادات دينية حقيقية تتجاوز الفتنة وتكون مشروعا وطنيا حقيقيا لا يقبل القسمة وبما من شانه ان يضع حدا لتسلل غلمان الولي الايراني الفقيه الذين يسعون لاغراق العراق والمنطقة في بحور وشلالات من الدماء تحقيقا لرغبة فاشية مريضة في اذهانهم, فليخسا صدر الدين القبانجي وامثاله من العملاء والجواسيس وسقط المتاع , ولنعمل جميعا من اجل الوحدة الوطنية بعيدا عن فتنة العقول السوداء والضمائر المريضة والنفوس المعباة بالخرافة وامراض التاريخ , وللبيت رب يحميه من تخرصات سقط متاع اخر الزمان.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
الهدوء الذي يسبق الحريق
كريس هيدجيز
إنفورميشن كليرنغ هاوس
الولايات المتحدة تمول ، وفي حالات عديدة ، تسلح الفرق الإثنية الثلاث في العراق: الاكراد ، الشيعة والسنة العرب. هذه الفرق تسيطر على مساحات مجزأة من الارض العراقية وتقوم بتطهير عرقي وحشي ضد الجماعات العرقية المنافسة في مناطقها. العراق لم يعد موجودا كدولة موحدة. انه سلسلة من الاقطاعيات المسلحة جيدا والتي تديرها سفاحون ، وعصابات ، وميليشيات ، واسلاميون متطرفون وامراء حرب ، كثيرا ما يتلقون رواتب من الجيش الاميركي مقدارها 300 دولار في الشهر.
العراق هو يوغسلافيا قبل العاصفة. انه مرجل يغلي بالسلاح والكراهية والاجرام وانعدام القانون ، ولا بد ان ينفجر يوما. السياسة الاميركية الحالية ، التي ولدت من اليأس والهزيمة ، تعني بانه عندما ينفجر العراق ، فانه سيتعين على الجيش الاميركي ان يعدو مسرعا مثل الفئران بحثا عن مخبأ.
مؤيدو الحرب ، من بوش البيت الابيض الى السيناتور جون ماكين ، يمتدحون زيادة القوات باعتبارها الحل السحري. لكن هذه الزيادة ، التي نشر بموجبها 30 الف عسكري اميركي في بغداد وحولها ، لم تفعل سوى القليل للحد من اعمال العنف الطائفي. التراجع في عدد الهجمات بدأ فقط عندما قمنا بشراء السنة العرب. القادة العسكريون الاميركيون لم يكن لديهم في الخريف الكئيب لعام 2006 سوى خيارا واحدا: اما شراء السنة العرب او الهزيمة.
الارتفاع المستمر في الخسائر البشرية الاميركية ، تفجيرات السيارات المفخخة التي مزقت الميادين الرئيسية في بغداد وخلفت مئات القتلى ، التطهير العرقي الوحشي الذي أدى الى خلق معازل عرقية مستقلة خارج سيطرتنا في انحاء العراق المختلفة ، فرق الموت التي نفذت اعدامات بالجملة وحكومة مركزية فاسدة وعاجزة في آن واحد ، كلها كانت تشير الى فشل كارثي.
الولايات المتحدة عقدت اتفاقا مع اعدائها السنة العرب. وبموجب هذا الاتفاق ستدفع رواتب للمتمردين السابقين ، وسوف تسمح لهم بتسليح انفسهم وتشكيل وحدات عسكرية كما ستمنحهم السيطرة الذاتية على معازلهم العرقية. في المقابل ، يجب على السنة العرب التوقف عن شن هجمات على القوات الاميركية. حاليا ، تنفق الولايات المتحدة مئات الملايين من الدولارات لدفع رواتب شهرية لحوالي 600 الف مقاتل مسلح في المعسكرات العرقية الثلاثة المتنافسة. هؤلاء المقاتلون - الشيعة ، الاكراد والسنة العرب - ليسوا معادين فحسب ولكنهم حلفاء لا يعتمد عليهم الى حد كبير.
ميليشيا السنة العرب حلت محل مسؤولي الحكومة المركزية ، بضمنهم الشرطة ، وتولت الادارة المحلية وشؤون الامن في جيوب العراق الواقعة تحت سيطرتها. وهذه الميليشيات لا تدين بالولاء لأحد خارج طائفتها. وحالما ينفد المال ، او عندما يشعرون بأنهم أقوياء بما يكفي لشن هجوم على السلطة ، فان الحرب الاهلية في العراق سوف تتسارع بصورة مميتة. إن تكتيك المال مقابل السلام فشل في افغانستان. الولايات المتحدة قدمت اموالا واسلحة للجماعات القبلية في أفغانستان لشراء ولائها ، لكن عندما توقفت الدفعات المالية وشحنات الاسلحة ، توجهت هذه الجماعات مجددا الى أحضان حركة طالبان. حاليا ، هناك حوالي 80 الفا من مقاتلي الميليشيات ، التي تطلق على نفسها اسم الصحوة ، وهي كلها تقريبا من السنة العرب ، الذين تدفع لهم الولايات المتحدة للسيطرة على مناطقهم القذرة. ومن المتوقع ان يصل العدد الى 100 الف مقاتل. السنة العرب لديهم مقاتلون يحملون السلاح اكثر من جيش المهدي الشيعي وهم يشكلون حوالي نصف حجم الجيش العراقي الضعيف. كما أن جماعات الصحوة السنية تشكل حزبا سياسيا.
رغم ان الميليشيات السنية العربية انهت هجماتها على القوات الاميركية ، الا انها تكره حكومة نوري المالكي الشيعية - الكردية ، وتمقت بشدة الوجود العسكري الاميركي على الارض العراقية. هذه الميليشيات تطبق أسنانها باحكام على المال والدعم الذي تتلقاه من اميركا ، لأنها بهذا المال ستكون قادرة على بناء جيش سني ، قوة ثالثة داخل العراق ، وهو ما تعتقد بأنه سيمكنها من الإطاحة بالحكومة المركزية. هذه الميليشيات هي الاساس لقوة متمردة أشد فتكا ، قوة سوف تقزم اي شيء واجهته الولايات المتحدة في السابق. إن الولايات المتحدة تسلح وتمول وتجهز قتلتها بالمعدات.
اذا بدأت الولايات المتحدة ، كما وعدت ، بسحب قواتها فسوف يكون من الصعب عليها ابقاء هذه الاحزاب المعادية بعيدة عن بعضها البعض. كما أن وقف اطلاق النار الذي أعانه الصدر يمكن ان ينهار. واذا حدث ذلك ، وستبدأ حرب اهلية ، لا تشبه شيئا مما خبرته القوات الاميركية في العراق. مثل هذا الحريق ، الذي يحتمل أن يمتد إلى دول مجاورة وأن يؤدي الى تمزيق العراق ، سوف يكون الفصل الاخير في أسوأ سياسة خارجية خاطئة في التاريخ الاميركي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
عين على غزة وعين على بغداد
عبدالوهاب محمد الجبوري
اليوم السعودية
يعبر العراق وفلسطين عن روح الأمة وجوهرها الرسالي وتاريخها وارثها الحضاري في كونها امة حية ، اصيلة ، متجددة ، تتامسك باهدافها ومبادئها وقيمها مهما كانت التضحيات.
والعراق وفلسطين قضية قديمة تعود جذورها الى آلاف السنين .. الى ايام النبي ابراهيم عليه السلام، وهذه الصلة تستمر عبر محطات تاريخية مشهودة ابرز مثاباتها عند الاشوريين الذي اسقطوا ( مملكة اســرائيل ) عام ( 721 / 722 ق. م ) وعند نبوخذ نصر الذي اسقط ( مملكة يهودا ) عام ( 586 / 587 ق. م ) مرورا بالفتح الاسلامي عام 636 ق. م وصلاح الدين الايوبي عام 1187ميلادية وحديثا الحروب العربية الاسرائيلية منذ العام 1948ميلادية، ومن أبرز محطاتها ضرب الكيان الاسرائيلي عام 1991 بـ ( 43) صاروخا بعيد المدى من نوعي الحسين والحجارة السجيل وشملت هذه الصواريخ جميع الاهداف الاسرائيلية الحيوية من مقرات عسكرية ومنشآت نووية ومقرات قيادة وسيطرة ومنشآت اقتصادية وعلمية وصناعية وقواعد جوية وبحرية وبرية ومراكز الدفاع الجوي وغيرها من الاهداف التي بلغت ( 53) هدفا اسرائيليا . وقد توزعت الصــــواريخ العراقية على النحو الآتي :
( 28 ) صاروخا نوع الحسين على منطقة تل ابيب.
( 10 ) صواريخ نوع الحسين على منطقة حيفا.
( 5) صواريخ نوع الحجارة السجيل على مفاعل ديمونا النووي.
وقد احدثت هذه الصواريخ تأثيرات كبيرة وبالغة في الاهداف الاسرائيلية وباعتراف المسؤولين الاسرائيليين انفسهم ولدينا من الوثائق ما يؤكد هذا، وسيتم نشرها قريبا ان شاء الله.
وليس هذا وحده فان مواقف العراقيين القومية تجاه وطنهم الثاني فلسطين وتجاه امتهم العربية مواقف مشهودة ولسنا هنا بصدد الحديث عنها بل للتذكير فقط ، ومن هذه المواقف ما قدمته القيادة العراقية السابقة ( قبل الاحتلال عام 2003 ) من دعم مادي وبشري وعسكري وفني للثورة الفلسطينية، والباحث شاهد عيان على ذلك وهو من المشاركين في هذا الجهد القومي فلا منة ولا فخر . فرغم العدوان الذي كان يتعرض له العراق والحصار الجائر الذي كان يأكل في جسد العراقيين وينهش في لحمهم على مرأى ومسمع من العرب قبل عام 2003 ، قدم العراق كل ما باستطاعته لدعم الاشقاء الفلسطينيين وعوائل شهدائهم والجرحى منهم تعبيرا عن هذا الموقف القومي فقام بارسال الادوية والمواد الانسانية والفرق الطبية لمعالجة المصابين واستضاف اعداد منـــــــهم في مستشفياته . ولم يقف العراق في حينه عند هذا الحد فقد تقدم الى الامم المتحدة طالبا تخصيص مليار يورو من امواله بموجب مذكرة التفاهم للانتفاضة وشهدائها واسس جيش القدس من ( 21 ) فرقة عسكرية نظامية تضم متطوعين يبلغ تعدادهم ( 7 ) ملايين مقاتل من الرجال والنساء. وبذلك عاشت فلسطين في قلوب العراقيين وضمائرهم منذ تلك الفترة التاريخية الموغلة في عمق التاريخ فاصبحت قدرهم والميدان الحاسم في صراع الامة مع اعدائها واصبحت كما يصفها العراقيون ( غرة نضال امتنا الدامي ) التي لا يمكن تحريرها إلا باستنهاض الامة في دينها وذاتها وامتلاكها ثقتها في نفسها.
لقد عرف عن شعب العراق انه لم يتوان في تقديم كل ما يتطلب تقديمه من أجل نصرة قضايا امته وحبه للعدل والانصاف . فالحق عنده يعلو ولا يعلى عليه ، ولما كان هذا الشعب جزءا من الامة العربية، فقد عرفت هذه الامة هي الاخرى بنفس ما عرف عن شعب العراق ، ومن أجل ان يحيا الشعب العربي بشرف وعز واستقلال وحرية فقد انتفض ضد محتلي ارضه من بريطانيين وفرنسيين وايطاليين وامريكان وغيرهم، ولم يبق قطر عربي محتل وفق خريطة اتفاقية ( سايكس بيكو ) إلا وانتفض شعبه ضد محتلي ارضه والانظمة العميلة التي نصبها الاستعمار ، فكانت ثورة العشرين وانتفاضات الشعب العراقي ضد المحتلين الانجليز وكانت ثورتا عرابي و23 يوليو في مصر وثورة الخطابي في المغرب وثورات الجزائر وثورات شعب فلسطين ممثلة بثورة عزالدين القسام وبدأ الكفاح المسلح منذ عام 1965 وانتفاضتي الحجارة الباسلتين وامتداداتهما ضد المحتل الاسرائيلي ومازالت تشهد تصاعدا في بعض مناطق من فلسطين خاصة في غزة الصمود ، وثورة شعب اليمن على الحكم الملكي عام 1962 والثورة الليبية عام 1969 وثورات شعبنا في الشام التي انتهت باستقلال سوريا ولبنان وغيرها من ثورات شعبنا العربي.
ان شعب العراق ( المحتل من قبل الامريكان والقوات المتعددة الجنسية ومعها قوات اسرائيلية من لواء جولاني ووحدات من القوات الخاصة والاستخبارات الاسرائيلية ) وشعب فلسطين المحتل ، هما ضمير الامة العربية وطليعتها ، وهما يقاتلان نيابة عنها، لذلك نجد هذين الشعبين يتعرضان لاقسى المؤامرات واشد انواع العدوان، ومن ذلك الحصار والقتل والتخريب والدمار وانتهاك الحرمات من قبل المحتلين واعداء الامة وفي مقدمتهم امريكا واسـرائيل وبريطانيا والمتعاونين معهم، ومثلما فرض هؤلاء حصارا جائرا على العراق مدة 13 عاما وشنوا عليه أشد الحروب قسوة وايلاما في التاريخ عام 2003، واحتلوا دولة العراق وتدميرها بالاخر ونهب ثرواتها وحرق موجوداتها من الارشيف والوثائق الرسمية والتاريخية وسرقة اثارها في محاولة يائسة لالغاء هويتها العربية والاسلامية وترويض شعبها وقتل الروح الوطنية والقومية والدينية لديه تمهيدا لاقامة دولة الرق والعبودية والطائفية على انقاضها ومن ثم ربطها بما سمي مشروع الشرق الاوسط الجديد.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
(سي بندي) عراقي بامتياز
جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين
سأل متطرف طائفي أحمق، من اتباع (السي بندي) -لعبة الثلاث ورقات -، صاحبه الأحمق منه اثناء صولة (ديمقراطية) ضد العراقيين: إذا نلنا شهادة التخرج من الحياة ووصلنا (الجنة)، التي وعدنا بها (الجنرال ده توماني)، واخذنا مكافأة (الحورالعين)، فماذا نفعل بزوجاتنا في الدنيا؟! اجاب الثاني: فلنكسب بهن اجرا، نعطيهن صدقات لرجال جهنم لأنهم بلا زوجات. *** فصول (كوميديا الديمقراطية) على مسرح الاحتلالين، المتعاديين نهارا والمستمتعين ببعضهما ليلا في ذات المراعي الخضراء، كان عرضها الأول قد جاء تحت عنوان (مظلومية الشيعة) في جنوب العراق، من بطولة نجم (الديمقراطية) الصاعد (عبدالعزيز الحكيم)، الذي يضمر حقدا ليس عجيبا على عرب العراق، والذي نجح في اداء دوره على حبل مزدوج لايران وامريكا، فما يكاد المرء يراه في (طهران محور الشر) حتى يفقع من (واشنطن الشيطان الأكبر) على جناح (المظلومية).
قبل وأثناء محو (المظلومية) عن وجه (شيعة الحكيم)، كان كاتب (السيناريو) وراسم الحوار يؤكد ان (الدكتاتورية) نهبت ثروات العراقيين وصرفتها على الحروب، وظلمت الشعب، ولم تمنحه ولو حرية التعبير حقا انسانيا، وعندما استتب (للحكيم) وائتلافه المقام في المراعي الخضراء اطلق ايادي ذوي التجربة والاختصاص في اللصوصية وتهريب الآثار والنفط الخام، وما عادت (المسؤولية) في حكومة الائتلاف تمنح الا بعد شهادة من المرجعيات الايرانية تؤكد ان حاملها قادر على تأسيس فرق موت وضرب، وحتى قتل اي صحفي، واي طويل لسان من غير الصحفيين، يتطاول على سلطات (السلطان الايراني) الجديد لجنوب العراق، وصار من يمتلك مليون دولار منهوبة من اموال العراقيين من اتباعه يعد (فقيرا) يستحقق الخمس. وعرض الفصل الثاني من هذه (الكوميديا) في شمال العراق تحت عنوان (محرومية) كردستان، بالتعاون مع المخابرات الاسرائيلية ومخابرات كل الدول الساعية لمحاربة عرب العراق، السنة بشكل خاص، فأعلن هؤلاء انهم كانوا (مناضلين) كبارا ضد حزب البعث العربي (الشوفينينيني)، مع ان اشهر رقصات قياداتهم حصلت مع كبار قادة حزب البعث كلما مرّ وفد بعثي من هناك في جولات تفاوض لمنح الأكراد مجرد (حكم ذاتي) في محافظات السليمانية واربيل ودهوك، وماحصل ان جل قادة تجار الحروب هناك نالوا عقودا تجارية خرافية العوائد مع حكومة البعث العربي، الذي لم يكن (شوفينيا) آنذاك، كما رقصوا فرحا وطربا عام (1996) عندما طرد الجيش العراقي (جلال الطالباني) والجيش الايراني من اربيل ودهوك، وسفحوا ورود حياتهم على احذية الجنود الغزاة يوم سقطت بغداد، ومازالوا يرقصون لأن (الطاغية) الذي حماهم من احتلال ايراني مؤكد، وترك لهم الحبل على الغارب، في شمال العراق اعدم تحت انظارهم التي صانها لهم ذات غفلة. ويعرض الآن الفصل الثالث، وربما الأخير، من مسرحية الاحتلالين تحت مسمّى (ملزومية السنة)، من بغداد شمالا، في سوق بيع المذاهب لصالح السياسة الاحتلالية على جناح تسويق وتسويغ السباق نحو المناصب والنهائب من ارث العراق، قبل فوات الفرصة على (وطنيي) نبي الأكاذيب الـ (935)، وقبل ان تخسر (ملزومية) فرصة الاستمتاع بعطايا المراعي الخضراء من ثروات الوطن المستباحة، ولم تدع (ملزومية) لانسحاب الاحتلالين كما رفعت على مشهدها (الاسلامي)، بل راحت تنظر لبقاء الاحتلال (تخويفا) من حرب طائفية لا وجود لها في غير مخيلات احبابها من سكنة المراعي الخضراء، ومع ان (للملزومية) السنية مظهر (اسلامي) ولكنها (تحج) بين فترة واخرى الى (كعبة) نبي الأكاذيب الـ (935) لاستلهام آخر الأكاذيب المناسبة للعرض في السوق السني، فيما تحولت مدن وقرى السنة الى مقابر جماعية لأهلها، وصار ابناؤها اكثرية مطلقة من اسرى الحرب، واغلبية مطلقة من شهداء العراق الجديد، واغلبية مسحوقة تحت عجلات (ديمقراطية) لم توفر غير الموت لمن يعارضها على مسرح العرض. *** حسنا ايها (السادة) الحكام الجدد! (متزمتوكم) ممّن نالوا (شهادات) المحاصصة الطائفية والعنصرية وصلوا (جنة) نبي الأكاذيب الـ (935) على اجنحة ملايينكم وملايينهم المنهوبة من ثروات العراق، ونالوا (الحسنيين) على مقبرة فاق عديد قبورها المليون منا، بين خيام اكثر من خمسة ملايين مهاجر ومهجّر، فتصدقوا على سفير امريكا في بغداد (بمظلومية) و(ملزومية) و(محرومية)
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
معنويات وفضائح الجنود الأمريكيين
رضي السماك
اخبار الخليج البحرين
لم تخض الولايات المتحدة حربا من حروب تاريخنا الحديث انطلاقا من دوافع مبدئية صادقة. وحتى الحرب العالمية الثانية التي شاركت فيها إلى جانب الحلفاء ضد ألمانيا النازية وإيطاليا واليابان كانت المنطلقات المصلحية هي التي دفعت الولايات المتحدة للمشاركة أكثر من المنطلقات المبدئية الانسانية التقدمية. وبالتالي فكل الحروب التي شنتها الولايات المتحدة أو خاضتها إلى جانب دول اخرى كانت في المقام الأول بدوافع واعتبارات منفعية استراتيجية سياسيا واقتصاديا، ومهما حاولت واشنطن ان تتستر على هذه الدوافع الحقيقية بشعارات براقة عن حقوق الانسان والديمقراطية ومكافحة الارهاب فان مآربها من هذه الحروب لا تسترها ورقة توت.
ولما كانت هذه المعارك والحروب التي تخوضها الولايات المتحدة هي في جلها تنتفي منها صفة المبدئية الصادقة فان ذلك غالبا ما ينعكس على الروح العقيدية القتالية لجنودها العسكريين إذ قلة من هؤلاء الجنود من يقاتل بروح عقيدية ومبدئية، بمعنى انه يحارب من أجل قضية مبدئية إنسانية يؤمن بها بشدة، فغالبا ما تكون دوافع هؤلاء الجنود هي الاعتبارات المنفعية الذاتية والتطلع إلى ما سيحصلون عليه من امتيازات اثناء وبعد الخدمة العسكرية في الجيش. ولعل قصص تدني معنويات الجنود الامريكيين في معظم الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة لا تحصى ولا تعد، ولربما ليس آخرها ما تتناقله الصحافة ووكالات الانباء من حكايات عديدة لهبوط معنويات قواتها في العراق، ومن النادر، ان لم يكن من المعدوم، ان تجد جنديا امريكيا يقول لك انه قطع آلاف الكيلومترات من وطنه إلى العراق لمجرد أنه يؤمن بضرورة حماية بلاده والعالم من «إرهاب القاعدة« أو لمساعدة الشعب العراقي على التخلص من صدام ومساعدته على بناء نظام ديمقراطي يكفل حقوق الانسان، وهو ما تروج له إدارة الرئيس جورج بوش. وليس أدل على ان الولايات المتحدة تشن وتشارك في حروب من منطلقات نفعية انتهازية انها لا تتوانى عن استئجار مقاتلين مرتزقة من مؤسسات امنية أمريكية خاصة، كما هو الحال في العراق، وهؤلاء المقاتلون لطالما تورطوا في أعمال القتل الاجرامي بحق المدنيين على غرار الفضيحة التي تورطت فيها شركة «بلاك ووتر«. دع عنك بالطبع الجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال النظامية سواء تمثل ذلك في قتل المدنيين أم فيما يمارسه الجنود الامريكيون من موبقات لا اخلاقية وجرائم وحشية يندى لها جبين البشرية في سجون الاحتلال، ولعل اشهرها ما جرى في سجن ابوغريب قبل نحو 3 سنوات. واينما حلت قوات الاحتلال الامريكية في أي بقعة في العالم ظهرت جرائمها وفضائحها اللاأخلاقية، وبالتالي فكيف يمكن ان نفهم أن الجندي الامريكي يحارب بصدق من اجل قضية مبدئية فيما هو أو العديد من زملائه يتورطون في مثل تلك الاعمال المخزية؟ وليس العراق وحده الذي يشهد حكايات وقصصا لا تعد حول تلك الجرائم والاعمال المخزية، بل في كل البلاد التي ابتليت بالاحتلال الامريكي تعرف مثل هذه الحكايات، بدءا من اليابان، حيث فضائح الجنود الامريكيين وتحرشاتهم واغتصاباتهم بحق الفتيات اليابانيات في أوكيناوا مازالت تتوالى، ومرورا بكوريا الجنوبية والفلبين والصومال وليس انتهاء بالعراق. وحينما نقول وليس انتهاء بالعراق فما عليك إلا أن تقرأ - على سبيل المثال لا الحصر - ما تناقلته صحافتنا الخليجية مؤخرا من فضائح جنودهم الليلية في القواعد العسكرية بالمنطقة، حيث يمضون امسياتهم في العلب والكباريهات لاصطحاب فتيات الليل بكل حرية. وهنا يتعاظم الاحساس المفعم بالمرارة من قبل الشعوب المبتلاة بقوات الاحتلال الامريكية أو بقواعدها العسكرية وذلك للكرامة المسفوحة والشرف المستباح على الصعيدين الوطني والخلقي.. ذلك بأن اغتصاب الفتيات في اليابان أو في العراق أو في أي مكان وكذلك اتخاذ الملاهي في البلدان التي توجد لها قواعد عسكرية وسيلة لقضاء المتعة والترفيه عن جنودها، كل ذلك ليس سوى الوجه الآخر لاغتصاب الوطن واستباحة كرامة شعبه. ومادام الحال هو كذلك لحياة وأوضاع الجنود الامريكيين على اراضي البلدان التي يحتلونها ومنها العراق فلاغرابة ان يخوضوا معارك وحروب ادارتهم في ساعات الجد بروح معنوية هابطة وان تنتشر فيما بينهم الامراض النفسية أو تتفشى فيما بين صفوفهم حالات الانتحار. وعلى سبيل المثال كشف تقرير عسكري ان معدلات الانتحار بين الجنود الامريكيين ارتفعت بنسبة تصل إلى 15% خلال عام 2006م مقارنة بعام 2005م ففي العام الأول بلغ عدد المنتحرين 88 جنديا وفي العام الثاني ارتفع العدد إلى 101 جندي. والحال ان ما يمكّن القوات الامريكية من استمرار احتلال اراضي الغير هو تفوق الجيش الأمريكي الساحق في تكنولوجيا الأسلحة الحديثة البالغة التطور وهي التي تعوض بها عن قصور أداء جنودها وهبوط معنوياتهم، ولو ان القوى المعارضة للاحتلال وحدت صفوفها واتفقت على استراتيجية عمل واقعية لمقاومة الاحتلال لما ظلت قوات الاحتلال الامريكية في أي بلد يوما واحدا، بل لأجبرت على الفرار كفرار الجرذان المذعورة كما حدث لهذه القوات في فيتنام عام 1975م، وكما حدث للقوات الاسرائيلية في جنوب لبنان عام 2000م.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
حين تستعيد تركيا سياسة ملأى بالأخطاء!
خالد سليمان
الحياة
تفرض حرب تركيا الجديدة/القديمة ضد إقليم كردستان بحجة محاربة «العمال الكردستاني» سؤالين بديهيين: أولهما، هل يمكن إنهاء المطالب القومية الكردية في تركيا بقصف جبال قنديل وتدمير جسور كردستان وتشريد سكان قراها؟ أما الثاني فمتى تعترف تركيا بأن لجارتها الجنوبية واقعا جديدا لا يمكن تجاهله؟
إنما الأصعب في كل ذلك هو الإستمرار في صناعة العدو. فالقصف اليومي على القرى الكردية العراقية وسقوط الضحايا المدنيين وتشريد السكان المحليين وتدمير الجسور لا يصنع سوى مشاعر الكراهية بين أكراد البلدين تجاه الدولة التركية. كما ان هذه الحرب التي تصيغها اللغة السياسية التركية في أهداف غير واضحة المعالم، إنما تنعكس آثارها الخطيرة على العلاقة بين المجتمع الكردي والأقلية التركمانية التي طالما حاولت أنقرة إلحاقها بأجندتها السياسية في العراق. ذاك ان المشكلة أبعد من وجود مقاتلي «العمال» في جبال قنديل، وتضع السجال عن ضم كركوك إلى إقليم كردستان جانباً فارضة توازن قوى آخر على الإقليم الآمن. وترتبط المشكلة من جانب آخر بالصراع الداخلي التركي بين الإسلاميين والعسكر، فحالات الحروب التركية الأُخرى (المعلن منها وغير المعلن) لم تعد توفر للصراع بين المؤسسة العسكرية والإسلاميين العناصر والآمال المرجوة، ذاك بسبب خلوها من الأسباب التي افتّرضت منطقية إلى الأمس.
فكل تلك التصورات التركية وجدت للحرب على الأكراد مبررات واهية، ستؤدي، في أغلب الظن، إلى صراعات إجتماعية وثقافية في كل من العراق وتركيا. فالعلاقة التاريخية الهشة بين المجموعات الثقافية المختلفة لم تُكسب التعايش وقبول الآخر معاني بقدر ما مارست غرس وعيها في وحل «العظمة القومية». ولا تخرج الحرب التركية الحالية عن هذا السياق وسوف تمنح الإحساس بالوعي العظيم، وفيه المشتركات الثقافية والإجتماعية المستبعدة عن السياسة والحياة اليومية، مرحلة أُخرى من التعصب.
وقد تسأل تركيا نفسها عن جدوى قصف جبال قنديل ومدن رواندوز وقلعة دزة وآميدي دون دياربكر. فهناك في هذه المدينة أكراد أيضاً وحشود «العمال الكردستاني» الذي تريد وزارة الدفاع التركية إنهاءه من خلال «قمر فضائي» يكلف ميزانية الدولة نصف مليون دولار. ولو افترضنا استهداف الجيش التركي عدد من مقاتلي «الكردستاني» من خلال القمر المذكور والذي من الممكن ان يتم إنجازه ووضعه في خدمة الوزارة هذا العام (2008)، فماذا عن تلك المدن والأقضية والقرى الكردية التي تجعل منها سياسة التهميش والعنف والعنصرية بؤراً دائمة معارضة لـ»دولة الأتراك» وسياساتها وثقافتها؟أيتم قصفها أيضاً ووضعها تحت مراقبة قمر وزارة الدفاع الصناعي؟
كان الإعتقاد الأبرز في السنوات الأخيرة ان يبادر حزب «العدالة والتنمية» إلى توسيع دائرة الحلول السياسية والإجتماعية في المناطق الكردية المهمشة في تركيا، ذاك ان للحزب قاعدة واسعة بين الأكراد وقد حصل على أصوات غير قليلة مهم في الإنتخابات الأخيرة عام 2007. وقد اعترف رئيس وزراء تركيا رجب طيب أوردوغان عام 2005 في حفل أُقيم في مدينة دياربكر الكردية مع مجموعة من المثقفين الأكراد والأتراك بممارسة الأخطاء ضد الكُرد وقال:
«ان المشكلة الكردية ليست حصراً على الأكراد بل هي مشكلة تركيا بالكامل». ووعد في ذلك الحفل بحلها على أسس ديموقراطية وقانونية، وجاء الإعتراف الأوضح على لسانه بقوله إن تركيا ارتكبت أخطاء في الماضي وعاشت أياما صعبة مثلها مثل أي دولة أخرى في العالم، وبأنها تدرك جيدا أن انكار هذه الأخطاء لا يليق بها. فـ»الشعب والدولة العظمى هما اللذان يواجهان الاخطاء ويحاسبان أنفسهما من أجل المضي بثقة قدما. ونحن لإدراكنا ووعينا بهذه الحقيقة، فأنا أقف هنا أمامكم كرئيس وزراء مؤمن بالوعي التاريخي لهذه الدولة».
ومفاد الإعتراف ذاك، بمثابة سباق مع تحولات كانت تُكسب الوضع الداخلي التركي والكردي إطمئنانا ما في حال تحقق شيء من تلك الوعود. وقد تفاءل الكثيرون في الأوساط السياسية والثقافية بان يذيب كلام رئيس الوزراء الكتل الجليدية الأمنية والعسكرية المحيطة بالمشكلة الكردية ويضعها بالتالي في سياق السياسة. إنما بقيت مدينة دياربكر، والتي غازلها في خطابه، في دائرة التهميش والعنصرية السياسية والإقتصادية.
واليوم، تعمّ المشاكل السياسية والإقتصادية والثقافية دياربكر والمدن الأُخرى الواقعة في شرق وجنوب شرق تركيا أكثر من أي وقت آخر، بينما الدولة التركية تبحث عن الحلول في جبال قنديل وتستحوذ على عقول جنرالات حرب «فرّق تسد» والتي لم يربحوها قط. وقد تكون العودة إلى إعتراف السيد أُردوغان بممارسة الأخطاء تجاه الكُرد واحدة من تلك الإمكانات التي طالما أخفتها الدولة القومية من خلال سطوتها على التاريخ والمجتمع.
وفي السياق ذاته، يُكسب الإعتراف بإقليم كردستان العراق ومؤسساته السياسية والمدنية وهوية شعبه القومية، السياسة التركية معاني قد لا توفرها أية سلطة أخرى في العراق. ذاك ان كُرد العراق رغم جميع النواقص في تجربتهم السياسية والسلطوية يمثلون اليوم الوجه المدني العلماني في ساحة العراق السياسية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
الحملة التركية يجب أن تكون الأخيرة
عبدالوهاب بدرخان
الراية قطر
مع فارق الظروف، حصل لتركيا في حملتها العسكرية في شمال العراق ما حصل تقريباً لإسرائيل في حربها علي لبنان صيف 2006، إذ نالت في البداية شبه موافقة دولية علي انجاز المهمة، وعندما طالت الحملة من دون نتائج واضحة بدأت التململات في العواصم المعنية، وتوالت المطالبات لحض أنقرة علي انتهاء الاجتياح والاكتفاء بما تحقق حتي الآن.
ما الذي تحقق؟ المعلومات الدقيقة والحقيقية ضئيلة، الناطقون الأتراك يقدمون يومياً أرقاما بالمئات لقتلي حزب العمال الكردستاني وبالعشرات لقتلي الجيش، وليس معروفاً كيف تجمع هذه المحصلة الدموية، ولا كيف تتم المواجهات، لأن أنقرة واعلامها صورا الحال بأنها مواجهة لابد منها لإبادة مجموعة من البشر غير المرغوب فيهم، لا إنسانيا ولا سياسيا ولا أمنيا، وبالتالي فإن المشكلة تزول بقضيتهم جسديا، لا أكثر ولا أقل.
ليست هذه الحملة الأولي التي تشنها تركيا، ونعتقد أنها ستكون الأخيرة، واستناداً إلي السوابق، والي ما يجري حاليا، كان ولايزال واضحا أن الحملة لن تحقق الهدف، وأن كل ما يمكن أن تطمح له هو اضعاف الخصم وابعاده لردعه عن مواصلة عملياته داخل الأراضي التركية، هذه المرة تمتعت أنقرة بكسب الشرعية التي توفرها الحرب علي الارهاب لأي عملية عسكرية ضد من تتوافق الأطراف الدولية علي تصنيفهم ك ارهابيين ولا قضية لهم ولا للمجتمع الكردي التركي الذي انبثقوا منه، بل الذي يتعاطف معهم وألا يشاركهم أساليب عملهم ويحاول أن يشق طريقه، بالوسائل السياسية وبالتعايش مع بقية مكونات المجتمع التركي.
شكل هذا الاجتياح امتحانا صعباً لأكراد العراق في اقليمهم الشمالي الذي أصيب بشظايا الحرب، وكذلك للحكومة المركزية في بغداد التي اضطرت للتصرف كما كان النظام السابق يفعل في مثل هذه الحال، إذ منح الأتراك امكان التوغل في الأراضي العراقية، متي يشاءون، وكأن ذلك حق مكتسب لهم، ثم إن الموافقة الأمريكية الصريحة علي العملية التركية أحرجت حكومة بغداد ودفعتها إلي السكوت والتكيف مع الواقع، حتي أنها لم تسرع في اسماع صوتها إلا بعد صدور انتقادات واضحة للاجتياح من جانب هيئاتها أوروبية ودولية، يضاف هنا أن بغداد التي تجرد الحملات ضد ارهاب القاعدة في الموصل وغيرها، ما كان لها أن تدين الحرب التركية علي ارهاب المتمردين الأكراد، ولم تفد اعتبارات السيادة في المطالبة ولو بفرض ضوابط صارمة علي الأتراك.
لكن ما كشفته الحملة هو حال التنابذ وعدم التنسيق والتفاهم بين بغداد واربيل علي أووليات يفترض أن تكون وطنية صحيح أن رئيس اقليم كردستان العراق انتقد بغداد بمرارة واتهمها بالتخاذل، لكنه امتنع في المقابل عن انتقاد للموقف الأمريكي، ولا حتي للدعم الاستخباري الذي قدمته اسرائيل لتركيا، ولعل هذه التجربة افهمت حكومتي اربيل أن للعلاقة الجيدة والمتينة مع الأمريكيين حدوداً تتمثل في الأولوية والأفضلية اللتين يولونهما لأنقرة، وأن الأمريكيين غير معنيين بالقضية الكردية إلا بمقدار ما تنعكس سلباً أو إيجاباً علي أوضاع سلطة الاحتلال وجنودها.
تصرف الأتراك بالمكابرة الإسرائيلية نفسها سواء حيال لبنان أو الفلسطينيين، وما ساعد الغرور التركي ان مقاتلي حزب العمال الكردستاني لا يتمتعون حاليا بدعم أي دولة علي غرار مقاتلي حزب الله الذين يحظون بدعم سوريا وايران، أما الولايات المتحدة فاتخذت الموقف إياه الذي اعتادته ضد الفلسطينيين، فالأكراد عندها نوعان يمكن استخدامهما ضد أي طرف ثالث عند اللزوم، ويمكن أيضا التميز بين من يمكن التضحية بهم - وهم في هذه الحال مقاتلو بي كي كي - ومن تجب العناية بهم ولو مؤقتا باعتبار أنهم يخدمون المصلحة الأمريكية.
لم يتحرك الأمريكيون عمليا إلا بعدما بلغت الحملة التركية ذروتها من دون التوصل إلي الحسم المرتقب، فباتت تشكل تهديداً مباشراً للوضعين العراقي والاقليمي، عندئذ جاء وزير الدفاع الأمريكي ليبلغ انقرة بداية العد العكسي لانسحاب قواتها من شمال العراق، الأتراك يحتاجون إلي أسبوعين، كما قالوا همساً، لكن هذه الحرب ليست جديدة ولم تبدأ بالأمس بل هي مستمرة منذ عقود، والجديد عن روبرت غيتس كان لافتا في قوله إن الحملات العسكرية وحدها لن تقضي علي الإرهاب، هذه لغة أمريكية لم تتداول كثيراً في الأعوام الأخيرة، حتي أن غيتس أعلن أنه سيبحث مع المسؤولين الأتراك في الوسائل غير العسكرية المطلوبة للقضاء علي نشاط حزب العمال الكردستاني، داعيا إلي درس التدابير الاقتصادية والمالية والسياسية التي يجب اتخاذها في هذا المجال.
الأكيد أن هذا الكلام لا يعجب الأتراك، والأرجح أنهم سارعوا إلي نسيانه فور مغادرة الوزير الأمريكي، خصوصاً أنه يرمي إلي تذكيرهم بأن الأزمة هي في الأصل عندهم وليست في جبال قنديل حيث يتحصين مقاتلو بي كي كي لكن أنقرة تهربت دائماً من قضتيها الكردية، وتعاملت معها بالحديد والنار قبل أن تبدأ ببعض التنازلات رغبة في تحسين ملفها للانضمام إلي الاتحاد الأوروبي، ولاشك أنها ستعمد الآن إلي مزيد من الحذر بعدما استشعرت مفاعيل استقلال اقليم كوسوفو.
قد يوفر فرار المقاتلين الأكراد أمام الحملة التركية ضيوفاً جدداً لايران يمكنها ايواؤهم الآن واستخدامهم في وقت لاحق، بعدما كانت شنت عليهم حملة قصف مركز طوال أسابيع الصيف الماضي لمنعهم من الاقتراب لاقامة علاقة مع أكردها المستائين أيضا من أوضاعهم، لكن حكومتي بغداد واربيل تبقيان الأكثر حاجة إلي استيعاب الدروس التركية التي يجب أن تكون الأخيرة وأن لا يفكر الأتراك أبدا في تكرارها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
زيارة نجاد التاريخية!
أحمد ذيبان
الراية قطر
ضمن الفعاليات السياسية التي تستعصي علي الفهم في المنطقة، زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الي بغداد التي وصفتها طهران ب التاريخية ، وهي بالفعل كذلك!واذ تكن زيارات قادة الدول تقليداً متعارفاً عليه في اطار العلاقات الدبلوماسية والتعاون الثنائي خاصة بين الدول المتجاورة، لكن زيارة نجاد الي بغداد لجهة توقيتها والظروف الاستثنائية، التي يمر بها العراق، تثير الاستغراب والاستهجان، وتعكس احد جوانب السوريالية السياسية، التي تعيشها المنطقة، في ضوء الفوضي الخلاقة التي زرعتها الادارة الامريكية منذ اختطف المحافظون الجدد قيادة امريكا في مستهل القرن الحادي والعشرين، وكان أكثر تجلياتها العملية، غزو العراق وتدميره،وتحويله الي مختبر ل الديمقراطية المنشودة للشرق الاوسط الجديد !.
ربما ليس مهما، في فقه السياسيين، كيف يمكن ان يفهم المواطن البسيط سواء في ايران اوالعراق أو خارج البلدين زيارة نجاد، لكن المراقبين والمحللين يواجهون حيرة شديدة، في فهم خلفيات دوافع وأهداف الزيارة، في ظل الاحتلال الامريكي، الذي يرعي الحكومة العراقية ومؤسساتها، فيما العالم يتابع بقلق، الاشتباك السياسي والاعلامي الشرس بين واشنطن وطهران بشان، الملف النووي الايراني، والوضع الامني في العراق، وهو اشتباك تمتد تداعياته الي لبنان وحتي غزة!
وقد سارع الرئيس بوش الي القول عشية زيارة نظيره الايراني الي بغداد بانه سيطلب من نجاد وقف تصدير الارهاب ! وهو لن يطلب ذلك مباشرة، بل من خلال الحكومة العراقية.
ويشار هنا الي ان هناك مفاوضات امريكية ايرانية تعقد علي فترات علي مستوي الخبراء والسفراء، تتعلق بترتيب الوضع الامني في العراق
و تقاسم النفوذ والغنائم !
والرئيس الايراني، لا ينقصه الذكاء وهو مفعم بالحماس وروح التحدي للولايات المتحدة الامريكية، واسرائيل، واصراره علي مواصلة ايران طريقها النووي دون تراجع، وقد دعا نجاد وتوعد مرارا وتكرارا، بإزالة اسرائيل عن الخارطة ووصفها بالجرثومة والورم السرطاني وهو في ذلك ينجح في ملامسة عواطف ملايين الفلسطينيين والعرب، الذين يشعرون بالقهر جراء المحرقة الاسرائيلية المتواصلة التي تلتهم الفلسطينيين في قطاع غزة! ومع ذلك لم تعد الشعارات والخطب النارية، تخدع الناس!.
ونجاد هذا سيلاحظ بالتأكيد ان جنود ودبابات الشيطان الاكبر ، يصطفون علي جوانب الطرقات ويوفرون له الحماية في بغداد، وربما يعقد اجتماعاته مع مضيفيه في المنطقة الخضراء المحصنة والتي تضم ادارة قيادة قوات الاحتلال والسفارة الامريكية، ومقر الحكومة والرئاسة والبرلمان العراقية !لا شك ان المشهد ينطوي علي غرابة شديدة، فنجاد يعلن انه يريد تعميق العلاقات الايرانية العراقية، واضافة لبنات جديدة الي الهيمنة الايرانية علي العراق التي وفرها الاحتلال الامريكي، لكن واشنطن تري في الزيارة شيئاً مختلفاً! ويبقي فضاء السياسة مليء بالمفاجآت والغرائب !.Theban100@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: