Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأحد، 4 نوفمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 3-11-2007


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
...العراق: لئلا يتحول أطفالنا الي قتلة مأجورين
هيفاء زنكنة
س
رأيت منذ أيام صورة علي الانترنت ألتقطها أحد مصوري وكالة الاسوشيتد برس الاخبارية المعروفة وهي لشاحنة مكتظة بالاطفال العراقيين الذين تتراوح اعمارهم مابين 13 الي 15 سنة وهم يحملون بايديهم الرشاشات والبنادق الجديدة ويلوحون بها فرحا في وجه الكاميرا التي جمدت لحظة زمنية مرعبة في قسوتها وما ستحمله من كوارث مستقبلية علي الاطفال انفسهم وعلي كل من يحاول التصدي لهم من كبار وصغار. وقد جاء في تعليق الصورة اللا واقعية في واقعيتها، انهم مجموعة (شباب الصحوة السنية) الذين شرعت القوات الامريكية بتدريبهم، مؤخرا، لتحقيق التوازن مع (الحكومة الشيعية). بقيت أتمعن في الصورة، في وجوه الاطفال الضاحكين وكأنهم يشاركون في لعبة مسلية او يحتفلون بمناسبة سعيدة أو قد حصلوا لتوهم علي جائزة التفوق الدراسية، فرأيت اطفالنا وقد فقدوا طفولتهم وتعليمهم وبراءة أرواحهم ليتم بدلا من الحصول علي التعليم والخدمات المجتمعية التي يجب ان تتوفر لامثالهم، لرعايتهم وابراز وتقوية الجوانب الانسانية الطبيعية لديهم، ليتم تحويلهم في مصانع الموت والسلاح الي قتلة محترفين لا يهمهم غير الحصول علي المزيد من العتاد واطاعة اوامر قادة الميليشيات وبعض الدولارات المغرية لمن في اعمارهم. فمن هو المسؤول عن هذه الجريمة الجديدة التي ستمسح من سجل الحياة جيلا آخر لن يعوض من أبنائنا؟ انظر الي الاسلحة اللامعة الجديدة والي السيارات والشاحنات، الي انعدام التعليم وخراب المدارس وقتل المعلمين والتربويين وهرب معظمهم حفاظا علي الحياة، أنظر الي غياب الدولة والقانون وتحكم ميليشيات العصور المظلمة والي الساسة ببدلاتهم المكوية بحرص وملامحهم الملتوية كذبا وتضليلا فأري ان المسؤول الاول هو صانع أسلحة الدمار الشامل وبائعها وموزعها أي الارهابي الامريكي، أبن امبراطورية الديمقراطية المغلفة بورق صقيل، اللامع لمعان الاسلحة التي يوزعها علي اطفالنا ليحولهم الي قتلة مأجورين لارتكاب الجريمة الابشع في تاريخ البشرية أي اغتيال الامهات وآلاباء والاقرباء وأهل الوطن، ليحولهم الي جيل الخراب والتدمير كما فعل في أفريقيا عندما أسس لجيل القتلة الاطفال من الجنود والميليشيات وغذاهم بالسلاح والعتاد ليقتلوا أهلهم ويسلموا ثروات البلاد من ماس ومعادن الي المحتل. ان اساليب الهيمنة متعددة وطرق اثارة النعرات وتفرقة الناس ملتوية ومبنية علي معرفة نقاط الضعف في مجتمع البلد المحتل وتضخيمها وتشويه الحقائق، مما يدفعنا الي النظر الي الاحتلال العسكري كواحد من ابسط اشكال الهيمنة وأكثرها وضوحا. وحين يقوم المحتل بتسليح الاطفال واستخدامهم كقتلة مأجورين ضد أهاليهم فهذا يعني انه يهدف الي الاستحواذ علي روح الامة ونسغها الصاعد ومستقبلها مما يتطلب الصحو الجماعي من سبات السذاجة الذي يتلحف به كل من بقي مطمئنا الي العدو حتي اليوم، وان يكون استخدام اطفالنا كقتلة مأجورين من قبل العدو الانكلو ـ امريكي ـ الصهيوني وأسلحته موجهة الي صدورنا وفي داخل بيوتنا قرع الاجراس المؤذنة بانتهاء حقبة السذاجة السياسية وتبرير الاحتلال بمسميات جميلة مزوقة. ان حجم الموت الذي نعيشه ولون الدم والاسلحة اللامعة الصقيلة بأيدي أطفالنا صار أكبر واشمل من ان يتمكن اي انسان ذو ضمير وحس أخلاقي ان يدير وجهه جانبا مدعيا عدم رؤيته. لقد صار الصمت علي ارتكاب الجريمة مشاركة في الجريمة. وصار التأكيد علي المسؤولية الاخلاقية للمواطن العراقي، اينما كان، جزءا لايتجزأ من مقاومة الاحتلال. من هذا المنطلق وترسيخا لضرورة التذكير بمأساة الشعب العراقي تحت الاحتلال منذ غزو البلاد في نيسان (أبريل) 2003، ولكي لا تنسي جريمة الابادة الجماعية التي تعرض لها شعبنا خلال الثلاثة عشر عاما من الحصار الجائر، وتوثيقا لجرائم وانتهاكات الاحتلال ومستخدميه لحقوق الانسان وحقوق المواطنة اليومية في العراق المحتل، أقامت منظمة (تضامن من أجل عراق حر وموحد) النسوية مؤتمرا ولمدة نهار كامل يوم السبت الماضي في لندن. واستقطب المؤتمر بمحاوره المهمة الاربعة عددا كبيرا من العراقيين والبريطانيين وتميز بالتفاعل الايجابي مع مقدمي البحوث والدراسات وعضوات المنظمة اللواتي أدرن الجلسات بمهارة حرفية وربطن ما بين حقوق المواطنة وحقوق المرأة مؤكدات علي أن تحرير العراق من المحتل الانكلو امريكي الصهيوني واستقلال العراق والمحافظة علي وحدته هو اللبنة الاساسية في تمتع كل العراقيين بحقوق المواطنة واستعادة المرأة لحقوقها التي طالما ناضلت من اجلها وعلي مدي عقود. وركزت المحاور علي المهجرين قسريا في داخل وخارج العراق الذين تجاوز عددهم الاربعة ملايين منذ الاحتلال وبزيادة 60 ألف شخص شهريا منذ بدء ما يسمي بعملية (فرض القانون) حسب تقرير منظمة الهجرة التابعة للامم المتحدة. وتناول المحور الثاني تصفية العقول كمحاولة لتفريغ العراق من طاقاته الذهنية ومن كل من يمتلك القدرة علي التفكير وتقسيمه الي امارات طائفية وعرقية لاهم لها غير تربية جيل من الميليشيات المتقاتلة والقتلة المأجورين كما يحدث الآن مع أطفالنا. وقدم المساهمون الحقائق والاحصائيات الدالة علي ان عمليات الاغتيال والغدر بالاكاديميين والعلماء والصحافيين وتهجير من بقي منهم انما هي عمليات منظمة ومدروسة وليست كما يشاع عشوائية وتستهدف طائفة دون غيرها ضمن صورة (العنف الطائفي وانهم يقتلون بعضهم البعض) الذي يحاول الاحتلال وساسته ترسيخه.وتناول المحور الثالث عن المعتقلين سواء في معتقلات الاحتلال مباشرة او عملائه، البالغ عددهم 40 الف معتقل حسب احصائية الصليب الاحمر الدولي وهو عدد من استطاعت المنظمة تسجيله فقط او معرفة مكانه، والكثير من المعتقلين كما هو معروف لا يمكن الاطلاع علي اماكن اعتقالهم او زيارتهم او توكيل محام للدفاع عنهم. كما أدت الاشارة الي عدد المفقودين الذي بلغ المليون حسب تقرير جديد للصليب الاحمر أيضا حيث كان العدد منذ عام 1980 وحتي 2003 قد بلغ ونتيجة حروب الخليج 375 ألف مفقود وبلغ العدد المليون منذ الغزو في 2003 وحتي اليوم. وتساءل الحاضرون عند مناقشة الموضوع عن مفهوم (الابادة الجماعية) حسب القانون الدولي ولم لا يستخدم المصطلح بشكل واسع لوصف الجرائم المرتكبة بحق المواطنين. وقد خصص المحور الرابع لتناول الوجه الثاني لهيمنة الامبراطورية الامريكية الصهيونية وتوسعها الذي ليس بالامكان النجاح فيه بدون الهيمنة الاقتصادية وخاصة علي شريان النفط، حيث تناولت الورقة المقدمة الاسباب الداعية الي وجوب مناهضة التوقيع علي قانون النفط والغاز ومهما كلف الامر لانه سيربطنا وأولادنا من بعدنا بأغلال العبودية الاقتصادية. ان متابعة عمل منظمة (تضامن من اجل عراق حر وموحد) النسوية يصلح كنموذج جيد لدراسة نشاط منظمة نسوية عراقية تعمل في المهجر، تضم في عضويتها نساء ناشطات في المجتمع البريطاني، من مختلف الاعمار والكفاءات والانتماءات، تعني بالشأن العراقي بكافة جوانبه الانسانية والمجتمعية والسياسية والاقتصادية، ولايقتصر عملها علي زاوية ضيقة تحصر فيها كما تفعل منظمات الاحتلال النسوية تحت عنوان (العنف الذكوري ضد المرأة)، لانها تري ان حق المواطنة هو واحد سواء كان المواطن ذكرا أم أنثي، وهو المظلة التي تطمح الي العيش في ظلها بعد التخلص من جرثومة الاحتلال وخلاياه الوبائية. وهي تري ان العنف وليد عنف أكبر، وهو ما يجب ان يعمل المجتمع المتحرر من عبودية الاحتلال والهيمنة الاقتصادية والثقافية علي التخلص منه بنفسه ووفق أدواته وظروفه وثقافته وحضارته. أما بالنسبة الي العمل مع المجتمع الدولي ومنظماته فأنه سيتم بشكل طبيعي، وبالأسناد القوي من معظم الرجال كما عودنا آباء وأعمام الجيل الحالي من النساء العراقيات، عندما يكون العراق واقفا علي قدم المساواة مع العالم وليس تابعا أو عبدا له. لذلك تؤكد المنظمة في بياناتها وموقعها وتصريحات عضواتها علي ان مقاومة الاحتلال وبكل السبل المتاحة وبضمنها المقاومة المسلحة، حسب الاعراف الدولية، مسؤولية اخلاقية.ولعل أهم ما يميز منظمة تضامن هو انها منظمة مستقلة اقتصاديا وسياسيا حيث تعتمد في اقامة نشاطاتها علي دفع التكاليف من مساهمة العضوات ودعم الحاضرين لها، كما انها ليست ملحقا أو مجسا من مجسات الاحزاب السياسية. وتمارس نشاطها علي الساحة البريطانية كواحدة من المنظمات المناهضة للاحتلال ايمانا منها بأن جزء من المنظومة العالمية التي قاومت الغزو والتي نطمح الي العمل معها وبناء الجسور علي قدم المساواة مستقبلا وبعد رحيل قوات الغزاة.وقد أختتم مؤتمر المنظمة بطرح مشروع تناقشه المنظمات المناهضة للاحتلال بعنوان (العدالة للعراق) الداعي الي تحميل الدول الغازية والمحتلة مسؤولية الخراب الشامل البشري والعمراني قانونيا واخلاقيا والتداول في كيفية اجبار الحكومات علي دفع التعويضات للعراق.ازاء هذا كله وربط المرأة العراقية ما بين كونها أما واختا وزوجة، حريصة علي سلامة البنية المجتمعية، مدافعة كاللبوة عن سلامة اطفالها وحريصة كل الحرص علي الا يتم تحويل ابنائها الي قتلة مأجورين في سوق الاحتلال والعمالة، يلهثون وراء الدولار ويستنشقون الهواء المختلط برذاذ الدم، ازاء هذا كله لا غرابة اذن عندما نعلم ان عضوات (تضامن من اجل عراق مستقل موحد) قد تلقين رسائل تهديد تصفهن بأنهن (ارهابيات) وحملة ابتزاز لتمزيق وحدة المساهمين اثناء تنظيمهن المؤتمر، الجامع بين البحث الاكاديمي والنشاط التعبوي الجامع بين الاصوات المناوئة للاحتلال والدعوة الي دعم المقاومة الوطنية العراقية الباسلة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
شيخ مشايخ تكساس يولم لزعماء العشائر العراقية
مصطفى زين
الحياة
كانت العلاقة بين نظام صدام حسين والعشائر، خصوصاً في مرحلة الحصار، تقوم على تبادل المصالح. وكان بينهما ميثاق غير مكتوب، يقر لزعمائها بسلطتهم في مناطقهم وأريافهم، وبحصتهم من الثروة الوطنية، مقابل حماية أنابيب النفط ومبايعته وعشيرته بالزعامة المطلقة. واستطاع خلال فترة حكمه المحافظة على هذه المعادلة التي كانت عائقاً أمام تطورالمجتمع العراقي. ولجأ في السنوات الأخيرة الى «الايمان» فتحولت فرق حزبية بعثية كاملة الى ما يشبه خلايا لحركة «الاخوان المسلمين». لكنه بقي في الوقت ذاته ممسكاً بزمام الأمور، ولم يتح لها أن تستقل بذاتها، أو أن تشكل تيارات خارج سلطته. بمعنى آخر، لم يشكل «البعثيون الإسلاميون» تياراً داخل الحزب، على رغم ابتعادهم عن طروحاته المفترض أنها علمانية.بعد الاحتلال وجدت التجمعات العشائرية نفسها في مواجهة عدوين: الجيش الأميركي من جهة والحكم الطائفي من جهة أخرى. تراجع نفوذها في غياب الزعيم المطلق. لجأت الى المقاومة التي تشكلت على أساس مذهبي، ما شكل غطاء لتنظيم «القاعدة». لكن الإرهاب الذي أشاعه هذا التنظيم وسيطرته الكاملة على عدد من المحافظات قلص سلطة زعماء العشائر، وجعلهم مواطنين عاديين في «دولة الزرقاوي» أو «دولة العراق الإسلامية». أما المقاومة الحزبية فلم نسمع بها إلا قليلاً، فعناصر الجيش المنحل، خصوصاً من السنّة، التحقوا بعائلاتهم أو بالتنظيمات الإسلامية المسلحة.ويسجل الأميركيون للمالكي أنه أول من فكر باستخدام العشائر لمحاربة «القاعدة»، على رغم تردده وخوفه من دعمها موقف ممثلي الطائفة السنّية في الحكومة والبرلمان. لكن إدارة بوش وجدت الفرصة سانحة كي تتحول الهجمات على قواتها الى حرب بين «القاعدة» ومسلحي العشائر الذين استعادوا هيبتهم وسلطتهم. واستطاعوا أن ينجزوا ما عجزت عنه «قوات التحالف»: وضع حد للتنظيم في المناطق السنّية، بواسطة ميليشيات دعمها الأميركيون بالمال والسلاح.اعترف الرئيس بوش بفضل زعماء العشائر فالتقاهم في الأنبار، منذ فترة، ثم التقاهم في البيت الأبيض بداية هذا الأسبوع، على أن يقيم لهم جورج الأب، شيخ مشايخ آل بوش، مأدبة عامرة في تكساس، يغيب عنها المنسف، ويحضر الشواء على الطريقة الأميركية، بعيداً عن بروتوكولات واشنطن.وبعيداً عن البروتوكولات، طلب المدعوون من الابن عدم تقسيم العراق فتعهد لهم ذلك. وطلبوا منه أيضاً، حكومة غير منحازة، وغير طائفية، وقد يستجيب طلبهم بالتشديد على تطبيق الدستور الطائفي التقسيمي بأسرع ما يمكن، خصوصاً أنه ينص على تقسيم الثروة، وفي مناطق العشائر ثروة بترولية هائلة تنتظر من يكتشفها، وشركات العائلة في تكساس تنتظر الهدوء لتبدأ التنقيب.في كتابه «الأسرة الحاكمة في أميركا: الارستقراطية، الثروة، وسياسة الخداع»، يوضح الكاتب المحافظ كيفين فيليبس كيف استطاعت عائلة بوش استخدام الثروة الطائلة وشركات مثل «أنرون» و «هاليبيرتون» في الوصول الى السلطة السياسية والمحافظة على تماسكها. ويعرب عن خوفه على المرتكزات الديموقراطية في الولايات المتحدة وعلى صورتها في الخارج، إذا استمر هذا التحالف بين السلطة ورأس المال المستخدم في الصناعات العسكرية، ولا ننسى شركات المرتزقة الناشئة التي يخطط لها كي تحل بدلاً من الدولة في تجهيز الجيوش والاشراف عليها كي تزدهر الحروب والتخلف.وجد زعماء العشائر العراقية، بعدما فقدوا صدام، مرجعاً لهم في واشنطن، وأصبح عدو الأمس صديق اليوم. وهو مرجع يتسع صدره للجميع، سبقهم اليه آخرون من العالم العربي، خصوصاً من لبنان وفلسطين، لكن الجميع مطمئن الى أن مستقبله مضمون بتحويل المنطقة الى تجمعات عشائرية وطائفية، يضمن مصالحها البيت الأبيض. ولتذهب الأوطان الى الجحيم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
...رسالة إلى شيخ أميركي: العراق ليس ولاية أميركية!
عيد بن مسعود الجهني
الحياة
سالجمعة 19 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي رحب شيخ الكونغرس السيد جوزيف بايدن في مقالته في هذه الصفحة بأي نقاش حول القرار غير الملزم الذي اقره مجلس الشيوخ، بعد اقتراح قدمه هو وزميله براونباك حول تطبيق النظام الفيديرالي في العراق. وأول خيط نلتقطه من المقالة ومشروعه وزميله الذي وافق عليه مجلس الشيوخ ان السيناتور متواضع الفهم في علم القانون الدستوري والدولي معاً، والأدلة التي ساقها تنم حقاً عن ضحالة ما لدى الرجل من مخزون فكري دستوري أولاً ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ثانياً، ولذا جاء طرحه مسطحاً لا يتعدى كونه فكرة سياسية بل إعلامية اختزنت في عقله وتجاوب معه زميله سريعاً، واقرها مجلسهم لحاجة في نفس يعقوب.هذا الطرح المثير للسخرية هدفه تحويل بلاد الرافدين من دولة موحدة الى دولة فيديرالية على غرار النظام الأميركي، فبجرة قلم قرر بايدن تغيير تركيبة نظام سياسي في بلد لا يملك حقاً فيه، ولأنه خاو في فهم القانون على ما يبدو فقد زين له عقله محاولة إقناع العرب بضرورة تقسيم بلاد الرافدين!ونحن نقول له بالفم الملآن ان دولة العراق كانت دولة موحدة قبل الاحتلال ولها دستور واحد، وحكومة واحدة وغالبية فقهاء القانون الدستوري والقانون الدولي العام متفقون على أنها تمثل الدولة في ابسط صورها، إذ تتميز بوحدتها السياسية، أي بوحدة في الدستور وفي سلطات الحكم.وجدير بالتنويه ولعلم السيد بايدن الذي يسعى هو ومجلسه الى تفكيك العراق انه لا شيء يمنع من وجود اختلاف في التشريعات من إقليم الى آخر داخل الدولة ولا يخل بصفتها كدولة موحدة طالما ان السلطة فيها موحدة، ولعلمه أيضاً أن الأخذ بأسلوب الإدارة اللامركزية لا يتعارض مع نظام الدولة الموحدة، إذ يمكن تطبيق الأسلوب المركزي أو اللامركزي في الإدارة، وهو ما كان مطبقاً في العراق قبل الاحتلال الى حد كبير.ان رجال الفقه يميزون بين أربع صور رئيسية للاتحاد تتدرج من الضعف الى القوة وهي: الاتحاد الشخصي والاتحاد التعاهدي والاتحاد الفعلي والاتحاد الفيديرالي، وهذا التقسيم إنما يتم وفقاً للمعالم الأساسية لكل صورة من صور الاتحاد، وإذا كان الاتحاد الفيديرالي هو الأكثر تطبيقاً في العمل حيث يوزع مظاهر السيادة الداخلية (التشريع والتنفيذ والقضاء) بين الحكومة المركزية وبين الدول الأعضاء، ومن الدول التي تطبق هذا النظام الولايات المتحدة الأميركية وكندا وسويسرا واستراليا والهند والإمارات العربية المتحدة، فإنه لا يمكن ان ينقل السيد بايدن نظام بلاده في أسلوب الحكم كما هو الى دولة أخرى، ليقطّع أوصالها الى أشلاء، أحدها للسنة والآخر للشيعة والثالث للأكراد، فهذا اعتداء صارخ على سيادة العراق وشعبه، ولا يسند قوله ان الشعب العراقي صوت لهذا، وان الزعماء الحاكمين في العراق مؤيدون، فكل ما يفرزه الاحتلال باطل بطلاناً مطلقاً بالمفهوم القانوني.يبدو ان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي السيد جوزيف بايدن عقد العزم على تجاهل قوانين وقواعد الانتخابات الديموقراطية النزيهة التي جاءت به الى مجلس الشيوخ، ليقول ان العراقيين وفي استفتاء شعبي جرى في تشرين الأول 2005 أيدوا النظام الاتحادي بنسبة 80 في المئة وان زعماء العراق الرئيسيين وأعضاء البرلمان البارزين هم أيضاً أيدوا جميعاً النظام الاتحادي، والشيء الذي لم يقله بايدن وهو (الحقيقة) القانونية الدستورية ان الاستفتاء المزعوم جاء تحت أزيز الطائرات ودوي الصواريخ وهدير الدبابات، وانه فرض قسراً وبالقوة تحت سطوة المحتل، ولا شرعية قانونية دستورية لإجراءات يفرضها او يشارك في فرضها المحتل.وذكر المستر بايدن للزعماء الرئيسيين إشارة إلى السياسيين والأعضاء البارزين في السلطة التشريعية فيه تجاهل متعمد لزعماء العراق وأعضاء البرلمان الآخرين المؤثرين، ثم من جاء بهؤلاء؟ أليس هو المحتل؟ إذا كانت الانتخابات جاءت بهؤلاء وتتكئ إدارة بوش على هذا كسند قانوني فإن تلك الانتخابات كانت بإشراف المحتل كما ان الدستور صاغه المحتل أيضاً منذ عهد بريمر، ولا دستور أو قانون يمكن ان يكتسب الشرعية ما دام الاحتلال جاثماً على الأرض، لأن السيادة منقوصة انتزعها الاحتلال بالقوة.ويستمر شيخ الكونغرس في مغالطاته، فهو يدعي (مستخفاً بعقول القراء) ان النظام الاتحادي لا يعني تقسيم أو تجزئة العراق، ويزيد قائلاً ان العراق الاتحادي هو العراق الموحد. ألا يعرف ان العرب لن تنطلي على احد منهم تخبطاته المضللة، وهم يدركون الفرق بين الدولة (الموحدة) والدولة (الفيديرالية). وتجزئة العراق أو بالأحرى تفكيكه على يد شيوخ أميركا يعني فناء العراق (كدولة) في تعريفها المبسط في القانون الدستوري والدولي العام، فالمحتل لم يكتف بما اهلك من شعب العراق من الأبرياء، هذا عدا الجرحى والمعوقين والدمار الذي لحق بالبنية الأساسية للبلاد، حتى أعاد الاحتلال البلاد إلى عصور الظلام.والمضحك المبكي ان العرّاب بايدن جازف كثيراً فابتعد به خياله حتى عن فهم روح القانون وفن السياسة ومبادئ الاقتصاد ومفهوم القوة بأبسط معانيها، فهو يؤكد ان حكومة الاتحاد المركزية ستحمي حدود العراق وتسيطر على توزيع عادل لعائدات النفط!أين القوة يا سيد بايدن التي تحمي الحدود بعد ان جعلتها قوة بلادك الغاشمة في خبر كان، وأصبحت الحدود (سداح مداح) لكل من هب ودب حتى ان الإيرانيين أصبحوا محتلين فعليين، وانتم نزلاء قواعدكم العسكرية ومن اخترتموهم للحكم محاصرون في المنطقة الخضراء في بغداد؟ ثم أين الثروة التي توزع بالقسطاس؟ الثروة ذهبت سرقة ونهباً وتهريباً، وعقود النفط سلمت الأخضر واليابس لشركاتكم وشركائكم في الاحتلال؟ ومن الذي سيطر على التوزيع؟ أليسوا «ربعكم» الذين جئتم بهم من «بعيد» الى سدة الحكم تعزلون من تشاؤون وتبقون على من تريدون؟والعجيب انك وأنت شيخ كبير تستشهد بنموذج دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أوردنا لك أنواع الاتحادات، ونزيدك من الشعر بيتاً ان الإمارات كانت كل واحدة منها دولة مستقلة أي دولة (موحدة) واتفقت على الاتحاد بالإرادة الحرة، وأنت قررت ومعك 75 من زملائك فرض الاتحاد الفيديرالي على دولة وشعبها بالعنترية والقوة العبثية، لتقرروا مصيرها وكأنها إحدى الولايات الأميركية الخمسين، ثم تقول لنا إن هذا لا يعني تقسيم العراق أو تفككه بالكامل! ثم ماذا بعد؟ هل تريد ان تقنعنا بأنك وهذه الشرذمة التي تسير في ركابك لا تعرفون نتائج هذا القرار إذا طبق أم انك تؤمن بمقولة وزير هتلر: أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس!ويتحفنا السيناتور بالمزيد من إبداعاته عندما يؤكد لنا ان الفيديرالية تدافع عن سيادة العراق، وانه وزملاءه الشيوخ يدعون الإدارة الأميركية الى تكثيف جهودها الديبلوماسية في العراق، وإشراك الأمم المتحدة وجيران العراق لزيادة المساعدات الإنسانية وعدم التدخل في شؤون العراق! ولم يسأل نفسه أسئلة غاية في البساطة: من الذي اعتدى على وحدة العراق وسيادته؟ ومن الذي احتل العراق بقرار «بوشوي» مؤيد من شيوخ أميركا، وقال عن الأمم المتحدة إنها دفنت وضرب بنصوص مواد ميثاقها التي تجرم بالنص القاطع الاحتكام إلى القوة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول عرض الحائط؟!ثم من الذي تدخل في شؤون العراق الداخلية وفتح الباب مشرعاً على مصراعيه لتدخل الآخرين وأولهم إيران؟ الإجابة هم بوش وزملاؤه ومؤيدوه من زملائك وأنت أولهم! وتأتي وتتحفنا بمقترحاتك بعد ان غرقت ادارة بلادك في وحل (العار) الذي دنس التاريخ الأميركي.وإذا كنت تفاخر بصياغتك لنص يحظر إنشاء قواعد عسكرية أميركية دائمة في العراق والسيطرة على موارد النفط، فإنك تغالط نفسك بنفسك، لأنك تعلم علم اليقين ان ادارة بلادك احتلت العراق ورئيس بلادك كرر مراراً وتكراراً انه لن يغادر العراق وان القواعد العسكرية الأميركية المتناثرة في ذلك البلد جاءت لتبقى.أما السيطرة على النفط العراقي الذي تدعي وقوفك ضده، فإنه حاصل منذ أول يوم لسقوط بغداد، فقوات بلادك المحتلة كان أول اهتماماتها السيطرة على وزارة النفط العراقي، وبدأت سلسلة نهب وسرقة النفط العراقي حتى صنف ذلك البلد في مقدم الدول الأكثر فساداً ورقمه لعلمك 135 في قائمة الفساد، بسبب الاحتلال وأصبح الشعب العراقي يواجه الفقر والجوع والمرض، والشركات النفطية الأميركية والبريطانية تقتسم الغنائم من دون رادع من ضمير أو قانون، لأن حاميها حراميها.انك تعلم أن زملاءك الكبار بوش وتشيني ورايس ورامسفيلد وغيرهم من المحافظين الجدد، احتلوا العراق بدعوى وجود أسلحة الدمار الشامل فيه، وانه يصدر الإرهاب، ووجد ذلك الاحتلال الجائر التأييد من الكونغرس بدعوى نشر الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وثبت بالدليل القاطع عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق وانه لا علاقة للرئيس العراقي الراحل بـ «القاعدة»، وليجد بوش مخرجاً من الحرج الذي وقع فيه أصبح عرافاً وقال ان الرب هداه لنقل الديموقراطية إلى العراق وان شعب العراق موعود تحت ظلال الديموقراطية بجنات النعيم، وتحولت الجنان الى جحيم وشر مستطير، فارتكبت أفظع جرائم في حق الإنسان من اغتصاب وقهر وتعذيب وقتل وتشريد عرفتها هذه الألفية!فأي عدالة وأي أخلاق تتحدث عنها أيها السيد العاقل، وتريد من الذين عُرفوا بالنباهة والفطنة تصديقها وهي كذبة لا يصدقها أحد، فالكذبة كبيرة، وصدق من قال الذين اختشوا ماتوا!s
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
الأصابع الإيرانية فـي الطبخة الكردية
حازم مبيضين
الراي الاردن
من السهل ملاحظة أن الدبلوماسية الإيرانية هي الأكثر نشاطاً إزاء التوتر الناجم عن التهديدات التركية باجتياح شمال العراق للقضاء على متمردي حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من قمم جبال كردستان العراق ملاذاً يقيم فيه قواعد ينطلق منها مقاتلوه للاشتباك مع القوات التركية. وهو نشاط يقول ظاهره إنه يحاول احتواء الأزمة سياسياً ومنع اندلاع معارك على تخوم الأراضي الإيرانية، غير أن ملاحظة شديدة الوضوح تحكي أن هذا التحرك الدبلوماسي الإيراني ابتداء ببغداد ومروراً بدمشق وانتهاء بأنقرة يتزامن مع قصف وهجمات عسكرية تقوم بها القوات الإيرانية ضد متمردين كرد إيرانيين لجأوا إلى كردستان العراق متخذين من جبالها ملجأ آمناً. المتشائمون من مجمل السياسات الإيرانية المشاغبة والتي تتحرك متناقضة في أكثر من اتجاه يرون في تنقلات الوزير منوشهرمتكي محاولة دبلوماسية لحصار يأخذ الطابع الإقليمي ضد تحركات الكرد الإيرانيين والأتراك وصولاً إلى حصار فاعل لتجربة الكرد العراقيين في اقليمهم الناشئ والذي يمكن لتجربته أن تكون مثالاً لأبناء قوميتهم في دول الجوار التي ينتشرون فيها ويتحركون دون هوادة لنيل حقوقهم المهضومة من القوميات التي يسيطر ابناؤها على الحكم في تلك الأقطار. السياسة الإيرانية البراغماتية التي تهدد بمهاجمة دول الخليج العربي إذا ما تعرضت لعملية عسكرية أميركية على خلفية برنامجها النووي محل الجدل تتناسى أن أبناء الخليج هم مسلمون عرب لا يصنعون سياسات واشنطن ولا يؤثرون فيها أو يوجهونها. وهي نفس السياسة التي ترى أن تجربة كردستان العراق بداية لا بد أن تتوقف عند حدودها الحالية، لوأد أية طموحات للكرد المتمردين في إيران مطالبين بحقوقهم القومية وهي من جهة أخرى قد ترى في تحجيم تجربة هذا الإقليم (خدمة مذهبية ) لحلفائها في الحكومة العراقية المركزية الذين لم يتخلصوا بعد من الأفكار القومجية التي سادت منطقتنا بقوة خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي. هذا التحرك الإيراني الذي يبدو إيجابياً في الظاهر يبدو مفهوماً بدوافعه الحقيقية من قبل قيادة إقليم كردستان العراق وهي تعلن أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني يقيمون بشكل غير شرعي في أراضيهم وإنها هي من تبحث عن حلول سياسية لازمتهم تجنب المنطقة عواقب حرب هي في غنى عنها. وتحفظ للإقليم الناشئ الaمكاسب التي حصل عليها في العشرين سنة الماضية والتي جاءت نتيجة نضالات مستمرة منذ عشرات السنين وانتهت بظروف دولية وإقليمية لصالحهم وتوجت بالدستور العراقي الدائم الذي يقر الفدرالية الضامنة لخصوصية هذا الإقليم في الدولة العراقية. والواضح أن هناك تبايناً في النظرة للأزمة الملتهبة على الحدود التركية بين القيادات الحاكمة في إقليم كردستان العراق وبين الكرد القياديين في الحكومة العراقية المركزية، فبينما يحاول كرد أربيل اغتنام الفرصة لتقوية نفوذهم الشعبي ولمركزة الولاء لمنجزات الإقليم فإن الكرد المنخرطين في الحومة المركزية لا يستطيعون تجاهل مصالح بغداد التي قد تتضارب مع مصالح أربيل في الوقت الراهن والتي قد تصب في نهاية الأمر في طاحونة انقرة وطهران الطامحتين للقضاء مرة واحدة وإلى الأبد على الطموحات القومية الكردية.
وإذا كانت السياسات الدولية هي من يحرك التحولات في المنطقة فإن المطلوب ملاحظة أن السياسة الأميركية تسعى للتوازن والأخذ بعين الاعتبار مطالب حلفائها في أربيل وانقرة وبغداد معلنة استعدادها للتنسيق بينهم ومعهم لتحجيم تمرد العمال الكردستاني دون إخلال بخططها تجاه العراق وهي خطط تلحظ دون شك ضرورة إنشاء دولة فدرالية في عراق ما بعد صدام يحفظ للكرد حقوقهم. وتمنع التغول عليهم ولا تسحب من أبناء الطائفة الشيعية مكاسبهم دون أن تعطي لهم حق اضطهاد السنة اسستجابة لنداءات مذهبية دأبت قم على تغذيتها متجاهلة أن شيعة العراق عرب أقحاح وإنهم أساس التشيع وأن الزمن كفيل بإنهاء أية تبعية فرضتها الظروف على القليل منهم لمرجعية الولي الفقيه.
الاصابع الايرانية التي تسعى للمساهمة في تحريك الطبخة على حدود اقليم كردستان مع تركيا، ليست بريئة الاهداف، ولا بد من بترها، وإن كنا نقر بدور ايراني في سياسات المنطقة، فاننا نؤكد ضرورة أن لا يكون تخريبيا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
من الفوضى العراقية الى التصعيد ضد ايران
آلان غريش
لوموند دبلوماتيك
مشكلتنا مع الحكومة الايرانية لا تتعلق فقط بايران ، يقول نيكولاس بيرنز ، نائب وزير الخارجية الاميركي ، بل تحديدا بما يفعله هذا البلد في الشرق الاوسط. هذه المنطقة تستحوذ على معظم وقت ادارتنا وادارة الكونغرس ، وعلينا ان ندرج ايران في سياق ما نقوم به في الشرق الاوسط والعالم. اننا نعتقد ان ايران تمثل تحديا لجيلنا. وليس تحديا مرحليا او عابرا فقط ، وسوف يكون هذا التحدي في قلب سياستنا الخارجية العام 2010 2012و وعلى الارجح العام "2020 ايضا.
على الرغم من انها تمثل واحدا من اهم البلدان المصدرة للبترول فهل تشكل ايران حقا الخطر المتجدد الذي تندد به واشنطن وتدينه؟ صحيح ان نفقاتها العسكرية قد ارتفعت بشكل ملحوظ منذ بداية العقد ، لكن تجهيزات جيشها تظل ضعيفة. اذا كان صحيحا ان انفجار العراق قد زاد من وزن ايران تلقائيا فمن المسؤول؟. وجود رجال الدين قد يكون ورقة رابحة ( بعض الشيعة العراقيين او اللبنانيين موالون لرجل دين ايراني ) لكن وجود رجل الدين يشكل ضعفا ايضا (والعكس صحيح اذ ان العديد من الشيعة الايرانيين يتبعون رجل دين عراقي او لبناني ). ناهيك عن ان رجال الدين الشيعة منقسمون ، ولا سيما حول المبدأ الاساسي للسلطة العراقية الحالية ، اي ولاية الفقيه التي تمنح لقائد الثورة ( بالامس آية الله روح الله الخميني ، واليوم آية الله علي خامينئي) سلطة مطلقة.
وماذا عن السلاح النووي؟. منذ بداية التسعينات اعلنت تقارير اميركية عديدة ان ايران قد تمتلك القنبلة في خلال سنتين أو ثلاث سنوات. هذه التقديرات التي ظلت تُفند بانتظام ما زالت تتجدد لحد الان وكأنها جزء من الأحداث اليومية. ما كان حقيقة في الأعوام 1991 1995و 2000و ما زال حقيقة اليوم ايضا. ومع ذلك فان وكالة الطاقة الدولية ما فتئت تؤكد انه على الرغم من محاولات طهران الافلات من بعض عمليات التفتيش فلا شيء يثبت وجود برنامج عكسري ايراني.
لنفرض جدلا ان هذا البلد سوف يتزود غدا بقنبلة نووية ، فما الذي سوف يحدث؟. عندما سئل الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في شهر كانون الثاني 2007 في هذا الشأن اجاب هذا الاخير :"اين ستطلق ايران هذه القنبلة؟ هل على اسرائيل؟. فلن تكاد تقطع مئتي كيلومتر في اجواء ايران حتى تكون قد دمرت ايران. فاذا امتلكت ايران القنبلة النووية واطلقتها فسوف تُدمر على الفور قبل ان تغادر السماء الايرانية. سوف يكون هناك حتما تدابير ثأرية ومانعة ضمن نظام الردع النووي". في المقابل ، وكما اشار الى ذلك الرئيس الفرنسي السابق ، فان امتلاك ايران للقنبلة النووية سوف يؤدي الى انتشار هذا النوع من الاسلحة في المنطقة. لقد اعلن مجلس التعاون الخليجي ومصر ارادتهما في تطوير الطاقة النووية المدنية.
ان هدف شرق اوسط خال من السلاح النووي ينبغي ان يظل اولوية ، شريطة ان تُدرج كافة البلدان ، بما فيها اسرائيل التي كانت اول دولة تُدخل القنبلة النووية الى المنطقة.
قبل موعد الانتخابات الرئاسية بعام واحد ، وقبل 16 شهرا على نهاية عهد الرئيس بوش ، ازداد خطر ان نرى الرئيس الاميركي وهو يهرب الى الامام بقيامه بعملية عسكرية ضد ايران كي يمحو مراراته في العراق. ففي خريف 2006 ، وعلى اثر اربع سنوات قضاها سفيرا لاسرائيل في واشنطن سئل داني ايالون ان كان يمكن لرئيس شعبي مثل الرئيس بوش ان يتخذ مثل هذا القرار فرد قائلا :"نعم ، اظن ذلك. يجب ان تعرفوا هذا الرجل. لقد كنت محظوظا بالتعرف عليه وانا اعتبره صديقا. ان الذين يعرفونه يدركون انه رجل صارم جدا. فهو موقن بهيمنة الديمقراطيين الاخلاقية على الديكتاتوريات. وفي رايه ان امتلاك رجال الدين لقنابل نووية امر لا يمكن احتماله ، لأنهم تركيبة تهدد النظام العالمي ، ولهذا السبب فلن يسمح بحدوث ذلك".
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
الوحدة الثقافية والتاريخية للعراق
أ. د. صالح عبدالرحمن المانع
عكاظ السعودية
عقد في الأسبوع الماضي مؤتمر علمي في تركيا حول العراق، شارك فيه عدد من الباحثين الأكاديميين من مشارب وتخصصات عدة، ونوقشت فيه بعض القضايا الخاصة بماضي العراق ومستقبله. ولعلّ من أهم الأوراق التي عرضت في المؤتمر ورقة قدمت من قبل أحد الباحثين المؤرخين استعرض فيها آثار العراق التاريخية وحضاراته، والتي تبين على مدى التاريخ أن هناك ثقافة حضارية واحدة تربط أبناء الرافدين ببعضهم، بدءًا من السومريين والبابليين وحتى الحضارة الأشورية، التي مدّت نفوذها من إيران وحتى وادي النيل. كما قدم باحث آخر ورقة دحض فيها المقولة التي تقول بأن العراق كان عبر التاريخ مقسماً إلى ولايات ثلاث، وأن الانتداب البريطاني هو الذي وحدّ العراق عام 1920م.
يدحض هذا المؤرخ الأوروبي هذه المقولة ويرى أن العراق كان مقسماً إلى جزءين سواءً في عهد (سومر وأكاد) أو في العهد الإسلامي طيلة تسعة قرون (600م – 1500م). وكانت المقاطعتان العراقيتان هما (العراق والجزيرة). أما العثمانيون فقد قسموا العراق، كما يقول، إلى أربعة أجزاء، في ولايات الموصل وكركوك في الجزيرة، وبغداد، والبصرة.
وفي القرن الثامن عشر أصبحت بغداد أكبر مقاطعة في العراق، خاصة في عصر المماليك، وفي عام 1850 أدخلت الموصل تحت ولاية بغداد، وبقيت البصرة منفصلة. وفي الفترة ما بين 1862م – 1879م كان العراق مقاطعة أو ولاية عثمانية كاملة تسمى ولاية بغداد، تنطبق حدودها بشكل كبير مع الوضع الحالي.
ويذهب أحد الباحثين إلى أن الثورات التي شهدها العراق والإمارات المنشقة مثل (إمارة الأفراسياب) في القرن السابع عشر، لم تكن ذات طابع مذهبي. فعائلة (الأفراسياب) كانت عائلة سنية، وكان عدد من قضاة هذه الإمارة من العلماء الشيعة، وشارك فيها تجار مسيحيون ويهود عراقيون من البصرة، أرادوا أن يستقلوا عن النفوذ ودفع الضرائب التي تفرضها السلطة العثمانية عليهم.
أما إمارة الجليلي في الموصل، فكانت حركة سنية ضد الدولة العثمانية. وحركة المشهدي في الحلّة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، كانت تمثل إمارة شيعية. ولم يكن تمددها إلى الجنوب، بل تمددت إلى شمال العراق وعقدت تحالفات مع السنة. إلى أن قضي على هذه الإمارة من قبل تحالف القبائل الشيعية والسنّية. وحتى خلال القرنين التاسع عشر والعشرين لم تكن الانتفاضات والثورات المحلية ذات طابع مذهبي أو إثني إلا في منطقة كردستان.
وتناولت ورقة أخرى الحركة الثقافية في العراق، طرح فيها أن الأدب العربي في العراق لم يكن أبداً أدباً مذهبياً أو عرقياً، بل كان أدباً عربياً خالصاً. فمحمد مهدي البصري (عام 1924) ومجيد خدوري وعبد الرزاق الحسني وعباس العزاوي، هم أدباء عراقيون وعرب، كتبوا باللغة العربية وانتموا إلى ثقافة شاملة. كما أن الشاعر معروف الرصافي كان شاعراً عربياً مرموقاً من أصول كردية، وكان ينتمي إلى الثقافة العربية، ولم يفخر يوماً بانتمائه إلى الثقافة الكردية المحلية. ومثلما كان هؤلاء الرواد من الأدباء والشعراء يتحدثون ويكتبون عن شخصية عراقية عربية، فإنه ،حسب ورقة محاضر آخر، لا يمكن إيجاد شخصية سنّية لأدب أو فكر عراقي خلال فترة الاستقلال. فكتابات كامل الجادرجي ومحمد حديد وعبدالخالق السامرائي وغيرهم من القوميين العرب في العراق، كلها تمثّل الشخصية الوطنية العراقية وتجسّدها في شكل متجانس ومتكامل بعيداً عن الحسّ المذهبي أو العرقي.
ومجمل هذه الأوراق، والأوراق الأخرى التي قدمت تدحض المقولة الطائفية التي يروج لها اليوم في العراق، والتي يحاول الكثير من الساسة إيجاد أرضية فكرية وأيديولوجية تبرر الانقسام والشرذمة السياسية التي يسعون إلى تكوينها وغرسها في بلاد الرافدين. وربما استعانوا ببعض الرموز التاريخية، ولكن كما يقول هؤلاء الباحثون، فإن دراسة متأنية لفكر وقصص وأدب هؤلاء الكتاب ترينا ارتباطهم الوثيق بالفكر الوطني العراقي، وبالحركة الأدبية العربية التي كانت تعمّ المنطقة. وتدحض أي محاولة لتحجيم فكرهم في إطار مذهبي أو عرقي متقوقع.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
تقسيم العراق ... ورقة الرهان الخاسرة
د اياد الصقر
الدستور الاردن
ما زال الاحتلال موجودا.. نحن نتوقع المزيد من الفتن ومحاولات التمزيق الطائفية. والتي يتبع فيها الاستعمار سياسة «فرق تسد» ، ديننا يدعونا الى التكاتف.. وهم يدعوننا الى الفرقة.
فالاحتلال هو سبب المحنة التي يمر بها العراقيون وهو سبب الويلات والكوارث التي اصابت العراق منذ بدء الاحتلال لحد الان وان ابناء العراق الغيارى اكتشفوا بان الفتنة التي اشعلها الاحتلال هي فتنة سياسية.. والتي لم تظهر الا بوجده.
ان منظري السياسة هم وراء تلك الفتنة فاستعانوا باعداء العراق وقادة الاحزاب السياسية التي لم تحلم بان تحكم بأي ظرف ولا أي من الازمان الا في ظروف الاحتلال.. وهم لا وجود لهم الا بوجود المستعمرين فتشبثوا به فابتلي العراق بسياسييهم وبرلمانييهم. الذين نراهم يرتعدون من اي حديث عن الانسحاب او جدولته او الخوض في مجاله. فهم يجهلون ما يجري حقا لتمزيق العراق ، وهم من احرق العراق ووقفوا بسياساتهم المتطرفة وراء الفتنة التي اعتبروها بقرة حلوب للمحافظة على مصالحهم ومكاسبهم ورواتبهم ومكافآتهم التي يحلمون بها من جيوب اسيادهم..فكانوا يدا وعونا للمحتل.. فنلاحظهم يطبّلون لأي مشروع يطرح من قبل سادتهم ، قبل التعقل والنظر في مصلحة شعوبهم.
وفي ظل الفشل الذريع والتخبط للسياسة الامريكية في العراق نرى ان الخسائر الامريكية في ازدياد.. وهي فعلا الخسائر غير المعلنة في وسائل الاعلام ، فهم السبب الرئيسي في تهجير ما يقارب 7 ملايين عراقي داخل وخارج العراق وهذا هو احد المخططات التي كشفها العراقيون الذين هم الآن اكثر وعيا وادراكا لمخاطر الاحتلال.
فلم يعد اي عراقي بل اي عربي شريف يصدق انهم حرروا العراق نتيجة لسياستهم وافعالهم المفضوحة الاستبدادية والاستيطانية.. ولم يعد احد يصدق بان العراق مثل يحتذى به تقدما وديمقراطية وشفافية «هذا اذا استثنينا سياسيي العراق وبرلمانييه على شاشات التلفزيون والاعلام».
وبعد اكثر من ثلاث سنوات من الاحتلال المقيت لم ير العراقيون الا الدمار والقتل والموت والاغتصاب وفقد 60% من العراقيون مقومات الحياة من رواتب ودعم من قبل الدولة. وهم فعلا تحت خط الفقر وكما نلاحظ ان المحتلين بين الحين والاخر يطرحون المشاريع التي تهدف الى تمزيق العراق منها قانون شفط النفط وقانون تقسيم العراق.. فلماذا يسعون الى توحيد دولتهم.. في حين ديمقراطيتهم تجبرهم على تقسيم العراق الى دويلات صغيرة وضعيفة ليتمكنوا من استكمال مخططاتهم التوسعية في العراق والمنطقة.. ولن يرى قانون شفط النفط النور بعون الله.. ولكنه اصبح هدفهم فأعزوا الى تقيسم العراق الى دويلات باسم «الفيدرالية».
وكلنا نعرف المشاريع الفيدرالية وكيفية تبني الموساد لتلك المشاريع وهم لا يخفون شعورهم بهذا الخصوص في حين ان كافة العراقيين يرفضون هذا القرار الجائر الذي يعني تمزيق وتدمير العراق.. وهم بالتالي يضعفون الامة العربية كدولة قومية مترابطة في مصالحها المشتركة كان لها شأن بين الدول.
ولم يرحب بالقرار سوى الساسة الاكراد فقط علما بانهم بذلك لا يراعوا مشاعر الشعب العراقي والعربي لا بل وحتى مشاعر الاكراد الوطنيين الشرفاء في تقسيم العراق الى دويلات ليحكموا سيطرتهم على خيرات ونفط البلاد..فأغلب الاكراد يرفضون مثل هذا القرار تضامنا مع ابناء شعبهم وقد اكتشفوا بأن قياداتهم تتاجر بالقضية الكردية.
ولم يرحب اخواننا الاكراد بالقرار بل سياسييهم ممن رحبوا به وبعض السياسيين الموالين الى الاحتلال ليحافظوا على انفسهم من نقمة الشعب العراقي.
والداعين الى تقسيم العراق لا يمثلون الا 5% من الشعب العراقي وهم من المرتبطين بالاحتلال.
وخبر التقسيم وقع على قلوب العراقيين كالكارثة.. لان مثل هكذا قرار هو محاولة لتمزيق العراق والتحريض على الفتن الطائفية في حين فشلوا في سياستهم التفريق بين الاخوة «السنة والشيعة» وبحكمة العقلاء ورجال الدين الوطنيين الشرفاء..وما قدمته هيئة علماء المسلمين من توجيه ووعي لحقن دماء العراقيين بكل اطيافهم.
وما يقوم به الدكتور حارث الضاري من جهود حثيثة لافشال كل تلك المخططات وللم شمل العراقيين والدعوة الى دعمهم في غربتهم فهو الممثل الوحيد لوطنيي العراق وشرفائه وهو من يدافع ويقف اسدا شامخا مغوارا امام كل التحديات والمخططات الرأسمالية والاستعمارية.. وبمساعدة جدية من رؤساء وملوك دول الجوار وبالذات راعي العرش الهاشمي لافشال تلك المخططات التوسعية في المنطقة والتي تهدف الى زعزعة الصف الوطني والنيل منه.. فبارك الله في جهودهم لافشال تلك المخططات التي لا تخدم العراق ولا العراقيين فهم دوما يسعون الى الاستقرار في العراق وبالتالي يعود الاستقرار على المنطقة ويعم الخير والسلام.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
دبلومساية ام اعدام
افتتاحية
الوفاق الايرانية
تعتبر المشاورات واللقاءات بين كبار مسؤولي بلدان المنطقة آلية هامة وفاعلة لتسوية الكثير من الازمات والقضايا التي تعاني منها منطقتنا، ووسيلة للوقوف بوجه محاولات الآخرين لضرب العلاقات بين دولها ولتنقية الاجواء.
واذا ما نظرنا الى مجريات الامور، لوجدنا ان معظم الأزمات في منطقتنا يعود سببها الى تدخل الاجانب في شؤوننا وتأليبهم طرفا على آخر في محاولة للحيلولة دون تسوية الأزمات والخلافات ان وجدت بين بلدان المنطقة.
ان قضايا فلسطين ولبنان والعراق وافغانستان و... أزمات كان سيتم تسويتها لو تركت لاصحاب الشأن وللعارفين ببواطن الامور في المنطقة، لكن القوى الكبرى التي ترى ان مثل هذه الأزمات تخدم مصالحها، تتحرك على طريق المزيد من التأزيم، ولكن عبر الايحاء انها تعمل لأجل مصالحنا.
فواشنطن التي جاءت بقواتها من الجانب الآخر للعالم الى منطقتنا لا يضيرها ان تشاهد بلداننا في خلافات مع بعضها البعض، ودفع احدنا للتشكيك في الآخر، لئلا يؤدي التوادد بيننا الى عرقلة محاولاها لتمرير مخططاتها ومخططات ربيبتها الكيان الصهيوني.
ان مؤتمر دول الجوار العراقي في اسطنبول، وان كانت تشارك فيه قوى من خارج المنطقة، فان المبادرة فيه يجب ان تكون لدول الجوار والمنطقة، فهي احرص من غيرها على تسوية المشاكل في منطقتنا واكثر دراية بزوايا الأزمات، وادرى بأن تسويتها تخدم ابناء المنطقة وتعود عليهم بالنفع والخير، بينما الآخرون يريدون الابقاء على الأزمات قائمة ومستفحلة ليكون لديهم المسوغ للبقاء اطول فترة في المنطقة، يستفيدون من ثرواتها وخيراتها على حساب شعوبها.
ولعل احدى الذارئع التي تتمسك بها الادارة الامريكية في سياستها الخرقاء هي التهم الواهية التي توجهها الى بعض بلدان المنطقة، فيما تخبط هذه الادارة دفع حتى بدبلوماسييها الذين يراد منهم التوجه الى العراق للخدمة، للاعتراض على سياسة ادارتهم، والى ان يصفوا ارسالهم بالقوة الى بغداد او اي محافظة عراقية بانه بمثابة (حكم بالاعدام).
فاذا كان الامريكيون انفسهم يعترضون على سياسات ادارتهم، فلم لا نوجه نحن اصابع الاتهام الى واشنطن بسبب ما تفعله وتمارسه في منطقتنا ؟ وسكوتنا هذا يزيدها غطرسة وتعنتا تجاه بلداننا وشعوبنا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
أين نحن من تصريحات الملا بختيار. . . وحكومة المالكي ؟!
: ماجد أيشو
اخبار العرب الامارات
لم أتفاجأ شخصياً من تصريحات الملا بختيار أحد مفكري الأكراد مؤخراً وعضو المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردي في معرض إجابته على سؤال حول احقية التركمان في إعلان فدرالية من تلعفر الى كركوك في حالة تقسيم العراق الى فدراليات طائفية فجاءت إجابته كالتالي: ’’نحن نقول لو استطاعت الجبهة التركمانية أن تثبت الاصل التركماني لتلك المناطق
والمعروف أن الشعوب لها الحق القانوني في إعلان إقليمها أو دولتها إذ كانت لها أرض تاريخية وجغرافية، لكن التركمان والكلدواَشور هم مقيمون في كردستان ولهم حق المواطنة الكاملة فيها، ولكن ليست لهم أرض تركمانية أو كلدواَشورية في كردستان العراق’’. كون سياسة الأحزاب الكردية المتمثلة بالحزبين الكبيرين الإتحاد الوطني الكردي الذي يترأسه جلال الطالباني والحزب الديمقراطي الكردي الذي يترأسه مسعود البارزاني لم يدخرا جهداً ولم يفوتا فرصة في تكريد الأرض والانسان لتحقيق أحلامهم المريضة لتفتيت العراق وتقسيم شعبه وبناء إمبراطوريتهم على أشلاء العراقيين الشرفاء وما يحدث اليوم في عموم العراق ليس الا دليلاً واضحا على سوء نواياهم وإثباتا قاطعاً لعدم عراقيتهم وبعدهم عن أهله وحضارته وتاريخه، وتزامنت تصريحاته مع الكتاب الذي ظهر مؤخراً والصادر من مجلس الوزراء العراقي والموقع من أمينه العام دليل أخر على تواطيء حكومة المالكي مع أعداء العراق وشعبه، فأقدم الشعوب على أرض العراق ينعتها مجلس الوزراء بالجالية المسيحية، يا للمهزلة، ويا لسخرية القدر، أن ينعت أهل العراق بالجالية من قبل الغرباء والدخلاء، يظهر لنا انه قد اَن الأوان لنقول هؤلاء بعد أن سقطت ورقة التوت عنهم تباً لكم يا أعداء العراق وأعداء شعبه المخلص تباً لكم يا من تحالفتم مع أعداء العراق لإسقاط العراق وتاريخه وحضارته وليس نظامه كما زعمتم تباً لكم ايها المغول والفرس ومن قدم معكم من وراء البحار تباً لكم جميعاً، لتنعتوا شعبه الاصيل بالجالية أو كما يصفه الملا بختيار أناس لا يملكون أرضاً في اقليمهم المزعوم، لقد فاق قادة الأكراد كوبلز في مقولته المشهورة اكذب اكذب حتى يصدقك الناس واصبحت اكذب اكذب حتى تصدق كذبك فقد صدق الملا بختيار كذبه وتراءت له ارض العراق وارض سومر واكد واَشور بأنها بلاد الأكراد متناسياً أنهم قدموا مع المغول التتار واعتنقوا الإسلام وتحالفوا مع الدولة العثمانية السنية ضد الدولة الصفوية الشيعية، مقابل بسط نفوذهم على مناطقنا الاَشورية المسيحية ومناطق التركمان الشيعية، أم أن هذا التاريخ لا يعجب الملا بختيار المفكر والقيادي في الإتحاد الوطي الكردي . . . ؟ على كل حال هذا شأنه وأني شخصياً أحترم الرجل لانه وضع النقاط على الحروف وقال صدقاً ما في جعبته من أفكار ورؤى ونوايا مبيته لا كما يضحك على ذقوننا جلال ومسعود عندما يتكلمون عن الاخوة الكردية الاَشورية أو التركمانية ومنح الحكم الذاتي لهم، فالحكم الذاتي الذي يمنحوننا إياه والذي يزمر له البعض ما هو الا بالون فارغ يلوحون به فأي حكم ذاتي يمنحون لنا إذا لم يكن لدينا أرض عندهم، وما يهمنا بعد أن أنجلت نواياهم وتصريحاتهم بعد أن همشونا وابتلعوا حقوقنا واستكردوا أرضنا واحتلوا قرانا وهجروا وقتلوا شبابنا، ثم ليقولوا لنا لا أرض لكم عندنا، لقد حان الوقت للتوقف والتمعن فيما قاله الرجل ’’لا ارض لنا نطالب فيها بحقوقنا’’ أي ’’لاحق لنا في أرضنا ما دمت موجودة في بلادهم المزعومة’’ فلماذا نقبل بالتسمية الكردية على ارضنا . . ؟ من هذا التساؤل يجب علينا جميعاً أن نبني استراتيجيتنا ومستقبلنا ومن هذه النقطة بالذات يجب أن ننطلق في بناء علاقاتنا ونرسم للأجيال القادمة المستقبل، ومن هذا التساؤل يجب أن نوحد صفوفنا ونطالب بحقوقنا كاملة وغير منقوصة، ومن هذا التساؤل يجب أن نتساءل ونطرح على أنفسنا السؤال وهو واجب كل شريف بعد هذه التصريحات البختيارية الكردوية وعلى كل العاملين باسم شعبنا والمتحالفين مع الأحزاب الكردية أحزاباً ومؤسسات وشخصيات الى متى تبقون أداة طيعة بيد الأكراد الذين لا يقرون بوجودنا وبحقوقنا . . . ؟ وما هو موقفكم بعد هذه التصريحات البختيارية . . ؟ ألا تخجلون من انفسكم . . . ؟ ومتى تهتز ضمائركم . . . ؟ اَلا تشعرون بغيرة الرجال على مستقبل أجيالكم . . . ؟ وبدو لي إنكم قد فقدتم رجولتكم أصلاً لان ما تقومون به ليس من شيم الرجال وإذا كان من هو قد غرر به فلا مجال له اليوم ليفتح فاه بعد تصريحات الملا بختار الذي يسلبنا أرضنا ووجودنا وحقنا بصورة جماعية ونهائية، وبمعنى أخر يقول الملا بختيار من ليس كردياً ليست له حقوق في الأقليم الكردي الذي يتبجح البعض بتجربته الديمقراطية والتي لا تفرق بين الطوائف والمذاهب والقوميات، اليس من حقنا القول بعد تصريحات الملا بختيار، أن قانون الغاب هو الذي يحكم الاقليم الكردي، اَلم يفوقوا جميع الأنظمة السابقة إضطهاداً وعنجهية . . . ؟ كما إنني أتساءل حقاً إذا كان كبير القوم يتحلى بهذا الفكر اللاَأنساني المتعصب والعنصري المقيت الذي يحرمنا من حقوقنا ومن أرضنا فكيف بالأنسان العادي الذي لا يعرف للقانون والأنسانية معنى، وكيف نستطيع مشاركة هؤلاء العيش المشترك، اليس من حقنا المطالبة حقوقنا كاملة وليس تحت رحمتهم ورحمة قانونهم القره قوشي بعيدين عن هؤلاء الأدمغة المريضة والأفكار العنصرية والعنجهية، لنعيش بكرامة وحرية وسلام وبالأخص في قرى سهل نينوى التي طالبوا بضمها الى الإقليم الكردي المزعوم، لتكن ردود فعلنا بمستوى التصريحات لانهم يؤمنون بها ويعيشون في أحلامها وأوهامها، وينتظرون ساعة تحقيقها، فلنكن جميعاً بمستوى المسؤولية ونوحد طاقاتنا لمواجهة خطر أحلامهم وخطر تصوراتهم المريضة لنتمكن من حماية وجودنا وحضارتنا وارضنا . وفي الختام يبدو لي إن قادة الأكراد قد وصلوا بغرورهم وتجاوزاتهم على شعبنا وعلى أبناء العراق جميعاً حد لا يطاق وقريباً بعون الله سوف يبدأ العد العكسي لغرورهم وعنجهيتهم ويعودوا الى رشدهم بعد أحلام ورديه راودتهم، كما هو الحال مع الأزمة التي سببوها مع تركيا بسبب حزب العمال الكردي الذي دعموه بكل قواهم، وسيبقى العراق شامخاً إنشاءالله بأبناءه البررة رغم أنف الحاقدين وأن غد لناظره قريب .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
استقالة هيوز ومعادلة الحكم بالإعدام
شارل كاملة
صحيفة تشرين
سبق أن شهدنا خاصة في السنتين الأخيرتين من عمر الإدارة الأميركية المالية ـ العديد من الاستقالات.
الأغلبية فيها كانت على خلفية العجز والاخفاق في الاستمرار في لعبة الضلالة والنفاق والتزوير التي درجت عليها إدارة بوش لتنفيذ مشروعها للهيمنة على العالم، نعم، لم تعد الذاكرة قادرة على إحصاء العدد الكبير من القافزين من سفينة بوش الغارقة وكان الإعلان عن الأسباب عذر أقبح من ذنب، لكن تبقى الحقيقة معروفة ـ إما عجز عن المواكبة ـ أو أن يصبح المقيل كبش فداء، ليأتي آخر ويكمل، بصورة أو بأخرى طريق الخداع. ‏
آخر أضاليل إدارة بوش في هذه اللعبة كانت تغطية استقالة مسؤولة ملف تحسين صورة أميركا في العالم كارين هيوز بذريعة الظرف العائلي المتمثل في العودة لعائلتها بتكساس وحاجتها لمساندة ابنها في السنة الأخيرة له بالجامعة هذا ما قالته وزارة الخارجية الأميركية عن دواعي استقالة هيوز، أما ما يقوله الواقع وما يغوص فيه المحللون فشيء آخر وأبعد ما يكون عن الذريعة الرسمية، ولدرجة يقولون فيها إن كل استقالة سابقة كانت لها قواعدها أما قاعدة استقالة هيوز، فلا تنطبق على ما سبق، فهيوز صديقة مقربة إلى درجة استثنائية من بوش وانضمت مرتين إلى إدارته قبل أن تتولى في عام 2005 واحداً من أعقد وأصعب المراكز المستحدثة وأكثرها حساسية ـ منصب وكيلة وزارة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة التي أشرفت على الحملة التي دشنتها الوزارة للفوز بقلوب وعقول الشعوب في العالم الإسلامي ـ وجابت أنحاء المنطقة برحلة أطلقت عليها اسم «رحلة الاستماع» بهدف تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم في وقت طالتها انتقادات شديدة من دول عديدة بدعوى جهلها بثقافات وتقاليد وعادات المنطقة، وقد يحمل البعض هذا الجهل سبب اخفاق هيوز في تنفيذ مهمتها، لكنه تحميل مبسط ويستغفل عقل المراقب بشكل كبير فهيوز لم تقل صراحة إن عجزها نبع من كونها لم تستطع تحسين الصورة بل إن ظروف الاستقالة وتوقيتها يقولان: إن العجز والاستقالة كانا بسبب استحالة انجاز المهمة، والسبب ضخامة تجاوزات بوش والاستمرار في استهتاره ليس بقيم وعادات وشعوب المنطقة بقدر ازدرائه بها وضربه عرض الحائط بكل القوانين والأعراف وعدم التراجع عنها لتسهيل مهمة هيوز، والأكثر مفارقة من كل هذا وذاك هو المعرفة التحليلية الدقيقة بخلفيات اختراع هذا المنصب أساساً الذي حوى من خداع البصر ما يكفي ومن الخبث ما يفضح، ومن النفاق ما يجعل تغطية الحملة العسكرية الأميركية معجزة تتجاوز بكثير إمكانيات هيوز وحتى إمكانية إدارة بوش بكاملها وعلى الأرجح كانت هذه من أهم دواعي استقالة هيوز وتخليها عن مهمتها لمعرفتها أن الاستمرار في خدمة تلك الخديعة يوازي الحكم بالإعدام مقاربة تنضاف إلى أسباب رفض الدبلوماسيين في الخارجية الأميركية للعمل في بغداد، حادثة ليست طارئة لكنها تنبئ أكثر بكشف المزيد من خفايا الدهاليز المجهولة لإدارة بوش قبل الرحيل. ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
تقسيم العراق والمقاربات الضرورية
حياة الحويك عطية
الخليج الامارات
أشهر الأساطير وأولها مما وصلنا مكتملاً في تاريخ الإنسانية هي تلك التي صيغت على أرض الرافدين باستهلال أو عنوان: “الاينوما ايليش” وترجمتها بالعربية: “عندما في الأعالي”. هي قصة صراع وجودي تنتهي بانتصار الإله “مردوخ” على الآلهة “تيامات” وشطره جسدها إلى نصفين صانعاً منهما السماء والأرض. في أول تصور لعملية الخلق. لكن انشطار الجسد لن يؤدي في كل مرة إلى عملية خلق، وما يترجم منه بتقسيم العراق الحالي إلى ثلاثة وربما إلى ما لا ندري من جزيئات، لن يؤدي إذا حصل لا سمح الله والمقاومة الواعية إلا إلى الموت والتفتت ثم التحلل، ليس للعراق فقط وإنما للمنطقة كلها.
لذا فإن هذا الأمر أكثر من خطير، ومقاربته سواء من خلال تناول قرار الكونجرس الأخير، أو من خلال السعي الجاري على الأرض، هي مسألة بالغة الأهمية، مسألة لا يمكن ولوجها إلا بالاستناد إلى الأسس الفكرية الواضحة التي تنسف حجج الدعاة المبشرين، والمجرمين الذين يعملون على فرض الأمر الواقع. لذلك لا بد من القول، أن ينبري الزميل فيصل القاسم إلى طرح الموضوع في حلقة برنامجه لأسبوع ما قبل الأعياد، فذلك اختيار في صلب مكانه وتوقيته، ومبادرة إلى مناقشة قضية خطيرة ستظل حية لفترة طويلة غير أن مجرى الحلقة يحتمل بعض الملاحظات بالنسبة لحجم القضية المصيرية الخطيرة التي تناقش: فمن الجانب المؤيد للقرار، اختار منه الطرف الكردي، كان الخيار مبرراً لأن الأكراد هم الأكثر حماساً له، والأكثر صراحة في إعلانهم الرغبة في الانفصال، وتطبيقها على الأرض. لكنه كان من الأفضل أن يؤتى برجل ذي موقع سياسي، صاحب قرار ومسؤولية رسمية في منطقة كردستان.
أما من الجانب الآخر وقد اختار المناضل القومي الدكتور إبراهيم علوش، فقد كان من الأفضل أن يأتي بشخصية عراقية قومية ورافضة للتقسيم أو للفدرالية. ليس من باب الرؤية الإقليمية، ولكن لسببين: أولاً لأنه يتوجب إبراز العراقيين الحقيقيين في وطنيتهم وقوميتهم ومقاومتهم للاحتلال ولكل مشاريعه. وطالما أن الحديث يكثر عن المقاومة السياسية، أوليس الدفاع عن وحدة العراق أبرز واجبات ووجود هذه المقاومة؟ وثانياً لأن أهل مكة أدرى بشعابها، من حيث معرفة الشخصيات المخضرمة بتاريخ المسائل الانفصالية وتحديدا الجانب الكردي منها، وتاريخ العلاقات بين مختلف مكونات الشعب العراقي. اضافة لما يفترض في شخصية قومية أن تعرفه عن سياقات المنطقة والعالم من دون أن يكون في ذلك أي انتقاص من قدرات الدكتور علوش المشهود له في اكثر من مقارعة سابقة.
الملاحظة الثانية، تقع في الأساس الفكري للقضية، من حيث تبني مفهوم معين للقومية. ذاك أن عصر القوميات القائمة على العنصر، من عرق أو دين قد ولى منذ القرن التاسع عشر، وتحولت دعواه، بعد الحرب العالمية الثانية، إلى جريمة يعاقب عليها القانون في الدول التي لم يفتأ المحاور الكردي يصفها بالمتحضرة والديمقراطية والحديثة. في حين أن المفهوم المقبول حداثوياً وديمقراطياً وحضارياً، هو مفهوم ما اصطلح عليه أوروبياً ب “القومية المركبة” أي ذلك النسيج الوطني الذي تذوب فيه الأعراق والأديان والمعتقدات على اختلافها وتعددها، في إطار الدولة الحديثة التي تقوم على مفهوم المواطنة الذي يساوي بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات لمجرد كونهم مواطنين فحسب. وبالتالي يعتبر كل دعوى انفصالية على اساس عرقي أو ديني عملاً عنصرياً يساوي الجريمة. مفهوم تكرس في اوروبا منذ الثورة الفرنسية وظلت الردات عليه تبرز من وقت لآخر إلى أن كانت النازية آخر وأعنف تجلياته، وبالقضاء عليها في اواسط القرن الماضي اصبحت تهمة العرقية ابشع تهمة يمكن توجيهها لإنسان هناك. فماذا مثلاً لو انبرت كل إثنية وكل طائفة في الولايات المتحدة تطالب بحق تقرير المصير كما كان يطالب المحاور الشاب في “الاتجاه المعاكس”؟ ماذا لو طالب هؤلاء بإعادة خلط الولايات الخمسين وإعادة تشكيلها على هذه الأسس؟ ماذا لو طالب “الغولوا” بالإنفصال عن الفرنك، والكاثوليك عن البروتستانت، ومقاطعة بروتون ومقاطعة ايكوسيا ومنطقة الجنوب عن منطقة الشمال والوسط في فرنسا؟
هكذا لا يمكن تبني المفهوم العنصري للقومية وبالتالي مقارعة الانفصاليين في هذا الجزء أو الآخر من بلادنا.
الملاحظة الثالثة تتعلق بالتمييز بين الدولة الديمقراطية ودولة القانون وعلاقة ذلك بالإصلاح الذي كان ولا يزال مطلوباً للعراق ولسائر الدول العربية. لقد كان العراق دولة حديثة بمعنى الكيان السياسي الدستوري المؤسساتي لمجتمع تعددي لا يميز قانوناً بين مواطنيه، لكنه لم يكن دولة ديمقراطية من حيث استئثار حزب واحد بالسلطة، وتعدي هذه السلطة على حقوق الإنسان وحقوق المواطن وحرياتهما.
الملاحظة الرابعة تتعلق بتاريخ العلاقة السياسية المعقدة بين احزاب وقوى كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد. فقد شارك الأكراد في الحكم ايام الملكية وكان نوري السعيد كردياً على سبيل المثال، ومنذ انتهاء النظام الملكي وقيام الأنظمة الثورية المتعاقبة حتى فترة صدام حسين اكتست العلاقة الكردية بالحكومة المركزية طابع الانتهازية المتقلبة، دعوة الى الانفصال وتآمر على الدولة في حال الاسترخاء ولجوء إليها طلباً للحماية في حال الاقتتال الداخلي أو الخطر الحدودي: ينشق جلال الطالباني وجماعته عن الملا مصطفى البرزاني في بداية الستينات، ويجد نفسه بين الملا والإيرانيين فيلتحق وحزبه بصدام حسين لمدة عشرين سنة ليحميه. تحصل اتفاقية مارس/ آذار بين البرزاني والحكومة بغداد فيرسل طالباني إلى القاهرة ومن هناك يتحول إلى الاتصال بالمعارضة العراقية في سوريا. تندلع المواجهات مراراً بين جماعتي الطالباني والبرزاني، حتى بعد حرب 1991 فيلجأ مسعود البرزاني إلى صدام حسين طلباً للحماية. يواجه الكرد التهديد الإيراني فيلجأون إلى الحكومة، تهاجمهم تركيا فيفعلون الشيء نفسه، حتى الهجوم الأخير قبل أسبوع حين سمعنا أحد مسؤوليهم يصيح من على شاشة الجزيرة نفسها: “نحن جزء من دولة العراق، العدوان يستهدف العراق ككل لأننا جزء من العراق” بل يمضون حد الاستنجاد بالاحتلال: “هذا تعرض للحدود ولسلطة الاحتلال”. وبهذا السلوك الميركانتيلي نفهم لماذا يطالبون بالفدرالية لا بالانفصال، مما يتضمن إبقاء حماية الحدود في يد الدولة المركزية، من دون أن يمنع ذلك حكومة وأحزاب الإقليم من إقامة جميع أنواع العلاقات الخارجية الانتهازية، ومن التصرف بالثروات وممارسة التطهير العرقي.
الملاحظة الخامسة، تتعلق ببعض النقاط التفصيلية، من مثل الحديث عن الأنفال وعن إزالة العلم العراقي من كردستان ومن شطب اللغة العربية، وعن تكرار تهمة الفاشية والقومجية، وعن التحجج بأن التقسيم أمر واقع قائم، وعن التعايش الفدرالي... إلخ.
إن منطق الرد على هذا كله قائم بذاته وعلى أرض الواقع أيضاً: فهل نسي العراقيون منظر الأكراد وهم يقبلون يد صدام حسين عام ،1991 وبعد الأنفال؟ وهل سمح للمحكمة أو حتى للإعلام بمناقشة وتعميم المعلومات التوثيقية حول حلبجا؟ أما العلم، فمن قال إنه علم صدام حسين؟ وهل بدأت الدولة العراقية بصدام حسين (وهذا ما يريد الاحتلال الإيحاء به عالمياً)؟ لقد وجد العلم منذ وجدت الدولة وإجريت عليه تعديلات بحسب التطورات السياسية والإدارية من مثل إضافة النجوم عندما زاد عدد المحافظات، وإضافة عبارة الله أكبر مع أزمة التسعين، وتغيير خط عبارة “الله أكبر” إلى الكوفي مع قيام الحكم الجديد، بعد ان فشلت محاولة تغييره إلى ما يشبه علم “إسرائيل”. لكنه في كل الحالات ظل علم العراق الواحد الموحد، وهو العلم الذي يجلس امامه جلال الطالباني رئيساً، ويرفعه أمامه هوشيار زيباري في مؤتمرات وزراء الخارجية، فما معنى ألا يرفع في كردستان؟ وكيف يقال إنه علم صدام؟ ثم، عندما يستنجد الأكراد بالحكومة المركزية وغداً بالجيش المركزي ليردا عنهم تركيا، أو إيران، فباسم ماذا ستتدخل بغداد؟ وأي علم سيرفعه هذا الجيش؟ كذلك اللغة العربية، إنها لغة العراق ولغة القرآن ولغة صلاح الدين الأيوبي ونور الدين الشهيد، لا بأس من تجاورها مع الكردية، ومن ثم الإنجليزية كلغة أجنبية عالمية، ولكن شطبها غير جائز. أما تهمة الفاشية والقومجية فهي تعبير من باب قلة الأدب لأنه إهانة لقناعة ملايين البشر من القوميين، وهذا ما لا يجوز إطلاقاً لمن يدعي الديمقراطية واحترام حرية الرأي، أن يفعله. وإلا فلماذا كان يعيب على الآخرين إلغاءه طالما أنه بدوره يلغي الآخرين؟ أما التحجج بكون التقسيم قد أضحى أمراً واقعاً، فالاحتلال أيضاً أمر واقع، والفساد أيضاً أمر واقع، والمرض أمر واقع، والأمية أمر واقع، فهل يريدنا الأخ ألا نحاربها؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
الصفويون والعثمانيون والفرنجة... وأهل الكوفة
سوريالية الخرافة العراقية !
داودالبصري
السياسة الكويت
المهزلة المأساوية السائدة في العراق يبدو أنها ذات سياقات درامية وتاريخية لا تنفصل عن طبيعة التاريخ العراقي المتوتر والدموي والغارق في الاحزان والاحتلالات والفقر والتهميش فضلا عن التخلف الموروث الذي حول واحدا من أغنى بلدان الشرق الاوسط لمستنقع صراعات دموية حادة, ولبؤرة من أشد بؤر المنطقة تخلفا يضاف لذلك كله طبيعة الحكومات التي تصدت لادارة وقيادة هذا البلد وكانت طبيعة غبية لم تستطع أبدا تجاوز القيود العشائرية المتخلفة والطائفية النتنة وظلت أسيرة لولاءاتها الصغرى على حساب غياب الولاء الوطني الاكبر .
والعراق اليوم وهو يتلمس خطى محاولات بناء سياسي جديدة يعيش ويبدو عاريا تماما حتى من ورقة التوت بعد أن هجرته الكفاءات الحقيقية, وتعرض لكوارث سياسية وطبيعية ومازال في وارد استقبال واحتضان كوارث أخرى لا تقل إبداعا عن سابقاتها, وهي كوارث انهيار السدود وغرق المدن وتفشي الاوبئة والتقسيم على أسس مذهبية واحتمال قيام دول العشائر والعمائم والمرجعيات والسلاطين, وجميعها ليست مشاريع خيالية أوسينمائية بل أنها حقائق ميدانية تنتصب أمامنا كشواهد على التخلف العراقي المتأصل, ومن الطريف أن دول القارة الاوروبية التي تفرقها اللغات المختلفة والتاريخ العدائي والمصالح الاقتصادية قد تحولت اليوم لدولة واحدة وتخلت عن عملاتها الوطنية لصالح عملة رئيسية واحدة, واتخذت علما للاتحاد الاوروبي وهي بصدد إدماج دول شرق أوروبا واتخاذ خطوات توحيدية أقوى, بينما العراق بفضل إبداعات قياداته (التاريخية) في أحزاب الدعوة والاسلامي والفضيلة وحزب خدا والمجلس الاعلى وفيالق بدر والصدر وشورى المجاهدين والقاعدة وأخواتها وبقية السلف الطالح من البعثيين إضافة للاكراد يعيش عصر الاقطاعيات الاوروبية في العصور الوسطى في ظل عملية ديمقراطية كئيبة وفاشلة أساءت كل الاساءة لسمعة وشرف الانظمة الديمقراطية, لان الديمقراطية العراقية ذات نمط غريب لكونها خلقت دكتاتوريات مقدسة, وأضحت للاسف بوابة من بوابات التقسيم بدلا من أن تكون العروة الوثقى للوحدة الوطنية المفقودة .
في العراق اليوم يتصارع التاريخ, وتتطاحن الميثولوجيا الخرافية مع الطقوس البدائية, كما تتواجه قوى التخلف الموروث فيما بينها بأبشع وأشنع أساليب المواجهة, وهو بين هذا وذاك ساحة حرب تاريخية مصغرة لم تزل فصولها تدور بتراتبية مرعبة لتؤشر على حجم الفجيعة العراقية المعاصرة, فليست جيوش (الفرنجة) هي من تحتل العراق فقط وتقيم قواعدها وتخلق مؤسساتها, بل أن هنالك إحتلالات أخرى, فالصفويون من أتباع الشاه إسماعيل وطمهاسب وغيره لهم صولات وجولات وقد تحولت مواكبهم وخرافاتهم لحقيقة مفجعة من حقائق الحياة اليومية في العراق, فلهم مؤسساتهم وعمائمهم وبرامجهم المعلنة أوالسرية المتحققة أوالمؤجلة, في مقابلهم ينتصب رعاة الفكر والسلوك الانكشاري العثماني ليعيدوا رسم سيناريوهات التطاحن الدموية خلال العصور السابقة على العراق وشعبه مسجلين حالة ( رائعة ) من الابداع الدموي ومصرين على دخول الشمال العراقي وإعادة الهيبة للسلطنة العثمانية المريضة ولوتحت الجبة الانكشارية الحديثة للجنرالات من أحفاد أتاتورك ليحاولوا إحياء دولة ( الخرفان السوداء والبيضاء ) ( قرة وآق قوينلو) من جديد في كرنفال دموي لا مثيل لجودته, أما السواد الاعظم من العراقيين وهم سواد (أهل الكوفة والسواد) فما زالت راياتهم السوداء والخضراء والبيضاء تصرخ عبر القرون صيحتها الشهيرة : (يالثارات قريش), كما أن ذكريات حروب الجمل وصفين والنهروان لم تزل حية لتفرز القيادات الدينية والطائفية الكاريكاتيرية المفجعة التي ترسم كل صيغ الدراما التلفزيونية الناجحة, وما زال النفاق سيد الموقف ? وما زالت عبارة (سيوفنا عليك وقلوبنا معك) هي الجوهر الاساسي لفكر فرق التخلف والتطيف الدموي التي تزرع ساحة الجنوب العراقي بالموت والقتل والتفجير والتدمير بدلا من أن تزرعها بناطحات السحاب والابراج السكنية والمصانع الحديثة والشاليهات السياحية التي لم تتعد أن تكون (فرق المشاة والراجلين لزيارة الاضرحة وتلقي القنابل), وما زال أهل الفكر السراديبي يضحكون على جماهير البسطاء والمغفلين بشعاراتهم المهدوية وحيث ينتظر الفقراء الرمز والمخلص حتى الطوفان العراقي القادم والقريب إنها محنة وطن ضيعه أهله.
* كاتب عراقي
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
بوش الابن ليس سر أبيه
محمد جلال عناية
الخليج الامارات
لعائلة بوش في السابق واللاحق علاقة ذات شأن ب”اسرائيل”، ونحن نعرف من هذه العلاقة ظواهرها، ولكن بواطنها مغلفة بأغلفة لا تنم عنها، ولا تكشف لنا غير الظواهر المحيرة التي لا تترابط مقدماتها بنتائجها، لما داخلها من غش وخداع، فأتعست منطقتنا، وأربكت العالم وأوقعت الشعب الأمريكي في مستنقع الخسران، الشعب الذي أضاع ماله، وفقد أرواح أبنائه، وصفعته الكراهية في أرجاء الأرض.
جاء في الأنباء، أن مجلس الأمن الدولي بحث في جلسة عقدها يوم الجمعة (19/10/2007) تنفيذ القرار ،1770 القاضي بتوسيع دور الأمم المتحدة في العراق، وقال لين باسكو مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية في الجلسة، إن مبعوث الأمم المتحدة الجديد للعراق، ستيفان دي مستورا، سيزور بغداد خلال أسبوعين، لإجراء مباحثات مع المسؤولين هناك حول دور أكبر للمنظمة الدولية. ومن الثابت أن جورج دبليو بوش، الرئيس الأمريكي الحالي، قد عطل في الماضي القريب هذا الدور، وتعامل مع الأمم المتحدة بصلف وغرور، وشتم فرنسا وألمانيا أقوى حلفائه الأوروبيين، عندما رفضت هذه الأطراف أن تلتحق كمرتزقة بذيول جيشه الذي كان يتأهب لغزو العراق من دون مبرر مقبول في الأوساط الدولية.
وعند الافتقار الى العوامل الموضوعية في سياسة جورج بوش الابن في منطقة الشرق الأوسط، تبقى أمامنا البواعث الشخصية التي تحرك هذه السياسة. فقد تعرضت عائلة بوش الى هزتين كبيرتين عند صدامها مع القوى الصهيونية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وقد حدثت الصدمة الأولى خلال الفترة الأولى من حكم جورج بوش الأب، التي لم يفز بعدها بفترة ثانية. ففي شهر أيلول/سبتمبر ،1991 وجد الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب نفسه محاصراً في البيت الأبيض من قبل القوى اليهودية الأمريكية، فقد طلبت حكومة “اسرائيل” برئاسة شامير ضماناً لقرض بعشرة مليارات دولار من الحكومة الأمريكية لتوطين اليهود الروس المهاجرين إلى “اسرائيل” في المناطق العربية المحتلة. فطلب بوش تعهداً مكتوباً من شامير بعدم انفاق الأموال على عملية الاستيطان تلك، فرفض شامير، وكانت قوى الضغط اليهودية التي تجابه بوش الأب تتكون من ألف وثلاثمائة من قادة المنظمات الصهيونية و”الاسرائيلية”، التي استطاعت حشد الدعم الكافي في الكونجرس، ليس فقط للموافقة على ضمانات القرض التي طلبتها “اسرائيل”، بل ولتجاوز حق النقض (الفيتو) الذي يتمتع به الرئيس الأمريكي، عند ذلك اضطر بوش لمناشدة الشعب الأمريكي عبر التلفزيون للوقوف إلى جانبه، عندئذ تراخى الكونجرس عن إصراره، ولكن بوش الأب لم يفز في انتخابات الفترة الثانية.
أما الهزة الثانية، فقد تعرض لها جورج بوش الابن، عندما أعلن عن نيته ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية لسنة ،2000 حيث تعرض لحملة إعلامية شرسة، انصب تركيزها على رميه بالجهل وقلة الذكاء، وعلى أنه يفتقر الى الخبرة السياسية، ومن المؤكد أن القوى الصهيونية في أمريكا كانت وراء هذه الحملة منذ البداية، بل هي التي أشعلتها، كما أثارت هذه الحملة الشكوك حول عملية فرز الأصوات، وفاز بوش الصغير في النهاية بقرار من إحدى المحاكم بمنصب الرئاسة.
في بداية حكمه ابتعد جورج دبليو بوش عن قضايا السياسة الخارجية، والشرق الأوسط بشكل خاص. وبعد تدمير برجي التجارة الدولية في نيويورك، في 11/9/،2001 خرج بوش من القمقم في 20/9/،2001 وألقى خطاباً في مجلس الكونجرس، أول ملامحه أنه حمل المسؤولية عن التفجيرات للقاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، وقال عنهم إنهم يكرهون الأمريكيين بسبب حرية العقيدة، وحرية الكلام، وحرية التصويت والتجمع والحق في الاختلاف. ثم قال إن الأمريكيين يتساءلون كيف سنحارب هذه الحرب ونكسبها؟ وقال إنه سيوجه كل مصادر القوة الأمريكية الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية لمحاربة الإرهاب، وفي توصيفه لهذه الحرب المتوقعة، قال إنها لا تحتاج لتحريك القوات العسكرية على الأرض مثل حرب الخليج الثانية ضد العراق، ولا إلى غارات جوية مثل كوسوفو، وقال إنه لا يتوقع معركة واحدة، بل حملة طويلة لا شبيه لها فيما عرفناه من حروب، تتكون من ضربات دراماتيكية تبث عبر التلفزيون، وعمليات سرية لن يعلم بها أحد.
وهدد بمطاردتهم من مكان إلى آخر، وبملاحقة الأقطار التي تمدهم بالمال أو توفر لهم الملجأ، وطالب بوش كل دولة في كل منطقة من العالم، أن تقرر إما أن تكون معادية لأمريكا أو أن تكون معها. وقال إنه سيعتبر من الآن فصاعداً كل دولة تمنحهم المأوى وتدعمهم دولة معادية لأمريكا.
ولكن رؤية بوش للحرب على الإرهاب لم تبق على حالها محصورة بين بوش والقاعدة، بل جعل منها شارون والليكوديون في أمريكا ثوباً فضفاضاً، وألبسوه للمقاومة الفلسطينية المسلحة ضد الاحتلال “الاسرائيلي”، ودخل المحافظون الجدد في حملة ابتزاز ضد بوش، بأنه يحارب الإرهاب ليدافع عن بلاده ضد الإرهاب، ولا يطلق يد “اسرائيل” في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب، وتحت هذا التبرير ازدادت عدوانية شارون وحشية وضراوة، بقتل الفلسطينيين وتدمير مساكنهم، وبناء جدار العزل لسلب المزيد من أراضيهم، وكان ما كان مما أوصل الفلسطينيين إلى ما هم عليه الآن.
ونعود إلى علاقة عائلة بوش ذات الشأن ب”اسرائيل”، ففي منتصف ليل 16/1/،1991 بدأت حرب الخليج الثانية ضد العراق، وفي ليلة 18/1/،1991 أطلق الجيش العراقي ثمانية صواريخ سكود على حيفا وتل أبيب. وبلغ عدد الصواريخ العراقية التي أطلقت على “اسرائيل” تسعة وثلاثين صاروخاً، ولم تقم “اسرائيل” بالرد على هذه الصواريخ، لأن شامير كان قد تعهد في ديسمبر/كانون الأول ،1990 للرئيس بوش الأب، بعدم مهاجمة العراق دون تنسيق مسبق مع أمريكا. وكان صوت شارون وزير الإسكان في حكومة “اسرائيل” هو أعلى الأصوات التي طالبت بتوجيه ضربة عسكرية ضد العراق، ولكن ذلك لم يحصل حتى لا ينفرط عقد التحالف الذي تشارك فيه عدة دول عربية، من ضمنها مصر وسوريا.
بعد افتضاح زيف كل المبررات التي ساقها بوش لغزو العراق، لا يبقى أمامنا إلا أن نشك في أن بوش دمّر العراق مقابل الفوز بفترة رئاسية ثانية لم يفز بها أبوه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
حدود الدم في مؤتمر جوار العراق
افتتاحية
البيان الامارات
بانعقاد مؤتمر اسطنبول اليوم لدول جوار العراق، يضاف رقم جديد إلى قائمة المؤتمرات التي عقدت تحت لافتة: استقرار وأمن ووحدة العراق، دون أن تحقق شيئا على ارض الواقع المشبع بالدم ورائحة تفسخ وتعفن جثث الضحايا الأبرياء الذين يهدر دمهم بالقتل ـ على الهوية ـ وفقا لقاموس الحرب الأهلية اللبنانية البغيض.
خلافاً لسابقه في شرم الشيخ المصرية، تسيطر على مؤتمر اسطنبول اليوم أجواء الخطر الذي يعصف بحاضر العراق ومستقبله، وصدى قرع طبول الحرب في شمال العراق، حيث يتخذ مقاتلو حزب العمال الكردستاني من تلك المناطق ملاذا آمنا ونقطة انطلاق لشن الهجمات ضد الجيش التركي.
استنادا واعتمادا على نفوذ وسطوة إخوانهم الأكراد العراقيين الذين فرضوا دولتهم (الواقعية) في كردستان وأصبح لهم حكومة وبرلمان تتخطى حدود الإدارة المحلية إلى ممارسة سلطات الدولة خارجيا من قبيل تعيين قنصليات في عواصم العالم وتوقيع اتفاقيات نفط.
وقرع طبول الحرب التركية في شمال العراق ليس هو الخطر الرئيسي بل هو مجرد عرض لخطر داهم هو تقسيم العراق بعد انسحاب الاحتلال أو حتى قبل الانسحاب. فمن المعروف أن الاجتياحات العسكرية التركية مسألة قديمة بدأت مع الحصار ثم الغزو الأميركي للعراق، وفى البداية كان يتم بمباركة أميركية على سبيل المكافأة وتبادل المصالح لقاء استخدام الجيش الأميركي لقاعدة انجرليك التركية قبل الغزو.
على أن تضخيم قضية الاجتياح التركي هذه المرة لشمال العراق يرجع أساسا إلى وجود متغيرات استراتيجية طرأت على الإقليم، على رأسها بروز ملامح المخطط الأميركي الإسرائيلي لتقسيم العراق، بعد إقرار مجلس الشيوخ الأميركي في نهاية سبتمبر الماضي، لقانون (غير ملزم) لتقسيم بلاد الرافدين إلى 3 أقاليم اتّحاديّة: واحد جنوبي شيعي وثاني شمالي كردي وآخر سني في الوسط. بغالبية 72 صوتاً.
وفى السياق توافقت المصالح الأميركية الإسرائيلية على تفتيت العراق حيث اعتبر (مركز هرتسليا المتعدد الاتجاهات) وهو أشهر مراكز البحث الإسرائيلية، أنه في حال لم يسفر الاحتلال الأميركي للعراق عن تقسيمه، فإنه يمكن اعتبار الحرب فاشلة.
وعلى النقيض من التوافق الأميركي الإسرائيلي، يبرز الاختلاف التركي حيث حذر قائد الجيش التركي يسار بويوكانت من مخططات تقسيم العراق، ليس من اجل الدفاع عن وحدة العراق في ذاتها بل من زاوية مصالح الأمن القومي التركي العليا، التي ستتضرر من هذا التقسيم، ويتعرض أمنها إلى تهديدات انفصالية من المتمردين الأكراد.
وتنطلق المخاوف التركية من اعتقاد راسخ بوجود دافع قوي لدى الجيش الأميركي والمؤسسة الحاكمة بصرف النظر عن الانتماء الحزبي (جمهوري أو ديمقراطي) بتمرير مخطط التقسيم وفقا لما ورد ضمن دراسة عسكرية نشرت في المجلة العسكرية الأميركية «أرمد فورسز جورنال» وضعها الجنرال المتقاعد رالف بيترز تحت عنوان «حدود الدم»أوصى فيها بإنشاء دولة كردستان تشمل كردستان العراق وأجزاء من تركيا وإيران وسوريا وأرمينيا وأذربيجان، لتكون أكثر دولة موالية للغرب ولأميركا.
في هذا الإطار، يعقد مؤتمر اسطنبول باعتباره أول اختبار عملي للتحقق من مصداقية دول الجوار ودفاعها عن وحدة أراضي العراق واستقراره، أو لفضح استخدام هذه اللافتة كقناع زائف لتقاسم النفوذ في العراق، وحبسه في وضعية «الرجل المريض» على غرار ما جرى للدولة العثمانية في أيامها الأخيرة.
الشاهد أن العراق «المريض» الآن تحت سطوة الاحتلال ومناصريه لن يظل أسيرا وسجينا لهذا المرض العارض الذي ابتليت به دول كبرى وتعافت واستردت قرارها المستقل بعد تضحيات ونضال سنين، مثلما فعل الأميركيون والأتراك والفرنسيون وغيرهم.
المطلوب من حضور مؤتمر اسطنبول اليوم تذكر أن العراق سيبقى أمنه واستقراره ووحدة أراضيه عرضة للتهديد، طالما بقي الاحتلال بكل مآسيه السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وان الخطوة الأولى للحفاظ على أمن دول الجوار يبدأ من استعادة أمن العراق، وهذا ما كشفه الفصل قبل الأخير للتمرد الكردي واتخاذه من شمال العراق متكأ لهجماته.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
الأكراد بين الجغرافيا والتاريخ
احمد عمرابي
البيان الامارات
متى يدرك قادة كردستان العراق الفارق بين الثابت والمتغير، الثابت هو الجغرافيا. والمتغير هو الحماية الأميركية للإقليم، أما على المستوى الأعم فإن على قيادات الشعب الكردي جميعاً أن هذا الشعب يتكون من أقليات موزعة على أربع دول تعتبر قوى إقليمية: العراق وتركيا وإيران وسوريا، وحتى إذا أخذنا في الحساب أن العراق خاضع حالياً لاحتلال أجنبي فإن هذا لا ينفي حقيقة أن العراق يمتلك مقومات قوة إقليمية قابلة لإعادة الإحياء في وقت ما في المستقبل.
الجغرافيا قضت بأن يكون كردستان العراق إقليماً مغلقاً لا يتواصل برياً مع العالم لأنه بلا منفذ بحري. ولذا فإن بقاء سكانه على قيد الحياة يعتمد على حسن نوايا قوتين إقليميتين عبر الحدود: تركيا من ناحية الغرب وإيران من ناحية الشرق.
ولكن يبدو أن قادة كردستان يرسمون استراتيجيتهم ليس على أساس الثابت وإنما على أساس المتغير. وهذا قصر نظر. فالولايات المتحدة يمكن أن ترفع في أي وقت راهن أو مستقبلي حمايتها للإقليم، إذا اقتضت مصالحها ذلك من خلال المتغيرات الإقليمية والدولية.
قصر النظر الكردي ليس أمراً مستحدثاً وإنما هو ضارب في التاريخ. فالسجلات التاريخية الكردية تحكي لنا أنه منذ أوائل القرن العشرين ظل القادة الأكراد يسمحون لأنفسهم بأن تكون قضيتهم أداة في لعبة القوى الإقليمية والدولية، لقد حشدوا قوتهم القتالية في صف «الحلفاء» إبان الحرب العالمية الأولى ضد الدولة العثمانية الكردية اعتماداً على وعد من بريطانيا بأنها ستساعد بعد الحرب في إقامة دولة كردية كمكافأة لهم.
لكن سرعان ما نكصت بريطانيا عن وعدها، وتكررت القصة في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية، وهذه المرة لم يكتف البريطانيون بالحنث بل عمدوا إلى قمع الانتفاضة الكردية التي اندلعت في العراق كاحتجاج على بريطانيا. فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية شهدت أيضاً توترات واشتباكات بين العراق وإيران..
في عهد الشاه كما في عهد الخميني. وفي خضم الصراع احتاجت كل من الدولتين إلى تحريض الأقلية الكردية في كل منهما على الدولة الأخرى، فتجاوب أكراد العراق مع الشاه والخميني بينما تجاوب أكراد إيران مع الأنظمة العراقية الثورية.. من لدن عبدالكريم قاسم إلى صدام حسين.
أما على الصعيد الدولي فكان قادة الأكراد يتحالفون تارة مع الاتحاد السوفييتي وتارة مع الغرب.
هذا التذبذب هو النتيجة الطبيعية لغياب خط استراتيجي أيديولوجي بحيث ترسخ في أذهان العالم المعاصر أن الأقليات الكردية في بلدان الجوار الأربعة ليس لها هوية خصوصية.
إن الإيديولوجية الاستراتيجية الوحيدة المتاحة للقضية الكردية هي دون شك الإسلام، فالأكراد شعب مسلم، وإذا أخذنا بالثابت الجغرافي فإن الأقليات الكردية تعيش في محيط إسلامي، ولو تبنت الأقليات الكردية التوجه الإسلامي فإنها مع مرور الزمن لن تكون أقليات مضطهدة في كل من تركيا وإيران وسوريا لأنها سوف تندمج بالتدريج جيلاً بعد جيل في هذه المجتمعات الإسلامية، وجيلاً بعد جيل سوف تتلاشى اللغة الكردية مع تنشئة أجيال المستقبل على اللغة التركية القومية أو الفارسية أو العربية.
الجغرافيا ليست العامل الحاسم وحدها، هناك أيضاً التاريخ المشترك بين شعوب المنطقة بما في ذلك الشعب الكردي، ألا يستذكر كل من طالباني وبرزاني إذا أفصح عن ذات نفسه أن من قاد الأمة الإسلامية في القرن الثاني عشر الميلادي واسترد باسمها القدس وألحق هزيمة تاريخية حاسمة بقوات الحروب الصليبية الأوروبية هو مسلم كردي اسمه صلاح الدين الأيوبي؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
متى يحل السلام في العراق الجريح؟
د. خير الدين العايب
البيان الامارات
ظهر الرئيس الأميركي على شاشات التلفزيون سعيداً وهو يوجه خطاباً للشعب الأميركي يبشره فيه بقراره خفض عدد قواته المرابطة في العراق استجابة لطلب قائد قواته الجنرال ديفيد بترايوس، ولم ينس التأكيد في خطابه على أهمية «إبقاء» عدد من القوات الأميركية بصفة دائمة نزولاً عند رغبة الحكومة العراقية التي يظهر أنها اقتنعت بأنها مهما دربت المزيد من عناصر الجيش والشرطة وقوات الأمن واشترت المزيد من العتاد العسكري، فإنها مع ذلك، لن يكون في مقدرتها احتواء الجماعات المسلحة الناقمة على القوات الأميركية والحكومة العراقية على السواء.
ومع أن الحكومة العراقية سارعت إلى تأييد القرار الأميركي بخفض عدد القوات لكنها في المقابل متخوفة من المستقبل المظلم الذي ينتظرها ليس على الصعيد الأمني فحسب بل على مستوى الأجندة السياسية أيضا والتي تختلف الطبقة السياسية العراقية بشأنها منذ سقوط نظام صدام حسين، فالتكتلات السياسية تحكمها الطائفية والعشائرية واختلافها نابع من رغبتها في تقسيم بعد ان كان موحدا بقوة السيف تحت عهد صدام حسين ويظهر أنه يستحيل عليه التعايش اليوم في سلام تحت قبة الديمقراطية والتعددية الحزبية.
كما أن هناك إجماعاً عربياً ودولياً على ان العراق لن يخرج من محنته الراهنة سالما حتى لو خرجت القوات الأميركية جميعها وتركت الشأن العراقي لأهله بسبب عدم نضوج الطبقة السياسية سياسيا وعدم امتلاكها لمقومات إدارة بلد له ثقل استراتيجي في لعبة التوازنات الإقليمية وأكثر من ذلك كله ان الطائفية العراقية هي سبب البلاء والفوضى السياسية العارمة والتي قد تقضي على الأخضر واليابس وتحول العراق إلى بلد تتقابل فيه الطوائف والأعراق والقوميات مثلما كان الحال عليه في يوغسلافيا.
يكفي أنه منذ أسابيع كشفت تقارير إعلامية عن مفاوضات كان أجراها ساسة أميركيون التي تراوح مكانها وذلك على الرغم من ان الإدارة الأميركية كانت ترفض سابقا أي حوار مع قادة الحزب المحل إلا أن خيبتها في زعماء الأحزاب العراقية أرغمها على اتخاذ هذه الخطوة لإنقاذ ماء وجهها بعد الانتكاسات التي منيت بها أمنيا وسياسيا وفي وقت يطالب الشعب الأميركي حكومته بغلق ملف العراق بعد أن صرفت عليه مئات المليارات من الدولارات من جيوب وأفواه المواطنين الأميركيين ودافعي الضرائب.
لقد تنفس الرئيس الأميركي بتقرير قائد قواته في العراق الذي أعطاه المسوغ لسحب عدد من قواته بعد أن حقق ما كان يصبو إليه منذ مجيئه إلى الإدارة الأميركية وهو القضاء على صدام حسين ونظامه، والأكثر من ذلك، أنه وضع قدما أميركية دائمة في العراق مثلما الحال عليه في أفغانستان، ويعني ذلك فيما يعنيه، انه نجح في إعادة ترتيب المنطقة وفق توجهات السياسة الخارجية الأميركية والتحديات الأمنية التي تواجهها في مقدمتها إيران.
فالوجود الأميركي الدائم في العراق مستقبلاً يرمي إلى احتواء إيران وإبعادها من لعب أي دور إقليمي في المنطقة، ومن المؤكد أن تخفيض عدد القوات الأميركية في المستقبل القريب سوف يقابله طلب أميركي من الحكومة العراقية لإقامة قاعدة عسكرية دائمة تضطلع بهمة مراقبة إيران وبرامجها النووية.
لقد تأكد للعالم ان هدف الرئيس الأميركي لم يكن أسلحة التدمير الشامل التي تحججت بها الإدارة الأميركية كذريعة لاحتلاله ولا صدام حسين ذاته بل إن الهدف كما بات ظاهراً للعيان يتمثل في إعادة ترتيب الوضع السياسي والأمني للمنطقة بما يحفظ مصالح الولايات المتحدة الأميركية للعشريات القادمة.
فالمنطقة سوف تتضاعف حيويتها الاستراتيجية والنفطية وتتخوف الولايات المتحدة من احتمال أن تفقد مكانتها فيها في ظل بروز مخاطر وتحديات من شأنها ان تزعزع من مكانة الولايات المتحدة، فإيران بدأت تبرز كقطب إقليمي فاعل يعمل على أن يشارك في ترتيب الوضع السياسي والأمني في المنطقة وقوى اقتصادية صاعدة كالصين واليابان ودول الاتحاد الأوروبي أرادت هي بدورها أن تشارك في إدارة النزاعات بالمنطقة فماذا يتبقى للولايات المتحدة الأميركية أمام جملة هذه التحديات؟
قد يقول قائل إن الولايات المتحدة قد ساعدت العراق على أن يصنع له مستقبلا سياسيا واعداً قائما على التعددية واحترام حقوق الإنسان والتناوب الديمقراطي على السلطة لكن الحقيقة بانت ولم تعد خافية على الرأي العام الدولي، فالولايات المتحدة قد ضمنت تدفق النفط العراقي إلى أسواقها على الأقل خمسين سنة القادمة.
فشركاتها النفطية استحوذت على مجمل الصفقات الكبرى فضلا عن أن إدارة الاستثمارات الاقتصادية سوف تكون من نصيب الشركات الأميركية مما يعني أن ما خسرته الإدارة الأميركية من خزينتها وحلفائها من الاستحواذ على أي صفقة عسكرية أو اقتصادية بل بالعكس فهي تقول إنها الوحيدة التي تتكبد الخسائر المالية والبشرية في العراق!
Khiredine12@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
بوش يحكم على شبعه بالإعدام!!!
فواز العجمي
الشرق القطرية
ليس أصدق وأوضح بسلوك رئيس الادارة الامريكية الحالية جورج بوش بالارهاب والقتل والتدمير ليس لشعب العراق الشقيق فقط وانما للشعب الامريكي مما قاله دبلوماسيون امريكيون بالامس عندما قالوا: «الذهاب إلى العراق حكم بالاعدام».
هذه التصريحات الخطيرة والحقيقية لم تخرج من ابطال المقاومة العراقية الباسلة ولم يقلها كاتب او مفكر عربي شريف ولم تصدر عن المعارضة الامريكية للحرب وإنما جاءت على لسان دبلوماسيين امريكيين في اجتماع عقد بوزارة الخارجية الامريكية عندما شهد هذا الاجتماع احتجاجات واسعة اتسمت بالمشاعر الرافضة للسياسة الجديدة للوزارة التي تفرض عليهم الخدمة الالزامية في العراق وقال هؤلاء الدبلوماسيون «انه حكم محتمل للاعدام».. وقال دبلوماسي امريكي خدم طوال 46 سنة في الدبلوماسية الامريكية «إن القيام بمهمة في بغداد حكم محتمل بالاعدام» وكان هذا الدبلوماسي يرد على مدير الموارد البشرية في وزارة الخارجية هاري توماس وافادت صحيفة واشنطن بوست الخميس الماضي والتي نقلت هذه الاخبار بأن أغلب الدبلوماسيين الامريكيين رفضوا الخدمة في السفارة الامريكية ببغداد وتساءلوا: كيف يمكنهم أن يؤدوا عملهم في حين تقع البعثة في قلب المنطقة الخضراء وهي معززة الحماية ولا يمكن الخروج منها إلا في حراسة مشددة.
إن هذه الشهادات الدبلوماسية الامريكية تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن الرئيس بوش وادارته اليمينية المتطرفة الحمقاء قد وقعت في «خطايا» وليس أخطاء كما تقول هذه الإدارة الكاذبة، ولعل من أفظع وأشنع وأفدح هذه الخطايا أن هذه الإدارة زجت بشعبها في اتون حرب لا أخلاقية ولا شرعية ولا متكافئة، بل إنها تدفع هذا الشعب نحو الإعدام.. كما أكد هؤلاء الدبلوماسيون وليس أصدق من ذلك ان هذه الحرب كلفت الشعب الأمريكي أرواح أكثر من أربعة آلاف عسكري قتلوا حتى الآن وهذا حسب اعتراف البنتاغون نفسه بينما العدد يفوق ذلك بكثير حسب الواقع المشاهد وسقط أكثر من 30 ألف عسكري جرحى، كما أعلن البنتاغون ايضا والعدد يفوق ذلك بكثير بينما الخسائر المادية فقد بلغت الميليارات من الدولارات وهذه الخسائر البشرية والمادية يدفعها الشعب الأمريكي الذي زج به بوش في حرب عبثية وخاسرة وهاهي بشائر النصر للشعب العراقي والمقاومة الباسلة تلوح في الأفق بإذن الله تعالى لأن للباطل جولة وللحق جولات وسوف ينتصر الحق على الباطل عاجلاً أم آجلاً مهما دفعت هذه الإدارة الأمريكية من أبناء الشعب الأمريكي للإعلام في العراق.
إن الشعب الأمريكي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى ان يخرج ويطالب هذه الإدارة الكاذبة والغبية والحاقدة ان تنسحب من العراق فوراً حفاظاً على أرواح الجنود الأمريكيين وعلى الأموال الأمريكية التي يدفعها هذا الشعب من قوته اليومي ومن أرواح أبنائه الذين يدفع بهم بوشوهذه الإدارة الحمقاء نحو محرقة العراق، فالشعب العربي العراقي لا يمكن أن يستسلم ولا يمكن أن يرضى بالذل والاحتلال لأنه شعب عربي ابي عريق وهؤلاء الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية من العملاء والخونة ليسوا من أصل هذا الشعب العريق وليسوا من شرفاء أو أبناء العراق المخلصين الذين يشهد لهم التاريخ بالنبل والعزة والكرامة والشرف، اما العملاء والخونة من القيادات الكردية والتي تسلطت على رقاب الشعب الكردي الشريف فان هذه القيادات، خاصة الطالباني والبرزاني فانهم لن يجدوا لهم منطقة خضراء بعد اليوم حالهم حال عملاء المنطقة الخضراء الذين يستعدون للهروب من العراق مع أول طائرة أمريكية هاربة من الاعدام.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
...بين هيلاري ورافسنجاني
عبد الرحمن الراشد
الشرق الاوسط
الشد بين الولايات المتحدة وايران بلغ حدا متشابكا. فالشيخ هاشمي رافسنجاني، أحد أهم أركان الحكم في ايران، اطلق أقوى تحذير ضد سياسة الرئيس احمدي نجاد، قال حذار ان تستهين باحتمال ان تشن اميركا حربا مدمرة على ايران. في نفس الوقت وقعت السيناتورة هيلاري كلينتون مع 28 عضوا آخر من الكونجرس رسالة الى الرئيس جورج بوش قالت فيها أيضا حذار من ان تشن حربا على ايران لأنك غير مخول بذلك. هل تعتقدون ان ذلك سيثني الديكين عن المواجهة؟ صدقوني لا. الأرجح أن الرئيس نجاد يقرأ ويصدق فقط اخبار معارضة الكونجرس التي تزيده قناعة ان الحرب مستحيلة. ومثله الرئيس بوش الذي لا بد انه سمع تحذيرات رافسنجاني، وايقن ان الايرانيين يدركون أنه قادم على ظهر حاملة طائرات. هنا يلعب العامل الداخلي دورا سلبيا بكل أسف. هيلاري تنافس بوش انتخابيا، عبر حزبها الديموقراطي، تسعى لأن تصبح رئيسة، والرئيس يرى انها تريد اعتراض طريقه في كل مشروع، وخاصة في المواجهة مع ايران. وبالتالي رسالتها ليست كافية لردع الرئيس عن شن حرب إن اراد ذلك. فمعظم الحروب الاميركية الماضية كانت تشن بدون حاجة الى ترخيص من الكونجرس، تحت ذريعة الرد الدفاعي الذي يخول الرئيس بالقتال دون إذن. وهذا يجعل الرئيس نجاد شريكا مهما للرئيس بوش. فكلاهما يحتاج الآخر من اجل اشعال الحرب. نجاد يظن، وقالها صراحة «ان الاميركيين في وضع عسكري وسياسي ضعيف لا يخولهم للقتال»، مما قد يغريه على ارتكاب خطوة «هجومية» ما. ولو حاول نجاد اثبات نظريته هنا سيبرر لغريمه، بوش، ان يطلق صواريخه لإثبات ـ ايضا ـ نظريته، دون الحاجة الى ان يأخذ إذنا من السيدة هيلاري وزملائها في الكونجرس. فـ«الدفاع عن النفس» حق خاص بالبيت الأبيض. وبالتالي نحن امام وضع غريب جدا، فالرئيسان بوش ونجاد أقرب الى بعضهما في الموقف السياسي من الحرب، من سياسييهما في واشنطن وطهران. كما ان الشيخ رافسنجاني والسيناتورة هيلاري في خندق واحد، أيضا، ضد القصرين.
وهذا يؤكد ما أشرت اليه في البداية على ان العامل الداخلي يلعب دورا مهما في تأجيج، وليس تخفيف، الأزمة.
والنتيجة ان نجاد، رغم التجمع الدولي ضد مشروعه النووي، يحرص أكثر على الظهور بمظهر من لا يهمه ما يحدث من بيانات، ونداءات، واقتراحات، وتحذيرات، وعقوبات، وبوارج راسية قبالة شواطئه شمرت عن مدافعها مستعدة للقتال. وطالما ان هناك تيارا، مثل رافسنجاني، قلق وضد الحرب، فإن نجاد مستعد ان يسير ميلا إضافيا لاثبات انه غير خائف، وان الاميركيين اضعف من ان يدخلوا في حرب. الشيء نفسه يتكرر في واشنطن. فالرئيس بوش، رغم التحذيرات الداخلية والخارجية، وأكفان قتلى حرب العراق التي تدفن باستمرار في مقبرة آرلنجتون، لا يبدو مهادنا، بل على العكس اكثر عزما على التحدي. يرى في تحدي الديموقراطيين له حافزا أكبر ليثبت لهم انه قادر على كسب الحرب الثانية، وربما تجعله يكسب الانتخابات، التي بقي عليها عام تقريبا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
بــدايــة النهــايــة لــلاحتـــلال
عبدعلى الغسرة
الوطن البحرين
دعا عدد من كبار القادة العسكريين البريطانيين رئيس وزراءهم‮ (‬جوردن براون‮) ‬إلى إعلان انسحاب فوري‮ ‬ودون تأخير لقواتهم من جنوب العراق‮. ‬وذكرت صحيفة‮ (‬إندبندنت أون صنداي‮) ‬عن اثنين من كبار القادة العسكريين‮ ''‬إن المشورة العسكرية التي‮ ‬قدمت إلى رئيس الوزراء البريطاني‮ ‬مفادها أن القوات البريطانية العاملة في‮ ‬العراق والبالغ‮ ‬قوامها‮ ‬5500‮ ‬جندي‮ ‬قامت بكل ما استطاعت القيام به في‮ ‬جنوب البلاد وأنه‮ ‬يتعين سحبها دون تأخير‮''. ‬وقالت الصحيفة‮ ''‬إن المسؤولين العسكريين أعربا أيضاً‮ ‬عن رغبة القيادة العسكرية في‮ ‬تسليم القاعدة البريطانة في‮ ‬مدينة البصرة‮'' ‬حيث إن هذه القاعدة أصبحت مركز خطر‮ ‬يهدد الجنود البريطانيين،‮ ‬إذ تتعرض لهجمات متواصلة بالقذائف والتي‮ ‬تصل أحياناً‮ ‬إلى‮ ‬60‮ ‬قذيفة‮ ‬يومياً‮. ‬وقد اعتبر مستشار للجيش الأمريكي‮ ‬أن قوات الاحتلال البريطانية ارتكبت‮ ''‬فعلاً‮ ‬قبيحاً‮ ‬ومخجلاً‮'' ‬بقرارها الإنسحاب من جنوب العراق خلال الأشهر القادمة‮. ‬إلا أن ضابطاً‮ ‬بريطانياً‮ ‬صرح لصحيفة‮ (‬صنداي‮ ‬تايمز‮) ''‬أن القوات البريطانية فقدت السيطرة على مدينة البصرة الجنوبية المهمة،‮ ‬وأنه لأمر‮ ‬يبعث أن نقول أن تجربتنا في‮ ‬البصرة ستظل وصمة عار في‮ ‬تاريخنا العسكري‮''. ‬
ومن هذه المعطيات العامة،‮ ‬ندرك أن القرار البريطاني‮ ‬لانسحاب قواتها العسكرية من البصرة لم‮ ‬يأت من فراغ‮ ‬بل كان نتيجة‮:‬
‭.‬1‮ ‬للفعل النزالي‮ ‬والمقاوم لبواسل المقاومة العراقية التي‮ ‬لقنت جنود العدو المحتل دروساً‮ ‬في‮ ‬النضال والقتال،‮ ‬كما أعطى أجدادهم ثوار وأبطال ثورة العشرين تلك الدروس لأجداد هؤلاء المحتلين‮.‬
‭.‬2‮ ‬للارتفاع المتتالي‮ ‬لأعداد القتلى في‮ ‬صفوف القوات العسكرية والميدانية البريطانية في‮ ‬البصرة‮. ‬فقد ذكرت صحيفة‮ (‬الديلي‮ ‬تليجراف‮) ''‬أن عدد القتلى في‮ ‬صفوف القوات البريطانية قد ارتفع خلال العام الحالي‮ ‬‭.''‬2007
‭.‬3‮ ‬اقتناع الشعب البريطاني‮ ‬بأن الجيش البريطاني‮ ‬يدفع ثمن الأخطاء التي‮ ‬ارتكبتها الحكومة البريطانية السابقة برئاسة بلير‮.‬
‭.‬4‮ ‬فقدان القوات العسكرية البريطانية سيطرتها على الجنوب العراقي‮. ‬
‭.‬5‮ ‬الأوضاع الصعبة التي‮ ‬يواجهها الجنود البريطانيين في‮ ‬البصرة التي‮ ‬تتميز بالمناخ الحار،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يجعل من القتال هناك أمراً‮ ‬صعباً‮ ‬عند ارتداء‮ (‬الخوذة المعدنية والصدرية الواقية من الرصاص‮).‬
‭.‬6‮ ‬تعرض مقر القوات البريطانية في‮ ‬البصرة‮ (‬أحد القصور الرئاسية السابقة‮) ‬إلى القصف اليومي‮ ‬بأسلحة قوات المقاومة العراقية الباسلة،‮ ‬حيثُ‮ ‬أصبح هذا المقر هدفاً‮ ‬سهلاً‮ ‬ومصيباً‮ ‬للمقاومة‮.‬
‭.‬7‮ ‬اكتشاف رسائل أرسلها الجنود البريطانيين إلى ذويهم‮ ‬يشرحون فبها‮ (‬حالتهم السيئة والغير آمنة في‮ ‬البصرة‮).‬
وهناك سبب آخر ومهم،‮ ‬وهو أن توني‮ ‬بلير رئيس الحكومة البريطانية السابق لم‮ ‬يقل أبداً‮ ''‬لا‮'' ‬لأي‮ ‬مشروع أمريكي،‮ ‬وكان حليفاً‮ ‬صادقاً‮ ‬للرئيس الإدارة الأمريكية،‮ ‬وأميناً‮ ‬على توجهاته العدوانية،‮ ‬والمدافع الأول عن فكرته في‮ ‬الحرية والديمقراطية الأمريكية،‮ ‬وحارب بكامل قوة بريطانيا ليستنزف الجيش البريطاني‮ ‬بشبابه وقوته وخبرته القتالية،‮ ‬ليصل بأفراده المقاتلين من رجالٍ‮ ‬وشباب ونساء إلى جحيم الموت في‮ ‬العراق،‮ ‬وهو الذي‮ ‬قاد وروج لأكذوبة‮ ''‬أسلحة الدمار الشامل‮'' ‬في‮ ‬العراق،‮ ‬وهذا ما أغضب الكثير من البريطانيين عليه،‮ ‬لأنه دفع بهم إلى حربٍ‮ ‬لا ناقة لهم فيها ولا جمل‮.‬
لذا،‮ ‬فرئيس الوزراء البريطاني‮ ‬الحالي‮ ‬أحس بأن هناك التزام بريطاني‮ ‬خاطئ،‮ ‬وعلى بريطانيا أن تتخلص منه،‮ ‬وهو‮ (‬إعادة النظر بضرورة إبقاء ما تبقى من جنود بريطانيا في‮ ‬العراق أحياء وإعادتهم إلى منازلهم وذويهم‮). ‬وهذا القرار‮ ‬يتفق مع الرأي‮ ‬العام البريطاني‮ ‬الرسمي‮ ‬منه والشعبي،‮ ‬ولا‮ ‬يختلف مع تقارير المراسلين للصحف الأمريكية والبريطانية حول حالة ومصير الجنود الأمريكيين والبريطانيين في‮ ‬البصرة‮. ‬فقد قالت جريدة‮ (‬الصنداي‮ ‬تايمز‮) ‬في‮ ‬تقرير لمراسلتها في‮ ‬واشنطن إن‮ (‬ستيفن بيدل‮) ‬أحد المستشارين العسكريين لدى الرئيس الأمريكي‮ ‬حذره من أن القوات البريطانية في‮ ‬العراق سوف تُجْبَر على الإنسحاب بطريقة بشعة ومحرجة‮. ‬وهذا الرأي‮ ‬لا‮ ‬يختلف مع اعتقاد الضباط الكبار في‮ ‬الجيش البريطاني‮ ''‬بأنهم قد‮ ‬يُجْبَرون على الإنسحاب بذل‮''‬،‮ ‬وأضاف إلى‮ ''‬أن التاريخ العسكري‮ ‬سوف‮ ‬يَحَكُم على ما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬البصرة على أنه خطأ فادح،‮ ‬إذ ستؤدي‮ ‬الهجمات المتتالية عليهم إلى طردهم من جنوب العراق،‮ ‬وأنها ستمثل لهم لحظة سايغون بالنسبة إلى البريطانيين‮''.‬
وهذا الأمر أقلق إدارة البيت الأمريكي‮ ‬كثيراً،‮ ‬لكون قوات الاحتلال الأمريكي‮ ‬تتواجد في‮ ‬شمال وغرب ووسط العراق،‮ ‬والقوات البريطانية تتواجد في‮ ‬البصرة‮!! ‬وقد حذر نائب الرئيس الأمريكي‮ ‬من‮ ''‬الانسحاب البريطاني‮ ‬المبكر‮''. ‬وتوقع‮ (‬كين بولوك‮) ‬الخبير في‮ ‬الشؤون الاستراتيجية في‮ ‬معهد‮ (‬بروكينغر‮) ‬في‮ ‬واشنطن‮ ''‬أن تضطر القوات الأمريكية والعراقية لملء الفراغ‮ ‬الذي‮ ‬سيحدثه انسحاب القوات البريطانية من الجنوب‮''. ‬في‮ ‬ذات الوقت فإن السيناتور‮ (‬جون وارنر‮) ‬عضو لجنة القوات المسلحة في‮ ‬الكونجرس الأمريكي‮ ‬العائد من العراق مؤخراً،‮ ‬قد دعا الرئيس الأمريكي‮ ‬إلى‮ ''‬سحب‮ ‬5000‮ ‬جندي‮ ‬أمريكي‮ ‬من أصل‮ ‬160‮ ‬ألف جندي‮ ‬أمريكي‮ ‬ينتشرون في‮ ‬العراق قبل نهاية العام الحالي‮ ‬وقبل أعياد الميلاد المجيد،‮ ‬وذلك بسبب وضع الجنود الأمريكيين تحت الخطر الدائم في‮ ‬العراق‮''.‬
هناك حقيقة أكدتها التجربة الإنسانية في‮ ‬معظم مراحلها،‮ ‬أن لكل بداية نهاية،‮ ‬وأن الباطل لا‮ ‬يدوم،‮ ‬وأن المجرم لابد وأن‮ ‬يتخاذل‮ ‬يوماً‮ ‬ويضعف أمام القانون‮. ‬وهذا ما أكدته المقاومة العراقية الباسلة التي‮ ‬قاتل أجدادهم البريطانيين وأذاقوهم الهزيمة مراراً‮ ‬وتكراراً،‮ ‬فالتاريخ‮ ‬يجدد نفسه مع الأحفاد البواسل في‮ ‬منازلة أحفاد الاستعمار البريطاني‮ ‬ويسقونهم من ذات الكأس وذات الشراب،‮ ‬كأس الذل وشراب الهزيمة،‮ ‬إلى أين الفرار وبنادق الأحرار‮ ‬ينتظركم رصاصها،‮ ‬انسحب بالأمس حلفاؤكم،‮ ‬واليوم أنتم،‮ ‬وغداً‮ ‬أوغاد العولمة،‮ ‬ومجرمي‮ ‬الحرية والديمقراطية،‮ ‬وسارقي‮ ‬أقوات الشعوب،‮ ‬ودافني‮ ‬أحلامهم‮. ‬وإن‮ ‬غداً‮ ‬لناظره قريب‮.‬

ليست هناك تعليقات: