نصوص الافتتاحيات والمقالات ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 1 شق صف قوات التحالف جورج بتروليكاس * اتنرناشونال هيرالد تربيون يبدو أن وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس قد لمس جانبا شديد الحساسية عندما قال في حديث له مع صحيفة لوس انجلوس تايمز مؤخرا ان قوات الناتو في جنوب أفغانستان ليست مدربة على مكافحة التمرد وتعتمد فقط على مذهب الحرب الباردة والقوة النارية فيما تحتقر التعاون مع الجيش الوطني الأفغاني. وبعد ساعات اعتذر جيتس كما أعلنت وزارة الدفاع عن تراجع سريع وأوضحت أن وزيرها كان يعبر عن رغبة في تنشيط الناتو ودفعه الى ارسال المزيد من القوات الى مناطق الجنوب التي أصابها التمزق. بيد أن كلمات جيتس الفجة عبرت عن انشقاقات داخلية في التحالف. والشئ الذي آلم كثيرين من حلفاء أميركا من الناتو هو أن هجوم جيتس اللاذع يؤكد على الأسطورة الأميركية التي تقول أن القوات المسلحة الأميركية هي وحدها القادرة على الجمع بين العمل العدواني والحساسية الثقافية في توازن دقيق لإلحاق الهزيمة بالمتمردين. وليس من المستغرب أن تشعر أقرب حلفاء أميركا بالاستياء بالنظر الى أن لديها خبرة وفيرة في صنع السلام ومن ثم فهي أقرب الى ادراك الفروق الثقافية الضرورية لكسب ذلك النوع من الحرب الدائرة في أفغانستان. وما يزال عدد كبير من الضباط الأميركيين الذين اجتازوا تدريبهم العسكري في مراحل النضج الأولى بمعسكر "فولدا جاب" ـ الشهير خلال حقبة الحرب الباردة حيث كان الإعتقاد النظري ان السوفيت قد يقومون بغزو غرب ألمانيا ـ يعتقدون أن الجيش الأميركي ليس معدا لصراع طويل على مستوى منخفض او لبناء أمة. ومذهب باول الذي يفضله كثير من الضباط الاميركيين يقول باستخدام القوة المتفوقة بشكل ساحق يعقبها الانسحاب السريع من الميدان وهو ما أثبت نجاحا كبيرا لأميركا خلال حرب الخليج الأولى بيد أنه لا ينطبق بحال على الموقف الحالي في أفغانستان أو العراق. فالحرب الدائرة في العراق لفتت اهتمام المتخصصين العسكريين الى حقيقة انه على أميركا أن تخوض الحرب بطرق مختلفة تماما وأعني بها الحرب داخل صفوف الشعوب وبين الاجيال حيث يجب أن يرافق قوة السلاح تطوير المجتمع المدني والأمن من خلال الاتصال والتعاون الوثيق مع السكان. ومع ادراك الولايات المتحدة ان العالم قد تغير كان حلفاؤها في الناتو قد أدركوا الأمر نفسه. فتطبيق أي شئ آخر هو نوع من المخادعة. في عام 2005 فيما كنت أتحدث مع مجموعة صغيرة من الجنرالات الأميركيين البارزين المعنيين بشكل مباشر بالحرب في أفغانستان تفاجأت بتصورهم أن القوات الكندية العاملة تحت القيادة الأميركية ستحد من مساحة انتشارها في المعركة وهو ما يعكس ضعف ثقة الولايات المتحدة في حلفائها. واضطررت الى تذكير زملائي الأميركيين بالميداليات التي حصل عليها قناصة وجنود كنديون في أفغانستان لما قدموه من دعم عام 2002 وكذا إشادة الرئاسة بالقوات الكندية الخاصة في الحرب نفسها. وحتى الآن فقدت القوات الكندية 77 جنديا خلال الحرب فيما أصيب العشرات بالجروح وهي تضحية كبيرة بالنسبة لدولة صغيرة. فالقوات الكندية هي ثالث اكبر قوات مشاركة كما انها أخذت على عاتقها عبء القتال وسط قلب التمرد في قندهار. وجنبا الى جنب مع الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا ظلت كندا تطلب بشكل مستمر المساعدة من حلفاء الناتو الآخرين (الفرنسيين والألمان والايطاليين والأسبان) بيد ان طلبها كان يقابل بالرفض. وقد أدى ذلك الى سريان روح الاحباط لدى الشعب الكندي ناهيك عن السياسيين هناك. ومع ذلك فهؤلاء الجنود الكنديين هم أنفسهم الذين لم يلجأوا الى الاحتماء بالقواعد الآمنة ولقي العديد منهم مصرعه بالمتفجرات التي زرعت على جانب الطريق او بنيران المعركة عندما ذهبوا لإنقاذ القوات الأميركية الخاصة في اقليم هلمند. وبالنسبة لكندا التي يشارك أكثر من 10% من جيشها في قندهار ويتعرضون لمعاناة وخسائر مرتفعة نسبيا فقد كان من المخيب للآمال ان مثل هذه التضحيات يمكن أن ينساها أفضل صديق وحليف لها. والولايات المتحدة هي التي تسيطر على عملية تدريبات ونشر الجيش الوطني الأفغاني. ومنذ بداية انتشار القوات الكندية في قندهار في يناير 2006 لم يزر كابول أي ضابط رفيع أو مسؤول إلا ويطلب بتوسل ارسال كتيبة من الجيش الوطني الأفغاني الى الجنوب. فكيف يمكن أن نتعاون مع وحدات من الجيش الأفغاني هي غير موجودة في الأصل ؟ والواقع فليست هناك أية علاقة بين أكثر التعليقات المثيرة للقلق من جانب جيتس وقتال المتمردين ولكن بطرحه فهمه المشكوك فيه عن التحالف الهش للقوات المشاركة في أفغانستان والثمن السياسي الداخل الذي تتحمله كثير من الحكومات المتحالفة. فكثير من حكومات الدول التي تشارك بقوات في أفغانستان مع الناتو تتألف من تحالف حاكم هش او حكومة اقلية حيث يمثل الوضع في أفغانستان قضية خلافية تثير الانقسامات. والأضرار الجانبية غير المقصودة التي خلفتها تعليقات جيتس أذكت الروح المعادية لأميركا والتي تفشت بالفعل في البلدان التي ترى المعارضة بها عدم تقديم المساعدة لما يرونه بأنها حرب جورج دبليو بوش. وربما يذكر وزير الدفاع الأميركي ان الولايات المتحدة في البداية قللت من تهديد طالبان وكثيرا ما كانت تخبر الناتو أن انصارها في مناطق الجنوب لا يتجاوزون ما بين 600 الى 1000 وهو الأمر الذي أدى الى تقليص القوات الموجودة هناك. وأكثر من ذلك فلم تستخدم أية قوات أخرى القوة الجوية بالكثافة التي استخدمتها القوات الأميركية على الرغم من مخاطر النيران الصديقة والقتلى في صفوف المدنيين وهو ما يشجبه جيتس الآن. والواقع فان فداحة الأثر الذي خلفته تعليقات الوزير الأميركي على وحدة التحالف لم تتضح بعد. * ضابط رفيع من قوات التحالف عمل في أفغانستان في الفترة من 2003 الى 2007 ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 2 \العراق وتصاعد العنف افتاحية عمان عمان يتواصل العنف في البلد المنكوب وهو العراق حيث تتضاءل فرص الاستقرار منذ ان غزته الولايات المتحدة وقامت باحتلاله في ابريل عام2003 وتحول العراق الى بلد تسوده الفوضى الامنية رغم المحاولات والمشاريع السياسيه ووقوف المجتمع الدولي مع كل الجهود التي تحاول اعادة العراق الى وضعه الطبيعي. لقد انفك العقد كمايقال حيث يصعب الحديث في ظل ما يسود العراق الان من تجاذب سياسي وصراع مسلح بين اطراف عديدة ومتشعبة حول ايجاد مصالحة بين الفرقاء وهم كثير ليس فقط على صعيد الطوائف ولكن كل الطيف السياسي الموجود على الساحة العراقية. وفي ظل العجز الامريكي على الصعيد العسكري من انهاء اعمال العنف ومجابهة الاعمال المسلحة فان الصورة الكلية تبدو قاتمة في ظل تصاعد اعمال القتل والتفجيرات والتي تطال بشكل مباشر العراقيين علاوة على تصاعد خسائر الجانب الامريكي بعد مرحلة من الهدوء النسبي. وفي ظل اجواء التوتر وبقاء العديد من المحافظات العراقية دون خدمات الكهرباء والمياه بشكل منتظم وانعدام الامن والقتل بشكل يومي فانه يصعب الحديث عن نجاح أي خطة امنية سوى في العاصمة بغداد او المدن الاخرى والتي شهدت تصعيدا لافتا في الاونة الاخيرة خاصة مدينة الموصل. ان المصالحة الوطنية ونسيان آلام الماضي وبناء العراق الجديد وانسحاب القوات الاجنبية هو إحدى الخطوات الحيوية في هذه المرحلة حيث يصعب الحديث عن الاستقرار والتعايش بين اطياف المجتمع العراق دون تحقيق الحد الادنى من التوافق السياسي والمصالحة الوطنية من خلال صفاء النوايا والابتعاد عن سياسة الاقصاء للاخر. اكثر من اربع سنوات والعراق غارق في العنف بين اطراف عديدة يصعب الربط بين بعضها في بعض الاحيان ومن هنا فان الوقت قد حان للحكماء في العراق للبحث عن خيار السلام من خلال حزمة من المبادرات الجادة بحيث يكون للجميع دور في ادارة العراق من خلال حوار وطني صريح بحيث يدخل العراق في اجواء التسامح وبناء العراق والذي يحتاج الى كل جهود ابنائه. لقد دخل العراق الى مرحلة تتسم بالتعقيد ليس من خلال وجود القوات الاجنبية ولكن من خلال مصالح اقليمية متداخلة ومتقاطعة في بعض الاحيان مع المصالح الوطنية وهنا تكمن المشكلة الاساسية وكان العراق اصبح مسرحا لتصفية الحسابات ومن هنا فان المهمة الاولى ينبغي ان تنصب الى ايجاد الانسجام السياسي المطلوب بين الحكومة العراقية وبقية الاحزاب والقوي الاخرى ومن كل الطوائف بحيث تكون المصالحة الشاملة هي العنوان الكبير بهدف ايجاد الاليات والاطر لاستقرار العراق. فالاستقرار وانتهاء العنف والصراع سوف يكون مقدمة اساسية نحو البناء والتنمية والتي يحتاجها الشعب العراق في كل مناحي الحياة خاصة وان الشعب العراقي عانى الامرين من الحروب العديدة والمشاكل والنكبات التي مرت على العراق لسنوات طويلة. الامال كبيرة في ان تأتي الاخبار السارة من بغداد بدلا من الاخبار السيئة فالعراق وشعبه يعاني الامرين وبشكل يومي والمجتمع الدولي عاجز كذلك الولايات المتحدة التي تحتل العراق لم يستطع جيشها الذي يربو على مائة الف ان يسيطر علي العنف والهجمات المسلحة وحتى القوات العراقية الجديدة تحاول ولكن الساحة العراقية متشعبة الى حد يصعب تحديد من يقاتل من في ظل اجواء معقدة تسيطر على المناخ السياسي في العراق الشقيق. تصاعد اعمال العنف سوف تكون له مزيد من النتائج السلبية على مجمل الاوضاع في العراق ويجعل من امر المصالحة امر يصعب تحقيقه في ظل تلك الاجواء ومن هنا فان المصلحة الوطنية تتطلب من الجميع المسارعة في بذل المزيد من الجهد لاعادة العراق الى الطريق الصحيح من خلال الاجماع على كلمة سواء والعودة الى الحوار العقلاني حتى تتجنب العراق الانزلاق الى ما هو اسوأ. ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 3 قراءة جديدة في الحرب العراقية الإيرانية .. المقاربة الأمريكية للحرب «2 - 2» عبدالجليل زيد المرهون عمان اليوم عمان ان حرب السنوات الثماني ما زالت حاضرة بقوة في معادلة أمن الخليج. انها الحرب التي لم تنته بعد، بمعيار النتائج والتداعيات والعبر والدروس. ودعونا نقول انها الحرب التي غيّرت وجه المنطقة. هناك سؤال ما زال يفرض نفسه، وهو كيف تعاملت الولايات المتحدة مع الحرب العراقية الايرانية؟. وهل كان استمرارها جزءا من لعبة التوازن الذي كان يجب ادامته؟ نظرياً، فانّ الحرب تدخل في مفهوم توازن القوى ذاته، وهو مفهوم كان حينها مرعيا أمريكاً، أو لنقل كانت السياسة الأمريكية في الخليج تقر به وتبني فوقه كامل استراتيجيتها.كذلك، فان الحرب العراقية - الايرانية كانت في الوقت نفسه شكلاً متقدماً من الاستنزاف المتبادل. وبهذا المعنى فهي فرصة لاحتواء أطراف القتال. والاحتواء بالمدلول الفلسفي يمثل غاية توازن القوى ذاته. كيف سارت المقاربة اذاً؟ قبل الحرب العراقية - الايرانية، التي استنفذت فيها بغداد العداء الأمريكي - الايراني، والروسي - الايراني على حد سواء، كان النظام العراقي قد تمكن من بناء قوة عسكرية مستندة الى تسليح سوفييتي وأوروبي شرقي، وذلك على الرغم من كل تناقضاته مع الشيوعية العالمية. فقد كانت لعبة التوازنات في النظام الدولي تسمح بتحقيق ذلك، وكانت كل من بغداد وموسكو بحاجة الى التقارب والالتقاء. ولهذا زخرت بغداد بالخبراء العسكريين والأمنيين الروس، واليوغسلاف والتشيكيين والألمان الشرقيين. ولم يكن مسار الحرب العراقية الايرانية بعيداً بحال من الأحوال عن هذه المعطيات. ويخطئ من يقول أنّ العراق خاض حربه مع ايران بقدرات ذاتية مجردة. وبموازاة ذلك، بدا التصعيد الامريكي ضد طهران بمثابة ضوء أخضر ضمني لبغداد لتوجيه جيشها نحو ايران، أو هكذا على الأرجح فُهم الأمر لدى القادة العراقيين. وفي الحسابات الأمريكية، فإنّ القوة العراقية، بخلاف القوة السوفييتية، كان بمقدورها تعطيل القوة الايرانية وحسب.ولم يكن من الوارد بحال من الأحوال سيطرة العراق على الدولة الايرانية، واستنفاد قدراتها الجيوسياسية، ومن ثم توجيهها في صراع النفوذ الاقليمي أو الدولي. وهذا خلاف ما كان يمكن أن يحدث لو أنّ السوفييت تمكنوا من غزو ايران واحكام القبضة عليها، على النحو الذي تخوفه الخبراء الامريكيون فور سقوط الشاه.انّ الذي حدث تحديداً في الحرب العراقية - الايرانية هو تعطيل القوة الايرانية ومحاصرتها في رقعتها الجغرافية، وكذلك الحد من انسياب مشروعها الأيديولوجي الى الدول المجاورة، وفوق ذلك كله استنزاف القدرات المادية والبشرية لايران. وبهذا المعنى لم تدخل الحرب في نطاق توازن القوى فقط، بل كانت، وهذا هو الأهم، شكلاً من أشكال الاحتواء، حقق أهداف الولايات المتحدة دون أن تكون طرفاً مباشراً فيه. تداعيات إقليمية قاسية وأيّاً تكن السياقات، فقد زجّ صدام حسين بالمنطقة في واحدة من أطول حروب القرن العشرين. وخلافاً لكل الادعاءات، فانّ صدام لم يكن مدافعاً بهذه الحرب عن الخليج وعروبته، بل عن وجوده على رأس السلطة في بغداد، ففي هذه الحرب خسر البعث كحزب، وخسر العراق كوطن، وخسر الخليج كمنطقة، وخسر العرب كأمة وكنظام اقليمي.لقد قرّبت هذه الحرب بعث العراق من الخطاب الشوفيني الذي أساء للقومية العربية. وأساءت للعراق، لأنها وجهت طاقاته في الوجهة الخطأ، واستنزفت موارده البشرية والمالية ورأسماله السياسي، كما أساءت الحرب للمنطقة لأنها استنزفت مواردها المالية، وعقّدت من تحالفاتها اقليمياً ودولياً، وعسكرة بحارها وأراضيها، وسخنت ساحاتها المحلية وأطاحت بسلم أولوياتها الوطنية. وقد جاء انشاء مجلس التعاون الخليجي بمثابة محاولة لتطويق المخاطر الأمنية التي فجرتها الحرب العراقية الايرانية. بيد أنّ تشكيله على خلفية هاجس أمني، كان من شأنه الاضرار بمضمون تفاعلاته. وعلى الرغم من ذلك، فانّ ما يحسب للمجلس هو نجاحه في منع دوله من الانزلاق الى أتون الحرب، فضلاً عن قدرته على التواصل والاستمرار في بيئة اقليمية مفعمة بالتوترات. ان التداعي الأكثر خطورة للحرب العراقية - الايرانية قد تمثّل في خروج العراق قوة متضخمة عسكرياً وخاوية في قدراتها الاقتصادية، وكانت تالياً معرضة لاحتمالات الانفجار الداخلي. وهنا كانت الكويت الوجهة التي اختارها النظام العراقي للتنفيس عن احتقانه وأزمته الداخلية، وحيث أعيد توجيه الجيش العراقي ليعبر الحدود ثانية، ولكن جنوباً هذه المرة. وهنا كان غزو الكويت نتاجاً قاسياً للحرب العراقية - الايرانية نفسها. وبذلك، استكمل النظام الاقليمي الخليجي تفاعلاته الصراعية، انما ببعد دولي أكثر وضوحاً. تضخم القوة الايرانية وضمن التداعيات بعيدة المدى للحرب العراقية - الايرانية، جاء دخول ايران في برنامج تسلّح كثيف ومتسارع الخطى، حيث إن احدى العبر التي خلص اليها الايرانيون من الحرب قد تمثلت في أن هذه الحرب ما كان لها أن تدوم على النحو الذي دامت عليه لولا تفوق العراق الجوي، وتفوق دفاعاته الجوية في الوقت ذاته.كذلك، فان احدى العبر قد تمثلت في حقيقة أن العراق قد تمكن من دفع ايران للقبول بالقرار 958 بفعل الضربات الصاروخية التي أصابت مساحات واسعة من المدن والأحياء الايرانية، وحيث لم يكن لدى الايرانيين ما يوازيها من قدرات مماثلة يمكنها أن تجبر نظام بغداد على وقف حرب المدن.أما الخلاصة الثالثة، فقد تمثلت في السؤال التالي: هل كان بمقدور العراق التفكير في شن حرب على ايران لو كان لديها سلاح غير تقليدي؟ شهد البرنامج الصاروخي الايراني اختلاجاته الأولى أثناء حرب المدن، التي مثلت أحد الفصول الضارية في الحرب، وتمثلت في سلسلة قصف صاروخي متبادل لم تسفر عن نتائج عسكرية حاسمة، فبينما كانت بغداد تعتمد في هذه العمليات على صواريخ «سكود - ب» سوفييتية الصنع، وعلى النماذج المشتقة منها، مثل: «الحسين» الذي يبلغ مداه 650كم، و «العباس» الذي يبلغ مداه 850 كم، فان طهران بدأت خطواتها الأولى بالحصول على كميات كبيرة من صواريخ «سكود - ب» من كوريا الشمالية والصين وصواريخ «فروج - 7». وشرعت في وضع النواة الأولى لبرامج تطوير وانتاج صاروخي، بالتعاون مع كوريا الشمالية والصين. وتمثلت النتائج الأولى لهذا البرنامج، بداية، في نماذج لصواريخ باليستية قصيرة المدى، كانت في معظمها مشتقة من «فروغ 7» مثل «شاهين 1» و«عقاب» و«نازيات»،والتي يتراوح مداها بين 60 كلم و150 كلم. وخلال المرحلة التي تليت انتهاء الحرب العراقية - الايرانية، سعت ايران لتصنيع صواريخ بمستويات تكنولوجية أكثر تقدماً على صعيد القوة الدافعة، والوقود الصاروخي والحمولة الحربية، وأجهزة التهديف والتصويب الحسابية. وبعد عقدين من الزمن، فان المرحلة الأبرز لبرنامج ايران الصاروخي قد تمثلت في تطوير صواريخ هجومية استراتيجية يزيد مداها عن 2000 كم، ولا تقتصر على المستوى الاقليمي، بل تمتد الى الاطار الدولي وصولاً الى وسط أوروبا، وكانت محصلة هذا التطوير صاروخ «شهاب -4» الذي اعتمد على تكنولوجيا الصاروخ الروسي اس.اس -4 (ٌفلَفS 4-). ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر 4 خارطة الشرق الأوسط بعد العراق د.فهد الفانك الراي الاردن موضوع الغلاف في مجلة (اتلانتك) الأميركية / العدد الخاص بشهري كانون الثاني وشباط 2008، جاء بعنوان (بعد العراق- كيف سيبدو الشرق الأوسط). وقد جرى تدعيم تصورات المؤلف جيفري جولدبيرج بخارطة ملونة لمستقبل المنطقة تدخل في باب الرسوم الكاريكاتورية. يعدد الكاتب النتائج العرضية غير المقصودة من غزو أميركا للعراق، سواء داخل أميركا نفسها أم في منطقة الشرق الأوسط، حيث يمكن أن يعاد رسم الخريطة، وفقاً لمبادئ هندسة الشعوب. في أميركا تولدت عقدة العراق على نسق عقدة فيتنام التي عاشت جيلاً كاملاً، وتغيرت أجندة اهتمامات الصحافة الأميركية والرأي العام، وأصبح العراق موضوع الغلاف والقضية الحاسمة في السياسة الأميركية حتى قبل الاقتصاد والتأمين الصحي، والأزمات المتوالية. تلخص الخارطة المصاحبة للمقال النتائج البعيدة المدى لغزو العراق وتداعياته، فنجد على الخارطة: إمارة غزة الإسلامية، الأردن الكبير أي الشامل للضفة الغربية، سوريا الكبرى أي الشاملة للبنان، ثلاث دول في العراق على أسس عرقية وطائفية، دولة كردستان الكبرى وعاصمتها كركوك وتضم أراضي عراقية وتركية وسورية وإيرانية، اليمن الكبير الذي يضم جزءاً من أراضي السعودية، دولة إسلامية للقاعدة في الحجاز، ثلاث دول منفصلة في الصومال، ارتيريا تحت الاحتلال الإثيوبي، دولة جنوب السودان، وأخيراً جاءت شبة جزيرة سيناء تحت اسم منطقة حكم ذاتي للبدو. قارئ عربي متعجل قد يهتم بهذه الخارطة فيأخذها مأخذ الجد، ويعتبرها كشفاً لمخطط ومؤامرة كبرى ذات أهداف مرسومة مسبقاً، ولكنها في واقع الأمر لا تزيد عن شطحات فكرية على طريقة رسامي الكاريكاتير. ومع ذلك فإنها تظل تستحق النظر باعتبارها تمثل أفكاراً مجنحة لمراقب غربي واسع الخيال، يعتقد أن دول وشعوب المنطقة مجرد أحجار شطرنج قابلة للتحريك عن بعد، أو أنها مكونة من طين الخزف الطري القابل لإعادة التشكيل بسهولة. خارطة جولدبيرج (الاسم يهودي) ليست الخارطة الوحيدة المرسومة لمستقبل الشرق الأوسط، فهناك خرائط أخرى عديـدة اهتم بعض المحللين العرب بها، واعتبروها خلاصة مؤامرات كبرى لإعادة رسم خارطة المنطقة، مع أنها يجب أن تعامل معاملة الرسوم الكاريكاتورية، التي قد تحمل معنى ورسالة، ولكن يكفي أن نقابلها بالابتسام.0 |
الجمعة، 1 فبراير 2008
صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 01-02-2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق