Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

السبت، 24 نوفمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الخميس 22--11 -2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
لجوء يخدش وجه كرة القدم العراقية
سمير جنكات
الراي الاردن



خسر السبت الماضي المنتخب الاولمبي العراقي لكرة القدم امام مضيفه الاسترالي في التصفيات المؤهلة لاولمبياد بكين. لكن ليست الخسارة هي المخيبة للآمال، انما الاخبار التي تحدثت عن طلب ثلاثة لاعبين من المنتخب العراقي اللجوء السياسي في استراليا.

قبل اسابيع وجيزة، تصدر خبر فوز العراق ببطولة آسيا لكرة القدم الاخبار الرياضية في انحاء العالم. فالعراق الذي يعيش حالة من العنف غير المسبوق، استطاع ان يقدم للقارة الآسيوية بطلا يعتد به، ويجمع من حوله كل العراقيين من مختلف مذاهبهم وطوائفهم واعراقهم.

وقبل سنوات معدودات، وفي اولمبياد اثينا 2004 تحديدا، بهر المنتخب الاولمبي العراقي العالم وهو يتقدم نحو الدور قبل النهائي ويبز اسماء كبيرة في عالم كرة القدم.

الصورة الجميلة التي رسمتها الكرة العراقية بنتائجها وانضباط نجومها، خُدشت بفعل طلب اللاعبين الثلاثة اللجوء الى استراليا، وعكست صورة غير سارة عن الوضع في العراق ككل، وفي جدية ادارة اللعبة في البلد الشقيق!

لم نقف على اسباب الطلب، ولن يتوقف جمهور اللعبة في انحاء العالم للبحث عن الاسباب، بل سيتلقف النتائج ويبني عليها انطباعه.. والانطباع هنا سلبي على العراق

samjanakat@hotmail.com

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
ضياع العراق بين المحتل والعملاء واللاعبين والأدعياء

كمال القيسي
واع
بسم الله الرحمن الرحيم..(( فلنقصَ عليهم بعلم وما كنا غائبين / سورة الأعراف 7 ..))
إن ماسيرد في أدناه .. مقتطع من بحوث وإصدارات وتصريحات أمريكية... تجعلنا نفهم ما تعنيه التحركات القائمة عند بعض الأوساط السياسية التي تعكس الضياع والتبعية وحب المال)

أولا : إن القوى الفاعلة في الميدان هي الأحتلال و المقاومة الوطنية العراقية.. والآخرون يدورون حول فلكها .
ثانيا : أن قوى الأحتلال ماضية في تقسيم العراق من خلال ترسيخ المناطقية وإقامة دولة ذات سيادة منقوصة.. و حكومة مركزية ضعيفة تابعة ذات تركيبة إثنية وطائفية وعرقية .. إن العمليات التنسيقية الجارية الآن والتي يقودها المحتل في الداخل وبالتنسيق مع بعض الدول المجاورة والأقليمية والدولية تؤكد ذلك التوجه.
ثالثا : إن الحكومة الحالية التي تم فرضها تعتبر "حكومة دمية" مفلسة تفتقر إلى السيادة والأستقلال السياسي، لكونها نتاج حرب خرجت من عباءة المحتل.. لذا فهي لا تعتبر لاعبا .. إن سيادتها واستقلالها تكون معدومة على أرض الواقع حيث الفوضى المسلحة تعتبر طريقا للحياة والموت. وقد وصف( جورج كونان ) وهو أقدم دبلوماسي أمريكي ذلك بالقول "بأن سيادة وإستقلال حكومة العراق "الدمية" في المسائل الداخلية كالكلب المربوط بسلسلة ..فالكلب حر تماما ما دام يمشي بهدوء إلى جانب سيده وفي الأتجاه نفسه الذي يسير فيه السيد .. فإذا ما بدأ الكلب يطلق العنان لأية انحرافات خاصة به.. فأنه سيشعر بضغط السلسلة على عنقه فورا. إن كيان الدولة القائمة حاليا سوف يبقى مشوها وناقصا ويرسخ أوضاعا داخلية سلبية تشجع على البربرية وفوضى القتل بدلا من التمدن والتحضر وسيادة القانون.


رابعا: الولايات المتحدة الأمريكية/ محتل ولاعب أستراتيجي مهيمن

أهدافها
• السيطرة على نفط العراق لكونه المفتاح الرئيسي للسيطرة على نفط الخليج وتحقيق إستمرار الهيمنة الرأسمالية – العسكرية في القرن الحادي والعشرين.
• تحقيق السيطرة الجيو – ستراتيجية على منطقة حيوية ذات تراكيب هيكلية غير مستقرة من خلال إعادة هيكلتها أيديولوجيا وسياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا بأتجاه تحقيق المصالح الأمريكية( الدستور، حكومة مركزية ضعيفة،فدرالية الأقاليم،فرض الديمقراطية والعلمانية، تغيير مفهوم المواطنة والهوية وإضعاف تأثيرالدين على السياسة...إلخ).
• ضمان أمن إسرائيل وتفعيل دورها كلاعب إستراتيجي باتجاه تحقيق إستمراية الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وتطويق الدول المنافسة المحتملة التي قد تهدد المصالح الأمريكية في القرن الحادي والعشرين(روسيا، الصين،الهند ،اليابان،دول جنوب شرق آسيا،كوريا..).
• إقامة قاعدة عسكرية عظيمة تطفو على بحر من النفط وتمكين الولايات المتحدة من وضع يتيح لها مرونة تحكم نفطية عالية في وجه المخاطر التي قد تعترض التجهيزات النفطية.



التصريحات المعلنة

• إن الولايات المتحدة الأمريكية ترى في القانون الدولي والمواثيق الدولية "أحكاما تعاقدية خاصة " وأن الطرف الأقوى حر في أن يطبقها أو يهملها كما يراه مناسبا...لذا فليس كل ما هو غير قانوني يعتبر غير مشروعا..!!
• إن العراق هو الأولوية المطلقة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ..وسنقوم بواجبنا ../ كونداليسا رايس.
• إن لم تقدموا شيئا فلن نستطيع الدفاع عنكم ../ شيني مخاطبا الساسة العراقيين.
• ترى الولايات المتحدة الأمريكية بأنها الدولة الوحيدة القادرة على تأمين تدفق النفط إلى الدول الصناعية بالردع وبالتدخل العسكري المباشر/ مبدأكارتر في إنشاء قوات التدخل السريع وتأسيس قيادة المنطقة الوسطى..
• هناك علاقة محكمة بين الفدرالية السياسية والفدرالية النفطية / الواشنطن بوست.
• إنني حزين لأنه من غير المريح الأعتراف بأن حرب العراق كانت أغلبها من أجل النفط / آلان غرينسبان محافظ البنك المركزي الأسطورة بنظر الأقتصاديين.

• نوقش العراق من منظور أمريكي داخلي خالص./ لجنة المراقبة والأصلاح الحكومي/الكونغرس الأمريكي.
• إن الأنفصال الكلي لكردستان العراق يغضب تركيا، والأنفصال الكلي للجنوب ينشيء قاعدة تأثير إيرانية، اما إنفصال الوسط فقد يتحول إلى قاعدة للقاعدة/ المراقبين الأمريكان.
• إن الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على النخب السياسية للقبول "بالوعود المبهمة" وإستبقاء ما امكن من النظام الأقتصادي غير القانوني الذي فرضه الغزاة والقائم على المبدأ المعهود القاضي بفتح البلاد ومواردها أمام السيطرة الأجنبية (الأمريكية والبريطانية ) وتحت غطاء " الليبرالية الأقتصادية "..

خامسا : البرامج التنفيذية للمحتل الأمريكي

• المرحلة الأولى :مرحلةالصدمة والترويع/ تدميرهياكل الدولة والمجتمع و القضاء على القيادات السياسية والنخبوية من خلال خلق وتنظيم فوضى عارمة تعطل فيها الشرعية والقانون وحقوق الأنسان.
• المرحلة الثانية : إنشاء الدولة الزائفة المفلسة / لأستخدامها كوسيلة لأيجاد القاعدة الدستورية والقانونية المطلوبة في تمرير البرامج الأمريكية ( تنظيم إنتخابات صورية منقوصة الأهلية تقود إلى دستورغير متوازن.. هياكل سياسية وإدارية ضعيفة تعمل على إرساء وإقرار قوانين وممارسات تنفيذية مطلوبة ومرغوبة ( عدم مسائلة الشركات الأمنية الأجنبية المرتزقة العاملة تحت مظلة المحتل،الخصخصة،قانون الشركات الأجنبية، قانون الأستثمارات الأجنبية،قانون النفط والموارد المالية،إتفاقيات سرية "لتعاون أمني" غير متوازنة، بعيدة المدى تجيز إنشاء القواعد العسكرية الأمريكية على أرض العراق ،إتفاقيات التعاون الأقتصادي والمالي،مراكز إستخبارية للمراقبة القطرية والأقليمية والدولية...).
• المرحلة الثالثة : الحرب الأهلية / لتفكيك وإعادة هيكلة المجتمع من خلال: الترويع الأجتماعي، إضعاف قوى المجتمع بعمليات تصفية مجهولة تزرع الشك وإنعدام الثقة في توحيد الجهود الوطنية ضد الأحتلال وأعوانه، النزوح الداخلي بين المناطق والتهجير الخارجي للنخب والعوائل من الشرائح المستهدفة،تشويه السمعة الوطنية للمقاومة وشرذمتها، تشتيت قيادات الجيش وإقصائها عن دورها في توحيد قيادة الجهد العملياتي الميداني،إختراق وإحتواء وتحجيم الأحزاب والمنظمات والجبهات السياسية والأنسانية بشكل مباشر وغير مباشر( إقناعها بالتعامل مع المحتل و قبول برامجه المرحلية ، التحكم بمصادر تمويل أنشطة القوى المناهضة التي ترعاها الدول العربية "المنسِقة" مع المحتل... . تعتبر هذه المرحلة، مرحلة إنتقالية ضرورية تمهيدية لما يعقبها من مراحل لاحقة.
• المرحلة الرابعة : "المشروع الوطني" كما يطلق عليه البعض ؟ / تنسيق جهود القوى العراقية في الداخل والخارج في إطار برنامج " الثوابت ".. إرساء دولة فدرالية ذات مواطنة هشَة وهوية سائبة وتأثير ديني محدود(بعد إجراء بعض التصحيحات التوفيقية المحدودة) .. هيكلة الحكومة في ضوء "التسويات" وبشكل توفيقي سائب وهش ..حكومة مركزية ضعيفة وحكومات أقاليم مناطقية أو محافظات ذات تنظيمات محلية تتمتع بصلاحيات سياسية و إدارية وأقتصادية ومالية واسعة ( من خلال ربط المصالح المناطقية المحلية بمصالح القوى السياسية والنخبوية) .
سادسا : البرنامج التنفيذي للمحتل في الداخل
1.إحكام تسريع تصفيات القوى والشخصيات غيرالمرغوبة التي تهدد إنجاز غلق ملفات "الفوضى العارمة" والشروع في تنفيذ مرحلة الأستقرار الداخلي النسبي التي تتطلبها تفعيل الدولة بأتجاه تنفيذ المصالح الأمريكية (صراع المليشيات،التوصل لأتفاق متوازن جزئيا مع القوى المناهضة، السيطرة على صراع القيادات السياسية،إقصاء أو إسقاط بعض الشخصيات السياسية في الحكومة والبرلمان،العمل على إستقرار مؤسسات الدولة الرئيسية كالداخلية والدفاع والجيش والشرطة ..تصحيح التوازن الأثني والطائفي والعرقي "النسبي" في منظومات الدولة...إلخ)..
2.العمل على تحجيم التأثير الميداني لبعض التكتلات السياسية الهامشية.. تقليص عدد القوى السياسية الرئيسية المناهضة للأحتلال في جبهة واسعة في إطار برنامج " عملي ومقبول" يتضمَن " الثوابت المتفق عليها" من أجل تنظيم عملية مشاركتها في العملية السياسية بعد تصحيحها جزئيا كخيار" ستراتيجي مرحلي ".. العمل على الضغط على قيادات المقاومة من أجل "التفاوض" مع المحتل وأقناعها بقبول برنامج عام يستند على قواعد "الواقع والممكن" ويحقق "الثوابت" بصيغ " مقبولة ".
3.إعتماد إجراءات تقود إلى تحقيق "توازن نسبي" في المؤسسات التشريعية والتنفيذة (الحكومة والبرلمان) من خلال تطعيمها بعناصر جديدة من القيادات السياسية "المعتدلة" والنخب المهنية " المحترفة" اللازمة لبناء الدولة الوطنية النموذج ، من خلال الأقصاء وإلتشهير والمسائلة القانونية في قضايا الفساد والأفساد في الدولة والجرائم الأنسانية،الولاءات الخارجية المزدوجة من غير الأمريكية ...) .
4.العمل على تهيئة مستلزمات إنبثاق وترسيخ المناطقية( الشمال،الوسط والجنوب) / الخفض القسري لسقف الطموحات السائبة والمفتوحة للأقاليم أو المناطق (العمليات العسكرية التركية التي تهدف لخفض سقف طموحات القيادات الكردية، الضغط على إيران داخل وخارج العراق، تهديد قيادات القوى الداخلية اللاعبة في الحكومة وخارجها ) ، تطعيم قوى الجيش والشرطة المحلية ببعض القيادات العليا الحرفية وإحكام السيطرة على تلك الأجهزة الحساسة ، حل المليشيات عن طريق التفكيك أو الأندماج أو التطويق أوالتصفية لقياداتها الميدانية ،تدريب وتأهيل الكوادراللازمة لتنظيم وإدارة أجهزة الحكومات المحلية، تنظيم قوى العشائر في إطار تحقيق الأمن المناطقي والتوازن السياسي الموجَه(الصحوة في وسط العراق وتحرك عشائر الفرات الأوسط).. الهدف الكبير هو ضمان تحقيق الأمن النفطي.
5.تهيئة شبكة توزيع الأنشطة الأقتصادية والتجارية والمالية على الشخصيات التي ساعدت المحتل في الغزو وترسيخ بناء الدولة المرغوبة (شخصيات إعتبارية عاملة في المجال السياسي والمتطلعة للعمل في الأنشطة القادمة للقطاع الخاص لكي توفر الخدمات اللوجستية والمساعدة للشركات الأجنبية الدولية خاصة الأمريكية منها.

سابعا : البرنامج التنسيقي للمحتل مع القوى الخارجية اللاعبة

• إسرائيل/ لاعب إستراتيجي ذو قوة لكونها جزء من المحور العسكري الأمريكي – الأنكليزي الذي يخدم مصالح شركات النفط الغربية العملاقة العاملة في الشرق الأوسط ووسط آسيا. تفعيل وتوظيف شبكتها السياسية والأستخبارية وقاعدتها القائمة في الشمال لخدمة البرامج الأمريكية المعتمدة على مستوى العراق والمنطقة. دعم إقامة حكومة كردية ذات تطلعات مستقلة عن الشأن الوطني العراقي، العمل على إيجاد "نموذج إسرائيلي" في كردستان العراق ، ترسيخ العلاقات الأستراتيجية الأسرائيلية - الكردية.
• تركيا / لاعب ستراتيجي،تقوم بالتنسيق المحكم مع الأدارة الأمريكية بخصوص مشروعها في العراق( ضمان مصالحها النفطية والأقتصادية والأقليمية)، تقديم الخدمات اللوجستية العسكرية ومراقبة تطور القوى والأحداث على الحدود التركية – الأيرانية – العراقية – السورية (إلحد من الطموحات الكردية أو تحجيمها أو أحتلال شمال العراق إذا أقتضت الضرورات للوقوف أمام الأحداث الطارئة )،تأمين التجهيزات النفطية لها وللغير....

• " مجموعة إتصال" تنسيقية/ تتكون من (السعودية ، الأردن ،سوريا ، مصر، الكويت ، البحرين ، الأمارات العربية ،قطر والأتحاد الأوروبي وإشراك كافة الأطراف العراقية المرشحة في إطار العملية السياسية التوفيقية القادمة ).


1.السعودية / لاعب تنسيقي إقليمي وشريك إستراتيجي .. لها "تأثير كبير" على القوى السنية اللاعبة على أرض العراق بأتجاه الضغط على تلك القوى لصياغة مواقف "معتدلة" ، دعم عملية محاربة الأرهاب(القاعدة وأهداف أخرى)،التنسيق بشأن الحد من التأثير وتوسع دائرة النفوذ الأيراني بأتجاه منطقة الخليج،دعم إقامة دولة في العراق تحقق لها حدود آمنة وتأخذ بنظر الأعتبار مصالحها الأستراتيجية.
2.الأردن / لاعب تنسيقي إقليمي.. ذو وضع جيوسياسي هش لوقوعه في منطقة مغلقة ذات إمكانات محدودة وتحت التأثير المباشر لما يحدث في العراق. إن الأخير يمثل عمق الأردن الأستراتيجي.. بخصوص الشأن العراقي الحالي يقدم الأردن خدمات لوجستية ،تنظيم عقد الأجتماعات التنسيقية ،تدريب وتأهيل الكوادر للدولة العراقية،رصد وإحتواء ومتابعة وتحجيم وتعويم وتحييد كافة أشكال التجمعات العراقية المتواجدة على أرضه. ترشحه البرامج والتغييرات المستقبلية المرغوبة المحتملة لأن يكون شريكا إستراتيجيا للعراق من الناحية السياسية والأقتصادية والمالية، خاصة بالنسبة للمنطقة الغربية المتاخمة لحدوده ( ضمان مصالح نفطية وحدود مشتركة آمنة) .
3. سوريا / حدودها الواسعة مع العراق ومصالحها المستقبلية و تحالفها الأستراتيجي مع إيران يدفعها للتنسيق مع الأخيرة في ضم العراق "الموالي" لذلك التحالف بهدف إنبثاق "قوة إقليمية جديدة" ذات إمكانات نفطية وإقتصادية ومالية هائلة ترشحها لأن تكون لاعبا ستراتيجيا في القرن الحادي والعشرين(الحد من التوسع الأسرائيلي وتحجيم دورها في تحقيق السيطرة والهيمنة الأمريكية على منطقة الخليج وشرق البحر الأبيض المتوسط،إرجاع الجولان وتحقيق حدود آمنة مع إسرائيل ،منع قيام دولة كردية وتعطيل خطة تحقيق كوليدور إسرائيلي – كردي عراقي نفطي عبر سوريا،أن يكون لها دورا مستقبليا فاعلا في الشأن العراقي من خلال التنسيق مع إيران ودعم بعض القيادات السياسية العراقية المتواجدة على أرضها المرشحة لأن تكون لاعبا في المستقبل المنظور.
4. مصر / غرفة عمليات / توفير الخدمات اللوجستية والتنسيقية،والتنسيق مع بعض الدول العربية المعتدلة ودول الجوار الأخرى في تهيئة وتنظيم "الأجتماعات التنسيقية التوفيقية" للقوى العراقية المؤثرة في الميادين العملياتية والعسكرية والسياسية( خاصة التيارات القومية) والعشائرية والدينية بأتجاه تحقيق نوع من المصالحة والتوافق الوطني في حدِه الأدنى المقبول "الثوابت"؟. التنسيق مع قيادة الجامعة العربية كوسيلة لأجراء الأتصالات الثنائية والأقليمية والدولية في إطار البرنامج الأمريكي ؟؟ .
5. إيران / لاعب ستراتيجي يتطلب أمنها ودورها المستقبلي المخطط له.. توسيع وتمكين دائرة التواجد والنفوذ في العراق وبأتجاه الخليج وبعض الدول العربية الأخرى المنتقاة ( سوريا ،لبنان،البحرين، الكويت و اليمن ) . من أهدافها إيجاد تحالف ستراتيجي بينها وبين الحكومة المركزية من جهة وبينها وبين السلطات المحلية في المناطق المتاخمة لها في الوسط و جنوب العراق من جهة أخرى..تهدف إيران إلى تعزيز تأثير التواجد والنفوذ وتوظيف التنسيق النفطي من أجل إنبثاق قوة إقليمية نفطية إقتصادية مالية جديدة ( قاعدتها الأحتياطيات النفطية العظيمة في كلا البلدين( حوض البلطيق وحقول جنوب العراق ) ذات تأثير في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا. التنسيق الأيراني – الروسي – الصيني يعزز ذلك.
ثامنا : الأستراتيجية الأمريكية الحالية
• إعادة النظر في تحالفات أمريكا مع القوى العراقية خاصة الخارجة عن العملية السياسية.
• التوصل إلى تسويات عن طريق التفاوض( سياسية أكثر منها عسكرية ).
• عزل المتشددين المتعصبين طائفيا.
• التركيز على تهدئة الحرب الأهلية وقمع المسلحين.
• تقليص الدعم للحكومة الحالية لأسقاطها ومجيء حكومة بديلة خاصة "المشروع الوطني ". تبدأ العملية من البرلمان عن طريق سحب الثقة من الحكومة أو الأنسحاب من البرلمان والضغط على حكومة المالكي ومداهنتها لدفعه بأتخاذ خطوات وإجراءات رئيسية بأتجاه المصالحة السياسية وإجراء مقايضة سياسية .
• تعطيل العمل بالدستور مؤقتا لحين إنجاز إتفاق سياسي بين الأطراف العراقية.
• إخماد العنف الطائفي وإشراك المزيد من الأقلية السنية والتوزيع العادل للموارد النفطية.
• تركيز العمليات العسكرية على حماية المدنيين العراقيين في المناطق الساخنة( بغداد ).
• إجهاض التوجهات الطائفية والأجرامية المتواجدة لدى بعض المسؤولين والقادة المعرقلين للتشريعات السياسية الرئيسة والأصلاحات المالية المطلوبة.
• إقامة إئتلاف معتدل جديد من خلال القنوات الدبلوماسية ولدى " جماعات وقيادات عراقية ".
• مسألة التقسيم يجب أن لا تتم قبل حدوث إتفاق سياسي بين مختلف الأطراف وأن يكون التقسيم إداريا فقط وليس جغرافيا مع ضمان التوزيع العادل للعائدات النفطية .
تاسعا : إستنتاجات مستنبطة ؟
(( إن السياسة الأمريكية الراهنة تفتقد إلى الرشد والعقلانية .. نظرا لكونها تستند على حسابات آيديولوجية وأوهام سياسية ليس لها أساس على أرض الواقع)).
• إن الأستراتيجية الأمريكية فشلت في إستدراج المقاومة العراقية أو إستدراج فصائل منها إلى المساومة السياسية..
• تزعزع ثوابت الأحتلال ورسوخ ثوابت المقاومة..
• الحل السياسي يظل ضروريا للأمريكان نظرا لصعوبة إخراج القوات مع معداتها بسلام عبر طريق البصرة – الكويت.
• ضرورة إشراك إيران والأطراف العراقية المتمثلة بالتنظيمات السياسية والعسكرية العراقية التي تستطيع أن تضمن العبور الآمن للقوات الأمريكية المنسحبة وترسيخ المصالح المستقبلية لها في العراق.
• إن أي إنسحاب منظم للقوات الأمريكية من العراق يتطلب إشراك الأمم المتحدة التي تتمتع بالشرعية الدولية والمصداقية السياسية والقدرة المؤسساتية التي تحتاجها هذه المهمة.
• إن الحرب في منطقة الشرق الأوسط تسير ضد عدو مجهول وأن إسرائيل ستضرر كثيرا من إنتشار الفوضى في الأقليم وإضعاف فرص " الدول المعتدلة" في المنطقة.
• الأستراتيجية الأمريكية البديلة.. ضمان عدم إنتشار الفوضى في الأقليم..ضمان عدم إهتزاز سوق النفط العالمي أو تداخل الملفات الأستراتيجية في المنطقة.
إن الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت عن نواياها وأهدافها في العراق منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي وأن برامج تنفيذها لتلك الأهداف جارية بإصرار وبدون حياء.. ولتحقيق ذلك تمكنت من إحتواء وتوجيه العديد من القوى السياسية المناهضة وجعلها تدور في فراغ مدارات مداهنتها السياسية وخطط أجهزتها المخابراتية "التنسيقية" داخل وخارج العراق.. إن " عملية التصحيح" الموعودين بها سوف لن تمس جوهر أهداف إستراتيجية المحتل في : إرساء قواعد عسكرية ثابتة دائمة ،الهيمنة على نفط العراق،إقامة حكومة دمية ضعيفة ذات سيادة مشوهه، تمكين الشركات الغربية من الموارد النفطية والأقتصادية للعراق وتوزيع بعض من العوائد النفطية على العملاء وسماسرة الفدرالية والمناطقية وعبدة المال ...

(( يسوسون الأمور بغير عقل ... فينفذ أمرهم ويقال ساسه))
(( فأفَ من الحياة وأفَ منِي ..... ومن زمن رئاسته خساسه ))

طوبى للذين يدافعون عنَ هويتي و كرامة شيخوختي وسكينة حزني ..
طوبى للشهداء و المقاتلين والمناضلين والمهاجرين في الأرض...
لنرفع جميعا راية المقاومة الوطنية عاليا عاليا.. لعل التائهين من أهلنا يهتدون إليها..

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
6ر1ترليون دولار تكاليف النزوات الأميركية
بسام الكساسبة
الراي الاردن
بعد أن أشعل نيرون النيران في مدينة روما، صعد على مرتفع ليتلذذ بمنظر النيران وهي تلتهم المدينة بنهم وشراهة، حتى غدا نيرون روما المثل الأعلى لعشاق ابادة الجنس البشري وتدمير ممتلكات الشعوب والقضاء على مكتسباتهم، وإذا كان لكل تلميذ معلم، فكم من تلميذ بذّ معلمه وتغلب عليه في حقل اختصاصه، مما جعل تلاميذ نيرون يتجاوزونه.

فتدمير روما وأن أصبح إحدى المحطات البارزة في تاريخ الجرائم الإنسانية، فإن جريمة تدمير العراق قد تجاوزت ببشاعتها وفظاعتها ملايين المرات حجم جريمة إحراق مدينة روما، والتي في ساعات أو يوم ، بينما الحرائق التي أشعلتها سلالة آل بوش في العراق امتدت على مدار فترة تناهز العقدين من الزمن، فشملت دولة بأكملها، بمدنها وقراها وحضارتها ومنجزاتها. على الصعيد المادي تتجاوز خسائر العراق الثلاثة تريليونات دولار أميركي، كخسائر ناتجة أولا عما أدت إليه الحرب من تدمير، وثانيا الخسائر في الناتج المحلي الإجمالي العراقي الذي توقف عن النمو منذ بداية العدوان الأميركي على العراق في عام 1990 واستمراره حتى يومنا هذا، وما أسفر عنه من ايقاف لحركة النمو والتطور الاقتصادي لدولة كانت تعتبر من اكبر المنتجين للنفط، والتي كانت تشهد حراكا اقتصاديا مزدهرا قبل تلك الحرب، ولو قدر أن يستمر فيها زخم النمو الاقتصادي بعيدا عن عدوان ومؤامرات دول التحالف فمن المفترض ان يكون العراق من أكثر دول العالم الثالث تطورا.

أما الخسائر لدى الجانب الأميركي، فقدرت لجنة من الأعضاء الديموقراطيين في الكونغرس الأميركي، تكاليف الحرب على العراق منذ احتلاله في عام 2003 وحتى نهاية عام 2008 بحولي 6ر1 تريليون دولار أميركي، وإذا ما استمرت الحرب إلى عام 2017 فسترتفع تكاليف الحرب إلى 5ر3 تريليون دولار على اقل تقدير.

خسائر الولايات المتحدة لا تتوقف على نتائج الحرب المباشرة عند الصعيدين البشري والمادي، بل تتجاوزهما إلى ما هو ابعد واخطر من ذلك، حينما تشمل خسارة موقعها الريادي على الصعيد الاقتصادي العالمي، فمنذ عام 2004 تراجعت مرتبة الولايات المتحدة على صعيد الصادرات العالمية من المرتبة الأولى إلى المرتبة الثانية، حيث احتلت ألمانيا المرتبة الأولى تلتها الولايات المتحدة في المرتبة الثانية، وستتراجع في السنوات القليلة القادمة إلى المرتبة الثالثة بعد أن تستحوذ الصين على المرتبة الثانية عالمياً، كما أن الدولار الأميركي كعملة عالمية قد بدأ يفقد مكانته، وقد أصبحت كثير من الدول تتخلى عن ربط عملتها الوطنية به، وهو ما يعني أن مجد الولايات المتحدة الأميركي الاقتصادي قد بدأ بأولى مراحل انحساره.

الجانب الأخر، هو إن الولايات المتحدة الأميركية بدأت تفقد هيبتها بين الدول كدولة عظمى، فعسكريا منيت بهزيمة قاسية على الساحة العراقية، تعتبر أقسى مما منيت به في فيتنام، فهزيمتها في فيتنام جاءت بعد حرب استمرت لمدة عقد ونصف من الزمن، بينما بدأت معالم هزيمتها التاريخية في العراق بالظهور منذ العام الثاني لاحتلالها العراق، أي خلال فترة قياسية، وستترك هذه الهزيمة آثارا عميقة وسلبية على علاقة الولايات المتحدة بباقي دول العالم، فبينما كانت كثير من دول العالم تذعن عن بعد لإملاءات وسياسات الولايات المتحدة، خشية منها كدولة تمارس البلطجة السياسية والعسكرية ،وتمتلك قدرة عالية على إيذاء الدول وتخريب منجزاتها، فإن الكثير من دول العالم قد بدأت تعيد النظر بمدى تماشيها وتماهيها مع السياسيات الأميركية بهدف تقليصه إلى حد بعيد، وباعتقادي أن هذا الشكل من الخسارة هو أكثر فداحة، من خسائرها المادية والبشرية.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4

فرصة العراقيين في تقرير مصيرهم

ماجد أحمد السامرائي
اخبار العرب الامارات

خابت اَمال البعض على احتمال حدوث تغييرات جذرية على سياسة الولايات المتحدة في العراق وفق تقريري باتريوس - كروكر، وعلي العكس من ذلك تم تكريس الخطاب الرئاسي المتشدد ضد دعوات الانسحاب المبكر من العراق أو التعديل الجوهري في جسم العملية السياسية، مع ان جهات متعددة في واشنطن تتحدث عن رغبة جادة بالانسحاب، لكن القلق يدور حول ما سيخلفه مثل هذا الانسحاب من فوضي وتشتيت وضياع فرصة بناء مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي وفرت له الامكانيات الأمريكية البشرية والمادية الهائلة لينطلق من قاعدة العراق منذ احتلاله في أبريل/نيسان 2003. كما ان القوى السياسية الدينية الطائفية التي هيمنت على الحكم بدعم وترتيب الأمريكان أنفسهم قد خيبت أمالهم في عدم قدرتها على ادارة نظام سياسي مدني جديد يحل محل الدولة العراقية التي سحقت، مع ان هذه الحالة الشاذة التي غطت على الحياة السياسية كانت متوقعة نظراً للمصالح المتضاربة والفواصل الهائلة ما بين القوى والأحزاب الدينية التي برزت وتعاظمت بسبب المال المسروق الوفير ومصالح الجاه والنفوذ، وهيمنة النفوذ الاقليمي وخاصة من قبل ايران. مثال ذلك ما يحدث حالياً من صراعات مسلحة في محافظات الفرات الأوسط والجنوب ما بين القوتين الشيعيتين الرئيسيتين (المجلس الاسلامي والتيار الصدري) الى جانب الاشتباكات المسلحة في محافظة البصرة بين جماعات مختلفة داخل الوسط الديني الشيعي، وامتداد تلك النزعة النفعية الى أوساط المتعاطين بالعمل السياسي من السنة. واختلطت تلك الأزمة مع مشكلة الاحتلال العسكري وجرائمه بحق العراقيين الى جانب الخطر الأعظم المتمثل بتنظيم القاعدة الذي انفتحت معركته المسلحة بعد الحادي عشر من سبتمبر/ايلول 2001 وانتقلت ساحة صراعه من افغانستان الى عراق ما بعد الاحتلال. تلك الأزمات الثلاث المتداخلة أصبح ضحيتها ودافع ثمنها الشعب العراقي بأرواح أبنائه وضياع شبابه وعلمائه ومفكريه وتشريد اكثر من أربعة ملايين عراقي خارج الوطن الجريح، ودخول البلد في نفق مظلم تهيمن على مقدراته المليشيات المسلحة ذات الولاءات الطائفية وعصابات القتل والتزوير وتهريب النفط والمخدرات والفساد. ولعل مما زاد القضية العراقية تعقيداً القيود والالتزامات العاجلة التي قررتها قيادة الاحتلال العسكري وواجهته المدنية المتثملة بالسفير بول بريمر وما بعده مثل الانتخابات والدستور والقوانين الأخرى التي أصبحت ظهيراً حامياً لكل المظاهر الشاذة والمعقدة التي حلت بهذا البلد. وأصبحت قضية الدفاع عن مكاسب السلطة من قبل الأحزاب الدينية وتوابعها من المليشيات والجماعات المنتفعة خطاً أحمر لا يسمح التقرب منه، مما ضاءل الأمال بامكانية الخروج بحلول جذرية للأزمة الراهنة في ظل الحكومة الحالية. صرف مليارات الدولارات لقد كشفت الفترة الراهنة الكثير من الأوهام والمغالطات السياسية واللوجستية التي ساعدت حكومة بغداد وادارة بوش على الصمود لحد اللحظة أمام الانهيار والقبول بالفشل، من المفيد التذكير ببعضها: أولاً - ان استمرار القوات الأمريكية في احتلالها للعراق لا يرتبط بقصة بناء قوات عراقية صرفت عليها مليارات الدولارات لحد اليوم دون أن تلبي حاجات الحد الأدنى من توفير الأمن، بل تتكشف كل يوم حقائق الاختراقات الأمنية الكاسرة للعمود الفقري للحكومة وصدقيتها حيث ان ما لا يقل عن مائة ألف جندي اميركي سيظلون في العراق لعشر سنوات مقبلة حسب تصريحات روبرت غيتس وزير الدفاع الاميركي، وهي استراتيجية تتناقض مع قضية حرية واستقلال العراق وتضع الاحزاب الحاكمة أمام حرج مضاف. ثانياً - مثلما كذًبت الدوائر الأمريكية نظرية العلاقة ما بين تنظيم القاعدة ونظام الرئيس الراحل صدام حسين في تبرير الحرب على العراق، فإن أحداث الأيام الأخيرة قد أبطلت النظرية الطائفية التي روجت لها الأحزاب الحاكمة وبعض الجهات الاستخبارية الأمريكية والاقليمية بعلاقة ’’تنظيم القاعدة’’ بالطائفة العربية السنية بسبب نشاطها داخل مواقعها الجغرافية وسط وغربي العراق، حيث وجب على هذه الطائفة وفق ذلك ’’الادعاء الظالم’’ التخوين والقتل والتشريد والتهميش . وظلت تلك الأحزاب الحاكمة تسوق هذا الوهم للأمريكان لتبرر وجودها. لقد كشفت الشهور الأخيرة عن وهم هذه النظرية وكذبها بعد الاجراءات اللوجستية التي نفذتها القيادات العسكرية الأمريكية في الانفتاح على القيادات العشائرية العربية السنية وبعض أوساط المقاومة الوطنية في ضرب تنظيم القاعدة من داخل البيئة العربية التي اتهمت بدعمها له، عبر ما يسمى بمجالس ’’الصحوة’’. وقد حصل الأمريكان خلال أيام على مكاسب هائلة لصالحهم بدون كلف باهظة مما كشف ضاَلة قدرات الحكومة وأحزابها رغم الامكانيات الهائلة التي حصلوا عليها من قبل الأمريكان في مقدمتها الاحتفاظ بالهيمنة على السلطة. كما أصبحت تتكشف العلاقات اللوجستية بين تنظيم القاعدة وجهات ايرانية نافذة في كل من طهران وبغداد. مما أضطر حكومة المالكي الى اعلان قلقها وخشيتها من أن يشكل هذا التطور اللوجستي في الدعم الاميركي للعشائر العربية السنية وبعض اطراف المقاومة المسلحة تصحيحاً للوهم الذي ساد وخرب الحياة الاجتماعية والسياسية في العراق لفترة غير قليلة. وأعتقد بأن هذا التطور والتصحيح سيؤديان خلال الأيام المقبلة الى تحولات جيوسياسية من قاعدة الهرم السياسي الى قمته باتجاه تعديل الموازنة المغلوطة التي مررت خلال المرحلة السابقة، اذا ما أحسن توظيف الظاهرة الجديدة سياسياً عبر مجالس الصحوة وبما يحقن دماء العراقيين ويبعد عنهم مخاطر الانفراد الطائفي، واحتمالات التشرذم والاصطراع داخل الطائفة الواحدة. ثالثاً - الوهم الأكبر الممزوج بكثير من الغموض والحيرة هو ذلك التسليم الأميركي لمفاتيح الساحة الداخلية العراقية لايران وحلفائها وأدواتها وتصاعد هذا الوجود لدرجة أصبحت ازاحته تشكل احدى المهمات الخطيرة لأية حكومة عراقية وطنية. ثم الايحاء الاعلامي الاميركي المتأخر بخطورة ايران على العراق تحت باب تهديدها للمصالح الحيوية الاستراتيجية والعسكرية. ومظاهر هذا الملف وتداعياته تعطي البعض حق التساؤل عن مدى حقيقة جدية عداء أمريكا لايران، وهل ان كل ما يجري هو مقدمات لصفقات تقاسم المصالح الايرانية الأمريكية في العراق والمنطقة. وما حقيقة التسريبات الصحفية عن احتمالات استخدام الساحة العراقية قاعدة لتشابك ايراني اميركي مسلح قد تعقبه مفاوضات القسمة الجديدة. ان تحكم الأحزاب المرتبطة بايران ومليشياتها بالسلطة العراقية حتى وان وضعتها التطورات المحتملة في موقف حرج وسط هذه المعادلة الغامضة ما بين الولائين الايراني والاميركي، سيضاعف مخاطر تعرضه للتفكيك والانهيار. وفق هذه الحقائق الجديدة وغيرها يبدو ان التعاطي الاميركي مع الأزمة العراقية سيحمل تغييرات ذات أهمية حتى وان كانت تحت ظلال شعارات دعم حكومة المالكي الاستهلاكية المبرمجة. فالاحتلال العسكري قد حسم أمره بالبقاء حتى نهاية عام 2008، متزامناً مع نهاية ولاية بوش للرئاسة الأمريكية ثم تحوله الى وجود دائم عبر القواعد العسكرية. لكن ادارة الملف العراقي من قبل الأمريكان ستخضع للمستجدات اللوجستية والسياسية على الأرض ، فما زالت قرارات هذا الملف واتجاهاته بأيديهم، رغم ما توحي به الاحزاب الحاكمة عكس ذلك، مع انه لو رفع الأمريكان دعمهم لهذه الحكومة لانهارت فوراً. الندوات العلنية ولهذا فإن بعض الدوائر والمراكز البحثية تكثف حالياً من حملة علاقاتها العامة واستطلاعاتها للرأي الاَخر عبر الندوات العلنية واللقاءات السرية خارج العراق مع بعض العراقيين المراهنين على الحل الاميركي ممن هم خارج السلطة وغيرهم من المعارضين من بينهم بعض البعثيين غير القياديين للتنظيمين العراقيين المتنازعين على ولاية الحزب بعد رحيل صدام، وكذلك بعض أوساط المقاومة المسلحة. مع ان قيادات الأحزاب الحاكمة متنبهة وتشعر بمخاطر هذه النشاطات على مكاسبها وتعلن باستمرار عن تمسكها بما حصلت عليه من مكاسب تشريعية صنعها الاحتلال كالدستور والقوانين الأخرى. ان أمام الدوائر الأمريكية فرصاً واسعة وامكانيات هائلة عندما تصل الى قناعات جدية مرتبطة بالعمل بأن سياسة تخريب العراق بعد احتلاله عسكرياً كانت على يد بول بريمر وقوانينه وقراراته سيئة الصيت التي بدأت بحل الجيش العراقي مروراً بتقاسم السلطة على أساس هيمنة الطوائفية السياسية. . وان اعتمادها الى نماذج سياسية طائفية قد أدخل العراق في المجازر الدموية والمتاهات السياسية. وان تشخيص المشكلة وتجاوز سلبياتها ينبغي ان يقود الى الانفتاح على القوى والشخصيات الوطنية العراقية المغيبة والصامتة والكيانات العشائرية العربية وسط وغرب وجنوبي العراق. ان الأمريكان يتفقون رغم اختلاف وجهات نظرهم السياسية المتعددة على أن الخروج من مستنقع العراق هو غاية مهمة وعاجلة بأقل الخسائر وأهمها الحفاظ على وجه أمريكا الامبراطورية التي لا تريد أن تبدو كهلة عاجزة قبل أوانها بسبب سياسة اليمين المتطرف وقوة المقاومة الوطنية التي أهانت كبرياء احتلالها للعراق. ولهذا فإن الظروف تبدو ناضجة حالياً أمام الأمريكان لبلورة أرضية مشتركة مع قوى وشخصيات عراقية حملت راية المشروع الوطني لكنها بحاجة الى تحويله من العموميات المبدئية الى برنامج سياسي واقعي قادر على التعامل مع معطيات التطورات الهائلة في العراق.

ومثلما كشفت السنوات الأربع الماضية عن أوهام الأمريكان وأحزاب السلطة، فقد كشفت كذلك ان هناك مشكلات بنيوية تنظيمية معقدة داخل أوساط المشروع الوطني العراقي لأسباب كثيرة أهمها ان ظرف سقوط نظام صدام وتحريم نشاط حزب البعث الذي كان الحزب الكبير الوحيد الناشط علنياً في العراق قبل عام 2003. والهبة الواسعة التي تلت ذلك الطوفان نحو الولاءات الطائفية والعشائرية التي استثمرتها الاحزاب الدينية الطائفية والتي احاطت بمعصم الحركة الوطنية العراقية وضيقت من فرص حركتها في الشارع بعد أن اصبح المال والسلاح هو مادة الأحزاب الجديدة الناشطة. وللأسف لم تتبلور جهود الأطراف والشخصيات الوطنية خصوصاً خلال السنتين الماضيتين الى الاتفاق على مشتركات الحد الأدنى لبناء جبهة سياسية تتحمل مسؤوليات المرحلة، بسبب اختلاف الرؤى والتصورات ما بين فصائل المقاومة المسلحة من جهة، والكتل المشتركة بالعملية السياسية مثل جبهة التوافق وجبهة الحوار والقائمة العراقية من جهة ثانية، لدرجة طغيان الخلافات الثانوية ذات الطابع الذاتي في بعض الاحيان، مقابل ما فعله النشاط التشكيكي والاختراقي من جهات وأحزاب السلطة من تأثير كبير. ولم يتمكن البعثيون الذين فقدوا السلطة لحد اللحظة من التخلص من ارث الماضي السلبي عبر مراجعة نقدية جادة وصريحة جريئة ومعلنة للمرحلة السابقة تستوعب متطلبات التغيير الهائل في ظروف العراق والمنطقة بعد انتكاسة سقوط سلطتهم، وتوحيد صفوفهم، وتبني استراتيجية جديدة منفتحة تتبنى عبر الحوار مع العراقيين أولاً وكذلك مع المحتل الاميركي. ولعل افراز المقاومة لجناحها السياسي يمثل خطوة هامة تتطلب توفير مستلزمات عدة من بينها صياغة خطاب سياسي واعلامي واضح ومنفتح على جميع القوى والوطنيين العراقيين والتخلص من الخطاب الاحادي القديم. هناك سيناريوهات عدة لا بد من الانتباه اليها من بينها احتمال انهيار حكومة المالكي بسبب عدم قدرتها على اجراء تطور جدي في المصالحة الوطنية وتوسيع دائرة المشاركة السياسية، وبضغط داخلي واميركي واحتمال تشكيل حكومة برئاسة مرشح المجلس الاسلامي عادل عبدالمهدي المدعوم والمشجع من بعض أوساط القرار السياسي الحالي وخاصة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني لفرض هيمنة مجلس الحكيم بعد تنامي قوة التيار الصدري في الساحة زالت مراهنة وسط أمريكيةالسياسية، في وقت ما وبريطانية أخرى على عودة أياد علاوي بعد تلبيته لبعض المتطلبات اللوجستية، رغم شعوره وتصريحاته بسعي ايران الى تصفيته ومنع وصوله للحكم، وتردد الأكراد في دعمه، اضافة الى عدم اتفاق قوى المشروع الوطني ومن بينها المقاومة المسلحة على برنامج سياسي يجعل من بين بنوده تشكيل حكومة انقاذ قد يقودها أياد علاوي ذاته تعدل اتجاهات العملية السياسية الراهنة كمرحلة أولى، والدعوة الى برمجة الاحتلال. وسيظل للقيادات الكردية دوراً وثقلاً كبيراً في تحديد مسار القضية العراقية، اذا ما أحسنت قيادتا البرزاني والطالباني حساباتهما المستشرقة لصورة المستقبل العراقي بعيداً عن المصالح والمكاسب الاَنية وفي مقدمتها الابتعاد عن مقايضة مكاسب كركوك بالفيدراليات وسط وجنوبي العراق لكونها مقدمة للتقسيم. وتهميشهم للعرب السنة والشيعة المعارضين للاحتلال. ولا بد للادارة الأمريكية من الانتباه الى أن تجميدها للملف العراقي الى ما بعد رحيل بوش من البيت الأبيض سيضر بالعراق كثيراً خصوصاً اذا ما ربة خاطفة للمنشاَت النووية الايرانية وماحصلت ض ستحدثه من ردود فعل لوجستية على أمن العراق ومنطقة الخليج. لهذا على الادارة الأمريكية الحالية تجاوز الأخطاء الجسيمة واعادة النظر بالعملية السياسية ورموزها وتحميلهم مسؤولية الفشل والتخريب الذي حصل بالتنحي عن المسؤولية والقبول بالحلول الوطنية المعروفة عبر مؤتمر وطني يتم التحضير له بمشاركة من الجامعة العربية ومنظمتي المؤتمر الاسلامي والأمم المتحدة


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
من استهدافات الاحتلال تقاتل الطائفة الواحدة
عبدالزهرة الركابي
الراية قطر
في الفترة الأخيرة قامت عناصر من ميليشيا ديوان الوقف السني بالإغارة علي مقرات هيئة علماء المسلمين السنية في منطقتي الأعظمية والغزالية في بغداد واستولت عليها، في خطوة وصفت بأنها تشكل مرحلة انتقال الصراع السني - السني السياسي والاجتماعي الي مرحلة الصراع المسلح، مع التنويه الي أن ديوان الوقف السني يُعد من المنضوين في سلطة ضاحية الاحتلال العراقية، بينما هيئة علماء المسلمين تعارض الاحتلال لكنها في نفس الوقت تتعاطف مع تنظيم القاعدة الإرهابي لاسيما وأن رئيسها حارث الضاري قد صرح بأن القاعدة منا وفينا ، وهو التصريح الذي جعل الهيئة المذكورة تذهب بعيداً في تأييدها للإرهاب.

وفي نفس الوقت فإن الصراع الشيعي - الشيعي مازال محتدماً من خلال الإغتيالات المتقابلة بين التيار الصدري والمجلس الأعلي، تواصلاً مع الصدام المسلح في أحداث عدة وقعت في الزرقة النجف وكربلاء والبصرة وبغداد والديوانية والناصرية والعمارة، وهذا الصدام المسلح لم يقتصر علي الحزبين الشيعيين المذكورين وإنما طال جماعات شيعية أخري وخصوصاً بين الجماعات التي تتنافس علي عمليات تهريب النفط في البصرة وعلي الاستحواذ وبسط الهيمنة علي المناطق والمدن ذات الديمغرافية الشيعية، ومن الواضح ان حالة الاحتراب الشيعي كان لها الأثر السلبي في إضعاف تماسك ووحدة قائمة الإئتلاف الشيعي التي تعرضت الي هزات قوية، بفعل انشقاق وتصدع صفوفها من جراء انسحاب بعض الجماعات الشيعية منها ولاسيما حزب الفضيلة.

وإذا كانت جبهة التوافق السنية المنخرطة في العملية السياسية راحت في الفترة الأخيرة تتقدم بمطالب علي صعيد المصالحة وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين، وهي مطالب ماطلت وناورت حكومة المالكي في تلبيتها علي الرغم من ان الأمر الحقيقي هو بيد الاحتلال، فإن الجبهة المذكورة اضطرت الي سحب وزرائها من الحكومة في خطوة بهدف الضغط علي الحكومة، لكن الاحتلال وحكومة المالكي استخدما حيالها سلاح الضد النوعي من خلال إستقطاب العشائر والتهديد بجعلها بديلاً للجبهة من خلال توزير أفراد من هذه العشائر ليحلوا محل وزراء الجبهة المنسحبين، وهو تهديد أضعف موقف الجبهة التي ذكرت الأنباء الأخيرة إنها بوادر إعادة وزرائها للحكومة بذريعة أن المالكي يتعرض لمساومات خطيرة من أطراف سياسية أخري علي خلفية الارتباك الذي أصاب حكومته بعد انسحاب الجبهة وكتل سياسية أخري منها حسب تصريح قيادي في الجبهة فضل عدم الكشف عن أسمه، حيث أشار الي أن رئيس الوزراء قد يتخذ قرارات خاطئة تحت الضغط للدفاع عن حكومته، ما دفع الجبهة الي التفكير في العودة الي الحكومة.

من هذا ليس غريباً أن يستخدم الاحتلال في منحي استهدافاته سلاح إثارة الاحتراب والاقتتال الطائفي بين الشعب الواحد وكذلك نفس السلاح بين الطائفة الواحدة، وهو سلاح يقي الاحتلال من كل المعارضات والمقاومات في حال نجاحه، وقد أظهرت الدلائل والوقائع الدائرة في المشهد العراقي اليومي، إن مثل هذا النجاح أصبح مرئياً بعدما حصر الاحتلال حربه غير المباشرة مع تنظيم القاعدة الذي انكشف عن حاضنته الديمغرافية واللوجستية علي أثر قيام مجالس الصحوة العشائرية والجماعات المسلحة بمحاربته، وانتقال جهدها المقاوم للاحتلال الي محاربة تنظيم القاعدة الذي دخل مع الميليشيات العشائرية والجماعات المسلحة في معركة كسر العظم ، في خضم حرب يغذيها الاحتلال مع حرصه علي عدم الإنغماس فيها بشكل مباشر علي الرغم من شعاره العالمي الحرب علي الإرهاب ، حيث برهنت المعارك الأخيرة بين الميليشيات العشائرية من جهة وتنظيم القاعدة من جهة أخري علي أن الأمريكيين يتدخلون من بعيد ومن خلال سلاح الطيران الذي راح يوجه قذائفه وصواريخه علي الطرفين من دون تمييز، وكانت ذريعة الاحتلال كعادته هو الخطأ، والدليل أن القوات الأمريكية في الأيام الأخيرة قتلت نحو 40 عنصراً من ميليشيا صحوة منطقة الطارمية ، شمال بغداد المشكلة حديثاً، بينهم شقيق الشيخ شذر عبد سالم عساف رئيس مجلس الصحوة، في قصف جوي إثر معلومات خاطئة وفقاً للمزاعم التي أعلنتها المصادر الأمريكية.

وعلي هذا الواقع يمكننا تأشير الأهداف المتوخاة من قيام الاحتلال باستخدام السلاح المذكور سلاح إثارة الاحتراب والاقتتال ، وكذلك النجاحات التي حققها هذا الاستخدام مع استيضاح النتيجة الواقعية لما وصلت إليه المقاومة العراقية، وهي مقاومة توزعت علي جماعات سنية ذات صبغة سلفية دينية تتشكل من بقايا قوات الحرس الجمهوري التابعة للنظام العراقي السابق، مع العلم أن مقاومة الاحتلال من الجهة الشيعية كانت مقاومة لأهداف إقليمية تكتيكية إيرانية تحديداً ولم يكن همها الحقيقي إجلاء الاحتلال عن أرض العراق، ونحن هنا نتحدث عن الجماعات الشيعية المنضوية في العملية السياسية في الحكومة أو البرلمان كالتيار الصدري مثلاً، وحتي يتم التوضيح أكثر يمكننا أن نذكر أهم نقاط التأشير.

أولاً : ان سياسة الاحتلال من أجل إضعاف أي مقاومة أو من الممكن تبلور مقاومة بأي شكل من الأشكال، إعتمدت علي سياسة خلط الحابل بالنابل أو وفق ما أسمته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الفوضي البناءة ، والاحتلال من هذه السياسة يرمي الي إشغال وإنهاك أي جانب بإمكانه أن يصب جهده حاضراً ومستقبلاً منظوراً في مقاومته، بالإضافة الي البحث عن الحاضنة الرخوة لجوانب المجتمع من أجل اختراقها، وقد رأينا أن الاحتلال إستطاع الوصول الي هذه الحاضنة وذلك بالولوج الي العامل العشائري الذي أدي الي إنهاء دور الجماعات المسلحة والمقاومة للاحتلال وإخراجه من معادلة الصراع في العراق المحتل.

ثانياً: أن الدور العشائري في العراق وبدءاً من الاحتلال البريطاني السابق وإنتهاء بالاحتلال الأمريكي الحالي، عُرف تأريخياً بإنتهازيته وسعيه وراء المال والمناصب الشكلية من دون إكتراث بالمباديء الوطنية، وعندما استطاع الاحتلال دفع بعض الجماعات السنية الي الإنخراط في العملية السياسية التي يتبناها من خلال جبهة التوافق وجماعات أخري، شعر أن هذه الجبهة في مطالباتها المتكررة باتت تثير له الإزعاج، ما جعله يعمل علي تكوين ميليشيات عشائرية وليكون رؤساء العشائر هم البدلاء الاحتياطيون إذا ماركبت الجبهة رأسها ومالت الي التمرد، مع الإشارة الي ان الاحتلال نفسه كان يدعو الي محاربة الميليشيات والقضاء عليها، وهو في هذا الحال تبني سياسة الإزدواجية والتناقض، لكن هدفه يظل فوق سياساته المعلنة سواء في هذا الجانب أم ذاك، والدليل إنه ناقض سياسته الرافضة لوجود الميليشيات من خلال دعم قيام ميليشيات عشائرية، وهو يهدف من وراء هذا الدعم الي تحقيق أكثر من هدف وغرض وعلي سبيل المثال لا الحصر إيجاد قوات تقاتل القاعدة بالنيابة عنه وهو هدف يجعله بمنأي عن الخسائر البشرية هذا من جانب، ومن جانب آخر استخدام هذه الميليشيات ضد الميليشيات الشيعية تحت لافتة قوات الأمن، وفي الجانب الأخير قال جناح حمود المنسق العام بين العشائر والقوات الأمريكية، إن القوات الامريكية تسعي جاهدة لدمج عناصر مجالس الصحوة وفصائل المقاومة في المؤسسات الأمنية الحكومية، وشدد علي أن الدمج قد لا يكون في الأجهزة الأمنية، وإنما يمتد الي المؤسسات المدنية علي أن يخضع عناصر الفصائل المراد دمجها لاختبار تعده وتشرف عليه الحكومة العراقية، وأكد استيعاب 25 في المئة من ميليشيا العشائر في سلك الشرطة العراقية، مشيراً الي أن عديد مسلحي الصحوة بلغ 72 ألف عنصر، وأن الإدارة الأمريكية، بإشراف القوات الأمريكية أنفقت 32 مليون دولار علي تدريبهم وتسليحهم، وزاد أن هؤلاء كانوا يتقاضون رواتب شهرية من القوات الأمريكية تتراوح بين 500 الي 600 دولار شهرياً جراء التزامهم وتعاونهم.

ثالثاً : قالت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات في تقريرها الجديد، أن تودد إدارة الرئيس جورج بوش للمجلس الأعلي الإسلامي العراقي يمكن ان يزيد من تفاقم خلاف خطير بين الجماعات الشيعية ويعطي في نهاية الأمر لإيران دوراً سياسياً أكبر، مضيفة أن التنافس بين الجماعات الشيعية سيكون له علي الأرجح تأثير أكبر في مستقبل العراق من الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة، ورأي التقرير أن أمريكا أيدت تماماً المجلس الأعلي الإسلامي العراقي في هذا التنافس، وهذه مناورة خطيرة، كما حذرت من أن اعتماد أمريكا علي مقاتلين من منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلي الإسلامي العراقي كثقل موازن لميليشيا جيش المهدي التابع للتيار الصدري، سيخلق أساساً لصراع مستوطن بين الشيعة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
إلغاء عقوبة الإعدام وأزمة المرجعية
محيي الدين عبد الحليم
الشرق قطر
نقلت لنا بعض الصحف العربية نبأ الدعوة إلى مؤتمر اقليمي يستهدف إلغاء عقوبة الإعدام في المنطقة العربية، وهو المؤتمر الذي سوف تعقده المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، الذي سوف تتم فيه مناقشة تقارير ودراسات المنظمات الأهلية من المغرب والسعودية والبحرين والعراق ولبنان ومصر واليمن والأردن والكويت وفلسطين والإمارات، ومناقشة ترسيخ الحق في الحياة بصفته أهم وأقدس الحقوق الإنسانية، وكذلك مناقشة الجرائم المعاقب عليها بالإعدام في القوانين المعمول بها في الدول العربية، هذا في الوقت الذي نشبت فيه أزمة حادة بين بعض منظمات حقوق الإنسان التي تدعو إلى إلغاء عقوبة الإعدام وعلماء الدين ورجال القانون.

ولا بأس من مناقشة ضوابط وآليات ودوافع تنفيذ هذه العقوبة ولكن العمل على إلغائها من القوانين العربية فهو ما لا يجوز التطرق إليه لأنها من ثوابت الدين الإسلامي التي نص عليها كتاب الله والتي لا يجوز طرحها للنقاش والحوار، لأنها وردت في القرآن الكريم كنص قطعي الدلالة لا يقبل إلغاء أو تعديلا، ولا يمكن استبدالها بالسجن ولو مدى الحياة، فهى تعد من المعلوم في الدين بالضرورة، وأي إيذال لها يعد تعديا على أحكام الله، فهي صمام الأمان للمجتمع للذين يحاربون الله ورسوله، هؤلاء الذين يقتلون النفس بغير حق، والذين يغتصبون الإناث ويتاجرون في السموم وأمثالهم من المجرمين الفجرة.

وكيف تتم تبرئة مجر توافرت لديه كل أركان الجريمة مع سبق الإصرار والترصد دون ان يعبأ بقوانين أو تشريعات أو نظم، ودون ان يحفل بأرواح الأبرياء الذين أزهق أرواحهم بهدف الثأر أو الانتقام أو السرقة والاغتصاب، وكأن أرواح البشر لديه لا تساوى ثمن الرصاصة التي أطلقها وهو مدرك تمام مغبة ما يقوم به، وكيف نتسامح مع ذئب بشرى استباح لنفسه جسد فتاة أو امرأة أو طفلة انتزع براءتها وامرأة أنهدم بيتها لجريمة لا ذنب لها فيها، ثم قام بقتلها ليحرق قلب أي أم أو أب أو زوج.

إن الملاذ هنا في شريعة الله التي جعلت القتل والاغتصاب وسفك الدماء والتعدي على الشرف حرابة تستوجب الإعدام والتقطيع من خلاف، فلماذا يريدون تغييب حكم الشريعة الإسلامية في هؤلاء المجرمين من خلال ما نص عليه كتاب الله من عقوبات في حق هؤلاء الذين انتزعت الرحمة من صدورهم ان يتقلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض.

وإذا كان الإنسان في نظر الإسلام هو خليفة الله في عمارة هذا الكوكب الذي نعيش فيه، وقد أعطاه الله حرية التفكير والاجتهاد بالرأي والمشورة كما أعطاه سلطه تنفيذ أوامره إلا أنه ليس مطلق السراح يفعل ما يشاء دون ضابط أو رابط.
إن النظام الإسلامي يختلف في نظرته للإنسان عن الايديولوجيات الغربية التي تقوم فيها الدولة بتلبية رغبات الجمهور وأن أراد اليوم عكس ما أراده أمس حتى وإن كانت مطالبه لا تتفق مع خلق أو دين أو مثل عليا، كما يختلف النظام الإسلامي في نظرته للإنسان عن الإيديولوجيات الاستبدادية التي تفرض فيها السلطة نفسها على الجماهير وتحكم الشعوب بغير رضاها، كما يختلف كذلك عن الإيديولوجيات الثيوقراطبة المقدسة التي يستمد منها الحاكم سلطته من عند الله وهى الفلسفة التي تقوم عليها الحكومات الدينية لأن الإسلام ما هو إلا نظام إنساني يقع فيه الخطأ والصواب، ويتاح فيه للناس أن يعرفوا منه، وأن ينكروا عليه أو أن يرضوا عنه، وأن يسخطوا عليه، فلا يحيط الحاكم نفسه بهالة من القداسة تحول بينه وبين حق الرأي العام في انتقاده وتقويمه.

ومن ثم فقد وضع الإسلام إطارا للسلوك الانسانى ينسق مع أسسه ومبادئه، ولا يجنح إلى منح الجماهير حريات مطلقة دون النظر إلى ما يمكن ان يؤدى إليه الجموح البشرى من عواقب كما هو حادث في الأنظمة التي ترى إطلاق سراح الإنسان لكي يشرع ما يشاء دون معقب لما يفعل، فالمشرع هنا ليس صاحب السلطة المطلقة في حياة الجماعة الإسلامية، وليس له أن يفرض ما يهواه من لوائح وقوانين أو يبيح ما يراه من أمور يلبي بها رغبات الجماهير وان اختلفت هذه الرغبات مع صوت العقل والمنطق ونداء الفطرة الإنسانية.

فالإنسان هنا يجب ألا تعلو إرادته إرادة الله القاهر فوق عباده، ولا تتجاوز سلطاته سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنا نستطيع ان نقول انه لابد للدولة المسلمة أن تلتزم بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه، وذلك لأن ما أورده الله في القرآن الكريم لا يجوز ان يتحول إلى قضايا للجدل والنقاش، ولكن يترجم إلى أوامر، على المشرع في حدودها وعدم الخروج عليها ما دامت هذه الدولة قد ارتضت الإسلام دينا لها، فلا يجوز للمشرع هنا ان يطرح للجدل والنقاش امكان إلغاء صلاة الجمعة، أو تأجيل الصوم في شهر رمضان، أو جعل الحج في غير شهر ذي الحجة، ومن ثم فلا يجوز للمشرع ان يسن قوانين جنائية لا تتفق مع ما جاء بكتاب الله أو صفة نبيه كأن يلغى عقوبة الإعدام للقاتل الذي تتوافر فيه أركان الجريمة لاعتبارات إنسانية أو اجتماعية كما فعلت الدول الغربية.

وإذا كانت بعض منظمات حقوق الإنسان، ومعظم دول الغرب، وبعض الدول الإسلامية قد قامت بإلغاء عقوبة الإعدام فإن هذا يعد مخالفة صريحة لما جاء في القرآن الكريم وذلك في دول تسعى لتحقيق العدل الإلهي من ناحية والحفاظ على حقوق أفراد المجتمع من ناحية أخرى وتمكينا لكل فرد حتى يأمن على حياته بعيدا عن جنوح الإرهاب والانحراف.

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو لماذا ولمصلحة من تتم إثارة هذا الموضوع الآن بالمخالفة لكل القوانين والشرائع التي استقرت في هذه الدول، هل تستهدف الجهات التي اثارتها التشكيك في الشريعة الإسلامية، وتشويه صورتها من خلال مؤسسات وجماعات ومنظمات مشبوهة، أو تعمل لحساب جهات أجنبية عن طريق الإساءة لكتاب الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وتشويه السنة النبوية المطهرة، وتعميم الادعاءات الباطلة بأن القرآن الكريم جاء في وقت معين ولجماعة معينة ولا يصلح لكل زمان وكل مكان وكل الناس، ومن ثم فإن الشريعة الإسلامية لم تعد تصلح الآن للتطبيق.

لماذا تحرص مجالس حقوق الإنسان على حقوق القتلة والمجرمين والسفاحين والمغتصبين ومنتهكي الأعراض، ويغضون الطرف عن حقوق هؤلاء الذين تم إزهاق أرواحهم ظلما وعدوانا، وكيف نحافظ هذه المجالس على حياة الإرهابيين ولم تراع حقوق الضحايا والمظلومين، وإذا كانت مجالس حقوق الإنسان في الداخل تنهج هذا النهج الخطير تقليدا لدول لا تهل بالأديان والشرائع السماوية ولم تراع حقوق الإنسان في العراق وأفغانستان والبوسنة والهرسك وغيرها من الدول الاسلامية وإذا نجح هؤلاء في الضغط على الحكومات العربية والإسلامية لإلغاء عقوبة الإعدام، فهل سيكون ذلك مقدمة لسلسلة من التنازلات في توابيت العقيدة كإلغاء عقوبة السجن والزنا وشرب الخمر تحقيقا لحرية الإنسان.

وإذا كان الله عز وجل قد شرع القصاص حفاظا على امن الأفراد والمجتمع، وهو العالم بمصالح عباده والعارف باحتياجاتهم والعارف بطبيعة النفس البشرية الامارة بالسوء، فكيف يعترض هؤلاء على ما انزله الحق لعباده في كتابه الكريم «ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب» ذلك أنه من البديهيات المعروفة في النظام الإسلامي ان الشكل العام الذي يقوم عليه هذا النظام قد وضعه الحق جل وعلا، وليس لبشر ان يخرج عن ذلك انطلاقا من قوله تعالى في سورة الأحزاب «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً ان يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا بعيدا».

وفي الحقيقة أن الإعدام ليس هدفا ولكنه وسيلة لتحقيق العدالة، ولا يجب على المطالبين بإيقاف هذه العقوبة التفكير فيمن يقع عليهم لأنهم مجرمون في حق المجتمع، بل يجب عليهم التفكير في حق أهل الضحية الذين قد لا يجدون في القانون شفاء لما في صدورهم فسوف يصوت للحصول على حقوقهم بالثأر مما يحيل المجتمع إلى غابة لا يمكن الحياة فيها وهذا يعنى ان الإعدام هو العقوبة الوحيدة التي يخاف منها المجرمون التي تشكل الأساس للأمان في المجتمع وتردع المفسدين والقتلة الذين يحاربون الله ورسوله، ولم تنجح الصين في القضاء على أفة الأفيون التي انتشرت بصورة مخيفة إلا بتنفيذ عقوبة الإعدام في التجار والمتعاطين.

وان كان ثمة من يرى أنها عقوبة قاسية لأنها تزهق أرواحا أخرى غير التي ثم إزهاقها تقليدا لدول أخرى ألغت هذه العقوبة انطلاقا من ان احتمال الخطأ في تطبيقها وارد لا سيما ان أهل القتيل أو الضحية لن يستفيدوا شيئا من قبل الجاني إلا ان هذه الدعاوى مردود عليها وهى القصاص العادل من القاتل لا يجوز لأحد إلغاؤه، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي وضع هذه الحدود ولا يجب مخالفة هذا الثوابت، كما ان تطبق تلك العقوبة في البلاد الاسلامية كان سببا رئيسيا في منع الكثير من الجرائم وانخفاض معدلاتها بشهادة المنظمات والدراسة العلمية والدولية، وإذا كان هناك من يستنكر قسوة العقوبة، فما ذنب الآمنين من الناس أمام تلك الفئة الخارجة عن القانون ذلك ان هذه العقوبة هي صمام الأمان أمام هذه الفئة المنحرفة.

إلا أنه لابد من وضع الضمانات الكافية لأحكام الإعدام حيث يجب أن تصدر بإجماع آراء أعضاء المحكمة كما على المحكمة ان تحيل قراراتها في هذا الشأن إلى المفتى أو رئيس المؤسسة الدينية لاستطلاع رأيه حتى لا يتم استخدام هذه العقوبة بصورة عشوائية لأنها عقوبة قاسية، فيها إزهاق الروح إنسان، وهنا يجب ألا يترك أي مساحة للشك في توافر أركان الجريمة قبل قتل النفس حتى لا يسود قانون العقاب وينتشر الإرهاب وترويع المواطنين دون رادع وسيادة الهمجية والقصاص هنا هو بمثابة زجر للقاتل وزجر لغير القاتل، ولا يمكن لأي عقوبة أخرى كالسجن أو الغرامة او الجلد ان تكون رادعة لمثل هذه الجرائم البشعة التي يرتكبها البعض تربطه توافر الضمانات الكافية التي تضمن عدم استخدام هذه العقوبة بشكل خاطىء.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
بين نبوءة الجنرال ورؤية البروفيسور
محمد الخولي
البيان الامارات

في آخر أيام أكتوبر الماضي ألقى الجنرال جون أبي زيد محاضرة سرعان ما احتلت محور اهتمام وكالات الأنباء ما بين موقع المحاضرة في جامعة كارنيجي ميلون بأميركا إلى دوائر السياسة والإعلام والشأن العسكري أيضاً في الشرق الأوسط..


كيف لا وقد بادر الجنرال الأميركي سابقا والمستشار الجامعي حاليا سامعيه بقوله: إن القوات الأميركية قد تبقى مرابطة في منطقة الشرق الأوسط لمدة تطول إلى خمسين عاما من عمر الزمان.


ومن المبررات التي ساقها السيد أبي زيد عوامل تطرق فيها إلى ما وصفه بأنه «نوازع التطرف بين سكان المنطقة من السنّة والشيعة.. والصراع العربي ـ الإسرائيلي واستمرار اعتماد العالم على بترول الشرق الأوسط».


وقبل أن تبدأ بورصة التحليلات السياسية لهذه التصريحات غير المسبوقة بادر الجنرال إلى التذكير ـ ربما من باب التحوط أو الاحتراز ـ بتصريحات سبق وأدلى بها في شهر سبتمبر الماضي ودعا فيها أميركا إلى بذل جهودها لكي تتحول الصراعات العسكرية إلى قضايا سياسية والى تطوير الأداء الأميركي في مجال استخدام السبل السياسية والدبلوماسية والاقتصادية بدلا من اللجوء إلى الأساليب العسكرية فضلا عن الاقتصار عليها.


في كل حال جاءت تصريحات الجنرال أبي زيد الأخيرة لتعيد إلى الأذهان موقع أميركا على خارطة العالم بشكل عام ودورها الراهن على ساحة الشرق الأوسط وعلى مسرح العراق بشكل خاص.


وفي هذا الإطار يمكن أن نتفهم بنود الرسالة المهمة التي تلقاها الرئيس الأميركي بوش يوم 10 أكتوبر وكان موضوعها الأساسي هو مؤتمر الشرق الأوسط المرتقب عقده في الفترة الحالية وقد حمل اسما له نكهة إعلامية خاصة وهي «مؤتمر الخريف» قبل أن تتردد صفة مؤتمر «أنابوليس».


8 شخصيات أميركية بارزة ذيلت بتوقيعها الرسالة التي اختارت أن تنشر نصها مجلة نيويورك ريفيو المعنية بمراجعة أهم الكتب الصادرة في أميركا (عدد 8 /11) واختارت أن تستهلها بالعنوان التالي: «الفشل ينذر بعواقب وخيمة».


وربما اكتسبت الرسالة أهميتها من أن أول موقعيها رجل مشتغل بالفكر والبحث الأكاديمي بمعنى أنه ليس طرفا في صراعات حزبية (وهي محتدمة حاليا على وهج بوادر معركة السباق الرئاسي المقدر اندلاعها مع مطالع العام القادم)..


ونعني به البروفيسور زبغنيو بريجنسكي.. ويمكن أن نقول إن توقيعه على الرسالة دفعنا إلى أن نراجع مقولة سبق إليها في كتابه الذي أصدره عام 1997 بعنوان «رقعة الشطرنج الكبرى» محذرا في تلك الفترة الباكرة من استسلام واشنطن إلى نشوة الدولة ـ الإمبراطورية أو القطب الوحيد الأعظم في عالم ما بعد الحرب الباردة وهو انسياق وقعت أميركا في حبائله.


وخاصة بعد استيلاء المحافظين الجدد وهم صقور الحزب الجمهوري على مقاليد الأمور في واشنطن طيلة السنوات السبع الماضية فضلا عما أعلنوه عن «محاربة الإرهاب» في كل أركان العالم مع التركيز كما أصبح بديهيا وملموسا على ساحتي أفغانستان والعراق.


ولعل أهم ما نستخلصه من كلمات بريجنسكي هو أن أميركا لا تستطيع بمفردها أن تغير الأمور وأن على واشنطن أن تلتمس مساحة من الأرضية المشتركة أو فلنقل من التوافق بين الآراء والتوجهات من جانب أطراف شتى وخاصة في غمار ما هي بسبيله من عقد مؤتمر يطمح، على ما يبدو، إلى مقاربة موضوعية أو فاعلة أو مجدية لقضية الشرق الأوسط الجوهرية مجسدة في الصراع العربي (الفلسطيني) ـ الإسرائيلي (الصهيوني).


نلاحظ أيضاً أن ثاني الموقعين على الرسالة التي ألمحنا إليها هو النائب لي هاملتون عضو مجلس النواب بالكونغرس وهو أيضاً الرئيس المشارك لفريق دراسة العراق وبهذه الصفة فقد قدم التقرير الشهير الذي حمل اسمه جنبا إلى جنب مع سياسي أميركي مقتدر آخر هو جيمس بيكر وزير خارجية الرئيس بوش ـ الأب.


وجاء التقرير المذكور صادرا عن تفكير أكثر واقعية وأعمق تحليلا لدور أميركا في المنطقة بعيدا عن نزعة الاستعلاء وصيحات الحرب ودق طبولها على نحو ما دأب عليه غلاة المحافظين.. في المستهل تؤكد الرسالة على أهمية التفعيل الناجح لمؤتمر أنابوليس حتى لا يفضي الفشل إلى أفدح العواقب .


وعليه ينبغي أن يتوخى المؤتمر التوصل من خلال هذه المحاور إلى النتائج الخمس التالية:


(1) دولتان تقومان على أساس خطوط يونيه 1967 مع تعديلات ثانوية ومتبادلة ومتفق عليها.


(2) مدينة القدس موقعا لعاصمتين بحيث تخضع أحياؤها اليهودية لسيادة إسرائيل فيما تخضع أحياؤها العربية للسيادة الفلسطينية.


(3) ترتيبات خاصة للمدينة المقدسة تكفل لكل جانب سيطرته على الأماكن المقدسة التي تخصه وعلى سبل بلوغها بغير عوائق.


(4) حل مشكلة اللاجئين بما يتسق مع صيغة الدولتين.. والتصدي لمعالجة الشعور العميق بالظلم بين صفوف اللاجئين الفلسطينيين إضافة إلى تزويدهم بتعويضات مالية يُعتد بها ومساعدات ملموسة في عمليات إعادة التوطين.


(5) إنشاء آليات للأمن تلبي شواغل إسرائيل فيما يتعلق بالسيادة الفلسطينية.


في آخر سطورها تسجل الرسالة.. بقدر لا يخفى من الوضوح ـ أن المجتمع الدولي وكذلك طرفي النزاع.. بلغوا مرحلة شهدت فترات مطولة فادحة التكاليف من سلبية اللافعل.. في حل النزاع.. ولكن يؤكد موقعوها أنه في ضوء خطورة الموقف فإن الطموحات التي تحف بمؤتمر أنابوليس لابد وأن تصدر أساسا عن موقف يخط مسارا جديدا على الأرض فيما يتحلى بالشجاعة اللازمة للمضي إلى تحقيق الأهداف.


ويبقى من قبل ومن بعد السؤال مطروحا:


هل يصغي صانعو السياسة الأميركية إلى مثل هذه التصورات المعقولة التي تستهدف مصالح بلادهم القومية بالأساس قبل أن تلتمس تحقيق سلام في الشرق الأوسط؟ أم تسود الأفكار التي لا تنهض على أساس منطقّي مقبول.. ومنها دعوة الجنرال أبي زيد إلى استمرار الوجود العسكري الأميركي (وربما الغربي بشكل عام) على أرض المنطقة.. إلى أن يبلغ القرن منتصفه وربما إلى أجل أطول بكل ما ينجم عن ذلك من عواقب ومشكلات؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
كنوز آثار العراق... تحتضنها نساء العلم
محمد عارف
الاتحاد الامارات
عمر منحوتة "حسناء نمرود" العاجية أطول من أن يُقاس بالتقويم الميلادي. ففي عام 612 قبل الميلاد ألقاها الغزاة بالبئر، إشارة إلى تدميرهم واحدة من أول الإمبراطوريات في التاريخ. وفي عام 1988 بعد الميلاد عثر عليها علماء الآثار العراقيون سليمة مع كنز من المجوهرات قرب مدينة الموصل. واكتشف العالم أن فناني العراق القديم لم يقتصروا على رسم ونحت مشاهد الحروب وصيد الأسود، بل أبدعوا مجوهرات أنثوية تماثل في الرقة والجمال زينة ملوك مصر الفرعونية. وعند احتلال العراق عام 2003 اختفت "حسناء نمرود"، ولم يُعثر عليها إلاّ بعد شهور مغمورة بأكثر من مليوني لتر من المياه التي أغرقت سراديب "المصرف المركزي" ببغداد. كان العراقيون قد أخفوها عند اندلاع حرب عام 1991 في خزانات المصرف مع أثمن كنوزهم الأثرية. وها هي تشرق بابتسامة عذبة تضاهي ابتسامة "موناليزا" في اللوحة المشهورة للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي. الحزوز التي أحدثها الغرق في وجهها تمتد من مآقيها على طول خدودها، كآثار دموع تجعل ابتسامتها أكثر إشراقاً.
"حسناء نمرود" رمز جميل لنساء العراق اللواتي عجزت عشرات الملايين من دولارات الاحتلال عن تعمية صورتهن وتشويهها. فيوم أباح المحتلون "المتحف العراقي" للنهب كان عدد نساء علم الآثار فيه 47 من مجموع 53 موظفا. وكان بين مدراء المتحف ثلاث عالمات مرموقات: بهيجة خليل، وهناء عبد الخالق، التي شغلت منصب مدير عمليات التنقيب، ونواله المتولي، وهي معروفة بفك رموز مئات النصوص المسمارية في الألواح السومرية التي تؤرخ لميلاد الكتابة. يذكرُ ذلك كتاب "نهب المتحف العراقي في بغداد" الصادر بالإنجليزية في نيويورك. شارك في تأليف الكتاب 22 مختصاً عالمياً بآثار العراق، منهم 12 امرأة، عمل كثير منهن في التنقيب داخل العراق، وبينهن ثلاث عراقيات معروفات على الصعيد العالمي. وتمنيتُ لو كنت روائياً لأكتب قصة العراقيات الثلاث. مساهماتهن في الكتاب تشّفُ عن تعدد حياة علماء الآثار بين المختبرات، والمكتبات، ومراكز الوثائق، ومواقع التنقيب. اثنتان منهن خريجتا "كمبردج" التي تُعدّ أرقى الجامعات الإنجليزية: لمياء الكيلاني، أول مختصة بالآثار وقد عملت في "المتحف العراقي" عام 1961، وسلمى الراضي التي تبعتها عام 1962. الثالثة زينب البحراني، أستاذة كرسي علم الآثار وتاريخ الفن في "كولومبيا" التي تُعتبر من أرقى الجامعات الأميركية. تجمع العالمات الثلاث بين هوس الباحث، وحذق المحقق البوليسي، وجَلَد المجندين في العيش بالمعسكرات في العراء.
كيف نصور المزيج العراقي الفريد... ونفهم شغف الفتيات البغداديات بألواح طينية منقوشة بالمسمارية التي تعد أقدم كتابة في التاريخ!
كيف يمكن تصوير هذا المزيج الفريد المطبوخ على سعير النار العراقية؟.. شغف فتيات من أعرق الأسر البغدادية بألواح طينية منقوشة بالمسمارية التي تُعتبر أقدم كتابة بالتاريخ! بعض الألواح التي غسلتها وصنفتها لمياء الكيلاني وسلمى الراضي، تضمنت معلومات أعادت كتابة تاريخ العالم، كتلك التي كشفت أن ما تُسمى "فرضية فيثاغورس" الرياضية ابتكرها السومريون قبل الإغريق بألفي عام. ولعل أحد مخرجي هوليوود، الذين يجرؤون الآن على النظر في الحرب التعيسة ضد العراق يضع يده على المشهد التالي: زينب البحراني، وزميلتها مريم موسى تغامران في عز الحرب بالذهاب إلى بابل لتحذير قائد الوحدة العسكرية من استخدام تلال الموقع الأثري مدرجات للطائرات المروحية. كيف تحمل العسكري الأميركي التفاصيل التقنية التي شرحتها البحراني عن الأضرار التي تحدثها المروحيات المحلقة فوق سطح معبدي "نابو" و"نينما" اللذين يعود تاريخهما إلى القرن السادس قبل الميلاد؟.. وهل يعرف المجند القادم من تكساس من هو الإسكندر ذي القرنين، والذي أقيم في عصره مسرح صالح كموقف لعرباته العسكرية؟!وهذا مشهد من الكتاب قد يلهم مسرحيين وسينمائيين عراقيين شبابا شاهد الجمهور أخيراً أعمالهم في لندن: سلمى الراضي، القادمة حديثاً من "كمبردج" تندفع في فورة بهجتها باكتشاف جمال تاريخ بلادها، إلى ارتداء قلادة ملكية عمرها خمسة آلاف عام، وتضع تاج الملكة فوق رأسها... وهي تدرك أن سلوكها قد يثير استهجان زملائها الأكاديميين، لكن "في تلك اللحظات الخاطفة شعرتُ بأنني ملكة العالم القديم كله"!ويدخلنا الكتاب الذي يضم 190 صورة في ذلك العالم السحري. فهو يبدو كمتحف "افتراضي" عن "المتحف العراقي" الذي يُعتبر واحداً من "أعظم مستودعات الحضارة الإنسانية". يحتوي المتحف الذي أنشئ عام 1923 على سجل لأكثر من 60 ألف عام، ليس من تاريخ العراق فحسب، بل تاريخ البشرية". وهو من المتاحف العالمية النادرة التي تعرض مقتنيات محلية تمتد من الإنسان القديم، المعروف باسم "إنسان النياندرتال" الذي عُثر على بقاياه في كهف شايندر شمال العراق، وحتى عصر النهضة العربية الإسلامية التي أنشأت في بغداد واحدة من أعظم الحضارات في التاريخ. والعراق الذي يضم أول الأرشيفات الحكومية في التاريخ "بلد الأوائل: أول القرى، والمدن، وأول الكتابة، والشعر، والأدب الملحمي، وأول المعابد، والديانات المدّونة، وأول الحروب، والاقتصاد العالمي، وأول إمبراطورية". تذكر هذه المعلومات مقدمة الكتاب الذي يمثل بالنسبة لمؤلفيه عملاً من أعمال الحب "يحاكون فيه هوى العراقيين بإقامة صروح الحضارة الإنسانية"، حسب عالم الآثار الأميركي وليام بولك. "إنه كالقدّاس الأخير على رفيق سنوات عدة عزيزة، وتحية وداع لذكرى خسارتنا المهوّلة". ويتقصّى "بولك" الذي عمل أستاذاً للتاريخ في جامعة "شيكاغو" نهب كنوز العراق الأثرية منذ حرب الخليج عام 1991. ويذكر أن 4 آلاف تحفة أثرية من المنحوتات، والأختام السومرية، والمسكوكات المعدنية، والقطع الخزفية سُرقت خلال الاضطرابات التي أعقبت الحرب. ولم تُسترد لحد الآن سوى ثلاث قطع من تلك الآثار التي كانت محفوظة في متاحف محافظات البصرة، والعمارة، والديوانية، والكوفة، والكوت، وبابل، وكركوك، ودهوك، والسليمانية. ويقدم البروفيسور "بولك" شهادة شخصية عن تحذيره العسكريين الأميركيين من الكارثة المتوقعة قبل بدء العمليات الحربية ربيع عام 2003. ويذكر أنه اتصل بالمسؤول العسكري عن المتاحف قبل وقوع الحرب بأيام، وسأله عن الإجراءات الاحترازية لحماية هذه الكنوز الأثرية؟.. "فرد العسكري يديه ورفع حاجبيه، قائلاً: ماذا أستطيع أن أفعل؟". هل فكر "بولك" الذي شغل مناصب رسمية خلال عهد الرئيس الأسبق جون كنيدي أن هذا العسكري يتحمل، وفق اتفاقيات جنيف ولاهاي المسؤولية الشخصية عن جرائم الحرب التي شارك فيها عن وعي ومعرفة مسبقين؟ ولماذا لا يطالب الدول المشاركة في الاحتلال تعويض العراقيين عن سرقة وتدمير 15 ألف قطعة من مقتنيات "المتحف العراقي" الذي كان يضم قبل الغزو 200 ألف قطعة "تشكل واحدة من أعظم مجموعات الكنوز الثقافية في عالمنا"؟ وكيف يستمر استقطاع لقمة الخبز من العراقيين لدفع تعويضات عن غزو الكويت عام 1990؟ الكتاب يذكر أن مسؤولي الآثار العراقيين آنذاك أعدوا قوائم بالقطع التي نقلت من "متحف الكويت"، وحُفظت في مستودعات "المتحف العراقي" ببغداد. وسُلّمت القوائم رسمياً لمسؤولي "اليونسكو" في باريس، وأعيدت المقتنيات كاملة في العام التالي!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
عسكرة السياسة الأمريكية وحدود القوة العسكرية
فاطمة شعبان
الوطن السعودية
تستخدم الولايات المتحدة في تحركاتها السياسية لغة تُعسكر السياسة، على قاعدة أن القوة قادرة على إنجاز كل الأهداف السياسية، وطالما أنها تملك القوة الأكبر في العالم، فعلى مالك القوة أن يفرض شروطه على الآخرين. وتحاول الإدارة الأمريكية تفسير ما جرى بلغة مسطحة، بأن كراهية الآخرين للولايات المتحدة الأمريكية هي التي أنتجت الظروف القائمة، لأنها دولة قوة وحرة، وهو ما يثير غضب الآخرين منها، دون أن يرى هذا المنطق المسطح نتائج السياسة الأمريكية في كل مكان على مستوى العالم. وحسب هذا المنطق فإن كراهية الآخرين للولايات المتحدة تجعلهم يعملون على المس بالمصالح الأمريكية أو تهديد أمنها، عبر الإرهاب أو عبر الدول المارقة. وحتى يتم منع هذه الجماعات والدول من المس بالمصالح الأمريكية،أقرت إدارة بوش إستراتيجيتها المعروفة بـ"الحرب الوقائية"، وهي تعني استعداد الولايات المتحدة للتدخل في أي مكان يمكن أن يشكل تهديداً لها، سواء كان هذا التهديد حقيقياً أم غير ذلك، وبذلك تبيح لنفسها التدخل في كل مكان بناء على تقديرها بأن هذا المكان يمكن أن يشكل خطراً محتملاً عليها، وليس خطراً أكيداً.
وقبل إعلان هذه الاستراتيجية وبعد أحداث سبتمبر، وجدت الإدارة الأمريكية في أفغانستان الهدف المناسب لحربها على الإرهاب، نجحت عملياً في احتلال البلد، ومن ثم وجدت الهدف في العراق، فاحتلت البلد، ولكن الولايات المتحدة ومصالحها اليوم ليست أكثر أمنا منها قبل احتلالها لأفغانستان والعراق. فالمسألة ليست في قدرة الولايات المتحدة على احتلال أي بلد في العالم، فهي تملك القوة الكافية لتحقيق هدف من هذا القبيل، ولكن السؤال هل الاحتلال قادر على حل المشكلة التي تعتبرها الولايات المتحدة مشكلتها اليوم مع الإرهاب،وهل هذه الحرب ألغت خطر الإرهاب على الولايات المتحدة أو خففته؟
لا شك أن الجواب على هذا السؤال هو النفي، فبعد التجربة الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق تبين أنها لم تحقق ما أرادته في معركتها ضد الإرهاب، فلم تستطع أن تعثر على القيادات الأولى للقاعدة ولم تفكك خلاياها بشكل فعال. وانتشارها في العالم حسب التقديرات الأمريكية ما يزال على حاله، وخطرها لم يتراجع، لا على الأمن الأمريكي ولا على المصالح الأمريكية. واليوم تبحث عن حرب جديدة في إيران، طالما تفكر بأن القوة تستطيع أن تحل كل المشكلات.
لقد ظهرت انتقادات للإدارة الأمريكية لفشل الحملة الأمريكية على الإرهاب، على اعتبار أن الحرب الأمريكية بالجيوش إذا كانت تستطيع الانتصار في أفغانستان والعراق، فلن تستطيع الانتصار في الحرب الأمريكية الأهم التي أطلقتها من أجل "القضاء على الإرهاب"‏. وحسب هذه الانتقادات،‏ فإن الإرهابيين اكتشفوا نقاط الضعف في القوة الأمريكية ويمكنهم الاستفادة منها‏,‏ وقد تعلموا أن الصواريخ الأمريكية لا يمكن مقاومتها‏,‏ ولذلك لن يكونوا بعد اليوم هدفاً قابلاً للضرب بهذه الصواريخ. والخلايا الإرهابية منتشرة في أكثر من ‏60‏ دولة حسب التقديرات الأمريكية,‏ وما يزيد مهمة القضاء عليها تعقيداً بالمعنى العسكري، هو انقسامها إلى خلايا صغيرة أكثر قدرة على التخفي والعمل‏.
والسؤال المطروح هو في هذه الانتقادات، كيف يمكن للولايات المتحدة مطاردة هذه الخلايا واحدة واحدة في كل هذه الدول؟
بالتأكيد، لا يمكن لآلة عسكرية قوية مثل الآلة العسكرية الأمريكية إنجاز هذه المهمة، فهي رغم قوتها الجبارة، إلا أنها آلة ثقيلة وبطيئة الحركة، تصلح لضرب دول واحتلالها، ولكنها لا تصلح لملاحقة الأهداف الصغيرة جداً، مجموعات صغيرة وأفراد ينتشرون على مستوى العالم. وبذلك تكون هذه الآلة هي ذاتها مأزق الإدارة الأمريكية في مواجهة الإرهاب. ولتجاوز هذه المشكلة، اقترح روبرت أندزوز، وهو مسؤول سابق في المخابرات الأمريكية، أن تقوم المخابرات الأمريكية عند اكتشاف فرد أو خلية إرهابية بتصفيتها في مكان تواجدها. وهذا ما يتطلب أن يكون للولايات المتحدة، قوات عمليات خاصة قريبة من المشتبه فيهم‏,‏ وتعمل سراً ومتخفية‏,‏ وتنتشر في فرق صغيرة حول العالم‏,‏ تدعم بالمساندة السرية في كل مكان‏,‏ وتكون لهم الصلاحية لتنفيذ التصفية على الفور‏,‏ وبمجرد الوصول إلى شخص إرهابي أو خلية إرهابية عليهم تصفيتها دون انتظار تعليمات. وهو ما يعني استباحة سيادة دول العالم قاطبة من أجل إنجاز الحرب الأمريكية على الإرهاب.
مشكلة هذه الانتقادات أنها توغل في استفزاز دول العالم وتزيد من العداء للولايات المتحدة بين دول العالم، وهي تلقى صدى عند صقور البيت الأبيض. وبدل البحث عن الأسباب الحقيقية للإرهاب والكراهية لسياسات الولايات المتحدة، يتم الاندفاع إلى الأمام، من "الحرب الوقائية" والحروب ضد الدول إلى تشكيل عصابات ملاحقة لكل شخص يمكن أن يشكل خطراً على الولايات المتحدة. إن هذه العقلية التي تفكر بأنها توجت على العالم، وليس من مهمة الآخرين سوى تحقيق الرغبات الأمريكية، هي عقلية فك وتركيب، عقلية تعتقد أنها قادرة على إعادة رسم العالم على مزاج ومقاس ومصالح الإدارة الأمريكية، دون أن تجد أي حرج في ما تفعل.
من المؤكد أن القوة العسكرية الأمريكية قادرة على فك وتركيب هذا البلد أو ذاك، ولكن من المؤكد أيضاً أن هذه القوة لا تستطيع أن تنجز ما تريده الولايات المتحدة منها سياسياً. والسبب في غاية الوضوح أن هناك حدوداً للقوة العسكرية لا يمكن تجاوزها، وطالما أن السياسة تعمل على المس بالآخرين ومصالحهم وحياتهم، لا بد أن يتشكل رد فعل قوي عليها، لا يمكن أن تملك القوة العسكرية في مواجهتها سوى المزيد من القتل، الذي لا ينتج سوى المأزق لهذه السياسة ويوصلها إلى طريق مسدود. ولهذه الأسباب يكره الآخرون سياسة الولايات المتحدة، وليس لأنها دولة قوية وغنية وحرة

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
معضلات عراقية...بين الترضية والتسوية
توماس فريدمان
نيويورك تايمز
عندما أرى وزيرة الخارجية الأميركية "كوندوليزا رايس"، وهي تتردد على إسرائيل مراراً وتكراراً من أجل إبرام اتفاق ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بينما تترك موضوع العراق دون حل، فإن ذلك يجعلني أشعر مثل شعور شخص تشتعل النيران في منزله ويتصل برجال الإطفاء الذين يهرعون لإطفاء الحريق لكنهم يقررون التوقف فجأة في منتصف الطريق لإنقاذ قطتين علقتا فوق شجرة. إنني أشعر إلى حد ما بأنني غير قادر على فهم الأسباب التي تدعو الإدارة للتصرف على هذا النحو، حيث كان من المفترض بعد أن نجحت سياسة زيادة عدد القوات في تخفيض منسوب العنف في العراق أن تلي ذلك زيادة مماثلة في الجهد الدبلوماسي من أجل حل المشكلة. وكثيراً ما ينتابني شعور بأن كل ما تريده الوزيرة رايس هو أن تنأى بنفسها عن مأزق العراق، على أمل أن يستقر ذلك المأزق في نهاية المطاف على عاتق غيرها. زيادة عدد قواتنا جعلت العراق آمناً، لكن ليس لدرجة تسمح بتسوية سياسية رسمية، وإنما فقط بـ"سلام ماكينات الصراف الآلي"!
لكني عندما أتحدث للناس في بغداد وأنظر في الكيفية التي تتطور بها الأمور هناك، أقول لنفسي: "من الممكن أن تكون قد نسيت شيئاً تعرفه وزير الخارجية ولا تعرفه أنت... وهو أنه لن تكون هناك لحظة تسوية سياسية رسمية في العراق، ولن تكون هناك صفقة كبيرة، أو حفل للتوقيع على الوثائق في حديقة البيت الأبيض". بناءً على ذلك يمكنني القول إنه وإن كانت زيادة عدد قواتنا قد جعلت العراق آمناً، فإنه ليس آمناً لدرجة تسمح بتحقيق تسوية سياسية رسمية، وإنما تسمح فقط بما يعرف بسلام ماكينات الصراف الآلي. وهذا النوع من السلام يعني أن كل طائفة من الطوائف العراقية توافق بشكل عام على مبدأ "عش ودعني أعيش" وذلك وفقاً للخطوط التي تكرست خلال العامين الأخيرين من الحرب الأهلية، على أن تكتفي الحكومة المركزية في بغداد بالعمل كماكينة صرف آلي، تنحصر مهمتها في الإنفاق على الجيش وقوات الأمن وتوزيع عوائد النفط، على محافظي الأقاليم وشيوخ القبائل التابعين لكل جماعة سكانية. بالطبع لم يمرر الشيعة قانوناً يسمح بدخول مزيد من البعثيين السنة إلى الحكومة، لكنهم يسمحون فعلاً بعودة البعض منهم، والسنة أيضاً لم يمرروا قانون النفط، لكن الحكومة لا تزال توزع الأموال يميناً ويساراً. يقول "مايكل جوردون" كبير خبراء "التايمز" العسكريين، والذي يعتبر كتابه "كوبرا- 11" واحداً من أفضل المؤلفات التي كتبت عن العراق حتى الآن، أن التعبير المتداول في أوساط العسكريين في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بوصف الموقف السائد في العراق هو تعبير "الترضية وليس التسوية". فالأحزاب الرئيسية تقبل -من حيث الجوهر- دعم التوازن الحالي في القوى والذي يحتل فيه الشيعة القمة، لكنهم يسمحون للسنة والشيعة مع ذلك بنصيب، في نفس الوقت الذي يستمر فيه الصراع بدرجة أقل من العنف. لا أقصد من ذلك القول إن الوضع الحالي غير قابل للنقض... لكن هذا النقض لن يحدث قبل أن يبدأ اللاجئون في العودة بأعداد كبيرة، بعد أن يروا الاقتصاد وقد تحسن، والحكومة وهي توفر الخدمات الأساسية بالعدل وبكفاءة، والتحالفات السياسية وقد بدأت تتشكل، وقوات الأمن وقد انتشرت في الأحياء ونالت ثقة سكانها. صحيح أنه لا يزال بيننا وبين الوصول إلى ذلك مسافة كبيرة، إلا أن هناك بالتأكيد شيئا يتطور في العراق. يعيدني هذا مجدداً للوزيرة رايس، ويجعلني أتساءل بيني وبين نفسي: هل تحاول رايس إبعاد نفسها عن موضوع العراق لأنها تريد أن تنقذ صورتها، أم لأنها تعرف أن السياسيين العراقيين لن يستطيعوا القبض على اللحظة والتوصل إلى صفقة كبرى، بل ولن يحاولوا ذلك أصلاً لأن قيامهم بتقديم تنازلات علنية كبرى لبعضهم بعضاً، لا يزال أمراً محفوفاً بالمخاطر بل قد يعرضهم للاغتيال؟ربما يكون ذلك هو السبب، وربما يكون هناك سبب آخر، وهو أن التراضي المؤقت الذي توصلوا إليه ذو طبيعة عراقية محضة، ويتم بموجب عون خارجي كبير، لا يمكن أن يوصلنا في النهاية إلى عراق مستقر ولائق. رغم هذا وذاك، فإن الشيء الذي لا يختلف عليه أحد هو أننا نرى حالياً أول شق في جدار التشاؤم الذي اكتنف قصة العراق. صحيح أنه لا يزال مجرد شق لكنه يخلق فرصاً جديدة، وسوف يكون من قبيل الطيش والنزق أن نتجاهله، أو نبالغ فيما يمكن أن يحققه ويقود إليه. ما أود قوله في النهاية إن ما لدي في الوقت الراهن من الأسئلة أكثر مما لدي من الآراء المعقولة. وفي محاول للخروج من حيرتي هذه ذهبت إلى مصدر أثق به هو زميلي "جيمس جلانز" مدير مكتب "نيويورك تايمز" في بغداد، وقد حضر الجزء الأكبر من الجنون الذي كان يجري هنا فقال لي: "هناك هدوء يمكن لك أن تحسه في الشارع لم يسبق لنا أن رأيناه منذ وقت طويل في بغداد"، وأضاف: "لكن هناك أيضاً علامة استفهام كبيرة ترتسم على جدار كل زقاق من الأزقة. فنحن لا نعرف ما الذي يكمن هناك، لذلك نكتفي بالشك. إلا أن كافة الأدلة تشير إلى أننا نواجه في العراق الآن نفس المشكلات التي كانت موجودة على الدوام".
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
الأميركيون مصابون بجنون البقر

د. مغازي البدراوي
ا لبيان الامارات
آخر دراسة حول تكلفة الحرب في العراق وأفغانستان خرجت منذ أيام من إحدى لجان الكونغرس الأميركي تقول ان التكلفة حتى الآن بلغت نحو 5 .1 تريليون دولار، وتقول الدراسة ان هذه الحرب كلفت كل أسرة أميركية أكثر من عشرين ألف دولار ضرائب. وفي مقال للكاتب الأميركي الشهير جو غالواي في «لوس أنجلوس تايمز»: «يقول فيه إن الحرب كلفت دافعي الضرائب الأميركيين نحو نصف تريليون دولار سنويا، ويقول غالواي «لقد حلبوا أميركا كما تُحلب بقرات هولشتاين». وهو نوع من البقر نسبة إلى مقاطعة هولشتاين الألمانية مشهور بكثرة إدراره للحليب نتيجة ما يعطونه من هرمونات معينة، وهو نفس النوع الذي انتشرت فيه إصابات مرض «التهاب السحاء الدماغي» المعروف ب«جنون البقر». ولكن من هم هؤلاء الذين حلبوا دافعي الضرائب الأميركيين وبثوا في أدمغتهم «هرمونات» الدعاية الكاذبة تحت شعارات «مكافحة الإرهاب، ونشر الحرية والديمقراطية في العالم «فأصابوهم ب«السحاء الدماغي» الذي جعلهم يساقون مثل الأبقار المجنونة لا يسألون أين تذهب أموالهم بل ويهللون ويهتفون بحياة أميركا محررة العالم وداعية الحرية والديمقراطية. الولايات المتحدة أكبر دولة مدينة بديون في العالم كله، بل ان الأرقام تتفاوت في تقدير ديونها التي أصبحت شبه سرية خشية ثورة الشعب الأميركي الذي يعتقد أن بلاده جنة الله في الأرض، وإن كان آخر رقم رسمي صدر عن هذه الديون في نهاية حكم الرئيس ريجان كان 6 .2 تريليون دولار، ومفترض أنه تضاعف على الأقل عشر مرات الآن. خاصة إذا علمنا أن اليابان والصين وحدهما يشتريان سنويا بنحو نصف تريليون دولار سندات خزانة أميركية، وكل هذه ديون على الدولة الفيدرالية، لكن الغريب في الأمر ما صدر عن وزارة الخزانة الأميركية في تقريرها لعام 2003 من أن أكثر من ثلثي هذه الديون هي ديون داخلية مدينة بها الدولة للشركات العملاقة المستوطنة في أميركا وعلى رأسها المجمع الصناعي الحربي ومجمع النفط واللذان يملكهما نحو أربعين أسرة معروفة بالثراء غير المحدود.


وهذه الأسر التي يحلو للبعض تسميتها بـ «الحكومة الخفية» هي التي تتحكم بالفعل في السياسة الأميركية وفي الانتخابات النيابية والرئاسية، وبما أنهم يملكون المجمع الصناعي الحربي الأكبر في العالم فلابد لهم من إيجاد أسواق لإنتاج هذا المجمع العملاق من الأسلحة، وأهم وأروج أسواق السلاح هي الحروب، وأغنى الزبائن بالقطع هو «الولايات المتحدة الأميركية».


ولهذا يجب أن يدخل هذا الزبون في حروب كثيرة حتى يظل يدر لخزائن هذه الأسر الثرية الثروات الهائلة، وليس أمام هذا الزبون الغني مصدر للمال أفضل من الضرائب التي يدفعها المواطن الأميركي والتي تشكل أكثر من 60% من عائدات الحكومة الفيدرالية.


وهكذا يأتي ملاك المجمع الصناعي الحربي في البيت الأبيض بالرؤساء والإدارات القادرة على إقناع المواطن الأميركي بالحرب حتى تستطيع حلبه بسهولة مثل البقر، أما قرار صرف هذه المليارات من الميزانية فيتوقف على البيت البيض والكونغرس، والاثنان في الغالب صنيعة رأس المال الخاص الذي تملكه هذه الشركات العملاقة.


ويقول جو غالواي «لقد مضت دواليب المجمع الصناعي الحربي في الدوران بأقصى سرعتها بمجيء إدارة بوش مكلفين دافعي الضرائب الأميركيين أكثر من نصف تريليون دولار سنويا بعد أن استطاعوا شراء أعضاء الكونغرس الذين وافقوا على صرف هذه الأموال». نتذكر هنا كلام الرئيس الأميركي الأسبق أيزنهاور قبل تركه لمنصبه والذي حذر فيه من التحالف بين المؤسسة الفيدرالية الحاكمة وبين مجمع الصناعات الحربية الذي تملكه العائلات الغنية. هذه هي لعبة الحرب الأميركية التي يصنعون لها الأعداء صنعا حتى يوجدوا الحروب ويغلفوها بأسماء وشعارات مثل الفاشية النازية ومن بعدها الشيوعية ومن بعدها الإرهاب والتطرف ونشر الديمقراطية. والبقية تأتي طالما أن البقر الأميركي مطعم بهرمونات الدعاية الكاذبة ومستعد دائما للحلب بعد أن أصيب بمرض جنون العظمة الأميركية الكاذبة. elmoghazy@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
اسمعوا يا أهل الكويت.. ماذا يقول وجدي غنيم!!

مفرج سالم
الوطن الكويت
(الكويت اللهم لا شماتة.. احنا مش بنشمت احنا بنتعظ، الكويت عاشت في ترف لا تتصوره ولا تتخيله.. فلوس.. العيلة المالكة هناك زي السعودية كدا.. تاخذ النص بالزبط من البترول.. عائد البترول تاخد النص بالنص ليه؟ لانها العيلة المالكة.. ملكوها منين الله اعلم)! (طيب واحد معاه مليارات المليار الف مليون.. شوف الرقم عامل الزاي.. دا مليارات بأه.. يعمل بيها ايه.. بدأ يعيشوا بترف.. انا شفت فيلم بالمانيا ما فيش داعي اقول فين بالزبط وكان خاص بمين من الحكام عامل كراج عربيات مرسيدس متزينه من برى بالدهب.. بالدهب.. وكل يوم بلون بعربيه.. يعني يوم السبت عربية، الحد عربية، يوم الاثنين عربية يعني كل يوم ليه عربية.. دي بتاعة يوم الحد دي بتاعت يوم الاثنين ما يركبهاش يوم التلات وغير الترف وغير الفلوس والبعزاه والبزخ)!
*******
ثم ينكر دور الكويت ودعمها لمصر بقوله (واحنا يا مصريين يا مسلمين اخوانهم زي ما بيسمونا في العروبة علينا ديون وفيه ناس من المسلمين المصريين ساكنين في المقابر.. ساكنين في كشاك صفيح.. ما حدث فيهم فكر انه يشوف اخوه المسلم العربي زيه عايش ازاي.. وتعالا شوف المليارات دي محطوطة فين.. الفلوس دي محطوطة فين.. في بنوك اوروبا) ثم يواصل نكران الجميل (الكويت ابل ما يحصل لها عاطية تلتوميت مليون دولار لمين لروسيا قرض.. روسيا اللي اول مادة في الدستور بتاعها لا اله والحياة مادة.. تديها تلتوميت مليون دولار ليه.. ما تدينا احنا يا غلايا.. ما تسلفونا يا خويا ازا كان معاكم فلوس زايدة عنكم مش عارفين تودوها فين.. بدل ما انتوا اعدين تبعزؤها يمين وشمال.. ربنا سبحانه وتعالى ورانا فيهم ايه على شان نتعض احنا)!!
********
ثم يتطاول على الشيخ جابر الاحمد عليه سحائب الرحمة بالقول (في لحظه واحيط بثمرة.. مش بتقرأها في صورة الكهف.. ودخل جنته، يعني الجنينه بتعته الحديقة البستان، وهو ظالم لنفسه وفلحظه بعدما كان يقول، وما اظن ان تبيد هذه أبدا.. شوف الفلوس بتاعتنا موجودة في بنوك اوروبا اد ايه وكان وصل الدينار لعشرة جنيهات.. امنت بالله.. واحيط بثمرة.. فاصبح يقلب كفيه على ما انفق فيها وهي خاوية على عروشها) ثم (دا المصيبة التانية ايه.. انه قضى على الشورى تماما.. الاخوان المسلمون كانوا في مجلس الامة عنده.. ولما تضايق كل شويه يقولون له الحلال والحرام والصح والغلط اصدر قرارا بحل المجلس واعادة الانتخابات تأتي بعد استبعاد التيار الاسلامي).
********
ثم يصف حال الكويتيين يوم الغزو (ناس تصبح مرة وحدة امنت بالله، لا ارض لا بيت لا كراج لا عربية مافيش عيال ما فيش زوجه.. حتى رصيدي في البنك مالوش قيمة، فين هو.. يا راجل دا صدام عمل حركه سبحانك يارب.. شوف الاجرام بتاعه.. راح حرق السجل المدني، يعني انت عشان تطلع بطاقة دلوأت مفيش.. مين انت.. تولدت سنة كام.. طب مين ابوك.. طب مين جدك.. مافيش سجلات.. جرأها تماما.. ادي الكويت.. ربنا ورانا فيهم ايه على شان نتعظ.. مش عشان نشمت.. اللهم لا شماته)!! ثم يتحدث عن التحالف (حوالي ثلاث ربع مليون.. ايه دا.. ايه كل دا ليه.. ليه.. ليه.. على شان نحرر الكويت.. يا سلام ما شاء الله.. ايه العظمة دي.. بأه كل دول جايين على شان يحرروا الكويت.. ليه الكويت تساوي ايه بالنسبة ليهم.. ولا دعمهم.. جورج بوش كان قريبه سالم الصباح.. هو كان من عيلته.. طب والكويتيون فين.. اخونا بتوع الكويت فين.. في الفنادق في انجلترا.. اعدين بيعملوا ايه.. مستنين التحرير.. يا جورج حرر.. ليس شويه خليكوا.. خليكوا.. انا على بال ما احررها اقولكم تعالوا على طول.. ايه اللي بيحصل يا اخوانا.. دا ضحك عالدقون)!!
نقطة شديدة الوضوح:
هل القرارات المصيرية التي تحفظ الكويت وشعبها بيد السلطات العليا في الدولة ام بيد زيد وعبيد؟ لماذا ينادي البعض بفتح الابواب لمن يشتم الكويت، كيف يقوم ملك البحرين حفظه الله بطرد شخص تطاول على الراحل الكبير طيب الله ثراه ثم يأتي البعض وينادي بالصفح عنه؟ ان كان لهذه الدولة هيبة ويريد القائمون عليها حفظ كرامتهم وكرامة شعبهم والمحافظة على سيرة رموزهم فليكن لهم موقف حازم تجاه كل من يتطاول على الكويت ثم يأتي نادما من اجل الدينار لا حبا في أهلها!!

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
العراق.. علامات من الخوف والأمل
ديفيد إغناطيوس
القبس الكويت
يوم عيد الشكر هو لحظة للاحتفاء بالأنباء الآتية من العراق حول تراجع العنف وتحسن الوضع الأمني. وهو أيضا لحظة للصدق والمصارحة مع النفس حول ما تحمله هذه الأنباء السارة.
إن علامات التحسن في العراق تتضح أكثر فأكثر يوما بعد يوم، وآخر الأرقام تظهر تراجع الهجمات ضد القوات الأميركية بنسبة 55% منذ وصول القوات الإضافية إلى كامل طاقتها في شهر يونيو الماضي. كما انخفضت بنسبة 60% في معدل الإصابات من بين المدنيين العراقيين منذ ذلك الحين، مما يبشر بعودة الحياة إلى طبيعتها الأولى في العراق، وبدأ الأهالي يرتادون المطاعم والتجول في الشوارع وعقد مراسم الزواج في صالات الأفراح العامة ومتابعة سائر شؤون حياتهم اليومية بحرية وأمان.
لكن، كل هذا لا يعني أن الأميركيين حققوا نصرا على عدو محدد وواضح المعالم. فالحرب الجارية في العراق ليست من هذا النوع، علاوة على أن العراقيين لا يرشون الزهور على الأميركيين 'المحررين' كما فعلوا في أبريل من عام 2003، بل هناك عوامل أخرى أكثر تعقيدا هي الموجودة على ارض الواقع اليوم.
وفي استعراض لهذه العوامل، نجد أولا، أن تنظيم القاعدة في العراق أصبح في عداد الخاسرين، مع أن هذا لا يعني بالضرورة أن أميركا هي الجانب الرابح. ثانيا، المكاسب الأمنية الأخيرة تعكس حقيقة التهدئة الإيرانية، وإن كانت لبعض الوقت، خصوصا بعدما قلص جيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر من عملياته المسلحة إلى حد كبير.
إن أخطاء القاعدة والتراجع التكتيكي الإيراني لا يقللان من أهمية ما تنجزه القوات الأميركية في العراق، بيد أن المهمة الأصعب لا تزال هي بناء دولة عراقية مستقرة. من هنا تحتاج إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى اقتناص هذه الفرصة والتعجيل بنقل السيطرة إلى العراقيين. فإذا كانت مستويات القوات الأميركية هناك 'مرهونة على الظروف' وكانت هذه الظروف تشهد تحسنا فعليا، فحينئذ يجب إعادة القدر الأكبر من هذه القوات من هناك بحلول عيد الشكر العام المقبل
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
الجدل بشأن المرحلة الانتقالية العراقية

توماس فريدمان
القبس الكويت
تواصل وزيرة الخارجية الأميركية كونداليسا رايس جولاتها المكوكية إلى إسرائيل في محاولة لتوسط صفقة من نوع ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في حين لم تحل المشكلة العراقية بعد على الصعيد السياسي. الأمر يبدو مشابها، الذي يقف يراقب منزله يحترق فيما سيارة المطافئ قررت وهي في طريقها التوقف حتى تنقذ هرتين عالقتين فوق شجرة!
إن استراتيجية القوات الإضافية نجحت بالفعل في الحد من العنف في العراق، وهذا معناه أن هناك حاجة لاستراتيجية مثلها على الصعيد الدبلوماسي حتى تنتهي المهمة. وأي شخص مكان الرئيس جورج بوش وله تركته التي تعتمد على نتيجة هذه الحرب، لكان أرسل وزيرة خارجيته إلى بغداد للعمل مع العراقيين ومع جيرانهم والقيام بأعمال الوساطة بغية الوصول إلى تسوية سياسية.
مايكل غوردون، وهو أبرز الخبراء العسكريين في 'التايمز'، وكتابه عن العراق 'كوبرا 2' من أفضل الكتب في هذا الشأن، يصف تطور الوضع في العراق بأنه 'تهيئة من دون مصالحة'، حيث تقبل مختلف الأحزاب إلى حد كبير باختلال التوازن الجديد للسلطة، في حين يستمر الصراع السياسي بمستويات أقل من العنف.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو عما إذا كانت رايس تنأى بنفسها عن الفوضى العراقية كي تنقذ صورتها، أم أنها تعلم أن الساسة العراقيين لن يغتنموا هذه الفرصة ولن يقدروا حتى لو أرادوا التوصل إلى صفقة كبيرة، لصعوبة وخطورة تقديم التنازلات العلنية الكبيرة لبعضهم البعض؟!
إن الهدوء، غير المعهود، الذي لوحظ في شوارع بغداد، وهو هدوء لم يعهده العراقيون منذ زمن بعيد، علامة استفهام كبيرة تلوح في ظلمة كل زقاق، ولا أحد يعلم ماذا سيخرج منها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
هل واشنطن وأنقرة في مسار تصادم؟

غاليا ليندنشتراوس (جامعة تل أبيب)
القبس الكويت
تواجه علاقات تركيا بالولايات المتحدة في الفترة الاخيرة تحديين كبيرين. احدهما الرغبة التركية في دخول شمال العراق، ومواجهة محاربي حزب العمال الكردي الذين يختبئون في المنطقة. والتحدي الثاني هو اتيان مجلس النواب الاميركي للتصويت بقرار يعترف بقتل الدولة العثمانية للارمن في الحرب العالمية الاولى على انه قتل شعب. يمس هذان التحديان قضايا حساسة جدا بالنسبة للاتراك، ويبدو من جهة الاتراك ان الاميركيين غير مصغين بما يكفي لاحتياجاتهم ومطالبهم.
هدد الاتراك مرات كثيرة منذ اسقاط صدام حسين بالتدخل في شمال العراق، بيد انه يبدو في هذه المرة انهم اكثر جدية مما كانوا دائما في نيتهم فعل ذلك. كما يزعم الاتراك عن الاميركيين منذ وقت بعيد انهم لا يعملون في اعتقال محاربي حزب العمال الكردي الذين يختبئون في منطقة قنديل في شمال العراق، ولا يمنعون هجمات على تركيا تخرج من ارض العراق.
ان قرار لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي في العاشر من نوفمبر على الاعتراف بقتل الارمن على انه مجزرة شعب حظي بتنديد شديد من متخذي القرارات الاتراك، وجعل الاتراك يعيدون الى انقرة سفير تركيا في الولايات المتحدة من اجل المشاورة. اتهم الرئيس عبد الله غول ساسة اميركيين بأنهم يضحون بالقضايا الكبيرة من اجل 'ألعاب مسفة' للسياسة الداخلية. وعلى الرغم من انه بفضل الاكثرية الديموقراطية في الكونغرس كان يتوقع ان ينفذ قرار لجنة الشؤون الخارجية، وعلى الرغم من ان الادارة الاميركية حاولت توضيح انها تعارض القرار، فان هذا القرار لا يزال يزيد على خيبة الامل التركية بالنسبة للعلاقات بالولايات المتحدة. في ضوء توقع ان تكون أيضا اكثرية لقرار مجلس النواب في الموضوع، في نوفمبر فان هذه القضية يتوقع ان تستمر في الضغط على العلاقات بين الدولتين.
لا تتصل قضية الاعتراف بالمجازر ضد الارمن في ظاهر الامر بما يحدث في العراق. لكن قرار لجنة الشؤون الخارجية وتوقع ان ينفذ القرار في مجلس النواب ايضا افضيا الى التصور التركي ايضا انه يوجد لهم قدر اقل مما يخسرونه من علاقتهم بالولايات المتحدة اذا عملوا في العراق. في ضوء حقيقة ان الاتراك عازمون الآن على العمل ولن يصغوا الى تحذيرات الاميركيين بالا يتدخلوا، فان الولايات المتحدة قد يستقر رأيها على مضاءلة جزء من التأثيرات السلبية للتدخل التركي بان تتعاون مع الاتراك جزئيا على الاقل. في ضوء نشر انباء عن خطط سرية لتعاون كهذا، يبدو ان الامكانية أصبحت تبحث بتوسع بين الجانبين. وذلك رغم ان الاميركيين يتخوفون من الاخلال بالاستقرار النسبي في المنطقة ذات الحكم الذاتي التي يسيطر عليها الاكراد شمالي العراق ويتخوفون من اثارة غضب الأكراد اشد الحلفاء اخلاصا لهم في العراق اليوم. رغم هذه المخاوف يبدو انه اذا تدخل الاتراك فان الاميركيين قد يضطرون الى العمل على نحو اوسع شمالي العراق. وفوق ذلك في ضوء اخفاقات الاميركيين في العراق، فانه يشك في ان تستطيع الادارة ان تسمح لنفسها باخفاق آخر على هيئة عمل تركي احادي يعرض على انه مواجهة للاميركيين ايضا.
قد تكون لقضية التدخل التركي في شمالي العراق آثار سلبية، لكن الاميركيين يستطيعون ابطال فعل جزء منها، على الاقل بالنسبة لعلاقات الولايات المتحدة بتركيا، اذا تعاونوا تعاونا جزئيا مع الاتراك. في مقابل ذلك قضية الاعتراف بقتل الشعب الارمني قضية ليس الاتراك مستعدين للمهادنة في شأنها ولا تستطيع الادارة ان تفرض رأيها على الكونغرس، وعلى ذلك ليس واضحا كيف يمكن مضاءلة الاثر السلبي للقرار في العلاقات بين الدولتين.
تشهد السياسة التركية بانه رغم ان رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان والرئيس جول يحاولان في المجال الداخلي تقديم اصلاحات تخالف الخط الكمالي، مثل الغاء حظر وضع غطاء الرأس تدينا في الجامعات، فانهما من جهة السياسة الخارجية يعملان في هذه المرحلة على اكمال خط تركي تقليدي صارم يميز السياسة التركية مدى السنين. ويعبر عن هذا الامر بنية التدخل العسكري في العراق والتخلي في هذه المرحلة عن خيارات دبلوماسية ومصالحات في الموضوع الكردي، وكذلك بالاستمرار في الخط التركي الذي هو المحاربة العنيدة لكل من يؤيد موقف الارمن في شأن الاعتراف بقتل الشعب.
وفي حين ان تأييد السياسة الاميركية ايضا هو على نحو تقليدي جزء مهم من السياسة التركية الخارجية، يبدو انه يصعب اليوم على الاتراك ان يعالجوا التناقض بين مصالحهم وبين مصالح الاميركيين. منذ الغزو الاميركي للعراق اصبح الرأي العام التركي اكثر عداء للاميركيين، ويوجد لذلك تأثير في متخذي القرارات ليتخذوا سياسة غير مهادنة في شأن القضية الكردية من غير اعتبار للموقف الاميركي.
على الرغم من انه يبدو ان علاقات تركيا بالولايات المتحدة متجهة الى ازمة، فانه ينبغي التحفظ وان نقول ان الطرفين عالمان بأهمية العلاقات بينهما ويحاولان لذلك مواجهة التحديات التي تواجه العلاقات في هذه الايام.

ليست هناك تعليقات: