Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأحد، 11 نوفمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية المقالات والافتتاحيات السبت 10/11/2007


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
المصابيح تظل مطفأة في بغداد
تيار راث
وكالة كي. آر. تي
رغم مرور سنوات من العمل، وإنفاق الملايين من الدولارات في محاولة إصلاح نظام التيار الكهربائي المدمَّر في العراق، يظل وصول التيار في العاصمة متقطعاً، ويقل بكثير عن المستويات التي كان عليها في فترة ما قبل الحرب. فخلال الأسبوع الأول من تشرين الأول، ظل التيار الكهربائي يسري لمدة ست ساعات في اليوم في بغداد، وهي نصف الفترة التي يدوم بها سريان التيار في باقي أنحاء البلاد، وفق ما أفادت به وزارة الخارجية الأميركية.
أصبح السكان هنا معتمدين بشكل شبه كلي على المولدات الخاصة عالية الكلفة لإنارة منازلهم وتشغيل أدواتهم الأساسية العاملة على الكهرباء. وقد انخفض مستوى الطاقة الكهربائية في البلاد إلى درجة تقارب الانهيار الكامل هذا الصيف، وأصبحت كمية المخزون منها هي الأسوأ منذ صيف عام 2003، وفق تقارير وزارة الكهرباء العراقية. حتى أن السفير الأميركي ريان كروكر اعترف بأن الإمدادات الحالية "غير كافية على نحو مريع".
كيف أصبح هذا ممكنا، خاصة في مدينة كانت تتوفر فيها خدمة التيار الكهربائي لمدة 16 من أصل 24 ساعة في اليوم تحت حكم الرئيس السابق صدام حسين؟ لعل جزءاً من المشكلة أن بغداد في ظل صدام كانت تتمتع بكمية غير متناسبة من الطاقة الكهربائية، بينما تعاني باقي مناطق البلاد من النقص.
منذ عام 2003، حاولت الولايات المتحدة والسلطات العراقية أن تعادل توزيع الكهرباء في العراق. لكن الطلب عليها ارتفع إلى مستويات قياسية خلال هذه الفترة، بينما أعاق العنف والفساد وسوء الإدارة الجهود المبذولة لتحسين نوعية مخزون الطاقة الكهربائية.
يقول زياد محمود أحمد، وهو موظف في الخامسة والثلاثين من عمره من حي الدورة ببغداد: "في كل عام، تعلن الوزارة عن خطط طوارئ ومشاريع... لكن الطاقة لا تتحسن، بل على العكس، حيث كان وضع الكهرباء أسوأ كثيراً في شتاء هذا العام. وهناك مناطق في بغداد انقطعت عنها الكهرباء لأكثر من عشرة أيام متوالية".
يتبين الآن أن الولايات المتحدة قد ورثت نظام طاقة أكثر بؤساً بكثير مما كانت قد توقعته عام 2003. كما أن الضربات الجوية الأميركية ألحقت أضراراً بالغة بمنشآت الطاقة خلال حرب الخليج الأولى عام 1991. وبالإضافة إلى ذلك، تداعت البنية التحتية للبلاد بشكل سيئ بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة على العراق.
خصصت واشنطن أكثر من 4.6 مليار دولار، أو ما يقارب ربع ميزانيتها لإعمار العراق، من أجل مشاريع الطاقة منذ عام 2003. ومع ذلك، لا يتم الإيفاء بأكثر من 57% من حاجة البلاد من الطاقة، وتتمتع البلاد كلها اليوم بساعات يومية أقل من وصول التيار الكهربائي مما كان عليه حالها في ربيع عام 2004.
تقدر وزارة الكهرباء العراقية إن ذلك سوف يكلف 27 مليار دولار إضافية، ويتطلب وقتاً حتى عام 2015 لإصلاح وإعادة إعمار بنية البلاد التحتية في قطاع الكهرباء. وفي الغضون، يستمر سكان العاصمة بالمعاناة.
لم يمكن إنتاج أكثر من 5.000 ميغاواط من الطاقة في اليوم خلال شهر أيلول- سبتمبر الماضي. في حين كانت سلطة التحالف قد خططت في عام 2003 لإنتاج 6.000 ميغاواط في اليوم بحلول شهر تموز-يوليو من عام 2004، وهو هدف لم يتم تحقيقه على الإطلاق.
في الأثناء، يستهدف المتمردون باستمرار أنظمة العراق الكهربائية إلى جانب بنيته التحتية الخاصة بالبترول. ويجري فقدان ما يقارب 2.500 ميغاواط من الطاقة يومياً بسبب الهجمات التي تشن على أبراج نقل التيار والوقود وخطوط إمدادات المياه، وفقاً لما تفيد به إدارة الإعلام الأميركية لشؤون الطاقة.
ولأن 78% من كهرباء البلاد يجري توليدها من محطات تعمل بوقود الغاز أو البترول، فإن نقص الوقود المزمن الذي يعاني منه العراق يفاقم المعضلة، كما يقول عبد الإله صادق، المستشار في وزارة البترول. ويقول صادق: "هاتان المشكلتان مترابطتان. ذلك أن المصافي تعمل بالكهرباء، ومحطات الطاقة لا تعمل سوى بمنتجات البترول".
أصبح تهريب الوقود عملاً مزدهراً في العراق، متسبباً بنقص أجبر الحكومة على استيراد النفط والبنزين من إيران وتركيا والكويت. وحسب تقديرات واشنطن، فإن 150.000 إلى 200.000 برميل من أصل 2.3 مليون برميل التي ينتجها العراق يومياً من النفط تذهب إلى التهريب.
يترافق النقص المحلي الكبير مع حقيقة أن الحكومة تصدر معظم ما تنتجه من النفط لزيادة العملة الصعبة اللازمة حتى تدفع شيئاً من الديون المتراكمة عليها منذ فترة حكم صدام. كما أن النقص في الوقود بلغ درجة من الحجة حتى أن الحكومة لم تستطع أن تشغل أكثر من 220 من المولدات الكهربائية العاملة بالديزل، والتي كانت قد اشترتها عام 2004. وهي حالياً تقبع في مخازن الدولة، كما قال رعد حارس، أحد كبار المسؤولين في وزارة الكهرباء.
ثمة مزاعم بانتشار الفساد، والتي أضرت بدورها بالجهود المبذولة لمحاولة بعث نظام البلاد الكهربائي. والقضية المعروفة أكثر ما يكون ربما تكون قضية وزير الكهرباء السابق أيهم السامرائي، الذي اتهم بأخذ آلاف الدولارات وتلقي الرشاوى بينما كان يتولى المنصب ما بين عامي 2005 و2006. وبعد اعتقاله وسجنه بسبب القضية، استطاع أن يهرب من أحد سجون العراق كما قيل بمساعدة مؤسسة الحماية الخاصة "بلاك ووتر" الأميركية. ويعتقد بأنه يعيش حالياً في شيكاغو.
يقول مثال الألوسي، زعيم الحزب الديمقراطي المستقل للأمة العراقية، وعضو البرلمان: "أكبر حالات الفساد كانت في وزارتي الكهرباء والدفاع. لقد تم دفع الملايين من الدولارات من ميزانية الدولة، والتي ذهبت إلى جيوب المتعهدين والنهابين".
حتى مع وجود الميزانية البالغة ملياري دولار لعام 2007، يقول المسؤولون في وزارة الكهرباء إنهم مترددون إزاء إنفاق الأموال على تحسين البنية التحتية، آخذين المخاوف الأمنية بعين الاعتبار. وحتى الآن، تم تخصيص ربع ميزانية الوزارة وحسب.
كل ذلك جعل سكان بغداد أكثر اعتمادية على مولدات الكهرباء الخاصة المدارة بالوقود. وقد أفضى ذلك أيضاً إلى إلحاق المزيد من الضعف بالثقة في أن تستطيع الحكومة المركزية فعل أي شيء لتحسين مستوى معيشتهم.
يقول حارس، إن الوقود والأمن والكهرباء كلها أمور متشابكة –حيث لا يستطيع أي منها المضي قدماً من دون الآخر. ويعلق أحد مسؤولي وزارة الكهرباء بقوله: "إذا كان بإمكاننا أن ننتج الوقود ونحسن الأمن، فإن وضع الكهرباء سوف يتحسن. وإذا لم يتغير شيء، فإن وضع الكهرباء لن يتغير بدوره".
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
جوار العراق: سياسات الإخوة الأعداء
فايز سارة
السفير لبنان
تمتد اجتماعات دول جوار العراق الى سنوات كثيرة مضت، حاولت فيها دول الجوار العراقي البحث في أوضاع العراق وفي تأثيرات تلك الأوضاع على المحيط، ولا سيما دول الجوار، ورغم ان الاجتماعات بدأت قبل سقوط النظام السابق، فقد استمرت بعد سقوطه واحتلال العراق، لكن مع تغييرات في قائمة الحاضرين وتغييرات في ما يتم طرحه من موضوعات، وفي الحالتين، كانت اجتماعات دول الجوار فرصة للمشاركين لإعلان سياساتهم حول العراق وكشف طموحاتهم في صورة العراق المقبلة.
لقد عبرت دول الجوار العراقي المؤلفة أساساً من الثلاثي الايراني التركي السوري عن سياساتها المشتركة إزاء العراق أيام النظام السابق بموقف يتضمن الحفاظ على وحدة العراق وسيادته، ومعارضة الحرب عليه، وتأييد الذهاب الى تسويات سياسية للمسائل المتصلة به في المستويات الإقليمية والدولية، وتشكل هذه الإعلانات رؤية سياسية متماسكة في رؤية دول الجوار للعراق ومستقبله.
غير انه وخارج تلك الإعلانات التي تعكس المصالح الرئيسية لدول الجوار، والتي كانت في أحد جوانبها موجهة ضد السياسة الأميركية حيال العراق. فإن السياسات العملية لدول الجوار، كانت تتضمن تفاصيل لا تتوافق مع مضمون الإعلانات المشتركة، انما تذهب مباشرة نحو المصالح الذاتية لدول الجوار. فقد كانت ايران تقدم دعماً غير محدود لبعض جماعات المعارضة العراقية وللمليشيات المسلحة في إطار سعيها الى تكريس وجود سياسي وأمني لها في العراق، يتعدى المناطق ذات الأغلبية الشيعية الى المناطق ذات الاغلبية الكردية سواء لتعزيز نفوذها في الاولى، أو لمواجهة خصومها من الانفصاليين الاكراد الايرانيين في الثانية، فيما اتبعت تركيا من جانبها سياقاً قريباً لجهة دعمها غير المحدود للأقلية التركمانية وخاصة في الشمال، وكررت تدخلاتها العسكرية والأمنية في الشمال تحت ذريعة ضرب الانفصاليين الأكراد من أنصار حزب العمال الكردستاني الذين جعلوا من مناطق شرق الأناضول ميداناً لأعمالهم العسكرية والسياسية.
واختلفت السياسة السورية في تفاصيلها العراقية عن تفاصيل الجارين الأساسيين، فدعمت دمشق بصورة عامة كل فصائل المعارضة العراقية بما فيها الجماعات الشيعية والكردية والتركمانية في وقت كانت تعزز علاقاتها مع النظام السابق، الأمر الذي كان يشير الى رغبة سورية أساسها تقوية حضور دمشق وسط كل الاحتمالات في إجمالي الخريطة العراقية لا في جزء، أو ميدان منها.
لقد غيرت الحرب من توازنات الوضع في العراق وفي محيطه، ودفعت دول الجوار للتشارك مع دول اخرى، إضافة الى العراق ذاته، للبحث في وضع العراق ومستقبله، وجهود الأطراف المختلفة في ذلك، وكان ذلك يمثل تغييراً استراتيجياً في الرؤية السياسية المشتركة السابقة لدول الجوار في ما يتعلق بالعراق ومستقبله. وجوهر هذا التغيير، ان دول الجوار انتقلت علناً من العمل لمصالحها المشتركة نحو العمل من أجل استقرار العراق ومساعدته، وهو في أحد جوانبه يمثل مصلحة لدول الجوار.
لكن التغيير في الرؤية السياسية العامة لدول الجوار إزاء الوضع العراقي، لم يعكس نفسه بصورة كافية في السياسات والممارسات التي تابعتها دول الجوار ولا سيما الدول الرئيسية، التي وان كانت أعلنت دعمها ومساندتها لمساعي الاستقرار في العراق ودعم العملية السياسية فيه، فإنها تابعت ذات السياسات السابقة، وزادت عليها تدخلات سياسية وعسكرية وأمنية جديدة في الشأن العراقي، وأثارت التدخلات خلافات وجدالات في المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ولا سيما حول دخول الأسلحة والذخائر والأشخاص الى العراق، ودعم العمليات المسلحة التي تقوم بها الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة، وهو أمر صاحبه جدل وخلافات حول استمرار الاحتلال الأميركي للعراق والآثار الناجمة عنه.
وسط تلك الأوضاع المعقدة، لم يكن أمام مؤتمر الجوار العراقي الأخير، أن يأخذ مسارات غير التي أخذها في أطروحاته ونقاشاته وفي ما صاغه من نتائج، حضر فيها الجميع، وسط أقل حضور للعراق الذي هو صاحب القضية الأساسية، حيث أكدت تركيا هاجسها الأساسي في الشمال ممثلاً في ثلاث نقاط، هي حزب العمال الكردستاني والأقلية التركمانية وكركوك، التي لم يجر تناولها بصورة علنية، وايران ركزت جهودها في موضوع الجنوب ذي الأكثرية الشيعية دون أن تتناسى خط حدودها مع العراق في الشمال، التي يتمركز على جانبها العراقي انفصاليون من أكراد ايران ومناصرون لهم من العراقيين، وسوريا ما زالت في همها الرئيس تسعى بكل السبل لضمان نفوذ سوري في العراق يدعم سياسة سوريا ومصالحها، وكلاهما مجال نزاع وخلاف إقليمي ودولي، كما هو حال السياستين الايرانية والتركية في العراق، وهكذا فإن سياسات جوار العراق من الموصوفين بـ«الاخوة الاعداء»، تبدو أكثر حدة وإثارة من سياسات الاحتلال الأميركي، التي لا يختلف اثنان على اعتبارها سياسة دولة معادية!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
خبير سياسي أمريكي يكشف أسراراً جديدة : أمريكا احتلت العراق للسيطرة علي البترول.. و«الكعكة» تصل إلي ٣٠ تريليون دولار
جيم هولت
صحيفة «نيويورك تايمز
أن السبب الرئيسي للغزو هو الحصول علي نفط العراق، معضضا مقولته بالإشارة إلي الاحتياطيات النفطية الكبيرة التي يحوزها العراق، والتي تقدر قيمتها بـ٣٠ تريليون دولار، وكيف ستساعد تلك الاحتياطات الولايات المتحدة علي السيطرة علي العالم. يقول هولت: «لا يمكن الفوز في حرب العراق، هناك إخفاق تام في العراق، العراق مستنقع»: هكذا تؤكد معظم الآراء، ولكن هناك سببا منطقيا للظن بأن هذا ليس رأي بوش وتشيني، وبأن أمريكا «تورطت» حيث أراد بوش وإدارته، ولذلك السبب فإنه لا وجود لـ«استراتيجية خروج» من العراق.
فلدي العراق احتياطات مؤكدة تبلغ ١١٥ بليون برميل بترول، وهو ما يبلغ ٥ أمثال الاحتياطي الموجود في الولايات المتحدة، كما أن البترول في العراق هو الأقل اكتشافا واستغلالا بين الدول الغنية بالنفط، وذلك بفضل عزلة العراق الطويلة، فهناك ٢٠٠٠ بئر فقط محفورة في البلاد كلها، بينما هناك مليون بئر مستغلة في تكساس وحدها، حتي إن مجلس العلاقات الخارجية يقدر أن هناك ٢٢٠ بليون برميل غير مكتشفة في العراق، بينما قدرت دراسة أخري تلك الاحتياطات بـ٣٠٠ بليون، وإذا كانت أي من تلك الدراستين قريبة من الأرقام الحقيقية لما يملكه العراق من نفط، فإن القوات الأمريكية تقف الآن علي ربع مصادر النفط في العالم.
وتبلغ قيمة النفط العراقي وفقا لأسعار السوق ٣٠ تريليون دولار، وللمقارنة فإن التكلفة المفترضة لغزو العراق حوالي تريليون دولار.
من الذي سيحصل علي النفط العراقي؟ لقد كان أحد أهم «التوجيهات» التي قدمتها إدارة بوش للحكومة العراقية هو كيفية توزيع عوائد النفط، ومسودة القانون التي قدمتها الولايات المتحدة للبرلمان العراقي تعهد بمعظم النفط لشركات غربية، حيث ستستحوذ شركة النفط الوطنية العراقية علي ١٧ حقلا فقط من أصل ٨٠ موجودة حاليا، بينما ستبقي بقية الحقول بما في ذلك الحقول التي سيتم اكتشافها، تحت إدارة شركات أجنبية لـ٣٠ عاما.
ويؤكد المحلل الاقتصادي في جريدة «نيويورك تايمز» أنطونيو جوهاز، أنه لن يكون مقبولا للشركات الأجنبية أن تستمر العوائد التي تحصل عليها في الاقتصاد العراقي، كما أنه سيكون بوسع الشركات أن تستغل حالة «عدم الاستقرار» التي يمر بها العراق حاليا، بحيث يوقعون العقود مع الحكومة في أقسي حالات ضعفها، وينتظرون عامين قبل أن يبدأوا في العمل، فبينما كانت المفاوضات حول قانون النفط متوقفة، عقدت حكومة كردستان عقداً منفصلاً مع شركة «دالاس هانت» الأمريكية للنفط، التي يترأسها حليف سياسي مقرب لبوش.
وكيف ستفرض الولايات المتحدة هيمنتها علي النفط العراقي؟ من خلال إقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق، فهناك ٥ قواعد «عظمي» يمكنها الاكتفاء ذاتيا قاربت علي الاكتمال، وكلها بعيدة عن المناطق المدنية التي تقع معظم الخسائر فيها، ولم يكن هناك الكثير من التقارير الدقيقة عن تلك القواعد في الصحافة الأمريكية، ويرجع هذا لعدم قدرة المراسلين علي الحركة بحرية بفضل الظروف الأمنية المتدهورة، حيث يحتاج الأمر لمراسل شجاع لكي يخرج من المنطقة الخضراء دون حماية عسكرية.
وفي فبراير الماضي، رصد مراسل «واشنطن بوست» توماس ريكس، واحدة من تلك القواعد، وهي قاعدة «البلد» ٤٠ ميلاً شمال بغداد، وهي عبارة عن ضاحية أمريكية محصنة جيدا وسط الصحراء العراقية، وبها محال أكل سريع، وملعب جولف مصغر، وساحة للعب الكرة، وسينما، كما يحيط بها جيران مميزون، ومن بينها أرض تمت تسميتها باسم الشركة الفرعية التابعة لشركة «هاليبرتون»، التي قامت بمعظم أعمال التشييد في تلك القاعدة، وعلي الرغم من أن ٢٠ ألف جندي يقيمون هناك ولم يقم أي منهم بأي اتصال بأي عراقي، فإن ممر الطيران هناك واحد من أكثر الممرات في العالم انشغالا، حيث قال مدير للقاعدة الجوية لريكس: «نحن الآن الأكبر بعد مطار هيثرو فقط».
تتناول وزارة الدفاع مسألة القواعد العسكرية الدائمة بقدر كبير من الخجل، ففي ٢٠٠٣ قال وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد: «لم أسمع -فيما أذكر- أي حديث حول إقامة قواعد دائمة في العراق في أي اجتماع، ولكن إدارة بوش بدأت تتحدث مؤخرا بوضوح حول إبقاء القوات الأمريكية في العراق لسنوات، بل لعقود، بل أشار الكثير من زوار البيت الأبيض إلي أن الرئيس نفسه أصبح مولعا بالإشارة إلي (النموذج الكوري).
وعندما صوت مجلس النواب بالرفض علي تمويل إقامة قواعد دائمة في العراق، أصبح البديل هو إقامة قواعد «ثابتة»، كما لو كان البقاء لثلاثة أو ٤ عقود لا يمثل بقاء للأبد.
ولكن هل ستتمكن القوات الأمريكية من البقاء لأجل غير محدود في العراق؟ سيكون من المنطقي المطالبة بالبقاء مادامت الحرب الأهلية بقيت مستعرة، أو حتي تتم إبادة جميع الجماعات التي تنسب نفسها لتنظيم «القاعدة». ويمكن أن تتراجع الحرب الأهلية مع انسحاب السنة والشيعة والأكراد إلي مناطق خاصة بهم، وهو ما يقلل من المساحات المعرضة للتوتر العرقي، بما يسمح لأمراء الحرب بفرض سلطتهم، غير أن النتيجة الواقعية لذلك ستكون تفتت البلاد.
ولكن هذا التقسيم لا يمكن أن يحدث الآن، حيث إن دولة كردية في الشمال ستغضب تركيا، ودولة شيعية في الجنوب قد تصبح تابعة لإيران، كما أن دولة سنية في الوسط قد تحتضن القاعدة، وفوق هذا العراق «المبلقن» (نسبة إلي البلقان الذي تفتت دوله) سيكون هناك حكومة فيدرالية ضعيفة في بغداد، تراقبها السفارة الأمريكية في بغداد، والتي تم الانتهاء من تشييدها مؤخرا في المنطقة الخضراء، لتشكل منطقة خضراء داخل المنطقة الخضراء.
وأكد وزير الدفاع روبرت جيتس أنه يتخيل «في رأسه» أن عدد القوات المطلوب تمركزها في العراق سيكون حوالي ٥ فرق مقاتلة، وهو ما يماثل ربع الرقم الحالي، ليبلغ عدد القوات ـ بما في ذلك القوات المعاونة ـ حوالي ٣٥ ألف جندي في الحد الأدني، وربما يرافقهم عدد مماثل من المرتزقة، ويبدو أن جيتس يحاول أن يخادع في تصريحاته، حيث إن الواحدة من القواعد «العظمي الـ٥ يمكنها أن تستوعب ما بين ١٠و٢٠ ألف جندي.
ومن المنتظر أن تغادر تلك القوات قواعدها لتدك المصادمات الطائفية مع تكبدها خسائر محدودة». وكما قال مسؤول رفيع في إدارة بوش لمراسل «نيويورك تايمز» فإن القواعد طويلة المدي، هي كل الأماكن التي يمكن أن يطير الجنود الأمريكيون منها وإليها، دون أن يضطروا للمرور بكل ركن في الشوارع، ولكن المهمة اليومية الرئيسية لتلك القوات ستكون حماية البنية التحتية البترولية.
هذه هي «الفوضي» التي ستقوم إدارة «بوش ـ تشيني» بتسليمها للإدارة المقبلة. فماذا إذاً كانت الإدارة القادمة ديمقراطية؟ هل ستقوم بتفكيك تلك القواعد وسحب القوات الأمريكية نهائيا؟ يبدو هذا مستبعدا في ظل وجود العديد من المستفيدين من استمرار احتلال العراق واستخراج نفطه.
وحدد المرشحون الديمقراطيون الرئيسيون الـ٣ (هيلاري كلينتون، باراك أوباما، جون إدواردز) مواقفهم، ورفضوا الوعد بأنهم سيسحبون القوات الأمريكية من العراق قبل انتهاء فترة رئاستهم الأولي عام ٢٠١٣.
ومن بين الرابحين من البقاء في العراق، الشركات التي تقدم الخدمات النفطية، فضلا عن الشركات النفطية نفسها، فالأرباح ستكون هائلة ولا يمكن تخيلها، ويمكن شراء الديمقراطيين أيضا، والناخبون الأمريكيون سيضمنون استقرار سعر البنزين (وكثيرا ما يبدو أن هذا فقط ما يهتمون لأجله)، وأوروبا واليابان سيستفيدان من السيطرة الغربية علي هذه الاحتياطات النفطية الكبيرة، ولذا سيتغافل قادتهما عن الاحتلال الدائم للعراق، كما سيستفيد أسامة بن لادن الذي لن يكون عليه القلق مجددا حول تدنيس الأمريكيين مكة والمدينة، كما أن بقاء واستقرار حكم آل سعود لن يصبح من الاهتمامات الأمريكية بعد ذلك.
أما الخاسرون فستتصدرهم روسيا التي لن تعود قادرة علي فرض استراتيجيتها لاستخدام مصادر الطاقة الخاصة بها علي أوروبا، كما تفعل الآن، كما ستخسر السعودية، جراء تقلص قدرتها علي الاحتفاظ بأسعار النفط عالية، من خلال التحكم بحصص إنتاجه.
وتبرز الحالة الإيرانية كحالة معقدة، فعلي المدي القصير استفادت إيران من الحرب علي العراق، حيث إن التحالف الشيعي المسيطر علي الحكم الآن، يقوده فصيل علي وفاق مع إيران، كما قامت الولايات المتحدة ـ طوعا أو كرها ـ بتدريب غالبية العناصر الموالية لطهران في الجيش العراقي، ويبدو حاليا أنه لا المفاوضات ولا الضربات الجوية ستكونان قادرتين علي إخراج الملف النووي الإيراني عن وجهته.
غير أن النظام الإيراني غير مستقر، فرجال الدين الذين لا يتمتعون بالشعبية يقومون بتمويل أمنهم الداخلي وبشراء النخبة، من خلال الأموال التي يتحصلون عليها من بيع النفط، والتي تشكل ٧٠% من العائدات الحكومية في إيران، فإذا تراجع سعر برميل النفط إلي ٤٠ دولاراً للبرميل مثلا (يزيد الآن سعره علي ٩٠)، فإن الحكومة الإيرانية ستخسر نسبة مهمة من دخلها.
ويمكن لواشنطن العمل علي تحقيق ذلك من خلال فتح صنبور البترول العراقي في الفترة التي تريدها، وربما يمكنها إسقاط الرئيس الفنزويلي المزهو هوجو شافيز أيضا بما يملكه من نفط. ويمكن التفكير أيضا في النفط من ناحية مواجهة الولايات المتحدة للصين، فهناك عجز تجاري بين البلدين يقدر بتريليون دولار (لصالح الصين)،
وهو ما يمنح بكين نفوذا هائلا علي واشنطن، من خلال التحكم في جزء كبير من الديون الأمريكية، وهو ما يعطي الصين القدرة علي «تركيع» الاقتصاد الأمريكي، كما تحقق الصين معدلات نمو تصل إلي ١٠% وفقا للمسؤولين الرسميين، إلا أنها تبلغ ٤-٥% وفقا لتقديرات أخري.
والمؤكد أن القيد الوحيد علي النمو الصيني هو الواردات الصينية من الطاقة، لذا فإن تحكم الولايات المتحدة في أكبر حصة نفطية في العالم سيتيح لواشنطن معادلة التهديد الصيني. هل تم غزو العراق للتحكم في نفطه وكجزء من حملة تشيني للسيطرة علي الطاقة؟ لا يمكن الجزم بذلك، حيث إن تلك الحملة التي أقرتها شركات النفط والطاقة بقيت سرية، وعلي الرغم من أنه لا يمكن التأكيد بيقين، أن النفط هو السبب الرئيسي لغزو العراق، لكن الفرضيات تؤكد ذلك عند تفسير ما يحدث في العراق فعليا. فكل ما تظهره إدارة بوش حول «بناء الأمة» العراقية، يؤكد أن العراق لن يكون أكثر من محمية أمريكية للعقود القليلة المقبلة، وهو ما يشكل شرطا ضروريا لاستمرار استغلال الثروة النفطية العراقية.
وإذا نجحت الولايات المتحدة في بناء حكومة عراقية ديمقراطية وقوية يتم تأمينها بواسطة الجيش والشرطة الموالية لها، فما الذي يمنعها من التحكم في مواردها النفطية، كما تفعل بقية حكومات الشرق الأوسط؟ وإذا تم افتراض أن استراتيجية بوش ـ تشيني تدور أساسا حول النفط، فإن التكتيكات التي استخدمتها واشنطن ـ مثل حل الجيش العراقي، وقانون اجتثاث البعث فضلا عن الزيادة الأخيرة في القوات التي شجعت الهجرة الداخلية ـ تلائم هذه الاستراتيجية بصورة تامة، ولاشك أن النفقات متمثلة في بعض المليارات وعشرات الجنود القتلي شهريا يمكن التغاضي عنها مقابل ٣٠ تريليون دولار ثروة نفطية، والتأكيد علي التفوق الأمريكي.. الجيوسياسي، وتأمين البنزين الرخيص للمصوتين الأمريكيين. وبلغة السياسة الواقعية فإن غزو العراق ليس إخفاقاً تاماً وإنما نجاح مدوٍ.
وعلي الرغم من ذلك فإن هناك تشكيكا في الرؤية التي طرحتها، إذا ما تم الكشف عن الخطط السرية شديدة الطموح، التي تم تطبيقها بالضبط، كما اقترح مخترعوها، ويبدو أن هذا ما لن يحدث.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
الـحــرب.. والخــوف.. والحــقـيقـة مارك دانر
مارك دانر
لوس انجليس تايمز
ربما يتفاجأ شاعر الحرب الباردة الموهوب جورج أورويل ، حين يجد انه يحتل حيز كبيرا في تفكيرنا في العقد الثاني من عصر ما بعد تلك الحرب الباردة.
الاتحاد السوفياتي مات قبل 15 عاما ، ومنذ ذلك الحين انتهت سيطرته على الشرق.
الصين دخلت عصر تكافل اقتصادي غريب مع الرأسمالية الاميركية الكاسحة. ومع ذلك ، في عصر ما بعد الايديولوجيا الجديد هذا ، ليس ثمة كاتب اكثر حيوية من اورويل ، على الأقل لانه يساعدنا على رؤية مدى التأثير الذي تركه ذلك الصراع المبكر علينا ، ويساعدنا كذلك على قراءة العلامات التي نقشت على جسد ارائنا السياسية.
بينما كنت أحدق في الاحتفال المهيب الذي أقامه البيت الابيض يوم 14 كانون الاول 2004 ، واشاهد بدهشة الرئيس الذي أعيد انتخابه وهو يطوق اعناق ثلاثة من كبار المسؤولين"بوسام الحرية ، بدأت أفهم مجرى تفكير أورويل الذي لم أكن قد استوعبته تماما.
على شاشة التلفاز ، وقف أمام الرئيس الجنرال المتقاعد تومي فرانكس الذي قاد "مرحلة القتال" الاولى من الحرب في العراق. تلك المرحلة التي لم تنته أبدا. والى جانبه وقف بول بريمر ، الحاكم الاداري الجريء والاخرق الذي تجذر التمرد المسلح وازدهر تحت وصايته.
واخيرا ، وقف الى جانب بريمر مدير وكالة المخابرات المركزية جورج تنيت الذي ستكون فترة ولايته الطويلة معلما تاريخيا لانها كانت مميزة مرتين: لفشله في منع هجمات 11 ايلول ويقينه حول ترسانة صدام حسين من اسلحة الدمارالشامل.
وقد وفرت تلك الأشياء السحرية ذريعة لشن الحرب على العراق ، قبل ان يتبين ألا وجود لها.
الرجال الثلاثة ، الذين تفرغوا للخدمة الحكومية ، شاركوا في الفشل الهائل في مضامينه ، وهي حقيقة أصبحت بحلول كانون الاول 2004 لا تقبل الجدل بصرف النظر عن ميولنا السياسية. الآن تسلموا من يد القائد أرفع وسام مدني في البلاد.
حقيقة ان حالات فشلهم لا يمكن الاعتراض عليها لا تهم.
فالاحتفال لم يكن لخدمة إعلان الحقيقة ولكن لتأكيد وتجسيد فرضية مركزية بالنسبة للادارة الحالية: الحقيقة خادم تابع للسلطة.
السلطة ، التي تطبق بشكل صحيح ، تصنع الحقيقة. وبينما كنت أشاهد التلفاز ، قفز الى ذهني اخيرا بعض ما قاله أورويل: "التاريخ شيء يتم صنعه اكثر من ان يتعلمه الناس".
خلال لحظات وجدت المعادلة كاملة: "من وجهة النظر الشمولية ، التاريخ شيء نصنعه أكثر من ان نتعلمه. الدولة الشمولية هي في الواقع ثيوقراطية ، الطبقة الحاكمة فيها ، وكي تحافظ على مكانتها ، يجب النظر اليها على انها معصومة من الخطأ. لكن من الناحية العملية ، لا أحد معصوم من الخطأ ، لذلك من الضروري ، اعادة تنظيم الأحداث السابقة لبيان أن خطأ أي خطأ لم يرتكب ، وأن هذا النصر الخيالي أو ذلك قد حصل بالفعل".
هذه الكلمات التي كتبت في العام 1946 ، تغلغلت في النضال المناهض للشمولية. بعد ستة عقود من ذلك التاريخ ، مازالت الولايات المتحدة أبعد من ان تكون دولة شمولية.
لكننا رأينا خلال السنوات الست الماضية من الحرب المستمرة ، غير قليل من "وجهات النظر الشمولية" وغير قليل من محاولات"إعادة ترتيب أحداث سابقة للتأكد من أن هذا أو ذاك الخطأ لم يرتكب ، أو أن هذا أو ذاك النصر الخيالي قد حصل بالفعل".
في الواقع ، بعد حكاية الاسلحة المفقودة واحتفالات النصر على ظهر حاملة الطائرات وانكار عمليات التعذيب ، قد تخدم كلمات اورويل كوصف رائع وبليغ لمعظم ارائنا السياسية - أو أن توضع كمقتطفات تحت صور فرانك ، بريمر وتنيت وهم يتسلمون أوسمتهم من سيد شاكر لهم.
أورويل لم يكن ليندهش من اي من هذه. فهو الذي ابتدع قبل ستة عقود تقريبا "الحرب العالمية الدائمة" بين دول اوقيانوسيا ، واوراسيا وايستاسيا العظمى التي ازدهرت في العام 1984 - وهو صراع متغير الشكل ، لا ينتهي ابدا ، قال عنه اورويل إنه "يساعد في حماية الحالة الذهنية الخاصة التي يحتاجها المجتمع الطبقي".
حرب أورويل الافتراضية ، وخلافا لحروبنا الحالية ، غير دموية تقريبا. وقد جردت آلية الطحن الكبرى للحروب الصناعية الحديثة من جميع صفاتها المادية: الجيوش ، القتال ، وحتى الموت - كل شيء ما عدا "الحالة الذهنية الخاصة" التي تفرزها الحروب. الحرب حسب مفهومه انزلت الى مستوى معدنها السياسي الأهم.
ذلك المعدن الثمين البراق الباقي هو المغناطيس السياسي ، لان التوهج في قلبه هو أثمن العواطف السياسية: أي الخوف.
الحرب تولد الخوف. لكن خطاب الحرب يفعل الشيء نفسه ايضا.
وهذا يقودنا الى الدرس المركزي الذي يقنعنا به اورويل حول حربنا الدائمة: ما يفرزه الارهابيون في النهاية ليس الموت أو الفوضى بل الخوف ، وفي حرب بلا نهاية على الارهاب ، فان المنافع السياسية لتلك العاطفة سوف يتم تقاسمها لا محالة - بين الارهابيين انفسهم والقادة السياسيين الذين يقودون القتال ضدهم. الخوف يدعم السلطة ، والسلطة تصنع الحقيقة - بالطبع ، اذا تنحينا جانبا وتركناها وشأنها".
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
عودة عن أخطاء ام..؟!
افتتاحية
الوفاق الايرانية
افرجت قوات الاحتلال الامريكي في العراق أمس الجمعة بعد مضي اشهر من احتجازهم على تسعة مواطنين ايرانيين منهم دبلوماسيان وسبعة زوار، كانوا دخلوا العراق بصورة غير شرعية لزيارة العتبات المقدسة في هذا البلد.
وكانت قوات الاحتلال الامريكي قد داهمت القنصلية الايرانية في مدينة اربيل بشمال العراق في مطلع العام الحالي واختطفت دبلوماسييها الخمسة العاملين فيها ونقلتهم الى جهة مجهولة، لازال مصير ثلاثة منهم غير معروف بعد الافراج عن اثنين منهم أمس.
ولو نظرنا الى المستجدات منذ الغزو الامريكي للعراق قبل نحو أربعة اعوام لشاهدنا ان الموقف الامريكي من ايران أخذ مسارا تصاعديا في ضوء الدور الايجابي الذي قد تلعبه طهران في تهدئة الاوضاع في هذا البلد المحتل.
وجاء هذا الموقف في ظل التعاطي السلبي الذي اتبعته واشنطن تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ انتصار الثورة الاسلامية، حيث اخذت تبدي معارضتها لكل ما يتصل بايران من قضايا من بعيد او قريب، حتى ولو كانت معارضتها ومواقفها تتضارب والاعراف والقوانين الدولية.
وقد تمادت الادارة الامريكية خلال الفترة الماضية في معارضتها لايران الى درجة المعاداة لها في الكثير من القضايا، من احدثها حاليا الملف النووي الايراني السلمي. فطهران تؤكد التزامها بقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن واشنطن ترفض ذلك وتدعي انها على علم بنية ايران، وانها تريد التوجه لانتاج السلاح الذري من وراء امتلاكها الطاقة النووية.
وقد استخدمت الولايات المتحدة كل الوسائل لتشويه صورة ايران والطعن في مصداقيتها، فطرحت مزاعم عجزت عن اثباتها وسرعان ما تراجعت عنها، فادعت ان ايران تقف وراء الانفلات الامني في العراق دون ان تقدم الدليل على ذلك، واحتجزت واختطفت قواتها دبلوماسيين ومواطنين ايرانيين في العراق بدعوى تزويد الميليشيات بالسلاح، دون ان تثبت ما تدعيه، واحتفظت بالمختطفين محتجزين لدى قواتها خلافا للقوانين الدولية.
واليوم وبعد ان ادرك البيت الابيض ان المستجدات التي تشهدها المنطقة ليست في صالحه، جاء الافراج عن الايرانيين بهدف تخفيف وطأة هذه المستجدات على الولايات المتحدة ولو قليلا، لتجد لنفسها متنفسا لخطواتها اللاحقة.
ولكن مهما فعلت، فانها تكون قد صححت بعض اخطائها فقط ولم تقدم جديدا، وانما عليها ان تكمل خطواتها بالافراج عن باقي الدبلوماسيين والمواطنين الايرانيين على وجه السرعة، والتوقف عن طرح مزاعم جديدة، وتدرك ان الانفلات الامني في العراق سببه احتلالها لهذا البلد، وليس ايران التي يعود الانفلات الامني في أي بلد جار لها عليها سلبا، لانه يشكل عقبة في طريق تقدمها وتقدم بلدان المنطقة فيما تستخدمه الولايات المتحدة ذريعة لمواصلة تواجدها غير المشروع في هذه المنطقة الاستراتيجية
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
ورطة المالكي: أزمة اشتدّي تنفَرجي! أصابع الاتهام للـ"تكفيريين الشيعة" ورطة كردستان!
نجاح محمد علي
العربية نت
قد لا يصدَّق هذا المثل "أزمة اشتدّي تنفرجي" على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي يواجه هذه الأيام أزمة حقيقية، تتمثل في تحديد الإدارة الأمريكية سقفا زمنيا جديدا لحكومته، كي تحقق نجاحات -بالمقاس الأمريكي- بشأن المسألة الأمنية والمصالحة الوطنية.
وزيرة الخارجية الأمريكية منحت المالكي شهرين إضافيين لإعادة تقييم أدائه قبل التوجه إلى عزله بالطرق "الديمقراطية"، وذلك عبر تفكيك تحالفاته السياسية لحجب الثقة عنه من قِـبل مجلس النواب، "الذي لا يحل رجل دجاجة"، كما يردد العراقيون.
وليس هذا وحسب، فالمالكي يعاني من تداعيات ما يشهده الائتلاف العراقي الموحَّـد من انفراط عقده بخروج أهم حلفاء المالكي، الذي أوصله وسلفه رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري إلى رئاسة الوزراء، أي التيار الصدري، وسط أحاديث عن اصطفافات جديدة ضده غير مألوفة، لجمع التيار الصدري بجبهة التوافق السنية وجبهة الحوار الوطني، القريبة من البعثيين.
غير أن أكثر ما يوجع رئيس الوزراء العراقي هو إخفاقه في إعادة الأمن إلى البصرة، التي كانت تُـعرف بأنها الأكثر أمنا، وهي اليوم تحت رحمة جماعات تكفيرية تقوم بعمليات قتل على نِـطاق واسع بالاغتيالات وبطريقة الإعدام!
وما يثير الدّهشة، أن من باتوا يُـعرفون بـ"طالبان الشيعة"، هم من ينفِّـذ هذه الموجة من الاغتيالات المُـريبة في مدينة البصرة، ثاني أهم وأكبر المدن العراقية.
هذه الاغتيالات تجري بصورة منظّـمة، وهي تثير قلقا جدِّيا وتُـنفَّـذ بطُـرق مختلفة، أكثرها خطورة بواسطة قنّـاصين، والضحايا هم ضباط الشرطة والاستخبارات وممثلو مرجعيات دينية، منها مرجعية السيد آية الله علي السيستاني.
ومن بين الضحايا أيضا، رجال دِين تابعين للزعيم الشاب السيد مقتدى الصدر، مما يعني أن جماعات تكفّـر الجميع في البصرة، هي التي تقف خلف هذه الاغتيالات، وهي لا توفِّـر النافذين السُـنة في الحزب الإسلامي في البصرة.
ويسجِّـل تقرير الموقف الأمني اليومي أن من بين الضحايا فتيات يتِـم إعدامهن بإطلاق رصاصة على الرأس من مسافة مائة متر وأمام الملأ، والتّـهمة هي "الإفساد في الأرض"!
أصابع الاتهام للـ"تكفيريين الشيعة"
وإذا كانت أصابع الاتِّـهام تتَّـجه إلى من يُـسمون بالتكفيريين، وهذه المرة إلى "تكفيريي الشيعة"، فإن مجلس المحافظة يحمِّـل اللجنة الأمنية مسؤولية الانهيار الأمني، وطالب بتغييرها ودعا إلى أن يتبنّـى المجلس المسؤولية الأمنية بشكل مباشر.
أما موقع الشبكة الإسلامية -القريب من جماعات إسلامية متطرِّفة غير شيعية- فقد نَـشر في الخامس عشر من شهر سبتمبر الماضي، أي بعد يومين من اغتيال الشيخ عبد الستار أبو ريشة، رئيس مجلس صحوة الأنبار، أن الحرب على الحكومة اتّـخذت مديات أوسع بتنفيذ اغتيالات ضد وكلاء السيستاني وضبّـاط الشرطة في البصرة وغيرها من محافظات العراق الجنوبية، الأمر الذي يدفع إلى الاعتقاد بأن جهات إقليمية وربّـما دولية "تبدو مرتاحة" لهذا الوضع إذا لم تكن متورِّطة فيه، كما يذكُـر بعض قادة الائتلاف العراقي الموحد!
ويمكن القول في ضوء هذه المعطيات، خصوصا أن الاغتيالات تتصاعد مع قُـرب موعد تسليم الملف الأمني من قِـبل القوات البريطانية، "إن هذه الموجة من الاغتيالات في البصرة تزيد بدورها من احتمالات ضرورة عودة القوات البريطانية إلى المدينة، إذا تدهور الوضع الأمني بشكل أكبر".
فالقوات البريطانية -التي حصرت نشر عناصرها في قاعدَتي فندق شط العرب وقاعدة المطار الجوية بالجوار من مطار البصرة الدولي- ظلت مسؤولة عن الأمن في البصرة، وهي مستعدة -كما يقول البريطانيون- للعودة مجددا إذا تأزّمت الحالة بين المجموعات المختلفة في البصرة.
وبين هذا وذاك، تتّـهم القوات الأمريكية إيران بزعزعة الأمن والاستقرار في عموم الجنوب العراقي، من خلال سيطرتها على عدد من الجماعات المُـوالية لها في الأصل منذ أيام النِّـضال ضد النظام السابق، أو التي تم إنتاجها في مرحلة الفوضى الأمنية التي عمّـت العراق بُـعيد سقوط نظام صدّام.
وتخشى واشنطن -أو هكذا تقول- أن يفتَـح الانسحاب البريطاني الباب واسعا أمام إيران لتحكم سيطرتها بالكامل على البصرة وملء الفراغ الأمني الذي سيخلِّـفه الانسحاب البريطاني، "وهو ما أعلنه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وصرّح به بشأن العراق كله، وليس البصرة وحدها، عندما كان يحضُّ واشنطن على سحب قواتها، داعيا إلى تعاون إقليمي مع المملكة العربية السعودية بهذا الخصوص".
ورطة كردستان!
أول امتحان جدّي خارج الحدود يُـواجهه رئيس الوزراء العراقي، جعله في وضع لا يُـحسد عليه. فالأزمة مع تركيا كشفت عن هشاشة تحالُـف المالكي مع الأكراد، وأنها أزمة بين رئيس الوزراء المحتاج دوْما لدعم الأكراد "في العملية السياسية"، والأكراد الذين يمسِـكون بورقة الانسحاب من الجبهة الرباعية، التي تضمّ حزب الدعوة برئاسة المالكي والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي بزعامة عبد العزيز الحكيم، والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني والاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني.
وبما أن الحكومة العراقية تظل غير موحّـدة وتعاني من الانقسام الطائفي، فإن كل طرف من أطرافها يسعى إلى توظيف الأزمة لصالحه.
فالحكومة أرسلت وفدا أمنيا وسياسيا برئاسة وزير الدفاع إلى أنقرة، وذلك بعد زيارة زعيم الحزب الإسلامي "المُـنسحِـب من الحكومة" طارق الهاشمي، نائب الرئيس جلال الطالباني.
الهاشمي، الذي طالب الأتراك بمُـهلة كافية، غمز من قناة رئيس الوزراء وضُـعفه في مواجهة أزمة حزب العمال الكردستاني عندما أكّـد "تفهّـمه الغضب التركي"!
وليس غريبا أن يرحِّـب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بمبادرة الهاشمي، الذي يقود حزبا سُـنيا يُـشبه إلى حد كبير حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي له أردوغان، غير أنه لم يفعل نفس الشيء مع الوفد الرسمي، الذي يمثل المالكي من حيث طريقة الاستقبال ومكان الإقامة ورفض مقترحاته لحل الأزمة.
عموما، فإن هذه الأزمة لن تتوقّـف تداعياتها، حتى تتوضّـح الصورة الكاملة لما سيؤول إليه الوضع الداخلي في العراق، خصوصا أن الحكومة العراقية المتأرجِـحة ما بين تحالفها المُـهم مع الأكراد ورغبتها في إقامة علاقات مُـتوازنة مع دول الجوار، لا تستطيع القيام بمُـعجزة لحلّ هذه الأزمة، وهي لا تملك جيشا في إقليم كردستان، عَـدَا المقاتلين الأكراد البشمركة، ولا يمكنها أن ترسل أي قوات إلى هذه المنطقة -ذات الحُـكم شبه المستقِـل- في حال اندلاع حرب بين الأكراد والقوات التركية، إلا بموافقة البرلمان الكردي والقوات الأمريكية (!)
كما أن المشكلة الأمنية المُـتفاقمة في بغداد تجعل من الصعوبة بمكان أن تنجح الحكومة المركزية في توفير الدّعم للأكراد، بما يُـفقِـد هذه الحكومة القُـدرة على التركيز لحلِّ الأزمة، ما عدا إطلاق التصريحات والمناشدات.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
عن البرنامج الإيراني لحل الأزمة العراقية!؟
عزيز الحاج
ايلاف
يقول المثل الدارج 'حاميها حراميها'، ويمكن في بعض الحالات أن نقول 'مخربها بانيها'، وحتى 'قاتلها منقذها'.
إن المهازل العراقية كثيرة، والأخيرة منها ما تقدم به النظام الإيراني إلى مؤتمر إسطنبول المنفض أخيرا باسم إخراج العراق من أزمته السياسية المتفاقمة.
ماذا تقترح إيران؟
- خروج القوات المتعددة الجنسيات؛
- تولي الشرطة والجيش العراقي كافة المسئوليات الأمنية بعد 'فشل القوات الأجنبية'؛
- إخراج الشركات الأمنية الأجنبية؛
- العفو العام عن جميع السجناء المتهمين بمهاجمة القوات المتعددة الجنسيات، أي المطلوب مهاجمتها!؛
- عفو عام عن المليشيات ' التي لم تتورط بالتعاون مع الإرهاب'، [كما يدعون]، وتجريدها من السلاح، وضم أفرادها للجيش والشرطة؛
- تشكيل لجنة من العربية السعودية، وسوريا، وإيران، وتركيا بإشراف الأمم المتحدة لدعم الحكومة العراقية في تنفيذ فقرات البرنامج الإيراني.
ثمة بنود أخرى وقد قدمنا الأهم.
إن سببا أساسيا من أسباب الأزمة العراقية، كما لا يخفى على أحد، هو بالضبط التدخل الإيراني في الشأن العراقي منذ سقوط صدام، مخابراتيا، وسياسيا، وفكريا، واقتصاديا، ودعم إيران المفضوح للمليشيات الطائفية، التي أراقت من الدم العراقي ما لا يقل عما أراقه الإرهابيون القاعديون والصداميون؛ كما ثبت دعم إيران للقاعديين في العراق، مثلما تدعم الطالبان والقاعدة في أفغانستان.
إن نظام خامنئي – أحمدي نجاد مسئول عن تغذية الطائفية ونشرها في العراق، وعن التواطؤ في استيراد النفط العراقي المهرب، وعن إغراق البصرة والجنوب كله بضباط فيلق القدس الإرهابي. إنه منذ مدة قصيرة قد قصف القرى الحدودية الكردية أياما دون أن نسمع إدانة حكومية عراقية.
إزاء ما نعرف عن هذا الدور الإيراني، فإن أي برنامج وطني حقيقي، مدعم دوليا، لحل الأزمة العراقية يجب أن يطالب أولا بوقف التدخل الإيراني، ورفع اليد الإيرانية عن البصرة والجنوب، ووقف دعمها لجيش المهدي.
إن النظام الإيراني، بعد كل ما يقترفه بحق شعبنا ووطننا، يريد تشكيل لجنة رباعية (طبعا محايدة جدا) تضم إيران وحليفتها سورية، وهما البلدان الإقليميان الأكثر تدخلا في الشأن العراق. ماذا نريد أكثر؟!
إن الأزمة العراقية هي من العمق والتفاقم بحيث يحتاج حلها لقيادات وطنية تؤمن بالعراق حقا وصدقا، وتضع المصالح الوطنية قبل الاعتبارات الطائفية، والعرقية؛ قيادات تعمل على إدانة وإيقاف كل تدخل خارجي، وتكريس القوى لمحاربة الإرهاب، ومكافحة الفساد المستشري، والتوجه الجاد نحو معالجة مشاكل الخدمات.
إن القول بأن القوات المتعددة الجنسيات 'فشلت' في المهمة الأمنية هو مجرد ضحك على العقول وعلى الحقيقة، فالقوات العراقية لا تزال في حاجة كبرى لهذه القوات، التي بفضلها أولا تمت العمليات الأمنية الهامة والناجحة؛ كما أن دور الشركات الأمنية الخاصة لا يزال، و مع الأسف، مطلوبا رغم ما نسب لشركة بلاك ووتر. نضيف هنا أن الاهتمام الحكومي بالتهم المنسوبة لهذه الشركة كان جيدا ودليل حرص على أمن المواطنين، ولكننا نسأل: وماذا عن جرائم الصدريين، الذين يواصل القادة العراقيون مخاطبة زعيمهم ب'يا سماحة' السيد فلان.
لقد تحققت خطوات أمنية هامة ، سواء في بغداد أو الأنبار، وصارت العشائر السنية في الأنبار تطارد مجرمي القاعدة، وهذا حسن، وقد كان على الحكومة تشجيع الدعم الأمريكي لهذا التوجه بدل إعلان المخاوف منه. صحيح إن دور العشائر في السياسة ظاهرة مرفوضة من حيث المبدأ، وكان الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم قد عالج هذه المشكلة، وعاد صدام لإحياء العشائرية وإقحام العشائر في الشئون السياسية؛ أما اليوم، وفي الظرف الأمني المتدهور، فإن دور عشائر الأنبار يجب تشجيعه لمرحلة معينة، ومن ثم، وبعد انفراج الأزمة، لا بد من معالجة مبدئية لدور العشائر في المجتمع وعلاقاتها بالدولة.
بجانب كل الأدوار الإيرانية السلبية في العراق، كما في لبنان، وفي القضية الفلسطينية، وهو ما لا يبعث على أي حسن ظن بالبرنامج الإيراني المقترح للعراق، فإن علينا أيضا عدم تجاهل سباق التسلح النووي الإيراني، وإعلان أحمدي نجاد من جديد بأن إيران لن توقف تخصيب اليورانيوم لوحدها. إن إيران مزودة بسلاح نووي ستشكل خطرا داهما على المنطقة وعلى العراق بالذات، وسوف تستخدم القنبلة، في حالة صنعها، سلاحا للضغط والابتزاز الدائمين.
أخيرا ننصح النظام الإيراني بأنه خير له لو فكر في الأزمة الإيرانية التي تتجمع عواملها داخليا، وفي أزمة علاقاتها مع المجتمع الدولي، التي لا يمكن أن تحلها بركات السيد البرادعي ومسايراته!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
الأخبار تتكرر في الأفلام: ضجر يصيب مشاهدي سينما حرب العراق
روب وولارد
لوس انجليس
فشلت الافلام الاخيرة المنتجة في هوليوود والمخصصة للحرب في العراق او "الحرب على الارهاب" في تحقيق نجاح في صالات السينما في اميركا الشمالية، نتيجة ملل الناس او العدد الكبير لهذه الافلام المتشابهة، على ما يرى خبراء.
وكان السينمائيون ينتظرون اجمالا حتى انتهاء النزاعات التي تورطت فيها الولايات المتحدة سابقا قبل البدء بانتاج افلام تعالج هذه النزاعات، الا انهم هذه المرة انقضوا على موضوع حروب ما بعد 11 ايلول/سبتمبر قبل انتهاء الاعمال الحربية. وانزلت الى القاعات افلام عدة ذات مضمون سياسي قوي بدأت تعرض هذا الخريف.
لكن، رغم التوزيع على نطاق واسع لهذه الافلام التي نفذها مخرجون مخضرمون، فان ايا منها لم يتمكن من استعادة المبلغ الذي انفق على الانتاج، فيما تعرض البعض الآخر لانتقادات لاذعة.
ولم يحقق فيلم "رنديشن" (اعتقال سري) الذي يتحدث عن ممارسات الاستخبارات الاميركية من خلال توكيل دول اخرى استجواب المشتبه بهم في قضايا ارهابية، الا عشرة ملايين دولار.
بينما حصد فيلم "اين ذي فالي اوف ايلاه" (في وادي ايلاه) الذي يروي قصة والد يحقق في وفاة ابنه الذي قتل في العراق، سبعة ملايين دولار فقط في اميركا الشمالية، رغم ان تقييمه كان جيدا بين النقاد.
وحصد فيلم "ذي كينغدوم" (المملكة) 47 مليون دولار، في مقابل موازنة بلغت سبعين مليونا.
ولا تبشر هذه الارقام بالافضل لافلام اخرى من النوعية نفسها ينتظر عرضها هذا الشهر، وبينها الدراما السياسية "لايونز فور لامبز" (اسود ونعاج) لروبرت ردفورد و"ريداكتد" (المحرر) حول مقتل فتاة عراقية على ايدي جنود اميركيين.
ويقول الناقد لو هاريس المسؤول عن موقع الانترنت المتخصص بالافلام "موفيز.دوت كوم" ان هذه الافلام قد لا تنجح في استقطاب المشاهدين، لان مواضيع العراق و11 ايلول/سبتمبر لا تزال قريبة من حيث زمن حصولها. ولا تكون مثل هذه الافلام مسلية في غالب الاحيان.
ويوضح "لا يمكن تنفيذ فيلم مناهض للحرب ومناهض للتعذيب والامل بان يأتي الناس لمشاهدته"، واصفا فيلم "رنديشن" بـ"الكارثة".
ويضيف "الناس يريدون رؤية فيلم حرب مليء بالمغامرة، لكن من الصعب رسم صورة مثيرة واخاذة للعراق"، مضيفا "ثم ان الاحداث لم تنته بعد. لم تبدأ الافلام حول فيتنام بالظهور الا بعد وقت طويل من انتهاء الحرب".
ويتابع "للمرة الاولى، نرى في صالات السينما ما نقرأه في الصحف وما نراه على التلفزيون"، فيما "يذهب عدد كبير من الناس الى السينما للهروب" من الحياة اليومية.
ويقول غيتش بانديا من موقع "بوكس اوفيس غورو دوت كوم"، "اعتقد ان هذه الافلام فيها شيء لا يريد الناس دفع المال لرؤيته في السينما، في وقت يلقى هذا الشيء تغطية واسعة جدا مجانا".
ويرى بانديا ان الموضوع الذي تعالجه هذه الافلام جعلها عرضة للانتقادات السلبية. ويقول "الاعمال الموجهة الى مشاهدين بالغين تتأثر بالنقد اكثر من تلك التي تتوجه الى المراهقين"، مضيفا ان "تقييم هذه الافلام لم يكن جيدا".
ونقلت صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" عن المنتج ستيفن بوكو قوله "التلفزيون مشبع بهذه الحرب، ولا اعلم ان كان في الامكان تنفيذ فيلم حول هذه الحرب من وجهة نظر تتجاوز كل السلبية" التي يحملها النزاع في حد ذاته، وهو نزاع يتسم بحجم كبير من الرفض والمعارضة.
وقال بوكو الذي انتج في 2005 فيلما خياليا عن فرقة جنود في العراق، ان واضعي السيناريو كانوا يجدون سهولة اكبر في التعامل مع الحرب العالمية الثانية منها مع الحرب العراقية.
واضاف "كان الاشرار اشرارا، وكان الشعور السائد هو اننا نحارب الاشخاص الذين يفترض بنا ان نحاربهم ولاسباب مهمة، على عكس الحرب الحالية التي يرى الكثيرون انها غير مبررة
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
العالم العربي والتداعيات الاستراتيجية للمسألة الكردية
د. عبدالله الأشعل
عمان اليوم عمان
«ان قضية الأكراد في تركيا مرتبطة ارتباطاً مباشراً بزحف أكراد العراق صوب الاستقلال مما يجعل تركيا في مأزق دائم، وهي تدرك أن تحالفها مع الولايات المتحدة لا يمنع واشنطن من اتخاذ مواقف ضدها مثلما حدث في قضية مذابح الأرمن. صحيح أن تركيا تدرك أن تورطها في العراق سوف يؤدي إلى استنزافها كما أنها تدرك أن واشنطن لا توافق على هذه العمليات، وأن التهديد إذا نجح هذه المرة جزئياً فإنه لا يحل هذه المشكلة المعقدة من جذورها، وعلى تركيا أن تعد نفسها لمشكلة مزمنة».
عندما سمعت الرئيس السوري بشار الأسد في أنقرة يوم 17/10/2007 يؤيد حق تركيا في الدفاع عن نفسها ويقرر أن سوريا تعتبر حزب العمال الكردي منظمة إرهابية، تبين لي كيف أن الأحداث والمصالح تغير التحالفات والمواقف. ذلك أنه حتى عام 1998 كانت الورقة الكردية وإيواء عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني في سوريا إحدى أوراق مهمة في يد سوريا في مواجهة تركيا التي تحالفت تاريخيا مع إسرائيل وكانت سوريا هي التي تتصدى لها في المحافل العربية والإسلامية مثلما كانت تركيا احيانا وفي ظل ظروف معينة جزءا من التحالف الغربي، ومن هذه الزاوية فإن تركيا كانت تضغط على سوريا والعراق بورقة مياه نهر الفرات وما فعله سليمان ديميريل عام 1991 في البلدين.
ومنذ تفهم سوريا لحساسية المسألة الكردية لتركيا والتسوية السياسية معها انفتح باب التقارب على هامش المتناقضات، ولكن هذه المرة أفصحت سوريا عن موقف أشد وضوحاً في قضية الأكراد ربما لأن سوريا نفسها تريد للأكراد أن يكونوا جزءاً من الدول التي يعيشون فيها مع ملاحظة متطلبات اختلافهم العرقي والثقافي عن البيئة الوطنية، مما يناقض خطوات تقسيم العراق وفصل الأكراد وشيوع الروح القومية لديهم، وهو ما يهدد أيضاً سوريا، قبل أن يجرج مشاعرها القومية.
ولاشك أن التقارب السوري التركي على خلفية الملف الكردي يعكس مصلحة مشتركة في ملف له الأولوية المطلقة في التوجهات التركية.
والملاحظ أن اعتراف سوريا بحق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد حزب العمال الكردستاني ينطوي على موافقة على تدخل تركيا عسكريا ضد الحزب في شمال العراق، وهذا موقف جديد يتماش مع الجديد في الساحة العراقية.
فالعراق البعثي كان في معظم الأحيان على خلاف مع البعث السوري رغم أن الدولتين، سوريا والعراق أصدقاء لموسكو ولكن سوريا كانت تنظر إلى العراق كوحدة إقليمية عربية، ولا تمانع في اجراءات حكومة بغداد لضبط وحدة الدولة العراقية ضد الأكراد الذين كانت الدول المجاورة تحرضهم ضد حكومة بغداد، وكان الهدف السوري دائماً من هذا الموقف هو أن محاولات إضعاف الدولة العربية القطرية تنال من قدرة الدولة على التماسك والقدرة على تحقيق الآمال القومية، ولكن عند ما بدأ أكراد العراق يستخدمون كورقة في يد الولايات المتحدة فإن ذلك يحقق ضررين من وجهة النظر السورية: الأول، أنه ينال من وحدة العراق، وهو هدف للاحتلال الأمريكي والمخطط الصهيوني والثاني، أنه دعم للاحتلال وتخفيف من ورطته وهذه نتيجة سلبية في الحسابات السورية.
ولكن ضغوط المشكلة الكردية على السياسات التركية الناتجة أصلاً عن تشجيع أكراد العراق على الاستقلال ودعم واشنطن لهم، سوف تؤثر على الساحة العراقية، وعلى تحالفات تركيا في المنطقة والعالم. وفي تقديري أن هذه الآثار تتلخص فيما يلي:
أولاً: في الساحة العراقية، حدث تباين كبير بين موقف نوري المالكي ورئيس الجمهورية جلال الطالباني، فالأول تعهد بالتحالف مع تركيا لقمع حزب العمال الكردستاني داخل العراق، وأظنه لا يمانع في عمليات عسكرية تركية في شمال العرق، بينما يعارض الثاني بطريق غير مباشر بالطبع هذه العمليات لأنها ضد الأكراد مما يؤدي إلى إحراجه من زاويتين أولها أنه لا يملك بالقطع لديه هذه السلطة، كما أن هذا الأمر لا يهم كل العراقيين، وثانيهما أن الطالباني زعيم كردي قاعدته الأساسية بين الأكراد ووجوده على رأس الدولة هدفه تسهيل انتقال الأكراد تحت غطاء الفيدرالية إلى الاستقلال.
وأعتقد أن قضية الأكراد في تركيا مرتبطة ارتباطاً مباشراً بزحف أكراد العراق صوب الاستقلال مما يجعل تركيا في مأزق دائم، وهي تدرك أن تحالفها مع الولايات المتحدة لا يمنع واشنطن من اتخاذ مواقف ضدها مثلما حدث في قضية مذابح الأرمن. صحيح أن تركيا تدرك أن تورطها في العراق سوف يؤدي إلى استنزافها كما أنها تدرك أن واشنطن لا توافق على هذه العمليات، وأن التهديد إذا نجح هذه المرة جزئياً فإنه لا يحل هذه المشكلة المعقدة من جذورها، وعلى تركيا أن تعد نفسها لمشكلة مزمنة.
وأخيراً، من الواضح أن تصدي تركيا للأكراد شمال العراق سوف يحدث تغيرا في ميزان القوة بين أطراف المعادلة العراقية، فليس صحيحاً أن تركيا تتدخل كقوة سنية حتى يقال إن الشيعة يجب أن يتصدوا لها، وليس صحيحاً أن تدخل تركيا في شمال العراق الآن هو انتهاك لسيادة الدولة العراقية، مما يؤدي إلى تصدي العالم العربي لتركيا، فقد تغيرت المعادلات والمصالح وتغيرت معها المواقف. من الواضح أيضاً أن ديمومة المشكلة لدى تركيا هي نفسها التي يمكن أن تجبر العراقيين على العيش في عراق موحد بعد أن رأوا تربص إيران، وتركيا، كل لأسبابه بالعراق،فيصبح للمواطنة مذاق المصلحة والوطنية.
ثانياً: في مجال التحالفات التركية، تؤدي المشكلة الكردية إلى خلخلة التحالف مع الولايات المتحدة، كما تؤدي إلى التقارب مع سوريا وإيران، وفي ذلك خسارة كبيرة لواشنطن، فضلاً عن أن هذه المشكلة قد تخلخل العلاقات التركية - الإسرائيلية لأن إسرائيل هي التي تؤيد الأكراد في العراق وتركيا مما ينال من التحالف الإسرائيلي - التركي المرتبط عضوياً بالتحالف التركي - الأمريكي.
ثالثاً: هذه التطورات سوف تقوي التحالف السوري - الإيرانى ومعهما حزب الله اللبناني في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة كما ستوجد تحالفا مصلحيا مهما بين تركيا وإيران . على المحور الكردي فيصبح التقارب الإيراني - السوري مع تركيا قائماً على المحور الكردي، أساساً، ولكنه في الحساب الختامي ضد إسرائيل والقوى العربية المناوئة لتحالف سوريا إيران/ حزب الله حماس، والنتيجة هي تحرك تركيا في نهاية المطاف من موقعها الحالي تماماً للغرب إلى موقع أقرب إلى المصلحة التركية منه إلى خريطة التحالفات التقليدية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
القلق من أمريكا وليس من إيران
لميس أندوني
واشنطن بوست
ان كثيرين في الشرق الاوسط يؤيدون حق إيران المشروع في تطوير الطاقة النووية. وبالتالي، فإن الرؤية القادمة من المنطقة تأتي إلى حد كبير نتيجة لصمت العالم تجاه القوة النووية الإسرائيلية.
على الرغم من ذلك هناك دعم كبير لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ذلك الاقتراح الذي ما برحت الدول العربية تدعمه منذ زمن طويل، لكنه يقابل برفض الولايات المتحدة الأمريكية.
أثار الحديث عن حرب أمريكية ضد إيران الكثير من القلق في العالم العربي، لا سيما في منطقة الخليج، والأردن وفلسطين وسوريا ولبنان. فمازال الناس يعانون من عواقب الحرب المستمرة في العراق، وعدم التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
وبينما يبدو أن هناك خوفا واستياء في بعض الدوائر- وبخاصة بعض الحكومات الإقليمية- هناك المزيد من القلق بشأن إمكانية قيام حرب آخرى في المنطقة.
تتمتع إيران بقدر كبير من الدعم الشعبي في المنطقة، ويرجع ذلك أساسا إلى دعمها للميليشيات الطائفية والأحزاب في العراق. أما واشنطن فهي تتمتع بمصداقية أقل من طهران في الشرق الأوسط حيث قامت الولايات المتحدة بغزو العراق، ودعمت الاحتلال والتوسع الإسرائيلي.
يعتقد كثيرون ان قوة إيران العسكرية هي الرادع الوحيد في المنطقة ضد إسرائيل، كما أن كثيرين في الشرق الاوسط يؤيدون حق إيران المشروع في تطوير الطاقة النووية. وبالتالي، فإن الرؤية القادمة من المنطقة تأتي إلى حد كبير نتيجة لصمت العالم تجاه القوة النووية الإسرائيلية.
على الرغم من ذلك هناك دعم كبير لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ذلك الاقتراح الذي ما برحت الدول العربية تدعمه منذ زمن طويل، لكنه يقابل برفض الولايات المتحدة الأمريكية. إن هذه المنطقة التي مزقتها الصراعات ترى في إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية والكيميائية الأمل الوحيد في غد أفضل.
إن بعض حكومات المنطقة تخشى من تهديد القدرة النووية الإيرانية المحتملة، لكن معظم هذه الحكومات ليست متأثرة بمزاعم الرئيس الأمريكي جورج بوش. فمن المعتاد للناس في الشرق الاوسط أن يقولوا: لقد سمعنا عن مزاعم أسلحة الدمار الشامل من قبل في العراق، لكنها لم تظهر حتى الآن.
لذلك، بينما يوجد بعض القلق بشأن السياسات الإيرانية، هناك قلق أكبر بشأن النوايا الأمريكية.
من ناحية أخرى، حذر الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني من أن إيران التي فرضت عليها عقوبات أمريكية جديدة سترد بقوة في حال تعرضها لاي اعتداء. وقال جعفري: إن «إيران سترد على أي اعتداء بشكل أقسى».
وأضاف: ان «الاعداء لا يستطيعون شيئا وتصريحاتهم ليست سوى خطب بلاغية». كان الجنرال محمد شهرباقي وهو قائد في الحرس الثوري الإيراني قد حذر من أنه سيتم اطلاق قذائف وصواريخ «في الدقيقة الاولى» من وقوع اعتداء من الخارج على ايران.
كان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد لوح قبل أيام بتهديد حصول حرب عالمية ثالثة للتأكيد على ضرورة منع إيران من الوصول الى طريقة صنع السلاح النووي.
لم يرد جعفري مباشرة على قرار الإدارة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على الحرس الثوري الإيراني لكنه كرر القول ان تهديدات «بعض القادة الغربيين ليست سوى كلام». واضاف «لا اعتبرها تهديدات» فعلية.
من ناحية أخرى يقول سباستيان أليسون، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أدان ما أسماه نهج «الرجل المجنون الذي يحمل سكينا» إزاء المفاوضات الدبلوماسية التي تهدف إلى وقف البرنامج النووي الإيراني.
عززت الولايات المتحدة عقوباتها ضد إيران زاعمة إن الحرس الثوري الإيراني يشارك في نشر أسلحة الدمار الشامل، كما أن قوة القدس التابعة له تدعم الإرهاب، ورفضت الإدارة الأمريكية استبعاد العمل العسكري ضد إيران.
قال الرئيس الروسي بوتين ردا على سؤال لأحد المراسلين في مؤتمر في لشبونة عقب محادثاته مع الرئيس البرتغالي أنيبال كافاكو سيلفا «إن الركض كرجل مجنون يحمل سكينا ليس أفضل السبل للمضي قدما.» وتساءل بوتين، «لماذا ندفع الموقف إلى طريق مسدود».
وقد اعتبر بوتين ان تهديد طهران بعقوبات جديدة وحتى بعمل عسكري من شأنه ان يؤدي الى «تفاقم الموقف» في الملف النووي الايراني.
وكان بوتين يرد على سؤال حول خلافاته مع الغربيين الذين أظهروا استعدادا لفرض عقوبات جديدة على ايران في حال لم تنفذ قبل نهاية نوفمبر مطالب الأمم المتحدة وتعلق جميع نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم.
أشار الرئيس الروسي الى ان روسيا «تعارض كليا انتهاك القانون الدولي حول نشر اسلحة نووية واسلحة دمار شامل اخرى» وان هذا الموقف «تأكد» خلال زيارته الأخيرة لطهران وقمة الدول المشاطئة لبحر قزوين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
احتلال الأرض وهتك العرض
فواز العجمي
الشرق قطر
عندما ترفض الشعوب الاحتلال وعندما تقدم الدم والروح في مقاومة هذا الاحتلال، فإن هذه الشعوب تدرك مدى خطورة وبشاعة وظلم وإرهاب هذا الاحتلال لأنه يأتي متسلحاً بالرغبة في الانتقام والجشع والنهب والسلب والتدمير والاغتصاب، وهذا ما حدث فعلاً وعلى أرض الواقع عندما غزت واحتلت القوات الأمريكية العراق الشقيق، حيث عاثت هذه القوات بالعراق فساداً وقتلت من ابنائه حوالي المليون ونصف المليون، وشردت حوالي خمسة ملايين مواطن، ونهبت من ثروات العراق المليارات من الدولارات.
لكن أقسى وأفظع جرائم الاحتلال يتعدى احتلال الأرض وسرقة الأموال وقتل المواطنين وتشريدهم ليصل الى العرض والشرف، عندما انتهكت قوات الاحتلال عرض الماجدات العراقيات في السجون ومنها فضيحة سجن أبو غريب المشهورة، وكذلك انتهاك الشرف العراقي في المعتقلات الأخرى.
ولعل اخطر ما قرأته وما سمعته من نتائج هذا الاحتلال اللااخلاقي واللاشرعي ما أوردته وكالة ابناء رويترز عندما ذكرت ان المنظمة الدولية للهجرة قالت ان ندرة الوظائف، والإيجارات المرتفعة بشدة جعلت الحياة أكثر صعوبة على العراقيين النازحين وأجبرت بعض النساء على ممارسة «الدعارة»!!!
صحيح «ان الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها» وصحيح ايضاً ان الموت أفضل بل واسلم وأطهر من بيع الشرف، لكن ذلك يعتبر رغم بشاعته وفداحته ولا أخلاقيته إفرازاً لما قام به الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق، والاحتلال مسؤول مسؤولية مباشرة عن ذلك، لكن المسؤول الأول عن هتك أعراض الماجدات العراقيات هم هؤلاء العملاء والخونة الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية، وجلبوا معهم جنود الاحتلال ليحتلوا الأرض وينتهكوا العرض، وهذا يذكرني بمداخلة مع أحد العملاء في قناة الجزيرة الفضائية ببرنامج «الاتجاه المعاكس» وسبق ان كتبت عنها، وهو المدعو انتفاض قنبر ممثل أحمد الجلبي عندما قلت له إنكم جئتم بالاحتلال ليحتل الأرض وينتهك العرض وكانت هذه المداخلة قبل فضيحة سجن أبو غريب، لكنه رد علي قائلاً: اسكت يا حقير.. ولا ندري الآن وبعد ان انتهك الاحتلال عرض وشرف الماجدات العراقيات ودفع بعضهن الى ممارسة الدعارة من هو الحقير؟!!
ولم تقتصر جرائم الاحتلال وعملائه الخونة على احتلال الأرض وهتك العرض فقط، بل شملت النواحي العلمية والأدبية ايضاً ونحن نعلم كم قتلوا من العلماء! وكم شردوا من المفكرين! وكم دمروا من دور النشر والمعرفة! وكم من مفكر وأديب عراقي ضاع في ظلمة الاحتلال وعملائه! ولعل ما قرأته ايضا بالأمس عن عراقي يعرض جهوده الفكرية «للإيجار أو البيع» خير دليل على ذلك التدمير للعلم والأدب فقد نشر كاتب عراقي على أحد مواقع الانترنت إعلاناً غريباً تحت عنوان «كاتب للإيجار أو للبيع» يدعو فيه الراغبين الى شراء قصائده ومقالاته وأبحاثه مقابل مبلغ مالي.. وقال هذا الأديب «إنني أعرض بألم خدماتي لجميع من يريد أن يستعير له وجوداً شعرياً أو بحثياً.. من غير أن يعرف الآخرون.. يستحوذ عليها هنيئاً مريئاً دون أي منغصات»!!!
هل أدركنا مدى خطورة هذا الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق وهل ادرك العملاء والخونة هذا الخطر الذي حل بوطنهم بعد ان «عزموه» لاحتلال الارض وهتك العرض وذبح العراق سياسياً واقتصادياً واجتماعياً واخلاقياً وأدبياً..؟!!
يصدق من يقول ليس على العميل أو الخائن حرج.. لكن الحرج هو على نظامنا الرسمي العربي «المتفرج» على ما يحدث في العراق... فمتى يصحو ضمير هذا النظام ويدرك ان شرف الماجدات العراقيات هو شرف كل امرأة عربية مسلمة؟.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
دليل على صحة مواقف المتهمين
رأي الصحيفة
صحيفة تشرين سوريا
كلما اشتد المأزق الأميركي في المنطقة ـ وهو الآن يقترب من أوجه ـ بدت التناقضات والإرباكات بشكل أوضح في سياسات إدارة بوش، التي ترى التراجع مكلفاً، والهروب إلى الأمام أكثر كلفة، والترميم غير مجد بعد هذه الانهيارات الكبيرة في جداري السياسة الأميركية الداخلية والخارجية.
لذلك ترى إدارة بوش في التهديدات، والاتهامات الباطلة، والقرارات الارتجالية، مخرجاً أو بعض مخرج من الدائرة المغلقة التي تلف بها. وترى كذلك أن الاندماج نحو دعم إسرائيل قد يخفف من بعض معاناتها الداخلية على الأقل، عبر المحافظة على تأييد اللوبي اليهودي لها. ‏
وعليه فالاندحارات العسكرية والسياسية الأميركية في العراق لا تعود وفق رؤية إدارة بوش، إلى الأخطاء المتراكمة، والنيات غير الحسنة، والأطماع النفطية، وإنما إلى عدم تعاون دول الجوار العراقي وبالتحديد سورية وإيران، وإلى تسلل المسلحين عبر الحدود إلى العراق. ‏
علماً أن أبسط الأمور تؤكد أن لا مصلحة لدول الجوار في الفوضى العراقية، وأن ما يشهده العراق من فلتان أمني ومن قتل على قارعة الطريق ليس بسبب بضعة مسلحين قد يتمكنون بطريقة ما من دخول العراق، فالوضع أكبر من ذلك بكثير إذا ما أخذت في الحسبان حقائق الرفض الشعبي العراقي للاحتلال، وما يمارسه على الأرض من سياسات، وقهر، وعمليات نهب، وأخيراً مشروعات معلنة للتقسيم على أسس مذهبية. ‏
هذا في العراق أما ما يخص الصراع العربي ـ الاسرائيلي وعملية السلام فإدارة بوش لا تجد حرجاً في التمادي بدعم العدوان الإسرائيلي إلى أبعد الحدود والقول في الوقت ذاته إنها تسعى من أجل السلام، ولكن المقاومة الفلسطينية وسورية تفسدان مساعيها!. ‏
وهي تضرب مثلاً على ذلك اجتماع أنا بوليس القادم للسلام، علماً أن كل المعطيات المتوافرة والمعروفة للجميع تؤكد أن هذا الاجتماع إذا ما استمر الإعداد له على هذه الشاكلة فلن يحمل من السلام سوى اسمه، وسيكرس بشكل كامل لتوسيع التطبيع مع إسرائيل. ‏
وهناك الكثير من المواقف الأميركية المماثلة التي تبيّن مدى الإرباك الذي يلف إدارة بوش. وسياساتها في المنطقة، والتي تشير إلى أن هذه الإدارة لا تكتفي بالانحياز التام لإسرائيل بل تتعامل مع العرب كأعداء. ‏
لذلك، المقاومة العربية في فلسطين ولبنان متهمة دائماً من إدارة بوش، وسورية كذلك وسائر قوى الممانعة العربية والإسلامية متهمة. والتهم معدة مسبقاً، ولا تحتاج إلا إلى إخراجها من الأدراج. ‏
ولذلك فمثل هذه الاتهامات دليل دامغ اضافي على صحة مواقف وسياسات المتهمين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
مجنون في وزارة المالكي... الفضيحة المنسية!
داود البصري
السياسة الكويت
عجائب السياسة الطائفية العراقية وفضائحها وروائحها العطرة تجاوزت كل الحدود حتى تحولت المأساة العراقية لملهاة غريبة في بلد يجمع من الغرائب والعجائب والنوادر والأساطير ما يكفي لملء كل كتب الدنيا وروايات الأدب الخيالية أو عوالم السوريالية وما وراء الطبيعة من أفكار ميتافيزيقية وقصص مسلية لملوك الإنس والجان, فبعد سقوط نظام البعث الفاشي تحت ضغط القوة الاميركية كنا تصورنا أن العراق قد خرج من مرحلة القادة المجانين و(المخابيل) من المصابين بالبارانويا وجنون العظمة وأوهام التفوق العرقي والعشائري التي قادت لحروب وكوارث وغزوات وحصارات وما تبعها من تهشيم حقيقي لكل القوى الوطنية الحرة وللتوجهات العقلانية والحضارية, فإذا بنا نفاجأ بأن البديل الذي قام ألعن من سابقه, وبما شكل حالة فضائحية فضحتنا كعراقيين بين الشعوب الحرة, وإذا كانت رياح الطائفية المريضة الهوجاء قد شكلت الاطار السياسي العام لمرحلة المرض العامة التي يعانيها العراق بشكل عام والتي أدت في المحصلة لقيام حكومات طائفية عاجزة ومريضة ومشلولة أقيمت على أسس تحاصصية مشوهة (منا أمير ومنكم أمير), وكأن البلد بأسره مجرد جثة يتقاسمون بقاياها, ووسط ركام المأساة العراقية ظهرت صور طريفة بحجم المأساة إن لم تفوقها حجما ودلالة, فقد دخل المجانين للمرة الأولى في العالم, حسب اعتقادي سجل الوزراء بل وتحولوا في العراق وبفضل الديمقراطية العراقية (المدهشة) لوزراء دخلوا التاريخ في غفلة منه وما زالوا يتمتعون بامتيازات الوزارة ورواتبها التقاعدية وتخصيصاتها السخية, فهنالك سر مضحك لم يتح للعالم الاطلاع عليه أبداً رغم انتشار معلومات مختلفة هنا وهناك إلا أنه تم محاصرة الأنباء ولم يتسرب أي شيء عن السر الذي سنقوله مستندين في مصادر معلوماتنا لجهة داخلية نافذة ومعتمدين على شهادة موظفين كبار في الدولة العراقية المهترئة الحالية, ففي يونيو 2006 أعلن عن إقالة ثلاثة وزراء قيل أن بعضهم إنسحب وقيل أن البعض الآخر لم يلتزم بالحضور والدوام في وزارته, وكان من بين هؤلاء وزير النقل من التيار الصدري المدعو كريم مهدي صالح الذي شغل تلك الوزارة الحساسة لمدة أسبوعين فقط ثم أبعد عنها بسبب لم يعلن عنه رسميا وها أنذا أعلن عنه اليوم, والسبب هو كون معالي الوزير »مجنون رسمي« رشحه تيار المجانين الصدري لإشغال ذلك المنصب الحساس وتبين في جلسات مجلس الوزراء غرابة أطوار وتصرفات ذلك الوزير حيث كان ينظر على الدوام للسقف ويكلم نفسه,,ثم صدرت عنه تصرفات غريبة حين أصدر ذات مرة أمراً لحمايته بإلقاء القبض على أحد المواطنين الذي قيده وامر باختطافه وحجزه في صندوق سيارته الوزارية,, فلما تأكد نوري المالكي من أن وزيره (الصدري قدس سره) مجنون رسمي (وفالتة وايراته) أصدر أمراً بإقالته وحرص محيطه على كتمان السبب فصدر مرسوم بإقالته لعدم إلتزامه بالدوام الرسمي, تصوروا مجنون و(مخبل) رسمي يقتحم أسوار المنطقة الخضراء ويساهم في الحكومة الديمقراطية جدا جدا التابعة لحزب الدعوة وشركاه, أليست هذه فضيحة تطير لأجلها الرؤوس في الدول المحترمة? أما في العراق كله عند العراقيين صابون...! والطريف أن الوزير السابق المجنون كريم مهدي صالح مازال يتسلم أول كل شهر راتبه التقاعدي السخي كوزير سابق حسب معلومات موثقة من مديرية التقاعد العامة وأتحدى الحكومة العراقية أن تكذب ما جاء في مقالي من معلومات, إنها الطرطرة الكبرى في زمن الطراطير والمجانين العراقي العظيم.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
الحرب العالمية الثالثة «نسخة 2»
شارل كاملة
تشرين سوريا
حتى الآن، لا يبدو الرئيس الأميركي جورج بوش عازماً على الخروج من القوقعة فهو مصر حتى اللحظة الأخيرة على فعل نقيض المثل «ياريح كثر ملايح».
وزاد على ذلك أن لا مجال للملايح في قاموسه، فقبل الذهاب والرحيل كرر مقولة «العالم يقترب من حرب عالمية ثالثة مرتين ومن يدري قد تكون الثالثة ثابتة! فالإلحاح والتكرار يقنعان بالجدوى وهذا ما يأمله فالأولى عدّها المراقبون زلة لسان، وقلل محاولو تجميل الصورة من شأنها، أما الثانية فماذا سيعدونها؟.. ‏
على الأرجح أن التصريح الأول ليس زلة لسان ولا الثاني أيضاً وخاصة أنهما أتيا من رئيس دولة عظمى ويفترض التدقيق فيهما جيداً قبل النطق، فالتصريحان كانا عن سبق إصرار ورصد وهدف والتدقيق فيهما وبتوقيتهما يدلل على أن مخاطر الحرب العالمية الثالثة قائمة فعلاً وتدق الأبواب، إن لم يكن بوش قد أعلنها سياسياً ويمهد لها عسكرياً فالقرائن متوفرة وتدل على نفسها. ‏
بالتأكيد يقف المراقبون اليوم وبعد تصريحات بوش النارية الثانية على أبواب صدمة وصفعة، وتعتريهم المخاوف والحذر والحيرة بين تصديق ما يسمعون أو ركنها في زاوية على أنها حماقة سياسية لا تتعدى ذلك.. لكن لندقق في التفاصيل. ‏
بوش يكرر الجملة ذاتها في أقل من أسبوعين ما يعني أن الثانية تأكيد للقصد والرؤية والهدف ولكن الأولى لم تكن مجرد تهديد عفوي بل إن الجملتين كانتا بتوقيت دقيق جداً، وأعنف وأقوى تهديد للعالم بحرب علنية يمكن أن يدلي بها رئيس دولة كبرى منذ ما قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية «هتلر مثالاً» والتهديدان المتواليان موجهان إلى إيران مباشرة لكنهما وبشكل غير مباشر ينطويان على رسائل تتجاوز هذا البلد، إلى كل أولئك الذين قد يحسبون على المحور الإيراني وفي المقدمة منهم روسيا والصين، فالدولتان تدافعان عن حق طهران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وترفضان أي عقوبات على طهران وتستخدمان نفوذهما الدبلوماسي في مجلس الأمن لاضعاف قرارات المجلس الخاصة بفرض العقوبات وهي بالأساس قرارات أميركية بلبوس دولي. ‏
أمام هكذا فصاحة ووضوح لن نفترض حسن النية فيما يهدد به بوش بالمطلق وحتى لو افترضنا ذلك فتصريحاته وتهديداته بلاشك تأتي مغرية جداً لترجيح كفة احتمالات وقوع الحرب أمام تعطش بعض أركان إدارته «المجرمون الجدد المرتبطون بكارتل النفط وعلى رأسهم ديك تشيني نائب بوش، ناهيك عن دافع الافلاس الذي تعانيه هذه الإدارة على المستويين الداخلي والخارجي وهي كلها مغريات ودافع ترجح كفة التفكير بمغامرة هي الأكثر حماقة في التاريخ الأميركي! ‏
بوش إذاً، لم يجدد الحديث عن حرب عالمية ثالثة عبثاً وبالتالي لن ينتظر أي توصيفات تحد من اندفاعته على شاكلة أن صورة أميركا في أدنى درجة لها في التاريخ. ‏
فهو يعرف ذلك ويعمل على زيادة قتامة الصورة وهو يعرف أيضاً أن بلاده وجراء سياسة يلزمها عقود للتغلب على ما صنعه من عداء عالمي لها ويعرف أيضاً أن الصورة والنفوذ يتراجعان لأنه عمل على تصدير المزيد من الخوف والغضب والموت والدمار والحروب حين توقف عن تصدير القيم التقليدية لجهة الأمل والتفاؤل. ‏
إن بوش يعرف كل هذا ويصر على لعب الدور حتى النهاية، وعلى العالم التنبه والحذر، وعدم الاستهانة بتهديدات البائس. ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
أزمة اللاجئين العراقيين
اخبار العرب الامارات
لم تغب مشكلة اللاجئين العراقيين عن المشهد السياسي العراقي ولا عن المسرح السياسي العربي بكل أزماته ومحنه وارتباكاته. فإذا كانت المتفجرات تصيب كل مَنْ وما هو موجود ضمن دائرة شظاياها القاتلة فإن مشكلة اللاجئين لها تأثيرات خطيرة تتخطى حدود العراق وربما مساحة العالم العربي، لتصبح أزمة جديدة أكثر عمقاً واتساعاً.
فاللاجئون العراقيون قد تجاوز عددهم أربعة ملايين منتشرين في كل أنحاء العالم، يحملون احباطاتهم وماَسيهم وأحزانهم التي لا تفارق مخيلتهم ووجدانهم. فماذا ينتظر أن يقدم هؤلاء اللاجئون للعالم غير إضافة مأساة لمجتمعات يمكن أن تستضيفهم كرماً وأخوة وتضامناً، ولكن يظل الحال هو الحزن والألم والمشقة والتعاسة. لا يمكن للاجئ أن يكون سعيداً مهماً أياً كان وضعه أو مركزه، فهو قد فارق الوطن مجبرا، وهجر البيت والحي والمجتمع بحثاً عن استقرار واَمن مفقودين في وطنه.
وقد لا يضع الاحتلال الأمريكي أزمة اللاجئين ضمن أولوياته فهو مشغول بالعمليات العسكرية اليومية والملاحقة المتواصلة والمطاردة المستمرة لعناصر وجماعات المقاومة التي تتبع تكتيك ’’ الكر والفر ’’ أو أسلوب حرب العصابات والمدن، بجانب جماعات إرهابية تتخذ من التفجيرات العشوائية سبيلاً لنشر الإرهاب والخوف والفوضى في نفوس العراقيين وغير العراقيين.
هذه العمليات من جانب الاحتلال أو القوات العراقية أو المقاومة والإرهابيين تضيف لأعداد اللاجئين مزيداً منهم، تدفع العراقيين للبحث عن عراق ’’ مفقود ’’ في وطن اَخر، وهو عراق لن يقام لا في المخيلة ولا في الواقع. والأطراف المختلفة في المشاركة في عمليات العنف لا يهمها كثيراً مأساة اللاجئين لأنها تنظر للأمر عبر منظار النصر والهزيمة. لا يهمها مقتل عشرات من العراقيين، بل يهمها أن يكون ذلك القتل جزءاً من مسيرة النصر المؤزر.
هذه هي المأساة الحالية، حيث لا نهاية لأحزان العراقيين، ولا أمل في مخرج قريب. وقد نبهت منظمة غربية لحجم هذه المأساة وأضرارها وتداعياتها. فأشارت منظمة ’’رفيوجيز انترناشونال’’ ومقرها الولايات المتحدة إلى أن دولاً مثل الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين قامتا بغزو العراق في عام 2003 لم تفعل سوى القليل جداً لمساعدة أولئك الذين فروا من البلاد تاركة حكومات سوريا ومصر والأردن تصارع للتعامل مع الموقف.
وتخطئ المنظمة عندما تقول إن الولايات المتحدة لم تفعل سوى القليل لمساعدة هؤلاء اللاجئين. ففي حقيقة الأمر أنه تزيد الطين بلة كل يوم بعدم قدرتها على وقف تزايد العنف مما جعل العراق يبدو غير صالح للإقامة لأولئك الذين لا يملكون أمناً ولا يعيشون داخل المنطقة الخضراء شبه المحصنة.
وليس هناك حل غير استعادة الأمن والاستقرار للعراق والعراقيين، وهذا يرتبط بوسائل وكيفية الحل للأزمة والمأساة، وربما كان جزءاً منها أن يترك العراق للعراقيين كي يقرروا مصيرهم وأسلوب حياتهم بعيدا عن تدخل الاَخرين.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
العراق... حيرة أميركا
د. عبدالله جمعة الحاج
الاتحاد الامارات
يعاني متخذو القرار السياسي والمحللون الأمنيون في الولايات المتحدة حالياً، في نظرتهم ودراساتهم للتوصل المسبق إلى المحاذير التي يمكن أن يتسبب فيها الفشل الذي يمكن أن تواجهه بلادهم في العراق. إن الاحتمالات التي تتم مناقشتها في الدوائر السياسية والأمنية العليا تحتوي على طروحات دراماتيكية تنبئ بوجود خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها بالنسبة لقدرة بلادهم على الاستمرار في حربها في العراق، وهي طروحات ربما تكون غير متوقعة من قبل العديدين ومربكة للبعض ومشجعة لآخرين، ولكن الغالبية العظمى توافق على أن بلادهم يمكن أن تحقق أهدافها في العراق إذا ما بقيت هناك المدة الزمنية الكافية وكانت مستعدة لتقديم الثمن والتضحيات المطلوبة ولديها الإرادة والقدرة السياسية لفعل ذلك. إن هذا هو الوضع العام الذي لمسته من خلال تواجدي الطويل في واشنطن العاصمة، ولكن الافتراض الناشئ عن الحالة المتردية في العراق هو أن الولايات المتحدة تتصرف في إطار المعوقات التي تقف حجر عثرة أمام متخذ القرار، وهي معوقات مفروضة قسراً من قبل التقاليد والثقافة السياسية، بالإضافة إلى الرأي العام المستنير والمواقف والتوجهات الشعبية. ووفقاً لذلك فإن القوات الأميركية لن تستطيع أن تسحق حركة المقاومة وأعمال العنف التي تمارسها جماعات عددها كبير وملتزمة بما تقوم به، ويبدو أن ثقتها بنفسها أيضاً ليست متدنية بالإضافة إلى أنها مدعومة من الخارج. وإذا ما أخذت هذه المعطيات ضمن نطاق محدود فإن ذلك يعني أن بنية القوة المسلحة الأميركية في العراق غير مهنية أو غير كفؤة لمواجهة أعمال حرب عصابات ذات طبيعة خاصة. إن أولئك الذين يشنون حرب العصابات الحالية في العراق ملتزمون بالقضية التي يحاربون من أجلها ولديهم موارد لا يستهان بها، وتحرِّك البعض منهم أيديولوجية دينية قوية. إن هذا الأمر بالنسبة للولايات المتحدة ليس روائياً أو ينبعث من تصور ذهني محض، بل هو أمر تعيه القيادات سواء كانت الإدارة السياسية أو العسكرية، أو دوائر الاستخبارات. إن من لا يعلم به هو العامة الأميركيون الذين غالباً ما يجهلون ما يدور خارج بلادهم، وبالتأكيد فهم لا يعلمون أن مجموعات العنف المسلح تتخذ من الممارسات الدموية سلاحاً تسير عن طريق استخدامه نحو الاستيلاء على السلطة، وباستخدام هذا الأسلوب تستقطب تعاطف الجماهير ودعمها المادي والمعنوي، وبعضها الآخر يحاول أن يقدم نفسه كأنموذج وقدوة لمقاومة الغازي والمحتل. إن هذا الأمر يحدث ضمن إطار الأحلام الثورية الرومانسية التي عادة ما تداعب أحلام القادة الثوريين في أرض المعارك، وخاصة عندما يحققون انتصارات ضد أعدائهم الميدانيين، فعن طريق نشر الدعاية الإعلامية المكثفة عن تلك الانتصارات ينبهر الكثير من الشباب بتلك الحركات ويسعون إلى الانضمام إليها أو القيام بتأسيس حركات مشابهة محاكاة لها. وعلى أية حال، فإنه يوجد شك لدينا بعد مرور هذه المدة الطويلة نسبياً على احتلال العراق، في أن تتوسع ظاهرة انتشار الحركات المسلحة لكي تشكل مشكلة إرهابية إضافية أمام الولايات المتحدة أكثر خطورة مما هو موجود حالياً، فيبدو من سير الأحداث، وعلى ضوء موت العديد من قيادات العنف المسلح البارزة، أن الموجة قد وصلت إلى ذروة ارتفاعها وهي الآن في طور الانحسار وإن كان انحساراً بطيئاً. وإذا ما اختارت هذه الجماعات المسلحة السير قدماً فإنها قد تحقق مكاسب مؤقتة ولن توصلها إلى السلطة السياسية كما تتخيل وإن استمرت في القتال. والواقع أن هذه الطريق وعرة، والحكم على مسائل النجاح أو الفشل باتباعها يبقى أمراً نسبياً. ولا شك أن جماعات العنف المسلح العاملة في العراق مدعومة بقوة من قبل بعض دول الجوار الجغرافي العراقي، وهذا يؤثر على دول المنطقة الأخرى التي بات أمنها القومي مرتبطاً بقوة بوجود القوات الأميركية، وإذا ما حدث وأن اضطرت الولايات المتحدة إلى الانسحاب فإن جميع هذه الدول ستتضرر على الصعيدين الأمني والاقتصادي، وهذا ينطبق بالتحديد على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة إلى العراق ذاته، فدول المجلس لا زالت تسير في طريق الاعتدال والموازنة بالنسبة لقضايا المنطقة، ولكنها في نفس الوقت تشكل حليفاً يعتمد عليه للولايات المتحدة، وأي انسحاب سريع سيخلق شعوراً في أوساطها يجعلها تعتقد بأن تقدير قوة الولايات المتحدة أمر مبالغ فيه، وهذه مسألة لها محاذيرها وتداعياتها على مصالح الولايات المتحدة المستقبلية، فهل يعي الأميركيون في كافة مواقعهم ومستوياتهم ذلك؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
شمال العراق والدور الإقليمي
عبدالزهرة الركابي
الخليج الامارات
كشف مصدر عسكري في “حزب الحياة الكردي” الإيراني (بيجاك) الذي يتخذ من منطقة شمال العراق قاعدة للانطلاق الى داخل الأراضي الإيرانية في عملياته المسلحة ضد المواقع الإيرانية، ان هناك معلومات ميدانية توافرت لحزبه عن وجود حشود لقوات الحرس الثوري الإيراني في الجانب الإيراني المقابل لشمال العراق، بغرض القيام بعمليات عسكرية متزامنة مع العمليات العسكرية التركية في حال قيام الجيش التركي باجتياح شمال العراق بهدف القضاء على قواعد حزب العمال الكردي التركي في جبل قنديل الذي هو يضم أيضاً قاعدة عسكرية لحزب بيجاك الكردي الإيراني.
وكان رحيم صفوي المستشار العسكري لمرشد الجمهورية في إيران قد أكد في تصريحات سابقة أن إيران من حقها ملاحقة مسلحي “بيجاك” داخل شمال العراق، لكن أي موقف رسمي لم يصدر عن طهران بهذا الصدد منذ زيارة الوفد الحكومي والحزبي لأكراد العراق الى إيران، على خلفية اغلاق الأخيرة لمعابرها الحدودية مع المنطقة الكردية العراقية اثر أزمة اعتقال (فرهادي) من قبل القوات الأمريكية التي تتهمه بأنه أحد المسؤولين الكبار لأحد الفيالق العسكرية الإيرانية. واللافت، هو عملية إغلاق الحدود الإيرانية مع شمال العراق لفترة وجيزة، أعقبها بأيام قصيرة إعلان تركيا نيتها اجتياح شمال العراق من أجل القضاء على قواعد حزب العمال الكردي التركي. والواضح أن التهديدات التركية لم يكن هدفها الكلي هو قواعد حزب العمال الكردي التركي وحسب، وإنما تهدف أساساً إلى كبح جماح الانفصال الكردي في شمال العراق والذي بدأت تشعر الدول الثلاث المحاددة لمنطقة شمال العراق (تركيا وإيران وسوريا) بخطورته على أمنها الوطني والقومي، والدليل ان إيران بالإضافة الى عملية إغلاق الحدود الوجيزة راحت تقصف مدفعيتها الثقيلة قواعد حزب “بيجاك” الكردي الإيراني الواقعة في شمال العراق، في حين ان سوريا أيدت توجه أنقرة إذا ما قررت القيام بعملية عسكرية ضد قواعد حزب العمال الكردي التركي.
ومن هذا التوجه الإقليمي المتمثل في مواقف الدول الثلاث (تركيا وإيران وسوريا) يعتقد المراقبون ان مثل هذا التوجه لم يكن منفصلاً عن بعضه، بل هو نتيجة تنسيق متفق عليه بين هذه الدول التي تراقب الوضع في شمال العراق بصورة حثيثة.
ولهذا، لا نستغرب أن التهديدات التركية صاحبتها طروحات سياسية تتعلق بأكراد العراق، بالإضافة إلى بعض الإجراءات الاقتصادية، خصوصاً أن تركيا قد أعلنت جهاراً عدم اعترافها بأكراد العراق وهم بالتالي ليسوا طرفاً مؤهلاً في هذه الأزمة، بينما أكدت في الوقت نفسه أن تفاوضها سيكون مع الحكومة المركزية في بغداد، وهذا ما يؤكد أن تركيا أعلنت رسمياً عن بدء مرحلة خنق الانفصال الكردي في شمال العراق وفقاً للأهداف السياسية المؤطرة بالعملية العسكرية والمتعلقة بضرب قواعد حزب العمال الكردي التركي والتي سنتطرق إليها فيما بعد.
أولاً: أكد من يسمى وزير الأمن الوطني العراقي أن ممثل أنقرة في اللجنة الثلاثية الأمريكية العراقية التركية قدم مطالب عدة مقابل تعليق العمل العسكري ضد عناصر حزب العمال الكردي التركي، ونقلت وكالة أنباء الاناضول عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قوله أمام الصحافيين في اسطنبول: لن يرضينا سوى اغلاق معسكرات حزب العمال، بما فيها معسكرات التدريب وتسليمنا زعماء الإرهابيين، وطلب من بغداد تنظيف هذه المعسكرات نهائياً.
ثانياً: أكد نائب أردوغان، جميل تشيتشك، أن أنقرة جادة في عزمها على إرسال قوات إلى شمال العراق لملاحقة المتمردين. ورفض المسؤول التركي دعوة أكراد العراق الى محادثات مباشرة، مؤكداً أن أنقرة تعترف ببغداد وحدها طرفاً محاوراً، كما أن الحكومة التركية تشترط انتشار القوات العراقية المركزية على الحدود الممتدة أكثر من 450 كلم، ورفع العلم العراقي على المخافر والمعابر بين البلدين، بدلاً من أعلام الأحزاب الكردية، وتسليم عشرة قياديين أكراد للعمال داخل الأراضي العراقية، بينهم مراد كاريلان وجميل بييك وزبير أيدار، بالإضافة الى المطالبة بتسليم رئيس جهاز الاستخبارات الكردي (الاسايش) لتورطه بدعم عمليات مسلحة داخل تركيا، وتراجع الأكراد عن ضم كركوك إلى الكيان الكردي.
ثالثاً: انسحبت 23 شركة تركية من العمل في المنطقة الكردية، ونقل “راديو سوا” عن مصادر في اربيل ان آخر شركة جمدت أعمالها في المنطقة هي شركة (تاشيابي) التي كانت قد أنهت مؤخراً مشروع إنشاء طريق جديد بمبلغ 60 مليون دولار.
من جهتهم، فإن أكراد العراق لا يستغربون مثل هذه التهديدات والمطالب التركية، وهم يدعون أنها تنسجم مع العقلية التركية التي تحاول فرض إرادتها على الآخرين، حيث يتهمون تركيا باستهداف تجربة (الفدرالية العراقية) لا سيما (اقليم كردستان)، فالهدف هو ضرب الاقليم والإساءة إليه كونه يتاخم حدود الدولة التي ترفض الاعتراف بحقوق الأكراد فيها وفقاً لتصريحات المصادر الكردية.
لا شك في أن الدول المجاورة لشمال العراق وهي تراقب الكيان الكردي الانفصالي تيقنت أن وجود هذا الكيان المستقل المتاخم لأراضيها أصبح يشكل خطراً حقيقياً لا يمكن لها أن تسكت عنه، خصوصاً أن العامل الديمغرافي الكردي له امتدادات في داخلها.
rekabi@scs-net.org
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
تفاصيل المؤتمر التركي العراقي في اسطنبول ...
د. عدنان السيد حسين
الخليج الامارات
مؤتمر اسطنبول تحوّل إلى مؤتمر تركي عراقي، وهو في الأصل مؤتمر لدول الجوار العراقي لمعالجة الأزمة العراقية.
تحوّل المؤتمر المذكور إلى مؤتمر دولي بامتياز، بعدما حضرت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، ناهيك عن دول الجوار: السعودية وإيران وتركيا وسوريا والأردن والكويت، اضافة إلى حضور مصر والبحرين، ما يعني أن مؤتمراً كهذا صار فرصة لتنسيق المجهودات الدبلوماسية حيال أزمات الشرق الأوسط من العراق، إلى أفغانستان، إلى فلسطين ولبنان وقضايا الإرهاب.. وهي أزمات ذات امتدادات دولية، وأبعاد دولية أكيدة.
الأزمة العراقية ظلت حاضرة في مؤتمرات كهذه لما تحمله من تحديات على الأمن الخشن بعدما صارت بلاد الرافدين تجمعاً للجيوش والجماعات المسلحة “إرهابية وغير إرهابية”، وعلى الأمن الناعم نظراً لارتباط أحداث العراق بإنتاج النفط والتجارة العالمية، وثمة فقرة لافتة بشأن العراق وردت في البيان الختامي لمؤتمر اسطنبول، تكاد تعكس التوازنات والتسويات الاقليمية والدولية. الفقرة المعنية هي: “المؤتمر يسعى إلى توفير مناخ مستقر للعراق، ودعم جهود الحكومة العراقية المنتخبة وفقاً للدستور في تحقيق أهداف الشعب في عراق مزدهر وحر ومستقل وموحد وديمقراطي واتحادي، وحق جميع المواطنين في المشاركة سلمياً في العملية السياسية الجارية”.
بالطبع تبقى عبارة استقرار العراق مطلباً عاماً ولا تستطيع أي دولة، مهما تعاظمت قدرتها، إلا طرح هذا المطلب في بيان رسمي. أما دعم حكومة المالكي ووصفها بأنها منتخبة ديمقراطياً، ووفقاً للدستور فهو دفع جديد لها بعدما تفككت تحالفات كثيرة داخل هذه الحكومة، وفي البرلمان العراقي، وبعدما شككت أطياف عراقية بالعملية الانتخابية الجارية في ظل الاحتلال الأمريكي، والتي غلبت طائفة على أخرى، أو قوماً على قوم.
وعند الحديث عن عراق حر ومستقل وموحد وديمقراطي واتحادي، تبرز تناقضات سياسية وقانونية جديرة بالملاحظة، فاستقلال العراق لا يتحقق مع الاحتلال، وانتهاك السيادة الوطنية، والافتئات على حقوق العراقيين في أمنهم الاجتماعي والاقتصادي. والعراق الموحد قد لا ينسجم مع عراق اتحادي، أي فيدرالي، بما يعني دفع المسلمين السنة والشيعة إلى تقسيم ديمغرافي لم يشهده العراق سابقا، هذا فضلاً عن الإقرار بكيان خاص للاكراد يتمتع بحكم ذاتي منذ العام ،1974 وقد توسع هذا الحكم الذاتي بعيد حرب الخليج الثانية في العام 1991.
إلى ذلك، تبرز إشكالية الديمقراطية في العراق مع المحاصصة الطائفية التي أدخلها الاحتلال.. هناك حديث مضخم عن أطياف العراق، وأعراقه، وقومياته، ودياناته، وثقافاته، وربما حضاراته.. مع تراجع واضح للوطنية العراقية، ولصيغة المواطنة ولحقوق المواطن.
هذا هو الجانب العراقي من مؤتمر اسطنبول، أما الجانب التركي فقد كان واضحاً في حضوره وفي البيان الختامي، الحضور التركي ليس ناجماً عن انعقاد المؤتمر في اسطنبول بعد تحضير جيد له، بقدر ما هو ناجم عن تفاقم مشكلة حزب العمال الكردستاني واستطراداً المشكلة الكردية التي ما فتئت تهدد الأمن الوطني في العراق وتركيا ودول الجوار، ولعل أهم ما حققته تركيا هو مطالبة البيان الختامي بمنع استخدام أرض العراق قاعدة للارهاب ضد دول الجوار، وتأييد حكومة بغداد في محاربة الإرهاب والسيطرة على الحدود.
المقصود هنا منع تسلل أفراد حزب العمال الكردستاني من كردستان العراق الى الداخل التركي، والضغط على حكومة المالكي، وعلى حكومة إقليم كردستان العراق برئاسة مسعود البرزاني، كي يتعقبا هؤلاء الأفراد وصولاً الى اعتقالهم وتسليمهم للسلطات التركية، ناهيك عن إقفال مقارهم في شمال العراق.. وسرعان ما توجه نواب أكراد عراقيون إلى المنطقة الحدودية ليطلقوا ثمانية جنود أتراك محتجزين لدى حزب العمال الكردستاني في المواجهة الأخيرة، فضلا عن إقرار حكومة كردستان العراق بعدم اعترافها بهذا الحزب.. كل ذلك يجري بالتزامن مع إعداد خطة امريكية - عراقية - تركية مشتركة لمعالجة هذه المسألة، جربت مناقشتها في لقاء رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي جورج بوش، والنتيجة هي محاصرة حزب العمال الكردستاني، والضغط الاقليمي والدولي على طموحات الأكراد في الجوار الاقليمي إنه مشهد متجدد.
مؤتمر اسطنبول كان بمثابة مقاصة اقليمية ودولية في إطار التفاوض الدبلوماسي.تركيا أرادت حسم خيارها العسكري تجاه المشكلة الكردية، في ظل تملل أوروبي من الافتئات على حقوق الأكراد قد يؤثر سلباً في انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ولو بعد حين.
حكومة المالكي أرادت الاستقواء بجرعة دعم دولية واقليمية جديدة، تساعدها على إطالة عمرها.إيران تقوم بدور الوسيط بين هذه المتناقضات، وتطرح انسحاب القوات الأمريكية من العراق واحلال قوات اقليمية مكانها، إيرانية وتركية وغيرها من دون أن تجد تأييداً لهذه المبادرة، علماً بأن مجلس الأمن الدولي كان طالب ببرمجة انسحاب القوات المتعددة الجنسية من العراق.
سوريا تريد إقراراً دولياً بنفوذها ومصالحها، في العراق ولبنان، وفي المفاوضات العربية “الإسرائيلية” قبيل انعقاد لقاء الخريف، المختلف على تسميته وأهدافه وعنوانه، والسعودية تريد استقرار العراق، وعدم تغليب فئة على أخرى، ما يؤثر سلباً في استقرار الجزيرة العربية.أما جامعة الدول العربية فهي الحاضر، الغائب، بحكم ما لحق بها من إضعاف وتجاهل، كانت الفرصة مؤاتية لحضور عربي فاعل، بيد أن الواقع يدحض الآمال العريضة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
عراقيو المطارات والبحار
جمعة اللامي
الخليج الامارات
من بين الكتب التي أعود اليها بين الحين والحين، كتاب للبروفيسور الإيراني داريوش شايفان، عنوانه “النفس المبتورة - هاجس الغرب في مجتمعاتنا”.مطلع شهر يوليو/ تموز الماضي اخترت عدة عناوين لترافقني في إجازتي السنوية، كان من بينها كتاب البروفيسور شايفان، الذي عمل أستاذاً للدراسات الهندية والفلسفة المقارنة بجامعة طهران، ذات يوم.وبينما أنا منغمر في أحد فصول الكتاب، وصلتني رقعة صغيرة من أبي علي حسن الماجدي، يقول فيها: “الحق صاحبك المتروك تحول الى إنسان طائر بين عدد من المطارات العربية”.كان الماجدي واضحاً، وصريحاً ايضاً: “هذا هو حال صاحبك، المتروك، إنه معلق بالسماء الآن، بين أكثر من مطار عربي، لأنه غير مرغوب به، في غير بلد عربي”.سألت الماجدي “تقصد انه لم يمنح تأشيرة دخول؟”أجاب الماجدي: “نعم، هو كذلك”.هونت على نفسي، وقلت: وماذا يهم الشاة بعد سلخها؟ وهل يتأذى القتيل غرقاً، إذا ما دفع أحدهم بجسده مرة أخرى الى حوض أسيد؟وماذا؟وماذا جرى لنا بحق السماء؟ أيعقل أن حكومات عربية، لها إعلامها العابر للقارات والكواكب، وجيوشها النظامية، وميليشياتها الثقافية والاقتصادية، وأجهزة أمنها المتعددة الأغراض والاختصاصات، تخاف من مواطن عربي، هو أحد خلق الله التعبانين، ونفر من قبيلة أهل الرأي العرب؟لماذا هذا الخوف العربي، من الأفق الى الأفق، من قول كلمة الحق، وإشاعة ثقافة حرية الضمير، وإعلانه الانشقاق عن الباطل، والخديعة، والمكر، وسيطرة الدانق على رؤوس الكبار وأفئدتهم، قبل الصغار؟وكانت الأسئلة تترى، ولم يقطعها سوى نداء بعيد من الماجدي “أيها الكاتب، ان بلداناً أخرى، غير عربية، سترحب بالمتروك، لأنها تحترم ثقافة الاختلاف، وتعتقد أن العقل هبة ربانية، لا يقف ضده إلا من تنازل عن حريته، وارتضى أن يكون “برغي” في ماكينة سياسية، اجتماعية، ثقافية، عفى عليها الزمن”.كثيرون يرون في غريب المتروك، كما في أي من مخلوقاتنا الروائية، وشخصياتنا الشعرية، إنساناً نظيفاً وساطعاً، وشفافاً، وعند عين الأمانة المطلقة.بيد أن غيرهم يرون فيه، وفيهم، ذواتاً منشقة على “ثقافة القطيع”.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
دول الجوار.. المشاكل والحلول
حمزة مصطفى
الملف برس
إذن انعقد أخيرا مؤتمر اسطنبول لدول الجوار العراقي . وقبله بفترة قصيرة كان مؤتمر آخر في الكويت , وقبل الكويت كان هناك مؤتمر آخر في طهران وشرم الشيخ وتدور دائرة المؤتمرات التي تبحث في الشأن العراقي من حيث الأمن والاعمار. وفي المحصلة النهائية فلا أمن من دول الجوار وغير دول الجوار ولا اعمار.
مع ذلك فإن مسؤولينا وسياسيينا الموزعين , طبقا لمبدأ المحاصصة , على دول الجوار التي تحولت عواصمها وفضائياتها وصحفها الى منابر لا يحلو لنا التنابز بالألقاب الا من خلالها، يرون أن المشاكل تأتي من بعض دول الجوار بينما تأتي الحلول من دول أخرى وبالعكس . بمعنى ان من يرى منهم ان العاصمة الفلانية هي اأم المشاكل يرى آخر أن تلك العاصمة ام الحلول .
ومادمنا في حكاية الأمن والامان فإن ما حصل لا دور لأحد فيه سوى مجالس الصحوات العشائرية ،وفي المقدمة منها صحوة الأنبار التي ايقظت الجميع الى حقائق مرة . فالقاعدة لم تتمكن لا القوات الاميركية والتي معها من متعددة الجنسيات ولا قواتنا الوطنية متعددة الطوائف والولاءات من دحرها لولا مجالس الصحوة . والمليشيات المسلحة وتحت أي مسمى او غطاء اتخذت فإنه لولا ما حصل هناك غربا ما كان يمكن ان يحصل شرقا وجنوبا . ليس هذا فقط فإن بعض المتحاربين تعبوا من الحرب او اكتشفوا انهم جميعا تحولوا الى مهجّرين داخل الوطن ينتظرون متى ( يقلق ) عليهم بان كي مون او نازحين خارج الوطن ينتظرون زيارة ميمونة من سعادة السفير عادل إمام !!
هذا على صعيد الأمان , اما على صعيد الاعمار فإنها تشبه حكاية ديوننا التي يوميا يبشرنا مسؤول ،وعادة ما يكون رفيع المستوى ان الدولة الفلانية او النادي الفلاني قرر ( شطب ) كذا مليار من هذه الديون . والمحصلة حتى الآن ان الدولار بدأ يهبط وبينما الدينار لا يرتفع . فالأسعار هي اسعارالصعود لا اسعار الهبوط .
مع ذلك فإننا لا نريد التشكيك بالنوايا التي هي نوايا حسنة وتريد ان تعمل . لكن المشكلة التي تحكم السادة المسؤولين هي ازمة الثقة العميقة التي جعلت خطابنا بين الأمم والشعوب متعدد المذاهب والطوائف والولاءات مع ان جميع المتحدثين لا يحلوا لهم سوى الحديث عن الوطن والوطنية من حكومة وحدة وطنية الى مصالحة وطنية الى مصاهرة وطنية الى .. الى .. وسأستميح السادة المسؤولين عذرا بأن أضيف من عندي .. فساد وطني , ونقص خدمات وطنية وحرب طائفية وطنية. ودول جوار وطنية طالما ان مشاكلنا تأتي منهم والحلول ايضا . وآخر ما حصل في اسطنبول .. فعلى سبيل المثال تهددنا تركيا باجتياح ارضنا بسبب عناصر متخفية في اعالي الجبال ،في وقت يعلم فيه السادة المسؤولين الاتراك أن قواتنا الوطنية واصدقاءنا الاميركان -وهم بالمناسبة السعيدة اصدقاء مشتركون لنا ولهم- مازالوا غير قادرين على حماية بعض احياء بغداد التي كانت راقية والتي كان بمقدورك ان تسمع فيها صوت الإبرة لشدة هدوئها .. فكيف يريدوننا ان نذهب الى اعالي جبال قنديل ونحن مازلنا لا نستطيع التبختر عصرا في حي الجامعة مثلا او شارع الأميرات او أبي نواس حتى لمن تحميه شركة بلاك ووتر بجلالة قدرها ؟!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
العراق ودول الجوار.. المعادلة الصعبة
د.رنا خالد
البيان الامارات
لم يكن مؤتمر دول جوار العراق في اسطنبول سوى صفحة من صفحات ذلك الملف الشائك والحرج الذي ربط العراق بجواره الإقليمي الصعب المزاج... وفي هذا المؤتمر السابق الذكر الذي عقد مؤخرا واجهت كل من الحكومة العراقية في بغداد وحكومة إقليم كردستان ووزيرة الخارجية الأميركية تلك الحمم البركانية المتفجرة من جوانب العراق الأربعة. تركيا لم تستطع أن تزحزح غيوم أزمة حزب العمال الكردستاني عن أن تمطر على مؤتمر جوار العراق والمشاركين فيه وظلت الأجواء ملبدة وظهرت بوضوح من خلال تجهم أردوغان الذي لم يفارق ملامح وجهه أو ملامح تصريحاته حتى ان ابتسامة الوزيرة رايس بدت نشازا في حوار ساخن واتهامات من جانب الحكومة التركية للجانب الأميركي بأنه مسؤول عن وصول الوضع في العراق إلى أقصى الطرق المسدودة. التحول الخطير الذي ميز مؤتمر جوار العراق الأخير هو أن البيان الختامي طالب بضرورة وضع حد للمنظمات الإرهابية التي صار العراق القاعدة الأساسية لها في حين أن المؤتمرات الماضية كانت تطالب دول الجوار بوضع حد للمنظمات التي تجعل من أراضيها قاعدة للانطلاق وتهديد أمن وسيادة العراق. هذا التطور هو في الواقع دليل عملي على أن كلاً من الولايات المتحدة والحكومة العراقية قد فشلتا في إحداث أي تقدم في الملف الأمني العراقي وبالتالي فإن معادلة الجوار والعراق والأمن قد انتهت إلى أن جميع الأطراف غير مرضية وغير كفؤة في مساعدة العراق. ورغم تعهدات الحكومة العراقية بغلق مكاتب حزب العمال الكردستاني. من جانبها أعلنت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية، أن حزب العمال الكردستاني عدو مشترك لكل من تركيا والعراق والولايات المتحدة، وتعهدت رايس بأن تكثف بلادها الجهود للمساعدة في التصدي لأنشطة المتمردين الأكراد. وقد تصدر هذا الموضوع محادثات رايس في اسطنبول مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عشية الاجتماع الإقليمي بشأن العراق. وكانت رايس التقت في أنقرة بالرئيس التركي عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية علي باباجان في محاولة لإقناع الحكومة التركية بالتخلي عن خيار العمل العسكري. وفي مؤتمرها الصحافي المشترك مع نظيرها التركي علي باباجان قالت رايس إن «الولايات المتحدة تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية وأن عملياته تضر باستقرار العراق وتمثل مشكلة لأمن الولايات المتحدة وتركيا». لكنها جددت التأكيد على رفض بلادها لشن تركيا عملية عسكرية في شمال العراق. عموما كلمات الحكومة العراقية وتعهدات الراعي الأميركي لم تنجح في إخماد إصرار تركيا على تفعيل العمل العسكري للتخلص من قضية حزب العمال الكردستاني بل وان قيام الحكومة العراقية بغلق الأحزاب المساندة لحزب العمال الكردستاني على شاكلة حزب الحل الديمقراطي. هذه الخطوة لم ترض تركيا بل وحتى تصريحات علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية، والذي تعهد أن تقوم الحكومة العراقية باعتقال زعماء حزب العمال الكردستاني الناشطين في المناطق الجبلية الوعرة في كردستان العراق. حيث إن الجميع يعرف قدرات الحكومة العراقية والجميع يعي عجزها حتى ان تعتقل اللصوص وقطاع الطرق في نفس بغداد العاصمة فكيف ستقوم باعتقال زعماء متمرسين على القتال والمناورة في مجاهل المنطقة الجبلية. مشهد تركيا في مؤتمر دول الجوار لم يكن هو المشهد الوحيد حيث إن جيران العراق العرب كانوا حاضرين أيضاً بصوت خافت استمع جيدا لجميع الآراء ومل من التفرج على بلد عربي كبير كان هو من يضبط إيقاعات النشاز الإقليمي وكان رقما عسيرا في المعادلة الإقليمية والدولية، الدول العربية المشاركة انتهزت فرصة المؤتمر للبحث في قضايا ربما كان فيها الصوت العربي أوضح، ومن أبرز تلك القضايا كانت القضية اللبنانية ومؤتمر أنابوليس المقرر عقده لبحث السلام في الشرق الوسط.. أما جار العراق الشرقي والذي جلست رايس والطاقم الأميركي معه تحت سقف واحد على مضض، هذا الفاعل الإقليمي أكد على لسان مندوبه إلى مؤتمر جوار العراق وزير خارجية إيران (منو شهر متكي) أهمية حفظ الأمن والاستقرار في العراق ونوه إلى ان الولايات المتحدة تتحمل الجزء الأكبر في الفوضى العارمة واقترح ان تنسحب القوات الأميركية من العراق وان تحل قوات إيرانية وعربية مشتركة لسد الفراغ. الواقع ان إيران أرادت ان تجعل الولايات المتحدة تلتهم نفس السم الذي سبق أن أعدته للوصول إلى المنطقة العربية وفرض هيمنتها فسياسة ملء الفراغ هي ذات المشروع الأميركي الذي أعلنه كارتر مطلع السبعينات من القرن المنصرم كوسيلة لحفظ الأمن والهيمنة بعد ان تنسحب القوات البريطانية من الخليج العربي. تصريحات متكي قوبلت بسخط أميركي معتاد واعتراض عربي وصمت من الحكومة العراقية لا اعرف إن كان بذلك يشبه صمت الحملان. أم هو صمت من أضاع صوته الوطني والعربي ولم تعد لكنته ولا ملامحه واضحة شرقية أم غربية. عموما مشاهد مؤتمر جوار العراق متعددة واقطاب الجوار صاروا مستنفرين مما يجري في وادي الرافدين الا ان النقطة الجوهرية التي يجب ان تلفت النظر هو ان مؤتمر اسطنبول أو تلك المؤتمرات المشابهة في الواقع كانت لقاءات مهمة من حيث إنها تجمع لأطراف مختلفة قلما يجتمعون تحت سقف واحد وكذلك ان هناك وضوحا في رؤية تجتمع عليها كافة الدول المجاورة للعراق.. بالمقابل فان هناك انعداما لوجود برنامج عمل محدد تسير على أساسه الأطراف لحل قضايا العراق الإقليمية.
وكان الجميع صار يطالب من العراق في حين ان الواقع هو ان دول الجوار العراقي تحمل في يدها نصف الحل العملي لقضايا الأمن الاستقرار في العراق. ورغم ذلك فان هذه الدول تطالب الحكومة العراقية بإيجاد الحلول وهي تدرك جيدا ان الحكومة العراقية عاجزة حتى عن حل أزماتها الداخلية واكتساب ثقة فصائلها وأطيافها. من جهته فان الراعي الأميركي بات اليوم يؤدي استراتيجية جديدة في العراق مفادها ان تقوم القوات الأميركية بأقل ما يمكن من الأدوار عملياتيا وذلك لان حركتها صارت تعني ازدياد الخطر المحدق فيها. وبالتالي فان المطلوب هو البقاء في العراق بأقل ما يمكن من الخسائر إلى أن تجد الإدارة الأميركية الوقت المناسب والطريقة المناسبة للخروج وبالتالي يجب أن تظل خلافات الجوار مؤجلة إلى أقصى مدى ممكن وهذا ما دعا رايس إلى ان تقوم بدور المطمئن والمهدئ لانفعالات الجوار العراقي. تركيا وإيران والجوار العربي سوريا والأردن والسعودية والكويت وحتى الجوار العربي المحيط مصر ولبنان بالإضافة إلى الولايات المتحدة كل تلك الأطراف باتت تشكل حلقة مفرغة تدور فيها قضايا العراق الأمنية والسياسية وهذه الحلقة المفرغة باتت تضيق يوما بعد الآخر ضاغطة باتجاه نقطة واحدة هي العراق وما صار عليه حال هذا البلد. هل سيقود هذا الضغط إلى الإسراع في ضبط إيقاعات هذا البلد ليعود زمام الأمور لصالحه أم أن هذا الضغط سيقود إلى براكين وحمم أضرارها قد تحطم واقع ومستقبل العراق، ولن تكتفي تلك الحمم بأن تصل إلى الجوار بل إن ابعد نقاط منطقة الشرق الأوسط سيطالها الضرر
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
قشّة تركيا وبعير الأكراد
اسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين
من النكات المعروفة التي يتداولها العراقيون عن الجهل البيئي وغيره من انواع الجهل، ولا مثلبة على احد في جهل من دون قصد، أن اسدا زأر فجأة عند اطراف قرية كردية فأرعب القوم بزئيره (العجيب الغريب) الذي لم يجد حكيم القرية تفسيرا له غير ان هذا (الكائن) قد ابتلع طائرة مازال محركها شغالا في جوفه وتحاول الخروج. *** عجالة التطورات المحيطة بشمال العراق مردّها ومآلها بطلان كل مسوّغات الاحتلال، شرعية واخلاقية، التي حمت منذ (1991) حاضنة شمالية وحاضنة جنوبية لتجار الحروب وميليشياتهم التي (ابدعت) في زعزعة امن البلد تحت شعارات اثبتت الأيام، وبالسلوك الموثق، فراغها عن كيانات ربطت مصيرها بمصير من احتل البلد، تنسخ عنه كل
سلوكياته اجنبيا جاهلا بتاريخ الشعب العراقي، كما تنسخ ببغاوية مضحكة رؤى المحتل عن المنطقة عموما والعراق خصوصا. ولأن النسخ الببغاوي يأخذ اصحابه بعيدا عن واقع الشعوب، فيظنون انهم وصلوا (الذرا) وهم على حضيض لا يرون عليه احدا غيرهم، فقد تهيأت لهم (القدرة) على تغيير اجيال، ومصادرة اجيال، من البشر وقعت مصادفة تحت مرمى نيران اسلحتهم، وعلى مقربة من جيوبهم المتخمة بالسحت الحرام من اموال شعب مغتصبة بقوة السلاح، لذا حلّق بهم جنون العظمة نحو آفاق مغلقة خانقة لمن يدّعون انهم يمثلونهم زورا، وكأن (أمّا) حمقاء تخنق (طفلها) الوليد في حضنها (حبّا به). هددّوا وتوعدوا دول الجوار بنسخ تجربتهم في التواطؤ لاحتلال بلدهم من خلال ميليشيات مستوردة منها، مستضافة على حساب حماقة الجاهل الأول: الاحتلال، ومن لقمة عيش الشعب العراقي. فبتنا نرى ونسمع الميليشيات المسلحة التركية والايرانية تتصرف على اراضينا تصرف (المالك وصاحب البيت)، وهذه تمثل (شرق مملكة كردستان) فيما تمثل الأخرى غربها، وكأن كردستان دولة عظمى تمتد من جنوب بغداد ــ حقا!؟ ــ الى جنوب ارمينيا كما توثق خريطة ثقافة الشرخ الأوسخ الجديد التي رسمتها فوضى (كوندي) الخلاقة. وعندما هدرت بضعة دبابات تركية قرب حدودنا الشمالية، تعالى صراخ ببغاوات الاحتلال هناك عن (سيادة عراقية) انتهكوها قبل غيرهم، وعن وجود (حكومة عراقية) تعالوا على علمها وما عادوا يرفعون غير علم حاضنتهم الصفراء، واستنجدوا بمن اعلنوا مرارا انهم لايخضعون لتوجيهاتهم وأوامرهم في ذات البناية التي خصصتها قوات الاحتلال لمن سوّدوا وجوههم بدخان الدبابات الغازية التي قدموا معها لاحتلال العراق، وبلغ العتب عتبات الجامعة (العربية الشوفينية) التي اعلنوا انهم عضو غير عربي فيها. وصار تلميع الأحذية التركية (عقلانية) والانحناء للأتراك الغاضبين (واجبا وطنيا). وانفرط عقد نظرية (الكردايتي)، المناظرة (للقومجية) العربية والعثمنة والفارسية، وطالب (زعماء) الميليشيات الكردية العراقية ضيوفهم الأتراك المسلحين (بالكف عن هراء السلاح في زمن ولى فيه عهد جيفارا) كما تفضل ناصحا (جلال الطالباني)، ودان (مسعود) قتل الجنود الأتراك من قبل مسلّحي الجناح الشرقي لمملكته الصفراء، لعل غلواء تركيا يفتر قليلا فلا تجتاح معسكرات ضيوف (الكردايتي) الذين يمثلون شرق وغرب المملكة الموعودة في شرق اوسط جديد : سيأتي ــ بالمشمش ــ على شكل رزمة بريد جميلة مغلّفة بالأشرطة الملوّنة. حسنا. ها هي ايران تحشد بدورها لاجتياح قد يتزامن مع الاجتياح التركي، وها هي تركيا تعلن انها هي من يقرر متى وأين ستجتاح شمال العراق وليس حماة حواضن الشرق الأوسخ الجديد في (واشنطن)، واذا ما حصل هذا حقا فخبر الجناحين الشرقي والغربي (لمملكة كردستان) سيحال الى موقع (كان)، وخبر الرأس الكردي العراقي سينتقل الى موقع (فعل ماض)، وتبقى ريشات (الذيل) مهلوسة منتوفة في غرفة ما من غرف انعاش المراعي الخضراء، وربما في متحف الحروب العنصرية. الضحية الوحيدة التي لم ترتكب ذنبا هي: بسطاء الأكراد، الذين تحولوا الى كرة مشتعلة تتبادلها اقدام تجار حروب من اكراد العراق، بلغت ميزانيات احزابهم وارصدتهم الشخصية المليارات من الدولارات المنهوبة من اموال العراقيين عربا واكرادا وتركمانا ومن كل القوميات الأخرى، وهم بفضل تلك الأموال المسروقة وفضل تعدد الجنسيات وجوازات السفر اوّل من ينجو، دائما، من كوارث الحروب التي يشعلونها، لأنهم مازالوا مؤمنين عن (ذكاء) خارق للعادة والمألوف يظن ان اسد الواقع، في بعده التأريخي الانساني، قد ابتلع طائرة جاءت لتنقذهم، مازال محركها شغّالا في مستنقع الغباء التأريخي الموثق. بضع دبابات تركية غيّرت حالة (الأبوّة) الكردية العراقية لأكراد اتراك وايرانيين، وجعلتها تمشي على رأسها وتحاور دول الجوار بقدميها. ترى كيف اذا اجتمعت دبابات، من كل الجهات، لا تعير اهتماما لطائرة إنقاذ لا وجود لها في مطار اوهام جهلة؟!

ليست هناك تعليقات: