Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الخميس، 28 فبراير 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 27-02-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
هل هي فترة توقف مؤقت في العراق؟
ويليام أركين
واشنطن بوست
أخذت «مرحلة التوقف المؤقت» في العراق الصبغة الرسمية الآن، وحلت محل عملية زيادة القوات الأمريكية المعروفة باسم «التجييش». وبمجرد سحب خمسة ألوية أو يزيد من العراق في الصيف المقبل، يبدو أن عددا كبيرا من قادة الدفاع يعتقدون أن يلي ذلك فترة من تعزيز القوات الأمريكية المتبقية في العراق وإعادة تنظيمها. وهذه الفترة سوف تقودنا إلى الانتخابات العامة، حيث من غير المحتمل حدوث أي تغيير كبير في العراق خلال هذا الوقت.
إن عملية التوقف المؤقت لها مغزاها، هذا إذا سمح للرئيس أو الرئيسة الجديدة أن يصنع سياساته أو تصنع سياساتها للمستقبل بغض النظر عن وعوده أو وعودها التي قطعها على نفسه خلال الحملة الانتخابية.
لكن، لنحذر: إن هذا الطريق إلى التوقف المؤقت في العراق مطروق منذ فترة ليست بالقصيرة، وهناك كثيرون في مؤسستي الدفاع والجيش ممن يعتقدون أن الولايات المتحدة بحاجة إلى البقاء في العراق لفترة طويلة أصبحوا يشيرون إلى بعض الأعمال التي من شأنها أن تقيد أيدي الرئيس الأمريكي المقبل. وهذه ليست مؤامرة لإنشاء قواعد دائمة في العراق، لأن الأمور التي بدأت تتكشف تبدو أكثر مكرا.
يقول قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس الآن أنه لمن الحكمة بل والعقل أن نتوقف قليلا عندما تعود القوات الأمريكية الإضافية خلال الصيف الحالي. يضيف بترايوس في مقابلة صحفية مع جريدة «أرمي تايمز» أما توافق الآراء الحالي، فهو أنك عندما تسحب ما يزيد عن ربع قواتك القتالية- وهو تحديدا ربع فرق الألوية المقاتلة بالإضافة إلى كتيبتين من مشاة البحرية الأمريكية ووحدة تشهيلات- أي أنه من الحكمة بمكان أن تكون هناك فترة لتعزيز القوات وربما لإجراء بعض التعديلات والتقييم قبل القيام بأي خفض جديد للقوات.
ومع تركز الأنظار على عدد القوات المتمركزون فعليا في العراق، يمكن القول بأن أحد السبل التي ستسمح بسحب المزيد من القوات يتمثل في نقل البعثات والمهام إلى دول الخليج الأخرى، وهذه عملية قد بدأت بالفعل. ففي الكويت على سبيل المثال، بدأ الجيش الأمريكي في وضع اللمسات النهائية على قيادة دائمة للقوات البرية للعراق وللمنطقة ككل، وهي قيادة قادرة على أن تصبح مركزا لطيف كامل من العمليات في 27 دولة في منطقة جنوب غرب آسيا والشرق الأوسط.
أما الوحدات التي سيكون لها قيادة إقليمية جديدة في الكويت، فهي القيادة اللوجستية على مستوى مسرح العمليات، قيادة اتصالات، ولواء المخابرات العسكرية، ومجموعة الشؤون المدنية وقيادة طبية. قال الجنرال جيمس لافلانس في طبعة الشرق الأوسط من «مجلة ستارز آند سترايبس،« إن هذه القيادات الجديدة تولت الآن مسؤولية دائمة عن هذا المسرح.» وأضاف، «سيكون لها وجود دائم هنا.»
وفي الوقت نفسه، أنشأت القوات الجوية والقوات البحرية قواعد دائمة إضافية في البحرين وفي دولة الإمارات العربية المتحدة وفي قطر. وعندما أقول أنها أنشأت قواعد دائمة فإنني أعني بذلك وجود مقار قيادة أمريكية ووجود أمريكي قوي ومستمر، من خلال مجموعة من أنشطة التحالف، واتفاقيات ثنائية طولية الأجل، فضلا عن السرية الرسمية. لقد أنفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات على البنى الأساسية الأمريكية في هذه الدول.
عندما لاحت في الأفق نذر الحرب مع إيران، وبدت الحرب العالمية الثالثة تحظى بالاهتمام في إدارة الرئيس بوش، كانت النظرة السائدة إلى هذه القواعد بأنها تمثل حشدا للقوات استعدادا للحرب المقبلة. لقد بدأ هذا الحشد في واقع الأمر منذ عقود مضت، لكن ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر انصب التركيز بوجه خاص على دعم القوات الأمريكية في العراق وفي أفغانستان. نعم إيران موجودة في هذه المنطقة، لكن تفسير رفع الأعلام الأمريكية وتحريك قطع الشطرنج على أنه يستهدف إيران هو إغفال لحقيقة ما يجري حاليا.
بغض النظر عن من هو الرئيس المقبل للولايات المتحدة، سوف يقل عدد القوات الامريكية المقاتلة في العراق باستمرار وسيركز عدد محدود من الألوية المقاتلة في العراق على مكافحة الإرهاب ومهمة تدريب وتثقيف قوات الجيش و الشرطة العراقية. إن معظم العمليات الحربية التي تتم حاليا يتم دعمها من الكويت ومن مواقع أخرى، كما أن التحولات الحالية تبدو وكأنها تشير إلى نية الإدارة الأمريكية سحب المزيد من المهام والأشخاص بعيدا عن الضرر.
بالطبع لن تكون القوات الأمريكية بعيدة عن الضرر على الإطلاق، لأن الوجود العسكري الأمريكي الدائم في المنطقة يجلب معه الكثير من المخاطر فضلا عن الاستفزازات. لكن الأهم من ذلك هو أن ما يجلبه ذلك الوجود الأمريكي للرئيس المقبل هو أمر واقع:
فهناك فترة توقف تسهل عملية خفض في أعداد القوات الأمريكية لكنها تبدو وكأنها استمرارا لنفس السياسة العسكرية والاستراتيجية المتبعة في الوقت الحالي، حتى وإن كان ذلك في وقت تزداد فيه التساؤلات والشكوك حول ما إذا كانت هذه وسيلة فعالة لمكافحة الإرهاب.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
قراءة في التوغل التركي والدعم الأمريكي له
محمد نور الدين
اخبار العرب الاماراتية
استمرت العملية العسكرية التركية البرية (شمس ) ضد قواعد حزب العمال الكردستاني، التي بدأت فجر الجمعة الماضي، مع تباين في احتمالات التوغل التركي، وما إذا كان سيلامس حدود جبال قنديل، المعقل الرئيسي لقوات الحزب. وذكرت صحيفة )ميللييت(، أمس ، إن الجيش التركي يخطط للسيطرة على المعسكرات والقواعد الواقعة بين منطقة حاكورك وسفوح جبال قنديل، وفي حال نجح في ذلك فإن القسم الأكبر من جبال قنديل سيقع تحت الحصار، وتنكسر بنسبة كبيرة قدرة حزب العمال على الحركة. وأوضحت الصحيفة أن القوات التركية توغلت من الحدود عند حقاري مسافة 20 كيلومتراً في الداخل العراقي، والى مناطق قريبة جدا من الحدود الإيرانية، فيما كان حزب العمال الكردستاني يهدد بنقل المواجهات إلى الداخل مع استمرار تصديه للقوات المهاجمة، في ما يبدو أن الهجوم لن يعرف نهاية وشيكة له. في هذا الوقت، أدانت سلطات إقليم كردستان شمالي العراق الهجوم التركي، مشددة، في بيان، على أن الحل يكون بمفاوضات رباعية تشارك فيها واشنطن وأنقرة وأربيل وبغداد. أما (رئيس ) الإقليم مسعود البرزاني فاتهم أنقرة بأنها لا تستهدف حزب الزعيم الكردي عبد الله أوجلان فقط، بل إقليم كردستان، وإلا فلماذا استهداف الجسور التي يستخدمها المدنيون الأكراد فقط. وقال إن منطقة كردستان ليست ساحة لتصادم القوات التركية مع حزب العمال، محذراً من أن أي تعرض للمدنيين سيواجه من الأكراد العراقيين بمقاومة شاملة. وعرضت (ميللييت) لتوقعات السلطات التركية من وراء العمليات العسكرية المتواصلة ضد حزب أوجلان. فأشارت إلى أن التوغلات التركية الكبيرة في شمال العراق منذ مطلع التسعينيات أسفرت عن نتائج مهمة على مراحل لصالح أنقرة، فخطاب حزب العمال الكردستاني شهد تحولات من المطالبة بدولة كردية مستقلة في جنوب شرق الأناضول إلى حصر المطالب بجمهورية تركية ديموقراطية، ووصف المطالب ب)الثقافية( و)الحل ضمن وحدة التراب(، وإن عادت إلى نغمة )الحكم الذاتي( عند تغير بعض الظروف. وعلى الصعيد العسكري كان من نتائج العمليات العسكرية خسارة حزب العمال لقواعد اَمنة داخل تركيا وعلى الحدود مع العراق، واضطراره إلى الانعزال في منطقة جبل قنديل والهرب أحيانا إلى إيران. واعتبرت الصحيفة انه إذا كانت القوة المسلحة لا تنهي بمفردها تماما حزب اوجلان، فإنه لا يمكن تعطيل أو التخفيف من قدرة الحزب العسكرية من دون اللجوء إلى القوة العسكرية. وترى صحيفة (راديكال) أن تركيا أعدت جيداً، كما للعمليات الجوية السابقة كذلك للعملية البرية الأولى، المناخ الدولي، بدليل عدم اعتراض احد عليها، من أميركا إلى الاتحاد الأوروبي وحتى بغداد وقيادة أكراد شمال العراق التي كانت ردود فعلها متفهمة ومعتدلة. مع ذلك تقول الصحيفة انه يجب الأخذ في الاعتبار العديد من الملاحظات ومنها: إن كل عملية عسكرية لها ديناميتها الخاصة، والأهم هنا عدم تعريض المدنيين لأي أذى قد ينقلب على تركيا، والثاني تجنّب الاصطدام بأية قوات عسكرية غير حزب العمال مثل البشمركة، وعندها يمكن للقيادة الكردية أن تدّعي أن الهدف من العملية هو أكراد العراق وليس حزب اوجلان، وحينها لن يبقى الدعم الأميركي ولا العراقي ولا الكردي لأنقرة غير مشروط كما هو الاَن. وتوضح الصحيفة أن الاعتبار الثالث هو احتمال توسع العملية في الزمان والمكان، وارتباط ذلك بالظروف الميدانية والمناخية، وما قد ينعكس سلباً على إعلان تركيا السابق أن العملية ستكون محدودة وأن هدفها، الذي أعلنته رئاسة الأركان، هو منع تحويل المنطقة إلى قاعدة اَمنة للإرهابيين.
إن اعتداد أنقرة بنفسها تضاعف في الاَونة الأخيرة مع مساعدة واشنطن الاستخباراتية، لكن الخطورة ألا تتحقق هذه الأهداف فتتأذى صورة الجيش التركي، كما تصبح أكثر صعوبة معاودة الكرّة في المستقبل. وتذكّر الصحيفة انه لا يجب في خضم المعركة العسكرية تناسي قضية الهوية الكردية التي تتجاوز النصر العسكري على حزب العمال الكردستاني، لكن هذا النصر يسهّل مهمة أنقرة في إطلاق مبادرات سياسية واجتماعية وثقافية، وعندها فقط يمكن القول ما إذا كانت العمليات العسكرية نجحت أم لا. ويرى ألتان اويمين، الرئيس السابق لحزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض ، إن الدعم الأميركي للعملية العسكرية يأتي في إطار إعادة الاعتبار لتحالفات واشنطن السابقة، ومنها مع أنقرة، في إطار سياسة اميركية جديدة تستعد للانسحاب من العراق، واستخدام القواعد في تركيا من اجل استمرار مراقبة العراق، وهذا طبيعي في العلاقات الدولية التي تتحرك باسم المصالح وليس باسم الصداقة والأخوة والإنسانية. ويقول اويمين إن هذا يتطلب إقامة توازن بين تركيا وأكراد شمال العراق، وبالتالي تحويل الحدود بين البلدين إلى حدود سلام بدلا من حدود تهديد، وفي حال النجاح في ذلك تكون العلاقات التركية الاميركية عادت إلى صفتها الاستراتيجية. لكنه، يتساءل، هل سينسحب ذلك على التعاون بانسجام مع المصالح الاميركية في ملفات أخرى مثل إيران وروسيا وأرمينيا؟ ويذكّر اويمين انه يجب ألا يغيب عن البال أن الحرب على الإرهاب تدبير دفاعي، والأهم بعد ذلك اتخاذ إجراءات لحل المشكلة الكردية في الداخل، محذراً من محاولات حزب (العدالة والتنمية)الحاكم من استغلال العملية العسكرية لتمرير قرارات سياسية في الداخل مثل توقيع رئيس الجمهورية عبد الله غول عشية بدء العملية العسكرية على تعديل السماح بالحجاب في الجامعات. ولا يستبعد بعض المحللين الأتراك صلة )الكرم( الأميركي على أنقرة باحتمال زيادة تركيا عديد جنودها في أفغانستان، التي تعاني من تمنع الدول المشاركة في القوات الدولية هناك من إرسال المزيد. ويربط العديد من المحللين بين العملية العسكرية ودعوة الرئيس التركي عبد الله غول لنظيره العراقي جلال الطالباني لزيارة أنقرة، إذ هي خطوة على طريق تحرر تركيا من العقدة الكردية، لكن البعض الاَخر ربط بينها وبين ما شاع عن اتفاق رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان مع الرئيس الأميركي جورج بوش من مبادرة أنقرة إلى بدء التطبيع، ولاحقاً الاعتراف، بحكومة إقليم كردستان.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
فتش عن النفط.. ثم حارب
صلاح الدين حافظ
الدستور الاردنية
لابساً مسوح الرهبان ، متقمصاً شخصية بابا نويل ، حاملاً الهدايا الكلامية المغرية ، اختتم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن الأسبوع الماضي ، جولته الإفريقية الثانية التي زار خلالها خمس دول أفريقية.. في كل دولة زارها كان بوش يؤكد في خطبه العامة ، أنه جاء لمساعدة الإفريقيين في مكافحة الفقر والايدز ، محاولا إكساب زياراته وجهاً إنسانيا حانياً ، ربما يزيح عن بلاده تهمة الاستغلال والهيمنة والغزو والاحتلال ، التي ذاعت وانتشرت ، خصوصا بعد احتلال أفغانستان والعراق .. لكن الوجه الإنساني لم يخف الوجه القبيح للاستعمار الجديد ، إذ أن بوش لم يذهب إلى أفريقيا قبل شهور من انتهاء ولايته الرئاسية ، ليساعد و ينصح ويعاون فقراء أفريقيا ، ولكنه ذهب بحثاً عن حماية مصالح بلاده الإستراتيجية ، وعملا على نسج شبكة علاقات وتحالفات تربط الدول الأفريقية ، التي تعاني من التخلف والفقر والمرض ، فضلا عن الصراعات القبلية والعسكرية التي تهددها ، بل وتمزق دولا مثل كينيا وتشاد والسودان والصومال والكونجو ورواندا ... الخ.
ولا بد هنا من لفت النظر إلى أن الرئيس الأمريكي قد استبق جولته الأفريقية ، بزيارات للسعودية وبعض دول الخليج العربية ، ونظن أن الهدف كان واحداً في الجولتين .. تأكيد أمن النفط العربي والأفريقي من ناحية ، وتجنيد الحلفاء معه لمحاربة الإرهاب ، أي باختصار نفط وأمن ... أي مصالح حيوية للإمبراطورية الأمريكية التي تملك أضخم اقتصاد وأكبر قوة عسكرية في العالم ، وهذا هو بالضبط منهج الدول الاستعمارية الأوروبية الكبرى ، التي سبق أن احتلت الدول العربية والأفريقية ، واستنزفت ثرواتها على مدى قرنين على الأقل،
فإذا ما أزحنا القناع المزيف عن "الوجه الإنساني" ، نقول إن الأهداف والمصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية هي محرك الاستراتيجيات وراسم خريطة التحركات والزيارات والعلاقات ، فأمريكا مثلها مثل أوروبا لا تحب العرب مثلا ، لكنها تستميت في تدعيم علاقاتها بدولهم خصوصا المحورية مثل مصر ، والنفطية مثل دول مجلس التعاون الخليجي ، فضلا عن سيطرتها على العراق صاحب أكبر مخزون نفطي في العالم . وحين ذهب بوش إلى الخليج ، كان قد زار إسرائيل أولا ، ليؤكد لها وللعالم وللعرب خصوصا ، أن التحالف الاستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي هو الأهم ويأتي في المرتبة الأولى ، وأن ضمان أمن إسرائيل مسئولية أمريكية في الأساس ، أما حكاية دعمه لقيام دولة فلسطينية إلى جوار إسرائيل ، فقد ثبت أنها خدعة ، لذر الرماد في العيون وتطييب الخواطر العربية ، تماما مثل خدعة الوجه الإنساني لزيارته لأفريقيا. باختصار ، ذهب بوش إلى الخليج ليضمن النفط والأمن في منطقة تهتز بالمخاوف والهواجس من تداعيات الحرب الأمريكية في العراق من ناحية ، ومن تصاعد القدرات العسكرية"وربما النووية"للجارة الكبرى إيران من ناحية أخرى ، وبالمثل ذهب بوش إلى أفريقيا ليضمن النفط والموارد الطبيعية الغنية خصوصا اليورانيوم وكذلك الأمن في قارة ملتهبة بالصراعات القبلية والعرقية والعسكرية.
إذن فما يسمى الوجه الإنساني لزيارة بوش لإفريقيا ، لم يكن إلا غطاءً لأهداف إستراتيجية أمريكية واضحة نحددها في الآتي:
1 - فرض الهيمنة الأمريكية على القارة السوداء ، بعد أن تنازعت النفوذ مع فرنسا ، تحت ستار تدعيم الأمن والاستقرار ونشر الديموقراطية ، رغم تحالفها ، كما في المنطقة العربية مع نظم استبدادية حاكمة.
2 - السيطرة على مخزون النفط القائم والقادم ، بعد أن أكدت الدراسات الغربية أن أمريكا ستستورد 25 في المائة من استهلاكها النفطي من أفريقيا بحلول عام ,2015
3 - مكافحة ما يسمى الإرهاب ، بعد أن أدعت السياسة الأمريكية انتشار الشبكات الإرهابية الإسلامية ، من دول الشمال الأفريقي ، خصوصا الجزائر والمغرب ، إلى دول أفريقيا الجنوبية.
4 - مواجهة الزحف الصيني الواسع على دول القارة الإفريقية ، خلال السنوات الأخيرة ، بحثاً عن واردات النفط ، وغزو الأسواق الكبيرة ، تحت رايات الصداقة والمساعدات الصينية غير المشروطة سياسيا أو عسكريا ، كما تفعل المساعدات الأمريكية.
5 - عزل الشمال الأفريقي العربي من مصر شرقاً إلى المغرب وموريتانيا غربا ، عن دول ما يسمى جنوب الصحراء ، تحت دعاوى كثيرة منها ما هو عنصري وطائفي ، ومنها ما هو سياسي وأمني. والحقيقة أن أمريكا تطبق هذه الأهداف الإستراتيجية في أفريقيا على مدى السنوات العشر الأخيرة ، دون صخب كذلك الذي صاحب تحركها في الشرق الأوسط ووسط آسيا ، خصوصا بعد غزوها لأفغانستان عام 2001 ، ثم غزوها واحتلالها العراق عام 2003 ، ونستشهد في ذلك بالنماذج المحدودة التالية ، ونبدأ بالتدخل الأمريكي الواضح في الأزمة السودانية ، الذي لعب دوراً بارزاً في حرب جنوب السودان ، كما لعب دوراً مؤثراً في دفع الخرطوم والحركة الشعبية لتوقيع اتفاق "نفاشا" للسلام ، الذي يمهد في رأينا لانفصال الجنوب بعد نحو ثلاث سنوات من الآن .. وها هو التدخل الأمريكي الواضح مصحوبا بالمساندة الأوروبية ، يلعب دوره التالي ، في مشكلة دارفور بغرب السودان الملتهبة الآن ، وإذا كانت للمشكلة جذورها ودوافعها المحلية ، فإن التدخل الأمريكي والأوروبي له دوافع أخرى ، تتعلق بثروة دارفور من المعادن ، خصوصا اليورانيوم ، ومن النفط بمخزونه الهائل ، وهكذا يصبح للتدخل الأمريكي قوة تأثير و "سيطرة" على مخزون النفط في جنوب السودان وفي غربه ، حتى يحرم الصين من استثماراتها النفطية الكبيرة في السودان.
أما النموذج الثاني لهذا التدخل الأمريكي المباشر ، فهو الذي حدث ويحدث في الصومال ، إذ بعد أن فشل الغزو الأمريكي للصومال باسم "حملة استعادة الأمل" ، في عهد الرئيس الأمريكي بوش الأب ، وما تبع ذلك من صخب سياسي هائل ، جاء التدخل الأمريكي الجديد في الصومال ، في عهد الرئيس بوش الابن ، أكثر حنكة وبطرق غير مباشرة ، وذلك بدفعه لأثيوبيا لغزو الصومال نيابة عنه ، ومحاربة "المحاكم الإسلامية" المتهمة بارتباطها بتنظيم القاعدة ، والنتيجة أن الصومال أصبح ممزقاً في صراعات قبلية وعسكرية ، وصار محتلا بقوات أثيوبية تحارب بأسلحة أمريكية، ومن خلال هذين النموذجين للتدخل الأمريكي في السودان والصومال ، ناهيك عن تشاد وغيرها من الدول ، يتضح أن الإمبراطورية الأمريكية في عهد بوش ، تطبق نفس مفاهيم ومطامع واستراتيجيات الإمبراطوريات الأوروبية الاستعمارية المنسحبة إلى التواري ، بحثاً عن المصالح الاقتصادية واستنزافاً للثروات الطبيعية الهائلة وفي مقدمتها النفط بالطبع ، وكما كانت الإمبراطوريات القديمة تفعل ذلك بالغزو والاحتلال وبناء القواعد العسكرية والأساطيل البحرية العملاقة بمقاييس القرون الماضية ، ها هي أمريكا تستعيد ذلك كله ، ولكن بأساليب حديثة تناسب العصر الراهن وتناسب قدراتها الجبارة.
ببراءة الأطفال في عينيه ، قال الرئيس بوش في خطابه خلال زيارته الأخيرة لغانا ، "أنني أعرف أن هناك شائعات تتردد في اكرا وفي غيرها من العواصم الأفريقية ، أنني أسعى لبناء قواعد عسكرية هنا .. وهذا غير صحيح لأنني جئت في زيارة دعم ومساعدة فقط"... ما قاله الرئيس هو غير الصحيح ، أما الصحيح فهو أن أمريكا تجهد نفسها على مدى العامين الأخيرين ، بحثاً عن دولة أفريقية لاستضافة قيادة "افريكوم" التي تمثل إحدى ست قيادات عسكرية إقليمية أمريكية في العالم ... وقد بدأ التفكير في إنشاء هذه الافريكوم قبل عشر سنوات إثر تفجير السفارتين الأمريكيتين بكينيا وتنزانيا عام 1998 ، والهدف هو محاربة الإرهاب ، وإحكام قبضتها العسكرية على القارة السوداء بقدرات عسكرية متنامية . وقد صار معروفاً ، أن واشنطن عرضت أولا على مصر إقامة مقر قيادة افريكوم على أراضيها ، لكن مصر رفضت ، وكذلك فعلت المغرب والجزائر ، الأمر الذي شجع دولا أفريقية رئيسية على اتخاذ نفس الموقف ، ولم يعد مرحبا بهذه القاعدة المركزية سوى ليبريا،،
غير أن أمريكا لن تعدم وسيلة لنشر قواعدها وتدعيم وجودها العسكري في القارة ، وسواء نقلت قيادة افريكوم من مقرها الحالي بألمانيا ، أو لم تنقله ، فإنها تمضي قدماً في تدعيم قدراتها العسكرية من حول مناطق النفط و مخزوناته ، امتداداً من الخليج العربي عبوراً إلى شرق أفريقيا ، من خلال قاعدتها في جيبوتي ، اختراقاً للقارة حتى غربها المطل على المحيط الأطلسي الواصل إلى أمريكا.
الدراسات الحديثة تقول إن خطوط أنابيب النفط العملاقة والجديدة ، ستتفادى مناطق التوتر بالشرق الأوسط ، فتمتد قريبا من حقول نفط الخليج العربي ثم تتجه عبر البحر غربا ، لتتجمع في خطوط أخرى تخترق أفريقيا وتضم النفط الأفريقي ، حتى تصل في مأمن وفي حراسة عسكرية أمريكية ، إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية سالمة غانمة .. هكذا يتبدى الوجه الحقيقي للإستراتيجية الأمريكية ، أما التبرعات الإنسانية والمساعدات المالية.. فهي وهم يخفي خداعاً يحمي مصالح،
خير الكلام قال الشاعر:
فظيعّ جهل ما يجري
وأفظعُ منه أن تدري
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
الهزيمة في العراق: قراءة غربية
د. خالد الحروب
الدستور الاردن
يقدم كتاب "الهزيمة: لماذا خسروا في العراق" الجديد للكاتب البريطاني الرصين والمخضرم جوناثان ستيل (Jonathan Steele, 'Defeat: Why They Lost Iraq', I. B. Tauris, )8002 قراءة شاملة ودقيقة وغير إنشائية تلملم تفاصيل صورة حرب العراق وتضعها في قالب السؤال الكبير الذي يطرحه عنوان الكتاب. ستيل هو أحد أبرز كتاب الأعمدة في صحيفة الغارديان البريطانية وأبرز مراسليها أيضاً ، وبهذه الصفة الأخيرة فقد زار عراق ما بعد الإحتلال مرات عديدة أهلته لأن يواكب تطورات الأحداث عن كثب ويكتب عنها. وفي تلك الزيارات أيضا قابل عددا كبيرا من صناع الحدث العراقي ، أمريكيين ، بريطانيين ، عراقيين من كل ألوان الطيف السياسي والديني ، وكذلك مسؤولين وسياسيين عربا من دول الجوار.
الأطروحة الأساسية التي يبني عليها ستيل كتابه هي أن "مخططي الحرب في واشنطن ، من الرئيس إلى أقرب المستشارين إلى الأكاديميين الذين حمسوهم ، لم يأخذوا بالاعتبار طبيعة المجتمع العراقي ، أو تاريخ العراق ، ولا أيضا طبيعة المشاعر العميقة في المنطقة التي ستؤدي إلى فشل أي احتلال غربي". فما كان يسيطر على مخيلة أولئك المخططين هو "نموذج" الاحتلالات الأمريكية لألمانيا واليابان كنتيجة للحرب العالمية الثانية سنة 1945 ، وهما احتلالان لم يقابلا بأي مقاومة من قبل شعبي البلدين ، بل استقبلا بقدر من السلبية إن لم يكن الترحاب. والنموذج الأكثر راهنية الذي دعم ذلك التخيل هو نموذج انهيار النظم الاشتراكية في أوروبا الشرقية في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي ، حيث انقضت الدكتاتوريات الأمنية وشبه العسكرية وحل مكانها أنظمة ديموقراطية تعددية وقائمة على اقتصاد السوق. حاصل جمع هذين النموذجين ، إذن ، هو احتلال سلمي للعراق مُرحب به من قبل الشعب العراقي زائد قيام ديموقراطية عراقية مباشرة بعد سقوط لنظام صدام وتحت عين الرعاية الأمريكية.
ما فات على ادراك الأمريكيين ، كما يقول ستيل ، هو أن العراق في الشرق الأوسط وليس في أوروبا وأن الحساسية العربية للاحتلال الأجنبي ، خاصة الغربي ، عميقة وبالغة النفور ، ومبنية على تاريخ طويل ودامي من العلاقة المضطربة مع الاستعمار الغربي. وإن كان هناك "نموذج" يمكن الإفادة من قراءته قبل الحرب فهو "نموذج" الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة المتواصلة من قبل الفلسطينين لذلك الاحتلال وليس نموذجي احتلال ألمانيا واليابان. وبسبب هذا الفقر في فهم حساسية شعوب المنطقة ومحاولة تركيب "نماذج" خيالية على احتلال سيكون مرفوضا من البداية فإن الولايات المتحدة حولت غزوها للعراق واسقاطها السريع لنظام صدام حسين (الذي كان مُرحباً به من قبل جزء الشعب العراقي) إلى احتلال طويل الأمد. وفشلت واشنطن في إصدار إعلان مبكر يرسم جدولاً سريعاً لانسحابها من العراق حتى تؤكد للعراقيين وللعرب ولبقية العالم أنها لا تستبطن نوايا احتلالية. بل ظنت أن فكرة "الاحتلال" ليست سيئة إلى الدرجة التي تدفعها للاستعجال بالمغادرة.
وما ترتب على الاحتلال المباشر هو أن الأمريكيين ، ومعهم البريطانيون ، صاروا هم الحكام الفعليين للعراق. وأن الحكومات العراقية التي قامت في ظل الاحتلال كانت فاقدة لأهم مقوم من مقومات الحكم وهو السيادة ، مما كشف ظهرها أمام أنصارها قبل خصومها. وترتب على الاحتلال أيضا ، وإطالة أمده ، والفوضى التي أشاعها عقب القرار المتسرع بحل الجيش العراقي هو فتح العراق ولأول مرة في تاريخه الحديث لأقصى أنواع التطرف الإسلامي وتحويله إلى "قاعدة للقاعدة". وتناسلت عن تلك الفوضى أصناف من المليشيات الطائفية المسلحة التي شلت العراق كدولة ومجتمع.
ولا يقر الكتاب بطبيعة الحال بالدعاوى الأمريكية التي وقفت وراء الحرب ومنها فكرة دوافع جلب الديموقراطية للعراق ، بل يرى فيها مسوغات للمشروع الذي قام أساساً لفرض السيطرة على بلد مركزي في الشرق الأوسط من ناحية نفطية ومن ناحية موقفه من إسرائيل. فكان الهدف هو تحويل العراق إلى دولة تابعة للولايات المتحدة عوض أن تظل خارجه عن "عصا الطاعة" ، تحتضن اجندات واشنطن وقواعدها العسكرية إلى آماد مستقبلية طويلة. وفات على الأمريكيين مرة أخرى أنه لن يكون مرحباً بهم في المنطقة وهم يأملون بتحقيق تلك الأهداف ، فصورتهم وسياستهم هناك بالغة السوء ، وليس كما كانت في أوروبا الشرقية إبان التخلص من اشتراكيتها. فالعرب يرون في الولايات المتحدة مصدر إذلال سياسي وانحيازا وتأييدا أعمى لإسرائيل بما لا يمكنهم التغاضي عن وجود أجندة وأهداف أمريكية متجسدة في واحد من أهم البلدان العربية. والأبلى من ذلك أن هذه الأهداف سرعان ما أخذت شكل تحقيقها عبر "الاحتلال العسكري المباشر" وليس عبر إطاحة نظام صدام والمغادرة سريعاً بما يضمن بقاء جزء من التأييد الشعبي (أو الامتنان) من قبل الذين أسعدهم التخلص من صدام حسين. لكن حتى هؤلاء ، وكما يدلل الكتاب كثيرا ، فإن تأييدهم ذلك تآكل مع مرور الوقت ثم تبخر كلياً مع بروز وحشية الاحتلال وما أدى إليه من قيام مقاومة (وإرهاب) جعلت من حياة العراقيين بوجود نظام حكم صدام حسين الباطش أفضل من حياتهم في ظل غيابه. ويورد الكتاب مقارنات بين أعداد العراقيين الذين قتلوا نتيجة بطش صدام حسين والذين قتلوا نتيجة الإحتلال الأمريكي ـ البريطاني للعراق ليصل عدد من قُتل من العراقيين خلال سنوات الاحتلال القليلة فاق بكثير من قُتل منهم خلال طيلة عهد صدام حسين لمدة 32 سنة.
في بداية الحرب انقسم العراقيون إلى ثلاثة مواقف ، تقريبا: الأول مؤيد للحرب وعينه على سقوط صدام ولا يريد أن يرى سيناريو ما بعد غيابه ، والثاني معارض للحرب ولسقوط النظام ، والثالث وهو موقف الجزء الأغلب من العراقيين هو التردد والتروي وانتظار ما سينتج على الأرض. ومع تطور الأحداث وتكرس الإحتلال على الأرض وبروز وحشيته وقسوة الجيش الأمريكي في التعامل مع العراقيين وتعامله مع كل عراقي كعدو إلى أن يثبت العكس حسم هذا الجزء الثالث من العراقيين رأيهم وصاروا معارضين أو معاديين للاحتلال وللولايات المتحدة. وهكذا فإن عدم إعلان جدول مبكر للانسحاب واستمرار الاحتلال وما قاد إليه أدى إلى إزاحة كبيرة وشبه شاملة في الرأي العام العراقي إلى المعسكر المعادي لواشنطن. ومن ذلك المعسكر كانت تنهل قوى عديدة جداً وانتظم أفراد ومجموعات كبيرة في المقاومة.
ورغم وضوح الصورة بعد مرور خمس سنوات على الاحتلال فإن واشنطن ما تزال مصرة ومتمسكة بإستراتيجيتها حول إبقاء العراق في قبضتها احتلالياً وسياسياً واقتصادياً ، وكل ذلك في إطار الرفض المتواصل لإعلان تاريخ وحد زمني للانسحاب. وفي الخلاصة يقتبس ستيل عن روبرت غيتس وزير الدفاع الأمريكي الحالي قوله في شهر مايو من العام الماضي أن الولايات المتحدة تنوي الإبقاء على وجود طويل ومستديم في العراق متمثل في قواعد عسكرية. وهذه الإستراتيجية بالطبع ستظل مولدة لكل أنواع المقاومة والعنف والإرهاب ولن تقود إلى إنهاء للحالة العراقية الدموية. بداية الحل كما يراه ستيل تكمن في الإعلان المباشر عن موعد محدد وقريب للإنسحاب الكامل ، لأن ذلك من شأنه أن يخلق دينامكية داخلية جديدة بين العراقيين لإيجاد بديل وطني كامل السيادة لحكم بلدهم.
khaled.hroub@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
أين هو الصوت العراقي
نوعام تشومسكي -
إنفورميشن كليرنغ هاوس
جيش الاحتلال الأميركي في العراق قام بإجراء عدد من الدراسات حول مواقف السكان. تقرير شهر كانون الأول الذي أعدته مجموعة من المحللين كان متفائلا بشكل غير عادي. التقرير خلص إلى القول أن المسح "زودنا بدليل قوي جدا" يدحض وجهة النظر القائلة أن "المصالحة الوطنية لا هي متوقعة ولا محتملة".
على العكس ، لقد وجد المسح أن حسا "بالتفاؤل كان موجودا لدى كل المجموعات التي أجري المسح عليها ... وقد ظهر أن نقاط الاتفاق أكثر من نقاط الاختلاف بين مجموعات العراقيين التي تبدو مختلفة ظاهريا".
إن اكتشاف وجود "معتقدات مشتركة" بين العراقيين يعتبر "أخبارا جيدة ، تبعا لتحليل الجيش للنتائج" ، كما كتبت كارين دي يونغ في الواشنطن بوست.
تبعا لما كتبته دي يونغ فإن "العراقيين من كل الطوائف والأعراق يعتقدون بأن الاجتياح العسكري الأميركي لبلادهم هو السبب الرئيسي في العنف والخلافات فيما بينهم ، ويرون بأن خروج القوات المحتلة هو مفتاح المصالحة الوطنية".
إذن ، تبعا للعراقيين ، هناك أمل بالمصالحة الوطنية إذا ما انسحب المحتلون ، المسؤولون عن العنف الداخلي ، وتركوا العراق للعراقيين.
التقرير لم يشر إلى أخبار أخرى جيدة: يبدو أن العراقيين يتقبلون القيم العليا للأميركيين ، كما أرسيت اسسها في محاكم نورمبيرغ خصوصا تلك التي تقول أن قيام دولة باجتياح أراضي دولة أخرى بالقوة العسكرية هو "جريمة دولية تختلف عن غيرها من الجرائم في أنها تحوي في داخلها الشر كله".
المزيد من الأخبار الجيدة وصلت بواسطة الجنرال ديفيد بترايوس ورايان كروكر ، السفير الأميركي في العراق ، أثناء عرض ممتع جرى تقديمه في 11 أيلول ,2007 إن شخصا ساخرا فقط يمكن له أن يتخيل أن التوقيت كان يهدف إلى دس ادعاءات بوش وتشيني حول وجود علاقة بين صدام حسين وأسامة بن لادن ، وهكذا ، بربط "الجرائم الدولية الكبرى" فإنهم يدافعون عن العالم ضد الإرهاب - الذي ازداد سبعة أضعاف نتيجة للاجتياح ، حسب تحليل لخبيري الإرهاب بيتر بيرغن وبول كرويكشانك.
بترايوس وكروكر قدما أرقاما لإظهار أن الحكومة العراقية تحث على الإنفاق لإعادة الإعمار ، وأنها أنفقت ربع التمويل المخصص لهذا الهدف. أخبار جيدة في الواقع ، لكن فقط لحين التحقق منها بواسطة مكتب محاسبة الحكومة ، الذي وجد أن الرقم الحقيقي كان سدس المبلغ الذي ذكره بيترايوس وكروكر ، وبانخفاض قدره خمسين بالمئة عن السنة السابقة.
مزيد من الأخبار الجيدة هي الانخفاض في العنف الطائفي ، والذي يعود جزئيا إلى النجاح في التطهير العرقي الإجرامي الذي يرى العراقيون أن الاجتياح هو من يتحمل اللوم عليه ، وأن هناك استهداف أقل في القتل الطائفي. لكن هذا أيضا يعود إلى قرار واشنطن بدعم الجماعات القبلية التي جرى تنظيمها لإخراج القاعدة من العراق ، وإلى الزيادة في عدد القوات الأميركية.
من المحتمل أن استراتيجية بيترايوس ربما تقترب من نجاح الروس في الشيشان ، حيث القتال الآن "محدود ومتقطع ، وغروزني في خضم ازدهار في البناء" بعد أن تحولت إلى أنقاض بفعل الهجمات الروسية.
ربما ذات يوم ستتمتع ايضا بغداد والفلوجة "بالكهرباء التي رممت في الضواحي ، وبمشاريع عمل جديدة افتتحت ، وبالشوارع الرئيسية التي أعيد تعبيدها" ، كما في غروزني المزدهرة. ممكن ، لكن مشكوك فيه ، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار النتائج المرجحة لإنشاء أمراء الحرب جيوشا قد تكون نواة لعنف طائفي أعظم. العراقيون ليسوا وحدهم في الاعتقاد بان المصالحة الوطنية ممكنة. فثمة استطلاع كندي وجد أن الأفغان متفائلين حول المستقبل ، ويدعمون وجود الكنديين والجيوش الأجنبية الأخرى... "الأخبار الجيدة" التي احتلت العناوين الرئيسية في الأخبار.
استطلاع آخر للرأي في أفغانستان يبين أن 20 بالمئة فقط يعتقدون أن طالبان سوف تسود في اللحظة التي تغادر بها القوات الأجنبية". ثلاثة أرباعهم يدعمون المفاوضات بين طالبان وحكومة كرزاي التي تساندها الولايات المتحدة ، وأكثر من النصف يفضلون حكومة ائتلاف. تبعا لذلك ، فإن الأغلبية العظمى لا تتفق بشدة مع الموقف الأميركي - الكندي ، وتعتقد بأن السلام ممكن بالوسائل السلمية. ورغم أن السؤال لم يطرح في الاستفتاء ، لكن يبدو حدسا عقلانيا أن وجود القوات الأجنبية مقبول للمساعدة وإعادة الإعمار.
هناك بالطبع عدة تساؤلات حول استطلاعات الرأي في دول تحت الاحتلال العسكري الأجنبي ، وتحديدا في أماكن مثل جنوب أفغانستان. لكن نتائج دراسات العراق وافغانستان تطابق دراسات سابقة ، ولا يجب صرف النظر عنها.
استطلاعات الرأي الأخيرة في الباكستان أيضا تزود واشنطن بـ"الأخبار الجيدة". خمسة بالمئة يفضلون السماح للولايات المتحدة وغيرها من القوات الأجنبية "ملاحقة متمردي طالبان الذين يعبرون الحدود من أفغانستان واعتقالهم".
وسط كل هذه الأخبار الجيدة من المنطقة ، هناك الآن نقاش أكثر جدية بين المرشحين للرئاسة والمسؤولين الحكوميين والمعلقين المهتمين بالخيارات المتاحة للولايات المتحدة في العراق. لكن هناك صوت غائب دائما: صوت العراقيين. إن "معتقداتهم المشتركة" معروفة جيدا. لكن الفرصة التي منحت لهم لاختيار طريقهم كانت مثل تلك التي تمنح للأطفال الصغار. وكان الغزاة فقط هم من يملكون هذا الحق
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
تركيا وثلوج كردستان العراق
عبدالله حموده
الوطن عمان
بدأ الحذر يسود الموقف الإقليمي والدولي بشأن احتمالات تفاقم الموقف في شمال العراق، بسبب المواجهات المسلحة ـ غير المسبوقة ـ بين القوات المسلحة التركية وميليشيات حزب العمال الكردستاني. فقد حددت تركيا أهدافها في ملاحقة تلك الميليشيات وتحييد خطر هجماتها ، كما حددت مجال عملياتها العسكرية في مدى لايتخطى 20 كيلومترا من حدودها مع العراق ، وأكدت أنها لن تهدد أية أهداف مدنية. ومن الناحية النظرية يبدو ذلك ممكنا ، لأن تلك المنطقة - في معظمها - ذات طبيعة جبلية وعرة، ولاتضم كثافة سكانية عالية، ويتضح التركز السكاني في القرى المتناثرة والمناطق الحضرية المحدودة، وهي معروفة جيدا للمخابرات العسكرية التركية، تماما مثل مناطق تمركز حزب العمال الكردستاني ومعسكراته. لكن من الناحية العملية يبدو الموقف مختلفا، لأن التشكيلات المقاتلة التابعة للحزب صغيرة العدد ، وتستطيع التقدم إلى مناطق تواجد القوات التركية في العراء تحت الثلوج لتصيد أفرادها، ثم التراجع للاحتماء بالتجمعات السكانية التي تتعاطف معها، ولذلك فإنه - في ظروف الملاحقة وقطع طريق المناورة - يصعب على القوات التركية الالتزام بمنطقة العشرين كيلومترا من حدود بلادها، كما تتزايد مخاطر إصابة أهداف مدنية، حتى وإن اقتصر ذلك على أهداف مادية في البنية الأساسية مثل الجسر القريب من مدينة زاخو، الذي أضر هدمه بحركة المدنيين لمتابعة حياتهم في أعمالهم اليومية، وإن رأى القادة الأتراك في تدميره ضرورة تكتيكية مهمة.
ومن ناحية أخرى ـ وفي ظروف طبوغرافية وطقس من هذا النوع ـ فإن استمرار هذه العمليات في شمال العراق لفترة قد تطول ، يخلق احتمالات أمام الميليشيات لإلحاق خسائر كبيرة بالقوات التركية، ويفقدها ميزات التنظيم العسكري والتسليح الثقيل، لأن الأرض في تلك المنطقة تناسب عمليات القوات المحدودة العدد وخفيفة التسليح في حرب عصابات، وهذه نقطة لصالح حزب العمال الكردستاني. ومن ثم فإن طول أمد هذه العمليات يثير احتمالات تفاقم التوتر بين حكومة العراق المركزية في بغداد وتركيا، فضلا عن أثره في تعزيز الموقف الكردي المتعاطف مع حزب العمال الكردستاني ضد أنقرة ، إضافة إلى احتمالات زيادة الخسائر في صفوف القوات التركية ، مما يزيد حدة العداء ويعقد التوصل إلى تسوية سياسية، يجري فيها فرض التعاون مع أنقرة على سلطة الحكم في كردستان العراق. وهنا تجدر ملاحظة أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني يعرفون المنطقة بأكثر من القوات التركية، بما يتضمنه ذلك من احتمالات الحركة والاحتماء بطرق طبيعية، وخطوط إمدادهم قصيرة ويمكن إدارة شؤونها بسهولة. ولأن هذه نقطة خطيرة بالنسبة للقوات التركية، فقد تؤدي إلى تدحرج الموقف كله فوق ثلوج كردستان العراق إلى هاوية عداء سحيقة.
في هذا السياق يمكن تفهم سقوط جنود أتراك في العمليات منذ اليوم الأول، بلغ عددهم حسب البيانات التركية 12 جنديا، وتقول مصادر حزب العمال أنهم يصلون إلى الخمسين، ويحتفظ الحزب بجثامين العدد الأكبر منهم، وإسقاط طائرة هليكوبتر "كوبرا". وفي حين تقول البيانات العسكرية التركية أن قتلى حزب العمال الكردستاني يصلون إلى 60 مقاتلا، وفي حين يتعذر التأكد من صحة هذه الأرقام من مصدر محايد، يظل الموقف مرشحا للتفاقم. وهنا أيضا تبدو القيادة السياسية قي كردستان العراق، وكأنها تعيد حساب موقفها من "الأصدقاء" الأميركيين، لأنهم يدعمون العمليات العسكرية التركية في منطقتهم، ويعني ذلك أن هناك "حدودا" للتأييد الذي يمكن أن يقدمونه إذا تطرق الأمر إلى الطموحات الاستقلالية. وبسبب حاجة واشنطن إلى تهدئة خواطر أكراد العراق، فقد بدأت - من خلال تصريحات رسمية، تستبق زيارة وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أنقرة - دعوة الحكومة التركية إلى إنجاز مهمة قواتها والانسحاب عائدة إلى أراضي بلادها في أقرب وقت ممكن.
ويعقد الأتراك أملهم ـ من الناحية السياسية ـ على أن يشعر قادة الأكراد العراقيين أن تواجد ميليشيات حزب العمال الكردستاني على أراضيهم يمثل عبئا يصعب عليهم تحمل تبعاته، والحملة العسكرية الجارية الآن رسالة واضحة بهذا الشأن. كما أنها يمكن أن تضعف قدرات ميليشيات الحزب لشن عمليات داخل الأراضي التركية، وتحقق ميزة تكتيكية بنقل المعركة إلى أماكن تمركزه. ويحتاج ذلك إلى استعدادات كبيرة لعمليات تتضافر فيها جهود مختلف فروع القوات المسلحة، لإجراء ما يمكن تسميته "جراحة سريعة". وفي ضوء الفترة الزمنية للإعداد لعملية من هذا النوع، منذ قرار البرلمان التركي في أكتوبر الماضي بتفويض الحكومة شن مثل هذه العملية، وبدء ذلك بهجمات جوية ـ لابد وأن تكون صحبتها عمليات استطلاع وتصوير للمواقع ـ حتى عبور القوات التركية حدود العراق مساء يوم 22 فبراير الجاري، يتوقع أي مراقب عسكري أن تكون تركيا استعدت لتلك العملية على النحو المطلوب، لكن في خضم المتابعة اليومية، ومع تلاحق البيانات المتناقضة، يصعب التكهن بحقيقة الموقف، اللهم إلا في ضوء حدوث ضغط أميركي قوي على أنقرة للانسحاب من العراق، إذا شعرت واشنطن بأن العملية لن تحقق أهدافها، أوأن الولايات المتحدة الأميركية يمكن أن تخسر سياسيا، بسبب الدعم المعلوماتي الذي تقدمه لتركيا. وعلى الجانب التركي يمكن أن تقرر أنقرة سحب قواتها عند اعتقاد حكومتها أنها حققت هدفها، أوتفاديا لتفاقم الموقف عسكريا أوسياسيا بدرجة لايمكن معالجتها.
يؤكد ما يجري في شمال العراق الآن، أن الحرب هي إحدى أدوات تنفيذ السياسات؛ فما تريده تركيا هو الحفاظ على وحدة أراضيها، ووضع حد للطموحات الانفصالية الكردية في جنوبها الشرقي، وتأتي عمليتها العسكرية هذه في هذا الإطار. لكن خشيتها من أي قصور في تحقيق أهدافها، ورغبتها في استقطاب تأييد كافة الأطراف المعنية ـ حتى أولئك الذين تجري العمليات على أرضهم ـ دفعها إلى الإعلان عن إرسال مبعوث إلى بغداد لتوضيح الموقف، للحد من تصاعد القلق بشأن مايجري، وللحفاظ على علاقات مهمة بين البلدين لمصلحة كل منهما، ولمصلحة الاستقرار الإقليمي بوجه عام.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
الاجتياح التركي...دلالات جديدة
باتريك كوكبيرن
اندبندنت
أزمة جديدة تفجرت في العراق بعدما قامت القوات التركية تساندها الطائرات المهاجمة وطائرات الهليكوبتر من طراز الكوبرا بشن هجوم ارضي كبير على كردستان العراق . وكان الجنود الاتراك في ذلك الهجوم يطاردون عناصر العصابات الكردية التي تتخذ من الجبال الحدودية مخبأ لها. والهدف من المطاردة تدمير معسكرات حزب العمال الكردستاني على امتداد الحدود بين تركيا والعراق . ولتنفيذ المهمة عبر آلاف الجنود الاتراك الى داخل الشمال العراقي ، وعلى الجانب التركي من الحدود كان هناك الآلاف ايضا منتظرين للتدخل اذا لزم الأمر . وقال التليفزيون التركي ان عدد القوات التركية التي شنت الهجوم يتراوح بين ثلاثة وعشرة آلاف وانهم توغلوا لمسافة ستة عشر ميلا داخل العراق . الأهم في هذه الهجمات التركية وبعيدا عن المسألة التركية مع حزب العمال الكردستاني ، تأثير هذه الهجمات على استقرار الاوضاع في منطقة الاكراد العراقية والتي تعتبر الجزء الوحيد الآمن في العراق ، والجزء الوحيد الذي استفاد من الغزوالأمريكي. فالاكراد العراقيون هم الحليف الاقرب لأمريكا في العراق ، وهم العرقية العراقية الوحيدة التي تساند تماما الاحتلال الغربي . وقد شعرت حكومة الحكم الذاتي لإقليم كردستان العراقي بالأسف الشديد لفشل الحكومة العراقية المركزية في بغداد في وقف هجوم القوات التركية على مناطق عراقية . كما جاء الهجوم التركي ليحرج أمريكا نفسها لأن العسكرية الامريكية تزود القوات المسلحة التركية بالمعلومات الاستخبارية عن مواقع معسكرات مقاتلي الاكراد الاتراك . وقبيل بدء العملية قام رجب طيب اردوغان ، رئيس وزراء تركيا بتحذير بوش هاتفيا . ومن المصلحة العراقية والامريكية الحد من التوغل التركي في الاراضي العراقية ، وقد قال الادميرال جريجوري سميث ، وهو ناطق باسم امريكا في شؤون العراق: انهم يعون ان الهجوم التركي عملية محدودة الزمن وموجهة لأهداف محددة وهي بعض مواقع معسكرات حزب العمال الكردستاني . اما وزير الخارجية في حكومة العراق المركزية فقد ادعى انه فقط بضع مئات من الجنود الاتراك هم الذين عبروا الحدود! لكن منذ العام الماضي وتركيا ناجحة عن طريق شن عدد من الغارات المحدودة على شمال العراق ، في تأسيس حق (وضع حالة الحرب) والذي يمكنها من التدخل عسكريا في اقليم كردستان العراقي في اي وقت تريد. لكن العديد من قادة اكراد العراق مقتنعون تماما بأن هناك هدفا خفيا للقوات التركية وهو تقويض المنطقة الكردية والتي تتمتع بحقوق حكم ذاتي تقارب حقوق الدولة المستقلة . فالحكومة التركية ترى دوما في شبه الاستقلال الذي يتمتع به اقليم كردستان العراقى وفي مطالبة الاقليم بمدينة كركوك الغنية بالنفط ، مثالا خطيرا للاكراد في تركيا حيث انهم يطالبون هم ايضا بالحكم الذاتي . وبسبب هذه الظروف غادر الكثير من الشركات التركية العاملة في مجال البناء والتشييد في شمال العراق . ومن بقي من الشركات مهدد بقطع تركيا لخطوط الامدادات التجارية التي تحتاجها الشركات لوقامت تركيا بإغلاق كامل حدودها مع العراق . وخلال عقد التسعينيات قام الجيش التركي بشن هجمات متكررة على شمال العراق بإذن من صدام حسين ، لكن الهجوم الذي وقع قبل ايام هوالاول من حيث الحجم منذ الغزوالامريكي للعراق في العام 2003. حيث قال ماثيوبريزا ، مساعد نائب وزيرة الخارجية الامريكية: ان العمليات الارضية هي انتقال لمستوى جديد من الهجوم . واضاف: ان الاجتياح ليس هواهم ما في الموضوع ، بل الأهم هونوعية القوات المستخدمة للقيام به . لكن الخبراء يرون انه من غير المحتمل ان يلحق الجيش التركي اضرارا كبيرة بحزب العمال الكردستاني ، فجيش الحزب البالغ قوامه 2500 مقاتل يختبئون في المناطق الجبلية الوعرة ، والمداخل اليها قليلة ومغطاة بالثلوج. وقد سبق الهجوم التركي الارضي عمليات ضرب بالقنابل دمرت ثلاثة جسور ومقبرة على الحدود التركية العراقية . وتأكد للجميع ان القوات التركية ستقوم بهجوم ارضي بعد الصاروخي مباشرة .والمنطقة التي دخلها الجيش التركي في شمال العراق هي منطقة معزولة في اغلبها بها مغالق كثيرة تختبئ بها عصابات حزب العمال الكردستاني والذي قام بترك مواقعه السابقة المعروفة وقام بتفكيك نفسه الى وحدات اصغر . وانتقلت المواقع الرئيسية الى امتداد الحدود الايرانية العراقية الى الجنوب من آخر نقطة وصلت اليها القوات التركية في اجتياحها السابق. جدير بالذكر انه في مثل هذا الوقت من العام يترك سكان القرى في هذه المنطقة مزارعهم وبيتهم ويعيشون بالقرب من المدن حتى يذوب الجليد ثم يعودون مرة اخرى .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
الحسابات الخاطئة في شمال العراق !
السيد هاني
الجمهورية مصر
لو أن كل أقلية تعيش في دولة ما. انفصلت عن هذه الدولة. وأعلنت قيام دولة مستقلة لها.. لتفتت العالم إلي أكثر من ألف دولة. ولاشتعلت ألف حرب علي ظهر الكرة الأرضية.. ولقي نصف سكان العالم حتفهم!..لكن ماذا تقول لعشاق السلطة من زعماء الأقليات في مناطق العالم المختلفة.. الذين يريدون أن يصبحوا رؤساء دول. لكي تفرش لهم السجادة الحمراء في المطارات ويعزف لهم السلام الوطني ويلقون الخطب فوق منبر الأمم المتحدة..إنهم يريدون ذلك لأنفسهم حتي لو كان الثمن هو إزهاق أرواح آلاف الأبرياء من أبناء جلدتهم..
ذلك لأنهم يحبون أنفسهم. ولا يحبون شعوبهم!..
يخلصون لأنفسهم. ولا يخلصون للدول التي يعيشون فيها!..
يريدون أن يبنوا لأنفسهم عروشاً.. حتي لو كانت من عظام الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء. الذين ليس لهم أي علاقة بالسياسة. وليس لهم أي مطلب في الدنيا سوي العيش في أمان!..لذلك.. فإن هذا النوع من عشاق السلطة من زعماء الأقليات. يصبح صيداً ثميناً للقوي الأجنبية التي لديها مخططات في المنطقة التي يعيش بها.. أو تلك الدول التي تبحث عن طرف لخوض حرب بالإنابة عنها ضد دولة أخري.. من هذا النوع: مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق.. الذي هو أكثر شخص في العالم يعرف أنه من رابع المستحيلات في ظل الوضع الدولي الراهن إقامة دولة كردية.. وأنه لا يجرؤ علي التفوه علناً بمثل هذا الكلام.. لأن الرد التركي سيأتيه سريعاً جداً وسيجعل مصيره أسوأ من مصير صدام حسين!..
مسعود البرزاني يعلم أن الأكراد يعيشون في مناطق موزعة بين خمس دول قوية. هي: العراق وتركيا وإيران وسوريا وأرمينيا.. صحيح أن هذه المناطق متصلة جغرافياً. لكن أي من هذه الدول الخمس لن تسمح أبداً باقتطاع جزء من أراضيها ليدخل في تكوين الدولة الكردية.. لاسيما تركيا التي يعيش بها أكبر عدد من الأكراد. ينتشرون في المناطق الشرقية والجنوبية للدولة..
لذلك فمن الأفضل لمسعود برزاني أن يقنع بمنصب "رئيس إقليم" كردستان العراق.. وينسي منصب "رئيس دولة" كردستان.. لأن هذه الدولة لن تقوم طالما تركيا موجودة..
من الأفضل لمسعود برزاني أن يستغل الظروف السياسية الحالية في العراق لتحقيق أكبر قدر ممكن من التنمية الاقتصادية والاستقرار الأمني لإقليم كردستان العراق.. لا سيما أن هذه الظروف أعطت للإقليم أقصي درجات الحكم الذاتي في العالم.. بدءاً من حكومة مستقلة عن الحكومة المركزية في الاقتصاد والقضاء والتعليم والخدمات والتجارة. فضلاً عن برلمان مستقل للإقليم.. وعلم مستقل.. وقوات أمن مستقلة ومسلحة تسليحاً عالياً اسمها "البشمرجة"..
هذا بالإضافة إلي أن الأكراد فازوا بنصيب الأسد في تقسيم كعكة الحكم في العراق.. حيث إن رئيس الجمهورية كردي هو: جلال طالباني. ووزير الخارجية كردي هو هوشيار زيباري ابن شقيقة مسعود برزاني. فضلاً عن عدد آخر من المناصب الهامة في برلمان العراق ومؤسسات الدولة.. بل وصل إلي درجة أن اللغة الكردية أصبحت لغة رسمية في مكاتبات الدولة والتحدث في البرلمان ووسائل الإعلام.. وسمعنا بوجود مطالبات بإنشاء مكاتب تمثيل كردية في سفارات العراق بالخارج!!..
ألا يكفي كل هذا لكي يركز مسعود البرزاني علي تحقيق التنمية الاقتصادية والأمن لشعبه الكردي في شمال العراق؟...
ألا يكفي أن الحكومة المركزية في بغداد تغض الطرف عن قيامه بإبرام تعاقدات لبيع النفط للخارج لحساب إقليم كردستان؟.. وتغض الطرف أيضاً عن قيامه بتحصيل الجمارك لحساب الإقليم من المنافذ الحدودية التي تربط العراق بالدول المجاورة من داخل الإقليم؟!!..
الإجابة: لا.. كل هذا لا يكفي.. وسيظل مسعود برزاني مندفعاً وراء وهم كبير اسمه تأسيس "دولة كردستان".. رغم أنه يعلم أن ذلك من رابع المستحيلات في ظل الأوضاع القائمة.. سيظل يبني مواقفه علي حسابات خاطئة.. رغم أن التجربة أثبتت له أن الحسابات الخاطئة تعود بنتائج كارثية علي شعبه.. من قتل وتشريد وفقدان الإحساس بالأمن.. هذا الشعب الذي كان يستحق من قادته أن يستغلوا الثروات المتاحة له في النهوض به اقتصادياً بدلاً من الزج به في مواجهة غير متكافئة مع تركيا.. كالتي تجري الآن!..
قصة هذه المواجهة تعود إلي عدة أعوام مضت.. عندما طالب مسعود برزاني بضم مدينة كركوك العراقية إلي إقليم كردستان طمعاً في هذه المدينة التي تعوم فوق بحيرة من النفظ!..
الحكومة المركزية في بغداد رفضت بدعوي أن معظم سكان المدينة من التركمان وليسوا من الأكراد.. ثم انتهي الأمر إلي الاتفاق علي إجراء استفتاء يحدد فيه سكان المدينة مصيرهم بأنفسهم. ولم يتحدد بعد موعد هذا الاستفتاء..
قام مسعود برزاني بدفع أعداد كبيرة من الأكراد إلي السكن في هذه المدينة. لكي تأتي نتيجة الاستفتاء كما يتمناها.. لكن تركيا فطنت بسرعة لما يخطط له.. فحذرت من تغيير الوضع الديموجرافي للمدينة أو المساس بحقوق التركمان فيها..
فرد مسعود البرزاني علي التحذير التركي بتحذير من عنده.. قال فيه: "إذا تدخلت تركيا في شئون كركوك. فإننا سنتدخل في شئون ديار بكر. وسنحرك 13 مليون كردي يعيشون في تركيا"..
علي الفور جاءه الرد من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي قال: "أنصحهم بألا يتفوهوا بكلام لا يستطيعون تحمل عواقبه. وبأن يدركوا حجمهم لأنهم قد يسحقون جراء هذا الكلام".. أضاف: "إن برزاني تجاوز حدوده وسيدفع الثمن غالياً".
بعد ذلك هدد قائد الجيش التركي بشن عملية عسكرية واسعة في شمال العراق للقضاء علي الانفصاليين الأكراد المختبئين هناك.. وقال: إن وجهة النظر العسكرية تحتم ذلك.. إلا أن هذه الخطوة تتطلب قراراً سياسياً.. وفي انتظار صدور هذا القرار. أرسل قائد الجيش التركي 50 دبابة إلي منطقة باب خابور علي الحدود التركية مع العراق..
أمام هذا الموقف. اضطر مسعود برزاني إلي التراجع عن تصريحاته..
وقت حدوث هذه الأزمة. كانت الشهور الأولي من عام ..2007
لكن قبل أن ينتهي العام. قام حزب العمال الكردستاني بعملية قتل فيها عدد من جنود الجيش التركي.. فأصبح لزاماً علي تركيا الدفاع عن أمنها القومي من خلال شن عمليات عسكرية علي شمال العراق لمطاردة أعضاء حزب العمال الكردستاني.. وصدر القرار السياسي بذلك من البرلمان التركي..
هكذا تحول إقليم كردستان إلي ساحة مواجهة بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني.. مواجهة غير متكافئة يدفع ثمنها الأبرياء من أكراد العراق بسبب حسابات خاطئة لمسعود برزاني الذي أراد الانتقام من تركيا باستضافة حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان وتحريضه علي القيام بعمليات ضد الجيش التركي.. رغم أنه يعلم أن هذا الحزب علي قائمة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكثير من دول العالم!..
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
من الذي يقتل الجنود الأميركيّين في العراق؟
هيفاء زنكنة
الأخبار
قبل بضع سنوات، شاهدت إعلاناً تلفزيونيّاً ترويجياً لإحدى الصحف البريطانية. في اللقطة الأولى ظهر وجه شاب لاهث يركض متلفّتاً إلى الوراء، ثم في اللقطة الثانية وجه شرطي يحاول اللحاق به، ما ترك انطباعاً سريعاً، بأنّ الشاب مجرم هارب، والشرطي يلاحقه لإلقاء القبض عليه. إلى أن تلتقط الكاميرا الصورة الأكبر، فيتبين أن الشاب والشرطي يركضان باتجاه واحد وهما يحاولان إنقاذ امرأة سقطت على الأرض. وكان موجز الرسالة المتوخّاة من الإعلان الترويجي هو أنّ الصحيفة المعنية تقدّم للقارئ، في نقلها للأخبار والأحداث، الصورة الحقيقية، بلا تجزئة، وبكامل أبعادها.
تذكّرت هذا الإعلان وأنا أتابع تغطية الصحافة والفضائيات الناطقة بالعربية لما يجري في العراق المحتل، وكيفية تقديم صورة جندي الاحتلال من خلال العمليات العسكرية اليومية، المستهدفة لأبناء الشعب منه هو أو المستهدفة لوجوده. وكم تبدو الوقائع مضبّبة، غامضة الملامح، مجزّأة وملتبسة. سواء كان الغموض تضليلاً متعمّداً أو محض سذاجة أو قلّة كادر وعدم وعي بأهمية الدور الإعلامي، وخاصة مع التوسّع السريع لبعض الصحف والفضائيات.
سأتناول هنا، لكي لا نضيع في العموميات ونضيف إلى الغموض غموضاً، مثالاً محدّداً، هو كيفية نقل الصحافة والفضائيات العربية والأجنبية للعمليات العسكرية المستهدفة لقوّات الاحتلال الإنغلو - أميركي، وما ينتج منها من قتلى وجرحى في صفوف المحتلّ. ولست بحاجة إلى التذكير بأن العراق بلد محتل، لا بمفهوم العراقيين المناهضين للاحتلال فحسب، بل باعتراف معظم الشعب الأميركي وقيادته وغالبية أعضاء الكونغرس.
وسأبدأ بكيفية تعامل الأجهزة الإعلامية المختلفة مع خبر العملية الناجحة التي شنّتها المقاومة العراقية الباسلة على العدو، وأدّت إلى قتل خمسة من جنوده، بتاريخ 28 كانون الثاني 2008، حيث قامت القناة الإخبارية الأميركية «سي أن أن» بتقديم الخبر كالآتي: «أعلن الجيش الأميركي الاثنين مقتل خمسة من جنوده في العراق. وقال بيان عسكري أميركي إنّ لغماً أرضياً انفجر عند مرور دورية للجيش في محافظة نينوى شمال العراق، ما أدّى إلى مصرع خمسة جنود».
وأضاف أنّه «بعد إصابة السيارة بالقنبلة، فتح مسلّحون النار على الدورية من مسجد قريب». وقالت المتحدّثة باسم الجيش إنّ «المسلحين يريدون استخدام مكاناً للعبادة لشنّ هجمات على
جنودنا».
وتأتي تغطية الخبر متطابقة مع سياسة القناة الداعمة للغزو والاحتلال، وحريصة على حياة الجنود الأميركيّين، لذلك ليس مستغرباً وصف المقاومة بأنّها «مسلّحون»، وتقديم العملية باعتبارها تدنيساً لأماكن العبادة التي تدعي المتحدّثة باسم جيش العدو حرصها عليها، كما تقدّم تصريحها بلهجة تغريب «المسلّحين» الذين هاجموا «جنودنا».
وقد نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» خبر مقتل جنود الاحتلال في اليوم التالي، بطريقة حيادية، لأنّهم ليسوا بريطانيّين، وكما يلي: « قال الجيش الأميركي في العراق إنّ خمسة من جنوده قد قُتلوا في انفجارين منفصلين بعبوات ناسفة زُرعت على جانب الطريق». ثمّ انتقل كاتب الخبر إلى تحليل موقف «جيش المهدي»، وهو موقف يتماشى مع سياسة الحكومة البريطانية حيث بقية قواتها الموجودة في جنوب العراق التي تمكّنت من إجراء صفقة مع «جيش المهدي» لانسحابها بأمان مقابل إطلاق سراح عدّة عشرات من الجيش.
إلى هنا وكيفية نقل أجهزة الإعلام الغربية للخبر مفهومة، لأنها تطابق ما بين سياسة البلد المحتلّ وجهاز إعلامه، وإن ادّعت غير ذلك نظرياً. فما هو حال أجهزة الاعلام العربية؟ وكيف نقلت الخبر عينه؟ سأقدّم بعض النماذج: نشر موقع «إيلاف»، أوّل جريدة يومية إلكترونية، النص الذي نشرته الـ«بي بي سي» العربية كما هو. بينما نشرت قناة «الشرقية» العراقية الفضائية الترجمة العربية لتقرير وكالة أنباء رويترز وبدأته: «قال الجيش الأميركي اليوم السبت إنّ خمسة جنود أميركيين قُتلوا في انفجار قنبلتين مزروعتين على الطريق في العراق أمس الجمعة، في الوقت الذي تشهد فيه بعض الأجزاء من بغداد زيادة في الهجمات. وقال الجيش الأميركي في بيان إنّ في الهجوم الأعنف، قتل أربعة جنود في انفجار قنبلة مزروعة على الطريق أثناء قيامهم بدورية شمال غربي العاصمة العراقية بغداد». ويستطرد التقرير في نقل آراء القيادة الأميركية في توزيع التهم والتبريرات يميناً ويساراً، حيث «يقول قادة أميركيون إنّ تنظيم القاعدة في العراق هو أكبر تهديد للأمن، في حين تجاهل بعض أعضاء جيش المهدي المارقين وقف إطلاق النار المعلن»، وإن إيران «ما زالت منخرطة بشكل مدمّر من حيث توفير التدريب والعتاد لأكثر القوى راديكالية وعنفاً في العراق. والهجمات التي تنفّذها تلك الجماعات مستمرّة». لينتهي التقرير، كما نشرته «الشرقية» على موقعها، بنقل تهديدات قيادة الاحتلال العسكرية إلى «الجماعات المارقة»، بدون مساءلة أو تفحص أو نقد. والمعروف أنّ الشرقية تبثّ برامجها من خارج العراق، ما يجعلها، افتراضاً، بمأمن من الرقابة والسيطرة الحكومية والحزبية وتهديدات الميليشيات المهيمنة على أجهزة الإعلام داخل العراق.
ونقلت قناة «الجزيرة» الخبر على موقعها الأخباري كالآتي: «لقي خمسة جنود أميركيّين حتفهم في هجومين منفصلين وقعا أمس الجمعة، وفقاً لبيانين صادرين عن الجيش الأميركي. وقالت القوات الأميركية بالعراق في بيانها الأول إنّ أربعة عسكريين لقوا مصرعهم بانفجار لغم بالمركبة التي كانوا على متنها، ودمّرها في حي شمال غرب العاصمة بغداد. وأدى انفجار قنبلة بمركبة عسكرية أميركية شمال بغداد إلى مقتل عسكري خامس». وكأن زرع الألغام المستهدفة لجنود أكبر قوّة عسكرية في العالم من أبناء البلد المحتل عملية تتمّ بشكل طبيعي مثل هطول الأمطار وارتفاع درجة الحرارة.
ويمكن اعتبار نقل صحيفة «الزمان»، العراقية بطبعتها الدولية، لخبر مقتل ثلاثة جنود أميركيّين، بتاريخ 23 كانون الثاني 2007، درساً كلاسيكياً في النقل الإعلامي المبهم، ولن أقول الموضوعي أو المحايد للاختلاف الواضح في المعنى.
يقول الخبر: «وحول عملية الذئب في الأعظمية، قال بيان للجيش الأميركي إنّ جنوداً من فرقة المشاة الأميركية الثانية بالتعاون مع جنود الفرقة السادسة في الجيش العراقي نفذوا هذه العملية، موضحاً أنّها تشمل منطقة الأعظمية في شمالي بغداد. وأعلن الجيش الأميركي مقتل ثلاثة من جنوده في هجمات منفصلة في جنوب بغداد والأنبار الاثنين والأحد». فما الذي يفهمه القارئ من هذه الفقرة الأخبارية؟ إنّ طريقة نقل الخبر، وحسب لغة القيادة العسكرية للاحتلال، تترك لدينا الانطباع بأنّ وجود «القوات العسكرية الأميركية» مسألة لا تتطلّب الاستنكار أو تسميتها باسمها الحقيقي أي كقوّات احتلال، وأنّ قيامها بالعمليات العسكرية في وطننا مسألة لا غرابة فيها، وأنّ منطقة الأعظمية التي تجري فيها عملية «الذئب» قد تكون أرضاً جرداء أو يقطنها ناس بلا أسماء أو وجوه أو هويّة.
كما يتبيّن من رصد عمل بعض الصحف والفضائيات العربية أن معظم التغطية الأخبارية تكون من طريق النقل الحرفي ترجمةً إمّا من تصريحات الناطق العسكري لقوات الاحتلال في العراق وبياناته، أو ترجمة حرفية للخبر كما تنقله وكالات الأنباء العالمية المستندة، غالباً، إلى تصريحات الناطق العسكري الأميركي أو في أحسن الأحوال، تجميعاً لحفنة أخبار من عدد من الوكالات، مع محاولة إضافة بضع كلمات من المترجم - الصحافي - وبحذر يماثل حذر السائر في حقل ألغام مخافة أن يدوس بقلمه على الكلمة الخطأ فيتعرض للطرد وينقطع رزقه.
ويبدو للراصد أنّ مفهومي الموضوعية والحيادية في نقل الأخبار إمّا غير واضحين لدى موجهي القنوات ومدراء تحرير الصحف، أو أنهما واضحان إلى حدّ إتقان لعبة الادعاء والتظاهر بدون التطبيق. ولا شكّ أن أوّل ما يسترعي انتباه المشاهد أو القارئ هو أنّ معظمها مسوَّر بجدار يجعل من لفظ كلمة «شهيد» أو جملة «قامت المقاومة العراقية بعمليات ناجحة ضدّ الاحتلال الإنغلو - أميركي - الصهيوني للعراق» واحداً من المحرّمات. وكأن حياة شهداء المقاومة العراقية وتضحياتهم الغالية لا تستحق الذكر خبراً أو تقريراً. أو كأنّ عمليات المقاومة العراقية ودفاعها عن الوطن والكرامة وعزة النفس أمور يجب ألّا تُذكر، ما يترك متابع الصحف والفضائيات الأخبارية العربية أمام أخبار مجزّأة، ملتبسة، توحي بالتعتيم وتدفع المشاهد إلى تساؤل مشروع وهو: لماذا وكيف بالضبط يلقى جنود الاحتلال حتفهم في العراق إذن؟
ليس من الواقعية بشيء أن نأمل بأن يتّخذ العاملون في أجهزة الإعلام العربية الرسمية والشبه رسمية في زمننا هذا موقف المقاومة والممانعة الصريح الذي نتوقعه من المثقّفين والمفكّرين الوطنيّين الذن لا يعتمدون على أجورهم من تلك الجهات. ولكن ثمة بين المقاومة والممانعة من جهة، والتبعية والانخراط في الإعلام الكولونيالي من جهة أخرى، مجالات مهنية كثيرة يحقّ لنا مطالبة الإعلاميين بها. هناك واجب التحقق من صحّة الخبر من أكثر من مصدر، وذكر الفروق بين الروايات كحال كلّ من ينقل الأخبار بأمانة. هنالك أيضاً تمييز أهمية الخبر في خضم الأخبار العديدة الأخرى، وإلّا صار تقديمها جزءاً من التعتيم على ما هو جوهري وما هو محرك للأحداث. إنّ استمرار تفجير الدروع الأميركية في العراق بعد الموجة الثالثة من تحديثها التي كلّفت الولايات المتحدة سبعة مليارات دولار، ليس بمنزلة أخبار نزلاء المنطقة الخضراء المذعورين، لأنه شاهد على نوع آخر من توازن القوى في العالم، بمثابة سباق تسلّح غير متناسق الجانبين. وأين في العالم، الذي تتصوّر الولايات المتحدة أنها تحكمه اليوم، يسقط جنودها وضباطها برصاص القناصة؟ بل يستمرّ ذلك لخمس سنوات قامت فيها بحشد آخر تكنولوجيا الأقمار الصناعية والطائرات بلا طيار القادرة على التصوير والقصف والمناورة، وعشرات آلاف الكاميرات واللاقطات في الزوايا والمباني العالية، مدمجة بغرف عمليات طويلة وعريضة؟ وكيف تستطيع مقاومة معزولة ليس لها أرض محرّرة ولا ظهير ولا قوة سياسية دولية تدعمها أن تستنزف سنة بعد أخرى القوة الأعظم، لتحيلها إلى جيش لأكبر عدد من المرضى والمقعدين؟ أليست هذه هي القصة الحقيقية لمقتل الجندي الأميركي الواحد ولماذا المشاركة في الضباب الإعلامي، لإبقاء ورقة التوت الأخيرة لاحتلال
بلادنا؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
هستيريا الطقوس الدينية والدم العراقي المسفوح مجانا ?
داود البصري
السياسة الكويت
بعيدا عن التصنيفات والاتهامات الطائفية المسبقة , وبعيدا عن لغة التخوين والتكفير وبقية العدة التسقيطية المعروفة والتي أضحت معزوفة ممجوجة ودعاية رخيصة يحق لنا أن نتساءل ببراءة وعفوية عن مغزى كل تلك التضحيات الدموية الهائلة والرهيبة التي يقدمها البسطاء من فقراء ومحرومي شيعة العراق وهم يمارسون ماراثون الزيارة الهستيرية ويتعرضون للقتل المجاني ولحملات ( المخابيل) التكفيريين من أهل القاعدة وأشباههم من الارهابيين والقتلة! بينما تحتمي العمائم الثقيلة وسياسيو التدين والتطيف والنصب على الذقون خلف أسوار المنطقة الاميركية البغدادية الخضراء يدعون الناس للشهادة ونصرة أهل البيت, بينما يتمتعون بثرواتهم المليونية المسروقة في عوالم الغرب والشرق ويتعالجون في مشافي لندن, أقول أين كانت تلك الهستيريا ومهرجانات الدم الدموي المجانية أيام الصراع ضد نظام صدام البائد? لوحسبنا حسبة رياضية بسيطة لمجموع الضحايا من الفقراء والبسطاء والمحرومين الذين سقطوا مجانا في هستيريا الطقوس من مأساة جسر الائمة إلى التفجيرات المتنقلة في بغداد وكربلاء والنجف والبصرة إلى معارك الاخوة الاعداء في مدن الجنوب إلى الهوجات المهدوية وسباقات الدم الخرافية في الزركا والبصرة والناصرية والديوانية وتلعفر والموصل لوصل العدد لمشارف المليون إنسان, وهو رقم خرافي ومرعب لو استثمر في مقاومة النظام السابق لسقط تلقائيا من دون الحاجة لاحتلال اميركي دمر العراق وأجهز على صيغته التاريخية المعروفة وأدخل البلد والشعب في متاهات الله وحده يعلم بنتائجها المستقبلية ? .
نعود ونكرر التساؤل ما معنى الاصرار على إقامة الطقوس المبالغ بها في زمن الارهاب والخطة الامنية والتوتر الطائفي ? ما معنى أن تبادر المرجعيات الدينية لحشد أنصارها غير آبهة بسلامتهم ولا أمنهم ولا حرمة دمائهم ? ما معنى أن يكون الشغل الشاغل للحكومة العراقية المالكية المريضة ليس توفير الخدمات ولا بناء البلد ولا تعويض المحرومين بل حماية مواكب اللطم والمشاية, واشغال البلد وتعطيل الانتاج المعطل أساسا وزرع التوتر في سياسة قوامها أسلوب الهروب إلى الامام تعبيرا عن الفشل الشامل الذي يواجه الاحزاب والجماعات الدينية سنية كانت أم شيعية ?.
تصوروا هنالك حوالي أكثر من ألف أستاذ جامعي وثلاثين ألف طالب جامعي قرروا قطع الدراسة والقيام بالماراثون المقدس أي المشي حتى كربلاء نصرة لاهل البيت كما يقولون, رغم أنني أراهن وجميع العراقيين يعلمون جيدا أنه لو ظهر الامام الحسين اليوم وعاد للحياة لقتلوه مرة أخرى وتعللوا بمختلف العلل والتبريرات!! وكما قال الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب سابقا : أنبأك عليا لو عدت اليوم لحاربك الداعون إليك وأسموك(إرهابيا), نعم تلك هي حقيقة أحزاب النفاق الديني والطائفي في العراق التي تلبس أتباعها لباس التقوى في أوسع مسرح للتهريج والنصب في العالم, أعرف شخصيا أستاذا جامعيا في كلية الاداب جامعة البصرة قسم الجغرافيا كان زميلا لي في الثمانينيات وكان من أقذر الوجوه البعثية ممارسة لكتابة التقارير واضطهاد الرأي الاخر وحين سقط الصنم تحول بدرجة مغايرة وهو اليوم قيادي في أحد الاحزاب الطائفية وأطلق لحيته الكريمة ووشم جبهته بزبيبة الصلاة المعروفة وأصبح من دعاة أهل البيت, تصوروا حجم ودرجة النفاق في العراق.
الدماء العراقية المراقة مجانا اليوم في الشارع العراقي تتحمل مسؤولياتها المرجعيات الدينية الصامتة عن حالة الفوضى والهستيريا التي تعصف بالشارع العراقي كما أن الحكومة المالكية المريضة وهي تحتضر حاليا سيذكرها التاريخ بأبشع النعوت, لقد أثبتت الاحداث العراقية المتوالية فصولا أن التدين المزيف والطائفية المريضة المعجونة بالنفاق التاريخي العراقي هي واحدة من أهم الوصفات الجاهزة لتدمير الشعوب, فتبا وسحقا لكل النصابين والمتعيشين على دماء البسطاء, ويبدو أن العقل العراقي قد بات في إجازة قسرية لن تنتهي حتى, ظهور المهدي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
الفوز بالمستحيل
عاطف عبد الجواد
الوطن عمان
منذ البداية لم تنجح هيلاري كلنتون في اقناع الناس في الولايات المتحدة بالسبب الذي دعاها الى تأييد الحرب في العراق والتصويت لصالح الغزو، وهو التصويت الذي اعطى الرئيس بوش الضوء الأخضر. لكن السناتور كلنتون كانت على يقين طول الوقت بأنها سوف تفوز بالترشح للرئاسة عن الحزب الديموقراطي. في شهر نوفمبر الماضي قالت السناتور كلنتون في مقابلة تليفزيونية: انا سأكون المرشح عن الحزب الديموقراطي.
وكانت السناتور كلنتون على يقين أن ترسانتها السياسية والمالية سوف تكتسح باراك حسين اوباما في لمح البصر، وان السباق بينهما سوف ينتهي في الخامس من فبراير وهو اليوم المعروف باسم الثلاثاء الكبير، عندما جرت الانتخابات الأولية في 22 ولاية في يوم واحد. كانت استراتيجية كلنتون تقوم على افتراض انها سوف تهزم هذا الشاب قليل الخبرة بالضربة القاضية مع ظهور نتائج الانتخابات الأولية في الخامس من فبراير. وفي مقابلة تليفزيونية اخرى طمأنت السناتور كلنتون المشاهدين قبل حلول رأس السنة الميلادية في ديسمبر الماضي بأن السباق سوف ينتهي ليلة الخامس من فبراير.
ثم واجهت كلنتون الصدمة الكبرى عندما خرج باراك حسين اوباما منتصرا في معظم الولايات وبفارق كبير عنها. ومنذ الثلاثاء الكبير خسرت كلنتون ولاية اثر ولاية في الانتخابات التالية. ومع كل خسارة بدلت كلنتون من رسالتها الأساسية في الحملة الانتخابية، بينما بقيت حملة اوباما ثابتة على رسالة او شعار واحد هو التغيير. ثم وجدت كلنتون ان اموال حملتها الانتخابية آخذة في النفاد، بينما اوباما يجمع من التبرعات مليون دولار كل يوم. ارغمت كلنتون على إقراض حملتها 5 ملايين دولار من جيبها الخاص لإنقاذ حملتها من الافلاس. بينما استمر اوباما يحصل على المال من ملايين الناس العاديين. وبينما اتهمت كلنتون خصمها الديموقراطي بانعدام الخبرة السياسية، كان اوباما يتفوق عليها في المهارات التنظيمية للحملة الانتخابية. في مقابل كل مكتب تفتحه كلنتون في ولاية لتنظيم حملتها، كان لاوباما خمسة مكاتب. وبينما خرج مئات المتطوعين يدقون ابواب البيوت لدعوة الناس الى انتخاب كلنتون، كان الاف المتطوعين يجوبون الشوارع ويدقون ابواب البيوت نيابة عن اوباما.
الأمل الوحيد المتبقي للسناتور كلنتون اليوم لكي تستمر في حملتها الانتخابية هو ان تفوز بالمستحيل. اي ان تفوز في الرابع من مارس المقبل بولايتي تكساس واوهايو بفارق هائل يعوض عن خسائرها السابقة. المستحيل ليس هو فوزها بالولايتين، بل هو ان تفوز بفارق هائل. استطلاعات الرأي اليوم تعطيها تقدما ضئيلا على اوباما في الولايتين وربما تعادل معها اوباما بحلول الرابع من مارس. وربما تفوق عليها. ماذا يعني هذا؟
لو فازت كلنتون بفارق صغير في الولايتين سيحتفظ اوباما بتقدمه الراهن عليها من حيث الأرقام. وسيكون عليها ان تنسحب على الأرجح من السباق. وإذا فاز عليها اوباما بفارق ضئيل احتفظ ايضا بتقدمه الذي سوف يتحسن قليلا. اما اذا فاز اوباما بفارق كبير كما فعل في الانتخابات الأولية السابقة فسوف يبزغ الفائز بالضربة القاضية.
الفائز هو باراك اوباما في كل الأحوال. هذا ما تقوله الأرقام.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
كوسوفو وكردستان .. هل ثمة علاقة؟
خليل العناني
الوطن عمان
ترى هل ثمة علاقة بين ما حدث فى كوسوفو قبل أقل من أسبوعين، حين أُعلن عن استقلال هذا الإقليم وانفصاله عن الدولة الصربية، وبين ما يجري الآن في شمال العراق من هجمات للجيش التركي ضد قواعد حزب العمال الكردستاني؟
للوهلة الأولي قد يبدو الربط بينهما غير مفهوم ، بيد أن الاقتراب أكثر يكشف عن وجود ثمة روابط لا تخطئها عين بصيرة. ففجأة ودون سابق إنذار توغل الجيش التركي فى شمال العراق وشن سلسلة هجمات عنيفة ضد متمردي حزب العمال الكردستاني أسفرت عن مقتل العديد من الجنود لدي الطرفين. وربما ليس غريباً أن يقوم الجيش التركي بمثل هذا الهجوم، فذلك كان أمراً متوقعاً طيلة الشهور القليلة الماضية، ولكن الغريب هو توقيت القيام بهذا الهجوم والذي جاء بعد أقل من أسبوعين من حادثة استقلال كوسوفو.
واقع الأمر أن ثمة رابط بين كلا الأمرين ، وهو رابط يمكن أن تتحسسه فى مدى الهلع الذي أصاب العديد من البلدان التي تحتفظ بأقليات عرقية أو إثنية أو دينية داخل أراضيها، حيث كان استقلال كوسوفو بمثابة زلزال هزّ أركان العلاقات الدولية والقانون الدولي باعتباره قد يفتح الباب أمام قيام حالات انفصال مشابهة فى مناطق أخرى من العالم.
وبما أن الحال التركية تعاني من مشكلة مزمنة فى الملف الكردي ، وذلك على الرغم من محاولات الدمج التي قام بها حزب العدالة والتنمية التركي من أجل استقطاب الأكراد ودمجهم فى العملية السياسية بدليل فوز ما يقرب من 24 نائباً كردياً فى الانتخابات النيابية التي جرت الصيف الماضي، لذا فإن ثمة هواجس أصابت العقل السياسي التركي خوفاً من تكرار سيناريو كوسوفو على أراضيها، خاصة فى ظل التنامي المتواصل لقوة الأكراد فى العراق. وكم كان ملفتاً أن تشجب تركيا استقلال كوسوفو وترى فيه خطراً يهدد السلم الدولي.
قطعاً ما يحدث فى تركيا يتم تحت غطاء أميركي لا تخطئه العين، لذا تبدو أنقرة كما لو كانت غير قلقة من تبعات اجتياح قواتها البرية لشمال العراق ودك معاقل " العمال الكردستاني" دون هوادة.
وهذا الأمر قد يبدو محيّراً للغاية، ففي الوقت الذي تدعم فيه واشنطن استقلال كوسوفو، فإنها تساعد تركيا على إجهاض أي محاولة كردية للقيام بعمل مماثل، وهنا تتضح الطبيعة المعقدة للسياسة الخارجية الأميركية، التي يقع البعض فى أخطاء تبسيطها.
فتركيا بالنسبة للولايات المتحدة حجر زاوية مهم فى تفاعلات الشرق الأوسط، حيث تقوم أنقرة بمجموعة من الأدوار الرئيسية "الحساسة" سواء للغرب أو للولايات المتحدة، ليس أقلها التواصل "الناعم" مع دول المنطقة من خلال علاقات جوار وصداقة ، وهي فى ذلك تبدو كمن يمسك بخيوط متقاطعة ومتعارضة، فهي تقيم علاقات مع سوريا وإسرائيل رغم ما بينهما، وتقيم علاقات جيدة مع إيران التي تمثل "الصيد الثمين" للولايات المتحدة. كما أنها من جهة أخري تعد "رمانة ميزان" فى حفظ الاستقرار والأمن فى العراق، سواء من خلال منع تسلل عناصر القاعدة، أو من خلال دعم الحكومة العراقية الحالية. وهي بذلك تقدم خدمات جليلة لواشنطن وحلفائها، وبالتالي يصبح منطقياً أن يدعم هؤلاء أنقرة فيما تعتبره تهديداً لأمنها القومي ممثلاً فى هجمات متمردي حزب العمال الكردستاني.
أما فى حالة كوسوفو، فالوضع مختلف تماماً، أولاً لأن كوسوفو تمثل خطاً فاصلاً بين الإرث السوفيتي القديم ودول أوروبا الشرقية التي انضمت مؤخراً للكتلة الغربية، وبالتالي يقع على خط التماس بين الغرب وروسيا. وثانياً لأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هم الذين "هندسوا" اتفاق السلام فى هذه المنطقة سواء من خلال خطة "دايتون" عام 1996 التي أنهت الحرب الأهلية داخل صربيا، أو من خلال خطة "مارتي هتساري" التي أقرت عام 1999، وبالتالي من مصلحتهم نزع فتيل التوتر بين الصرب والألبان، وهو ما يتحقق من خلال استقلال كوسوفو، وذلك وفق الرؤية الغربية لهذه القضية.
بيد أن السؤال هو: هل يعبر الموقف الأميركي من الأزمة الكردية - التركية عن محاولة من واشنطن للتخلص من تبعات علاقتها القوية والتاريخية مع أكراد العراق؟ حتى الآن تبدو الإجابة صعبة على هذا التساؤل، خاصة فى ظل الاحتياج الأميركي الجديد للتفاهم مع أكراد العراق من أجل ضمان استقرار الأوضاع هناك، وتوفير مظلة لخروج أميركي آمن من العراق ، بيد أنه ليس مستبعداً على الإطلاق أن تتوصل جميع الأطراف إلى "صفقة كبرى" يتم فيها تقسيم الأدوار والمصالح، قد يدفع "العمال الكردستاني" ثمن نجاحها.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
تكتيكات التخويف وصيانة الدستور الأميركي
جاي روكفيللر*
باتريك ليهي*
سيلفيستر رايز*
جون كونيرز*
واشنطن بوست
لا شيء أهم للشعب الأميركي من سلامتنا وحريتنا ، وبما أننا رؤساء اللجان الاستخباراتية والقضائية بمجلسي النواب والشيوخ فإننا نتحمل مسئولية كبيرة لحمايتهما معا.
من سوء الحظ أنه بدلا من العمل مع الكونجرس لوضع أفضل السياسات للمحافظة على سلامة بلادنا ، يعود الرئيس بوش مجددا إلى أساليب التخويف والألعاب السياسية.
في نوفمبر الماضي ، مرر مجلس النواب تشريعا يمنح وكالات الاستخبارات الأميركية أدوات قوية لاعتراض الاتصالات الإرهابية التي تعبر الولايات المتحدة ، بينما ضمن عدم اجتياح شركات الاتصالات الخاصة من قبل الحكومة في انتهاك واضح للتعديل الرابع من الدستور الأميركي.
وقبل قرابة اسبوعين ، مرر مجلس الشيوخ تشريعا مماثلا ، ويحتوي مشروع قانون مجلس الشيوخ أيضا بندا يمنح حصانة قانونية بأثر رجعي لشركات الاتصالات التي ساعدت الاجهزة التنفيذية في إجراء برامج مراقبة بعد هجمات 11 سبتمبر.
وبينما قد نختلف نحن الاربعة حول اللغة التي يجب أن يتضمنها مشروع القانون النهائي ،لكننا نتفق على العديد من النقاط .
أولا ، لم تظلم الدنيا على بلادنا في السادس عشر من فبراير عندما انتهى العمل بقانون حماية أميركا ؛ وبالرغم من حديث الرئيس المبالغ فيه حول هذه المسألة إلا أن قرارات الحكومة بموجب هذا القانون سوف تستمر حتى أغسطس على الأقل. وقد تشمل تلك القرارات كل جماعة إرهابية معروفة وهدف أجنبي ، ولم تتوقف المراقبة ؛ وإذا تم تحديد عضو جديد في جماعة معروفة أو رقم هاتف جديد أو عنوان بريد إليكتروني جديد ، فبوسع الاستخبارات الأميركية أن تضيفه إلى القرارات الموجودة ومن ثم يمكن أن تبدأ عملية المراقبة على الفور.
وحسب إقرار كينيث وانشتاين مساعد وزير العدل في تصريحات للمراسلين يوم 14 فبراير ، سوف تسري القرارات لمدة عام ، ومع انتهاء العمل بقانون حماية أميركا ، سوف تظل تلك القرارات سارية إلى نهاية ذلك العام وسنكون قادرين على القيام بالمراقبة بناء على تلك القرارات.
ولو كان الرئيس بوش يعتقد حقيقة أن انتهاء العمل بقانون حماية أميركا سبب خطرا ، لما رفض عرضنا بتمديد القانون.
بالنسبة للاحتمال البعيد الخاص بظهور منظمة إرهابية لم نكن حددناها من قبل ، بوسع وكالة الأمن الوطني أن تستغل السلطات الموجودة بموجب قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية لتتبع اتصالات تلك المنظمة. ومنذ مرر الكونجرس هذا القانون المذكور عام 1978 ، وافقت المحكمة التي تضبط استخدام القانون على نحو 23 ألف طلب اعتقال ولم توافق إلا على خمسة فقط. وفي حالة الطوارئ ، يمكن لوكالة الأمن الوطني أو الاف بي آي القيام بالمراقبة فورا بدون الحاجة للحصول على أمر قضائي بموجب قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية لمدة ثلاثة أيام.
عندما قدمت الوكالات الأميركية معلومات حساسة لحفائنا الألمان لاحباط مؤامرة إرهابية كنا نعتمد على سلطات وكالة مراقبة الاستخبارات الأجنبية.
والذين يقولون أن الوكالة قد تجاوزها الزمن فهذا فيه تقليل من قدر تلك الأداة القوية.
من الواضح أن الرئيس وحلفاءه الجمهوريين في محاولة يائسة لتشتيت الانتباه عن الاقتصاد واخفاقات سياساتهم الأخرى ، يحاولون استخدام استغلال تلك القضية لتخويف الشعب الأميركي كي يعتقد أن الديمقراطيين في الكونجرس تركوا أميركا عرضة لهجوم إرهابي.
بيد أن لو قدر أن تكون أمتنا معرضة فجأة لهجوم ، فلن يكون ذلك بسبب أننا لا نملك سلطات مراقبة محلية كافية ؛ بل بسبب أن إدارة بوش لم تفعل شيئا يذكر لدحر تنظيم القاعدة الذي أعاد تنظيم صفوفه في باكستان ، واكتسب قوة في أنحاء العالم. وإن الكثير من أصولنا الاستخباراتية مستخدمة حاليا للقتال في العراق بدل توجيهها إلى اسامة بن لادن وتنظيم القاعدة الذين هاجمونا في 11 سبتمبر ويريدون أن يعيدوا الكرة مرة أخرى.
قد يحاول الرئيس تغيير الموضوع بالحديث عن قوانين للمراقبة ولكن هذا لن ينطلي علينا.
نحن نتحرك لتمرير قانون يحكم المراقبة لأننا نعتقد أن هذا النشاط يجب أن يتم تنظيمه بدقة لحماية الحقوق الدستورية الأميركية ؛ ويجب حماية الشركات التي تقدم المساعدة القانونية للحكومية في انشطة المراقبة بشكل قانوني للقيام بهذا الدور.
اننا نعمل بالفعل من اجل التوفيق بين مشروعي القانون بمجلس النواب ومجلس الشيوخ ، ونأمل أن ينضم إلينا زملاؤنا الجمهوريون في الاسابيع القادمة لصياغة تشريع نهائي يتفق عليه الحزبان. والهدف الرئيس لجهودنا هو بناء دعم لقانون سوف يمنح خبرائنا الاستخباراتيين ليس فقط ادوات يحتاجونها ولكن أيضا الثقة في أن التشريع الذي سيطبقونه يحظى بدعم عريض من الكونجرس والشعب الأميركي.
وإذا كان الرئيس يعتقد انه يستطيع استخدام هذا الأمر كإسفين لتقسيم الديمقراطيين فإنه واهم ؛ نحن متحدون في عزمنا لإخراج تشريع مسئول يحمي أميركا ويصون دستورنا.
مناصب الكتاب
*رئيس لجنة الاختيار بمجلس الشيوخ الخاصة بالاستخبارات
*رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ
*رئيس لجنة الاختيار الدائمة الخاصة بالاستخبارات في مجلس النواب
*رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
مصالحة عابرة للقارات
حمزة مصطفى
اليوم السعودية
لم يبق شئ للقطب المتجمد الجنوبي . فطبقا لآخر التقارير الخاصة بمسيرة المصالحة الوطنية الظافرة فان العاصمة اليابانية طوكيو بدأت تستعد لاستضافة احد مؤتمرات او لقاءات المصالحة الوطنية العراقية . وبالتأكيد فان طوكيو سوف لن تكون العاصمة الأخيرة التي ينهي فيها المتخاصمون خصوماتهم . بل هي محطة بين محطات أخرى وعواصم أخرى . ولمن فاتته متابعة قطار المصالحة الوطنية منذ عام 2005 وحتى اليوم فان أولى مؤتمراتها عقدت في القاهرة تحت رعاية الجامعة العربية . وفي الوقت الذي كانت فيه الجامعة تعد العدة لعقد المؤتمر الثاني في بغداد حصلت عام 2006 احداث سامراء التي قلبت الموازين فتعطل كل شئ الا قطار المصالحة الذي استمر في مسيرته الصاعدة نحو العاصمة الفنلندية ( هلسنكي ) حيث تم عقد مؤتمر خلف ابواب مغلقة . وبعد هلسنكي جاء دور بيروت التي شهدت هي الأخرى لقاء آخر من لقاءات المصالحة , تبعها البحر الميت والآن وطبقا لما جاء في الأخبار فان النية تتجه لعقد مؤتمر للمصالحة في اليابان .
الجامعة العربية من جانبها لاتكل ولا تمل . ففي الوقت الذي تعقد مؤتمرات المصالحة هنا او هناك مع كثير من الكلام الذي يرافقها والتصريحات والبيانات فان زيارة ممثل مساعد الأمين للجامعة العربية احمد بن حلي يجري تأجيلها كلما أوشكت طائرة السيد بن حلي على المغادرة . ففي آخر لحظة يحصل التأجيل حين يستدعي الأمر زيارة مسؤول او موفد عربي وأحيانا غربي لكي يقدم لنا النصائح الثمينة في موضوع المصالحة . ولا يفوته التطرق الى ما حصل في جنوب افريقيا وفي غيرها من المناطق في العالم . مع ذلك فان زيارة أي مسؤول عربي او أجنبي تلتف حولها ألف حية كما يقال إذا كان الأمر يتصل بالمصالحة .
وفي باب التبريرات فإننا كثيرا ما نقول له إما ان الدور العربي تأخر كثيرا وأصبح ( اكسباير ) لا فائدة منه او ان المسألة تحتاج الى المزيد من التحضير لان علينا الإجابة أولا .. ما مفهوم المصالحة ؟ ومع من يجب ان نتصالح ؟ لكن إذا كان المؤتمر او الندوة تعقد خارج العراق ويرعاها المركز الفلاني او الشخصية الدولية الفلانية فان الموضوع يختلف تماما . ففي هذه الحالة تحشد كل الأطراف جهودها وحشودها لحضور هذا المؤتمر الذي يذهب اليه نصف البرلمان بينما لا يحضره من الأطراف الأخرى سوى شخصيات إما هامشية تماما بالنسبة لما تمثله من قوى او اتجاهات في المعارضة او الفصائل المسلحة او غيرها او شخصيات ليس لنا معها أي خلاف . بل تكاد علاقتنا بها تكون أفضل مائة مرة من علاقة القوى والكتل المشاركة في العملية السياسية .
وإذا لاحظنا فانه كلما انتهى مؤتمر او لقاء من لقاءات المصالحة فان كل الأطراف المعارضة سواء كانت هذه الأطراف بعثية او فصائل مسلحة تعلن على رؤوس الأشهاد إنها لم تشارك في المؤتمر الفلاني او اللقاء الفلاني . وان الشخص الفلاني الذي يفترض انه جاء ممثلا عن هذا الطرف او ذاك لا يمثل هذا الطرف او ذاك . بل كثيرا ما يتعرض من نقد قاس في عشرات المواقع الالكترونية التي تتحدث باسم تلك الأطراف . بل والأدهى من ذلك ان الطرف او الشخصية اليتيمة من قوى المعارضة التي تحضر المؤتمر او اللقاء تنضم هي الأخرى الى صف الناقدين والمهاجمين للمؤتمر ومنظميه وانها حضرت بالفعل ولكنها لا تمثل سوى نفسها وان هدفها هو جس نبض المشاركين في العملية السياسية الجارية في ظل الاحتلال كما تقول مدونات تلك الأطراف .
من هنا يصبح من غير الممكن السكوت على مسألة من هذا النوع .. طرف دولي يسعى لان يجمع الأطراف العراقية المشاركة في العملية السياسية وينجح في تشكيل وفد طويل عريض من الشخصيات والقوى السياسية العراقية التي تذهب الى آخر الارض لتلتقي بشخصية او شخصيتين سرعان ما يعلنون إنهم يمثلون أنفسهم فقط .. هذا يعني ان الطرف الدولي لم ينجح في حشد قوى حقيقية وفاعلة من قوى المعارضة التي يمكن التحاور معها حتى ولو لم يؤد الحوار في مرحلته الاولى الى نتائج . إما ان تضيع القوى والشخصيات السياسية والبرلمانية وقتها ووقتنا وتحط كل يوم في عاصمة او مدينة او مكان سياحي من اجل المصالحة التي تهلل لها أجهزة الاعلام الوطنية التي سرعان ما تضع هذه الخطوة في سياق مبادرة رئيس الوزراء للمصالحة الوطنية وهو مايعني ان المزيد من الانفراجات ستحصل في القريب العاجل طبقا لما كشفه النائب الفلاني والمستشار الفلاني .. والنتيجة ان المحصلة صفر على الشمال . المهم ننتظر طوكيو ليس لان شيئا هاما سيحصل فيها ..لكنها على الأقل خطوة نحو القطب المنجمد الجنوبي .

ليست هناك تعليقات: