Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأحد، 11 نوفمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 11-11-2007


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
(جنود العراق) أفضل من (جنود فيتنام)
براد بوكر
كريستيان ساينس مونتر
أصبحت حرب العراق في عيون الكثيرين مشهدا مكررا من حرب فيتنام، لكن مع استعداد أمريكا لقدوم الذكرى الخامسة لحرب العراق نرى أن الصراعين المثيرين للجدل - فيتنام والعراق - مختلفان تماما من إحدى الزوايا المهمة، وفي هذه المرة، يرحب كل الامريكان من كافة التوجهات السياسية بعودة المقاتلين الأمريكان إلى الوطن مرة أخرى.
وفي كل أنحاء أمريكا تشترك مختلف الجماعات والشركات والمنظمات الأهلية والنوادي والجماعات الدينية في بناء منازل بمواصفات خاصة وتقديم سيارات بمواصفات خاصة لأولئك المصابين في حرب العراق من القوات الامريكية وكل شرائح المجتمع الامريكي هذه تقدم التبرعات لصالح الجنود، وفي يوم الاحد الماضي تجمع أصدقاء الملازم الامريكي جريمي جونسون من أجل جمع التبرعات لبناء منزل خال من الضريبة لصالح زوجته وطفليه الصغيرين، وهذا الجندي الامريكي لقى مصرعه في العراق بداية هذا العام، وتبرعت احدى الجماعات بأجور عمال البناء وجهة أخرى تبرعت بمواد البناء، يقول كيلي هيلمز، مالك الشركة التي قدمت الأرض التي سيقام عليها المنزل بتكلفة بسيطة: إنه تضامن حقيقي ونحن نتشرف أن يكون لنا دور فيه.
وفي سان دييجو قدمت احد المتاجر الاسبوع الماضي عددا من الرايات (الواحدة بمئة دولار) مجانا للترحيب بالجنود العائدين، يقول مارك شيكتانز، مالك المتجر: إن هذه الرايات بدت لنا شيئا يمكن لأسر الجنود العائدين استخدامه للترحيب بهم، ومن هذا المنظور تصبح المماثلة بين حرب فيتنام وحرب العراق غير صحيحة، بل هي مختلفة تماما، ففي حرب فيتنام كان العائدون وحتى الجرحى منهم ينظر لهم المجتمع الامريكي على أنهم قتلة الأطفال، لكن في فترة ما بعد 11 سبتمبر هذا التوجه المتغير نحو الرجال والنساء في العسكرية الامريكية والمتمثل في التصرفات الجماعية والفردية التي تظهر خلالها المشاعر الطيبة نحو العسكريين بدأ في الانتشار أكثر عن ذي قبل حتى على الرغم من أن 63 بالمائة من الامريكان يقولون إن حرب العراق لا تستحق القتال فيها (حسب استطلاع للرأي أجراه "أ.بي.سي" نيوز هذا الأسبوع)، هناك 77 بالمائة من المستطلعة آراءهم غير منتقدة للعسكرية الامريكية، وقال 72 بالمائة منهم أن الحكومة لا تقدم الدعم الكافي للجنود في العراق.
لكن عجلة البيروقراطية والعمليات التشريعية بطيئة جدا، فهناك (في أمريكا) أكثر من 400 ألف مقاتل سابق ينتظر تعويضات الاعاقات والاصابات، وبينما يمثل الجنود الامريكان 11 بالمائة من تعداد السكان، هم يشكلون 26 بالمائة من الذين لا مأوى لهم، وهذه الارقام من مكتب الاحصاءات، ففي عام 2006، في يناير تحديدا كان هناك 827، 195 مقاتلا وجنديا أمريكيا لا يجدون منزلا، وللايفاء باحتياجات هؤلاء تقوم الكثير من المؤسسات والمنظمات غير الربحية بمساعدتهم، هناك أكثر من 300 جهة غير ربحية تعمل في هذا المجال، على سيل المثال، قبل عامين تأسست جماعة (المحاربون من أجل المحاربين) وهي جماعة معنية بمساعدة الجنود الامريكان العائدين من حرب العراق.
وأسسها جيم دريسكول وهو من عناصر المارينز في حرب فيتنام، وتقدم الجماعة بالاضافة الى المساعدات المالية وحلقات عمل أسبوعية وبرامج إعادة تأهيل واستشارات في شتى المجالات، كما أن هناك جماعة (السيوف) تأسست عام 1974 في فرانسيسكو على يد ستة من الجنود وهي تقدم المساعدة للمحاربين وأسرهم وتبحث لهم عن وظائف وتعويضات حكومية، ومن هذا المنظور تختلف حرب العراق تماما عن حرب فيتنام، في الماضي كان الرأي العام يرى في الجنود الامريكان العائدين من الحرب مصدرا للعار وأنهم وصموا جبهة أمريكا، أما الآن ينظر الامريكان إلى الجنود العائدين من حرب العراق كأنهم أبطال ضحوا من أجل القيم الامريكية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
نائب الرئيس للتعذيب
جهاد الخازن
الحياة
ديك تشيني هو «نائب الرئيس للتعذيب». وفي حين أن هذا رأيي الشخصي في الرجل، فإن العبارة ليست لي، وإنما هي رأي الأميرال ستانسفيلد تيرنر، رئيس «سي آي ايه» بين 1977 و 1981، وأعتقد بأنه تحدث عندما صدر قانون منع التعذيب فقال تشيني إن القانون سيكلف أرواح ألوف الناس.كنت عرضت ما يهم القارئ العربي من ادارة جورج بوش، أو ما بقي منها بعد فرار الجرذان من السفينة الغارقة، وأكمل اليوم بنائبه تشيني، مركزاً أيضاً على ما يهمنا من عمله، فكثيرون يقولون إن الادارة هي ادارة بوش/ تشيني، وبعض يصر على انها ادارة تشيني، وجورج بوش مجرد واجهة لنائبه زعيم عصابة الحرب.أستطيع أن أؤلف كتاباً عن ديك تشيني، ولكن لا أحتاج والقارئ الى كتاب جديد، فهناك كتب كثيرة عنه آخرها واحد يحمل اسمه وتستر عليه، كتبه ستيفن هايز، وهو من المحافظين الجدد، وآخر أكثر موضوعية عنوانه «الانتهازي» كتبه روبرت سام آنسون. وأفضل منهما كتاب «ثمن الولاء: جورج بوش والبيت الأبيض وتعليم بول أونيل» كتبه رون ساسكايند وروى فيه تجربة أونيل الذي كان أول وزير خزانة في ادارة بوش الأولى، واستقال وأماط الستار عن أسرارها.أونيل يقول صراحة إنه خلال أيام من دخول بوش البيت الأبيض بدأ يتحدث عن حرب على العراق وادارته بعد الحرب، وهذا قبل تسعة أشهر من ارهاب 11/9/2001. ونعرف الآن أن لجنة مكلفة بدراسة الطاقة أشرف عليها تشيني حتى حملت اسمه، فكانت تسمى المجموعة العاملة، أو الضاربة، لتشيني، أصدرت تقريراً في آذار (مارس) من تلك السنة يتحدث عن السيطرة على نفط العراق.تشيني قاد عصابة الحرب مع وزير الدفاع في حينه دونالد رامسفيلد، وهما حليفان منذ ادارة جيري فورد. ومرة أخرى أترك جانباً رأيي ورأي القارئ العربي أو المسلم في رجل تسبب في مقتل حوالى مليون عراقي في مأساة لم تكتمل فصولاً بعد، وأختار من كلام النائب الأميركي دنيس كوتشنك الذي طالب الكونغرس عبثاً بعزل تشيني، وقدم تصريحات تشيني كحجة عليه، فهو ضخم الأدلة المتوافرة كثيراً، واستمر في الاصرار على وجود برنامج أسلحة دمار شامل عند صدام حسين، وعلى علاقة مع القاعدة، على رغم ثبوت عدم صحة هذه التهم، ورأي النائب أن تشيني لم يخطئ بل كذب عمداً فقتل 3300 أميركي (الرقم يقترب من أربعة آلاف الآن) ويجب بالتالي عزل تشيني ومحاكمته. غير أن الكونغرس أحبط اقتراحه الأسبوع الماضي، ولم يناقشه.نائب الرئيس للتعذيب لم يكتف بالكذب، فهو أحاط نفسه بمستشارين من نوعه قدموا له دراسات تدافع عن التعذيب، أو ارسال المعتقلين الى بلادهم ليعذبوا فيها. وكان ديفيد ادنغتون بين هؤلاء، وهو عمل مستشاراً عندما كان تشيني وزير الدفاع في ادارة بوش الأب، وأصبح بعد ذلك مستشاراً عاماً للشؤون القانونية، وهو خلف لويس ليبي مديراً لمكتب نائب الرئيس بعد ادانة ليبي في قضية كشف اسم عملية الاستخبارات فاليري بلام. أما ألبرتو غونزاليس فقد أطاحه الكونغرس من وزارة العدل بعد أن عمل قرب بوش الابن منذ أيامه في تكساس، لأن الاعضاء لم يتحملوا مخالفته القانون الذي يفترض أن يمثله. وقد كتب أدنغتون وغونزاليس دراسات قانونية عجيبة لنائب الرئيس خلاصتها ان مواثيق جنيف مضى زمنها، والقانون نفسه لا ينطبق على الرئيس في حالة حرب، والنتيجة أن تشيني وراء التعذيب والتجسس على هواتف المواطنين وخطف كل من يصنّف على أنه «مقاتل عدو»، وحرمانه من أي حقوق قانونية، وغوانتانامو وغيرها.وهامش سريع قبل أن أعود الى ما يهم قارئ هذه السطور، فنحن نركز على احتلال وما جرّ من كوارث، إلا أن تشيني كارثة عامة تتجاوز مصيبتنا به، فهو شنّ حرباً موازية على البيئة لحماية صناعة النفط الخارج منها مع بوش الابن، والى درجة أن اريك شافر، المسؤول عن حماية البيئة، ثم كريستي وايتمان، رئيسة وكالة حماية الطاقة استقالا بسبب تدخل تشيني في عملهما ورفضه أي تقارير تقيد حرية الصناعة.تشيني قال عن نفسه في مقابلة تلفزيونية: هل أنا العبقري الشرير في زاوية لا يراه أحد يخرج منها؟ هي طريقة جيدة للعمل في الواقع.هي طريقته في العمل فعلاً، وقد ضبط بإتلاف وثائق، وأسماء أقرب العاملين معه غير مسجلة كبقية موظفي الدولة، وقد عارض تسجيل أسماء زواره، كما رفض تسليم أوراق عمله، وثمة اجماع على أنه لن يترك وراءه أي أثر بعد تركه العمل الرسمي.وبما أنه يتجنب الصحافيين، وإن فعل فعادة ما يكتفي بحلفاء ومتطرفين مثله، فإنه نادراً ما يقول شيئاً يندم عليه. ومع ذلك فقد أثار ضجة كبيرة في برنامج تلفزيوني «حميم» كان يفترض أن ينتهي من دون أن يسمع به أحد لولا أن مقدم البرنامج سكوت هينين سأله عرضاً: السيد نائب الرئيس، هل ترى أن التغطيس بالماء مقبول اذا أنقذ حياة؟ ورد تشيني موافقاً (الكلمة بالانكليزية في السؤال والجواب كانت no-brainer، بمعنى مقبول أو لا يحتاج الى تفكير).هذا الرجل سعى الى الحرب من يومه الأول نائباً للرئيس، وردد كل الأكاذيب التي أصبحت معروفة الآن، بل هو أصر على اعادة ترديدها حتى عندما نفتها الاستخبارات الأميركية نفسها، مثل مقابلة محمد عطا رجال استخبارات عراقيين في براغ ومحاولة شراء يورانيوم من النيجر.هناك مواقع لا تحصى على الانترنت تطالب بعزله أو محاكمته، غير أن شيئاً من هذا لن يحدث وهو في الادارة التي تحمل اسم بوش، مع أنه يسيطر عليها. وأكمل غداً بعمل تشيني لبسط نفوذ الرئاسة على حساب الكونغرس، وكيف نجح في جعل منصب نائب الرئيس، وهو احتفالي في الأصل، يتحول الى سلطة تنفيذية ثانية.2م
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
العراق يكدر علاقات أمريكا بحلفائها الإقليميين
فيليب بورينج
اخبار العرب الامارات
مع أصدقاء مثل هؤلاء من يحتاج إلى أعداء؟ يمكن للولايات المتحدة ان تتساءل لماذا وصلت علاقاتها مع ثلاثة بلدان رئيسية مفترض فيها أنها حلفاء وثيقون لها في أن تصبح عند هذا الحد من الخلاف. فالعلاقات مع اليابان والهند وتركيا تتضرر كلها في الوقت الذي تثير فيه السياسات الداخلية في هذه البلدان عدم استقرار للمصالح الوطنية المشتركة بينهم وبين الولايات المتحدة. حيث توقفت اليابان عن الاستمرار في إعادة تمويلها البحري للعمليات الأميركية في افغانستان. وتتردد الهند في المضي قدما في اتفاقها النووي مع واشنطن. وتركيا غاضبة من عدم قدرة الولايات المتحدة على وقف الهجمات التي يقوم بها الانفصاليون الاكراد انطلاقا من الاراضي العراقية. وهذه المشاكل قائمة قبل ان يضع الجنرال برويز مشرف مزيدا من علامات الاستفهام حول علاقة أميركا مع باكستان بعد فرض مشرف حالة الطوارئ في بلده. كل ذلك ليس محض مصادفة. حيث انه على الرغم من ان لهذه المشاكل اسباب داخلية الا انها تعكس ايضا تأكل أوسع للنفوذ الاميركي المرتبط بحربها في العراق وسياستها الأوسع في الشرق الاوسط. في اليابان فإن الخلاف في السياسة الداخلية أسهم في سلسلة من الارتباكات في العلاقات الدولية. فخسارة السيطرة على مجلس الشيوخ في البرلمان في انتخابات يوليو الماضي ترك رئيس الوزراء الجديد ياسو فوكودا يحاول ويفشل في التوصل الى حل وسط مع المعارضة فيما يتعلق بالتزويد البحري بالوقود. وهذا أمر مربك بالنسبة لفوكودا الذي من المقرر له ان يلتقي الرئيس جورج بوش في 16نوفمبر الجاري. ربما تصل حكومة فوكودا في النهاية الى هدفها غير ان الحقيقة هي انها غير قادرة على تحقيق انجاز في قضية مهمة جدا للعلاقات مع واشنطن والتي تثير مشاكل بالنسبة للبلدين. ان النقص الظاهر للالتزام من قبل اليابان لصالح الولايات المتحدة سوف يكون له انعكاسات في الوقت الذي تحتاج فيه اليابان لحليفها الاميركي بشكل أكبر من ذي قبل لموازنة القوة المتزايدة للصين. فمن الواضح انه ليس من المصلحة الأوسع لليابان ان ترفض دورا في مساعدة اميركا في افغانستان غير ان الخلاف الداخلي يعكس مأزقا بالنسبة للسياسات الاميركية في الشرق الاوسط فضلا عن التوجهات السلمية اليابانية التي على الرغم من تقلصها الا انها لا تزال تحظى بشعبية.
في الهند فان عدم رغبة حكومة رئيس الوزراء مانموهان سينج بالمخاطرة بائتلافه البرلماني الهش من اجل خاطر الاتفاق النووي مع واشنطن هو حالة اكثر وضوحا لوقف السياسة الداخلية في طريق مصلحة وطنية. ويبدو ان الساسة في دلهي يساريين او يمينيين على حد سواء يبدو انهم غير مدركين للمدى الذي وصلت اليه واشنطن في تقويض موقفها بمنع الانتشار النووي بغية تعزيز علاقاتها الجديدة مع الهند.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
الشيعة... والتقصير العربي
خليل علي حيدر
الاتحاد الامارات
نشرت صحيفة "الاتحاد" يوم 4/11/2007، ضمن مقالات "وجهات نظر" مقالاً بعنوان "الشيعة العرب بين الاستقلال والتبعية" بقلم الزميل د. طارق سيف. وقد تضمن المقال العديد من النقاط والمحاور التي أرجو أن ينفتح الحوار حولها في هذا الموضوع الحساس، وبخاصة في هذا الظرف العسير، حيث تثار الميول الطائفية في منطقة دول الخليج والعالم العربي، وبخاصة أن الزميل د. سيف، ينهي مقاله باستنتاج لا يقيمه على مقدمات واضحة فيقول: "بعد كل هذا، هل هناك مكان لسؤال حول الاستقلال أم التبعية للشيعة العرب؟ الأمر بات واضحاً، فمصالح الشيعة العرب مع الدولة الفارسية لا غير"!
ومن المؤسف بداية، أن المقال كله تقريباً ينصبُّ على أوضاع العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، حيث يقول "أفاد سقوط نظام صدام حسين في العراق الشيعة كلهم في الشرق الأوسط"، ومع هذا لا يمهد الكاتب لمقاله بتحليل نظام طاغية العراق، وما فعله بالشيعة مثلاً بعد فشل حركة التمرد عام 1991 وميراث هذا النظام الاستبدادي على وجه العموم، وتأثيره على المجتمع العراقي وطوائفه. ومن هنا فإن العديد من ملاحظاته النقدية تتناول العرَض لا المرض، والنتائج لا الأسباب. ويقر الكاتب د. سيف بالانقسامات بين الشيعة والفوارق بين مصالح إيران والعراق وتنوع المليشيات الشيعية وغير ذلك، ولكنه يتجاوز كل هذه المقدمات إلى النتيجة التي يريدها. وكان الأجدر بالزميل الدكتور لو أنه درس هذه المرحلة وهذا النظام وتعقيدات الوضع العراقي والمواقف والتطورات المذهبية منذ الثورة الإيرانية على الأقل، ليتناول على ضوئها الواقع العراقي- الإيراني الراهن والقضية المذهبية في منطقة الخليج والعالم العربي. ولا جدال في أن الكثير من الجماعات المذهبية والثورية الإيرانية قد اعتبرت سقوط النظام العراقي عام 2003 فرصة ذهبية لمد نفوذها وتصفية الكثير من حسابات الحرب العراقية- الإيرانية، ولاشك في أن المرجعية الإيرانية الرسمية تحاول منذ سقوط النظام العراقي بل منذ نجاح الثورة الإيرانية عام 1979 تعميم مدرستها المذهبية والفقهية ومبدأ ولاية الفقيه بين شيعة العراق ولبنان ودول الخليج وكل مكان، وأنها تريد تهميش مرجعية النجف العراقية لصالح المرجعية الإيرانية. ولاشك أنها تعمل ليل نهار لإنزال أكبر الخسائر بالقوات الأميركية لأنه لا مصلحة لإيران في نجاح عراق ديمقراطي متعدد المذاهب وعصري.. ولاشك.. ولاشك... إلخ!
ولكن ألا يتحمل العالم العربي شيئاً من المسؤولية في ترك العراق، وبخاصة شيعة العراق، لقمة سائغة بيد التشيُّع السياسي والمطامع الإيرانية؟ ألم يرفض العالم العربي الاعتراف بالنظام الجديد؟ ألم يتفرغ الإعلام العربي عبر الصحافة والتلفاز لشن حملة ظالمة على الحق والباطل في التجربة الجديدة؟ ألم يحذر حتى الدول العربية المعتدلة بل وسُنة العراق نفسه من التعاون مع الوضع الجديد؟
كيف يمكن للشيعة أن يكونوا طليعة التعاون مع أعداء الأمة في العراق... وطليعة القوى المُعادية للصهيونية في لبنان؟
وما أن تخلص العراقيون من نظام القمع والاستبداد يوم 9/4/2003، حتى انهالت على مناطق سكن الشيعة وتجمعات العمال وصغار التجار المتفجرات والسيارات المفخخة والمذابح من كل لون. ونال التفجير المساجد والحسينيات والمواقع المقدسة مثل سامراء وكربلاء والكاظمين.
وفيما أغرق الإرهابيون العراق الجديد على مدى سنوات بالمتفجرات والدماء والجثث، وقاموا بإرعاب شيعة العراق لصالح النفوذ الإيراني والقوى الطائفية، تولى الإعلام العربي في حملة موحدة تشويه كل ما تقوم به الحكومة العراقية، وكل الخطوات الديمقراطية وكل السياسات الجديدة. وصب هذا المجهود كذلك لصالح الإيرانيين الذين عادوا المشروع الأميركي في العراق منذ بدايته.. ولا يزالون.
ولم تخجل أطراف من هذا الإعلام المضلل حتى من التباكي على عهد صدام، لأن "العراق لا يمكن أن يحكمه إلا شخص مثل الحجاج" كما لا نزال نقرأ للبعض. وفيما توالت جرائم إرهاب تنظيم القاعدة والزرقاوي، لم يسترد الأردنيون مثلاً بعض وعيهم إلا عندما ضربهم إرهاب الزرقاوي في عقر دارهم، وحتى في هذه، قام بعض قادة الإسلاميين الأردنيين بتقديم واجب العزاء بوفاة "المجاهد الكبير".. أبو مصعب الزرقاوي!
ويتناول الزميل الكاتب، بروز السيد السيستاني وصعود شيعة العراق، وتأثير الطرفين في الواقع العراقي المحلي والشيعي العربي وكأنها مؤامرة حيكت بليل! ويأخذ على السيد السيستاني تحريضه الشيعة للمشاركة في الانتخابات والتصويت على الدستور! ولا أجد هنا أي مأخذ ما دام التصويت والانتخاب مفتوحاً لكل العراقيين ولكل الأعراق والمذاهب. ثم إن السيستاني بالذات قام بدور عظيم في مناسبات عدة لإجهاض الحرب الطائفية التي هددت العراق بالدمار، كما أنه يمثل امتداداً للمرجعية الشيعية التقليدية التي تعارض مبدأ "ولاية الفقيه"، الذي هو أساس المرجعية في إيران. وقد أشاد أكثر من كاتب بهذا الدور كما هو معروف، ولا يعيره الزميل الفاضل أي اهتمام.
ثالث ما ينبغي الحديث عنه والحوار فيه مما ورد في مقال الزميل، هو حديثه عن النفوذ الإيراني في العالم العربي ودول الخليج. وهنا نجد العجب العجاب، فالجماهير العربية تتوجس من "النفوذ الإيراني" و"الهلال الشيعي" و"عودة الفاطميين" وغير ذلك، ولكنها تتعاطف أشد التعاطف، حتى بين الإعلاميين والمثقفين، مع معظم مطالب ومساعي إيران للحصول على السلاح الذري "لإيجاد توازن ذري مع العدو"! ونجد في معظم أنحاء العالم العربي تعاطفاً مع "حزب الله" وتنظيم "الجهاد" و"حماس" والحرب المنطلقة من لبنان ضد إسرائيل أو السياسات التي تتبناها "حماس". ألا ينبغي للزميل الفاضل أن يحدد موقفه، بل ويطالب العالم العربي بتحديد مواقفه، فإما أن نكون مع الحل السلمي للقضية الفلسطينية، وهذا يتطلب حل كل مشاكل الصراع مع إسرائيل بالمباحثات والوسائل السلمية والمفاوضات والتنازلات المتبادلة مهما كانت مؤلمة، وهذا يعني أن علينا أن نبتعد عن السياسات الإيرانية و"حزب الله".. والقنابل الذرية! أو أن نكون كما كنا قبل 1967، مع الحرب والمقاومة واسترجاع فلسطين من النهر إلى البحر بالعنف والقوة المسلحة مهما كانت المخاطر والتضحيات! ولاشك أننا في سياستنا واستراتيجيتنا هذه بحاجة ماسة إلى التحالف مع إيران وتنظيم "الجهاد" و"حزب الله" و"حماس"، بل و"الجبهة الشعبية" وكذلك تنظيم "القاعدة"!
فأين يقف الزميل الفاضل من هذين الفسطاطين؟ وكيف يحلل الانقسام العربي؟ وكيف يمكن لإيران أن تكون شيطاناً في الخليج وملاكاً في لبنان وفلسطين؟ وكيف يمكن للشيعة أن يكونوا طليعة التعاون مع أعداء الأمة في العراق وطليعة القوى المعادية للصهيونية في لبنان وفلسطين وأماكن عربية كثيرة؟!ولا أريد على الإطلاق، التهوين من مخاطر بعض السياسات الإيرانية في العراق ومنطقة الخليج ولبنان والعالم العربي، ولكن ثمة مبالغة واضحة في قدرات إيران ومخاطر تحالفاتها، وفي هذه التهم العريضة الموجهة لـ"خطط الشيعة".! ويعرف كل متابع ومطلع أن قدرات إيران محدودة، بينما يصورها الإعلام السياسي والمذهبي المعادي وكأنها.. ألمانيا الخليج! ولا أريد التهوين كذلك، من شرور التشيُّع السياسي وأحزابه وميليشياته، بل دعنا لا ننسى كيف تمت تصفية السيد عبدالمجيد الخوئي في النجف على مقربة من ضريح الإمام علي! ولكن التشيع رغم هذا كله، مذهب ظهر وتطور في العالم العربي منذ قرون طويلة، وإذا كانت إيران تستفيد من معطياته فلأن العرب لا يريدون أو لا يعرفون الاستفادة منه، ولا فتح كليات الشريعة لدراسته بموضوعية! لقد تُرك التشيع، والتسنُّن كذلك، لبعض الاجتهادات الشخصية وللجماعات المتشددة، وللأحزاب "الجهادية التكفيرية"، وللمواقع التي تبث الكراهية العنصرية والطائفية، عبر الإنترنت والفضائيات.. والآن نشتكي من النتائج! لماذا لا ننادي كمثقفين وإعلاميين، سُنة وشيعة، بإطلاق الحريات الدينية والمذهبية في العراق وإيران ولبنان ومصر وشمال أفريقيا ودول الخليج، وفي كل مكان، بدلاً من هذه المخاوف؟
إن دولة الهند، بمئات الملايين من الهندوس، سلمت رئاسة الجمهورية مرتين حتى الآن للمسلمين.. ولم تقع كارثة! نحن يا أخ سيف، بحاجة ماسة إلى حوار طويل!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
تركيا: اعتراف الجنرالات
محمد نور الدين
الشرق قطر
عاشت تركيا في الأيام القليلة الماضية اياما كردية بامتياز:
ü لقاء رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان مع الرئيس الأمريكي جورج بوش والذي لم يتمخض على ما يبدو عن اي خطوة ملموسة لمواجهة نشاط حزب العمال الكردستاني.
ü إطلاق سراح الجنود الأتراك الأسرى الثمانية الذين اختطفهم حزب العمال الكردستاني مع انباء تقول ان اثنين من هؤلاء كانا عملاء للكردستاني مما دفع وزير العدل التركي محمد علي شاهين للقول انه لم يكن مسرورا من عملية تخلية سبيلهم!
ü مؤتمر حزب المجتمع الديموقراطي الكردي الذي يتمثل في البرلمان التركي بـ 21 نائبا. وقد انتخب الحزب رئيسا جديدا له هو نورالدين دميرطاش ودعا في وثيقته السياسية ضمنا الى تطبيق النموذج الفدرالي في تركيا بين الأتراك والأكراد.
ü تصريحات زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض دينيز بايكال الذي دعا فيها الى الانفتاح على شمال العراق وتعليم الف طالب كردي وعربي من العراق في تركيا وبثّ تلفزيوني باللغات العربية والكردية وغيرها، وقوله ان العمل المسلح لمواجهة الإرهاب ليس كافيا لوحده.
غير ان نجم الأسبوع كان حاملي النجوم والسيوف على اكتافهم وإن اصبحوا الآن في عالم التقاعد وعدم المسؤولية.
انهم جنرالات تركيا.
يحذون ما يفعله المسؤولون السياسيون عندما يصبحون خارج الوظيفة والمسؤولية.
اثناء توليهم المسؤولية كان كل شيء مباحا وعلى اعلى درجات الحدة والقسوة. اما وقد تقاعدوا فها هو نهر الندم والاعتراف يتدفق غزيرا يكاد نهرا دجلة والفرات يحسدانه على هذا التدفق الغزير.
رؤساء اركان الجيش التركي السابقون ادلوا بدلوهم في حوارات مع صحيفة ميللييت. قاموا باستعراض تجربتهم وهم في السلطة مع المسألة الكردية وفي مواجهة حزب العمال الكردستاني.
قد لا يكون ضروريا استعراض ما قاله كل واحد بالتفصيل. لكن من الأهمية ما قالوه. فهم الممثلون الحصريون للعلمانية المتشددة وللوطنية التركية او هكذا يظنون. ولا نملك حق القول انهم على خطأ. انها وجهة نظر وأهل مكة ادرى بشعابها.
ماذا قال جنرالات تركيا؟
1- ان انكار الهوية الكردية كان خطأ وقد مورس بقسوة بل حتى النشاطات الاجتماعية للأكراد كان ينظر اليها على انها هدّامة.
2- يجب تعليم اللغة الكردية في مدارس الجنوب الشرقي وحتى للموظفين من أصل تركي.
3- مرّت المسألة الكردية بثلاث مراحل: اجتماعية وعسكرية وسياسية. وكان يجب حل المشكلة وهي لا تزال في مرحلتها الاجتماعية. اما اليوم فإن الخطر في رغبة حزب العمال الكردستاني التحوّل الى حزب سياسي.
4- ان العمل العسكري لا ينهي الارهاب الكردي بل يربكه ليس اكثر لذا يجب التركيز ايضا على الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية.
5- ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تسعى لتقسيم تركيا لتكون غير ذات شأن كما تسعى لضم اراض من تركيا وايران وسوريا الى دولة شمال العراق الكردية.
6- ان طبيعة الحدود الجغرافية مع العراق والتي تمر في رؤوس الجبال لا تسمح لتركيا بالدفاع عن امنها لذا يجب تعديل الحدود مع العراق.
7- ويجب تعديل الحدود المتعرجة مع سوريا ايضا لكن ليس لأسباب امنية بل لأن منابع النفط تقع في المقلب الاخر من مناطق التعرج في خط الحدود مع سوريا.
قامت تركيا في العشرين سنة الأخيرة بـ 24 عملية توغل عسكري في شمال العراق ومع ذلك لم ينته "الارهاب الكردي" داخل تركيا. اليوم تقرقع اصوات السلاح مهددة بغزو تركي جديد.
المسؤولون العسكريون الحاليون اعلنوا منذ ابريل الماضي ان العمل العسكري ضد قواعد حزب العمال الكردستاني ضروري وذو جدوى.
غدا بعد ان يتقاعد القادة الحاليون ويصبحون "سابقين" هل سيعترفون بأنهم كانوا مخطئين في كيفية مواجهة هذه المسألة؟
اذا كان من فائدة كبيرة بالفعل لاعترافات الجنرالات السابقين فهي ان يأخذ الحاليون درسا قبل فوات الأوان.
التجارب السابقة غير مشجعة على توقع مثل هذا الاعتبار. والخاسر الاستقرار في تركيا.
قبل ان ننسى:
كان الخطر الكردي الخطر رقم واحد على الأمن القومي التركي. في عام 1997 وفي خضم الحملة على رئيس الحكومة نجم الدين اربكان والاسلاميين عموما احتل "الخطر الرجعي"، وهي الصفة التي يطلقها جنرالات تركيا والمتشددون من العلمانيين على الاسلاميين، المرتبة الأولى بدلا من الخطر الانفصالي الكردي.
كلمة لهؤلاء الجنرالات:
كما اعترفتم بخطأ عدم الاعتراف بالهوية الكردية متى تعترفون بخطأكم تجاه توصيف الحالة الاسلامية في تركيا؟ ومتى تفكّون عقدتكم المثيرة للسخف تجاه قضية الحجاب؟
اكبر خطأ يرتكبه جنرالات في اي بلد ان ينصبوا انفسهم أوصياء على شيء: ان يكونوا قضاة ورجال دين وسفراء وعلماء اقتصاد ومصممي ازياء ولاعبي كرة قدم وبائعي خضار وفاكهة.
وتركيا النموذج الأكبر لهذا المشهد القرو - وسطي. واأسفاه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
الملائكة والشياطين في اسطنبول!
عبدالزهرة الركابي
الراية قطر
بقلم : (كاتب عراقي) .. يقولون إذا اجتمعت الملائكة في مكان ما فإن الشياطين يولون الأدبار، ولكن ماذا نقول حيال المؤتمر الدولي الذي عُقد أخيرا في مدينة أسطنبول التركية، والذي شاركت فيه الدول المجاورة للعراق، حيث كان عنوانه الأسمي هو التباحث في الشأن العراقي، بيد ان واقعه يكشف بشكل جلي ان (الملائكة وبمشاركة الملاك كوندوليزا رايس) كانوا يتباحثون في القصر العثماني القديم حول شؤونهم ومشاكلهم وأن شأن العراق في هذا المؤتمر كان هو الشأن الأقل أهمية، علي الرغم من أن هذا المؤتمر عُقد تحت عنوانه، وعلي الرغم أيضا من ان الشيطان الأكبر أمريكا وهو وصف ليسمن عندياتي وإنما أستعيره من ملالي طهران، كان هو حجر الزاوية لكل الشؤون ولانقول المشاكل التي من المفترض ان المؤتمر المذكور قد تناولها أو كانت هي مثار اجتماعاته ومعالجاته، وبالتالي كيف سيفلح مثل هذا المؤتمر وهو يجمع الملائكة والشياطين وفقا" للتوصيفات المتقابلة التي كان يطلقها البعض حيال البعض الآخر ممن شارك فيه، مع تأكيدنا علي أن الذين اجتمعوا في أسطنبول وفق العنوان الآنف ليسوا هم من جنس الملائكة في كل الأحوال؟
وعلي هذا الواقع، كان العراق المحتل ممثلا اسميا فيه من خلال ضاحية الاحتلال العراقية (حكومة المالكي) التي يعرف ويعلم جميع المشاركين في المؤتمر إنها تسمية بلا مسمي حقيقيا وعمليا، وأن العراق غائب في هذا المؤتمر الذي عقد تحت عنوانه واسمه، لكن الأمر الذي كان جليا هو أن تركيا مضيفته استخدمته لحل مشكلتها مع حزب العمال الكردي التركي والذي يتحصن في الجبال الوعرة في شمال العراق الذي يهيمن عليه الأكراد أصلا وبتعاون اقتصادي ولوجستي في حقيقة الأمر مع الأتراك الذين يشنفون أسماعنا علي مدار اليوم الواحد بالمعزوفة المشروخة (الحرص علي وحدة العراق)، بينما هم لهم اليد الطولي في بناء البني التحتية والفوقية علي منحي المرتكزات التي يحتاجها الانفصال الكردي، وبالتالي فلا يعتقد أحد بما فيهم الأتراك، أن هذه السياسة المزدوجة التي تتبعها تركيا حيال أكراد العراق سوف تأتيهم بمردود طيب، بل أتتهم بالوبال الذي راح يقض مضاجع تركيا في الفترة الأخيرة، من واقع ان الأتراك وأمام بعض المكاسب الإقتصادية الآنية والمرحلية، ساهموا في تعريض مداميك جدارهم القومي والوطني والإستراتيجي الي مخاطر الهدم والثلم، لأنهم تناسوا ان أكراد العراق يشيعون في أوساطهم من أن (حلم كردستان الكبري) قد بدأت رحلته بالخطوة الأولي بعدما أنجزوا إستقلال (كردستان الجنوبية) في شمال العراق، وأن المتبقي من تحقيق هذا الحلم هو استكمال استقلال (كردستان الشمالية) في تركيا، و(كردستان الغربية) في سوريا، و(كردستان الشرقية) في إيران، مع العلم ان أبرز القيادات العسكرية الميدانية لحزب العمال الكردي التركي هم من أكراد العراق وسوريا.
ومن الطبيعي أن ترتد النواتج السلبية علي السياسة المزدوجة التي مارستها تركيا في شمال العراق، ومن هذه الصورة الواضحة يتساءل المراقبون: هل أن الأتراك حقيقة غير واعين أو مدركين لتوجهات الأكراد الإنفصالية في شمال العراق كتمهيد أولي لإنفصاليات لاحقة تداهم الدول الثلاث المجاورة لشمال العراق، وبالتالي كيف يطلبون من حكومة أسمية في بلد محتل ومتقطع الأوصال سواء أكان ذلك في شمال العراق أم في جنوبه، أن تقوم برفع علم الدولة العراقية علي حدودها وكذلك بالقضاء علي قواعد الحزب الكردي التركي المتمرد، وهي التي لا تأمن علي أمنها حتي في عقر دارها (المنطقة الخضراء) التي لاتزيد مساحتها المربعة عن الكيلو مترين ، علي الرغم من شدة وتعقيد التحصينات التي أقامها الأمريكيون في هذه المنطقة التي تضم أكبر سفارة أمريكية في العالم؟!
إن تركيا التي ترعد وتهدد في الوقت الحاضر بلدا محتلا ولايملك من حطام السيادة شيئا، أغمضت عينيها وصمت أذنيها عما يجري في شمال العراق منذ حقبة التسعينات من القرن الماضي، حيث ان حزب العمال الكردي التركي كان له وجود في جبال قنديل بما في ذلك القري التي تقطنها أغلبية مسيحية (آشورية)، كما إن أكراد العراق المتواطئين مع هذا الحزب لم يكونوا بمثل هذه القوة العسكرية والسياسية، وكان بمقدور القوات التركية في ذلك الوقت اجتياح شمال العراق
والقضاء علي قواعد حزب العمال بأقل جهد وبأقل خسائر وبأقل تعقيدات، بينما في الوقت الحاضر تجد تركيا تعقيدات حقيقية للقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في شمال العراق لعوامل وأسباب عدة، أولها: ان العراق محتل من قبل حليفتها أمريكا، وإذا ما أرادت القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق يجب عليها في الأول إستحصال موافقة أمريكا، ولايعتقد المراقبون أن أمريكا ستوافق علي ذلك، لأن هكذا عملية سوف تلحق الضرر بالكيان الكردي الانفصالي وتعيد مؤسساته التي يستمد منها قوته الي ماكان عليه وضع أكراد العراق في بداية حقبة التسعينات، لكن هذا الواقع لايمنع أمريكا من إعطاء موافقتها علي عملية عسكرية محدودة قد تنحصر في جبال قنديل الوعرة وتتجنب الوصول الي عمق المدن والمواقع الحيوية الكردية في شمال العراق والتي تُعد خطوط حمر كردية وأمريكية.
وثانيها: ان مواقع ومؤسسات حزب العمال لاتنحصر في جبال قنديل والجبال المتاخمة للحدود العراقية التركية، وإنما تتواجد في عمق شمال العراق بما في ذلك كركوك، وتعد هذه المواقع والمؤسسات مواقع خلفية لقواعد الحزب الأمامية، ومن الطبيعي أن ينسحب عناصر الحزب من المواقع الأمامية الي الخلفية تفاديا" لهجوم الجيش التركي، وبالتالي فإن العملية المحدودة لن تحقق أهداف تركيا وإنما ستجعل من خطر هجمات حزب العمال علي الأراضي التركية مخيماً ومستمراً في آن واحد ، وهو مايعني أن القوات التركية عجزت أسوة بعملياتها السابقة عن وقف الخطر الكردي والمنطلق من شمال العراق، فمابالك في القضاء عليه.
وثالثها: حتي لو أفلح رئيس الوزراء التركي أردوغان في انتزاع موافقة أمريكا خلال زيارته الأخيرة الي واشنطن عبر صفقة ما أو مساومة ما علي القيام بعملية واسعة النطاق في شمال العراق، فإن الجيش التركي سيواجه تصدي أكراد العراق له، خصوصاً وإنهم يملكون في الوقت الحاضر أقوي جيش في العراق المحتل ماعدا الجيش الأمريكي بالطبع، حيث إنهم استولوا علي أسلحة ومعدات فيلقين من فيالق الجيش العراقي من التي لم تشارك في الحرب أو من التي لم تطلق رصاصة واحدة علي القوات الأمريكية الغازية لأسباب لسنا بوارد التطرق إليها، وإنما نترك مثل هذه المهمة للتأريخ تعليلا ومحاسبة، أضف الي ذلك هو ان الأكراد يتمتعون بوضع مريح ومستريح علي العكس من مناطق العراق الأخري، وهم من هذا الوضع بمقدورهم وضع العراقيل في طريق تقدم الجيش التركي أو علي الأقل إلحاق خسائر فادحة بمعداته وعناصره لاسيما في الجبال الوعرة وفي المناطق التي تقع خارج المدن والأرياف، خصوصا" وإنهم يملكون خبرة طويلة في محاربة الجيوش النظامية اجترارا من مراحل تمردهم علي الدولة العراقية، وهو التمرد الذي جعلهم في مراحل زمنبة متواصلة ومتقطعة علي تصادم مسلح مع الجيش العراقي وبدءا" من عقد الخمسينات وانتهاءا في عقد السبعينات.
ورابعها: هناك عامل اقتصادي ضاغط علي الحكومة التركية من قبل الشركات التركية العاملة في شمال العراق والتي منحها الأكراد حصة الأسد في المشاريع الصناعية والخدمية والعلمية، إذ ان هذه الشركات تخشي خسارة الكثير من المشاريع التي هي في طور البناء والإنجاز أو التي في الحاضر والمستقبل من المحتمل أن ترسو عليها هذا من جانب، والجانب الاخر هو أن بمقدور الأكراد عرقلة أو منع وصول النفط العراقي الي تركيا سواء أكان ذلك عبر الأنبوب أم عبر الصهاريج والشاحنات التي تعبر نقطة الحدود البرية (ابراهيم الخليل)، علي الرغم أن مثل هذا السلاح ذو حدين خصوصا" وإن النفط يأتي للاكراد بمردودات مالية كبيرة.
إذاً، فإن مشكلة تركيا مع حزب العمال كانت هي المحور الأساسي في مؤتمر أسطنبول ، ثم جاءت المشكلة اللبنانية التي أخذت حيزا" واسعا" في المباحثات الفرنسية والسورية والأمريكية، بينما ظلت مشكلة إيران في جانبي الدور الإيراني في العراق والملف النووي مثارا" للجدل والتباحث العقيمين، في حين أنزوي الشأن العراقي في ركن الهامش والخفوت حتي أن مقدمة بيانه الختامي بهذا الشأن تدعو للسخرية والرثاء (المؤتمر مخصص للمساهمة الفعلية في جهود الحكومة والشعب العراقيين لإعادة السلام والاستقرار)، بينما حصلت تركيا لفظيا" علي القسط الأوفر من الدعم في البيان المذكور والذي لايغني ولايسمن من جوع عندما طالب (بمنع استخدام أرض العراق قاعدة للإرهاب ضد دول الجوار).
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
موسم الهجرة إلى الاتحاد لمنع حصاد التقسيم!
محمد صادق الحسيني
عمان اليوم عمان
ألا تعتقدون ان (موسم حصاد) التقسيم قد حان بنظر البعض ممن يريدون قطاف ثمار حروبهم الاسرائيلية حتى ينقذوا هذه الدويلة التي توشك والله على الزوال والتفكك لولا تفرقنا وشقاقنا والنفاق الذي يعشعش بيننا ويطوق أوطاننا؟!
ثم ألا يدفعنا هذا بدوره الى ان نعلن من جانبنا (موسم الهجرة) الى التضامن والوحدة والاتحاد من جديد واليقظة والحذر من الرياح الموسمية المسمومة القادمة من الشمال أيا كان ظاهرها مغريا ومسيلا للعاب البعض من أبناء جلدتنا؟!
بعد مشروع تقسيم العراق وما أدراك ما تقسيم العراق.. بدأت الأصوات ترتفع عن ضرورة تقسيم باكستان.. نعم باكستان التي تعيش منذ مدة على (خط النار) كما ذكر الرئيس مشرف نفسه في كتابه الذي نشره مؤخرا والذي كشف فيه انه تلقى تهديدات جدية وواضحة بالخلع (إذا لم يلب تماما ما يطلب منه من واجبات تجاه ملف مكافحة الارهاب..!)
المقال الذي نشرته الواشنطن بوست على لسان (علي اتفاق) والذي يشير بكل حزم وعزم: إلى أن باكستان عبارة صيغت لاتحاد فيدرالي لخمس ولايات مسلمة كانت تحت سيطرة الهند، ومن هنا فقد حان الوقت كما احسب لزيارة جديدة لصيغة الولايات الخمس.
وقد يكون بعض ما جاء على لسان كاتب الواشنطن بوست الهندي الأصل صحيحا لكن الأهم هو لماذا يتذكر البعض الآن بالذات! تلك (المسرحيات) كما يسميها الكاتب صاحب الهوى الأمريكي بلاتر ديد، ربما لغاية في نفس العم سام ولربما لغاية في نفس العم أبو ناجي كما ينعت أخواننا العراقيون المستعمر الانجليزي العجوز لعله يساهم في مشروع الفوضى الهدامة الشاملة والتي نعتوها (بالفوضى الخلاقة)! وبالتالي إغراق شرقنا (الأوسط الكبير أو الموسع) كما يحلو للبعض ان يسمي عالمنا الاسلامي في حروب أهلية وتقسيمية وتفتيتية ومذهبية وطائفية وعرقية قاتلة بالتأكيد.
ان التقسيم اليوم بات عنوانا موسعا أكثر مما يتسع له خيالنا وقد يصل الى آفاق أبعد مما نتصور من أجل تحقيق الأحلام الامبراطورية للعم سام المخطوفة إرادته اليوم على يد المحافظين الجدد والمصمم على إعادة رسم خطوط جغرافيا العالم كله على قياس طموحاته التي لا حدود لها!
اسمعوا وعوا جيدا مم يحذر الرئيس الروسي فلادمير بوتين في آخر طبعة له من المجابهة التي باتت مفتوحة على مصاريعها مع الامبراطوريين الجدد.
«ان البعض مصر على ان وطننا روسيا يجب ان يقسم.. واننا محظوظون لامتلاكنا ثروات طبيعية هائلة يجب برأيهم ان توزع..!» في اشارة واضحة الى حكام واشنطن محذرا ومنبها ان هؤلاء يسعون الى اقامة عالم احادي القطب والتحكم بالجنس البشري كله..!
ان كلام بوتين هذا الذي ورد في خطاب له ألقاه أمام كاتدرائية القديس باسيل في الساحة الحمراء في موسكو لمناسبة يوم الاتحاد الوطني الروسي، قد يتلخص للمتتبعين والمراقبين لما يحصل في العالم اليوم من فوضى عارمة بسبب انفلات العقد الدولي حتى بين أولئك الذين كتبوا ودونوا سويا ما يمكن تسميته بكتاب المنتصرين بالحرب العالمية الثانية رغم كونه جاء مجحفا وظالما على حساب فقراء ومستضعفي الكرة الأرضية.
انها (الفوضى الخلاقة) التي لطالما بشرنا بها الحالمون من الامبراطوريين الجدد أليس كذلك؟!
بعد الآن هل سنفاجأ غدا إذا ما ظهر علينا منظرون جدد ومن أبناء جلدتنا لاعادة تقسيم ما بقي من اتفاق حول تسميته بالأراضي الفلسطينية المحتلة؟! ومن ثم سينظرون لنا بان الضفة الغربية مرتبطة بالأردن أصلا أكثر مما هي مرتبطة بفلسطين التي تحلمون! وبالتالي ما العيب في إعادة رسم خريطة الأردن أيضا وإعادة مزجها بالضفة وهكذا نكون قد تخلصنا من مصيبة الضفة وحكومة رام الله غير الماشية ايضا!
وغزة هي الأخرى الدويلة الجديدة غير القابلة للحياة أصلا وهي ترتبط منذ الأصل بالضفة المصرية أكثر مما ترتبط بالضفة الغربية لنهر الأردن أو أي جزء آخر من فلسطين التاريخية التي تحلمون بها وبالتالي ما العيب في ربطها ببعض الأراضي المصرية وتكون بذلك بصدد ايجاد دويلة عربية جديدة ونكون قد تخلصنا من مصيبة حماس غير القابلة للهضم أصلا من قبل المجتمع الدولي الذي يحاصرها بالتجويع وكل أشكال الحصار العنصري المقيت!
انظروا ماذا يحصل في السودان؟! لن يطول الأمر أكثر من عام 2012 على أبعد تقدير حتى تصبح أربع دويلات كحد أدنى بعد ان يكون اتفاق نيفاشا قد نفد صبره مع حكومة الخرطوم غير القابلة للتحمل أصلا!
وما المانع من تحريك النائم من فتنة الاقباط مع اشقائهم المسلمين في مصر والشيعة في بعض الدولة الخليجية مع اشقائهم السنة وعلى طريقة دارفور إذا تطلب الأمر!
وإيران كذلك ومن لا يعرف انهم يخططون لتقسيمها إلى نحو ثلاثة وثمانين قسما في اطار خريطة ديمغرافية رسمها معهد انتربرايس للدراسات المملوك للحالمين باحتلال العالم كله من الامبراطوريين الجدد كما يتصور مايكل ليدن المكلف رسميا بمخطط زعزعة استقرار النظام الاسلامي الايراني وتظهير صورته كعدو بديل للعرب عن العدو التاريخي لهم وهو الكيان الصهيوني بعد ان تحول الى شريك متاح للسلام الموهوم والمزعوم!
الشيء نفسه يتم اعداده وعلى نار هادئة لتركيا الجارة الأخرى المسلمة التي تحاول استعادة هويتها التاريخية والحضارية بصعوبة بالغة، وذلك من خلال تفخيخها ومن ورائها سوريا وايران بأفخاخ الحروب الأهلية العراقية! هل تذكرون كتاب خنجر اسرائيل؟ وهل تتذكرون الآن ما كان يردده الشهيد ياسر عرفات ومم كان يحذر في سنوات عمره الأخيرة؟!
ألا تعتقدون ان (موسم حصاد) التقسيم قد حان بنظر البعض ممن يريدون قطاف ثمار حروبهم الاسرائيلية حتى ينقذوا هذه الدويلة التي توشك والله على الزوال والتفكك لولا تفرقنا وشقاقنا والنفاق الذي يعشعش بيننا ويطوق أوطاننا؟!
ثم ألا يدفعنا هذا بدوره الى ان نعلن من جانبنا (موسم الهجرة) الى التضامن والوحدة والاتحاد من جديد واليقظة والحذر من الرياح الموسمية المسمومة القادمة من الشمال أيا كان ظاهرها مغريا ومسيلا للعاب البعض من أبناء جلدتنا؟!
ألا يحق لنا بعد كل ذلك ان نشكك بكل ادعاءات الديمقراطية والتعددية والمشاركة والاصلاح وحقوق الانسان والحيوان التي يتشدق بها البعض من المنبهرين بالديمقراطيات المجوقلة والمرسلة عن طريق حاملات الطائرات والمعلبة في صناديق الانتداب الديمقراطي تحت بيارق السيادة والاستقلال والحرية المتلونة بكل ألوان الطيف الفتانة إلا لون التآلف والمحبة والتضامن بين أعضاء العائلة الواحدة كما يفترض؟!
وأخيرا ألا يحق لنا ان نتذكر شهيد الثورة الجزائرية الكبير عبدالحميد بن باديس عندما قال: والله لو طلبت مني فرنسا ان أقول لا إله إلا الله لما رددتها من ورائها؟!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
أي نتيجة؟
ابراهيم موسوي
الانتقاد - لبنان
وشوش) الله في أذن بوش ذات مرة فاجتاح افغانستان، وكانت النتيجة فضيحة كاملة، و(وشوش) الله ثانية في أذن بوش أيضاً، فاحتل العراق، وكانت النتيجة كارثة حقيقية، ويظن بوش وبعض حلفائه أن الله س(يوشوش) في آذانهم للإمساك بلبنان هذه المرة، كيف تتوقعون النتيجة؟
ثمة ديناميات كثيرة تحيط بالوضع اللبناني الراهن، ديناميات محلية واقليمية ودولية، ولكن ليس بالضرورة أبداً أنها ديناميات ايجابية، ويحار المتابع في تفسير هذا الفائض في منسوب الاهتمام الدولي المستجد بالساحة اللبنانية وأحداثها، وصولاً إلى مسألة الانتخابات الرئاسية، هل ثمة خطأ ما في الجغرافيا السياسية، تم اكتشافه فجرى العمل على تداركه أو التعويض عن التقصير السابق، بالتأكيد لا، ولكن يحدث أن لبنان اليوم تحوّل مجدداً إلى ساحة اشتباك سياسي متقدم بين مشروعين متناقضين، مشروع الاستعمار والاحتلال بنسخته الأميركية الجديدة، ومشروع التحرر والمقاومة والممانعة للهيمنة بنسخته العربية الاسلامية الجديدة أيضاً.
لم يستفق بوش ذات صباح ليسمع بأن بلداً جديداً صار موجوداً على خارطة العالم، وبالتأكيد، فإن (ثورة الأرز) ليست هي التي أوصلت نداءاتها إلى قلب واشنطن، الأكيد أن سلسلة الاخفاقات الأميركية الاستراتيجية في المنطقة، دفعت بالرئيس الأميركي إلى محاولة التفتيش عن تعويض معنوي ما، ولو من باب الاعلام، اذا اقتضى الأمر، والأكيد أن طاقم المستشارين الذي يحيط به، مضافاً اليه كمية التقارير المرسلة من السفير النشيط جيفري فيلتمان، وقبله السفير باتل، جعلت بوش يظن انه قد وجد ضالته في لبنان.
ولم يكن ينقص هذه الوجبة من المطبلين الا رموز ۱۴ شباط الذين احتفوا بجون بولتون ليقولوا له إن الطريق سالكة تماماً من واشنطن إلى بيروت، ثم لتأتي قبلات السنيورة لرايس غداة مجزرة الصهاينة في قانا ۲۰۰۶ وبالسلاح الأميركي لتعزز ثقة إدارة البيت الأبيض في الحفاوة اللبنانية المنتظِرة (بكسر الظاء) لقدوم الاميركيين.
الأخطاء نفسها تحصل في أماكن عديدة، فعشية احتلال العراق، كانت تقارير أحمد الجلبي ونصائح أياد علاوي وتنظيرات كنعان مكية قد ملأت ملفات الإدارة وأروقتها أيضاً .. كانت النصيحة أن شعب العراق سيستقبل (اليانكيز) بالورود، وكانت النتيجة سقوط المحتلين إلى قعر برميل البارود.
طبعاً، فإن ثمة أسباباً أكثر استراتيجية لتفسير هذا الارتفاع الهائل بمنسوب الاهتمام الاميركي الغربي عموماً بلبنان، وهذه الأسباب تتصل بجملة مسائل ليس أقلها انهيار وظيفة الكيان الصهيوني كقاعدة عسكرية متقدمة، وكأداة تأديب ناجعة للأنظمة وحركات المقاومة بعد هزيمة الاحتلال ودحره في العام ،۲۰۰۰ والذي توج أكثر فأكثر بالهزيمة الكارثية والفضائحية التي لحقت بالعدو الصهيوني وراعيه الأميركي خلال عدوان تموز ،۲۰۰۷ وكذلك فإنه فضلاً عن الأسباب المشار اليها آنفاً لناحية فشل غزو اميركا لافغانستان واحتلالها للعراق، فإن من الأسباب الهامة الأخرى صعود الدور الاقليمي لإيران ومعها قوى الممانعة والمقاومة.. فشل الحصار عليها وعلى سوريا، وهو ما جعل واشنطن تتحرك مباشرة بعد فشل أدواتها المحلية في تحقيق ما يلزم من اختراق للساحة بشكل فاعل وناجح بعد أن راهنت على سقوط لبنان بالكامل في حضن المشروع الاميركي بعد الانسحاب السوري منه قبل سنتين.
واليوم تظن واشنطن ومعها بعض المتوهمين من رموز ۱۴ شباط أنهم قادرون على فرض مرشح لرئاسة الجمهورية بحسب المقاس والمواصفات الأميركية، ولكن هذه المكابرة الجديدة غير المحسوبة أثارت حفيظة، إذا لم نقل اعتراض حلفاء واشنطن الدوليين، لا سيما الأوروبيين وبعض أصدقائها المحليين الذين يرون في الأمر مبالغة في غير محلها أبداً.
هل تستطيع واشنطن اعلاء شروطها وتحقيق رغبات بعض أطراف الساحة الداخلية من رموز ۱۴ شباط، بالتأكيد، وقطعاً، فإن الجواب لا، أولاً، لأن هناك ارادة ممانعة صلبة ومتماسكة للمعارضة اللبنانية، وثانياً لأن رغبات واشنطن ومخططاتها ليست قدراً لا يرد! وعليه فإن المستقبل القريب لن يجلب معه الا فصلاً جديداً من فصول الفشل الأميركي.
(وشوش) الله في أذن بوش ذات مرة فاجتاح افغانستان، وكانت النتيجة فضيحة كاملة، و(وشوش) الله ثانية في أذن بوش أيضاً، فاحتل العراق، وكانت النتيجة كارثة حقيقية، ويظن بوش وبعض حلفائه أن الله س(يوشوش) في آذانهم للإمساك بلبنان هذه المرة، كيف تتوقعون النتيجة؟

ليست هناك تعليقات: