Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 3 مارس 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الجمعة 29-02-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
الانتخابات الأمريكية من وجهة نظر فرنسية
أدريان جولم
لوفيغارو» الفرنسية
أصبح للجمهوريين مرشحهم، لكن يبقى على التيارات المختلفة داخل الحزب، أن تتفق على برنامجه، أما الديمقراطيون فهم متفقون على برنامج، غير أن اختيار المرشح، لا يزال حتى الآن، بمثابة مباراة بالتعادل السلبي، بين هيلاري كلينتون، وباراك أوباما. إن الحملة الانتخابية الأمريكية تتخطى جميع التوقعات والتكهنات، والنتيجة، حتى الآن، كانت اختيار مرشح مفاجئ في معسكر وعدم اختيار المرشح المرجح، في المعسكر الآخر. وفي المعسكر الديمقراطي لا يستطيع أحد المتنافسين إيجاد اختلافات جذرية مع خصمه، وأوباما وكلينتون، يريدان بعث الأمل في نفوس طبقة وسطى تعاني من الركود الاقتصادي الأليم، وفي السياسة الخارجية، لا يختلف الاثنان إلا بشأن من كان البادئ منهما، في معارضة الحرب في العراق، لكنهما يريدان التخلص من المأزق، مع الاحتفاظ بموقف حازم تجاه إيران، والتهديدات الأخرى. لكن الناخبين مازالوا يترددون، فالسناتورة هيلاري تجمع حولها الشرائح الأقل تعليماً، والنساء والعمال والناخبين من أصول لاتينية، وقاعدة الحزب الديمقراطي أما أوباما فقد حقق استقطابا قوياً بين صفوف الشباب والسود والناخبين المتخرجين من الجامعات، وهكذا، فإن هيلاري هي خيار المنطق، وأوباما، هو خيار الجاذبية، لكن نظام الاختيار الديمقراطي، القائم على النسبية في غالبية الولايات، على صعيد المندوبين، لا يساعد على البت في نتيجة السباق. وإذا لم ينسحب أحد المرشحين الاثنين، فإن السباق قد يتواصل حتى انعقاد المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، الصيف القادم، الأمر الذي يستهلك الموارد المالية لكلا المرشحين، ويؤخر عملية تنظيم الماكينة الانتخابية للحزب. وفي المعسكر الجمهوري، فإن نظام «الرابح يحصل على كل الأصوات» المعمول به في الانتخابات التمهيدية، قد سمح باختيار مرشح، المرشح الذي لم يكن يتوقعه أحد. فبعد الفشل الذريع الذي مني به عمدة نيويورك السابق، «رودي جولياني» الذي كانت جميع التوقعات ترجح فوزه، ثم انسحاب المليونير «ميت رومني» برز اسم السناتور «جون ماكين» على أنه المرشح الوحيد الممكن، غير أن سناتور اريزونا هذا ليس سوى مجرد جمهوري كلاسيكي. وعلى هذا الفائز بسبب النقص في التنافس، أن يجمع التيارات المتناقضة داخل حزبه، من المحافظين الجدد، إلى المحافظين المتدينين، إلى الناشطين في مجال مكافحة الإجهاض، والزواج المثلي. إن الجمهوريين يتمتعون بأفضلية البدء في الحملة الرئاسية قبل الديموقراطيين، وهذا التأجيل يعطيهم الوقت اللازم لكي يستجمعوا قواهم، فإذا نجحوا في تجاوز اختلافاتهم، سيتمكنون ربما من تحقيق شبه المستحيل، أي الاحتفاظ بالبيت الأبيض، بعد الولايتين الاثنتين للرئيس بوش. أما الديموقراطيون، فيحظون بالرغبة العميقة للتغيير في المجتمع الأمريكي، غير أن الخصومة الشديدة بين مرشحين قويين يمكن أن تجعلهم يخسرون هذه الفرصة السانحة، وأن يجدوا أنفسهم مجدداً، في المعارضة للسنوات الأربع القادمة، أو حتى أكثر منها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
رحمة بالعراق
جعفر محمد أحمد
الخليج الامارات
رغم أن الاجتياح التركي لشمال العراق لم يكن مفاجئاً، بل كان متوقعاً بعد أن لوحت به أنقرة أكثر من مرة، إلا أن المفاجأة أنه تم بتنسيق وعلم من الحكومة العراقية والبيت الأبيض، وقيل في حينه إنه “محدود ومؤقت” هدفه ضرب مسلحي حزب العمال الكردستاني، حيث توقع الجميع انتهاء العملية العسكرية للجيش التركي سريعاً وهو ما لم يحدث، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات داخل العراق وخارجه.
إن إعلان تركيا رفض تحديد جدول زمني لسحب قواتها من شمال العراق حتى القضاء على مسلحي حزب العمال الكردستاني، هو انتهاك جديد لسيادة العراق وحرمة أراضيه، يضاف الى ما يعانيه من الاحتلال الأمريكي الذي شارف على دخول عامه الخامس، الأمر الذي استدركته حكومة نوري المالكي أخيراً مطالبة تركيا بضرورة احترام سيادة الأراضي العراقية.
إدانة الحكومة العراقية المتأخرة لاجتياح الجيش التركي اقليم كردستان العراق، يكشف ضعفها وعدم الحرص على سلامة أرضيها وكذلك تبعيتها العمياء للاحتلال الأمريكي الذي جر على العراق والمنطقة بأكملها مصائب كبرى، وما سببته من جرائم دمرت إنسان العراق وأرضه، حيث الملايين يعانون الجوع وسوء التغذية، ومثلهم مشردون في دول الجوار، ناهيك عن الذين سقطوا قتلى وجرحى منذ الغذو، والآن ها هو الشمال العراقي ينتهك براً وجواً بعلم ومباركة من حكومة بغداد والاحتلال الأمريكي.
ما يحدث حالياً من عمليات عسكرية وقصف تركي في شمال العراق، لا يستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني وحدهم، وكان الأحرى بالعراقيين الذين لم يعوا درس الاحتلال الأمريكي، ألا يسمحوا بتكرار التجربة المريرة مرة أخرى حتى وإن كانت محددة وفي جزء معين، وكذلك ألا يسمحوا بتحويل أرضهم الى منصة تشكل خطراً على الدول المجاورة.
العراق المدمى في غنى عما يحصل في شماله، وعلى واشنطن، باعتبار أنها المسؤولة عن كل ما حل بالعراق جراء غزوها، أن تحمل مسؤوليتها كدولة محتلة وأن تحترم المعاهدات الدولية الخاصة بالحدود وأن تعمل على حل الأزمة بالطرق السلمية عبر الحوار، إذ إن طبيعة المشكلة سياسية، وفي حاجة الى أسلوب ومنهج آخر غير الحل العسكري رحمة بالعراق ولتجنيبه مآسي جديدة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
الجوع بديل خفض حصص الغذاء في العراق
جينا شون
وول ستريت جورنال
تخطط الحكومة العراقية هذا الصيف لتقليص الدعم لنظام الحصص الغذائية، وهو التحرك الذي تحذر وكالات المعونة من أنه قد يزيد معدلات سوء التغذية. وأن نظام الحصص الغذائية الذي وضعه صدام حسين أثناء العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على العراق خلال حرب الخليج 1990-1991، قد حظي بثناء المجتمع الدولي باعتباره أداة فعالة لمحاربة الجوع في العراق. وبموجب هذا النظام كان يتم توزيع سلع مثل الصابون والسكر والشاي والأرز على المواطنين على أساس شهري، لكن منذ غزو العراق بزعامة أميركيا في عام 2003 وهذا النظام يشهد أعباء متزايدة، وتسبب الفساد علاوة على الأوضاع الأمنية المتردية في منع تسليم الحصص الغذائية عبر البلاد.
كذلك كانت الزيادة التي شهدتها أخيراً أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم، وهو ما يشكل عبئاً خاصاً على بلدان، مثل العراق، تعتمد بشدة على الوردات الغذائية، من العوامل الأساسية في قرار وقف العمل بنظام الحصص.
وتلفت شون إلى أن هناك بلداناً أخرى، وخصوصاً مصر التي تعتبر أكبر مستورد للقمح في العالم، تعاني الارتفاع في تكلفة برامج دعم بعض المواد الغذائية الأساسية. ووسط ارتفاع الأسعار، تقول الحكومة العراقية انها تريد الابتعاد عن العمل بنظام الدعم الغذائي الباهظ التكلفة والتحول إلى آليات السوق، وهي الغاية التي امتدحها البنك الدولي.
وقد قامت الحكومة العراقية بالفعل بتقليص البرنامج منذ أشهر، حيث اقتصرت الحصص الغذائية على الدقيق والسكر والأرز والزيت. لكن وكالات المعونة تصر على أن تقليص الدعم سيضر حتماً بالعراقيين الذين يواجه أغلبهم بالفعل أزمة إنسانية، خصوصاً في ضوء تصريحات الأمم المتحدة بأن طفلا من كل أربعة أطفال عراقيين تحت سن الخامسة يعاني سوء تغذية مزمناً، وأربعة ملايين عراقي على الأقل بحاجة إلى المساعدة الغذائية. وهذا الشهر استجدت الأمم المتحدة معونة طارئة بقيمة 265 مليون دولار لتوفير الغذاء والماء وشتى أنواع المساعدة للعراقيين هذا العام.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
Best Defence نبوءة هوليوود حول غزو الكويت
داود البصري
السياسة الكويتية
مع الذكرى السابعة عشرة لتحرير دولة الكويت من الغزو العراقي الصدامي تتحرك خلايا الذاكرة لتحاول تجميع صورة الكثير من المشاهد والشواهد التاريخية الممزقة في زحام الأحداث ? أو التائهة في خضم ملفات وترتيبات سرية لم يقدر لها أن تظهر للنور وضاعت حقائقها المريعة بين ركام الحروب وحطامها وأجواء الأزمات العاصفة التي هبت على العالم العربي بعواصفها الصحراوية والجبلية منذ بداية حقبة الثمانينيات وحتى المرحلة الراهنة التي تعيش المنطقة خلالها على فوهة بركان متفجر من الصراعات الإثنية والمذهبية وصراع الإرادات الإقليمية والدولية , وعملية غزو دولة الكويت من قبل النظام العراقي البائد السابق لم تكن مجرد حلم ليلة صيف توقدت فكرتها فجأة في أذهان القائد الذي كان لينفذها على حين غرة , بل كانت إحدى أهم القضايا السرية والستراتيجية ضمن باقة كاملة من الملفات السرية والتفاهمات الإقليمية السابقة التي ظلت حبيسة الوثائق السرية أو الصدور الغامضة وهي قصة سنكتب عنها خلال الأيام القادمة من خلال روايات بعض رجال الظل الذين عايشوا تلك المرحلة وساهموا في صناعتها ثم رحلوا بصمت مسدلين الستائر الثقيلة على الموضوع وفي ظل قصف كثيف ومركز من شعارات الحرب الدولية على الإرهاب التي خلطت الأمور وضيعت الكثير من الحقائق التي لا يراد لأوراقها أن تظهر للعلن في الوقت الحاضر .
تصوروا أن كتاب السيناريو في هوليوود قد تنبأوا ومنذ وقت مبكر بغزو عسكري عراقي واسع لدولة الكويت الذي سيلتهمها في ساعات ثم يتدخل الجيش الاميركي لطرد جيش الغزو العراقي وإعادة الأمور لنصابها..? نعم هذه هي بالضبط قصة وسيناريو فيلم أمريكي شهير لم يكتب عنه الكثير ولكنه عرض في نهاية يوليو 1984 وهو من بطولة الممثل الاميركي الأسود المعروف إيدي مورفي والفيلم بعنوان Best Defence
وقصته كما أسلفنا تدور حول غزو عراقي للكويت يتدخل الجيش الاميركي بعده ليطرد ذلك الجيش, فتصوروا أن الظروف التاريخية التي تم فيها إنتاج وعرض ذلك الفيلم كانت لا تعطي أي إنطباع حول مصداقية ذلك السيناريو الغريب في وقته , فالحرب كانت على أشدها بين النظام العراقي وإيران والعلاقات العراقية الخليجية ومن ضمنها الكويت كانت في أعلى مراحلها التوافقية , وكانت كل المؤشرات المتوفرة للعلن حينذاك توفر إنطباعات مغايرة عن السيناريو المستقبلي الذي بشر به ذلك الفيلم ? فهل كان الأمر مجرد مصادفة وخيال واسع من كاتب السيناريو ومغامرة من المنتج ? أم أنه رسالة واضحة مغلفة بسيناريوهات سرية كانت ترسم لدول المنطقة تسرب بعض منها لهوليوود التي هي في النهاية واحدة من أهم مؤسسات الدعاية الاميركية وأخطر الصناعات الإعلامية ? لم يكن الموضوع مصادفة أبدا بل أستطيع التأكيد بأن الفيلم قد جاء مبشرا لأحداث وخطط وسيناريوهات سياسية وستراتيجية صيغت منذ أواسط العام 1980 وبموجب توافقات ضمنية بين الإدارة الأميركية والنظام العراقي السابق الذي كان ينفذ مخططا دوليا طموحا واسع النطاق لبلقنة المنطقة وتخريبها من الداخل ضمن إطار محاولات صياغة منظومة إقليمية جديدة بعد الإنهيار الدرامي لنظام الشاه الإيراني وحالة الفراغ التي دخلتها المنطقة, الفيلم بالضبط كان يتكلم من خلفية سياسية سرية سننشر عنها خلال الأيام المقبلة وهي تلك المتعلقة بما يسمى (تفاهم مدريد ) بين الإدارة الاميركية ونظام صدام حسين في أواخر يوليو1980, وهو التفاهم السري الذي قدر له فيما بعد أن يغير تاريخ الشرق الأوسط, فانتظرونا خلال الأيام المقبلة لمعرفة المزيد.
أما سينما هوليوود فخلفها كما نعلم توجهات ومغاليق وأسرار ولا وجود للصدفة أبدا في مثل تلك المواضيع.
ففي النهاية تظل شعوبنا كالزوج المخدوع تماما, آخر من يعلم, وتلك هي الكارثة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
العراق والأمن الغائب
نزيه القسوس
الدستور الاردنية
رؤية :
بالرغم من الخطط الأميركية والعراقية التي تنفذها القوات المحتلة في العراق إلا أن الأمن ما زال غائبا وما زال المقاومون والمسلحون العراقيون يخترقون كل الترتيبات الأمنية ويقومون كل يوم باختراق المدن والمواقع العسكرية ويفجرون السيارات والطرقات والمراكز الأمنية والحافلات ويقتلون العسكريين الأميركيين والعراقيين والمواطنين الأبرياء وها هي عملياتهم تتركز الآن في منطقة الموصل حيث ازدادت هذه العمليات في الآونة الأخيرة إزديادا ملحوظا بالرغم من الإعلانات العراقية الرسمية بأن هناك خطة للقضاء على المسلحين في منطقة الموصل.
من جانب آخر ما زالت القوات التركية تتوغل في شمال العراق لملاحقة مسلحي حزب العمال الكردستاني وتقصف القرى وتخرب الجسور والبنية التحتية في هذه المناطق وترفض الإحتجاجات الرسمية العراقية وطلب الحكومة العراقية بالإنسحاب فورا إلى داخل الحدود التركية وكل ذلك يجري بمباركة أمريكية وبضوء أخضر من إدارة الرئيس بوش .
العراق هذا البلد العربي المستقل والعضو المؤسس في هيئة الأمم المتحدة والعضو المؤسس في جامعة الدول العربية أصبح اليوم محتلا ويعاني مواطنوه من غياب الأمن والاستقرار وعدد كبير من أهله أصبحوا لاجئين إما خارج العراق أو داخله ويعانون من الفقر الشديد وكل ذلك يجري تحت سمع العالم وبصره .
إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تصدر بين فترة وأخرى تقارير عن حقوق الإنسان في بعض دول العالم وتتهم بعض هذه الدول بإنتهاك هذه الحقوق لكن هذه الإدارة لا تتحدث أبدا عن إنتهاك حقوق الإنسان في العراق وعن عمليات التعذيب التي يقوم بها جنودها هناك وعن صور المعتقلين في السجون العراقية التي نشرتها بعض الصحف الأميركية والتي تظهر عمليات التعذيب غير الإنسانية في هذه السجون .
الوضع الأمني في العراق لا يمكن أن يتحسن أبدا ما دامت قوات الإحتلال هناك فالشعب العراقي لا يقبل الإحتلال وسيقاومه بكل شراسة مهما كانت التضحيات وهذا من حقه كما أنه من حق أي شعب تحتل بلاده.
لقد حشدت الإدارة الأميركية عشرات الآلاف من الجنود للسيطرة على الوضع الأمني في العراق ووضعت عدة خطط أمنية لكن كل ذلك لم يوفر الأمن لهذه القوات ولن يوفره لأن العراقيين يرفضون الإحتلال رفضا قاطعا ولا يقبلون أن يكون بلدهم محتلا مهما كانت الأسباب ومهما كانت النتائج .
لقد سقطت كل الحجج التي تشبثت بها الادارة الأميركية قبل إحتلالها للعراق فلم يثبت حتى الآن أن العراق يملك أسلحة الدمار الشامل لكن إدارة الرئيس بوش كانت مصرة على إحتلال العراق والسبب معروف للقاصي والداني فالعراق يملك ثاني أكبر إحتياطي للنفط في العالم والعراق يملك معادن وخيرات أخرى ليس لها حدود والعراق كان مصدر التهديد الأول لإسرائيل .
على كل حال مهما حشدت أمريكا من قوات ومن معدات حربية حديثة فالشعب العراقي لن يستكين للإحتلال وستدفع أمريكا ثمنا باهظا لإحتلالها من دم أبنائها ومن الأموال التي تخسرها هناك كل يوم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
الشيخ جوهر الهركي :البارزاني والطالباني هما اللذان بدآ معركة الأنفال
شاكر الجوهري
دنيا الوطن-غزة
ينتصب علم عراق صدام حسين بمكتبه في قلب العاصمة السورية دمشق، وهو يصر على احترام هذا العلم، ويعترض بشدة على قادة أكراد يرفضون رفعه في اقليم كردستان.
يقول الشيخ جوهر الهركي، وهو الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الكردستاني، موجها كلامه لزعيمي الحزبين الكرديين الرئيسين ترفضون رفع العلم العراقي بحجة أن اكرادا قتلوا تحت رايته وأنتم تقاتلتم معا تحت راية ذات العلم، وركب مقاتلو مسعود البارزاني الدبابات العراقية سنة 1996 حيث قاتلوا وقتلوا اخوتهم في الإتحاد الديمقراطي الكردستاني تحت ذات العلم..!
ويضيف قائلا لهم إذا كان صدام حسين ضرب حلبجة فلم فاوضتموه لأربعة أشهر سنة 1991 وكنتم "تبوسون ايده"..؟! ويؤكد أن الجيش العراقي لم ضرب حلبجة بالسلاح الكيماوي، مستشهدا بتقارير مجلس الأمن الدولي في حينه، التي أكدت عدم امتلاك العراق للسلاح الذي استخدم في حلبجة.
أما معركة الأنفال، فيؤكد الهركي أن الحزبين الكرديين الرئيسين هما اللذان بدآ تلك المعركة ضد الجيش العراقي، لصالح الجيش الإيراني في الشريط الحدودي الذي كانت المخابرات الإيرانية وطلائع الجيش الإيراني متغلغلة فيه.
ويتابع شيخ عشيرة الهركي التي تعد قربة النصف مليون كردي يتوزعون في العراق وإيران وتركيا إن صدام حسين هو أول من اعطى الأكراد حقوقهم، لكن الأحزاب الكردية حالت دون اكمال تطبيق الحكم الذاتي سنة 1975، ويقول إن الحكومة الكردية تسرق الآن رواتب موظفيها وجنود البيشمركة التي تحول من الحكومة المركزية في بغداد.
ويشير الهركي إلى أنه كان عضوا في المجلس الوطني العراقي عشية الإحتلال، ويعلن نحن نمثل الشرعية في العراق لا الإحتلال وعملائه. ويجاهر في أنه يؤيد المقاومة العراقية ضد الإحتلال ويقول لنا علاقات طيبة ووثيقة مع الجناح السياسي لكل فصيل مقاوم..مشيرا إلى أن مليون مواطن عراقي قتلوا في ظل الحكومة العراقية الحالية والإحتلال الأميركي، قائلا إن كان صدام حسين ديكتاتورا، فإن العراق يحكمه الآن مئتي ديكتاتور..!
هنا نص الحوار:
• لم أنت مقيم في سوريا..؟
ـ جئت إلى سوريا منذ عام 2006، بعد احتلال العراق بثلاث سنوات، حيث أسست حزب الحرية والعدالة الكردستاني، وهو حزب يقف مع وحدة العراق، وضمان حقوق الشعب الكردي عن طريق الإخوة العراقيين، وليس عن طريق الإعتماد على المحتل الأميركي، الذي هو دائما يأتي لتفرقة الشعوب، لا لخدمتها. ونحن لسنا في حاجة لخلق عداوات مع الشعب العراقي. نحن وإياهم تاريخنا مشترك، وديننا مشترك، وجغرافيتنا مشتركة، وعاداتنا متشابهة، ونحن لسنا بحاجة للمحتل الذي يسعى لتحقيق اهداف معينة تخصه وحده، وتتمثل في اضعاف العراق.
العراق بالنسبة لنا شيئ مهم لنا وللمنطقة كلها. نحن الأكراد بإمكاننا تحصيل حقوق شعبنا الكردي عن طريق اخوتنا العراقيين، سواء أكانوا عربا، أو تركمان، أو مسيحيين أو غيرهم.
• يفهم من ذلك أنك حين جئت لدمشق سنة 2006، كنت قد بدأت بتأسيس الحزب من داخل العراق سنة 2005، وفقا لمعلوماتي..
أين بدأت بتأسيس الحزب داخل العراق..؟ في أي محافظة..؟
ـ بدأت بتأسيس الحزب في محافظة دهوك أواسط سنة 2005، وذلك بعد أن اطلعت على وضع الشعب الكردي، والإضطهاد الذي يتعرض له والأخطاء السياسية والإدارية التي يرتكبها الحزبان الكرديان الرئيسان في كردستان العراق. لذا وجدت أن هناك خطورة تنتظر الشعب الكردي بعد رحيل الإحتلال نظرا لارتباط الحزبين الرئيسين بوجود الإحتلال، وهذا يمثل من وجهة نظرنا مجازفة كبيرة من شأنها أن تخلق مشاكل مستقبيلة كبيرة، مع دول الجوار، ومع الإخوة العرب، والعراقيين. لذا فكرت بوجوب العمل على انقاذ شعبنا الكردي من هذا المأزق الذي يدفع نحوه على يدي الحزبين الرئيسين.
وقد التقيت مع عدد كبير من اخوتي رؤساء العشائر الكردية، والمثقفين الأكراد، وطرحت عليهم فكرة تأسيس حزب كردي على القاعدة التي أشرت إليها. وقد وجدت الفكرة استحسانا وتأييدا كبيرين. وعلى هذا الأساس بدأت التحرك، وبعد أن كشف ما أقوم به لقوات الإحتلال، والحزبين الكرديين الكبيرين، أصبح لا بد لي من مغادرة العراق.
مضايقات تؤدي للرحيل
• حين غادرت العراق هل فعلت ذلك لأنك تعرضت لمضايقات من قبل الحزبين الكبيرين..؟
ـ الحزبان الكبيران هما القوة الكبيرة الرئيسة المتحكمة في كردستان، والأساليب الجبانة التي يلجآن إليها في التعامل مع من يخالفهما الرأي معروفة لدى الشعب الكردي. هما لا يستطيعان التعرض لي بشكل مباشر، كوني انتمي لعشيرة كبيرة، لكنهما لديهما وسائل وطرق أخرى يمكنهما اللجوء لها، وعلى نحو من شأنه تقييد حركتي، وهذا ما اضطرني للخروج من العراق.
• هل تعرضت لمضايقات محددة..؟
ـ نعم حدث ذلك.
• هل تضعنا في صورة نماذج مما تعرضت له..؟
ـ هم يحاولون التحرك عشائريا واجتماعيا وسياسيا ومحاربة من يختلف معهما على كل الصعد. وقد تعرضت لمسلكيات لا أريد ذكرها، لكني شعرت بنتيجتها أنني أتعرض لمضايقات، جراء التحركات التي أقوم بها. وقد وجدت أن هناك ضرورة لأن اغادر العراق قبل أن تحدث مصادمات بيني وبينهم، وهم مدعومين من قبل قوات الإحتلال الأميركي.
• هل توجد الآن قيادات لحزب الحرية والعدالة الكردستاني داخل العراق..؟
ـ بالطبع، يوجد داخل كردستان العراق عشرة أعضاء في المكتب السياسي للحزب، ولكن بشكل سري، وذلك من أصل خمسة عشر عضوا.
• تعني أنهم غير مكشوفين..؟
ـ نعم..هم غير معروف أنهم أعضاء في المكتب السياسي للحزب.
• وماذا عن الأعضاء الخمسة الآخرين في المكتب السياسي..؟
ـ ثلاثة منهم مقيمون في سوريا، والإثنين الآخرين مقيمون في منطقتين أخريين، لا ضرورة لذكرهما.
• كيف يكون حزبكم سريا..؟هل قيادة الحزب فقط هي السرية، أم أن كل الحزب يمارس العمل السري..؟
ـ كل الحزب يمارس العمل السري.
• ألا يحد العمل السري من امكانية انتشار الحزب..؟
ـ طبعا نحن عملنا سري للغاية لأن عيون الحزبين الرئيسين مفتحة علينا بشكل كبير، وهما يشعران بأن حزبنا يشكل خطورة عليهما، ولذا هم يراقبون الإتصالات الهاتفية بهدف محاولة كشف اعضاء حزبنا وقياداته. هم يراقبون بشكل خاص الإتصالات الهاتفية بين كردستان العراق وسوريا، ومن يزور سوريا من الأكراد يتم استدعائه من قبل السلطات الكردية بعد عودته، ويسأل هل قابلت جوهر، أو هل رآك جوهر، وما إلى ذلك. ذات الأمر يحدث مع الأكراد الذين يزورون تركيا، حيث أنني أكون احيانا هناك. توجد مراقبة شديدة لهذه الجهة، تترصد حزبنا..لكن نحن نعمل بشكل جيد جدا، وعملنا مستمر، ويوجد لنا مؤيدون كثر داخل العراق.
• كم من الزمن تحتاجون كي تصبحوا حزبا جماهيريا في شمال العراق، وفقا لتقديراتكم والخطط الموضوعة من قبلكم..؟
ـ توجد عدة عوامل نعتمد ليها في عملنا في المقدمة منها الجيل الكردي الشاب، الذي نعمل على توعيته بأن القضية الكردية لا مصلحة لها، ولا للشعب الكردي في إثارة الخلافات مع اخوتنا العرب. كما نعمل على توعيته بأنه لا توجد قضية كردية لدى الحزبين الكرديين الرئيسين، وأن قادة الحزبين الرئيسين غير مهتمين بالقضية الكردية، وأنهم يتصدون فقط لتحقيق مصالحهم الشخصية، متمثلة في السرقة والنهب. وهذا ما انكشف للشعب الكردي.
نحن نعمل على صعيدين رئيسين: الأجيال الشابة، وتأثيرنا العشائري. نحن لدينا علاقات قوية مع العشائر الكردية الكبيرة، من خلال العادات العشائرية. ونحن لدينا أمل بأن نصبح خلال فترة قصيرة جدا من الأحزاب القوية جدا في المنطقة.
الإقامة في سوريا
• حين جئت إلى سوريا، هل واجهتك مصاعب..؟
ـ لا.لا.
• ما هي القواسم المشتركة التي تجمعك مع سوريا..؟
ـ الإخوان السوريون حقيقة لم يضايقوني بأي شيئ. وأعتقد أن هذه مسألة شخصية تخص بلدهم، وأنهم يعتبرون أن ما أٌقوم به يخص شعبنا الكردي. لم يضايقوني بأي شيئ. ونحن لا نقوم بأي تصرف يضر بمصالح سوريا، وعلاقات سوريا بأحد.
• هل تلقى تسهيلات من قبل سوريا..؟
ـ نحن حالنا حال المواطنين العراقيين الموجودين في سوريا. نحصل على ذات التسهيلات التي يحصل عليها العراقيون الآخرون.
• ولكنك تصدر صحيفة "الحرية" من دمشق..؟
ـ قدمنا طلبا للحصول على موافقة لتوزيع صحيفتنا داخل سوريا ولم نحصل على رد حتى الآن، في حين أننا حصلنا على موافقة على طباعتها في دمشق.
• متى تقدمتم بطلب الموافقة على التوزيع..؟
ـ قبل أكثر من شهرين. الإخوة السوريين يعرفون اجراءاتهم الأمنية أكثر منا. هذا أمر يخصهم هم.
• أين توزعون الصحيفة حاليا..؟
ـ وزعنا عددا من اعدادها في الأردن، لكننا نركز أساسا على التوزيع في العراق.
• هل توزع داخل العراق..؟
ـ نعم.
• هل توزع بموافقة الحكومة العراقية.
ـ حصلنا على موافقة من نقابة الصحفيين العراقيين، لكن جريدتنا محظورة في المنطقة الكردية، وإن كنا ننجح في تسريبها إلى هناك.
• هل توزع صحيفتكم في بلدان عربية أخرى..؟
ـ لا. ولكن لدينا خطة لأن نوزعها في بلدان عربية أخرى، وذلك بعد أن نحصل على موافقة من قبل الدول المعنية.
• واضح أنكم معنيون بمخاطبة الرأي العام العربي. صحيفتكم ناطقة بلسان حزب كردي، لكنها ناطقة بالعربية، وتسعون إلى توزيعها في العالم العربي..؟
ما سبب ذلك..؟
ـ نحن يهمنا الإعلام العربي، والإخوة العرب. نحن كما قلت لك تاريخنا مع اخوتنا العرب مشترك، وكذلك ديننا، وتاريخنا وجغرافيتنا، فضلا عن العلاقات الوطيدة بين الشعبين الكردي والعربي. ولا يمكن أن يتغير هذا التاريخ والروابط المشتركة. حقيقة نحن نعتبر أننا لا يمكن أن نحصل حقوق الشعب الكردي إلا من خلال الإخوة العرب، وليس من خلال أي جهة أخرى.
صدام أول من اعترف بحقوق الأكراد
• كيف..؟
ـ أول من اعترف بحقوق الشعب الكردي هم العرب. هم الذين اعطوا الشعب الكردي حقوقا، وإن لم تكن كاملة. لكنهم يظلون الشعب الوحيد الذي اعطى حقوق الأكراد سنة 1975، حين أصدرت الحكومة العراقية بيان وقانون الحكم الذاتي..
• بيان آذار/مارس..؟
ـ نعم. وقد تم تشكيل مؤسسات كردية بموجب هذا القانون، وتأسس برلمان كردي ودوائر كردية، كما تم الإعتراف بالثقافة والأدب الكردي، وأنشأت مدارس كردية. قد تكون هناك نواقص، لكن الأحزاب الموجودة، بسبب مشاكلهم، وارتباطهم بالدول الأجنبية، لم يعطوا فرصة للحكومة العراقية لإكمال تطبيق قانون الحكم الذاتي لكردستان العراق.
لذا نحن يهمنا الشعب العربي، لأننا لا يمكن أن نتمكن من العيش بدونه، أو أن نحصل على حقوقنا بدونه.
• اعطاء الحقوق للأكراد تم بموجب قانون الحكم الذاتي الذي صدر في 11آذار/مارس سنة 1975، وفي 25 آذار/مارس من ذات السنة تم توقيع اتفاق الجزائر بين شاه ايران وصدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة..ما هي العلاقة بين التاريخين..؟
ـ مشروع قانون الحكم الذاتي تمت صياغته وعرضه على الحزبين الكرديين الرئيسين في حينه، لكنهما رفضاه، بسبب ارتباطهما بجهات خارجية. وقد تعللا في رفضه بوجود نواقص فيه، مع أنه كان المفروض أن يقبلا بما يحققه للشعب الكردي، ويطالبا بما يريدان اضافته إلى ما تضمنه من انجازات بعد فترة من الزمن، وبعد أن يتأكدا من صحة نوايا الحكومة العراقية، لكنهما سارعا إلى رفضه تحت وطأة التدخلات الخارجية التي يرتبطان بها، وتمردا على الحكومة العراقية سنة 1974. الحكومة العراقية من جهتها بادرت إلى اصدار القانون من جهة واحدة بتاريخ 11 آذار/مارس 1975، وفي تاريخ 25 آذار/مارس من ذات السنة تم توقيع اتفاق الجزائر بين العراق وايران، ما أدى إلى انهيار التمرد، الذي كان مدعوما اساسا من قبل ايران.
• من هي الجهات الخارجية التي تعنيها هنا، وقلت إن الحزبين الكرديين مرتبطان بها..؟
ـ كانا مرتبطان بإيران، واميركا واسرائيل. وكل هذه الجهات عملت على تعطيل تطبيق قانون الحكم الذاتي. ولذا، فقد رفض الحزبان الرئيسان المشاركة في المؤسسات الكردية التي استحدثها قانون الحكم الذاتي.
• تعني ايران الشاه في ذلك الوقت..؟
ـ نعم.
• لكن قادة اكراد شاركوا في الحكم الذاتي في حينه..؟
ـ هؤلاء انشقوا عن الحزبين الرئيسين، مثل عبد الله اسماعيل الذي انشق عن الإتحاد الوطني الديمقراطي الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، وهاشم عقراوي الذي انشق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة ملا مصطفى البارزاني في حينه. وقد أصبح كلاهما وزيرا في الحكومة العراقية، بعد أن كانا قياديان في الحزبين المشار إليهما..حيث شاركا في توقيع بيان آذار/مارس.
والغريب أن هناك كتبا يقول فيها مسعود البارزاني إن قانون الحكم الذاتي لكردستان العراق حقق للأكراد أكثر مما كانوا يطالبون به، وهذا يستدعي السؤال: لم لم تقبل إذا بذلك القانون..؟!
هذا يعني أن هناك جهة أخرى هي التي عملت على رفض قانون الحكم الذاتي كي تحقق مصالح خاصة بها على حساب العراق والشعب الكردي معا. ونحن لا مصلحة لنا بأن يكون شعبنا أداة بيد اميركا أو اسرئيل أو ايران..نحن مصلحتنا تكمن في أن نتعايش مع اخوتنا العراقيين والعرب. وإذا كانت هناك خلافات علينا أن نحاول حلها بلغة سلمية، ولغة المحبة والمودة، وليس بالقتل والنهب والحقد، والتحالف مع دول اجنبية ضد العراق، وأن أقوم بقتل شقيقي العربي. بهذه الطرق لا يمكن أن نحصل على شيئ، بل نكون أول الخاسرين.
نؤيد المقاومة
• ما تعداد عشيرة الهركي التي تنتمي لها..؟
ـ نحن من أكبر العشائر الكردية التي تتواجد في العراق وتركيا وايران. وفي العراق تنتشر عشيرتنا في الموصل ودهوك واربيل والسليمانية. ويبلغ تعداد عشيرتنا في العراق ما بين اربعمئة إلى خمسمئة ألف نسمة، من أصل قرابة اربعة ملايين ونصف المليون كردي عراقي.
• هل شاركت عشيرتكم في الحكم الذاتي لدى تطبيقه..؟
ـ شخصيا كنت شابا في ذلك الوقت، حيث كنت طالبا في المرحلة الإعدادية، لكن الإخوة المثقفين الأكراد شاركوا، والعشائر الكردية الوطنية شاركت في الحكم الذاتي. وقد شارك مثقفون أكراد في المجلس النيابي الكردي، الذي تشكل من خمسين نائبا. كما شاركوا في المجلس الوطني على مستوى العراق ككل، وقد كان والدي عضوا في المجلس الوطني، كما أنني شاركت في عضوية المجلس طوال ثلاث دورات من سنة 1989 إلى سنة 2003 حيث كنت عضوا في المجلس الوطني حين حدث الإحتلال. بل اقول إنني لا أزال عضوا في المجلس الوطني العراقي إلى الآن، لأننا نحن من يمثل الشرعية في العراق، لا الإحتلال وأعوانه. حين يأتي أجنبي ويخرجني من بيتي لا يصبح احتلاله شرعيا.
• هذا الموقف يشكل تناقضا رئيسا مع الحزبين الرئيسين في الشمال..؟
ـ طبعا. هم يقفون مع الإحتلال، ونحن نقف ضد الإحتلال مع اخوتنا العراقيين.
• هل هناك اتصالات أو تنسيق بينكم وبين المقاومة العراقية..؟
ـ الحقيقة أننا نؤيد المقاومة العراقية، ونقف مع أي مقاومة وطنية شريفة ضد الإحتلال. ولنا علاقات طيبة ووثيقة مع الجناح السياسي للمقاومة العراقية.
• ولكن هناك أكثر من تنظيم مقاوم في العراق..هل أنتم على علاقة مع أكثر من تنظيم..؟
ـ نحن لنا علاقة مع الجناح السياسي لكل تنظيم عراقي مقاوم.
• كنت عضوا في المجلس الوطني العراقي، وتقول "نحن الشرعية"، باعتبار أن الشرعية كل لا يتجزأ..كيف ترشحت لعضوية ذلك المجلس..؟ هل حدث ذلك بصفة شخصية، أم باسم العشيرة..؟
ـ كنت مستقلا. أنا لم أنتم في يوم من الأيام عضوا في أي حزب من الأحزاب. وقد حصلت على الترتيب الأول في المنطقة الإنتخابية الثالثة بالإنتخابات، علما أنه كان من بين المتنافسين اعضاء فروع في حزب البعث.
• كان يؤخذ على النظام السابق في العراق أنه كان نظاما اتوقراطيا..
ـ أي بلد شرق اوسطي يصعب أن يكون ديمقراطيا..لنكن واقعيين. هنالك صعوبة في اقامة نظام ديمقراطي في بلداننا، لأن الأجواء في بلداننا ككل، وليس العراق فقط، غير مهيئة للديمقراطية.
نحن نقر بأنه كانت هناك سلبيات في العراق، غير أنه كانت هناك ايجابيات أكثر من السلبيات.
يقولون إن صدام حسين كان ديكتاتورا. "طيب شنو هي الديمقراطية اللي هسة جايبينها..؟". أصبحنا مقسمين طائفيا وعرقيا. الآن لا أعرف بأي هوية أو اسم أو مذهب يمكنني أن أذهب للعراق..! إذا كان صدام حسين ديكتاتورا، فمن يحكم العراق الآن مئتي ديكتاتور..!
كنا سابقا إذا تعدى أحد علينا نحمي ظهرنا بحكومة أو بشخص صدام حسين. الآن بمن يمكن أن نحمي ظهرنا..؟!
أنا كمواطن عراقي إن أردت الذهاب إلى بغداد عن طريق البر.. بأي هوية يفضل أن أذهب..؟!هل أذهب باسم علي أم باسم عمر أم باسم كردي أم باسم مسيحي..؟ بأي مذهب أذهب..؟ هل أقول لمن يسألني من رجال الحكم على الطريق أنني مع المحتل، أم أنني ضد المحتل..؟ هل أنا مع الحكومة أم ضد الحكومة..؟ وإذا تعرضت لاعتداء من أحد، لمن اشتكي..؟ هذه هي الديمقراطية "اللي كلها قتل ونهب وسلب وسرقة..؟!".
العراق بين عهدين
• كم في تقديرك عدد الذين قتلوا من ابناء الشعب العراقي في ظل الإحتلال..؟ يقال أنهم أكثر من الذين قتلوا في عهد صدام حسبين..؟
ـ لنقارن..هل كان هناك عراقيون مشردون في الدول العربية ومختلف دول العالم في عهد صدام حسين..؟! ولأختصر المسألة في منطقة كردستان..في جميع العهود السابقة في العراق اعتبارا من العهد الملكي حتى عهد صدام حسين، كانت نسبة المهاجرين الأكراد في حدود اثنين بالمئة. الآن نسبة من يهاجر من الأكراد ألف ضعف تلك النسبة. وهم يهاجرون بسبب امتلاء السجون بالمعتقلين الشباب، وشيوع الإضطهاد والسلب، وغياب الحرية. من أبسط حقوق المواطن أن يتقاضى الموظف راتبه كاملا، لكن الموظف الكردي الذي يحول راتبه كاملا من الحكومة المركزية ومقداره 800 دولار، يقتطع منه مبلغ 250 دولارا. جندي "البيشمركة" يأتيه راتبه من الحكومة المركزية 450 دولارا، لكنه يتقاضى عمليا فقط ما بين 150 إلى 180 دولارا..! ويأخذون الفارق..!!
حين تسرق الحكومة الكردية رواتب موظفيها، كيف يمكن أن يكون قلب المواطن مع هكذا حكومة..؟! لهذا تزداد الهجرة الكردية بكثرة إلى الخارج.
الحكومة الكردية ملتهية بالسرقة والنهب، وليس بمصير الشعب الكردي، وحقوقه.
إلى جانب كل ذلك، فإن مجازر القتل متواصة في كل العراق. واستطيع أن أقول، وأنا مطمئن لصحة الرقم، أن عدد القتلى من العراقيين في العهد الحالي بلغ المليون مواطن.
• وكل هذا يتم على أسس عرقية ومذهبية..؟
ـ لشديد الأسف. وكي يقدر القارئ الفارق الكبير بين الوضع الحالي وما كان عليه العراق من قبل، أود أن أذكر أنني حتى سنة 1978 لم أكن شخصيا أعرف إن كنت أنا سنيا أم شيعيا..؟! حدث في ذلك العام أن مررت في الموصل بقرب مسجد يبدو أنه كان شيعيا، وصادف ذلك مناسبة عاشوراء، وكان هناك عدد من اخوتنا الشيعة يلطمون ضمن الطقوس المعتادة لديهم في هذه المناسبة. وقد سألت من كنت برفقته، وكان أكبر مني سنا: من هؤلاء، أجابني هؤلاء شيعة. شخصيا انصرف ذهني إلى أنهم قد يكونوا شيوعيين. فعاودت سؤاله "شنو يعني شيعة..؟ وحنا شنو..؟". أجابني "حنا سنة". فسألته ثالثة "سنة شنو..؟".
حقيقة المسألة الطائفية والمذهبية لم نكن نعرفها أبدا، لأنه لم يكن هناك أي فرق بين سني وشيعي..بين كردي وعربي..بين مسلم و مسيحي. هذه الأمور تتعلق بكل شخص على حدة. إن كنت شخصا جيدا فإنك تكون مقدرا. وأنا أقول إن صدام حسين ربما كان يقدرنا أكثر من اخواننا العرب.
• لماذا..؟
ـ هذا يعود له.
• أنت ما تقديرك..؟
ـ ربما أراد أن يشعرنا بعدم وجود تفرقة، أو أنه يحب الأكراد، حيث كانوا يدعون أن صدام لا يحب الأكراد. أنا أعتقد بعكس ذلك تماما..صدام حسين هو الرئيس العراقي الوحيد الذي ارتدي الملابس الكردية. وهو حاول تعلم اللغة الكردية قبل اندلاع الحرب مع ايران. لا يجوز أن ننكر ذلك. يجب أن نكون منصفين. وشخصيا كنت أزوره، وكنت ألحظ كم كان متواضعا، وكان يريد أن يقدم للشعب الكردي، ولكن الأحزاب الرئيسة كان لها دور تخريبي مهم حتى لا يطوروا المشروع الكردي.
الحزبين الكرديين بدآ معركة الأنفال
• بالمناسبة، تم اعدام الرئيس صدام حسين قبل البدء بمحاكمته في قضية الأنفال. وقيل إن محاكمته في تلك القضية ربما تكشف تورط اميركا في الحرب ضد الأكراد في ذلك الوقت. وأنهم هم من زوده بالسلاح الذي استخدم في تلك المعركة..؟
ـ في ذلك الوقت كنت شخصيا في أكبر فوج من افواج قوات الدفاع الوطني الكردية التي كانت تقاتل إلى جانب الجيش العراقي، وأنا حاصل في حينه على تسعة أنواط شجاعة من الرئيس صدام حسين خلال سنوات الحرب مع ايران. في المقابل كان مقاتلو الحزبين الكرديين الرئيسين يحاربون في صفوف الحرس الإيراني. وهم (الأحزاب الكردية) فتحوا جبهة في شمال العراق، والجبهة الشمالية وعرة وجبلية، وفيها وديان عميقة. وكان الهدف من فتح هذه الجبهة ضد الجيش العراقي معاونة الجيش الإيراني. وكانت المدفعية الإيرانية قاسية علينا، وكانت الأحزاب الكردية تأتي بالجنود والضباط الإيرانيين إلى القرى الكردية، ويلبسونهم لباسا كرديا، ويقوموا بقصف الجيش العراقي من داخل الأراضي العراقية.
معركة الأنفال وقعت بعد توقف الحرب مع ايران في 8/8/1988. قبل بدء المعركة وجهت الحكومة العراقية انذارا لكل من يتواجد من الأكراد العراقيين في الشريط الحدوي بعمق 40 كيلو مترا، بوجوب مغادرة هذا الشريط إلى داخل الأراضي العراقية. وقد حدث ذات الأمر بعد توقيع اتفاق الجزائر سنة 1975. في حينه قدمت الحكومة تعويضات كبيرة جدا لكل من له ممتلكات يمكن أن يخسرها جراء قرارها المشار إليه. من كانت لديه شجرة قيمتها خمسين دولارا، عوضته الحكومة سلفا بمبلغ 300 دولار. ومن كانت لديه شجرة واحدة زعم أنه كانت لديه عشر شجرات. هذا هو واقع الحال، ولينف أي كردي حدوث ذلك، وأنه لم يتلق التعويض الذي حدده لنفسه. واقامت الحكومة مجمعات سكنية لإيواء من كان يقيم في الشريط الحدودي.
ما حدث سنة 1975، كررت الحكومة العراقية فعله سنة 1988، وأعطت مهلة كافية للمعنيين كي ينفذوا القرار، حيث كانت المخابرات الإيرانية موجودة ومتغلغلة بين الأكراد داخل الشريط الحدودي المشار إليه. كما كانت تتواجد داخل هذا الشريط طلائع القوات الإيرانية.
كان هدف الحكومة العراقية من جعل هذه المنطقة محرمة أن يتم عزل طلائع القوات الإيرانية عن المقاتلين الأكراد.
الأحزاب الكردية منعت الأهالي من مغادرة الشريط الحدودي، وافتعلت اشتباكات مع الجيش العراقي، ولم يكن الجيش هو من هاجمهم.
لذا، إذا نظرت محكمة عادلة في هذه القضية، فإن الأحزاب الكردية هي من يتحمل مسؤولية ما جرى..ذلك أنه من حق الحكومة العراقية، وهي في حالة حرب مع ايران طوال ثمان سنوات أن تخلي الشريط الحدودي لغايات حماية سيادة الدولة العراقية.
الإيرانيون قصفوا حلبجة بالكيماوي
• وما حقيقة ما حدث في بلدة حلبجة..؟ يقولون أن صدام حسين أمر باستخدام اسلحة كيماوية ضد اهالي البلدة الكردية، ما أدى إلى مقتل خمسة آلاف مواطن كردي، وتمت تسمية علي حسن المجيد بعلي الكيماوي في إطار التعبئة ضد النظام..؟
ـ أنا كنت ضمن الفوج الكردي (أفواج الدفاع الوطني) الذي كان متموضعا في حلبجة. وكنا مشاركين في العمليات القتالية ضد العدو الإيراني الذي كان يهاجم حلبجة.
• أتريد القول أن الإيرانيين هم الذين هاجموا حلبجة..؟
ـ نعم. وقد احتلوا حلبجة. ونحن نقول للأحزاب الكردية: هل تريدون أن "تدوروا على الدم الكردي أم أنكم تريدون اتهام العالم، أو شخص صدام حسين..؟". إذا كنتم مهتمين بدم الشعب الكردي، وأنه غال عليكم "دوروا على الحقيقة، وكيف ضرب السلاح الكيماوي، ومن ضربه..؟".
• ما هي الحقيقة..ما الذي حدث..؟
ـ نحن كنا موجودون في حلبجة، لكننا لم نسمع ولم نر الحكومة العراقية ضربت اسلحة كيماوية على البلدة. وفي المقابل سمعنا من تقارير دولية، ومن مجلس الأمن، وهو أكبر سلطة دولية، أن العراق لم يكن يملك الأسلحة الكيماوية التي استخدمت في حلبجة. وعلى ذلك، فإن من يريد الحفاظ على مصلحة الشعب الكردي، والدفاع عن دماء الأكراد التي سفكت في حلبجة، عليه أن يدور على الحقيقة..عجبا هو صدام أم غير صدام".
وإذا كان صدام حسين هو من ضرب حلبجة، لم بقيتم سنة 1991 لمدة اربعة أشهر عند صدام حسين وتحت العلم العراقي، وتفاوضتم معه، "وبستم ايده"..؟
• هل صحيح أنهم قبلوا يد صدام حسين..؟
ـ ما رأيناه على شاشة التلفزة أنهم كانوا يقبلون كتفه.
• من الذي قبل كتف صدام حسين..؟
ـ مسعود البارزاني وجلال الطالباني. وأنا لا أريد ذكر الكثير من الأمور الآن. كان هناك من يعمل على الحصول على دعم صدام ماديا ومعنويا.
• مسعود البارزاني هو الذي طلب ذلك..؟
ـ نعم. وقبيل إحدى سفراته للخارج، أرسل رسالة لصدام حسين قال له فيها إنه يريد السفر، ويطلب منه "دير بالك على إبن اخوك نيشروان" والمقصود من جلال الطالباني..ونيشروان هذا هو إبن أخ مسعود، وكان يحل محله حين يسافر لخارج العراق.
ما اريد أن اقوله أنهم كانوا يراسلون صدام حسين بشكل دائم، وأنهم استفادوا من صدام حسين أكثر من كل الأكراد الذين كانوا معه، ومن كل العرب..استفادوا منه ماديا ومعنويا وعسكريا وكل شيئ. صدام حسين لم يقصر معهم في شيئ. الآن يقولون أن صدام حسين هو من ضرب حلبجة..! "طيب ليش أول كنت تقول له عمي وأنت أخوي الكبير، وتأخذ منه مساعدات ودعم..وتطلب منه الدعم العسكري في مواجهة جلال الطالباني وشعبك الكردي..؟!".
كيف تقول أنك لا ترفع العلم العراقي لأن الكثير من الأكراد قتلوا تحت هذا العلم.."طيب إنت تحت هذا العلم طلبت الدعم العسكري من صدام حسين، وقاتلت سنة 1996 أنت والبيشمركة مالتك والجيش العراقي ضد قوات جلال الطالباني وقتلت اخوتك من الشعب الكردي لمصلحتك الشخصية..!".
"شنو هذا التناقض..؟!".
مستقبل العراق
• الآن ما هي رؤيتك لمستقبل العراق..؟
ـ كل يوم تنكشف المزيد من الحقائق للشعب الكردي وللشعب العربي ولكل الأقليات العرقية الموجودة في العراق..نرى الجنوب يوما بعد آخر يتبين أنه ليس من مصلحة العراق التدخل أو الإحتلال الإيراني. الأحزاب القائمة الآن لا تعمل من أجل مصلحة الشعب العربي. نحن الأكراد انكشف لنا أيضا أنه لا توجد مصلحة كردية، وإنما مصلحة للمحتل ولأفراد متحالفون معه، ويتاجرون بدماء الشعب الكردي من أجل مصالحهم الشخصية.
لذلك، أنا متفائل خيرا بأنه سيأتي يوم يتحد فيه العراقيون ويتفقون..أبناء الجنوب والوسط والأكراد. وكلما تكشف المزيد من الحقائق، تحقق المزيد من الوحدة بين العراقيين، ويصبح مستقبل العراق جيد جدا، ويؤهل العراق ليصبح عراقا حرا، وتقوم حكومة وطنية تشكل من كل الفئات من الجنوب والوسط والشمال، بعيدا عن الإحتلال ونواياه ونوايا التقسيم. ويظل العراق موحدا. نحن مع عراق موحد، وأنا عراقي قبل أن أكون كرديا، وأنا أعتد بعراقيتي قبل أن أعتد بكرديتي. ولا يمكن أن أبدل عراقيتي بأي شيئ آخر. ونحن مع حقوق الشعب الكردي، ولكن ضمن عراق موحد، يقوم على علاقات حسن الجوار مع الإخوان العرب، وكذلك مع دول الجوار. نحن لسنا بحاجة لعداوة أو حقد مع الإخوة العرب أو دول الجوار. أملنا أن يكون مستقبل العراق جيد جدا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
استغلال ديني فاضح.. وإساءات باسم المهدي المنتظر!
افتتاحية
ملي الايرانية
استغل قادة اصلاحيون احياء مراسم وفاة مسؤول مكتب الامام الخميني في طهران لاثارة بعض المواضيع ضد منافسيهم في التيار المحافظ. وشارك في هذه المراسم العديد من قادة القوى الاصلاحية والمعتدلة مثل رفسنجاني وخاتمي وموسوي وخوئيني ها، وقد تحدث في هذه المراسم الامين السابق لمجلس الامن القومي الشيخ حسن روحاني حيث دافع بقوة عن فكر الامام الخميني واسرته، وانتقد الاتهامات التي طرحها انصار الرئيس احمدي نجاد ضد نجل الامام الخميني الشيخ حسن.
وقال روحاني: يجب الا يتصور احد بان المواطنين لا يفهمون اي شيء واننا قيمون واولياء عليهم، لان عامة الناس يعرفون كل شيء ويدركون جيدا ما يجري على الساحة ويعرفون من هو الجيد ومن هو السيئ. واشار الشيخ روحاني الى ما وصفه لعبة «صاحب الزمان» وقال: البعض يستغل متعمدا موضوع غيبة الامام المهدي، (ع) ومن المؤسف ان البعض يتاجرون بالسياسة والاقتصاد تحت اسم الامام المهدي وحتى انهم صاروا يزعمون انهم نواب هذا الامام.
واشار الشيخ روحاني الى بعض ما وصفه بالمظاهر السيئة للاستغلال. وقال: شاهدنا اخيرا ان البعض وفي صلاة الجمعة والجماعة يفرشون سجادة ويبقونها خالية ويزعمون هذه السجادة خاصة بالامام صاحب الزمان لانه يحضر الصلاة معهم وهم يرونه والناس لا يرونه! حتى ان هؤلاء وفي وقت الغداء يضعون مائدة خاصة ومقعدا خاصا يزعمون ان الامام المهدي يأكل معهم من هذه المائدة ويتكلمون في الهواء ويعظمون له وكأنه حقا موجود بينهم.
واكثر من ذلك، فالخداع وصل بهؤلاء الى حد الزعم بان الامام المهدي الغائب عن الانظار منذ حوالي الف عام يشارك معهم في الاجتماعات السرية ويرشدهم لاتخاذ هذا الاجراء او ذلك، ويزعمون ان اقصاء المرشحين الاصلاحيين والمعتدلين من انتخابات مجلس الشورى جاء بطلب مباشر من صاحب الزمان!
وهدد روحاني بكشف خبايا واسرار اخرى تهز الرأي العام اذا واصل المحافظون استغلال اسم ومكانة الامام المهدي، وقال: علينا ان نكون حذرين من مثل هذه البدع والخرافات لان المذهب الشيعي بريء منها براءة الذئب من دم يوسف. وتساءل: ليعلم الناس لماذا اصيب الشيخ توسلي بجلطة قلبية، لانه دافع عن اسرة الامام الخميني امام بعض الصبية والمتطرفين المسيئين لفكر ولنهج الامام الخميني.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
الأمم المتحدة... لما بعد الخراب
رزان عمران
صحيفة تشرين
رقم جديد أدرج في لائحة «الأدلة» التي تثبت الاهتمام الإحصائي العالمي بمنطقتنا، فهي منطقة الأزمات الأكثر تعقيداً وتوليداً للكوارث... غير الطبيعية.
غزة حلّت ثالثاً في «تصنيف المآسي» الصادر عن الأمم المتحدة، هذا ما أوضحه جون هولمز وكيل الأمين العام للمنظمة للشؤون الإنسانية (الترتيب هنا مهم للأمم المتحدة لإظهار دقة عداداتها النشيطة، وتأكيداً للمصداقية الوحيدة المتبقية ربما لها، وهي مصداقية الإحصاء). ‏
نعم، للإحصاء الأممي مصداقية، لكن ماذا بعد العد والتحذير من فداحة الأرقام؟ هل تعوّل المنظمة على تنبيهاتها؟ وهل مازالت تعتقد في زمن الأحادية الأميركية أن حديث الأرقام عن نفسها بنفسها كافٍ؟ ‏
عندما ووجهت الأمم المتحدة قبل غزو العراق بانتقادات لتباطئها في صد الأميركيين، اكتفى بعض مسؤوليها بالقول: إن المنظمة مرآة للأوضاع، في وقت كان المفتشون الدوليون يتوافدون إلى العراق نبشاً عن أسلحة مزعومة يعطي وجودها تسويغاً للسلبية الأممية، وكل هذا بعد أكثر من عشر سنوات حوصر فيها العراقيون مرضى وجياعاً دون أن يشهدوا اهتماماً وتوافداً دولياً كثيفاً كذاك. ‏
وحالياً، يقال إن المنظمة وسعت دورها في العراق إثر قرار من مجلس الأمن العام الماضي، فماذا فعلت؟ لقد رصدت ـ مشكورة ـ الأعداد المليونية للقتلى والنازحين العراقيين وقدمت للأخيرين مساعدات في بعض أماكن لجوئهم دون أن تسعى لتغيير واقعهم الطارئ لأنها «مرآة» فحسب... مثل هذه المهمة كانت لتقوم المنظمة بها دون حاجة لقرار توسيع الدور، لكنها ارتضت هذا الثوب الذي خصصه لها الأميركيون بعد طول إقصاء ليقحموها في لملمة التداعيات الكارثية للاحتلال على كل الصعد. ‏
إلى متى ستكتفي الأمم المتحدة بدور الرصد وتقديم النصح واحتواء المآسي بعد أن يتسبب بها من تسكت عنهم باختيارها؟ وحتى متى ستبقى أموالها وعداداتها مسخّرة لبناء ما كانت تستطيع منع دماره، وخبراؤها وقانونيوها مجندون لما بعد الخراب يواسون الضعفاء بعد حماية الباطشين وتغطيتهم؟ ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
وجهة نظر جيتس بشأن سحب القوات
افتتاحية
واشنطن بوست
أظهر وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس نوعا من الحكم المعقول والعملي بشأن العراق كان مفقودا الى حد بعيد في واشنطن خلال السنوات الخمس المنصرمة.
وكما نعلم فان السيد جيتس تولى منصبه قبل 14 شهرا بهدف اعادة تشكيل البعثة الامريكية في العراق حتى تكون قادرة على الاستمرار بعد نهاية ادارة بوش ومن أجل هذا الهدف أيد علانية تقليص مستوى القوات الأمريكية الى عشرة ألوية او نحو 100 الف جندي بحلول نهاية هذا العام.
وهذا سيكون خفضا حادا من الذروة التي وصلت الى 20 لواء مقاتلا وأكثر من 170 الف جندي بعد زيادة عدد القوات العام الماضي والذي ساهم الى حد كبير في خفض العنف في بغداد الكبرى وغرب العراق. وبعد اجتماع في بغداد مع القائد الامريكي الجنرال ديفيد بتريوس اعلن السيد جيتس عن تغيير في المسار. وقال انه اتفق مع الجنرال بتريوس وقادة امريكيون اخرون على انه بعد الخفض الذي اعلن بالفعل الى 15 لواء و130 الف جندي بحلول يوليو القادم يجب ان تكون هناك وقفة قصيرة للدعم والتقييم قبل اصدار أوامر باي انسحاب اخر. وهذا يعني انه ليس من المرجح ان يصل مستوى القوات الامريكية في العراق الى 100 الف بحلول الوقت الذي سيتولى فيه الرئيس الامريكي الجديد السلطة خلفا لبوش. ولكنه يعني ايضا ان السيد جيتس يستمع الى قادته ويتفاعل مع الوضع الفعلي في العراق بدلا من الاصرار على اتباع سياسة متصورة سلفا.
ويبدو ان حكمه صائب. فالتقدم الذي احرز منذ الصيف الماضي كان ملحوظا. ففي بغداد تحسنت الاوضاع بعد ان كادت حرب طائفية تخرج عن نطاق السيطرة قبل عام كما انخفض عدد الهجمات بنسبة 75 في المئة من يونيو وحتى الشهر الماضي. كما تراجع عدد القتلى الامريكيين الى النصف في الاول من اكتوبر الماضي مقارنة لما كان عليه في عام 2006 وهو الاقل في اي فترة مماثلة منذ بدء الحرب. ولكن كما اكد الجنرال بتريوس مرارا فان المكاسب هشة. وليس من المؤكد ان الهدوء النسبي داخل وحول بغداد سيصمد مع تقليص عدد الجنود الامريكيين في العراق. ويعتقد القادة الامريكيون ان التريث لتقييم الموقف لمدة تتراوح من 30 الى 90 يوما سيساهم في التأكد من عدم اهدار ما يبدو الان فرصة لاستقرار العراق او فقدان المزيد من الجنود الامريكيين.
وبفضل استعداد السيد جيتس للتعديل فمن المرجح ان من سيأتي بعد بوش سيرث عراقا يتحرك ببطء نحو الاستقرار بدلا من الانزلاق في الفوضى. ولهذا فان الامر يستحق ان نسأل لماذا يظل باراك اوباما وهيلاري كلينتون المتنافسان على ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة غير مستعدين لتغيير وجهات نظر عفى عليها الزمن بشأن الحرب.
فلقد اصدر الاثنان بيانات تندد ببيان جيتس والتوقف المقترح بشأن الانسحاب ورفض الاثنان بقوة الاعتراف بان الوضع المتغير في العراق يتطلب اعادة تفكير بشأن خططهم للانسحاب السريع لجميع القوات الامريكية المقاتلة . وكما ادرك السيد جيتس فانه سيكون من الحماقة والخطر من الناحية الفنية سحب القوات الامريكية من العراق وفقا لجدول زمني مستلهم من السياسات الداخلية الامريكية في الوقت الذي تحقق فيه القوات على ما يبدو النجاح.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
العراق والغزو التركي
افتتاحية
فاينانشال تايمز
قرار تركيا ارسال قوات برية الى شمال العراق والذي يعد اكبر توغل في الاراضي الكردية عبر الحدود منذ نحو عشر سنوات ربما يكون رد فعل مفهوما على استئناف حملة المتمردين الانفصاليين الذين يختبئون هناك. لكن هذا هو آخر شيء يحتاج اليه العراق الذي يحاول انتشال نفسه من حافة الهاوية . ان التحسن الملموس في الوضع الامني في العراق خلال العام المنصرم هو تحسن هش وغير مستقر. واي زعزعة في كردستان العراق المنطقة الوحيدة الهادئة نسبيا في العراق قد يبدد ما تكون فرصة صغيرة في امكانية ترجمة التحسن الى تسوية سياسية تمكن العراقيين من العيش سويا في سلام . ويتعين على انقرة ان تنهي توغلها ولها الحق في توقع تعاون اوثق من العراق وحلفائه الامريكيين في قتال حزب العمال الكردستاني . غير ان افضل حماية هو الاستمرار في التقدم الذي احرزته حكومة رجب طيب اردوغان في المصالحة مع الاقلية الكردية التركية وهو تقدم متواضع لكنه ملموس .
ان القوة وحدها لن تحل هذه المشكلة. فالمتمردون متحصنون جيدا في جبال قنديل المنيعة كما ان محاولات تركيا للقضاء عليهم يجعل قواتها اقرب الى فتح مواجهة مع الاكراد العراقيين. واذا حدث ذلك فان قوات البشمرجة الكردية التي استعانت بها الولايات المتحدة للسيطرة على اجزاء في وسط العراق سيتم نشرها باتجاه الشمال. ان الوضع في العراق معلق بخيط او بالاحرى عدة خيوط . ورغم اشادة الولايات المتحدة بقرار ارسال قوات اضافية الى العراق العام الماضي الا انه واحد من اربعة عوامل وراء التراجع النسبي لاعمال العنف عن المستويات العالية السابقة . وتتمثل العوامل الاربعة في لجوء الولايا ت المتحدة الى ميليشيات قبلية سنية للقتال معها ضد تنظيم القاعدة وقرار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تجميد نشاط جيش المهدي التابع له (لاسباب تتعلق اساسا بسياسات شيعية) وحقيقة ان التصفية الطائفية في بغداد ووسط العراق اكتملت الى حد كبير . ومع ذلك فان هذه العوامل مؤقتة. فالولايات المتحدة لن تحتفظ بمستويات قواتها الحالية بعد الصيف القادم بل ستخفضها. كما ان الاقلية السنية اصبحت اكثر قوة الآن لدرجة ان الولايات المتحدة تستعين بهم عسكريا وما زالوا يعارضون بشدة الهيمنة الشيعية الحالية في العراق. وقد تستأنف مرة اخرى عمليات القتل الجماعي اذا بدأ ملايين اللاجئين في العودة مجددا الى البلاد .
ورغم ان مقتدى الصدر مدد وقف اطلاق النار وهي دلالة ايجابية الا ان القوات الامريكية تقوم بتسليح ميليشيات عشائرية شيعية اخرى ضد الصدريين في جنوب العراق حيث يدعمون ايضا ميليشيات بدر المتحالفة مع ايران ضد جيش المهدي وهو ما يهدد باستئناف القتال ضد الامريكيين وحلفائهم . وهناك مساحة صغيرة بالفعل لتحقيق المصالحة الوطنية والحكم الرشيد في العراق. ولا يجب على تركيا ان تقلص هذه المساحة الصغيرة بالفعل .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
العراق والانتخابات الأميركية... مأزق "الديمقراطيين"!
جيفري كمب
الاتحاد الاماراتية
بينما تتواصل المعركة بين السيناتور باراك أوباما والسيناتورة هيلاري كلينتون من أجل الظفر بحق تزعم "الحزب الديمقراطي" في مواجهة "الجمهوريين" في انتخابات الرئاسة في نوفمبر المقبل، يلاحَظ أن المواضيع التي تطغى على نقاشاتهما ومناظراتهما هي داخلية في المقام الأول ومرتبطة بمواضيع من قبيل البطالة والرعاية الصحية وارتفاع أسعار النفط في الأسواق الدولية. أما حرب العراق، فلم تعد تحتل مركز الصدارة على الأجندة السياسية الأميركية؛ إذ لم يكشف المرشحان حتى الآن سوى عن النزر اليسير بشأن الوضع على الميدان في العراق وموقفهما مما يجري هناك. والحال أن المراقبين الموضوعيين يدركون أن العراق ما زال يعد بلداً خطيراً للغاية، ويمكن لأزمة جديدة أن تضعه مرة أخرى على صدر الصفحات الأولى للصحف في أي وقت. وبالتالي، فإنه مهما يكن الشخص الذي سينجح في الحصول على تزكية "الحزب الديمقراطي" للترشح لانتخابات نوفمبر، فالأمر المؤكد هو أنه سيكون مطالَباً بتقديم تفاصيل أوفى وأكثر وضوحاً حول البرنامج الذي يعتزم تنفيذه في العراق إذا ما انتُخب رئيساً للولايات المتحدة.
الاعتقاد السائد حالياً في هذا الشأن، يتمثل في أن زيادة عديد القوات الأميركية في العراق، وتسليح المليشيات السنية (مجالس الصحوة) من أجل محاربة تنظيم "القاعدة"، ساهما معاً في استقرار الأوضاع في الأقاليم الغربية للعراق. كما يعتقد أيضاً أن تمديد وقف إطلاق النار وتجميد نشاط ميليشيا "جيش المهدي"، وفقاً للقرار الذي أعلنه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، ساهم أيضاً في جلب نوع من السلام والاستقرار إلى العاصمة بغداد. ومما لا شك فيه أن انخفاض معدل الإصابات في صفوف الجيش الأميركي، يفسر تراجع تغطية وسائل الإعلام الأميركية للعراق، غير أنه ما زال ثمة عدد من المشاكل الخطيرة التي لم تجد طريقها إلى الحل بعد، ويمكن أن تزعزع استقرار البلاد. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتحول النزاع السياسي بين الأكراد والعرب حول مستقبل مدينة كركوك الغنية بالنفط، إلى بؤرة توتر خطيرة في حال لم يتم التوصل إلى حل للمشاكل المتعلقة بالإشراف على المدينة ومواردها النفطية. وإضافة إلى ذلك، يمكن للحملة العسكرية التي يشنها الجيش التركي هذه الأيام على متمردي "حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق، أن تعرف تصعيداً وتتسبب في أزمة خطيرة بين تركيا والعراق، تَعلق الولايات المتحدة وسطها. أما في مدينة البصرة الواقعة جنوب البلاد، فقد دفعت قصص مروعة وفظيعة لانتهاكات حقوق الإنسان والقتل الممنهج للنساء العراقيات لخرقهن المفترض للقوانين الشيعية الصارمة، العديد من العراقيين إلى التساؤل بشأن ما حققته بالفعل أربع سنوات من الاحتلال البريطاني هناك. وتضاف إلى ذلك تقارير مثيرة للقلق ترجح احتمال أن يستعمل أفراد المليشيات السنية الذين تزودهم الولايات المتحدة بالمال والسلاح من أجل محاربة "القاعدة"، أن يستعملوا أسلحتهم الجديدة ضد المجموعات الشيعية في المستقبل ويقاوموا الجهود الرامية إلى إدماجهم ضمن قوات الأمن العراقية النظامية. والواقع أن هذه الأمور لن تحدث طالما أن الولايات المتحدة تتوفر على حضور قوي على الميدان، إلا أن إحدى عواقب انسحابها تكمن في تطاحن هذه المجموعات في ما بينها. وفي مثل هذه الظروف، يذهب الكثير من المراقبين إلى أن من شأن أي خفض متسرع في عدد القوات الأميركية المرابطة في العراق، أن يعطي إشارة انطلاقة استئناف موجة عنف طائفي جديد عبر أرجاء البلاد. ومن هذا المنظور، فإن الدعوة إلى الاحتفاظ بالمستويات الحالية للقوات الأميركية، مع توقع استمرار بقاء أزيد من 130000 جندي أميركي في العراق بحلول التاريخ الذي سيغادر فيه جورج بوش البيت الأبيض، تعكس رؤية تحليلية وجادة ورصينة للتطورات الجارية هناك. فبناء على معدلات الإصابة الحالية في صفوف القوات الأميركية، من المرجح أن يصل عدد القتلى في صفوف الجيش الأميركي إلى سقف 4000 قتيل في غضون الأشهر القليلة المقبلة. ويضاف إلى هذه الآفاق القاتمة، التقديرات التي تشير إلى أن الكلفة المالية طويلة المدى للحربين اللتين تخوضهما الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، بالنسبة لدافع الضرائب الأميركي، يمكن أن تفوق ثلاثة تريليونات دولار، وهو ما يجعلهما الأغلى من أي حرب أميركية باستثناء الحرب العالمية الثانية. ولهذه الأسباب مجتمعة، يصبح من الواضح لماذا لا يرغب أي من المرشحين الديمقراطيين (كلينتون وأوباما) في البقاء في العراق، غير أنهما لا يعرفان كيف يخرجان من بلاد الرافدين دون أن يتسبب الانسحاب في تفاقم الأوضاع وتدهورها هناك.
أسباب كثيرة تجعل كلينتون وأوباما يعارضان البقاء في العراق، لكنهما لا يعرفان طريقة للانسحاب لا تتسبب في كارثة!
إن المأزق الذي يجد الديمقراطيون أنفسهم فيه اليوم يتمثل في أنهم إذا كانوا يستطيعون انتقاد إدارة بوش وتقريعها على نحو مشروع لأنها شنت الحرب، ثم أدارتها إدارة سيئة على مدى سنوات، فإن ذلك أصبح أمراً متجاوَزاً اليوم. ذلك أن ما يريد أن يعرفه الأميركيون اليوم هو: كيف ومتى ستنتهي الحرب؟ وما السبيل إلى تحقيق الانتصار؟ الأمر المؤكد أنه بمجرد ما نعرف المرشح الذي سيخوض السباق الرئاسي باسم الحزب الديمقراطي، فعلينا أن نتوقع سيلاً من الأسئلة من قبل الصحافة، ومن قبل الجمهوريين أيضاً، حول السياسة التي ينوي الديمقراطيون انتهاجها في العراق، وهو ما سيتطلب أجوبة حذرة للغاية. كما يرتقب أن يستعمل المرشح الجمهوري المفترض، والأرجح أنه السيناتور جون ماكين، ورقة الأمن القومي في انتخابات نوفمبر المقبل، ويهاجم الديمقراطيين، ويتهمهم بالضعف مشيراً إلى تصريحاتهم حول جداول زمنية لسحب القوات من العراق، والتي سيجادل بأنها وصفة كارثية محققة. ومن المرتقب أيضاً أن يحل محل خطاب باراك أوباما وتحليلات هيلاري كلينتون حول كلفة الرعاية الصحية، جدلٌ محتدم حول أكثر موضوع من مواضيع سياسة الولايات المتحدة الخارجية إثارة للجدل منذ حرب فيتنام. وفي هذا الصدد، يمكن القول إن الديمقراطيين لن يكونوا في استراحة!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
الأهرام.. قبور أم صروح دينية؟
د. عبدالله إبراهيم
الراية القطرية
أرجح أن معظم قراء هذا المقال رأوا الأهرام إما مباشرة أو بصورة غير مباشرة، ولديهم معلومات عنها، فهي أشهر المعالم التاريخية في العصور القديمة، وقاومت تقلبات الدهور، وحيكت حولها الأساطير الكثيرة، ولم تزل شاهداً علي القوة الهائلة للإنسان القديم. ولطالما، قرأت مثل غيري، أنها كانت قبوراً لملوك مصر القدامي، وقد كرست هذه الفكرة، وأصبحت مسلمة، وأخذ بها العموم، وآمنوا بصحتها، لكن كل من ينقب جيداً في تاريخ هذه الآثار العريقة، ويزورها، ويتأملها مباشرة، يصعب عليه الأخذ بفكرة كونها قبوراً، فذلك أمر لا يحتمل الأخذ به لكل من يقف أمام الأهرام، ولكل من يحفر في دلالاتها الثقافية. من الصحيح أنها قد تكون مكاناً لحفظ المومياءات الخاصة بكبار الملوك، لكن ليس لأنها مقابر، إنما لأنها مكان مقدس، وهيكل من الهياكل الدينية في العالم القديم، فكما هو معلوم في سائر الحضارات القديمة تدفن الشخصيات الكبيرة بجوار، أو قرب الأماكن المقدسة. ودعوني أعرض الافتراض الآتي لكم.
في سلسلة متضافرة من المقالات التي نشرتها في جريدة خلال الأسابيع الأخيرة تطرقت إلي طائفة دينية قديمة، هي الصابئة، وديانتهم هي الصابئية، وشأن هذه الطائفة شأن كثير من الجماعات الدينية الصغيرة التي يجهلها الآخرون الذين اكتفوا بكونهم ينتمون للأكثرية، وندر أن عرفت أحداً سمع بها سوي أهل العراق، ذلك لأن أمرها انتهي للإقامة في القسم الجنوبي منه، أو ما كان يسمي في التاريخ ب أرض السواد ، لكن الصابئية كانت منتشرة في كثير من بقاع العالم القديم بدلالة المصادر العربية القديمة التي أقرت بذلك. والصابئية من أقدم الديانات المعروفة، ويمكن القول إنها أصل، وجذر الديانات الكبري، وبعض المؤرخين ربطها بالنبي إبراهيم.
أكد القلقشندي ذلك القدم، بقوله والسريان أقدم الأمم في الخليقة، وكانوا يدينون بدين الصابئة، وينتسبون إلي صابئ بن إدريس.. قال ابن حزم: ودينهم أقدم الأديان علي وجه الأرض.. وكانت منازلهم أرض بابل من العراق. وقال المسعودي: وهم أول ملوك الأرض بعد الطوفان . ويؤكد السيوطي أمر القدم التاريخي للصابئية، ولكنه يجعل مصر القديمة موطنها قبل أن تعم الأرض بأجمعها تنبأ إدريس وهو ابن أربعين سنة، وأراده الملك محويل بن أخنوخ بن قابيل بسوء، فعصمه الله، وأنزل عليه ثلاثين صحيفة، ودفع إليه أبوه وصية جده، والعلوم التي عنده، وولده بمصر، وخرج منها، وطاف الأرض كلها، وكانت ملته الصابئة، وهي توحيد الله، والطهارة، والصلاة، والصوم، وغير ذلك من رسوم التعبدات. وكان في رحلته إلي المشرق أطاعه جميع ملوكها، وابتني مائة وأربعين مدينة أصغرها الرها، ثم عادل إلي مصر فأطاعه ملكها، وآمن به، فنظر في تدبير أمرها، وكان النيل يأتيهم سيحاً، فينحازون من مساله إلي أعلي الجبل والأرض العالية حتي ينقص، فينزلون فيزرعون حيثما وجدوا الأرض ندية، وكان يأتي في وقت الزراعة، وفي غير وقتها، فلما عاد إدريس جمع أهل مصر، وصعد بهم إلي أول مسيل النيل، ودبر وزن الأرض، ووزن الماء علي الأرض، وأمرهم بإصلاح ما أرادوا من خفض المرتفع ورفع المنخفض وغير ذلك مما رآه في علم النجوم والهندسة والهيئة .
بلغ إدريس أطراف الأرض في طوافه، وأطاعته ممالك الشرق، ووصل إلي عمق افريقيا حيث منابع النيل، وعُرف عنه شغفه بالتعليم والتدريس، ومن ذلك اشتق اسمه، وله صحف مرسلة أسوة بالأنبياء. وقرر ابن العماد الحنبلي ما يأتي مات إدريس بمصر، والصابئة تزعم أن هرمي مصر أحدهما قبر شيث، والآخر قبر إدريس . وذكر ياقوت الحموي، بخصوص الهرمين، أنه إليهما تحج الصابئة، وكانا أولاً مكسوين بالديباج وعليهما مكتوب وقد كسوناهما بالديباج فمن استطاع بعدنا فليكسهما بالحصير . وحسب المقريزي، ف قد كان يُحج إليهما، ويُهدي إليهما من أقطار البلاد .
وكانت الصابئة تعظم أبي الهول الرابض أمامهما كأنه يحرسهما. فإذا صحت كل هذه المعطيات، وأخذ بالاعتبار القدم التاريخي للصابئية، يكون حج الصابئة للأهرام أول حج عرفه أبناء آدم، وقد كسيت بالديباج، وهي شبه مكعبة، وتلك هي القبلة الأولي في تاريخ العقائد الدينية، وقد مر بها أنبياء ورسل كثيرون، منهم إدريس، وإبراهيم، وموسي، وعنها تناسلت سائر ضروب الحج وتقاليده في الديانات الأخري، بما فيها تعظيم بيوت الله في أكثر من مكان، والتوجه إليها، والطواف حول بعضها، فالحج إليها هو التقرب إلي الخالق بالوصول إلي المكان الذي يعتقد أن له أثراً فيه، فتلك بيوت الله، مهما تعددت أشكالها، ومواقعها، وطقوس العبادة فيها. ذلك ما يمكن الخلوص إليه في قراءة تتحري الدقة للمصادر القديمة التي حملت إلينا أخباراً متناثرة عن الصابئة.
وفي ضوء كل هذا يصعب قبول الفكرة الشائعة القائلة بأن الأهرام هي قبور لبعض ملوك مصر القدامي، أو ينبغي- في الأقل- أن يعاد النظر بذلك، فقد تكون خصصت أطرافها مقابر لكبارهم، كما يقع في كل زمان ومكان حيث يدفن الملوك، والأمراء، والكهنة، والأولياء، في الأماكن المقدسة ليكتسبوا القداسة بالمجاورة، لكن الوظيفية الدينية لهذه الهياكل، ووجود أبي الهول أمامها، ترجحها الضخامة العمرانية التي اقترنت في الأديان بالسمو والرفعة، وشكل التصميم الهندسي، والمكان، وطبيعة الطقس الديني المرتبط بها، فإذا أخذنا بالحسبان المرويات الموروثة التي عبرت حواجز الطمس والالغاء التي فرضتها العقائد اللاحقة، فيحتمل أن تكون الأهرام المحج الأول حيث كانت الصابئة تطوف، وتتطهر، وتتضرع، وتتشفع، كما يلمس ذلك في مناسك الحج لدي سائر المؤمنين بالديانات السماوية المعروفة، فتواري الوظيفة الدينية للأهرام في طيات الأحداث، وخلف تحيزات لاهوتية فرضتها العقائد اللاحقة، لا يعني عدم وجودها في الأصل، فالنجوع الرمزي للمعتقدات القديمة يعبر عن نفسه دليلاً نسقياً في الثقافات والأديان التي تباعد بها الزمن، فاستحالت بسبب بنيتها السحرية إلي مرويات أسطورية شفوية لا سبيل للبرهنة عليها بقرائن الثقافات الكتابية وأدلتها.
www.abdullah-ibrahem.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
رياح البرزاني «عاصفة الأتراك« ونفاق (بان)
جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرينية
(من يزرع الريح يحصد العاصفة). مثل معروف من مبناه متطابقا مع معناه على ما يجري في شمال العراق، الذي زرع فيه البرزاني، وصاحبه الطالباني، غرور من امتهن العمل ضد وطنه فهدّد دول الجوار(بالويل والثبور وعظائم الأمور)، لأنه تاجر بالقضية واستضاف بعضا من (اولاد العمومة) المسلّحين على نفقة الشعب العراقي، وعلى حساب أمنه الوطني، وقدسية حدوده، (فحصد عاصفة) لم يتحسب لها في غلواء احلام يقظته على سلّة وعود امريكية تجاوزها منطق السوق العراقي والاقليمي والدولي في آن.
هجوم الربيع التركي، الذي كان متوقعا، بدأ مبكرا عن نفاد صبر تركي، وعن مبدأ عسكري يفيد ان : (الهجوم افضل وسائل الدفاع)، وربما اسرعها، في زج (10) آلاف جندي، من مجموع (100) الف جاهزين للهجوم الأصلي، في معارك جس نبض استطلاعية تحصل الآن في مناطق (نيروه ريكان) و(سره رش) وجبل (قنديل) في محافظة دهوك على المثلث العراقي التركي السوري، ضد المتمردين الأكراد الأتراك من حزب العمال الكردستان (بي كي كي)، مصحوبة بقصف مدفعي مكثف من المدفعية والطائرات التركية، ومن المتوقع ان تمتد جبهة العاصفة التركية على طول الحدود حتى المثلث الحدودي التركي العراقي الايراني في الأيام القادمة كلما تحسنت الظروف المناخية. البرزاني، المحاصر عراقيا واقليميا، لم يجد لنفسه مغيثا غير (رمضاء) نبي الأكاذيب الـ (935) من (هجير) تركيا، فطيّر له استغاثة عاجلة يدعوه فيها (دعوة الأخ لأخيه): (للتدخل ومعالجة الوضع المتأزم مع تركيا)، ولم تفته طبعا وطبيعة فرصة (الشكوى) من شركائه في تجارة احتلال وبيع العراق في حكومة (أم المخازي) الذين وصف موقفهم بأنه: (هزيل!!)، فأكد بشكواه مهزلة زارعي الريح في ارجاء العراق من : نبي الأكاذيب الدولية الشهيرة نزولا الى ابسط مقاتلي البرزاني الذين انزووا مرعوبين من الأتراك بعد (بطولات) مشهودة معدودة ضد عرب العراق الذين يمثلون اكثرية الشعب العراقي . ووفق مقولة قديمة تقول : (خذ الحكمة من افواه المجانين)! صرّح النائب الكردي محمود عثمان بأن: (الولايات المتحدة منحازة لتركيا). ولأن الرجل هو فيلسوف الحكمة الأقدم في حاضنة تجار الحروب الأكراد فقد (صدق!!) على غير ما هو متوقع منه ومن امثاله. ولكنه سرعان ما عاد الى الهلوسة المضحكة المعروفة عنه وعنهم في قوله: (يفترض في الحكومة «العراقية« ان تطلب من امريكا الضغط على تركيا لإنهاء عملياتها العسكرية). ولم يكتف بهذه النكتة، لأنه اضاف ما هو اكثر اضحاكا منها: (.. باعتبار ان الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الحفاظ على أمن.. العراق). ثم غرّب وشرّق في آن في قوله: (على الحكومة العراقية ان تطلب عقد جلسة لمجلس الأمن لإنهاء العملية العسكرية التركية في حال عدم استجابة واشنطن للطلب العراقي)، وبذلك ختم بالضربة (القاضية) على كل (حكمة) عملاء امريكا في العراق المحتل. محاصر مرعوب يطلب من محاصرين مرعوبين بعيدين عنه بفك الحصار عنه، زارع ريح يطلب ممن تهددهم عواصف المقاومة الوطنية العراقية، بعيدين عنه، عاجزين عن التمسك بمواقعهم النقطوية في العراق، ان ينقذوه من عاصفة تركية غابت عن تفكيره الاحمق في شمال العراق، الذي فرّط حتى بمصير اقرب الناس اليه: اكراد العراق، لأنه يحلم بديمومة امتيازات مالية وسلطوية لتجار حروب الحقوا ضررا بالقضية الكردية صعب العلاج في عمقها الانساني، وعزلوها بحماقاتهم وحبهم المرضي للمال والسلطة عن عمقها العراقي العربي والاقليمي لدى شعوب دول الجوار. وجاءت ردود الفعل على العاصفة التركية من (بان كي مون) اكثر من مخيّبة لآمال تجار الحروب الأكراد وربما اعمق من (هزيلة)، فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة على اهانة المسلمين، الأتراك الى (احترام) الحدود الدولية العراقية، وشفع ورفع دعواه الى مصاف مصالح امريكا الدولية في تأكيده: (وقف فوري للهجمات التي يشنها عناصر حزب العمال الكردستاني الذين ينطلقون من شمال العراق، ويرتكبون اعمالا ارهابية في تركيا). ولا احد يعرف لحد الآن ما هو رد نبي الأكاذيب الـ (935) على رسالة الاستغاثة البرزانية، ولا على اعلان (النخوة) الأممية الصادرة عن امينها العام (بان كي مون)، ولكن الأكيد، الأكيد، ان عملاء امريكا في شمال العراق، كشركائهم في جريمة الاحتلال في جنوب العراق، أدمنوا الاهانات الدولية والإقليمية على حقيقة بيت شعر يقول: (من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميّت إيلام) وغالبا ما يؤاتي الموت المنافقين مرات ومرات قبل الموت النهائي في عواصف كانوا زرّاعا حمقى لرياحها الصغيرة. (فبان كي مون) يتجاهل ان العراق بما فيه من حدود دولية هو بلد محتل، فيما يتجاهل المستغيثون الأكراد (بهجير) بوش (من رمضاء) المقاومة العراقية والعاصفة التركية في آن. mjarraseef@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
كونوا خفراء لحماية الناس من الوحوش
السيد محمد حسين فضل الله
الوسط البحرين
واحدة من أخطر القضايا التي ابتليت بها الأمة في السنوات الأخيرة، تتمثل في ظاهرة التكفير التي أنتجت وحشيةً عدوانيةً قاتلةً تلبس لبوس القداسة والدين، وتتحرك من موقع الفتاوى الجاهلة والمتعصبة، والتي تنطلق من شخصيات متعصبة وليست على دراية حقيقية بالآخر، ولا تملك فهماً أصيلاً للإسلام، ولكنها - مع ذلك كله - استطاعت أن تثير الكثير من البسطاء السذج، لتعدهم بالجنة وبمرافقة الأنبياء والصدِّيقين والشهداء إن هم فجروا أنفسهم بالأبرياء من المدنيين والمؤمنين والمسالمين.
ففي الوقت الذي نشعر فيه بخطورة هذه الظاهرة في وحشيتها وفي سعيها إلى زرع الفتنة المتحركة في الواقع الإسلامي، وفي تشويهها لصورة الإسلام أمام العالم، نستغرب كل هذا الصمت في العالم الإسلامي أمام هذه العمليات الإجرامية التي تجتاح الأطفال والنساء والشيوخ، من أفغانستان إلى باكستان إلى العراق، في مشهد من أفظع مشاهد القتل والجريمة.
إننا نريد للأمة أن تواجه هذه الحالة العدوانية سياسياً وثقافياً وعلى كل المستويات، ونرى في الجريمة التي استهدفت المؤمنين الزائرين للإمام الحسين (ع) والصفوة الطيبة من أهل بيته وأصحابه، القمة في الوحشية التي ينطلق بها من لا يعيش الوجدان الإسلامي، ولا ينفتح على الرسول الأكرم (ص)، وإلا فكيف يمكن أن نفسر هذه العمليات التي تستهدف المؤمنين الذين عاشوا الإخلاص للإمام الحسين (ع)، وعملوا على استعادة ذكرى ثورته حباً بأهل البيت وبسبط الرسول (ص)، والتزاماً بالنهج الإسلامي الذي أكده الرسول الأكرم (ص): «حسين مني وأنا من حسين».
إن المشكلة في بعض هؤلاء الوحوش القتلة، أنهم يستحلون دماء المسلمين الذين يعتنقون مذهباً آخر، أو يؤمنون بآراء سياسية أخرى، ولذلك فقد قتلوا من العراقيين الأبرياء في مساجدهم ومقاماتهم الدينية وأسواقهم ومجالس عزائهم عشرات الألوف، أما حديثهم عن مواجهة الاحتلال، فإنهم أساؤوا إلى صورة المقاومة الإسلامية الوطنية الشريفة، وخصوصاً أن ضحايا عملياتهم من المدنيين يفوق بما لا يقاس عدد قتلاهم من المحتلين.
دعونا الجميع في حوارنا الإسلامي - الإسلامي إلى اللقاء على أساس دراسة كل القضايا الإسلامية التي يثور فيها الجدل في قضايا الإيمان والكفر، وفي استحلال دم المسلم للمسلم على أساس تهمة الكفر والشرك والارتداد، بطريقة جاهلة متخلفة لا فقه فيها، وهذا ما أدى إلى نجاح الفوضى التي أثارها الاستكبار الأميركي في الفتنة بين المسلمين وفي إسقاط قوتهم، ليكون بأسهم بينهم شديداً.
ندعو هنا علماء المسلمين من جميع المذاهب في العالم الإسلامي، والأحرار الذي يحترمون حقوق الإنسان وينكرون قتل المدنيين الأبرياء، والمسئولين في الدول الإسلامية، إلى التحرك بقوة حتى لا يسقط الهيكل على رؤوس الجميع، وندعو الزائرين المؤمنين في زيارة الأربعين، إلى المزيد من الحذر واليقظة، ليكون كل مواطن خفيراً لحماية الناس من الوحوش المفترسة.
أميركا قد تحتل العالم الإسلامي
إن الحركة التي أطلقتها الإدارة الأميركية حديثاً لمقاربة المسألة الفلسطينية من زاوية الدور الذي يراد للحلف الأطلسي أن ينطلق به في فلسطين المحتلة، وبدء الحديث عن إمكانية نشر قوات من الحلف في الضفة الغربية تمثل صورة في واجهة الإدارة السياسية الأميركية للمسألة الفلسطينية لناحية السعي إلى إنهاء هذه المسألة تحت عناوين معالجتها وصوغ الحلول الواقعية لها.
لقد بدأت الإدارة الأميركية العمل على إدخال المسألة الفلسطينية في مرحلة جديدة من مراحل العبث بعناصرها السياسية الأساسية بما يعزز الأمن الإسرائيلي ويُبقي على النفوذ الإسرائيلي، وحتى على هامش الحركة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية داخل الضفة الغربية المحتلة تحت الغطاء الأطلسي، الأمر الذي يُدخل الملف الفلسطيني في متاهة جديدة وفي تفصيل جديد يبعده كل البُعد عن الاستقلال والتحرير ويُعطي دليلاً إضافياً وحاسماً على أن هذه الإدارة لا يمكن أن تكون إلى جانب أي واقع استقلالي وتحرري في العالم العربي والإسلامي، لأنها لا تقيس الأمور إلا بمقياس مصالحها ومصالح الأمن الإسرائيلي.
على دول الاتحاد الأوروبي الحذر من الاستمرار في السير في هذه الهرولة خلف السياسة الأميركية في المنطقة، لأن ذلك قد يتجه بالمنطقة نحو انهيارات سياسية وأمنية جديدة، ويوسع الشرخ الذي بدأ يتسع بين شعوبنا وبين دول الاتحاد التي قرر الكثير منها أن يمشي وراء الإدارة الأميركية في مقاربتها للأوضاع في المنطقة، لا أن يرسم لنفسه خطاً مستقلاً في هذا المجال، وخصوصاً في الموضوع الفلسطيني، لأننا نرى أن حلف شمال الأطلسي تحوَّل إلى هراوة أميركية تستخدمها إدارة الرئيس بوش، حيث تستدعي حاجتها ومصالحها إلى المستوى الذي فقدت فيه الدول الأوروبية الرئيسية شخصيتها وصورتها أمام الضغط الأميركي الذي يلحظ مصلحة «إسرائيل» أولاً وآخراً.
الملاحظ أن الخطة التي تقودها الإدارة الأميركية وتلحق بقطارها دول الحلف الأطلسي تقوم على توسعة دائرة الاحتلال لمواقع العالم الإسلامي والعربي ليصبح هذا العالم تحت الاحتلال المباشر من قِبَل أميركا وحلفائها أو تحت الوصاية السياسية بما يؤسس لواقع يشبه واقع الاستعمار والانتداب وما إلى ذلك، الأمر الذي ينبغي على قوى الممانعة والمواجهة أن تحسب حسابه وأن تبدأ برسم الخطط المضادة له، وعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تواكبها في حركة رفد لذلك، حتى لا تسقط بقية المواقع في الأمة تحت تأثير هذا الخط الاحتلالي التدميري الذي تقوده الإدارة الأميركية.
إن خطورة هذا الطرح (نشر قوات للحلف الأطلسي في الضفة الغربية)، أنه يمثل من الناحية الواقعية محاولة أميركية جديدة لإضاعة الوقت وكسب الأوضاع المعقدة لمصلحة «إسرائيل» ومن الناحية الاستراتيجية حركة في تدمير القضية الفلسطينية وإنهائها، ولذلك فإننا ننبّه العرب المشدودين إلى الفراغ السياسي وإلى حال الفشل والعجز القاتل من أن ذلك سيؤدي إن عاجلاً أو آجلاً إلى أن تصل النيران إلى مواقعهم والفوضى إلى مراكزهم وساحاتهم، لأن الكفَّ عن الاهتمام الحقيقي بالمسألة الفلسطينية وإسقاطها من جدول أعمالهم الأساسي، وصولاً إلى جعلها تفصيلاً من تفاصيل الملف الذي تديره واشنطن وترضخ له دول الاتحاد الأوروبي والرباعية الدولية لن يُفضي إلى تعطيل الدور العربي فحسب، بل سيقود إلى تدمير المصالح العربية العليا على المستويات السياسية الاقتصادية وغيرها لحساب المصلحة الإسرائيلية الأميركية، الأمر الذي لن تقبل به الشعوب العربية والإسلامية وستكون لها كلمتها الحاسمة حياله.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
التوغل التركي في العراق .. أهداف معلنة وأخرى في دائرة التكهنات
د. محمد عاكف جمال
البيان الاماراتية
في ضوء قرار البرلمان التركي، بأغلبية كبيرة جداً، في السادس عشر من أكتوبر المنصرم بتخويل رئيس الوزراء أردوغان شن هجوم إستراتيجي واسع داخل الأراضي العراقية، بدأت القوات البرية التركية يوم الحادي والعشرين من فبراير الجاري في اجتياح أجزاء من كردستان العراق.
وقد سبق ذلك قيام القاذفات والمروحيات التركية بقصف المواقع الحساسة التي يوجد فيها مقاتلو حزب العمال الكردستاني وفق معلومات استقتها من المصادر الإستخبارية الأميركية.
أشاعت هذه الحملة العسكرية منذ بدء القصف الجوي أجواء الخوف والرعب لدى سكان المنطقة المدنيين وأغلبهم من الفلاحين والرعاة الذين أضطر معظمهم إلى الهجرة حفاظاً على حياتهم وقد دمر القصف العديد من مساكنهم.
وقد صدر إثر بدء هذا الهجوم إدانات دولية عديدة على رأسها ما صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة كما طالبت الحكومة العراقية إيقاف الهجوم وسحب القوات التركية في تناقض صارخ مع ما تدعيه الحكومة التركية من أن توغل قواتها لم يكن من غير تنسيق مع الجانب العراقي.
وقامت إيران إثر ذلك بتعزيز قواتها على الحدود العراقية، و قفزت أسعار العقود الآجلة للنفط في أسواق البورصة إلى مستوى مئة دولار للبرميل الواحد بتأثير المخاوف من تعطّل الإمدادات النفطية عبر الأراضي التركية إلى ميناء جيهان التركي للتصدير.
ويعتبر هذا التوغل الأول من نوعه منذ احتلال العراق عام 2003، وهو لم يتم بمباركة أميركية فحسب بل و بدعم مخابراتي ولوجستي منها يجعلها شريكا فيه وليس مراقبا له. فما هو يا ترى البعد الأميركي في هذا الموقف؟ وما هو المغزى من هذا الهجوم وما هي الأهداف الحقيقية لتركيا؟.
هنالك حقائق ميدانية لا بد من أخذها بنظر الاعتبار في هذا السياق، فتركيا هي الدولة الأكثر قرباً إلى الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بحكم كونها عضواً في حلف الأطلسي وتستضيف أراضيها عدداً من القواعد العسكرية الأميركية. وتشترك الولايات المتحدة مع تركيا في تصنيف حزب العمال الكردستاني التركي في خانة الإرهاب، ويهم الولايات المتحدة كثيراً عدم إغضاب هذا الحليف الإستراتيجي الذي يرى أن قضية الأكراد عموماً وأكراد تركيا خصوصاً خطاً أحمر بالنسبة لأمنه القومي حتى لو تطلب ذلك إغضاب بعض حلفائها في العراق.
سياسة الولايات المتحدة في العراق تتأثر من غير شك بخارطة الكتل السياسية العراقية وتحالفاتها و تقارب أو تعارض مصالحها مع هذه الكتلة أو تلك، فهي تشهد الجفاء الذي بدأ يظهر إلى العلن بين التحالف الكردستاني وبين كتلة الائتلاف العراقي الموحد التي تعتبرها الولايات المتحدة اللاعب الأهم في الساحة السياسية العراقية هذا إضافة إلى تعرض الولايات المتحدة إلى ضغوطات لم تظهر إلى العلن بعد من بعض الدول العربية التي تتحفظ كثيراً على مستقبل العراق في ضوء ما حصل عليه الأكراد من مكاسب.
أما ما تسعى إليه تركيا فبعضه واضح المعالم وبعضه ليس كذلك تدور حوله التكهنات، فمن المسلم به أن تركيا لا تنظر بعين الرضا إلى المكاسب التي حصل عليها أكراد العراق وهي تتوجس كثيراً من المستقبل السياسي لإقليم كردستان العراقي المتاخم لحدودها الجنوبية حيث يعيش أكراد تركيا وحيث ينشط حزب العمال الكردستاني الذي يرفع شعار الكفاح المسلح للحصول على الحقوق القومية لأكراد تركيا.
لم يكن محبباً لدى حكومة أردوغان إتخاذ قرار التوغل العسكري إلا كآخر ورقة تُطرح في مجال التحرك ضد حزب العمال الكردستاني فقد قام أردوغان بتأخير ذلك مدة تقرب من شهرين. فالعمل العسكري يقوي شوكة المؤسسة العسكرية التركية التي سعى حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان ويسعى إلى إنتزاع نفوذها ونفوذ القوى العلمانية المؤتلفة معها.
فالتوغل الذي يقوم به الجيش التركي في كردستان العراق يعيد بعض النفوذ والهيبة لهذه المؤسسة ويدعم وجودها وهيبتها كمرجعية أساسية في الحفاظ على الأمن التركي.
هنالك أهداف مهمة تسعى تركيا لتحقيقها في هذا الإجراء العسكري، كما أن هنالك رسائل مهمة يحملها هذا الإجراء يقرؤها العارفون ببواطن الأمور ويعرفون بأنهم المعنيون بها، نلخص ذلك بما يأتي:
1 ـ القضاء على مواقع حزب العمال الكردستاني التركي في كردستان العراق، وهو الهدف المعلن أو الذريعة لهذا التوغل.
2 ـ زعزعة الاستقرار في الإقليم الكردي وإضعافه عن طريق استهداف البنى التحتية فيه وهو اتهام وجهه رئيس وزراء الإقليم إلى تركيا.
3 ـ تجاهل وجود الإقليم ومؤسساته، فوفق المصادر الرسمية التركية كان التغلغل بتنسيق جرى مع الرئيس العراقي ومع رئيس الوزراء.
4 ـ إحراج قيادة الإقليم الذي تجاهلته بإظهارها بمظهر العاجز عن حماية حدود إقليمها مما حدا برئيس الإقليم إلى الاستنجاد بالولايات المتحدة للتدخل لوقف التغلغل التركي موجهاً عن طريق رئيس وزرائه سهام التقريع لرئيس الوزراء العراقي.
5 ـ استعراض عضلات الدولة القوية التي ترى بأن شأن كركوك ومستقبلها يدخل ضمن اهتماماتها.
6 ـ مدخل لمعادلة نفوذ بعض دول الجوار العراقي التي تفاقم تدخلها في الشأن العراقي.
7 ـ إشعار الحكومة العراقية بأن الاتفاقات التي عقدتها تركيا مع النظام السابق لا تزال سارية المفعول.
8 ـ لفت أنظار الولايات المتحدة إلى أن تركيا لها ما تقوله في الشأن العراقي.
أظهر التوغل التركي في الأراضي العراقية وانتهاك سيادة العراق وأحداث أخرى كثيرة سبقته كم هي الحاجة ضرورية لوجود حكومة قوية في بغداد وكم هو حجم الأضرار التي لحقت بالعراق جراء الأخذ بإستراتيجية تدمير المركز التي اعتمدتها بعض الكتل السياسية القوية في مجلس النواب العراقي.
وكم لحق من أضرار بالأمن القومي العراقي جراء الدعوات التي ارتفعت إبان صياغة الدستور العراقي وخلال الحملة التي صاحبت الاستفتاء حوله، بأن توزيع صلاحيات الحكومة المركزية على الأقاليم هي الوسيلة المضمونة لعدم عودة الديكتاتورية.
الحكومة العراقية أمامها فرص عديدة لإثبات وجودها خاصة فيما يتعلق بالحقوق التي تم التفريط بها على مدى سنين طويلة في عهد النظام السابق عبر اتفاقيات سمحت بخسارة العراق لحقوق كثيرة في الأرض وفي المياه مع دول الجوار، وسمحت لدول أخرى بانتهاك سيادته والتوغل في أراضيه وإقامة المعسكرات فيها.
ولعل معاهدة الجزائر التي وقعها الرئيس العراقي السابق مع شاه إيران والاتفاق مع تركيا بالسماح بتوغل قواتها داخل إقليم كردستان هي في مقدمة القضايا التي ينبغي على الحكومة العراقية التصدي لها، فهل ترغب في ذلك؟، وإن رغبت فهل تستطيع؟.
majamal@emirates.net.ae
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
أميركا وتحديات القرن
:د. باقر النجار
البيان الامارات
هنري كسينجر أحد أهم وأبرز وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية الذين طبعوا بصماتهم على سياستها الخارجية خلال حقبة السبعينات. ورغم خروجه من العمل السياسي المباشر إلا إنه أصبح يمثل بأفكاره وأطروحاته ما يراود صناع القرار في الإدارة الأميركية من رغبات وأهداف وهواجس كما إنه بهذه الأفكار أصبح يمثل أحد الأقطاب المؤثرة في سياساتها ومواقفها الخارجية.
وفي حديث صحافي أخير له مع جريدة درشبيغل الألمانية نشرت إيلاف ترجمة له حدد كسينجر ثلاثة من التحديات تواجهها الولايات المتحدة الأميركية في حقبتها المعاصرة. وذلك بقوله التالي: «اعتقد أننا نواجه ثلاثة تحديات حاليا: اختفاء القومية؛ صعود الهند والصين، وثالثا، ظهور مشكلات وتحديات لا يمكن حلها عن طريق قوة واحدة، مثل الطاقة والبيئة.
نحن لا نملك الترف للتركيز على مشكلة واحدة؛ علينا أن نتعامل مع الثلاثة جميعا وإلا لن ننجح في حل أي منها. إن صعود آسيا سيكون حدثا هائلا. ولكن لا يمكننا أن نقول اننا ينبغي لذلك أن نعلق تحديات أخرى، مثل محاربة الإسلام الراديكالي».
أما التحدي الأول فقد تعاملت أميركا معه بقدر كبير من البرجماتية حيث إنها شجعت في بادئ الأمر دول شرق أوروبا بالتمرد والاستقلال عن الاتحاد السوفييتي والذي بدأ مع دعمها للجنة التضامن البولندية.
وقد قادت الحملة فيما بعد لتوالي سقوط الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية وقيام أنظمة موالية أو شبه موالية للغرب وأميركا ولم تنته المسالة عند ذلك الحد وإنما قاد دعم الدولة القومية نحو تفكك الاتحاد السوفييتي واستقلال جمهورياته المختلفة وفي تفكك الاتحاد اليوغسلافي وقيام جمهورياته الاثنية المختلفة.
ولم ينته الأمر عند ذلك وإنما امتد بعض الشيء ليشمل تشجيع الحركات الانفصالية في الصين، ودعم بدا في بادئ أمره مشجعا لقيام دولة كردية في الشمال العراقي إلا إن الموقف قد تبدل مع تبني الصين لمواقف أكثر براجماتية وسياسة تعاون اقتصادي مع أميركا.
وفي الضغوط التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأميركية من تركيا أحد أهم حلفائها في المنطقة ومن مجموعة من الدول العربية والتي وجدت في قيام دولة كردية في الشمال العراقي إيذانا بقيام الدويلات الاثنية في المنطقة العربية وهي الدولة التي قد يصعب ضبطها فيما بعد. وقد يفسر ذلك تراجعها عن مشروعها المقترح بقيام ثلاث من الدول المذهبية والعرقية في العراق.
فهو وإن كان يخدم مشروعها في الداخل العراقي إلا إن تداعياته المستقبلية على المنطقة العربية وكذا على المصالح الأميركية قد يكون كبيرا ومدويا.
وتمثل حالة الانتقال من الدولة القومية إلى حالة الدولة المتعددة الثقافات أو بالأحرى الهويات، السمة الواضحة في المجتمعات المعاصرة، هذه الحالة التي دشن العالم دخوله في الألفية الثالثة بما سمي بحروب الهويات، هذه الهويات التي إذا ما فقدت الضابط لها والمحدد لتعبيراتها، فإن الوحشية التي تمثلت في الحالة اليوغسلافية والرواندية والصومالية والعراقية أبرز تعابيرها.
ويمثل التحدي الثاني قمة العقلانية الأميركية فهي وإن كانت تجد في الصعود الاقتصادي الآسيوي تهديدا لثقلها الاقتصادي في العالم، إلا إن دخولها كأكبر سوق اقتصادي واستثماري في العالم في اتفاقيات استثمارية وتجارية تفضيلية مع الصين والهند أعطى الولايات المتحدة الأميركية مساحات للضغط السياسي على هذه الدول لم يكن بالإمكان أن يكون بغيرها، بل إن هذا التعاون الاقتصادي قد أدخل قدرا من العقلانية السياسية في سياسات هذه الدول على الصعيد الخارجي.
حتى باتت الولايات المتحدة الأميركية أكبر أسواق العالم استيرادا للبضائع والسلع الصينية والهندية، كما إنها وبفعل معطيات السوق الهندي والصيني قد أصبحتا واحدة من أهم مواقع استثمارات رأس المال الأميركي.
ويمثل تحدي الطاقة والبيئة مجتمعين تحدي عملت أميركا على شقه الأول وأعني الطاقة وذلك من خلال البحث عن مناطق جديدة له غير مناطقه التقليدية. فاتجاهها نحو أفريقيا، هو نوع من النزوع لتأمين استمرارية تدفق النفط لها ليس فقط بأرخص الأسعار، وهو الأمر الذي لم يعد قائما على الأقل في المدى القصير.
وإنما من حيث الحصول عليه دون إمكانيات تهديد تدفقه فاتجهت نحو أفريقيا للبحث عنه، وما زيارة الرئيس الأميركي الأخيرة لأفريقيا ببعيدة عن هذه المرامي. وتبقى الولايات المتحدة والصين الدولتان الأكثر هتكا للبيئة والإضرار بها والممانعتين لاتفاقية الإنحباس الحراري.
أما التحدي الذي أسماه كيسنجر بتحدي الإسلام الراديكالي: وهو مصطلح كما هو مصطلح الإسلام السياسي شاع إستخدامهما بفعل الآلة الإعلامية الغربية، وهو مصطلح قصد منه الجماعات ذات الأهداف السياسية المعلنة من ضمن المسلمين والتي يكون الدين يافطتها المعلنة.
ورغم ما قد يحمله المصطلح من تبعات على الدين الإسلامي إلا إننا سنفهم المصطلح في الجزء الذي اشرنا إليه. فالجماعات الإسلاموية الراديكالية برزت كأحد القوى المناهضة للغرب والولايات المتحدة الأميركية والمهددة لمصالحه وإستراتيجياته في المنطقة.
وهي رغم بعض جماعاتها المعتدلة إلا إنها بدت وكأنها من حيث تهديداتها لمصالح هذه الدول تتجاوز الأطر الإقليمية ليكون العالم في اتساعه مسرحا لعملياتها. وقد ارتكبت الولايات المتحدة الأميركية فيما سمي بحربها على الإرهاب أخطاء جمة كلفها في ذلك الكثير وارتدت عليها نقمة واسعة، عمقت منه، ما ارتكبته من أخطاء جسيمة في العراق وموقفها المطلق التأييد لإسرائيل.
وهي أي الولايات المتحدة الأميركية وإن بدت برجماتية عقلانية النزوع في حالتي المسألة القومية والتحدي الآسيوي، إلا إنها لم تحدث قدرا مهما من التغيير على موقفها المعلن من إسرائيل وممارساتها في الأرض العربية.
وأعتقد جازما إن تحولا قد يكون مهما في موقف العالم العربي والإسلامي من الولايات المتحدة الأميركية يوم تكون قادرة على إحداث تغير مهم في موقفها من إسرائيل تغيرا، لا أقول في ان تميل للعرب والإسلام وإنما أن تميل بقدر مهم من الحق الفلسطيني.
وعندها فقط قد يمثل ذلك خطوة مهمة في كسب الموقف منها في هذه المجتمعات وفي القدرة على هز الأرضية التي يقف عليها «الإسلام الراديكالي» أو موقف الجماعات الإسلاموية من الولايات المتحدة الأميركية. وأعرف إن مثل ذلك قد لا تكون بالعملية أو المهمة السهلة لتعقد صناعة القرار فيها وقدرة القوى المالية والإعلامية والصناعية على تشكيله والتي تمتلك فيه إسرائيل الشيء الكثير.

ليست هناك تعليقات: