Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الجمعة، 30 نوفمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الأربعاء 28--11 -2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
سرمد العراقي: كلمة حق أريد بها باطل ايتها البابلية يقلم
سرمد العراقي
شبكة اخبار العراق

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6
كنا قد استبشرنا خيراً عندما ارتفعت بعض الفضائيات لتاخذ طريقها في البث التلفزيوني ونقصد منها الفضائيات ذات المنهج الوطني القومي العربي لاننا نطمح ان يكون في الفضاء صوت حق مسموع وكلمة شرف مدوية وصورة مشرقة واضحة لايصال الحقائق الى الامة كما هي على ارض الواقع .

ولكي يضيق الخناق على الدجالين والماكرين والمخادعين والمحرفين للحقيقة من امثال العبرية ( العربية ) والايرانيــــــــــة ( العراقية ) وفحيح الأفاعي ( الفيحاء) وبلاد فارس ( بلادي ) ... الخ.

وان شاء الله لسنا بمتجنين عليهم ولكن يبدو ان المال والجاه عند اصحاب تلك الفضائيات طمس على قلوبهم واعينهم فهم لايفقهون ...

استبشرنا خيرا ان تكون للحق كلمة وان يكون للصدق اعتبار وللحقيقة امانة ...

استبشرنا خيرا ان يتولى تلك الفضائيات رجال كنا ندرك سلفاً انهم ابناء برره للشعب وللامة يحفظون العهد ويصونون الامانة ...

استبشرنا خيرا ان يتسم اصحاب الفضائيات المحسوبين على الوطنية بالاخلاق والشجاعة والامانة وان لايتركوا امر فضائياتهم بأيدي لا تعرف النزاهة والحيادية ولا تفرق بين الغث والسمين والحق والباطل فتلك مصيبة من المصائب التي اصابت العراق واهله ... فعلاً انه الزمن الرديء .

تطل علينا الفضائية البابلية بخبر مدسوس مفبرك عن الاستاذ الجليل عبد الوهاب جبر حالوب المدرس في مدارس محافظة النجف الذي افنى عمره وقضى زهرة شبابه في تربية اجيال من ابناء العراق رباهم على الفضيلة والامانة والاخلاص وحب الوطن واليوم ركنه الدهر الاغبر في عقر داره ولكنه ظل استاذاً جليلاً ومربيا فاضلاً .

بالامس نال منه الاوباش المجرمين من فرق الموت المنتشرة في محافظة النجف من منظمات الإرهاب الدولي القادمة من ايران الشر والرذيلة ...

يأتون اليه بصفة عمال تنظيف الشوارع ويطلبون منه ان يسقيهم قدح ماء وعندما يلبي طلبهم يفتحون عليه نيران الغدر والخيانة وهذا ديدنهم ويردونه قتيلا في الحال ...( هذا هو الغدر يا منظمة غدر ) ...

ولكن الأدهى من ذلك ان البابلية وعبر وسائلها اومحطاتها الاخبارية تنقل الخبر المدسوس المفبرك على ان القتيل هو المنسق القانوني في القنصلية الامريكية في النجف وتغض الطرف عن الجهة الحقيقية التي اغتالته لان مراسلها في النجف هو مخترق امنياً ومسير اعلامياً بل ربما يكون عميلاً مزدوجاً ...

وعندما يرد للبابلية تصحيح للخبر من مصدر موثوق للمشرفين عليهاويخبرهم بان الرجل لايعمل في القنصلية الامريكية بل انه رجل متقاعد اغتيل غدراً وغيلة لانه محسوب على القوى الوطنية الصامته ...

رغم ذلك نراها انها تذهب قصداً باتجاه اخر بل تضيف ان القتيل عضواً سابق في حزب البعث العربي الاشتراكي ...

اتريدون ان تقولون ان رجال البعث اصبحوا عملاء عند الامريكان ؟؟؟

خسئتم يامن تقفون وراء اعداد الخبر ان رجال البعث لن يسامون ولن يهادنون ولن تغيرهم مغريات الحياة كما غرتكم فنادق الخمسة نجوم في عمان واخواتها وما تحوية لياليها وووو .

واذا مادخلنا في سجالات من هذا النوع فنعتقد انكم غير جاهزين لتلك المعركة ...

اننا نفسر هذا الامر من منظار اصحاب الخبرة والاختصاص والمشرفين على الفضائية البابلية والذين يدركون اننا ارشدناهم على الطريق الصحيح وان اصرارهم على سلوك الطريق الخطأ ليس له مايبرره . ولاساءة للرجل ليس لها ما يبررها واذا ما كتشفتم مواقفة الوطنية اتجاهكم أنتم فسوف تندمون على مافعلتوه بحقه وبحق تاريخة وبحق عائلته وعندها لاينفع الندم ان كنتم تعرفون الوطنية ومبادئها وتقدرون حقوق الاحرار والشرفاءايها المسؤولين عن البابلية ...



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6



كنا قد استبشرنا خيراً عندما ارتفعت بعض الفضائيات لتاخذ طريقها في البث التلفزيوني ونقصد منها الفضائيات ذات المنهج الوطني القومي العربي لاننا نطمح ان يكون في الفضاء صوت حق مسموع وكلمة شرف مدوية وصورة مشرقة واضحة لايصال الحقائق الى الامة كما هي على ارض الواقع .

ولكي يضيق الخناق على الدجالين والماكرين والمخادعين والمحرفين للحقيقة من امثال العبرية ( العربية ) والايرانيــــــــــة ( العراقية ) وفحيح الأفاعي ( الفيحاء) وبلاد فارس ( بلادي ) ... الخ.

وان شاء الله لسنا بمتجنين عليهم ولكن يبدو ان المال والجاه عند اصحاب تلك الفضائيات طمس على قلوبهم واعينهم فهم لايفقهون ...

استبشرنا خيرا ان تكون للحق كلمة وان يكون للصدق اعتبار وللحقيقة امانة ...

استبشرنا خيرا ان يتولى تلك الفضائيات رجال كنا ندرك سلفاً انهم ابناء برره للشعب وللامة يحفظون العهد ويصونون الامانة ...

استبشرنا خيرا ان يتسم اصحاب الفضائيات المحسوبين على الوطنية بالاخلاق والشجاعة والامانة وان لايتركوا امر فضائياتهم بأيدي لا تعرف النزاهة والحيادية ولا تفرق بين الغث والسمين والحق والباطل فتلك مصيبة من المصائب التي اصابت العراق واهله ... فعلاً انه الزمن الرديء .

تطل علينا الفضائية البابلية بخبر مدسوس مفبرك عن الاستاذ الجليل عبد الوهاب جبر حالوب المدرس في مدارس محافظة النجف الذي افنى عمره وقضى زهرة شبابه في تربية اجيال من ابناء العراق رباهم على الفضيلة والامانة والاخلاص وحب الوطن واليوم ركنه الدهر الاغبر في عقر داره ولكنه ظل استاذاً جليلاً ومربيا فاضلاً .

بالامس نال منه الاوباش المجرمين من فرق الموت المنتشرة في محافظة النجف من منظمات الإرهاب الدولي القادمة من ايران الشر والرذيلة ...

يأتون اليه بصفة عمال تنظيف الشوارع ويطلبون منه ان يسقيهم قدح ماء وعندما يلبي طلبهم يفتحون عليه نيران الغدر والخيانة وهذا ديدنهم ويردونه قتيلا في الحال ...( هذا هو الغدر يا منظمة غدر ) ...

ولكن الأدهى من ذلك ان البابلية وعبر وسائلها اومحطاتها الاخبارية تنقل الخبر المدسوس المفبرك على ان القتيل هو المنسق القانوني في القنصلية الامريكية في النجف وتغض الطرف عن الجهة الحقيقية التي اغتالته لان مراسلها في النجف هو مخترق امنياً ومسير اعلامياً بل ربما يكون عميلاً مزدوجاً ...

وعندما يرد للبابلية تصحيح للخبر من مصدر موثوق للمشرفين عليهاويخبرهم بان الرجل لايعمل في القنصلية الامريكية بل انه رجل متقاعد اغتيل غدراً وغيلة لانه محسوب على القوى الوطنية الصامته ...

رغم ذلك نراها انها تذهب قصداً باتجاه اخر بل تضيف ان القتيل عضواً سابق في حزب البعث العربي الاشتراكي ...

اتريدون ان تقولون ان رجال البعث اصبحوا عملاء عند الامريكان ؟؟؟

خسئتم يامن تقفون وراء اعداد الخبر ان رجال البعث لن يسامون ولن يهادنون ولن تغيرهم مغريات الحياة كما غرتكم فنادق الخمسة نجوم في عمان واخواتها وما تحوية لياليها وووو .

واذا مادخلنا في سجالات من هذا النوع فنعتقد انكم غير جاهزين لتلك المعركة ...

اننا نفسر هذا الامر من منظار اصحاب الخبرة والاختصاص والمشرفين على الفضائية البابلية والذين يدركون اننا ارشدناهم على الطريق الصحيح وان اصرارهم على سلوك الطريق الخطأ ليس له مايبرره . ولاساءة للرجل ليس لها ما يبررها واذا ما كتشفتم مواقفة الوطنية اتجاهكم أنتم فسوف تندمون على مافعلتوه بحقه وبحق تاريخة وبحق عائلته وعندها لاينفع الندم ان كنتم تعرفون الوطنية ومبادئها وتقدرون حقوق الاحرار والشرفاءايها المسؤولين عن البابلية ...



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
كربلاء بدون التيار الصدري تتنفس الصعداء
فلاح الراشد
شبكة اخبار العراق
يؤكدون دائما على ضرورة توفير الخدمات وهم أول من يقوض الخدمات، وكانوا سببا في تدمير كربلاء المقدسة خمس مرات منذ سقوط النظام البائد وآخرها الأحداث الشعبانية 1428هـ، يتهمون الأجهزة الأمنية باختراقها من قبل الأحزاب والمليشيات، وهم أول من اخترق الشرطة وجهاز الإستخبارات ومارس القتل والإختطاف والنهب والتعذيب بسيارات وامكانات الدولة، يطالبون قوات الإحتلال بالإنسحاب أو جدولته وهم يمارسون الرعب والسطو وتصفية القوات الأمنية في محافظات الوسط والجنوب، ما يؤدي إلى إطالة أمد وجودها بذريعة بسط الأمن في المناطق الساخنة، يمارسون أنواع الإغتيالات والتصفيات الجسدية والتعذيب بحق كل من يعترض على سياستهم وقد عطلوا الحياة وعرقلوا الإعمار وبسطوا الرعب والخوف والتوجس في أوساط الجماهير في جميع مناطق نفوذهم، يعرقلون عمل الحكومة المركزية ويعيبون عليهم تبعيتهم لقوات الإحتلال بالرغم مما تقوم به الحكومة من تقوية الأجهزة الأمنية لتوفير الأمن للمواطنين وحراسة مؤسسات الدولة الديمقراطية تمهيدا لرحيلها، وهم من رأسهم حتى أخمص أقدامهم منغمسون في العمالة لدول الجوار وهم شاءوا أم أبوا ينفذون أجندات ايران والسعودية والإمارات وقطر والأردن ومصر وسوريا التي تعمل جميعها على تقويض تجربة العراق الرائدة.
وثمة حقيقة ينبغي أن نطرحها من دون لف ودوران ومن دون مواربة ومحاباة، أن الكثير من مجرمي البعث البائد وعصابات السطو والإرهاب كانوا ومازالوا يمارسون القتل والرعب والتخريب بعناوين اسلامية شيعية، وقد انخدع بهذه التحركات المريبة السذج من الناس، واخذوا يمارسون دورهم التخريبي باسم التيار الصدري وجيش المهدي تارة وجند السماء اخرى وانصار الحسني ثالثا ومليشيات الفضيلة رابعا وهلم جرا... فماذا حصدنا من هذه التيارات المنحرفة غير الشعارات الفارغة والصور الملونة؟! فهل أقاموا مشروعا ثقافيا أو خدميا أو صحيا؟! أم أنهم حولوا الوزارات والمناصب التي حصلوا عليها من خلال نظام المحاصصة البغيض إلى منتجعات التخلف والنهب والسطو وهو ما حصل في وزارات الصحة والنقل والمواصلات والموانيء في الجنوب!!! والمناطق التي ترزح تحت نفوذهم تعيش في حالة يرثى لها من انعدام الخدمات وانتشار الأوبئة والأمراض وترع الماء المتعفنة!!! وهم يطالبون في الإعلام فقط ضرورة توفير الأمن والخدمات للمواطنين وهم أنفسهم أول من يقوض كل سبل النهوض الحضاري في مناطق نفوذهم.
ماذا حصلنا منهم فهل بلطوا شارعا؟ وهل انشأوا مستشفا؟ وهل أقاموا مشروعا استثماريا؟ وهل زرعوا شتلة أو شجرة؟ نعم أنهم شكلوا مليشيات الرعب والسرقة والقتل؟ وزرعوا العبوات الناسفة لتنفجر على الشرطة وتحصد المسؤولين الشرفاء؟ وأقاموا لجان ما يسمى الأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابتزاز الناس وارعابهم وتخويفهم؟ وأن مدير شرطة كربلاء العميد رائد شاكر جودت قد كشف عن بعض جرائمهم عندما قال: ان الجماعات المسلحة قامت خلال السنوات الثلاث الماضية في كربلاء وحدها بقتل أكثر من 704 مواطن بينهم 69 امرأة وقتل تسعة ضباط و63 منتسبا في الشرطة، مثلما ارتكبوا 44 عملية تسليب و133 عملية خطــف وزرعوا 51 عبوة ناســفة.
نعم أن هذه الجرائم اقترفها مجرموا جيش المهدي والمهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف براء منهم ومن أعمالهم المشينة، فهو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ويتنفس المؤمنون في ظل دولته الكريمة الصعداء، لا أن تبلغ القلوب الحناجر مثلما كان يعيش الكربلائيون في أيام سطوة التيار الصدري على مقدرات كربلاء حيث تعطلت الحياة وازدادت الجرائم وانتشر القتل واكفهرت الوجوه وانعدمت الخدمات واستشرى الفساد، هؤلاء المفسدون الخارجون على القانون، قد روعوا الأهالي في مدينة كربلاء وجعلتهم وكذلك المسؤولون يخافون حتى من تقديم الشكاوى إلى المحاكم أو التبليغ عن ضحاياهم.
إلى أن جاءت عاصفة شعبان وازاحت ورقة التوت التي كانوا يتوشحون بها فانكشفت عوراتهم واذاقهم الله سبحانه وبال أمرهم ذلا وتشريدا وهوانا تعسا جراء ما اقترفوه من جرائم وعلى رأسها اعتداءهم الأثيم على حرمة الروضة الحسينية والعباسية المقدستين وعلى زوارها الكرام.
إن عصابات حامد كنوش وعلي شريعة وجواد الحسناوي وما سببته من فوضى وإرباك أمني وانتهاكات لا مثيل لها في حقوق الإنسان أرادت أن تفرض من خلالها نظاما يضاهي نظام طالبان تحت بدع وأباطيل ما انزل الله بها من سلطان، وعاثت هذه الجماعات فسادا وأوغلت في غيها تحت ذريعة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وقد حاولت بشتى الوسائل تقويض سلطة القانون والدولة لكي تبقى هي الآمرة والناهية في حياة الناس، فقد كانت دولة وسط دولة عكست من خلال أعمالها الشوفينية إسلام طالبان المتخلف والمتعجرف الذي يبعد الناس عن الدين لا أن يقربهم، فالإسلام بحقيقته دين حضارة وتقدم وتطور وخدمة ورفاه، لا دين حقد وكراهية وانتقام وابتزاز وجريمة وانتهاك!!!
وكانوا يقومون بالأعمال المشينة تحت ذريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منها منع حفلات الزفاف بالقوة، وتفجير وإحراق محال بيع الأقراص والتسجيلات الصوتية، وتزيين سيارات الزفاف، وتعرض العديد من أصحاب صالونات الحلاقة إلى الجلد بسبب قصات الشعر، بل تعدى الأمر إلى الاعتراض على نوعية الملابس وموسيقى أجهزة الاتصالات، فضلا عن قيام هذه المجاميع بنصب سيطرات ومنع دوريات الشرطة من الدخول إلى مناطق وجـودها لأداء واجباتها.
والآن وبعد أن سيطرت قوى الأمن الشرعية على زمام المبادرة في المدينة اعادت لمدينة الإمام الحسين عليه السلام عافيتها، وتحرر المواطنون من قيود الفتن والاجتهادات الظالمة، وان معدل الجريمة انخفض بشكل ملحوظ بعد الزيارة الشعبانية، بفضل ما قامت به القوى الأمنية من تفكيك خلايا الإرهاب بالإنقضاض على أوكارها بعمل استخباراتي دقيق، وتوفر الوقود بشكل ملحوظ بعدما كانت تسيطر عليه عصابات حامد كنوش حتى وصلت قنينة الغاز في عهدهم الأظلم إلى أكثر من ثلاثين ألف دينار؟!!! وظهرت الخدمات - ولو ليس بالحالة المطلوبة - للعيان من مجاري وأرصفة وتبليط في بعض الشوارع حيث أن هذه الأمور كانت من المحرمات في زمن سطوتهم البغيضة التي خلصنا الله منها، ونأمل أن لا ترجع إلينا حيث أنها أيام عجاف عصفت بالأخضر واليابس وجعلت مدينة الحسين عليه السلام مدينة الأشباح والأتربة والأوساخ، ومعظم تخصيصات المحافظة كانت ترجع إلى وزارة المالية في نهاية العام لعدم صرفها لانعدام التخطيط والبرمجة، وما يتم تنفيذه يذهب جله بالأتوات في جيوب عصابات التيار والشركات المستفيدة.
إنهم ضد الإعمار والتطور في العراق عامة وفي مدن الوسط والجنوب خاصة، وكل محافظة تحاول أن تنفض عنها غبار التخلف وتنهض بالإعمار كالسماوة والديوانية والناصرية وكربلاء يقفون حائلا دون ذلك ويخربون كل ما تحقق من إعمار وتطوير وتجميل، كأنهم يؤدون دورهم بكل حرفية في تطبيق أجندات الدول الإقليمية الإستبدادية في عرقلة النظام الديمقراطي الجديد، وتقويض كل بناء سواء أكان ماديا أو معنويا لافشال تلك التجربة الديمقراطية الرائدة، وبث اليأس والقنوط في أوساط الجماهير بأنها تترحم على الأنظمة الديكتاتورية، وأن العلاج لا يكون إلا بارجاع النظام الشمولي إلى العراق، وهذا الدور بالضبط تقوم به التيارات الشيعية المشبوهة من أمثال غير المنضبطين في التيار الصدري وجماعات اليعقوبي والحسني والمقدادي والطائي ومن لف لفهم من أوباش الشيعة وجهالهم - نيابة عن الوهابيين والبعثيين ومشايخ الخليج الذين يحكمون شعوبهم بالحديد والنار والقمع والإرهاب الحكومي المنظم.
استثنيت في مقالتي هذه عقلاء التيار الصدري وهم بلا أدنى شك أقلية أمام الكثرة الطائشة الجاهلة الذين ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح، من بينهم (التجمع العراقي الوطني) الذي أعلن انشقاقه عن التيار الصدري بعد الوقوف على الفضائح التي صدرت منهم، ويضم هذا التجمع مجموعة من قيادات التيار ابرزهم الشيخ عدنان الشحماني والشيخ رحيم العكيلي ووزير الصحة السابق عبد المطلب محمود.
واكد الشحماني في مؤتمر صحافي عقده في بغداد ان اعضاء الكتلة الصدرية في مجلس النواب العراقي لا يمثلونهم الامر الذي دعاهم الى اعلان التكتل الجديد ولملمة ابناء التيار الصدري في بوتقة وطنية تؤمن بالعملية السياسية وتنبذ العنف والميليشيات، هذه الصيحات قد انطلقت من داخل التيار وقد ضاقت ذرعا من الأختناق التي وصلت إليه، وكسرت الأصفاد التي كان التيار قد أوصد به أبناءه وخدرهم بشعارات دينية مزيفة هي بعيدة كل البعد عن روح التسامح والتطور والتقدم الذي يحمله الدين الإسلامي الحنيف، وأنه جاء رحمة للعالمين وليس نقمة وبلاء وحروب وانتقام!!! كما حاول أن يشوه صورته الناعصة أولئك الذين ينتسبون إليه زورا وبهتانا.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
من يفجر الأبرياء

وليد الزبيدي
الوطن عمان

اختفى الاعتراف الاميركي بوجود جهة محددة ، تقف وراء استهداف المدنيين الابرياء في العراق، واختفت معه التفاصيل الخطيرة، التي توضح جوانب التفجير الاجرامي، الذي وقع في وسط سوق الغزل الشعبي يوم الجمعة الماضي في قلب العاصمة العراقية.
نحن لانعرف الطريقة، التي توصلت فيها القوات الاميركية، الى المعلومات المؤكدة عن ضلوع جهة مرتبطة بإيران، هي التي نفذت هذا التفجير بعد ان خططت له بعناية لايقاع اكبر عدد ممكن بين قتلى وجرحى من العراقيين البسطاء، الذين يرتادون هذا السوق صبيحة ايام الجمعة من كل اسبوع، حيث يلتقي هواة شراء وبيع الطيور والحيوانات النادرة، وكلنا نتذكر عشرات التفجيرات الاجرامية، التي استهدفت تجمعات لعمال ومواطنين، ونستطيع ان نذكر آلاف الضحايا، الذين سقطوا في تفجيرات سابقة استهدفت سوق الغزل ذاته، والتفجيرات التي وقعت في ساحة الطيران والباب الشرقي وفي اسواق الشورجة ومناطق كثيرة اخرى تزدحم بالمواطنين الابرياء.
في وقت مبكر، تحدثت الاصوات الوطنية عن وجود اطراف غير عراقية، هي التي تستهدف المدنيين في بغداد ومناطق اخرى، لكن مثل هذا الصوت لايسمعه الكثيرون، الذين يصدقون كل ماتقوله الاطراف والجهات والدول الكارهة للعراق والحاقدة على العراقيين.
ان المشكلة ليست في هذه الجريمة لوحدها، بل تتجسد في هذا الصمت المطبق الذي سيطر على جميع الفعاليات السياسية والدينية والاعلامية في العراق، التي تجاهلت هذا التفجير الذي استهدف الابرياء، وامتزجت دماء البشر واجسادهم المتناثرة مع طيور الحب والحيوانات الاليفة الاخرى.
كما ان احدا لم يتوقف عند مئات التفجيرات السابقة، التي قتلت الابرياء، وكانت تهدف إثارة الفتنة بين اطياف العراقيين، واوغلت كثيرا في هذا الطريق المليء بالدماء، التي سالت من اجساد الابرياء، وهنا لابد من مراجعة ماحصل والوقوف عند تلك الجرائم، التي توزعت في مختلف انحاء العراق، مستهدفة تجمعات الناس في الاسواق واماكن تجمع العمال والاحياء السكنية.
إن المراجعة يجب ان تكون على مستوى الفعاليات السياسية والاعلامية والاجتماعية، وتحديد الطرف الذي ارتكب جميع تلك الأفعال، وتشخيص الاهداف التي ارادوا الوصول اليها، وبعد ذلك المطالبة بحقوق جميع الذين سقطوا بسبب تلك التفجيرات او إصابهم ضرر مهما كان نوعه أو حجمه.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
الإمبراطورية المنكفئة تستثمر أخطاء ضحاياها!

نصر شمالي
العرب اليوم
يعترف الأميركيون على اختلاف مذاهبهم واتجاهاتهم بالأزمة التي تعيشها بلادهم وإن تنوعت توصيفاتهم لها وتوصياتهم لمعالجتها, لكنهم يريدونها عابرة قابلة للعلاج والشفاء, ويريدون أن تحتفظ عاصمتهم بموقعها الإمبراطوري العالمي, وتلك رغباتهم المفهومة, أما المراقبون المحايدون فيرونها أزمة مستعصية مثل مرض عضال, فهي عميقة وشاملة ومستحكمة, لاعلاج لها ولا شفاء منها!

طبيعي أن اعتراف الأميركيين بأزمتهم على أنها عابرة, بينما هي مستعصية, يترتب عليه اتباع سياسات خاطئة وارتكاب أفعال مدمّرة غير مجدية, تحديداً في ما يتعلق بالبعد الأممي للأزمة, فما لا يريدون الاعتراف به هو أن الأزمة نجمت عن اضمحلال القوة التاريخية التي أعطتهم مكانتهم العالمية لقرن من الزمان, تلك القوة الأخلاقية والمعنوية والسياسية التي طالما تمتعت بجاذبية لا تقاوم, وطالما حظيت بإعجاب وتأييد الكثيرين من غير الأميركيين, بغض النظر عن عدالتها ومنطقيتها أو عدم عدالتها ومنطقيتها, وها هي اليوم وقد فقدت جاذبيتها وقدرتها على التعبئة البشرية لصالحهم!

أيضاً ينبغي أن نضيف إلى السبب الأخلاقي والمعنوي والسياسي السبب الاقتصادي, فقد اضمحلت القوة الاقتصادية الذاتية الامريكية بدورها, وهو الاضمحلال الذي بدأت أعراضه بالظهور والتفاقم منذ عام ,1969 أي منذ أعلن عن تحوّل الولايات المتحدة من دولة مصدّرة إلى مستوردة (للنفط خاصة) ومن دائنة إلى مدينة! وبالطبع لا يجوز تحديد وتقييم اضمحلال القطاع الاقتصادي الأميركي الذاتي, أو الوطني, بمقارنته بالقطاعات الاقتصادية للدول الأخرى, فهو بفضل بعده الإمبراطوري يبقى ضخماً وجباراً ومزدهراً, إنما ينبغي النظر إلى اضمحلاله من زاوية استقرار مكانته القيادية الدولية أو عدم استقرارها, ومن الواضح أنه فقد الكثير من المؤهلات التي تعطيه الحق بالاحتفاظ بهذه المكانة, لكنه يحتفظ بها عنوة واقتداراً, معتمداً فعلاً على مجرّد القوة العسكرية!

لقد حاول الأميركيون منذ عام 1969 معالجة أزمتهم البنيوية التاريخية, لكن الحلول التي وضعوها كانت جميعها مؤقتة, تصلح الأوضاع آنياً من جهة وتعمق الأزمة من جهة أخرى, مثل مضادات المرض العضال! ثم كان انهيار الاتحاد السوفييتي, فانتعش حلمهم بقرن أميركي عالمي قادم, وانطلقوا بقوة في هذا الاتجاه وقد رأوا أنفسهم كأنما هم القوة الوحيدة المؤهلة للإمساك بزمام الاقتصاد العالمي, ولوضع اليد على مجمل الموارد الطبيعية في جميع القارات بعد تطويع دولها وفرض الوصاية عليها, فالقوى الأخرى أصبحت من وجهة نظرهم, بعد انهيار الاتحاد السوفييتي, مجرّد قوى إقليمية لا تستطيع سوى التعايش مع وجود القوات الامريكية على مقربة منها, كما شرح زبيغنيو بريجنسكي في كتابه (الفرصة الثانية). لقد اعتقدوا حينئذ أن الطريق أصبحت ممهّدة لأمركة العالم أو صهينته أو عولمته لا فرق! غير أن الرئيس جورج بوش الإبن, كما يشرح بريجنسكي في كتابه, أساء استخدام تلك الفرصة النادرة وأضاعها باجتياحه للعراق! لقد انهارت المكانة المرموقة للقوات الامريكية بعد أن استنزفتها حروب الشوارع العراقية كما يقول بريجنسكي, وهو يعتقد (ولعله يتمنى) أن الولايات المتحدة لا تزال أمامها فرصة ثانية لتصحيح مسارها, وإلا فإن أفول نجم الإمبراطورية الامريكية - كما يتوقع بريجنسكي - سوف يبدأ بأسرع مما يتوقع الكثيرون في هذا الزمن الذي تتسارع أحداثه بوتيرة لم يكن تصوّرها ممكناً قبل بضعة عقود!

ها هنا ينبغي الانتباه إلى أن الاضمحلال الأميركي الأخلاقي والمعنوي والسياسي, والاقتصادي أيضاً, لم يشمل القوة العسكرية الامريكية الصماء, التي بقيت على جبروتها بل صارت اليوم أعظم جبروتاً وأشدّ قوة وبطشاً, لكن هذه القوة العسكرية الجبارة فقدت القدرة على تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية العظمى بسبب اضمحلال العناصر الأخرى المشار إليها, والتي يبدو اضمحلالها واضحاً في تركيبة الإدارة الامريكية وفي أدائها السياسي والعسكري غير العقلاني.

لقد تغيّرت أوضاع العالم جذرياً عما كانت عليه قبل حوالي أربعين عاماً, فالنمو البشري والمادي بلغ حداً يتناقض كلياً مع إمكانية تحقيق الحلم الإمبراطوري الأميركي, وأصبح الإصرار على المضي قدماً في استخدام القوة العسكرية الصماء, مهما بلغ جبروتها, دليلاً من دلائل الأزمة المستعصية والضعف التاريخي وعاملاً من عوامل استفحالهما, وهو ما يظهر جلياً في ميادين القتال العراقية والأفغانية خصوصاً.

غير أن العمليات العسكرية يمكن أن تستمر طويلاً, والكوارث يمكن أن تتوالى تباعاً, إذا لم يدرك الضحايا طبيعة ما يتعرضون له وحقائق القوة التي يواجهونها, وللأسف الشديد فإن الغالب على خطاب الضحايا هو عدم الإدراك الكافي, فبينما يدعو البعض إلى إلحاق بلادهم واندماجها في السوق الامريكية, طوعاً أو كرهاً, ويعتبرون الاحتلال عملية تأهيل إيجابية ضرورية لبلدانهم يمكن أن تحقق لها الاستقرار والازدهار والنمو والتطور, منطلقين من حتمية السيادة الامريكية العالمية لعشرات السنين القادمة, يظهر البعض الآخر, من قادة المقاومة والممانعة العرب وغير العرب, استخفافاً مقلقاً بالقوة الامريكية الصماء, فيتحدثون كأنداد للولايات المتحدة, ويتصرفون كأنما هي قابلة للهزيمة الحاسمة في جولة واحدة وخلال فترة زمنية قصيرة محدّدة!

لا يجوز الاستسلام للهيمنة الامريكية كأنما هي قدر لا مفر منه, وكأنما هي لا تزال قادرة على السيادة, وعلى معاملة البلدان المغلوبة اليوم كما عاملت ألمانيا واليابان في عمليات بنائهما بعد الحرب العالمية الثانية, فهي لم تعد قدراً من جهة, ولم تعد تملك للمغلوبين سوى المزيد من التخلف والدمار من جهة أخرى! كذلك لا يجوز الاستخفاف بقوتها, والتعامل معها كندّ متكافئ, فذلك يعطيها الفرصة للإفراط في استخدام قوتها الصماء, ولإلحاق أفدح الأضرار والمصائب بالبلدان المستضعفة التي يتصرف قادتها كأنداد لها!

إن البلدان المقاومة والممانعة بلدان مظلومة, ضعيفة ومقهورة وفي حالة دفاع عن النفس وتطلع مشروع إلى علاقات دولية نظيفة وعادلة, ويجب أن تظهر هذه المعاني واضحة وتبقى ثابتة ومستمرة في خطابات قادتها ورؤسائها, فلا تأخذهم العزّة بالوهم!.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
المتأدلجون الجدد.. بالونات تنفيس إعلامي أم وسيلة لترويج سياسي؟
عصام الياسري

ميدل ايست اونلاين

وصلني مؤخراً من الصديق الفنان عماد الطائي عن طريق الانترنت، نص بيان الحملة التي أطلقها الأخ الدكتور كاظم حبيب للتضامن مع مؤسسة المدى، نزولاً لنداء رئيسها، مستشار رئيس الجمهورية السيد فخري كريم زنكنه، الذي يناشد فيه المثقفين والمعنيين في مؤسسات المجتمع المدني العراقي والعربي للتضامن مع مؤسسته جراء تعرضها الى حملة مداهمات عسكرية قامت بها قوات الاحتلال الأمريكي ومن ثم القوات العراقية التي كان قد استنجد بها للاستعانة والحماية.
والحقيقة أنني لم أتردد في وضع اسمي للتوقيع والتضامن، حيث أعلنت موافقتي لسببين رئيسيين، أولهما أنني ارفض الاحتلال وأساليبه ضد أي مؤسسة أو فرد عراقي حتى وإن اختلفت معه فكرياً أو عقائدياً، وثانيهما أخلاقي يرتبط بإيماني بمبدأ الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير.
وتجدر الإشارة الى أن الحملة ليست بجديدة فقد كثرت في الآونة الأخيرة الحملات لسبب أو دون سبب يذكر، كما أن ما حدث للمدى ليس بسابقة جديدة لم تحدث من قبل مع ما هو أهم وأخطر، لكنه يبقى عملاً مخالفاً لكل الأعراف والمبادئ التي تقرها القوانين والشرائع، ولا ينسجم بأي حال من الأحوال مع ما كان يعتقده البعض ومنهم السيدان حبيب وكريم، على أن الاحتلال جاء ليمنح ما لا يملكونه من حرية وأمان، كما يتعارض مع قواعد اللعبة الديمقراطية التي يتبجح ويروج لها الاحتلال وسلطة المحاصصة الطائفية منذ أكثر من أربع سنوات.
يالها من مسرحية انخدع بها الكثيرون رغم معرفتهم بأن الاحتلال لا يعطي مثلما يأخذ، والسلطة بعقليتها الساذجة وطبيعتها الانتهازية تصوب ولا تصلح. كلاهما يقمع الإنسان والثقافة على حد سواء، يتحدثان عن حرية الرأي والتعبير، لكنهما يجسدان أعنف ماكنة تدمير لعقل الإنسان العراقي ومؤسساته المدنية والإعلامية، والمدى واحدة منها، يُِِشهد لدورها المتميز في نشر الثقافة العراقية.. الأمر الذي يجعلني أن أتساءل، لماذا لا تقوم المدى وسواها من أصحاب الحملات، منذ مجيء الاحتلال ولحد الآن، على نقد ما يجري في العراق من انتهاكات قانونية وجرائم وسرقات لأموال الدولة وموارد الشعب على يد قوات الغزو والمسؤولين العراقيين وعلى أعلى المستويات؟ ولماذا يصر الأيدلوجيون المتأقلمون الجدد على تعتيم الحقائق وتحرير أنفسهم من كل التزام يواجه الأطراف المتسلطة على رقاب العراقيين. ألا ما يتعرض له الوطن والحق العام من انتهاك لا يستحق أكثر من أن يرمى على الإرهاب فقط؟ تساؤلات أطرحها، أتمنى أن نسمع إجابات مقنعة لها.
منذ غزو العراق واحتلاله على يد القوات العسكرية الأمريكية عام 2003 وحتى الآن، لم أطلع على أي حملة أو بيان صدر عن الأستاذين الفاضلين، كريم وحبيب، وغيرهما من المثقفين العراقيين الذين تفاءلوا بالخير الذي سيأتي بعد التحرير، حول ما يجري في العراق من تدمير لمؤسسات الدولة والعمار ونهب الخيرات والقتل على يد ميليشيات الأحزاب الطائفية والعرقية الحاكمة.. ألا من الأحرى بهم أن يسلطوا الضوء على معاناة العراق والعراقيين بمعزل عن المصالح الشخصية والفئوية، وهم من الشخصيات ذات التأريخ المشهود لها. إن ثقافة وحضارة بلاد الرافدين تستحق أكثر من حملة وموقف مسؤول لإنقاذها وإيقاف نهب ما تبقى من تحف وآثار، سرقت من مواقعها بما في ذلك المتاحف العراقية، لتركن في قصور المسؤولين العراقيين من مختلف مشاربهم الحزبية والطبقية والفكرية، أو للمتاجرة بها.
كنت أتمنى من السادة نقد الغوغائيين بالعلن، والكف عن مناغمة المحتلين الولاة والحاكمين الجهلة الذين لا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية والفئوية الضيقة.. القيام بحملة تضامن مع مؤسسة إعلامية شأن رائع، لكن ألا من الأهمية بمكان أن يصار الى حملة للدفاع عن مثقفاً عراقياً كبيراً، مثل سعدي يوسف، الذي عانى ويعاني من حملة هستيرية، كما يتعرض لهجوم عنيف على لسان أنصاف المثقفين الشحاذين هنا وهناك، فقط لموقفه الوطني الرافض للاحتلال والطائفية، بدل أن تشكل لجنة يرصد لها مبالغ طائلة للدفاع عن حقوق الأكراد التي لديهم منها أكثر من أي قومية أخرى، ولا أعرف عن أي حقوق يتحدث عنها السادة، في وقت لا يتمتع أي فرد عراقي آخر بأي حقوق أو ضمانات. فلماذا لا يشكلون أيضاً لجاناً للدفاع عن حقوق الصعاليك العرب أو حقوق إخوانهم من الازيدية والمسيحيين الذين يتعرضون للمهانة وهدر حقوقهم؟ الأمر الذي جعلهم يغادرون وطنهم العراق على شكل أفواج وجماعات. ولماذا لا يستجيبون لنداء المؤرخ والمعماري العراقي الفنان إحسان فتحي لتأسيس لجنة عراقية ودولية لحماية الموروث الثقافي العراقي؟ وإخلاء بابل وأروك من قوات الاحتلال البولونية والأمريكية، وترك المراقبة والإشراف على آثارها وتحفها لهيئة الآثار العامة العراقية.
أتساءل من باب الفضول وحرية التعبير أيضاً، لماذا لا يتعاطى البعض مع مصالح فئات المجتمع عامة، دون وضع اعتبارات لمصالحهم الفئوية الخاصة، ويطلقوا حملات لنجدة العراقيين المهجرين قسراً داخل وخارج وطنهم؟ أو مع الأرامل واليتامى والمعوقين الذين يتعرضون الى صنوف الإرهاب والقتل والجوع على يد قوات الاحتلال وأجهزة السلطة العراقية؟ أو إطلاق حملة لمكافحة مرض الكوليرا الذي بات يهدد حياة الآلاف، وخطر انهيار سد الموصل قبل وقوع الكارثة؟
إنه لمن المستغرب أن ينكسر جدار الصمت لدى البعض ممن تعاملوا مع السلطة الطائفية والاحتلال بحرص لأجل مكاسب وامتيازات آنية، بعد مضى وقت طويل على انجلاء صورة الاحتلال وحاشيته من زبانية متمرسة في النهب والقتل، بسبب تعرض «دار المدى» لفوهة البندقية بالصميم، فيما لم يصر سابقاً إلى اهتمام بشأن العراق وأهله. أما رد الفعل فكان لا يتعدى أسلوب المطالبة بإجراء تحقيق متواضع، باسم الدفاع عن الثقافة وحرية الرأي والديمقراطية «العاهرة» بدل أن يكون موقفاً منسجماً مع بداية النهاية لفك أي التزام مع قوات الاحتلال والتوظيفة الطائفية، اللذين لا سبيل تحت رحمتهما الوصول الى تغيير جذري للأوضاع في العراق ومستقبل أبنائه. أتصور على الاخوة أن يدركوا بأن الوضع بات مختلفاً ويحتاج الى صياغات جديدة تربط بين اساليب الدفاع عن الحقوق العامة ومسألة النضال من أجل حق الوطن والأمة كل الأمة وحضارتها؟
قلنا ولا نزال نؤكد القول بأن الاحتلال والطائفية لن يوفرا لشعبنا ووطننا الراحة والتقدم، فعندما ينكشف المستور من الخبايا وتتضح الصورة أكثر وتسحق العجلة الحلم تلو الآخر، سيتضح ما سيخلفانه للعراق وشعبه، لا شيء سوى الخراب وأمة بلا حضارة ولا عمار وخيرات وفضائل، فصلاً دراماتياً لمأساة قضت لم تنسها الذاكرة العراقية بعد، وتكون المصيبة على الجميع كبيرة، عندئذ سندرك بأن هؤلاء لا هم لهم كان، سوى الدفاع عن مصالح متبادلة خططوا لها بالخفاء والعلن طويلاً، وبالشكل الذي يتناسب مع فرض القوة وتجاهل القانون وأحوال المجتمع.. يبقى إذا كان هدف دعاة تأطير هذه الحملات لأجل التنفيس والمجاملة أو ترويض الذاكرة الذهنية سياسياً، للدفع باتجاه التعاطف مع هذا الحزب أو تلك الحركة، للهرولة وراء المكاسب الوقتية، وليس من باب التناغم مع مصالح الشعب وحرية الوطن، فعليهم أن يسترشدوا بالحكمة القائلة «إن القطار سوف يفوت مَن يأتي متأخراً».


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
عراق اليوم.. المزوّر

جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين


معذرة إذا صفعنا ذوق العالم كله بأننا، ما عدنا نعرف الصادق من الكاذب والحقيقي من المزوّر في عراق اليوم، ومعذرة اذا ما تعاملنا مع بعض مفردات الاعلام على انها ملغومة على مباني تناقض وتفجّر معانيها الأليفة (سابقا)، واولها: (مصادر رفيعة المستوى)، تحتمل ان تكون غليظة طولا وعرضا على قلّة قدر تؤكّدها ايامنا (الديمقراطية) من العمّة الكردية الى العمّة الايرانية مرورا بخوذ (المارينز) الذين جيّرهم رب العملاء (هدية) لمحبّيه وذيوله في الشرق الأوسط.

مصادر العراق (الرفيعة المستوى) أفادت بوجود (9000) من حملة الشهادات (العلمية) المزوّرة في رئاسة الحكومة، منها (1000) من حملة الدكتوراه والماجستير في وزارات مثل التعليم العالي والجامعات، و(5000) منها في وزارة.. الداخلية المسؤولة عن امن الشعب العراقي المنكوب بأهله من (متعددي الجنسيات) والولاءات من جهة ومن جهة ثانية باحتلال مركّب امريكي ايراني، يمارس اللعب على قدمين متعاديتين ظاهرا متجايلتين بالولادة باطنا. وافادت (مصادر) عراق اليوم، الرفيعة والغليظة، انها ألقت القبض على (متهم) لم تذكر اسمه، تخصص في تزوير الوثائق الدراسية (لمسؤولين كبار) في حكومتنا الرفيعة المستوى في العمالة المزدوجة، وقد بلغ عدد الشهادات التي زوّرها صانع الكبار هذا (4000) شهادة، فاستحق لقب (مزوّر الكبار) حسب الحكومة، ولم تعثر (مصادرنا)، الرفيعة ولا الغليظة، بعد على مزوّري صغار المسؤولين من درجة محافظ فما دون، ولكن العزاء هو ان (اللصوص اختلفوا) فبدأوا يكشفون بعضهم على مضمار الحرامية وهم يتنافسون على ذات الغنيمة. وطريف (صانع الكبار) العراقي انه احتفظ لعملائه (الكبار) بنسخ من صورهم وشهاداتهم التي نالوها بفلوسهم من ارقى (جامعات) التزوير في العراق: (سوق مريدي) المعادل (لهارفارد) و(ييل) و(اكسفورد)، والمضحك في الأمر ان (القادة) هؤلاء يعملون، حسب حكومة (المالكي)، في (الوزارات الأمنية والعسكرية) بفضل اكثر من (100) ختم خاص بالوزارات والجامعات ودوائر التربية، فضلا عن مفاصل الحكومة الأخرى، ودهاليز (الأحزاب المتنفذة). وقد سعت، غير مشكورة، (مصادر) غليظة المستوى للضغط على المحققين المكلفين بأمر (صانع الكبار) لتغيير إفاداته واعترافاته ضدّهم، ولكن (خبيثا) من المحققين صور وسجل اعترافات (صانع الكبار) واستنسخها ليثبّت الجرائم والمجرمين، فحاول (القادة) المزوّرون تهريب صانعهم الى خارج العراق، قبل ان تذهب جيفة التزوير الى خارج المراعي الخضراء، مما اضطر المحققون الى ايداعه (أمانة ديمقراطية) لدى قوات الاحتلال وفي واحدة من قواعدها بوصفها محجا ديمقراطيا لصناع الفتاوى لاحقا. ورشح ان من بين صنائع (مزور الكبار) وزيرين، وهذه ليست مضحكة بوجود عدد كبير من هؤلاء يعملون بصفات مستشارين (لفخامة) رئيس الوزراء و(ضخامة) السيد الرئيس، ومنهم مطرب أمّي، في وزارات سيادية وغير سيادية، يقبضون رواتبهم الفخمة من ضلع الشعب العراقي السمين، وعلى معنى الشهادة السوداء تنفع في السرقة البيضاء، حتى ان واحدة ممن حملن شهادة مزورة وعملت بصفة وكيل وزارة هربت ولم تعد. ولكن الألمعي اللّوذعي (حسين الشمامي)، مستشار (فخامة) رئيس الوزراء المزوّرين، دافع بحرارة عن هؤلاء (المظلومين) بقوله ان هؤلاء، وهنا المضحكة: (درسوا في جامعات «مفتوحة« و«حرّة« تنتشر في اوروبا وحوزات علمية دينية في ايران وسورية والنجف)، ويبدو ان هذه «المفتوحة« و«الحرّة «صارت من مقاييس العلم الحديث والعلماء (الأبرار) المستحدثة بقوة الدولار والعمّات الجنوبية والشمالية وما بينهما من خوذ المراعي الخضراء (المقدسة). و(الخلل) الذي اتحفنا به العبقري (الشمامي)، الذي عرّف التزوير بعد الجهد الشديد بالتزوير، هو ان: (القانون العراقي ووزارة التعليم لا يعترفان بهذه الجامعات)، تخلّف عراقي قديم، و:(عدم انفتاح) على علم التزوير المعترف به من قبل حكومة (المالكي) وحدها من بين كل حكومات الأرض، كما اتحفنا عبقري (المالكي) هذا بالمضحكة التالية في تبريره لما حصل بقوله: (الامتناع عن معادلة الشهادات في العراق اضطر بعض المسؤولين الى جلب شهادات معادلة بطريقة غير قانونية ــ !! ــ او البحث عن جامعات في الخارج لمعادلة شهاداتهم في الخارج وهي طريقة غير شرعية). هذا ما حصل ويحصل في (بغداد) التي كانت منارة علم قبل الف عام لكل العالم، وصارت اليوم مرتعا لحملة الشهادات المزوّرة التي لا تعترف بها كل الدوائر الرسمية من اقصى الى اقصى المعمورة التي هتكت الاحتلالات (رفيعها وغليظها) بفضل محترفي تزوير قادرين على تحويل نكرات لا تعرفهم حتى الأزقة المنسية التي جاءوا منها الى وزراء ومستشارين ومسؤولين (كبار) في كل المجالات العسكرية والأمنية في عراق اليوم. ولم تتطرق المصادر (الرفيعة المستوى) الى مفخخة الوظائف الوهمية، وتاجها اكتشاف اكثر من نصف مليون وظيفة وهمية في (مملكة كردستان العظمى) وحدها، وعدد ماثل في (مملكة العمّات المظلومة) في الجنوب، لأن مليون وظيفة وهمية تعد من الاستثمارات (الديمقراطية) الواطئة الكلفة الرفيعة المستوى الغليظة الموارد في جيوب (القادة) و(نجوم الحرية) حتى لو كانت مستقطعة من افواه الأطفال العراقيين وأمهاتهم وآبائهم الذين صاروا ملكا بالوراثة لوطيئات دبابات الاحتلال من تجار الحروب المحليين. صار من حقنا ان نتوجس ونستفز كلما سمعنا القابا مثل: فخامة، وسيادة، ومعالي، واستاذ، ودكتور (عراقي) قادم من عراق اليوم .. المزور. وصار من حقنا ان نشك بمبنى ومعنى مرجعية، دينية او علمية، تمنح شهادتها مقابل حفنة من المال تدفع من قبل نكرة في سوق المزورين ليصير (نجما) في سمائنا الملغومة رغما عنا. فما رأي الفخامات والضخامات في عراق اليوم المزوّر؟ وهل يتكرمون ولو مرة واحدة بكشف اسماء (المسؤولين) الذين زوّروا شهاداتهم.. العلمية؟




ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
للبيع والتصدير معلبات من نفط كردستان العراق!

جميل محسن

العربية نت
فترة لاشك حرجة من التأرجح العراقي القلق , بين النظام المركزي الصارم السابق الذي تفكك لأنه لم يجمع أكثر مما فرق , والفدرالية المختلف كثيرا على فهم والية طرق تطبيقها ربما لقصور في قدرة التصور , وتجنب أخطاء الممارسة , إلى حد أطروحة التقسيم غير الواقعي عمليا ولكن المطلوب بشدة من قبل البعض , تصريحا أو مواربة , ممارسة فعلية واضحة أو على استحياء , وتذبذبات تغذيها تطلعات قومية رومانسية حالمة , سرعان ما تتحول إلى سراب لحظة اكتشافها للواقع المتحكم على الأرض , الذي أساسه إن العراق الموحد حاليا هو الحل حتى على المستوى التكتيكي الضيق الممارس من البعض , لضرورات سياسية واقتصادية ووضع إقليمي وعالمي مساند وضاغط وغير راغب بأي تغيير جغرافي يهز كيان المنطقة .
- البترول نعمة أم نقمة ؟ تبعه سياسيونا حتى نسوا كل ماعداه , حتى في تعاملهم مع بعضهم , أو مع قواعدهم الشعبية , لتكون إيراداته هي الهدف , التي لاتنكر ضرورتها , ولكن بالتكامل والاستناد إلى اقتصاد واضح الأهداف والمعالم , وإدارة كفوئة , تحول الإيرادات المالية إلى واسطة لتمويل العمل والإنتاج , لا خلق تضخم وضيفي , وفساد حكومي لدولة ريعية ومسؤولين وحكام , هم من يراقب ويحاسب المواطنين والشعب بواسطة أجهزة النظام وأنصاره , لا العكس الذي عنوانه إن الحاكم والمسؤول مهما ارتفعت درجته وسلطته هو مجرد موظف , مراقبة أفعاله من قبل المجتمع المدني ومؤسساته الحرة من صحافة وإعلام , ونزول شعبي إلى الشارع .
- كردستان العراق في الفترة الذهبية للتقدم , والتحول إلى القاطرة الساحبة لباقي مكونات العراق إلى شاطئ الأمان والتطور , والاستفادة من فترة السبق من الاحتراب والحوار المسلح وصولا إلى التفهم والتفاهم والاعتراف بالآخر , شرط أن يكون العراق هو الهدف , وليس تكتيك مرحلي وسلعة للتعامل مع القوى السياسية الأخرى التي جمعها نظام المحاصصة في العملية السياسية الجارية في عراق اليوم .
- القيادة الكردية على المحك , ولكن أية قيادة ؟ بمعنى القرار المركزي الواضح الذي يصدر ضمن تسلسل المسؤوليات وهي الصورة الواضحة على الأرض , وفي وسائل الإعلام , ولكن الواقع يقول أن هنالك مركزين يمكن لهما التفاعل ليختلفا أو يتفقا على صيغة توافقية , وليس في ماسبق مشكلة أو مايعيب , حتى في محاولة تقاسم الأدوار بين حزب خلفيته وممارساته إقطاعية عشائرية وعائلية ولكنه شعبي ومتواجد , وآخر ليبرالي ديمقراطي كواجهة وربما مستقبل , مع ممارسات في أقصى حدود الفاشية والدموية حتى مع اقرب الحلفاء , كما حصل للحليف الشيوعي وذبح أنصاره في مجزرة بشت أشان , اومع الأخ القيادي الكردي وإجباره على الاستنجاد بأقسى الخصوم نظام البعث السابق في أعوام التسعينات للخلاص من إبادة حتمية ! ولا داعي للإطالة , ولكن الماضي هو العبرة وغرس الحاضر والمستقبل .
- هل المشكلة في قدرة التفريق بين الستراتيجية والتكتيك ؟ أو أن اللعبة اكبر من قدرة استيعاب بعض ساستنا ! أم تنقصهم الممارسة ؟ برلمان اتحادي وآخر إقليمي , وقوانين مؤجلة , وأخرى مستعجلة , وعصي جاهزة في يد البعض , لوضعها وسط عجلات مسيرة العملية السياسية , أو مالا يعجبهم من قوانين تشرع , أو حتى لتكسيرها \ على رؤوس بعضهم البعض لو سنحت الفرصة .
- نعود إلى قضية الساعة , كردستان وبترولها , ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية التي اعتادت التصرف والى فترة قريبة , بشكل مستقل تماما عن بغداد , حتى في القضايا الكبرى (كما هو الحال في إيواء حزب مسلح يمارس حرب العصابات ضد دولة جارة من داخل الأراضي العراقية ) , وهي ممارسات تتطلب التنسيق والتشاور وتقدير حدود الصلاحيات الدستورية قبل الوقوع في المحذور , عندها يبدأ طلب العون أو إطلاق التبريرات , التي تبدو في بعض الأحيان معقولة , وقابلة للنقاش , كما في المسألة النفطية , فغياب التشريع الحكومي الفدرالي , المتمثل في تأخر المناقشة و التصويت على قانون جديد مركزي للنفط , وقيام حكومة إقليم كردستان (المستعجلة ) بالمصادقة على تشريع مماثل بالاسم مختلف في التفاصيل صادر عن برلمان الإقليم , يمنح الصلاحية الكاملة , للمسؤولين الأكراد المحليين , في التعاقد مع شركات أجنبية تقوم هي بعمليات الاستكشاف والاستخراج والتصدير , ثم يجري بعدها حساب واردات البيع مع المركز , الذي يعتمد حاليا على القوانين القديمة التي ليس بينها حتما تفسير للتعاقدات النفطية خارج نطاق حكومة بغداد .
- الساسة والمسؤولين الأكراد , يدخلون السباق وقد وصلتهم حمى النفط العالمية , يعتقدون إن نسبة أل 17% حصتهم من الواردات الرسمية لتصدير النفط لم تعد تكفي , علما إن بعض مصادرهم تشير إلى أن القيادات الكردية مطلعة وبالتفصيل لما يدور في اغلب مناطق البترول الجنوبية , من تهريب غير شرعي , تصب وارداته الضخمة لمصلحة بعض أحزاب السلطة , لذا تراها غير مهتمة فعليا , بطرح ومناقشة وتفعيل قانون نفط وطني مركزي , غير غامض ولا يحتاج للكثير من التأجيل والجدل والنقاش .
كما إن القيادات الكردية لازالت تراهن على ضعف بنية السلطة المركزية الناشئة وتشتت مراكز قرارها وتناحر أحزابها , وقدرتها أي القيادات الكردية على المناورة من الداخل التي تمثل جزء كبير منه , للسماح أو السكوت , أو ضعف الفعل المبادر , ضد تمرير مسألة التصدير المنفرد , بدء بما يتطلبه التصدير من اشتراك في الأنبوب النفطي العراقي المار عبر كردستان والواصل من منطقة كركوك إلى ميناء التصدير التركي , فا هي حجة كل طرف في المركز والإقليم والأوراق الفاعلة التي يملكها وهل خف حجم وقوة وقدرة التصرف الكردي المنفرد بعد هزة أل(pkk) والغضب التركي الذي لم يهدأ بعد ؟ .
- الإقليم , كقيادة , لا يرى أمامه غير المؤشر البياني لارتفاع أسعار البترول , علما الوقائع تشير بلا مبادرات مستجدة حتى لإنشاء مصافي كبيرة للمشتقات النفطية في المناطق الكردية , هي محرومة منها ’ لتوفير البنزين والغاز والنفط الأبيض والأسود وغيرها من حاجات المواطن تستحضر من بترول كركوك الخام والقريب ,و التي يحتاجها أي المواطن بشدة وليس أمامه غير الاستيراد من دول الجوار و الغالي الثمن , والمبرر وقت حصار الإقليم , وقبل السقوط , وغير المعقول و غير المبرر بعد السقوط ومرور سنوات لم ترافقها مبادرات البدء بمشاريع تصفية وإنتاج مشتقات نفطية محلية , اوتنسيق وتسهيل التزود بالمشتقات المكررة من المصافي العراقية القريبة يشكل مرضي ومريح.
- المركز , وزير النفط العراقي الاتحادي , هو المتصدي الرئيسي والرافض بشدة لكل المبادرات الكردية والمعترض على صيغة العقود , التي يراها باطلة , حسب القوانين العراقية السائدة حاليا , وفي غير وقتها , كما انه يحمل الجانب الكردي مسؤولية عرقلة التوصل لقانون مركزي للنفط والغاز وبالحرف نقلت عنه , وكالة المدل ايست اون لاين ,( إن حكومة كردستان العراق هي التي تعرقل التوصل إلى تبني قانون النفط والغاز ) . فأي طرف نصدق ؟
- قانون النفط والغاز المركزي ينام في مدرجات مجلس النواب العراقي ولا يناقش أو يقر وسط سيل الاتهامات المتبادلة , والنفط يتسرب من العراق شرعا أو تهريبا , والوزير يهدد وبصراحة شجعته عليها تحجيم الطموح الكردي بعد قضية حزب العمال الكردستاني ويؤكد في نفس التصريح السابق ( إن دول الجوار لن تسمح للأكراد بتصدير النفط وهنالك تفاهم بين طهران وأنقرة ودمشق وبغداد في هذا المجال ) , فأي خرم ابره يبقى للتصدير من خلاله ؟ كما واعتبر السيد الوزير في تصريح لجريدة الزمان( إن ماسيصدر من نفط كردستان سيعتبر مهربا !) , فهل ستتساوى في الذنوب أحزاب الشمال والجنوب , والحديث عن القضية التصديرية البترولية العراقية , ومراوحتها بين الشرعية والتهريب .
- ما تبقى لحكومة كردستان وبعد تشبيهها لموقف بغداد , بالظلم والاضطهاد الذي مورس عليها من قبل النظام السابق , ويعاد إحيائه! , فما العمل ؟ وما هو موقف الشركات الأجنبية الراغبة البدء بالإنتاج والتصدير (كسرا للحصار الجائر الجديد ) وكل السبل مسدودة وكل الطرق مقفلة بدأ بالأنبوب وانتهاء بالشاحنات , وكأن لعنة مشكلة حزب العمال التركي قد انتشرت كالوباء في جسم وارض كردستان العراق , وحفزت دول الطوق والجوار على التنسيق مع الحكومة المركزية في بغداد لاحتواء طموحات استقلالية انفصالية في غير وقتها تتوضح بأشكال متعددة , ابسطها محاولة التصدير النفطي المنفرد وغير المنسق مع المركز , فهل سيستمر الطموح أم إيجاد بدائل من خلال الجسم العراقي هي الحل ؟ , استمرار التفكير بالتصدير , لايوجد فيه منفذ غير باب التهريب , وهو غير معقول ولا مربح ولا يستحق المجازفة من قبل الشركات النفطية الأجنبية , إلا ربما بزيادة نسبتها من الأرباح والحصص , أو التعاقدات الثنائية وغير المعلنة , وحسب طريقة النظام السابق ,( نفط للبيع رخيص يجعل حتى العدو صديق) , وذلك غير ممكن أيضا لافتقاد الأخوة الأكراد للخبراء والكوادر المحلية القادرة على إدارة العمليات النفطية المتعددة , كما أن عدم وجود منفذ بحري أو نهري للتهريب المريح كما هو الحال في شط العرب والفاو , يعقد المسألة أكثر , ولا يبقي للطموح إلا الحسرات و التمني , أو الاستنجاد بواقعية الرئيس الطالباني , وفرملة الحلم الذي لم يحن وقته , ولان تكراره قد يحوله إلى كابوس يطيح بكل مافي اليد من تقدم تحسد عليه كردستان العراق .
- البترول وأسعاره مرة أخرى تبدو أكثر توهجا وسحرا وجاذبية , من أي تفكير وحدوي , اتحادي , فدرالي , آخر , ولنقرأ مقتطفات من تصريح للسيد نجيرفان البارزاني رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان نقله راديو سوا , يوم 26 €7 , (إن حكومة الإقليم مستمرة في اتفاقها وعقود النفط مع الشركات الأجنبية )
( إن عقود أخرى ستوقع)
(إن مايقوم به إقليم كردستان دستوري )
وحول تصريحات وزير نفط العراق يقول السيد نيجيرفان البارزاني .
(لايستطيع احد أن يلغي أي عقد من العقود التي ابرمها إقليم كردستان مع الشركات الأجنبية ) .
- التساؤل الآن , هو, لماذا لاتستطيع السلطة الاتحادية إلغاء عقود سلطات إقليمية , مع إطراف وشركات أجنبية ؟ هل تخلى الإقليم عن التعامل مع السلطة المركزية وتجاوز صلاحياتها ؟ , مما يعطي للحوار بعدا آخر! ولكن مهلا فالسيد البارزاني يضيف .
( إن واردات العقود النفطية التي أبرمت ستوزع على أفراد الشعب العراقي )
- لايزال لعراقيته الموحدة صوت ,أي وجه من العملة أو الحديث سنحدق فيه ونفهم ؟
حوار الفدرالية والصلاحيات , والنيات التي هي الأهم , تحددها وتعطي تقييمها الواقعي القوى الإقليمية , وممارساتها على الأرض .
أما البترول واستخراجه وتصديره فسيتحول إلى مشكلة سلطة إقليم كردستان في إيجاد الحل الناجح والسبل المبتكرة لتجاوز الطوق الإقليمي الذي فرضه عليها وزير النفط , فهل سنفاجأ بما لايخطر على بال من طرق التصدير ؟! .


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
أياد علاوي..... طيف أم هاجس ؟؟؟
مهند حبيب السماوي

عراق الغد العراق
يُعد الدكتور اياد علاوي رئيس حركة الوفاق الوطني من الشخصيات المثيرة للجدل في اللعبة السياسية الجارية في العراق اليوم , أذ على الرغم من أن هذا الشخص لايشغل الأن أي منصب حكومي تنفيذي غير كونه عضو في البرلمان العراقي ورئيس القائمة العراقية الوطنية ولايتحكم في القرار السياسي الذي يطبخ في مطابخ العراق السياسية الا عبر مشاركته الرمزية في المجلس السياسي لأمن الوطني وعن طريق اعضاء قائمته العراقية في البرلمان وحقائبه الوزارية التي استوزرها مرشحي قائمته والتي هي اغلبها وزارات غير سيادية بل ومستقيل أغلبهم الأن من الحكومة العراقية .... أقول على الرغم من ذلك كله الا ان هذا الشخص مابرح يفجر كل فترة زوبعة أعلامية تعقب تصريح معين حول الحكومة العراقية والعملية السياسية في العراق أو لقاء معين مع جماعات مسلحة كما فعل قبل فترة وجيزة حينما التقى مع اعضاء من حزب البعث المنحل في أحدى الدول العربية المجاورة والتي أعتبرها البعض تجاوز على الخطوط الحمراء.
ويُرافق هذه الزوبعات الأعلامية _التي يتم التخطيط لها بذكاء وبخبرة عبر صحف ومواقع الكترونية ومؤوسسات أعلامية كبرى ولا تحدث أعتباطياً كما يظن البعض_ يرافق ذلك حديث سياسي وهمس علني حول عودة الدكتور أياد علاوي الى الحكم عبر مايقدمه من أطروحات ونظريات سياسية تنحصر في أحدى الأوصاف الثلاثة الاتية:
1. مؤامرت= كما يسميها المناؤين الذين يعتبرونه هاجساً مزعجاً....
2. مبادرات وطنية لحل الأزمة = كما يصفها مؤيديه الذين يرون فيه طيفاً سيتربع في منصبه عاجلاً أم اجلاً ...
3. مشاريع محتملة = كما يسميها أمثالي التي أرى أنه يمكن أن تخضع للقبول والرفض, لابالنسبة له فحسب بل بالنسبة لأي سياسي أو حزب يقدم مشروع معين , وبالتالي أقف بين أولئك وهؤلاء والذي أرى أنه من الأفضل ان ننظر الى الفعل لا الى الذات في تشخيصنا للأمور وتحليلنا للواقع ومواجهتنا للحقائق وفي قراءتنا لما يحدث ومايمكن أن يحدث في هذا البلد النازف منذ عشرات السنين .
فمن الغباء او المراهقة السياسية_ واقولها بصراحة _ ان نرفض مبدئياً مشروع سياسي يصدر من سياسي او حزب ما من غير أن نعرف مضمونه وغاياته وفحواه , فالسياسة فن الممكن وكل شيء فيها ممكن واصدقاء اليوم ربما سيكونون اعداء في الغد , والعكس قد يكون صحيح , فأعداء اليوم قد يصبحون أصدقاء في الغد , فالمصالح المشتركة والمبادئ الواحدة هي التي تتحكم بالتحالفات والأئتلافات وليس الخلفية الطائفية او الاثنية او القومية .
وقد عُين الدكتور أياد علاوي رئيس لوزراء العراق كما هو معروف من قبل بريمر الحاكم المدني السابق في العراق وبموافقة الأدارة الامريكية الذي زرعت المحاصصة الطائفية في عراق مابعد صدام سواء بموافقة أو عدم موافقة السياسيين العراقيين, وقد كان الياور حينها رئيساً اسمياً للعراق في تلك الفترة التي حكم فيها علاوي والبالغة عدة اشهر لم تتراوح السنة.
طبعاً في تلك الفترة كان تعيين الوزراء قد تم بناءاً على تواففقات مرحلية بين الادارة الامريكية والأحزاب السياسية , حيث تم توزيع الحقائب الوزارية على الاحزاب المشاركة في السلطة وطبقاً لأعتبارات معينة .
والغريب في ألأمر انه وفي كل فترة تظهر كما أشرت أعلاه شائعات وكلام هنا وهناك حول مشروع وطني جديد لأياد علاوي _كما يسميه أنصاره _أو مؤمرات_كما يسميها أعدائه_ يهدف الى حل الأزمة العراقية , ونرى هذه الشائعات تتزامن مع عودة اياد علاوي من لندن الى العراق ليباشر عمله السياسي في العراق بعد جولات مكوكية الى دول مجاورة يقوم فيها بشرح أبعاد مشروعة وموقفه من العملية السياسية أثناء لقائه بسياسيين في تلك الدولة حيث لايخلو دائماً موقفه من العملية السياسية نقداً لاذعاً لحكومة الأستاذ المالكي متهماً الاخيرة بالطائفية وممارسة سياسة الاقصاء دون ذكر مُنجز واحد موضوعي لهذه الحكومة التي علينا _وهذه رايي الشخص_ ان نقف معها وندعمها لابالتطبيل والتصفيق وانما بالنقد البناء الموضوعي والهادف الذي يسلط الضوء على الاخطاء من اجل تصحيحها مساراتها واتجهاتها وعلى النحو الذي يصب في خدمة الشعب العراقي..
أنني اعتقد أن هنالك هواجس وهمية ومخاوف خيالية تتعلق بالسيد علاوي وبدوره في العراق الجديد وعودته الى السلطة في الوقت الراهن , كما أن هنالك اطياف وأمال مبالغ فيها أيضاً تتعلق بأمكانية رجوع أياد علاوي للسلطة دون المرور بصناديق الاقتراع وبموافقة البرلمان لأن أصحاب السلطة الان سوف لن يقبلوا ولن يقفوا مكتوفي الايدي أزاء رجوع ايادي علاوي للسلطة بطريقة عسكرية أنقلابية.
لذلك لاتجعلوا من اياد علاوي هاجساً مُرعباً ولاطيفاً جميلاً , فالديمقراطية النسبية التي تحكم العراق الأن لايمكن ان تاتي بالدكتور أياد علاوي من جديد مالم تنتهي فترة حكم السيد نوري المالكي الحالية باساليب ديمقراطية برلمانية وحينها يكون لصناديق الاقتراع الراي الفاصل الذي ربما سوف يعيد السيد علاوي الى قمة الهرم التنفيذي في العراق المتمثل في رئاسة الوزراء مرة أخرى أو يبعده عن المسرح السياسي العراقي وينتهي دوره كما انتهى دور الكثير من السياسيين الذين ذهبت أحلامهم ومشاريعم أدراج الرياح .

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
دعونا نستمع للأخبار الجيدة من العراق جيف جاكوبي
افتتاحية
بوسطن غلوب


الأخبار الواردة من العراق أصبحت مشجعة جدا في الأشهر الأخيرة ، حتى أن وسائل الإعلام الرئيسية أدركت ذلك. فهل يمكن أن يكون الحزب الديمقراطي وراء ذلك؟ في قصة بعنوان "بغداد تعود إلى الحياة" ، كتب رود نوردلاند في مجلة نيوزويك ، حول التحول المشجع الذي بدأ يأخذ طريقه إلى العاصمة العراقية قائلا: "بالعودة إلى بغداد بعد غياب اربعة شهور ، يمكنني القول أنه يبدو أن الأمور تتحسن ، فلم يكن هناك تفجير ناجح لسيارة مفخخة في بغداد لخمسة أسابيع... والقاعدة في العراق بدأت تظهر كقوات منهكة القوى ، خاصة في بغداد".

ويقر نوردلاند بأن مؤشرات الحياة لا يمكن إنكارها. "بخروجنا من مخابئنا إلى المنطقة الحمراء ، رأيت النتائج في كل مكان. ففي جميع أنحاء بغداد ، فتحت المتاجر والأسواق مجددا لوقت متأخر. واكتظت الحدائق بالمتنزهين ، وأخذ الأطفال يلعبون كرة القدم في الشوارع. وعاد المرور إلى حركته المعتادة. سوق الشورجة في بغداد القديمة ، الذي استهدف بالتفجير ست مرات على الأقل في السنة الماضية ، اكتظ مجددا بالناس. وبالقرب من شارع الرشيد ، عاد إلى العمل متجر شهير لبيع الكتب... يشتري الناس الكحول مرة أخرى - كما كانوا في السابق في بغداد ، قبل ان يغلق المتشددون متاجر الكحول". لم تكن نيوزويك الصوت الإعلامي الوحيد الذي حمل أخبارا جيدة وسارة من مسرح الأحداث في العراق. صحيفة النيويورك تايمز وضعت على صفحتها الرئيسية عنوانا يقول "بغداد تبدأ بالإنطلاق بسبب تحسن الأمن" ، مع صورة كبيرة لعروسين عراقيين ، بملابس الزفاف وبرفقة فرقة موسيقية.

وتحت ذلك: صورة لأشخاص مبتسمين يتناولون العشاء في مطعم الفارس على ضفة دجلة ازدهر مرة أخرى. وفي الداخل ، صورة أخرى لمباراة كرة القدم في شارع حيفا ، الذي أطلق عليه ذات مرة لقب "شارع الخوف" لأنه كان موقعا للعديد من الهجمات الطائفية القاتلة.

في قصة أخرى نشرت على الصفحة الأولى في اليوم السابق "تقول الولايات المتحدة أن الهجمات في العراق انخفضت إلى مستوى بداية العام الماضي" أوردت صحيفة التايمز بعض المعلومات المفرحة: انخفضت الوفيات بين المدنيين %75 في الأشهر الأخيرة ، وانخفض عدد ضحايا قوات الأمن العراقية %40 ، وانخفضت إجمالي الهجمات الإسبوعية على نطاق الدولة حوالي الثلثين منذ شهر حزيران.

صحيفة لوس أنجليس تايمز أيضا ، وعلى صفحتها الاولى ، نشرت قصة حول التطور الموعود ، تتحدث عن "ازدهار غير متوقع للتعاون الطائفي ، حيث يتحالف السنة والشيعة يدا واحدة لحماية مجتمعاتهم من المليشيات". تقول الصحيفة ، أن "النتائج ملموسة. فقد انخفض القتل بصورة كبيرة وأخذت ثقة الشعب بالانتعاش".

بالطبع ، ثمة امكانية أن تتغير الأمور للأسوأ. ففي الشرق الأوسط هناك القليل من الضمانات. ولا يخطط الجيش الأميركي ولا إدارة بوش لإعادة إستخدام الشعار القديم "المهمة أنجزت" في أي وقت قريب. لكن: "بكل المقاييس ، هناك تطور ضخم منذ شهر كانون الثاني" ، كما جاء في افتتاحية الواشنطن بوست ، في 18 تشرين الثاني ، وتنسب الصحيفة هذا الإنجاز إلى الجنود الأميركيين في العراق ، وإلى الجنرال ديفيد بترايوس ، "وللرئيس بوش ، لاتخاذه قرار زيادة عدد الجنود عكس ارادة أغلبية الكونجرس والنخبة التي تضع السياسة الخارجية للبلاد"

ومع اهتمام وسائل الإعلام بالتقدم في العراق ، أليس على قادة الديمقراطين التفكير بالقيام بالامر نفسه؟ ربما يكون هذا وقتا مناسبا تعبر فيه هيلاري كلينتون عن أسفها لإخبار بترايوس بأن تقريره الأخير عن تقدم في العراق "يجبر المرء على عدم تصديقه". لكنها في الواقع ، وصفته بالكاذب. وربما على هاري ريد ، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ، الاعتراف بأنه كان مخطئا حين قال بشكل حاسم "لقد خسرنا هذه الحرب ، وزيادة عدد الجنود لا تنجز أي شيء".

جميع مرشحي الرئاسة الديمقراطيين تخلوا عن العراق. وفي مناقشة أجريت مؤخرا في لاس فيغاس ، رفضوا التخفيف من تبنيهم للهزيمة حتى حين جوبهوا بدليل قاطع على التقدم. وقد استمروا بالإصرار على أن "استراتيجية زيادة عدد الجنود غير فاعلة" ، وأن "الاحتلال يغذي التمرد" ، وبأن "الاستراتيجية قد فشلت" وعلينا "إخراج جنودنا". المعارضة العمياء لحرب تبدو خاسرة أمر يمكن فهمه. لكن هل يمكن أن تتملك الديمقراطيين الهزيمة لدرجة تجعلهم يتخلون حتى عن حرب يمكن الفوز فيها؟ ومع تطورات تبدو واعدة في العراق ، فهذا ليس وقت التمسك بمجلس اليأس.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
العلاقات الايرانية-الكويتية
حميد حلمي زاده
الوفاق الايرانية
الزيارة الناجحة التي قام وزير الخارجية منوجهر متكي الى الكويت ولقاءاته مع الشيخ صباح الاحمد الصباح امير الكويت، اضافة الى رئيس الوزراء ورئيس مجلس الأمة، ووزير الخارجية محمد الصباح، تدل على حجم الاهتمام الخاص الذي توليه الجمهورية الاسلامية الايرانية لعلاقاتها مع جيرانها من البلدان العربية المطلة على حوض الخليج الفارسي.
اللافت في هذا السياق هو تصريح السيد متكي في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الكويتي، والذي اكد فيه على أن (تقدم الكويت وعزتها وقوتها، يوازي تقدم ايران وعزتها وقوتها).
وفي الحقيقة فإن هذا الموقف الايراني الايجابي، يحمل في طياته معاني الودّ والأخوة وإحترام حق الجيرة حيال الكويت وباقي البلدان الخليجية الأخرى، الامر الذي يقطع الطريق على مؤججي المخاوف والهواجس والفتن هنا وهناك، ولا سيما على خلفية توصل طهران الى العلم النووي السلمي.
فعندما يقول وزير الخارجية: ان زمن السلاح النووي قد ولى، فإن هذا الكلام، يمثل موقفا لاجما للذين يتقوّلون على طهران بدعوى السعي لإنتاج القنبلة النووية، في حين يؤكد المعنيون في البلاد على ان التسلح النووي ليس واردا ابدا في العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامية الايرانية.
الى ذلك، فإن ايران تعتبر البلدان العربية في الخليج الفارسي عمقا استراتيجيا مساندا لها بوجه جميع التهديدات والمخاطر القادمة من خارج المنطقة، وهذا ما يفسر تصريح السيد منوجهر متكي في المؤتمر الصحفي المذكور عندما أعلن قائلا:
(لقد أثبتنا دوما اننا نقف بجانب بعضنا البعض، في السراء والضراء)، معززا هذه الرؤية الاستراتيجية الايرانية بالقول:
(أمامنا مرحلة جديدة من التعاون المشترك الذي يجب ان يأخذ مداه نحو الأمام).
إذن فإن ما يثيره البعض من حساسيات وأجواء مشحونة، لا يمكن ان يندرج الا في خدمة القوى الاجنبية التي تستخدم لغة القوة والغطرسة بعدما احتلت العراق واحالت المنطقة الى فوضى عارمة، في اطار تنفيذها مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي يهدف الى إحكام سيطرتها على البلدان العربية والإسلامية ونهب ثرواتها والتحكم بقدراتها، وفقا للاستراتيجية الأحادية الجانب.
من هنا تبدو المسؤولية الرسمية والاخلاقية لايران والبلدان العربية البترولية جسيمة، للوقوف صفا واحدا أمام هذه القرصنة الغربية التي تقودها أمريكا في الوقت الحاضر، وهو ما يستدعي أن تقوم الحكومات في دول المنطقة وخاصة في الكويت، بما يصون هذه الأخوة والجيرة، بشكل دقيق ومسؤول جدا، ومراقبة وتأديب تلك المواقف الاستفزازية واللاأخلاقية لبعض الصحف التي تسير بعكس تيار الود والصداقة وحماية مصالح العلاقات الايرانية.الخليجية.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
جلال الطالباني .. هل هورئيس للعراق أم لجمهورية كردستان الجنوبية العظمى ?

داود البصري
السياسة الكويت
الالعاب والبهلوانيات المضحكة والمؤلمة التي يمارسها رجال المعارضة العراقية السابقة الذين تحولوا لقادة وزعماء للعراق بفضل أحذية المارينز الاميركي لا تدل على مقدار الجهل السياسي ونمو الروح الانانية والاطماع الشخصية ولا تعبر عن تفوق الولاءات القومية الضيقة والطائفية النتنة على الهم الوطني والمصلحة الوطنية العليا فقط, بل أنها تعبر عن أزمة العراق القيادية الفظيعة وهي أزمة بنيوية مستحكمة وتمتد في عمق النسيج الاجتماعي والسياسي في العراق, ومع تصاعد حروب الارهاب السلفي والطائفي, وتعاظم أطماع ومخططات بعض دول الجوار وخصوصا إيران وتركيا بات القادة العشائريون يكشرون عن أنيابهم ويعلنون بوضوح تام ولا أقول بكلمة أخرى عن أطماعهم ونواياهم وأزاء قضية وملف إستثمارات شركات النفط الاجنبية ( النرويجية ) في كردستان العراق والتي تتعارض واقعيا مع المصالح الوطنية العراقية لانها تحقق منافع ذاتية لمصلحة الاحزاب الكردية يبدوأن الجبهة الكردية وقياداتها مستعدة لتحدي الارادة الوطنية لاخر الشوط من خلال قراءة التصريحات التي أطلقها رئيس وزراء حكومة الاقليم نجيرفان بارزاني والتي تحدى فيها الحكومة العراقية بل وقفز على قراراتها وسخر منها!! وهي حالة عجيبة تتطلب من الحكومة العراقية إذا كانت جادة مخاطبة حكومات تلك الشركات وتحميلها مسؤولية عمليات النهب والقرصنة للثروة الوطنية العراقية تحت يافطة وتسمية الاستثمارات, ولكن الاعجب من تحديات وعنتريات ( كاكا نجيرفان )!! تصريحات رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني بِشأن عائدية مدينة كركوك العراقية الشمالية, فالرئيس طالباني يؤكد على ( كردية) كركوك, وهو تصريح غريب ولا ينسجم مع موقع الطالباني القيادي في العراق والذي يفترض أن يطلق تصريحات محايدة وتعبر عن مصلحة ووحدة الشعب العراقي الواحد وليس فئة قومية أوطائفية لانه رئيس لكل العراقيين وليس رئيسا لولاية كردستان الجنوبية العظمى, وليس من الحصافة في شيء أن يقف لصالح طرف ضد أطراف أخرى, فكركوك هي في البداية والنهاية كما البصرة مدينة عراقية تضم مختلف الطوائف والاعراق وليس من المصلحة الوطنية العليا للعراق في ظل شراسة العيون والاسنان للذئاب الرمادية من جنرالات تركيا أن تحسم هويتها لصالح طرف قومي محدد, ثم أن الاكراد اليوم ينهلون من نبع السلطة العراقية بشكل غير طبيعي ولا سابقة له بفضل غباء وتخلف قيادات الاحزاب الشيعية المتصارعة, فالاكراد وأقصد هنا الاحزاب الكردية تهيمن على الرئاسة ومؤسساتها وعلى وزارة الخارجية وسفاراتها وعلى العديد من المصالح الاقتصادية وعلى رئاسة أركان الجيش, وعلى غالبية مفاصل السلطة.. فلماذا الاستعجال بل والتقاتل من أجل تكريد كركوك بشكل قانوني ودستوري ? ألا تدل تلك الاساليب على إنتهازية فظيعة وعلى ميكافيلية مفرطة, وطبعا ذاكرتنا التاريخية لا يمكن أن تنسى أن القيادات الكردية الحالية ما غيرها هي التي تفاوضت مع نظام البائد المشنوق صدام ودماء منتفضي ربيع 1991 لم تجف بعد ? وهذه القيادات ما غيرها هي التي فتحت أبواب ( أربيل ) لقوات الحرس الجمهوري البائد وأستأصلت ( أولاد الخايبة ) من المنتمين للمعارضة العراقية والذين باعهم قادتهم بثمن بخس في نهاية صيف 1996, لا داعي للردح ولا للشتائم.. فالتاريخ القريب وصفحاته السوداء المجللة بالعار والمعمدة بدماء الابرياء من الضحايا العراقيين تؤكد كل صور النفاق والانتهازية والشفط العلني, لقد فشل جلال الطالباني في أن يكون رئيسا لكل العراقيين ولاذ بولائه القومي, ولكن العتب لايقع عليه مطلقا بل على مجمل العملية السياسية المريضة التي جعلت من العراق بمثابة جثة محتضرة بإمتياز, إنها الطرطرة حين تتحول لستراتيجية وسط القيادات العراقية التعبانة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
انهيارات أميركية على غير صعيد.. المؤشرات والدلالات

جمال محمد عبيدات
البيان الكويت
ما إن هبطت قوات الغزو الأميركي من الجو والبحر بعد عاصفة الصدمة والترويع ولامست أقدامها أرض العراق وأعلن رئيسها بخيلاء الطاووس «انتهاء المهمة».


حتى بادرتهم المقاومة العراقية بالرد الذي فاق كل التوقعات. ووضعت أساطير التكنولوجيا والقوة البرية والبحرية والجوية جميعها على المحك. والأهم من ذلك كله أنها وضعت منظومات الأخلاق الأميركية كلها أيضاً على المحك.


أسابيع قليلة بعد «انتهاء المهمة» بدأت التداعيات تتوالى على مختلف الصعد. ففي الجانب العسكري هناك انهيار في إستراتيجية التجنيد، وأخذ الجيش الأميركي اليوم يعاني قصوراً بنسبة 40% عن تحقيق هدفه من التجنيد..


كما بدأت القوات المسلحة تواجه مشكلة في الاحتفاظ بجنودها، حيث يصر ما نسبته (30 %) من المجندين الجدد على ترك الخدمة خلال ستة أشهر، هذا الانهيار أدى بالجيش إلى خفض معايير الاختيار والأداء المعتمدة للجندي.


فقد كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مذكرة عسكرية إلى القادة تأمرهم بعدم تسريح الجنود بسبب «ضعف لياقتهم البدنية أو أدائهم غير المرضي، أو بسبب الحمل أو الإدمان الكحولي أو تعاطي المخدرات».


كما عادت وزارة الدفاع للاستعانة «بالشاذين» بعد أن تراجعت عن قانون كانت قد أصدرته عام 1993 «يحظر على هؤلاء إعلان ميولهم الجنسية داخل المؤسسة».


حتى أن الوزارة وبموجب هذه القانون طردت نحو عشرة آلاف عنصر كانوا يشغلون مراكز حساسة في الترجمة والتحليل الاستخباري.


على الصعيد النفسي والمعنوي هناك حالات انهيار صارخة وفي غاية التعقيد والتأثير. حتى إن الأمراض والاضطرابات النفسية والعصبية التي تصيب الجنود أصبحت إحدى أهم المشاكل التي يعاني منها الجيش الأميركي.


إذ تشير الإحصاءات الأميركية إلى أنه منذ عام 2003 جرح أو أختل عقليا (60 ألف) جندي أميركي على الأقل، بل إن تقريراً أميركياً أفاد بأن (30%) من أفراد الجيش الأميركي يُعانون من أَمراض نفسية وعصبية وأن ربع عدد الجنود الأميركيين العائدين من العراق وأفغانستان يعانون من حالات نفسية مرضية.


أما تَقرير المركز الصِحي الأميركي (المسؤول عن مثل هذه الحَالات) الصادر في30 يونيو 2007 فقد أكد ارتفاع إِجمالي حالات الصحة العقلية في أواسط المحاربين الأميركيين (بنسبةِ 58%) من نَحو (64 الفاً) إلى نحو (100) ألف.


في حين أن تقرير لوزارة الدفاع كان قد كشف عن أن أكثر من 10 آلاف جندي أميركي عادوا من العراق طلبوا المساعدة الطبية حتى يتمكنوا من الاندماج من جديد في المجتمع بسبب شعورهم بصعوبة مخالطة الناس دون خوف.


وإحساسهم بأنهم سيتعرضون لتهديد هذا مع العلم بأن هناك (50 %) من الجنود الاميركان في العراق يخفون أعراض أمراضهم النفسية خوفاً من الإضرار بمستقبلهم في الجيش لأن منهم من لا يريد أن يظهر بمظهر الضعيف، ومنهم من يريد أن يحافظ على معاملة قادته الحسنة!!


كان للضغط والإجهاد النفسي تأثيراته السلبية التي طالت الحياة العائلية للجنود ففي عام 2004 انتهى زواج (3325) ضابطا من الجيش الأميركي بالطلاق وبارتفاع بلغ (75%) عن نسبته في عام 2003 وبزيادة أكثر من ثلاثة أضعاف ونصف معدلاته في عام 2000 هذه الأحوال والانهيارات النفسية البالغة أدت بالجيش إلى الاستعانة بأعداد كبيرة من الأطباء والأخصائيين النَفسيين تراوحت أعدادهم مابين (4 ـ 11 ألف طبيب).


ويقول الجيش الأميركي إنه متعاقد في الوقت الراهن مع (600 إلى 800 ) خبير في مجال الصحة العقلية كما أنه يحتفظ بتسع فرق طبية تضم أطباء نفسانيين وأخصائيين اجتماعيين لتقديم المشورة الطبية لمساعدة الجنود على تخطي الضغوط النفسية المنبثقة من الظروف المحيطة.


وفي هذا العام (16 /6/ 2007) أقر الكونغرس رصد (900) مليون دولار لعلاج الجنود الأميركيين نفسيا بحيث يتم التركيز على معالجة الصدمات النفسية لتي تنتابهم إثر مشاركاتهم في الحرب على العراق وأفغانستان.


كما قررت الإدارة الأميركية إجراء المزيد من المسوحات والدراسات الطبية والنفسية على الجنود للكشف عن الأمراض النفسية وعلاجها بشكل سريع قبل أن تؤدي إلى الانتحار (الذي بات يسجل معدلات عالية جداً) مع نشر الوعي بأهمية اللجوء إلى العلاج النفسي.


كل ذلك أدى إلى ارتفاع فلكي في التكاليف المادية والبشرية للوجود الأميركي في العراق وأفغانستان، فقد أشارت دراسة أميركية جديدة بعنوان: (الصدمة والرهبة تضرب بلادنا). (نشرتها محطة التلفزيون الأميركية ديموكراسي ناو «الديمقراطية الآن») إلى أن تكلفة الرعاية الصحية لمتقاعدي حرب العراق يمكن أن تفوق 650 مليار دولار.


مع العلم بأن الخدمات الصحية الملحقة بالجيش الأميركي تعتبر أنه حتى الجنود الأميركيين الذين أصيبوا خلال معارك في العراق أو بفعل هجمات المقاومة وتم إنقاذ حياتهم سيظلون يعانون من فترة طويلة للغاية قبل أن تكون هناك فرصة لإعادة تأهيلهم مرة أخرى.


(بحسب تقرير نشرته صحيفة يو إس توداي)، في حين تقدر كلفة الجندي الأميركي في العراق بـ (ربع مليون دولار) (بحسب الخبير زكي اليماني ـ برنامج بلا حدود: قناة الجزيرة )، فإن الدعوة إلى زيادة عدد الجنود في العراق إلى (200 ألف عنصر) مع إبقائهم هناك مدة خمس سنوات تعني أن تصبح الكلفة للخمس السنوات المقبلة فحسب (250 مليار دولار)!!


هذا في أحسن الأحوال. هذا عدا عن الخسائر غير المتوقعة، والخسائر المترتبة على عمليات المقاومة من تدمير لآليات ودبابات ومروحيات ونفاثات وهذه بالملايين، وغير تكلفة علاج الجرحى ونقل القتلى.


لقد بدأت دائرة تأثيرات المقاومة العراقية على الأميركيين تتسع، وقد وصلت تردداتها هذه المرة إلى الداخل الأميركي، الذي لم يكتف بالضغط من اجل الانسحاب من العراق.


بل إن المقاومة بنجاحاتها وما أوقعته من انهيارات في الجيش والمدنيين الأميركيين على السواء، إنما سلطت الضوء على المشاكل التي يعاني منها الجيش الأميركي ومنها عدم قدرة أقوى بلد في العالم على تعبئة جنوده لدفعهم إلى قلب المعركة.


بالإضافة إلى الانهيار النفسي الذي يعانون منه، ففي الوقت الذي يصر فيه الرئيس الأميركي على توصيف حربه ضد العراق بأنها مهمة ناجحة، فإن أكثر من ثلثي الجنود الذين تم سؤالهم عن رأيهم في الحرب يقولون إن المهمة غير واضحة بالقدر الكافي.


وأن الحرب كانت غير ذات قيمة على الإطلاق، كما يؤكد الباحثون والخبراء أن ما تم الكشف عنه من انهيارات وأرقام إنما تمثل رأس قمة جبل الجليد فقط؛ تلك هي وَرطة أميركا.


إن المدقق في النتائج يلاحظ أن عمليات المقاومة كانت العامل الحاسم الذي يضرب معنويات الجيش الأميركي. وهذا ما أكده تقرير أميركي صدر حديثاً.


فالمقاومة هي التي أدت إلى ارتفاع حجم الخسائر المادية والبشرية الكبيرة في الجيش الأميركي في العراق، وهي التي ساهمت في خلق الانقسام الحاصل في الولايات المتحدة سواء في صفوف القادة أو الرأي العام حول جدوى الحرب على العراق، وهي التي أدت إلى زعزعة القناعات بعدالة الحرب عند الجنود، وهي التي انتزعت الاعتراف الأميركي بعدم القدرة على الانتصار عليها.
obeidatrj@hotmail.com

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
شيعة العراق .. واحلام الوصاية الإيرانية
عبدالكريم عبدالله
واع

البيان الذي وقعه ثلاثمائة ألف عراقي من شيعة الجنوب وهو – رقم- لايعبر عن حقيقة الحجم والعدد الصحيح للشيعة العراقيين عامة والشيعة في الجنوب بشكل خاص، فالذين وقعوه، خلفهم عوائلهم وعشائرهم، واصدقاؤهم ومعارفهم ومن يوالونهم ويصدقونهم القول ويشاركونهم العقيدة والايمان، والولاء، هذا البيان، وثيقة تؤشر بطلان تلك الدعوى التي مازال حكام إيران يطلقونها منذ ان دخلوا (حوزة التشيع) لاغراض في نفوسهم، كشفها الصفويون طيلة قرنين ونصف القرن من حكمهم البلاد والعباد، وهي ان شيعة العراق، انما هم تبع، وخول، من اتباعهم وخولهم، وتلك لله دعوى باطلة، وما كلف شيعة العراق انفسهم يوماً الرد عليها، فقد كانت حوزتهم في النجف هي سيدة الحوزات، وعلماؤهم، قادة العلماء، وكل رأي في الفقه – الشيعي- كان لرأيهم تابعاً، لكن الامور تغيرت مذ ارتقى سدة الحكم – خميني- الذي فرض على ايران والشعوب الإيرانية بدعة ولاية الفقيه، وسعى ومن معه لتصديرها إلى العالم الاسلامي كله، وفي المقدمة منه العراق، وفي مقدمة العراق والعراقيين، شيعتهم الذين اعلنوا في كل مناسبة براءتهم من تلك الوصاية الموهومة، لكن هذه الصرخة، الوثيقة، الحجة، التي بايع عليها ثلاثمائة ألف شيعي جنوبي، انما تأتي اليوم-كأول صوت منظم- انما تصفع حكام إيران على وجوههم بقوة، وتقطع السنتهم، وتخرس دعاواهم حول تلك الوصاية، وهي اذ تحمل صوت رجل الدين وشيخ العشيرة والحقوقي والطبيب والفلاح والمهندس والمعلم والاستاذ الجامعي والمرأة والرجل البسيط، انما لتعبر ببساطة ليس عن طبقة معينة وحسب وانما عن كل شرائح مجتمع الجنوب الذي يدعي حكام طهران انه انما يواليهم، وقد كشف للعالم كله زيف تلك الاكذوبة بل ان أخطر ما فيه انه وقف الى جانب المعارضة الإيرانية ممثلة بمنظمة مجاهدي خلق مطالباً ببرائتها من تهمة الارهاب التي الصقت بها عنوة، وداعياً منظمة الامم المتحدة للتدخل واجراء كشف على وقائع الحياة اليوم لشيعة الجنوب الذين اوغل حكام إيران في دمائهم سفكاً وفي اعراضهم هتكاً، وفي اموالهم سلباً ونهباً، وفي عقائدهم وثقافتهم وتقاليدهم واعرافهم تشويهاً وتسفيهاً، بيان شيعة العراق هذا في حقيقته، وثيقة دامغة ودعت، بل دفنت الى الابد، كل احلام الوصاية لحكام طهران، على شيعة العراق الذين اعلنوها مدوية ان ولاءنا الاول انما هو لوطننا واخلاصنا لابنائه، ولجارنا ان نحترمه طالما احترمنا، فان جار جرنا.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
من يدافع عن دمج الميليشيات في القوى الأمنية ولماذا؟
طالب التميمي
واع

تفيد المعلومات ان حكومة المالكي بدأت بتنفيذ خطة ادماج ميليشيات قوة القدس التابعة للحرس الإيراني في القوى الأمنية بصورة رسمية بحيث تم اعداد قائمة تتكون من أكثر من 18ألف شخص وسيزداد العدد الى حوالي 30 ألف شخص للتوظيف في وزارتي الدفاع والداخلية.
في حين تصنف الادارة الأمريكية فيلق الحرس الإيراني وقوة القدس بانها ارهابية بسبب تدخلاتها الارهابية في العراق وفرضت عليها عقوبات ومعاقبة كل من يعاون قوة القدس، نشاهد لكثير من قادة قوة القدس ادواراً بارزاً في مؤسسات الحكومية العراقية حيث يخدعون الرأي العام لمنع اعتقالهم ومعاقبتهم.
أحد أهم العناصر وأكثر تأثيراً في هذا المجال هو هادي العامري (قائد قوات بدر باعتبارهم جزءًا من قوة القدس في العراق) يعمل حالياً رئيس لجنة الأمن في البرلمان وليس له عملاً الا ان يخدم المصالح الإيرانية بتنسيق كامل مع السفير الإيراني في بغداد (حسن كاظمي قمي).
هادي فرحان عبدالله العامري الملقب بـ «ابو حسن العامري» يتولى في الوقت الحاضر قيادة منظمة بدر ومن الاشخاص الذين يرتبط بشكل مباشر مع فيلق القدس الايراني . انه يمتلك جنسية ايرانية باسم (حسن عامري) وزوجته ايرانية . انه زار ايران عدة مرات بشكل سري خلال العامين الماضيين والتقى بـ (قاسم سليماني) قائد فيلق القدس التابع لقوات الحرس الايرانية.
ابو حسن التحق في عام 1986 بفيلق بدر ودخل دورة (دافوس) العليا (كلية القيادة والأركان) في جامعة الامام الحسين التابعة لقوات الحرس الايرانية ورتبته تعادل عميد الحرس.
كما احتفظ ابوحسن العامري خلال العامين الماضيين ارتباطاته مع فيلق القدس ويتم ارسال رواتبه باستمرار من ايران كعضو في فيلق القدس. رقم حسابه (3014) ورقم ملفه في سجل الرواتب في فيلق القدس (10074) ويتقاضى شهرياً أكثر من مليونين وستمائة ألف ريال ايراني ما يعادل راتب عميد في الحرس الايراني.
كان لابي حسن في ايران ارتباطات مع أعلى مستويات القيادة في فيلق القدس مثل قاسم سليماني وقاآني – قائد فيلق القدس ونائبه – وكذلك عميد الحرس حامد رئيس استخبارات فيلق القدس و كريم رئيس مديرية العمليات في فيلق القدس وكذلك مع عميد الحرس ايرج مسجدي وعميد الحرس احمد فروزنده و عميد الحرس محمد جعفري رئيس استخبارات هيئة قيادة أركان في قوات الحرس و بقية قادة قوات الحرس ويجتمع معهم وكان يتلقى أوامره بشكل مباشر من عميد الحرس قاسم سليماني و عميد الحرس مسجدي وعميد الحرس جعفري.
وأثناء سقوط النظام السابق وعند دخوله مدينة العمارة لاول مرة عبر نقطة مهران الحدودية كان يرافقه قادة مقر ظفر التابع لمقر رمضان .
ابو حسن قدم حضورياً تقارير عن الاوضاع في العراق وتقدم الاعمال مباشرة لقاسم سليماني في كل زيارة قام بها لايران بصورة سرية.
كشف احد منشقي فيلق 9 بدر الذي انشق صفوفهم بعد ارتكابهم جرائم في كربلاء عن مشاهده حيث كان يتعاون مع هادي العامري عن كثب ومنها:
بتاريخ 20 شباط 2002 ذهب الى كرمانشاه عبر الكوت وشارك في اجتماعات مع قادة فيلق القدس . و بتاريخ 30 شباط 2002 شارك مع ابوذر الخالصي الذي وصل كرمانشاه من بعقوبة قبل يوم في اجتماع لقادة فيلق القدس التابع لقوات الحرس وتلقى الخطوط والتوجيهات من عميد الحرس جعفري. بتاريخ 28 شباط 2003 شارك في اجتماع مع قادة مقر فجر بمدينة الاهواز. و في كانون الثاني عام 2005 التقى في نقطة حدودية مع قادة فيلق القدس.
ابوحسن العامري عضو كبير في اللجنة المركزية للمؤسسة المسماة بـ «الجهاز المركزي» الذي هو أكبر تنظيم ارهابي موجود في العراق يخطط و ينفذ يومياً عدة أعمال ارهابية في مختلف المدن العراقية ويعمل مباشرة بامرة عبدالعزيز الحكيم شخصياً.
تلقى الجهاز المركزي فتواه للاغتيال من مكتب الخامنئي ويتم تحديد الاهداف بالتنسيق مع قيادة مقر رمضان الايراني ومن ثم يتم تنفيذ العملية. لجهاز المركزي 7 أعضاء رئيسيين كلهم في الوقت الحاضر مسؤولون في وزارة الداخلية أو الشرطة العراقية.
تكرس المجموعات الموالية للنظام الايراني مثل منظمة بدر والمجلس الاعلى على تصفية المناهضين للنظام الايراني جسدياً خلال الاشهر المتبقية حتى الانتخابات أو من خلال اختلاق ملفات لهم لكي يمنعهم من الحضور النشط في تيارات سياسية مستقلة حتى تبقى أمور البلاد بيد الاحزاب الموالية لفيلق القدس.
ويتسلم هادي العامري شهرياً مبلغ ثلاثة ملايين دولار رواتب منتسبي فيلق بدر في عموم العراق ومبالغ أخرى لتنفيذ العمليات والنشاطات الارهابية – الاستخبارية من فيلق القدس وذلك بارسال المسؤول المالي لمنظمة بدر الى ايران وادخال المبلغ الى العراق.
واتفق كل من الرئيس الايراني احمدي نجاد ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على تشكيل فيلق للحرس الثوري الايراني في العراق بشكل رسمي حيث جاء هذا الاتفاق خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها المالكي الى ايران في الشهر الثامن من هذا العام وقد جاء تشكيل هذا الفيلق على خلفية وضع الجانب الامريكي الحرس الثوري الايراني ضمن قائمة الارهاب وايجاد مساحة اوسع لعمل الحرس الثوري الايراني في العراق والمنطقة تحت مسميات وهمية وبغطاء سلطة الحكومة العراقية الحالية وبناء على هذا الاتفاق اصدر المالكي امراً ديوانياً برقم ( 89 ) في 11- 10 -2007 صادر من مكتب القائد العام للقوات المسلحة وموقع من قبله يعلن في هذا الامر الديواني تشكيل هذا الفيلق وتعمل عناصر هذا الفيلق تحت مسميات اجهزة وزارة الدفاع والداخلية والامن الوطني والمخابرات وقد طلب من وزارة المالية تخصيص المبالغ اللازمة والوظائف لعدد المتطوعين والبالغ عددهم ( 18462 ) ( ثمانية عشر الف واربعمائة واثنان وستون ) بموجب القوائم التي تبداً بالتسلسل (1 – رعد كاظم عبود محمود) وتنتهي بالتسلسل (18462- احمد زكي مزعل وطبان) حيث يتم توزعيهم على هذه الوزارات بصفة ضباط ومنتسبين علما ان جميع هؤلاء هم من عناصر الحرس الثوري وقوة القدس ويعملون تحت غطاء منظمة بدر وحزب الدعوة وثار الله وحزب الله اضافة الى الاحزاب التي ترتبط من حيث التنظيم بالاجهزة المخابراتية الايرانية ونرفق نسخة طبق الاصل من هذا الامر الديواني».

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
إنهم ينتحرون بالفعل على أسوار بغداد

د. عيدة المطلق قناة
الدستور الاردن
لم تكن ظاهرة الانتحار تلاحظ باهتمام كبير في الجيش الأمريكي حتى وقت قريب .. ولكن الدراسات التي تمت بعد حرب فيتنام أوضحت ان معدلات الانتحار في القوات التي شاركت في القتال في فيتنام كانت مرتفعة جداً بعد العودة إلى أمريكا ، فقد قدرت بعض الدراسات حالات الانتحار بين الجنود السابقين بحوالي (20) ألف حالة انتحار. واليوم يوجد في الولايات المتحدة 25( مليونا) من المحاربين القدامى منهم 1,6 مليون خدموا في العراق وأفغانستان.

وقد جاء في أحدث التقارير (أذاعته محطة سي بي إس الأمريكية 15 تشرين الثاني 2007 ، عن دراسة استمرت خمسة أشهر حول جنود أمريكان شاركوا بالقتال في أفغانستان والعراق) بأن القوات المسلحة الأمريكية بعامة تعاني من "وباء الانتحار".. ومعدلات الانتحار آخذة بالارتفاع في صفوف القوات الأمريكية المحتلة وبشكل سريع إذ بلغ عدد المنتحرين من الجنود العائدين إلى بيوتهم في إجازات من الجيش (6256) عسكريا تتراوح أعمارهم ما بين 20( و 24 سنة) أي بمعدل 120 حالة انتحار أسبوعيا.

أما بالنسبة لأوضاع الجنود الأمريكيين في العراق فإن الحرب قد تسبب في إصابتهم بإصابات وجروح بالغة الخطورة لم تكن معروفة فيما سبق للقوات الأمريكية من نزاعات.. فقد كشفت دراسة قام بها الاطباء في الجيش أن ما يتراوح بين 15( و 20%) من القوات الأمريكية المحتلة في العراق يعانون من أمراض نفسية قد تدفعهم إلى الانتحار ، بسبب الحرب المستمرة هناك ومصيرهم المجهول.. بل أكد اعتراف جديد للبنتاغون بأن معدل انتحار الجنود الأمريكان في العراق يواصل ارتفاعه مع ارتفاع نسبة الذين يعانون من اضطرابات نفسية في العام 2006 إلى (70%). هذه المعطيات الإحصائية تشير إلى خلل كبير في الصحة العقلية للجنود الأمريكيين المنتشرين في مناطق التوتر والقتال في العالم (خاصة في العراق وأفغانستان).. وقد عبر عن هذا الخلل أحد ضباط البحرية الأمريكية السابقين بقوله "صحيح أنه ليس كل من يعود من الحرب يعود جريحاً .. ولكن بالمقابل فإن لا أحد يعود دون أن يكون قد تغير"، وأما عن أسباب هذه الانهيارات فقد عزاها تقرير خاص بـ "تقييم الوضع النفسي لأفراد الجيش الأمريكي داخل الولايات المتحدة أو خارجها تجريه وزارة الدفاع الأمريكية سنوياً" ، بأن معظم الجنود المنتحرين كانوا يعانون إما من الانعزالية وفشل بعلاقاتهم الاجتماعية ، أو من مشكلات مالية أو قانونية ، أو لأسباب تتعلق بـ"عمليات احتلالية"،، .. ولعل الأمور مرشحة للتفاقم حيث يعيش بعضهم في أزمة نفسية مستعصية بسبب الحرب .. وأما بالنسبة للجنود المنتشرين في العالم ، فإنه كلما زاد عدد القتلى ، ضعفت معنويات الأميركيين بعامة. أما الجنود فيتذمرون ويعلنون عن مللهم.. فهذا جندي يؤكد أن "اليوم الجميع منهارون .. راغبون في العودة إلى منازلهم"، ،.. فانهيار معنوياتهم عائد إلى غياب أي أفق لعودتهم.. فإن "أسوأ أمر بالنسبة إليهم هو عدم معرفتهم متى يعودون إلى ديارهم ".. "الجميع سئم وكلهم يريدون العودة إلى بيوتهم" .. إنهم يعانون من القلق والتوتر ..وباتت أعراض الانهيار الأكثر شيوعاً .. كما يعانون من "الإنهاك" و" قلة النوم"عند بعضهم .. في حين أن بعضاً منهم "يمضي وقت فراغه في النوم" ..وبعضهم ينام لساعات طويلة .. غير أنهم لا يجدون لديهم الطاقة الضرورية للنهوض" (بحسب أقوال الجنود أنفسهم).

أما الأسباب التي جاءت على ألسنة الجنود فتعبر في معظمها عن الخوف والتوتر والاضطراب النفسي ..فهذا جندي تخيفه كتابة على أحد جدران مدينة الفلوجة تقول "ليبارك الله مقاومي حي المساجد" .. وآخر يقول "انهارت معنوياتي عندما قالوا لنا لدينا مهام أخرى لكم هنا".. في حين يقول زميل له "أتينا إلى هنا بعقلية المحارب وليس بذهنية قوات حفظ سلام"... وضابط يعلق "إنهم لا يطمئنون لدورهم في حفظ السلام" .. وآخر يريد فقط إعلام بوش بـ"أن الجميع تعب هنا".."الجنود هنا تعبوا وملوا" .. وآخر يقول "ليعيدونا إلى ديارنا وليأتوا بآخرين محلنا".

وأما بالنسبة لجنود الاحتلال البريطاني في العراق فإنهم ليسوا أحسن حالاً من نظرائهم الأمريكيين.. فهم أيضاً يعانون من ظاهرة الانتحار والأمراض النفسية والعقلية.. فقد ذكرت صحيفة (الغارديان) بأن "ثلثي القتلى من الجنود البريطانيين في العراق سقطوا في عمليات قتالية ، بينما توفي الباقون نتيجة أمراض أو حوادث ، وقد يكون الانتحار أحد أسبابها".. أما صحيفة (الاندبندنت) فقد ذكرت بأن وزارة الدفاع البريطانية اعترفت بان (4017) جندياً تم اجلاؤهم من العراق لأسباب طبية مع أن الحكومة البريطانية تواجه اتهامات بالتكتم على الخسائر البشرية الحقيقية جراء مشاركتها في غزو العراق: (كحال الإدارة الأمريكية التي لا تكشف إلا عن (30%) من خسائرها وتتكتم عن الباقي ، وهذا ما أثبتته إحصائية موثقة صدرت عن مركز صحافة السلم والحرب في بغداد).

حقاً إن الإدارة الأمريكية باتت تواجه جملة من الإشكاليات منها:

1. عزوف الشباب الأمريكي عن التَطوع في الجيش للتعويض عَن أعداد القتلى والجرحى في الحرب ، مما اضطرها للاستعانة بالمرتزقة من طالبي الجنسية و شركات الأمن (من أمثال بلاك ووتر) .. فضلاً عن الأزمة الخانقة التي تحياها أمريكا في تمويلها للحرب.

2. الإنكار المستمر من قبل الإدارة الأمريكية .. فقد أكد التقرير الذي بثته محطة "سي بي إس"( يوم 15 ـ 11 ـ )2007 إن وزارة الدفاع الأمريكية لا تعترف بهذه الحالات وتعتبرها حالات غير عسكرية ولا تدخل ضمن خسائر الجيش الأمريكي .. في حين يؤكد التقرير أن الأرقام الفعلية للانتحار تشكل ضعف عدد الحالات المعلنة. أما والد أحد الجنود المنتحرين في عام 2005 عن عمر ( 23 عاماً) فيقول بأن "الأوساط الرسمية العسكرية لا تريد الكشف عن المشكلة". ولكن وبرغم "الإنكار" فإنه بالأمس القريب 24( ـ 10 ـ )2007 أصدر الكونغرس قانونا لـ"خفض معدلات انتحار الجنود الأمريكيين" أطلق عليه قانون"جوشوا أومفيغ" (جندي أمريكي من أيوا مات منتحرا وهو في سن الـ22 وذلك بعد مرور أحد عشر شهرا على الاحتلال الأمريكي للعراق).

3. أكدت جميع الدراسات الامريكية بأن عدد الجنود الذين يميلون للانتحار من خريجي الوحدات التي قاتلت في العراق وأفغانستان ، يبلغ ضعف الجنود من الوحدات الأخرى في الجيش الأمريكي... وهي في ارتفاع مستمر بالرغم من وجود تسعة فرق طبية متخصصة تضم أطباء نفسانيين وأخصائيين اجتماعيين لمساعدتهم على تخطي الضغوط الناشئة عن الظروف القتالية ، والتعايش معها،، نخلص من ذلك بما أكده الكثيرون (ومنهم آرون جلانتز: إنتر برس سرفيس ، 16 - 5 - م2007 ) بأن "الانتحار بات سلاح الجنود الأمريكيين للنجاة من مستنقع العراق.. بل للتخلص من كابوس مرعب ومن حياة هي أشبه بالموت البطيء،، فالاضطرابات النفسية التي يؤدي بع ضها إلى الانتحار إنما هي تعبير عن أزمة النفوس المرتعبة.

فهل يدرك الأمريكيون حجم المشاكل التي يعانون منها؟ ألم يتعلموا شيئا من دروس التاريخ والجغرافيا والأخلاق؟ لقد طال ليل بغداد وكابول .. ولكن الفجر آت ، بل إنه لقريب جداً.. فها هم ينتحرون بالفعل على أسوار بغداد،،

eidehqanah@yahoo.com


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
اتفاق غير ملزم
نواف ابو الهيجاء
الدستور الاردن
عشية انعقاد مؤتمر انابوليس اعلن في العاصمة العراقية ان اتفاقا قد تم ابرامه - عبر مؤتمر دائرة تلفزيونية مغلقة بين المالكي والرئيس الامريكي جورج بوش جاء فيه : الاتفاق على ان من الضرورة بمكان ان يتم اخراج العراق من (الفصل السابع ) من ميثاق الامم المتحدة .

التجديد الراهن للقوات ( الحليفة في العراق ) سيكون الاخير ، وينتهي مع نهاية عام 2008 . ان هذا الاتفاق غير ملزم.

التوقف عند مدلولات الاتفاق ونتائجه ( غير الملزمة ) ضرورة تحتمها عملية فهم ما يجري في العراق منذ احتلاله في نيسان عام ,2003 فثمة النص على ضرورة شطب اسم العراق من الفصل السابع من الميثاق ومعنى ذلك القول مباشرة وبوضوح ان الغزو الذي تعرض له العراق ، ومن ثم الاحتلال ، قد تم نتيجة منطقية لتنفيذ احكام الفصل السابع من الميثاق . أي ان العدوان والغزو والاحتلال اكتسبوا المشروعية الدولية.

والحقيقة هي ان العدوان والغزو لم يحصلا على تفويض من مجلس الامن ، اذ يجب ان نتذكر ان المجلس كان منعقدا لبحث الوضع المتوتر بين الادارة الامريكية والعراق حين شرعت قوات الغزو بالعدوان على العراق .

وهذا يقودنا الى ( المكسب ) المعلن عنه في العاصمة العراقية المحتلة : أي الاتفاق - غير الملزم - على اخراج العراق من الفصل السابع ، وليس الاتفاق على حتمية وضرورة خروج قوات الاحتلال من العراق.

واذ يقال ان التجديد الراهن الذي سيستمر حتى نهاية العام القادم سيكون الاخير فالرد كامن في ان هذا الاتفاق غير ملزم : الادارة الامريكية غير ملزمة بتنفيذ الاتفاق بشأن سحب القوات الغازية من العراق . وبانتهاء العام 2008 ، ستكون ولاية الرئيس الامريكي جورج بوش قد انتهت ، أي الامر الأكيد هو ان تترك المسائل المتعلقة باحتلال العراق للرئاسة الامريكية القادمة مع بداية عام ,2009

على ماذا حصل العراق بتوقيع او ابرام الاتفاق عبر دائرة تلفزيونية مغلقة ؟ الجواب المؤكد : لا شيء. وماذا جنت الولايات المتحدة من هذا الاتفاق ؟ حصلت على اقرار ( عراقي ) - او انه ارتدى الثوب العراقي - بأن الغزو والاحتلال كانا مشروعين وبموجب الفصل السابع من الميثاق الاممي .اما احتمال ان تكون سنة 2008 هي السنة الاخيرة لوجود قوات الاحتلال في العراق فمسألة متروكة للزمن وما يستجد في كرسي الرئاسة الامريكية وشاغل البيت الابيض بعد انتهاء ولاية جورج دبليو بوش.

والحقيقة ان الواقع على الطبيعة في عموم العراق يشير الى اعتزام الولايات المتحدة البقاء ( ولأمد طويل جدا ) ما دامت التهيئة للقواعد الامريكية العسكرية الثابتة جارية على قدم وساق ، وفي اكثر من مكان في عموم وادي الرافدين . وبالتأكيد فان الاعلان عن هذا الاتفاق ، وفي توقيته ، جاء لدعم الاهداف الامريكية الكامنة وراء الدعوة لمؤتمر انابوليس ، وهذا مؤكد بناء على توقيت الاعلان ، وبصرف النظر عن كونه غير ملزم . والطرف القادر والمؤهل على رفضه او عدم الالتزام به هو بالتأكيد الولايات المتحدة ، اكان في الرئاسة رئيس جمهوري ام آخر ديمقراطي.

ان صاحب القوة العسكرية هو صاحب القرار الفعلي في الساحة العراقية . والقوات الغازية امريكية والاحتلال امريكي ، وغير مشروع ، لا من العراقيين ولا من المجتمع الدولي عامة ولا من مجلس الامن خاصة . النتيجة ان الاعلان المذكور فاقد الاهمية لسبب بسيط جدا هو انه غير ملزم للطرف القادر على محوه او شطبه متى ما شاء .. وهو بالتأكيد الطرف المحتل - الامريكي.

nawafabulhaija@yahoo.com


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
حلفاء وأتباع بوش يتابعون السقوط
محمد شريف الجيوسي
الدستور الاردن
.. وسقط حليف آخر للرئيس الأمريكي بوش عشية انابوليس ، وتحضيرات الحرب على إيران وعلى أطراف اخرى ، حيث هزم رئيس الوزراء الأسترالي المحافظ جون هاورد وفاز منافسه العمالي كيفن راد ، الذي ينوي سحب قوات بلاده من العراق وأفغانستان وإجراء مراجعة لسياساتها الخارجية. :

ومن قبل سقط حلفاء أخر: رؤساء وزارات اسبانيا وإيطاليا وبريطانيا ، وهزمت إسرائيل على أيدي بضعة آلاف من مقاتلي المقاومة اللبنانية في حرب تموز 2006 ، وفشلت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها كل حلفائها و" مريديها"في حربي أفغانستان والعراق. ويوشك الحليف الباكستاني مشرف على السقوط بما تحمّل من أوزار التبعية المجانية .

وسحبت العديد من الدول قواتها على الرغم من انزعاج إدارة بوش وضغوطها .ورغم ذلك تعمل أمريكا على توسيع رقاع الحروب والاضطرابات والفوضى في السودان والصومال وإيران وسورية وغيرها. وتشدد الولايات المتحدة وإسرائيل من حصارهما على قطاع غزة المحاصر منذ سنوات ، في زهو جبان على شعب أعزل : فلسطيني . ولم تسلم"رام الله"أو ما تبقى من الضفة بعد اقتطاع الأغوار وما خلف جدار الفصل والمستعمرات ومعظم القدس الشرقية ، من الاقتحامات والاغتيالات والاعتقالات وحواجز الاحتلال ، رغم إعجاب اسرائيل المعلن بشريك السلام الرئيس محمود عباس ، الذي لم يحصد من "الشركاء الإسرائيليين" غير التسويف واحراجات الانتظار واقتطاع القطاع ، وتذمرات واسعة في قواعده وخصومات معلنة في قمة الهرم السياسي لحركته.

أصبح بوش الخاسر لعنة على حلفائه داخل وخارج الولايات المتحدة ، فما تمر فترة حتى نسمع سقوط أحد حلفائه أو تابعيه ، أو انسحابهم من ورطات الصراع الذي يضع بوش نفسه فيه. كما نشهد في فترات أقرب استقالة معاونيه من الأمريكان تباعاً اختياراً وصحوة أو اضطرارا واندحاراً.

وفي عهد بوش ، ورغما عن سياساته وإلهاماته تنخرط بلدان عديدة في متغيرات غير صديقة لواشنطن كما حدث في الحديقة الخلفية لواشنطن في غير بلد من امريكا اللاتينية . أو كما يحدث في روسيا والصين من صحوة حقيقية . بل إن بلداً مهما كتركيا هو الآن غيره قبل 2000من حيث علاقته بأمريكا وإسرائيل ، ومن حيث علاقته بدول الجوار - إيران وسورية - وبدول عربية وإسلامية اخرى.

إن حرباً تبدو وشيكة تنوي أمريكا وإسرائيل خوضها في المنطقة ، ستفسد ما تبقى لهما من تحالفات وأصدقاء وأتباع ومريدين ومرغمين .. وستعمل على مزيد من التردي والانشقاقات الداخلية ، وتراجع الاقتصاد والحريات الديمقراطية فيهما . كما ستدفع الحرب إلى إضعاف المراهنين أو المرغمين على خيارات واشنطن السياسية ، وستقدم لما يسمى الإرهاب فيها نقاطاً إضافية.

لقد بات التحالف مع واشنطن في ظل إدارتها الراهنة ليس امتيازاً بل عبء وخسران في الداخل والخارج ، ولا تبدو مؤشرات مقبلة مغايرة بل نقيض ذلك . ولا بد أن سياسات إدارة بوش المقامرة والخاطئة وراء كل الإخفاقات التي تحصدها وتحمّل أوزارها الآخرون وفي المقدمة الحلفاء والمرغمون.

albuhira@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
محاكمة صحفي في العــــراق
توم كيرلي
واشنطن بوست

أخيرا وبعد طول انتظار، ربما يجد المصور الصحفي في وكالة آسوشييتد بريس والحاصل على العديد من الجوائز بلال حسين طريقه إلى المحكمة. ولكن المشكلة هي أن العدالة لن تكون عمياء في هذه القضية، وإنما محاميه هو الذي سيكون كذلك.
بلال حسين معتقل لدى الولايات المتحدة في العراق منذ أن تم إلقاء القبض عليه في 12 ابريل 2006 في الرمادي وهي مدينة عنيفة في محافظة مضطربة لم يجرؤ على الدخول إليها غير نفر قليل من الصحفيين الغربيين. وقد زعم الجيش (الأمريكي) آنذاك أن بلال على صلة ببعض المتمردين. ثم عاد الجيش هذه الايام ليعدل قصته ــ بحسب ما أوردت مجلة بابليشر ــ قائلا إن بلال في واقع الأمر «إرهابي» تمكن من «اختراق الأسوشييتد برس».
نحن على يقين من أن جريمة بلال هي أنه التقط صورا لم تكن حكومة الولايات المتحدة تريد لمواطنيها أن يروها. ولعل كون بلال فردا في فريق الأسوشييتد بريس الذي حصل مؤخرا على جائزة عن تغطيته الصحفية في العراق قد زاد من الاشتباه فيه.
على مدار التسعة عشر شهرا من اعتقاله، لم يتم توجيه تهمة لبلال بارتكاب أية جريمة، برغم كل الادعاءات التي ما فتئ الجيش يطلقها اعتباطا. وقد تبين لنا من فحص كل ادعاء من هذه الادعاءات أنها مزورة، أو مبالغ فيها، أو ضئيلة الأهمية. والآن، يعتزم الجيش الأمريكي على حين غرة أن يقيم قضية جنائية ضد بلال أمام القضاء العراقي خلال أيام قليلة. ولكن الجيش لن يخبرنا بأمر الاتهامات، أو الأدلة التي سيقدمها، بل ولن يخبرنا بموضع انعقاد الجلسة.
ليس ذلك لأن المدعي الفيدرالي السابق ــ ومحامي بلال ــ باول جارديف لم يسأل. ولكن لأن الحوار سار على النحو التالي:
«متى ستقوم المحكمة بعقد جلستها الأولى؟» عفوا، لا يمكن أن نخبرك، فقط نقول لك إن ذلك سيكون يوم 29 نوفمبر أو بعده. ولأننا نريد أن نتعاون معك، فسوف نخبرك بالموعد الدقيق الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الجلسة إذا كنت متواجدا في بغداد.
«ماذا ستكون تهمة بلال؟» عفوا، لا يمكن أن نخبرك. فالقاضي العراقي الذي سيطلع على الأدلة هو الذي سيحدد الاتهام الموجه.
«وأي دليل سوف يقيم القاضي اتهامه عليه؟» عفوا، لا يمكن أن نخبرك، وفقا للنظام القضائي العراقي، لسنا مضطرين لعرض الأدلة المحددة إلى ما بعد أن نقدم الشكوى للمحكمة.
هل سيكون مسموحا لبلال بتقديم أدلة تدحض أدلتكم التي لن نراها مسبقا؟ لا نعرف. ربما. استشر محاميا عراقيا إذا كنت لا تعرف كيف تجري الأمور.
الأمر أقرب إلى رواية بوليسية رديئة: اذهب إلى الهاتف العمومي عند تقاطع الشارع الثالث مع شارع جونز في شارع كذا في السادسة والنصف صباحا وانتظر مكالمة تعطيك التعليمات. كيف يتسنى لجارديف أن يدافع عن بلال؟ إن هذه القضية تمثل فضيحة من المبادئ الديمقراطية للعدالة وسيادة القانون التي تقول الولايات المتحدة إنها تحاول مساعدة العراقيين على تطبيقها.
لو قيل لنا منذ عام اننا ذاهبون إلى المحكمة لاعتبرنا ذلك خبرا سعيدا. أما اليوم، فإن الشق الأكبر السلطات العسكرية التي أقامت هذه القضية ضد بلال لم يعد موجودا في العراق. كما أن العثور على الشهود والأدلة التي سوف يحتاج بلال إليها سيكون أمرا بالغ الصعوبة، حتى لو توفر الوقت لذلك. والأهم، أنه لو كان الفوز مقدرا لبلال، فسوف يبقى خاسرا أيضا: فقد أخبرنا الجيش أنه حتى إذا برأت المحكمة العراقية بلال، فسيبقى من حق الجيش أن يبقي على اعتقاله ما بقي يرى فيه تهديدا أمنيا.
في الوقت نفسه، نما إلى علم جارديف أنه قد تم استجواب موكله منذ اسابيع قليلة، أي بعد مرور حوالي ستة عشر شهرا على اعتقاله، وهي مدة تم استغلالها على الأرجح في الحصول على أدلة لاستخدامها ضده في المحاكمة القادمة. وهذا الاستجواب يمثل خرقا لحق بلال في الاستشارة القانونية في العراق كما في الولايات المتحدة.
حاول جارديف كثيرا أن يحصل على المزيد من المعلومات حول موكله وحول الجلسة القادمة في بغداد ولكن محاولاته جميعا باءت بالفشل. حيث لم يتكلم إليه من الجيش غير الضباط في المكتب الصحفي.
ان جذور النظام القضائي العراقي تمتد إلى فجر الحضارة، ونحن على يقين من أن هذا النظام لن يدخر جهدا في هذه القضية الشائكة. كما أننا على يقين من اننا لا ننال من كفاءة القضاء العراقي وتجرده حين نحتج على ما يوشك أن يحدث لبلال.
بعد شهور من الصمت المطبق، باستثناء بعض التسريبات الخاصة بادعاءات والتي تلقفتها وسائل إعلام صديقة ــ ها هي السلطات العسكرية تدفع بقضية بلال إلى القاضي في ظروف ليس مقصودا منها إلا أن تحرم بلال ومحاميه من أي ميزة يمكن أن يستفيدا منها.
ربما لا يكون ذلك غير مثال بسيط ــ ليس الأول من نوعه بطبيعة الحال ــ على كيفية احترام حكومتنا (الأمريكية) لمبادئ الديمقراطية وقيمها التي تقول الحكومة إنها تريد للعراقيين أن يتبنوا مثلها.
كاتب المقال الرئيس، والرئيس التنفيذي لوكالة أنباء أسوشييتد بريس


ليست هناك تعليقات: