Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 4 فبراير 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الاحد 03-02-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
هل خرج العراق من دائرة اهتمام العرب ؟!
عيسى بن محمد الزدجالي
الشبيبة عمان
إجتمع وزراء الخارجية العرب في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة إجتماعهم الطارىء في الأسبوع الماضي لمناقشة الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، وموضوع أزمة الرئاسة اللبنانية، لكنهم للأسف لم يتطرقوا من قريب أو من بعيد الى المسألة العراقية، وكأن العراق أصبحت قضيته خارج دائرة الاهتمامات العربية. والحقيقة ان وزراء الخارجية العرب كان لابد وان يضعوا الملف العراقي ضمن قائمة اهتمامهم وهم بصدد الاجتماع، حتى ولو كان هذا الاجتماع طارئا، ولكن لا يجب ان يغيب العراق عن أي اجتماع عربي يتم على كل المستويات، حتى لا تغيب قضيته، فيكون ذلك خدمة للمحتل الذي يريد تمديد وجوده في بلاد الرافدين لسنوات أخرى عديدة قادمة تحقيقا لمآربه التي يعرفها الجميع الآن سواء داخل العراق أو في المنطقة ككل. فالشعب العراقي الذي يعاني الأمرين حاليا تحت وطأة الاحتلال، ويحترق رويدا رويدا بنيران الاحتلال وما يسببه من قتل ودمار بصورة يومية، يحتاج هو الآخر الى نظرة من أشقائه العرب، فالجرح واحد، والدم النازف منه واحد أيضا، سواء كان ذلك على أرض فلسطين أو لبنان أو العراق، او أية بقعة عربية أخرى أبتليت بالفتنة من الداخل أو الاحتلال من الخارج ..و"الفتنة أشد من القتل". وبما أن الأمين العام لجامعة الدول العربية قد ذكر في تصريحاته التي أعقبت اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة ان القمة العربية المقبلة سوف تعقد يومي 29 و30 مارس المقبل في دمشق، فاننا نطالب من الآن بضرورة وضع العراق وقضيته في صدارة أجندة هذه القمة، اذ من غير المعقول ان تتجاهل امريكا العراق، فيتجاهله العرب ويخرجونه من حساباتهم. ولابد ان يستوعب العرب خطورة الأوضاع في العراق، وخاصة بعد ان بدأت نيران الفتنة تتصاعد فيه من ثلاث جهات جنوبه ووسطه وشماله، حيث تقع الهجمات الانتحارية يوميا في هذه المناطق وتودي بحياة العشرات من المواطنين العراقيين الأبرياء، ولابد من ان يكون للعرب دورهم ايضا في وقف نزيف الدم بالعراق مثلما يحاولون حل القضايا في الدول الشقيقة الأخرى، وذلك قبل ان يستفحل الأمر، ويدخل العراق في دوامة أكبر اذا ترك الباب لتنتشر النار في الهشيم أكثر من ذلك، فيقع ما لا يحمد عقباه، ووقتها لن تستطيع العرب ولا أمريكا بكل جنودها وعتادها من معالجة الأمر، أو اعادته الى ما كان عليه قبل الاحتلال.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
القتل العمد للأبرياء
وليد الزبيدي
الوطن عمان
يقول شهود عيان من مدينة الموصل، إن القوات الحكومية وجهت أمرا لسكان المنطقة المحيطة بمكان الانفجار في حي الزنجيلي بعدم مغادرة منازلهم ،وانتشرت القوات الأميركية هناك، وأطلقت النار على كل من خرج أو حاول مغادرة المنطقة، ووسط ترقب الناس وخوفهم من المجهول دوى انفجار هائل،يقول الناجون من القتل العمد، أنه يشبه الزلزال، فانهارت الكثير من المنازل على رؤوس النساء والأطفال والشيوخ، وانهارت عمارات أخرى وعصف الانفجار الهائل بالأبرياء هناك.
إن هذا القتل الجماعي للمدنيين الأبرياء هو جريمة ارتكبتها القوات الحكومية وقوات الاحتلال ، مع سبق الإصرار والترصيد.
لا شك أن القصدية واضحه في ارتكاب هذه الجريمة بحق المدنيين الأبرياء، لان الاجهزة الامنية الحكومية والقوات الأميركية تمتلك أجهزه الكترونية متطورة جدا تحدد نوع المتفجرات الموجودة، وتعرف حجم الدمار الذي تخلفه في حال انفجارها، وتعطي أرقاما عن قوة العصف والمسافات التي يصل إليها.
وعندما منعت هذه القوات الأبرياء من مغادرة بيوتهم، فإنها تعمدت قتلهم، لأن عدم خروجهم يعني قتلهم تحت الأنقاض، حيث انهارت الكثير من المنازل والبنايات.
بماذا نفسر هذا الاعداد المسبق لتفجير هذه الشخته الكبيرة وسط المدنيين الأبرياء.
في كل يوم نسمع بيانات الاجهزة الحكومية وتصريحات قادة الجيش الأميركي التي يعلنون فيها إبطال العبوات الناسفة ، وبيانات أخرى تتحدث عن العثور على عشرات الأطنان من المتفجرات ، ويتم نقلها إلى القواعد الأميركية ، وفي هذه المرة حصل الأمر داخل حي سكني (الزنجيلي) في مدينة الموصل، وبدلا من البحث في الطرق التي تتكفل بإنقاذ الأبرياء من القتل سواء بإبطال مفعول المتفجرات أو العمل على نقلها خارج المنطقة ، فقد لجأت القوات الأمنية الحكومية وقوات الاحتلال الأميركي إلى الطريق الأسود والأخطر.
لقد اختارت هذه القوات طريق التفجير بدلا من الوسائل الاخرى.
وأصرت على منع السكان من مغادرة المنطقه، رغم معرفتها الدقيقه بحجم الانفجار وخطورته،والمسافات الشاسعة التي تقع ضمن دائرة القتل اليومي الذي يستهدف المدنيين الأبرياء.
في كل مرة يحصل القتل للأبرياء العراقيين،يقول الأميركيون والأجهزة الحكومية إن ما حصل بسبب خطأ ما، وفي هذه المرة يؤكد ذلك قائد القوات الأميركية في شمال العراق الميجور جنرال مارك هيرليتنج،وكأن ما جرى ليس بأكثر من رمي حجر في بركة ماء، ولم نسمع بإجراء تحقيق شامل وواسع لمعرفة دوافع هذا الإصرار الحكومي والأميركي على قتل هذا العدد الهائل من العراقيين الأبرياء، رغم معرفة الذين يقفون وراءه، بحجم الانفجار وخطورته، واصرارهم على منع الناس من مغادرة منطقة الخطر، وعدم لجوئهم إلى وسائل اخرى للتخلص من المتفجرات أنه القتل العمد للمدنيين الابرياء.
الإضافة الأهم والأخطر ما تحدث به شهود عيان أمام وسائل الإعلام وقالوا ان القوات الحكومية أنزلت عشرات البراميل ووضعتها داخل المبنى قبل نصف ساعة من تفجيره.
WZBIDY@YAHOO.COM
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
هياكل التضليل : كيف تذبح الضحية بريشة فنان؟مغزى طروحات هيكل حول العراق وايران(3 – 3)
صلاح المختار
شبكة البصرة
(انه يذبح بالريشة)مثل عراقي
دور ايران في أثارة الفتن
من الامور اللافتة للنظر في حديث هيكل هو انه ترك الانطباع بان ايران تقودها مجموعة من الملائكة تعاملت مع جيرانها العرب بمنتهى الرقة والود! فهو اتهم العراق بانه من شن الحرب على ايران! وهو تجاهل الدور الايراني الخطير جدا في نشر الفتن الطائفية وهو تناسى المشاركة الايرانية في غزو وتدمير العراق وغيرذلك! فهل تم ذلك صدفة؟ ان الحقيقة التي تيقن منها حتى بعض من احسن الظن بايران لفترة هي ان ايران تعد الشريك الاول والاهم لاسرائيل وامريكا في اثارة الفتن والازمات والحروب في المنطقة كلها، وقول هذه الحقيقة ليس محض رد فعل بل هو نتاج واقع مر نعيشه في العراق وفي الاقطار العربية. وسنستعرض بعضا من تصرفات (ملائكة ايران)، لنوضح كم ان السيد هيكل كان بعيدا عن الحقيقة والصواب.
1 – الحرب العراقية - الايرانية : بعد مرور اكثر من ربع قرن على اندلاع الحرب العراقية – الايرانية، وهي فترة كانت زاخرة بالمؤشرات والادلة والحقائق وتوفر الوقت لدراسة تلك المشكلة بتأن وتزيل الالتباسات وتسقط الاحكام المتسرعة، نقول بعد مرور هذه الفترة أصبح واضحا ان ايران هي التي فرضت الحرب وفجرتها، ومع ذلك، ورغم كل الحقائق، يأتي هيكل ليتهم العراق بانه هو من شن الحرب متجاهلا بطريقة لا تقبل الاعذار حقائق تبلورت وعرفها العالم ومنها ما يلي :
أ – ان ايران خميني هي التي اعلنت على لسان خميني شخصيا وباقي قادة ايران ان اسقاط النظام الوطني في العراق سيكون الهدف الاول بعد اسقاط الشاه، ورفع شعار معروف جدا وهو (تحرير القدس عبر تحرير بغداد). ويعترف بذلك كافة قادة ايران ومنهم اية الله حسين منتظري، والذي كان نائبا لخميني وقتها وابو الحسن بني صدر الذي كان رئيسا لجمهورية ايران حينما اندلعت الحرب. فما معنى هذا الموقف؟ انه الاطار الرسمي للاعداد للحرب على العراق، فقرار اسقاط النظام يعني ان ايران لا تجد مجالا للحوار مع العراق، وهذا ماقاله خميني وغيره للوسطاء العرب والمسلمين الذين ارادوا اطفاء نار الفتنة، ومنهم الشهيد ياسر عرفات الذي قال له خميني بصراحة عندما زاره في طهران : هل انت معي ام مع صدام حسين؟ انا لا اقبل الوساطة او الحياد! وهذا القول ردده بعده باكثر من 22 عاما جورج بوش في عام 2001 حينما قال : من لم يكن معي فهو ضدي!
ب – لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل قام خميني باصدار اوامر علنية عبر التلفزيون والاذاعات والخطب بشن هجمات مسلحة داخل العراق على النظام الوطني لاسقاطه. وفي هذا الاطار تعرض كبار المسؤولين العراقيين لمحاولات الاغتيال، مثل المجاهد الكبير طارق عزيز (فك الله اسره)، وفجرت مؤسسات عراقية كبيرة كوزارة التخطيط وغيرها. كما اصدر خميني اوامر للقوات الايرانية المسلحة وحرس خميني بمهاجمة المناطق الحدودية العراقية، والتي اتخذت شكل حرب فعلية يوم 4 – 9 -1980. ان هذه الوقائع وثقت بمذكرات رسمية قدمت الى الامم المتحدة بلغت المئات قبل ان يرد العراق يوم 22 – 9 – 1980 لاسكات مصادر النيران الايرانية.
ج – بعد اقل من اسبوع على توسع الحرب قدم الرئيس الباكستاني ضياء الحق مشروعا لايقاف الحرب اعلنه في الامم المتحدة، باسم منظمة المؤتمر الاسلامي، فرفضته ايران فورا وقبله العراق فورا. وهذا ينطبق على كافة الوساطات الدولية والاقليمية التي رفضتها ايران وقبلها العراق. بمعنى اخر ان العراق مثلما وجد نفسه امام حرب قائمة وان ايران لا تريد اطفاء نيرانها وجد نفسه امام رفض ايراني لايقاف الحرب، التي وصفها خميني بانها (هبة من السماء) لتنفيذ خطة اسقاط النظام في العراق. واذا قبلنا فرضية ان العراق مسؤول عن تفجير الحرب، لاغراض النقاش فقط، ففي هذه الحالة فانه يتحمل مسؤولية اقل من اسبوع من فترة الحرب فيما تتحمل ايران مسؤولية ثمانية اعوام منها. فلماذا تجاهل هيكل هذه الحقيقة بعد ان اطلق تهمة ان العراق هو من بدأها؟
ان من الظواهر اللافتة للنظر ذلك التطابق التام بين موقف هيكل وموقف امريكا والغرب من مسألة من بدأ الحرب، فامريكا والغرب واسرائيل تتهم العراق بانه هو من بدأها، مع ان كل المؤشرات تؤكد ان ايران هي من فرضتها على العراق، فهل رأي هيكل انحياز لايران ام انه انحياز للراي الغربي الصهيوني؟ ان تعمد هيكل اهمال الدور الايراني في اشعال الحرب وتحميل العراق مسؤوليتها، وسط نقد واضح للسياسة الامريكية مصمم لاختراق وعي الجماهير العربية، بغطاء كاشف لامريكا ويبدو ظاهريا ناقدا لها، وتضليلها بفكرة براءة ايران ومسؤولية العراق. وعندما سمع الرأي العام هذا الاتهام من احمد الجلبي واياد علاوي رماه في سلال الزبالة لانهما عميلان مكشوفان، لكن سماع ذلك من هيكل يترك اثرا مختلفا لدى بعض من يعتقد بان هيكل وطني لانه كان من المقربين من المرحوم عبدالناصر.
2 – الفتن الطائفية في الوطن العربي : من الملاحظات الجوهرية ان هيكل لم يذكر دور ايران في اثارة الفتن الطائفية في الوطن العربي والعالم الاسلامي، والتي سلط بعض الضوء عليها، مع انه يشكل قاعدة التعاون الاساسية بين امريكا واسرائيل، من جهة، وايران من جهة ثانية، والقائمة على تفتيت وانهاء الهوية العربية في كل الوطن العربي. ان الدورالايراني يتجلى في المظاهر التالية :
أ – تدعي ايران رسميا ان لها الحق في التدخل لما تسميه (حماية الشيعة) في كل مكان من العالم، كما ينص الدستور الايراني، علما ان حماية الشيعة ليست هي الهدف بل استخدام تلك الحجة للتدخل في شؤون الاخرين، وقد استخدمت هذه الحجة للتدخل في العراق وغيره من الاقطار العربية.
ب – ان هذه الحجة تخلق شرخا في مفهوم المواطنة، الذي تتمسك به ايران حينما يتعلق الامر بمصالحها ورفضها التام التدخل في شؤونها الداخلية، لكنها تخرقه حينما يتعلق الامر بمصالح الاقطار العربية! وهذا الشرخ يتمثل في محاولتها زرع نوع من الازدواجية في ولاء المواطن العربي، الولاء لوطنه العربي والولاء لطائفته، وتلك مرحلة انتقالية تعقبها عملية تغليب الولاء للطائفة على الولاء للوطن. أنظروا لما يحدث في العراق ولبنان والبحرين واقطار عربية عديدة حيث صار الولاء للطائفة طاغ على الولاء للوطن بالنسبة للبعض.
ج – تنشأ ايران مجالس باسم (مجالس الشيعة) في الاقطار العربية التي لا يوجد فيها شيعة، او انهم يعدون بعدد الاصابع، لاجل ترويج الدعاية الطائفية وشق الصف الداخلي، ومن ينظر الى مصر، مثلا، سيجد ان ايران اقامت هيئة كهذه وشرعت في بث الدعاية الطائفية والتي تلاقت مع الدعاية الغربية الاسرائيلية التي اثارت موضوع الاقباط والمسيحيين لخلق مشكلة بين المسيحية والاسلام.
د – تقدم ايران مليارات الدولارات سنويا من اجل شراء الانصار في الوطن العربي، ومثال حزب الله في لبنان واضح ومفضوح، حيث انه اغنى من الدولة ماليا ويقدم الرشاوي لقوى سياسية وشخصيات لبنانية وفلسطينية، اخذت تعتاش على المال الايراني وادمنت عليه لدرجة انها لم تعد تخجل من الاعتراف بانها معتمدة ماليا على ايران مباشرة او بواسطة حزب الله.
هـ - تستغل ايران فقر اوساط عربية لتقديم المال مقابل التحول طائفيا، وهذه الظاهرة مثلا موجودة في سوريا وشاهدتها بنفسي، حينما كنت في سيارة تاكسي واخبرني السائق بانه اصبح شيعيا بعد ان منحنه ايران راتبا شهريا قدره 300 دولار، وبعد ذلك اشترت له سيارة تاكسي ليعتاش منها لاحقا وزوجته ايرانية ممن يأتون لزيارة مرقد السيدة زينب!
و – نشر ثقافة الانشقاق وزرع عوامل الاقتتال الداخلي من خلال ترويج اكاذيب عن اضطهاد الشيعة العرب، وتنمية روح الثار لديهم، خصوصا تجاه من تعدهم ايران قتلة الحسين وهم العرب السنة من وجهة نظرها! ولقد برزت هذه المشكلة في العراق بعد الاحتلال برفع شعارات الانتقام لمقتل الحسين من العراقيين (انصار بني أمية) والمقصود هو العرب السنة!!! وبالفعل قتل عشرات الالاف من العراقيين انتقاما لمقتل الحسين! بل الاخطر هو ان من تابع عمليات القتل تلك شاهد شعارات طاغية مثل : (الموت لبني أمية) وكأننا عدنا اكثر من الف عام الى الخلف واصبحنا نعيش ايام اغتيال الامام الحسين! لقد استخدمت ايران تقنية غسل الدماغ الجماعي عبر مواكب العزاء واللطم والضرب بالسكاكين حزنا على قتل الحسين وجلدا للذات حتى تسيل الدماء وسط بيئة احتفالية مثيرة للمشاعر وبكاء بصوت عال!
ز – سب الصحابة ونساء النبي علنا ومن خلال كتب ومقالات وخطب وفضائيات تمولها ايران او امريكا او كليهما. وهذا الاسلوب يخلق ردود افعال قاصرة وانفعالية تقوم على الرد على ايران باسلوب طائفي سني، وليس باسلوب وطني وقومي يدين الطائفية بكافة اشكالها، وهكذا يقع الجميع في فخاخ امريكية – اسرائيلية – ايرانية.
ان هذه المظاهر للنشاط الايراني لم تخلق شرخا بين المواطنين العرب فقط بل هي ايضا، وهذا هو الاخطر، حولت الصراع في الوطن العربي، من وجهة نظر البعض، من صراع ضد الصهيونية وكيانها وضد الاستعمار الامريكي الى صراعات طائفية ودينية بين المسلمين العرب انفسهم! وبطبيعة الحال فان المستفيد الاكبر هو امريكا واسرائيل وايران، والمتضرر الاكبر هو الامة العربية التي تشهد تحولا خطيرا هو الاكثر ضررا في كل التاريخ العربي.
وحينما نقول ان ايران هي من نجحت في تحويل الصراع بهذه الطريقة فنحن نعني ذلك تماما، لان خطة نشر الفتن الطائفية والعرقية قديمة وحاولت امريكا وبريطانيا واسرائيل تنفيذها ففشلت، لان هذه الاطراف ليس لها اذرع عربية او جاليات تسكن اقطار عربية، اما ايران فقد نجحت، الى حد ما، لانها تملك اذرعا وامتدادات داخل الوطن العربي، مثل حزب الله. كما انها تتبرقع باسم الاسلام وهو وضع يربك كثيرين، واخيرا فان ايران دولة اصيلة في المنطقة وجزء حيوي من نسيجها الاقليمي. والسيد هيكل، وبعد ان لاحظ مظاهر هذا الخطر العظيم، تجاهل الدور الايراني في خلقه وترك الامر عائما، مع ان واجبه الاساس هو عدم الاكتفاء بتسليط الضوء على هذه الظاهرة بل تحديد مصدرها وصانعها.
3- الدور الايراني في غزو العراق : لم يذكر السيد هيكل دور ايران في غزو العراق وتدميره ومحاولة تذويب هويته العربية، مع ان هذا الدور مكمل للدورين الاسرائيلي والامريكي، بل هو العماد الاساس لتنفيذ خططهما. يا للمفارقة ذات الدلالة الكبيرة : ففي حين اتهم هيكل العراق بشن الحرب على ايران، رغم ان هذا الاتهام موضع خلاف وجدل، فانه، وببساطة تصل حد السذاجة المفرطة ظاهريا، برء ايران من جريمة غزو العراق وهي جريمة ثابتة باعتراف قادة ايران بانهم ساعدوا امريكا على غزو العراق وانه لولا دعمهم لما نجحت امريكا في غزوها، كما قال خاتمي وهو رئيس لايران!
ان مجرد صمت هيكل حول تحديد من ساهم في غزو العراق بدور حاسم، واهتمامه اللافت للنظر باتهام العراق بانه شن الحرب على ايران، يشكل عنصر شبهات عميقة في دوافعه الحقيقية. بل ان الامر يزداد أثارة للشبهات اذا تذكرنا ان هيكل لم يتهم العراق بانه شن الحرب على ايران قبل الغزو في عام 2003 فما الذي حعله يقوم بذلك الان؟ هل يمكن تجنب الاستنتاج المنطقي القائل بانه يشارك في حملة شيطنة العراق وقيادته مع ان تلك الحملة مصممة اساسا لتسويق وتسويغ الغزو الامريكي للعراق؟ ان ايران، وللتذكير فقط، كانت ومازالت اهم الاطراف بعد امريكا التي غزت العراق ودمرته وتعمل على تغيير هويته العربية، وذلك دور معروف جدا، ووصلت وقاحة حكام ايران حد التفاوض مع امريكا رسميا حول مستقبل العراق، فهل فات على هيكل مغزى ذلك مع انه يستند على الدعاية في اتهام العراق؟
4 – دعم امريكا واسرائيل لايران : ولم يكن غريبا ان يتجاهل السيد هيكل حقيقة ان ايران وليس العراق هي من دعمت من قبل امريكا واسرائيل، فاذا وضعنا جانبا الدعاية الامريكية والايرانية التي قامت على اتهام العراق بانه تلقى دعما امريكيا اثناء الحرب العراقية الايرانية، وهي دعاية اثبتت كل الاحداث اللاحقة انها محض شيطنة للعراق، وانه لا يوجد دليل مادي واحد على عليها، فاننا بازاء واقع وحقائق على الارض تثبت بان ايران، وليس العراق، هي من تسلمت الدعم الامريكي – الاسرائيلي الهائل.
وكما وضحنا في هذه الدراسة فاننا نتعامل مع (ايران جيت) وليس مع (عراق جيت)، اذ ليس هناك سوى ايران جيت واسرائيل جيت كما اثبتت التحقيقات الرسمية الامريكية والاسرائيلية والاعترافات الايرانية. وفي نفس الوقت يكتب عوديد ينون، وكان وقتها مساعدا لمناحيم بيحن رئيس وزراء اسرائيل، بان الخطر الاعظم على اسرائيل يأتي من عراق صدام حسين لذلك يقول بان من الضروري دعم خميني في حربه على العراق لان ذلك سيساعد على تقسيم العراق الى ثلاثة دول!
هيكل، واضرابه الذين يزورون الواقع، قفز من فوق كل هذه الحقائق واعطى انطباعا بان ايران تخوض صراعا حقيقيا مع امريكا واسرائيل وان العراق في ظل الرئيس الشهيد صدام حسين كان مدعوما من الغرب في الحرب التي اتهمه هيكل بشنها على ايران! ما معنى ذلك؟ أليس معناه ان ايران هي من تحارب امريكا وليس العراق، وفي ذلك تشويه للواقع الذي يقول بان العراق هو من يحارب امريكا منذ عقود، وليس ايران التي عاونتها في غزو العراق وافغانستان؟ ان هذا التزوير للواقع هدفه تجميل وجه ايران على اساس ان من يحارب اسرائيل هو الذي يحظى بدعم الجماهير العربية والاسلامية وان من يصطف مع امريكا يواجه باحتقار وعزل الجماهير له مهما كانت هويته! هل ترون كيف يساهم هيكل في توسيع نطاق شيطنة البعث وعراق صدام حسين؟ 5 5 – تجاهل مشروع النهضة القومية في العراق : اهمل هيكل عمدا مشروع النهضة القومية العربية في العراق ونظرية الامن القومي العربي التي تبناها وربطت بين بناء الوحدة العربية ومنع المؤثرات الامريكية – الاسرائيلية – الايرانية، حينما قال هيكل ان العرب لا يملكون نظرية للامن القومي العربي بعكس الغرب واسرائيل. فما معنى ذلك؟
ان تناسي هيكل لما ورد في الفقرة اعلاه يوحي بان كل الحكام العرب، ودون أستثناء، كانوا محض متلقين لادور لهم، وانهم هم من مهدوا الطريق للغزو الامريكي – الاسرائيلي، ولتغلغل ايران في الوطن العربي، نتيجة تقاعسهم وعجزهم وتخلفهم! هل هذا الاتهام الاطلاقي صحيح؟ لقد اكدت الحروب التي فرضت على العراق، وما تحقق فيه من انجازات علمية تكنولوجية واجتماعية، نقيض ما يروج له هيكل، وهو ان القيادة العراقية كان لديها مشروع نهضة قومي شامل يستند على نظرية امن قومي، مما يوحي بوضوح بان هيكل يتعمد الحط من دور القيادة الوطنية العراقية وتشويه صورتها بمساواتها ببقية الحكام العرب. وهذه العملية بالطبع تعد جزء اساسيا من خطة شيطنة البعث، والتي اصبح واضحا انها الممهد الحتمي لاجتثاث البعث!
وفيما يلي اهم ملامح المشروع النهضوي العربي الذي أقيم في العراق :
أ – نتيجة ايمان القيادة العراقية بان التقدم والنهضة مرهونان بتحرير الشعب العراقي من الامراض الكابحة لنهضته، ومنها الامية والفقر، فقد كان من اول خطوات ثورة 17 – 7 – 1968 القضاء على الامراض المعيقة للنهضة، فازيلت الامية تماما بين الفئات العمرية دون الخمسين عاما، وقضي على الفقر وقام مجتمع الرفاهية، واصبح التعليم والطب مجانيين، أضافة لدعم اسعار الغذاء والسلع الاستهلاكية والملابس، ورمزية اسعار الخدمات الرئيسية كالكهرباء والماء والمواصلات... الخ. بهذه الخطوات الجبارة التي تحققت نقلت القيادة العراقية العراق وشعبه كله، ودون استثناء، من مجتمع متخلف وفقير وهامشي الى مجتمع متقدم متحرر من اغلب امراض المجتمعات الانسانية وقوي سياسيا.
ب – حصل هذا التقدم بعد ان اقدمت القيادة العراقية على الخطوة التاريخية التي كانت هدف كل الوطنيين العراقيين وهي تاميم النفط، وتحويل موارده من خدمة الاجانب المحتكرين الى خدمة الشعب العراقي والشعب العربي خارجه. وبموارد النفط تحققت النهضة الشاملة بسرعة استثنائية ادهشت العالم كله، وبالاخص الامم المتحدة التي اشادت بنجاحات العراق في مجالات عديدة منها محو الامية والامراض المستوطنة وغير ذلك.
ج – نجح العراق في انشاء جيش العلماء والمهندسين، الذي زاد عدده على اربعين الف عالم ومهندس وفني حسب تقدير ديفيد كي، رئيس فريق التفتيش النووي الذي فتش العراق بحثا عن اسلحة دمار شامل، فاطلق مقولته الشهيرة في عام 1998 (ليس لدى العراق اسلحة نووية لكن لديه سلاح اخطر منها وهو جيش العلماء والمهندسين). ان ذلك الجيش كان بحق مفخرة عربية حديثة لانه استطاع ان يضع الاسس المادية والعلمية لنهضة عراقية شاملة تضع بداية موفقة للاعتماد الطفيلي على الخارج في التصنيع وغير ذلك. وهذا هو السبب الذي جعل الاحتلالين الامريكي والايراني، اضافة الى اسرائيل، يقومان باغتيال الاف العلماء والمهندسين والاكاديميين بعد الغزو وفق خطة منظمة بدقة، من منطلق ان الثروة البشرية اهم واخطر من الثروة المادية.
وبفضل الانجازات المذكورة وغيرها بدأت بوادر نهضة شاملة في مجالات التصنيع العسكري والمدني متمثلة في سلسلة الصواريخ المتوسطة المدى، وتصنيع اسلحة ثقيلة واجهزة معقدة ومنها الاجهزة النووية كالقداحة وتصنيع قمر صناعي عراقي كان على وشك الاطلاق، واختراع طريقة عراقية خاصة في تخصيب اليورانيوم اضيفت لطريقتين موجودتين فقط في العالم. بل ان لجان التفتيش صدمت نتيجة اكتشافها ان العراق قد حقق تقدما هائلا في مجالات العلوم والتكنولوجيا وبمستويات ونوعية لم تكن تخطر ببال اي جهاز استخبارات في العالم.
والسؤال المركزي هو : لم تجاهل هيكل كل هذه الانجازات الكبرى والتي تؤكد بما لا يقبل الشك ان العراق كان لديه مشروع نهضة شاملة؟ هل اراد الحط من شأن تجربة البعث النهضوية في العراق بمساواتها القسرية بحالة الانظمة العربية الاخرى الغارقة في التخلف والفساد والتبعية؟
يبقى موضوع نظرية الامن القومي التي ادعى هيكل ان العرب على وجه الاطلاق يفتقرون اليها، وهذا الكلام غير دقيق وعدم دقته تنطوي على هدف محاط بالكثير من علامات الاستفهام، اذ ان العراق في ظل البعث والشهيد صدام حسين كان الوحيد من بين الاقطار العربية كلها الذي تبنى نظرية للامن القومي تقوم على رؤية ستراتيجية شاملة تجمع بين تحديد مصادر التهديد وكيفية التصدي لها واحباطها. ما هي مميزات هذه النظرية؟
ان نظرية الامن القومي العراقية قامت على الاسس التالية :
1 – من الضروري تنمية الموارد البشرية، اولا وقبل كل شيء، بجعل الانسان العراقي متقدما علميا وتكنولوجيا وقادرا على الخلق والابداع والمساهمة في التقدم الانساني. لذلك اصبح التعليم مجانيا من الابتدائية حتى درجة الدكتوراه.
2 – ان مجتمعا يعاني افراده من المرض لا يمكنه النهوض والتقدم لذلك اصبح الطب (الوقائي والعلاجي) مجانيا لتأمين الصحة للجميع.
3 – ان وجود الفوارق الطبقية الحادة والظلم الاجتماعي عائق كبير امام التقدم لذلك لابد من تحقيق نظام اجتماعي خال من الظلم الاجتماعي ويقوم على المساواة القانونية والاجتماعية والاقتصادية ووحدة مفهوم المواطنة، وبذلك نجح العراق في جعل كل عراقي مساو لغيره من العراقيين فتوفر الاساس النفسي للشعور بالحافز الخاص لخدمة المجتمع والوطن.
ان هذه الشروط الثلاثة تشكل البيئة الضرورية التي بدونها لا يمكن خلق مجتمع مستقر ومتوازن وقوي عسكريا وتكنولوجيا، وهي البيئة الافضل التي يزدهر بها الامن القومي ويتعزز، اما المكونات الاخرى للامن القومي العراق فكانت :
1 – تحديد مصادر التهديد الرئيسية وهي اسرائيل والغرب الاستعماري، الذي وضع الكوابح المعروفة لمنع نهضة العرب ووحدتهم منذ بداية القرن العشرين، أضافة لايران التي لا مجال لتجاهل مخاطرها على الامن القومي العربي.
2- تبنى العراق بثبات موقف العمل بكافة الطرق السلمية على محاولة تحييد ايران ونزع، او اضعاف، عوامل العداء من اجندة نخبها، بما في ذلك ابداء المرونة لاجل تحقيق ذلك. كما انه اعتبر علاقات الود مع تركيا من بين اهم اسس سياسته الخارجية. ان من ينتقدون العراق على اساس انه كان متشددا تجاه ايران يتجاهلون، بطريقة تبعث على الشك بنواياهم، حقيقة ان البعث والرئيس الشهيد صدام حسين قد قدما تنازلات كبيرة وخطيرة، مثل اتفاقية الجزائر لعام 1975، والتي تنازل فيها عن نصف شط العرب من اجل منع تطور الصراع الى ما هو اسوأ، وهذه التنازلات دفعت البعض الى نقد العراق وقيادته واتهامه بالتفريط بمصالح العراق. ان هذه السياسة الثابتة كانت مصممة لاجل التفرغ للعدو الرئيسي وهو الاستعمار والصهيونية.
3 – بناء جيش قوي ومتطور وصلت قوته حد ان الولايات المتحدة الامريكية قد حشدت طاقات اكثر من اربعين دولة لمحاربته في عام 1991، وهو حشد تجاوز بكثير ما حشده الحلفاء ضد هتلر والمحور في الحرب العالمية الثانية. اضافة الى ان الاسلحة التي استخدمت ضد العراق في تلك الحرب لم تستخدم مثلها لا ضد هتلر ولا ضد ثوار فيتنام، من حيث قدراتها التدميرية ودقتها وغير ذلك. وابرز تعبير عن قدرة العراق العسكرية كان اضطرار الولايات المتحدة لتغيير ستراتيجيتها الاقليمية، والتي اعتمدتها منذ دخلت منطقتنا بعد الحرب العالمية الثانية، وهي ستراتيجية (الحرب بالنيابة)، والتي كانت تعتمد من خلالها على القوى الاقليمية (نظم عربية واسرائيل وايران) في ضرب حركات التحرر، وتبنت ستراتيجة جديدة منذ عام 1991 وهي ستراتيجية (الحرب بالاصالة)، اي قيام امريكا بتحشيد حلفاء وقيادتهم مباشرة في شن الحرب على العراق. ان حرب عام 1991 وغزو عام 2003 اعتمدا على دول وجيوش لم يسبق ان اتحد عدد ونوع مثلها في التاريخ الحديث، بما في ذلك الحربين العالميتين، ضد احد لكنها اتحدت ضد العراق، الامر الذي يوضح حجم وقوة الجيش العراقي الذي بناه البعث وصدام حسين، منطلقا من جيش كان متواضعا في امكانياته عند قيام الثورة حيث كانت فيه اربعة فرق لكنه اصبح جيشا باربعين فرقة. ان ادراك القيادة العراقية لاهمية الجيش القوي في تأمين الردع الفعال لمن يفكر في العدوان كان من اهم مكونات نظرية الامن القومي ا لعراقية في ظل البعث. وهذه الحقيقة كانت وراء الاصرار على تدمير هذا الجيش ووضع هذا الهدف ضمن الحزمة الاولى من اهداف تقسيم العراق، والتي توضحت اكثر بعد غزو العراق وحل الجيش مباشرة بعده.
4 – كما ان نظرية الامن القومي العراقية قامت على تحقيق اكبر قدر ممكن من الاستقلال في توفير السلاح، سواء بالاعتماد على الذات تدريجيا، او بتنويع مصادر شراء السلاح (من فرنسا والاتحاد السوفيتي والصين والبرازيل واسبانيا... الخ). لقد كانت تجربة المرحوم عبدالناصر ماثلة في اذهان القيادة العراقية حينما ارادت اعادة بناء الجيش ليصبح درعا يحمي العراق والامة العربية، حيث تعرض عبدالناصر للضغوط الدولية من مصدري السلاح اليه فحرمه ذلك من المرونة الضرورية في المناورات السياسية. من هنا فان التصنيع العسكري والاصرار على بناء صناعة عسكرية متطورة توفر العتاد والاجهزة العسكرية المتطورة من بين اهم انجازات صدام حسين. كما ان تكوين جيش العلماء والمهندسين كان هدفه المباشر هو تحرير العراق من الاعتماد التام على الغير في التسلح وادامة التسلح.
5 – ولم يغب عن واضعي نظرية الامن القومي العراقية حقيقة ان الجيش العراقي ومهما كان قويا ومعتمدا على الذات فانه في الحرب النظامية لا يستطيع الصمود الى مالا نهاية امام التفوق الكبير للدول الاستعمارية المتقدمة، لذلك تميزت نظرية الامن القومي بانشاء جيش شعبي داعم للجيش النظامي واحتياطي كبير يقوم مقام الجيش النظامي، عند تدميره او تحييده اذا تعرض العراق للاحتلال، فيبدأ الجيش الشعبي المؤلف من حوالي ثمانية ملايين مدرب على القتال بشن حرب عصابات يستطيع العراق من خلالها مواصلة الحرب، رغم تفوق العدو او الاعداء عسكريا وتكنولوجيا وماديا. ونقصد بالجيش الشعبي ليس التنظيم الذي حمل هذا الاسم وقاده الشهيد القائد طه ياسين رمضان بل كل مواطن اعد عسكريا.
6 – ربط العراق عضويا امنه الوطني بالامن القومي العربي، وعد وجود االاحتلال الاسرائيلي لفلسطين مصدر التهديد الاول وقتها، كما نظر لتهديد ايران الشاه على انه امتداد للتهديد الصهيوني ومكمل له. لذلك كان مفهوم ان العراق هو البوابة الشرقية للوطن العربي يقوم على منع ايران من مشاغلة العراق لتحييد دوره القومي في الصراع العربي الاسرائيلي، من جهة، وكبح محاولات ايران التوسع غربا لاحتلال العراق ومنه تندفع لاحتلال الخليج العربي والجزيرة العربية وبعد ذلك بقية الاقطار العربية، من جهة ثانية. وفي اطار هذه النظرة القومية للامن اعتبر العراق ان تحقيق التقدم والنهضة في كافة الاقطار العربية وتحريرها من الفقر والامية وكافة مظاهر التخلف هو احد اهم الشروط المسبقة لتكامل نظرية الامن القومي العربية بما فيها نظرية الامن الوطني العراقي. وترجم ذلك بالدعم العلمي والتكنولوجي والمالي بل وحتى العسكري العراقي لكل قطر عربي احتاج اليه من موريتانيا الى الخليج العربي.
7 – وفي ضوء ذلك قامت نظرية الامن القومي العراقية على خمسة محاور رئيسية :
أ – المحور الاول حما ية الامن الداخلي العراقي، بيد من حديد من تخريب خيول طروادة الايرانية والاسرائيلية والامريكية، بالاعتماد اساسا على تحرير المواطن من العوز والفقر والامية وتوعيته وطنيا وقوميا، واسناد ذلك باجهزة امن وطني فعالة.
ب – منع ايران من التمدد غربا.
ج – منع اسرائيل من الانفراد بالاقطار العربية المحيطة بها.
د – أقامة توازن ستراتيجي يردع كل من اسرائيل وايران، ويحد بقوة من امكانية التدخل الدولي.
هـ - اعتماد الثقافة القومية والوطنية سلاحا ضد التخريب الطائفي والعرقي.
اذن، واذا اكتفينا بهذه الحقائق عن مفهوم الامن القومي والوطني لدى العراق، مع انه توجد الكثير من الحقائق الاخرى المهمة، نجد انفسنا امام تطبيق مبدع لمفهوم الامن يبدأ من ازالة عوامل الضعف والثغرات في المجتمع واعادة بناء الانسان ليصبح هو المصدر الاساس للقوة والثروة، وينتهي ببناء قوات مسلحة قوية، نظامية وشعبية، واقتصاد متين وصناعات متقدمة تحركها نظرة ستراتيجية لمصادر التهديد وكيفية مواجهتها بفعالية واقتدار، وربط ذلك بادراك ان الامة العربية هي الساحة الكاملة التي يجري فيها، وعليها، الصراع الحاسم حتى لو بدأ في ساحة العراق او تركز فيها.
وبعكس السيد هيكل، على افتراض انه لم يفهم ويدرك، فان تحالف الغرب الاستعماري والصهيونية وايران كان يدرك خطورة مفهوم الامن القومي لدى العراق واهمية الخطوات العملية التي انجزت، فعد العراق وليس غيره مصدر التهديد الاول والاخطر للمطامع الاستعمارية التوسعية لهذه الاطراف الثلاثة، والدليل هو ان صراعات المنطقة الاساسية تركزت ضد العراق اساسا، وما كان ذلك ليحدث لو لم يكن العراق فعلا هو القوة العظمى الجديدة اقليميا، والتي عرقلت تنفيذ الخطط الاستعمارية الدولية والاقليمية، وهددت باحداث انقلاب في موازين القوى يبدأ في الاقليم ولكنه لن يتوقف عند تلك الحدود بل سيواصل توسعه من اجل احداث انقلاب عالمي في موازين القوى. لو لم يكن عراق البعث وصدام حسين بهذا المستوى من التطور الخلاق في فهمه للامن القومي العربي، وفي اعداده لرد التهديدات الخارجية، لما تحملت امريكا والغرب وايران كل العناء وكل التضحيات التي رايناها ونراها في العراق المحتل، وكان ممكنا ان يعامل العراق مثلما تعامل بقية الانظمة العربية من قبل امريكا.
ماذا اراد هيكل؟
كما قلنا في بداية المقال فاننا لن نسمي الاشياء باسماءها الحقيقية بل سنترك للقارئ الكريم ان يجيب على تساؤلاتنا المشروعة واهمها :
1 – لماذا اطلق هيكل اتهامه للعراق بأنه هو من بادر وشن الحرب على ايران في وقت تجري عمليات متعددة هدفها تصفية البعث، بالاجتثاث الفكري والجسدي، والذي ادى الى استشهاد 120 الف بعثي منذ الغزو وحتى نهاية عام 2007، وهو هدف لا يمكن تحقيقه الا بالشيطنة وتحميل البعث مسؤولية كل السلبيات العربية؟
2 – لماذا تعمد هيكل تجاهل حقيقة معروفة ومعترف بها وهي دور ايران في تفجير الحرب والاصرار على ادامتها لمدة ثمان سنوات رغم كل الوساطات التي رفضتها ايران وقبلها العراق؟
3 – لماذا تجاهل هيكل الخلفيات التاريخية للصراعات مع ايران مع انها تظهر حقيقة ان لها مطامع في الارض العربية تسبق الاسلام واستمرت وتعاظمت بعده؟
4 – لماذا تجاهل هيكل النزعة التوسعية الايرانية، سواء في ظل الشاه او في عهد خميني، مع ان البرامج المعلنة لكليهما تؤكدها، فالشاه اراد بناء امبراطورية تعيد امجاد كورش، وخميني اراد بناء نفس الامبراطورية ولكن تحت غطاء نشر ما اسماه ب (الثورة الاسلامية) وفي المشروعين كان الوطن العربي هو الهدف الاول للتوسع الفارسي؟
5 – لماذا تعمد هيكل خلط الاوراق وتجاهل الفروق الجذرية والحاسمة بين نظام الرئيس الشهيد صدام حسين وبقية الانظمة العربية، خصوصا بتعميمه فكرة غياب مفهوم الامن القومي لدى كل الانظمة العربية مع ان العراق كان لديه مفهوم واضح للامن القومي؟
6 – لماذا تعمد تكرار نظريته الساداتية القديمة والتي تلخصت في فكرة ان امريكا لا تهزم وتنتصر في نهاية المطاف؟
7 – هل سلط الضوء على مطامع امريكا وخططها لاجل فتح قلوب مناهضي الاحتلال ودخولها وكسب ثقتها لكي يسرب ما اراد تسريبه من اراء مضللة؟
8 – هل ان تسليط هيكل الضوء على خطط امريكا وتجاهل خطط ايران واظهارها بمظهر من يتعرض للغضب الامريكي يقصد به تقبيح وجه الاولى ليتمكن من تجميل وجه الثانية؟
9 – هل تجاهل هيكل لدور ايران في غزو العراق وتدميره، مع انها تعترف بهذا الدور، برئ وعادي؟
10– هل لتجاهل هيكل لدور ايران في نشر الفتن الطائفية في الوطن العربي، وفي مصر بالذات مع ان ذلك هو جوهر المخطط الامريكي – الاسرائيلي، من معنى كبير؟
11– هل تجاهل صلات ايران بامريكا واسرائيل برئ مع ان ايران تحددت طبيعتها كقوة متعاونة او متلاقية المصالح مع امريكا واسرائيل ضد الامة العربية؟
12 – ما سر تناسيه لقصة رفض خميني التحدث معه بالعربية وتعمده، اي هيكل، الان نشر قصة (عشق) خميني للغة العربية؟ هل اراد ترميم وجه ايران خميني الشديد البشاعة الان لتمكينها من مواصلة دورها التخريبي والاجرامي خصوصا في العراق؟
13 – هل اراد هيكل بتحميل الرئيس الشهيد مسؤولية الحرب مع ايران تخفيف التعاطف الشعبي العربي الهائل معه والذي تبلور وتضاعف لحظة استشهاده الاسطوري؟
14 - ما سر هذا الدفاع العلني عن ايران مع انها الشريك الاول والاهم لامريكا في كل ما يجري في الوطن العربي من كوارث؟
15 - ان السؤال المر التالي يفرض نفسه : هل هيكل هو هيكل من هياكل الدعاية الامريكية المموهة والذكية جدا؟
واخيرا وليس اخرا ثمة جرسين لابد من قرعهما :
الجرس الاول : هو ما قاله هيكل حول مصالح امريكا اذ لا يمكن تجاهل مغزاه لانه يكفي بحد ذاته لتحديد الاطار الفولاذي لهويته، لقد قال بالفم المليان : امريكا لها مصالح مشروعة في المنطقة! ما معنى اعتبار مصالح امريكا مشروعة مع انها مصالح قوة استعمارية هي الاشرس والاكثر وحشية في كل التاريخ الانساني؟ لن أسمح لنفسي ان استمع لمن سيفسر ذلك على انه يقصد المصالح المشروعة لاية دولة لانه لغو فارغ تماما، فلدى امريكا (مصالح مشروعة) في مكانين من الوطن العربي تحددان معنى (المشروعية) لدى اصدقاء هيكل الامريكيين وهما العراق وفلسطين. هل قول هيكل، وبسرعة تبدو كأنها عابرة وطبيعية، مع انها ليست عابرة ولا طبيعية، بان لامريكا مصالح مشروعة في المنطقة شيء غير امرار فكرة تموه وتخفي الطبيعة الاستعمارية لما يسميه (مصالح مشروعة) لامريكا؟
الجرس الثاني : لا يجوز اطلاقا عند التعامل مع القضايا المصيرية، كقضية الاحتلال الاستعماري الامريكي – الاسرائيلي – الايراني، ان نفترض حسن النية او عدم الفهم لان الاستعمار هو استعمار بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ولا يختلف الاستعمار الايراني عن نظيره الامريكي او شقيقة الاسرائيلي، فكلها مظاهر لنزعة لصوصية تقوم على اضطهاد او ابادة الاخر ونهب ما يملكه او تغيير هويته. من هنا فان الشمس الساطعة في سماء التاريخ تقول بان الطفل الغر يعرف معنى الاستعمار وطبائعه واهدافه، على الاقل المباشرة، لذلك سنكون سذجا لدرجة الانتحار ان افترضنا ان ما قاله هيكل يقع ضمن حدود حسن النية، خصوصا حينما تكون هناك عمليات احتلال وابادة وتغيير هوية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
كيف استطاع الصحفي نزار السامرائي تغيير سيناريو انفجار سوق الغزل وكيف احتفظ قائد قوات النمور الورقية بصور منغوليات في جيبه وما حكاية 325 قتيل وجريح في شارع ممنوع التجوال فيه
علاء الاعظمي
دنيا الوطن غزة
صباح الجمعة الموافق 1-2-2008 ذكرت الفضائيات نقلا عن وكالة رويترز للانباء ان انفجارا وقع في سوق الغزل في شارع الجمهورية وان تسبب بمقتل 3 وجرح سبعة ( ارجو التركيز على هذا الرقم ) مع العلم ان شارع الجمهورية وبعد تنفيذ خطة هتك الاعراض منع فيه سير السيارات كما ان درجة الحرارة صباح الجمعة في الساعة العاشرة والنصف وقت تنفيذ التفجير كانت حوالي 7 درجات مئوية لذا فان أي مطيرجي ( بائع الطيور او مقتنيها ) لن يجازف ان يجلب حماماته الى السوق لان الجو بارد وان الوضع غير امن بعد عملية حرق البنك المركزي التي قال عبد الكريم خلف ان كل المعلومات التي تهم الاقتصاد العراقي محفوظة في سيديهات ( مدرسة المرتد جعفر الموسوي الذي يعلن في كل مناسبة ان لديه قرص )) وكل عراقي (يجفى الشر ) لايصل الى تلك المنطقة التي لاتبعد عن موقع الحريق سوى 200 متر وهو عرض الشارع الموصل بين شارعي الرشيد والجمهورية .
** بعد ساعات ارتفعت حصيلة القتلى الى عشرة والجرحى 25 والعاقل يعلم ان الاصابات لن ترتفع بعد الانفجار بل ان عدد القتلى يزداد بين الجرحى بسبب شدة الاصابات او عدم اخلائهم من موقع الانفجار او عدم وجود ادوية ومستلزمات العلاج في مستشفيات يديرها فراشون قبل الاحتلال واصبحوا الان مدراء عامون .
ومن ذلك فقد ارتفع عدد الجرحى من عشرة الى خمسة وعشرين وقال ناطق باسم خطة هتك الاعراض قاسم عطا ان التفجير كان بعبوة ناسفة ثم قال انها سيارة مفخخة وبما ان الشارع مغلق وان رويتر لم تظهر بقايا سيارة عاد واعلن بعدها بساعة ان امراة انتحارية هي التي قامت بالعملية
** قناة الجزيرة استضافت الصحفي الوطني نزار السامرائي ( الذي قلب السيناريو ) وطلبت منه الرد على ماقاله الناطق الرسمي فكان جوابه ان الاستشهادية في ديالى او الرمادي لها قضية تستشهد من اجلها كأن يكون العلوج قتلوا زوجها او ابنها او هتك العملاء من الشرطة الوطنية ( ارجو تغيير معنى كلمة الوطنية ) عرضها فتقوم بمثل هذه العمليات والدلائل كثيرة وان اسمائهن معلومة وغير مبهمة فما هي هي مصلحة امراة في قتل اناس في سوق لبيع الطيور والحيايا !!
هنا احست الماكنة الاعلامية الامبريالية ان دعايتها النازية بقيام امراة بهذا العمل اضافة الى ما اعلنه الناطق ان الانفجار الاخر في سوق الطيور في بغداد الجديدة قامت به امرأة اخرى سيكون سلبيا على الخطط الامريكية في وجودها بالعراق فرجع الناطق وقال ان الانفجار الاول قامت به امرأة مختلة عقليا وان الانفجار الثاني كان عبوة ناسفة زرعت عند كشك الحلويات
و نقلت وكالات الانباء الخبر التالي
قالت الشرطة ان مهاجمة انتحارية قتلت 45 شخصا عندما فجرت نفسها في سوق للحيوانات الاليفة في وسط بغداد. واضافت ان 82 شخصا آخرين اصيبوا بجراح في الانفجار الذي وقع في سوق الغزل للحيوانات الاليفة والذي تعرض للتفجير ثلاث مرات على الاقل في العام الماضي. وفي هجوم اخر وقع بعد فترة وجيزة قالت الشرطة ان 27 شخصا قتلوا وأصيب 67 في سوق للطيور بجنوب بغداد نتج عن انفجار قنبلة زرعت على الطريق أو هجوم انتحاري اخر نفذته امرأة.
وبعد ان بثت قناة الجزيرة اللقاء مع الاستاذ نزار السامرائي ظهر ناطق بلسان البيت الابيض وقال ان الانفجارين نفذتهما امراتين مختلتان عقليا عاد بعدها قاسم عطا ليؤكد ويحلف براس العباس ان امراتين نفذتا العملية ثم ظهرت سيدة الحسن والجمال عشيقة ليفي وزيرة خارجية الكيان الصهيوني وفي بث مباشر لتعلن ان الامرأتين هما من تنظيم القاعدة وان احداهما مختلة عقليا !!!
ثم استهجن رئيس وزراء حكو مة المنطقة الخضراء هذين العملين ثم اصدر بعده بنصف ساعة مام جلال بيانا دعا فيه العالم الى استنكار عمل الانتحاريتين
ثم اعلنت شبكة سي ان ان على موقعها على الانترنت هذا الخبر :
أكد مصدر مسؤول في الحكومة العراقية أن المرأتين اللتين نفذتا التفجيرات الدامية وسط بغداد الجمعة، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 98 عراقياً وجرح 207 آخرين، مصابتان بأمراض عقلية، وقد تم تفجيرهما عن بعد من منطقة أخرى.
وقال المتحدث باسم خطة فرض القانون في بغداد، قاسم عطا، إن هوية المنفذين لم تتضح حتى الساعة، غير أنه ذكر أن التفجيرات تمت عبر بواسطة سترات مفخخة،
واستخدم عطا كلمة "المجنونتان" لوصف منفذتي الهجوم، وقال إنهما ولدتا بخلل وراثي لم يحدد طبيعته. ( يعني قاسم عطا خبير بايلوجي بعلم الجينات الوراثية .. زين يابه شلون شفتهن !!)
فجرت انتحاريتان نفسهما في سوقين في بغداد، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 98شخصاً وإصابة 207 آخرين بجروح وفقاً لتصريحات مسؤولين لـCNN.
وأوضح المسؤولون أن الانفجار الأول وقع في العاشرة والنصف صباح الجمعة في سوق بوسط بغداد، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 29 شخاصا وإصابة 67 آخرين بجروح، رغم تفاوت الخسائر في الأرواح حتى اللحظة بسبب محاولة السلطات حصر الحادث.
وبعد نصف ساعة على الانفجار الأول، فجرت انتحارية ثانية نفسها في سوق "الغزل" للماشية في بغداد وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 69 شخصاً وإصابة 140 آخرين بجروح، وفقاً لتصريحات مسؤولين في الشرطة العراقية.
وكانت الأنباء قد تفاوتت حول عدد الضحايا الذين سقطوا الجمعة جراء الانفجارات في العاصمة العراقية.
فقد أفادت الأنباء الأولية أن انفجاراً واحداً وقع في سوق الماشية وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 14 آخرين بجروح، وأكدت أنباء أخرى أن انفجاراً وقع في سوق الغزل، وأسفر عن مصرع ما لا يقل عن 43 شخصاً، وإصابة العشرات.
وفيما لم تتضح كيفية وقوع الانفجار، أشارت تقارير أولية إلى أن الانفجار عبارة عن هجوم انتحاري نفذته امرأة، وفقاً لما نقلته لأسوشيتد برس عن الشرطة العراقية.
الا ان ( الفتك الما يتخيط ) هو ما اعلنه قائد قوات العلوج النمور من ورق في بغداد الرشيد حينما جلس متبتخرا ومتباهيا امام ثلة من النكرات والمنافقين ممن يدعون انهم صحفيون ويقول لهم انه يحتفظ بصور الامرأتين بجيبه ولن يظهرهما احتراما للموتى – على حد تعبيره – وقال للاغبياء من الصحفيين الجالسين انه مستعد ان يري من يريد منهم رؤية الصورة فانه لا يمانع ( الشوفة بدرهم !!)
وقال ان الامراتين منغوليات وان صورهن متشابهه يعني لو اخذت صورة لمنغولية في الدنمارك فانها ستشبه المنغولية في العمارة او تكريت فلماذا تم اختيار المنغوليات ؟؟
كما نسال قائد قوات العمليات المتعددة الجنسيات من غانا الى السلفادور وقادئد عمليات نمور الورق اذا كنت تحتفظ بصورهن فلماذا لم تعط نسخة منها لعبود كنبر او قاسم عطا او محمد العسكري او مريم الريس قدس الله سرها ( الشريف) او على الاقل لمام جلال حتى يرفقها بالبيان او الى جواد المالكي حتى يضعها على جدران بيوت الزنجيلي المهدمة بقنابل كازناكي .
**ويوم السبت اظهرت الفضائيات تشييع القتلى وقالت ان الجماهير شيعتهم واظهرت تابوتان فقط واحد وقف لجامع الامام علي والثاني مسحوا اسم الحسينية من خشبة التابوت خوفا من ان يكون اسم الصدر عليها وتعتقلهم القوات الصديقة حسب تسمية عبد الكريم خلف الناطق باسم الداخلية فاين المئات الذين قتلوا في سوق الغزل وان المائتين من الجرحى في المستشفيات واين الجثث في الشارع ام ان ( جم طماطية وراس خس ) الذين صورتها وكالة اسيوشيتد برس تدل على القتلى والجرحى
** قناة العربية المسيرة من البنتاغون برحمة عبد الرحمن الراشد قدمت تقرير مموها ذكرت فيه العمليات التي قامت بها الماجدات ضد نمور الورق وقالت ان جميعهن منغوليات في اسلوب يخدع المشاهد واستظافوا جنبذ فهيم مهتم بشؤون الجماعات المسلحة ليقول ان القاعدة افلست فلجات الى المنغوليات بينما قائد اعظم دولة من نمور الورق بوش يقول ان عدونا قوي وننظر اياما قاسية !!
فما هي اللعبة الجديدة من وراء استخدام المرضى عقليا
ونقول بسم الله الرحمن الرحيم ويمكرون ومكر الله والله خير الماكرين صدق الله العظيم
اللهم اجعل هذا البلد امنا
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
فيلق القدس يرهبنا بعائدات نفط العراق المسروق منا !
محمد العلوي
واع
واخيرا كشفت وسائل الاعلام , ان نظام خامئني الارهابي يسرق نفط العراق من ( 15 ) بئرا نفطية..
هذا ماكشفته وسائل الاعلام ... وهذا بالحقيقة لايمثل الا قمة جبل الجليد ... اما قاعدة الجبل الجليدي فحدث
ولا حرج !.
فسرقات نظام الملالي الارهابي من العراق المحتل و خيراته اذا اردنا ان نعدها فسنحتاج سجلات وحواسيب كبييرة
وضخمة .
فالسرقات تبدا بالنفط و بالعقود الوهمية , حيث يتم ارسال المليارات من الدولارات بعقود وهمية ليس لها اي
علاقة بالواقع .. وما خبر احراق البنك المركزي قبل عدة ايام الا تاكيدا على مانقول , حيث اكدت الانباء ان
الحريق
تم من جهات فاسدة في سلطة حكومة الاحتلال وبايعاز من دولة جارة للعراق !! طبعا كلنا نعرف ان هذه الدولة
ليست ( كينيا ولا مدغشقر ) وكلنا نعرف ان في هذه الدولة عصابة ارهابية ترهب العراق والمنطقة باسرها .
وعودة لسرقات النظام الايراني ذكرنا النفط والعقود الوهمية ويجب ان لاننسى سرقة اراضي العراق في مناطق عديدة
وضمها لاراضي النظام , اضافة لسرقة طائرات القوة الجوية العراقية والخطوط الجوية ... التي اودعها العراق
كامانة لدى جارنا الامين جدا ..اما عند بداية الغزو فجارنا الارهابي لم يقصر ابدا وحفظ لنا حقوق الجيرة باخلاق
اسلامية عالية جدا ! فلم يبق النظام الارهابي الا شيئا وشفطه كل شيء حتى خطوط نقل الطاقة
النحاسية وابراج نقل خطوط الضغط العالي , انتقلت بقدرة قادر لجارنا العزيز ...
كل هذه الامور ليست باسرار ولاهي معلومات جديدة و خاصة من الصعب الحصول عليها , فالكل عانى من سرقات
هذا النظام , وانا اتحدى اي جهة تستطيع ان تستثني وزارة عراقية واحدة ام محافظة عراقية واحدة من سرقات
نظام خامئني الارهابي .
القضية ان الاموال التي يحصل عليها هذا النظام من جراء سرقتنا , قسم كبير منها يحول لتمويل الميلشيات وفرق
الموت والاحزاب المرتبطة بعمامة خامئني ليتم بها قتل وذبح وتفجير واغتصاب اهلنا في العراق من الشمال الحبيب
لجنوبنا الهادر .
باختصار , عائدات ال ( 15 ) بئرا النفطية المسروقة من عراقنا الحبيب تتحول لطلقات فرق الموت و صواريخ
وهاونات ميلشيات الغدر لتفتك باهلنا البسطاء .
وتتحول لاموال يتم دفع رواتب اعضاء فيلق قدس الارهابي في العراق والقوائم موجودة بالاسماء وبارقام الحسابات
البنكية وكل ذلك من دم هذا الشعب المسكين .
طبعا كل ذلك يجري بالتنسيق مع الاخ الحرسي قمي سفير نظام الملالي في بغداد وبتنسيق مع اعلى المستويات من
اركان النظام الجديد في عراقنا المحررر! وخصوصا مع سماحته الذي طلب ان يتم دفع ( 100 ) مليار للجارة
العزيزة كتعويض !! ..
فقط نسال هل العائدات المسروقة التي تصل لفيلق القدس من نفطنا المسروق يتم حسمها من قائمة ال ( 100
مليار الحكيمية ) ام هذا الموضوع خارج البيعة ( يعني هذه مشهيات فقط )؟ ..
لااعرف اين ستذهبون من نقمة هذا الشعب المظلوم الذي بدا يستنشق نسمات الفجر الاتي للعراق وبفعل التضامن مع
احرار المنطقة وعلى راسهم مجاهدي خلق سينتهي حتما هذا النظام الارهابي في ايران وذيله العفن في العراق وعندها
سيرجع الحق لاصحابه حتما , لاننا نعرف لايضيع اي حق وراءه مطالب ..
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
حقيقة التعداد العام لسكان العراق ... ردآ على أكاذيب ضباع مثقفي الإحتلال وميليشيات الأحزاب الحاكمة
صباح البغدادي
مركز صقر للدراسات العسكرية
لقد خلف سقوط الدولة العراقية , بجميع هياكلها على أيدي قوات الإحتلال المتحالفة , وإطلاق يد المنظمات والأحزاب الطائفية , لتهديم ما تبقى من مقومات الدولة العراقية , إلى حدوث حالة من الفوضى العارمة والفلتان الأمني الرهيب والذي أجتاح العراق من شماله إلى جنوبه , وقد سبب هذا الوضع المزري إلى دفع هذه الأحزاب والمنظمات وميليشياتها إلى الاستيلاء على ممتلكات المال العام واتخاذها مقرات لهم ولأحزابهم ومصادرتها وتحويلها بأسمائهم الشخصية , وقد حدث هذا العمل الإجرامي الشنيع والتي اقل ما يقال فيها أنها فعل حرام وفعل سرقة يقام عليها حد القانون وحد الشرع لان هذه الممتلكات العامة من مدارس ومستوصفات طبية وقصور رئاسية ودور المسؤولين السابقين والأبنية وبعض الدوائر والمؤسسات الرسمية , وهي ملك للدولة وللشعب العراقي ولكن ما العمل مع هذا الفعل الخسيس بوجود رؤوس الإسلام السياسي الطائفي على رأس هذه العصابات المجرمة , ولكن الملفت للنظر بأن هناك حملة منظمة ومنهجية كانت تدار من قبل سياسي هذه الأحزاب , بالعمل على إحراق وتدمير السجلات المدنية والإحصائية للسكان ودوائر الجنسية والأحوال المدنية العامة في محافظات العراق , وكذلك عملية إحراق دوائر الطابو الرسمية والتي تحفظ جميعها حقوق المواطن العراقي , وكان الهدف من هذا العمل الجبان محو هوية العراقيين الرسمية وإبدالها بهويات مصطنعة غير حقيقية لغرض تسهيل عملية دخول الآلاف من دول الجوار لتجنيسهم زورآ بالجنسية العراقية مثل الفرس الإيرانيين في محافظات جنوب العراق , والأكراد من السوريين والأتراك والإيرانيين في محافظات شمال العراق ( السليمانية ودهوك و أربيل ) لغرض خلخلة التركيبة السكانية وفسيفساء المجتمع العراقي لغايات وأهداف إستراتيجية ومستقبلية واضحة المعالم والدلالات ولم تعد خافية الآن على أي أحد .... وهنا نلاحظ الغرابة والعجب في التصريحات الرسمية التي تصدر من حكومة المنطقة الخضراء حيث صرحت مؤخرآ السيدة حمدية ( الحسيني ) عضو ما يسمى بالمفوضية العليا للانتخابات لصحيفة الصباح الناطق الرسمي لحكومة الإحتلال الرابعة ليوم الثلاثاء 22 ك2 2008 بقولها (( إن المفوضية توصلت إلى أن عدد نفوس ـ سكان ـ العراق بلغ ما يقارب 30 مليونا ونصف المليون نسمة 7ملايين نسمة منهم في بغداد . وأضافت إن هذه الأرقام تم التوصل إليها بعد انجاز عملية أعداد سجل الناخبين الأولى لسنة 2008 باستخدام قاعدة بيانات نظام التوزيع العام للبطاقة التموينية المعتمد من قبل وزارة التجارة وبعد إجراء تحليل للبيانات ومعالجة الأخطاء . وتابعت أنه كما اتضح نتيجة لهذه العمليات إن عدد الناخبين الكلي في العراق بلغ أكثر من 17مليونا ً، بينهم أربعة ملايين ناخب في بغداد وحدها ، وأكثر من مليون ونصف المليون ناخب في الموصل ، وأكثر من مليون وربع المليون ناخب في البصرة ، بينما يتوزع الباقون على المحافظات العراقية الأخرى.غير أن الحسيني أشارت إلى أن إحصاءات سجل الناخبين ليست نهائية وأنها قابلة للتغيير في ضوء نتائج عمليات التحديث في عموم العراق )) على الرغم من أن نفس الصحيفة والناطقة الرسمية لحكومة الإحتلال الرابعة كانت قد نشرت يوم الأربعاء 16 آذار 2006 في أخر إحصائية أجرتها وزارة التجارة (( بلغ عدد سكان العراق في أخر إحصائية أجرتها وزارة التجارة حيث بلغ عدد سكان العراق ثلاثة وعشرون مليونآ وأربعمائة وتسعين ألف نسمة وأظهرت الوزارة هذا الإحصاء للصحفيين من حصرها للمسجلين بنظام البطاقات التموينية الموزعة على المواطنين للعام 2005 )) . كما نلاحظ أن هناك تصريحات متضاربة في عملية الإحصاء الدقيق للبطاقة التموينية والهدف منها هو عملية تسجيل أكبر عدد ممكن من مواطني دول الجوار وبالأخص الأكراد والإيرانيين لغرض تغير التركيبة السكانية للعراق لصالح هذه الفئات والاستفادة منهم في الأستحقاقات الإحتلالية المستقبلية في نظام الفدرالية ومحافظة كركوك العربية . علمآ أن الفضيحة المدوية والتي تم التستر عليها من قبل وزارة الخارجية ( العراقية ) والتي نشرتها صحيفة مترو السويدية في تحقيقها الموثق وتحت عنوان (( 260 ألف جواز مزور يصدر من السفارة العراقية )) حيث أكدت الصحيفة أعلاه (( بأن من بين الذين حصلوا على الجوازات العراقية نسبة كبيرة من القتلة و مجرمو حرب وإرهابيون حصلوا على جوازات عراقية مزورة وأكدت الشرطة النرويجية أنها فككت عصابة لتزوير الجوازات العراقية في العاصمة السويدية , وكشفت عن أن السفارة العراقية في ستوكهولم أصدرت 260 ألف جواز وفق معطيات مزوّرة أو بالتواطؤ مع موظفين في داخل السفارة العراقية , حيث تسربت معلومات مؤكدة من أن سفارات عراقية في دول أوربية ، يديرها سفراء كورد ، منحت وثائق لعشرات الألوف من الأكراد (بينهم نسبة كبيرة جدآ من غير العراقيين) مُنحوا وثائق عراقية لتمكينهم من المشاركة في الانتخابات لصالح القائمة الكردستانية وفي نفس الوقت يمكنهم الحصول على الإقامة في البلدان الاسكندينافية ، وفي مقابل مبالغ يدفعها المنتفعون للموظفين الفاسدين )) وفي هذا الصدد وفي سياق موضوعنا أعلاه حول عمليات التزوير ومنح الجنسية العراقية لغير العراقيين , * فأنا شخصيآ لدي معلومات صحفية موثقة استطعت الحصول عليها من داخل الدهاليز السرية لحكومة عصابة الإحتلال الرابعة , وهي قيام السيدة ((بك)) المسؤولة عن ملف تجنيس الأكراد الغير عراقيين وهي والدة أحد المسؤولين الكبار في رئاسة الوزارء (العراقية) ومن منتجعها في شمال العراق المحتل , بقيامها بتجنيس الإيرانيين الأكراد وحصولهم على الجنسية العراقية وهوية الأحوال المدنية وأجازة السوق خلال مدة أربع وعشرون ساعة من تاريخ وصولهم إلى شمال العراق المحتل، وعندما تم كشفها من قبل شخصيات معارضة لأبنها المسؤول من الحزب المضاد والغريم التقليدي لهم, هددت علنآ وعلى رؤوس الأشهاد بأنها سوف تكشف للصحافة وبالوثائق والصور والتسجيلات الصوتية عن عمليات التجنيس والتي هي بالآلاف وليس بالمئات تقوم بها شخصيات نافذة في مختلف مكاتب رئاسة الوزراء (العراقي) مما حد بهذه الشخصيات إلى لملمة الموضوع وكأن شيء لم يكن, وهناك مسألة خطرة جدآ كذلك تجري اليوم في محافظتي النجف وكربلاء العراقيتين , بقيام منظمات ومؤسسات وهيئات دينية تابعة للحرس الثوري الإيراني تعمل تحت غطاء المساعدات الإنسانية , بإرسال النساء الإيرانيات لغرض الولادة في هاتين المحافظتين وحصول أبنائهم على الجنسية العراقية، هذا بالإضافة إلى عمليات التجنيس السابقة والتي حدثت في فترات متعاقبة منذ سقوط بغداد في مختلف محافظات جنوب العراق المحتلة وبإشراف مباشر من قبل زمرة المجلس الإيراني ـ منظمة بدر الإرهابية ... وهناك حالة شاذة أصبح ينطق بها مثقفي فرق الموت وإعلامهم المسموم في نشراتهم الصفراء أو إذاعاتهم الصدئة في سياق ترنيمة نحن الأغلبية!!! وغيرنا الأقلية!!! والتي أصبح بعدها نفوس ـ سكان ـ العراق أكثر من أربعين مليون نسمة أو كما عالجها كاتبنا المبدع الوطني جاسم الرصيف في مقالته المعنونة ـ مفخخات ثقافية ـ حيث يذكر في جزء منها (( حدود المفخّخة ( الثقافية ) رسمها ( صولاغ أبو دريل) على شكل تصريح ملحق بإعلان (البراءة) الإيرانية من (ثقافة) البعير العربي ، جاءت على شكل توضيح لم يخل من تهديد بأن عديد الشيعة في العراق هو : (17) مليونا !! وعزف على ذات المفخخة ( جلال الطالباني ) ، في ذات الشهر ، وفي معرض تصريح لقناة العربية، أن عديد الأكراد هو : (7) ملايين !! و( بيش مركته) قادرة على اجتياح كل المناطق العربية المجاورة (لكردستان) خلال (ساعات) !! وثلّث رئيس حزب تركماني بان عديد التركمان هو : (6) ملايين !! وبذلك بلغ عديد الأكراد والشيعة والتركمان وحدهم : (30) مليونا !! )), ولكن في سبيل وضع الحقائق في نصابها الصحيح والقانوني الجدول أدناه يوضح حقيقة التعداد السكاني للعراق قبل إحتلال العراق 2003 والمأخوذ نصيآ من الكتاب الوثائقي (( ظاهرة الديمقراطائفية في العراق)) للكاتب والصحفي السيد اّسر عبد الرحمن الحيدري ـ ص 92 ـ
تعداد سكان العراق لغاية 15 شباط 2003 حسب الإحصاء الرسمي لوزارة التجارة العراقية ووزارة التخطيط للبطاقات التموينية والتي كان المواطن العراقي يستلم بموجبها حصته التموينية المقررة له في برنامج (( النفط مقابل الغذاء )) التابع للأمم المتحدة ...
عدد الشيعة نسبة الشيعة عدد السنة نسبة السنة عدد السكان المحافظة
2,235,123 35% 3,895,501 61% 6,386,067 بغداد
24,737 1% 2,251,092 91% 2,473,727 نينوى
21,598 1% 2,116,607 98% 2,159,803 السليمانية
18,452 1% 1,808,263 98% 1,845,166 اربيل
1,074,200 61% 616,344 35% 1,760,984 البصرة
1,083,279 75% 361,093 25% 1,444,372 بابل
1,341,587 94% 71,361 5% 1,427,220 ذي قار
480,852 35% 893,010 65% 1,373,862 ديالى
12,800 1% 1,267,211 99% 1,280,011 الانبار
10,778 1% 1,067,007 99% 1,077,785 صلاح الدين
936,788 99% 9,463 1% 946,251 النجف
718,194 95% 37,800 5% 755,994 كربلاء
791,135 84% 141,274 15% 941,827 واسط
858,028 99% 8,667 1% 866,695 القادسية
83,912 10% 755,209 90% 839,121 التأميم
728,541 98% 7,434 1% 743,409 ميسان
6,166 1% 604,277 98% 616,609 دهوك
520,176 97% 10,725 2% 536,264 المثنى
10,946,347 40% 15,922,337 58% 27,475,167 المجموع
ملاحظة : يشمل الإعداد أيضآ 334,448 مسيحيآ . وكذلك 281,984 يزيديآ . وكذلك 194 يهوديآ
إضافة إلى حوالي 37,500 من الصابئة المندائين
يستند إعداد السكان إلى محافظات العراق كافة على إحصائيات وزارة التجارة ووزارة التخطيط الرسمية , وكذلك على إحصاء سلطة الحكم الذاتي الكردية في محافظات (السليمانية و أربيل ودهوك ) وبأشراف مباشر من قبل الجهاز المركزي للإحصاء العراقي الوطني السابق لعام 2003 , وتعد هذه الإحصائيات دقيقة جدآ لأنها قد أستخدمت لتوزيع البطاقات التموينية لجميع المواطنين العراقيين في برنامج النفط مقابل الغذاء التابع للأمم المتحدة والذي وافق عليه مندوبين مجلس الأمن الدولي في لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة . كما تستخدم البطاقة التموينية كهوية رسمية للمواطنين . إضافة إلى ذلك تقوم وزارتي التجارة والتخطيط وبالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء في كل ثلاث أشهر بتحديث قاعدة البيانات بإضافة نسبة الولادات إلى عملية الإحصاء وطرح نسبة الوفيات من الإحصاء ... كذلك هناك ملاحظة أساسية حول عدد المسيحيين في العراق يفوق هذا العدد بكثير , ولكن لكون الأكثرية منهم قد هاجرت إلى خارج العراق في فترات سابقة فإن هذه الإحصائية قد استندت إلى البقية الباقية منهم في داخل العراق بالتاريخ أعلاه ...
ت
عنوان
المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
بوش ونجاد في الخليج: اتفاق يفوق الخلاف
طارق سيف
الاتحاد الامارات
يفصل بين خطاب الرئيس الأميركي بوش الصغير في إمارة أبوظبي يوم 13 يناير 2008، وخطاب الرئيس الإيراني نجاد المتطرف في إمارة دبي في 13 مايو 2007، نحو تسعة أشهر فقط، وكل منهما كان أول رئيس لدولته يزور دولة الإمارات العربية المتحدة وهو في سدة الحكم. وقد اختلف الحاضرون والمستمعون في كل خطاب، حيث ألقى الأول خطابه بدعوة من مركز بحثي استراتيجي مرموق هو "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" حضره مدعوون من مختلف الجنسيات والأعراق، وكان حديث الثاني بدعوة من إمارة دبي، وقاصراً على الجالية الإيرانية في دولة الإمارات، غير أنه كان لكل منهما رسائل أراد إبلاغها لمن يهمه الأمر، تخطت حدود المكان والزمان والأطراف المباشرين.
ورغم اختلاف الظروف التي واكبت كل زيارة، وأن كلاً منهما يمثل كتلة من المحافظين تختلف في رؤاها عن الأخرى، بل وتتصادم في أحيان كثيرة، ورغم الفارق الزمني بين الزيارتين، فإن مضمون الخطب والتصريحات والأحاديث التي صدرت عن كل منهما أثناء الزيارة قد تقارب بشكل كبير، وفي كثير من القضايا والمواقف تطابق بطريقة فاقت كل التوقعات. فكلاهما حرص على مخاطبة شعوب المنطقة وتوجيه رسائله إليها، في محاولة لتحسين صورته وصورة دولته الملتبسة لدى الرأي العام الخليجي والعربي والإسلامي، وفي الوقت ذاته توصيل رسالة للآخر يؤكد فيها تمسكه بعدائه وإصراره على ملاحقته.
كما اتفق الاثنان، بطريقة غير مباشرة، على تجنب الحديث عن الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى) التي تحتلها إيران: نجاد لخشيته مواجهة الحجج القوية لدولة الإمارات التي تثبت صحة ملكيتها للجزر، وبوش لأنه لم يجرؤ على الحديث عن هذا الاحتلال لتورطه في احتلال دولة عربية هي العراق.
اتفق الرئيسان على وجود تهديدات لأمن الخليج، مع اختلاف نظرتهما لهذه التهديدات؛ فالوجود العسكري الأميركي يقابله سعي إيران للهيمنة وامتلاك "النووي".
أما بالنسبة للعراق، فقد اتفق الرئيسان على ضرورة العمل على تحقيق مصالحة وطنية بين كل أطياف الشعب العراقي، والاضطلاع بدور مؤثر لإحلال الأمن هناك، على أن تظل للشيعة اليد الطولى في الحكم، ويكون لطهران الكلمة العليا في اختيار رئيس الحكومة، وهنا نتذكر موقف إيران من رئيس وزراء العراق الأسبق إياد علاوي، رغم مساندة واشنطن له، كما تُجري إيران محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة في بغداد بشأن الملف العراقي.
أما فيما يخص البرنامج النووي الإيراني، فإن الرئيس الإيراني استغل وجوده في دولة الإمارات ليؤكد عجز القوى الكبرى عن منع إيران من مواصلة برنامجها النووي، وقد اتفق معه الرئيس الأميركي، فلم يشر إلا إشارة عابرة إلى البرنامج النووي الإيراني، فيما توسع الحديث عن دعم إيران للإرهاب، وهي تهمة يسهل على طهران التنصل منها. لكن الرئيسين سعيا إلى إزالة المخاوف الخليجية من التوجه النووي الإيراني سواء من ناحية امتناع واشنطن عن ضرب إيران، أو تعهد طهران بأن يكون البرنامج سلمي الطابع. ولقد اتفق الرئيسان على وجود تهديدات مختلفة لأمن واستقرار الخليج، مع فارق وحيد هو نظرة كل منهما لهذه التهديدات؛ فالوجود العسكري الأميركي في المنطقة يقابله سعي إيران لفرض هيمنتها على المنطقة ومحاولتها امتلاك أسلحة دمار شامل.
وفي حين دعا الرئيس الإيراني نجاد، الإيرانيين في الخارج إلى استثمار أموالهم داخل إيران والمشاركة في بنائها وإعمارها، وتحويلها إلى "نموذج" بين دول المنطقة، دعا الرئيس الأميركي بوش حكومات دول المنطقة إلى استثمار جهودها في التحول الديمقراطي مع الحفاظ على خصوصية دول المنطقة، وأن يشاركوا في إعمار العراق ليكون "نموذجاً" كذلك.
وكان الرئيس نجاد قد طالب الإيرانيين المقيمين في الخارج بأن يكونوا سفراء للثقافة الإيرانية الإسلامية السامية، وأن يقدموا نموذجاً عن الإنسان الشامخ، وهو الأمر الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني بكل دقة وجدارة، واتفق معه الرئيس الأميركي عندما اعتبر أن إيران تدعم الإرهاب في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين، لأن الأداة الإيرانية في التنفيذ هي الحرس الثوري الذي يحافظ على نشر الثورة ويتمسك بعزة إيران وتطورها ولديه "إيمان إلهي مقدس"، وفق ما صرح به نجاد.
ويرى الرئيس الإيراني أن الأعداء يسعون إلى خلق الفرقة والنفاق بين شعوب المنطقة، ويبغون إثارة الفتنة والشقاق وصنع الثغرات بين هذه الشعوب للسيطرة على ثرواتها، وقد برز تأييد الرئيس بوش لذلك، مؤكداً أن إيران بسعيها الحثيث لزعامة الشيعة وبث الفرقة بين الشيعة والسنة في العراق ولبنان والخليج تتزعم إثارة الفتنة بين شعوب المنطقة.
وإذا كان الرئيس نجاد قد أعلن صراحة أن شعوب منطقة الخليج "الفارسي" تربطها علاقات صداقة وأخوة وقيم ثقافية وتاريخ مشترك وأنها عاشت متجاورة مئات السنين بسلام وهدوء، فإن الرئيس الأميركي قد مارس بنفسه هذه القيم والعادات والتقاليد وتفهم التاريخ المشترك لشعوبها العربية، إلا أنه لم يتعرف على خصوصية الشعب "الفارسي".
وعندما تحدث بوش عن أهمية الديمقراطية والحاجة إلى التغيير الاجتماعي وتحقيق العدالة واستثمار الفوائض النفطية في التعليم والبنية التحتية والبرامج الاجتماعية، ربما بهدف الحفاظ على مستوى الرفاهية الاجتماعية لشعوب دول الخليج، جاء حديث نجاد عن مواجهة انتشار الفقر والفساد والتهديد والاعتداء، انطلاقاً من معايشته للظروف التي يواجهها الشعب الإيراني من جراء سياساته الخارجية والاقتصادية والاجتماعية.
ولقد صدق الرئيس الإيراني عندما أكد أنه منذ اليوم الذي وضعت فيه القوى الفاسدة والمتغطرسة أقدامها في منطقة الخليج تزعزع الأمن وأثيرت الحروب وساد سفك الدماء، وهو أمر صرح به ضمنياً بوش، وإن كان قد اختلف في تحديد هذه القوى، لأن النظامين الحاكمين في إيران وفي الولايات المتحدة حالياً كانا ولا يزالان السبب في زعزعة أمن واستقرار الخليج بعد وصولهما إلى سدة الحكم والسلطة في الدولتين.
وإذا كان الاثنان قد اتفقا على صعوبة الأوضاع في العراق وفلسطين وأفغانستان ولبنان والمجازر التي ترتكب ضد مواطني هذه الدول وزعزعة الأمن والاستقرار فيها، فإن كلاً منهما قد اتهم الآخر بالتسبب في ذلك، وهو أمر لم ينكرانه سواء صرحا به علناً أو ضمناً.
ومن الغريب والمدهش أن رد فعل الصحافة الإيرانية تجاه زيارة نجاد للخليج، تقاربت مع ردة فعل الصحافة الأميركية تجاه زيارة بوش للخليج، حيث ركزت كل منهما على تراجع الرئيسين عن ثوابتهما تجاه دول الخليج، وأن كلتا الزيارتين لن يكون لها أي مردود على الأوضاع المشتعلة في المنطقة، ولن يكون لها تأثير في العلاقات بين دول المنطقة وكل من إيران والولايات المتحدة، وقد فشل الرئيس نجاد في منع دول الخليج العربية من تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ضد إيران بسبب برنامجها النووي، كما فشل الرئيس بوش في إقناع دول الخليج العربية بخطورة إيران وضرورة المشاركة في حصارها وعزلها.
ربما يكون هدف الرئيسين، الأميركي والإيراني، من زيارة بعض دول منطقة الخليج، أن يتأكد المشاهدون أنهما بشر، وليسا آلهة حرب ودعاة قتل ومثيري أزمات، أي أنهما قد يصيبان ويخطئان مثل أي بشر، وليسا فوق مستوى الشبهات، ولهما ميولهما وتوجهاتهما ومصالحهما التي تؤثر في سلوكهما، لذلك يجب على شعوب المنطقة ألا تتوقع منهما أي تغيير إلا بعد رحيلهما غير المأسوف عليه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
علي ضفاف شط العـرب... الملتهبة
عبد الحسين شعبان
الزمان العراق
كان رد الفعل الايراني غاضباً علي تصريحات الطالباني بشأن اتفاقية الجزائر لأنها تعني باختصار التنازل عن جزء من المياه الوطنية العراقية وعن الضفة اليسري لشط العرب والموافقة علي قبول السيادة الايرانية عليها بموجب ما سمي بخط الثالويك Thalweg. لم يخطئ الرئيس جلال الطالباني وهو السياسي العراقي المخضرم عندما قال ان "اتفاقية الجزائر" التي أبرمت في 6 مارس عام 1975، "ملغاة"، لأن من وقّعها لم يكن ايران والعراق، بل الرئيس العراقي السابق صدام حسين وشاه ايران محمد رضا بهلوي اللذان رحلا الي "دار الحق"؛، لكن الاتفاقية بقيت جاثمة في مكانها وربما علي الصدور تُستعاد وتُستذكر بين الفينة والأخري، ولن تُنسي علي الاطلاق.
لعل الطالباني نسي موقعه الرسمي، باعتباره رئيساً للعراق، حين "ألغي" فجأة الاتفاقية في جوابه عن سؤال لأحد الصحافيين في مؤتمر دوكان مع مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان وطارق الهاشمي أمين عام الحزب الاسلامي ونائب رئيس الجمهورية، فلربما كان تأثير العقل الباطن عليه قوياً حيث استعاد لغة المعارض السياسي المعتّق ونستالوجيا الرفض، أيام كان في رحاب دمشق، وفي اطار التجمع الوطني العراقي، الذي اعتبر اتفاقية 6 مارس خيانة وباطلة، ودعا يومها الي رفضها والعمل علي الغائها.
لكن الطالباني الذي أعلن بشكل عفوي وربما غير مقصود الغاء الاتفاقية لم يكن يتوقع رد الفعل الايراني السريع والغاضب الذي جاء علي لسان محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، حين قال: ان ابداء أي وجهة نظر حول الغاء معاهدة الجزائر لعام 1975 يفتقد الي الأسس القانونية، لأنها تشكّل حجر الأساس للعلاقة بين البلدين، أما رد فعل منوشهر متقي وزير الخارجية الايراني فجاء أشدّ صرامة حين وجّه تحذيره ليس للعراق وحده بل طال أيضاً الولايات المتحدة التي طالبها بعدم الدخول في هذه اللعبة من جديد، في اشارة الي الحرب العراقية-الايرانية قبل 27 عاماً، مشدداً علي أن اتفاقية الجزائر وثيقة رسمية مسجّلة لدي الأمم المتحدة وتتمتع بالقوة القانونية اللازمة ولا مجال للاخلال بها.
وقد اضطر مكتب الرئيس جلال الطالباني في اليوم التالي لاطلاق تصريحه الي التراجع وتأكيده الالتزام باتفاقية الجزائر واعتبارها نافذة، ولعل ذلك مفارقة تكاد تكون تاريخية بخصوص تلك الاتفاقية التي حملت رئيسي البلاد صدام حسين وجلال الطالباني رغم اختلاف توجهاتهما لنفيها واعادة العمل بموجبها.
تغيّر الأحكام بتغيّر الأحوال
حين مزّق صدام حسين الاتفاقية علي شاشة التلفزيون، يوم 17 سبتمبر 1980، فانه كان يستعد للحرب التي أعلنها بعد خمسة أيام، ولعل مبرراته هي "تغيّر الأحكام بتغيّر الأحوال"، معتقداً أن سقوط الشاه فرصة مناسبة لالغاء اتفاقية الجزائر واستعادة حقوق العراق التي تنازل عنها، وهو الأمر الذي برره بعض الماركسيين لاتفاقية الجزائر باعتبارها صلح "بريست ليستوفيسك" بين لينين والألمان.
وقد شرح صدام حسين ذلك للسفيرة الامريكية في العراق السيدة أبريل غلاسبي يوم 25 يوليو 1990 عشية غزو الكويت، وذلك حين قال لها: في عام 1974 التقيت ابن الملا مصطفي البارزاني في هذا المكان الذي تجلسين عليه... وكان اسمه ادريس... قلت له سلّم لي علي أبيك وانقل له أن صدام حسين يقول ما يلي: اذا حصل قتال عسكري سننتصر... وقلت أتعرف لماذا؟... فحدثته عن توازن القوي بالأرقام والمعطيات، مثلما تحدثت مع الايرانيين في رسائلي اليهم في أثناء الحرب. ويواصل حديثه بالقول "لكل هذه الأسباب التي ذكرتها زائداً سبب سياسي هو أنكم تعتمدون علي خلافاتنا مع ايران، وهي مستندة في خلافها مع العراق علي أطماعها بالحصول علي نصف شط العرب، فاذا كان الاختيار أن نحافظ علي العراق كلّه ومعه شط العرب ونكون بخير "فلن" نتنازل عن شط العرب، واذا وُضعنا في زاوية اما نصف شط العرب أو العراق (المقصود الحكم) فاننا سنعطي نصف شط العرب لنحافظ علي العراق كما نتمني". وأضاف صدام حسين لتبرير موقفه البراغماتي: "بعدها أعطينا نصف شط العرب ومات البارزاني ودفن خارج العراق وخسر معركته"، وعندما سنحت الظروف لالغاء الاتفاقية حسب اعتقاده قال عنها: انها ولدت ميتة وما علينا سوي دفنها والبحث عن معاهدة جديدة. وبعد أن استمرت الحرب ثماني سنوات وأكلت الأخضر واليابس، حيث حصدت أرواح مليون انسان وبددت نحو 400 مليار دولار، كانت الذريعة الجديدة لاحياء "الاتفاقية الميتة" بعد غزو الكويت، حيث تمت الموافقة علي المطالب الايرانية في الرسالة الموجهة الي هاشمي رفسنجاني والمؤرخة في 15 أكتوبر 1990. يومها وصف ولايتي وزير خارجية ايران الأسبق العرض الذي تقدمت به الحكومة العراقية لتسوية النزاع والعودة الي اتفاقية الجزائر بأنها أكبر انتصار تحقق لايران منذ قيام الجمهورية الاسلامية. ان تصريحات الرئيس جلال الطالباني أعادت الي الأذهان الذكري الأليمة للحرب العراقية-الايرانية وما جلبت من ويلات علي البلدين وعلي شعوب المنطقة بأكملها، وبالطبع فان ايران التي وافقت مرغمة علي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 القاضي بوقف الحرب، بعد أن تجرّع الامام الخميني "كأس السمّ" عام 1988، جاءتها الفرصة الذهبية للتشبث باتفاقية الجزائر واحيائها، بعد مغامرة غزو الكويت واضطرار العراق للموافقة عليها مجدداً.
حيثيات اتفاقية الجزائر
لماذا كان رد الفعل الايراني غاضباً لدرجة التنديد بتصريحات الطالباني؟ باختصار الجواب يأتي من حيثيات اتفاقية الجزائر التي تعني التنازل عن جزء من المياه الوطنية العراقية وعن الضفة اليسري لشط العرب والموافقة علي قبول السيادة الايرانية عليها بموجب ما سمي بخط الثالويك Thalweg. وخط الثالويك حسب القانون الدولي هو خط وهمي يمثل الحد الفاصل في تخطيط الحدود النهرية (للأنهار الدولية وهذا ما لا ينطبق علي شط العرب بالطبع) ابتداءاً من أعمق نقطة في وسط مجري النهر الرئيسي الصالح للملاحة عند أخفض منسوب وحتي البحر. بهذا المعني يكون العراق قد تنازل مرة أخري عن نصف شط العرب أي بحدود 90 كيلومتراً وعن الجرف القاري والبحر الاقليمي العائد له في ما يتعلق بالحدود النهرية، أما في الحدود البرية فقد شمل التنازل 1000 كيلومتر في منطقة نوكان-ناوزنك العراقية في أراضي كردستان، علي أمل استعادة 324 كيلومترا في منطقة زين القوس وسيف سعد والمرتفعات الاستراتيجية التي ظلّت ايران متمسكة بها سواء في عهد الشاه أم في عهد الخميني، وهي المناطق القريبة من قصر شيرين.
كان القضاء علي الحركة الكردية المسلحة، أحد أهداف الاتفاقية، الأمر الذي بقي راسخاً في ذهن جلال الطالباني حيث فجّر أزمة دبلوماسية لم تكن محسوبة، ولعل الاتفاق الأمني كان من أخطر ما ورد في الاتفاقية، حيث نص علي: اعادة الثقة المتبادلة علي طول الحدود المشتركة والالتزام باجراء رقابة مشددة وفعالة ووقف التسللات ذات الطابع التخريبي. وكان ذلك يعني تبادل المعلومات الأمنية عن نشاطات المعارضة العراقية والايرانية، كما كانت تعني اطلاق يد الشاه في الخليج والسكوت عن احتلال الجزر العربية الثلاث أبو موسي والطنبين.
هل احتدام الخلاف بين حكومة المالكي والائتلاف الكردي وتعثر المفاوضات بخصوص توقيع اتفاقيات النفط في كردستان وحول المادة 140 بشأن كركوك، كان وراء جواب الطالباني وبحضور الهاشمي، أم أنه أراد جسّ النبض قبيل ارسال وفد حكومي عراقي الي طهران لاحياء اتفاقية الجزائر؟ أم أن سبباً آخر يعود الي الرغبة الأميركية في الضغط علي ايران واتهامها بالوقوف وراء القسم الأكبر من العنف والارهاب في العراق؟ أم قد يكون تحت ضغط القصف التركي لجبال قنديل العراقية لملاحقة حزب العمال الكردستاني PKK!؟
وأياً كان السبب فان موضوع شط العرب وحقوق العراق يقتضيان اعادة النظر باتفاقية الجزائر باعتبارها اتفاقية جائرة ومجحفة ومذلّة وغير متكافئة، وأبرمت في ظرف استثنائي وتحت ضغوط واملاءات دولية، لم تكن خطة كيسنجر بعيدة عنها وهو ما ورد في تقرير بايك المقدم الي الكونغرس الأميركي، فمتي ستضع الأجندة العراقية ذلك في المفاوضات مع ايران؟!!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
الافتتاحية.. الأحصنة الأميركية تجرّ الحلم الصهيوني
افتتاحية
صحيفة تشرين
ما بين تقريري فينوغراد الإسرائيلي وبيكر ـ هاميلتون الأميركي علاقة ما، ربما تكون غير مرئية، وخيط رفيع، على الرغم من التباعد النظري بينهما في الزمان والمكان وربما في الهدف والغاية.
لكن هناك قواسم مشتركة في هذين التقريرين، أهمها أن هناك خللاً ما في السياستين الأميركية والإسرائيلية أدى إلى فشل العدوان الإسرائيلي ـ الأميركي على لبنان وإخفاق العدوان الأميركي ـ الإسرائيلي على العراق. ‏
قد يكون مفهوماً للآخرين، خاصة المدافعين عن المشروع الأميركي، أن نربط العدوان الإسرائيلي بالإدارة الأميركية، فالأدلة على ذلك كثيرة ليس أبرزها ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية كوندي خلال عدوان تموز 2006 من أن ما يجري هو مخاض لولادة الشرق الأوسط الجديد، إضافة إلى وقوف إدارة بوش ضد اتخاذ مجلس الأمن الدولي قراراً بوقف ذلك العدوان ظناً من هذه الإدارة أن تمديد الوقت قد يسمح لإسرائيل بإنجاز مهمتها في اجتثاث المقاومة من لبنان والمنطقة، ومن ثم تمهيد الطريق أمام شرق أوسطهم الجديد؛ قد يكون مفهوماً لدى الآخرين هذا الربط، ولكن قد يلومنا بعض الناس على ربط العدوان الأميركي على العراق بإسرائيل، وحجة هؤلاء أن العدوان والاحتلال تمّا بإرادة أميركية ونفّذته الجيوش الأميركية. ‏
لكننا نصر على أن ما جرى للعراق الشقيق كان لأهداف إسرائيلية أولاً، وأميركية ثانياً. ‏
فإذا كان احتلال العراق تم بأدوات أميركية وبأهداف أميركية معلنة: تارة لإزالة خطر أسلحة الدمار الشامل، وتارة لتخليص العراق من حكامه وتارات لنشر الديمقراطية، إلا أن إعلان هذه الأهداف بالتتالي لا يمكنه إخفاء الهدف الإسرائيلي القديم والمبني على خرافات توراتية ـ تلمودية تتحدث عن إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل. ‏
مثل هذا الكلام معروف في «أدبيات» الصهيونية العالمية، لكنه أيضاً معروف في العمل السياسي الإسرائيلي ولاحقاً الأميركي، وما تبناه بوش عن «يهودية» إسرائيل خير دليل على ذلك. ‏
في 14 شباط 1982 نشرت مجلة «كيفونيم» الناطقة بلسان منظمة المؤتمر الصهيوني ما وصفته بأنه استراتيجية إسرائيل لعقد الثمانينيات وهذه «الاستراتيجية» تقضي بتمزيق المنطقة العربية وتدمير قواها، والبداية من العراق الذي يجب أن يضرب وتفتت قواه وقوته و.. يقسّم! ‏
لا نريد المضي قدماً في تقديم المعلومات عن هذا التقرير فالعنوان الأول يقود أي متابع إلى استنتاج ما تحمل الفقرات الأخرى منه. ‏
وجاءت إدارة جورج بوش إلى البيت الأبيض قبل سبع سنوات لتبثّ الروح في هذا المشروع الأسطوري العدواني، وذلك لسبب بسيط هو أن المحافظين الجدد الذين تتكون منهم هذه الإدارة يؤمنون بالحلم الصهيوني الأسطوري أكثر من الإسرائيليين، ويعملون لمصلحة إسرائيل أكثر مما يعملون لمصلحة الولايات المتحدة ولدافع الضرائب الأميركي. ‏
لذا، فمن الطبيعي أن يكون العراق هدفاً أميركياً وإسرائيلياً معاً، وأن يكون العدوان على لبنان عدواناً إسرائيلياً ـ أميركياً، وخاصة أن الجانبين لا يخفيان تحالفهما الشيطاني عن العالم أجمع، والتحالف الاستراتيجي بينهما معلن على رؤوس الاشهاد، والمساعدات العسكرية والمالية والهبات الأميركية لإسرائيل كشلال لا ينقطع، فأمن إسرائيل أولوية للولايات المتحدة بكل إداراتها جمهورية كانت أم ديمقراطية، وقوة إسرائيل العسكرية يجب أن تفوق قوة كل الدول العربية، بل دول المنطقة دون استثناء. ‏
الاحتلال الأميركي للعراق جاء لأهداف إسرائيلية ـ صهيونية بامتياز، والعدوان الإسرائيلي على لبنان كان لأهداف أميركية بامتياز أيضاً، لذا فإن المعلن من تقرير فينوغراد هو إعلان خسارة أميركية ونكسة كبرى لمشروع الشرق الأوسط الجديد، بقدر ما هو إعلان هزيمة «الجيش الذي لا يقهر» الذي يغرف من مستودعات السلاح الأميركية ما يشاء من أحدث الأسلحة الفتاكة والمدمرة والمحرّمة دولياً. ‏
لذا فهناك رابط بين تقرير بيكر ـ هاملتون عن غزو العراق، وتقرير فينوغراد عن العدوان على لبنان، وكلاهما يوجه أصابع الاتهام إلى النخبة السياسية ـ العسكرية الأميركية والإسرائيلية ليس من باب النقد وكشف الأخطاء والثغرات، بل من أجل عدم تكرار هذه الأخطاء بما يؤدي إلى تحقيق الأهداف الصهيونية التي تنشدها الإدارة الأميركية وإسرائيل. ‏
تقرير فينوغراد اعترف بالتقصير لكنه اعترف أولاً أن السبب في العدوان لم يكن لإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الذين أسرتهم المقاومة، بل من أجل غايات أخرى تدخل في المشروع الأميركي ـ الصهيوني، وهذا خير رد على الذين تآمروا على حزب الله، وأرادوا تحميله مسؤولية العدوان. ‏
هل يدرك العرب اليوم أن الإدارة الأميركية ليست شريكاً لهم، وإنما شريك في العدوان عليهم من العراق إلى لبنان وفلسطين وصولاً إلى آخر بقعة من الأرض العربية؟ ‏
وهل هناك من يصرّ على المراهنة على أحصنة أميركا الخاسرة وهو يعرف أنها لن تجرّ إلا عربة الأحلام الصهيونية على أجساد العرب وهويتهم وكرامتهم؟ ‏
نرجو أن نصحو الآن قبل أن نذكّر العرب بما قالت أم عبد الله الصغير عندما أنّبته وهو يغادر غرناطة: «لا تبك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال». ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
الاحتلال.. نمر من ورق
افتتاحية
الجمهورية مصر
أعلن الرئيس الأمريكي بوش أمس أنه يسعي لتحقيق النصر في العراق حتي لا تتحول الولايات المتحدة الأمريكية الي نمر من ورق. متجاهلا انه دفع قواته لغزو الدولة العربية الكبري تحت مبررات غير مشروعة وأدلة مزيفة. وتسبب في قتل نحو مليون عراقي وتشريد أربعة ملايين آخرين وتدمير مدن بأكملها وسرقة ثروات الشعب العراقي بالاضافة الي مقتل وإصابة عدة آلاف من القوات الأمريكية والسائرة في ركابها.
يريد الرئيس بوش أن يثبت للعالم انتصاره في العراق بينما كل الدلائل تشير الي هزيمة منكرة ان لم يكن علي المستوي العسكري فعلي مستويات أخري سياسية وانسانية. لأن المذابح في العراق أعادت للعالم الوجه الأمريكي القبيح المسئول مباشرة عن مذابح ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام لاتزال تثقل ضمير الشعب الأمريكي حتي الآن. ومذابح أخري شاركت فيها مع اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخري التي فقدت عشرات الألوف من ابنائها بالسلاح الأمريكي الذي مازال يمد اسرائيل بأدوات القتل والإرهاب.
يتناسي الرئيس الأمريكي. وغيره من صانعي الحروب. أن القوة العسكرية لا تقهر إرادة الشعوب طويلا. وأن المقاومة قادرة بالفعل علي تحويل الطغاة الي نمور من ورق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
كارثة العراق.. والضمير العالمي
سميرة رجب
اخبار الخليج البحرين
بات أكيداً إن الجرائم المستمرة في تدمير البشر والحجر بالعراق على مدار ما يقارب خمس سنوات منذ احتلاله بواسطة القوات الأنجلوأمريكية الصهيوصفوية في مارس 2003 وحتى اليوم، أنها جرائم منظمة ومخطط لها مسبقاً، وما هي بأعمال عفوية.. كما لا يمكن أن يصدّق عاقل بأن هذه الكارثة غير الأخلاقية وغير الإنسانية، التي حلت على العراقيين، بفعل الاحتلال والمحتلين، خارجة عن السيطرة، وأن ما من قوة أو سلطة قادرة على إيقاف كل هذه الجرائم.. بل ان الأحداث اليومية التي تتداولها وسائل الإعلام تثبت بشكل قاطع أن عمليات قتل العراقيين وتدمير العراق كانت ضمن الاستراتيجية الأمريكية لاحتلال العراق، وتُدار بأدواتهم وتحت إشرافهم بمنهجية دقيقة لتحقيق أهداف بعيدة المدى، لم تعد خافية.. أهمها إنهاء الدولة العراقية بكل بُناها ومؤسساتها وتغيير الديمغرافية العراقية بكل طوائفها وأثنياتها استعداداً لإعلان تقسيم العراق إلى دويلات طائفية ضعيفة ذات سيادة
وعضوية في الأمم المتحدة.. وبعدها سيتغير نمط الصراع بكل تأكيد، كما هو اليوم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.. ماذا يحدث في العراق؟.. سؤال نوجهه للضمير العالمي... هذه البلاد الأغنى بثرواتها النفطية والزراعية ومصادرها المائية والأقوى بكوادرها العلمية وأبنائها المتعلمين وثقافاتها المتنوعة وتاريخها الحضاري الممتد في عمق تاريخ الخليقة.. هذه البلاد وهذا الشعب يعيش اليوم، ومنذ خمس سنوات، في حال أدنى من حال أفقر دول العالم، بينما أنعش النفط العراقي الاقتصاد البريطاني، وحفظ الاقتصاد الأمريكي المتردي من الانهيار.. هذا الشعب يعيش بدون كهرباء وبدون ماء صالح للشرب، بدون مستشفيات، بدون دواء، بدون أمن واستقرار.. وهذه كلها من أهم ضروريات ومستلزمات الحياة.. أما صراخ هذا الشعب فقد اخترق قلوبنا لشدة وبشاعة جرائم القتل والتعذيب واغتصاب النساء في مئات السجون المنتشرة في العراق، وتعذيب الأطفال العراة في ما يُدعى بمراكز الأحداث.. انتشار الأطفال اليتامى المشردين في الشوارع.. انتشار المخدرات الذي بات ظاهرة اجتماعية خطيرة تهدد المجتمع العراقي ولم يكن يعرفها قبل الاحتلال.. ظاهرة الخطف والجثث المقطوعة الرأس والملقاة في الشوارع.. ظاهرة سيطرة القوى الدينية الطائفية على الجامعات وممارسة الطقوس والشعائر الدينية في ساحاتها وأروقتها.. ظاهرة قتل النساء السافرات في الشوارع.. ظاهرة قتل الأطباء والعلماء والأكاديميين لإخلاء العراق من العقول التي قد تفكر في بناء بلادها مستقبلاً.. رجعت مراكز الدراسات تعرض أرقاماً جديدة عن الأعداد المتزايدة من القتلى في العراق،، وأحدثها ما نُشِر في تقرير أوبينيون ريسيرتش بيزنز (Opinion Research Business)، وهو مركز بريطاني محايد لاستقصاء الرأي، والذي أعلن مؤخراً عن عدد يزيد على مليون عراقي قُتلوا منذ الاحتلال، وما يزيد على مليونين أرملة عراقية وأكثر من خمسة ملايين طفل يتيم.. وفجأة أصبح الشعب العراقي يعيش حالة الفقر المدقع، وحرمان الغالبية العظمى من أطفال العراق من التعليم، وتفشي الأوبئة والأمراض، وانتشار المدن العشوائية والمخيمات التي يلجأ لبنائها آلاف العراقيين هرباً من القتل.. وصارت بغداد، مدينة السلام، وغيرها من المدن العراقية، مرتعاً وغابة تصول وتجول فيها عصابات السرقة والنهب تدعمها الميليشيات المسلحة في المدن والمحافظات العراقية.. وبدأت الصحف تتناقل أخبار قتل الأطفال في بيوتهم في مدينة البصرة مما تسبب في ذعر الأهالي وإطلاق سيل من القصص حول إقدام جماعات زأنصار المهديس على قتل الناس بلا تمييز لنشر المعاصي تعجيلاً لظهور الإمام المهدي، مما دفع بسكان البصرة ال لتولي مسؤولية حماية أنفسهم وعائلاتهم وأحيائهم ومدنهم وقراهم في ظل استباحة البلاد، فيتناوب الأهالي على الحراسات في الليل والنهار ليمنعوا الغرباء من دخول مناطقهم (الحياة 31 يناير 2008).. من الجانب الآخر يبدو أنه قد حان دور مدينة الموصل في مسلسل تدمير المدن العراقية.. فتوجهت القوات الأمريكية وما تدعى بالشرطة العراقية إلى هذه المدينة وبدأت بتدميرها وصار الإعلام يشير إلى نوايا لتحويل الموصل إلى فلوجة ثانية، بذريعة القضاء على القاعدة.. إن الحالة الإنسانية المؤلمة التي يعيشها الشعب العراقي، التي تقطّع الأفئدة وتبث الحزن والكرب في النفوس، يتم اليوم تداول مشاهدها في برامج وأخبار الفضائيات ضمن سياسة إعلامية عالمية تمت تجربتها على الحالة الفلسطينية وثبت نجاحها.. وهي سياسة الاسترسال في نشر هذه التقارير والمشاهد المؤلمة والمحزنة، والاستمرار في هذا الاسترسال، حتى تصبح الحالة العراقية المؤلمة جزءاً ثقيلاً في الروتين الأخباري اليومي، فتتعود عليها الأسماع والأبصار، وتشكل برنامجاً مكرراً ومملاً في الحياة اليومية، وبالتالي ترفض الجماهير مشاهدتها تلقائياً لمدى كثافتها وثقلها على النفوس.. وهكذا يتوقعون أن يتحوّل المشهد العراقي إلى خبرٍ ثقيل وممل فتكون المقاطعة نصيبها.. ولكنهم نسوا أن أخبار المقاومة العراقية المتداولة في كل مكان على الأرض، وفي كل موقع على الفضاء التكنولوجي الافتراضي هي التي ستبقى زادنا ومصادر متابعتنا، كما كانت ومازالت أخبار مقاومة الشعب الفلسطيني هي سبيله وسبيلنا في إبقاء هذه القضية مستمرة تقض مضاجع المحتلين.. ومن كل هذا لن يزودوا شعوب هذه المنطقة إلا بالمزيد من الكراهية والاحتقار لأولئك المسترسلين في غيهم وجرائمهم اللاأخلاقية واللاإنسانية.. أولئك هم الغرب الأوروأمريكي..
sameera@binrajab.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
قومية الصراع في نينوى
: جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين
بات من نوافل القول ان قوات الاحتلال الأمريكية تنقاد، كما عملاق غبي أعمى، لأدلاّء خبثاء يمثلون جناحين: (بيش مركة) من حزبين (كرديين)، حاشا لأكراد العراق الشرفاء ان يمثلهما حزبان صهيونيان بامتياز تأريخي، وائتلاف حزبين (اسلاميين) فارسيين قلبا وقالبا هما أبعد من اعتنق الاسلام عن الاسلام الصحيح، يمثلون رباعية الحقد الموثق على عرب العراق، وعلى دلالات كل الأحداث التي جرت في جنوب ووسط العراق مؤخرا، ودلالة ما يجري الآن في شمال العراق، وفي محافظة نينوى على وجه الحصر. *** نينوى التي تعد اكبر محافظة عربية في شمال العراق تضم خليطا من القوميات والأديان، تتعمّد وسائل إعلام احتلال وحكومته عدم ذكر حقيقة ان (95%) من نفوسها هم عرب أقحاح من عشائر عربية معروفة منذ مئات السنين، وعديد نفوسها حسب
البطاقات التموينية لعام (2003) هو (5،2) مليون آنذاك. ومن بين سكان هذه المحافظة قلّة من الأكراد النازحين من شمال العراق خلال العقود الثلاثة الماضية من جرّاء الحروب التي اشعلها تجار الحروب الأكراد انفسهم - ممّن يشاركون في احتلال العراق الآن - صاروا عذرا ووسيلة للاستيلاء على المحافظة لضمّها الى مستعمرة (كردستان) بقوة سلاح العملاق الأمريكي الأعمى الذي تورّط وما عاد يستطيع الاستغناء عن خدمات الخباثة التي تقدمها رباعية الحقد على العرب. (البيش مركة) الكردية، وبالتعاون مع المحافظ (دريد كشمولة)، خططت منذ أيام الاحتلال الأولى لتحويل نينوى الى مستعمرة كردية، ونجحت في تمرير (4) نواب أكراد من مجموع (20) من نواب نينوى الى مجلس الاحتلال الحالي، بالتزوير وبالتهديد، فآلمتها هذه النتيجة قياسا الى ما كانت تحلم به: السيطرة الكاملة وباسم (الديمقراطية) و(الفوضى الخلاّقة) على كامل المحافظة من خلال مسرحية الانتخابات المزوّرة، ولأنها فشلت على مدى اكثر من اربع سنوات عن نيل مبتغاها انتقلت خطتها، نسخا مشهودا عن خبرائها الإسرائيليين، الى وسيلة اخرى. تشير المعلومات الواردة من نينوى الى ان حزبي (الطالباني) و(البرزاني) قد اوكلا مهمة إخلاء المحافظة من سكانها العرب: (الى العميد نور الدين حسن الهركي آمر اللواء الرابع، من الفرقة الثانية - من جيش العملاء - وخسرو كوران نائب محافظ نينوى، الكردي، لإحداث تفجيرات ضخمة في عدد من المناطق هدفها ايقاع اكبر خسائر بين الأهالي العرب في مدينة الموصل لإحداث فتنة داخلية تنقلب فيها الناس ضد المقاومة)، واجرى هؤلاء عدة منها، كان اقواها ما حصل قبل اسابيع في تفجير قرية للطائفة اليزيدية، التي تريد (البيش مركة) كسبها الى صفها وصف مستعمرة (كردستان)، لوجودها حول حقول نفط غنية، والصقت تهمة التفجير في حينها على ياقة المقاومة الوطنية. وقبل ايام قليلة اجرت تفجيرها الشهير في (حي الزنجيلي) في الموصل، الذي حصد مئات من القتلى والجرحى من العرب وتدمير قرابة مائة بيت مجاور بمن فيها من عوائل آمنة، الذي وردت عنه معلومات عن شهود عيان اشارت الى ان: (شاحنات من منشأة الكندي - الواقعة تحت سيطرة البيش مركة - نقلت «45« برميلا من البارود وضعت في البناية قبل ثلاث ساعات من التفجير وتحت اشراف العميد نورالدين حسن الهركي وثلاثة من خبراء المتفجرات، قدموا قبل اسبوع من التفجير من مدينة أربيل) ويشتبه في أنهم غير عراقيين. *** الخطة الصهيونية (للبيش مركة) هي: منع اكبر عدد ممكن من عرب نينوى عن حضور انتخابات محلية لمجلس المحافظة ستجرى بعد اسابيع، تزامنا مع تعزيز وجود قوات الاحتلال وقوات الطرف الآخر من رباعية الحقد على العرب فيما يسمّى جيشا (عراقيا) - (95%) من افرادها تدعي انها شيعية زورا وحسب تقارير امريكية - وحقيقة أمرهم انهم عناصر من منظمتي (بدر) وحزب الدعوة (الاسلاميين) على طريقة (ابولؤلؤة) الفارسي، لتفويز القائمة الكردية بأكبر عدد من مقاعد مجلس المحافظة، ثم اتخاذ القرار الأخطر والأخير بضمها الى مستعمرة (كردستان) رغما عن اهلها العرب. الخطة الاحتياطية لعملية (عنقاء الشبح)، او (شبح العنقاء) التي تقودها قوات الاحتلال الأمريكية هي تفجير سد الموصل الذي سيغرق اكثر من نصف مدينة الموصل، الساحل الشرقي منها، بأكثريته العربية لحرمانهم من التصويت وتشريدهم من المحافظة بقوة السلاح اذا ظهرت بوادر فشل ضم الموصل الى مستوطنة (كردستان)، فيما تتولى قوات (عنقاء الشبح) مهمة تفجير البيوت على سكانها في الساحل الغربي العربي للمدينة، وبذلك تخلو ثالث اكبر مدينة بعد بغداد والبصرة لصالح اكراد مستوردين من تركيا وسوريا وايران وقرى كردية من اقصى شمال العراق. *** مازالت قوات الحقد على العرب تتوافد على مدينة الموصل عاصمة نينوى، وقد قامت الحكومة بتبليغ الأهالي ان الهجوم، او الخطة المذكورة، ستبدأ حالما تنتهي امتحانات نصف السنة في المدارس بعد ايام قليلة، وانها قد هيأت خياما لسكان الأحياء التي سيتم انتخابها للمعركة القادمة ضد عرب العراق في المحافظة، وصار العربي هناك مخيّرا بين: (جهنم) البقاء في بيته المهدد بالتفجير عليه وعلى عائلته، وبين (جنة موعودة) في خيام من (كردستان) واحفاد (ابي لؤلؤة). واذا كانت قوات الاحتلال وعملاؤها من رباعية الحقد على عرب العراق قد حشرت في وسائل الإعلام مصطلح (الحرب الطائفية) في بغداد والمحافظات المجاورة لها خلال الفترة الماضية، فهي تستعد لحشر مصطلح (الحرب القومية) التي ستشتعل شرارتها من مدينة الموصل في هذه المرّة! ولكن دخول نينوى بهذه الطريقة غير الخروج منها بكل تأكيد! والأيام شاهد قادم.
jarraseef@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
لنحذر الشر الصهيوأمريكي
د. وجدي عبدالواحد علي
الوفد مصر
بعد سقوط أقنعة الإدارة الأمريكية لم يعد يخفي علي أحد ممن يطلون من نافذة الأحداث الدولية أن الإدارة الأمريكية أداة طيعة في قبضة الصهيونية العالمية توجهها حيثما شاءت لخدمة الكيان الصهيوني، ولم يحدث ذلك بين عشية وضحاها، وإنما جري التخطيط لذلك بدقة منذ حرب استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا العظمي عام 1776م، فقد هاجرت جموع كثيرة من دول الغرب خاصة إلي الولايات المتحدة الأمريكية عقب استقلال أمريكا
وهاجرت جماعات من اليهود ضمن جموع المهاجرين وكان المهاجرون من غير اليهود فقراء وقد هاجروا إلي أمريكا طمعاً في الثراء فقد كان في وسع المهاجر ـ آنذاك أن يحصل علي مساحة 1000 فدان أو يزيد وقام اليهود الذين يمتلكون المال بإقراض المهاجرين بفائدة تتراوح بين 18 و25% بطرق ملتوية، حيث كانت الحكومة الفيدرالية تحدد أقصي سعر للفائدة بعشرة في المائة ورغم أنهم كانوا يمثلون أقلية لا تتجاوز نصفاً في المائة وفي عام 1900 كانت نسبة اليهود برغم أنها أقلية 12% في كليات الحقوق والاقتصاد في أمريكا ومازالت أمريكا تستقبل مهاجرين والمهاجر إلي أمركيا الذي هان عليه فراق الوطن والأهل فقير يحلم بالثراء والرفاهية ويعمل بكل طاقته من أجل ذلك ولم تشغل باله السياسة ومن أجل ذلك كانت الهيمنة علي الإدارة الأمريكية لليهود الذين ينفذون مخططات حكماء صهيون من خلال الهيمنة علي سوق المال والاقتصاد والإعلام تبعاً لذلك، وهكذا ركبت الصهيونية العالمية ظهر أكبر دولة في العالم وتحقق لها ما أرادوا وخططوا له، ومن يريد أن يستوثق من ذلك فليرجع إلي بروتوكولات حكماء صهيون، هذه مقدمة كتبتها من قبل وأكررها، لأنها بداية وثقها التاريخ لأيديولوجية شريرة.
وقد ترتب علي هذا التخطيط الصهيوني الدقيق المتمثل في الهيمنة علي سوق المال والاقتصاد والإعلام تبعاً لذلك هيمنة اليهود علي الإدارة الأمريكية حتي أن أي مرشح للرئاسة في أمريكا لابد وأن يرضي عنه اللوبي اليهودي وأن يقدم ضمانات تتمثل في العداء للعرب وحماية الأمن الإسرائيلي بما يمكن إسرائيل من ردع الشعوب العربية والإسلامية جميعها مجتمعة وإيران بصفة خاصة.
وهذه الهيمنة الصهيونية علي مراكز اتخاذ القرار في أمريكا تشكل خطراً محدقاً بالشعوب العربية والإسلامية، يستوي في ذلك الحاكم والمحكوم، ولقد كشفت السنون القليلة الماضية أن هذا التخطيط بما يحمله من سمات صهيونية بدأ يتجاوز أمريكا إلي غيرها من الدول فتستطيع أن تلمس أيها القارئ العزيز انحياز بعض دول أوروبا إلي إسرائيل ومعاناة العرب، لأن التخطيط اليهودي للسيطرة علي العالم قد وضع بخبث ودهاء شديد.
وقد أصبح واضحاً أن الإدارة الأمريكية لم تعد تحترم إرادة المجتمع الدولي وباتت سياستها الخارجية تمثل خطراً محدقاً بالعالم كله وتجره إلي حافة الهاوية، وإذا كانت ظروف المجتمع الدولي قد حالت بين دول العالم الإفصاح عن أن هذه السياسة قد أفقدت أمريكا المصداقية وباتت تمارس الإرهاب الدولي المنظم، فإن هذه حقيقة الواقع المرير دون أدني مبالغة، وحسبنا في ذلك ما حدث في منظمة الأمم المتحدة عندما شرعت أمريكا في غزو وتدمير العراق، فلا ينبغي للعالم أن ينسي أبداً أن أمريكا لم تحترم إرادة المجتمع الدولي عندما عارضت أكثر دول العالم ذلك الغزو، وخاصة ألمانيا وفرنسا وسوريا التي لم تزل تدفع ثمن معارضتها في مجلس الأمن للقرار الأمريكي، ورغم عدم صدور قرار من مجلس الأمن بالموافقة علي غزو العراق إلا أن أمريكا مضت في إرهابها ودمرت دولة ذات سيادة ولم تزل حتي الآن أنهار دم العراقيين تجري في بلاد الرافدين، وقد تبين ـ بجلاء ـ كذب وزيف كل المبررات التي ساقتها الإدارة الأمريكية لغزو وتدمير العراق وهي من أهم الدول العربية من الناحية الاستراتيجية، فهل ثبت امتلاك العراق أسلحة دمار شامل؟!.. أليس هذا هو الإرهاب الدولي المنظم؟!، فهل نجد من يتجرأ علي إضفاء المشروعية علي هذا الغزو؟.. فهل نجد اليوم من يقول إن صدام الذي شنق دون أن يركع لقوي الشر كان سبباً في الغزو؟
لقد ثبت كذب الإدارة الأمريكية بشأن نشر الديمقراطية، حيث رفعت هذا الشعار ذريعة لإرهاب الحكام العرب، فكانت تتكلم عن عدم تمتع شعوب المنطقة العربية بالحرية وضرورة تحديد مدد الرئاسة في الدول العربية غير أنه تبين عدم إيمان الإدارة الأمريكية بذلك ولم تكن هذه إلا ذريعة عندما أثبتت التجارب فعلاً أن الانتخابات التي أجريت في مناخ ديمقراطي كما هو الحال في فلسطين أو تمتعت بقدر من الحرية ولو ضئيل، كما حدث في انتخابات مجلس الشعب المصري الماضية قد أسفرت عن فوز عدد 88 مرشحاً من تيار الإخوان المسلمين لم تعن الإدارة الأمريكية بدراسة أسباب هذه الظاهرة التي كانت نتاج القهر والضغوط المستمرة، ومعلوم للجميع أن قدر الحرية في ظل الإشراف القضائي والحيلولة دون العبث بالعملية الانتخابية لم يحدث إلا في ظل الإشراف القضائي علي الانتخابات، لأنه لا يعني المخطط الصهيوني صانع القرار السياسي الأمريكي أي تقدم للمجتمع العربي بل علي العكس، يعنيه مزيداً من التخلف للشعوب العربية والإسلامية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
سلام عائلي
شوقي حافظ
الوطن عمان
على غرار مبدأ الارض مقابل السلام والنفط مقابل الغذاء، قررت ان اطرح شعارا عائليا ينسجم مع متغيرات عالمنا ويستجيب لمتطلبات المرحلة النضالية القادمة..لهذا قلت لزوجتي: ما رأيك ان يكون (السلام مقابل الغذاء) شعارا للمرحلة القادمة من حياتنا العائلية؟ اكتسى وجهها بدهشة بالغة وقالت: ما معنى هذا الكلام الفارغ؟ تذرعت بمنطق ارسطو ومراوغات شيمون بيريز وقلت: خلال سنوات الحظر قبل الغزو، فرض النظام العالمي الجديد على العراقيين ان يأخذوا كسرة الخبز مقابل برميل النفط، وايهود أولمرت يريد منح الفلسطينيين امتارا من الارض حتى لا تزعجه صواريخ القسام وهو في حضن زوجته، وأنا اطالب بالسلام العائلي مقابل سداد فواتير مشتروات الكوسة والبامية!.
ابتسمت بسخرية وقالت: كان غيرك اشطر! قبل ان تقول كلاما لا تعرف معناه عليك ان تدرك اولا من الطرف الاقوى في هذه المقايضات : هل هو من كان يقدم النفط ام من يمنح الخبز.من يتنازل عن الارض أم من يستمتع بدفء علاقات الفراش؟ ما قيمة الكوسة والبامية امام السلام العائلي؟ نجوم السماء اقرب لك! هكذا صرعتني المرأة بمنطقها الشبيه بضربة قاضية فنيّة دوّخت الملاكم الخصم وطرحته ارضا..في انبطاح لا يستطيع معه النهوض والوقوف على قدميه قبل إكمال عد عشرة!.
ببراعة تحسدها عليها كوندوليزا رايس ، سحبت زوجتي البساط من تحت قدمي وافقدتني توازني..انكمشت الى الداخل، ومن حلاوة الروح عرضت عليها مشروعا لتقاسم السلطة العائلية بيني وبينها فقالت ساخرة: لو رضي جورج بوش ان يتقاسم معك وثائق وزارة النفط العراقية سوف استجيب لمشروعك! أدركت ان زمن العولمة والقطب الأوحد وتحالف الجوارح لا مكان فيه الا للأقوياء، وان من يملك القوة يملك معها الحرية والإرادة..لهذا قلت بنبرة شاكية منهزمة: بيني وبينك ربنا..ومجلس الأمن والناتو وأمين عام جامعة الدول العربية!.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
المعارضة
زهير ماجد
الوطن عمان
ربما لاتتفق المعارضة في هذا العالم إلاً على أساس واحد أنها تعارض السلطة الحاكمة وتقف لها بالمرصاد. تختلف ظروف المعارضة بين بلد وآخر بناء على تركيبة ذلك البلد وعلى أهدافه. ماتمارسه المعارضة في لبنان يختلف عما هي عليه في العراق ، وكذلك الحال في كينيا وفي موريتانيا وفي أفغانستان وفي باكستان وحتى في مصر العربية وغيرها. تحلم المعارضة باستلام السلطة وتسعى إليها ، وتلعب لعبة شفير الهاوية حتى اللحظة الصعبة التي تبدو وكأنها سائرة إلى صدام لابد منه مع الموالاة أو مع أهل السلطة ، تستمر المعارضة في الضغط على أمل أن تحقق غاياتها أو بعضا منها .. بعض المعارضة تحصل على ماتريده بالتقسيط وبعضها تظل خائبة فتستمر في لعبتها دون توقف.
في كينيا مثلا تظهر السواطير في الأيدي لابل يشتعل المكان بحالة من عداء البعض للبعض مع أنهم كانوا قبل الانتخابات على صفاء ووئام. اللحظة في عمر الأوطان الهشة هي المعنى. لايمكن الاعتماد على التعايش الداخلي الظاهري فيما الغليان مستمر تحت قشرة سرعان ماتنهار تحت ضغط السياسة التي تتحول إلى انتقام بين السكان الموحدين والذين تسكنهم الآمال الموحدة قبل أن تعصف السياسة بهم.
في لبنان الشلل زينة الوضع القائم ، كل شيء مهدد بأن يتحول الانتظار إلى مايشبه المثال السائد في كينيا. لاتحتاج الغابات عادة سوى لعود ثقاب واحد كي تشتعل . ثمة ترصد بين المعارضة والموالاة في كل صغيرة وكبيرة. هنالك كلام كبير محتدم بين الطرفين ، لكن الحروب تبدأ كلاما في مجتمعات مبنية على الحروف والجمل الرنانة سرعان ماتحرق بعضها لينقشع الجو عن أغرب تعايش كان بالأمس ملاذا للهاربين من سعير دنياهم فإذا هم أسرى معارك مرتبة كما لو أنها من صنع صانع ، وهي كذلك في كل الأحوال . ماتزال المعارضة اللبنانية على مواقفها في محاولة قهر السلطة الحاكمة أو ماتبقى منها فيما الموالاة لايهدأ لها رد أو موقف إلا وقالته بلغة الممانعة والتصدي.
في العراق تشتبك المعارضة بأكثر من مفهوم . هنالك معارضة للحكم وهنالك معارضة من بعض الشعب لبعض الشعب ، هنالك معارضة عامة للاحتلال لكن ثمة من يقدم المساعدة لهذا الاحتلال وفي نواياه مقاييس مختلفة عما كان مطلوبا منه ساعة وصول طلائع القوات المحتلة إلى بلاد الرافدين . لايهدأ العراقيون من تغيير مواقعهم .. مرة يضربون في الداخل ومرة يضربون الأميركي ومرة تشتعل فيما بين المعارضات . لايبدو ان مفهوم الكل متفاهم مع الكل ، هنالك دائما مشكلة أساسها الواقع الاجتماعي والتقسيمات التي ظهرت بعد سقوط عهد صدام حسين الذي ولى وجهه لتذويب السائد الاجتماعي فإذا به كامن إلى حد بعيد.
أعتقد أني لا أعدد المعارضة بهذه الطريقة إلا لأنها تعيش على الاختلاف فيما بينها حسب نصها الاجتماعي وواقعها السياسي . لهذا نجدها في مصر على سبيل المثال صرخة ولكن بهدوء الباحث عما يساعد السلطة في تحقيق غاياتها . أما في باكستان فتهدأ المعارضة لكن على خبر صغير قد يطير السلام المحزوز بالسكين والواقف عند شفير الهاوية . أما أفغانستان فلها وقعها الذي لاتفاهم فيه غير البندقية حين تتحرك طالبان لإعادة صدورها من جديد على وقع تقدمها بالعودة إلى السلطة . وهي كذلك في الصومال التي تقف فيه المعارضة بالنفس ذاته ضد القوات الأثيوبية وضد السلطة الحاكمة.
المعارضة صوت صارخ لكنه موقف مؤقت يظهر دائما وكأن عمره من عمر بلاده.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
لأطفال ضحية لكل أشكال صراع الكبار
سعود بن علي الحارثي
الوطن عمان
ما الأسباب الحقيقية أو المبررات المنطقية التي تدفع بالإنسان إلى إلقاء فلذات كبده , أطفاله , أغلى ما يملكه هذا الإنسان في الحياة , إلقاؤهم عمدا في الماء الجارف من فوق أعلى جسر ليلاقوا حتفهم غرقا بعد صراع مرير مع الماء والبرد , صراع لم ينجح في إبقائهم على قيد الحياة رغم تشبثهم بها ؟ ((تفاصيل الخبر نشرته الوطن في العدد 8932 )) وأنى له أن ينجح والصراع في أساسه غير متكافئ البتة بين أطراف قساة غلاظ أشداء خوت نفوسهم من الرقة والرأفة والعطف والحنان , إنسان عتل فظ وماء غزير جارف وبرد قارص مميت ... ما هي الجرائم الخطيرة التي اقترفها هؤلاء الأطفال الصغار سلفا ليستحقوا عليها حكم الإعدام وفق هذا المصير البائس الصادر والمنفذ من قبل أقرب الناس إليهم والدهم المسئول والمساءل بصلة الأبوة والإنسانية حنانا ورحمة وأخلاقا وشرعا وقانونا عن تأمين الحياة الهانئة لهم والتربية الصالحة والتعليم الجيد والأمن والحب والدفاع عنهم من الأخطار والعلل ... ؟ وهل تبرر دواعي الشجار مهما كانت أسبابه ودوافعه ودرجاته ونتائجه بين الزوجين إتيان هذا السلوك المتوحش الذي تأنف أصناف الحيوان والطير والدواب ... فضلا عن الإنسان إتيانه ؟ لماذا يصبح الطفل المسكين ضحية لكل أشكال الصراع داخل الأسرة أو البيئة أو الإقليم وهو أي هذا (( الطفل )) لا حول له ولا قوة ولا ذنب في نشوء الصراعات والحروب وما ينتج عنها من فتن ومآس ولم يكن يوما ما طرفا أو سببا فيها ؟ ألسنا بهذا السلوك المستهتر واللامسئول في تعاملنا مع الأطفال نصوغ مستقبلا مظلما للبشرية ؟ ألا ندرك بحكم الفطرة التي فطرنا عليها ككائنات حية والشعور الإنساني المتسم بحسب (( المنطق والطبيعة )) بالنبل والرقي وبصيرة العقل التي ميز بها الإنسان دونا عن بقية الكائنات أن الطفل يعني لنا فيما يعني الحياة والمستقبل والعبث والاستهتار بحياته تعني التلاعب والعبث بالمستقبل ؟ هل هي إفرازات طبيعية لعصر العولمة والمادة والآلة التي أفرغت الإنسان من المثل والقيم الإنسانية ؟ ... , أسئلة كثيرة تثيرها المشاهد المتزاحمة التي نطلع عليها أو نتابعها أو نلمسها داخل البيئة التي نعيش فيها أو عبر وسائل الإعلام المختلف وفي مضمون التقارير الصادرة عن المؤسسات المتخصصة والمتخمة بصور العنف متعدد الأوجه والمعاملة السيئة التي يلقاها الطفل والمعبرة عن المعاناة والقهر والإرهاب الذي يكون مصدره الرئيسي الأسرة والمجتمع , وهو واقع ينبئ عن مستقبل قاتم للإنسان الذي لم يراع حرمة الطفل ولم يعط للأمانة التي اختار حملها حقها , ولم يتحل بروح المسئولية كإنسان يدرك حقوقه وواجباته الشرعية والقانونية في أعز ثروة يمتلكها وأعظم أمانة يشرف عليها ... أخبار المآسي اليومية لآباء وأحيانا بمشاركة الأمهات وهم يلقون بأبنائهم من نوافذ الطوابق العلوية أو الجسور المائية أو يطلقون عليهم الرصاص أو يوسعونهم ضربا حد إزهاق الروح أو يسلمونهم إلى قادة الإجرام وتجار الرقيق مقابل عوائد تافهة لأغراض متعددة , ودفعهم إلى سوق العمل المرهق في سن مبكر , ومشاهد الخلافات الحادة بين الأزواج التي تصل حد التخلص من الآخر , وصور العنف الأسري التي تلقي بظلالها القاتمة على الأطفال أضحت تطرق الأسماع بقوة وترهق الأبصار وتؤذي المشاعر وتزاحم الأحداث بكثافة لا نظير لها , إلى جانب توارد التقارير والأرقام التي تعطي مؤشرات خطيرة ونسب مقلقة عن الوضع الصحي والتعليمي للأطفال في العالم , ففي العراق البلد العربي الكبير الذي أبتلي بمآس كثيرة بسبب الغزو الأميركي , أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة ( يونيسيف ) أن أكثر من (( 760 ألف طفل عراقي بلا دراسة )) , وبأن السلطات اعتقلت 1350 طفلا على الأقل في العام 2007م , وقال التقرير بأن 25 ألف طفل وعائلاتهم في المعدل يجبرون على الخروج من منازلهم كل شهر واللجوء إلى مناطق أخرى في العراق , (( الوطن عدد 8912 )) , ولا يختلف الحال في جميع مناطق الصراع المنتشرة بشكل واسع عما هو عليه الحال في العراق إذ يصبح الأطفال ضحية لكل أشكال الصراع , وعلى المستوى العالمي فقد أعلنت منظمة الصحة عن موت أكثر من ستة ملايين طفل سنويا جراء أمراض سهلة العلاج بسبب عدم حصولهم على الأدوية اللازمة , وفي العالم وبحسب المؤشرات المتوفرة 72 مليون طفل وطفلة لا يذهبون إلى المدارس , مؤشرات خطيرة وأرقام مقلقة وبؤس حقيقي يعيشه أطفال العالم , واعتداءات تتعدد صورها وأساليبها يتعرض لها الأطفال من أطراف مختلفة , وهو ما دعا أستاذة علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت فاطمة عياد إلى إنشاء جهة مختصة تتصدى لأي اعتداء يتعرض له الأطفال , واقع يتطلب من الجميع , منظمات إنسانية , مؤسسات متخصصة , مجتمع مدني , متطوعين ومهتمين ... التكاتف للتخفيف من آثاره والتصدي لأسبابه وبدلا من أن نقف موقف القارئ للمؤشرات والأرقام المخيفة علينا جميعا مسئولية التحرك الفعلي والعمل المضني على أكثر من صعيد وبوسائل متعددة من أجل صياغة مستقبل مشرق للإنسانية وتحقيق بيئة صالحة لحياة الطفل.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
النظام السياسي يفسد التقدم الحاصل في العراق
بنج وست
ماكس بوت
الوطن عمان
تعكس الأوضاع الحالية في حي الدورة ما شهدته العراق خلال العام الأخير. فالمنطقة التي كانت ساحة قتال في السابق أصبحت تنبض بأنشطة الحياة العادية حيث فتحت المحال والمدارس أبوابها مجددا وارتفعت أسعار المساكن.
وقد أحدثت الزيادة الاسترتيجية في أعداد القوات الأميركية بالعراق بـ 30 ألف جندي تم نشر معظمهم خارج القواعد الأميركية اختلافا جوهريا. وكما فعل الجنرال ماثيو ريدجواي في كوريا فقد استطاع الجنرال ديفيد بترايوس إنقاذ الجهود الحربية التي كانت قد أوشكت على الانهيار بعد أن قام بتطبيق أساليب مكافحة تمرد على النهج النمطي التقليدي ما أدى إلى توفير الحماية للمدنيين الذين قاموا بدورهم بتقديم معلومات عن المسلحين المختبئين بين ظهرانيهم.
والملاحظ أن القاعدة تخسر حصونها واحدا تلو الآخر وذلك بعد أن جرى التغير الأكبر أهمية في مجريات الأحداث بتحول السنة ضد المسلحين وتحالفهم مع القوات الأميركية. وقد انضم ما يربو على 80 ألف شخص ( معظمهم من السنة) إلى مجموعات حراسة الأحياء وتطلق عليهم الولايات المتحدة اسم المواطنين المحليين المعنيين. وكما لعبت تلك المجموعات دورها في معارك طرد تنظيم القاعدة من بغداد فقد وفرت للسنة دفاعا ضد الميليشيات الشيعية.
والآن بات الانتصار في متناول أيدينا وذلك إذا كانت الحكومة العراقية باستطاعتها ان تجري اتصالا فاعلا مع السنة والشيعة على حد سواء الذين سئموا العنف والانقسامات الطائفية.
بيد ان النظام السياسي يعيق الوصول إلى هذه النتيجة. ففي عام 2004 وضعت الولايات المتحدة والأمم المتحدت ثقلهما لإتمام إجراء الانتخابات التي أسفرت عن عن تصويت للأحزاب اكثر منه للأشخاص المرشحين وهو ما أدى إلى إطلاق حرية روؤساء الأحزاب في بغداد لتعيين ماجورين لا يقدمون إجابة على أي تساؤل من دوائرهم الانتخابية المحلية كما انهم بعيدين عن التعرض لأية عقوبة على فشلهم في تقديم الخدمات الأساسية. حيث أصبحت المياه والكهرباء وجمع المخلفات وايجاد فرص للعمل تعاني حالة تدهور مزري خاصة في مناطق السنة لأن الحكومة يديرها الشيعة.
وقد تدخل قادة الكتائب الأميركية. فالضباط المدربون على شن هجوم على المدن كانوا يتولون مهام رؤساء المجالس المحلية فيقومون بجمع الموارد ومراقبة المسؤولين العراقيين في توزيعهم لتلك المخصصات المالية.
إلا ان مثل هذا الوضع لا يمكن له ان يستمر الى ما لا نهاية. فالضباط الأميركيون لا يمكن أن يتولوا المقاعد الشاغرة من المسؤلين في الحكومة العراقية من الناحية العملية. ويجب أن يتم دمج المواطنين المحليين المعنيين في قوات الشرطة العراقية إلا ان الحكومة التي يترأسها نوري المالكي تتحرك ببطء يثير الحنق ويحمل مخاطر اندلاع حرب مدنية
ويبدو ان الخطر آخذ في التزايد حيث تستعد خمسة ألوية من القوات الأميركية الإضافية لمغادرة العراق والعودة في أغسطس القادم. ويتصادف ذلك مع اطلاق سراح آلاف المقاتلين السابقين من سجون تديرها القوات الأميركية. ففي بغداد وحدها من المتوقع إعادة أكثر من 30 معتقلا بشكل يومي في وقت انخفضت فيه أعداد الجنود الأميركيين في الشوارع بشكل كبير.
وفي تلك الأثناء ما يزال على الوحدات الأميركية والعراقية ان تقوم بإقصاء القاعدة من الموصل ومن المنطقة الصحراوية المتاخمة للحدود مع سوريا التي ما تزال تمثل ملاذا للمتطرفين. وما تزال ايران أيضا تقوم بتدريب وتمويل العصابات الشيعية المتطرفة. ولذا فقد أصبحت مهمة بترايوس اكثر صعوبة إذا ما دفع السياسيون قصيروا النظر في واشنطن نحو المزيد من التخفيضات في أعداد القوات في وقت لاحق خلال هذا العام.
وعلى أية حال فعدم كفاءة الحكومة وليس أنشطة المسلحين هو المشكلة الأكبر في العراق. فالمالكي قد أثار عداء مع الأحزاب الكردية والسنية وكثير من الأحزاب الشيعية. وعلى نظاق واسع يأتي سلوكه منطلقا من تصور مفاده أنه سيحصل على دعم مؤكد من الرئيس بوش.
وبدوره يحيد بوش عن الجادة بدعمه رئيس الوزراء المحصن ويعبر عن ذلك سواء في مؤتمرات صحفية او اللقاءات عبر دوائر الفيديو. ولاعتقاده أن البيت الأبيض لا يمكنه ان يمارس ضده ضغوطا مؤثرة دون أن يلحق الضرر بالتأييد الداخلي لسياسته في العراق فقد راح المالكي يستخف بالحكم ويعمل على تعزيز الهيمنة الطائفية من خلال عصبة متآمرة. وللمراوغة من الواقع فقد تقاعس مساعدوه عن ارسال خطاب الى الامم المتحدة للمطالبة ببقاء قوات التحالف في العراق على الرغم من أن المالكي لن يبقى في منصبه يوما واحدا بدون دعم قوات التحالف.
وهناك أسباب وجيهة ان تتباطأ الإدارة الأميركية في نبذ رئيس الوزراء العراقي والتخلي عنه في ظل غياب مرشح يحظى بتوافق يمكن ان يحل بدلا منه. فإذا ما أطاحت المعارضة بالحكومة واستغرق الامر منها شهورا لإختيار من يخلفه ( كما حدث في 2006 عندما جاء المالكي بدلا من ابراهيم الجعفري) فربما لا تتحمل الظروف الأمنية الواهنة اصابة الحكومة بالشلل.
إلا أن بوش عليه ألا يكرر في العراق الخطأ الذي ارتكبه في روسيا وباكستان وهو الافراط في علاقات شخصية مع البلاد الاخرى. فالولايات المتحدة يجب أن تدعم الديموقراطية وليس المالكي في حد ذاته.
وقبل أسابيع هدد الأكراد بالتصويت بعدم الثقة في حكومة المالكي إذا لم يشركهم في السلطة وبدا أن المالكي قد وافق. ولكن إذا لم يتحقق ذلك وسمح للسنة بالانضمام الى قوات الشرطة وقام بتوزيع المخصصات المالية على المحافظات وسمح بتشريعات لإجراء انتخابات محلية تقلص من نفوذه السلطوي يجب على الرئيس بوش حينئذ ان يرفع صوته بقرار حازم ضد رئيس الوزراء العراقي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
18
كيف يرى الخليجيون الأمن في المنطقة ؟​​
ابراهيم بن حمود الصبحي
عمان اليوم عمان
​إن دول الخليج الست -أعضاء مجلس التعاون- بالإضافة للعراق معنية وحدها اليوم بمناقشة الأمن في منطقة الخليج مع الجانب الآخر وهو إيران. لقد علمتنا التجارب أن أهل مكة أدرى بشعابها والحكمة تقتضي أخذ الرأي والمشورة من أصحابها دون إدخال طرف ثالث في القرار.قد يكون لدى إيران طموحات لفرض نفسها أكبر دولة وأقواها مطلة على الخليج وهذه المحاذير يأخذها السياسيون والعسكريون دوماً في الحسبان.
​​​الأمن في الخليج مثار جدل ونقاش منذ أن سحبت بريطانيا قواتها مما تبقى من قواعدها في المنطقة إثر حرب السويس عام 1956 والتي كانت بريطانيا طرفاً فيها؟ هذا الفراغ السياسي والعسكري الذي أحدثه هذا القرار والذي أدى إلى استقلال بعض دول المنطقة ثم يأتي قيام جمهورية إيران الإسلامية وظهور قوة مناوئة ثم اندلاع الحرب العراقية الإيرانية وغزو الكويت والآن ظهور الملف النووي الإيراني وكأنها سلسلة من الأحداث تنهال على هذه المنطقة التي ظهرت أهميتها الاستراتيجية بعد ظهور النفط أما أهميتها السياسية والجغرافية (جيوبوليتيك) فظهرت بعد الصراع البحري الذي دار بين القوى البحرية الأوروبية والقوى المحلية أو القوى البحرية للدولة العثمانية للسيطرة على الطرق البحرية التجارية ولا أدل على ذلك من شق قناة السويس في القرن التاسع عشر لتعوض عن طريق رأس الرجاء الصالح.
والآن تظهر قيمة هذه المنطقة من خلال ما تمثله من مركز وسط بين الشرق والغرب من جهة وأنها تتحكم في أهم مضايق العالم تجارياً وهو (مضيق هرمز) الذي يعتبر من أغنى المضيقات عالمياً. حيث تمر به ناقلات النفط والناقلات التجارية والسفن الحربية التي تطوق هذه المنطقة من شمال الخليج إلى جنوبه وتلتف عبر البحر العربي والبحر الأحمر في نقطتين مهمتين هما مضيق باب المندب وجيبوتي على القرن الأفريقي.
كما تتمثل هذه الأهمية في الجوانب السياسية والعسكرية والجغرافية بل هنا تتدخل الأهمية الأمنية والاقتصادية . الأمنية في تأمين طرق النقل البحري والجوي ،والاقتصادية كما أسلفنا حجم التجارة العالمي الذي تستقطبه دول المنطقة المتمثل في تدفق الأموال والتي تقدر بالترليونات من الدولارات على المنطقة وباستثمار أموال الدولة - الفائضة - في الدول الصناعية والتي تفوق مدخرات البنوك التجارية المتعاملة في المنطقة ولذلك نرى التركيز الأمريكي بصفة خاصة والأوروبي إلى حد ما على الملف النووي الإيراني.
وهناك مجموعة نقاط في هذا الموضوع تجدر الإشارة إليها:
- إن الملف بالرغم من أنه كان يراوح مكانه إلا أنه في الفترة الأخيرة حدثت عليه تطورات مهمة تمثلت في تقرير الاستخبارات الأمريكية وتقرير منظمة الطاقة الدولية وأخيراً زيارة أمينها العام محمد البرادعي لإيران.
- إن امتلاك الطاقة النووية حق مشروع للجميع شريطة الالتزام (بالبروتوكولات) المنظمة لها ومن أهم ما فيها الاستخدام السلمي والسماح بزيارة المفتشين الدوليين للمنشآت النووية.
- إن الدول الكبرى التي تمتلك القدرة النووية التدميرية لا تود أن ترى دولاً منافسة تدخل هذا النادي الذي هو حكر على تلك الدول.من النواحي الفنية والتقنية والإمتلاك والاستخدام.
- إن استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية له محاذير كثيرة خاصة بعد حادثة المفاعل النووي الروسي في تشير نوبيل.وأهمها الانبعاث والانتشار الإشعاعي الخطير.
- هناك دول تحيط بالمنطقة تمتلك هذه الطاقة ووصلت إلى إنتاج قنابل نووية وأسلحة كالصواريخ الباليستية قد تحمل رؤوساً نووية. إذن الخطر موجود منذ سنوات صحيح انه لم يقع تصادم نووي حتى الآن إلا أن الفرضية متوفرة.
- إن الخوف من أن تقع هذه الأسلحة بعد إنتاجها في أيدي قد تسيئ استخدامها أمر غير مستبعد لكنه نادر الحدوث نظراً للتشديد في تسريب كميات من اليورانيوم المخصب ولغلاء ثمنه ودقة استعماله فهو ليس من الأسلحة التقليدية فإذا كانت الدول بكل ما أوتيت من قوة تنظيمية تحتاج لعشرات السنين لامتلاكه فهل من المعقول أن يأتي فرد أو مجموعة تمتلكه وتحسن استخدامه فنياً؟.هذا ضرب من الإيغال في التشاؤم.
إن هذا الموضوع ذو طبيعة فنية وعسكرية وأمنية دقيقة إذا ما خرج عن استخداماته المعتادة فيجب فصله تماماً عن ملف أمن الخليج.
هذه اللعبة مشبعة بالمصالح معقدة ومرتبطة بمخاوف جزء كبير منها ليس له مبرر ولا يجب الكيل بمكيالين. صحيح أن إيران لو امتلكت أسلحة نووية قد تزيد حجم المشكلة القائمة وليست هي المشكلة بذاتها.
هناك إلى الشرق تقع الهند وباكستان تمتلكان هذه القوة وفي الغرب إسرائيل التي تحيط بالدول العربية الأخرى ماضية في تطوير قوتها وتوسيع برامجها النووية. إذن المشكلة ليست مرتبطة بإيران وحدها فالخليج ربما كان مهدداً من قبل أن تظهر مشكلة الملف النووي الإيراني.
وعلى دول الخليج أن تفرق بين الملف النووي الإيراني الذي لو كان مشكلة فهو يقع بين دول صاحبة الشأن تحله بالطرق السلمية وعبر المنظمات المتخصصة وبين أمن الخليج الذي هو من اختصاص دول الخليج حتى لا يزج بهذه الدول في وضع شبيه لما سبق غزو العراق وها هي خمس سنوات تمر بعد سقوط بغداد في أيدي قوات التحالف وهو لم يزل يغرق في مشاكله الداخلية والتي ستظهر تداعياتها خارجياً ويكفينا درساً بأفغانستان التي أغرقت سجون جوانتانامو بأبطالها غير الحقيقيين.
المنطقة لا تحتمل العبث بالبارود لأنه لعبة خطيرة ونتائجها أخطر.
إن الأسلوب الحالي الذي تتم بواسطته معالجة أزمة الملف النووي أسلوب سليم وناجح شريطة ألا ينتقل الملف من الدائرة السياسية (عبر الدائرة الاستخباراتية) إلى الدائرة العسكرية لأن تحريك الزناد هو آخر الحلول وقد لا يكون حلاً مطلقاً .
إن دول الخليج الست -أعضاء مجلس التعاون- بالإضافة للعراق معنية وحدها اليوم بمناقشة الأمن في منطقة الخليج مع الجانب الآخر وهو إيران. لقد علمتنا التجارب أن أهل مكة أدرى بشعابها والحكمة تقتضي أخذ الرأي والمشورة من أصحابها دون إدخال طرف ثالث في القرار.
قد يكون لدى إيران طموحات لفرض نفسها أكبر دولة وأقواها مطلة على الخليج وهذه المحاذير يأخذها السياسيون والعسكريون دوماً في الحسبان. لكن لم تجر أحداً خلال القرن الماضي لحروب بل جرّت إليها مع العراق وكانت النتيجة خسائر بشرية ودمارا وضياع أموال وتعطيل اقتصاد وإدخال المنطقة في نفق من الخوف والهلع.
ولا يجب أن نعطي قضية الجزر المتنازع عليها مثلاً للتصلب الإيراني فقضايا المناطق المتنازع هي من أعقد المشاكل ولا تزال بعض الدول مثل تركيا واليونان تعاني منها لكن هناك دول سعت لحلها ودياً عبر المحكمة الدولية وقبل الطرفان (البحرين وقطر) بحكم المحكمة وأسدل الستار إذن على القضية. من أين نبدأ؟ سؤال دوماً يثير الجدل، أنبدأ بأصعب الأمور المختلف عليها أم بالأمور الأسهل المتفق عليها والتي يمكن أن تساعد على إيجاد مناخ تفاوض ملائم لكسر حالة الجمود ولإعادة الثقة وإبعاد الخوف والتشكك بين الطرفين. على إيران أن تتعامل مع دول المجلس كمجموعة في القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية بل يمكن أن تذهب لأبعد من ذلك.
أما القضايا ذات الطبيعة الثنائية الخاصة فيمكن أن تناقش ثنائياً.
إن أكثر ما يجمع (6+2) أكثر مما يفرقهما المهم الجلوس على الطاولة المستديرة وبصورة مستمرة وتعزيز وسائل الاتصال بين جانبي الخليج الذي عاش آلاف السنين في هدوء وسلام إلا ما اعتراه من فتن وحروب كانت أسبابها داخلية لكن هذا العهد يشهد تطوراً كبيراً بين الدول المجاورة التي تقيم مشاريع مشتركة ومناطق تجارية حرة وتزيد من استثماراتها وتبادل السلع والبضائع والأفراد وتقيم المناطق الجمركية المشتركة فلماذا لا تقيم دول مجلس التعاون وإيران سوقاً مشتركةً ومجلساً أعلى للتنسيق وتقيم كذلك المهرجانات المشتركة كل ذلك قد يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة هكذا تسعى أوروبا لدعم التعاون بينها فأصبحت أكبر أسواق العالم.
هذا الجانب الإيجابي هو الذي سيذيب جدار الثلج العالق بالجانب السلبي. النتيجة كما يراها البعض والغالبية منهم أهل الخليج أن يتم فصل الملف الأمني للخليج عن الملفين العراقي والإيراني.
لأن الأخير كما قلنا ليس شأنأً خليجياً بحتا إنه شأن دولي ولم يعد فيه اجتهاد إلا الشق الذي يتعلق بالتأثيرات الأمنية على منطقة الخليج وهذا كذلك يمكن أن تثبته أو تنفيه المنظمات المتخصصة إذ ليس لدول الخليج الخبرة الفنية والأدائية لمراقبة أي تسرب إشعاعي ناجم عن أي مفاعل بالمنطقة كلها.
وإن كانت بعض دول المجلس تسعى لامتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية وأهمها توليد الكهرباء مع التحفظ على هذا الجانب لان تكلفته باهظة ولن يخرج طاقة بديلة للنفط على مدى قرن من الزمان هو عمر النفط في مكامنه كما تقول بعض التقارير وإن كنت أرى أن هذين الموضوعين (القدرة النووية والنفط) من أهم موضوعات الأمن في المنطقة ولا أستبعد صراعاً سيقوم حولهما بين هذه الدول حاله حال المياه التي ستكون مجال حروب قادمة لأن من يمتلك المياه سيتحكم في مصادرها وقد تحرم الدول المتلقية للمياه منها كلياً أو جزئياً وهذا شبيه بالطاقة النووية التي يخضع امتلاكها لشروط معينة.
الملفات في الخليج ساخنة كسخونة الاجواء بالرغم من البرودة القارصة التي تغطي الخليج والتي يتنبأ الجيولوجيون بعودة عصر الجليد لشبه الجزيرة العربية التي كانت تغطيها الغابات وتعيش بها الحيوانات الضارية ومن يدري لعل هذه المنطقة تتغير فيها الحياة كلياً وقد تزداد الهواجس الأمنية وتتسع دائرة التهديدات الأمنية ومنها ما لا يمكن التكهن بحلوله ولا التكهن بالسيطرة عليه إنها نظرة (تشاؤلية) كما يقول بعض الكتاب نظرة تمزج بين التشاؤم والتفاؤل.
لكن يبقى (الأمن) هاجس أهل الخليج حيث يبدأ من أمن الغذاء وأمن الكساء إلى أمن البناء والسكن والآن أمن الحياة كلها. كل ذي نعمة مغبون .لكن النعم لا تدوم إلا بالشكر.​​
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
19
القاعدة وتمكين المرأة!
محمد أبو رمان
الغد الاردن
لسنا بحاجة إلى مقدمات خطابية أو إنشائية نكرر ونجتر فيها الخطاب العربي المعتاد في "جلد الذات"، لكن ربما الكلمات تحدّ – ولو قليلاً- من الألم الذي يعتصرنا في مواجهة واقعنا، بل وعجزنا إلاّ أنّ نكون جزءاً من هذا الواقع المرير. وإذا كانت أكثر الحكومات العربية هي أساس البلاء والابتلاء، وتجد بغيتها في هذا الواقع الفاسد الذي يُسهّل فسادها، وإذا كان هاجسها الرئيس هو البقاء والاستمرار، ولو على "رفات الشعب"، ولا تعدو سياساتها إلاّ عملية "تحديث للاستبداد"، على حد تعبير الباحث الأميركي ستيفن هايدمان، فإنّ البلاء الأكبر والمرض الأخطر أن تكون هذه الحكومات، على جميع علاّتها، التي تسوّد مجلّدات من الورق، هي أقلّ بلاء وأفضل حالاً من الخيارات البديلة المطروحة علينا (الآن.. هنا) في الشرق المتوسط.
"القاعدة" أحد العناوين الرئيسة في المشهد العربي اليوم، تُمثل خطّاً فكرياً وسياسياً متصاعداً، يعكس حالة من المزاج السياسي العام، ناجمة عن هيمنة الخارج وفشل الداخل، لكنّها – أي القاعدة- تشكل في الوقت نفسه أحد تجليّات البؤس الاجتماعي العربي، سواء ما تنتجه سياسات النظم والحكومات من تشوهات أخلاقية وثقافية أو ما ينتجه عجز النخب المثقفة ومحدودية دورها أو استقالتها من مسؤولياتها تاركة الفراغ لأنصاف المتعلمين والجهلة يسيحون في ساحات الانترنت، فيستبحيون عقول الشباب المغرر بهم ويودون بهم إلى المهالك بعنوان "طريق النجاة أو الخلاص".
تتمثّل آخر إنجازات القاعدة بإيجاد استراتيجية تنموية جديدة وفاعلة سواء بتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة أو تمكين المرأة في المجتمعات العربية. فحوى هذه الاستراتيجية أنّ الفئات الضعيفة (أو المستضعفة) بمثابة عبء كبير على "مشروع المقاومة والتحرر"، لكن بالإمكان تحويل هذه الفئات إلى قوة حقيقية في سبيل مقاومة "الاحتلال الصليبي" وأعوانه من "الحكومات المرتدة" والاستفادة من هذه "الطاقات المهدرة" وذلك بصناعة "انتحاريين" يفجّرون أنفسهم، حتى وإن كان ذلك في سوق في بغداد أو مخفر شرطة في الجزائر أو فندق في عمان. فالعبرة ليست بتلك الأرواح التي تُزهق جوراً وظلماً إنّما بالمعركة الإعلامية والسياسية التي تشتعل وراءها، وسيُبعث الجميع على "نيّاتهم"، وفقاً لمن سوّغوا نظرية "التترس"!
أعتقد أنّ من ابتكر وساهم في صوغ الاستراتيجية الجديدة للقاعدة (تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وتمكين المرأة) عدّد لهم فوائدها وإيجابياتها، إذ تتمثل أوّلاً في تحويل مصادر الضعف إلى مصادر قوة وتدمير تتماهى مع الخط "القاعدي" الجديد (الانتحار، التدمير، القتل..)، فما دام الأمر لا يتطلب أكثر من الوصول إلى تجمع عام وتفجير النفس (وربما عن بعد!) وقتل أكبر عدد ممكن من الحضور، فلماذا تخسر القاعدة شباباً مدرّبين مؤهلين لعمليات نوعية، إذا كان بالإمكان تنفيذها من خلال الفئات "المستضعفة!". ثانياً تُسهّل هذه الاستراتيجية التخلص من عبء بعض "المعوّقين" الذين ربما تؤدي إصابتهم أثناء القتال والعمليات إلى شلّ قدرتهم، فيكون الحل بتأمين طريق سريعة لهم إلى "الجنة!". أخيراً فإنّ هذه الاستراتيجية تُوفِّر للقاعدة موارد بشرية جديدة كفيلة باستمرارها وحيويتها.
ولأنّ عالم الانترنت يمنح فرصة كبيرة لأعضاء القاعدة وأنصارها وتبادل الخبرات والتجارب فإنّ الاستراتيجية الجديدة طارت في الآفاق، وتمّ العمل بها في عدة ساحات بين المغرب والعراق! أحد النماذج الأوّلية والاختبارات الحقيقية لهذه الاستراتيجية تمثّلت في تفجير مبنى أمني في ولاية بومرداس في الجزائر، فالمنفّذ معوّق بنسبة 70%، وإذ كان موحون كمال (30 عاماً) قد أصيب في اشتباكات مع الجيش الجزائري سابقاً، واقتنعت قيادته بضرورة التخلص منه "كونه يعيق حركة ناشطي التنظيم، خصوصاً بعد تزايد الضغوط الأمنية والعسكرية"، وفقاً لتقرير الحياة اللندنية.
الحال نفسها تكررت مؤخّراً، لكن في العراق، إذ تؤكّد مصادر أمنية أنّ امرأتين "مريضتين عقلياً" وراء تنفيذ تفجيري سوق الغزل وسوق آخر في بغداد، يوم الجمعة المنصرم، وهما التفجيران اللذان أدّيا إلى مقتل قرابة ستين شخصاً ومائة جريح. ولعلّ أغرب ما في القصة أنّ التفجير حدث بطريقة "التحكم عن بعد". أي أن الاحتمال الأغلب أنّ هاتين الامرأتين لم تكونا راغبتين في تنفيذ العملية أو أن هنالك عدم ثقة بقدرتهما على أداء هذه المهمة.
ولا يبعد نموذج ساجدة الريشاوي، التي شاركت في تفجيرات عمان نوفمبر 2005، عن النماذج السابقة، وهنالك حالات أخرى تؤشر على الاستراتيجية الجديدة.
لعلّ القاعدة (بذلك) تُقدّم إبداعاً جديداً في خيارات المواجهة مع "الولايات المتحدة وأعوانها"، أو أنّها ترسم خطّاَ آخر في مسار التنمية مقابل فشل الحكومات العربية في هذا المجال.
ألسنا مجتمعات تنتحر، أو برسم الانتحار!
m.aburumman@alghad.jo
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
20
عن العلم العراقي ............
د. حميد السعدون
الخليج الامارات
شهد العراق منذ تأسيس سلطته الوطنيه عام ،1921 وحتى الآن، أربعة أعلام وطنية، كان الأول في أيام العهد الملكي، وكان الثاني وليد ثورة 14 تموز عام ،1958 في حين اعتمد الثالث بعد حركة 8 شباط عام ،1963 وظهر لنا الرابع قبل أيام قليلة. ومن الإدراكات التي لا تحتاج لتنشيط الذاكرة، أن كل شعوب العالم تتمسك بأعلامها الوطنية، حتى وإن تبدل نظام الحكم فيها، والأمثلة على ذلك كثيرة، في فرنسا وإيطاليا وروسيا وإسبانيا وألمانيا... الخ. لكن حكام العالم الثالث، وبحكم شخصانية السلطة وتمركزها، يتدخلون في كل شيء وأولها العلم الوطني، غايتهم في ذلك أن تكون بصماتهم واضحة، سواء كانوا على رأس السلطة أو في أحد القبور المنزوية. والعلم العراقي ابتلي بتلك المزاجية السلطوية، وكأن من يغير العلم ورموزه، يستطيع أن يصادر ذاكرة الناس ويمحو وقائع التاريخ وشواهده، وهذا ما حصل للعلم العراقي الذي تحمس “ممثلو الشعب” لتغييره قبل أيام جراء ضغط الجانب الكردي، الذي يعتبره علماً لصدام حسين، وفاتهم أنه معتمد منذ عام 1963. وتعامى من يطالب بالتغيير عن أنه تحت هذه الراية، قاتل جميع العراقيين عن وحدة الوطن وحموه من كل غاز وقاطع طريق، ولعل أحداث عام 1996 مازالت طرية في الذهن يوم تم تحرير اربيل من التدخل الأجنبي وأعادوا من هرب منها.
إن ذاكرة الناس ليست شريطاً للكاسيت، يمكن مسح محتوياته وإعادة التسجيل عليه. والشعوب الحيه لا تفقد ذاكرتها مهما كانت عوامل الضغط عليها كبيرة، لأن حصول ذلك معناه خسارتها للإدراك الحسي والمعنوي الذي يلتصق بروح الوطن والمواطنة. وقطعاً ان راية الوطن، ليست ملكاً لجيل أو لحقبة زمنية، بقدر ما هي جذر عميق ومتأصل في تربة الوطن، لذلك فالتغيير الذي أقره النواب للعلم العراقي، مجاملة ومجاراة لأحد الأطراف المنضوية في العملية السياسية في العراق، يشبه نصلاً حاداً غار في أحد تجاويف القلب. والأكيد أن من قام بذلك يحمل من الضغينة الشيء الكثير، ليس على العلم فحسب، بل على الوطن العراقي وشعبه، وفي ذلك دلالة خطيرة.
إن العلم العراقي الذي استلهم من البيت الشعري الشهير للشاعر صفي الدين الحلي: بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا
سيبقى إحدى الرايات التي لن يظللها الشحوب في ذاكرة الناس وضمائرهم، وتلك أهم من قرارات النواب المتمترسين خلف الجدران الاسمنتية في المنطقة الخضراء.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
21
التفجير.. التذكير
افتتاحية
البيان الامارات
عمليتا التفجير المروع اللتان وقعتا في بغداد يوم الجمعة؛ رسالة قاسية محملة بالمدلولات والإنذارات، إلى كافة الأطراف العراقية. فحواها أن الساحة غاصت، أكثر من اللزوم، بأوهام عديدة ومتنوعة؛ كما أنها تمادت بعيداً بالانشغال بصراعات المحاصصة، على حساب الاستحقاقات الكبيرة والأساسية.
وبقدر ما هي تذكير دموي بربري بمدى هشاشة الساحة وسرعة عطبها، المفتوح على المزيد من الانتكاس؛ بقدر ما هي دعوة صارخة وعاجلة لوجوب الالتفات وبسرعة إلى الجذور السياسية للأزمة من أجل التصدي لها، بما يكفل الخروج من دوامتها القاتلة. أو على الأقل وضع البلد على سكة مثل هذا الخروج.
أولى الخلاصات أن النوم على حرير الأمن، بعد التحسن النسبي الذي تحقق في الآونة الأخيرة؛ هروب أقرب إلى الوهم. الاحتلال ساهم في الترويج لمثل هذا التطور. ترك ذلك بصورة وهمية، عن وضع أمني أفضل. لا شك أن درجة ملحوظة من السيطرة الأمنية قد تحققت. ولا شك أن الأمن أمر حيوي مصيري في العراق. لكن الذي لا شك فيه أيضاً، هو أن استتبابه ورسوخه مشروط بعافية المناخ السياسي.
ثانياً، ان حرق الوقت بلعبة شد الحبال وتحصين المواقع الفئوية، محكوم بزيادة الطين بلة. لا يؤجل المشكلة فقط، بل يفاقمها. فالانشغال بالصراعات الحصصية على حساب الاستحقاقات الدستورية والسياسية، لا يطيل أمد الأزمة فقط؛ بل يزيد من تعقيدات هذه الصراعات ويدفعها إلى توليد وتفريخ المزيد من الخلافات، وعلى غير انقطاع. وهذا هو بالذات ما حصل.
الخلافات على توزيع الموازنة والحصص النفطية تفاعلت وطلعت إلى السطح وتكاد تمسي مشروع أزمة بحالها. كذلك هو موضوع التعيينات في الجيش وقوى الشرطة. الاتهامات بالانحياز إلى هذا الصوب أو ذاك أيضاً انفجرت علناً. المصادقات على قوانين، تم التصويت عليها في البرلمان، تتعثر هي الأخرى بسبب الاعتراضات عليها من الزاوية السياسية.
الحصيلة، قوانين مجمدة؛ بصرف النظر عن جدارة الأسباب. وهكذا هو حال التعديلات الدستورية التي طال انتظارها، من دون أن ترى النور بعد. ثالث بنود رسالة التفجير، هو أن جميع المعضلات والإشكالات والتعقيدات، في العراق، لا ولن يستوي ويستقيم حلها خارج مظلة المصالحة الوطنية الشاملة.
في غياب هكذا مشروع، أو على الأقل وضع البلد على سكته؛ لم تكن النتيجة سوى المزيد من الابتعاد عن طريق الخلاص وجعل بلوغه مهمة شبه مستحيلة. هذا ما تقوله الوقائع على الأرض، بعد حوالي خمس سنوات على الاحتلال الأميركي للبلد. الرئيس بوش يبدو أنه تراجع عن تلميحاته بخصوص تخفيض حجم القوات الأميركية، قبل نهاية ولايته. هو أصلاً لم يكن عازماً على ذلك. يزعم أن الاحتفاظ بها على حالها، أمر ضروري لاستتباب الأمن في العراق.
يرتكب العراقيون، أو بالأحرى يواصلون ارتكاب الخطيئة نفسها لو هم واصلوا المشاحنات والصراعات حول الحصص، معولين على المراهنات الأمنية الأميركية؛ تجنباً لمواجهة المصالحة، كشرط واجب لإنقاذ العراق. البديل من البضاعة ذاتها. وتفجير أمس تذكير بليغ ومؤلم بذلك.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
22
عراق بوش.. أرقام مثيرة للذعر
ياسر الزعاترة
الدستور الاردن
بين أيدينا أرقام تثير الذعر والحزن في آن ، هي حصيلة تقديرات لعدد من الجهات العراقية والدولية. فبحسب استطلاع لمركز "أوبينيون ريسيرش بيزنس" البريطاني ، بلغ عدد القتلى العراقيين ما بين آذار 2003 وآب 2007 حوالي مليون 33و ألف قتيل ، وفي حين وضع معدو الدراسة هامش خطأ بنسبة 1,7 في المئة ، فإن العدد سيقل عن المليون بقليل ، من دون أن يكون من بينهم من ماتوا بسبب الشيخوخة.
أما مركز العراق للدراسات الإستراتيجية فركز في دراسة له نشرت مؤخراً على أعداد المشردين والأيتام ، فكانت النتيجة أن في العراق اليوم مليونا 600و ألف طفل مشرد ، وستة ملايين طفل يتيم ، 900و ألف طفل معوّق ، بينما قال تقرير لوزارة التخطيط العراقية إن هناك مليون أرملة ومطلقة في العراق ، بينما قالت وزيرة شؤون المرأة بالإنابة إن العدد في حدود المليونين. مؤسسة هيومن رايتس ووتش الأمريكية المختصة بحقوق الإنسان قالت إن حقوق الإنسان قد تدهورت خلال عام 2007 وبداية العام الحالي ، خلافاً لمقولات التحسن التي تبثها الإدارة الأمريكية ، إذ تواصلت أعمال القتل والتهجير الطائفي ، وزاد عدد المعتقلين بشكل كبير بعد تطبيق الخطة الأمنية الجديدة.
الشيخ حارث الضاري ، أمين عام هيئة علماء المسلمين ، قال في تصريحات له قبل أيام إن في العراق مليونا ونصف المليون شخص مصابون بالسرطان بسبب استخدام القوات الأمريكية للأسلحة المحرمة دولياً ، بينما تؤوي السجون الأمريكية وسجون الأمن العراقي 150 ألف معتقل. أما المهجرون فيبلغ تعدادهم سبعة ملايين ، أربعة منهم خارج العراق ، وثلاثة داخله.
بوسع الداخلية العراقية أن تصف أرقام الاستطلاع البريطاني بأنها خيالية ، وبوسعها أن تشكك في صحة أرقام المركز العراقي ، وكذلك معلومات المؤسسة الأمريكية ، ومن باب أولى معلومات الرجل المطلوب لها ، الشيخ الضاري ، لكن السؤال الذي سيصفعها ، ومعها إدارة الاحتلال هو أية مصلحة لهذه الجهات جميعاً في تزوير مثل هذه الأرقام؟،
ثم دعونا نعتبر أن ثمة قدراً من المبالغة فيها جميعاً ، وأن نسبة من الأرامل هي نتاج حروب صدام ، فهل يقلل ذلك من بؤس المشهد وكارثيته؟، الذين جاءوا على ظهر دبابات الاحتلال وجمعوا الأموال الحرام ، وحازوا أشكالاً من السلطة لم يحلموا بها سيواصلون التشكيك في تلك الأرقام ، لأنهم ببساطة لا يريدون الاعتراف بجريمة الاحتلال ، وحين يتوفر من بين أصحاب العمائم من لا يخجلون من تكرار شكر المحتل على تحريرهم من الطاغية ، فلن يكون مستغرباً أن يفعل ذلك سياسيون مغامرون مسكونون بالحقد والجشع وشهوة السلطة في آن.
إنها واحدة من أبشع جرائم العصر ، تلك التي ارتكبتها أمريكا بحق العراق والعراقيين ، وهي جريمة بدأت منذ مطلع التسعينات ، وجاء جورج بوش الابن لكي ينتقل بها النقلة الأكثر إجراماً ، ولنغدو إزاء مشهد موت ودمار موغل في البشاعة ، ولو كان في الدنيا قليل من العدل لحوكم أمام محكمة جرائم الحرب في لاهاي ، هو وكل الذين شاركوا في الجريمة ، بمن فيهم رموز الطائفية الذين تحكموا بالعراق في ظل الاحتلال وتحت حماية قواته.
كيف يقبل عراقيون شرفاء أن يتعاونوا مع محتل بهذا المستوى من البشاعة ، وكيف لا يبقى الشعار الجامع لكل المخلصين هو كنسه من العراق ومطاردته أمام محاكم الأرض وشرعياتها قاطبة كي يدفع ثمن جرائمه ، ويعوض العراقيين عما أصابهم من بلاء؟، إنها واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ البشري ، والأسوأ أن المجرم لم يتوقف ، بل يعلن أنه سيواصل عمله كي لا يواجه الأمريكان الإرهاب في عقر دارهم ، ما يعني أن على العراقيين أن يواصلوا النزيف والمعاناة كي ينعم الأمريكيون بالأمان ، فيما يعلم الجميع أن عراقياً واحداً لم يتورط في إطلاق رصاصة على أمريكي داخل بلاده
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
23
أرقام صادمة
طلعت اسماعيل
البيان الامارات
من السهل على وزارة الداخلية العراقية أن تنفي صحة الأرقام التي قالت إن مليون عراقي قتلوا منذ الغزو الأميركي لبلاد الرافدين في مارس 2003 وحتى أغسطس 2007.
ومن السهل أيضاً التشكيك في الأرقام التي رصدتها الدراسة التي أجراها مركز استطلاعات الرأي «اوبينيون ريسرش بيزنس» البريطاني التي قالت إن الحرب والعنف الذي رافقها على مدى نحو خمس سنوات أوقع ما بين 946 ألفاً ومليون و33 ألف قتيل عراقي. لكن الوقائع والمعاناة التي يمر بها الشعب العراقي لا يمكن إنكارها بمجرد إطلاق تصريح مشكك أو إعطاء أرقام مضادة لا تتجاوز 100 ألف قتيل وجريح منذ منتصف عام 2004 وحتى الآن.
المركز البريطاني أعطى أرقاماً من خلال دراسة ميدانية شملت حوالي 2414 عراقياً تبلغ أعمارهم 18 عاماً على الأقل جرى سؤالهم ما إذا كانت أسرهم شهدت موت أحد أفرادها بسبب أعمال العنف. فكانت الأرقام التقديرية التي جاءت أقل من دراسة أخرى قدرت في أغسطس 2007 ضحايا العنف في العراق بنحو 2,1 مليون قتيل.
وإذا أضفنا إلى تلك الأرقام وجود نحو 5 ,4 ملايين لاجئ عراقي، ونحو مليوني أرملة ومطلقة يمثلن قنابل اجتماعية موقوتة وفق تقديرات مكتب النائب في البرلمان العراقي سميرة الموسوي استناداً إلى تقرير لوزارة التخطيط في منتصف عام 2007، أو مليونين حسب تقدير آخر قدمته نرمين عثمان وزيرة شؤون المرأة بالإنابة.
ومن بين تلك الأرقام الكبيرة لأرامل العراق يحصل 84 ألف أرملة فقط على دعم حكومي من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية يتراوح 40 ـ 95 دولاراً شهرياً، يمكن أن نتخيل حجم المأساة وكم المعاناة، وما يمكن أن ينتج عن هذا الوضع من مشكلات اجتماعية تحتاج إلى سنوات طويلة للتخلص من آثارها المدمرة على نسيج المجتمع العراقي.
هذه الأرقام المؤكد أنها تزعج الحكومة العراقية التي تحاول خلق انطباع أن كل شيء يجري على خير ما يرام، وكأن البلاد ليست محتله ولا تعاني من العنف وعمليات القتل اليومية، ولابد وأن تكون أكثر إزعاجاً بالنسبة للمحتل الأميركي الذي لم تفلح قواته في إعادة الهدوء النسبي إلى بعض المدن العراقية من دون استقطاب العشائر وتشكيل مجالس الصحوة التي قاتل أفرادها في فترات سابقة الجنود الأميركيين أنفسهم.
ولعل تكرار تأكيد الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه الأخير عن حالة الاتحاد في أن القوات الأميركية تنتظر معارك شرسة، خير دليل على أن الوضع الأمني لا يزال بعيداً عن السيطرة، حتى أن بعض التقارير تحدثت عن إمكانية تراجع وزارة الدفاع الأميركية عن خطط تخفيض قواتها في العراق الصيف المقبل بنحو 30 ألف جندي.
ومن هنا كان ربط بوش بين سحب الجنود وتقرير ينتظر رفعه قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والقادة الميدانيون الآخرون حول ما يمكن أن يحدث على الأرض.
وعلى الأرض للأسف لا تزال دوامة العنف قائمة وإعلان النصر النهائي لا يزال أيضاً مؤجلاً والباب يبقى موصداً في وجه الأميركيين الذي يكابرون في الاعتراف بالمأزق الذي يجدون أنفسهم عالقين فيه.
ففضلاً عن اقتراب قتلى الجيش الأميركي من حاجز الأربعة آلاف قتيل و26 ألف جريح، كشف تقرير عسكري أميركي ازدياد عدد الجنود الأميركيين الذين انتحروا إثر عودتهم من العراق وأفغانستان ليصل إلى 121 في 2007 بارتفاع 20% عن العام الذي سبقه، في حين بلغ عدد الذين حاولوا الانتحار 2100 .
وهو أكثر 6 مرات مما كان عليه منذ اجتياح العراق سنة 2003. الأفضل من التشكيك في الأرقام التي تقدمها منظمات مستقلة عن الواقع المأساوي في العراق أن يعترف الاحتلال بمسؤوليته عنها ولا تجاريه الحكومة العراقية في التنصل منها بما يعطيه المبررات للهروب من تحمل تبعات ما صنعت يداه من مآسٍ.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
24
انتكاسات جديدة لادارة فاشلة
مازن حماد
الدستور الاردن
صنعت الولايات المتحدة حربين في العراق وأفغانستان ، لكنها لا تعرف كيف تديرهما او تنهيهما. تورطت في الحربين معاً وورطت العالم معها ، ولكن لا حلول في الافق بل المزيد من التدهور والفوضى.
وقد جاء تفجيرا سوق الحيوانات الأليفة وسوق الطيور في بغداد يوم الجمعة ليؤكدا هشاشة المكاسب الامنية التي يقول الاميركيون انها تحققت على ضوء زيادة عدد قواتهم في العراق منذ سنة ، وليدمرا ثقة الناس بقدرة قوات الأمن العراقية على مواجهة تكتيكات القاعدة.
نفذ التفجيران اللذان تما عن بعد بواسطة الهاتف النقال ، من قبل امرأتين يتردد انهما من أرامل انتحاريين سابقين. ولم يتأكد ما قاله ناطق عسكري عراقي من أن هاتين الامرأتين مصابتان بالعتة المنغولي ، لكن الملاحظ في الشهور الأخيرة أن هناك تحولا متزايداً من جانب القاعدة الى الهجمات الانتحارية الفردية بدل السيارات المفخخة ، والى تفضيل النساء الملغومات لقدرتهن على اخفاء المتفجرات تحت العباءة ، وسهولة تفاديهن التفتيش على الحواجز لأن لمسهن من قبل الرجال غير جائز شرعاً.
واذا كان التفجيران اللذان فصلت بينهما دقائق قد جاءا بعد هدوء نسبي هبطت منه الهجمات عبر العراق كله بنسبة %40 ، فقد اعتبرا بالنظر الى قتلاهما الثلاث والسبعين وجرحاهما المائة والخمسين ، الأسوأ عدداً ودموية خلال أحد عشر شهراً.
ومن سوء حظ الولايات المتحدة ان هذه الانتكاسة الامنية الخطيرة تزامنت مع تصاعد الخلافات بين حلفاء الناتو حول كيفية مواجهة الخطر الطالباني المتزايد في أفغانستان. وتطير كوندوليزا رايس الى لندن خلال أيام للتباحث مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ووزير الخارجية ديفيد مليباند وسط مخاوف من انهيار الاستراتيجية الدولية الهادفة الى استعادة الاستقرار في الجمهورية الافغانية.
ولا ندري على ضوء ما يحدث في العراق وأفغانستان ما اذا كانت الولايات المتحدة هي التي تطارد القاعدة ام ان العكس هو الصحيح ، لكننا نؤيد ما ذهبت اليه رايس عندما قالت ان القاعدة اثبتت بعد تفجيري الجمعة في بغداد أنها الاكثر وحشية ، وما علق به السفير الاميركي لدى العراق ريان كروكر من أن القاعدة وجدت اسلوباً جديداً ومميتاً في مواجهة اميركا.
غير ان الحالة الافغانية تتدهور بسرعة ، وهو ما دلل عليه قول الناطق بلسان الخارجية الاميركية شون ماكورماك بأن «جميع حلفائنا الأطلسيين مطالبون بفعل ما بوسعهم للمساعدة». وفي الاسبوع المقبل سيلتقي وزراء دفاع الناتو في لتوانيا للبحث في ارسال تعزيزات تقدر بسبعة آلاف وخمسمائة جندي الى أفغانستان لينضموا الى (42) ألفاً موجودين هناك.
وقد ظهرت الخلافات الاطلسية الى العلن عندما طلبت واشنطن من المانيا بالحاح ان ترسل قوات ومروحيات الى الجنوب الافغاني المضطرب وعدم الاكتفاء بمرابطة قواتها في الشمال المستقر نسبياً.. وكأنها في اجازة. لكن وزير الدفاع الالماني رفض الاستجابة قائلا ان قوات بلاده باقية في الشمال ، فيما أكدت المستشارة ميركل ان وضع القوات الالمانية الحالي في الاراضي الافغانية ليس محل نقاش. كما تواجه واشنطن مشكلة مماثلة مع فرنسا التي تقاوم اعادة تموضع قواتها في افغانستان.
ومما ساهم في توتير الأجواء بين الحلفاء تهديد كندا بسحب قواتها الـ (2500) من قندهار ما لم يرسل الاطلسيون قوات اخرى الى المنطقة ، مؤكدة ان قرارها البقاء في افغانستان بعد فبراير(2009) رهن بالموافقة على طلبها. وقد اغضب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس حلفاء بلاده في الناتو عندما اشتكى من ان القوات الاطلسية غير مستعدة جيداً لمواجهة حركة طالبات ، كما احدث قائد قوات الناتو السابق الجنرال جيمس جونز ضجة عندما قال ان افغانستان مرشحة للسقوط الى الهاوية لأن القوات الغربية فيها غير كافية ، ولأن المساعدات الاقتصادية المقدمة شحيحة.
أميركيا اذن امام ورطتين مترابطتين واحدة في العراق والاخرى في افغانستان. وهي عاجزة عن احراز تقدم تماماً مثل عجزها عن الانسحاب. وهي عاجزة أيضاً عن اقناع حلفائها بزيادة مساهماتهم العسكرية تماتماً مثل عجزها هي عن احداث زيادة اخرى في قواتها. وفيما يئن دولارها تحت وطأة النفقات الفلكية التي تترتب على المضي قدماً في الحربين يأمل العالم في ان تعمل الادارة الجديدة التي يفصلها عن احتلال البيت الابيض خمسون اسبوعاً ، على ابتكار وسائل جديدة لفك الاشتباك مع القاعدة في هذين البلدين ولو بصورة تدريجية تبعد الكوكب عن دمار أشد هولاً لو استمرت واشنطن في ادارة الصراع بالطريقة التي يديرها بوش ، وهي طريقة أثبتت فشلها المدوي وألحقت اضراراَ لا يمكن اصلاحها بالمصداقية الاميركية في كل مكان.

ليست هناك تعليقات: