Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الجمعة، 30 نوفمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الخميس 29--11 -2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
الوضوح الأميركي في العراق
باسم الطويسي
الغد الاردن
في الوقت الذي يستقطب فيه الاجتماع الدولي المنعقد في انابوليس انتباه المنطقة والفاعلين السياسيين فيها، أنهت الاتفاقية الأميركية العراقية التي أعلنت يوم الثلاثاء الماضي مرحلة من الغموض والجدل وتنازع وجهات النظر في تقدير الموقف حول مستقبل الاحتلال والوجود العسكري الأميركي في العراق، حيث حسمت الاتفاقية التي تناولت الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية، وتشرع للوجود العسكري طويل الأمد للقوات الأميركية، التقديرات المتناقضة حول مستقبل الاحتلال، وتعني هذه الاتفاقية بشكل أو بآخر ميلاد جيل جديد من سياسات الوصاية الدولية.

على أقل تقدير، يوضح الطرف الأميركي الجديد عن رغبة وإرادة سياسية لاستمرار الوجود العسكري في العراق إلى مدى غير معلوم؛ وبهذا تُنهي هذه الرغبة إحدى أكبر أساطير الدعاية الأميركية التي وجدت من المجال السياسي العربي أكثر البيئات خصوبة لانتشارها، التي تضخم حجم المأزق الأميركي في العراق أحيانا، وتصور نهاية حكم الجمهوريين سيأتي بانقلابات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وستجدنا نتحدث قريباً عن استراتيجية الوجود طويل الأمد بدلا من استراتيجية الخروج التي استهلكت ثلاث سنوات من النقاش والحسابات.

يؤسس الاتفاق الجديد إلى إنهاء تفويض القوات المتعددة الجنسيات المفوضة من قبل مجلس الأمن والتي تقودها الولايات المتحدة في صيف العام القادم، على أن تبدأ الولايات المتحدة والعراق مفاوضات للوصول إلى اتفاقية مستقبلية بمعزل عن التحالف الدولي تنظم الوجود العسكري الأميركي الطويل المدى، والذي من المحتمل أن يفضي إلى إعادة انتشار للقوات الأميركية خارج المدن العراقية، وبناء سلسلة من القواعد العسكرية الدائمة، من المحتمل أن تكون الأكبر في العالم للأميركيين خارج حدود الولايات المتحدة، أي نقل ثقل القيادة والسيطرة في النظام الأمني العالمي إلى هذا المكان، وهو الأمر الذي ينسجم استراتيجياً مع سلسلة من الخطوات التي اتخذتها إدارة الاحتلال خلال السنوات الماضية، ولا يتناقض في المقابل مع قصة استراتيجية الخروج عن الطريقة التي يتم تصويرها للرأي العام، وهي بالمناسبة لا تعد أكثر من واحدة من الأطروحات الدعائية التي أسهمت في زيادة تفاقم الأوضاع الأمنية في العراق من أجل إيجاد المزيد من المبررات للاستمرار والقبول بالخلاصة الإستراتيجية الراهنة.

من المتوقع أن يشهد هذا الاتفاق نقاشاً عراقياً واسعاً، لكنه في نهاية المطاف سيمر من البرلمان العراقي كما مر الدستور من قبله، بينما ستشغل القوى السياسية العراقية اعتباراً من العام القادم في مناقشة شروط وجود هذه القوات وسلسلة واسعة من التشريعات التي تنظم طبيعة القواعد العسكرية وأسس خروج ودخول العسكريين الأميركيين، أي التأسيس لمسار طويل الأمد، يضمن عملية انتقال سلس لثقل القيادة والسيطرة والتي حتما ستتجاوز الاحتياجات الأمنية والسياسية الأميركية من العراق الإقليم، ومن المحتمل ان نشهد مع مطلع العقد القادم كيف ستتحول بغداد إلى المركز العصبي لإستراتيجية أمنية واقتصادية عالمية تضمن استمرار قيم النظام العالمي السائد.

من يعتقد ان المهمة الأميركية في العراق في مأزق، عليه ان ينظر للموقف من زوايا رؤية أكثر واقعية، فقد استطاع المحافظون الجدد تحقيق هدفين استراتيجيين من أهم أولوياتهم، وهما امن إسرائيل ثم امن الطاقة ومصادرها، فقد انضج الاحتلال بالتواطؤ مع أطراف إقليمية الحرب الأهلية ودائرة العنف الداخلية التي ذهب ضحيتها وبفعل الاحتلال أكثر من نصف مليون عراقي. وها هي تنقل العراق إلى مرحلة التقسيم ثم الاقتسام بعد ان أوجدت هذه الحرب وقائع جديدة يصعب تجاوزها لأجيال طويلة، وتم تشريع هذه المهمة بكل شفافية من قبل البرلمان عبر مشروع الفدرالية، في الوقت الذي يذهب به الأكراد نحو المزيد من الاستقلال الذي لا ينقصه سوى انتظار أول المعترفين بالكيان الجديد، لكن إلى أي مدى سوف تستمر الولايات المتحدة بمنهج الاقتسام، هذا ما سيحدده تثبيت قواعد الوجود الدائم التي ستكون رمزا وضمانة لاستمرار شكل الدولة العراقية الموحدة.

جميع الأحداث والتفاعلات تقود إلى حقيقة مفادها ان الإدارة الأميركية عازمة وكمصلحة إستراتيجية أميركية عليا على تأسيس وجود عسكري سلمي طويل المدى في العراق، ربما يستمر عشر سنوات قادمة، على اقل تقدير، ما يوفر المناخ الحيوي لتمدد إمبراطوري في الشرق وبما يكفل استمرار التفوق العالمي للولايات المتحدة خلال العقود القادمة حيث يشكل العراق في هذا التمدد مركزاً للتحكم السريع والإدارة القريبة ودرة التاج الأميركي الجديد.

ان الانتقال من الغموض الذي أحاط بالاستراتيجية الأميركية انطلاقاً من العراق نحو المزيد من الوضوح في المرحلة الأخيرة يدل على ان ضمان هدف الوجود العسكري الآمن وطويل الأمد للولايات المتحدة يقتضي وجود قوتين إقليميتين في حالة تنافس واستقطاب هما اليوم القوة الإقليمية الإيرانية التي يجب ان تغذى وتسمن أميركيا حتى تصل إلى مستوى منافسة القوة الإقليمية الإسرائيلية من دون ان تصل إلى مستواها، مقابل استحكام حلقة الفراغ الاستراتيجي العربي والتي يفترض ان تبقى تسف رمال الصحراء، التي لا يمكن لها في يوم ما ان تتراكم، الأمر الذي يجعل استمرار الهيمنة الاميركية مطلبا محلياً مسوغاً.

basimtwissi@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
مسعورو الحرس الثوري يهاجمون سفارتنا
سلطان الحطّاب
الراي الاردن
في ايران لا يتحرك الناس هكذا من قناعاتهم ليعبّروا عن مواقفهم وآرائهم بحرية. فلو كان الامر كذلك لما ذهب مائة من مسعوري الحرس الثوري ليتظاهروا امام السفارة الاردنية ويكسروا زجاجها احتجاجاً على مؤتمر السلام في انابولس.. ولكانت الاولويات آنذاك مختلفة وكنّا نرى الألاف تنزل الى الشوارع تطالب بوقف مداهمات البيوت والمراكز واعدام النساء على الشبهة . ولكان يمكن للمثقفين ان يبدوا رأياً في النظام الديني الاستبدادي الذي ينصب رجلاً على راسه ليكون معصوما عن الخطأ ويعطيه الولاية المطلقة التي تجعله في مصاف الانبياء. ولكان الشعب الايراني تدفقت ايضا قواه الشابة تسأل عن عوائد النفط الضخمة وفروق اسعارها والتي تتسرب بنسبة منها لدعم حركات دينية واصولية وحتى سياسية غير دينية في اكثر من منطقة في العالم من اجل ان يظل ''الملالي'' حكام ايران وقد احكموا قبضتهم على الشارع الايراني وقد استقووا بهذه السياسة..

مليارات الريالات الايرانية التي يحتاج اليها الشعب الايراني والتي تتدفق للخارج على شكل اموال تدعم تنظيمات وخلايا سرية وافشال احزاب لانجاح اخرى واستعمال اسلوب المكائد والجواسيس حتى يبقى حكام ايران يصدرون الازمات للخارج ويشغلون المواطنين بصراعات خطرة قد تؤدي بمستقبل ايران كلّه..

اكثر من 20% من الايرانيين عاطلون عن العمل واكثر من هذه النسبة لم يحصلوا على خط هاتف او تلفزيون او حتى مواصلات او علاج . وهناك اعراق وقوميات مطاردة لا يعترف بلغتها او ثقافتها في سبيل ان يظل 40% من الايرانيين وهم الفرس يحكمون بقية الشعوب الاخرى كالبلوش والعرب والاذربيجانيين وغيرهم..

ايران التي تشغل قيادتها (التي تحكم باجهزة المخابرات والحرس الثوري) شعبها في قضايا ليست في اولوياته وتسبب له كل هذا العداء الخارجي والتحريض من الخارج والتجويع في الداخل وحرمان المؤسسات التعليمية من ابسط وسائل التطور التكنولوجي وحتى من البنى التحتية .. انما تعمل ذلك لتطيل عمر هذا النظام الذي يرفع شعارات اسلامية ليأكل بها في رأس العرب والمسلمين حلاوة وهو يخفي طموحاته التوسعية الموروثة من زمن الشاة والتي ظلّت تمثل اطماعاً فارسية وشاهنشاهية..

ما الجديد في العلاقات الاردنية الايرانية.. ؟ هذه العلاقة لم يسع الاردن لتعكيرها ولكن سياسة الملالي المعبّر عنها بتداخلات سافرة في العراق يعرفها القاصي والداني وفي لبنان من خلال تقسيم المجتمع اللبناني وتحريض احزابه وطوائفه وقواه السياسية على بعضها البعض وفي اليمن من خلال حركة الحوثي وحتى خلايا التشييع الايراني في مصر وعديد من البلاد العربية وحين لم تستطع ايران اختراق الامن الوطني الاردني استخدمت فصائل فلسطينية كحماس والجهاد الاسلامي وتسربت ايضا الى غزة فيما عرف باكتشاف خلايا ومدربين في جامعة غزة عشية انقلاب حماس على السلطة حيث رهنت ايران جزءاً من القرار الفلسطيني وحتى من خلال العبور في منطقة رفح..

ايران التي ازعجها التحرك الاردني الاخير لرص الصف العربي والعمل على استعادة سوريا لموقفها في العمل العربي المشترك ودورها الرائد فيه جعل ايران تدرك انه قد اسقط في يدها وان حليفاً هاماً ارادت به اختراق الصف العربي وان يكون حصان طراودة لها قد جرى معاودة قيامه بدوره العربي سواء في مسيرة السلام او في مسيرة التعاون والتكامل العربيين..

صحيح ان العلاقات الايرانية والاردنية قد انهارت منذ انقلاب الخميني على الشاه عام 1979 وقد بدا الانقلاب بتصدير الثورة وافكار خطيرة للمنطقة تصدى لها الاردن لحماية شعبه ومعتقده الاسلامي المعتدل . وقد ظل الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه يحذر من مغبة التوسع الايراني واجتياح البوابة الشرقية للوطن العربي فكان وقوف الاردن ومعظم العرب الى جانب العراق في الحرب العراقية الايرانية التي طالت والتي استطاع فيها النظام العربي ان يستثمر مالاً وجهداً لمنع تصدير الثورة التي كان يمكن ان تعصف بكل المنطقة وتلغي هويتها القومية .. وحتى نظامها العربي..

الاردن حاول ان تكون علاقاته مع ايران طبيعية مقابل ان تكف ايران عن سياساتها الآخذة في التدخل في شأن دول الاقليم وفي هذا السبيل قام الملك عبد الله الثاني بزيارة لطهران عام 2003 كانت الاولى من نوعها لملك اردني منذ حكم الشاه رضا بهلوي اذ ان الملك الراحل زار ايران بداية السبعينيات . وظل الاردن على موقفه من تصدير الثورة الايرانية ومن التدخل ورغم ان عمان تبادلت السفراء مع طهران بعد تلك الزيارة والتي اعقبتها زيارة للملكة رانيا العبد الله تضامناً من الاردن مع الشعب الايراني المنكوب في زلزال مدينة(بم) مطلع عام 2004 لكن هذه العلاقات عاودت الانتكاسة لمزيد من التدخل الايراني في الشأن العراقي والعربي مما دفع الملك عبد الله الثاني للتحذير من (الهلال الشيعي) بالمعنى السياسي لا الطابع الديني وهو التحذير الذي عملت ايران على قلبه وتوظيفه بشكل سيء واستفزازي والاردن الذي رأى وعاش ما فعلته التدخلات الايرانية في لبنان وفلسطين وقد ظل حريصاً على وحدة الصف العربي وتوافقه وتراصه سعى لدى سوريا الشقيقة قبل ايام حين زار الملك عبد الله الثاني دمشق والتقى الرئيس الاسد وهي الزيارة التي نجحت بامتياز في الوقوف الى جانب سوريا وفي وقوف سوريا الى جانب العرب ليكونوا اكثر تضامناً في مشوار السلام الذي تحتاجه سوريا لاسترجاع حقوقها في الجولان ..

المبادرة الاردنية استفزت ( ملالي) طهران الذين حركوا زبانيتهم ومجنديهم لتكسير زجاج السفارة الاردنية والاعتداء عليها.. مما استوجب استدعاء السفير الايراني في عمان امس وابلاغه رسالة واضحة بان الاردن لا يقعقع له بالشنان ولا يغمز جانبه كتغماز التين وانه يفضح النوايا المبيته ويتصدى لها ويدينها بشجاعة..

ايران بحاجة الى حكم راشد يراعى مصالح شعبها ويوقف تبديد ثرواته والى قيادة حريصة توقف التعبئة والتحريض العالمي على شعب مغلوب على امره جرى الصاقه بتهم ومشاريع يمكن ان تقضي على مستقبله ومستقبل ابنائه .. فهل ينتبه الايرانيون لذلك . وهل يكفوا عن استمراراللعب بالنار والتدخل في شؤون الاخرين..

هل عرفتم الان لماذا قام اتباع الحرس الثوري العاطلون عن العمل والمدرجون في قوائم الارهاب بضرب السفارة الاردنية بالحجارة والاعتداء عليها؟..



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
الرحيل الأميركي
وليد الزبيدي
الوطن عمان
قبل عام من الآن، لم يتخيل الكثيرون انهم سيسمعون خبرا، كالذي جاء في البيان الاميركي، الذي أعلن عن سحب خمسة آلاف جندي اميركي من العراق، وقبل ستة اشهر لم يتوقع احد ان تتحدث الادارة الاميركية، عن سحب قواتها من منطقة ديالى شمال بغداد، التي تشهد معارك عنيفة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة في العراق، لأن هذه المدينة تشكل كابوسا مرعبا على الجيش الاميركي، حيث يتعرض الى هجمات عنيفة ومتواصلة، لذلك أعلن عن شن حملة عسكرية واسعة في مناطق محافظة ديالي، التي تربط مفاصل حيوية في مناطق عراقية ساخنة، أذ تقع شمال شرق بغداد وترتبط بحدود طويلة مع إيران من جهة الشرق، ولها حدود طويلة أيضا مع المناطق الشمالية، ومن جهة الغرب تتصل حدودها مع مناطق محافظة صلاح الدين، التي تنفتح على الموصل من الشمال والرمادي من الغرب، لذلك فإن احدا لم يتوقع قبل ستة اشهر سماع مثل هذا البيان الاميركي، الذي أعلن عن سحب خمسة آلاف جندي وضابط أميركي من المناطق الساخنة في مدن محافظة ديالي.
وقبل شهرين من الآن، لم يتوقع احد انه سيسمع بيانا اميركيا يقول: إن وزارة الدفاع(البنتاجون) قررت سحب خمسة الاف جندي اميركي من مناطق ديالي، وهذه المرة بدون تعويض، اي يذهب هؤلاء، ولاياتي جنود الى المعسكرات والقواعد، التي يغادرها هؤلاء، ومايحصل الان، هو انسحاب اميركي من واحدة من اكثر مناطق العراق سخونة، ومهما يحاول بعض المسؤولين الاميركيين رسم صورة ضبابية عن مسألة الانسحاب الاميركي من العراق، فإن قرار مغادرة هؤلاء الجنود مدن ديالي وبدون تعويض، تؤكد ان ماتنشره بعض وسائل الاعلام الاميركية، عن الاوضاع النفسية المتدهورة للجنود الاميركيين، قد وصل الى درجة عالية، يصعب فيها المحافظة على توازن هؤلاء الجنود، وسط الهجمات العنيفة التي تشنها ضدهم فصائل المقاومة في العراق.
ان هذا البيان الذي اعلن بصورة صريحة وواضحة سحب هذا العدد من الجنود، يفتح الطريق امام عمليات انسحاب اخرى من مناطق كثيرة، وكما حصل في مدينة البصرة، عندما انسحبت القوات البريطانية الى القاعدة العسكرية في مطار البصرة، فإن قطعات اميركية واسترالية وغيرها، ستبدأ عمليات الانسحاب، بعد ان ادركها اليأس وشلت قدراتها ووصلت الى طريق مسدود، عن طريق الخروج النهائي، والاقرار بفشل المشروع الكوني، الذي ارادوا الانطلاق به من العرا ليصل الى بقاع المعمورة، واذا به ينكفئ ويخسر جميع أوراقه على أرض العراق.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
مشهد العراق
د.محمد القضاة
الراي الاردن
مشهد معقد غارق بالدم والألم والحزن، تفاصيله وألوانه وأطيافه واثينياته تتحرك في كل أنحائه تتساءل عن نهاية المأساة التي حلت بهم، ها هو العراق الشاهد والشهيد، كيف تبدو حالته، كيف يعيش إنسانه، هل ملامحه أكثر إشراقا وحرية وآمانا من ذي قبل؟ هل يشعر بالاستقرار والراحة والسلامة،هل يعيش حالة الإنسان في شتى بقاع الأرض ،لماذا كتب عليه الشقاء والدمار والحروب والمعاناة؟ لماذا لا يشعر بالأمان بعد الديمقراطية والاحتلال؟ هل قدر العراقي أن يبقى بين فكي كماشة، يخرج من تيه إلى تيه، ومن غربة إلى أخرى، ومن شد عكسي إلى شد أكثر قسوة؟ هل قدر العراقي أن يتحمل مآسي داخله وخارجه من بركات القوى العظمى؟ هل قدر العراقي أن يكون حقل تجارب الأسلحة الأمريكية المحرمة وغير المحرمة،ويذوق طعمها وويلاتها ،هل العراق حقل تجارب ديمقراطية فاشلة مغموسة بالدم والقهر؟ لماذا خسر العراقيون رهاناتهم وأحلامهم أمام الديمقراطية الجديدة هل ستستمر حالة العراق إلى أجيال لاحقة بعد أن شاهدنا جيلا كاملا بل أجيال عراقية تولد في الحروب، وقد أورقت مقاومة أو دفاعا عن الاحتلال؟ماذا حل بالبترول بعد احتلال العراق ماذا حل بالعالم بعد هذه المأساة؟ وحين تتأمل المشهد العراقي الآن بكل تفاصيله المؤلمة تدرك أن جميع الأطراف لوت الحقيقة وأخفتها وهربت منها، فكانت المواجهة والخديعة والاحتلال والدمار، وسقطت الأقنعة ووصلت الأمور إلى نقطة اللاعودة، وها هو الخطر يداهم الجميع، والاحتلال يعيد العراق إلى أثينيات وعرقيات لم نعرفها في تاريخه، ويتواصل شلال الدم وتتواصل معه الأسئلة، لمصلحة من كل هذا؟ ما موقف النظام العربي من هذه الحقائق، هل يبقى صامتا، هل يقبل الأمر الواقع ويترك العراق للنهب والأغراب أم انه ارتاح وشاخ ولم يعد الأمر يعنيه من قريب أو بعيد ،هل يدفع العرب ثمن أخطاء غيرهم؟ هل يبقى العالم العربي قلقا مرتبكا وخائفا من طوفان الإرهاب .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
من الحرب العالمية الأولي إلي غزو العراق آل بوش يتربحون من الحروب!!
خالد أحمد

الموقف العربي

من الصعب أن نشبه ما اقترفته عائلة بوش بما ارتكبه أي ديكتاتور آخر من مجازر وآثام.. فقد كبدت هذه العائلة وحدها البشرية الكثير من الدمار والمعاناة.. وذلك يرجع الي انهم ليسوا فقط حرابي العالم , ولكن يتعدي الأمر ذلك الي أنهم يخططون لهذه الحروب ويجيشون طغاة العالم بهدف التربح من وراء تجارة السلاح تخصصوا فيه منذ مطلع القرن الماضي.
لقد تورطت هذه العائلة بشكل مباشر منذ الحربين العالميتين الاولي والثانية وحرب كوريا وحرب فيتنام وحربي الخليج الاولي والثانية التي مازالت مستمرة حتي الآن. وان اخر أربعة أجيال من هذه العائلة قد ساعدوا علي نشوب أغلب هذه الحروب لاسيما وأن تزامن مع الجد الأكبر بداية عصر الصناعة الاول وبالتالي ظهور شركات السلاح. وحاليا زادت هده الثروة بفضل غزو العراق واحتلاله.
لقد بدأ أول كابوس عالمي مع الحرب العالمية الاولي عام 1915 عندما أصبح هناك تحالف بين الحكومة الامريكية وادارة المصانع الحربية الامريكيةWIB) ) التي كانت نذير شؤم بما هو معروف الآن بمجموعة الصناعة الحربية. فقد كان من بين اعضائها (صمويل برسكوت بوش) وهو جد بوش الأب وكان مسئولا عن الإمداد والتزويد بالأسلحة الخفيفة في هذه الادارة.. كما كان يطلق علي أعضاء هذه الادارة - ادارة المصانع الحربية الامريكية - (تجار الحروب).
وكانوا"يسرحون" عملاءهم في العالم أجمع لكي يروجوا لأسلحتهم كما كانوا يستميلون مسئولي الحكومات من خلال نفوذهم وأموالهم ويدفعونهم الي زيادة التوتر الدولي مما يزيد من مشتريات السلاح ويعظم من ثرواتهم حسبما ذكر الكاتبSchuyler Ebbets في مقاله الذي جاء تحت عنوان "الأسرة الحاكمة المميتة"، فخلال الحرب العالمية الاولي استطاع (صمويل بوش) وزملاؤه في هذه الادارة أن يجمعوا ثروات طائلة من مبيعات السلاح.
بل ويتعجب البعض من كيفية وصول "أدولف هتلر"، ذلك الشخص المتواضع في كل سماته الشخصية، إلي سدة الحكم في المانيا خلال ثلاثينيات القرن الماضي، خاصة أن الظاهرة النازية لم تكن مصادفة من مصادفة التاريخ ولم تكن نزعة أو نزوة فلسفية يجسدها رجل واحد، بل كان لها مريدوها من أصحاب المصالح.
وفيما يتعلق بهوية هؤلاء أصحاب المصالح , فقد صدر مؤخرا كتاب بعنوان "جورج بوش: سيرة ذاتية مشينة" أشارفيه المؤلفان (Webster G. Tarpley), ( Anton Chaitkin) الي أن (صمويل بوش) -سابق الذكر وسيئه - وقادة آخرون في اتحاد Union Baking Company) ) (UBC ) قد مولوا (هتلر) عسكريا ليس لاقتناعهم بفلسفته، ولكن -كما أشار المؤلفان في كتابهما علي لسان صمويل نفسه- " لقد كان ذلك التمويل بمثابة تقدير لموهبته وقدرته علي قيادة هذه الجموع الغفيرة ... وأن أكثر ما جذبني اليه هو قرارته التي كانت تخيم علي القاعة" بل لأنهم وجدوا في هذا الفكر النازي أحد العصور الذهبية لتجارتهم في السلاح والموت.
وفيما يتعلق بهذا التمويل، يشير الكاتبان:(وبستر) و(انتون) الي أنه في نهاية الحرب العالية الاولي كان
(اوجست زيسين) -وهو أحد كبار تجار السلاح في المانيا -يخشي سقوط امبراطوريته -شركتة - المختصة بتعدين الحديد فأنشأ في روتردام بنكاً تجاريا وحول عليه امواله من برلين خشية أن يدفع التعويضات التي نصت عليها معاهدة فرساي. وفي شيخوخته، قدم (اوجست ) 100 مليون دولار الي ابنه (فريتز) الذي كان شغوفا بـ(أدولف هتلر) الذي سينقذ شركة ( فريتز) من تمرد الطبقة العمالية. وفي نفس الوقت ليس لدي (هتلر) المال الكافي لكي يستعين به علي الحركة الشيوعية.
ومن هنا التقت مصالح كل منهما- هتلرو فريتز- فهتلر في حاجة الي امداد عسكري، وفريتز في حاجة الي من يدير محركات شركته وتقدر قيمة هذا الإمداد الامريكي بخمسين مليون دولار.. وكانت علي شكل الصلب، فحم، معادن خام واسلحة. ولأن رصيد (فريتز) في (روتردام) كان غير كاف، ففكر في انشاء فرع بنكي في واشنطن. وفي عام 1922 قابل في برلين( أفريل هاريمان) صاحب مؤسسة استثمارية كبيرة وقرر كلاهما ان ينشآ بنكاً في نيويورك.
وقبل انشاء هذا البنك قرر صمويل بوش ان يورث ابنه (بريسكوت بوش) -ووالد بوش الأب - ما تولاه من مناصب ومسئوليات. وعندما تم انشاء البنك، كان (بريسكوت) أحد اصدقاء (هاريمان)الذي اسند اليه رئاسة البنك. ومنذ تلك الحظة أخذ (فريتز زيسين ) يعمل من أجل ان يعتلي هتلر عرش المانيا، حتي أن (زيسين) اتخذ من "مولت هتلر" عنوانا لمذكراته ووصل هتلر بالفعل الي سدة الحكم في المانيا بفضل الاموال الامريكية التي كان يرسلها فريتز من روتردام.
وعندما توفي (فريتز زيسين )عام 1951 استرد المساهمون اموالهم القذرة من شركة Brown Brothers& Harriman , وحصل انذاك (بريسكوت بوش) علي نصيبه والذي يقدر بمليون ونصف المليون دولار- عام 1951- ومنحها الي ابنه (جورج ولكر بوش) - الرئيس بوش الاب- والتي استثمرها فيما بعد في قطاع البترول وكون منها ثروته. لكي يجيء بوش الابن ويؤسس بها شركةBush-Overby Development Company والتي تعمل كذلك في قطاع البترول . وبعد عامين ينشأ شركة اخري باسم Zapata Offshore Oil Company وهي الشركة التي ستستفيد فيما بعد بأكبرآبار بترول في الكويت كما تحقق مكاسب جمة من قطر ومصر في نفس المجال.
وكما بلغت هذه "القبيلة المميتة " أوج مجدها الزائف والزائل في فترة من احلك الفترات التاريخية، ها هي الآن تقتات علي جرائم اخري تقترفها في العراق.
فالعقود المبرمة مع الشركات الامريكية التي يعمل فيها بعض أفراد عائلة الرئيس بوش - كمديرين بالطبع- قد أدارت علي العائلة مئات الملايين من الدولارات، دون أن يلتزموا بأي بند من بنودها التي يكون العراق في أمس الحاجة اليها.وهذه فقط بعض نماذج من أفراد العائلة التي ربحت الكثير من غزو العراق واحتلاله:
* نايل مالون بوش:
هو الأخ الاصغر للرئيس بوش الابن، عين في مؤسسة CREST INVESTMENT CoMPANY كمستشاربراتب سنوي يقدر ب(60) الف دولار سنويا لكي يصبح حلقة وصل فيما بعد بين هذه الشركة والمؤسسات الاخري التي تبحث عن كيفية تسيير شئونها في العراق.ومن خلال عمله في الشركة , وجد( نايل بوش) نفسه في قلب عدة مؤسسات تستفيد من الحرب والاحتلال.
ان شركة CREST INVESTMENT CoMPANY يرأسها حاليا (جمال دانيل) وهو الشريك الرئيسي لشركة New Bridge التي اتخذت من تكساس مقر لها كما أن لها مكاتب في العراق والكويت. ان المهمة الاساسية لهذه الشركة هي تقديم النصيحة ! الي الشركات التي تبحث عن "فرص !" استثمارية في العراق!! وتمنح كذلك تصاريح للشركات التي تريد بيع منتجاتها في العراق.. وهذا كله بما يتناغم مع السياسة الامريكية، لا سيما وأن هذه الشركة أنشأت بعد الغزو مباشرة.
وأنشئت بعد فترة قصيرة اقتربت شركة Diligence LLC) -) التي في يوليو 2003 - الامريكية من شركة New Bridge واتخذوا لأنفسهم عنواناً مشتركا كما تقاسموا رؤساء مجلس الادارة. وقد انشأت Diligence LLC)) علي يد أعضاء قدامي في الوكالة المركزية للاستخبارات أنشئت CIA) ) وأجهزة الأستخبارات البريطانية M15)) بالاشتراك مع خبراء في القانون الدولي وكذلك صحفيون . وقامت هذه الشركة بتمرير معلومات مهمة عن المشاريع الاستثمارية المزمع تنفيذها في المستقبل وكانت هذه المعلومات سبب ثراء الكثيرين ومن بينهم عائلة بوش.
William H.T(Bucky) Bush
*ويليام (باكي ) بوش:
هو عم جورج بوش , التحق في مارس 2000 بمجلس ادارة شركةTem ٍٍُُُُESS)) ومقرها سان لويس . ويعتبر (باكي بوش) أحد من قاموا بتمهيد الطريق لبوش الابن اثناء حملته الانتخابية عام 2000 والذي حصد خلالها مائة الف دولار امريكي . ان هذه الشركة متخصصة في ثلاثة مجالات: تجهيز الجيش بالمعدات الخفيفة، تزويد الجيش بالمعدات الثقيلة وامداد الجيش بالأنظمة الالكترونية والأوتوماتيكية. ومنذ عام 2000 , وعلي أثر الانتخابات الرئاسية وأحداث 11 سبتمبر -ازداد عائد هذه الشركة- - ESS وارتفعت اسهمها في البورصة بشكل كبير خاصة وأن الجيش الامريكي قد ابرم معها عقودا تقدر بمليار دولار امريكي.
وفي الاول من مايو عام 2003, اشترت شركة (ESS) شركة (Tamsco )التي تتخذ من ميريلاند مقرا لها . وفي الاسبوع التالي أعلنت Tamsco انها انشأت أطرافا لها خاصية الاقمار الصناعيةTDMA))دعما لقوات التحالف في العراق وطبقا لما ذكرته الشركة ذاتها" ان هذه كانت المرة الاولي التي يلجأ فيها الجيش الامريكي الي الاقمار الصناعية لإجراء اتصالاته".
وفي فبراير عام 2003 وقبل غزو العراق , بدأت شركة Tamsco في تشغيل شبكة اتصالاتها التي تعتمد علي الاقمار الصناعية.. والتي ربطت بين المانيا والعراق وواشنطن. وفي أقل من شهرين ونصف الشهر عرفت الشركة طريقها الي تكنولوجيا أكثر فاعلية وأقل تكلفة. كما انها زودت وأكملت واختبرت وأرسلت كل معداتها بواسطة البواخر.. وكذلك دربت الجنود علي تركيب هذه المعدات وكيفية صيانتها. واقتضي كل ذلك أن تنشئ موقعا يقام عليه سارية هوائية تكون علي اتصال دائم بألمانيا, وأن تنشئ مكتبا مساعدا للعمليات لها في الكويت!
وفيما يتعلق بالمكاسب التي حققتها Tamsco , فقد ابرمت عدة عقود مع سلاح الجو الامريكي: ففي شهر يونيو من عام 2003 ابرمت عقدا يقدر ب44,2 مليون دولار لإعداد احد أنظمة الرادارات. وفي يوليو من نفس العام ابرمت عقدا أخر قيمته 11,7 مليون دولار. وفي أغسطس من نفس العام وقعت ثالث بقيمة 21,8 مليون دولار,ورابع في نفس الشهر بقيمة 12,8 مليون دولار.
لقد كانت المؤسسات التابعة لشركة (ESS )هي مصدر مكاسب( باكي بوش) الذي كان يتقاضي 2500 دولار شهريا كأجر عن كونه مستشاراً. وكان مخولا له شراء الاسهم من البورصة حيث اشتري (33750 ) سهما بسعر 28 دولارا للسهم الواحد , ويقدر السهم الواحد منهما حاليا ب(62 ) دولارا -طبقا لتقديرات يناير 2007- فضلا عن امتلاكه 3,3 مليون سهم مع مسئولي الادارة الاخرين باعتبار المؤسسة مجموعة مساهمة, كما رفعت الشركة أجره بمقدار 125000, ليصبح راتبه الشهري(127500)دولار شهريا.
ويعتبر ويليام بوش- باكي- كذلك عضوا في مجلس ادارة شركة استثمار Lord Abbott , وهي تعد ضمن اهم عشر شركات مساهمة في هاليبرتون Halliburton))- التي يترأس مجلس ادارتها نائب الرئيس الامريكي السابق ديك تشيني- التي حصدت عقودا ضخمة في العراق.
مارفين بوش (Marvin P. Bush)
أصغر اخ لبوش الابن.. يعمل مستشارا لدي شركة HCC وهي شركة تأمين وكانت تعرف في الماضي تحت اسم Casulaty Company وهي أحد أكبر شركات التأمين لا سيما انها تتولي التأمين علي مركز التجارة العالمي بأمريكا. واصبح مارفين بعد ذلك مديرا لهذه الشركة التي استفادت ماديا بشكل كبير من قانون (تعويم 11 سبتمبر) الذي صوّت عليه الكونجرس بمبادرة من البيت الابيض.. وتم تعيين مارفين في نفس يوم التصويت في 22 نوفمبر 2002.
ويعد مارفين بوش أحد مؤسسي شركة Winston Partners وهي شركةاستثمارية خاصة واحدي شركات مؤسسة Chatterjee) . )وطبقا لما ذكرته مجلة Mother Jones الصادرة بتاريخ 30 سبتمبر 2003 فإن شركة Nour التي انشأت عام 203 والتي تعد وثيقة الصلة بشركة Winston Partners قد ابرمت عقودا بقيمة 80 مليون دولار في العراق, ويعمل بها أكثر من 100 شخص في العراق فقط. وتدعي شركة (نور) ان لديها خبرة في مجالات عديدة : الاتصالات اللاسلكية, الاستثمار الزراعي.. ومواد البناء والتعمير.. والبترول , والصيدلة.. وأحدث صيحات الملابس!
وفي يناير 2004 حصلت شركة (نور) علي عقد بقيمة 327 مليون دولار لتجهيز الجيش العراقي ووحدات الدفاع المدني. وبعد فترة وجيزة من حصولها علي هذا العقد تم احكام السيطرة علي هذه الشركة بسبب المشاكل الذي تسبب فيها العميل احمد الجلبي -الذي عينته واشنطن رئيسا للعراق- حيث تلقي الجلبي 2 مليون دولار مقابل ابرام عقد بقيمة 80 مليون دولار لصالح شركة Erinys international التي باشرت نشاطها بالتعاون مع شريكتها مؤسسة (نور).
وبعد ان حصلت شركة (نور) علي هذا العقدعرف الجميع ان الشركة ليس لديها أي خبرة في مجال التجهيزات العسكرية.. وقالت الشركة ذاتها إنها تنوي اسناد المهمة - من الباطن- الي شركة اخري بولندية. وكانت تعني بذلك شركة Ostrowski Arms والتي لا تملك تصريحا بتصدير الاسلحة.
ولم يقتصر الامر علي هذا الحد.. بل حصلت مؤسسة اخريAnham)-) وهي كذلك شريكة لمؤسسة نور- علي عقد بقيمة 259 مليون دولار وكان ذلك في مايو عام 2004.. وذلك مقابل تجهيز الجيش العراقي الجديد وكذلك قوات الامن ببنادق وسيارات ومعدات اخري. ويشمل جدول اعمال شركة نور كذلك العديد من المشاريع: مع وزارة البترول والجيش العراقي الجديد، , واجهزة الاستخبارات ...!
ان علاقة عائلة بوش بكل هذه الشركات-والتي غالبا تموّل حملاتهم الانتخابية هي مصدر وصولهم الي السلطة والتي من خلالها يربحون الكثير من الاموال، وتظهر كذلك الي أي مدي تتداخل شركات السلاح في الحكومة الامريكية.. ,كما تكشف عن كيفية التقاء المصالح الخاصة لعائلة بوش مع مصالح هذه الشركات التي توجه السياسة الامريكية خاصة الخارجية.
وكأن معتقد وعقيدة آل بوش هما:مادامت الحروب دامت المكاسب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
تعددت أوجه الاحــتلال.. والمــــــقـاومــــة مـــــتفـوقـة
لم يبق للمحتل سوي الإعلان عن الهزيمة
المعتز بالله محمد
الموقف العربي


من حقنا ومن حق كل عربي أن يفخر بما حققته المقاومة العراقية الباسلة علي مدي أكثر من أربعة أعوام ونصف من النضال المسلح ، خطت خلالها تاريخا مشرفا في كتاب المجد العربي أثلج صدور الملايين من الأمة الممتدة من المحيط إلي الخليج ، فلم يبق لجيش الاحتلال الأمريكي ومن جاء معه سوي الإعلان عن الهزيمة النكراء وخسارة الحرب علي كافة مستوياتها العسكرية والإعلامية والاقتصادية،
بعد أن نجحت المقاومة في قلب النظريات العسكرية المتعارف عليها رأسا علي عقب واستطاعت ببراعة في التخطيط وجرأة في التنفيذ إحكام قبضتها علي المحتل ومحاصرته منتقلة من مرحلة الدفاع إلي مرحلة الهجوم وتحقيق الأهداف، ولأن اللغة المتعارف عليها هي لغة الأرقام فوفقا لتقديرات جيش الاحتلال الأمريكي، فإن عام 2007 هو العام الأكثر دموية بالنسبة لجيش الاحتلال منذ احتلال العراق عام 2003 فوفقا لتلك التقديرات بلغ عدد القتلي الأمريكان حتي كتابة هذه السطور 870 جنديا، ليصل مجمل القتلي من فلول الاحتلال إلي 3873 وفقا للجيش الأمريكي وهو ما يكشف أكاذيب الإدارة الأمريكية والسلطات العميلة والتي زعمت بتحسن الوضع الأمني في العراق، ورغم إنكار إدارة بوش لتلك الأرقام فالحقيقة أن الأرقام المعلنة مشكوك في صحتها أساسا حيث تتحدث تقارير المقاومة العراقية عن 35878 قتيلاً أمريكياً منذ بداية الحرب وفي الفترة الممتدة من يوليو 2006 إلي أواخر شهر أكتوبر 2007 فقط سقط 9196 قتيلاً أمريكياً وهو ما قد يتفق ولو بشكل جزئي مع ما أشار إليه الصحفي الأمريكي" براين هارينج" في مقال له في أغسطس 2006 حيث أكد وقتها سقوط ما لا يقل عن 12 ألف جندي أمريكي قتلي علي أرض العراق المرابطة فضلا عن إصابة 26 ألفا آخرين، وفي الحقيقة فإن انتصارات المقاومة العظيمة إنما تأتت نتيجة استراتيجية واضحة منذ البداية اعتمدت علي تكتيكات وأساليب قتالية متغيرة بلغت من التطور ما لم تبلغه أية مقاومة أخري في التاريخ الإنساني حيث بدأت المقاومة في شن حرب عصابات لا هوادة فيها بغرض استنزاف قوي العدو معتمدة علي أسلوب الكر والفر ومهاجمة وقطع خطوط الإمدادات العسكرية للعدو عبر استهداف وتدمير الجسور والطرق التي يستخدمها جيش الاحتلال لنقل معداته الثقيلة ثم ما لبثت أن دخلت المرحلة الثانية من الخطة التي اعتمدت علي الهجوم المضاعف والموسع والذي شمل كل محافظات العراق في آن واحد. الأمر الذي دفع الارهابي الأمريكي جورج بوش إلي تغيير استراتيجياته كلما فشلت واحدة استعاض عنها بأخري كان آخرها أن قام بزيادة عدد قواته في العراق بـ 30 ألف جندي إضافي غير أن هذا لم يتمخض سوي عن فشل جديد تمثل في تطوير المقاومة لأساليبها بشكل متواصل وبشكل خاص العبوات الناسفة المسئولة عن قتل 37.6% من جرذان الاحتلال وبينما قامت قوات الاحتلال بتحسين عملية تصفيح عرباتها "الهمفي»، لتقليل نسبة الخسائر قامت المقاومة بالرد بتطوير عبوات أكثر فتكا وتدميرا من العبوات بدائية الصنع IED))، كما استطاعت تطوير دفاعاتها الجوية بشكل جعل من تحليق الطائرات الأمريكية في سماء العراق أمرا بالغ الخطورة بعد أن تصيدتها كالفراشات الصواريخ المضادة للطائرات، وتطورت الكمائن من كمائن تقليدية بالعبوات الناسفة، إلي كمائن شاملة معقدة يستخدم فيها العبوات الناسفة والقذائف الصاروخية ونيران الرشاشات.
وفيما تعتبر نقلة نوعية للمقاومة شهدها العام الحالي نجح سلاح المهندسين التابع للمقاومة في إدخال أسلحة جديدة ومتطورة فكان أن جاء الإعلان عن تصنيع طائرة صغيرة بدون طيار ملغمة بالمتفجرات وتعمل عبر التحكم عن بعد، كما تم استخدام غاز الكلور السام في تفخيخ السيارات التي تستهدف فلول الاحتلال وعملائه، وإن كان الحديث عن تطور المقاومة عسكريا يتطلب بحثا منفردا، فيمكن القول باختصار أن أسود العراق قد نجحوا في إلحاق الهزيمة والعار بأقوي جيوش العالم وأحدثها تسليحا، هذا علي المستوي العسكري.
ولأن الحرب لم تعد تقتصر فقط علي مفهومها العسكري فقد حاول الاحتلال منذ اليوم الأول بث الفرقة بين العراقيين وإثارة الفتن والنعرات المذهبية ، فعمل علي تحييد بعض المقاومة الشيعية بحيث بدا للمتابع للشأن العراقي أن المقاومة باتت في مجملها سنية ، ولكن وبنظرة متفحصة يتبين غير ذلك حيث انطلقت فصائل المقاومةالسنية والشيعية المعروفة بخطها العروبي لتقارع المحتل خاصة في مناطق الجنوب التي أخذت علي عاتقها مقاومة المحتل البريطاني في البصرة والعمارة، والإيطالي بالناصرية والبولندي بالديوانية والأمريكي في جميع مدن الجنوب من كربلاء والنجف والكوفة والكوت والحلة وبغداد حتي ديالي وكركوك الأمر الذي يعتبر نصرا ساحقا للمقاومة العراقية العربية ، وانتصارا لوحدة الصف العراقي في مقابل المحاولات الأمريكية والإيرانية لبلقنة العراق وزرع بذور الحرب الأهلية .
كذلك عمل المحتل الأمريكي وعملاؤه جاهدين علي الوقيعة بين فصائل المقاومة لشغلها بالاقتتال فيما بينها وهنا يجب التذكير بإحدي الوقائع التي جرت بتاريخ 13 أبريل 2007 وتناقلتها وسائل الإعلام والذي حدث أن مسلحين ينتمون إلي الجيش الإسلامي ألقوا القبض علي عنصر مسلح ينتمي إلي فلول الجرزان العميل أحمد الجلبي، يقوم بإلصاق منشورات، باسم "دولة العراق الإسلامية"، تهاجم الجيش الإسلامي علي عدد من مساجد الفلوجة ، غير أن تطورا مهما قد حدث وضع حدا لمخططات الأمريكان وعملائهم ووجه صفعة قاسية لهذا المخطط التخريبي وتمثل في الإعلان عن توحيد معظم الفصائل المقاومة في العراق وغير أن الضربة القاصمة جاءت علي شكل إعلان 22 فصيلا للمقاومة العراقية توحدها تحت قيادة عليا وهي "القيادة العليا للجهاد والتحرير" وانتخب بالإجماع المجاهد عزت إبراهيم الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة قائداً أعلي لها ويتفق البرنامج السياسي للفصائل الموحدة علي اعتبار المقاومة هي الممثل الوحيد والشرعي لشعب العراق ومواصلة مقاومة المحتل حتي تحقيق الاستقلال التام ورفض أي دستور أو نظام حكم أو قانون أبرم في ظل الاحتلال.
وإذا ما أخذنا في الاعتبار أنه في مقابل التوحد الميمون لفصائل المقاومة فقد تفتت وتحلل تحالف الشر الدولي لاحتلال العراق تاركين بوش يواجه مصيرا مجهولا في بلاد الرافدين حيث تجمعت القوات البريطانية خارج البصرة استعدادا للانسحاب النهائي وأعلنت السلفادور تقليص وجودها العسكري بالعراق وذلك بعد يوم واحد من إعلان الدنمارك اكتمال انسحابها وتعد السلفادور آخر دولة أمريكية لاتينية ينتشر جنودها في العراق فقد انسحبت كل من الهندوراس ونيكاراجوا وجمهورية الدومينيكان سبقها في ذلك انسحاب أسبانيا وإيطاليا ، وبخلاف سقوط حلفاء بوش الأوربيين بدءا من أزنار في أسبانيا ومرورا ببرلسكوني الإيطالي وصولا إلي بلير البريطاني ، فقد أدت ضربات المقاومة القاصمة في العراق إلي هزيمة الحزب الجمهوري البوشي وخسارته أمام الديمقراطيين في انتخابات الكونجرس فضلا عن سقوط مقربيه من منظري الحرب من غربان الإدارة الأمريكية ابتداء بدوجلاس فيث" و"سكوت ليبي" و"ريتشارد بيرل" و"دونالد رامسفيلد" و"جون بولتون" بول وولفويتز و بورتر جروس مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذي كان من أهم المشاركين ببلورة الحرب علي العراق و سكوت ماكليلان المتحدث باسم الرئيس الأمريكي والناطق باسم البيت الأبيض البرتو جونزاليس حاكم ولاية تكساس سابقا ووزير العدل في الحكومة الأمريكية والمستشار القانوني للبيت الأبيض وكارل روف عقل بوش المدبر وأحد أهم المخططين الاستراتيجيين لإدارته وأقوي مستشار للرئيس للشؤون السياسية في تاريخ الولايات المتحدة و دان بارليت مستشار البيت الأبيض و جيدي كراوتش نائب مستشار الأمن القومي و روب بورتمان مدير ميزانية البيت الأبيض وهارييت مايرز كبير محامي البيت الأبيض وسارة تيلور المدير السياسي بالبيت الأبيض والمسئولة عن تحسين صورة امريكا وغيرهم ممن لا يتسع المقام لذكرهم .
وعلي المستوي الاقتصادي فبالرغم من أطماع وأوهام بوش بالسيطرة علي نفط العراق وتحقيق مكاسب اقتصادية عملاقة إلا أن هذا لم يتحقق البتة فمع توالي ضربات المقاومة وارتفاع حجم الخسائر الأمريكية قدر تقرير أمريكي أن كلفة حرب العراق تقدر بنحو 500 ألف دولار في الدقيقة الواحدة فيما قدر مكتب الإحصاء القومي الأمريكي أن تلك الحرب كانت سببا في ارتفاع معدلات الفقر داخل أمريكا بحيث أصبح 36.5 مليون شخص في الولايات المتحدة هم "فقراء" رسميا، وأكثر من ثلث هؤلاء هم من الأطفال فيما أكد تقرير جديد بعنوان "الصدمة والرعب يضربان الوطن" أعدته المؤسسة الأمريكية "أطباء من أجل مسئولية اجتماعية" أن كلفة علاج الجنود الأمريكيين تفوق نفقات الحرب بالعراق، ويفوق عدد المصابين من جنود الاحتلال بحسب قسم شئون المتطوعين وهو إدارة حكومية منفصلة عن وزارة الدفاع الأمريكية الـ 50 ألف مصاب.
إعلاميا حققت المقاومة العراقية انتصارات مذهلة ووجهت الضربة القاضية للإعلام الأمريكي الزائف بأن أفقدته مصداقيته وأظهرت حقيقة ما يتعرض له جيش الاحتلال في العراق من أهوال ، مما دفع بالشعب الأمريكي أن يتساءل أي نصر يتحدث عنه بوش ونحن نري جنودنا يحترقون داخل عرباتهم المدرعة وطائراتنا تتساقط كما الذباب، وقد تطور الخطاب الإعلامي للمقاومة بأن اتخذ في بدايته شكل بيانات ومنشورات تلصق علي جدران المدن العراقية، ثم أيقنت المقاومة أن الحرب ليست بندقية فقط ولكنها أيضا كاميرا تصور ما يحدث وتنقله كما هو، فعمدت إلي تصوير عملياتها الحية وبدأت بعض الفضائيات في بثها ضمن برامجها الإخبارية ، بل انطلقت قنوات فضائية متخصصة في بث ونشر أفلام وبيانات المقاومة العراقية كقناة الزوراء نموذجا، وجنبا إلي جنب دشنت المقاومة مئات المواقع علي شبكة الإنترنت بلغات مختلفة تحوي بيانات للمقاومة وأفلام فيديو التقطت بدقة وحرفية عالية تصور عمليات المقاومة وحصادها خلال كل شهر .وتنقسم العمليات بحسب تلك الأفلام إلي العبوات الناسفة التي تظهر الآليات الأمريكية تتطاير في الهواء بعد تفجيرها مختلطة بأجساد فلول الأمريكان ، والاشتباكات المباشرة والتي تظهر مدي جسارة وبطولات المجاهدين في الهجوم علي الفلول الأمريكية والعميلة وكذلك الراجمات والتي تصور آلاف الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدي فضلا عن قذائف الهاون تدك قواعد ومقرات المحتلين وتظهر ألسنة اللهب والدخان تتصاعد منها بعد ضربها ، وعمليات القنص التي تبرز مدي دقة ومهارة قناصي المقاومة في اصطياد جرذان الاحتلال من مسافات بعيدة تصل أحيانا إلي 200 متر إضافة إلي العمليات الاستشهادية واصطياد الطائرات ، والحقيقة أن إعلام المقاومة كان له الدور الأبرز فيما تشهده الولايات المتحدة من تظاهرات حاشدة تطالب بسحب قوات الاحتلال من العراق ، الأمر الذي يبرر الحرب الشرسة التي تشنها الاستخبارات الأمريكية ضد مواقع المقاومة علي الإنترنت.
وفي مقابل بداية أفول النجم والاستكبار الأمريكي في العالم وتأكيدات بانهيار الإمبراطورية الأمريكية علي خلفية المستنقع العراقي، أصبحت المقاومة العراقية الأب الروحي لكافة حركات المقاومة والتحرر الوطني في الوطن العربي والإسلامي والنبراس الذي يهتدي به المجاهدون وتكفي الإشارة إلي ما نشرته النيوزويك الأمريكية في فبراير الماضي من قيام قيادي في حركة طالبان بزيارة العراق للاطلاع علي أساليب المقاومة العراقية وتكتيكاتها الحربية في مواجهة المحتل، وأنه عاد إلي أفغانستان ليستنسخ ما تعلمه من استراتيجيات المقاومين المنتصرين في بلاد الرافدين.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
من الفوضى في العراق إلى التصعيد مع إيران
آلان غريش
لوموند ديبلوماتيك
بدأ البعض بالحديث عن حرب عالمية ثالثة قائمة بالفعل. منذ أحداث 11 أيلول ، لم يتوقف الرئيس الأميركي عن اختيار خصم جديد مع تبديل الأسماء ونوعية التهديد: القاعدة ، محور الشر ، أسلحة الدمار الشامل ، الإسلام المتطرف وأخيرا إيران ، وما تمثله تصريحات نجاد من تهديد قائم.

يقول نيكولاس بيرنز ، نائب وزيرة الخارجية الأميركية ، "مشكلتنا مع إيران لا تقتصر على الحكومة ، بل تشمل الدور المحتمل لإيران في الشرق الأوسط الذي يأتي في مقدمة الأولويات بالنسبة لواشنطن. نعتقد أن إيران تمثل تهديدا للأجيال القادمة ، وسيكون الملف الإيراني في صدارة الإهتمامات الخارجية الأميركية من الآن وحتى العام 2010 ، بل وحتى العام 2012 أو 2020".

بعيدا عن كونها مصدرا للبترول ، هل تمثل إيران حقا هذا الحجم من التهديد للولايات المتحدة؟ من ملاحظة ما أنفق خلال السنوات الأخيرة لتطوير الترسانة الحربية الإيرانية قد نرجح ذلك ، لكنها لن ترقى بأي حال إلى التفوق العسكري الذي تتمتع به أميركا. من المسؤول الحقيقي إذن عن تعاظم الدور الإيراني في المنطقة بعد غزو العراق؟ أميركا لم تفهم حقيقة البعد الذي تمثله التبعية الدينية لدى الشيعة ، آية الله أو رجل دين واحد قد يوحد الشيعة في كل من العراق ولبنان وإيران وسوريا ضمن مبدأ "ولاية الفقيه" ، وقد يقلب المعطيات لدى الولايات المتحدة ، ومن حسن حظ أميركا أن ذلك لم يتحقق ، على الأقل حتى الساعة.

التقارير الأميركية منذ العام 1990 تشير إلى مقدرة إيران على امتلاك سلاح نووي خلال أعوام قليلة. تقارير أخرى كذبت هذا الإدعاء خلال الأعوام 1991 1995و 2000و لكن الملف النووي بات أكثر وضوحا اليوم ولا يمكن إنكاره. برغم ذلك ، وعدا التقارير الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول "عدم شفافية الملف النووي الإيراني" ، لا وجود لأي دليل مباشر على امتلاك طهران قنبلة نووية.

لكن لو افترضنا أن إيران تملك فعلا السلاح النووي فماذا ستكون النتائج؟ السؤال أجاب عنه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في إحدى المقابلات المتلفزة قائلا: "إلى أين سترسل إيران قنبلتها النووية المفترضة؟ إلى إسرائيل؟ تعرفون جيدا بأن أي صاروخ نووي لن يتجاوز مدى 200 كلم حتى يتم إسقاطه داخل إيران نفسها ، ولن يرى حدودا دولة أخرى. من هذا المنطلق فقط علينا أن نخاطب طهران".

تبعا لشيراك ، فإن "المشكلة لا تكمن في الطموح النووي الإيران فحسب ، بل بطموح دول المنطقة لتقليد التجربة الإيرانية. نعرف جيدا أن الشرق الأوسط لا ينقصه تصعيد مماثل. لكن دعونا لا ننسى أن إسرائيل كانت أول من أدخل السلاح النووي إلى المنطقة".

أميركا تحاول حاليا دعم الأقليات والمذاهب العرقية ، وحتى مد فكر القاعدة داخل إيران ، على غرار التجربة العراقية. وفي الوقت الذي صنفت فيه واشنطن حزب العمال الكردستاني التركي ضمن "قائمة المجموعات الإرهابية" ، أستقبلت الولايات المتحدة رحمن حاج أحمدي ، أمين عام حزب "الحرية لكردستان" ، وهي منظمة شقيقة لحزب العمال في إيران ، "لبحث سبل التنسيق مع واشنطن". مفارقة ليست بالجديدة على السياسة الخارجية الأميركية.

داني أيالون ، السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة ، رد على سؤال حول إمكانية قيام بوش بضرب إيران قائلا: "يجب أن تعرفوا بوش جيدا ، لقد كنت مقربا منه لوقت طويل ، من يعرفونه مثلي ، يعرفون عنه الحزم في القرارات.

بالنسبة لوش ، فإن وجود سلاح نووي بأيدي آيات الله غير ممكن البتة ويمثل تهديدا للعالم ، لذلك ، لن يترك فرصة لأي احتمال مماثل".

كلمات قليلة قد تقرب الصورة وترسم الإجراءات المستقبلية المحتملة للإدارة الأميركية لما تبقى من ولاية بوش ، الغارقة في الفوضى في العراق ، والراغبة بالتصعيد مع إيران

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
"أنا بوليس".. رهان بوش.. الأخير

محمد أبو الحديد
الجمهورية

في أواخر سبتمبر الماضي. أصدر الصحفي الأمريكي "روبرت درابر" كتاباً عن رئاسة جورج بوش لأمريكا بعنوان: ¢Dead Certain" من 465 صفحة بعد أن عقد ست جلسات استماع مع الرئيس. وحصل علي العديد من الوثائق من البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية.
في الصفحة 419 من هذا الكتاب. وعندي نسخة منه. يكشف المؤلف أن الرئيس بوش كان يركز علي أن شهري أكتوبر ونوفمبر 2007 سوف يكونان حاسمين. ويمثلان نقطة تحول.
الرئيس بوش قال ذلك طبقاً لما سجله المؤلف في فبراير الماضي. في مناسبتين علي الأقل.. وينقل المؤلف عن بوش قوله بالنص:
الآن.. أنا رجل أكتوبر ونوفمبر:
Now I'm an October - November man
وقوله في مناسبة أخري:
أنا ألعب علي أكتوبر ونوفمبر
I'm Playing for October - November
وقد فسر المؤلف ذلك بأن بوش يتحدث عن العراق. فقد كان قد أعلن في يناير 2007 عن استراتيجيته الجديدة هناك عقب صدور تقرير لجنة "بيكر هاملتون" الشهيرة وكان المقرر أن يتلقي الكونجرس الأمريكي تقريراً ميدانياً عن العراق في سبتمبر 2007 يوضح ما حققته هذه الاستراتيجية الجديدة من تقدم في العملية السياسية في العراق وفي المجال الأمني.
ولذلك كان بوش وفق رؤية المؤلف في ذلك الوقت يركز علي أن أكتوبر ونوفمبر علي ضوء النجاح الذي توقعه لاستراتيجيته الجديدة سوف يكونان نقطة تحول. لأن هذا النجاح سيشجع الكونجرس علي إقرار الاعتمادات المالية الإضافية التي طلبها بوش لتغطية تكاليف الحرب.
الآن.. يبدو أن بوش لم يكن يقصد العراق.. بل يقصد الشرق الأوسط كله.. والصراع العربي الإسرائيلي بصفة خاصة.
فربما كان بوش يفكر في أن التقدم الذي ستحرزه استراتيجيته الجديدة في العراق. سوف يتيح له أن يتحول إلي جبهة أخري هي مشكلة الشرق الأوسط وتسوية القضية الفلسطينية.
هذا يظهر من اجتماع "أنا بوليس" للسلام الذي بدأ أول أمس الثلاثاء في أمريكا برعاية الرئيس بوش. وحضور محمود عباس وإيهود أولمرت. ووزراء خارجية أو ممثلي 40 دولة. من بينها 16 دولة عربية علي رأسها مصر والسعودية.
ربما لم تكن صورة هذا الاجتماع. بالشكل الذي عقد به. واضحة في ذهن بوش في فبراير الماضي عندما كان يراهن علي "تحول" سيحدث في أكتوبر ونوفمبر.. بدليل أنه حتي أسابيع قليلة قبل انعقاد الاجتماع. لم تكن الصورة واضحة. ولا جدول الأعمال محدداً أو معلنا علي الأقل.
لكن المؤكد أيضاً. أن اجتماعاً بهذا الحجم وبذلك الهدف. وهو إطلاق مفاوضات الحل النهائي بين الفلسطينيين وإسرائيل. لم يكن وليد اللحظة. أو غائباً عن أجندة الرئيس وهو يؤكد في كل مناسبة التزامه برؤية أو حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية في الشرق الأوسط.
تركيبة الدول التي دعيت للاجتماع مخططة وليست عشوائية. وتشير إلي أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ستشمل كل القضايا.. فهناك دول مهمتها تقديم التسهيلات السياسية من واقع قربها من الفلسطينيين أو الإسرائيليين.. ودول مانحة لتمويل أية التزامات مالية يتطلبها أي اتفاق بين الجانبين.. ودول مستقبلة للمهاجرين أو اللاجئين.. إلي آخره.
هل يصدق بوش؟! ولو صدق.. هل تساعده الأطراف علي المضي في رهانه الأخير قبل أن يغادر البيت الأبيض في يناير 2009؟!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
طائفيون .. و.. قتلة .. اغتيال الاعلام العراقي

داود البصري
السياسة الكويت
النظر عن الاختلاف في الرؤى والتصورات وحتى الاهداف, وبرغم الخلافات المنهجية والسياسية التي قد تصل لحد الصدام الفكري طبعا, فان المرء لا يسعه الا ان يرفض ويستنكر ويقاتل ضد كل الجماعات والعصابات التي تعمل على اغتيال الكلمة, وتصفي الحسابات والخلافات بطرق ارهابية مجرمة لا يستطيع اي احد الدفاع عنها ولا تبريرها, والجريمة البشعة التي طالت ابرياء واطفالا ونساء من عائلة الصحافي والاعلامي العراقي السيد ضياء الكواز قبل ايام في بغداد هي من طراز الجرائم الارهابية الكبرى التي تحدث امام عيون السلطة العاجزة وتتحدى خطتها الامنية, وتشكل فشلا حقيقيا لاهل الداخلية والدفاع والامن الوطني بعد ان تحول الانسان العراقي لارخص راسمال, واننا حقيقة لا نفهم كيف تحدث كل هذه التصفيات المافيوزية المرعبة والتي تدل على جبن وخسة ونذالة لا حدود لها بينما قوات السلطة عاجزة عن الفعل والكلام, لا نفهم كيف تتم تصفية عوائل باكملها بجريرة افراد منها لا تتحمل تلك العوائل اي مسؤولية عما يفعلون, ولا ادري اي خلق واي دين يتبع اولئك القتلة, ولا ادري بعد ذلك على اي فتوى يتكئون حينما ياخذون البريء بجريرة المذنب ان كان هنالك مذنب اصلا, وجريمة القتل الوحشية تلك والتي ترقى لجرائم الابادة البشرية ليست فريدة من نوعها في ليالي بغداد الطويلة والموحشة بل انها امتداد متواصل لانفلات العصابات الطائفية من عقالها, وهي تعبير اصيل عن حالة التخلف الشامل التي تعصف بالعراق والتي اوصلت المجرمين والطائفيين لسدة السلطة بعد ان سقط المجرمون البعثيون تحت الاحذية الاميركية والتي للاسف استبدلت عصابات منتهية صلاحيتها بعصابات مستحدثة لا تقل شراسة ولا اجرامية عن سابقتها, فالعناصر هي نفسها ولكن الثقافة الفاشية هي التي تبدلت, فمن ثقافة قومية بعثية بائسة لثقافة طائفية عدمية خرافية وموغلة في اجراميتها واحقادها التي لا علاقة لها باي مذهب ولا ملة ولا دين .
سياسة القتل بالجملة
الغريب انه منذ حوالي عام مضى حدثت جريمة قتل شاملة مشابهة لما حدث ضد عائلة ضياء الكواز, ففي ذلك الخريف البغدادي من العام الماضي هاجمت عصابة مسلحة باسلحة اوتوماتيكية مزودة بكواتم للصوت مقر قناة الشعبية الفضائية المدعومة من ليبيا في بغداد وتم قتل 11 انسانا كان من بينهم امين عام حزب العدالة والتنمية المرحوم عبد الرحيم النصر الله, وتمت الجريمة بدم بارد ودون مساءلة قانونية ولا معلومات رسمية ولا اي شيء يوحي بان الدولة العراقية كانت حاضرة او حتى على استعداد لتحمل مسؤوليتها القانونية والاخلاقية!! وذهبت دماء المغدورين هدرا وضاعت مع تدفق شلالات الدماء العراقية والبغدادية ومع مجازر القتل بالجملة في منطقة النجف مثلا وحيث سقط مئات من القتلى المدنيين بذريعة انهم من جماعة ما كان يسمى بجماعة ( جند السماء ) التي كان يراسها ضياء عبد الزهرة الكرعاوي, وكالعادة صمتت حكومة حزب الدعوة وشركاه وفشلت في ان تكون حامية وضامنة لحياة العراقيين, ويقال ان من وقف خلف تلك الاغتيالات في بغداد هو تنظيم فيلق بدر التابع للحكيم ! كما تقال اتهامات اخرى في ظل صمت حكومي قاتل, ولكن من يجرؤ على حمل السلاح والتنقل بحرية واختيار الهدف في زمن الخطة الامنية, وما يلفت النظر هو ان التهديدات التي كانت بعض البيانات الغامضة تطلقها ضد بعض الاعلاميين العراقيين قد بدات صفحات تنفيذها الميدانية من دون وجل وضحايا رجال الصحافة والاعلام في العراق قد بلغت رقما فلكيا ولكن ان يتم استبدال الاهداف المرصودة باهداف بديلة تتمثل في النساء والاطفال فتلك جريمة مضاعفة تحكم على حكومة الفشل المالكية التحرك لمنع المزيد من التدهور وان كنا نشك اصلا بقدرة هذه الحكومة على القيام باي شيء لكونها اثبتت فشلها التاريخي ولكون العصابات الطائفية تنبع من داخلها وليس من الخارج, فاعتيال الاعلام العراقي هو اغتيال للعقل والابداع العراقي, وهو الهدف النهائي للعصابات الطائفية المتخلفة العميلة.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
الثرثرة بحماقة... ونفقات حرب العراق
روبرت شير
ذي نيشن
ما الذي يمكن أن تحصل عليه بترليون دولار؟ أو يمكن لنا أن نجعلها 1,6 ترليون إذا ما أخذنا تكلفة حرب العراق وافغانستان ، كما جرت جدولتها من جانب أعضاء اللجنة الاقتصادية المشتركة في الكونغرس. أو هي 3,5 ترليون دولار ، الرقم الذي أشار إليه رون بول ، الذي تثير مخاوفه من التكلفة الحقيقية للحرب خجل القادة الديمقراطيين ، الذين يثرثرون بحماقة حول البرامج الداخلية المطلوبة التي لن تمول بسبب الديون الحكومية المتعلقة بالحرب؟

نظرا لأن ميزانية الدفاع قد تضاعفت الآن عما كانت عليه أيام الرئيس بوش الأب ، الذي كان رئيسا في فترة نهاية الحرب الباردة - ورغم أننا لا نملك عدوا صعبا يلوح في الأفق - فإن عليك أن تتساءل كيف تمكن هذا الرئيس من تجاوز مستوى النفقات أيام الحرب الباردة. ما الذي حصل عليه مقابل الترليون الذي بدده؟ لا شيء ، عندما يتعلق الأمر بالإمساك بأسامة بن لادن ، وجلب الديمقراطية للعراق ، أو منع أسعار النفط من أن تتضاعف ثلاث مرات لإثراء آيات الله في إيران في الوقت الذي توقع فيه الاقتصاد الأميركي في حالة من الفوضى.

هذه الأموال كان يمكن أن تنفق في الكثير من الأشياء هنا في الوطن. وكما أشار المحترم بول ، فيما يتعلق بكلفة حرب العراق ، فإنه يمكن لنا أن نقدم لكل عائلة مكونة من أربع افراد شيكا قيمته 46 الف دولار - وهو مبلغ يفوق متوسط الدخل البالغ 43 ألف دولار في تكساس. وهو يتساءل: "ماذا عن تأثير هذه التكلفة على التعليم ، وهو بالتحديد الشيء الذي يمكن أن يساعد في زيادة الأجور؟ 46 ألف دولار يمكن أن تغطي تسعين بالمئة من الرسوم المطلوبة على مدى اربع سنوات في الجامعات الحكومية في تكساس لولدين من أبناء العائلة المكونة من اربعة أفراد. لكن بدلا من إرسال الأولاد إلى الجامعات ، فنحن غالبا ما نرسلهم إلى العراق ، حيث أفضل الأخبار منذ فترة طويلة هي أن (المتمردين) لا يقتلون جنودنا بالسرعة التي كانوا يقتلونهم بها الشهر الماضي".

كثير هو الإحباط الذي جعل جمهوريا يؤمن بحرية الآخرين بالتفكير يقوم بتذكير المرشحين الديمقراطيين الرئيسيين بالتكلفة المذهلة للحرب التي صوت معظم الديمقراطيون في الكونغرس لصالحها. لكنهم ليسوا بحاجة لأن يأخذوا بكلام بول للقيام بذلك: ففي الأسبوع الماضي ، خرجت أغلبية اعضاء اللجنة الاقتصادية المشتركة في الكونغرس بالتقدير المذهل ذاته لكلفة هذه الحرب على المدى الطويل.

لقد اعترض البيت الأبيض على النهج الذي اتبعته اللجنة الاقتصادية المشتركة في حساب الكلفة الحقيقية لحروبنا في بلدين أجنبيين ، ذلك أن الديمقراطيين في الأغلبية كانت لديهم الجرأة على تضمين حساباتهم تكلفة رعاية الجنود الجرحى على المدى الطويل ، والفوائد التي يجب أن تدفع على القرض الذي يمول الحرب. بالطبع يتعين أن تأخذ بالحسبان الديون الإضافية التي تزداد على يد الإدارة ، التي بدلا من أن ترفع الضرائب لتمويل الحرب تخفضها بالاعتماد على الشيوعيين الصينيين وغيرهم من الأجانب الذين ندين لهم بمبالغ كبيرة.

وكما ورد في تقرير اللجنة الاقتصادية المشتركة ، الذي أعده طاقم المهنيين في اللجنة ، فإن "حوالي عشرة بالمئة من المجموع الكلي لفوائد دفعات الحكومة الفيدرالية في العام 2008 سوف تتألف من دفعات على دين العراق الذي تراكم حتى الآن".

على أي حال ، وحتى لو أخذت الرقم 804 بليون دولار الذي طالبت به الإدارة في السنوات الخمس الماضية ، وتجاهلت كل التكلفة على المدى الطويل مثل خدمة الدين ، فإننا لا نتحدث عن تغيير أحمق هنا. مثلا ، لقد طالب بوش بمبلغ 196 مليار دولار إضافية كمساعدة تكميلية لحروبه ، وهي اكثر بستين مليون دولار من المجموع الكلي الذي أنفقته حكومة الولايات المتحدة العام الماضي على ترميم البنية التحتية ، وعلى البرامج الصحية ، والمساعدة في الرسوم الجامعية ، وفي المساعدة في برنامج التأمين الصحي للأطفال.

فيما يتعلق بتغطية غير المؤمنين صحيا ، يجب أن يكون واضحا بالنسبة لهؤلاء الذين يقولون بأننا (وحدنا من بين كل الدول الصناعية) لا نستطيع احتمال كلفة التأمين ، أنه كان يمكن تغطية تأمين الأميركيين غير المؤمن عليهم ، والبالغ عددهم 47 مليون ، على مدى السنوات الست الماضية بما تكلفنا إياه حرب العراق.

كيف حدث أن هذا الخيار - الحرب في العراق أو التغطية الصحية لكل الأميركيين - لم يطرح أبدا على الشعب الأميركي ، لا من جانب الديمقراطيين ولا الجمهوريين الذين صوتوا لصالح تلك الحرب وواصلوا تمويلها؟

هؤلاء الذين يحتفلون الآن بما يفترض أنه نجاح حققته زيادة عدد القوات ، كما أشار لذلك تقرير اللجنة الاقتصادية المشتركة ، لا بد وأنهم لاحظوا أن "الاحتفاظ بمستوى القوات ذاته بعد الزيادة للسنوات العشر القادمة سوف تنتج عنه تكلفة يمكن أن تصل إلى 4,5 ترليون دولار".

وحتى تواجه مرشحة الديمقراطيين الرئيسية هذا الخلل الذي يتعذر إصلاحه ، والذي سوف يلحق بالبرامج الاجتماعية التي نحن بحاجة إليها في العقود القادمة ، والذي يقع تحت بند النفقات الطارئة الذي تدعمه ، فإنني سوف أظل أحيي عضو الحزب الجمهوري الحر ، فهو على الأقل لن يرمي المزيد من الأموال في جحر فئران في الخارج.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
بعد عودة العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة والمستويات..
من المسؤول عن منع الفن العراقي في الكويت؟
صالح الدويخ
القبس الكويت
سؤال محير وغريب في الوقت نفسه 'لماذا لم تعد العلاقات الفنية بين الكويت والعراق في حين عادت على الصعيد السياسي والاقتصادي وأيضا الرياضي؟!' حاولنا إقناع أنفسنا بالكثير من المبررات لكن لم تكن مجدية حيث وصلنا الى أبواب مغلقة، لذا ارتأينا أن نطرح هذا الموضوع على أصحاب الأختصاص لعلنا نجد لديهم إرضاء فضولنا، ولمعرفة صاحب القرار والمسؤول عن عودة هذا المجال بين البلدين وتفعيله فكانت ردود الأفعال التالية:
استغرب المدير العام لقناة الراي يوسف الجلاهمة مثل هذه القرارات موضحا أن ألبومات المطربين العراقيين تطرح في الأسواق الكويتية في حين يتم منعهم من الدخول وإحياء الحفلات، مؤكدا أن هناك الكثير من العراقيين الذين تضرروا من الغزو كحال الكويتيين وقال:
يجب أن تكون هناك رؤية صادقة بعدم اتخاذ المواقف ازاء الفنانين الا لمن أساء الى الكويت، لأن الحياة مستمرة والكويت والعراق سيبقيان والجميع سيرحل ولا ننسى أن الكثير من الفنانين والأدباء والمفكرين واللاعبين في العراق قد هاجروا وفروا من طغيان النظام البائد وليس لهم ذنب لا من قريب ولا من بعيد ولذلك فإن الموضوع يحتاج الى قرار جاد يصب في مصلحة الجميع.
تناقض
مدير إذاعة المارينا اف ام طلال الياقوت ذكر أن المحطة تسير جنبا الى جنب بكل ما تقره وزارة الإعلام وقال:
إن الغريب في اثارة هذا الجانب حاليا له ما يبرره خصوصا أن أكثر المطربين الكويتيين اتجهوا الى الألحان والكلمات العراقية بمباركة الجمهور الذي يطلب هذا النوع من الأغاني، كما أن وزارة الإعلام قامت بترخيص طرح ألبومات المطربين العراقيين من دون أي موانع في الوقت نفسه تمنع إذاعتها في المحطات الكويتية وياريت أن هناك قرارا واحدا صريحا والكل يعرف أن محطة المارينا أف أم تحاول إرضاء جميع الشرائح وعليه نحن بانتظار الإفراج عن الأغنية العراقية في الوقت الذي عادت العلاقات في المجالات الأخرى، وفي ختام حديث الياقوت قال متسائلا ما الألية التي تسير عليها وزارة الإعلام حول تصريح الدخول لبعض المطربين العراقيين في الوقت الماضي حيث أحيوا العديد من الحفلات.
قبول
تأكيدا لهذا التناقض الغريب من وزارة الإعلام أكد قناص العدواني مدير إدارة المصنفات في قطاع المطبوعات:
أن الأغاني العراقية مرخصة وموزعة في جميع أنحاء الكويت باستثناء بعض الأغنيات التي كانت تمجد النظام العراقي السابق وفق الضوابط المتفق عليها في آلية عمل الوزارة، مشيرا الى أن الأغنية العراقية لها قبول كبير من الكويتيين.
مبادرة
فيما رأى الإعلامي بدر المضف أنه من الممكن أن تكون الانطلاقة بمبادرة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من خلال إحياء حفلات عراقية في بعض المهرجانات التي تقام في كل عام ضمن أنشطة المجلس لما يتميز به الغناء العراقي من تنوع المقامات فيه، وأضاف:
إن الكويت قادرة على احتواء الجميع من دون أستثناء بدليل أنها الأولى التي سجلت لمجموعة من الفنانين العراقيين في السابق أمثال ناظم الغزالي وياس خضر وحضيري بو عزيز وغيرهم وتم توزيعها على جميع القنوات الخليجية، وأضاف المضف إن الأجواء حاليا غير مهيأة بحسب الظروف التي تمر بها المنطقة ككل.
هاجم المضف رجال الإعلام حول معالجة هذه القضية وقال:
لم أجد إعلاميا حقيقيا في وزارة الإعلام يولي اهتمامه لتبني حل معضلة هذه الفئة من الناس ولو كان بشكل تدريجي احتراما لشهداء الكويت وأسراها على رغم مرور سنوات طويلة على الغزو وعودة العلاقات مع أهل العراق على جميع الأصعدة من دون الفن، وقال المضف أيضا كيف نريد لوزارة الأعلام حل هذا الأمر في الوقت الذي تخلت فيه عن أبنائها من المبدعين؟
فواكه
من ناحيته قال الإعلامي بدر بورسلي:
إن عودة العلاقات مع العراق في غير المجال الفني أمر يخص الدولة أما الفن فيعد اجتهادات فردية لفنان معين قد يحاول إحياء حفلة في الكويت أو التواجد في القنوات الإعلامية الخاصة بها، لان جراح الكويتيين لم تلتئم حتى الأن بعد أن فقدوا أبناءهم كشهداء وأسرى، وأرى أن القنوات الفضائية الأخرى غير مقصرة في هذا الأمر حيث عرضت جميع الأغاني العراقية في مختلف الفواكه من البرتقالة وحتى الطرثوث (الفقع).
بينما أكدت الكاتبة والمنتجة وصاحبة قناة سكوب تي في فجر السعيد:
أن ما يتم إقراره في مصير الأغنية العراقية سواء في المقدمات الغنائية للأعمال الدرامية أو تواجد الفنان العراقي في الحفلات الرسمية هي سياسة أفراد وليست قرارات دولة، والا ما تفسير عودة العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة ما عدا الغناء والتمثيل، ونحتاج إلى قرار وزير الإعلام في هذا الوقت لأنني في يوم من الأيام قدمت عملا كمنتج منفذ بعنوان 'جرح الزمن' عام 2002 وكان الوزير آنذاك الشيخ أحمد فهد الأحمد وكانت المقدمة الغنائية للعمل بصوت الفنانة العراقية رباب ولم يحدث أي مكروه في الدنيا.
غباء
وبدورها أشارت رئيسة القسم الفني في جريدة الراي الإعلامية ليلى أحمد إلى أن موقف الإعلام أمام هذا الموضوع غبي:
نحن نعيش في هذا القرن وضد حضارة كبيرة عصفت بها الكثير من الحروب بسبب السياسات الخاطئة من الذين تسيدوها في فترات مختلفة، ولكن يبقى العراق هو الشقيق والجار وتجمعنا بشعبه صلة الأرحام بدليل عودة العلاقات سياسيا وهذا بحد ذاته مؤشر لعودة الحياة كما كانت وأن لا نعيش في حالة تعصب غير مدروس حتى يتم منع الكتب للأدباء العراقيين وتغييب الأعمال الدرامية لهم ومنع الفنان العراقي من إحياء الحفلات في المهرجانات الرسمية.
وأضافت متسائلة: من تجامل وزارة الإعلام في هذه القضية؟ وعلى حساب من؟
انفتاح فضائي
وفي هذا الصدد أيد الملحن يوسف المهنا القرار حيث قال:
أغلبية الأغاني العراقية متواجدة وبقوة بفضل الانفتاح الفضائي رغم أنني على يقين أن لوزارة الإعلام نظرة لم تكن في هذا الأصرار الا لأسباب مبررة، وفي رأيي الشخصي أن تتم معالجة الموضوع بوضع القوائم الخاصة بالفنانين من الممثلين والمطربين سواء من الذين أساؤوا إلى الكويت أو من ليست لهم صلة في ذلك لاتخاذ الإجراء الصائب في عملية الفرز بين المحسن والمسيء فيما يخص دخولهم الى البلاد وممارسة أعمالهم الفنية بكل حرية واستبعاد من ترى فيهم الإخلال الأمني والفني أيضا.
إبهام
الكاتب والمنتج عبدالعزيز الطوالة أشار إلى أنه ليس أول منتج يتعامل مع مطرب عراقي في غناء المقدمات الغنائية حيث غنى الفنان حاتم العراقي مقدمة مسلسل 'بين الهدب دمعة' كأي مطرب عربي يغني لعمل عربي، وقال:
نحن ننتمي إلى الوطن العربي ولكل منا حضارته وثقله في المنطقة، ولا أعرف حقيقة رفض وزارة الإعلام غناء الفنان العراقي للأعمال الدرامية ولا يوجد ما يبرر هذه القرارات خصوصا أن أغلبية المطربين هربوا من بطش النظام السابق وعانوا كحال إخوانهم في الكويت.
صدمة
أما الفنان حاتم العراقي فبدأ حديثه قائلا:
بكيت بأعلى صوتي حين عرض مسلسل الأصيل على تلفزيون الكويت وبمقدمة غنائية بغير صوتي، حيث سهرت الليالي للتحضير لها وكنت سعيدا لأن تعرض على الفضائية الكويتية ولكن اصبت بصدمة وخيبة أمل كبيرة، وكم أتمنى أن أكون بين أهلي وأصدقائي في الكويت والعمل معهم لأننا في النهاية لم نقترف أي ذنب كفنانين وعانينا الأمرين معا في أيام الغزو على الكويت بسبب شخص واحد وأتمنى أن تزال هذه الحواجز فيما بيننا قريبا إن شاء الله.

دخلوا وخرجوا

منذ تحرير الكويت من براثن العدوان وحتى هذه اللحظة دخل العديد من المطربين والملحنين والشعراء العراقيين وأحيوا العديد من الحفلات الخاصة ومنهم: ياس خضر وحسين نعمة وفؤاد سالم وسلامة الفراتي ومحمد عبدالجبار وكريم منصور وصباح اللامي وحسين غزال وأمل البغدادي وعلي محمود، ومن الشعراء خضير هادي وعباس كيكان وعزيز الرسام، ومن الملحنين نامق أديب وطالب القارقولي وسلامة الفراتي.

للتذكير فقط !!

في تاريخ 22 / 1 / 2004 أقيم حفل غنائي عراقي في الكويت وتحديدا في فندق جي دبليو ماريوت أحياه الفنان فؤاد سالم حيث غنى المقامات العراقية وذلك على هامش المؤتمر الخاص بإعمار العراق وحضره جمع غفير من رجال الأعمال من جميع أنحاء دول العالم.

عقليات

قال الفنان العراقي ماجد المهندس:
حرام أن تصل بعض العقليات في الكويت الى هذا المستوى في اتخاذ القرارات المجحفة في حق الفنان العراقي الذي تساوى بالعذاب والقتل مع شقيقه الكويتي إبان الغزو الصدامي على الحبيبة والجارة الكويت وهم جديرون بالتمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ، وصدمت حين حذفت المقدمة الغنائية التي كانت بصوتي لمسلسل 'نعم ولا' من غير سبب مقنع وما ذنبي وذنب زملائي بما اقترفه صدام حسين وزمرته في حق الشعب الكويتي الذي يعد الجزء الأكبر من قاعدتي الجماهيرية في كل حفل أحييه في العالم، كما أن علاقتي بالفنانين الكويتيين العمالقة أمثال عبدالله الرويشد ونوال ونبيل شعيل رائعة وأخوية لا يمكن أن تعوض بثمن وفي المقابل مازلنا محاربين من بعض الأشخاص في الكويت مع غياب القرار الواضح بما يخص منعنا من دخول الكويت واللقاء مع أهلها، متمنين كسر هذا الحاجز ولا نريد دفع فاتورة أفعال صدام على حساب الفنان العراقي والشعب العراقي ككل.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
تحرير أميركا

احمد عمرابي
البيان الامارات

هل يوجد في الولايات المتحدة ما يمكن أن نطلق عليه «الوطنية الأميركية»؟

بمعنى: هل هناك نخبة أميركية تعتنق عقيدة بأن تحرك الولايات المتحدة ينبغي أن ينبع من المصالح الوطنية الحقيقية للشعب الأميركي وليس من اعتبارات أمن إسرائيل ومصالح الحركة اليهودية الصهيونية العالمية؟

هذا السؤال أصبح الآن مثار جدل متنام في قسم من الصحافة الأميركية والصحافة اللندنية.

أحدث مقالة في هذا الصدد كتبها أكاديمي أميركي ونشرت في صحيفة «فاينانشيال تايمز» النخبوية البريطانية هو البروفيسور أناتول لايفين.

السؤال المحوري الذي يطرحه الكاتب هو: لماذا تعزف الولايات المتحدة عبر الرئاسات المتعاقبة في واشنطن عن ممارسة ضغوط على إسرائيل لحملها على تليين تصلبها وعنادها نحو تقبل تسوية سلمية عادلة تسمح للفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة؟


وفي سياق هذا التساؤل يلاحظ البروفيسور لايفين انه حتى الآن فإن فكرة أن الولايات المتحدة تقوم بدور وسيط نزيه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي «تعتبر إهانة لذكاء البشر». ومن ناحية أخرى، يضيف الكاتب، فإن استمرار الولايات المتحدة كمؤيد وداعم لإسرائيل بلا حساب يجعل الدولة الإسرائيلية في موقف الأقوى على الدوام.


ويعيد الكاتب طرح السؤال المذكور بصيغة مباشرة: هل الولايات المتحدة على استعداد للتوجه نحو ممارسة ضغط على إسرائيل؟


وإذ لا يقدم البروفيسور إجابة مباشرة فإنه يوجه انتباهنا إلى كتابين صدرا مؤخراً في الولايات المتحدة قائلاً: إنهما يعرضان صورة غير مشجعة.


الكتاب الأول من تأليف أستاذين أكاديميين هما جون ميرشايمر وستيفن والت وعنوانه «اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية». والكتاب الثاني من تأليف كاتبة بريطانية هي فيكتوريا كلارك بعنوان «صعود الصهيونية المسيحية» وتتحدث فيه الكاتبة عن أنصار إسرائيل من الأصوليين المسيحيين.


ويعلق البروفيسور لايفين قائلاً: إن ما يلفت الانتباه بالدرجة الأولى بالنسبة إلى الكتاب الأول هو مقدار الشجاعة التي دفعت المؤلفين إلى كتابته. وما نفهمه من هذا التعليق أن الكاتبين ركبا مخاطرة جسيمة بأن الكتاب قد يؤلب عليهما الحركة اليهودية الصهيونية لدفعهما بتهمة «معاداة السامية».


ثم يضيف الكاتب قائلاً: إن ارتضاء الكاتبين دخول هذه المخاطرة يبعث أملاً بحض المزيد من الصحافيين والمثقفين الأميركيين على فتح نقاش ديمقراطي حول الدعم الأميركي لإسرائيل.


الكتاب الثاني لا يتحدث فقط عن تأييد بعض الأميركيين (الأصوليين المسيحيين) لأشد القوى تطرفاً في المجتمع الإسرائيلي وإنما يثير أيضاً قضية الديمقراطية داخل أميركا من حيث إن «جماعات» معينة تهدد حرية التعبير بممارسة الإرهاب الفكري ضد منتقدي إسرائيل.


وفي هذا الصدد، تقول الكاتبة، إن الكثيرين من «الصهاينة المسيحيين» يستغلون حججاً من «التوراة» لتبرير التطهير العرقي وعمليات الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. ما المخرج؟

لبروفيسور لايفين يعود بنا هنا إلى «الإرهاب الإسلامي» كمهدد للأمن القومي الأميركي مستخلصاً الآتي:

إذا كانت «الوطنية الأميركية» حريصة فعلاً على المصالح والأرواح الأميركية، وترى أنها معرضة لخطر من التطرف الإسلامي فإن من الجنون إعطاء هذا الخطر مبرراً عن طريق مواصلة دعم إسرائيل ضد الفلسطينيين على حساب المصالح القومية للشعب الأميركي.

من هنا يتساءل الكاتب أخيراً: لماذا وقعت هجمات سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن؟ ألم يكن الأجدر بنا البحث عن السبب الجذري ومعالجته قبل شن حرب عالمية على «الإرهاب»؟

ويبقى السؤال الأخير الذي لم يطرحه المؤلف صراحة: متى تتحرر الولايات المتحدة من النفوذ الإسرائيلي؟


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13

...هل يتصدّع «الهلال»؟
: حسان حيدر
الحياة

من المبكر بالتأكيد اعتبار بعض الاشارات الايجابية الصادرة عن سورية تجاه المجتمع الدولي بداية تغيير في سياسة دمشق واستراتيجيتها، كما من المبكر اعتبار أن بعض التباينات بين مواقف سورية وايران من ملفات المنطقة، بما فيها لبنان، يمكن ان يصل في اللحظة السياسية الراهنة ومعطياتها الى فك ارتباط بين الحليفين اللصيقين. لكن ثمة ما يوحي بأن مسيرة طويلة لـ «استعادة» سورية الى الصف العربي بدأت ولو من دون نتائج مضمونة حتى الآن، بسبب من خيبات سابقة لا تزال طرية في الذاكرة.

فسورية تجاوبت على حد قولها مع المبادرة الفرنسية لمساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد، وساهمت في إقناع حلفائها في المعارضة بعدم اتخاذ خطوات تصعيدية مثل تشكيل حكومة ثانية، في مقابل التزام الاكثرية عدم اتخاذ قرارات استفزازية. كما شاركت على ما يبدو في اقناع الرئيس السابق اميل لحود بترك قصر بعبدا من دون ألغام تنفجر فور رحيله. وهناك من يقول إن المهمة الفرنسية لدى دمشق لم تفشل، بل انها توصلت الى تفاهمات حد أدنى بانتظار جلاء بعض التطورات الاقليمية واتضاح مواقف اطراف دولية رئيسية مثل الولايات المتحدة من مسألة التعامل مع سورية والاعتراف بدورها الاقليمي. وجاء كلام وليد جنبلاط عن «البازار» المفتوح بين دمشق والاميركيين معطوفاً على تعديلات في مواقف اطراف لبنانيين رئيسيين من الاستحقاق الرئاسي ليوحي باحتمال التوصل الى انتخاب رئيس توافقي لادارة الازمة من دون حسم الملفات العالقة في الحوار الوطني.

وكان لافتاً ان الجنرالات الاميركيين في العراق دأبوا في الفترة الاخيرة على تأكيد ان دمشق تجاوبت مع مطالبات واشنطن لها بتشديد الرقابة على حدودها مع العراق ولجم تدفق المقاتلين والسلاح، وان الاتهامات بتهديد أمن العراق باتت تتركز حالياً على ايران وحدها.

وكانت الحلقة الاخيرة في مسلسل «الاعتدال» إلغاء دمشق لقاء للتنظيمات الفلسطينية المعارضة لمؤتمر انابوليس ثم قرارها المشاركة في هذا المؤتمر، ما احرج حلفاءها اللبنانيين والفلسطينيين، وطبعا ايران التي أبدت انزعاجها الشديد من الخطوة السورية «غير المنسقة» وسارعت الى دعوة معارضي الرئيس عباس الى الاجتماع عندها. وتبدى الاستياء الايراني أكثر في تنظيم تظاهرة امام السفارة الاردنية في طهران بسبب الدور الذي لعبه الملك عبدالله الثاني في اقناع الرئيس الاسد بـ «محاسن» فك العزلة العربية والدولية عن بلاده، ولم تسلم سورية من بعض الشعارات التي ترددت في هذه التظاهرة. وكان العاهل الاردني أول من تحدث قبل ثلاثة اعوام بالتحديد عن «الهلال الشيعي» الممتد من ايران عبر سورية ولبنان والاراضي الفلسطينية والذي تسعى طهران الى وضعه تحت نفوذها.

وفي الكلمة التي افتتح بها مؤتمر انابوليس لم يشر جورج بوش الى سورية، بل تحدث فقط عن قطع الطريق امام «المتطرفين»، وهو التوصيف الاميركي لنظام طهران.

ثمة اجماع عربي على اهمية سورية ودورها الاقليمي، لكن العرب ارادوا دوماً من دمشق ان تجيّر هذا الدور لمصلحة الامن العربي الجماعي وليس لمصلحة تحالفها مع ايران، وهناك بينهم من يتوخى الحذر في قراءة «التحولات» السورية، إذ سبق لدمشق ان قدمت اشارات ايجابية في السابق عندما شاركت في قمة الرياض العربية وشجعت على انجاح اتفاق مكة الفلسطيني الذي لم تدم مفاعيله طويلا بسبب انقلاب حركة «حماس» عليه وسيطرتها على قطاع غزة بدعم ايراني وتأييد سوري.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
الأكراد ونفط شمال العراق

عبدالزهرة الركابي
الراية قطر
لم يكن سعي الأكراد للسيطرة علي نفط شمال العراق مستغربا بقدر ماهو هدف كردي حيوي واستراتيجي يعوّل عليه الأكراد في تثبيت وتأكيد إنفصالهم أو استقلالهم غير المعلن، وهم ينطلقون في سعيهم هذا الي اسلوب المحاصصة المتبع في العملية السياسية، كي تكون هناك محاصصة نفطية أو اقتصادية علي غرار إن الشيعة يسيطرون علي نفط الجنوب، فلماذا لا يكون نفط الشمال من حصتهم ما داموا شركاء في العملية السياسية بصورة أساسية، والسؤال هنا أيضا هل ان الشيعة سيوافقون علي مثل هذه المحاصصة أم إنهم سيمانعون، ونقصد الشيعة المنخرطين في العملية السياسية في ظل الإحتلال، هذا ما سنحاول إستطلاعه فيما بعد ومن خلال هذه الكتابة؟.

من الواضح ان جميع التقارير التي رفعها المراقبون الي مرجعياتهم تتفق علي أن الهدف الرئيسي للأكراد هو ضم محافظة كركوك إلي منطقة الإنفصالية الكردية، وبالنسبة للطوائف الأخري، فإن المطلب الكردي زائف وغير محق، دافعه الأساسي شهوة الحصول علي عوائد النفط، وتعتبر عملية الاستيلاء التدريجي التي يمارسها الأكراد بأنها سلب واغتصاب، بالنسبة للتركمان بشكل خاص، فإن تنامي الوجود الكردي يسبب استياءً بالغاً، حيث أنهم يعتبرون كركوك مدينة تركمانية تاريخياً ويقرون في الوقت نفسه أن الأكراد أقلية مهمة في المدينة.

لاشك ان تنامي قوة الأكراد أتاح لهم خلق أمر واقع مؤسسي يهدد بدفع النزاع حول كركوك إلي الغليان، فدورهم الطاغي في وضع مسودة الدستور مكنهم من إدخال فقرة تفرض القيام ببرنامج تقوده الحكومة لإزالة الصبغة العربية عن كركوك، يتبع ذلك تعداد السكان واستفتاء محلي بحلول نهاية العام 2007، إلا أنه في حين يضعهم الدستور المماليء لهم في كل الأحوال علي إنهم أصحاب الحق، فلا تدعم هذه الإجراءات أي من الطوائف الأخري في كركوك، وجزء كبير من الحكومة المركزية وبغض النظر عن شرعيتها من عدم شرعيتها، كما ان الدول المجاورة لشمال العراق تعترض علي ضم كركوك للكيان الكردي في شمال العراق مثلما هو معلن ومعروف، فقد أشارت تركيا بشكل خاص إلي أنها لن تتسامح مع دمج كركوك رسمياً في المنطقة الكردية، ولديها الكثير من القدرات الديبلوماسية الكفيلة، علاوة علي التدخل العسكري كملجأ أخير لوقف الإجراءات الإنفصالية الكردية.

ولاينفك الأتراك بين الحين والآخر عن توجيه التهديدات وفق الإسطوانة المشروخة والتي تتعلق بالأطماع التركية في كركوك والموصل، حيث دعا أخيرا رئيس معهد الدراسات التاريخية التابع للحكومة، يوسف هالاج أوغلو، إلي إعادة النظر في اتفاقية عام 1926 التي أصبحت بموجبها الموصل وكركوك تابعتين للعراق، وقال من حق تركيا أن تسترجع الموصل وكركوك إذا قررت واشنطن تقسيم العراق لأن الأتراك تركوا الموصل وكركوك لدولة عراقية موحدة.

المراقبون للشأن العراق لمسوا في الفترة الأخيرة ان هناك تصادما" قد حدث بين حكومة المالكي التي يهيمن عليها شيعة الإحتلال من جهة والأكراد من جهة أخري، بعدما انضمت قضية العقود الموقعة بين حكومة الكيان الكردي الإنفصالي وشركات عالمية بشأن استخراج النفط، الي النقاط الخلافية علي الساحة العراقية، فبعد تصريحات وزير النفط حسين الشهرستاني بأن الشركات النفطية التي وقعت عقودا مع الأكراد ستمنع من ممارسة أعمالها في العراق ومن تصدير النفط، واعلان عدد من النواب رفضهم لتلك العقود، ندد الاكراد بالتهديدات التي اعلنت بحق هذه الشركات، وقال الأكراد في تنديدهم اعتقدنا ان عصر التهديد ضد الاكراد في العراق انتهي، وان العقود التي وقعت مع شركات عالمية معروفة دستورية وقانونية تمت في اطار قانون النفط والغاز الكردي، وهو الاطار الوحيد الموجود في تنظيم الصناعة النفطية في فترة ما بعد النظام السابق، ووصفوا تصريح الشهرستاني في هذا الشأن بأنه غير قانوني وغير مسؤول.

يُذكر ان وزير النفط حسين الشهرستاني قال علي هامش اللقاء الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك الذي جري في الرياض خلال الفترة الأخيرة، ان أي شركة وقعت عقودا من دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد لن تحظي بأي فرصة للعمل مع المؤسسات الحكومية مستقبلا، مضيفا ان الحكومة حذرت هذه الشركات من العواقب، وهي أن العراق لن يسمح لها بتصدير نفطها الذي ستستخرجه من الحقول.

هذا وكان الأكراد قد وقعوا 15 عقدا للمشاركة في إنتاج النفط مع عشرين شركة اجنبية، بالرغم من معارضة الحكومة المركزية وقبل التصديق النهائي من قبل مجلس النواب علي قانون النفط الجديد، وفي الاطار نفسه قال نائب رئيس لجنة النفط والغاز في مجلس النواب عبد الهادي الحساني، إن انفراد الأكراد عن السلطة الاتحادية في تشريع قانون نفط وغاز خاص بهم له مردودات سلبية علي واقع المجتمع العراقي، وأضاف الحساني في تصريحات صحافية، أن المشاورات الاستراتيجية بين المركز والأكراد التي نص عليها الدستور لم يقم بها الاكراد بشأن النفط والغاز، لافتا إلي أنه يقدر رغبة الأكراد في زيادة ريعهم وارباحهم من النفط والغاز، لكنه اشار إلي أن عقود المشاركة التي وقعها الأكراد مع الشركات الأجنبية غير منصوص عليها في الدستور الاتحادي ، ويري النائب الحساني ان تلك العقود تعتبر عقودا ميسرة لسهولة استخراج البترول في العراق، موضحا ان نسبة الأرباح والريع التي منحها الأكراد للشركات الأجنبية عالية وفقا" للقياسات العالمية المعروفة.

وإذا كان الخلاف إحتد أخيرا بين الأكراد وحكومة المالكي بشتي التفصيلات، فإن المتن لكل هذا الخلاف يظل مرتبطا بمسعي الأكراد السافر للإستيلاء علي نفط شمال العراق، حيث حمل الاكراد الحكومة مسؤولية الخلاف في ثلاثة ملفات هي قضية كركوك والموازنة السنوية وعقود النفط، فيما اكدت الحكومة انها جهة تنفيذية، وان اللجان المشكلة للبحث في المسائل الخلافية لم ترفع توصياتها النهائية بعد.

في هذا السياق قال النائب الكردي محمود عثمان، قضية العقود النفطية مع الشركات الاجنبية من حق الأكراد التحكم بها وهو حق دستوري، ولكن لا مانع من عرض الأمر علي المحكمة العليا للبت فيه اذا تمسكت الحكومة المركزية بمواقفها، مؤكداً أن كل مسائل الخلاف يمكن حلها بالتوافق، بينما نفي ياسين مجيد، مستشار رئيس الوزراء وجود خلافات كبيرة بين الحكومة المركزية والاكراد، موضحاً أن مسألة كركوك متوقفة علي توصيات اللجنة المشرفة علي تطبيع الاوضاع فيها، وزاد أن قضية الموازنة المركزية ليست مشكلة حقيقية، ولكن ربما تكون هناك خلافات علي بعض المسائل الجزئية، وشدد علي ان موقف الحكومة من مسألة العقود النفطية في شمال العراق هو ما طرحه وزير النفط حسين الشهرستاني.

وعلي كل حال، فإن الأكراد لم يكترثوا لإعتراضات حكومة المالكي بهذا الصدد، حيث وقعوا عقودا جديدة لإستغلال النفط والغاز، مع عدد من الشركات العالمية، كما أدخلوا تعديلات علي العقود القديمة، وعلي الرغم من التهديدات التركية بالتوغل في شمال العراق لتعقب مسلحي حزب العمال الكردي التركي، مضي الأكراد في خططهم الطويلة الأمد، لجذب الشركات الدولية للمساهمة في تطوير إستخراج النفط والغاز، إذ تهدف هذه الخطط أيضا إلي رفع إنتاج النفط من حقول الشمال إلي مليون برميل يوميا خلال خمس سنوات من عدة آلاف في الوقت الحالي، وفي هذا المضمار فإن الشركات التي وقعت عقودا جديدة هي شركة رلاينس الهندية، وشركة أوه إم في الاسترالية، وشركة إم أو إل المجرية، كما حصلت الشركة الجديدة التي أسسها الأكراد علي أربعة عقود لإستخراج النفط والغاز، وستحصل كل الشركات التي تنقب عن النفط علي 15 في المائة من الأرباح من كل اكتشاف لحقول جديدة، خصوصا وان في شمال العراق حقولا كبيرة لم تُستخدم بعد ومنها الحقل الكبير طق طق، وفي هذا الجانب لم يكن من المفروض بعالم الزلازل الالماني الذي يعمل في شمال العراق ان يتحدث عن وظيفته، ولكن بعد ان امضي ما يقارب ثلاثة شهور في مخيم منعزل قرب حقول نفط طق طق لم يعد بامكانه تصديق واحتمال نفسه، وقال بإمكانك الحفر اين ما تريد ليتدفق النفط الخام، بينما يقول معنيون بالنفط ان اكراد العراق يحاولون السيطرة علي اكثر من نفط نيجيريا التي تعتبر المنتج الاكبر للنفط في افريقيا، لكن المحللين يعتقدون ان مثل هذا الأمر تعارضه بقوة الفئات الأخري من داخل وخارج العملية السياسية، وتحديدا فإن الشيعة لن يرتضوا بإسلوب المحاصصة مع الأكراد نفطيا.

ليست هناك تعليقات: