Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 25 فبراير 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الأثنين 25-02-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
رؤية واقعية وليس قبولا
عبدالله حموده
الوطن عمان
تثير العمليات العسكرية التركية في شمال العراق جدلا ، بشأن أثرها على سيادة الدولة العراقية على ترابها الوطني، كما أنها تترك أثرا كبيرا على الأمن الوطني العراقي والأمن القومي العربي، لكن كثيرين لايتناولون النقطتين الأخيرتين، لأنهم يرون أن الأمن القومي العربي مستباح في العراق منذ احتلاله في عام 2003، بواسطة قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، كما أنه مستباح في السودان بمنطقة دارفور على وجه الخصوص، وفي لبنان الذي يعتبر ساحة مفتوحة أمام أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية، وتستفيد إسرائيل من ذلك على أكبر نطاق ممكن، لزعزعة الأمن الداخلي وإحراج موقف المقاومة. ناهيك عن وجود إسرائيل نفسها على أرض فلسطينية محتلة، بدعم ظالم من شرعية دولية متحيزة وبعيدة عن النزاهة، فضلا عن أن الأمن القطري والقومي العربي رهن إرادة موردي السلاح في السوق الدولية، ومعظمهم من الدول الغربية - وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية - ومن ثم فإن إسرائيل - وهي مصدر التهديد الرئيسي للأمن العربي - تعرف كل شيء عن القدرات الدفاعية العربية، التي ليست سرية إلا على مواطني هذه الدول والرأي العام العربي.
ربما يرجع التجاهل العام لمفهوم الأمن العربي عند الحديث عن العمليات العسكرية التركية في شمال العراق ، يرجع إلى الإحساس العام والتسليم بأن الأمن القومي العربي مستباح على أي حال، ولكن هناك نماذج أخرى للغيرة على انتهاك نظام الأمن العربي، كما حدث في حالة احتلال العراق للكويت، ومقاومة ذلك بالقوة لوقف العدوان وإزالة الاحتلال، حتى لو تضمن ذلك استعانة بـ "صديق" أجنبي ضد شقيق عربي. وكذلك شعرت مصر بتهديد لأمنها "القومي" عندما اقتحم الجياع والمرضى المحاصرون في قطاع غزة حدودها، وكأنهم يستجيرون بها في ظرف استثنائي، ويجري الآن البحث عن سبيل لتنظيم الحركة عبر الحدود المصرية مع قطاع غزة، لتأكيد التضامن مع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، رغم غياب الوفاق الكامل بين القاهرة ومن يمارسون السلطة في قطاع غزة من ناحية، ولتفادي تمكين إسرائيل من الاستفادة من الموقف لمصلحة استيراتيجيتها الاستيطانية والعدوانية.
المشكلة في العمليات العسكرية التركية في شمال العراق - ونحن هنا لانقول الاجتياح التركي لمنطقة كردستان - هي أن الحكومة التركية تشعر منذ فترة طويلة أن الحكومة العراقية في بغداد منشغلة بمحاولة إقرار الأمن في وسط وجنوب العراق، ولاتعطي اهتماما لشمال العراق لأنه لايخضع لسلطتها أصلا، وإنما لسلطة حكومة إقليمية كردية، تعمل من أجل تشجيع نظام فيدرالي في العراق، وتطمح إلى انفصال كامل عنه إذا استطاعت ذلك وسنحت الفرصة له ، وتعتمد في ذلك على دعم قوى غربية - من بينها بعض أجنحة الإدارة الأميركية - ومن ثم فإن هناك درجة ما من التعاطف مع التوجهات الانفصالية عن تركيا، التي يتبناها حزب العمال الكردستاني. ويتم التعبير عن هذا التعاطف في صور عديدة؛ من بينها السماح لهذا الحزب بالتواجد كتنظيم سياسي ، وبالعمل كقوة عسكرية لشن عمليات ضد الجيش التركي وأهداف مدنية أيضا داخل الحدود التركية، خاصة في مناطق ذات أغلبية سكانية كردية.
يشير ذلك كله إلى تناقض وصل درجة الصدام، بين مقتضيات الأمن القومي العربي في العراق - وهو مستباح أصلا، وهناك مظاهر للعجز في فرضه والدفاع عنه - ومتطلبات الأمن القومي التركي في دولة لاتحافظ على سيادتها فقط، وإنما هي في تحالف عسكري مع القوى التي تحتل العراق - بكل مايعنيه ذلك - ومن ثم عندما شعرت تركيا بالخطر من تجاهل التهديد الفعلي الخريف الماضي، بعد مقتل 12 جنديا من رجال جيشها في هجمة لجيش العمال الكردستاني، استنفرت برلمانها لتفويض الحكومة اتخاذ اجراء عسكري لوقف التهديد، فتم ذلك بطريقة دستورية مؤسسية. وجرى العمل به بعد ذلك خلال الأشهر الخمسة الماضية ، من الغارات الجوية وجمع المعلومات المخابراتية، حتى وصل درجة العمليات البرية على النحو الذي يجري الآن، بتعاون كامل من جانب الولايات المتحدة الأميركية - وهي سلطة الاحتلال في العراق - التي أبلغت بالعمليات مسبقا ووافقت عليها، وكذلك جرى إبلاغ الرئيس العراقي جلال الطالباني بواسطة الرئيس التركي عبدالله جول، وطالباني - بالصدفة البحتة - زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني (أحد القوى السياسية الكردية الرئيسية في شمال العراق).
لايمثل عرض الموضوع بهذه الطريقة قبولا - أو ترويجا وتسليما - بما يجري في شمال العراق، لكنه محاولة لرؤية هادئة وواقعية لما يجري من حيث أسبابه ونتائجه. وبالنسبة للأسباب قالمعتقد أنها أصبحت واضحة، ويساعد في وجودها التناقض في المواقف بين رؤية دولية - لدى البعض - تدعم تأسيس دولة كردية في شمال العراق، وتستفيد هذه الرؤية من ذلك فزاعة لتهديد نظامي الحكم في كل من سورية وإيران - على وجه التحديد - لأنهما ضمن عدد من الدول تضم مناطق متجاورة ذات أغلبية سكانية كردية. أما الرؤية المناقضة فإنها تعتمد سياسة إمكانية تغيير نظم الحكم المخالفة لها من الداخل، وإن كانت لاتمانع من الاستفادة من "الفزاعة الكردية" كأحد أساليب الضغط. وتركيا من الدول التي ترفض حتى التلويح ب "الفزاعة الكردية"، لأنها تعاني من آثار موقف الانفصاليين الأكراد، وترى أن مجرد التلويح بها يثير طموحاتهم ويغذي التطرف في أوساطهم. أما من حيث النتائج، فإن العمليات العسكرية التركية في شمال العراق، ستكون إحدى السوابق التاريخية في سياق الضعف العربي في فرض الأمن القومي والقطري، واضطرار أطراف أخري إقليمية إلى التدخل لحماية أمنها القومي، على حساب انتهاك الأمن العربي.
المشكلة الأساسية في مثل هذا التدخل ، هو أنه يعطي مبررا لإسرائيل للتدخل في دول عربية أخرى، بحجة حماية أمنها، ودولة مثل إسرائيل تتبنى تفسيرا شديد التوسع لمفهوم الأمن القومي من الناحية، وتتبع إجراءات تزيد عن مجرد الإغارة الجوية والاجتياح بالقوات البرية، وإنما يشمل اقتراف أعمال الاغتيال الانتقائي والاختطاف وتفجير البنايات والسيارات، مما يلحق أضرار أكبر بالأمن العربي، لكن ليس على الضعيف إلا أن يقبل مايجري عليه، ويقاومه بكافة الأساليب المتاحة له، وقبل ذلك لايعرض أمنه لخطر لايستطيع الحماية منه، وهذه النقطة الأخيرة مسؤولية أساسية على عاتق القادة الأكراد العراقيين، وحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
التوغل التركي شمالي العراق .. النص وما فوق النص
أ.د. محمد الدعمي
الوطن عمان
يتيح اجتياح الجيش التركي شريطاً حدودياً شمالي العراق نصاً مشحوناً بالدلالات التي تستحق الرصد والتحليل. من ناحية أولى ، وفرت الحكومة التركية لنفسها أهم مسوغات التوغل داخل الأراضي العراقية عبر الحاجة الماسة، الإقليمية والدولية، للجم وبتر ميليشيات حزب العمال الكردي/التركي PKK الذي ما فتيء يشن هجمات ضد المراكز والقوات التركية، عبر حرب عصابات استنزافية، منذ بداية ثمانينيات القرن الزائل. ومن ناحية ثانية، حصلت الحكومة التركية على ضوء أخضر من واشنطن عبر إعتبارها حزب العمال حركة "إرهابية"، سوية مع الإتحاد الأوروبي والعديد من دول الجوار، وبضمنها العراق ذاته.
بيد أن لهذا النص أبعاداً "فوق نصية"، إذا صح التعبير، وأهمها هو "الاستخفاف" بسيادة العراق وبحدوده الدولية. والحق، فإن هذا التوغل هو ليس الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، كما يبدو، خاصة وأن النظام العراقي السابق قد أطلق حرية مثل هذه التوغلات العسكرية قبل عام 2003، كأداة للجم الكرد عامة، وكتذكير بأهمية الحكومة المركزية ببغداد. ولكن على الرغم من أن هذا الإجراء لم يكن نافعاً بالمعنى الحقيقي، حيث أن الكرد كانوا متواصلين في بناء نوع من الحكم الذاتي المبني على الإكتفاء الذاتي بعيداً عن سطوة بغداد، وبالتعاون ضمنياً مع تركيا نفسها التي لم تكن تكنّ مشاعراً طيبة لذلك النظام بإعتبار التحالف القوي بين أنقرة والولايات المتحدة الأميركية، فإن الغارات التركية بقيت آنذاك في الظل ولم تحظَ بما يكفي من الضوء، على الرغم من خطورتها المتصلة بالأطماع التركية في العراق.
بيد أن عدم تحديد رئيس الورزاء التركي، رجب طيب أردوجان، موعداً لإنتهاء العمليات البرية/الجوية يزيد الشكوك في نوايا تركيا وفي أطماعها "التاريخية" بأجزاء من العراق. إن موعد ألإنسحاب غير محدد بغير "تحقيق القوات لأهدافها". أما هذه الأهداف فهي صعبة التحقق، ليس بالنسبة للجيش التركي فحسب، بل لأقوى جيوش العالم التقليدية، ومنها الجيش الأميركي، بإعتبار أن القوات التقليدية هنا تعمل في سياق مواجهة "حرب عصابات"، أي حرب كر و فر، لم تتمكن أية قوة في العالم من القضاء عليها قضاءً مبرم.
ولأن مجاميع حزب العمال الكردي تهدف إلى ألإستقلال جنوب شرقي تركيا، ذي الأغلبية الكردية، فإن كرد العراق لا يملكون سوى التعاطف مع أبناء جلدتهم، خاصة بعدما وفر الإبتعاد عن بغداد من عام 1990 إلى عام 2003 نوعاً من حرية التصرف والموارد المحلية، خاصة بعد أن حقق كرد العراق حكماً محلياً قوياً متمثلاً بحكومة الإقليم التي يرأسها مسعود البرزاني. لهذه الأسباب تغدو عقدة حزب العمال التركي شائكة للغاية، فهو يمتص المتاح من الدعم من داخل العراق ليصد هجمات الجيش التركي، ثم ليطلق المزيد من الغارات على وحداته ومراكزه في الداخل التركي بواسطة خلاياه السرية الموجودة هناك. الحكومة التركية تدرك جيداً أن مواجهة حرب عصابات هي من الأمور المعقدة التي تستغرق وقتاً طويلاً دون تحقيق أهدافها النهائية؛ الكرد عامة يدركون أن حلم الإستقلال وتأسيس دولة كردية يقع تحت مطرقة دول ذات جيوش قوية، مثل تركيا والجمهورية الإسلامية الايرانية. لذا فإن الموقف الأكثر إرتكاناً إلى العقل والمنطق يتطلب سحب الغطاء الذي وفرته تركيا لنفسها كي تتوغل في الداخل العراقي من أجل المحافظة على ما حققه كرد العراق من إنجازات كبيرة لم تكن ممكنة قبل بضعة سنوات.
هذا ما لايمكن أن يتحقق دون برهنة كرد العراق على وفائهم أو تشبثهم بما أتيح لهم بعد عام 2003، حيث تحولت "حركة التمرد"، كما كانت تسمى من ذي قبل، إلى حكومة تبني وتقود مؤسسات على طريق التقدم والمزيد من الحكم الذاتي، وحيث تحولت قوات "البيشمركة" الجبلية والشديدة البأس إلى "جيش رسمي" تحت إمرة حكومة كردستان العراق.
وهكذا يكون كرد العراق على المحك، أمام إختيارين: الأول، هو الحفاظ على ما تحقق من خلال البرهنة على أنهم لا يرمون، الآن على أقل تقدير، إلى تأسيس دولة كردية مستقلة من خلال تغذية التمرد الكردي في تركيا وإيران؛ والثاني، هو اللعب بالنار وإعتماد سياسة سائلة متذبذبة بين دعم قوات حزب العمال التركي سراً من ناحية، وبين الدعوة على الحفاظ على إستقلال العراق وسيادته ومنع القوات التركية من التوغل داخله. واذا كانت القيادات الكردية العراقية قد نجحت في تحويل قوات البيشمركة إلى قوات رسمية، تستحق مرتبات وحقوق الجيش العراقي بالكامل، فإن عليها توظيف هذه القوات وإستعمالها من أجل طرد قوات حزب العمال التركي ومنعه من تخريب ما حققه كرد العراق من منجزات تعد تاريخية بقدر تعلق الأمر بقصة الكرد في تاريخ الدولة العراقية الحديثة.
إن الخيار الثاني يضع القيادة الكردية العراقية في وضع صعب: فمن ناحية أولى، عليها أن تبرهن للولايات المتحدة وللحكومة العراقية القائمة انها لا تدعم أية حركة إرهابية، وبضمنها حزب العمال التركي؛ ومن ناحية ثانية، عليها التخلي عما يسمى بـ"الحلم القومي الكردي" بتأسيس دولة قومية تجمع كافة أكراد العالم من جنوبي أرمينيا حتى شمال العراق، على أنقاض دولة قوية تحتضن الأغلبية الكردية، كتركيا وإيران. إن الكرد العراقيين، سوية مع الكرد في دول الجوار، يعرفون العقبات القائمة على هذه الطريق الكأداء، خاصة وأنهم يدركون بدقة أن الولايات المتحدة الأميركية، القوة الأكثر سطوة في الإقليم، لا ترغب بتغيير رئيسي وجذري في خارطة الشرق الأوسط.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
الهزيمة في العراق.. قراءة غربية
د. خالد الحروب
الشبيبة عمان
يقدم كتاب "الهزيمة: لماذا خسروا في العراق" الجديد للكاتب البريطاني الرصين والمخضرم جوناثان ستيل (Jonathan Steele, ‘Defeat: Why They Lost Iraq’, I. B. Tauris, 2008) قراءة شاملة ودقيقة وغير إنشائية تلملم تفاصيل صورة حرب العراق وتضعها في قالب السؤال الكبير الذي يطرحه عنوان الكتاب. ستيل هو أحد أبرز كتاب الأعمدة في صحيفة الغارديان البريطانية وأبرز مراسليها أيضاً, وبهذه الصفة الأخيرة فقد زار عراق ما بعد الإحتلال مرات عديدة أهلته لأن يواكب تطورات الأحداث عن كثب ويكتب عنها. وفي تلك الزيارات أيضا قابل عدد كبير من صناع الحدث العراقي, أمريكيين, بريطانيين, عراقيين من كل ألوان الطيف السياسي والديني, وكذلك مسؤولين وسياسيين عرب من دول الجوار. الأطروحة الأساسية التي يبني عليها ستيل كتابه هي أن "مخططي الحرب في واشنطن, من الرئيس إلى أقرب المستشارين إلى الأكاديميين الذين حمسوهم, لم يأخذوا بالإعتبار طبيعة المجتمع العراقي, أو تاريخ العراق, ولا أيضا طبيعة المشاعر العميقة في المنطقة التي ستؤدي إلى فشل أي إحتلال غربي". فما كان يسيطر على مخيلة أولئك المخططين هو "نموذج" الاحتلالات الأمريكية لألمانيا واليابان كنتيجة للحرب العالمية الثانية سنة 1945, وهما إحتلالان لم يقابلا بأي مقاومة من قبل شعبي البلدين, بل أستقبلا بقدر من السلبية إن لم يكن الترحاب. والنموذج الأكثر راهنية الذي دعم ذلك التخيل هو نموذج إنهيار النظم الإشتراكية في أوروبا الشرقية في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي, حيث أنقضت الدكتاتوريات الأمنية وشبه العسكرية وحل مكانها أنظمة ديموقراطية تعددية وقائمة على إقتصاد السوق. حاصل جمع هذين النموذجين, إذن, هو إحتلال سلمي للعراق مُرحب به من قبل الشعب العراقي زائد قيام ديموقراطية عراقية مباشرة بعد سقوط لنظام صدام وتحت عين الرعاية الأمريكية. ما فات على إدراك الأمريكيين, كما يقول ستيل, هو أن العراق في الشرق الأوسط وليس في أوروبا وأن الحساسية العربية للإحتلال الأجنبي, خاصة الغربي, عميقة وبالغة النفور, ومبنية على تاريخ طويل ودامي من العلاقة المضطربة مع الإستعمار الغربي. وإن كان هناك "نموذج" يمكن الإفادة من قراءته قبل الحرب فهو "نموذج" الإحتلال الإسرائيلي والمقاومة المتواصلة من قبل الفلسطينين لذلك الإحتلال وليس نموذجي إحتلال ألمانيا واليابان. وبسبب هذا الفقر في فهم حساسية شعوب المنطقة ومحاولة تركيب "نماذج" خيالية على إحتلال سيكون مرفوضا من البداية فإن الولايات المتحدة حولت غزوها للعراق وإسقاطها السريع لنظام صدام حسين (الذي كان مُرحباً به من قبل جزء الشعب العراقي) إلى إحتلال طويل الأمد. وفشلت واشنطن في إصدار إعلان مبكر يرسم جدولاً سريعاً لإنسحابها من العراق حتى تؤكد للعراقيين وللعرب ولبقية العالم أنها لا تستبطن نوايا إحتلالية. بل ظنت أن فكرة "الإحتلال" ليست سيئة إلى الدرجة التي تدفعها للإستعجال بالمغادرة. وما ترتب على الإحتلال المباشر هو أن الأمريكيين, ومعهم البريطانيين, صاروا هم الحكام الفعليين للعراق. وأن الحكومات العراقية التي قامت في ظل الإحتلال كانت فاقدة لأهم مقوم من مقومات الحكم وهو السيادة, مما كشف ظهرها أمام أنصارها قبل خصومها. وترتب على الإحتلال أيضا, وإطالة أمده, والفوضى التي أشاعها عقب القرار المتسرع بحل الجيش العراقي هو فتح العراق ولأول مرة في تاريخه الحديث لأقصى أنواع التطرف الإسلامي وتحويله إلى "قاعدة للقاعدة". وتناسلت عن تلك الفوضى أصناف من المليشيات الطائفية المسلحة التي شلت العراق كدولة ومجتمع. ولا يقر الكتاب بطبيعة الحال بالدعاوى الأمريكية التي وقفت وراء الحرب ومنها فكرة دوافع جلب الديموقراطية للعراق, بل يرى فيها مسوغات للمشروع الذي قام أساساً لفرض السيطرة على بلد مركزي في الشرق الأوسط من ناحية نفطية ومن ناحية موقفه من إسرائيل. فكان الهدف هو تحويل العراق إلى دولة تابعة للولايات المتحدة عوض أن تظل خارجه عن "عصا الطاعة", تحتضن اجندات واشنطن وقواعدها العسكرية إلى آماد مستقبلية طويلة. وفات على الأمريكيين مرة أخرى أنه لن يكون مرحباً بهم في المنطقة وهم يأملون بتحقيق تلك الأهداف, فصورتهم وسياستهم هناك بالغة السوء, وليس كما كانت في أوروبا الشرقية إبان التخلص من إشتراكيتها. فالعرب يرون في الولايات المتحدة مصدر إذلال سياسي وإنحياز وتأييد أعمى لإسرائيل بما لا يمكنهم التغاضي عن وجود أجندة وأهداف أمريكية متجسدة في واحد من أهم البلدان العربية. والأبلى من ذلك أن هذه الأهداف سرعان ما أخذت شكل تحقيقها عبر "الإحتلال العسكري المباشر" وليس عبر إطاحة نظام صدام والمغادرة سريعاً بما يضمن بقاء جزء من التأييد الشعبي (أو الإمتنان) من قبل الذين أسعدهم التخلص من صدام حسين. لكن حتى هؤلاء, وكما يدلل الكتاب كثيرا, فإن تأييدهم ذلك تآكل مع مرور الوقت ثم تبخر كلياً مع بروز وحشية الإحتلال وما أدى إليه من قيام مقاومة (وإرهاب) جعلت من حياة العراقيين بوجود نظام حكم صدام حسين الباطش أفضل من حياتهم في ظل غيابه. ويورد الكتاب مقارنات بين أعداد العراقيين الذين قتلوا نتيجة بطش صدام حسين والذين قتلوا نتيجة الإحتلال الأمريكي/البريطاني للعراق ليصل عدد من قُتل من العراقيين خلال سنوات الإحتلال القليلة فاق بكثير من قُتل منهم خلال طيلة عهد صدام حسين لمدة 32 سنة. في بداية الحرب أنقسم العراقيون إلى ثلاثة مواقف, تقريبا. الأول مؤيد للحرب وعينه على سقوط صدام ولا يريد أن يرى سيناريو ما بعد غيابه, والثاني معارض للحرب ولسقوط النظام, والثالث وهو موقف الجزء الأغلب من العراقيين هو التردد والتروي وإنتظار ما سينتج على الأرض. ومع تطور الأحداث وتكرس الإحتلال على الأرض وبروز وحشيته وقسوة الجيش الأمريكي في التعامل مع العراقيين وتعامله مع كل عراقي كعدو إلى أن يثبت العكس حسم هذا الجزء الثالث من العراقيين رأيهم وصاروا معارضين أو معاديين للإحتلال وللولايات المتحدة. وهكذا فإن عدم إعلان جدول مبكر للإنسحاب وإستمرار الإحتلال وما قاد إليه أدى إلى إزاحة كبيرة وشبه شاملة في الرأي العام العراقي إلى المعسكر المعادي لواشنطن. ومن ذلك المعسكر كانت تنهل قوى عديدة جداً وأنتظم أفراد ومجموعات كبيرة في المقاومة. ورغم وضوح الصورة بعد مرور خمس سنوات على الإحتلال فإن واشنطن ما تزال مصرة ومتمسكة بإستراتيجيتها حول إبقاء العراق في قبضتها إحتلالياً وسياسياً وإقتصادياً, وكل ذلك في إطار الرفض المتواصل لإعلان تاريخ وحد زمني للإنسحاب. وفي الخلاصة يقتبس ستيل عن روبرت غيتس وزير الدفاع الأمريكي الحالي قوله في شهر مايو من العام الماضي أن الولايات المتحدة تنوي الإبقاء على وجود طويل ومستديم في العراق متمثل في قواعد عسكرية. وهذه الإستراتيجية بالطبع ستظل مولدة لكل أنواع المقاومة والعنف والإرهاب ولن تقود إلى إنهاء للحالة العراقية الدموية. بداية الحل كما يراه ستيل تكمن في الإعلان المباشر عن موعد محدد وقريب للإنسحاب الكامل, لأن ذلك من شأنه أن يخلق دينامكية داخلية جديدة بين العراقيين لإيجاد بديل وطني كامل السيادة لحكم بلدهم. ------------------------------------- khaled.hroub@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
قبتان ذهبيتان عراقيتان
وليد الزبيدي
الوطن عمان
قبل سنتين ، وفي مثل هذه الأيام ، أشعل الأشرار نار الفتنة، بعد أن وضعوا خططهم ووظفوا أدواتهم ، وفي الثاني والعشرين من فبراير عام2006، جاءت الأخبار المدوية، من مدينة سامراء(90كم شمالي بغداد)، لتنقل صورة مرعبة عن التفجير الذي استهدف القبتين الذهبيتين للأمامين العسكريين عليهما السلام، ووسط أكداس الحزن التي تلف العراقيين ، والتي خيمت على جميع العراقيين وبالأخص ابناء مدينة سامراء، وبينما انشغل الكثير من العراقيين بإيجاد تفسير لهذا الاستهداف الإجرامي، حيث الغرابة في هذا الحادث، وقبل أن يفشل الكثيرون في ايجاد التفسير المعقول، بدأت الملامح الأولى لهذه المؤامرة الدنيئة، التي ارادوا من خلالها إشعال أكبر فتنة بين العراقيين.
سرعان ماتنبه العراقيون وفي طليعتهم القوى الوطنية المخلصة لهذا البلد، وعمدوا إلى كشف بواطن الأمور، لكي لايسقط الكثيرون في الحفرة الدنيئة، التي حفروها للجميع، وهنا لابد من رسم الصورة في تلك الايام، ليتبين للجميع ماجرى ومن يقف وراء ذلك، وتتضمن تلك الصورة ثلاث زوايا هي:
الاولى: ينقل ابناء سامراء من الساكنين بجوار القبتين، ان قوة اميركية طوقت المكان منذ الساعة السادسة مساء، وشاهدوا مجاميع من المدنيين العراقيين وقوات من الداخلية تدخل القبتين، وأمضى هؤلاء اثنتي عشرة ساعة، وانسحبوا في الساعة السادسة والنصف من صباح الثاني والعشرين من فبراير، وبعد ربع ساعة هز الانفجار العنيف القبتين الذهبيتين، وتبين أن الانفجار لم يكن يقصد منه التدمير الكامل، بل حصل بطريقة فنية متقنة، ليحصل الانفجار بالطريقة المعروفة، وهنا يتأكد للقاصي والداني، أن القوات الأميركية والحكومية، هي التي نفذت التفجير.
الثانية: انطلقت مجاميع إجرامية بعد عدة ساعات من التفجير، وتحديدا في مدينة بغداد، وارتكبت أعمالا وحشية بحق المدنيين، وتناغمت معها مجاميع اخرى، لتبدو القضية وكأنها ثأرية وتقسيمات طائفية، وارتفعت وتيرة الاختطاف والقتل على الهوية، وفي تلك الفورة والشحن الطائفي، خرجت أصوات وطنية، تقول للعراقيين، ان مايقف وراء ذلك هو الاحتلال وأدواته، وأن عملية التفجير للقبتين، هما الشرارة التي أطلقوها لإحراق العراق، وجرهم إلى الاحتراب، والمستفيدون من ذلك هم الاحتلال الأميركي واقطاب العملية السياسية، لان مثل هذا الاحتراب اذا ماحصل على نطاق واسع، فإن الجميع سيلجأ إلى طلب حماية الاحتلال، والذهاب إلى عباءة الاحزاب، التي دخلت توا في الانتخابات والتي ستشرع في عمليتها السياسية الجديدة(جرت الانتخابات في15/12/2005) أي قبل شهرين من التفجير، وقبل ان تتشكل الحكومة.
الثالثة: لابد من القول، ان خلاصة الحادث وماحصل بعده، يهدف الى تمزيق العراقيين، لكن بعد عامين، يتاكد الجميع ان العراقيين اكثر قوة وتماسكا، وان تلك المؤامرة الدنيئة، قد فشلت، وهذا اكبر امتحان شعبي واجتماعي للعراقيون، رغم خطورة المخطط وتشعبه.
ما يجب ان نقوله، ان خطاب اقطاب العملية السياسية، وبعد فشل هذا المخطط، بدا يتشابه مع خطاب القوى الوطنية، التي ظلت تؤكد ان الطائفية في العراق هي سياسية، ولاوجود لطائفية بالمعنى الاجتماعي والمذهبي.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
قتل محافظ البصرة ... الفوضى الايرانية الخلاقة
داود البصري
السياسة الكويت
ما أعلنه محافظ البصرة عن وجود خطة إيرانية لاغتياله ليس مجرد إتهام عائم ضمن صفحات إدارة الصراع للهيمنة على أهم مفصل ستراتيجي في العراق , وليس مجرد مناورة سياسية هدفها إنتخابي بحت بل إنه على ما يبدو ووفقا للشواهد وللاحداث الغريبة التي شهدتها مؤخرا مدينة البصرة في ظل حملات الجماعات المهدوية والدجالة وقضايا الخطف والقتل اليومي وتعكير الامن حقيقة ملموسة ومعروفة للجميع فجماهير البسطاء التي تنثر الشعير في الساحات العامة إنتظارا لاطعام حصان المهدي المنتظر الذي سيعود قريبا وفقا للروايات الايرانية المطبوخة في مختبرات المخابرات الايرانية قد أضحت للاسف الوقود الذي تعتمد عليه أجهزة المخابرات الدولية والاقليمية في تدمير العراق, وعمليات الخطف والتفجير وزراعة العبوات التي تقوم بها مجاميع مجهولة ليست مجرد هواية بريئة كما أن محاولات الاغتيال المستمرة التي يخطط لها ضد قائد شرطة البصرة وقائد الجيش هناك لم تأت من فراغ بل أنها عمل إرهابي موجه بصورة مباشرة من الاجهزة الايرانية الاستخبارية التي تمتلك اليوم أكبر ساحة عمل ميدانية في تاريخها وحيث جعلت من مدن العراق الجنوبية وحتى العاصمة بمثابة المجال الحيوي لها سيما وأن سهولة التسلل والتهريب من وإلى البصرة هي واحدة من أهم مزايا الهشاشة الامنية في مدن الجنوب العراقي, وتوجيه محافظ البصرة الاتهام الصريح للقنصلية الايرانية في المدينة بوقوفها خلف محاولات تدبر لاغتياله هو تعبير علني عن إنفجار الصراع بين الجماعات الدينية التي تهيمن على مجلس المحافظة وأبرزها جماعة عبدالعزيز الحكيم (المجلس الايراني الاعلى) الذي يقود أو يحاول أن يقود وسط وجنوب العراق لبناء ما يسمى بفيدرالية الوسط والجنوب والتي هي في حقيقتها مشروع لامارة طائفية دينية تخضع بالمطلق لال الحكيم في ظل تنامي سطوة وقوة جماعة الحكيم وعبر ذراعهم العسكرية المدرب والمجهزة إيرانيا ( فيلق بدر) , أما المحافظ الذي ينتمي لفصيل شيعي صغير لا يحظى بوجود حقيقي إلا في البصرة وهو( حزب الفضيلة) الذي يتبع مرجعية رجل دين يدعى آية الله محمد اليعقوبي فهو يشعر بأن هنالك مخططا إيرانيا لاقصائه من الساحة السياسية عبر إفتعال المشكلات في المحافظة وتحويلها لنقطة ساخنة عبر المساهمة في تعكير الحالة الامنية , وليس سرا معرفة حقيقة أن المخابرات الايرانية لها الكثير من الواجهات الحزبية والطائفية في المدينة من أمثال جماعة ( ثأر الله ) التي سبق لعماد مغنية أن قام بزيارة مقرها قبل عامين كموفد من السلطات الايرانية لمعرفة إحتياجاتها العسكرية! وكجماعة( سيد الشهداء ) ومجاميع طائفية صغيرة أخرى بعضها سري وبعضها مجاميع من اللصوص والمجرمين , خصوصا وأن المحافظ هو اليوم مازال في نزاع مع مجلس المحافظة المسيطر عليه إيرانيا والذي يطالب بعزله على خلفية إتهامات معينة بينما حكومة بغداد لا تملك القرار الحاسم وتكتفي بالتفرج!! والمحافظ يعلم جيدا من أن طلبه لحكومة المالكي بأن تقوم بإغلاق القنصلية الايرانية في البصرة لن يجد طريقه إلى التنفيذ ولا حتى إلى التحقيق في الامر, لان حكومة بغداد أضعف كثيرا من أن تتخذ أية خطوات على صعيد لجم النفوذ الايراني لان ذلك النفوذ متغلغل في الخلايا والنسيج الحي لتلك الحكومة التي هي أضعف كثيرا من أن تتمكن من إتخاذ أية خطوات حاسمة , فالهيمنة الايرانية مترابطة جدليا مع وجود الاحزاب الطائفية المعروفة على هرم السلطة في العراق وتأثيرات إيران السياسية والامنية أكبر بكثير من أن تقاوم بمجرد دعوات هائمة في البرية لاغلاق القننصليات, البصرة مقدمة لا محالة على حمام دم, وحروب الحسم الداخلية على مستوى السلطة قد بدأ عدها التنازلي بصورة لا تقبل الجدل, فجماعة جيش المهدي المجمدة نظريا ما زال الكثير من عناصرها يتحدون التجميد ويدخلون في مواجهات شبه يومية مع قوات الامن والجيش في البصرة, وجماعات الخرافة والدجل المهدوية الميتافيزيقية لم تزل تنتشر طوليا وعرضيا في ظاهرة مدعومة إستخباريا! وحزب الفضيلة يشعر أن مواقعه باتت تتآكل وإن الزحف الايراني الكبير سيرسم قريبا متغيرات ووقائع وخرائط ستراتيجية وميدانية على الارض البصرية , وصرخة المحافظ اليائسة تذكرنا جميعا بصرخة آخر والي أموي لخراسان بعد بروز الدعوة العباسية : أرى تحت الرماد وميض نار, إلى أن قال : وإن تكن سائلا عن أصل دينهم, فإن دينهم أن تقتل العرب, تلك للاسف هي الحقيقة العارية ولربما تكون صرخة المحافظ بمثابة النداء الاخير في رحلة التيه العراقية قبل الطوفان المقبل, إلا إذا حصلت المعجزة, وكلنا نعلم بأن عصر المعجزات قد إنتهى, ولا يسعنا إلا أن نبارك للتحالف الدولي ذلك النصر الايراني المبين, فالفوضى الايرانية الخلاقة قد فرضت نفسها على جميع الفرقاء.. وتلك هي المعضلة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
العراق أسير الفوضى والطائفية
مجد الهاشمي
الراي الاردن
المتتبع للمشهد العراقي وما يشتمل عليه من فوضى وعنف يثير الغثيان والاشمئزاز يدرك حجم المعاناة التي يعيشها العراقيون في عامهم السادس من الديمقراطية المزعومة؟ لقد تم نخر الجسد العراقي المعافى الذي اصيب بسرطان الطائفية حتى لم نعد نجد شيئا جميلا في هذا البلد المريض فشبح الموت يخيم على أهله والعنف يحصد الأرواح والخيرات والممتلكات.
وتنفس البعض الصعداء بعد تحسن الوضع الأمني قليلا وتجميد جيش المهدي الذي اثأر منتسبوه الخارجون عن مساره الهلع والرعب في الخطف والقتل على الهوية وتدمير المساجد وضرب المدن الآمنة بالهاونات وبتمويل من الجهات الخارجية التي باتت مكشوفة وإلا بماذا تفسر وجود مخابئ الأسلحة والعتاد والقادة العسكريين الذين دربوا عند الجارة إيران؟.
لقد أصبح التذمر الشعبي من التدخل الإيراني في العراق واضحا فهاهم شيوخ عشائر البصرة يستغيثون بل أن محافظ مدينتهم حمل القنصلية الإيرانية مسؤولية التدبير لاغتياله أمام الصحفيين وعلى شاشة المحطات الفضائية،بينما طالبت الخارجية العراقية وخبراء النفط التحقيق في القرصنة الإيرانية على حقول وأبار النفط في الجنوب.
لقد سمح تناحر ساسة العراق الجدد وعدم اتفاقهم على قيادة موحدة لهذا البلد وانشغالهم بالمكاسب الشخصية لأحزابهم دون الاهتمام لمطالب شعبهم في العيش بكرامة والتمتع بخيراته التي لا تنضب بتدخل الغرباء وهكذا جاء توغل الجيش التركي في شمال العراق.
العراقيون ألان باتوا بحاجة إلى قيادة وطنية تحميهم وتمنع الآخرين من المساس بسيادتهم تعيد لهم حقوقهم وتعوضهم عن الأضرار التي لحقت بهم وتترحم على أكثر من مليون عراقي قضوا نحبهم بالعمليات العسكرية والعنف ومفخخات القاعدة، وتعيد الأمل للأرامل والثكالى اللواتي فقدن أزواجهم والبسمة للأطفال الذين حرموا من الأمان والاستقرار وملايين النازحين واللاجئين الذين هربوا جراء العنف وأنظارهم الى معاودة حياتهم و دورهم التي نهبت ودمرت، والإفراج عن ألآلاف من المعتقلين الذين ابتعدوا كثيرا عن أهلهم وقد أصابهم الإعياء.
لابد أن نعيد مجد العراق ولتعلو رايته الشامخة وصور بغداد الجميلة .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
في البصرة كيف ظلت الخلافات وخرج المحتل ؟
سولومون موور
نيويورك تايمز
يرى المسؤولون البريطانيون والامريكان ان تجربة البصرة، في الحكم الذاتي منذ انسحاب القوات البريطانية في سبتمبر الماضي وترك السلطة في يد المسؤولين المحليين نموذجا لمستقبل العراق، لكن لو كان الأمر كذلك فإن هذا المستقبل حسب قول العديد من المراقبين يظل اسودا. والذي جعل الموقف في البصرة وهي ثاني اكبر مدن العراق بهذا القدر من الخطورة وهذا جرس انذار بالفعل، هو كون ذلك الموقف بالفعل اختبارا حقيقيا لمستقبل العراق، فالبصرة لديها افضل قاعدة اقتصادية في العراق وتوترات عرقية محدودة بين الفرق الشيعية المختلفة ولا وجود لقوات احتلال غربية فيها تشعل الصراعات القومية رغم ذلك تظل البصرة غارقة في مشاكلها الكثيرة، ومنها عدم وجود الأطباء ولا المعلمين ولا الحرف والمهن المهمة الاخرى، بالاضافة لوجود صدامات (وأن كانت محدودة) بين الفرق الشيعية المختلفة والميليشيات التي يرتبط معظمها بأحزاب سياسية وضحايا الاغتيالات تنوعوا، فمنهم القضاة والمحققون والساسة وشيوخ القبائل أما الشيء الاكثر فظاعة فهو اغتيال مئة امرأة في العام الماضي، وتوجه السلطات العراقية الاتهامات الى الميليشيات الشيعية يقول الشيخ خادم الرباط وهو زعيم قبيلة بصرية يدعي عدم الانتماء لأي حزب سياسي أن معظم عمليات القتل يرتكبها مسلحون في سيارات شرطة والتي تم تسليمها للاحزاب السياسية وأنه من المفترض ان يكون هناك ستة عشر الفا من رجال الشرطة لكنهم (السكان) لا يرون سوى عدد محدود منهم في الشوارع ومعظم من يرونهم عناصر ميليشيات في زي شرطة. وفي البصرة يتصارع حوالي خمسة وعشرين حزبا سياسيا شيعيا وميليشياتهم التابعة لهم حول السيطرة على قطاع النفط، وأموال الميناء وعمليات التهريب عبر الحدود مع ايران والسلطة السياسية على قلب الاقتصادي للعراق، لذا وبينما لا يوجد في البصرة ذلك العنف الطائفي الذي يدمر كل ارجاء العراق، فمحصلاته نفسها موجودة وما الصراع السياسي إلا مثال للاختلاف بين التصور والواقع في البصرة. فلقد حاولت شتى الطوائف الشيعية المتصارعة الاطاحة بحاكم البصرة محمد مصبح الوائلي جراء مطالبتهم له بالمزيد من الوظائف الحكومية خاصة في قطاع البترول وعجز الرجل عن ارضاء الجميع وطبقا للشيخ عباس الزيدي المستشار السياسي لحاكم البصرة فقد حاولت الميليشيات أكثر من مرة أن تغتال الحاكم ولم يكن واضحا هوية من شن الهجوم وأن هؤلاء زرعوا أفخاخا ملغومة في طريق الحاكم إلى العمل واطلقوا الرصاص على منزله ومات اثنان من حرسه الخاص في المحاولات العديدة لاغتياله. وتعتبر قوات الشرطة العراقية هي المثال الاوضح للتوترات بين السياسة والعنف في البصرة، ووحدة الجرائم الخطرة التابعة لقوات الشرطة هي الأكثر وضوحا على هذا، فالجيش البريطاني مصمم على أن هذه الوحدة هي فرقة اعدام مرتبطة بالميليشيات الشيعية، في نفس الوقت لم يتم تنفيذ أي من مذكرات القبض الصادرة بحق بعض العناصر في هذه الوحدة الخطرة، وفي الشهر الماضي، اصدر وزير الداخلية العراقي مذكرة قبض بحق عبدالله بخيم والمشهور باسم (أبو مسلم) واتهمه الوزير بارتكاب جرائم خطف وتعذيب واغتيالات اثناء ما كان يتولى قيادة الوحدة، ومازال الرجل حرا طليقا، أو على الادق، مازال رجل شرطة في البصرة. وطبقا لاحصاءات المسؤولين الاقليمية فقد شهد العام 2007 أكثر من 383 جالة اختطاف تم التبليغ عنها أما حالات القتل في نفس العام فقد وصلت إلى 878 حالة، وقد أدى الانسحاب العسكري البريطاني من البصرة الى تصعيب جهود التدريب والمراقبة فمنذ سبتمبر الماضي لم يقم أي من الغربيين بحيازة منشآت ومراكز الاعتقال التي يديرها رجال الميليشيات ولا أحد يضمن أن الانتهاكات الانسانية لا وجود لها في السجون ورغم اتفاق كل سكان البصرة على الانسحاب البريطاني من الاقليم، لا نجد واحدا فقط منهم يقول بأن السلطة المحلية قادرة على إدارة المشاكل الناجمة عن الصراعات بين الطوائف الفرعية للمذهب الشيعي وبذلك يصبح اقليم البصرة رغم عدم وجود خليط عرقي به، يصبح مثله مثل معظم انحاء العراق التي يفتتها الخلاف بين الطوائف المختلفة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
ما زال العراق مهما
جيمس زغبي
ميديا مونيتورز
رغم أن استطلاعات الرأي تظهر بان الاقتصاد قد غطى على حرب العراق وأصبح القضية رقم واحد بالنسبة للناخبين الأميركيين ، فسوف تبقى الحرب ، أو "العقلية التي أخذتنا الى هذه الحرب" ، حسب وصف باراك اوباما ، القضية الحاسمة في المنافسة الرئاسية في عام ,2008
للأسباب التالية: في حين غابت أخبار العراق عن الصفحات الأولى للصحف الأميركية ، يبقى البلد في وضع حرج مستعد للانفجار.
وانخفاض العنف ليس نتيجة للزيادة العسكرية الأميركية بقدر ما هو نتيجة تغيير في تكتيكات الجماعات العراقية المتنافسة. ويمكن لأي واحد من العوامل العديدة ، الداخلية والخارجية بالنسبة للعراق (مثل ، التغيير في نهج ايران الإقليمي ، أو تجدد اندفاع الاكراد للاستقلال ، أو تصاعد التوترات بين الجماعات الشيعية المتنافسة في الجنوب ، أو التوترات بين الجماعات السنية المسلحة حديثا وقوات الأمن التي يقودها الشيعة) أن يشعل الوضع و يجدد النزاع.
وأن تواصل العديد من الفجوات التي ابتلي بها المجتمع العراقي توسعها رغم الانخفاض الحالي في معدل العنف. لذلك ، لا يمكن للرئيس بوش ومؤيديه وخليفته المحتمل ، جون ماكين ، ادعاء الحق في التفاخر بالنجاح. والنتيجة النهائية التي ستاتي في شهر تشرين الثاني ، وعلى الأغلب قبل شهر تشرين الثاني ، سيصبح العراق ساحة نزاع مفتوح بحثا عن حل شامل.
من المتوقع أن يستمر المرشح الجمهوري المرجح ، ماكين ، وحلفاءه بالتأكيد على ضرورة النصر العسكري ، وتجنب نموذج النهج الدبلوماسي الذي دعت اليه مجموعة دراسة العراق ، والذي تصفه "بالاسترضاء الخطر" و"استسلام في وجه الإرهاب". السؤال هو ، كيف ستكون ردة فعل المتحدي الديمقراطي لماكين ، ومن ثم ، ماذا ستكون طبيعة المناقشة اللاحقة؟ بالنظر لاحتمال أن يعود العراق ليصبح منطقة نزاع ، وأن التوتر مع إيران سيبقى أو حتى يتفاقم ، سيحتاج الديمقراطيون لاتخاذ مسار مختلف عما فعلوه قبل خمس سنوات عندما بدأت هذه الفوضى. لأنني كنت جزءا من مناقشة ما قبل الحرب ، أتذكر جيدا ، كيف انصاعت القيادة الديمقراطية عندما ضغط البيت الأبيض زر الخوف والإرهاب والأمن القومي.
ولرغبتهم عدم الظهور "ضعفاء فيما يتعلق بالأمن القومي" ، أعطوا الرئيس القرار والدعم الذي يحتاجه لجر الولايات المتحدة نحو تلك الحرب. كانت خطأ حينها. وما زالت خطأ. في العام 2003 ، ضغطت على الحزب الديمقراطي لإجازة قرار يقضي بمعارضة الحرب ، مؤكدا أن البيت الأبيض لم يقدم اجابات واضحة عن اسباب الحرب ، وتكاليفها ، وعواقبها وشروط الالتزام بها.
وقلت أن شن حرب باختيارنا في العراق - دون دعم المجتمع الدولي ومع حرب أفغانستان التي ما زالت أبعد من أن تحل - كان خطأ فادحا. فشلت جهودي ، لأن العديد من زعماء الحزب لا يريدون أن ينظر إليهم بأنهم "ضعفاء فيما يتعلق بالأمن القومي". استخدم بعضهم القول البالي والمبتذل "سنقف جنبا إلى جنب مع الرئيس للدفاع عن دولتنا".
وغيرهم إدعى بشكل خاطئ أنه "إذا أعطينا هذا الأمر للرئيس ، فسوف نزيحه عن طاولة النقاش ، ونتمكن من التركيز على قضايا محلية تهتم الأميركيون أكثر". تلك الحجج لم تكن صحيحة آنذاك ، وهي غير صحيحة الآن. في النهاية ، كان ردي بأن هذا النقاش لا يتعلق بحجة "أن تكون ضعيفا فيما يتعلق بالأمن القومي" ، إنما كان "أن تكون ذكيا فيما يتعلق بالأمن القومي".
من المؤكد ، في تشرين الثاني المقبل ، وبسبب فشل سياسة الرئيس بوش في الشرق الأوسط ، واميركا ، سيواصل العالم مواجهة تحديات ضخمة: العراق غير المستقر ، وإيران المتحفزة ، والتطرف والإرهاب. وللرد على كل ذلك أوضح جون ماكين موقفه تماما. فكيف سيكون رد الديمقراطيون؟ أعتقد أن الديمقراطيين بحاجة إلى أن يكونوا واضحين بقدر وضوح جون ماكين ، مقدما بديلا ذكيا ومختلفا لدعوته شن المزيد من الحروب "تستمر طيلة القرن المقبل".
لهذا السبب وجدت نهج باراك أوباما اكثر اقناعا. فقد عارض هذه الحرب منذ البداية ، يوم كان ذلك عكس الرأي العام ، كما صادق على خطة لإنهاء الحرب جسدت معظم المبادئ التي أوصت بها مجموعة دراسة العراق ، وتبنى الحاجة الى دبلوماسية جريئة لحل مشاكل المنطقة القائمة منذ زمن. لأن العراق وخطر نزاع الشرق الاوسط سيبقى قضية ، من المهم تغيير النهج وتغيير المسلك. وهناك العديد من الأسباب الجيدة لدعم ترشيح باراك أوباما. فهذا أحد أفضل الأمور.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
الأمن القومي في رحلةالمجهول!!
افتتاحية
الرياض السعودية
عندما ترى الخريطة العربية وتستعيد مسألة التحرر والسيادة القومية والوطنية، تصاب بالإحباط والذهول وأنت تشاهد صراع حزب العمال الكردستاني مع تركيا في حروب طويلة في شمال العراق، وتجد بؤراً نائمة لمجاهدي خلق في حرب إيران، وكيف صار حزب الله في مواجهة تامة مع إسرائيل، وهو المدعوم، كما يقول بعض اللبنانيين من دول عربية وإقليمية تجعله خارج مسار الدولة الوطنية..
وتعجب أكثر كيف أن أثيوبيا تحتل أجزاء رئيسية من الصومال عندما دخلت قواتها لإنقاذ الدولة من مليشيات المحاكم الإسلامية، حتى لا يجاورها تطرف إسلامي ربما يكون سبباً في تعريض أمنها للخطر، وتستغرب كيف أن خلاف الصحراء بين المغرب والجزائر، لم يوحد الشمال الأفريقي من أجل تحرير سبتة ومليلية من الهيمنة الأسبانية، وهناك دول إقليمية أصبحت تثير قضايا داخلية في اليمن والمغرب والجزائر، ولبنان وغيرها وأكثرها تعرضاً للخطر أن يتم تقسيم العراق ليتحول إلى نموذج مقابل لأفغانستان..
السؤال: هل أمننا القومي في ظل مرحلة التفتيت، صار عبثياً يلعب به كل متسول على المنطقة سياسياً أو عسكرياً؟ وهل لا تزال الساعة تتحرك دقائقها في توقيت مفاجآت صعبة تحسب على خطورة تماسك الداخل العربي بكليته والذي صار مستباحاً؟
الخطر لم يعد صناعة أمريكية - إسرائيلية فقط، ولا بمن يتنبأ بصراعات إقليمية مع تركيا، وإيران، وربما حتى الهند صاحبة أكبر أقليات في الخليج، إذا ما انسحب الخطر ليجرّ معه قوى أخرى تجد الذرائع في حماية أقلياتها، وإنما الصناعة تمت بأيد عربية تذكرنا بحروب الطوائف في الأندلس وكأن الزمن لا تتغير أحداثه عندما تستعاد بنفس الحالات والتواقيت..
ردم الهوة مع العدو الإسرائيلي، صار أسهل من تحقيق مصالحات عربية، لأن الطرفين في الحالة الإسرائيلية، يعرفان مقاييس القوة والضعف وأحكام ما يريدان التوصل إليه، لكن الوضع العربي زئبقي يشبه تحرك الرمال، أي أن ما يُتفق عليه علناً وبتواقيع وشهود، تخالفه الحقائق التي تنقض تلك المواثيق، والأزمة هنا شخصية تلعب فيها أدوارَ التناقضات مجموعةٌ عوامل انتهت إلى أزمة في الثقة بين معظم الأنظمة، ومن هنا يأتي الخلل بأن تكون الدول التي دخلت في صلب خصوصياتنا وهزت أمننا، وجدت أن منشأ الضعف متوفر داخل البنية العربية، والدليل أن المواطن العربي، الذي غرق في شؤونه الشخصية ومتطلباته التي لاتتحقق بسهولة والذي يرى الأشياء الخاطئة، ولا يدري كيف يعالجها طالما يده مغلولة، وغارق في هموم العيش والوظيفة والسكن والاستشفاء، هو من فُرضت عليه تلك السلبيات وجعلته خارج خدمة أي عمل..
في مرحلة سابقة كان المواطن العربي يتظاهر ويحتج ويقاوم بشكل إيجابي للضغط على القوى الكبرى حين امتنع عن تسهيل شحنات البواخر بالموانئ، وتعطيل الطائرات المدنية، وإيقاف العمل بالشركات التي تتبع تلك الدول، لكنه في النهاية، وجد أنه الضحية لتلك الممارسات وأفكارها التعبوية، على اعتبار أن ما يجري الآن لا يهدد سلامته الشخصية، وإنما الوطنية، وهنا تحول العبء إلى قضية وطنية وقومية، وصرنا هدفاً لأضعف القوى، وأقواها..
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
المملكة ومصر .. و«القارب الواحد»
افتتاحية
اليوم السعودية
من قلب أبعاد التاريخ والجغرافيا، يبرز الدوران السعودي والمصري ليكونا الأكثر تأثيراً في مجريات الأحداث العربية والإقليمية، ودائما ً ما تكون علاقات الرياض/ القاهرة ترمومترا حقيقياً لمجمل الوضع العربي برمته.
المملكة ومصر ـ حتى في سجل العلاقات الدولية ـ هما صاحبتا الثقل الأهم، مقارنة بالواقع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بقضاياه الإقليمية، والبلدان بقيادة خادم الحرمين الشريفين والرئيس مبارك، لهما دورهما وثقلهما، ليس فيما يتعلق بعملية السلام في المنطقة والصراع العربي الإسرائيلي فحسب، لكن في الرؤية المستقبلية للاستقرار في المنطقة والتعايش السلمي بين شعوبها.
المملكة صاحبة الرؤية الأهم لحل الصراع من خلال المبادرة العربية للسلام كحزمة متكاملة ومتوازنة، ومصر باعتبارها صاحبة التجربة المباشرة في الحرب وفي السلام، إضافة إلى عناصر عديدة جعلت من البلدين جناحي الاستقرار المطلوب في الشرق الأوسط، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال صناعة أي مستقبل للمنطقة دون بوابة الرياض والقاهرة.
من هذه الرؤية الاستراتيجية، جاءت زيارة الرئيس المصري للمملكة أمس، ضمن إطار المحطات المشتركة سياسياً وشعبياً بين البلدين، كعلامة على استمرار التنسيق على أعلى المستويات بين بلدين كبيرين وبين قائدين كبيرين أيضاً، خاصة وأن العالم العربي يمر بأحلك لحظاته، سواء فيما يتعلق بالأوضاع في العراق، أو التطورات الخطيرة على الساحة الفلسطينية، أو مستقبل عملية السلام، أو الوضع المأساوي الذي يتعرض له لبنان دون بادرة أمل حقيقية، نتيجة التشرذم السياسي اللبناني بكافة فئاته وتياراته وطوائفه.
لهذا، كان تعبير «المملكة ومصر في قارب واحد» صحيحاً إلى درجة كبيرة قياساً بحجم البلدين، وهو التعبير الذي فشلت مؤامرات كثيرة في ضربه والوقيعة بينهما، باعتبارهما رمانة الميزان الواقعي في المنطقة، وأن التقارب السعودي المصري إنما هو تجسيد لأهم عنصري وحدة في العالم العربي منذ القديم وحتى الآن، بدونه لن يستقيم الوضع العربي بأي حالٍ من الأحوال، والأهم دوماً أن البلدين لا يبحثان عن تصفية حسابات أو أمجاد شخصية، إنما انتشال العالم العربي من هذه الهوة المؤلمة، وهذا فقط ما يأمل البلدان في أن يفهمه الآخرون.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
نلوم بوش الآن ... من سنلوم بعده؟!
جميل مطر
الحياة
«التاريخ سينصف الرئيس بوش»... عبارة تتردد كثيراً هذه الأيام، قرأتها في حديث أجرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية مع هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركية الأسبق ومقال كتبه في مجلة «ويكلي ستاندراد» ريول مارك غريخت، أحد أشهر أعضاء التيار الذي حصل لنفسه على اسم «المحافظون الجدد»، وحاول فيه تقويم أداء إدارة الرئيس بوش في السياسة الخارجية، وقرأتها في مواقع إلكترونية متعددة.
يكتب غريخت عن الدور الأميركي في العراق وأفغانستان وباكستان ويعتبر أن ما يحدث في هذه البلدان يؤكد حقيقة أن هناك تغييراً كبيراً وقع فيها وأن الفضل في هذا التغيير يعود إلى الإنجاز العظيم الذي حققته إدارة بوش في العراق. فمن ناحية تم غرس الديموقراطية كبذرة بنجاح وأثمرت، ومن هناك، أي من العراق، بدأ زحفها نحو دول أخرى في الشرق الأوسط. من ناحية ثانية أصبح للشيعة والسنة ممثلون يتفاوضون ويساومون بالنيابة عنهم ويعملون معاً وهذا إنجاز فريد. من ناحية ثالثة تمكن كل من الأكراد والعرب من لجم خلافاتهم فتوقف التوتر عن التصاعد، ومن ناحية رابعة نجحت كل الجماعات في العراق في كبح جماح المتطرفين فيها.
ويقرر غريخت استناداً إلى هذه «الإنجازات» أنها وإن بدت غير كافية أو مشكوك فيها من جانب بعض منتقدي الحرب في العراق سواء في أوروبا أو في غيرها، إلا أن هؤلاء إن عادوا فنظروا إليها على ضوء أحوال العراق في ظل حكومة صدام حسين فسيغيرون رأيهم ويعترفون لهذه الانجازات بقدرها الكبير. ويضيف أن دليله القوي على ما يقول هو أفعال ومواقف «مثقفي البلاط» في الدول العربية كافة، وبينهم ليبراليون ويساريون ومحافظون. جميع هؤلاء يتصرفون وهم مقتنعون بشكل كامل بأن الديموقراطية الزاحفة من العراق قادمة إلى بلادهم بالتأكيد، وإن كان أكثرهم يشكك في قيمة ديموقراطية أنجبتها خطيئة، ويقصد خطيئة الاحتلال الأجنبي. لقد نجح الرئيس بوش في ما لم ينجح فيه رئيس أميركي قبله باستثناء الرئيس توماس جيفرسون، كأول رئيس أميركي استخدم القوة لفرض إرادة أميركا في الشرق الأوسط، حين أصدر أوامره إلى قطع حربية أميركية بمطاردة أساطيل ما كان يعرف في أوروبا بالبرابرة في المياه الليبية في مطلع القرن التاسع عشر.
ورغم إعجاب غريخت بإنجازات بوش في العراق، فإنه، باعتباره أحد مهندسي بعض سياسات الإدارة الأميركية في مرحلة الإعداد للحرب وخلالها، ولصلاته الوثيقة بإسرائيل وجماعة الضغط الصهيوني وتحيزه الشديد ضد المسلمين السنة لأسباب، بعضها وليس كلها مفهوم، يقول أن الفشل الأكبر الذي مني به بوش كان في منطقة المشرق، ويقصد تحديداً المنطقة الواقعة إلى الغرب من العراق حتى البحر المتوسط وأخرى تقع إلى الجنوب من العراق حتى بحر العرب وثالثة حتى حدود مصر الغربية. هنا في المشرق يتكرر التحدي العربي العنيد والمتواصل لسياسات الغرب وحضارته وأفكاره. ويصل في تحليله إلى أن الرئيس بوش اقتنع، ولكن متأخراً، برأي إسرائيل الذي نقلته مراراً إلى حكومات أميركية متعاقبة، وحكومة بوش بشكل خاص، وهو أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إذا استمرت أميركا تضغط على الدول العربية لإقامة أنظمة حكم ديموقراطية. ترى إسرائيل أن حكومة ديموقراطية في أي دولة عربية لن توافق على عقد صلح مع إسرائيل، ويتفق معها غريخت الذي يسجل أنه لم ولن توقع على اتفاقية صلح وإقامة التطبيع مع إسرائيل إلا أنظمة حكم غير ديموقراطية. ويستطرد بأن إدارة بوش أضاعت وقتاً طويلاً وجهداً ثميناً في محاولاتها تغيير حكومات عربية وفرض أنظمة حكم ديموقراطية بينما كان يمكنها استثمار هذا الوقت وذلك الجهد «لفرض السلام على علاقات هذه الدول بإسرائيل». ولزيادة تثبيت اقتناعه أمام قرائه يضرب المثل بما حدث في فلسطين قائلاً إن «فتح» دمرت نفسها وليس صحيحاً أن الانتخابات التي جاءت بـ «حماس» إلى السلطة هي التي دمرت «فتح». ويتوقع أن يزداد اتجاه «فتح» نحو الدكتاتورية مثلها مثل «حماس». وهو وإن كان لا يكشف عن تفاؤله حيال انقسام الفلسطينيين واتجاه فصائلهم نحو الاستبداد إلا أنه في الوقت نفسه لم يفلح في إخفائه. إذ يقول، من دون تعاسة، إن انتصار «حماس» في غزة كان المسمار الأخير في نعش حملة بوش لنشر الديموقراطية في العالم العربي.
وإن كنت لا أتفق مع غريخت في معظم أطروحاته، إلا أنني أشاركه الرأي في أن جناحين في النخبة الحاكمة الأميركية عرف عنهما الاهتمام بقضايا الشرق الأوسط التقيا، ونادراً ما يلتقيان، حول مسألة نشر الديموقراطية في الدول العربية. فأنصار إسرائيل كانوا قلقين من أن يحدث تقدم حقيقي نحو الديموقراطية في الضفة وغزة ودول عربية، بينما ظل العدد الأكبر من أنصار العرب في وزارة الخارجية واثقاً من أن دعم الأنظمة غير الديموقراطية هو السبيل أو الضمان الوحيد لوقف التطرف الإسلامي، ولذلك يجب تجنب إضعاف هذه الأنظمة.
وأمام فشل إدارة الرئيس بوش في مواقع كثيرة في «بلاد المشرق»، حاولت إسرائيل تقديم خدمة أخيرة لإدارته قبل رحيلها تعوضه عن فشله الذريع، حسب رأي غريخت، في تحقيق هدفه من إشعال «ثورة الأرز» في لبنان، ألا وهو الضغط على النظام السوري. فقامت بشن غارة جوية على موقع عسكري سوري في دير الزور ولكن خيبت إدارة بوش أملها بالموقف الذي اتخذته، أو بمعنى أصح بالمواقف التي لم تتخذها. وغريخت نفسه يعتبر أن ما فعلته أميركا وما لم تفعله كان مؤسفاً. فإدارة بوش لم تحاول الاستفادة من هذه الغارة التي كانت في حقيقة الأمر «عملاً استباقياً» كنموذج لحرب أوسع ضد إيران. كانت الفرصة مثالية وأضاعتها إدارة بوش. لقد فضلت واشنطن في ذلك الحين استمالة دمشق لحضور مؤتمر انابوليس فتجاهلت رسالة إسرائيل.
رغم هذا الفشل وغيره، يؤكد الكاتب أن بوش التزم بصدق وبقوة بسياسة مواجهة الكارهين لأميركا في الشرق الأوسط من المتطرفين الدينيين والعلمانيين على حد سواء، وحاربهم ولا يزال يحاربهم على أرضهم، وسيعرف العالم بأسره قيمة بوش في اليوم الذي تقع فيه كارثة أخرى من نوع كارثة تفجير برجي نيويورك في 11/9. وهو الرأي الذي يردده وإن بكلمات أخرى، هنري كيسنجر في حديثه الذي نشرته «دير شبيغل» في 13 شباط (فبراير) الجاري حين قال أن الأوروبيين ومعظم السياسيين في مختلف دول العالم سيكتشفون قريباً جداً أهمية الرئيس بوش. كل هؤلاء الذين يمتنعون الآن عن المساهمة بحماس في العمليات العسكرية والسياسية الأميركية ضد أعداء الغرب بحجة أن شعوبهم لن ترحب بالدعوة لبذل أي جهد يساعد أميركا طالما بقي على رأسها الرئيس بوش الذي يحظى بكل هذه الكراهية. ويسأل كيسنجر: «مـاذا سيفعلون بعد شهور قليلة»، عندما يرحل بوش عن البيت الأبيض وتأتي أو يأتي خليفته الذي سيواصل في الغالب تنفيذ سياسته، التي هي سياسة أميركا، ربما مع تغيرات بسيطة في الأسلوب؟ هل تستمر أوروبا في الامتناع عن إرسال جنود للقتال في جنوب أفغانستان والعراق؟ هل ستقف بحزم إلى جانب واشنطن ضد روسيا؟ هل تغامر بعقوبات صارمة ضد إيران والدول العربية والإسلامية التي لا تلتزم الحريات؟
يعتقد كيسنجر أن استمرار وجود أميركا عسكرياً في العراق لمدة طويلة أمر منطقي، وأن المرشح الجمهوري جون ماكين على حق عندما يقول أن القوات الأميركية لن تترك العراق خلال المئة عام المقبلة. وبذكائه المعروف وقدرته الفائقة على التلاعب بالكلمات كتلاعبه بالقيم يقول كيسنجر إن ماكين وغيره من الذين يدافعون عن وجود أميركي طويل الأمد في العراق إنما يقصدون إقامة طويلة وليس احتلالاً! سيكون الوجود على شاكلة الإقامة مثل الإقامة الأميركية الراهنة في ألمانيا. أما الانسحاب فهو في رأيه فكرة كارثية، إلا إذا تم نتيجة اتفاق بين الحكومتين العراقية والاميركية.
ويفصح الاثنان، كيسنجر وغريخت وغيرهما من المحافظين، عن خيبة أمل بسبب نواحي قصور أغلبها يتعلق بشخص الرئيس بوش، ولكن بينما يتحدث عنها غريخت صراحة يكتفي كيسنجر بالتلميح أو بكلمات غامضة. ويظهر واضحاً التقاء الاثنين حول اتهام بوش بأنه أساء التصرف في قضية نشر الديموقراطية ومحاولة فرضها في الشرق الأوسط. يرى غريخت انها عطلت مسيرة السلام بين إسرائيل والعرب، ويرى كيسنجر انها كانت خطأ أنهك إدارة بوش التي لم تنتبه إلى صعوبة الجمع بين هدف إسقاط حكومات عربية وإسلامية وهدف محاربة الإسلام الراديكالي. بمعنى آخر يريد كيسنجر الإيحاء بأنه كان يجب على بوش وحكومته الأخذ بأسلوب الخطوة خطـوة، باعتباره الأسلوب الأمثل لتحقيق الأهداف كاملة ولو بعد حين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
«شمس» الأتراك والغبار الأميركي - الإسرائيلي
زهير قصيباتي
الحياة
ضباب كثيف يلف الأهداف «الواقعية» للعملية العسكرية التي ينفذها الجيش التركي في شمال العراق، وسماها «شمساً» ساطعة، يخشى الأكراد هناك مجدداً ان تلسع استقرارهم بمشروع تواطؤ بين أنقرة وواشنطن، تحت ستار حرب لاستئصال «إرهاب حزب العمال الكردستاني».
وإن كان لا يضير بعضهم ان يتحول ذلك «التواطؤ» - التعاون الى جبهة تلتحق بها استخبارات الجيش الإسرائيلي، فتصبح الحرب تركية - اسرائيلية - أميركية، فمعظم العارفين في الإدارة الكردية لشمال العراق يدرك ان مثلث الأضلاع ذاك لم يكتمل يوماً إلا وكانت وراءه خطط تتعدى الضربات الموسمية لمقاتلي الحزب وقواعدهم، الى «مشاريع» اقليمية.
هي «شمس» ساطعة حقيقية توغل الوحدات التركية في أربع مناطق في شمال العراق، لتفند أي ادعاء بعملية موضعية، بعدما لف الضباب حجم القوات البرية والجوية المشاركة في حملة الشتاء على قواعد «الكردستاني» الآمنة في الحديقة الخلفية لإقليم كردستان العراقي. وكان بديهياً تلمس التضليل في تأكيد الجانب الأميركي ان بضع مئات من الجنود الأتراك اخترقوا الحدود، فيما الجيش الذي منحته حكومة رجب طيب أردوغان الغطاء لإطلاق يده سنة كاملة لينصرف عن الضغط على تكييفها الحياة السياسية في الداخل... يؤكد إشراك آلاف من الجنود في استعراض القوة الجديد ضد «الكردستاني» و «إرهابه».
وما لا يحجبه غبار الدبابات هو تلك «الصحوة» الأميركية - الإسرائيلية على مراضاة أنقرة، وتفهم مخاوفها الأمنية، فيتبرع باراك بالتقارير الاستخباراتية التي تساعد تركيا على خفض خسائر جيشها، وينشط خبراء اسرائيليون في إحدى قواعدها العسكرية قبل سطوع «شمس» الجنرالات على شمال العراق... وتتعهد وزارة الخارجية الأميركية «افضل أشكال التعاون» معهم، للتصدي لتمرد «حزب العمال الكردستاني».
هي حرب إذاً تشارك فيها تركيا وإسرائيل وأميركا، في مواجهة حزب! لأنقرة «مرضها» المزمن مع التمرد الكردي التركي الذي يستتبع جولات وصولات في مناطق الأكراد العراقيين، من دون الاقتراب من ملامسة التسبب في انهيار «فردوسهم»، خصوصاً ان حليفهم الأميركي لن يبيعهم فيما الفلك الإيراني يتضخم في جنوب العراق ووسطه.
لواشنطن حساباتها تحت «الشمس» ووراء الغبار، إذ لا يمكن تصديق ان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني سيحل ضيفاً على الرئيس عبدالله غل قريباً للاطمئنان الى مسار الحرب «المحدودة» على «الكردستاني». كما يصعب الظن بأن اسرائيل باتت قلقة على مصير وحدة تركيا أو هيبة جنرالاتها الذين تزعجهم ضربات مسلحين يتوارون وراء الحدود، وترصدهم طائرات باراك.
وفي تبادل المصالح والأثمان، حين تتوقع واشنطن من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ان يتعاون معها في مواجهة ما يمس امن المصالح الأميركية في المنطقة، لا يحضر سوى ما تعتبره الولايات المتحدة «خطراً إيرانياً» إقليمياً، على المنطقة والأصدقاء، بينما يحتدم الصراع مع طهران كلما حصد محمود أحمدي نجاد «انتصاراً» في الملف النووي، وازداد العناء الأميركي في حشد التأييد الغربي لمعاقبة ايران.
يحضر ايضاً في مقدم الحسابات الإسرائيلية، قلق الوزير باراك من قدرة نجاد على التملص من العقاب الغربي، لاستكمال برامج الصواريخ «النووية». ألم يكن ذلك محركاً لتحريض الوزير أنقرة على طهران، وعرض ملف «الدعم الإيراني» لـ «حزب العمال الكردستاني»، وتجييش قلق الأتراك من احتمال تسلل «القاعدة» الى اراضيهم؟
اما تبسيط مهمة تشيني المقبلة في تركيا خلال آذار (مارس)، الى حد تفعيل التعاون الاستخباراتي، فلعله يثير السخرية، إذ تقتصر رحلات نائب الرئيس الأميركي في الخارج على المهمات الصعبة، هو المعروف بتزعمه مَن بقي من صقور المحافظين الجدد في إدارة الرئيس جورج بوش، وحماسته لتوريط الولايات المتحدة في حرب على ايران.
ووراء غبار الدبابات التركية المخترقة للحدود العراقية، بعدما سهّلت مهمتها المعلومات الاستخباراتية الأميركية حول «قواعد الكردستاني»، لم يصمد كثيراً اعتراف الأتراك بأن تشيني يحمل إليهم الملف الإيراني. ولعله سينصحهم بعدم هدر جهود الجنرالات في معركة صغيرة مع مقاتلي حزب، فيما الجار الإقليمي ببرنامجه النووي وصواريخه البالستية يفرض وقائع جديدة في المنطقة ستباغتهم.
تندرج في تخويف تركيا الإسلامية - العلمانية ايضاً، صفقات السلاح الإسرائيلي الذي لن تحارب به أنقرة سورية ولا اليونان ولا إسرائيل بالطبع. في تجييش الجنرالات كثير من الغبار تحت «شمس» مطاردة «الكردستاني» التي لا تستحق حرباً تركية - اميركية - اسرائيلية. وأما مهمة تشيني في أنقرة بعد غَيرة باراك عليها، فلعلها تزرع بذور مواجهة بين تركيا وإيران، إن لم يقتنع مجلس الأمن القومي التركي بدور في تسهيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وإذا كانت التقديرات الأميركية حول خطر اسلحة الدمار الشامل العراقية مجرد سابقة كذب، فما الذي يمنع الكذب الإسرائيلي في مشروع المواجهة؟ باراك وتشيني لن يبخلا بالسلاح، وتبديل الأدوار... وراء «شمس» الأتراك ضباب تضليل كثيف، لتوريطهم مع طهران.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
صناعة الموت: قصة وفاة أطوار بهجت
العربية نت
قصة وفاة الصحفية أطوار بهجت العراق مقبرة الصحفيين لماذا يقتل الصحفيين؟ ماجد حميد يروي قصة اعتقاله اعتقال حميد من القوات الأمريكية
اسم البرنامج: صناعة الموت مقدم الحلقة: ريما صالحة تاريخ الحلقة: الجمعة 22-2-2008 ضيوف الحلقة: د. كاظم المقدادي (إعلامي وأكاديمي عراقي) ماجد حميد (مراسل العربية في العراق)
ريما صالحة: مرحباً بكم. في 22 فبراير من عام 2006 وقفت مراسلة العربية الزميلة أطوار بهجت، وقفت أمام الكاميرا تقدم ترنيمتها الأخيرة فبعد لحظاتٍ اختطفتها طيور الظلام، أطوار بهجت لم تكن الوحيدة التي روت الكاميرا بدمائها، فهي واحدة من 227 إعلامياً فقدوا حياتهم في العراق خلال خمس سنوات، فطيور الظلام تخاف دائماً من النور، وقدر أهل القلم والكاميرا أن يسعوا خلف هذا النور، وقدرهم أن يدفعوا من دمائهم الضريبة، فنور الحقيقة يستحق أن يكون وقوده من الدماء إلى روح.. إلى روح أطوار بهجت ومئات الزملاء الإعلاميين الذين أخشو طيور الظلام بنورهم نهدي هذه الحلقة من صناعة الموت.
قصة وفاة الصحفية أطوار بهجت
ضياء الناصري: في أحد أيام شهر الحب والسلام والمودة هرع الناس بعد سماعهم أصوات انفجارات لم يألفوها في مدينتهم سامراء، كانت الصدمة بالغةً عندما رأوا بأم العين انهيار صرحٍ طالما عانق الزمن وتحدى ظروفه القاهرة، هو مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام الذي أصبح أثراً بعد عين بطريقة غادرة، أطوار ابنة سامراء كانت حينها في مدينة كركوك مدينة التعايش، سمعت بالخبر فذهبت مسرعةً على رغم كل من نصحوها بعدم الذهاب، وقالت يومها كلماتها الشهيرة التي حفرت في أذهان الناس لشدة صدقها ومصداقيتها.
أطوار بهجت: ما زالت مشارف المدينة مغلقة، نحن الآن عند المدخل الشمالي لمدينة سامراء من خلفي المدخل ما زال مغلقاً وعدد من الأهالي الذين تركوها في الصباح قبل الحادث موجدون معنا الآن، لم يستطيعوا الدخول إلى المدينة من داخل المدينة الأنباء المتواترة أشارت بالفعل إلى اعتقال عدد من الأشخاص.
ضياء الناصري: الغادرون كانوا بانتظار أطوار في سامراء، يد الإثم اغتالت حملة الحقيقة، وفريقٌ إعلاميٌ كانت أطوار واحدةً منهم وحالوا دون وصول صوتها أو صورة الحقيقة التي شاهدتها عن قرب.
شهاب التميمي (نقيب الصحفيين العراقيين): هي مناضلة صحفية كان لها من الوضوح والمواقف الجريئة سواءً عندما كانت تعمل في الصحف في مجلة "ألف باء" كما أتذكر، أو عندما عملت في الفضائيات الأخرى وسجلت لها مفخرة كبيرة نذكرها جميعاً باعتزازٍ وافتخار عندما رفضت الإساءة إلى أحد مراجعنا الدينية الكبيرة وانسحبت من العمل مضحيةً بمصدر معيشتها ورزقها، ومغلبةً المصلحة العامة على مصالحها الشخصية، إننا نعرفها ليس في هذه المواقف فقط إنما في أخلاقها وروحها الوثابة وتضحياتها وتواضعها وجديتها في العمل.
ضياء الناصري: لكن خبر مقتل أطوار وزملائها سرعان ما انتقل، وانهال كالصاعقة على منزلها المتواضع التي تعد هي المصدر الرئيس لدخله، مكتب العربية في بغداد فتح أبوابه للمعزين، وهم زملاء المهنة الذين ودعوا بالأمس القريب علي الخطيب وعلي عبد العزيز ومازن الطميزي وعشرة آخرين من العاملين في مكتب العربية، أما خارج العربية فقائمةٌ تتسع للمئات من نقلة الحقيقة الأمر الذي أوجد حالةً من الرعب.
- إن المصاب الذي أصابنا هو بالتأكيد مؤثر غاية التأثير، لكننا نرى أن الرؤى أصبحت سوداء أمام أعيننا، لأن شبح الموت أعتقد بدأ يطاردنا ربما حتى في مساكننا حتى في الشوارع وليس من خلال تغطيتنا للأعمال الصحفية أو الأحداث في هذا الموقع أو ذاك، إن ذهاب العزيزة الزميلة الأخت الصحفية البارزة أطوار بهجت إنما هو ذهاب لجزء كبير من الحقيقة، لجزء كبير من الحيادية والمهنية والحرفية والأخلاق الصحفية التي تمتعت بها هذه الامرأة الناشطة في الأخلاق، الناشطة في القيم، الناشطة في الاعتبار الإنساني.
ضياء الناصري: أطوار لم تقتل لشخصها، ولم تنتهِ المهمة عند مقتلها، بل حتى الجنازة والمعزين فيها هم ليسوا بمنأىً عن دائرة الخطر، فأكثر من 100 صحفي تحدوا خطر القتل أو الخطف أو عدم العودة ليشاركوا في جنازتها، في يوم حظرٍ كاملٍ للتجوال، لكن يداً غادرةً آثمةً كانت أيضاً بالمرصاد، وحتى وصول المزيد من العسكريين لم يحسم المعركة التي لم يكونوا فيها هم هدفاً ولا طرفاً بل الصحفيون لوحدهم هم الهدف، وساطاتٌ من أعلى المستويات ومن كافة الأطراف وبعد عدة ساعاتٍ من القتال سمح للجنازة بسلوك طريقها إلى مقبرة الكرخ، بعد أن توقفت في خان ضاري في منطقة أبو غريب غربي بغداد، لكن الهدنة كانت فقط لتجهيز سيارة مفخخة وضعت على جانب الطريق للإجهاز على باقي الصحفيين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم استنجدوا من شرور القتلة.
حازم عبد الواحد (مدير إعلام اللواء السادس): كنا في موكب التشييع بعد وفاتها بعد ما أنه نزلت إلى مثواها الأخير في القبر، برجعتنا صادفتني سيارة اللي بالدخول ما موجودة، أما بالرجعة كانت موجودة شلون ما أعرف برغم أنه الطريق الطرق مسدودة، سيارة مفخخة سيارة كانت تبعد عني بحدود المتر ونصف إلى مترين أنا شفتها بصراحة السيارة، وكان بجانبي السائق وحماية بالسيارة زميلي المرحوم أن هذه السيارة سيارة بدون سائق مجرد كلمة بدون سائق هي انفجرت علينا، وراح لحقهم، وتعرضوا الحماية إلى الحريق وموجودة صورة الحماية بس هم بها كانت الألم ألمين، ألم المرحومة أطوار بهجت الله يرحمها وألم اللي تشفونه اللي نزف الدماء في أبو غريب، وهذه بها أنا ما أدري عقب إغمائي أخذوني إلى هذا الموقع الطبي، ليش أطوار بهجت قتلت؟ شنو اللي سوته هذه الامرأة شفافة شنو سوته أطوار بهجت؟
ضياء الناصري: حماة الإعلاميين في ذلك اليوم وحدهم هم من دفعوا الثمن، واستشهد منهم أربعة فيما جرح ستة، لكن مسيرة الصحافة وحملة راية الإعلام أكملت طريقها، قتل كثيرون من الصحفيين لكن مسيرتهم لم تتوقف، ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبدا الدهر بين الحفر. ضياء الناصري - العربية.
ريما صالحة: فاصلٌ قصير نتابع بعده: أطوار بهجت لم تكن الأولى ولا الأخيرة في مسلسل استهداف الصحفيين، فنزيف الدم يستمر والفاعل غالباً مجهول، وأصابع الاتهام تتجه للجميع.
[فاصل إعلاني]
العراق مقبرة الصحفيين
ريما صالحة: إذن نعود معكم مشاهدينا لنتحدث عن مهنة الإعلام في العراق تحديداً هذه المهنة التي لم تعد فقط مهنة البحث عن المتاعب، وإنما مهنة البحث عن الموت، في الأسابيع الماضية أصدرت لجنة حماية الصحفيين الدولية تقريرها السنوي الذي وصف العام 2007 بأنه الأسوأ للصحفيين منذ عقود، ففي هذا العام قتل 65 صحفياً وإعلامياً حول العالم نصفهم في العراق، فرغم التقارير الأميركية التي تشير إلى تحسن الأوضاع الأمنية بشكلٍ عام في العراق، إلا أن الصحفيين ما زالوا مستهدفين ربما بصورةٍ أشد والمثير أن التقرير حمّل الأميركيين جانباً من المسؤولية، فمنذ بدء الحرب على العراق سقط من الإعلاميين في خمس سنوات عدد أكبر ممن سقطوا في حرب فيتنام في 20 عاماً، فلماذا أصبح العراق مقبرة الصحفيين؟! إذن لماذا أصبحت العراق مقبرة الصحفيين هذا السؤال نتوجه به لضيفنا من بغداد الدكتور كاظم المقدادي الإعلامي والأكاديمي العراقي، أرحب بك سيدي وأسألك بالبداية: من المسؤول؟
د. كاظم المقدادي: مرحباً بكم ست ريما.
ريما صالحة: أهلاً.
د. كاظم المقدادي: وشكراً لهذه حقيقة اللقاء، والاستذكار الجميل لصحفية شهيدة رائعة هي الزميلة أطوار بهجت، الحقيقة هذا المسؤول الأول هو الاحتلال بالتأكيد وتنظيم القاعدة، المشكلة بالصحفي بسبب عمله وتحركه وتماسه اليومي ووجوده في الشارع وكما تعرفين العراق هو جبهة قتال فأصبح الصحفي أي صحفي بسيط هو بمثابة مراسل حربي، وهذه قدر المراسل الحربي أن يدفع هذه الضريبة الكبيرة كما دفعتها الزميلة أطوار بهجت والكثير من الصحفيين مئات الصحفيين العراقيين، أنا أعتقد هناك أيضاً أسباب حقيقية وهي عدم تفعيل المادة 38 من الدستور العراقي لحماية حرية التعبير لحماية الصحفي، عدم وجود حصانة صحفية، عدم احترام أيضاً المسؤولين العراقيين وحماية المسؤولين العراقيين للصحفي، يعني هناك فعلاً أكثر من جهة تنكّل بالصحفي، أكثر من جهة لا تحترم الصحفي، أكثر من جهة لا تريد الصحفي أن يحصل على معلومة بسيطة ولهذا أعتقد يعني حقيقة العمل الآن في العراق العمل الصحفي شاق جداً وخطر جداً.
ريما صالحة: ولكن دكتور كاظم يعني إذا نحن نتحدث بأن صحفيي العراق في مهب الريح، وطبعاً نتحدث عن حماية هؤلاء الصحفيين، ولكن أنت يعني الآن تقول بأن الجميع مسؤول، يعني الأميركان مسؤولون القاعدة مسؤولون وأيضاً الحكومة مسؤولة عما يحصل للصحفيين؟
د. كاظم المقدادي: المسؤون هو هذا الموجود هذه البيئة، البيئة الإعلامية بيئة موبوءة وبيئة خطرة جداً، أنا بتقديري المسؤول طبعاً بالدرجة الأولى أنا قلت الاحتلال الأميركي، وأيضاً الحكومة العراقية، الحكومة العراقية لحدّ الآن المسؤولين الكبار في الحكومة العراقية يسمحون لحماياتهم بضرب الصحفيين، المالكي قبل أيام في مدينة واصف في الكوت أكّد بعض المرافقين حماية المالكي على الصحفيين، نعم أصدر بيان لحماية الصحفي لكن لم تفعل هذه البيانات ولا هذه الأوامر ولا حتى القرارات اللي تصدر من وزارة الداخلية أو من مجلس الوزراء.
ريما صالحة: ليس فقط على مستوى وزارة الداخلية ومجلس الوزراء دكتور، أنت تعلم بأن عدة اتفاقيات دولية توجد لحماية الصحفيين ولكنها لا تنفذ على أرض الواقع أصلاً؟
د. كاظم المقدادي: نعم. بالتأكيد، ما أنا هذه اللي أقوله، يعني هناك مواثيق شرف، هناك كثير من القوانين الدولية التي تحمي الصحفيين لكن للأسف الحكومة كأنها غير معنية بحماية الصحفيين، وهذا هو الخطأ، يعني هناك بعض القرارات السائدة بعض الأوامر التي لا ليس لها قيمة في الشارع العراقي لحماية الصحفيين العراقيين، أنا أريد الآن أن يكون هناك فعلاً يفعل قانون حماية الصحفيين، تفعيل كامل لكي يجد الصحفي نفسه أنه في حماية، في حماية الحكومة على الأقل، هذا غير موجود للأسف، وهذا يعني أنه الحكومة هي تخترق كل القوانين الدولية لحماية الصحفيين، الحكومة أيضاً..
ريما صالحة: طيب دكتور كاظم يعني لماذا برأيك رغم التحسن في الأحوال الأمنية إلا أنه ما زال يعني الصحفيون ما زالوا مهددين لماذا؟
د. كاظم المقدادي: ست ريما أنا أقول شيء واحد الصحفي يومياً في تماس مباشر يجب أن يخرج يومياً، يعني الطبيب قد يكون في المستشفى لا يخرج من المستشفى، والمهندس كذلك، والأستاذ الجامعي في جامعته، لكن مشكلة الصحفي هو تحركه اليومي المستمر وبحثه عن المعلومة عن مصادر الخبر لقاءاته المستمرة مع المسؤولين هذا حقيقة يعني خلاه في مكانٍ وزمان مكشوف باستمرار، فطبعاً هناك جهات عديدة تريد التنكيل بالصحفيين سواءً الاحتلال أو بعض الميليشيات أو تنظيم القاعدة، الكل يسعى لحجب الحقيقة، والصحفي بالمناسبة لا يريد سوى أن ينشر الحقيقة، ليس له غير هذا الهدف وهو هذا وهذا هو هدف مهنة الصحافة..
ريما صالحة: صحيح. ليس طرف في أي موضوع هو فقط يبحث عن الحقيقة صح، صحيح هذه المشكلة بأنه دائماً يحمل الصحفي مسؤولية ما يقوله أو ما ينشره أو ما يبحث عنه في الأصل هم لا يعلمون بأن الصحفي مهنته هو البحث عن الحقيقة وكشفها، لماذا إذن يتم التعامل مع الصحفي بهذا الشكل؟ لماذا يتم التعامل معه على أساس أنه طرف؟
د. كاظم المقدادي: بالتأكيد لأنه هو يفترض أن لا يكون طرف، الصحفي الجيد هو الذي يعكس هو مرآة المجتمع، يعني أنا بتقديري السبب الحقيقي أن الكل في هذه المكونات السياسية التي للأسف أقول وكأنهم مو مكونات سياسية وأحزاب ويأملون بالتغيير الديمقراطي المفترض، أحس أحياناً كأنه أمراء حرب يتصرفون، فعندما يقول الصحفي عن هذا المسؤول أنه فعل كذا وكذا أو في الداخلية حدث كذا أو في وزارة الدفاع قبل فترة وزارة من الجيش قوات من الجيش العراقي ألقت القبض على صحفي في منطقة البتاوين هو جاسم الشهماني هو وابنه، والآن في معتقل روستامية اللي تابع للجيش العراقي، يعني المشكلة الأساسية أن هناك اعتقالات هناك مداهمات هناك اعتداءات على الصحفيين مستمرة ولا أحد ينظر فيها..
ريما صالحة: أيضاً إذا ما تحدثنا عن معظم القضايا يعني ليس فقط عمليات يعني أخذ الصحفيين واعتقالهم، ولكن معظم القضايا التي يقتل بها صحفيون، يُأخذون أيضاً هؤلاء الصحفيون يتم التحقيق معهم فيها لا يتم الكشف عن الأسباب، وفي عمليات القتل تحديداً تسجل ضد مجهول أصلاً؟
د. كاظم المقدادي: بالضبط، هي مشكلة أخرى، يعني حتى الزميلة المرحومة الشهيدة أطوار بهجت سمعنا أنه صرح في فترة ما يعني في السابق الأستاذ موفق الربيعي أنه ألقي القبض على قاتل المرحومة الصحفية أطوار بهجت اسمه هيثم السبع أو هكذا يعني، لكن بعد ذلك قالوا: لا ليس هذا واحد آخر، يعني هنالك في حين اللي فجر المرقدين العسكريين الشريفين في سامراء ألقي القبض عليه واعترض، طيب لماذا لم يتم القبض على قتلة الصحفيين الذي الصحفيين تجاوز الآن القائمة مالتهم أكثر من 250 صحفي، صح هناك تنازل عندنا في 2006 حقيقة 62 شهيد صحفي، 2007 تقريباً بحدود 32 شهيد صحفي أتمنى هذه السنة 2008 أن يتنازل العدد للصفر، لكن أعتقد أن قدر الصحفيين أن يموتوا أن يستشهدوا وهم الباحثون عن الحقيقة فقط، لا مصلحة لهم سوى أن يقولوا الحقيقة وأن يخدموا الرأي العام ويخدموا المجتمع وحتى يخدموا الحكومة بالمناسبة، الحكومة تحتاج إلى من ينشر أخبارها، ومن ينشر فعالياتها، وهذا يعني هي المعادلة يجب أن نفهمها، نعم الصحفي ينشر الأخبار لكن الحكومة أيضاً تريد من الصحفيين نشر أخبارهم.
ريما صالحة: لماذا لا يتم الحديث لماذا قتل هذا الصحفي؟ إذا ما تحدثت قبل أن أختم معك عن الزميلة الشهيدة أطوار بهجت لماذا قتلت أطوار بهجت؟
د. كاظم المقدادي: أنت كما تعرفين أطوار بهجت هي الحقيقة الصحفية العراقية كانت اللي تعاملت بمهنية ممتازة مع الأحداث التي تجري في العراق، أطوار بهجت لأنها أساسها من سامراء وربما لم يستسغ بعد القتلة المجرمين أن تأتي شابة صحفية جريئة تكشف حقيقة ما يدور في سامراء، ربما لهذا السبب أنا بتقديري اعتبروها أنها أنت كما تعرفين سامراء كانت حقيقةً تنظيم القاعدة كان يسيطر عليها بالمرة، قد يكون هناك هنا الآن في هذه الأيام أو الأشهر الأخيرة سيطرة تنظيم القاعدة لم يكن بالمستوى الذي كان لكن طبعاً بالتأكيد الذي قتل أطوار بهجت هو الذي لا يريد أن تكشف أطوار وقناة العربية وكل القنوات الخيّرة العاملة بمهنية عالية أن تكشف الحقائق، ماذا هل ذهبت أطوار بهجت إلى عرس إلى حفلة ذهبت لتكشف الحقيقة، وهناك الكثير من لا يريد أن تكشف الحقائق، وحتى في داخل الأوساط الحكومية هناك من لا يريد أن تكشف الحقائق وهذه مشكلة حقيقية يعني.
ريما صالحة: أشكرك جزيل الشكر دكتور كاظم المقدادي من بغداد، نتابع الآن تقرير لرد بعض المسؤولين في الحكومة العراقية على تساؤلات التي وجهتها للحكومة حول حماية الصحفيين.
لماذا يقتل الصحفيين؟
اللواء قاسم عطا (الناطق الرسمي لخطة فرض القانون): المجاميع الإرهابية استهدفت جميع مكونات وأطياف الشعب العراقي، وأيضاً الاختصاصات والكفاءات العلمية ورجال الإعلام، بكل تأكيد الآن مساحة عمل الإرهاب ضيقة، مساحة عمل المجاميع الخارجة عن القانون وعصابات الجريمة المنظمة أيضاً ضيقة، نحن نعمل وبشكل متواصل من أجل حماية الصحفيين، حماية الأطباء، حماية أساتذة الجامعات وجميع الكفاءات العلمية، سيكون عام 2008 هو عام الأمن والأمان والاستقرار إن شاء الله تعالى، ما تحقق هو شيء كبير ولا زالت أمام القوات الأمنية مهام مستقبلية تتعلق بتأمين الحماية للصحفيين وأيضاً لأساتذة الجامعات ولمختلف شرائح المجتمع.
الفريق عبود قنبر (قائد قوات بغداد): يعني إن شاء الله المرحلة القادمة التركيز بها لحماية الصحفيين وحماية رجال الإعلام هؤلاء اللي نسميهم إحنا يعني هؤلاء الإعلاميين هؤلاء الوطنيين هؤلاء حملة الرسالة اللي يقاتلون بنقل الحقيقة، يقاتلون بمهنية ينقولون الحقيقة إلى المواطن، فدورهم موازٍ لدور أبناء الخطة الأمنية الذين يحملون السلاح.
أدميرال جريح سميث ( مسؤول الإعلام بالقوات متعددة الجنسيات): في البداية دعني أقول لك إننا تعلمنا الكثير من الصحفيين العراقيين خلال السنوات الماضية، فهم أحاطونا دائماً بما يحدث هنا ونشروا اتجاههم بالامتنان والتقدير ونقدر التضحيات الجسيمة التي يقدمونها، مهمة التحالف هي حماية الجميع في الميدان، فنحن والعراقيين نواجه نفس العدو، وقد عملنا معاً بشكل حثيث لمواجهة المتطرفين هنا وحماية الأبرياء بما فيهم الصحفيين، بالنسبة لتقرير لجنة حماية الصحفيين الذي يتحدث عن زيادة أعداد القتلى من الصحفيين أقول هناك فقط عدوٌ واحد لشعب العراق إنهم أولئك الذين لا يرغبون في رؤية العراق مزدهراً وحرة، هؤلاء هم إما القاعدة وإما الجماعات المتطرفة والضحايا هم من أبناء الشعب العراقي وأولئك الذين جاؤوا من أنحاء العالم إضافةً إلى الصحفيين الذين عملوا بجد لنقل الحقيقة، عندما نتأمل في واقع الحال اليومي للتعرف على المتسببين في عمليات العنف والقتل والخطف الذي يتعرض له الصحفيون سنجد أن الوضع عنيفٌ جداً، وقواتنا معرضة لهذا النوع من العنف وهؤلاء المسؤولين عن العنف والقتل نسعى للقبض عليهم وتحميلهم المسؤولية وتقديمهم للمحاكم العراقية، ومسؤوليتنا هي أن نواصل العمل لتوفير الأمن.
ريما صالحة: والآن فاصل قصير نتابع بعده تجربة من على خط النار، مراسل العربية الذي اختطفته القاعدة، سجنه الأميركيون، كيف يعمل لينقل الحقيقة على أرض مزروعة بالألغام؟ نتابع بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
ريما صالحة: مشاهدينا أعود معكم لأرحب في هذا الجزء الأخير من البرنامج بضيفي في الاستوديو الزميل ماجد حميد مراسلنا في بغداد.
ماجد حميد يروي قصة اعتقاله
ماجد أهلاً بك في هذا الجزء الذي نتذكر به أطوار بهجت وجميع الإعلاميين الذين قضوا طبعاً في ذكرى أليمة، أنت تعرضت لعملية اختطاف من قبل القاعدة قبل أن أتحدث عن أي شيء قبل أن أتحدث عن عودتك للعمل حتى في العراق، تعرضت للخطف من قبل القاعدة، تعرضت للسجن من قبل الأميركيين، وما زلت تمارس هذه المهنة، قبل أن أسألك لماذا؟ وأنا أعلم إلى أي مدى يحب الصحفي أصلاً في دمه بأنه عندما يمارس مهنته مهما حصل سيعود إلى ممارستها، كيف كانت عملية خطفك من قبل القاعدة؟
ماجد حميد: كنت في مدينة الرمادي وكنا نقوم بتغطية العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأميركية، فكنت جالس بأحد المطاعم، فدخلوا شي عشر مسلحين وطلبوا من عندي أن أذهب معهم، فذهبت معهم على طول عصبوا عيوني وحطوني في الصندوق بتاع السيارة، ظلوا يمشوا شي ساعتين في طريق ترابي بعدين نزلوني..
ريما صالحة: إذا كنت معصب العينين كيف..؟
ماجد حميد: كان طريق صحراوي وكان فيه كثير من المطبات اللي دخلناها في المنطقة الصحراوية في مدينة الرمادي، بعدين وضعوني في منزل أول يوم أنت ماجد حميد مراسل العربية؟ قلت لهم: نعم. أنا ماجد حميد مراسل العربية، أنتم ضد المقاومة، وأنتم تقومون بنشر أخبار الأميركان، وأنت التقيت بقائد أميركي، أنا بالفعل التقيت فيه قبل يومين بأحد المسؤولين العسكرين من القوات الأميركية في تلك المحافظة للأسئلة عن العملية العسكرية، فبدأ التعذيب من خلال الضرب بالكيبل وأيضاً الأسلاك الكهربائية، فثاني يوم قالوا لي: أنه خلاص رح نقتلك، فقلت له: ليش تقتلني؟ قال لي: لأن إنت عميل، قلت له: بس أنا مو عميل، قال لي: إذا مش عميل رح تروح للجنة وإذا عميل تروح للنار.
ريما صالحة: يعني خيار قتلك كان خلاص يعني متخذ عملياً يعني على نواياكم تبعثون؟
ماجد حميد: نعم. وكانت فقط الاختلاف هل يتم الذبح أو القتل بالسكين أو بإطلاق النار، لكن ثالث يوم تم صاحب المنزل اللي كنت مختطف بيه قام بتهريبي من المنزل، وبعدين خرجت لمدة شهر إلى أحد الدول العربية، لكن مثل ما تكلمتِ أنت الحب للمهنة جعلني أعود مرة ثانية إلى العمل في نفس المحافظة في مدينة الرمادي.
ريما صالحة: طيب كم شخص كان في المنزل الذي أخذوك إليه ماجد هل تذكر؟
ماجد حميد: نعم. كنت أنا وكان فيه شخص ثاني أيضاً يعذب، كان مدير المرور في محافظة الأنبار أيضاً كان مختطف وكان يعذب في نفس هذا المنزل الذي كنت متواجد فيه..
ريما صالحة: هل قتل هذا الرجل؟
ماجد حميد: لا تم إطلاق سراحه بعد مدة، ولكن أخذوا منه فدية على حد علمي، بعد فترة التقيت فيه وأخذوا منه فدية، ثلاثة أيام كنت معصب الأعين داخل المنزل، المشكلة أنه كانوا لما تتم عملية الضرب أنه أنا كانت عيني معصوبة لذلك ما كنت أقدر أدافع عن نفسي لما يكون الضرب على الصدر أو على الرجلين، فما كنت يعني كانت أكثر لحظة كنت أخاف منها، ولما كانوا ياخذوني ويقولوا لي أتشهد رح نقتلك الآن أو عد من الواحد للخمسين كانت يعني لحظات..
ريما صالحة: هذه لحظات مرعبة.
ماجد حميد: جداً صعبة جداً صعبة إلى حدّ الآن أنا أتخليها يعني.
ريما صالحة: كم شخص من القاعدة كانوا موجودين في المنزل؟ هل تستطيع التحديد ماجد؟
ماجد حميد: كانوا 10 أشخاص لما دخلوا للمطعم، وكانوا تقريباً شي ثلاثة إلى أربعة أشخاص يأتون يقولوا لي: هذا المفتي الشرعي اللي يحقق معك، بعدين يجي المسؤول العسكري والمسؤول الأمني، فالمسؤول الأمني كنت يعني أستغرب أنه المسؤول الأمني كان عنده معلومات جداً عن اللقاء الذي تم إذن، كان هناك تسليم من داخل القاعدة الأميركية إلهم، أنه أنا كيف التقيت بالقاعدة العسكرية وكم جلسنا من الوقت داخل القاعدة العسكرية، حين كنا نقوم بالتصوير مع المسؤول..
ريما صالحة: يعني كانت عملية خطفك من قبل القاعدة فقط لأنك أجريت مقابلة مع..
ماجد حميد: مع قائد عسكري موجود في محافظة الأنبار.
ريما صالحة: طيب يعني القاعدة خطفوك وكانوا سيقتلونك والأميركان أسروك؟
اعتقال حميد من القوات الأمريكية
ماجد حميد: الأميركان كنت أقوم بتغطية معركة تلعفر وكنا القناة الوحيدة اللي تقوم بالتغطية في أقصى الشمال، فقمنا بإظهار صور عن عمليات عسكرية وقتل عدد من الأطفال، فهي أزعجت الأميركان، لما رجعت لمحافظة الرمادي بعد يوم من العمليات جلست في مأتم عزاء لأحد الأقرباء، فإجوا الأميركان أنا كنت فخور أنه أنا صحفي ما رح يتكلموا معي، فعلى طول قلت له: أنا ماجد حميد مراسل العربية، فقالوا: وإحنا نبحث عنك، هو إحنا نبحث عنك، فاقتادوني إلى قاعدة اللواء الثامن في الرمادي وبدأ التحقيق، كيف رحت تلعفر؟ لماذا لم يقتلوك المسلحين؟ كيف تقوم بالتغطية؟ يعني كيف هل يعني علاقتك مع الجماعات المسلحة؟ أجبته بكل صراحة أنه الجماعات المسلحة هي مسيطرة على مدينة الرمادي، لذلك التعامل معها هم الذين يأتون إلى الصحافيين ويقومون بتسليم الأشرطة التي يقومون بتنفيذها ضد القوات الأميركية، ويقومون ببيعها داخل الأسواق بمبلغ دولار واحد.
ريما صالحة: هل تعرضت للتعذيب لسوء معاملة في السجون الأميركية؟
ماجد حميد: لا. للأمانة القوات الأميركية أربعة أشهر من اللواء الثامن إلى معسكر أبو غريب الشهير إلى معسكر لم يكن هناك تعذيب، لكن كان هناك حرب نفسية، كان لما ياخذني إلى التحقيق بيجلسني تحت التبريد لمدة ساعة ساعتين بخليني داخل الغرفة لمدة أيضاً ساعة ساعتين من ثم يدخلون للتحقيق 35 جلسة تحقيق، كلها عن العمل الصحفي الذي كنا نقوم به بالتغطية الإعلامية التي كنا نقوم بها في مدينة الرمادي، كنت أتحدث له عن المادة 38 حرية الإعلام، قال: إحنا ما نعرف حرية إعلام، كان هناك أيضاً العديد من الزملاء المسجونين علي المشهداني من وكالة رويترز، وآخر من وكالة أميركية أيضاً كان معنا والآن الزميل بلال حسين من وكالة الأيبي أيضاً اللي هي أميركية ما زال معتقل في السنة الثانية لدى القوات الأميركية، لكن التعامل كان جيد كان هناك أكل من الدرجة الأولى داخل السجون الأميركية، لكن حظي أيضاً جلسني مع تنظيم القاعدة حين وضعوني في الكم السادس اللي كان يسمى بكم أبو مصعب الزرقاوي.
ريما صالحة: هل كنت تتكلم معهم؟ هل كنت تتناقش معهم؟
ماجد حميد: كنت خائف منهم..
ريما صالحة: كيف كان وضعك يعني؟
ماجد حميد: كنت خائف منهم أول ما دخلت، لأنه هم عندهم مبدأ أنه جميع الصحفيين مرتدين، ويجب قتل الصحفيين خاصةً أنه عندهم مشكلة كانت معنا في محافظة الأنبار، فلما دخلت إلى المعتقل ما عرفوني أول مرة ثاني يوم ثالث يوم إجتهم رسالة أنه هذا ماجد حميد مراسل العربية، فبدأوا يسألون: إنتو ليش بتغطون أخبار المجاهدين، وليش كذا، وليش إنتو مع الحكومة العراقية، قلت لهم: والله سؤال غريب، الحكومة العراقية تتهمنا بأنه نحن معاكم، وأنتم تتهمونا أننا مع الأميركان، لكن بعد ذلك طلبت من القوات الأميركية بأنهم ينقلوني إلى..
ريما صالحة: بس الغريب يعني أن القوات الأميركية تضعك في سجن موجود به أعضاء من القاعدة وأنت صحفي؟
ماجد حميد: كل السجون فيها أعضاء من تنظيم القاعدة، من الكم الأول إلى الكم تقريباً كان العشرين في معسكر بوكا كان في عناصر من تنظيم القاعدة.
ريما صالحة: طيب ماجد يعني المفارقة بأنه الصحفي في العراق تحديداً يعني أنت صحفي في العراق مطلوب من الجميع، القاعدة تخطف وتقتل، الأميركان يأسرون، الحكومة لا تدافع وربما هناك يعني أمور أخرى يتعرض لها الصحفي، من يحمي هذا الصحفي إذن في العراق؟ كيف ممكن لكم أنتم كصحفيون موجودون على الأرض أن تتصرفوا؟
ماجد حميد: هناك مبدأ أؤمن فيه في العراق إذا لم تكن معي فأنت ضدي، هذا المبدأ موجود في الصحافة هناك في العراق، وهناك تقرير أشار في الأخير..
ريما صالحة: ولكن هذا أيضاً مبدأ بوش؟
ماجد حميد: المهم، العمل الصحفي جداً تعب في العراق حين نكون معاك خاصةً على الهواء نكون نتحفظ على كل إجابة تسأل في خلال المباشر، نكون حذرين من كل طرح نطرحه، نحن نعرف الحقيقة لكن نقوم بتلوين بعض الأشياء لكي خاصةً نحن العراقيين نخاف على مشاعر العراقيين الموجودة من خلال عمليات العنف التي تقتل العشرات من العراقيين، الأمر جداً صعب، الكل يقوم بعمليات الخطف والقتل القاعدة هي في الدرجة الأولى، ومن ثم جاءتها الميليشيات خلال في عام 2005 و2006 القوات الأميركية قتلت عدد من الصحفيين لكن أثناء عمليات القتال حين تكون في معركة قامت بقتل عدد من الزملاء لما تكون تعرضت لتفجير بهجوم بسيارات مفخخة كالزميل علي الخطيب والزميل علي عبد العزيز أيضاً تقوم بعمليات القتل.
ريما صالحة: طيب ولكن ماجد يعني الحديث الآن عن وضع أمني أفضل، كيف تتم تجربة الإعلامي الصحافي حالياً، هل تمرون بتجربة أفضل في ظل الوضع الأمني في العراق في ظل طبعاً الحديث بأن الصحفيين لهم حقوق، ممكن أن تعطينا فكرة أوسع؟
ماجد حميد: الوضع الأمني صحيح أنه تحسن لكن لم يتحسن على الصحفيين، أنا الآن لا أستطيع دخول مناطق في بغداد، وأيضاً غيري لا يستطيع دخول أيضاً مناطق في بغداد، لكن الآن ظهرت مشكلة جديدة على السطح تواجه الإعلاميين ذكرها الدكتور كاظم المقدادي، وهي بأنه هناك عدد من حماية المسؤولين وعدد من المسؤولين يقومون بالاعتداء على الصحفيين من خلال عمليات النشر والآن ذكر أن السيد رئيس الوزراء نوري المالكي اعتذر شخصياً للصحفيين في المنطقة الخضراء لما اعتدي على عدد منهم من قبل حمايته، المناطق الجنوبية من بغداد مغيبة عن الإعلام لوجود ميليشيات مسلحة لذلك الصحفي لا يستطيع الحديث ويستهدف من قبل تلك الميليشيات، أيضاً نحن وأنا أقوم بتغطية أكثر شي في محافظة الأنبار لو كنت تكلمت شيء ضد أحد المسؤولين هناك قام أيضاً يقوم باعتقال أو رفع دعوى قضائية بدون أي مبرر كما حدث في مدينة الفلوجة.
ريما صالحة: طيب، خطفت وأسرت يعني وعدت إلى العمل ألا تخاف ماجد؟
ماجد حميد: والله أنا أحب المهنة بشكل كبير جداً، لذلك حين تكون أية عمليات موجودة في بغداد لا أستطيع أن أتمالك نفسي أن أبقى في المكتب لذلك أطلب دائماً بأن أخرج إلى الميدان، أنقل الصورة اللي موجودة على الساحة العراقية، أنا صحفي وأحب هذه المهنة، والكثير من الزملاء الذين قضوا أطوار بهجت لما ذهبت إلى سامراء كان الهدف الأول هو كشف الحقيقة لتفجير المرقدين في سامراء، لذلك جميع الصحفيين هم يحبون هذه المهنة لكن لا أحد يستطيع أن يعرف بأن الصحفي هو فقط لنقل الحقيقة وليس لديه أية أجندة أخرى في العراق.
ريما صالحة: بالفعل لماذا دائماً يعني يحول الصحفي إلى أنه ربما عميل أو ربما جاسوس أو ربما يعمل لهدف معين، لماذا لا ينظر إلى الصحفي بأنه صاحب مهنة، صاحب فكر، هو مسؤول عن نقل الحقيقة ليعلمها الجميع، يعني جميع الناس الذين يشاهدون لماذا يعني دائماً يجيّر الصحفي لحساب جهة معينة؟
ماجد حميد: هذا أنا أتكلم بصراحة في نحن الآن يوجد شيء من الحرية في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، لكن هناك كما أشرتِ مشكلة أنه لا يوجد تفهم لعمل الصحفي، لا يوجد لدى المسؤولين لدى القادة هناك مثلاً أحزاب سياسية موجودة على الساحة العراقية إذا نقل خبر مني مثلاً أو من غير من أحد الزملاء ضد هذا الكيان السياسي رأساً بيان وبأن هذا الصحفي ضد ضدنا يعمل وكذا، لذلك لا يوجد فهم بأننا نحن نقوم فقط بنقل الحقيقة نقوم بنقل الأخبار الموجودة على الساحة العراقية إن كانت مع الحكومة العراقية مع القوات الأميركية حتى يجب أيضاً أن ننقل هناك يجب أن نعترف بأن هناك جماعات مسلحة مسيطرة، يجب أيضاً أنا لو الآن التقيت بجماعة مسلحة ورأساً أحط تحت البند اللي موجود الآن بند الإرهاب التابع الذي في حالة الطوارئ لذلك لا يستطيع الصحفي بأن يتكلم بصراحة كاملة في العراق.
ريما صالحة: ولكن قبل أن أختم معك ماجد كيف تتذكر أطوار بهجت وهذه الحلقة أصلاً هي مهداة لروح أطوار بهجت وكل الإعلاميين؟
ماجد حميد: أنا أتذكر أنه أنا كنت في هذا الاستديو وتحدثت معها قبل ما تقتل بساعة واحدة، كانت تريد إرسال المادة، فقلنا لها: يا أطوار أن المكان مكشوف اللي أنت به، فقالت: أنه الأمور والقدر كله بيد الله عز وجل، لكننا تفاجئنا بعد ساعتين أو ثلاث ساعات أو أكثر بوصول الخبر عن مقتلها، هي كانت زميلة شجاعة إلى درجة وكانت بمعنى الكلمة بطلة ومهنية، لذلك لم يكن من قتلوها لم يكن لهم لم يكونوا يريدوا أن تنقل الحقيقة ولحد الآن الحكومة العراقية تحدثت عن البدري بأنه قام بقتلها، لكن الشارع العراقي ما زال يتحدث عن روايات عديدة عن قتل الزميلة أطوار بهجت، وحتى عن صور فيديو من خلال عملية ذبح هي لم تذبح هي قتلت بإطلاق عيارات نارية رحم الله أطوار ورحم جميع الزملاء أكثر من 250 صحفي سقطوا من العراق من الصحفيين العراقيين من الأجانب والعاملين العراقيين ندعوا لهم بالسلامة وندعوا أيضاً للجميع.
ريما صالحة: صحيح نتمنى لكم التوفيق في عملكم طبعاً، والسلامة دائماً لك ولكل الزملاء الصحفيين، وإلى هنا تنتهي هذه الحلقة مشاهدينا من صناعة الموت هذه الحلقة التي خصصناها من صناعة الموت إلى روح الزميلة والصديقة والأخت أطوار بهجت طبعاً رحم الله أطوار بهجت وجميع الإعلاميين الذين قضوا، تحيةً لروحهم جميعاً ودائماً في صناعة الموت من العربية من هنا سنبقى نقول معكم ولإجلكم.. نصنع الحياة.
ت
عنوان
المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
العراق وأفغانستان... "أخبار سارة" لا تدوم
نعوم تشومسكي
العربية نت
يجري جيش الاحتلال الأميركي في العراق (المسمى "القوة المتعددة الجنسيات-العراق" لغايات تلطيف حدة التعبير) دراسات موسعة حول الرأي العام العراقي.
وقد اتسم التقرير الصادر في شهر ديسمبر 2007، إثر دراسة شملت مجموعات النقاش، بالكثير من الإيجابية، على غير العادة.
خلص التقرير إلى أن الدراسة "تقدم أدلة حاسمة" تسمح بدحض الفكرة السائدة ومفادها أن "المصالحة الوطنية ليست مرتقبة ولا ممكنة". بل على العكس، تبيّن أن المجموعات التي ركزت عليها الدراسة أبدت تفاؤلاً إزاء إمكانية تحقيق المصالحة الوطنية، وأن القواسم المشتركة بين هذه المجموعات العراقية التي تبدو مختلفة ظاهرياً، فاقت بكثير أوجه الاختلاف بينها".
وأفادت "كارن دو يانج" في مقالة نُشرت بصحيفة "واشنطن بوست"، أن اكتشاف هذه "القناعات المشتركة" بين العراقيين في مختلف أنحاء البلاد هي بمثابة "خبر سار، وفق ما جاء في تحليل عسكري تناول نتائج الدراسة".
"قناعات العراقيين المشتركة" واضحة اليوم بقدر ما كانت واضحة في الماضي. لكن لا يمكن السماح لهم باختيار طريقهم بأنفسهم، فهذا الحق يعود للغزاة دون سواهم.
حدد التقرير "القناعات المشتركة" واقتبس عن "دو يونج" قولها:"يُجمع العراقيون، على اختلاف انتماءاتهم الطائفية أو العرقية، على أن الاجتياح العسكري الأميركي هو السبب الأول للمواجهات العنيفة بينهم، وأن انسحاب"قوات الاحتلال" هو السبيل الأساسي لتحقيق المصالحة الوطنية".
وبالتالي، يرى العراقيون أن ثمة أملا في التوصل إلى مصالحة وطنية إذا انسحبت قوات الاحتلال، المسؤولة عن أعمال العنف الداخلية، وسلّمت شؤون العراق إلى العراقيين، إلا أن التقرير لم يأت على ذكر الخبر السار الآخر، ألا وهو أن العراقيين يوافقون على المبادئ الأميركية السامية كما رسختها محكمة "نورمبيرج"، لاسيما تلك التي تصف العدوان، وهو "غزو دولة لأراضي دولة أخرى باستخدام القوات المسلحة"، بأنه "الجريمة الدولية العظمى التي لا تختلف عن غيرها من جرائم الحرب إلا باحتوائها كافة الشرور التي يفترضها الغزو". وأصر كبير المدعين العامين الأميركيين في نورمبيرج والقاضي في المحكمة العليا "روبرت جاكسون" على أن المحكمة ستكون بمثابة مهزلة إن لم نطبق مبادئها على أنفسنا.
وقد أتى الجنرال "ديفيد بترايوس"وسفير الولايات المتحدة لدى العراق "راين كروكر" بالمزيد من الأخبار السارة أثناء خطابهما الرنان في الحادي عشر من سبتمبر 2007. وحدهم المشككون يفكرون بأن المقصد من هذا التوقيت كان التلميح إلى علاقة بين صدام حسين وبن لادن، ما يبرر اقتراف الأميركيين "الجريمة الدولية العظمى" ضمن إطار الدفاع عن العالم ضدّ الإرهاب، علماً أن الاجتياح الأميركي للعراق قد أدى إلى تضاعف الأعمال الإرهابية سبع مرات وفق تحليل صدر عن خبيرين في شؤون الإرهاب هما "بيتر بيرجن" و"بول كرويكشانك".
وقدم "بترايوس" و"كروكر" أرقاماً تُظهر أن الحكومة العراقية باتت تنفق قدراً أكبر من الأموال لإعادة إعمار البلاد بلغ ربع المبالغ المخصصة لهذه الغاية. إلا أن هذا الخبر السار لم يدم طويلاً، إذ أجرى مكتب محاسبة الإنفاق الحكومي تحقيقات بينت أن الإنفاق الحقيقي لم يتعد سدس الأرقام التي ذكرها "بترايوس" و"كروكر"، ما يدل على انخفاض بنسبة 50 في المئة مقارنةً مع أرقام السنة الماضية.
ووردت أخبار سارة أخرى أشارت إلى تراجع وتيرة العنف الطائفي، الناتج جزئياً عن نجاح حملة التطهير العرقي الإجرامي، الذي يلقي العراقيون مسؤوليته على الاجتياح الأميركي، والذي أدى بديهياً إلى انخفاض عدد الأشخاص المستهدفين في عمليات القتل الطائفي. لكن يعزى تراجع العنف أيضاً إلى قرار واشنطن بدعم الجماعات القبلية، التي نُظمت لطرد عناصر "القاعدة" في العراق، وإلى زيادة عدد الجيوش الأميركية.
من الممكن أن تحقق استراتيجية الجنرال "بترايوس" النجاح الذي حققته الجيوش الروسية في الشيشان، حيث باتت المواجهات "محدودة ومتقطعة، إذ تشهد جروزني فورةً في قطاع البناء، بعد أن تحولت إلى أنقاض إثر الهجوم الروسي"، بحسب ما جاء في مقالة لـ"سي. جي. شيفرز" في صحيفة "نيويورك تايمز" في شهر سبتمبر المنصرم. ربما يأتي يوم تشهد فيه بغداد والفلوجة عودة التيار الكهربائي إلى العديد من الأحياء، وافتتاح شركات جديدة وإعادة تمهيد الشوارع الرئيسية، كما يحصل اليوم في جروزني المزدهرة. هذا الاحتمال ممكن بالفعل لكنه ضئيل نظراً لما قد ينجم عن إنشاء ألوية عسكرية ستشكل بذوراً لأعمال عنف أوسع نطاقاً، تزيد حدة "كافة الشرور" التي يفترضها العدوان. الشعب العراقي ليس الوحيد الذي يعتقد أن المصالحة الوطنية ممكنة، حيث أشار استطلاع للرأي أجرته جهات كندية إلى أن الأفغان ينظرون إلى المستقبل بتفاؤل ويحبذون وجود القوات الكندية وغيرها من الجيوش الأجنبية في البلاد، وهي أخبار سارة إضافية "تصدّرت العناوين الرئيسية في الصحف العالمية". لكن استطلاع الرأي هذا يتضمن بعض الدلالات المهمة: 20% فقط يعتقدون أن حركة "طالبان" ستهيمن على شؤون البلاد إثر انسحاب القوات الأجنبية، ويؤيد ثلاثة أرباع من استطلعت آراؤهم إجراء مفاوضات بين حكومة قرضاي المدعومة من أميركا و"طالبان". ويحبذ أكثر من النصف إنشاء حكومة ائتلافية. وبالتالي، فإن الأغلبية الكبرى لا توافق على الموقف الأميركي الكندي، وتعتقد أن السلام رهن باللجوء إلى الأساليب السلمية. ومع أن الاستطلاع لم يسلط الضوء على الموضوع، إلا أنه من المنطقي التفكير بأن الوجود العسكري الأجنبي مرحب به لغايات المساعدة والإعمار فقط.
لا شك أن أسئلة كثيرة تُطرح حول استطلاعات الرأي في البلدان الرازحة تحت الاحتلال العسكري الأجنبي، لاسيما في أماكن كجنوب أفغانستان. إلا أن نتائج الدراسات التي أُجريت في العراق وأفغانستان تتطابق مع النتائج السابقة، فلا يجوز تجاهلها.
وفي باكستان أيضاً، أتى استطلاع الرأي بأخبار سارة لواشنطن: تحبذ نسبة 5% السماح للجيوش الأميركية وغيرها من القوات الأجنبية بالدخول إلى باكستان لملاحقة مقاتلي "القاعدة" أو اعتقالهم. ويؤيد 9% السماح للقوات الأميركية بملاحقة مقاتلي "طالبان" الذين دخلوا البلاد عبر الحدود الأفغانية.
إلا أن نصف المشاركين في الاستطلاع يحبذون تولي الجيش الباكستاني هذه المهام، فيما تعتبر نسبة تفوق 80 في المئة الوجود العسكري الأميركي في آسيا وأفغانستان بمثابة تهديد لباكستان، في حين ترى الأغلبية الساحقة أن الولايات المتحدة تسعى إلى إلحاق الأذى بالعالم الإسلامي.
ويكمن الخبر السار في أن هذه النتائج تظهر تقدماً ملموساً مقارنةً بنتائج استطلاع للرأي أجرته مجلة "نيوزويك" في شهر أكتوبر 2001، من بينها أن 83 في المئة من الباكستانيين يساندون حركة "طالبان"، في حين لم تتجاوز نسبة مؤيدي أميركا 3 في المئة. كذلك، فإن نسبة 80 في المئة ممن استُطلعت آراؤهم يعتبرون أن بن لادن هو قائد ميليشيا، فيما 6 في المئة فقط يصفونه بالإرهابي.
ووسط تدفق الأخبار السارة من كافة أنحاء المنطقة، يدور جدل عميق بين المرشحين السياسيين والمسؤولين الحكوميين والمعلقين حول الخيارات المتاحة لأميركا في العراق. إلا أن صوت العراقيين يغيب دائماً عن هذه النقاشات.
إن "قناعات العراقيين المشتركة" واضحة اليوم بقدر ما كانت واضحة في الماضي. لكن لا يمكن السماح للعراقيين باختيار طريقهم بأنفسهم، شأنهم شأن الأولاد الصغار. فهذا الحق يعود للغزاة دون سواهم.
ولربما نجد هنا أيضاً بعض العبر بشأن نظرية "صراع الحضارات".
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
إلى أين تتجه المنطقة
د عبد الله الشايجي
الشرق قطر
في ظل التطورات المتلاحقة التي نشهدها في منطقتنا المثخنة بالكثير من الأزمات والمواجهات والتداعيات من الشلل في لبنان والحرب في العراق وشن تركيا حربا جديدة على كردستان العراق وملف ايران النووي واستمرار الحرب الإسرائيلية المفتوحة في فلسطين. السؤال الذي يطرح نفسه هل باتت الحرب التي سمعنا كثيرا عنها قريبة؟ يكتسب ذلك التساؤل واقعية اذا ما رصدنا وحللنا وربطنا ما يجري من تداخل بين الأحداث العديدة التي حركها أو سرع من وتيرتها و تداعياتها مقتل القائد العسكري والأمني الرئيسي لحزب الله اللبناني ومهندس العديد من عملياته والمشرف على حرب اسرائيل ضد لبنان وحزب الله في صيف عام 2006 . اغتيل عماد مغنية او الحاج رضوان في دمشق العاصمة السورية في 12 فبراير. وأدى اغتياله الى تداعيات عديدة من الكويت الى لبنان ومن تل أبيب الى بغداد ومن دمشق الى طهران وواشنطن.
من تداعيات اغتيال مغنية، شهدت الكويت فرزا طائفيا استفز السنة والعديد من الشيعة بإقامة مجلس عزاء وتأبين لعماد مغنية قاده إثنان من النواب الشيعة مستفزين مشاعر الكويتيين بسبب ما اقترفه عماد مغنية من خطف طائرة كويتية قبل عشرين عاما وقتل اثنين من ركابها الكويتيين ومحاولة اغتيال أمير الكويت عام 1985 وسط مطالبات نيابية وشعبية بإسقاط عضويتهما وحتى مطالبات باسقاط جنسيتهما كما حصل لسليمان بوغيث احد قيادي القاعدة.
إقليميا، تبدو الساحة اللبنانية الأكثر تأهيلا في المواجهة بين المشروعين في تبادل الاتهامات بين حلفاء واشنطن المشروع الأمريكي حيث يصف قادة الموالة اللبنانية المعارضة ومن بينها حزب الله "بالعصابات الملحقة بالنظام السوري" وسوريا وايران وحلفاءهما "بعصابة الشر الأسود". في ما تفشل المبادرة العربية بانتظار إشهار شهادة وفاتها بعد أن أجل عمروموسى زيارته لبيروت.
الصراع بين المشروعين كان صارخا في تقسيم اللبنانيين في 14 فبراير الحالي في ساحة الشهداء في بيروت في ذكرى اغتيال الحريري الثالثة التي تزامنت مع دفن عماد مغنية قائد العمليات العسكرية لحزب الله. ما يزيد من القلق هو فشل المبادرة العربية كما كان متوقعا. وعدم "انضاج الحل" برفض حكومة المثالثة. ومطالبة السعودية والكويت من مواطنيهما بعدم الذهاب الى لبنان وتهديد بقصف السفارة الكويتية في بيروت وإغلاق فرنسا مركزين ثقافيين في لبنان في استمرار للشلل.
ما يٌسرع من فرص انفجار صاعق المواجهة هو اغتيال عماد مغنية في دمشق والمتهم اسرائيل التي خرقت وغيرت قواعد اللعبة وتداعيات ذلك من خلال عدة تطورات. أبرزها تحذيرات أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بحرب مفتوحة ضد إسرائيل تٌسقط الجغرافيا و يعزز موقف حزب الله دعم حليف حزب الله ميشال عون، "لأنه يحق لمن اعتدي عليه الدفاع عن نفسه". وقول السيد حسن نصرالله إن اغتيال عماد مغنية"يجب ان يؤرخ لمرحلة بدء سقوط دولة اسرائيل وسيخرجهم دم عماد مغنية من الوجود". وهو ما أكده الرئيس الإيراني وكرره قبل أيام قائد الحرس الثوري الإيراني جعفري برسالة بعث بها الأمين العام لحزب الله بأن نهاية إسرائيل ستكون قريبا على يد حزب الله. فهل تغيرت استراتيجية حزب الله ومهمته من تحرير مزارع شبعا والإفراج عن الأسرى الى "التأريخ لإزالة دولة إسرائيل"؟
صعد الرئيس بوش ضد سوريا عندما صادق على تشديد العقوبات عليها وفرض عقوبات على شخصيات سياسية سورية بينها رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد ومضاعفة الدعم المالي الأمريكي للمحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال الحريري الى 14 مليون دولار. وأعلن مايكل ماكونيل مدير الاستخبارات الامريكية الوطنية أنه يرجح أن سوريا أو إيران كانتا وراء اغتيال مغنية في دمشق. وردت سوريا بأن لديها خيارات كثيرة للرد على العقوبات الامريكية.
إيرانيا وأمريكيا، عبرت ايران عن استيائها من اغتيال مغنية بطريقة غير مباشرة. حيث شارك منوشهر متقي بحضور مراسم العزاء في بيروت. وأعلنت طهران عن زيارة الرئيس أحمدي نجاد الى بغداد (تحت الحماية الامريكية) وعلقت دون الغاء اجتماع الخبراء الإيرانيين مع الطرف الأمريكي في بغداد حول العراق. وعودة التصعيد بين الطرفين في العراق واتهامات أمريكية بزيادة "دعم ايران للجماعات المارقة في العراق". وتهديد حليف إيران في العراق مقتدى الصدر بوقف هدنة "تحريم الدم" بين جيش المهدي والمجلس الإسلامي الأعلى بقيادة عبدالعزيز الحكيم مما يٌنذر بالعودة لوتيرة العنف والتصعيد الأمني في اقتتال شيعي شيعي يٌنذر بالتمدد بدوره بين الشيعة والسنة في توريط للأمريكيين وعودة دوامة العنف الى العراق مع اقتراب سحب القوات الامريكية لخمسة ألوية مقاتلة في شهر يوليو القادم. مما سيحرج إدارة الرئيس بوش وبالتحديد مرشح الحزب الجمهوري ويٌعيد الحرب في العراق المكروهة شعبيا للصفحات الأولى ويبدد فرص جان ماكين مرشح الحزب الجمهوري في المرحلة الأخيرة من موسم انتخابات الرئاسة المهمة. فهل يكون اغتيال عماد مغنية الصاعق الذي يقرب المنطقة من حرب أخرى تكون أشمل وأدمى من سابقاتها وتحسم الصراع بين المشروعين المتناحرين في شرق اوسطنا الدامي؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
أفغانستان والعراق... حربان يمكن كسبهما!
انتوني كوردسمان
الاتحاد الامارات
لا يستطيع أحد أن يعود من ساحتي الحرب في العراق وأفغانستان -مثلما فعلت أنا مؤخراً- دون أن يكون مؤمناً بأنه ما زال من الممكن كسب هاتين الحربين. احتمالات الخسارة لا تزال واردة بالطبع، بيد أن الشيء المؤكد هو أن هاتين الحربين تختلفان اختلافاً بيناً عن الحرب التي يتم وصفها في الحملات السياسية في أميركا، وفي معظم السجالات التي تدور خارجها.
إن هاتين الحربين تتضمنان ما هو أكثر بكثير من القتال بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، والحركات المتمردة ("القاعدة" و"طالبان") من جهة أخرى. ويمكن للنصر أن يتحقق فقط في حالة إذا ما قاد النصر العسكري إلى نصر إيديولوجي ونصر سياسي، وحكومة رشيدة، وتنمية ناجحة. في مثل هذه الحرب تكون للدولارات نفس القيمة والأهمية التي تكون للرصاصات ولكن هناك أهمية كبيرة أيضاً لعوامل أخرى مثل المصالحة السياسية، والخدمات الحكومية الفعالة، والمؤشرات الواضحة التي تؤكد أن هناك مستقبلا يمكن بناؤه على أسس أخرى غير الأصولية الإسلامية.
والوضع العسكري في العراق يختلف عن مثيله في أفغانستان اختلافا كبيرا. فالولايات المتحدة، وحلفاؤها يكسبون كل قتال تكتيكي يخوضونه ضد المتمردين، وهو ما يبدو واضحا في العراق. وهناك آمال حقيقية للغاية، في إمكانية نجاح قوات "التحالف" في تحقيق درجة معقولة من الأمن في العراق، إذا ما تم اتخاذ قرارات مهمة مثل ذلك الذي اتخذه الزعيم الشيعي "مقتدى الصدر" بمد تجميد "جيش المهدي".أي رئيس أميركي يصر على النصر العاجل، سيعرض بلده للهزيمة المؤكدة، في العراق وأفغانستان... وكذلك الأمر بالنسبة لأي كونغرس أيضاً!
النصر العسكري في أفغانستان أكثر هامشية منه في العراق. فرغم أنه ما يزال بإمكان قوات "الناتو" وقوات الدول المنخرطة في القتال هناك، تحقيق انتصارات تكتيكية، فالحقيقة هي أن "طالبان" قد نجحت بشكل كبير في توسيع مناطق سيطرتها ونفوذها. بل استطاعت تحقيق مكاسب نوعية في باكستان التي تعتبر الجائزة الكبرى التي تسعى الحركة إلى كسبها.
يحذّر القادة العسكريون الأميركيون سراً من أنه يتعذر تحقيق النصر دون نشر مزيد من القوات، ودون قيام أعضاء "الناتو" و"قوة المساعدة الأمنية الدولية"، بتكليف كافة قواتهم بمهام قتالية، ودون بذل مجهود أكبر وأكثر اتساقاً من قبل الجيش الباكستاني؛ سواء في مناطق القبائل المدارة من قبل الحكومة الفيدرالية في غرب البلاد، أم في منطقة البلوش في الجنوب.
والشيء المشترك بين الحرب في العراق وفي أفغانستان هو أن كلاً منهما تتطلب من الولايات المتحدة جهداً كبيراً ومتسقاً، وممتدا طيلة سنوات حكم الإدارة القادمة على الأقل، إذا ما أرادت كسب هاتين الحربين. وأي سجال أميركي يتجاهل أو ينكر حقيقة أن هاتين الحربين هما حربان طويلتان، سيكون سجالاً غير أمين، ويمثل إرهاصاً بالهزيمة. من الواضح أن العمليات القتالية، والمساعدات المقدمة لهاتين الحربين، لن تنتهي لا في عام 2008 ولا في عام 2009، بل قد تستمر إلى ما بعد عام 2012، وربما تمتد إلى عام 2020. وإذا لم يستطع الرئيس الأميركي القادم والكونجرس والشعب الأميركي أن يواجهوا الحقيقة، فمعنى ذلك أننا سنخسر الحرب، كما أن السنوات الطويلة التي دأبنا خلالها على تقديم وعود حول السرعة التي سنستطيع بها تكوين جيش كفء، وقوات شرطة، وقدرات قضائية، في العراق وأفغانستان، لا تستطيع أن تغطي على حقيقة أن القوات المحلية، والبنى التحتية القادرة، لن تكون جاهزة قبل عام 2012، بل قد يمتد الأجل إلى ما وراء ذلك العام. لا يعني هذا أن تخفيض مستويات القوات الأميركية والقوات الحليفة غير ممكن بمضي الوقت، وإنما يعني أنه ستكون هناك حاجة إلى وجود عسكري واستشاري جاد ومهم على مدى فترات طويلة، وأن إجراء أي تخفيضات متعجلة في أعداد القوات، أو توفير قوات غير كافية، سيحدث انهياراً على المستوى العسكري.
المشكلتان الأكثر أهمية وجسامة في هذا الصدد هما الحكومة الفعالة والتنمية. أقول ذلك لأن البلدين يواجهان انقسامات داخلية خطيرة، ومستويات عالية من الفقر والبطالة، تتطلب درجة كبيرة من الصبر حتى يمكن إيجاد الحلول لها. وهاتان المشكلتان قابلتان للحل بالطبع، بيد أن هذا سيتم على امتداد فترة زمنية طويلة، وهو ما يرجع جزئياً إلى أن البلدين توجد بهما حكومتان مركزيتان فاسدتان، تفتقران إلى الكفاءة والفعالية، وليس لديهما القدرة على تحقيق التنمية، وتوفير الخدمات... دون الحصول على مساعدات خارجية مستمرة، وبمستويات أعلى من المستويات الحالية. وتوجيه اللوم لحكومتي البلدين، أو محاولة دفعهما قبل الأوان، لاتخاذ إجراءات فعالة من خلال تهديدهما برحيل القوات الأميركية إن لم تفعلا ذلك، لن يفيد شيئا، بل ربما يقوضها، قبل أن تتمكنا من تجميع القوة اللازمة للعمل. إن أي رئيس أميركي لا يستطيع مواجهة هذه الحقائق، سواء الآن أو في المستقبل، سيعرض نفسه وبلده للهزيمة المؤكدة، سواء في العراق أو في أفغانستان، كما أن أي كونجرس أميركي يصر على تحقيق النصر أو النجاح العاجل، سيقود إلى نفس النتيجة. إننا بحاجة إلى التزام طويل الأمد، وموارد فعالة لمدة طويلة وصبر استراتيجي، حتى نتمكن من تحقيق النصر، وبدون ذلك فسنعرض أنفسنا للهزيمة، بأيدينا هذه المرة وليس بأيدي غيرنا.

ليست هناك تعليقات: