Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 1 سبتمبر 2007

صحيفة العراق الألكترونية (المقالات والافتتاحيات) السبت 1-9-2007

نصوص الافتتاحيات والمقالات

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
الاستخبارات الاميركية.. والمتعاقدون الخصوصيون
جيمس كارول
بوسطن غلوب

الطرق التي عملت بها حرب بوش على افساد بنية وثقافة العراق واضحة للعيان. ما هو اقل وضوحا هي التأثيرات الضارة لتلك الحرب على الولايات المتحدة ، لكن الرئيس الاميركي يدمر بالمثل شيئا اساسيا في ديمقراطيتنا.
احدى علامات هذا التدمير اذيعت الاسبوع الماضي عندما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان وكالة الاستخبارات الدفاعية تحويل "مهمات استخبارية جوهرية تشمل تحليل وجمع المعلومات" الى متعاقدين خصوصيين - تصل قيمتها الى قرابة مليار دولار.
ويثير هذا التحويل احتمال ان يقوم اشخاص مستأجرون بدلا من مسؤولين أدوا اليمين القانونية - بإدارة عمليات سرية ، ومهمات تجسس ، وعمليات استجواب ، "وتسليم متهمين الى دول أخرى" ، ومراقبة - وهو مجمل نشاط الظل الخطر بكامله الذي يعتبر اكثر مسؤوليات الحكومة حساسية.
بالنظر للسجل المثير للصدمة لما فعله مسؤولو المخابرات الاميركيين خلال السنوات الماضية ، ما أهمية ان يقوم متعاقدون بتلك الانشطة؟ الجواب يذهب بوضوح الى قضية المحاسبة. الموظفون العامون المقيدون بالقسم تجاه الدستور والقانون يفهمون ما يجب ان يكون عليه معيار السلوك ، حتى لو كانوا يفتقرون الى هذا المعيار.
الأنشطة التي تتعلق بأمور سرية بشكل خاص ، تم حجزها للمؤسسات العامة التي تخضع لإشراف سياسي.
اما الاطراف الخاصة المرتبطة بعقد ، فتعمل بعيدا عن مثل هذا الحد والمسؤولية ، وربما كان هذا السبب في الأنشطة التي تشكل حدا فاصلا مثل الاستجواب وتسليم متهمين لدول اجنبية يعهد بها اليهم بشكل متزايد. لكن هناك مشكلة اعمق.
انا اعرف التاريخ المظلم جيدا ، كما اعرف ايضا ان خدمات الاستخبارات الاميركية تأسست وزودت بموظفين وطنيين على مدى جيلين - اشخاص تصرفوا بصورة اساسية بدافع الولاء لهذا البلد ، واذا تصرفوا بطريقة خاطئة في بعض الاوقات ، فإنهم فعلوا ذلك اساسا بإحساس من هدف اسمى. من بين اكثر الاشخاص الموهوبين والافضل تعليما في الحكومة ، كان في وسع مسؤولي المخابرات النجاح بشكل أفضل في القطاع الخاص ، لكن المكسب الشخصي لم يكن همهم ابدا.
روح الخدمة تدل على التزامهم. وينطبق هذا الشيء صحيح بشكل عام على العسكريين ، الذين تعتبر "الخدمة" المرادف لعملهم - لكن تلك الكلمة ، كما في "الخدمة السرية" تحدد جوهر اكثر اعمال الحكومة خطورة - اخطار جسدية ومعنوية على السواء.
لكن الأنشطة الاستخبارية الان ، مثل الوظائف الامنية في العراق ، يتم القيام بها بصورة متزايدة مقابل شيكات كبيرة.
الايمان الحقيقي له مشاكله ، والأمر كذلك بالنسبة للجشع الذي بلا ايمان.
وقد ذكرت صحيفة الواشنطن بوست بان تكليف شخص من الخارج بأعمال الاستخبارات السرية ، يكلف في المعدل ، ضعف ما يدفع للموظف الحكومي المشابه.
وقد تمخض ذلك عن شيء جديد - استقالات مسؤولين مدربين وموثوقين حصلوا على وظائف مع متعاقدين للقيام بالعمليات نفسها ، لكن بأجور أعلى كثيرا.
وسواء كانت أنشطتهم مختلفة ام لا ، فإنهم هم انفسهم قد تغيروا.
فهؤلاء المسؤولون السابقون يفككون بنى مسؤولة سياسيا ، ويضعفون مُثل التفاني التي جعلت حراس سلطة الدولة أهم رصيد لها.
القارئون لهذا العمود ربما يعرفون بان والدي هو الذي اسس وكالة الاستخبارات الدفاعية عام 1961.
بعد ذلك بوقت قصير ، رفض والدي عرضا من شركة فورد للسيارات لتسلم وظيفة كبيرة في ديترويت ، كانت بمثابة فرصة لغنى حقيقي.
والداي كانا نتاجا تقليديا لثقافة المهاجرين ، اشخاص احبوا اميركا كثيرا لترحابها بهم ما جعلهم يتصورون بأن هذا الامتياز الرفيع يفرض عليهم بان يقضوا حياتهم في خدمتها. من هذه الناحية ، كان القادمون الجدد شبيهون "بأفضل وألمع" الاشخاص في المؤسسة - الوطنيون الذين طبعوا ثقافة الاستخبارات الاميركية.
انا اعرف بالتأكيد ، انه من اجل اظهار روح وكالة الاستخبارات الدفاعية ، افترض والدي ان حب البلد ، والتضحية من اجلها ، أمر أساسي.
وما كان ليعهد بالعمل الصعب ، وربما القذر الذي قد يجد نفسه مسؤولا عنه لاشخاص يفكرون بطريقة مختلفة.
متعاقدون دافعهم الربح للقيام باعمال جوهرية للوكالة؟ والدي ما كان ليفهم ما كنتم تتحدثون عنه.
وكما اشارت الواشنطن بوست ، فقد استبدلت ادارة بوش المسؤولين بمتعاقدين في كل مكان من الحكومة ، وخرج تكليف أطراف خارجية بمهمات حكومية عن السيطرة. لكن بوش لم يبدأ ذلك.
منذ ايام ادارة رونالد ريغان ، بشر المحافظون بالمبدأ القائل بان احتياجات الشعب الاساسية يمكن تلبيتها على نحو افضل عن طريق المؤسسات الخاصة.
دافع الربح يفوق اي مثل عليا عامة.
وبناء على ذلك ، كانت الحكومة في حركة انهيار بطيئة مع التخبط في العراق كدليل أخير على عدم جدارتها بالثقة.
لكن ما غفلت عنه الحركة المناهضة للحكومة هو ان الهجمات على القطاع العام تعادل الاعتداءات على الشعب. وحين يخضع الدافع النبيل للخدمة العامة لمن يدفع أعلى سعر في مناقصة ، يكون الفساد عاما: قلب الحكومة - الجيش - يصبح مرتزقا ، وعقل الجيش - المخابرات - يتحول الى قطاع خاص. المواطنة نفسها تدمر من الداخل ، وهذا مصدر آخر لما يحيق بنا من امراض.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
حـرب اخـرى تـلـوح في الافــق
بول كريغ روبرتس
«انفورميشن كليرنغ هاوس»
اعلن الرئيس جورج بوش ان لا انسحاب من العراق طالما هو الرئيس.
وأعلن نائب الرئيس تشيني التوجه نحو إيران. وأعلن مسؤول وزارة الخارجية نيكولاس بيرن أن إسرائيل "دولة تبحث عن السلام" تحتاج إلى 30 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركية للحرب.
كما انه إن لم يكن الكونجرس الديمقراطي مؤيدا لحرب العراق فهو على الأقل لا يقف في طريقها. كما انه لا يقف في طريق حشد نظام بوش للحرب على ايران.
ويقول نظام بوش انه على وشك ان يدمغ جزءا من الجيش الإيراني - الحرس الثوري - بأنه منظمة إرهابية ، وينوي قصف قواعده ومنشآته إلى جانب المواقع النووية الإيرانية.
وتنتشر ثلاث حاملات طائرات أميركية ضاربة قبالة إيران. وجهزت قاذفات القنابل "بي 2 ستيلث" لحمل قنابل ناسفة للتحصينات زنة 30 ألف رطل لاستخدامها ضد المواقع شديدة التحصين.
ويصر الجنرالات الأميركيون المسيسون أن إيران تقدم الأسلحة والمساعدة للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي.
وسائل الإعلام التي غذت الشعب الأميركي بالدعاية ذاتها عن أسلحة الدمار الشامل العراقية ، غير الموجودة ، تغذيه بالدعاية عن أسلحة دمار شامل إيرانية غير موجودة.
كتب المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية عن منطقة الشرق الأوسط ، روبرت بير ، في مجلة التايم أن نظام بوش قرر شن هجوم على الحرس الثوري خلال ستة شهور.
أتتذكر مقال "الحرب السهلة"؟ حسنا ، في هذا الوقت يعتقد المحافظون الجدد أن الهجوم على الحرس الثوري سيحرر إيران من التأثير الإسلامي وسيكون سببا في أن يدعم الإيرانيون الولايات المتحدة ضد حكومتهم.
الاكاذيب ، والعدوان غير المستفز ، والتوقعات المخادعة - المحتويات ذاتها التي أنتجت كارثة العراق - تتجدد مرة أخرى. نظام بوش بكامله وكلا الحزبين السياسيين متواطئين في الجريمة إلى جانب وسائل الإعلام وحلفاء الولايات المتحدة.
حرب نظام بوش المخطط لها ضد إيران تلقي الضوء على الزيادة الكبيرة في التسليح العسكري التي زودت الولايات المتحدة بها إسرائيل.
ومع وجود العراق في فوضى وفي حرب أهلية ، فان الهجوم على إيران يترك سوريا وحزب الله في لبنان معارضين لإسرائيل فقط. ولا يمكن لإسرائيل القضاء على الفلسطينين إلا بتدمير حزب الله.
وبالهجوم الإسرائيلي على سوريا في الوقت الذي تشن الولايات المتحدة الهجوم على إيران ، ما يترك حزب الله دون دعم في وجه هجوم إسرائيلي جديد.
قد تكون الأجندة الموضحة أمام أعيننا هي خطة المحافظين الجدد ـ إسرائيل ـ تشيني لتخليص الشرق الاوسط من القيود امام التوسع الاقليمي الإسرائيلي. يقول نيكولاس بيرن أن الثلاثين مليار دولار الممنوحة كمساعدات عسكرية ليست مشروطة بأي تنازلات إسرائيلية أو تقدم نحو حل النزاع مع الفلسطينين.
بينما يتقدم بخطى سريعة عزل الفلسطينيين في غيتويات والتطهير العرقي ضدهم في الضفة الغربية .
في هذه الاثناء في اميركا ، وبينما ينفق المزيد من الأموال في حرب أخرى ، تنهار الجسور ويموت أميركيين وثقوا بحكومتهم في توفير بنية تحتية آمنة.
وبقي سكان ولاية نيو أورليانز المنكوبين دون أي مساعدة.
وتفاقمت الصعوبات المالية للعديد من الأميركيين بسبب هبوط أسعار المنازل ونقل الوظائف للخارج ، ما دفع العديد من الأميركيين إلى اليأس. ويواصل الدولار الاميركي هبوطه مع تزداد ديون الحكومة الاميركية الخارجية.
باستثناء صناعة التسليح ، ماذا تجني أميركا من حرب بوش؟ قبل ان يجتاح بوش أفغانستان ، قضت طالبان على إنتاج المخدرات. إلا أن الإجتياح التي قامت به الولايات المتحدة قد أعاده.
في 22 آب أخبر بوش قدامى جنود الحروب الخارجية أن جنود الولايات المتحدة هم "القوة العظيمة للتحرر الإنساني التي لم يعرفها العالم من قبل".
قل هذا الأمر ل 650 ألف قتيل عراقي و4 ملايين عراقي مشرد ، ومئات الآلاف من المذبوحين الأفغان وللموتى المدنيين الإيرانيين المقبلين ، وغيرهم من الصرب والافارقة.
لقد تجاوز بوش "القول الجديد"لجورج أورويل في روايته عام 1984 عندما ساوى بين الهيمنة الأميركية والتحرير.
عجرفة الهيمنة الاميركية مرض. فالدولة التي تتسامح مع مجرم حرب بينم يخطط علنا لهجوم على دولة أخرى ، ليست بالتأكيد منارة للعالم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
توسيع مهمة الأمم المتحدة في العراق.. كيف ولماذا؟
د.أحمد فوزي
الجمهورية مصر
فاجأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العالم أجمع بعد زيارة للولايات المتحدة الأمريكية بإعلانه عن ضرورة ممارسة المنظمة العالمية دورا أكثر اتساعا وإيجابية في العراق بهدف استعادة التوازن الأمني والحفاظ علي توفير معيشة أفضل للعراقيين.
ولم تمر أيام قليلة حتي اجتمع مجلس الأمن علي الفور وأصدر قراره رقم 1770 في يوم الاثنين الثالث عشر من الشهر الماضي بإجماع الآراء لتوسيع مهمة الأمم المتحدة في شأن العراق.
ولا شك أن هذا القرار جاء مخالفا بدرجة حادة لموقف الأمين العام الثابت من الأزمة العراقية والرافض دائما للتدخل تحت أي بند.
وقد علق بان كي مون علي القرار قائلا إن دور الأمم المتحدة سوف يكون مقصورا علي التوسط بين الفرقاء العراقيين لرأب الصدع ودفع الوحدة العراقية للخروج من كبوتها الحالية.. والغريب أن هذا القرار جاء بعد تجاهل كبير من الأمم المتحدة لواجباتها الدولية بل وإصرارها الدائم علي عدم التدخل في الشأن العراقي بحجة أن الوضع الأمني متدهور وأن الأمم المتحدة ذاتها كان لها نصيب من الهجمات الارتجالية حيث تم تدمير مبناها وفقدت عدداً من موظفيها هناك.
وهذا التناقض الواضح في موقف الأمين العام بين الإحجام والإقدام بسرعة يطرح علامات استفهام كثيرة ويكتنفه غموض كبير إذ لماذا في هذا التوقيت بالذات تسعي الأمم المتحدة لتوسيع دورها في العراق؟ وما الذي غير الموازين الثابتة لسياستها؟ وماذا يخفي هذا التوسيع من خبايا؟
الواقع أن توقيت إصدار قرار مجلس الأمن واختيار هذا الموعد بالذات له أكثر من بعد.
فمن ناحية أولي أرادت الإدارة الأمريكية بعد تدني شعبية بوش وانقسام الحزب الجمهوري علي نفسه بسبب الوضع في العراق أن تمتص غضب الجميع وتحول الدفة بالكامل إلي الأمم المتحدة وتضعها كعنوان بحيث تكون هي المسئولة عن إدارة الأزمة العراقية في الفترات المقبلة ومن ثم يخف الضغط عن إدارة بوش وتوجه كل سهام النقد إلي الأمم المتحدة.
ومن ناحية ثانية اصطدمت الإدارة الأمريكية بحجم التغلغل الإيراني في العراق وأدركت أن تجاهل هذا الوجود لفترات أكثر يعني إلحاق خسائر فادحة بجنودها واقتصادها ومن ثم فقد حان الوقت للدخول في عباءة المنظمة والاحتماء بها لعمل جبهة عالمية يمكنها التصدي لإيران وروسيا.
أما عن الأهداف الحقيقية ومضمون دور الأمم المتحدة في العراق فاعتقد أنه يحمل بين طياته بعض المرامي البعيدة والجديرة بمحاولة فهمها من خلال بعض النقاط.
أولا: توجيه ضربة عسكرية إلي إيران من خلال قرار جديد من مجلس الأمن لأن الذي سوف يحدث في الشهور القادمة هو أن الأمم المتحدة سوف تعجز عن تنفيذ قرارها في العراق علي أرض الواقع وسوف تقابل بزيادة عدد الهجمات كما رأينا في الأيام الثلاثة الماضية هنا سوف توجه كل التهم إلي إيران ويتم دعوة مجلس الأمن إلي إصدار قرار يتيح استخدام القوة العسكرية ضدها بدعوي أنها تشكل خطرا علي السلم والأمن الدوليين ومعها قطعا حزب الله وربما سوريا أيضا.
ثانيا: الوجود المكثف للأمم المتحدة في العراق -إن كتب لها النجاح- سوف يكون بمثابة تقوية شوكة القوات الأمريكية هناك ويشكل استعاضة بقوات متعددة الجنسيات بديلا عن القوات العسكرية للدول التي شاركت في احتلال العراق وانسحبت أو في طريقها للانسحاب كاسبانيا واستراليا وإنجلترا وغيرها.
ثالثا: حلول الأمم المتحدة محل القوات الأمريكية لتسهيل مهمة انسحاب تلك القوات فيما بعد لو كان للرئيس القادم أو بالأحري الرئيسة القادمة للبيت الأبيض نية تلبية رغبة الشعب الأمريكي في إنهاء مهزلة الجنود الأمريكيين في العراق.
وهنا قطعا سوف تساهم الأمم المتحدة في إعادة الإعمار ويدفع العالم كله "فاتورة" الغزو الأمريكي غير المشروع لدولة عضو في الأمم المتحدة.
إن صدور مثل هذا القرار -المسلوق- من مجلس الأمن يستدعي وبحق إفراد لجنة خاصة تدرس إمكانية تنفيذه جيدا بدلا من إحراج المنظمة العالمية وزيادة بلادتها وعجزها الذي بات مفضوحا عن السير في الطريق الذي كان مرسوما لها إبان وضع الميثاق عام .1945
نعم فلم يحدث تحسن للوضع الأمني في العراق يضمن علي الأقل حماية أرواح مبعوثي الأمم المتحدة هناك ولم تتفق القوي المتناحرة سياسياً في العراق علي كلمة سواء كما أن التوتر الأمريكي الروسي يزداد بشكل مخيف أضف إلي كل ذلك المشكلات الإسرائيلية مع كل الجيران في لبنان وسوريا وفلسطين.
فلماذا إذن الإصرار علي قرار يبدو بكل المقاييس المنطقية أنه ولد ميتًا؟!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
تقرير بترايوس ـ كروكر .. رغبات متباينة!!
خليل العناني
الوطن عمان


الجميع داخل الولايات المتحدة وخارجها يترقب صدور تقرير تقييم الأوضاع في العراق الذي من المفترض أن يقدمه كل من قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الأميركي بالعراق رايان كروكر، وذلك بعد أسبوعين من الآن.
المهمة الرئيسة لكل من بترايوس وكروكر في التقرير هي توضيح مدى فعالية الاستراتيجيات الأميركية التي تتبعها الإدارة الأميركية في تكييف الأوضاع في العراق.
كل طرف ينتظر صدور التقرير بالطريقة التي يراها، فمن جهته يسعى الرئيس الأميركي جورج بوش، لتفادي أي تداعيات سلبية قد يصدرها التقرير بشأن استراتيجيته في العراق، وهو في ذلك يمارس الآن نوعاً من تبريد الأجواء، عبر التقليل من أهمية التقرير، وهو الذي أكد في أكثر من تصريح صحفي أنه لن يغير سياسته في العراق مهما حدث.
والأكثر من ذلك أن الرئيس بوش قد يطالب الكونغرس بزيادة المبالغ المخصصة لحربه في العراق وأفغانستان بواقع خمسين مليار دولار إضافية، وذلك في محاولة استباقية من جانب الديمقراطيين لتوظيف نتائج التقرير لصالحهم وتقوية مطالبهم بوضع جدول زمني للانسحاب الأميركي من العراق.
كما يسعى الرئيس بوش بكل جدية للضغط على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أجل إبداء قدر من المرونة إزاء الكتل السياسية الأخرى، بهدف تحسين سير العملية السياسية وإبراز قدر من النجاح في إدارتها، لذا فقد رحب بوش باتفاق المصالحة الذي حدث بين هذه الكتل، وشارك فيه طارق الهاشمي ممثل جبهة الوفاق الوطني السنية. ولا يكف الرئيس بوش عن توجيه انتقادات علنية للمالكي، لا يلبث أن يعيد تصحيحها في إطار استراتيجية "العصا والجزرة".
ومن جهتها تسعى الحكومة العراقية بزعامة المالكي للتقليل من تداعيات نتائج التقرير عليها، وتدعي أنها لن تتأثر كثيراً بما سيرد في التقرير، حيث يتعمد المالكي الإشارة في تصريحاته إلى أنه غير معني بنتائج التقرير، وأنه لن يغير سياساته وفقاً لها.
وكان لافتاً أن يصرح هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي بأن التقرير "لن يقدم حلولاً سحرية للعراق" وقد يكون هذا صحيحاً نظرياً، ولكنه يبدو كما لو كان محاولة لإبقاء الأوضاع كما هي عليه دون تغيير.
ومن جهة ثالثة يتحرك الأكراد بجدية من أجل منع صدور أي تعليق سلبي في التقرير بخصوص المادة (140) من الدستور العراقي، التي تختص بتطبيع الأوضاع في كركوك، ويرفض الأكراد أي مساس بها مهما كان الثمن. وهم هنا يستحضرون ما حدث في تقرير بيكر ـ هاميلتون الذي طالب بضرورة إعادة النظر في هذه المادة لما قد يترتب عليها من توترات مذهبية وطائفية قد تودي بالمدينة الاستراتيجية.
لذا لم يكن غريباً أن ترسل حكومة كردستان وفداً من التحالف الكردستاني إلى واشنطن من أجل إجراء محادثات مع المسئولين الأميركيين قبل صدور التقرير الأميركي المنتظر حول الأوضاع في العراق.
ومن جهة أخيرة تتحين الغالبية الديمقراطية في الكونغرس الأميركي صدور التقرير، وتبني عليه كثيراً من الآمال بأن يوفر لها دعامة حقيقية في مواجهتها مع الجمهوريين والرئيس، ويدعم مطالبها بوضع جدول زمني للانسحاب من العراق بداية العام المقبل.
وفي سبيل ذلك يقوم الديمقراطيون بممارسة أكبر قدر من الضغط على الإدارة الأميركية من أجل تمهيد الأرض قبل صدور تقرير بترايوس ـ كروكر وتحسين أرضية التفاوض اللاحقة مع الجمهوريين.
لذا فقد طالب السيناتور النافذ والرئيس السابق لمجلس الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، جون وورنر، الإدارة الأميركية بضرورة الإعلان عن بدء انسحاب جزئي للقوات الأميركية وذلك عقب صدور التقرير مباشرة.
ويستند الديمقراطيون في هجومهم إلى سيل من التقارير الصادرة عن مؤسسات أميركية رسمية وغير رسمية تنتقد الأوضاع في العراق بشدة، وترى أنه لا بديل أمام الولايات المتحدة سوى الانسحاب من العراق في أقرب فرصة ممكنة.
الأكثر من ذلك أن ثمة أحاديث متناثرة حول سعي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لإخلاء مسؤوليتها عن الأوضاع في العراق، وهو ما قد يضع الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني في ورطة تحملهم مسؤولية الإخفاقات المتوالية في العراق.
وفي كل الأحوال فمن غير المتوقع أن يخرج تقرير بترايوس ـ كروكر عما هو متوقع، فسوف يحاول تجميل الوضع في العراق خاصة على الصعيد الأمني في بغداد ومحيطها، مع توجيه انتقادات حادة لحكومة المالكي وفشلها في إدارة العملية السياسية خاصة في جانبها التصالحي مع الكتل الطائفية والسياسية الأخرى.
وستظل نتائج التقرير حبراً على ورق ما لم يقتنع الرئيس بوش بحقيقة الوضع في العراق، ويسعى لاتخاذ قرارات "صعبة" توقف التراجيديا المتواصلة هناك منذ أكثر من أربع سنوات.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
فلنخـرج من العـراق بشـرفـنـا
جيمس بنكرتون
الراية قطر
من هو الأميركي ؟ وما هو مفتاح فهم الهوية الأميركية ؟ قد تكون الإجابة على درجة من الصعوبة بل ربما تتسم بالوحشية أيضا. ولكنها هويتنا التي اكتسبناها بأنفسنا وبدمائنا.

عندما يسافر أميركي حول العالم في مغامرة عسكرية - وإن شئت الدقة بليَة - تكون هناك حاجة إلى البحث عن إجابة جديدة للسؤال. وعندما يريد مؤيدو العولمة والحدود المفتوحة أن يحضروا العالم إلينا هنا على الأراضي الأميركية دون مراعاة أو احترام للثقافة والتقاليد الأميركية تكون هناك حاجة أيضا إلى صياغة إجابة أخرى ربما تكون أكثر تأكيدا على المعنى المنشود.

والصورة التقليدية للهوية الأميركية تنحدر من شخص فرنسي المولد أصبح أميركيا في وقت لاحق ويدعى سان جون دو كريفيكور الذي انتقل إلى الولايات المتحدة عام 1754 وبعد ثلاثة عقود طرح تساؤله في «خطابات من فلاح أميركي» وقال : من هو الأميركي هذا الإنسان الجديد ؟ وراح يجيب عن نفسه : الأميركي هو الذي يترك وراء ظهره سائر أهوائه وعاداته وينفتح على نمط آخر جديد للحياة التي اختار السير على نهجها والحكومة الجديدة التي ينصاع لها. ويختتم كريفيكور وصفه بهذا التصوير: هنا ينصهر الأفراد من مختلف الأجناس في بوتقة واحدة لجنس بشري واحد.

نعم يمكن للأميركيين أن يرفعوا من شأن سلالتهم ونسبهم بيد أن عليهم أيضا أن يعلوا من قيمة هويتهم الوطنية. ففي أعقاب وقوع هجمات 11 سبتمبر اكتسب الشعور بالهوية الأميركية زخما جديدا وأفاق الجميع على صوت قوي يذكرهم بتلك الهوية. ومازلنا نذكر اعلان الخدمة العامة الذي أعقب الأحداث بشكل مباشر حيث كان الأميركيون من مختلف الأصول العرقية ينظرون إلى عدسات الكاميرا ويرددون اللغة نفسها «أنا أميركي». إنه لشعور جميل وإدراك رائع. والآن نجد من يذكرنا على نحو مستمر أن الهوية الأميركية قد تم صهرها في قالب الحرب والقتال. وهناك فيلم جديد تحت عنوان «باث فايندر» أو المستكشف يتطرق إلى تلك الموضوعات بقوة. وعلى وجه التحديد وعلى طريقة هوليود يؤكد الفيلم على النقطة التي أثارها كريفيكور: عندما تصبح أميركيا تكتسب هوية جديدة وولاء جديدا. وإذا دعت الضرورة فعليك أن تقاتل ضد بلدك القديم دفاعا عن بلدك الجديد. وهو ما تدور حوله أحداث هذا الفيلم التي تجري على الأراضي الأميركية ولكن قبل عدة قرون سابقة على كولومبس. والفكرة الأساسية لفيلم المستكشف هي أن ولدا أميركيا يتيما يتم إنقاذه من الموت على يد الهنود ويعيش معهم ويوفرون له الرعاية والتربية بين ظهرانيهم.

ثم يأتي الاختبار عندما تصل جماعة أخرى من الأميركيين السفاحين لتهاجمهم. ويجد الولد الذي أصبح رجلا أن عليه أن يقاتل مع شعبه الجديد ضد من ينتسب اليهم في أصوله.

والفيلم يحتوي على مشاهد دموية، وبالطبع فالتاريخ الأميركي كان يتسم بالدموية. وعلى الرغم من ذلك فلطالما كانت الحرب هي بوتقة المواطنة. فعلى سبيل المثال نجد أن الأميركيين الألمان كانوا يشعرون بغصة الألم خلال حربين عالميتين عندما كان عدو اميركا هو وطن آبائهم الأوائل. إلا أنه ومع ذلك فقد شارك المحاربون الأميركيون من أصل ألماني - وبرز منهم الجنرال جون بيرشينغ والقائد الأعلى دوايت إيزنهاور - وشهدوا الانتصار الذي حققه العم سام على القيصر وهتلر. ومن ثم فالصورة الأميركية التي تجسد رؤية كريفيكور قد وجدت ثانية من يدافع عنها بكل قوة. بيد أن الحروب الأميركية لا تصب جميعها في هذا التوجه الذي يستنهض القوة في الروح الأميركية.

فالعراق على سبيل المثال بات في حال يرثى لها وذلك لأن قادتنا افترضوا تصورا أحمق بأن الشعب العراقي يقبع في انتظار الفرصة التي تجعله مثلنا. ثم أعقب ذلك أن ضاعفت إدارة بوش من أخطائها بإصرارها على أن تدعي - حتى أصبح الادعاء سخيفا إلى أقصى درجة - أن العنف الطائفي في العراق لا يعدو أنه صورة مماثلة للعنف والشجار الذي شهدته الولايات المتحدة في مهدها خلال القرن الثامن عشر.

ولا شك أنها مزحة سخيفة أن يأتي من يدعي أن مقتدى الصدر كان لديه أي شغف أو اهتمام أن ينهج لنفسه نسخة مكررة من المبادئ الدستورية الأميركية.

والآن يجب أن تجمع اميركا نفسها مرة ثانية وعلينا أن نخرج من العراق بشرفنا كما ينبغي علينا أن نعقد العزم مرة أخرى على أن ندافع عن أرضنا ضد الإرهابيين السفاحين والسياسيين الحمقى الذين ينادون بالحدود المفتوحة، هؤلاء الذين يسعون إلى تغيير أميركا باسم العولمة السقيمة. فهذا البلد هو كل ما نمتلك وهو أيضا كل ما نحتاج.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
الصدمة والترويع
أبوبكرالحسن
الراية قطر

الصدمة والترويع هو شعار الهجوم المباغت الذي شنته قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على العراق في عام 2003 وقلبت بموجبه نظام البعث العراقي الحاكم رأسا على عقب ويعني المصطلح فيما يعني شل قدرة العدو على الاتيان بأي مقاومة من خلال تقطيع اوصال قواته وشبكة اتصالاته مع تدمير اهداف منتقاة وصولا الى تحقيق نصر سريع وبأقل الخسائر الممكنة.

بعد سقوط بغداد وتربع قوات التحالف في طول وعرض بلاد الرافدين تم تحوير المصطلح «الصدمة والترويع» واصبح يستخدم بشكل موسع في الحياة المدنية ودخل المصطلح بقوة في الملاعب الرياضية حيث اصبح يستخدم ضمن خطط فرق كرة القدم لتحقيق نصر سريع وكاسح دون اصابات كذلك استخدمت ذات الاستراتيجية في ادارة وتوجيه الحملات الانتخابية لصدمة الخصوم وترويع الناخبين وفوق هذا وذاك استخدم اسلوب الصدمة والترويع في الخلافات الزوجية المعروضة امام المحاكم.

مفهومي لاستراتيجية «الصدمة والترويع» تغير بمقدار مائة وثمانين درجة حينما طالعت التقرير السنوي للمكتب الاميركي للاحصاء والذي يستحق ان يطلق عليه «الصدمة والترويع» بجدارة لانه اظهر حقيقة امة الحرية عارية حيث اظهر ان 5‚36 مليون شخص اي واحدا من كل ثمانية من سكان الولايات المتحدة يعيشون تحت عتبة الفقر بينما هناك 47 مليون شخص محرومون من اي ضمان صحي في هذا البلد في عام 2006 .

وذكر التقرير الصادم والمروع ان نحو 8‚12 مليون طفل وفتى لم يبلغ الثامنة عشرة من العمر يعيشون في الفقر كذلك فإن حوالي 4‚3 مليون شخص تجاوزت اعمارهم الـ 65 عاما يعيشون في حالة فقر والادهى والامر ان التقرير رصد فارقا كبيرا بين متوسط دخل الرجال والنساء الذين يعملون في المجالات نفسها مما يعني ان المرأة الاميركية بحاجة الى تمكين اكثر من نساء الشرق الاوسط.

تفاصيل التقرير مروعة خصوصا فيما يتعلق بحقوق السود والاقليات المنحدرة من اصول غير انجلوسكسونية بدرجة توحي بأن ما تدعو اليه الولايات المتحدة في الخارج من شعارات براقة مثل التحول الديمقراطي لضمان حقوق الاقليات والقضاء على الفساد المالي هي احوج ما تكون لانزلالها على ارض الواقع حتى يتلاشى الفقر ويزول الغبن وتتساوى خطوط المواطنين في الوصول الى مفاصل صنع القرار.

مشكلة الولايات المتحدة الحقيقية انها تطلق شعارات براقة سرعان ما ترتد عليها لانها لا تحسن التخطيط لأبعد من مستوى الرؤية واقرب مثال على ذلك ان استراتيجية الصدمة والترويع لاسقاط نظام البعث العراقي لم يعقبها تخطيط لاعادة الاعمار وفرض هيبة الدولة الجديدة التي يفترض ان تكون منارة اشعاع ديمقراطي ليس بين ضفاف نهري دجلة والفرات فحسب بل في كل المنطقة ولكن ماذا تقول سوى ان فاقد الشيء لا يرجى منه عطاء!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
ما وراء الاتهامات
افتتاحية
الوفاق الايرانية
لقد تفهم الرأي العام العالمي والاقليمي ان التهم التي توجهها الادارة الامريكية وبالتحديد الرئيس بوش الى ايران بدعم الارهاب والتدخل في الشأن العراقي والسعي لامتلاك اسلحة ذرية وما الى ذلك.. انها كلها واهية كونها تفتقر الى المسوغ الذي يدعمها.
والملفت للانتباه ان هذه الاتهامات تتنوع وتزداد كلما اقترب موعد مناقشة الملف النووي الايراني في الوكالة الدولية وتستهدف في الواقع التمهيد لاصدار قرار لتشديد العقوبات على طهران.
ومن جهة اخرى تستهدف تقديم المبرر لهزيمة واشنطن وتسويق مشاكلها الناجمة عن سياسات بوش الخاطئة التي يتعرض بسببها حاليا لضغوط كبيرة داخل امريكا ومن الحزب الديمقراطي الخصم.
ولعل بوش الابن يتجاهل عن عمد ان الارهاب الذي يتحدث عنه اليوم ويتهم الآخرين بدعمه هو من انتاج ادارة بلاده التي اوجدت تنظيم القاعدة في افغانستان حينما ارادت محاربة الجيش الاحمر في هذا البلد، فعاد اليوم وبالا عليها، فاخذت واشنطن تعاني منه، خاصة الضربة التي تلقتها في الحادي عشر من سبتمبر .۲۰۰۱
ان ادعاء الرئيس الامريكي بأن السماح لايران بامتلاك اسلحة نووية سيضع الشرق الاوسط امام خطر (محرقة نووية) ان لم يدل على شيء فهو يدل على (احباط سياسي) لابد ان يدفع الامريكيين الى مراجعة حساباتهم وتصحيح سياساتهم ليفهموا ان افضل نهج امامهم هو مغادرة المنطقة وتركها لابنائها فهم ادرى بطريقة معالجة المشاكل والازمات التي يقف وراءها الآخرون، وفي مقدمتهم الامريكيون انفسهم.
ان البيت الابيض الذي يتخبط في سياساته، يحاول من وراء اتهامه الاخرين وخاصة الجمهورية الاسلامية الايرانية التغطية على اخطائه في الشرق الاوسط وهو في هذا السياق يسعى لتحريض بلدان المنطقة بعضها ضد البعض الآخر لتمرير مخططاته التي يشاركه فيها الكيان الصهيوني وان ما تشهده المنطقة من ازمات في بعض دولها اليوم يؤكد دور الولايات المتحدة في اثارتها وهي التي تجد في اتهام الآخرين السبيل في ابعاد التهمة عن نفسها، علما بأن استقرار المنطقة واستتباب الامن فيها يعودان بالخير على ابنائها ويعززان التعاون بينهم في طريق تقدم بلدانهم، فيما ان اولا فوائد الانفلات الامني سيجنيها الغرباء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والمتمثلة في استمرار تواجدهم العسكري الذي يريدونه لنهب ثروات ابناء المنطقة وللحيلولة دون تقدم شعوبها ودولها، حيث الانشغال بالازمات والمشاكل والخلافات المفتعلة التي تستنزف طاقات وثروات بلدان المنطقة بدلا من تسخيرها للبناء والتقدم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
الأمل وحده .. لا يكفي
افتتاحية
الشرق قطر
مع استمرار الاضطرابات والمجازر الدموية في العراق، تواصل إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش سياسة الهروب إلى الامام عبر مناوراتها المكشوفة لتفويت الوقت وتجاهل الحقائق التي تكشفها التقارير المتتالية عن فشل استراتيجيتها للسيطرة على الاوضاع المتردية في ارض الرافدين، وعجز حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن تحقيق اهداف تلك الاستراتيجية، كما اشار إلى ذلك احدث تقارير الكونجرس الذي رسم صورة قاتمة للوضع حيث أكد التقرير فشل بوش والمالكي في تحقيق 15 من أصل 18 هدفا تضمنتها تلك الاستراتيجية.

وفي الشأن الداخلي، لا تزال حكومة المالكي تتهرب أيضا من تسمية الأشياء بمسمياتها وتتردد في البحث عن حلول ناجعة للأزمة المستفحلة، وتكتفي بمجرد الحديث عن «أملها في ان تجمد باقي الميليشيات التابعة لأحزاب مختلفة انشطتها على غرار دعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي أعلن تجميد انشطة جيش المهدي عقب اشتباكات كربلاء»، فيما تستمر الاتهامات للحكومة وقياداتها الأمنية بالمسؤولية عن العنف الطائفي، وآخر تلك الاتهامات ما ورد على لسان الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الكبير آية الله علي السيستاني الذي اتهم القيادات الأمنية «بالتقاعس عن أداء الواجب». كما اعتبر الشيخ صلاح العبيدي ممثل مقتدى الصدر أمس «ان احداث كربلاء نتيجة «فقدان ثقة الشعب بالحكومة».

الحكومة العراقية مطالبة بتجاوز مرحلة السلبية وعدم الاكتفاء بمجرد الأمل، والدخول في عملية مصالحة وطنية حقيقية اكثر جدية وجرأة تؤسس على تجميد ميليشيات الصدر وتستثمر الترحيب الذي لاقته تلك الخطوة من الأطياف السياسية المختلفة وخاصة ممثلي العرب السنة الذين عبروا عن تفاؤلهم بتجميد نشاط تلك الميليشيات «آملين ان يقلل ذلك من الهجمات التي تتعرض لها طائفتهم ويوقف بشكل كلي ممارسات القتل والتهجير الطائفي المستمرة ضد الأبرياء».


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
مثلث الموت في العراق
افتتاحية
الخليج الامارات

لم يكن ينقص العراق، البلد المنكوب بالاحتلال والفوضى، سوى الكوليرا وغيرها من الأمراض التي تتفشى في البلاد المنكوبة. والكوليرا مثل الاحتلال والفوضى، ضلع في مثلث الموت الذي يجتاح العراق منذ سنوات، قتلاً وتخريباً وتفريقاً وتشريداً وتهجيراً، من دون أن يرف جفن لأحد بشكل جدي وفاعل ومؤثر، لكأن هذا البلد متروك يواجه مصيره المحتوم، كما تركت فلسطين منذ عام 1948 حتى الآن.

العراق يئن، غير أن الاحتلال يئن أيضاً، ومع ذلك فإن إدارة البيت الأبيض تكابر في إجراء المراجعة المطلوبة التي توصل الى رد هذا البلد لأهله، ليعيد جمع شمل من بقوا في الداخل، ويستعيد من هجروا الى الخارج، وليعمل الجميع، من ثمّ، على بلسمة الجراح وإعادة وصل ما انقطع، وإعادة الإعمار، وإزالة مخلفات الاحتلال وفوضاه وأمراضه.

والتقرير السلبي الذي أعده مكتب المحاسبة الحكومي التابع للكونجرس الأمريكي والذي تحدث عن إنجاز 3 أهداف بدرجة جزئية من 18 هدفاً حددها المشرعون الأمريكيون لقياس مدى التقدم المحرز في العراق المحتل، يعطي مؤشراً جديداً الى المأزق الذي تتخبط به إدارة الرئيس جورج بوش ومحافظوه الجدد، نتيجة الاستمرار في سياسة كرهها العالم كله، لما جرّته من كوارث ومآزق وخيبات.

يحتاج العراق في هذه المرحلة، وقبل فوات الأوان، الى تصرف عاقل ومسؤول لبرمجة جلاء الاحتلال، وإنهاء الفوضى التي أحضرها معه الى هذا البلد، تصرف من الدول الكبرى التي بدأت تتلمس خطر استمرار هذا الاحتلال، ومن الأمم المتحدة التي أجيز لها توسيع دورها في بلاد الرافدين، وأولاً وأخيراً ودائماً من العرب أكبر متضرر من بركان العراق، لأن حممه قد تغطي المنطقة كلها إن استمرت في التدفق.

الدول العربية، والجامعة العربية، والنخب العربية، مدعوة الى وضع اليد باليد، ولو استثناء، من أجل العراق، حتى لا يفقد العرب هذا البلد، إن سمحوا باستمرار معاناته، وإن سمحوا لوحدته بالتشظي ولهويته بالضياع، وإن سمحوا باستمرار الموت والدمار والفرز الطائفي والمذهبي والعرقي.

وليتحدث العرب بصراحة، مثل غيرهم، مع إدارة بوش، فهذه فرنسا تتحدث عن هيمنة وعن امبريالية، وتلك ألمانيا تدعو “العم سام” الى إعادة اكتشاف وتعريف العلاقة بأوروبا، من دون المرور على ما تقوله روسيا منذ مدة، وما تقوله الصين، لأن إنقاذ العراق إنقاذ لأهله ولوطنهم، وإنقاذ للعرب من هذا الذي يتهددهم، إن استمر الحال على ما هو عليه.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
العراق وسقف الاهداف الامريكية
افتتاحية
الجزيرة السعودية
قول المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو في تعليقها على تقرير مكتب المحاسبة الأمريكي حول العراق إن المكتب قد وضع للحكومة سقفاً عالياً يستحيل بلوغه يجعل المتابع ليوميات المأساة العراقية تحت وطأة كم هائل من التساؤلات التي ينضح بها إناء الوضع العراقي يومياً، فالأمريكيون بشقيهم من حكومة جمهورية ما زالت تصر على أن هناك ما يمكن تسميته بالإنجاز في العراق حتى وهي ترى القتل اليومي والتفجير المتلاحق واحتقان الوضع السياسي النافخ في أتون الحرب الأهلية، وفي الطرف الآخر كونغرس تسيطر عليه أغلبية ديمقراطية تؤكد بين الحين والآخر أن الوضع في العراق ينحدر من مأساة إلى أخرى وأنه ورطة تاريخية يجب الانفلات منها, وهم في ذلك أي الديمقراطيون يجيدون اللعب بحرفنة بالقضية العراقية من أجل الوصول إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية القادمة، وبين هذا وذاك ضاعت قضية بلد حوله دعاة الديمقراطية إلى كم من الفوضى والدمار واجتر عنوة ليصبح قضية أمريكية داخلية الكل يتسابق للعزف على أوتارها الحزينة من أجل مصالحه الحزبية والسياسية.

سقف الأهداف الأمريكية في العراق والذي طال الحديث عنه لا يزال بحاجة إلى المزيد من المعالجة للوصول إلى أهداف تصب في مصلحة العراقيين ومستقبلهم الذي أصبح في مهب الريح بعد أن تنازعته أعاصير المصالح الدولية والحزبية فمن تقييم إلى تقييم ومن مزايدة إلى مزايدة , يظل الوضع العراقي بحاجة إلى كم من المفاهيم الإصلاحية ورزمة من الإجراءات التقويمية، ولعل من أولها، والتي يجب أن تكون في مقدمة أهداف وسقف الجهود الأمريكية، هي القضاء على قناعات التهميش وخلق جو من المصالحة الوطنية تنطلق من داخل المجتمع العراقي ويراعى فيها تدشين مناخ سياسي جديد بعيداً عن المحاصصة المذهبية والطائفية والقضاء على ثقافة الميليشيا والتقوقع الطائفي وتهميش الأطراف الأخرى، وهو الأمر الذي أصبح يقع بشكل مباشر على عاتق الأمريكيين نتيجة للمسؤولية الدولية والإنسانية التي تتحملها أمريكا من جريرة غزوها للعراق وتدمير استقراره السياسي والاجتماعي , فإن نجحت أمريكا في خلق المناخ الجامع للجميع بدلاً من العسكرة والحلول الأمنية يمكنها حينئذٍ الحديث عن سقف الأهداف في العراق ومدى تحقيق الهدف من عدمه.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
استثمروا في الشعب الإيراني .. وعاقبوا حكومته
مارك غوبين
الراية قطر

طالما ترددت الاشاعات في واشنطن خلال الآونة الأخيرة حول اعتزام الرئيس بوش على ألا يغادر منصبه دون أن يفعل شيئاً حيال إيران. بل الأكثر إثارة للقلق ما تردد عن حصول بوش سلفاً على الضوء الأخضر من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، واستصدار إذن منه بأن تفعل إسرائيل شيئاً إزاء طهران. لكن المشكلة الرئيسية لهذه الإدارة أنها تفكر عسكرياً في المقام الأول، بل ربما يكون العمل العسكري هو خيارها الوحيد في كثير من الأحيان، مما يلحق أضراراً بالغة بأميركا. ورغم أن خيار العمل العسكري ضد إيران لا يزال مفتوحاً، فإن عواقب شن هجوم عسكري عليها بالوكالة، من قبل تل أبيب، ستكون وخيمة للغاية. لكن لحسن الحظ أن الشعب الأميركي ليس راغباً في هذا. فوفقاً لاستطلاع الرأي العام الذي أجرته كل من قناة «سي.بي.إس» وصحيفة «نيويورك تايمز» في مارس الماضي، فإن نسبة لا تتجاوز 10% فحسب ممن شملهم الاستطلاع هي التي تؤيد فكرة المواجهة العسكرية مع طهران، في مقابل القلق الذي أبدته غالبية الشعب الأميركي إزاء تزايد اضطراب العلاقات بين بلادهم ودول العالم الإسلامي. وضمن ذلك فقد أعرب الكثيرون ممن شملهم الاستطلاع عن قلقهم إزاء الدمار الذي ألحقته حرب العراق بسمعة بلادهم على النطاق الدولي. ولذلك فمن الطبيعي أن يميل الرأي العام الأميركي إلى تجنب زيادة الطين بلة ودفع الأمور كلها نحو الأسوأ. والحقيقة أن إيران ليست كتنظيم «القاعدة»، لكونها تتألف من مجتمع جد معقد يمزج بين نمط الحكم الديني والاتجاهات السياسية الشعبوية وجماعات سلطوية متباينة. ولعل أخطر هذه المجموعات، «الحرس الثوري» الذي يتألف من نخبة عسكرية نافذة وذات موارد مالية ضخمة، ويقدر لنفوذه أن يزداد أكثر مما هو عليه الآن، في حال سعي العالم لفرض عزلة دولية على طهران. وضمن هذه التقسيمات، يعتمد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على المنحى السياسي الشعبوي الجامح إلى المواجهة مع الغرب. ومما زاد هذا الجموح عند نجاد في الآونة الأخيرة بالذات، تصنيف الرئيس بوش للحرس الثوري الإيراني ضمن المنظمات الإرهابية. ونقطة الضعف الرئيسية هنا أن جموح النزعة الشعبوية هذه، لا يفعل فعله على أتم وجه، إلا حين تكون المواقف والسياسات الخارجية الغربية إزاء دول العالم الإسلامي، فاقدة لشعبيتها. وبالنسبة لعامة الشعب الإيراني، فليس أسوأ على الإطلاق في نظرهم، أكثر من تعرض بلادهم لضربة عسكرية تشنها تل أبيب، مدفوعة بالتحرشات الأميركية. هذا وقد أثبتت كل شواهد التاريخ، أن تعرض أي دولة من الدول لهجوم أجنبي عليها، عادة ما يرجح كفة الرأي العام في الدولة المعينة لصالح التيار اليميني المتشدد.

لذلك فإن شارة الإرهاب هذه التي أصدرتها إدارة بوش بحق الحرس الثوري، يجب ألا تستخدم كذريعة كافية للتخلي عن شعب إيران، خاصة أن هذه الشارة تضر بالدبلوماسية الأميركية وتكبلها أكثر مما تطلق لها العنان. ولعل أفضل وسيلة لضرب عزلة كاملة على الحرس الثوري والرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد ونظامه المتزمت، هي أن يفتح الغرب ذراعيه للشعب الإيراني وأن يدعوه لإقامة علاقة مثمرة متفائلة معه. والأكثر من ذلك أن هذا هو الوقت الأنسب لإقامة علاقات صداقة كهذه بين الغرب والشعب الإيراني. والسبب أن «نجاد» قد فشل فشلاً ذريعاً في الوفاء بالوعود التي قطعها لشعبه إبان حملته الانتخابية الرئاسية، بينما يزداد يوماً إثر الآخر، تململ الإيرانيين وضيقهم من الانخفاض الحاد وغير المسبوق الذي شهدته نسب توزيع عائدات بلادهم النفطية. وربما هناك في واشنطن من يرد هذا التردي في مستوى معيشة المواطنين الإيرانيين إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة عليهم بقيادة الولايات المتحدة، مع ملاحظة مقاومة العديد من الدول الغربية الحليفة لواشنطن لهذا الاتجاه. ومهما يكن، فقد أثبتت التجارب السابقة أن فرض العقوبات الأحادية على دولة ما، لم يكن وسيلة ناجعة لإرغام تلك الدولة على تغيير سلوكها وسياساتها نحو الأفضل. ووفقاً لدراسة أخيرة أعدها كل من ديفيد ليكتزيان من جامعة تكساس التكنولوجية، وزميله كريستوفر سبريشر من جامعة تكساس (إيه آند إم)، فإن العقوبات الأحادية، وخلافاً لما يرجى منها، كثيراً ما تنتهي بلقاء الدولتين المتخاصمتين في ساحة الحرب والمواجهة العسكرية. فمن بين 200 حالة من الحالات التي شملتها الدراسة المذكورة، تبين ترجيح حدوث المواجهة العسكرية بنحو ست مرات إضافية، في الحالات التي تكون فيها العقوبات سارية وقت نشوب النزاع بين الدولتين المتخاصمتين، مقارنة بالحالات التي لا توجد فيها عقوبات سارية. ذلك هو التفسير الأول، أما التفسير الثاني فله صلة بسابقة فرض العقوبات الأحادية والدولية الطويلة الأمد على نظام صدام حسين السابق وغيره من الأنظمة الشبيهة. وكما رأينا فقد وقع عبء هذه العقوبات على الشعب العراقي، دون أن يتضرر منها النظام الحاكم كثيراً. وعليه فالنتيجة نفسها ستتكرر مع إيران. ويجدر بالذكر هنا أن آخر استطلاعات الرأي التي أجرتها منظمة «نحو عالم متحرر من الإرهاب غداً»، أيدت نسبة 70% من الإيرانيين الذين شملهم الاستطلاع، أن يكون تحسين العلاقات مع العالم الغربي في مقدمة أولويات حكومة طهران، بينما رأت نسبة 29% فحسب أن تعطى تلك الأولوية لتطوير مشروعات الطاقة النووية. والأكثر إثارة للدهشة في استطلاعات الرأي هذه، أن 61% منهم أعربوا عن عدم رضاهم عن أداء حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد الحالية. وهذا ما يجب أن تستثمر فيه دبلوماسية واشنطن وتعمل على كسب ود الشعب الإيراني بناءً عليه، في ذات الوقت الذي تعزل فيه هذه الحكومة وحرسها الثوري.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
نعم أيها الرئيس .. هناك تماثل بين العراق وفيتنام
اتش. دي. ينواي
الراية قطر

ذكر الرئيس بوش في خطاب له ألقاه خلال الاسبوع الماضي ان الذين يطالبون بانسحاب اميركي سريع من العراق يخاطرون بخلق نفس المآسي التي نشأت عقب الانسحاب الاميركي من الهند الصينية وتساءل الرئيس بوش قائلا هل سيقاوم الجيل الاميركي الحالي اغراءات الانسحاب من العراق؟ هل سنترك العراق للخمير الحمر الجدد ليمارسوا الارهاب الذي يريدون؟ بالنسبة لنا نحن الذين قضينا بعض السنوات في الهند الصينية وعشنا بعض الفصول الحية لتلك المأساة نجد ان هناك اوجه شبه بين الحرب الفيتنامية والحرب الحالية الدائرة في العراق، الرئيس يقول ان العراق الحر هو في متناول اليد، وهذا الزعم شبيه بالشعار الذي رفع في الحرب الفيتنامية الذي يقول الضوء في نهاية النفق، وهو شيء ثبت بطلانه.

روبرت مكنمارا، رامسفيلد حرب فيتنام أقر بعد سنوات والدموع في عينيه انه ما كان يتوجب عليه ارسال الجنود الاميركيين للموت في بلد لا يعرفون شيئا عن ثقافته او تاريخه، طبعا كان هناك اناس مطلعون حاولوا اخبار مكنمارا مثلما حصل مع رامسفيلد ولكن كلا الرجلين كانت لهما أوهامهما الخاصة بهما بشأن القوة العسكرية الاميركية ولم يكونا يرغبان في سماع اي شيء يخالف ما يريانه انه هو الصواب، نعم هناك تشابه في الرعونة والغباء في اوساط من اطلق عليهم ديفيد هولبرستام.. الافضل والاذكى وهم الرجال الذين ورثهم لينيندون جونسون عن جون كنيدي وثبت لاحقا ايضا انهم كانوا مخطئين في حساباتهم.

هناك تشابه في الفساد وعدم الكفاءة للقيادات التي أرادت اميركا ان تنصبها في سايغون كما هو الحال اليوم في بغداد. في النهاية كانت هذه القيادات مقيدة وكان ينظر اليها على انها «طراطير» للمحتل الاجنبي.

كانت هناك القومية والوطنية في الهند الصينية كما هو موجود اليوم في العراق. الوجود الاميركي ارتبط بالتدمير وهذا ساعد المعادين لهذا الوجود لتجنيد اعداد اكبر ممن كانوا يقتلون، هناك دعوات في الكونغرس للتخلص من نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الحالي لانه يتبع مصالحه بدل مصالح الولايات المتحدة، هذا الشيء يذكرنا بالجهود التي بذلت لاقصاء الرئيس الفيتنامي نيفو دين ديم في فيتنام في البداية احترمته اميركا ولكن كونه لم يفعل الشيء الذي كنا نريد حاولنا ان نجبره على الرحيل نجحت محاولاتنا وقتل الرجل في انقلاب عسكري ولكن لا الحرب ولا الوضع السياسي تحسن بالنسبة لنا.

هناك تشابه في قدرة قواتنا على تمشيط اي منطقة والاحتفاظ بها واقامة بعض المرافق فيها ولكن بمجرد ان نغادر فإن الطرف الاخر يتقدم ويضع يده على كل ما انجزناه، في معظم الحالات فإن العراق الاخر لم يكن غائبا ابدا ولكنه احنى رأسه للعاصفة.

اصابتني الدهشة بعد ان تمكن هنري كيسنجر من التفاوض على وقف لاطلاق النار في فيتنام عندما سافرت الى دلتا نهر الميكونغ التي كانت تعتبر من المناطق الآمنة التي تقف الى جانبنا، رفعت تلك المنطقة اعلام الفيتكونغ ولم يشفع لنا كل تلك المدارس والمستشفيات والطرق التي أقمناها في تلك المنطقة بإمكاننا كسب كل معركة ومع ذلك خسارة الحرب ككل في النهاية هل هناك من يعتقد حقيقة اننا كسبنا قلوب وعقول أهل الفلوجة لان الاوضاع هناك أهدأ الآن؟

ان الرئيس على صواب فيما يقوله من ان فشلنا في العراق ستكون له نتائج أوخم بكثير من اي فشل تحقق في الهند الصينية وسيكون للفشل في العراق عواقب استراتيجية وجيوسياسية كثيرة.

ان الاهوال في كمبوديا كانت نتيجة للحرب وليس لاننا غادرنا، عندما تنهار المجتمعات بسبب الحروب فإن قوى الظلام ستتقدم تماما كالمرض الذي ينتشر ويستفحل مع انهيار نظام المناعة في الجسم ما كان للخمير الحمر ان يستولوا على السلطة في كمبوديا لو لم تكن هناك حرب وما كان لماو ان يستولي على السلطة في الصين لو لم تكن هناك غزو ياباني، وما كان للينين ان يقيم دولة شيوعية في روسيا لو لم تكن هناك حرب عالمية اولى. ان اهم الدروس التي تم تعلمها هو ان الشعب الاميركي لن يؤيد اي حرب قد تستمر لسنوات اذا ما أحس انه ليس بالامكان كسبها. قد يكتب المؤرخون ليقولوا ان حرب العراق تمت خسارتها مباشرة بعد سقوط بغداد وفشلنا في وقف تفكك العراق. اصبح الوقت متأخرا للغاية للتحدث عن تحقيق الانتصار الآن
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
آن الأوان لتغير الخارجية الأميركية موقفها من "مجاهدي خلق"
يوسف جمال
السياسة الكويت
تشهد الساحة الاقليمية والدولية الكثير من المتغيرات والمتناقضات التي تكشف عنها طبيعة الأحداث الجارية, وإذا كانت السياسة »لغة المصالح« ولا توجد مواقف ثابتة فيها أو أبدية فان صديق اليوم قد ينقلب عدوا غدا, وهذا الامر ينطبق على الحركات الثورية التحررية أكثر مما ينطبق على الحكومات التي تجد لها أرضية من المصالح المشتركة مع المجتمع الدولي, أو القوى العظمى صاحبة السلطة والنفوذ.
فالكثير من حركات المقاومة الوطنية التي كان يطلق عليها صفة المتطرفة أو المتشددة أو الارهابية حين استلمت السلطة في بلدانها جراء النضال والتضحيات غيرت تلك الدول نظرتها إلى تلك الحركات والاحزاب, إذ إن منطق المصالح المشتركة يفرض هذا التغيير أو التبدل في النظرة والمواقف والتصرفات.
ومنذ مطلع الستينات من القرن الماضي نهضت نخبة وطنية شابة من بين المجتمع الايراني, واختارت طريق النضال و التحرر الوطني للخلاص من حكم الشاه,والتف حول هذه الحركة الشابة في بادئ الامر الكثير من الشباب الوطني وأدرك الشاه خطورة ذلك في بدايات السبعينات من القرن الماضي وزج بالكثير منهم في السجون الايرانية وتمت تصفية بعض القيادات جسدياً من أجل إضعاف حركة المجاهدين .
وعرف العالم قدرة وقوة وفاعلية المقاومة الايرانية وتحديها لنظام الشاه البوليسي القمعي, والذي كان الغرب يطلق عليه وصف شرطي الخليج, أي بمعنى آخر حامي المصالح الاميركية والغربية في الخليج العربي, ولم يكن الخميني أو نظام الملالي معروفا على الساحة الايرانية أو الاقليمية أو الدولية وإنما هناك نظام شرطوي يفرض سلطته على الشعب بقوة ووحشية أجهزته القمعية وطرف آخر نقيض له هو المقاومة الايرانية, لكن بعد سقوط نظام الشاه جلب الخميني بطائرة أميركية من باريس إلى إيران ليكون الولي الفقيه للثورة الاسلامية في إيران, لتستمر دوامة معاناة الشعب الايراني وتبقى المعارضة الايرانية مواصلة لطريق النضال التحرري الوطني.
شاءت الصدف أن تلتقي مصالح الادارة الاميركية في زمن كلينتون مع مصالح نظام الملالي وترضية لهذا النظام وضع اسم منظمة مجاهدي خلق على قائمة الارهاب وهو إجراء غير قانوني وتعسفي وباطل وذاقت الادارة الاميركية مرارة هذه السياسة الاسترضائية,حيث اخذ هذا النظام المتطرف بالتمدد والتوسع والتدخل المباشر أو غير المباشر في شؤون دول المنطقة وصار مصدر قلق للمجتمع الدولي عبر إصراره على امتلاك الطاقة النووية التي يستخدمها كوسيلة لإرهاب دول المنطقة وابتزازها, تم كل ذلك بفعل تحديد حركة البديل الثوري الديمقراطي الرادع للسياسات التوسعية الايرانية واخيراً أدركت أميركا خطأ سياسة إدارة كلينتون في التعامل مع هذا النظام المتطرف وتعالت الاصوات في الداخل الاميركي بضرورة مراجعة هذه السياسة وتصحيح الاخطاء وإنصاف المقاومة الايرانية والاعتراف بحقها الشرعي والوطني في تحرير البلاد من هيمنة هذا النظام الدكتاتوري المتطرف.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
العراق بين المالكي وبوش
د. عبدالعزيز المقالح
الخليج الامارات
المتابع لوقائع الصراع الدائر بين جورج بوش ونوري المالكي لا بد أن يتذكر معنى الأثر النبوي الشريف “من أعان ظالماً أغرى به” والمالكي رئيس وزراء العراق المحتل واحد ممن حملوا راية الاحتلال وأعانوه على وطنهم وقبلوا أن يكونوا أدوات تنفيذية لأسوأ عدو شهده العراق بل شهده العالم، لذلك فإن ما يعاني منه المالكي اليوم على يد حلفاء الأمس، ليس سوى التأكيد على مصداقية الأثر النبوي البالغ الدلالة والذي يؤكد بصريح العبارة أن كل من يعين ظالماً على بلده أو على مواطنيه، يكون في نهاية الأمر ضحية الظالم الذي كان عوناً له على ظلمه وفساده.

لقد بلغت الخصومة بين جورج بوش القائد غير المباشر للاحتلال الأجنبي على العراق ونوري المالكي إحدى أدوات الاحتلال، درجة مثيرة للعبرة وللسخرية معاً، ولم يعد في الإمكان أن يتحمل أحدهما الآخر، وإن حاول جورج بوش بتناقضاته المعهودة أن يخفف من هجومه المستمر على شخص المالكي الذي بذل كل ما يستطيع في خدمة سيده الغاضب والصلف، والذي يريد مزيداً من الخدمات التي جعلت العميل يبدي عجزه وعدم استعداده فقد أعطى كل ما في إمكانه أن يعطي، بل لقد بالغ في الخدمة إلى الحد الذي جعله يعلن أنه لم يعد في مقدوره أن يقدم شيئاً جديداً.

والمشهد العراقي الراهن يشير إلى أن الاحتلال بدأ في البحث عن عميل آخر يقوم بالمهمة الجديدة التي تتناسب والأوضاع والمستجدات التي جعلت من الصعب الاستمرار في الأسلوب القديم، والمراقبون لأوضاع العراق الراهن يقولون إن الاحتلال لن يجد في العراق بعرضه وطوله من يقدم من الخدمات أكثر مما قدمه المالكي وسلفه الجعفري. والجديد في الأمر بل المثير للغرابة والسخرية معاً أن المالكي الذي يرى أن صلاحيته الأمريكية انتهت قد شرع في تهديد سادته بأنه لن يتردد عن الاستعانة بقوى أخرى، ولم يقل إنه سوف يستعين بقوة الشعب العراقي وبالمقاومة التي تدك معسكرات الاحتلال، وذلك لأنه لا يثق بالشعب ولا بالمقاومة ولأن الشعب لا يثق به. ومن هنا يذهب إلى التهديد بالاستعانة على الاحتلال بقوى خارجية وهو شأن كل عميل استمرأ خدمة الأجنبي واستطاب السير في ركابه.

وسواء سقط المالكي أم أبقته لعبة الشد والجذب على كرسيه، فإنه لا يحكم سوى عشرات الأمتار داخل المنطقة الخضراء، حيث يقيم هو ومن تبقى من أفراد حكومته المهترئة، وهكذا هو مصير كل المتعاونين على أوطانهم والمستعينين عليها بالأعداء، ويبقى النصر دائماً وأبداً للشعوب التي تناضل من أجل حريتها واستقلالها وكرامة حاضرها ومستقبلها. وما من شك في أن الشعب العربي في العراق قد أثبت أنه جدير بالحرية والاستقلال وجدير بأن يكون في طليعة الشعوب في الأرض استعداداً للنضال والمقاومة، والتصدي لأعدائه وأعداء أمته العربية.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
الاحتلال.. وأخلاق «المراحيض»!!!
فواز العجمي
الشرق قطر
ما نسمع من الإدارة الأمريكية الحالية هذا السؤال: «لماذا يكرهوننا»؟!!

إن صيغة هذا السؤال ليست صحيحة وليست دقيقة فنحن الشعب العربي لا نكره الشعب الأمريكي وكذلك شعوب العالم الآخر لأننا نعلم أن هذا الشعب حاله حال بقية شعوب العالم يحمل من الخير الشيء الكثير ويحمل من السلبيات ما تحمله بقية الشعوب الأخرى لكن الشعب الأمريكي يمتاز ببعض الصفات التي تميزه عن الآخرين من الشعوب الأوروبية وهذه الصفات كما لمستها شخصيا أثناء وجودي في أمريكا أنه شعب مسالم وودود وصادق وبنفس الوقت فهو شعب عامل ومجتهد. وهذا لا ينفي أن هناك بعض القتلة والإرهابيين وقطاع الطرق واللصوص يوجدون في صفوف هذا الشعب، إنما تبقى الغالبية الساحقة منه تحمل القيم والمبادئ الديمقراطية والتعاملات الأخلاقية، لهذا فإن سؤال الإدارة الأمريكية بهذه الصيغة ليس موضوعيا ولا صادقا وإنما الهدف منه أن تضرب هذه الإدارة إسفينا بيننا وبين الشعب الأمريكي وتبني سياجا من الكراهية المزعومة والزائفة بيننا، بل إن هذه الإدارة تحاول تصوير خلافنا نحن العرب معها على أنه خلاف بين الشعب العربي والشعب الأمريكي بينما الحقيقة أن الشعب العربي يكره هذه الإدارة لأنها تكره الشعب الأمريكي بل أنها عدوة لهذا الشعب لأنها كذبت على شعبها قبل غزوها العراق وأوهمته بخطر أسلحة الدمار الشامل العراقية ثم كذبت عليه في تحقيق الديمقراطية في هذا البلد العربي وقتلت من الشعب الأمريكي الآلاف وقتلت من الشعب العراقي الملايين ودمرت الاقتصاد الأمريكي ببلايين الدولارات التي أنفقتها على هذه الحرب العدوانية ودمرت اقتصاد العراق ونهبت ثرواته.. كل ذلك والخاسر في هذا العدوان وهذه الحرب اللاأخلاقية والاحتلال اللاشرعي والظالم هما الشعب الأمريكي والشعب العراقي، لهذا فإن الشعب العراقي ومعه الشعب العربي لا يكره الشعب الأمريكي لأن هذين الشعبين هما ضحية هذه الادارة التي لا تبحث إلا عن مصالحها الشخصية وعن ملاذاتها اللاأخلاقية وشركاتها اللاانسانية التي تحاول استغلال الشعب الامريكي ومعه الشعب العربي.

إن الادارة الامريكية الحالية لا تمثل الشعب الامريكي والدليل على ذلك تلك الشعبية المتدهورة التي تحظى بها الآن والتي لا تتعدى 13% بل إن ممثلي الشعب الامريكي قالوا لهذه الادارة «انك لست منا» عندما فاز الديمقراطيون بمجلس النواب والشيوخ وانهزمت هذه الادارة الجمهورية وانهزم معها قائدها الرئيس جورج بوش وهو الآن على شفا حفرة من السقوط والهزيمة نتيجة الغباء والاستهتار والجهل والغطرسة، ونتيجة السلوك اللااخلاقي لبعض اعضاء هذه الادارة ولعل آخرها فضيحة السيناتور الجمهوري عن ولاية ايداهو لاري كريغ والبالغ من العمر 62 عاماً وهو من المحافظين المتشددين ومن المقربين للرئيس بوش واحد افراد هذه الادارة عندما كشفت الصحافة يوم الإثنين الماضي أنه اوقف في يونيو الماضي بولاية مينسيسوتا بعد أن تحرش بشرطي في «مراحيض» الرجال في احد المطارات!!!.

إن هذه الفضيحة اللااخلاقية والمدوية لهذا السيناتور الجمهوري المحافظ والذي يشكل عنصراً مهما للادارة الامريكية الحالية تؤكد أن هذه الادارة لا تملك من الاخلاق شيئاً، ولا تملك من القيم الامريكية التي يتحلي بها الشعب الامريكي شيئاً وأن هذا الشذوذ الجنسي الذي مارسه هذا السيناتور في «المراحيض» يؤكد ان ادارته لا تملك من الاخلاق ما يمنعها عن ارتكاب افظع الجرائم واقسى انواع الارهاب والظلم والعدوان، لهذا ليس غريبا ان تقوم هذه الادارة بغزو واحتلال العراق وقتل مليون عراقي وتشريد خمسة ملايين عن طريق الاكاذيب التي اصبحت مفضوحة ومكشوفة لنا وللشعب الامريكي الصديق وان من يدفع الجيش الامريكي للحرب في العراق لا يفكر بحياة هؤلاء وحياة اسرهم واطفالهم، وانما يفكر كيف يستمتع بشذوذه الجنسي في المراحيض، مما يعني ان الاحتلال الامريكي للعراق جاء من المراحيض!!!.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
فضاء...ملء الفراغ!

أحمد ذيبان :
الراية قطر
نطقها الرئيس احمدي نجاد بلسانه دون حاجة لتحليل أو تكهن، فإيران كما يقول مستعدة ل ملء الفراغ في العراق، الذي سيحدث نتيجة ترنح الامريكيين في المستنقع العراقي! ولعل الادارة الامريكية اكتشفت في وقت متأخر جدا، بسبب غبائها وعنجهيتها، ان غزو العراق وتدميره كان حلما ايرانيا ، حيث قدمت واشنطن لهم هذا البلد العربي الهام علي طبق من ذهب ، وكان الملالي اكثر ذكاء من عصابة المحافظين الجدد ، في استثمار الفرصة التاريخية، حيث فرضوا هيمنة كاسحة علي العراق عبر البوابة الطائفية، وها هي ادارة بوش، باتت تعلن صراحة ان ايران تزعزع استقرار العراق والمنطقة، وتخوض مواجهة سياسية واعلامية مع طهران، مادتها الاساسية العراق والملف النووي الايراني! والسؤال الذي يشغل المراقبين والمحللين في ضوء احتدام السجال الامريكي الايراني، هو إلي اين سيقود هذا العراك؟ واظن ان النتيجة ستكون احد احتمالين، الاول توصل الجانبين إلي صفقة سياسية، يتم بموجبها تقاسم النفوذ في العراق والمنطقة العربية، أو توجيه ضربة عسكرية امريكية، وربما بمشاركة إسرائيلية للمنشآت النووية الايرانية قبل رحيل بوش عن البيت الابيض اواخر العام المقبل! وحتي مثل هذه الضربة اذا وقعت فانها ستتم عبر قصف جوي وصاروخي عن بعد، وربما تلحق بعض الاضرار، لكنها لن تنهي المشروع النووي الايراني، بل ستزيد اصرار طهران علي المضي قدما نحو انتاج السلاح النووي، فقد قطعوا خطوات مهمة بهذا الاتجاه، وايران دولة كبيرة ولها مشروع سياسي وطائفي واطماع توسعية، ساحتها الرئيسية المشرق العربي، وقد حققت انجازات لافتة علي صعيد التصنيع العسكري، في الوقت الذي ينفق فيه العرب مبالغ هائلة لشراء اسلحة امريكية، دون ان تستخدم ضد عدو حقيقي خارجي، وغالبا يصيبها الصدأ، وهي مخزنة في المستودعات!.

ومن المفارقات ان نجاد يستخدم نفس المصطلح الذي استخدمه الرئيس الامريكي الاسبق ايزنهاور، بعد حرب السويس في خمسينيات القرن الماضي، فيما عرف ب مبدأ ايزنهاور لملء الفراغ في المنطقة، عبر ما عرف ب حلف الدفاع عن الشرق الاوسط ، ومرة اخري حلف بغداد ، لكن هذه المحاولات فشلت في ظل وجود الاتحاد السوفييتي، والممانعات العربية في ذلك الوقت، وفشلت السياسة الامريكية، في اولي خطواتها للسيطرة علي العالم العربي، لكن الاحوال تغيرت وانقلبت المعادلات السياسية رأسا علي عقب خلال العقود الماضية، وكرست واشنطن هيمنتها كاسحة علي المقدرات العربية في مستهل القرن الحادي والعشرين، وها هي ايران تنافسها بقوة، حيث يتمدد نفوذها، بشكل مريب، فيما العرب يغرقون في غيبوبة، ويعانون من بلادة سياسية هائلة جراء ازدهار عصر انحطاطهم !.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
ألم يقترب الحسم حقاً؟

شادي جابر
الراية قطر
ثمة إجماع لدي المراقبين علي أن الحديث عن انتصار أمريكي في العراق أصبح أقرب إلي الأوهام والأساطير منه إلي الحقائق والوقائع نظراً للتخبط الأمريكي الحاصل في هذا البلد علي المستويين السياسي والعسكري.

والمفارقة أن الإدارة الأمريكية ما زالت تصر علي إبقاء قواتها في العراق رغم عجزها عن فرض الأمن والاستقرار فيه، إلي جانب الخسائر المادية والبشرية التي تمني بها بشكل يومي، حتي أصبح مرور يوم من دون وقوع ضحايا بين صفوف الجيش الأمريكي أمراً غريباً وغير اعتيادي.

هذه الإدارة تجد نفسها وحيدة في مواجهة الموت المحتم لجنودها، مع اقتراب موعد الحلقة الأخيرة من مسلسل الإخفاق بانسحاب آخر الحلفاء بريطانيا، وذلك بعد انسحاب إيطاليا وإسبانيا واليابان.. وغيرها من الدول التي أرسلت قوات إلي العراق وما لبثت أن سحبتها لاحقاً تحت ضغط شعوبها.

ورغم أن الأزمة التي تواجهها إدارة الرئيس بوش هي في الداخل الأمريكي أكثر منها في الخارج، إلا أن هذا الخارج وتحديداً العراق كان محركاً رئيسياً لهذه الأزمة الداخلية.. ويتجلي ذلك في الخلاف الحاد بين الإدارة والكونغرس حول السياسة الأمريكية في العراق، وفي الاستقالات المتوالية لكبار المسؤولين في هذه الإدارة والتي لعب العامل العراقي أيضاً دوراً رئيسياً فيها.

وقبل أسبوعين من موعد تقديم السفير الأمريكي في العراق ريان كروكر والقائد الأمريكي الأعلي في العراق الجنرال ديفيد بتريوس تقريرهما للكونغرس بشأن التقدم في حرب العراق، يطلّ سيد البيت الأبيض أمام مؤتمر رابطة قدامي المحاربين الأمريكيين ليقرع طبول حرب جديدة قائلاً: إما أن تنتصر قوات التطرف، أو أن تنتصر قوات الحرية.. إن أهم وأسرع طريقة للتصدي لمطامع القاعدة وإيران وقوي عدم الاستقرار والإرهاب الأخري هي أن نكسب الحرب في العراق .

ويضيف: أريد من مواطنينا أن يفكروا في ما سيحدث إذا سُمح لقوي الراديكالية والتطرف هذه بأن تخرجنا من الشرق الأوسط.. إن المنطقة ستتحول عندئذ دراماتيكياً بصورة يمكن أن تعرض العالم المتحضر للخطر.. وسيتشجع المتطرفون من جميع السلالات لإدراكهم بأنهم أجبروا أمريكا علي التقهقر.. وسيكون للإرهابيين مزيد من الملاذات الآمنة لشن هجمات علي الأمريكيين وعلي أصدقائنا وحلفائنا.. ويمكن لإيران أن تستنتج بأننا كنا ضعفاء، ولم نستطع أن نمنعهم من الحصول علي أسلحة نووية .

ورغم أن خطاب الرئيس الأمريكي هذا يذكرنا بخطابات جنرالات الحروب الخاسرة في التاريخ.. إضافة إلي أن السيد بوش لم يقل لنا ولا للشعب الأمريكي كيف سيكسب الحرب في العراق.. إلا أن معطيات جديدة يمكن استخلاصها من هذا الخطاب الطوباوي، أهمها أن العد العكسي للهروب البوشي إلي الأمام قد انطلق فعلياً.

ويعزّز ذلك التصعيد الأمريكي المتسارع والدراماتيكي ضد إيران، سواء في إعلان واشنطن عن نيتها إصدار قانون جديد يصنف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، أو في اعتقال القوات الأمريكية لوفد إيراني في العراق والطريقة الاستفزازية التي يقصد الأمريكيون إظهارها فيها علي شاشات الفضائيات.

لا شك بأن الصّبر الأمريكي حيال سياسات إيران في العراق ومماطلتها بشأن نشاطاتها النووية قد شارف علي النفاد.. وهناك أصوات داخل الإدارة الأمريكية تقول بأن من العبث التعويل علي اجتماعات اللجان الأمنية حول العراق، لأن ما يدور خلالها من مباحثات ونقاشات وما يطرح من حلول يبقي داخل القاعات التي عقدت فيها فقط، ولا ينعكس علي أرض الواقع.. فما يحدث هو العكس تماماً.. مزيد من العمليات ضد الأمريكيين وأرقام أكبر من الضحايا بين الجنود.

ربما كان لإيران يد في هذه العمليات ضد الأمريكيين، لكن أبجديات العمل السياسي تقتضي أن تعمل طهران علي إفشال المشروع الأمريكي في العراق بشتي الوسائل، لا سيما أن لديها أجندات وأهداف تتباين إلي حد بعيد مع الأمريكيين، ولا يمكن بالتالي للإيرانيين أن يعملوا علي إنقاذ إدارة كانت وما زالت تمارس شتي أنواع الضغوط عليهم وتجاهر بعدائها لهم ليل نهار.. فضلاً عن أن نجاح المشروع الأمريكي في العراق يشكل علي الأقل ضربة للمشروع الإيراني الطموح في المنطقة.

ولعلّ احتمالات الانفراج بين واشنطن وطهران باتت أبعد مما كانت عليه في الأشهر الماضية، وهذا ما يفسره التصعيد الأخير للرئيس بوش ضد إيران، فضلاً عن سياسة العقوبات والاستهداف من بوابة مجلس الأمن الدولي وصفقات السلاح إلي دول في المنطقة التي أعلنت واشنطن أنها مخصصةلتقويض محور التطرف ممثلاً بإيران وسوريا وحزب الله.. كل هذا يشير إلي أن المنطقة أمام مشروعين متعارضين كلياً ولا يمكن لها أن تستقر إلا بهزيمة أحدهما.

لا شك أن الديمقراطيات تصحح أخطاءها.. وقد رأينا كيف تم ذلك في عدة بلدان أوروبية من إسبانيا إلي إيطاليا وأخيراً بريطانيا.. في هذه الدول عالج الشعب الرافض للحرب منذ اللحظات الأولي لقيامها أخطاء القادة التي كان لها الدور الأكثر تأثيراً في تنحيتهم.

ولعلّ الديمقراطية الأمريكية هي الديمقراطية الأخيرة التي عليها أن تصحح أخطاءها، وقد بدأ ذلك فعلياً بنجاح الديمقراطيين الساحق في الانتخابات التشريعية.. وبحسب المعطيات الحالية فإن الأمر سيتكرر في الانتخابات الرئاسية أواخر العام المقبل.

لكن ماذا لو شهدنا مغامرة بوشية جديدة قبل موعد الانتخابات؟. لا شك بأن مصير الشرق الأوسط سيبقي مرهوناً بحماقات ومغامرات سيد البيت الأبيض ومعلقاً علي نجاحها أو فشلها حتي إشعار آخر.. ورغم أن الحماقات لا تنجح عادة والمغامرات غير مضمونة النتائج، إلا أن حجم الكارثة الجديدة التي يمكن أن تفرزها سيكون كافياً لتغطية هزيمة الولايات المتحدة في العراق وقطع الطريق علي الطموح النووي الإيراني.


كلمة أخيرة:

الرئيس الأمريكي هاري ترومان قرر استخدام القنبلة الذرية ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية عام 1945م لإجبارها علي الاستسلام وإنهاء الحرب بانتصار الولايات المتحدة. ولا أظن أن ترومان كان أكثر جنوناً من جورج دبليو بوش


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
كردستان العراق: عوامل النجاح
نزار آغري
الحياة بريطانيا
يذهب كثيرون من المراقبين إلى اعتبار كردستان العراق النموذج الذي ينبغي أن يحذو حذوه العراق كله إذا ما أراد الخروج من نفق القتل والدمار. وفي واقع الحال فإن إقليم كردستان، الذي يتمتع بنوع من الاستقلال الذاتي، ما برح يعيش حالاً من الأمان والانفتاح السياسي والنهوض الاقتصادي بعكس المناطق الأخرى من العراق حيث يعم الخوف والخراب.

ورغم أن المنطقة الكردية عانت طوال التاريخ الماضي من ويلات الحروب وحملات القتل التي كادت تصل حد الإبادة الجماعية، إلا أنها سرعان ما استجمعت قواها وسعت إلى الإمساك بزمام الأمور والسير نحو مستقبل أكثر أماناً ورخاء. وقد مرت الأحزاب الكردية بتجارب مخيفة من التناحر والاقتتال غير أنها تداركت الأمر وتوصلت إلى تفاهم مهد الأرضية لترسيخ السلم الأهلي ونهوض مجتمع هادئ ترتفع في جنباته أعمدة البناء والتطور.

وفي غضون السنوات القليلة المنصرمة من عمر الإدارة الكردية، نشأت مساحة واسعة للحرية السياسية ونمت البذور الأولى للمؤسسات المدنية.

وتنهض حكومة الإقليم بمهمة السير التدريجي نحو آفاق غير مسبوقة في التعددية السياسية وتوطيد المجتمع المدني.

ورغم وجود العثرات وبروز الأخطاء والتعثر والفشل في بعض الحالات والمواقع، فإن اللوحة العامة تتضمن سجلاً مقبولاً يضم باقة واسعة من الإنجازات. وتشير الأرقام التي يدونها المراقبون المعنيون بالتجربة الديموقراطية التي يخوضها الإقليم إلى صعود مضطرد في الاتجاه الصحيح.

كانت الحكومات العراقية السابقة، وخاصة حكومة البعث، خلفت وراءها تركة ثقيلة من الاحتقان والتخلف في المجتمع الكردي، شأنه في ذلك شأن باقي أنحاء العراق. وهذا الأمر استلزم، ولم يزل يستلزم، إعادة بناء شاملة في جميع الميادين. لكن التقدم لم يكن ممكناً لولا استعداد الناس لخوض الامتحان. وقد أمكن الوصول إلى هذه المرحلة استناداً إلى عوامل كثيرة تضافرت معاً وهيأت البنية الملائمة التي تكفل الاستقرار والنهوض.

منذ البدء قرر الساسة الكرد النزول من سماء الايديولوجيات الفضفاضة والشعارات الطنانة والانشغال بواقع الحال على أرض الواقع. وكان هناك سعي للابتعاد عن مقولات المقاومة والقتال والصمود وما شابه. أرادت الحكومة الكردية أن تنأى بنفسها عن المزاعم الكبيرة لتقوم بخطوات صغيرة وتدرجية على طريق تطوير كردستان وإحداث تغيير في مستوى العيش للناس الساكنين هناك.

خلع الساسة الكرد لباس المعركة وتركوا الجبال وهبطوا إلى المدن والقرى لإعادة دورة الحياة إلى مجاريها بعد أن كانت سنوات القمع عطلتها. لم يكن هاجسهم تحويل كردستان العراق إلى «منطقة محررة» للاستمرار في القتال حتى النهاية، كما كان لسان حالهم في ما مضى، بل وضعوا نصب أعينهم خلق منطقة عمرانية وتجارية وثقافية نامية تحقق الرفاه والأمان بدلاً من الكراهية والعنف والدمار. لم تصبح كردستان بؤرة ثورية بل غدت بؤرة للأمان والطمأنينة. انفتحت الأجواء أمام المعارضة والتنوع السياسي واحترام حقوق الأقليات وصون حرية الدين والمعتقد.

كانت ثمة إرادة لإحداث قطيعة، مادية وروحية ونفسية، مع الماضي. ولم تنشأ نوازع الانتقام والثأر من الذين كانوا داخل الدائرة الجهنمية التي أطبقت على كردستان بالأنفال وأنزلت فيها أسلحة الموت الفتاكة.

أشار رئيس الإقليم غير مرة إلى أن مفتاح الحل في مستقبل مزدهر للعراق يكمن في نشر ثقافة التسامح وعدم الحنين للماضي وجراحاته لأن ذلك يجعل الجميع أسرى لعذاباتهم السابقة ويعطل قدرتهم على التبشير بمستقبل أفضل للعراق. وهو يكرر الدعوة إلى التمسك بالخيار السلمي ونبذ منطق العنف في ما يتعلق بالشأن الداخلي العراقي الذي بات ضحية للعنف والإرهاب المنفلت من عقاله.

تم التمسك بالبراغماتية وليس الايديولوجيا بوصفها بوصلة للعمل. وفي فضاء مدني ينبذ العنف والقسوة فقد كان المجال مفتوحاً لبروز المؤسسات وتكريس قيمة الفرد والابتعاد عن العسكرتاريا والتجييش والسلوك الانقلابي.

وغدت الغاية المهمة هي بناء دولة المواطن وليس المخابرات، والعمل في المساحة التي تتيحها الدولة القائمة، بوصفها حيزاً مادياً ملموساً، بعيداً من اللفظية الشعبوية التي تردد غنائيات مجردة عن الأمة العابرة للحدود.

غدا الهاجس أن تصير كردستان مركزاً للتجارة والاستثمار والنمو الإقتصادي بحيث تعمل في الإقليم شركات كبيرة من مختلف جهات العالم بما في ذلك النروج وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا والإمارات ولبنان وتركيا.

وهناك تركيز على إعادة اعمار القرى وزيادة الانتاج الزراعي في الريف لتقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة، وتأمين عوائد مقبولة للفلاحين، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجابا على موازنة الاقليم من حيث توفير مبالغ كبيرة يمكن تخصيصها لدعم النشاطات الاستثمارية الصناعية والخدمية.

وهناك سعي إلى التغلب على الأمراض الاجتماعية التي ما زالت تقيم في المجتع الكردي وتؤثر سلباً على الأداء الاقتصادي، ن قبيل الذهنية التي تتمحور حول اعتماد المواطن على الحكومة في كل احتياجاته وعدم الجدية في البحث عن فرص العمل وعدم القبول بالفرص المتاحة او الأجور المعروضة، فضلاً عن انخفاض مشاركة المرأة في النشاطات الاقتصادية والاجتماعية. بطموحات مثل هذه وبسعي جدي وعمل حقيقي تحاول كردستان أن تسابق الزمن لتنهض وتنتقل من الخوف والحرمان إلى النهوض والرخاء. لعل الإقليم يصير نموذجاً للعراق الجديد.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
ما أشبه اليوم بالبارحة
د. حسين حافظ
الخليج الامارات
قبل غزو العراق كان الرأي العام البريطاني، كما الرسمي، منقسماً على نفسه ولم يحسم أمره بشكل نهائي حول المشاركة في الحرب على العراق، حينها صرح وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد بأن على بريطانيا أن تحسم أمرها إما برفض المشاركة أو القبول، معلناً أن الولايات المتحدة ذاهبة للحرب حتى إذا اقتضى الأمر وحدها.

حينها حاول توني بلير إقناع البعض من أعضاء مجلس العموم، كما حاول اقناع الرأي العام البريطاني، بأن الحرب على العراق ضرورة تقتضيها متطلبات الأمن الوطني، دافعاً مجلس العموم باتجاه الموافقة على الحرب من دون الأخذ في الاعتبار تلك التجارب الاستعمارية المريرة التي خرجت منها بريطانيا خاسرة وكسيحة ومنكسرة.

الغريب في الأمر، أن لبريطانيا تاريخاً استعمارياً خاصاً ومريراً في العراق، فالعراقيون أبناء العراضة المعروفة (الطوب أحسن لو مكواري)، انتفضوا في ثورة العشرين من الرميثة وحتى زاخو، حينها لم ينفع البريطانيين سوى ثلة من الإقطاعيين، الذين توسلوا برجال الدين وشيوخ القبائل لوقف القتال، شرط أن ترحل القوات البريطانية وتترك البلاد لحكم وطني يدار عراقياً بدستور دائم، وحينها أيضاً قبلت كل الشروط، لكن بريطانيا كعادتها تخلت في ما بعد عن معظمها.

تناسى بلير كذلك تلك الصفعة العراقية الموجعة بعد ثورة 14 تموز ،1958 حين أسقط الضباط الأحرار الحكم الملكي الذي ارتدّ عن قواعد ثورة العشرين وارتضى لنفسه أن يكون مطية لبريطانيا، ففك الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم ارتباط العملة العراقية بالجنيه الاسترلينيني، وحينها أوشكت الشركات البريطانية على الإفلاس وأعقب تلك الخطوة القانون الرقم 80 ذائع الصيت الذي حجّم مساحة تحرك الشركات النفطية الأجنبية في حقول العراق المتعددة بعد أن كانت الشركات البريطانية تسرح وتمرح في طول البلاد وعرضها، وأكملت تلك الصفعة بقانون التأميم لعام ،1972 الذي وضع نهاية بائسة لكل الأحلام البريطانية التي كانت تراود ساستهم في التطفل على مستقبل الشعوب وثروات أبنائها.

اليوم، أرادت بريطانيا أن تعاود تحقيق تلك الأحلام الغابرة، ولكن هذه المرة ب5500 جندي فقط، هي اليوم أحوج ما تكون الى تأمين انسحابهم وليس الى السيطرة على نفط الجنوب.

لقد تناسى البريطانيون مآثر أبناء الرميثة والرارنجية وزوبع، الذين ما زالوا يعلقون بنادق العشرين( الموزر وأم عبية الى جانب المكوار) في صالات استقبال ضيوفهم احتفاءً بأيام آبائهم وهم يتصدون للغزاة، فأنّى لبريطانيا أن تعيد عقارب الساعة الى الوراء بعدما حسمت أمرها في غزو العراق، وأنى لها أيضاً أن تحقق النزر اليسير من كل ما كانت تحلم به؟ رغم أن الكثير يعتقد أنها وراء فتنة مشروع قانون الاستثمار وقانون الهيئة العليا للنفط والغاز الجديد في العراق، فهي ضليعة في الفتن والجميع يعرف أنها كانت وراء فتنة اغتصاب فلسطين.

اليوم كذلك، ليس الخلاف الأمريكي البريطاني حول المشاركة في الحرب أم لا، فالجميع حسم أمره بالهروب من العراق، لكن الخلاف حول لماذا لا تتمهل القوات البريطانية الهروب من الجنوب، ليس لمحاولة بسط الأمن، بل على الأقل لتأمين خط انسحاب القوات الأمريكية عبر أراضي الجنوب العراقي؟

هذا يذكّر بحادث انسحاب الجنود البريطانيين الهاربين من ميسان الى البصرة أيام ثورة العشرين، حين تصدى لهم حواس الزبيدي وأبناء عمومته فأغرقوا سفينتهم في دجلة، ولم ينجُ من القوات البريطانية سوى نياشين الجنود الغرقى، التي يحتفظ بها أبناء وأحفاد حواس الى يومنا هذا. فما أشبه يوم الغزاة بأمسهم.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
العراق إلى أين؟

افتتاحية
البيان الامارات
مكتب محاسبة الحكومة الأميركية، وضع النقاط على الحروف، وهو يكشف عما يجري في العراق. فالتقرير الذي نشره يشير إلى ان العراق لم يبلغ إلا ثلاثة أهداف من 18 هدفاً أمنياً وسياسياً حددها له الكونغرس الأميركي على صعيد إحراز تقدم في المجالين العسكري والسياسي. وتضمن، كما كشفت صحيفة الواشنطن بوست، تقييماً سلبياً للجهود الأميركية من أجل إرساء الأمن في بغداد. ويقول ان الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي أطلقها الرئيس الأميركي جورج بوش في يناير الماضي وتم بموجبها تعزيز عدد القوات الأميركية في العراق، لم تعط نتائج ايجابية واضحة. كما ان العراقيل السياسية في العراق قضت على جهود إعادة الإعمار ولم تسمح بوضع القوانين اللازمة، ولم يتم التصويت على قوانين أساسية. وبالطبع، كما قال التقرير، لا يزال العنف مرتفعاً. فالاعتداءات على المدنيين مستمرة بالوتيرة نفسها، والقوى الأمنية العراقية لم تتقدم على صعيد اكتساب الكفاءات. هذا هو الواقع المرير الذي يعيشه العراق الجريح. ويبدو أن الوضع في المستقبل القريب سيظل غامضاً، بل ان الأميركيين ليس في جعبتهم ما سيزيح عن العراق كابوس الفوضى والانفلات الأمني والعنف الدامي المتواصل.
فوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أكد ان التقرير المرتقب الذي سيقدمه قائد القوات الأميركية في العراق ديفيد بترايوس والسفير الأميركي في بغداد ريان كروكر 11 سبتمبر الجاري، لا يقدم «حلولاً سحرية لأزمة العراق.. للمشكلات والتحديات للأزمة العراقية أو حتى إجابات فورية للمشكلات التي نمر بها». ان الاستراتيجية الجديدة لبوش في العراق، ستخضع لاختبار قاس هذا الشهر الذي وصفه الناطق باسم البيت الأبيض توني سنو بأنه شهر أو «موسم التقارير»، حيث سيناقش الكونغرس تقييماً للوضع في العراق من خلال تقرير بترايوس وكروكر. ومن المتوقع ان يرسم هذا التقرير السياسة المستقبلية للرئيس بوش في العراق. ان الدعوات داخل أروقة الكونغرس، تتصاعد مطالبة ببدء انسحاب القوات الأميركية من العراق، والرئيس جورج بوش كان على موعد أمس مع عدد من قادة الجيش الأميركي، بهدف تقييم الأوضاع المتدهورة في العراق منذ أكثر من أربع سنوات. وفي الوقت نفسه، العراق ينزف يومياً، ولا تجف حمامات الدم على أرضه في ظل أشكال من العنف جعلت كل أسرة عراقية لا تعرف الأمن والأمان على أبنائها، بل وصار خلاصها الوحيد هو النزوح إلى خارج الديار. مأساة العراق، قد تتفاقم إلى الأسوأ إذا لم تتخذ قرارات وإجراءات تراعي مصلحة هذا البلد العربي الكبير وتحافظ على وحدة أراضيه. والأمل مازال معقوداً في المقام الأول على ضرورة تحقيق مصالحة وطنية شاملة وجادة تزيح عن أرض الرافدين شبح الفتن الطائفية التي تهدد كيان العراق. لقد اتخذ التيار الصدري خطوة ايجابية بتجميد أنشطة ميليشيات جيش المهدي، وبالفعل اختفت تلك الميليشيات من شوارع مدينة الصدر. ويبقى أن تختفي باقي الميليشيات من مدن العراق بدافع الحفاظ على تماسك العراق وتحقيق مصالحة ووحدة وطنية متماسكة بين أبنائه. ما يؤلمنا أن نرى العراق غارقاً في فوضى أمنية، ولا تضمد جراحه. والمؤسف أن تلك الجراح لم تعد قاصرة على أوضاعه الأمنية، بل امتدت إلى أحواله الصحية. فمن المفجع أن ينتشر وباء الكوليرا في شمال البلاد ويحصد أرواح ثمانية أشخاص، وبالتأكيد يرجع ذلك إلى سوء المرافق العامة، وبالتحديد تلوث مياه الشرب وتدهور نظام الصرف الصحي. وكان تقرير أعدته جمعية اوكسفام البريطانية الخيرية بالاشتراك مع لجنة التنسيق العراقية غير الحكومية قد حذر من ان 70 في المئة من سكان العراق لا تتوفر لهم مياه شرب نظيفة، بينما لا تتوفر لعشرين في المئة منهم خدمات صرف صحي. هكذا ساءت الأوضاع في العراق، والعامل الأول لسوئها هو العجز عن تحقيق الأمن، الذي ان توافر لمضت مسيرة التعمير وإعادة البناء إلى الأمام.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
اخبرا عطل الصدر ميلشياته 1-2
عبد الرحمن الراشد
الشرق الاوسط بريطانيا
هل كان العراقيون بحاجة الى أحداث كربلاء الدامية التي قتل فيها العشرات من المدنيين وحرق العديد من الممتلكات الخاصة حتى تجبر الحكومة التنظيم الصدري على تجميد ميلشياته التي عاثت في العراق تخريبا على مدى ثلاث سنوات؟

هذه المواجهة الدامية حدثت في مثل الشهر الماضي أغسطس عام 2004 لكن في النجف، لا كربلاء. ومن اجل إيقاف ميلشيات الصدر عن فلتانها الامني وافق رئيس الوزراء الاسبق الدكتور إياد علاوي على قتال الصدريين في النجف، في نفس الوقت الذي ضرب فيه المتطرفين السنة في الفلوجة.

حينها استنكر عبد الهادي الدراجي متحدثا باسم السيد مقتدى الصدر زعيم التيار ورفض مطالب الحكومة العراقية التي اعلنها قاسم داود وزير الدولة. قال ان مطالب حكومة علاوي «بان يظهر سماحة الشيخ مقتدى بلحمه ودمه ويعلن انه ينزع اسلحة جيش المهدي، اتصور ان هذا ليس منطقا، ولا هو منطق التيار الصدري الذي يقارع الاحتلال». وكان وزير الدولة العراقي الموجود في النجف قال ان الصدر يجب ان يعلن «وعلى الملأ موافقته على نزع سلاحه». كان علاوي محقا حينها، واليوم محق خلفه نوري المالكي. واجه علاوي آنذاك سخطا من الجانبين اللذين اتهماه بخدمة المصالح الاميركية في حين انه كان يريد عراقا دولة بحكومة مركزية. ولا يمكن للمركز ان يرضى بوجود قوى مسلحة خارجة عليه، خاصة ان الدستور يسمح بمعارضة مدنية تستطيع التغيير من خلال البرلمان والانتخابات المحلية بحرية حقيقية ادت الى سقوط علاوي نفسه.

بكل أسف، استمرت المعركة على جبهتين غير متكافئتين، استمرت ملاحقة الجماعات المسلحة السنية، وكان ذلك قرارا سليما بسبب ما ارتكبته من جرائم ضد المدنيين، وتحديها المستمر للدولة، وتهديدها بقية السنة حتى لا يشاركوا في العملية السلمية. الجبهة الأخرى تجاه جماعة مقتدى الصدر وبقية الميلشيات الشيعية. نظر الى جيش المهدي على انه فريق مشاغب وجرت مداراته بالحسنى، والمواجهات المحدودة. وعلى مدى ثلاث سنوات مارست ميلشياته جرائم قبيحة ضد المدنيين السنة، وشنت عمليات «تطهير» طائفي ضدهم في مناطقهم، تسببت في طرد وهروب مئات الآلاف منهم، في وقت لم تفعل الحكومة الكثير لمنعهم، لأنهم في نظرها كانوا يلاحقون التكفيريين السنة، وهو هراء. ولم يردع جماعات الصدر إلا القوات الاميركية عندما رأت ان الأمور تخرج عن السيطرة، بنزوح مليوني انسان، وتحول الصدريين الى فرق إعدام تعمل لصالح الايرانيين. بعدها شن الاميركيون حملات اعتقلوا خلالها عددا من قادة التنظيم، واضطر زعيمهم للهرب الى ايران، وكان من المرجح ان يستهدف بالقتل من قبل الاميركيين الذين وجدوا ان الحكومة عاجزة عن مواجهته.

من المؤكد ان الايرانيين استأجروا شقا من جيش المهدي ليقوموا بأعمالهم الطائفية القذرة، وتخريب الوضع الامني في العراق ضد الاميركيين. وبسبب نجاحهم التخريبي عبر ميلشياتهم سنية وشيعية يعلن الايرانيون بلسان صريح انهم يمسكون بمفاتيح الامن في العراق وعلى الاميركيين ان يفاوضوهم عليه. لكن، كما نعرف تاريخيا، فان مثل هذه الجماعات تتحول الى عصابات تقاتل بعضها، وتخرج عن سيطرة اصحابها. يبدو ان هذا ما آلت اليه أخيرا.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
الدكتور كوشنر في بغداد

: د. محمد مخلوف
البيان الامارات
كانت زيارة برنار كوشنر، وزير الخارجية الفرنسي، إلى بغداد قبل عدة أيام هي الأولى من نوعها التي يقوم بها مسؤول فرنسي كبير إلى العراق منذ الحرب الأميركية-الانجليزية في ربيع عام 2003. وكان آخر وزير خارجية فرنسي قد زار العراق هو رولان دوما في عهد الرئيس الراحل فرانسوا ميتيران.


بالطبع من حق فرنسا، بل من واجبها، أن يكون لها سياسة عربية فهذا يساهم إلى حد كبير في تقوية موقعها على المسرح السياسي الدولي. وكان الجنرال شارل ديغول قد أكّد صراحة وتكرارا أهمية العالم العربي في الحسابات الإستراتيجية والدبلوماسية الفرنسية، بفعل التاريخ والجغرافيا. ووجد مثل ذلك التوجه صداه في سياسات رؤساء الجمهورية الخامسة بعده.


والرئيس نيكولا ساركوزي كان واضحا بدوره عندما قال في اجتماع لمجلس الوزراء قبل أيام: ينبغي أن تكون فرنسا متواجدة في العراق، ومتواجدة في مختلف بلدان العالم العربي وأن تمتلك مثل هذه السياسة الخارجية ذات الإشعاع الدولي.


وإذا كان الرئيس ساركوزي قد وضع مفهوم «القطيعة»عنوانا عاما لنهجه خلال فترته الرئاسية، فإن مثل هذه «قطيعة»تحتاج إلى نقاش طويل قبل الشروع بها على صعيد السياسة الخارجية. ذلك أن أية سياسة خارجية هي بحاجة قبل أي شيء للاستمرارية والثبات لاسيما إذا كانت قد أثبتت فاعليتها. فلا أحد يبدّل أحصنة السباق إذا كانت رابحة.


ومهما قيل اليوم عن فترة حكم «أسد العجوز»جاك شيراك، فإن سياسته الخارجية -ربما باستثناء السياسة الأوروبية- اتسمت بالانسجام والمصداقية. بل وأعطت لفرنسا مكانة خاصة بين الأمم عندما تزعمت «جبهة الرفض»حيال الحرب الأميركية ـ الانجليزية في العراق. وكان الفرنسيون بأغلبيتهم العظمى قد التفّوا حول ذلك الموقف «الشجاع» آنذاك.


وكان له أيضا نتائجه «الإيجابية» على صورة فرنسا واكتسابها مكانة كبيرة «استثنائية»لدى الشارع العربي عامة، بل ولدى أصحاب القرار ممن عبّروا، أو لم يعبروا، عن رأيهم. الملفت للانتباه هو أن الفرنسيين لا يزالون يعارضون بأغلبيتهم أيضا، حسب استطلاع للرأي نشرته «صحيفة يوم الأحد» -جورنال دو ديمانش- قبل أيام، تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة. 26 بالمائة فقط من الذين جرى استجوابهم أعلنوا عن تأييدهم لتمتين الأواصر الفرنسية- الأميركية.


لكن من الواضح للعيان أن الدبلوماسية الفرنسية استعادت الكثير من نشاطها و«حركتها» في عهد الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي وأثبتت حضورها في العديد من الملفات والتي لم يكن أقلّها الوصول إلى تبنّي «اتفاقية دستورية أوروبية مبسّطة» من قبل قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أثناء قمة بروكسل في نهاية شهر يونيو- الماضي، أو التوصل إلى الإفراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني بعد سنوات من السجن.


لا يمكن لأحد أن يعترض على دبلوماسية تريد أن تدافع عن مصالح بلادها. ولفرنسا مصالح في العراق وفي العالم العربي. كان ذلك مضمون ما علّق به أحد المسؤولين الكبار في وزارة الخارجية الفرنسية على زيارة الوزير الدكتور كوشنر لبغداد. ثم أضاف: «بقي تحديد الفترة المناسبة من أجل عمل ذلك» هنا بالتحديد يكمن «مربط الفرس» بالنسبة للزيارة، ذلك أنها تأتي مباشرة بعد لقاء الرئيسين الأميركي جورج دبليو بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي في أميركا حيث كان يقضي الأخير عطلته الصيفية.


هذا التوقيت جعل الزيارة تبدو للكثيرين وكأنها محاولة من أجل «نجدة» الرئيس بوش الذي «يحاصره» أكثر فأكثر فشل مغامرته العراقية. الأصوات في أميركا تتعالى وتتعاظم قوتها للمطالبة بالانسحاب. والحليف الانجليزي «المخلص» يحضّر خطط سحب قواته المتواجدة أساسا في جنوب العراق. وحكومة نوري المالكي «تهزل وتضمر» بعد أن غادرها 17 وزيرا والحديث يتكرر عن ضرورة استقالة من قبل الكثيرين. ومن المدهش أن يكون أحد هؤلاء هو وزير الخارجية نفسه أثناء مقابلة أجرتها معه مجلة «نيوزويك» بعد أسبوع من زيارته لبغداد ،مما أثار جدلا ولغطا وطلب اعتذارا رسميا عراقيا .


المهم لا يختلف اثنان على أهمية تأكيد الوزير الفرنسي في بغداد على ضرورة التصدي للعنف بمشاركة جميع القوى والفصائل. العنف الذي حصد حتى الآن حياة عشرات بل مئات الآلاف من الضحايا المدنيين و«الرافد» اليومي لهذه الحصيلة لا ينقطع بل ويزداد «غزارة» للأسف في سياق صدامات أهلية - قبلية- طائفية- مافيوزية مرعبة، وللأسف أيضا، دون نهاية قريبة تلوح في الأفق.


لقد أكّد الوزير الفرنسي في بغداد على «حضور أميركي لا بد منه» وعلى ضرورة تفعيل دور الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى حل دبلوماسي فـ «الحل العسكري مستحيل». ولم ينس أن يتحدث أيضا عن برنامج لاحق لإعادة تعمير العراق.


القول بالحضور الأميركي «الذي لا بد منه» في العراق لم يترافق هذه المرة مع الموقف الدبلوماسي الفرنسي منذ حرب ربيع 2003 والمتمثل في المطالبة بتحديد «جدول زمني» للانسحاب الأميركي، وغير الأميركي، خلال فترة قد تطول أو تقصر. المهم هو فتح أفق نهاية حالة «الاحتلال» مما قد يشكل شرطا مسبقا ضروريا لتحقيق الأمن. جدولة الانسحاب وليس مطالبة الحكومة - أي حكومة- بتحديد جدول زمني لتحقيق الأمن. فمثل هذا المنطق يمشي «على رأسه».


وتعزيز دور الأمم المتحدة كان دائما مطلبا فرنسيا مشروعا ويلقى تأييدا عالميا كبيرا قبل شن الحرب على العراق وبعدها. والإدارة الأميركية هي نفسها قد «همّشت» بل «تجاهلت» المنظمة الدولية ومجلس أمنها. فهل يمكن لفرنسا اليوم أن تضمن انصياع إدارة الرئيس بوش لما قد ينجم عن «الدور المعزز» للأمم المتحدة من قرارات؟


والعراق بلد غني ويمتلك أحد أكبر الثروات النفطية في العالم. ويكفي أن يجلو عنه جنود الاحتلال وجنود «الظلام» ويستتب فيه الأمن ويستعيد سيادته وحق التصرف بثرواته كي ينفّذ بسهولة ويسر برامج إعادة تعميره.


نعم لفرنسا مكانة خاصة في العالم العربي. ونعم ينبغي لدبلوماسيتها أن تنشط، وإنما على أساس منطق مستقل ورؤية شاملة للأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط ككل. فالحواجز الأمنية التي تمزّق بغداد، كما أشار الدكتور كوشنر «متألّما»، هي امتداد ونتيجة «مباشرة» لتلك المقامة في فلسطين. وكل موقف «متحيّز» مآله الشلل.


ولعلّ هذه هي اللحظة المناسبة لتقوم الدبلوماسية الفرنسية «النشيطة»، وربما انها الوحيدة القادرة اليوم على لعب مثل هذا الدور، بمحاولة بلورة رؤية، وربما صياغة مشروع يمكن أن يلقى تعبئة دولية حوله لمعالجة المشاكل الجوهرية في منطقة الشرق الأوسط انطلاقا من فلسطين والعراق ومرورا بلبنان ضمن منظور واحد.


مثل هذا التوجه ليس معاديا لأميركا بل إنه يمشي في نفس منحى نهج أميركي عبّر عنه وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر في تقريره الشهير قبل أشهر والذي يؤكد فيه أن بوابة الخروج من الحالة العراقية المتردية تتمثل في العمل على حل المشاكل الإقليمية كلها في إطار منظور شامل.


العلاقات الفرنسية-الأميركية تستعيد زخمها بعد وصول الرئيس نيكولا ساركوزي إلى رأس السلطة في فرنسا. وإذا كان «الامتحان العراقي» قد أظهر ذلك فإن «الامتحان الأكبر» قد يكون قادما على الطريق ويخص تحديدا الملف النووي الإيراني. وهذا حديث آخر.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
ادارة بوش علاوي والتدخل الإيراني

ديفيد اوغناتيوس
الشرق الاوسط بريطانيا
لمح اياد علاوي رئيس وزراء العراق المؤقت السابق في مقابلة تلفزيونية الاسبوع الماضي الى واحدة من اقل نقاط التحول في الحرب فهما: قرار الولايات المتحدة بعدم تحدي التدخل الايراني في انتخابات عام 2005 في العراق.

وقال علاوي في برنامج وولف بليتزر على شبكة سي ان ان «كان اعداؤنا في العراق مدعومين ماليا من اطراف اخرى. ولم نكن كذلك. لقد خضنا معركة الانتخابات بلا دعم على الاطلاق، في ما عدا العراقيين الذين يؤيدوننا».

ووراء تعليق علاوي قصة من المؤامرات والتردد من جانب الولايات المتحدة حول ما اذا كانت تشن برنامجا سريا لمواجهة التدخل السياسي الايراني ثم تنسحب ـ بسبب المعارضة من تحالف غير متوقع قيل انه يشمل نانسي بيلوسي، التي كانت آنذاك زعيمة الاقلية في مجلس النواب، وكوندوليزا رايس مستشارة شؤون الامن القومي آنذاك.

وتجسد الرواية، كما رواها عدد من المسؤولين الاميركيين السابقين، مزيج الغرور والسذاجة التي مثلت الكثير من الجهود العراقية. فابتداء من بوش تحمس المسؤولون الاميركيون لنشر الديمقراطية في العراق، بينما كانوا يقومون بتصرفات جعلت من المؤكد ان ايران وأنصارها سيصبحون القوة السياسية المسيطرة.

وحذرت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية في صيف وخريف 2004 من ان الايرانيين يضخون كميات من الاموال في العراق لتوجيه انتخابات 30 يناير 2005، نحو تحالف الاحزاب السياسية الشيعية المعروفة باسم تحالف العراق المتحد. وطبقا لواحد من التقديرات، فإن التمويل السري الايراني بلغ 11 مليون دولار اسبوعيا لوسائل الاعلام والعمليات السياسية نيابة عن السياسيين الذين سيصبحون ودودين تجاه ايران، تحت قيادة آية الله العظمى علي السيستاني. وذكرت وكالة الاستخبارات المركزية ان ما يقرب من خمسة الاف ايراني كانوا يعبرون الحدود اسبوعيا في الفترة التي سبقت الانتخابات يحملون اوراق هويات مزورة لتسجيل اسمائهم في قوائم الناخبين في المحافظات الجنوبية.

ولمواجهة هذه الموجة الايرانية، اقترحت وكالة الاستخبارات الاميركية برنامجا سياسيا تصل تكلفته الى 20 مليون دولار ولكن بلا حد اقصى. وتشمل النشاطات تمويل المرشحين العراقيين المعتدلين والاتصال بزعماء القبائل السنية وغيرهم في محاولة لمواجهة النفوذ الايراني. وجرى اعداد برنامج سري للتدخل في ربيع 2004 ووقعه الرئيس بوش. وكما يتطلب القانون، تم اطلاع كبار اعضاء مجلس النواب بمن فيهم بيلوسي.

ولكن بعد مرور اقل من اسبوع من التوقيع على البرنامج، تلقى مسؤولون في وكالة الاستخبارات المركزية ما يفيد بانه تم سحب البرنامج. وصدرت اوامر للمسؤولين في الوكالة في بغداد للالتقاء مع الشخصيات السياسية العراقية وطلب اعادة الاموال التي تم توزيعها. وقيل لضباط وكالة الاستخبارات المركزية، الذين ادهشهم ذلك القرار، ان رايس وافقت مع بيلوسي على ان الولايات المتحدة لا يمكنها الاحتفاء بالديمقراطية العراقية، وفي الوقت ذاته تحاول السيطرة عليه سرا.

ومن الناحية الاخلاقية، كان هذا موقفا مبدئيا. الا ان الواقع في العراق كان يعني ان بداية المناورات ووقفها سحب البساط من تحت اقدام المعتدلين والعلمانيين، الذين كان من الممكن سيطرتهم على قوى التطرف.

ويتذكر مسؤول اميركي سابق كان في العراق آنذاك «كان للايرانيين سيطرة شاملة على الارض. وشعر العراقيون بالدهشة. ولم يفهموا ما الذي تفعله الولايات المتحدة، وكان الامر يبدو وكأنها تقدم البلاد لإيران. وقلنا لواشنطن ان هذا حدث خطير، يصعب الخروج منه».

وأكد علاوي في حديث هاتفي يوم الثلاثاء من عمان، ان الولايات المتحدة ألغت برنامجها السياسي. وأوضح «كان الاتجاه المبدئي للولايات المتحدة هو دعم قوى الاعتدال، ماليا وإعلاميا. وقد توقف ذلك، بحجة ان الولايات المتحدة لا تريد التدخل». وذكر علاوي ان القرار الاميركي كان «مفهوما» ولكنه سلم الميدان لإيران والجهات التي تعمل لصالحها.

وقال علاوي انه يحاول تجميع الدعم لتحالف جديد من الاكراد والسنة والقوى العلمانية الشيعية كبديل للتحالف الشيعي الديني، الذي عين نوري المالكي رئيسا للوزراء. ويرى بعض المعلقين ان قرار علاوي الاخير باستخدام مؤسسة علاقات عامة في واشنطن هو دليل على دعم ادارة بوش له، ولكن يبدو ان العكس هو الصحيح. فإذا كان علاوي يحظى بدعم اميركي لما احتاج لمؤسسة علاقات عامة.

ويجب على المؤرخين تسجيل ان ادارة بوش التزمت بخطابها بخصوص العراق الجديد، الى درجة انها اوقفت برنامجا سريا يهدف الى مواجهة النفوذ الايراني. واليوم فإن الادارة تقول انها تريد مواجهة التدخل الايراني في العراق، ولكن يبدو ان الامر اصبح متأخرا.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
الضيعة الأميركية والضياع العراقي
:د.رنا خالد
البيان الامارات
يبدو أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد استاء كثيرا من تصريحات الولايات المتحدة حول فشل حكومة المالكي في إدارة العراق وان الوقت قد حان لحل هذه الحكومة. استياء المالكي كان تحديدا على اثر تصريحات الرئيس بوش الذي وصف حكومة المالكي بأنها حكومة ضعيفة وغير قادرة على تحمل المسؤولية.


كما وتناوبت مجموعة من الشخصيات السياسية الأميركية على انتقاد حكومة المالكي حيث كان كل من رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الديمقراطي كارل ليفن وهيلاري كلينتون -التي تتنافس على مقعد الترشيح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية- قد دعوا إلى تنحية المالكي، ودعت هيلاري إلى أن يحكم العراق شخصية «تتسبب في قدر أقل من الانقسامات».


بالمقابل رد المالكي على هذه الاتهامات بالقول «إن مسؤولي الكونغرس مثل هيلاري وليفن يتحدثون عن العراق وكأن العراق ضيعة من الضيعات التابعة لهم»، ودعاهم إلى التحلي باللياقة، «لأن العراق دولة تستحق الاحترام»، وذكرهم بأن المصالحة «ليست دعوة إلى العشاء»، لكنها مسيرة تستغرق وقتا طويلا، حسب قوله.


ولكن يبدو أن المالكي لم يعد يتلقى الضربات من الولايات المتحدة بل كذلك من حلفاء الولايات المتحدة. حيث دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر إلى ضرورة العمل على استبدال المالكي وقال كوشنر لصحيفة نيوزويك الأميركية قبل يومين بعد زيارة بغداد إن «الحكومة العراقية لا تعمل»، وإنه أبلغ نظيرته الأميركية بضرورة تغيير المالكي، وامتدح نائبه عادل عبد المهدي كخليفة محتمل.


وقال المالكي في مؤتمر صحافي في المنطقة الخضراء مخاطبا كوشنر «كنا فرحين بالموقف الفرنسي الجديد وإذا بوزير الخارجية يدلي بتصريحات لا يمكن أن تصنف بأي موقع من مواقع اللياقة الدبلوماسية»، واتهم فرنسا بأنها دعمت في الماضي نظام صدام حسين، وتدعم حاليا الموالين له.


وفي كل الأحوال يبدو أن نوري المالكي قد أدرك أخيرا أن الولايات المتحدة تعامل العراق كضيعة أميركية تتحكم في سياسته وساسته، وفي ثرواته، وفي أهله، فتهجر قسما وتبقي أخر تعتقل من تشاء وتطلق اليد عن من تشاء. المالكي لم يتهم الولايات المتحدة أو فرنسا أو كل الشركاء الآخرين بل انه وصف حالا قائما كان هو وأمثاله من السياسيين العراقيين (المتعددي الجنسية) المولين وجوههم قبل المشرق والمغرب عاملا أساسيا في ترسيخه وترسيخ وجود الولايات المتحدة حلفائها.


المالكي في رده على تصريحات كوشنر فقد لباقته وفقد مصداقيته حيث إن الوزير الفرنسي قدم عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية كمرشح بديل عن المالكي فما كان بالأخير إلا أن انتفض وغضب من فرنسا وراح يعيرها بأنها كانت حليفا لنظام الرئيس صدام حسين في حين أن البديل الذي قدمته فرنسا هو شخصية من نفس الكتلة التي يمثلها المالكي.


ألا وهي كتلة الائتلاف الموحد بل ان عادل عبد المهدي هو الشخص الرابع في التحالف الحكومي المشكل أخيرا والذي يمثل فيه المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وهي إحدى الأطراف الصلبة في الائتلاف العراقي وعليه كان أجدى بالمالكي أن يستخدم هو اللياقة التي طلب بها وان يظهر على الأقل بصورة رجل السياسة الحيادي أمام التصريحات الفرنسية أن لم يكن من اجل حزبه وكتلته فعلى الأقل من اجل حفظ ما تبقى من سمعته كرئيس وزراء يدعي انه يسعى من اجل إحلال ما يسمى بالمصالحة الوطنية فكيف سيدير دفة المصالحة إذا كان تمسكه بالحكم يفوق كل الاعتبارات حتى التماسك والتلاحم داخل كتلته.


من جانب آخر كلمات المالكي ولهجته الحادة التي يوجهها إلى البيت الأبيض قد جعلتنا نتذكر أيام الود والوئام بين المالكي وبوش وبينه وبين رايس عندما وصف بوش المالكي بأنه رجل العراق بينما عجز لسان المالكي عن وصف الدور الأميركي في تخليص العراق من النظام السابق وكذا مصافحات رايس ـ المالكي الحميمة وأفكارهما المتبادلة وكيف أن المالكي وحكومته هما عنصر النجاح في الخطة الأمنية أو خطة امن بغداد.


إلى أن جاء اليوم الذي لم يعد هناك خطة أمنية تستطيع ان تسيطر على دوامة العنف في العراق بل ولم تعد هناك سوى أطلال حكومة عراقية بعد أن انسحبت الكتل الكبرى من الحكومة وكان آخرها انسحاب كتلة القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي فأصبح بوش حريصا على وحدة الشعب العراقي وقلقا من حكومة غير قادرة على تحقيق المصالحة وعليه فانه يترك مصير الحكومة العراقية بيد الشعب العراقي كما صرح في خطابه الأخير.


إذن يبدو أن أيام الود لم تعد موجودة بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة أو على الأقل هذا ما تريد إدارة بوش أن ترسله إلى العالم خاصة قبل تقرير بترايوس الذي يعتقد انه سيطالب على الأقل بإعادة النظر بالحكومة العراقية التي لم تستطع أن تقدم شيئا مقبولا لا على الصعيد السياسي ولا على الصعيد الأمني.


وعليه فإن إدارة بوش تجتهد لتقدم إشارة إلى المعارضين من حزب العمال في الكونغرس والى الحلفاء الآخرين بأنها سحبت الدعم والغطاء عن الحكومة العراقية وان هذه الحكومة باتت تتصرف من تلقاء نفسها بل وربما تتحمل السبب المباشر لفشل الخطة الأمنية على اعتبار أنها لم تعد تستجيب لنصائح وتوجيهات الحكومة الأميركية.


وهنا ربما يطرح تساؤلاً منطقياً مفاده من أين جاءت شجاعة المالكي وقدرته على الرد على تصريحات السياسيين الأميركان أو غيرهم علما أن مثل هذه التصريحات والأفكار هي أداء يومي لم تكف يوما جهة سياسية أميركية او حليفة للولايات المتحدة من ممارسته.


هل حطت الشجاعة والاستقلالية فجأة على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أم أنها كانت موجودة دوما وكان الرجل يتحين الفرصة المناسبة لإخراج تلك الجراءة والصراحة في الخطاب مع الولايات المتحدة وجميع حلفائها؟ أم انه قد استبدل الضيعة برعاية الولايات المتحدة برعاية من قبل حليف آخر مساوم وقادر على الوقوف بوجه الولايات المتحدة وحماية رجال حلفاء لهم كما هو الحال مع آخرين حلفاء أو عملاء للولايات المتحدة؟


أم أن تلك التصريحات المتبادلة هي جزء من دور مرسوم سلفا كي تظهر فيه حكومة المالكي أو ما تبقى من أشلائها بمظهر المستقل القادر على الرد متى تشاء؟ من جانب آخر لماذا يعبر بوش من حين لآخر عن استيائه من حكومة المالكي ثم ما يلبث الا ان يتراجع عن هذا الاستياء، هل ان ذلك التصرف هو امر طبيعي من الرئيس بوش المعروف بتسرعه، أم انه جزء من لعبة أميركية القصد منها تشجيع المالكي على الرد بغضب على تلك التصريحات بغية إيقاعه في دوامة من المغالطات التي تفاقم من تردي موقفه السياسي؟.


وعلى كل الأحوال تبقى الاحتمالات قائمة ويبقى البت فيها ملك للأيام والأحداث ولكن الحقيقة ستبقى مخفية لفترة أطول لان جميع الأطراف صارت تؤدي دورها بغموض لا يعرف ان كان مقصودا أم انه انعكاس لضياع وتخبط بات مزمنا تعاني منه جميع الأطراف التي تتصارع لتتحكم بالضيعة الأميركية على حد وصف المالكي.


وبالتالي فإذا كانت الولايات المتحدة متهمة بتحويل العراق إلى ضيعة فان السياسيين العراقيين هم أول المتهمين بضياع العراق وهم أول من دنس هيبة العراق واستقلاله وأول من أطاح باحترام العراق عبر تقديم مختلف صور العمالة والمصلحية والتدنيس لكل مقدسات العراق ومنجزاته وتاريخه وعنفوانه الذي سقي بدماء رجال اخلصوا للعراق بكل جوارحهم بدماء كل هذا الشعب الذي شرده ساسة جاءوا محمولين على ظهور الدبابات الأميركية وما تركوها إلى اليوم وإن تركوها فإنهم يتأهبون للاحتماء بدبابات آخرين.. وآخرين.

ليست هناك تعليقات: