Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 19 يناير 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 17-1-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
ملف خاص بمناسبة يوم دعم العراق في السابع عشر من كانون الثاني/يناير من كل عام والذي تم اعتماده والموافقة عليه من قبل أعضاء مؤتمر القوى الشعبية العربية
المحرر
التقرير الأول
ملف الطاغوت والإيمان
(أم المعارك الخالدة)
الملف من إعداد فؤاد الحاج:
المقرات الحزبية.. والجماهيرية والمهنية والشعبية:
لم يسر للدوائر الاستعمارية والصهيونية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية مسيرة بناء الإنسان العربي الجديد التي أرسى دعائمها حزب البعث العربي الاشتراكي مما جعلها تتحين الفرص للانقضاض عليه وتقويض مسيرته النضالية لتبقى على أوضاع الأمة العربية المفككة كما تسهل سيطرتها عليها.
لذلك كان من بين أهم أهداف العدوانيين تدمير مقرات حزب البعث العربي الاشتراكي وأمضت في التدمير ظنا منها أنها ستتمكن من إطفاء مركز الإشعاع الفكري والقومي في الأمة العربية فوضعت في أولويات التدمير مبنى القيادة القومية وقيادة قطر العراق وقصتهما لمرات عديدة.
وإضافة إلى ذلك فقد شمل القصف الثلاثيني الجائر مقر مكتب تنظيم بغداد لحزب البعث العربي الاشتراكي و35 مقراً لفروع ومكاتب الحزب والشعب في بغداد والمحافظات.. حيث استخدمت اغلبها استهدافا مباشرا بالقصف وبلغت نسب التدمير نسبا متفاوتة.
وجاءت صفحة الخيانة والغدر لتستكمل ما لم تستطع أن تدمره الطائرات وصواريخ الكروز العابرة للقارات وبتنسيق مع النظام الايراني أرسلوا مأجوريهم ليخربوا مفرزة الحزب في بغداد ومحافظات البصرة، واسط، العمارة، الناصرية، والنجف، السماوة، القادسية، بابل، واربيل، ودهوك.
وقد تصدى شعبنا المجاهد للريح الصفراء القادمة من ايران واستطاعوا بدمائهم الزكية أن يطفئوا نار حقدهم لترتفع أرواح شهداء العراق نجوما في سماء الإنسانية، ولكم أن تتصورا أن يضيف العراقيون قرابة (ألفين) نجمة في سماء الإنسانية هم من خيرة شباب هذا الوطن المزدهر بألق الشهداء.
ولم تسلم المنظمات الجماهيرية من حقدهم الدفين الذي لم يكن يفرق بين مؤسسة أو أخرى أو دائرة مدنية أو عسكرية بل أن هدفه كان التدمير الشامل للعراق والتخريب وإلحاق الأذى بالشعب العراقي وشرائحه الاجتماعية.
فقد طال العدوان الأميركي الصهيوني الأطلسي العربي كل شيء ولم يترك حتى مقرات المنظمات المهنية والشعبية في الحكومية فألحق بها الأضرار الكبيرة ليؤكد مدى حقده وعدوانيته ووحشيته يعاونه في تحقيق ذلك زمر الخيانة والغدر والضلالة الذين أبوا إلا أن يبيعوا أنفسهم لقاء فتات الأجنبي.
فقد شملت أعمال التدمير والقصف والتخريب جمعيات الهلال الأحمر ونقابات الأطباء والصيادلة والمهندسين والمعلمين والجيولوجيين والجمعيات الفلاحية التعاونية والاتحادات العربية وفروع الجمعيات على اختلاف تخصيصاتها ومقرات الاتحاد العام لنساء العراق والبالغة أكثر من (250) مقرا وفرعا وجمعية.
وقدم العراقيون على طريق الدفاع عن هذه الجمعيات والاتحادات أكثر من 40 شهيدا وشهيدة.
التقرير الثاني
التضليل الإعلامي.. جرائم وأساليب مفضوحة
منذ وقت مبكر وقبل بدء العدوان الثلاثيني الجائر عام 1991 رفع بوش شعاره الذي أوصى باعتماده من قبل مجرمي ماكنة الدعاية الغربية (استثمروا كل طاقاتكم وإمكانياتكم وخبثكم ومكركم لتشويه سمعة العراق في المحافل لدولية.. وافعلوا ذلك بأي ثمن).
وجاءت أحداث العدوان لتؤكد مدى الخبث ومدى الكذب والتضليل الذي اعتمدته وسائل الإعلام الغربية تقودها وسائل الإعلام الصهيو-أمريكية لتبرير عدوانها على العراق وتدمير نهضته وحضارته وقتل أراده الحياة لدى أبنائه ولمواصلة فرض الحصار الجائر عليه بصور وأساليب شتى.
وعلى الرغم من (براعة) أعداء العراق في اعتماد وسائل التضليل لتمرير سياساتهم الرامية إلى تنفيذ مخططاتهم في المنطقة ونهب ثروات الأمة إلا أن الحقيقة تظل دائما أقوى مما (برعوا) فيه لأن شمسها لن تخبو أبدا.
ومن أجل وضع منهجية واضحة لتبسيط الوصول إلى الحقائق فقد اعتمدنا في هذا الملف تقسيماً زمنياً للأكاذيب والافتراءات التي أطلقها المسؤولون الأمريكان والغربيون وأهمها المرحلة التي سبقت العدوان وهي التضليل الإعلامي وتهيئة الرأي العام الأمريكي والعالمي للعدوان على العراق:
المرحلة الأولى: المرحلة التي سبقت العدوان
(بازوفت إطلاقة التضليل الفاسدة)
على الرغم من أن حملة التضليل الإعلامي التي مورست ضد العراق بشكلها المباشر تعود إلى ما بعد 8/8/1988 حينما خرج العراق منتصرا في قادسية صدام إلا أن متتبعي وسائل الإعلام الغربية ومحللي دعايتها يرون أن عام 1990 شهد تصعيداً واضحاً ومبرمجا في إبداء وسائل الأعلام الغربية ففي 15/3/1990عمدت وسائل الإعلام الأمريكية والغربية إلى استغلال قضية إعدام الجاسوس (الصحفي الإيراني الأصل البريطاني الجنسية) بازوفت وتصويرها للموضوع وكأنه اعتداء على حياة صحفي يقوم بممارسة مهنته.
خلال اعترافات موثقة لبازوفت أكد فيها ضلوعه بمهام تجسسية لصالح بريطانيا والكيان الصهيوني وقد استخدمته السلطات البريطانية كوسيلة لتشويه سمعة العراق.
وبازوفت هذا لم يكن سوى لص ألقي القبض عليه خلال سرقته لبنك في لندن.. المخابرات البريطانية استطاعت أن توضبه لمهام أكثر لصوصية (بعد أن وجدت له عملاً في صحيفة "الاوبزفر" البريطانية) تمثلت بإرساله بصفة صحفي لسرقة المعلومات تتعلق بأمن المؤسسات العراقية.
ولكن العين العراقية كانت له بالمرصاد فألقي القبض عليه متلبساً بجريمته ليأخذ جزاءه العادل.
وكيل وزارة الخارجية البريطاني أعلن بنفسه في الخامس من نيسان/أبريل (أن لبازوفت علاقات مع مكاتب التجسس البريطانية).. ودلت التحقيقات الأخرى بما لا يقبل الشك وجود اتصال بينه وبين الكيان الصهيوني الذي عنيّ بشكل خاص ببرامج الدفاع العراقية.
وبعد أن سقطت أكذوبة بازوفت وكشفت أوراقه واحترقت عمدت ماكنة الدعاية الصهيونية والغربية إلى ممارسة تشويه جديد لسمعة العراق الدولية وتصويره على أنه قوة جبارة لتدمير الحمل الوديع "إسرائيل" حيث عملت إلى تحريف نص حديث السيد الرئيس القائد المنصور بالله صدام حسن في الثاني من نيسان/أبريل عام 1990 خلال لقائه مع مجموعة من القادة العسكريين العراقيين والذي أعلن فيه سيادته ((إذا ما قامت "إسرائيل" بضرب العراق نووياً فأننا سنقوم بحرق نصف "إسرائيل" بالسلاح الكيمياوي المزدوج).
لقد حرفت وسائل الإعلام الغربية المرتبطة بالحركة الصهيونية هذا التصريح وقالت في عناوين بارزة في صحفها وإذاعتها بأن (الرئيس العراقي يريد حرق نصف "إسرائيل") وأهملت هذه الوسائل الإعلامية وعن قصد مبيت الشطر الأول من تصريح السيد الرئيس القائد وهو (إذا ما قامت "إسرائيل" بضرب العراق ) وأبقت فقط على الشطر الثاني لأهداف واضحة ومعروفة.
(متسعات لأغراض علمية.. لا لتفجيرات نووية)
وفي إطار الضجة المفتعلة لإعدام الجاسوس (بازوفت) وما أثارته ماكنة الدعاية الغربية من افتراءات وتحريف وما أطلقته من سموم ضد العراق، أطلقت وكالة المخابرات الأمريكية بالتعاون مع السلطات البريطانية في 6/4/1990 أكذوبة جديدة حينما أعلنت وضع اليد على (متسعات) وعرضتها في وسائل الإعلام الغربية على أنها قداحات لقنابل نووية.
وجاء رد الرئيس صدام حسين في 9/5/1990 حينما عرض سيادته خلال أعمال (المؤتمر العربي الشعبي للتضامن مع العراق) نماذج من المتسعات التي أثيرت حولها الضجة وقيل أنها قداحة لقنبلة نووية، والحقيقة أنها استوردت للجامعة التكنولوجية، وأعلن سيادته أن شبابنا وبعد خمسة أيام من الإعلان الأمريكي والضجة المفتعلة صنعوا دون طلب منهم على الإطلاق (هاتين المتسعتين) اللتين عرضهما سيادته إلى جانب النموذج الأمريكي.
وعلى الرغم من أن ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية كان قد فند هذه المزاعم في حينها.. إلا أن أبواق الدعاية الغربية استغلت هذه الأكاذيب أسوأ استخدام لإظهار أن العراق يسعى لتدمير العالم بالحصول على القدرات النووية وبنفس الوقت لإثارة العداء ضده وتأليب الرأي العام العالمي، كمقدمة لتبرير ضرب العراق ومنعه من امتلاك ناصية العلم والمعرفة التي باتت حكراً على الدول الغربية وأمريكا بالذات التي تحرص أيما حرص على تعزيز قدرات الكيان الصهيوني النووية.
(مدفع عملاق أم كذبة عملاقة)
في 11/4/1990 أعلنت الجمارك البريطانية أنها وضعت اليد على 8 أنابيب شحنت إلى العراق لتصنيع أكبر مدفع في العالم (المدفع العملاق) وأثبتت التحقيقات التي أجريت على الشحنة التي أثيرت حولها الضجة أن هذه الأنابيب ما هي إلا أنابيب من النوع الذي يستخدم في شبكات المياه.
وفي إطار الضجة المفتعلة ضد العراق تحدثت وسائل الإعلام الغربية وجواسيسها عن قدرة هذا المدفع على إطلاق عبوة كيمياوية أو نووية تزن عدة أطنان وتصل إلى مدى يتراوح بين 700 - 1600 كيلو متراً.. وزعم البعض أن طوله يبلغ 52 متر ونصف المتر والبعض الأخر أعطى رقما أكبر.. إلا أن مجلة (العلم والحياة) نشرت في تشرين الثاني/نوفمبر 1991 مقالاً علمياً يبين الاستحالة الفنية لبناء مثل هذا المدفع العملاق إلا أن وسائل الإعلام لم تصغي لهذا المقال العلمي بل واصلت الضرب على الوتر الآخر بين آونة وأخرى.
إن قوانين الفيزياء تدل على أن أي مدفع لا يمكنه تجاوز السرعة الأولية (2000) متر في الثانية وهذه السرعة توصل القذيفة إلى مدى يقارب 200 متر.
في الواقع أن القذيفة لا يمكنها أن تكون أسرع من سرعة تمدد غاز الاحتراق الذي يدفع القذيفة عبر الأنبوب مثلما لا يستطيع الفارس تجاوز سرعة فرسه.
يؤكد (ميشيل كولون) في كتابه (احذروا الإعلام) الذي ترجمته السيدة ناصرة السعدون أن ما أعلنته وسائل الإعلام الغربية من سعي العراق لبناء مدفع عملاق من خلال ربط أنابيب على مدى 52 مترا أمراً غير ممكن التنفيذ علمياً وهو محض خيال وافتراء ولأن الأنابيب التي تم العثور عليها كانت كلها بأقطار وسعات واحدة على عكس أنابيب أي مدفع والتي تكون مقدمتها أرفع من مؤخرتها.. إن تلك الأنابيب هي حقاً لاستخدامات تزويد ورشة عمل بالمياه ووضع سائل ما ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون مدفعا.
إنها إذن لا تعدوا كونها أكذوبة عملاقة من أكاذيب دهاقنة التضليل الإعلامي روجت لها وسائل الإعلام الغربية بهدف تشويه سمعة العراق والتزاما بما أوصاهم به المجرم بوش.
(الجيش الرابع.. لماذا؟)
في شباط عام 1990 أعلن (ديك تشيني) وزير الدفاع الأمريكي آنذاك أن "جيش العراق هو رابع جيش في العالم" وركز القول نفسه (شوارتزكوف) عبر وسائل الإعلام الغربية والهدف واضح ومعروف.. ويتمثل بإثارة الرعب من قوة هذا الجيش الرابع وخصوصاً أنه خرج من حرب ضروس مع ايران منتصرا ويمتلك (كما صوروا) وزعموا أسلحة نووية وكيمياوية هائلة.. وبما يشكل صدمة هائلة في اللاوعي الجمعي لتبرير العدوان على العراق الذي لا يمكن أن يكون منطقياً أو مقبولاً ما لم يكن له ما يبرره.. وإثارة مخاوف الآخرين وهو واحد من الأساليب التي اعتمدتها المخابرات المركزية الأمريكية للقيام بجريمة العدوان على العراق.
يقول (ميشيل كولون) في كتابه (احذروا الإعلام) "لو أن الخبراء العسكريون الذين طبل لهم الإعلام الغربي وزمر طرحوا سؤالا بسيطاً (ما هو الجيش الثالث في العالم؟ لأدى هذا السؤال البسيط إلى انهيار كل الطرح بإلغاء منطقه ولاضطروا إلى الاعتراف بأن الجيش "الاسرائيلي" الذي يجري تسليحه على نفقة الولايات المتحدة يتجاوز في تسليحه كل ما يملكه العراق.. فضلاً عن ذلك أين يقع ترتيب جيش فرنسا أو بريطانيا في هذا التسلسل؟ هكذا نرى أن المنطق إنما هو منطق متهاو لا أساس له من الصحة"..
(ما حكاية الهجوم العراقي المزعوم.. على السعودية؟)
في الخامس من آب/أغسطس عام 1990 عرضت على الملك فهد صور زعم أنها ملتقطه بالأقمار الصناعية لدبابات على الحدود السعودية الكويتية لإقناعه بأنها دبابات عراقية تنوي مهاجمة السعودية الأمر الذي ساهم في إقناعه على استقدام القوات الأمريكية لتدنس أرض نجد والحجاز ولتكون مقدمة للعدوان على العراق.
إلا أن الحقيقة التي ثبتت بعد تحليل ما زعموا أنها صور لأقمار صناعية أثبتت أن تلك الصور ما هي إلا دبابات تابعة للجيش الكويتي وقد غرزت في رمال الصحراء على الحدود مع السعودية تركها جنودها وفروا هاربين داخل الأراضي السعودية.. إلا أن الأمريكان وفي مقدمتهم بوش حاولوا من خلال هذه الفرية أن يثيروا مخاوف حكام "السعودية" من هجوم عراقي محتمل.. ولاستعجال الخيار العسكري ولسد الطريق بوجه المحاولات التي كانت تبذلها أطراف عربية لاحتواء الأزمة وحلها عربيا.
لقد كان الهدف من لهاث أمريكا ومجرمها بوش وراء الخيار العسكري هو لضرب نهضة العراق وتقدمه ولإضعافه لكونه بات يشكل خطراً على الوجود المشبوه للمصالح الإمبريالية في المنطقة.. ولأن العراق يرفض الهيمنة الأمريكية على ثروات الأمة العربية ويقف في مواجهة الكيان الصهيوني الذي يسعى إلى ضرب وحدة الأمة العربية واحتلال أقدس بقعة فيها.. وسعياً من أمريكا لتدعيم أكاذيبها بأكاذيب أخرى فقد بثت وسائل الإعلام الغربية بتاريخ 11/9 /1990 صوراً ملتقطه بالأقمار الصناعية تزعم قيام العراق بتحشيد (1500) دبابة و(250) ألف جندي على الحدود الكويتية مع السعودية بقصد اجتياح السعودية.
إلا أن الصور التي التقطت في نفس اليوم من قبل أحد الأقمار الصناعية السوفياتية أكدت عدم وجود أي دليل يثبت المزاعم الأمريكية بوجود تهديد عراقي للسعودية.
وفي نهاية عام 1990 قام الصحفي (جان هيلن) بعرض تلك الصور كاملة على خبيرين في تحليل الصور الفضائية أحدهما مختص في الفيزياء النووية والآخر خبير أقدم في الصور الفضائية وعمل فيما سبق في وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية (دي آي أي) أكدت النتائج التي توصلا إليها عدم وجود أي تحشيدات عسكرية بالمنطقة أو بنى ارتكازية.. وقد رفضت وزارة الدفاع الأمريكية التعليق عليها أو أن تقدم أية إثباتات تكذب ما تم التوصل إليه بشأن تحليل تلك الصور.. مما يؤكد كذب الادعاءات الأمريكية التي زعمت وجود تحشيدات واستعدادات عراقية للهجوم على السعودية.. وقد حققت هذه الكذبة هدفها وجاءت موافقة حكام السعودية لتعطي الضوء الأخضر بالعدوان على العراق الأبي الشامخ.
(حكاية الحاضنات أنموذج لصناعة الكذب وتسويقه)
في الخامس عشر من تشرين الأول/أكتوبر عام 1990 مثلت فتاة كويتية أمام لجنة حقوق الإنسان في الكونغرس الأمريكي لتدلي بشهادتها التي ادعت فيها أنها شاهدت بعينيها موت (15) طفلا كويتياً من الخدج بعد أن قام الجنود العراقيون بسحبهم من الحاضنات ورميهم على الأرض وسرقتها.
الأحداث اللاحقة أثبتت كذب هذه المزاعم حيث اعترفت منظمة العفو الدولية بعد مدة أن القضية مختلقة حيث أكد رئيس البعثة الطبية العسكرية الفرنسية بعد استجواب العاملين في مستشفى مجمع الصباح الطبي كذب هذه المزاعم.
وبتاريخ 6/1/1992 كشف صحفي من (نيويورك تايمز) أن الشاهدة مجهولة الهوية التي أدلت بشهادتها أمام الكونغرس كانت (نيرة) ابنة السفير الكويتي في واشنطن وأن شركة (هيل أند نولتن) للعلاقات العامة، هي التي دربتها على أداء دورها أمام الكونغرس لقاء مبالغ كبيرة دفعها النظام الكويتي. كما ذكرت شبكة (أي بي سي) أن الطبيب الذي شهد أنه قام بدفن الأطفال الخدج كان كاذباً.
إن هذه الحالة تظهر بوضوح لا لبس فيه مدى اعتماد الإدارة الأمريكية للتضليل بشتى صوره في التمهيد للعدوان على العراق واستصدار القرارات الخاصة بذلك عبر وسائل الكذب والدجل ضاربة عرض الحائط كل القيم والأعراف الدولية.
إن أمريكا التي صنعت هذه الكذبة عبر شركة للعلاقات العامة وسوقتها على الكونغرس إنما مارست الكذب والتضليل على شعبها أولا قبل أن تمارسه ضد دول وشعوب العالم.. والهدف الذي تسعى إليه كان واضحاً وهو تبرير منطق العدوان على العراق وتنفيذ المخطط الأمريكي بالهيمنة على المنطقة بمساعدة الحكام العرب في مقدمتهم حكام الكويت وبلاد نجد والحجاز ونهب ثروات الأمة العربية لتصب في خدمة المخطط الإمبريالي الصهيوني.
وكالة المخابرات الأمريكية التي تصنع الأكاذيب وتسوقها توظف 20 ألف وكيل وثلث ميزانيتها مكرس للإعلام والعمل مع الصحفيين هو المحور الأساس لنشاطها حيث كشف (كـارل برنشتاين) الذي كشف فضيحة (وترغيت) في شهر تشرين الأول/أكتوبر 1977 أن (400) صحفي قد وظفتهم الوكالة من أجل أن يوظفوا ويستخدموا الأجانب ليكونوا وكلاء لها ولجمع المعلومات وتقيمها ولبث المعلومات الكاذبة بين المسؤولين الحكوميين الأجانب.. وأنهم كانوا يكلفون بمهمات لحساب وكالة المخابرات المركزية وبموافقة إدارات أجهزة الإعلام الأمريكية الرئيسة.
لذلك فلا نستغرب تصريح (آرثر سلفستر) مساعد وزير الدفاع الأمريكي خلال الستينيات حينما قال فيه "للحكومة الحق في الكذب وإن تصورت أن موظفا أمريكبا سيخبرك الحقيقة فأنت واهم".
وانطلاقا من هذا المنطق لفقت الإدارة الأمريكية أكاذيبها بشأن بازوفت والمتسعات والمدفع العملاق والحاضنات وسوقتها عبر ماكنتها الإعلامية لتضليل الرأي العام وللعدوان على العراق.
التقرير الثالث
حرب بيولوجية تشنها أمريكا ضد البيئة والإنسان في العراق
لم يكن اليورانيوم المنضب الملوث الوحيد الذي أصاب البيئة والإنسان في العراق.. بل هناك تقارير علمية من مصادر عراقية وغير عراقية تشير وتثبت استعمال القوات الأمريكية المعتدية لمواد كيماوية سامة وعوامل بيولوجية في عدوانها ضد العراق، كما أطلقت كميات كبيرة من المواد الملوثة إلى البيئة عندما قصفت المعامل الصناعية والكيماوية بشكل خاص، ومنها مجمع الخميسية في جنوب العراق الذي دمرته اللجنة الخاصة.. إضافة إلى قصف محطات توليد الطاقة الكهربائية والمنشآت النفطية.
كما شنت القوات الأمريكية حربا بيولوجية ضد العراق وبأساليب شبيهة بتلك التي الهجمات البيولوجية التي تعرضت لها من قبل كلا من فيتنام ولاوس وغيرها من الدول المناهضة للسياسة الأمريكية العدوانية.. كما أدى تساقط الأمطار الحامضية والأمطار السوداء خلال العدوان إلى تغيير بيئة الأحياء المجهرية في البيئة العراقية ما سبب إلى انتشار أنواع من الفطريات غير معروفة من قبل نجم عنها ظهور أمراض زراعية خطيرة كمرض انحناء النخلة وظهور أنواع من الحشرات الزراعية سببت أوبئة حصدت كد وتعب الفلاح العراقي، وأهلكت أعداداً هائلة من الثروة الحيوانية في العراق كالأغنام والأبقار والماعز بسبب إصابتها بالطفيليات الجديدة المتولدة جراء العدوان العسكري.
ولم تكتف الإدارة الأمريكية بما رمت به من قنابل وعوامل بيولوجية وكيماوية خلال عدوانها الآثم بل عمدت من خلال عملائها الذين تستروا تحت غطاء قبعات الأمم المتحدة الزرقاء (لجان التفتيش والتجسس) إلى نشر عوامل بيولوجية جديدة لإلحاق أفدح الأضرار بالمواطن العراقي وبيئته حيث كشفت دراسة ميدانية للهيأة العامة للبيطرة في وزارة الزراعة العراقية إلى عملية نقل ميكانيكية مقصودة لحشرة الدودة الحلزونية (الذبابة الحلزونية) والتي فتكت بأعداد كبيرة من الثروة الحيوانية في العراق.. إضافة إلى إصابة عدد من المواطنين بالوباء الذي تنقله هذه الحشرة.
وقد اكتشفت هذه الإصابة لأول مرة في أيلول/سبتمبر 1996 في منطقة قريبة من بغداد وبالتحديد في منطقة شاطئ التاجي الذي كانت تتواجد فيه عناصر فرق التابعة للجنة الخاصة التي كانت مكلفة بنزع ما يسمى بالأسلحة العراقية.
وقد كشفت الدراسة عن وجود تدخل بيولوجي لأحداث ضراوة عالية في نوعية الذبابة التي أدخلت عمدا إلى العراق وانتشرت بشكل سريع في محافظاته الوسطى والجنوبية وسببت إصابات قاتلة في الأبقار والأغنام والماعز.. الأمر الذي تطلب جهوداً كبيرة للوقاية من هذه الدودة الوبائية واستئصالها وقد بادرت الجهات العراقية في حينها بتوجيه نداء إلى المنظمات الدولية والعربية المعنية وإلى الدول المجاورة أعلمتهم بظهور هذا الوباء الخطير.
ولم تكن عملية نقل دودة (الذبابة الحلزونية) الوحيدة بل تلاها محاولة أحد موظفي الأمم المتحدة بنشر بيوض الجراد ودفنها في مناطق زراعية من أجل الفتك بالإنتاج الزراعي وقد كشف العراق عند هذه المحاولة وأبعد "الموظف الدولي" عن العراق.
وثبت قيام القوات الأمريكية المعتدية وأعوانها بإدخال آلاف الحشرات الغربية عن البيئة العراقية والتي لم تشاهد من قبل ولم يسجل وجود لمثل هذه الحشرات في أية منطقة من مناطق العراق. ومنه حشرة تشبه الصراصير والخنافس في أن واحد، حيث غطت هذه الحشرات عشرات الكليومترات المربعة من الصحراء الغربية غرب نهر الفرات وهاجمت بعض المخيمات التابعة للشركة العامة للمسح الجيولوجي والتعدين.. وعن ظهور هذه الحشرة تحدث السيد مازن محمد مصطفى رئيس جيولوجيين ومدير إحدى هذه المخيمات قائلا: لقد شكلت هذه الحشرات أرضية سوداء كاملة وكانت تتحرك الواحدة بجانب الأخرى وقد غطت أرض المخيم كاملا، ولم يكن بمقدورنا السير والتنقل من مكان إلى أخر داخل المخيم ألا بعد المرور فوق جثث تلك الحشرات الكريهة التي كانت تقذف سائلا من جسمها يلوث من يتعرض له ويتميز ذلك السائل برائحة كريهة جداً لا تطاق ولا يمكن أزالتها بالغسل الاعتيادي.
وأضاف أن هذه الحشرات مكثت حتى الليل حيث هبت رياح شديدة أدت إلى تناثرها في الهواء وقد وصلت فيما بعد إلى محافظة نينوى وأدى تواجدها بأعداد هائلة على الطريق السريع إلى حوادث تصادمها أو انقلابها!
وعندما يطرح تساؤل عن ما قامت به هذه الحشرة من دور تخريبي في البيئة العراقية؟، لا يمكن الإجابة عليه الآن.. فأكيد أن من أوجدها في العراق له أهداف في تدمير مقصود للبيئة العراقية، وقد يظهر تأثيرها بعد سنة أو بعد عشر سنوات! وهل أرسلت لتلويث أو الفتك بالإنتاج الزراعي أو الحيواني العراقي؟
أذن إنها حرب بيولوجية قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد شعب العراق مثيلة لتلك الحرب التي شنتها على فيتنام وعلى دول أخرى، أو يكون العراق أحد ميادين تجارب الموت التي لا تنتهي والتي تزرعها هنا أو هناك من بقاع العالم الرافض للهيمنة والتسلط الأمريكي.
ونشير هنا إلى كتاب السيد (جيف سيمونز) (التنكيل بالعراق: العقوبات والقانون والعدالة الطبيعية) الذي أشار إلى وصف الصحفي الإنكليزي (أدوارد بيرس) للحرب البيولوجية التي تشنها واشنطن ضد الشعب العراقي بقوله: "أننا نعرف انتشار الكوليرا، غير أننا ندمر محطات توليد الطاقة الكهربائية وتجهيزها ونمنع عن طريق الحظر وسائل تصليحها مباشرة، وهذا يختلف عن تعمد زرع فيروس الكوليرا ونشره بأحدث طريقة.. وهو يختلف على نحو اختلاف القتل غير العمد عن الاغتيال.. أننا نقتل الناس بالطريقة الأكثر وهناً وعلى نحو غير مبال بالأخلاق".
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
تقرير أمريكي طرح أربعة خيارات لمحاكمة مجرمي الحرب في العراق
السيد زهره
imc
جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال الهمجي في العراق هي جرائم غير مسبوقة في التاريخ في فظاعتها. على الاقل لأن هذه الجرائم تم ارتكابها في القرن الواحد والعشرين وبعد كل الطريق الطويل الذي قطعته البشرية من اجل الدفاع عن كرامة الانسان وحماية الشعوب والدول. وما لم يتم تقديم مجرمي الحرب الذين ارتكبوا هذه الجرائم الى المحاكمة وانزال العقاب الذي يستحقونه بهم، فلن يكون بمقدور البشرية كلها ان تأمن على مستقبلها ومستقبل شعوبها. وهذا الحديث نريد منه فقط ان نفتح مبدئيا هذا الملف، والذي فتحه بالفعل آلاف من الشرفاء في العالم، وآن الاوان من باب اولى ان نفتحه نحن. ما المقصود بجرائم الحرب بالضبط في القانون الدولي؟ ما هي جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال في العراق؟ كيف يمكن تقديم هؤلاء المجرمين إلى العدالة ومحاكمتهم؟ هذه هي الاسئلة الاساسية التي سنحاول الاجابة عليها. } } } ما هي جرائم الحرب؟ ما هو المقصود بالضبط بجرائم الحرب؟ جرائم الحرب في القانون الدولي الانساني هي ببساطة الجرائم التي ترتكب ضد قوانين وعادات الحرب، وهذه الجرائم يتم تحديدها بناء على العرف الدولي، وبحسب اتفاقيات لاهاي. وجاءت اتفاقيات جنيف الأربع التي تم توقيعها في 12 أغسطس عام 1949 لتحدد هذه الجرائم بشكل دقيق وتفصيلي. وهذه الاتفاقيات الأربع هي: 1 - اتفاقية جنيف بشأن تحسين حال الجرحى والمرضى من أفراد القوات المسلحة في الميدان. 2 - اتفاقية جنيف بشأن تحسين حال الجرحى والمرضى والغرقى من أفراد القوات المسلحة في البحار. 3 - اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب. 4 - اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين وقت الحرب. وقد تضمنت الاتفاقيات الأربع لأول مرة تعداداً للجرائم الخطيرة التي التزمت الدول الموقعة بتجريمها في تشريعاتها وأن تسن لها العقوبات الملائمة. وهذه الجرائم الخطيرة ورد النص عليها في المادتين 53.50 من الاتفاقية الأولى، والمادتين 51.44 من الاتفاقية الثانية، والمادة 130 من الاتفاقية الثالثة، والمادة 147 من الاتفاقية الرابعة. وقد أجازت اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين وقت الحرب تسليم الأشخاص الذين يرتكبون هذه الجرائم لمحاكمتهم بشرط أن يكون لديهم أدلة اتهامات كافية ضد هؤلاء الأشخاص. وقد تولى البروتوكول الأول الإضافي لاتفاقيات جنيف الأربع بشأن (حماية ضحايا النزاعات المسلحة الدولية) تصنيف الأفعال التي تعد جرائم خطيرة أو انتهاكات جسيمة تضاف إلى الانتهاكات السابقة التي أوردتها اتفاقيات جنيف لعام 1949، وذلك إذا ارتكبت عن عمد وسببت وفاة أو أذى بالغاً بالجسد أو بالصحة. كذلك أضيفت بعض الانتهاكات الجسيمة، إذا اقترفت عن عمد بالمخالفة للاتفاقيات أو البروتوكول الأول فأصبح عدد هذه المخالفات 22 جريمة خطيرة من جرائم الحرب. أو بشكل اكثر تحديدا، فان جرائم الحرب التي حددتها اتفاقيات جنيف هي: 1 - القتل العمد. 2 - التعذيب. 3 - التجارب البيولوجية. 4 - احداث آلام كبرى مقصودة. 5 - ايذاءات خطيرة ضد السلامة الجسدية والصحية. 6 - المعاملة غير الانسانية. 7 - تخريب الاموال وتملكها بصعوبة لا تبررها القرارات العسكرية التي تتم بشكل تعسفي وعلى مقياس غير شرعي. 8 - اكراه شخص على الخدمة في القوات المسلحة لدولة عدوة لبلاده. 9 - حرمان شخص محمي من حقه في محاكمة قانونية وحيادية حسبما تفرضه الاتفاقيات الدولية. 10 - اقصاء الاشخاص ونقلهم من اماكن تواجدهم بصورة غير مشروعة. 11 - الاعتقال غير المشروع. 12 - اخذ الرهائن. 13 - سوء استعمال علم الصليب الاحمر او شارته او الاعلام المماثلة. 14 - جعل السكان المدنيين او الافراد المدنيين هدفا للهجوم. 15 - شن هجوم عشوائي يصيب السكان المدنيين او الاعيان المدنية. 16 - شن هجوم على الاشغال الهندسية او المنشآت التي تحوي قوى خطرة. 17 - اتخاذ المواقع المجردة من وسائل الدفاع او المناطق المنزوعة السلاح هدفاً للهجوم. 18 - اتخاذ شخص ما هدفا للهجوم عن معرفة انه عاجز عن القتال. كذلك اضيفت الانتهاكات التالية كانتهاكات جسيمة اذا اقترفت عن عمد مخالفة للاتفاقات او الملاحق: 19 - قيام دولة الاحتلال بنقل بعض سكانها الى الاراضي التي تحتلها او ترحيل او نقل كل او بعض سكان الاراضي المحتلة داخل نطاق تلك الاراضي (وقد اضيفت هذه الجريمة خاصة لمواجهة تصرفات الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي المحتلة في عام 1967). 20 - كل تأخير لا مبرر له في اعادة اسرى الحرب او المدنيين الى اوطانهم. 21 - شن الهجمات على الاثار التاريخية واماكن العبادة والاعمال المعنية التي يمكن التعرف عليها بوضوح والتي تعكس التراث الثقافي او الروحي للشعوب وينتج عنه تدمير بالغ لهذه الاعيان في الوقت الذي لا تكون فيه هذه الاثار وأماكن العبادة في موقع قريب بصورة مباشرة من اهداف عسكرية. 22 - ممارسة التفرقة العنصرية (الابارتهيد) وغيرها من الاساليب المبنية على التمييز العنصري والمنافية للإنسانية والتي من شأنها النيل من الكرامة الشخصية. } } } جرائم الحرب في العراق كما نرى، فان كل جرائم الحرب التي نصت عليها اتفاقيات جنيف ارتكبها الاحتلال في العراق بلا استثناء ، بل ارتكب من الجرائم ما هو افظع من تلك التي نصت عليها الاتفاقيات. العالم كله تابع منذ اليوم الأول للاحتلال هذه الجرائم وهم يرتكبونها يوميا. واليوم، توجد عشرات التقارير الدولية التي توثق هذه الجرائم بشكل تفصيلي. مثلا، جماعة امريكية اطلقت على نفسها "اونلي بيبول جدج بوش" حددت في تقرير لها جرائم الحرب التي ارتكبتها امريكا وبريطانيا في العراق، في ثماني مجموعات من الجرائم: المجموعة الأولى: تتعلق بغزو العراق ذاته باعتباره جريمة حرب. فالغزو هو حرب عدوانية وجريمة ضد السلام. وقد اعتبرت محاكمات نورمبرج ان الحرب العدوانية هي "أكبر وأفظع جريمة دولية". والحرب العدوانية التي شنتها امريكا على العراق هي خرق لميثاق الامم المتحدة. العراق لم يشكل تهديدا للولايات المتحدة. وقد زعمت ادارة بوش ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل وان النظام العراقي متحالف مع تنظيم القاعدة لتبرير حربها العدوانية. وثبت ان كل هذه اكاذيب. وحتى السكرتير العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان قال ان الحرب كانت غير قانونية وتنتهك ميثاق الامم المتحدة. المجموعة الثانية: جرائم الحرب المرتبطة بعمليات الاعتقال والتعذيب للعراقيين. وعمليات الاعتقال والتعذيب هذه هي خرق فاضح لمعاهدات جنيف. المجموعة الثالثة: تتعلق بممارسات الجيش الامريكي ضد العراقيين وممتلكاتهم والتي تعد خرقا فاضحا للقانون الدولي. فلقد استخدمت القوات الامريكية الاسلحة لقتل واصابة المدنيين العراقيين بلا تمييز وفي خرق فاضح لاتفاقيات جنيف. قامت القوات الامريكية بقصف وتدمير مدن بأسرها وقتلت المدنيين ودمرت المنازل ونفذت عمليات اغتيالات، حدث هذا في الفلوجة وغيرها من المدن. ومعاهدات جنيف تنص على تحريم وتجريم أي عمل عسكري يستهدف المدنيين ويلحق بهم الاذى. كما ان القوات الامريكية قامت وعن عمد بتدمير محطات المياه والكهرباء في الفلوجة وغيرها من المدن. المجموعة الرابعة: تتعلق بمعاملة القوات الامريكية للعراقيين الذين يقاتلون قوات الاحتلال وعملاءها باعتبارهم ارهابيين مجرمين. هذا في الوقت الذي من حق، بل من واجب، أي مواطن ان يدافع عن بلاده. وحق المقاومة المسلحة يعترف به ميثاق الامم المتحدة ومعاهدات لاهاي وجنيف. ومن ثم فان القوات الامريكية والعملاء العراقيين الذين يتعاملون معها هم بحكم القانون الدولي اعداء للشعب العراقي من حقه ان يقاتلهم دفاعا عن بلاده. المجموعة الخامسة: تتعلق بقيام القوات الامريكية بمهاجمة المستشفيات وعربات الاسعاف والمدنيين والمقاتلين المصابين. ان ابسط قواعد واسس القانون الدولي تحتم حماية المصابين ورعايتهم. والهجمات على المستشفيات وعربات الاسعاف هي جرائم غير قانونية وغير انسانية. المجموعة السادسة: تتعلق بقيام القوات الامريكية وسماحها بسرقة وتدمير التراث الثقافي والحضاري والديني في العراق. لقد تم نهب وتدمير مقتنيات متحف العراق الوطني وفي كل انحاء العراق ، وحرق مكتبات .. الخ. تعتبر هذه جرائم حرب اذ تمثل خرقا فاضحا لمسئوليات قوة الاحتلال التي يجب ان تتحملها بموجب القانون الدولي والتي تلزمها بضرورة حماية هذا التراث الثقافي والحضاري. المجموعة السابعة : تتعلق بجرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الامريكية بحق المعتقلين من انتهاكات وتعذيب وقتل. الادلة الكثيرة تؤكد ارتكاب هذه الجرائم بحق المعتقلين على اوسع نطاق وهو ما تؤكده كل التقارير الدولية وحتى التقارير الامريكية ذاتها. وهي كلها جرائم يجرمها القانون الدولي. المجموعة الثامنة: تتعلق باستخدام القوات الامريكية للأسلحة المحرمة دوليا في العراق. وهذه الاسلحة المحرمة التي استخدمتها القوات الامريكية تشمل مثلا ، القنابل العنقودية واليورانيوم المنضب الذي يتسبب في انتشار امراض السرطان والتشوهات الخلقية لفترات طويلة بعد انتهاء الصراع. وايضا القنابل الفراغية التي تعتبر من اسلحة الدمار الشامل ، والنابالم المحرم دوليا منذ .1980 } } } 16 اتهاما هناك رصد آخر لجرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال في العراق. هذا الرصد تمثل في الاتهامات التي وجهتها المحكمة الشعبية لجرائم الحرب في العراق في جلساتها التي انعقدت في اسطنبول بتركيا في يونيو عام .2005 بناء على الادلة الموثقة التي جمعتها المحكمة، وبناء على الشهود الذين استمعت الى شهاداتهم، وجهت المحكمة 16 اتهاما الى حكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا، هي على النحو التالي: 1 - التخطيط والاعداد وشن اعظم جريمة حرب، وهي العدوان على العراق انتهاكا لميثاق الامم المتحدة، ولمبادئ نورمبرج. 2 - تعمد استهداف السكان المدنيين في العراق والبنية التحتية المدنية، وذلك بتعمد شن الهجمات على المدنيين والمستشفيات والمراكز الصحية والمناطق السكنية ومحطات الكهرباء والماء. ويعتبر تدمير مدينة الفلوجة شبه الكامل هو وحده تجسيد كامل لكل هذه الجرائم. 3 - استخدام الاسلحة المحرمة مثل القنابل العنقودية، واليورانيوم المنضب، والاسلحة الكيماوية. 4 - استخدام اليورانيوم المنضب بالذات، على الرغم من كل التحذيرات من العلماء والمختصين وجماعات السلام من تأثيراته المدمرة على البشر والبيئة والتي تمتد لسنين طويلة. وباستخدام هذا السلاح، فان الولايات المتحدة قررت المخاطرة بأرواح الملايين لاجيال قادمة. 5 - الفشل في حماية حياة المدنيين اثناء العمليات العسكرية في فترة الاحتلال. 6 - ايجاد الظروف التي تسببت في تدهور مروع لأوضاع المرأة في العراق في كل المجالات. 7 - استخدام العنف الدموي القاتل ضد المتظاهرين كما حدث في ابريل 2003 عندما قتل العشرات من المتظاهرين في الفلوجة. 8 - تنفيذ سياسة العقاب الجماعي للعراقيين، ومن دون اتهامات ولا محاكمات، بما في ذلك عمليات الخطف والاغتيالات. 9 - المعاملة الوحشية اللاانسانية للمدنيين العراقيين، وحرمان المعتقلين العراقيين من كل حقوقهم التي تنص عليها اتفاقيات جنيف. 10 - اعادة كتابة قوانين البلاد التي تعرضت لاحتلال غير قانوني وذلك في خرق للمعاهدات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالتزامات ومسئوليات قوة الاحتلال. 11 - تعمد تدمير البيئة باستخدام اسلحة اليورانيوم المنضب واحراق حقول النفط والمزارع وتدمير محطات المياه، وهي الممارسات التي ترقى الى شن حرب كيماوية بيولوجية. 12 - السماح بنهب وتدمير تراث العراق الثقافي والحضاري في المتاحف ومختلف المواقع الاثرية على الرغم من التحذيرات السابقة من جانب اليونسكو والخبراء في العالم. 13 - استهداف اجهزة الاعلام والصحفيين وعمليات الاعتقال والقتل للأكاديميين والمثقفين والعلماء. 14 - استخدام التعذيب ضد المعتقلين على نطاق واسع خرقا لكل المعاهدات والمواثيق الدولية. وايضا ارسال معتقلين الى دول اخرى كي يجرى تعذيبهم. 15 - ارتكاب جريمة ضد السلام بتحدي ارادة شعوب العالم الرافضة للحرب. فلقد عبر الملايين في كل انحاء العالم عن رفضهم ومعارضتهم للحرب معبرين عن ضمير العالم ومع هذا تم شن العدوان. ويرقى هذا الى حد اعلان الولايات المتحدة وحلفائها الحرب على الملايين في العالم. 16 - استخدام احتلال العراق قاعدة لاشعال الصراعات الدينية والاثنية في مختلف انحاء العالم، وايضا للتهديد بشن حروب عدوانية اخرى خصوصا على سوريا وايران. } } } لماذا المحاكمة؟ لماذا يجب ملاحقة الذين ارتكبوا جرائم الحرب في العراق ومحاكمتهم وانزال العقاب الذي يستحقون بهم؟ مع ان الاجابة بديهية ومفهومة، الا ان هناك اربعة اسباب كبرى تحتم محاكمة هؤلاء المجرمين تستحق التأكيد عليها باختصار: أولا: محاكمة هؤلاء المجرمين هي تطبيق للقانون الدولي والمواثيق التي اقرتها البشرية وارتضتها. هي بعبارة اخرى، رد اعتبار للقانون الدولي ودوره في حماية الدول والشعوب. ثانيا: هذه المحاكمة هي حق للشعب العراقي الذي هو كله ضحية للجرائم التي ارتكبها المجرمون. وهو ايضا حق للشعوب العربية والاسلامية التي هي ايضا ضحية لهذه الجرائم. ثالثا: هذه المحاكمة والالحاح عليها هي ضرورة لوقف هذه الجرائم المروعة في العراق، والتي ترتكب يوميا، وستظل ترتكب مادام الاحتلال موجودا وعملاؤه يحكمون. رابعا: والمحاكمة هي مصلحة مستقبلية لكل دول وشعوب العالم. هي بعبارة ادق ضرورة لردع المجرمين مستقبلا عن تكرار ارتكاب مثل هذه الجرائم في أي وقت وفي أي بلد او مكان مستقبلا. } } } محاكمة المجرمين .. كيف؟ كيف يمكن تحقيق هدف محاكمة مجرمي الحرب في العراق؟ منذ اشهر، اصدرت منظمة امريكية اسمها "كونسيومرز فور بيس" أي "مستهلكون من اجل السلام" تقريرا شاملا عنوانه "جرائم الحرب التي ارتكبتها امريكا في العراق وآليات المحاسبة". التقرير اعدته كارين باركر وهي محامية لها سمعة عالمية في مجال القانون الدولي وحقوق الانسان ورئيس هيئة محامي الشئون الانسانية في سان فرانسيسكو. التقرير يستعرض بالتفاصيل الدقيقة جرائم الحرب التي ارتكبت في العراق ، ثم يقترح آليات وخيارات معينة لمحاكمة المجرمين. وبداية يسجل التقرير امرين: الاول: يتعلق بمن هم مجرمو الحرب الذين تجب محاكمتهم ويذكر بهذا الصدد انه بحسب القوانين الدولية والاعراف العالمية للحرب، فان القادة السياسيين وقادة الجيش وكبار الضباط والضباط الميدانيين وايا من الجنود يمكن ان يحاكموا كمجرمي حرب. ويسير التقرير هنا الى انه في كل المرافعات التي قدمت في محاكمات جرائم الحرب في نورمبرج وفي طوكيو بعد الحرب العالمية الثانية كان هناك تركيز اساسي على القادة السياسيين والعسكريين الذين امروا بارتكاب الجرائم. ويسجل التقرير على القاعدة التي تؤكد ان "الأوامر العليا ليست دفاعا مقبولا"، وانها تنطبق على الجميع من اعلى قائد الى اصغر جندي. بمعنى انه لا يحق لأحد قانونا ان يحتج بأنه كان ينفذ الاوامر العليا فقط. الثاني: انه لتنفيذ القانون الدولي ومحاكمة مجرمي الحرب، لا بد بطبيعة الحال من تجميع الادلة على ارتكاب جرائم محددة. وفي حالة العراق، فان الادلة على الجرائم التي ارتكبها الامريكيون والبريطانيون هي اكثر من ان تحصى وهي موثقة بشكل كامل. اما عن الخيارات الممكنة لمحاكمة مجرمي الحرب، فان التقرير يطرح الخيارات التالية: الخيار الأول: محاكمة المجرمين الامريكيين بالاستناد الى بند جرائم الحرب الامريكي الموقع بقانون في عام .1996 فهذا القانون ينص على انزال عقوبات شديدة للانتهاكات الخطيرة لاتفاقيات جنيف بما في ذلك عقوبة الاعدام، ويعتبر القانون ان الانتهاكات الخطيرة لاتفاقيات جنيف هي جرائم حرب توجب العقاب. الخيار الثاني: العمل الدولي، وفقا للآليات الواردة في اتفاقيات جنيف، وتلك التي اعتمدتها الامم المتحدة. حيث ان اتفاقيات جنيف تتضمن بنودا واضحة على ضمانات تقديم المجرمين للعدالة الدولية. فهذه الاتفاقيات تنص مثلا على انه ما من دولة مسموح لها ان تبرئ نفسها او ان تبرئ أي دولة اخرى من تحمل المسئولية التي تقع عليها او على دولة اخرى بخصوص جرائم الحرب. وبموجب هذه القاعدة، فان الامريكيين والبريطانيين المتهمين بارتكاب جرائم حرب في العراق من الممكن ان يلاحقوا من قبل دول اخرى موقعة على اتفاقيات جنيف. ويشير التقرير هنا الى ان امريكا حاولت التحسب لذلك قبل الغزو بتوقيعها اتفاقيات مع دول تنص على رفض هذه الدول مقاضاة مواطنين امريكيين امام محكمة الجزاء الدولية. الا ان هذا لا يبطل امكانية مطالبة دول اخرى بمحاكمة مجرمي الحرب الامريكيين والبريطانيين. الخيار الثالث: تفعيل دور المحكمة الدولية غير الحكومية لجرائم الحرب في العراق. وهي المحكمة التي اشرنا اليها سابقا وإلى الاتهامات التي وجهتها للأمريكيين والبريطانيين. هذه المحكمة الشعبية هي من تراث "محكمة راسل" في عام 1967، والتي نظرت في جرائم الحرب الامريكية في فيتنام. والمحكمة الشعبية لجرائم الحرب في العراق عقدت جلسات في اكثر من بلد. وفي رأي التقرير انه على الرغم من ان هذه المحكمة لا تمتلك قوة القانون فإن الادلة التي تجمعها هي امر ضروري من اجل اجبار الدول على اتخاذ خطوة عملية لاتخاذ اجراءات قانونية لمحاكمة المجرمين. كما انها مهمة لتوفير الادلة التي من شأنها ايقاظ الضمير الانساني. الخيار الرابع: هو في تقدير التقرير، تشكيل هيئة للمصالحة والحقيقة كما حدث في رواندا وجنوب افريقيا. هذه السوابق وغيرها يمكن تبنيها فيما يتعلق بجرائم الحرب في العراق . } } } هذه الخيارات التي طرحها التقرير الامريكي لمحاكمة مجرمي الحرب في العراق، وبغض النظر عن التفاصيل القانونية والسياسية المتعلقة بها، الا انها تثبت ان محاكمة هؤلاء المجرمين هي ممكن وواجب ويجب العمل من اجلها فورا وبكل السبل. بقي ان نشير الى ان هناك اليوم حملة عالمية كبرى على مستويات عدة شعبية في العالم كله تطالب بمحاكمة مجرمي الحرب هؤلاء، وتصدر التقارير، وتجمع ادلة الجرائم وتحاول ان تستنهض ضمير العالم من اجل تبني هذا الهدف. من المخجل انه بينما يحدث هذا في العالم ، فاننا لا نجد هنا في وطننا العربي أي اهتمام او اكتراث بهذه القضية المصيرية على أي مستوى. هذا على الرغم من اننا نحن ضحايا هؤلاء المجرمين. وعلى الرغم من اننا لو ظللنا صامتين، فلن تقف جرائم هؤلاء المجرمين عند حد لا في العراق ولا في غيره. فمتى يا ترى سينتفض ضميرنا العربي كما انتفض ضمير العالم، ونقود نحن حملة المطالبة العالمية بمحاكمة هؤلاء المجرمين؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
ليس جوانتانامو وحده
وليد الزبيدي
الوطن عمان
بين الحين والاخر، يخرج مسؤول اميركي، يردد ذات المطلب، وهو ضرورة اغلاق معتقل جوانتانامو، ويضيف المسؤولون الاميركيون، ان هذا المعتقل قد اساء كثيرا الى سمعة الولايات المتحدة في العالمين العربي والاسلامي وفي المجتمع الدولي.
لكن السؤال المطروح، هل يوجد معتقل واحد، تتم فيه الاساءة الى العرب والمسلمين، اسمه جوانتانامو، وادركت الادارة الاميركية خطورة هذا المعتقل على سمعتها، بسبب الممارسات البشعة، التي تبدأ بالتعذيب الجسدي والاهانة والاذلال، وتنتهي إلى جرائم بحق الانسانية، يتم ارتكابها بحق المعتقلين في هذا السجن.
ان الاجابة على ذلك، ليست بالصعبة، فهناك مئات المعتقلات في الوطن العربي والعالم، لا تختلف على الاطلاق عن معسكر جوانتانامو سيئ السمعة ومكان البشاعة والتعذيب والاهانة والاذلال للعرب والمسلمين.
كم عدد المعتقلات في فلسطين، حيث تتم ممارسة التعذيب والاهانة والاذلال، ضد الشباب والرجال وحتى النساء داخل المعتقلات الاسرائيلية، ورغم وجود الالاف ومنذ عشرات السنين داخل هذه المعتقلات، فإن المسؤولين الفلسطينيين وغيرهم، لم يأبهوا كثيرا لهذه الجرائم اليومية، التي ترتكب بحق السجينات والسجناء، وكم من سيدة فلسطينية وضعت اطفالها داخل المعتقلات، وتربى وترعرع هؤلاء تحت سياط التعذيب والاهانة والاذلال اليومي من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي.
ان هذه المعتقلات وما يحصل بداخلها ضد الفلسطينيين، لا يمكن لها الاستمرار على هذه الشاكلة، دون وجود الدعم والاسناد والمباركة الاميركية، حيث يتم توفير مختلف انواع الحماية لاسرائيل، التي لا تتردد في ممارسة ابشع الجرائم ضد ابناء الشعب الفلسطيني.
نوع اخر من المعتقلات، التي لا تحاول وسائل الاعلام العالمية الولوج اليه، وهي تلك المعتقلات السرية في دول اوروبا المتحالفة مع الولايات المتحدة، حيث يتم اختطاف العرب والمسلمين من كل مكان وايداعهم في تلك المعتقلات، التي لا تقل بشاعة واجراما عن جوانتانامو ويجري الحديث عنها هنا وهناك، لكن يتعمد الجميع ابعاد الاضواء عن الذي يحصل في أقبيتها المرعبة.
المعتقلات الأخرى وسط البحار والمحيطات، حيث تحولت البواخر العملاقة الى معتقلات طافية فوق المياه، ويتصاعد داخلها انين وصراخ العرب والمسلمين على ايدي الجلادين الاميركيين.
لا اريد ان اتحدث عن مئات المعتقلات الاميركية في العراق وافغانستان واماكن اخرى، لكن لا بد ان ندرك، ان البشاعة والاجرام الاميركي لا تقتصر على معسكر جوانتانامو وما يتعرض له الابرياء هناك من تعذيب واهانة واذلال، واذا ما اقدمت الادارة الاميركية على اغلاقه، فإن ذلك لا يعني اسدال الستار على مسلسل الجرائم اليومية، بحق اهلنا واخواننا واخواتنا من العرب والمسلمين في اماكن كثيرة وواسعة في العالم.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
ازدياد قوة المالكي تقوض مطامح الأميركيين
تشارلز ليفنسون
القبس الكويت
عندما امتدحت وزيرة الخارجية الاميركية حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في زيارتها المفاجئة للعراق قبل ايام، كانت تخاطب رئيس وزراء وقد احكم قبضته على السلطة في البلاد بعدما استغل انخفاض العنف في تقوية حكومته التحالفية واحكام السيطرة على قوات الامن والتخلص من تحديات الاحزاب السياسية الاخرى.
يشكك بعض المحللين السياسيين الاميركيين في رغبة المالكي استغلال نفوذه المتزايد من اجل دعم التصالح الوطني بين السنة والشيعة. وكان المالكي قد تسلم الحكومة عام 2006 واستمر حتى الآن في منصبه بدعوى انه لا يوجد في العراق من هو كفء لادارة البلاد مثله، بل ورفض مطالبة المشرعين التابعين لمقتدى الصدر باستقالته الربيع الماضي.
الاجتماع الاخير بين المالكي وقادة السنة والشيعة، اسفر عن تحالفهم ضد الاكراد في مطلبهم للحكم الذاتي، رغم انكار مكتب رئيس الوزراء ضلوعه في هذا التحالف.
تجدر الاشارة الى ان المالكي عطل تعيين ضباط من السنة في قوات الشرطة ومحاولته اقصاء الجنود السنة من الوحدات العسكرية المهمة في الجيش، مثل المسؤولين عن حماية الضريح الشيعي في سامراء.
ستيف بيدل المستشار السابق لقائد القوات الاميركية في العراق قال ان تزايد قوة المالكي قد يثير المشاكل للقوات الاميركية في العراق. وانه «كلما ازدادت قوة المالكي زادت قدرته على مقاومة ما نريد لانه لم يعد بحاجة الينا كما كان في السابق».
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
مقومات الاستقرار العربي - الإيراني
د. عدنان السيد حسين
الخليج الامارات
في زمن الإقليمية الجديدة حيث تتقدم نظرية التكامل الوظيفي بين دول الجوار. وبعدما صارت مصالح الدول نقطة ارتكاز أساسية في العلاقات الدولية بعيداً من النزاعات السياسية، مصالح اقتصادية واجتماعية وثقافية وتكنولوجية، آن للعلاقات الإيرانية العربية أن تستقر على قاعدة المصالح المتبادلة.
صارت هذه العلاقات متشابكة في زمن العولمة، وكيف إذا أضفنا نتائج الثورة الإلكترونية لجهة توطيد العلاقات بين الناس بعيداً من القرار السياسي الرسمي؟
تتعدد الاجتهادات والآراء حيال استقرار العلاقات العربية الإيرانية، بيد أن المدخل الأهم هو الإقرار بضرورة استقرارها بعيداً من التنازع والشحن الطائفي والإعلامي والايديولوجي، ومن الأفضل أن يتحقق التفاهم بين الجانبين حول مقومات الاستقرار والعلاقات الطبيعية قبل ان ندفع مزيداً من الخسائر ثم نكتشف لاحقاً أهمية مثل هذا التفاهم. هناك ضرورة لمثل هذه العلاقات للأسباب الآتية:
لا يمكن للطرفين العربي والإيراني الهروب من حقائق الجغرافيا السياسية، فالخليج يجمعهما، وهو ممر النفط الإلزامي. والحدود العراقية الإيرانية طويلة، وفيها نزاع سابق حول منطقة شط العرب، ناهيك عن تداخل المشكلة الكردية بين العراق وإيران وتركيا، واستطراداً سوريا.
لو توقفنا عند حماية البيئة الطبيعية الخليجية لوجدنا كيف أنها تحتم التعاون في برامج مشتركة لتحقيق الأمن البيئي. هذا على سبيل المثال.
وماذا عن مشكلة الجزر الثلاث بين الإمارات العربية المتحدة وإيران؟
إن قاعدة حسن الجوار تقتضي اللجوء إلى أحد طريقين: إما التحكيم الدولي الملزم للطرفين، أو الذهاب الى محكمة العدل الدولية في لاهاي برضا الطرفين. لماذا إضاعة الوقت، وتبديد الثقة، وتأخير الحل؟
راحت الإدارة الأمريكية الحالية تغيّر في أساليب العلاقة مع طهران، فجاء تقرير الاستخبارات المركزية الأمريكية في أواخر العام 2007 ليبرئ إيران من انتاج السلاح النووي. قد يقال: هذا ناتج عن خلافات مستحكمة داخل الإدارة الأمريكية، وتحديداً النزاع الديمقراطي الجمهوري، وعن الفشل الاستخباراتي الأمريكي في العراق قبل احتلال بغداد وبعده.. مهما يكن من أمر، فإن الخلاصة هي وجود حوار أمريكي ايراني بصرف النظر عن طبيعته وأهدافه ومآله. فلماذا يتعثر الحوار العربي الإيراني حيال بعض المسائل المهمة، وهما المعنيان بالاستقرار على قاعدة المصالح بعيداً من الخلافات الايديولوجية؟
يقول زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي هاري ريد في هذا الصدد: “آمل أن تقرأ الإدارة الأمريكية هذا التقرير بعناية، وتعدل خطابها وسياستها حيال إيران، وأدعو إلى يقظة دبلوماسية ضرورية للتصدي بفاعلية إلى التحديات التي تشكلها إيران”. فهل نقرأ نحن العرب التقرير المذكور، أم نغض الطرف عنه وعن نتائجه وما يدور حولنا في العالم؟
وجد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية د. محمد البرادعي أن تقرير الاستخبارات المركزية الأمريكية في مضمونه يؤكد ما جاء في تقارير الوكالة الدولية عن أنها لا تملك برهاناً على مواصلة طهران تطوير برنامجها بغرض الحصول على السلاح الذري، وقال: “إن هذا التقويم يجب أن يساعد على نزع فتيل الأزمة الراهنة”. وناشد الأطراف المعنيين الخوض فوراً، ومن دون إبطاء في مفاوضات مع إيران، باعتبار ذلك خطوة جوهرية على طريق بناء الثقة.
هل تدخل حكومة طهران والحكومات العربية في مرحلة بناء الثقة؟ المسؤولية مشتركة، ولا جدوى من التنصل والتهرب تحت أية حجة، إلا إذا كان الحقد الأعمى ما زال مسيطراً في عالم ما بعد الحداثة!
ثمة اتفاقات أمنية مشتركة بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي حول مكافحة الإرهاب منذ عهد الرئيس محمد خاتمي. إن المضي في تطوير هذه الاتفاقات مفيد للجانبين العربي والإيراني، ومهم للأسرة الدولية مجتمعة، وهو ضرورة للأمن الخليجي بعدما تدهور الأمن على جميع المستويات في أفغانستان والعراق.
ومهما كان الاتكال على الدعم الخارجي، فإن قضية الأمن الخليجي هي مسؤولية إقليمية في الدرجة الأولى. إنها مسؤولية إيران والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي قبل أي طرف آخر، ويجدر الانتباه إلى ان الوجود العسكري الأجنبي مؤقت، وهو متغيّر بحكم المتغيرات الدولية والمصالح الدولية.
باستطاعة بعض الإيرانيين كيل الاتهامات للعرب، وخاصة الحكومات، بأنها مقصرة في جب الخطر الصهيوني، وأنها توغلت في علاقات مع الإدارة الأمريكية قد تأخذ من مصالح دول الشرق الأوسط.. وباستطاعة بعض العرب الرد على الإيرانيين برفض منطق تصدير الايديولوجيا، حفاظاً على الاستقرار الداخلي. ويمكنهم التوقف عند مسار الأزمة العراقية بعد سقوط بغداد في سنة ،2003 وعما إذا كان العامل الايراني مهدداً لوحدة العراق، كما يمكنهم ملامسة أزمات فلسطين ولبنان بطريقة أو بأخرى.
كل هذا، وغيره قد يكون صحيحاً بنسب متفاوتة. بيد أن الأكيد هو ضرورة الخروج من مستنقع الأزمة الى آفاق التكامل الوظيفي. تكامل اقتصادي وأمني واجتماعي وثقافي وتكنولوجي، يحقق مزيداً من النمو، ويبعد شبح الأزمات عن سماء الخليج والشرق الأوسط.
تكامل في الرؤى الإقليمية والدولية يزيد من فرص الجانبين العربي والإيراني في توظيف دورهما لمصلحة الشعوب، ويحقق مظلة أمنية للناس بعيداً عن الخوف والهجرة، ويحاكي المجتمع الدولي في ضرورة مكافحة الإرهاب بصورة ناجعة، أي باجتثاث جذوره من خلال التنمية البشرية الشاملة، فالبعد الإنساني هو المرتجى في أية علاقات دولية مستقرة ومستدامة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
ماذا وراء حماس واشنطن للحلول العراقية؟
محمد عارف
الاتحاد الامارات
لم يبق في العراق غير "خََلَف" يجهل أن نظام الاحتلال قد هلك. أخبره ابنه بزواجه من مجندة أميركية جلبت له "إيدز"، فقال "خَلَف": "وليش ما سمّيته على اسم جدّه خَلَف"؟!.. هذه نكتة، والحمد لله الذي منحنا نعمة الضحك، وإلاّ كيف نتعامل مع تصريحات قادة الاحتلال بأنهم قرروا أخيراً ترك أمور العراق للعراقيين، والعمل على إيجاد "حلول عراقية للمشاكل العراقية"؟ هذه العبارة تتردد حالياً على لسان الجميع، من قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال دافيد بترايوس، وسفير واشنطن في بغداد ريان كروكر، وحتى الدبلوماسيين والمجندين الأميركيين والمرتزقة، المسلحين والمدنيين. وترتفع أصوات الثناء والإطراء لسكان ما كان يُسمى "المثلث السُّني"، في الأنبار، والفلوجة، والأعظمية، ومراكز المقاومة الأخرى للاحتلال، وحتى "مدينة الصدر" تعتبر الآن من الأمثلة على قدرة العراقيين في إدارة أنفسهم بأنفسهم!
ما سرّ هذا الإعجاب المفاجئ، الذي جعل السفير كروكر يشيد بعملية "توزيع الموارد النفطية من دون قانون ينظمها"، ويثني على أداء "مجالس محلية غير منتخبة"؟!.. ويعلن عن دهشته لعدم رؤية مراسلي الصحف "ما هو واضح للعيان تماماً"، وهو "أن العراق يملك حكومة، ونظاماً. ولديه حكومات محلية، وجيش وبوليس.. وقادة لكل هذه الأمور، يأخذون أنفسهم بجدية متزايدة".
السؤال الذي يهم القوى الوطنية المناهضة للاحتلال والطائفية هو: هل تمهد هذه التحولات لانسحاب قوات الاحتلال، أو لإعادة توزيعها لتغطية الانسحاب؟
وينافس العسكريون الدبلوماسيين في إطراء حكومة المالكي، حدّ أنهم يعتبرون "اعترافها بعدم قدرتها على تولي المسؤولية الأمنية في معظم أجزاء العراق أمراً يستحق الثناء"، حسب تصريح مسؤول عسكري أميركي لصحيفة "واشنطن بوست". ويشيدون بالحلول العراقية للمشاكل الأمنية حتى في البصرة الخارجة عن سيطرتهم، ويذكر الجنرال بترايوس أن الفضل في انخفاض مستوى العنف يعود إلى العشائر العراقية وجماعة مقتدى الصدر.
ويتبادل العسكريون والدبلوماسيون النقد والمديح. فالدبلوماسيون يأخذون على العسكريين ولعهم السابق بوضع الخطط واحتلال المواقع، ويشيدون بفهمهم الحالي لدور الأسرة والثقافة والدين في حياة العراقيين. ويثني العسكريون على تجنيد مختصين بما يسمى "علم الإنسان" (الأنثروبولوجيا) في مدينة الأعظمية لوضع "معجم" حول طرق التفاهم مع السكان، وترجمة تعبيرات وجوههم، وإيماءات أيديهم. لقد جعلتني هذه التجارب على سكان الأعظمية أفهم القول الساخر عن "الأنثروبولوجيا" التي طالما استخدمت في دراسة سكان المستعمرات: "إنه العلم الذي يدرس الناس، الذين لا يحتاجون إلى من يدرسهم، من قِبل من يحتاجون إلى من يدرسهم"!
وقد تفسر الأنثروبولوجيا الاهتمام "الإنساني" بالعراقيين والإيمان بأهمية "الحلول العراقية للمشاكل العراقية"... بعض المراقبين يعتبرونها مؤشراً إلى ظهور اتجاه واقعي جديد في واشنطن، ويراها آخرون اعترافاً بفشل الخطط العظمى لجعل العراق نموذجاً في الديمقراطية والاقتصاد الحر في المنطقة، فيما يعتقد العسكريون أنها حصيلة "الدليل الجديد لمكافحة المسلحين" الصادر عن الجيش الأميركي. يتبع الدليل وصية الرحالة والمغامر البريطاني لورانس: "لا تحاول أن تفعل الكثير بنفسك، فالأفضل أن يفعل ذلك العرب أنفسهم بشكل مقبول من أن تفعله أنت بشكل متقن". ولا يرى في الأمر جنرال بريطاني متقاعد سوى "التعبير عن محاولة واشنطن عدم الاعتراف بالفشل، والتلاعب المتهكم بالألفاظ للتغطية على الفشل، وتجنب معرفة أسبابه". وقد يبرر هذا الحكم امتلاك بريطانيا حق براءة اختراع "الحلول العراقية للمشاكل العراقية" الذي سجلته ميدانياً منذ الأيام الأولى لاحتلال بريطانيا للبصرة!
ويقول تفسير مقنع لهذه "الحلول العراقية" إنها محاولة "خلق قوات محلية متحالفة مع الولايات المتحدة، لكن معارضة للحكومة العراقية". يذكر ذلك وين وايت الذي قاد للفترة ما بين عام 2003 و2005 فريق الاستخبارات التابع لوزارة الخارجية الأميركية في بغداد. وأرى أن هذه محاولة حمقاء أخرى لشراء ولاء العشائر المناهضة للاحتلال مقابل 300 دولار شهرياً لكل مقاتل. فهذه النقود يقبضها شيخ العشيرة، الذي قد يحصل بواسطتها على 60 ألف دولار شهرياً، أو ما يعادل 720 ألف دولار سنوياً عن مائتي مقاتل. ويرى بعض المراقبين أن ذلك سيؤدي إلى تفكيك صلة الشيخ بعشيرته، أو استخدامه الأموال في جولة قادمة من المعارك ضد المحتلين.
وقد بلغ حجم إنفاق الجيش الأميركي على البرنامج المشهور باسم "الصحوة" 70 مليون دولار منذ بدئه في الرمادي في الصيف الماضي. وأشارك المراقبين شكهم في أن ذلك أدّى إلى خفض مستوى العنف بنسبة 60 في المئة. وأتساءل معهم عن جدوى موازنة "الصحوة" للعام الحالي، التي تبلغ 300 مليون دولار وتتحملها بالمناصفة واشنطن وبغداد. هل يضمن هذا المبلغ ولاء العشائر المناهضة للاحتلال لحكومة موالية للاحتلال ويقودها تحالف طائفي؟. وما يمنع القوات العشائرية من استئناف هجماتها على الحكومة، أو على المليشيات الطائفية؟ يطرح هذه التساؤلات أعضاء التحالف الطائفي الحاكم، الذين يعارضون ضم قوات العشائر إلى القوات المسلحة العراقية. والسؤال الذي يهم القوى الوطنية المناهضة للاحتلال والطائفية هو: هل تمهد هذه التحولات لانسحاب قوات الاحتلال، أو لإعادة توزيعها لتغطية انسحاب قوات الحلفاء؟.. كِلا الاحتمالين وارد في سيناريوهات الجنرال بترايوس التي عرضها في المؤتمر الصحفي في قاعدة "عرفجي" العسكرية في الكويت في الأسبوع الماضي. والاستماع إلى أجوبة بترايوس على أسئلة الصحفيين أمرٌ مُسلٍّ، وفيما يلي فقرة منها كما وردت في البيان الصحفي للبيت الأبيض: "تتحسن الأمور حسب السيناريو واحد حتى ونحن نبدأ بسحب قوات الحلفاء. وفي السيناريو الآخر تظل الأمور على حالها، حتى ونحن ننسحب. ثم هناك سيناريو آخر وهو أن تزداد الأمور سوءاً. ونحن ننظر هنا بشكل خاص إلى السيناريوهين الأولين، وما توقيت وخيارات البدء بسحب 15 فوجاً، وكيف ستكون وتيرة ذلك؟.. لكن لا توقعات مبكرة في أي حال، وكل ما نفعله هو مجرد النظر فيه الآن، واختباره والقيام مرة أخرى بما يسمى "الهندسة التكتيكية"، إن شئتم، والتي تنظر فيما قد يكون، وكيف سيعمل، وما الشكل الذي ستأخذه الظروف المتعددة المتحصلة؟.. وهذا هو الطريق الذي نمضي فيه إلى الأمام".ولا أجد شرحاً لهذا الكلام أوفى من قول الكاتب الأميركي الهزلي مارك توين "إن الله أنعم على أميركا بثلاث نِعم، وهي حرية التعبير، وحرية التفكير، والحرص على عدم استخدام أيّ منهما أبداً". فما عدد السيناريوهات التي وضعها المحتلون، وما نتائجها؟ وهل تم النظر وفق "الهندسة التكتيكية" بحصيلة عمل أكثر من نصف مليون عسكري في القوات النظامية والمرتزقة؟.. وما الشكل الذي ستأخذه الظروف المتنوعة المتحصلة من هدر مئات المليارات من الدولارات، من أموال العراقيين والأميركيين؟.. وأيّ طريق إلى الأمام تعبِّده جثث وعذابات ملايين القتلى والجرحى والمقعدين واليتامى والأرامل والمشردين واللاجئين؟.. وهل يفقه الجنرال بترايوس، الذي يقال إنه يحمل الدكتوراه في العلاقات الدولية سيناريوهات مستقبل نظام احتلال خاضع لقوانين الفيزياء المعروفة باسم "الفوضى" chaos و"التشظِّي" fractals ؟.. وما سيناريو احتمالات هذه القوانين، التي قد تحول "خفق جناح فراشة في غابات الأمازون إلى كارثة مناخية في قارة أوروبا"؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
تراجع الإنفاق في إعادة إعمار العراق
جيمس غلانز
القبس الكويت
جاء في تقرير لمكتب محاسبة الحكومة الاميركية ان الارقام المبشرة التي اوردتها الادارة الاميركية لابراز التقدم الاقتصادي في العراق، الخريف الماضي عندما كان الكونغرس يدرس ما اذا كان سيستمر في تمويل الحرب، لا يمكن التدليل عليها من خلال سجلات ميزانية العراق الرسمية.
التقرير ينتقد بشدة الحكومة العراقية لاخفاقها في انفاق مليارات الدولارات من عائداتها النفطية عام 2006 لتمويل اعادة الاعمار، رغم ان الادارة قالت في سبتمبر الماضي ان العراق قد سارع كثيرا في هذا الانفاق. وفي يوليو 2007 قالت الادارة ان العراق انفق نحو 24% من عشرة مليارات دولار رصدت لاعادة الاعمار ذاك العام.
وقال مكتب المحاسبة في تقريره ان السجلات الرسمية لوزارة المالية العراقية بينت ان العراق انفق 4،4% فقط من ميزانية اعادة الاعمار مع حلول اغسطس 2007، واضاف ان معدل الانفاق تراجع فعليا من العام الماضي. واشار مراسل الصحيفة الى ان اسباب هذا الاخفاق. كما قال مسؤولون اميركيون وعراقيون، شملت تحديات تنفيذ مشروعات البناء في مناطق ريفية خطرة ونقص الخبرة في دولة استنزفت من المواهب الفنية والخوف من امكان استخدام الاجراءات المكافحة للفساد على نطاق واسع لملاحقة المسؤولين العراقيين المعتادين على العمل في مناخ مليء بالرشوات والمجاملات المالية.
وقال احد المحللين ان كل اجراءات التقدم الاقتصادي في العراق كان يصعب تحديدها بدقة، واضاف انه كان يجب على الولايات المتحدة، بعد وضع هذه الصعوبات في الاعتبار، ان تكون حذرة في وصف التقدم قبل اتضاح الحقائق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
الوجود الأميركي في العراق وأحلام الناطق الحكومي العراقي
داود البصري
السياسة الكويت
لفتت انتباهي نبرة التحدي التي نطق بها الناطق باسم الحكومة العراقية السيد علي محمد رضا كبابي الشهير ب¯ (علي الدباغ)! حول تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش حول الفترة الزمنية لوجود القوات الأميركية في العراق, فقد أشار كبابي, أو الدباغ, إلى أن البرلمان العراقي والحكومة العراقية لن يوافقوا على وجود طويل للقوات الأميركية, وهنا انتابتني ضحكة كبيرة! لا يمكن لأي مراقب للأوضاع العراقية ان يخفيها, فالسيد الدباغ يحاول القفز على الحقائق ويتبنى منطقاً بعيداً كل البعد عن الواقع خصوصا وأن تخصص الدباغ كما يقول في شؤون المرجعية وشجونها, قد جعلته يخبط خبط عشواء ويتصور انه يخطب في مأتم عزاء وليس في مقابلة اعلامية متلفزة !, فكل ما يجري أو سيجري أو يكون في العراق هو من صناعة أميركية محضة ومبرمجة, وكل العملية السياسية بجميع مفرداتها ومحطاتها وقوانينها المتغيرة هي تعبير عن إرادة سياسية وستراتيجية أميركية, واذا كان العراق في بداية استقلاله عن العثمانيين عام 1921 كان صناعة بريطانية لم تجر لها اصول الصيانة وسرعان ما صدأت وتفككت, فان العراق ومنذ 2003 هو صناعة أميركية محضة بل إنه المشروع الستراتيجي الذي تراهن عليه الولايات المتحدة في الشرق الاوسط رغم محدودية النتائج وعدم ضمانها في ضوء الصراعات الاقليمية المحتدمة وحروب المصالح والستراتيجيات والإثنيات وكل ملفات التاريخ المنسية والمطمورة التي تتزاحم لتقرير المصير المستقبلي في العراق, والسيد الدباغ يعلم جيداً أن الضامن والكفيل الوحيد للعملية السياسية في العراق ليس الإرادات المحلية بل الإرادة الأميركية وحدها, كما أنه يعلم أن الوجود الأميركي مرهون أساسا بقدرة الجماعات السياسية العراقية على تطويع الوضع العراقي وتهدئة الأمور وحفظ السيادة الوطنية العراقية وهي مهمة صعبة فوق مستوى قدرات الجماعات السياسية وعصابات الطوائف القائمة حاليا, كما ان السيد كبابي الدباغ يبدو انه قد تناسى حقيقة جوهرية تتمثل في انه لولا الاحتلال الأميركي وجهود قوات المارينز الأميركية ما تسنى للاحزاب الدينية التي ينتمي اليها ان تصل لعتبات السلطة في بغداد, فلا مجلس الحكيم الايراني الاعلى ولا دعوة الجعفري أو المالكي أو الأديب ولا العصابات المهدوية الصدرية بكل غوغائيتها ولا جميع الاحزاب والعشائر والعصابات الطائفية كانت بقادرة على قطع اصبع من اصابع نظام صدام فكيف باسقاطه? ويبدو ان بهرجة السلطة وامتيازاتها والجلوس تحت الحماية الأميركية في المنطقة الخضراء قد جعلت معالي الناطق في غفلة عن كل الحقائق الستراتيجية البديهية المعروفة, مستقبل الوجود الأميركي في العراق والمنطقة لا تحدده بالقطع جماعات سياسية وطائفية فاشلة ما هي الا اداة بسيطة في مشروع كوني ضخم اكبر بكثير من قدرات مستشاري وناطقي حكومة التناطح التحاصصية, فالآلة العسكرية الأميركية الجبارة لم تأت للمنطقة لكي توفر مظلة لاحزاب التخلف والفشل بل إنها جاءت وفق مشروع ستراتيجي قديم وضخم يتجاوز العراق بكثير ليدخل في تخطيط شكل العالم خلال الخمسين عاما المقبلة, ويبدو ان السيد علي الدباغ يعيش بالفعل أحلام العصافير ولا ننصحه بالقطع سوى بالعودة للتعمق في تخصصه في الشؤون المرجعية فلعله يفيد ويستفيد... ولله في خلقه شؤون.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
الفساد لاح ياعبدالفلاح!
عبدالزهرة الركابي
الراية قطر
يبدو إن العام الجديد سيكون عام فضائح الفساد التي طالت وستطال جماعة حزب الدعوة الحاكم ولو شكليا"، إذ إن عبدالفلاح السوداني وزير التجارة الحالي ووزير التربية السابق وأحد أعضاء الحزب المذكور سيكون أحد أبطال هذه الفضائح، لاسيما بعدما إتهمه صباح الساعدي رئيس لجنة النزاهة في مايسمي البرلمان بجملة من ممارسات الفساد التي تتعلق بجوانب مالية وإدارية، وصرح الساعدي لوسائل الإعلام إنه يملك وثائق ومستندات تثبت تورط السوداني بفساد مالي وإداري، وأشار الي أن وزارة التجارة تعاقدت مع شركات لجلب مواد غذائية لا تحمل الشروط الصحية وتعاقدت مع شركات وهمية، كما اتهمها بهدر المال العام.
واضاف الساعدي تم التلاعب بمذكرة التفاهم التي ابرمت سابقا" (مذكرة النفط مقابل الغذاء والدواء)، مشيرا" إلي أن هناك تهماً كثيرة اخري، واوضح رئيس لجنة النزاهة انه حصل علي توقيع 68 نائباً لحد الآن لاستجواب وزير التجارة عبدالفلاح السوادني بشأن اتهامه بقضايا فساد مالي واداري، وإن هناك طلبا" قد تقدم به الي رئيس البرلمان محمود المشهداني بغرض سحب جواز سفر هذا الوزير خشية من هربه الي خارج العراق كما فعل وزير الكهرباء السابق أيهم السامرائي.
يُذكر ان رئاسة البرلمان وافقت علي إستدعاء الوزير عبدالفلاح السوداني للمثول أمام البرلمان وقد تقدم رئيس البرلمان بإستدعاء رسمي لوزير التجارة بغرض إستجوابه بشأن الاتهامات الموجهة إليه في الأيام القادمة، وبخصوص بطل فضيحة الفساد الجديدة أفادت مصادر عراقية في لندن كانت علي معرفة بهذا الوزير، إن عبدالفلاح السوداني الذي كان مقيما" في لندن عُرف عنه بإلقاء المحاضرات الدينية في بلاد الضباب قبل أن يلتحق بركب الإحتلال ويتم بعد ذلك توزيره لمرتين متتاليتين، الأولي في حكومة الجعفري والأخري في حكومة المالكي الحالية، وذكرت هذه المصادر إن من المآخذ التي شاعت عن هذا الوزير قيامه بتعيين أقاربه في مناصب هامة سواء في الوزارة أم في السلك الدبلوماسي علي الرغم من أن بعضهم كان من أتباع النظام العراقي السابق، حيث عُرف من بينهم عبدالخالق العامري وهيثم الناهي الذي عيُن ملحقاً تجارياً في لندن قبل أن يعترض عليه أعضاء آخرون في حزب الدعوة.
ومن جانبه صرح الوزير المتهم لوسائل الإعلام المحلية والأمريكية مستغربا" من الدعوات المطالبة بسحب جواز سفره بالقول، إن مثل هذا الأمر ليس بالمعقول متسائلا": كيف يتم سحب جواز سفر وزير في الحكومة ؟، هذا وقد تحاشي الوزير ذكر كلمة الهرب لكنه في الوقت نفسه أكد علي عدم خروجه من العراق في هذا الوقت، ولم ينكر الوزير وجود حالات فساد اداري في وزارته، بيد انه اكد انه مستمر بالتصدي للجهات التي تقف وراء هذه الحالات، موضحا "انه احال قضايا عدة تتعلق بالفساد الي القضاء، فضلا" عن التغييرات الكبيرة التي اجراها في الهيكل الاداري للشركات التي تسهم في توفير وتوزيع مواد البطاقة التموينية.
وفي هذا الإطار نأت هيئة النزاهة العامة بنفسها عن التهم التي وجهها رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب لوزير التجارة عبد الفلاح السوداني بقضايا تتعلق بالفساد، ورفض رئيس هيئة النزاهة وكالة موسي فرج في تصريح بهذا الشأن، ان يكون غذاء العراقيين ميداناً للتجاذبات السياسية، مؤكدا" عدم وجود تهمة تتعلق بشخص الوزير، الا انه اشار الي وجود ارباك وتدن في اداء بعض مفاصل الوزارة، معتبرا" ذلك مسؤولية مشتركة يتحملها جميع منتسبي الوزارة، وأبدي فرج قلقه من محاولة الاطاحة بالمسؤولين باتباع مثل هذه السبل، واصفا" اياها بأنها اكثر ضررا" من الفساد نفسه، مشددا" علي عدم وجود وثائق تدين الوزير شخصيا".
ومن تصريح الرئيس الوكيل للهيئة العامة للنزاهة وهي مؤسسة حكومية، يتضح التباين بل والاختلاف في تفسير الفساد، ففي الوقت الذي تنبري فيه لجنة النزاهة في البرلمان الي كشف هذا الفساد الحكومي وبغض النظر عن النيات، فإن هيئة النزاهة التي من المفترض أن تكون مهتمة أو علي الأقل تنسق مع لجنة البرلمان بهذا الجانب، نري إن هذه الهيئة تحولت الي منبر للدفاع عن هذا الوزير !، مع التذكير إن هذه الهيئة سبق وأن هرب رئيسها راضي الراضي الي أمريكا، بعدما إتهم حكومة المالكي بالتواطؤ مع الفاسدين والمفسدين، مؤكدا" ان في حوزته الكثير من الوثائق والمستندات التي تثبت ذلك، في حين اتهمت الحكومة من جانبها رئيس هيئة النزاهة بأنه أفسد الفاسدين حيث سرق الكثير من الأموال خلال هروبه، ولا أدري كيف نصف جوانب الفساد المستشري في ضواحي الإحتلال العراقية، من واقع إن القائمين علي محاربة الفساد والذين يتحملون مسؤولية لجان وهيئات النزاهة، هم أيضا" في الأول متهمون بالفساد، إذ ان رئيس لجنة النزاهة في البرلمان صباح الساعدي هو الآخر متهم بالفساد، إذ سبق لمجلس القضاء الأعلي وأن تقدم بطلب إلي مجلس النواب لرفع الحصانة البرلمانية عنه، إثر تقديم الرئيس السابق لمفوضية النزاهة راضي الراضي معلومات تتعلق بتورط الساعدي بقضايا فساد إداري، وكان كل من الراضي والساعدي قد تبادلا خلال الفترة الماضية الاتهامات بالتورط بقضايا فساد إداري ومالي.
وهكذا نري معادلة غريبة عجيبة في الفساد فحواها فساد في فساد، وبالتالي فعلام يتوخي هؤلاء المفسدون والفاسدون النزاهة ومحاربة الفساد، إذا كانوا هم في مقدمة المتهمين بهذا الفساد، أم إن الأمر مجرد لعبة في تبادل أدوار الفساد لغرض في نفس يعقوب؟!
لاشك ان من يتابع ملف الفساد في العراق يلمس الحجم الفظيع الذي بلغه الفاسدون والمفسدون، ومن هذا، تصوروا أن تقوم امرأة بوظيفة مفوضة الإنتخابات في الخارج بعملية فساد كبيرة من دون أن يطالها القانون علي الرغم من توجيه ستة تهم لها من قبل هيئة النزاهة (خوش هيئة نزاهة وحاميها حراميها)، إذ استولت حمدية الحسيني علي مائتين وثمانية آلاف دولار أمريكي بذريعة إنه ثمن عقد حمايتها عندما كانت في العاصمة الأردنية عمان ولفترة أربعين يوما"، كما قامت الحسيني بالتعاقد مع شركة أمريكية للحماية واستخدمت سيارة مصفحة مقابل 134 ألف دولار أمريكي من دون الرجوع الي مجلس مفوضية الإنتخابات صاحب العلاقة بهذا الأمر، والأنكي من ذلك إن الذي أبرم العقد هو شقيق زوجها ومدير مكتبها في عمان، وإذا كانت موظفة بمستوي مفوضة إجراء إنتخابات في الخارج تتنقل بسيارة مصفحة في عمان، فمابالك بموظفي السلك الأجنبي في عمان الذين من المفترض وعلي هذا المقياس أن تكون تنقلاتهم تتم بسيارات ليست مصفحة وحسب وإنما بسيارات محصنة أيضا" ضد الأسلحة الكيمياوية والنووية؟!
وللتعريف بحمدية الحسيني فإنها كانت تعمل مستشارة قانونية لدي رئيس الحكومة نوري المالكي قبل أن يرشحها الأخير للعمل كمفوضة في الدورة الثانية للإنتخابات، وعندما علمت بخبر استدعائها من قبل هيئة النزاهة بغرض التحقيق قامت بالهرب الي خارج العراق لمدة خمسة وعشرين يوما"، بعدما قامت بتصفية وهيكلة أعمالها المالية من خلال جعلها باسماء زوجها وأطفالها، حيث سعت الي الحصول علي اللجوء السياسي في السويد، لكن أطرافا"متنفذة في الإئتلاف الشيعي الذي تنتسب إليه، إتصلت بها ومنحتها الأمان من أجل أن لاتلحق فضيحة بهذا الإئتلاف، ومن هذا الأمان الذي حصلت عليه أقفلت عائدة الي العراق من دون أن تخشي ملاحقة هيئة النزاهة ومفوضية الإنتخابات اللتين تحاولان التحقيق معها ولانقول الإستعلام منها، عن مصير أربعة ملايين دولار أمريكي تبخرت حينما وصلت الي حقائب السيدة المستشارة والمفوضة خلال إجراء الإنتخابات الصورية في الخارج وتحديدا" في الدورة الثانية.
وأخيرا" وليس آخرا"، يظل الإحتلال هو الذي يقف وراء هذه الدمي في رقعة الفساد هذه، وبغض النظر عن الإتهامات المتبادلة بين دمي الفساد والنزاهة معا"، والدليل - مع أن الأدلة كثيرة وكثيرة - هو عندما طلبت لجنة من الكونغرس الحصول علينسخة من تقرير وزارة الخارجية حول الفساد في العراق، رفضت وزارة الخارجية التعاون، وقررت بدلاً من ذلك إضفاء طابع السرية علي التقرير، وقد كان ذلك قراراً غريباً علي اعتبار أن التقرير كان قد تعرض للتسريب من قبل، كما أن التقرير الكامل سبق وأن تم نشره في موقع (فيدرالية العلماء الأمريكيين) علي شبكة الإنترنت، وهكذا، أرادت وزارة الخارجية الاحتفاظ بتقرير رسمي، هو في الأصل متداول علي نطاق واسع، بعيداً عن المشرعين الأمريكيين في محاولة لإخفاء الإخفاقات وتفادي المحاسبة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
صناعة السلام.. هناك ما هو أكبر
افتتاحية
اليوم السعودية
بالأمس، أنهى الرئيس الأمريكي جولته شرق الأوسطية، والتي أحدثت ضجيجاً وصخباً وتناقضاً، فالفلسطينيون والإسرائيليون اتفقوا لأول مرة على الترحيب به كل بطريقته، وإن كان الشكل العام، تظاهرات احتجاجية، ورفضا، الفلسطينيون غاضبون من سياسته الداعمة لإسرائيل، واليهود المتطرفون ناقمون لأنه يدعو لسلام يرون فيه إخلالاً بمزاعمهم الوهمية في أرض الآباء والأجداد.
صحيح إن بوش حاول أن يبدو متوازناً كرجل سلام من خلال دعوته للدولتين، لكنه عملياً على الأرض وبعد مغادرته بساعات تقوم إسرائيل بمجزرة غزة، دون أن ينتبه أحد، وكأن العالم أدمن التنديد والشجب فقط، وكان مشهد الرئيس الأمريكي بالقلنسوة اليهودية صادماً للكثيرين الذين أملوا في عدالة دولية.. وصحيح أيضاً أنه كان تقريباً أول رئيس أمريكي يقر بدولة فلسطينية، إلا أن كينونة هذه الدولة لا تزال غامضة.
نعرف أن طريق السلام الصعب، لا يمكن أن ينهي عداوات نصف قرن من الزمان بين عشية وضحاها، ونعرف أيضاً أننا ـ كعرب ـ بحاجة إلى أن تقنعنا الدولة العبرية بحاجتها للعيش في سلام، بخطوات عملية وليس بشعارات وأمنيات وعقبات الأولويات كسؤال «البيضة والدجاجة».
بوش جاء للمنطقة كداعية سلام، وإن كان قد نجح مؤقتاً في ترسيخ هذه الصورة، إلا أنه أيضاً قدم نفسه كمثير للحرب، من خلال معالجته للملف النووي الإيراني، وإخفاقه بعد قرابة خمس سنوات في فرض الأمن بالعراق الذي يوجد على أرضه أكبر قوات أمريكية.
مشكلة السياسات الأمريكية خاصة في السنوات العشر الأخيرة أنها تقع في فخ ما يعرف بتناقضات القوة، وأنها استدرجت بقصد أو بدون قصد لخوض ثلاث حروب في غضون 13 عاماً، وتورطت بوجود قواتها في مستنقعي العراق وأفغانستان في وقت واحد، دون أن تحقق شيئاً من شعاراتها غير إسقاط نظامي طالبان وصدام، وهذا ما يجعل حروب أمريكا حروب أنظمة لا حروب شعوب.
جاء الرئيس الأمريكي بأحلام عريضة، وغادر وربما بنفس الأحلام، وربما أيضاً بأكثر منها، لكن العالم العربي لم ير منه شيئاً على الواقع، فالسلام والأمن والاستقرار لا تصنعها فقط الكلمات أو النوايا الطيبة، هناك ما هو أكثر!.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
نافخو الكير وقلب الحقائق
د. فؤاد محمد السني
اليوم السعودية
نصف العلاج، وأكثر، أن يتمكن من يتصدى للعلاج إلى تشخيص سليم وقريب للواقع عما يقوم بعلاجه . وتبقى بعد ذلك، محاولة التعرف على كيفية التعامل مع المرض أو العلة المشخصة . من هنا يقوم المخلصون والباحثون عن حل حقيقي لما بين يديهم من علل وأمراض ومشاكل بالدقة والتفحص من أجل التعرف على ماهية ما بين يديهم . الإخلاص هذا، إذا اقترن بالجد والمثابرة، والعلم والمعرفة مما يمكن المخلصين من التوصل وبدرجة كبيرة للتشخيص الحقيقي، ومما يمهد للمعالجة الصحيحة و السليمة.
وإذا غاب ذلك الإخلاص وتلك المثابرة والجدية ، وحل محلهما الإهمال و اللامبالاة ، أو حل محل العلم الجهل، فإننا أمام تشخيص خاطئ يبتعد كثيرا عما يمكن أن يتوقعه للوصول الى علاج ناجح، ويكون الأمر أكثر وضوحا في الوصول الى نتيجة ، اقل ما يقال عنها : انها سيئة . وعندما يقدم من يشخص، تشخيصا مبنيا على الكذب وتزييف الحقائق، فإنه لا أمل في أن تكون لذلك التشخيص قيمة تدفع في اتجاه المعالجة الصحيحة.
أرض عاش عليها أهلها ، قرونا متتالية. وعبر القرون تجذر وتأصل وجودهم في تلك البقعة العربية، وتراكم فيها تاريخهم عبر السنوات. أتاها الدخلاء من بعيد واستولوا على تلك الأرض، و هجروا أهلها الأصليين. ولم يكن ذلك ممكنا إلا بالفتك والقتل والدمار والإرهاب . وما يقارب الستين عاما، والأرض سليبة و أهلها في الشتات بالرغم من تعدد المقترحات للحل من الأعداء قبل الأصدقاء . يسقط المقترح تلو الآخر من أجل الحل، والسبب أن معظم تلك الحلول كانت تنطلق من تشخيص خاطئ أكثرها يتعمد التعامي عن الحقائق بل إن بعضها يأخذ من قلب الحقائق منطلقا للحل . وأكثر من ذلك، فإن مشاريع الحلول تلك، كانت تتعمد توسيع دائرة المشكلة كلما سقط أحد مشاريع الحلول . وتعددت أشكال التوسع في بقعة المشاكل هذه، وتنوعت الأدوات التي استخدمت في توسعها، فحرب عسكرية تارة، وتارة حرب اقتصادية وتارة سياسية.
بدأت القضية باحتلال أرض فلسطين، ووسعت رقعة الأراضي المحتلة أملا في تأمين حل يحمي المحتلين . ومرت السنون بدون حل للقضية، فصدرت المشكلة لنقاط أبعد من الدائرة القريبة المحيطة بالأراضي المحتلة، وبقيت الدولة المحتلة بدون أمان، فاحتل العراق، أملا في الحل ولم يكن. وأتت حرب العام 2006 أملا في ابجاد وضع جديد طالما تحدث المسوقون له مليا . وخابت الحرب، ولم تنتج إلا هزيمة للمحتلين . هنا خرج المتربصون بمحيط الاراضي المحتلة، بوسيلة جديدة قديمة من أجل تأمين مكانة المحتل، فقفزت الفتنة عنوانا للمرحلة وتأليب البعض على البعض الآخر وسيلة . ومن أجل ذلك سوق للمسالم بأنه الخطر، وبمن كان السبب في كل المآسي وبمن كان دوما يمارس الإرهاب والقتل والفتك و الاحتلال وبمن هو أساس القضية كلها، على أنه المسالم والراغب في السلم، وهم هنا ، ليس فقط يوجدون عدوا وهميا، بل إنهم يبدلون أدوارا واضحة لكل متأمل فيما حوله.
من أجل ذلك، تكالب نافخو الكير على المحيط المستهدف وما حوله وصولا الى الخليج والى ما بعده ، من أجل الهمس و التلميح و التصريح بأن صديقكم هو حقا عدوكم، ومن يمد لكم يد التعاون والسلام يمثل الخطر الاستراتيجي الحق. وعدوكم الذي ما فتئ يمارس القتل والظلم والتهجير ، هو صديقكم وحمامة السلام التي في فنائكم!! فما أسوأ ما يسوق له نافخو الكير.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
المجرم يحوم حول جريمته: حاكموه
د. محمود السقا
الوفد مصر
والمجرم هنا هو الرئيس »بوش« ابن »البوش« وقد طاف بخلدي ذلك المثل الحقيقي في دنيا الواقع وعالم الجريمة، حينما قرأنا وعلمنا أن »الجاني« ومسرح جرائمه خريطة الشرق الاوسط، إذ به يقرر »وهو يودع رئاسته الي الابد« بغير رجعة، ترجمه الارض والسماوات السبع، لانه كان »جبارا شقيا«. هذه الجريمة التي ارتكبها »بوش« في حق شعوبنا العربية والاسلامية »التي تحتويها خريطة الشرق الاوسط« الذي أبدي رغبته ان يأتي اليها زائرا.. زائرا ليري ويشاهد كيف: في يقيني سوف يشاهد الجماجم في القبور، وسوف يشاهد الدماء المسفوكة تخضب ارض بغداد، ويري جرائمه مع البشر،
جرائمه في البيوت التي كانت آمنة وديعة بأهلها فانهارت وتحطمت، ليري اللعنة تلاحقه في افغانستان، في العراق، علي ارض فلسطين الجريمة التي ازدادت جاحها في عهد ذلك القاتل »لبني البشر«.
واذا أردنا ان نكيف ما قام به »بوش« علي ارض بلادنا وضد شعوبنا وليس هذا فحسب بل وضد مقدساتنا الموروثة والمؤبدة، بدءا من مساجدنا وكنائسنا، فقد قتلها في الوقت الذي فيه »قتل الانسان« ومن ثم اصبحت جريمة مضاعفة او كما يقول رجالهم وفقهاؤهم »فعلي اجرامي متعدد النتائج«.
وهذه الافعال الإجرامية قد توافرت فيها اركان الجريمة في ركنها المادي وايضا في ركنها المعنوي »القصد الجنائي الخاص« وذلك - أيضا كما يقول فقهاء القانون الجنائى - تدعيما لتوافر الجريمة.
وإذا توافت الجريمة علي هذا النحو، فإن اتفاقا عالميا ودوليا في جرائم النفس والمال، يؤثمها القانون الجنائى الخاص في اي شريعة محلية، وايضا يؤثمها »القانون الجنائى الدولي« ومن ثم كان حتماً علي الشعوب التي اصابها الضرر من جراء الغزو الامريكي.. وقائدها الاعلي بوش الامريكي الذي فكر ودبر منذ يوم توليه حكم بلاده »ان يبطش في الارض« واصبح قتل الانسان »هواية من هواياته المدمرة، وقد أتقنها تماما ولبئس المصير«.
لقد جيش الجيوش، وحرك الكتائب والجنود وامدهم بشتى اسلحة الدمار. وعنوان سياسته المدمرة: »اقتلوا.. واقتلوا وانا كفيل بكم«.
هذا الذي نقوله قالته الايام السود جراء تعاليم ذلك الجبار، لم توقفه عند حده تلك الدماء المسفوكة علي ارض افغانستان وفي مدنها وفي قراها وفوق ربوة كل جبل شاهد صدق ان طائرة امريكية مرت هنا وقتلت الرجال والنساء والاطفال، وقنابله ودباباته لم تفرق »بين شيخ ضارب في العمر او طفل علي صدر امه رضيع لم تتفتح عيناه علي الحياة فترصده الموت الآثم وهو مازال يرضع لبن الوجود علي صدر امه«.
وبمناسبة افغانستان وما جري فيها يحق لنا ان نسأل القاتل المحترف: هل عثرت علي صيدك وعرفت في اي جبل من جبالها مقر فريستك، هل نذكرك به »اسامة بن لادن« أليس من أجل البحث عن »المجهول« كان القتل »الجماعي«.. وامتدت ساحة الجريمة والمجرم مخضبة بدماء الابرياء لترتكب الجريمة الشنعاء - بماء علي كذبة من دفاتر كذبه - ان بالعراق »اسلحة الدمار الشامل« وحاولت ان تدعم هذه الاكذوبة وقتلت من البشر ما قتلت وفرقت مابين الاخ واخيه، وأسجل هذا الحديث في ليلة من ليالي »عيد الاضحي« فأمرت »كلاب الصيد« يقتلون »رئىس البلاد« وكانت طريقة التنفيذ بلاد سوف يلطخ حياتك وسيرتك ووجودك الدموي اذ »انه ليس بالقتل والتنكيل تكون شجاعة الشجعان«.
وتفرقت الجموع واطفأت الشموع، وأثيرت مشكلة السنة والشيعة والاكراد من جديد، وسياستك المعلنة المدمرة »فرق تسد«.. واعلم علم اليقين في سياستك الدموية لن تصل الي مرامها كما تخطط لها انتقاما من دولة حرة ذات سيادة، وسوف تعود العراق العظيمة بفضل همة ابنائها وسوف تشرق الارض بنور ربها، وتخضر الاشجار والثمار، ويعود القمر »يحرس دجلة والفرات«.
إن ما وصلت اليه القضية الفلسطينية وما انحدرت اليه من سوء لم يكن من الامكان تصور ما حدث ولا داعي لان نشير - حتي بالألم - الي ما حدث ما بين الفرقاء الذي مهد »لخليفة شارون« والذي لا نعلم ولا يعلم احد من الانس والجان هل مازال حياً يتجرع في مرارة قسوة الموت وبطشه، ام ضمه تراب القبور، فما بكت عليه عين.. بل عليه »اللعنة الي يوم الدين«.. وقد مهدت الطريق الي خليفته الثعبان اللاذع والثعلب الماكر، يهدم كل ما كان يمكن ان يكون سببا صالحا »لان تهدأ النفوس ويصل الفرقاء من هنا وهناك الي حل يرضي الجميع«، الا ان »اولمرت« هذا اشعل نار الفتنة واتخذ من القتل والفتك والدمار وبناء المستوطنات عددا، كل ذلك لأنك تبارك خطواته، وليس هذا فحسب وتقدم للصابرين المخدوعين فيك »الكأس مملوء بالسم«.. وقد شربوه حتي اسكرتهم الايام والليالي.. وما زال الكأس في يمينك فالقتيه وكسرته.. وبدأنا »رحلة الالم والعذاب من جديد«.
والآن، نقول لك وانت مستمر في قتلك وجبروتك: ابعد.. ابعد عن فلسطين، وابعد.. ابعد عن لبنان.. وابعد.. ابعد عن سوريا..
وابدأ من الآن ان تلملم اثوابك الملطخة بدم الابرياء، وتودع البيت الابيض الذي اصبح في عهدك تصدق فيه صفة »البيت الاسود« والكلمة الآن للتاريخ.. والقانون.
سوف يضم اسمك لاريب في ذلك الي قائمة الجبابرة الذين لعنهم لسان التاريخ ولطخوا بجبروتهم صحائفه البيض.. ولن أذكرهم لك، فأنت تعرفهم جد المعرفة وانت تمشي علي خطو هداهم.
وما يفي في حقك إلا صوت القانون عالي المقام لا يهمه مهما علا شأنك كرئىس للولايات المتحدة الامريكية:
من اعطاك الحق في التنكيل بالشعوب؟
ومن اعطي لك هذه المشروعية؟
وهل عادت الدنيا الي شريعة الغاب من جديد..
وثائق عهدك الإجرامي جاهزة، ليتقدم حماة حقوق الانسان في كل مكان بدءا من بلدك - ويا طالما تحرك الاحرار - من أجل الانسانية - ورجموك كما رجموا الشيطان وانت قابع في »البيت الاسود«.. عليهم ان يعدوا »وثيقة الاتهام« وسوف تري وللمرة الاولي، ملايين ملايين من كل شعاب الدنيا »شهود اثبات« في قضية القرن الواحد والعشرين والمتهم الاول والوحيد رئىس الولايات المتحدة الامريكية: بوش دبليو بوش..
وإلي لقاء تحت ظل عدالة
قدسية الأحكام والميزان
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
لا أهلا.. ولا سهلا يا مستر بوش
احمد عودة
الوفد مصر
أرجو أن يأذن لي القارئ الكريم بمخالفة قواعد الذوق واللياقة وكرم العرب المعروف وحفاوتهم بالضيف - كالمعتاد - لكي أتجاوز كل ذلك الي عدم الترحيب بالضيف الثقيل، ولا أقول هذا من فراغ.. لأن التاريخ وهو خير شاهد يقطع بأن هذا الرجل يأتي الي بلادنا ويده اليمني مخضبة بدماء ابنائنا في فلسطين والعراق وافغانستان، ويده اليسري تحمل قنبلة يهدد بها ايران.. او غيرها من دول قد تكون خارجة علي طاعته باعتباره صاحب اكبر قوة ضاربة في العالم - او القوة الاحادية كما يقول بعض الكتاب الكرام - ومثل هذا الرجل الدموي الذي كان ولايزال يدعم اسرائيل بالمال والسلاح والعتاد،
وسيبقي علي ذلك لان بلاده تري ذلك وتسير علي ذلك حتي انه عندما استشعر قرب الرحيل من البيت الابيض لانتهاء فترة ولايته الثانية - الي غير رجعة - وهي فترة كانت دموية زاخرة بالحروب والجرائم المتتالية - في مختلف بقاع الارض، يحاول الآن إنقاذ ماتبقي من ماء الوجه بالادعاء بأنه سيعمل علي حل قضية فلسطين.. وتحقيق السلام بين اسرائيل والدولة الفلسطينية!! وهي مزاعم او اوهام يداعب بها عقول الناس - او كلام للاستهلاك ولا امل حقيقي فعلا - وهو الذي قدم الدليل علي سوء نواياه اذ بدأ بزيارة اسرائيل.. وهناك اعلن انه ضامن لبقاء الدولة اليهودية - اي اسرائيل - وان علي الفلسطينيين ان يقبلوا الشريط او اجزء اليسير من ارضهم السليبة المحتلة منذ اكثر من نصف قرن من الزمن - فهل هذا هو السلام العادل؟! أم هي القسمة الجائرة ان كانت هناك قسمة..؟! لأننا امام ظلم وبغي وبلطجة عالمية يمارسها حاكم العالم او القطب الاوحد.. ويا لها من مظالم تتكرر علي مر العصور والايام مع استمرار قتل ابناء الشعب الفلسطيني واستمرار حصار التجويع والموت البطئ لقطاع غزة واستمرار بحور الدم في العراق الذي نري فيه يوميا الضحايا بغير عدد وبغير اهتمام من المجرم المحتل.. وهكذا في افغانستان.. ثم في الصومال او السودان.. وغيرها من البلدان العربية او الاسلامية، ورغم ذلك يستقبله بالترحاب الرئيس ابو مازن..!! ثم ابناء الكويت الشقيق..!! والبقية تأتي - ونري في اجهزة الاعلام والصحافة الصور المحزنة لتلك الاستقبالات للضيف الكريه.. فهل ذهب الحياء..؟! ام هل اصبح القوم بغير احساس.. او فقدوا عقولهم..؟؟!! انها كبري المآسي حقا.. فلم نجد بلداً ولا حكومة ترفض استقباله، ولم يعد سوي التعبير الشعبي اي بلسان الشعوب التي باتت مغلوبة علي امرها وهي تري حكامها يرحبون بألد اعدائها وقاتل ابنائها ويكرمون وفادته - بكل اسف -!! لقد فاض الحزن عن القلوب الجريحة وغضبت دماء الشهداء والضحايا الذين تجاوز عددهم المليون - فضلا عن المصابين بعاهات وعجز مستديم.
فهل من وقفة..؟؟
وهل من غضبة..؟؟
وهل من صرخة في وجه القاتل؟؟
ام انه لم يعد هناك امل في كل ذلك وعلينا ان نبقي نتجرع الحسرة والاسي ونحن نشاهد فصول المأساة علي الطبيعة، والي متي نظل في مقاعد المتفرجين ونحن نمصمص الشفاه ونجتر الاحزان ونتجرع الحسرة والندامة؟؟!! حتي ينفض السيرك ويذهب كل الي حال سبيله، ولتذهب امة العرب في الجحيم.
ولكني اقول.. كلا - اننا نتطلع الي يوم نثأر فيه للشرف والعرض ودماء الشهداء ونسترد الكرامة والارض والمقدسات الاسلامية والمسيحية علي حد سواء وسوف يعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
رئيس مؤمن.. بين جريمة حرب وأكذوبة سلام!
جلال عارف
الاخبار مصر
حرصت مصادر الرئيس الامريكي علي تأكيد انه سيعود للمنطقة في مايو القادم لمواصلة جهوده من اجل اتمام التسوية وإقامة السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وهو أمر يستلزم ان نصدق ان هدف الرئيس الامريكي الاساسي من جولته الحالية كان الوصول إلي هذه التسوية، وانه قادم في مايو القادم لاتمام المسيرة وليس للاحتفال بالذكري الستين لاقامة الدولة العبرية، وتقديم الولاء ليهود إسرائيل وبالتالي للوبي الصهيوني الامريكي كخطوة اساسية قد تساعد حزبه الجمهوري في معركته الصعبة علي رئاسة امريكا قبل نهاية العام!!
الرئيس الامريكي يعرف 'أو يفترض انه اصبح يعرف' ان اي تسوية للصراع حول فلسطين لن يكون لها اي نصيب من النجاح اذا لم تكن تسوية عادلة، ومع ذلك فقد حرص علي نسف اي اساس لعدالة التسوية التي يتبناها اثناء زيارته المشئومة للمنطقة، حين تبني كل المطالب الإسرائيلية، بل وزايد عليها .. فلا عودة لحدود 67 والمستوطنات ' الصحيح المستعمرات' باقية مع ترضية الفلسطينيين بالوعد بإزالة بعض البؤر الصغيرة للمستعمرين الصهاينة باعتبارها غير قانونية 'وكأن هناك استعماريا قانونيا وآخر غير قانوني!!' ثم لا تفكير في عودة اللاجئين الفلسطينيين لوطنهم مع البحث في تعويضهم ماليا، أما القدس فلا حس ولا خبر فهي العاصمة الابدية للدولة اليهودية كما تعلم الرئيس الامريكي من طائفته الدينية التي التحق بها بعد شفائه من ادمان الخمور، والتي تقضي تعاليمها بان إقامة إسرائيل الكبري وتهويد القدس واعادة بناء الهيكل اليهودي هي علامات عودة المسيح . وقد اخلص بوش لتعاليم طائفته كما لم يخلص احد، ووضع إمكانيات الولايات المتحدة بكاملها لتحقيق هذا الحلم المهووس، واعتبر مساعدة الإسرائيليين في ابادة الشعب الفلسطيني هو خير ما يتقرب به إلي الله.
ولم يكتف الرئيس الامريكي المؤمن بتبني ال ' لاءات' الإسرائيلية الشهيرة بل انتقل بعد ذلك من دائرة التشدد إلي دائرة الهوس السياسي اذا صح التعبير!
فهو من ناحية يطالب ابو مازن بإعلان الحرب علي حماس، والدخول في حرب أهلية ضد كل فصائل المقاومة ' التي يعتبرها إرهابا' فإذا اثبت جدارته ونجح في المهمة اصبح مؤهلا ليكون طرفا في التسوية الموعودة!!
ومن ناحية ثانية يطالب الرئيس الامريكي الدول العربية ب 'مد يدها' لإسرائيل اي لتطبيع العلاقات معها، واعتبر انها تأخرت كثيرا في هذه الخطوة التي يعتبرها ضرورية ل 'طمأنه' إسرائيل!!
ومن ناحية ثالثة عاد الرئيس الامريكي للحديث عن 'يهودية' الدولة الاسرائيلية وضرورة الاعتراف الفلسطيني والعربي بذلك، وهو امر لا يلغي فقط حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين، ولكنه يعرض للخطر مستقبل اكثر من 20 % من سكان إسرائيل العرب الذين تتصاعد الدعوات العنصرية بداخل إسرائيل للخلاص منهم باعتبارهم خطرا علي مستقبل إسرائيل!!
هكذا قدم بوش رؤيته ل 'السلام' الموعود، وهي لا تزيد عن الاستسلام الكامل للأمر الواقع الذي تفرضه إسرائيل المدعومة امريكيا. وقدم رؤيته ثم لبس 'الطاقية' اليهودية واذرف دمعتين امام النصب التذكاري لضحايا النازية من اليهود، وهي مشاعر رقيقة كنا نتمني ان نري مثلها امام مقبرة الشهداء الفلسطينيين من ضحايا العدوان الإسرائيلي، أو امام مقبرة جماعية للاسري المصريين الذين اغتالتهم العصابات الإسرائيلية بالمخالفة لكل الشرائع والقوانين، وكنا نتمني لوانه سأل نفسه بعد ذلك عن مسئوليته الشخصية ومسئولية بلاده في تحويل ضحايا النازية إلي نازيين جدد اكثر وحشية واشد انحطاطا!
ومن السلام إلي الحرب.. أو هكذا يبدو الامر ظاهريا، حين انتقل بوش إلي دول الخليج ليكون امام الهدف الاساسي من رحلته: العراق وأمن الخليج ومستقبل الصراع مع إيران. وبغض النظر عن لغة الخطاب المتشدد تجاه إيران أو المشهد المثير للزوارق الإيرانية والبوارج الامريكية في مياه الخليج، فإن الاخطركان علي الجبهات الاخري.. بالنسبة للعراق أعلن بوش ان الوجود العسكري الامريكي في العراق سيستمر 'بسهولة!!' لعشر سنوات علي الاقل، وترافق ذلك مع الإعلان عن بدء المباحثات مع الحكومة العراقية لإضفاء الشرعية علي هذا الوجود الامريكي الذي سيتمثل في قواعد عسكرية هي الاضخم في المنطقة. وهو امر يستدعي إبقاء الضغط علي إيران حتي ينتهي المخطط له بهذا الشان.
امر آخر يستدعي ابقاء ايران تحت الضغط 'ولكن دون الوصول إلي حد الصدام العسكري' وهو ان إبقاء ايران كعامل تهديد يجعل الحماية الامريكية هي الحل الذي يتم طرحه علي دول المنطقة، خاصة في ظل غياب الاستراتيجية العربية للدفاع المشترك، وهو امر تقاتل الولايات المتحدة الامريكية منذ اكثر من نصف قرن لكي يظل هو الوضع السائد في العلاقات العربية. وعلينا ألا ننسي كيف خاضت واشنطون معركة ضارية لضرب تحالف أكتوبر الذي حارب وانتصر في .73 ثم كيف خاضت معركة اخري لضرب تحالف دمشق الذي قام بعد حرب الكويت وضم مصر وسوريا والسعودية ودول الخليج.
وحتي الآن مازال احد الاهداف الاساسية للسياسة الامريكية في المنطقة هو ضرب اي محاولة للتضامن العربي الحقيقي.. فهل يكون الرد علي دعوة بوش بان 'نمد ايدينا' إلي قتلة اطفالنا في إسرائيل هو ان نمد ايدينا إلي انفسنا، وان نعبر خلافاتنا وانشقاقاتنا لنحقق الحد الادني من تضامن عربي ليس لنا إلا هو وسيلة للإنقاذ من كارثة قادمة.
ويبقي ان من حق الرئيس الامريكي المؤمن ان يشارك اصدقاءه الصهاينة الحلم بإسرائيل الكبري، ومن حقه ان يذرف الدموع في القدس علي ضحايا المحرقة النازية.
ولكن من حقنا ايضا ألا ننسي انه المسئول شخصيا عن مصرع مليون من اشقائنا في العراق، وانه وحكومته مسئولون عن تحويل ضحايا النازية من اليهود إلي نازيين جدد يقتلون ابناءنا بقلب بارد وبسلاح امريكي، ومن حقنا­ بل من واجبنا­ ان نرفض نصائحه الغالية بان نهين شهداءنا ونمد ايدينا لقاتلي اطفالنا ونعتذر لهم وله لأننا لم نقبل ان نتحول إلي امة من العبيد!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
وداعا (مادلين) مع نصائحك المجرثمة
جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين
العجوز (مادلين اولبرايت)، وزيرة خارجية امريكا السابقة، التي تجاوزت سن الموت بقليل، اذ تعدت السبعين، لا طال عمرها، رسمت وهي تضع قدميها في القبر كتابا ضم (نصائحها) المجرثمة بأحقادها المرَضية على عرب العراق للرئيس القادم، سواء أكان جمهوريا ام ديمقراطيا، ضم خلاصة تجاربها الوبائية، نشر قبل ايام، وعساه خاتمة لجراثيمها.
(مذكرة الى الرئيس المنتخب) هو عنوان كتاب (مادلين) الذي سيوضع على منضدة الرئيس الأمريكي القادم، سنة (2009)، ليجد فيه وتحت بند (تحسين صورة) الولايات المتحدة في العالم الاسلامي، ومنه العالم العربي طبعا، ان صورة امريكا عصيّة على التحسين من جراء حرب امريكية شنّت على العراق من دون مسوّغ شرعي ومن دون سند اخلاقي، وقتلت مليونا في اقل من خمس سنوات او ما معدله (1/ 27)، وشرّدت خمسة ملايين انسان او ما معدله (20%)، من عرب العراق حسب تعداد الأمم المتحدة وغيرها بفضل تحالف (البيش المركة) الكردية في الشمال وحاضنة (الحكيم) في الجنوب. وهؤلاء الضحايا وأسر الشهداء لا يمكن لأي رئيس امريكي ان يمسح مأساتهم بضربة حظ حتى لو استخدم البند السابع من قوانين الأمم المتحدة للمرة الألف بعد المليون من اجل صورة افضل حالا من صورة امريكا اليوم في اذهان ما لا يقل عن نصف الشعب العراقي كضحايا وما لا يقل عن (90%) من المسلمين والعرب الذين شاء لهم الله ان يولدوا مسلمين عربا. وتبدو العجوز عقلانية بنصيحتها في: (عدم المجازفة بضربة عسكرية لايران)، ليس حبا بالايرانيين ولا رقّة من امرأة تكاد ورقتها ان تسقط من شجرة الحياة، بل لخوفها من حقيقة اعلنها (محمود احمدي نجاد) تقول ان القوات الأمريكية في العراق هي (رهينة) بيد الايرانيين الذين يحكمون عراق اليوم من تحت المظلّة الأمريكية، المضطرّة لتمثيل دور الزوج المخدوع في السياسة الاقليمية والدولية، او بلاع الشفرة عن غفلة العاجز عن ابتلاعها او التخلّص منها في مغاسل المراعي الخضراء. ومع العجوز التي تفانت في خدمة السياسة الأمريكية تصف بوش الابن بأنه: (أسوأ الرؤساء في التأريخ الأمريكي) واكثرهم مرضا (ايديولوجيا)، على معنى ايمانه بالربّانيات التي تمهد لظهور المسيح الأمريكي تزامنا مع ظهور المهدي ، من خلال قتل وتشريد اكبر عدد ممكن من العرب، فقد علّقت هي الأخرى مشجب خرفها على تنظيم (القاعدة)، كما علّقت ادارة بوش الابن وحكومته الصنيعة في بغداد، مشاجب فشلها على ان كل عمل مقاومة عربية عراقية هو عمل (ارهابي) خلفيته تنظيم (القاعدة)، وكأن عرب العراق السنة كلهم قاعدة للقاعدة او مشاريع (ارهاب) معاد للاحتلال، ومن ثم فهي تنصح الرئيس القادم بأن يستمر في حروبه تحت هذا الغطاء ضد كل ما هو عربي. وكدليل على خرف هذه المرأة الباحثة عن (سمعة حسنة) لأمريكا في مسرح الجريمة، فهي لا تتذكر ولا تذكّر الرئيس الأمريكي القادم ان جيوشه قد القت في جنوب العراق من اليورانيوم المنضب ما يكفي لقتل وتشويه البشر هناك مدة (4.5 - 5.5) مليارات سنة، ولا تنصحه بكيفية معالجة جراثيم التفرقة العنصرية التي نشرتها امريكا في العراق عموما، كما لا تنصحه بمعالجة (هولوكست)، صفقت له (مادلين)، تمثل في مقتل مليون وتشريد خمسة ملايين عربي عراقي، ولكنها تفترض فيه مسيحا منتظرا قد يمسح عن امريكا وجهها القبيح بلمسة واحدة. بل توصي الرئيس القادم بكتابها المجرثم هذا ــ ولاحظوا مدى حقدها وخبثها ــ بأن يقوم بتقسيم العراق بشكل (غير علني)، وكإعلان خرف شيخوخة من عجوز تعرف اين سيكون قبرها، تقول في كتاب حقدها : (إن الطريقة الوحيدة لإبقاء العراق دولة واحدة قد تكون في تقسيمه، ليس رسميا او علنا، بل بما امكن كي يتسنى للشيعة العيش في الجنوب والأكراد في الشمال والسنة بينهما)، وكأنها الناطق الرسمي بلسانات تجار الحروب وعملاء المراعي الخضراء (جلال الطالباني) و(مسعود البرزاني) و(طارق الهاشمي) والمرجعية الأعلى (للحكيم) و(حزب الدعوة) الايرانيين. يبدو ان قدر امريكا ان يورّث الأسوأ، مثل (مادلين)، الأسوأ من تجاربه لخلفه القادم. وفاتت (مادلين) حقيقة من حقائق الشعوب العربية في عالم اليوم تفيد أنه لا عربي، ولا مسلم، ولا مسيحي، شريف في الشرق الأوسط ينتظر معجزة إنسانية تخدمهم بصدق من اي رئيس امريكي قادم خلال عقود قادمة مادام يكيل بمكيالين للإنسانية، ويرى العالم من خلال نافذة مجرثمة تتتعامل مع شعوب المنطقة كما يعامل السيّد خدمه الأقل قيمة منه. (مادلين)، انت وجراثيمك الأيديولوجية العنصرية الى.. الجحيم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
على المبشرين بالديمقراطية.. الاصغاء لشعب العراق
سيوماس ميلين
لغارديان
بوصول جورج بوش إلى القدس لإنقاذ شيء من حطام محاولته فرض سلام أميركي جديد ، سيكون هناك على الأقل شعاع من النور في المشهد الرئاسي الحالك. فإيران استعادت قوتها وحزب الله لم ينكسر والسلام الإسرائيلي - الفلسطيني ضئيل أكثر من اي وقت مضى. لكن الأهم بالنسبة للولايات المتحدة هو إن الأمور تحسنت أخيرا في العراق. وهو ما احدث صدى من التفاؤل في الولايات المتحدة والغرب. "لقد تجاوزنا الأخطار والمصاعب" هذا ما أصر عليه الشهر الماضي موفق الربيعي ، مستشار الحكومة للأمن القومي.
وبغض النظر عن الكيفية التي يُنظر بها إلى هذه الادعاءات في العراق ، فإن لها بالتأكيد تأثير على انتخابات الرئاسة الأميركية. وحرب العراق ما زالت على رأس اهتمامات الناخب الأميركي لكنها الآن تدخل في منافسة مع الاقتصاد والهجرة والرعاية الصحية.
الجزء الصحيح في هذه الحكاية هو أن مستوى العنف قد انخفض بشدة في الشهور الثلاثة الأخيرة ، سواء بين المدنيين العراقيين أو بين قوات الاحتلال الأميركية والبريطانية. إن أي انخفاض في معاناة العراقيين لا بد وأن يكون موضع ترحيب كبير ، هم الذين احتملوا عشرات الآلاف من القتلى نتيجة لاجتياح بلدهم. لكن إذا كان هذا الانخفاض في مستوى العنف سيفسر بصورة خاطئة باعتباره يعكس بداية لاستقرار ناجح ولتقليل الضغوط لإنهاء الاحتلال ، فإن كل ما سيؤدي إليه هو إطالة أمد الاحتلال.
الحقيقة هي أن 2007 كان العام الأكثر إهلاكا للقوات الأميركية ، فقد قتل خلاله 901 جندي: كما كان في المرتبة الثانية للسنوات الأشد دموية في العراق ككل ، فقد قتل خلاله 22586 مدنيا على الأقل.
كما أن مستوى هجمات المقاومة ما زال يسير بمعدل الفي هجوم شهريا ، وعاد مستوى العنف إلى ما كان عليه في الأعوام 2004 - 2005 ، والذي كان يعتبر كارثيا في ذلك الوقت.
وعلى الأغلب أن السبب في هذا الانخفاض لم يناقش. السبب الأول هو تشكيل "مجالس الصحوة" ، وهي ميليشيات سنية فاعلة تدعمها الولايات المتحدة ، للحفاظ على النظام في المناطق التي كانت في قلب حملات المقاومة.
ثم هناك وقف إطلاق النار لستة اشهر الذي دعا إليه مقتدى الصدر ، قائد جيش المهدي المناوئ للاحتلال ، وأقوى ميليشيا شيعية في البلد.
واخيرا ، كان هناك التأثير الذي أحدثته زيادة القوات والتغيير في التكتيكات التي أجراها الجنرال بترايوس ، ومن ضمنها تقسيم المدن إلى مناطق عرقية وعزلها بأسوار على نسق جدار الفصل الإسرائيلي ، بالإضافة إلى الحواجز ونقاط التفتيش.
وقد ذكر العراقيون ايضا أن القوات الأميركية قلصت بشدة دورياتها وعملياتها في الشهور الأخيرة في بغداد وغيرها من المناطق ، ما أدى إلى تقليل عدد الاشتباكات نتيجة لذلك.
لكن الارتفاع المفاجيء في التفجيرات والاغتيالات والهجمات على القوات الأميركية في الأسبوعين الأخيرين - بما فيه ما حدث لأول مرة من مقتل افراد من القوات الأميركية على يد جندي عراقي ، يجب أن يشكل إنذارا لهؤلاء الذين يتحدثون الآن عن النجاح الذي حققته الزيادة. وإليكم أربعة أسباب تجعل من غير المرجح أن يصمد هذا الانخفاض في العنف.
أولا ، مجالس الصحوة التي يمولها الاحتلال ووصل عددها إلى ثمانين ألفا ، هي خليط غير مستقر من الجماعلت التي تمتلك أجندات مختلفة.
ثانيا ، كانت زيادة عدد القوات مجرد ترتيب مؤقت ، والخفض في عدد القوات بدأ أصلا.
ثالثا ، كان العنف يتزايد في مناطق الشيعة ، ويرجح أن يستمر الوضع كذلك ، وأهم الأسباب وراء ذلك هو عدم وجود حد أدنى من الاستقرار السياسي .
فالحكومة نادرا ما تظهر ، والبرلمان غير قادر على التوصل إلى النصاب القانوني ، ولم يتغير شيء في القضية الأساسية التي تقود المقاومة المسلحة: الاحتلال الاجنبي للدولة ضد إرادة شعبها.
الزيادة الحقيقية حدثت في التالي: عدد الذين هجّروا من بيوتهم تضاعف أربع مرات إلى ما يزيد على 2 مليون ، المعتقلون دون محاكمة يزدادون بصورة مأساوية (اميركا وحدها تحتجز 25 ألف سجين) ، وغادر البلد مليونين آخرين منذ بدء الاحتلال - عاد منهم 30 الفا معظمهم بسبب نقص المال لديهم أو بسبب تعقيدات الحصول على تأشيرة.
وفي العراق الغني بالنفط ، التيار الكهربائي متاح فقط لمدة ثماني ساعات يوميا ، عدد العاطلين عن العمل يزيد عن 60 بالمئة ، توقفت المساعدات الغذائية ، الفساد منتشر ، كما أن 43 بالمئة من السكان يعيشون على اقل من دولار يوميا.
لقد عملت الزيادة على كسب الوقت للولايات المتحدة ، لكنها لم تحقق شيئا لإنهاء الاحتلال. على العكس ، فقد قام بوش مؤخرا بتوقيع اتفاق مع المالكي من أجل وجود أميركي طويل المدى في العراق. قبل أيام صرح الناطق باسم الجيش الإسلامي ، رافضا التعاون مع مجالس الصحوة ومتعهدا بأن "نقاوم القوات الأميركية طالما أنهم في العراق".
وفي الوقت ذاته أظهر مسح أجري في الشهر الماضي بين الطوائف العراقية المختلفة في خمس مدن عراقية ، أن كافة الطوائف تعتقد أن الاحتلال الأميركي هو السبب الرئيسي في العنف ، واعتبروا أن انسحاب كافة قوات الاحتلال هو مفتاح المصالحة الوطنية. هؤلاء الذين يبشرون بالديمقراطية من أجل العراق عليهم أن يستمعوا لما يقوله شعبه.

ليست هناك تعليقات: