Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأربعاء، 16 يناير 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات 15-1-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
دلالات الهجوم الأميركي -3-
وليد الزبيدي
الوطن عمان
هنا نحاول ان نناقش مسألتين اساسيتين تتعلقان بدلالات الهجوم الجوي الاميركي الكبير الذي استهدف منطقة(عرب الجبور) جنوب بغداد، والذي نفذته القاذفات (BI) والقت خلاله اكثر من واحد وعشرين الف طن من القنابل شديدة الانفجار.
هاتان المسألتان، هما اسباب اللجوء إلى هذا النوع من السلاح الفتاك والعملاق، بعد ما يقرب من خمس سنوات من احتلال العراق، والجهد الجديد الذي استخدمته ادارة الاحتلال في العراق خلال الاشهر الماضية.
لنبدأ من النقطة الثانية(اي جهد الاسناد) والتي يطلق عليها في الشارع العراقي وفي وسائل الاعلام(مجالس الصحوة)، التي اسسها ومولها الاحتلال، وأراد من خلالها النفاذ الى البيئة الحاضنة للمقاومة واختراقها وتصفية رموز ومقاتلي المقاومة في العراق، تحت يافطة مفضوحة اسمها(مطاردة تنظيم القاعدة في العراق)، في حين يعرف الجميع ان المهمة قد اوكلت الى مجاميع الاسناد ذات الصناعة الاميركية، للقضاء على المقاومة اينما كانت، حتى لو كانت بالكلمة، وخير مثال على ذلك، ما قامت به مجالس الصحوة في مدينة الاعظمية قبل اسبوعين، عندما اعتقلت احد علماء المسلمين الكبار، لأنه تحدث عن الجهاد ومقاومة المحتل، وذهب اليه اعضاء وفرق مجالس الاسناد، ووجهوا له مختلف انواع القذف والسب والشتم والاهانات واعتقلوه ومارسوا معه ذات الاساليب التي يستخدمها جنود الاحتلال والاجهزة الامنية والميليشيات الطائفية والعصابات الاجرامية، اما الشخص الذي يشك بأنه ينتمي الى فصائل المقاومة فإنه يعتقل ويقتل وترمى جثته في المزابل، وهذا ما يحصل في شرطة الفلوجة والرمادي وغيرها من تلك التي ارتبطت بمجالس(الاسناد) الاميركي.
وبهذه المناسبة لا بد من الوقوف عند دوافع تشكيل مثل هذه المجالس، التي جاءت بتوصية من معهد(راند) التابع للبنتاجون ويموله سلاح الجو الاميركي بصورة مباشرة، والذي توصل في دراسة له، الى ان القوات الاميركية لن تتمكن من القضاء على المسلحين في العراق، لان الجيش الاميركي مصمم ومدرب ومثقف على مجابهة جيوش كبرى، وعندما خاض الحرب مع الفصائل المقاومة في العراق، وجد نفسه في تيه وضياع، وبسبب الارادة المقاومة للاحتلال واصرار المقاومين على طرد المحتل والحاق الهزيمة به، فقد تكبد الجيش الاميركي المزيد من الخسائر في الارواح والمعدات، وان قراءات الخبراء تقول، باستحالة تحقيق تقدم في العراق ضد المقاومين، وان هؤلاء سيلحقون بالقوات الاميركية الكثير من الهزائم والخسائر، وان الحل يكمن في تجنيد ضعاف النفوس من العراقيين من ذات البيئة المقاومة، للتصدي للمسلحين وتأمين الحماية للقوات الاميركية وحماية طرق امداداتها وتحركها، واعطاء شيء من الطمأنينة لأقطاب العملية السياسية التي تروج للمشروع الاميركي، وفي هذا الاطار اوجدت القوات الاميركية مجالس اسناد في مناطق عرب الجبور لتأمين الحماية للقوات الاميركية، لكنها فشلت ايضا، وسنناقش الجوانب الاخرى.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
بوش في السعودية
عاطف عبد الجواد
الوطن عمان
كثير من الأميركيين يفكرون في السعودية على انها شيئان: ارض ابن لادن، والمكان الذي يأتي منه البنزين لسيارات الأميركيين. زيارة الرئيس بوش للمملكة العربية السعودية هذا الأسبوع تأتي تتويجا لجهود استهدفت تحسين العلاقات بين البلدين وصورة كل بلد لدى مواطني البلد الآخر. ولكن هذه الزيارة قد تحمل معها ايضا بذور خلافات جديدة. جهود تحسين العلاقات شهدت طفرة في ابريل 2005 عندما زار الملك عبدالله بن عبد العزيز الرئيس بوش في ضيعته في ولاية تكساس. وفي مؤشر على التحسن عادت اعداد الطلبة السعوديين في اميركا الى مستوياتها قبل احداث سبتمبر 2001. لكن العالم تغير كثيرا منذ زيارة تكساس. فقط قفزت اسعار النفط الى مائة برميل مما بات يهدد بانكماش اقتصادي في الولايات المتحدة. ورغم ان السعودية تقول ان اسعار النفط هي نتيجة طبيعية لحركة السوق فإن الرئيس بوش يتوقع من ضيوفه عملا للمساعدة في تخفيف وطأة ارتفاع الأسعار. هذا واحد من مجالات الخلافات المحتملة بين الطرفين. عندما جاء الرئيس بوش الى البيت الأبيض كان سعر جالون البنزين 99 سنتا فقط. اليوم تجاوز الثلاثة دولارات. ربما خرج الرئيس بوش من البيت الأبيض تاركا خلفه بوادر انكماش اقتصادي وهو ما حدث مع والده جورج بوش الأب في عام 1992. هل يزيد السعوديون انتاجهم من النفط؟ هذا الإنتاج الذي كان اكبر بخمسة في المائة اثناء زيارة تكساس عما هو عليه اليوم. وهل تستجيب السعودية لطلب الرئيس الأميركي وهو يأتي معه هذه المرة بموقف جديد من القضية الفلسطينية؟ فأثناء زيارته لإسرائيل والضفة الغربية طالب الرئيس بوش ربما لأول مرة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي قال انه بدأ عام 1967.
واثناء زيارة بوش للسعودية سوف ينظر الكونجرس في صفقة اسلحة متقدمة للسعودية مقدارها عشرون مليار دولار. تزامن الزيارة مع طلب التصديق على الصفقة يوحي بأن الكونجرس سوف يوافق عليها. ولكن الديموقراطيين في الكونجرس يهيمنون على القرار التشريعي وهم يعارضون الرئيس الجمهوري في كل شيء ، وهذا يعني ان تصديقهم على الصفقة لن يكون تلقائيا. هذا مجال آخر محتمل للخلافات بين الطرفين.
والبعض يرى ان صفقة الأسلحة ضرورية لخدمة السياسة الأميركية التي تستهدف احتواء ما تسميه واشنطن تهديدا ايرانيا في المنطقة. وهنا تبرز بعض الخلافات المحتملة في الموقفين الأميركي والسعودي ازاء طهران. فالرياض تقول انها تريد الحفاظ على علاقات طيبة مع ايران برغم ما تسعى اليه واشنطن من عقوبات وتكتل اقليمي ضد طهران. وهنا تبرز حقيقتان. الأولى هي ان خمس عشرة وكالة استخباراتية اميركية خلصت في الشهر الماضي الى ان ايران اوقفت في عام 2003 سعيها الى انتاج سلاح نووي.
والحقيقة الثانية هي ان البحرية الأميركية تقول الآن إن حادث المواجهة البحرية بين الأميركيين والزوارق الإيرانية في مضيق هرموز لم يشكل تهديدا للسفن الأميركية على الرغم من ان الرئيس بوش وصف الحادث بأنه استفزاز خطير. ولكن الرئيس بوش قد يسمع نصيحة مهمة من السعوديين والعرب فيما يتعلق بسياسته ازاء ايران.
إذن قد لا يجد الرئيس بوش آذانا مصغية مائة في المائة فيما يتعلق بعدد من القضايا على اجندته في السعودية. ربما توصل الرئيس والسعوديون الى وسيلة لإقناع حماس بالمشاركة في عملية السلام. وهنا يحتاج الرئيس بوش الى السعودية التي لها نفوذ مالي وسياسي وديني على حماس في غزة. وحتى في العراق هناك احتمال خلافات بين الأميركيين والسعوديين. الأميركيون يقولون ان زيادة القوات الأميركية هي التي خفضت من معدلات العنف في العراق. الحقيقة هي ان السعوديين اقنعوا، ماليا وسياسيا، القبائل العراقية بالتعاون ضد القاعدة في العراق. وهبطت معدلات العنف بسبب عوامل اقليمية ومحلية عراقية، فضلا عن جهود القوات الأميركية.
الخلاصة هي ان زيارة بوش للمنطقة سوف يكون لها اثر كبير على رسم وتنفيذ السياسة الخارجية الأميركية في السنة الأخيرة للرئيس بوش في البيت الأبيض. ولكن الرئيس الأميركي لن يتوفر له ما يكفي من الوقت لإحداث تغييرات جوهرية تحسن من سمعة اميركا في العالم العربي والإسلامي وتحسن سمعة العرب والمسلمين في اميركا.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
واشنطن وأنقرة... ونهاية أزمة الخريف
جاكسون ديل
االاتحاد الامارات
قدِم الرئيس التركي "عبدالله غول" إلى الولايات المتحدة ورحل من دون أن تلفت الزيارة الكثير من الاهتمام الإعلامي، وهو في الواقع أمر ليس بالغريب بالنسبة لرئيس دولة صديق يزور واشنطن. غير أن زيارة "غول" إلى البيت الأبيض من أجل تناول الغداء مع الرئيس بوش -وعدم إثارته لأية عناوين في الصحف- تسجل تحولاً في واحدة من أهم العلاقات الخارجية للولايات المتحدة وتمثل نجاحاً هادئاً لإدارة في عامها الأخير، في إصلاح ما أفسدته التجاذبات السابقة.
اليوم، يعي الأميركيون بمرارة فقدان بلدهم لبعض مكانته عبر العالم خلال السنوات الأخيرة. غير أن نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً يسجَّل حالياً في وقت تسير فيه ولاية هذه الإدارة نحو نهايتها، ولعل سيولة العلاقة مع تركيا جزء من هذا الحراك. فقد تحول هذا البلد المسلم ذو الواحد والسبعين مليون نسمة والعضو في حلف "الناتو"، والذي يحد كلاً من الاتحاد الأوروبي والعراق، في ظرف بضع سنوات من واحد من أوثق حلفاء الولايات المتحدة إلى واحد من أكثرهم استياءً منها، وبشكل تنتشر معه مشاعر معاداتها بقوة. غير أن العلاقات اليوم، وبفضل دبلوماسية ذكية وحس المسؤولية الذي أظهره الكونجرس على نحو غير متوقع وقرار بوش الصارم، عادت إلى حيث كانت قبل سنة 2001 تقريباً.
وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول مارك باريس، السفير الأميركي السابق في تركيا الذي يراقب اليوم العلاقات بين البلدين من مؤسسة "بروكينجز": "لقد أتمت العلاقة دورة كاملة، وهذا ما يبدو شيئاً جيداً بالنظر إلى حيث كنا"، مضيفاً: "وهذا يعني أن الإدارة المقبلة سترث على الأقل علاقة عادية، أو غير متوترة".
تحولت تركيا، في ظرف بضع سنوات، من واحد من أوثق حلفاء الولايات المتحدة إلى واحد من أكثرهم استياءً منها، وبشكل تنتشر معه مشاعر معاداتها بقوة.
ويؤكد هذا الانطباع الرئيسُ "غول"، وهو سياسي ذكي ومحنك عمل وزيراً لخارجية بلاده لفترة أربع سنوات قبل انتخابه رئيساً الصيف المنصرم حين قال خلال زيارة لصحيفة واشنطن بوست: "لقد باتت تلك التحديات خلفنا اليوم"، مضيفاً: "إننا نتقاسم القيم ذاتها -الديمقراطية وحقوق الإنسان والسوق الحرة. ونحن نعمل معاً بشكل جماعي من أجل الأهداف نفسها في المنطقة". بل إن "غول" ذهب إلى حد التنبؤ بحدوث تحول في الرأي العام في تركيا حيث لم تتعد معدلات التأييد الشعبي للولايات المتحدة رقماً واحداً في الصيف الماضي إذ قال: "إن هذا الشعور الذي تتركه استطلاعات الرأي ليس موجهاً إلى القيم التي نتقاسمها، مثلما أنه غير موجه إلى الأميركيين".
ويعد "غول" ووزيرة الخارجية كندوليزا رايس المهندسين الرئيسيين لإعادة إصلاح العلاقات التركية- الأميركية. فقبل ذلك، ضحَّى المسؤولون الأميركيون في أوائل 2003، حينما لم يأذن البرلمان التركي لفرقة من الجيش الأميركي بعبور أراضيه من أجل غزو العراق. ووقتها كان "غول"، يعد ثاني أقوى شخصية في "حزب العدالة والتنمية" بعد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وحينها كانت رايس تشغل منصب مستشارة الأمن القومي في إدارة اعتَبرت بغير قليل من التعجرف أن اصطفاف حليف قديم لها يعد من المُسلَّمات، حيث تغاضت عن مخاوفه المشروعة بخصوص العراق، ومارست ضغوطاً على حكومة أردوغان من أجل تقديم التزام يخالف رأي وإرادة أغلبية الرأي العام التركي بعد أسابيع فقط من أول فوز لها في الانتخابات الوطنية.
بيد أن رايس جعلت من تركيا في 2005 حينما أصبحت وزيرة للخارجية محطة ضمن أول جولة خارجية لها، لتؤكد بذلك على أن إعادة بناء التحالف الأميركي- التركي واحدة من أهم أولوياتها. وكان غول مستعداً لذلك؛ فمثلما يتذكر، فإنه طلب من رايس أن تضع قائمة بأهم أولوياتها، وبعد ذلك وضع قائمة خاصة به. ويقول: "لقد كانت لنا نفس المخاوف... العراق وأفغانستان وآسيا الوسطى والقوقاز وكوسوفو والبلقان والشرق الأوسط".
الواقع أن أكبر نقطة خلاف بين الجانبين لم تكن العراق في حد ذاته، وإنما "حزب العمال الكردستاني"، وهو منظمة إرهابية كردية تنشط في تركيا استغلت الحرب لإنشاء قواعد جديدة لها داخل العراق. فعلى مدى أربع سنوات، كانت حكومة أردوغان تطلب من الولايات المتحدة، باعتبارها القوة العسكرية الرئيسية في بغداد، القيام بشيء حيال "حزب العمال الكردستاني". ولكن البنتاجون كان يرفض دائماً.
ووصلت العلاقات بين البلدين إلى ما يشبه الأزمة الخريف الماضي عندما أسفرت موجة من هجمات "حزب العمال الكردستاني" عن مقتل العشرات من الأتراك. ولكن في الخامس من نوفمبر، التقى بوش بأردوغان في البيت الأبيض واتخذ قراراً طال انتظاره يقضي باقتسام المعلومات الاستخبارية التكتيكية مع تركيا بخصوص مواقع "حزب العمال الكردستاني"، والسماح لأنقرة بتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي العراقية. ثم تلت ذلك عمليات عسكرية وُصفت بالناجحة من قبل الأتراك. وإضافة إلى ذلك، تم سحب مصدر التوتر الآخر في العلاقات الثنائية -قرار لمجلس النواب الأميركي يصف مذبحة الأرمن في تركيا نهاية الحرب العالمية الأولى بـ"الإبادة الجماعية"- من قبل رئيسة المجلس نانسي بيلوسي تحت ضغوط من زملاء "ديمقراطيين".
وبموازاة مع كل هذه الأمور، كانت تركيا تتغير. فقد أثبت حزب أردوغان، ذو الجذور الإسلامية، أنه يستطيع إدارة بلد علماني بدون المساس بالديمقراطية أو حقوق الإنسان. فالربيع الماضي، كادت إمكانية أن يصبح "غول" رئيسا للبلاد أن تثير انقلاباً عسكرياً؛ ولكن بعد الانتخابات التي فاز فيها حزبه بإقناع، باتت ولايته مقبولة ومعترفاً بها اليوم.
في البيت الأبيض، قال بوش إن الحديث الذي دار بينه وبين ضيفه التركي "هو ما قد يتوقعه المرء عندما يجتمع صديقان في غرفة واحدة". ربما كان الأمر كذلك -ولكن ومثلما تعلمت هذه الإدارة بعد تجربة صعبة، فإن حتى الأصدقاء الحميمين لا ينبغي اعتبارهم مضمونين أو من المُسلَّمات.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
بوش في المنطقـة .. شاهداً على حصـاده !
د.عبد الله خليفة الشايجي
اليوم السعودية
يجول الرئيس بوش على إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية ودول الاعتدال العربي في الشرق الأوسط الكبير في زيارة وداعية متأخرة في عامه الأخير في السلطة ، وهو يجول شاهداً على حصاد سبعة أعوام من سياسة الحروب والعقوبات والتهديد كآلية ونهج في منطقة تفرخ ، كما تراه إدارته ، الإرهابيين والفوضى والنزاع ، وتهدد أمن ومصالح واشنطن وحلفائها ، خاصة إسرائيل التي تلتزم أمريكا بتفوقها التقني وسلاحها النووي و«وطنها اليهودي».
ينبغي أن يكون خطابنا مشتركاً في الدول التي يزورها بوش ، ونابعاً من تقديرنا لأنفسنا كدول مهمة ومؤثرة على المسرحين الإقليمي والدولي ، وكلاعب اقتصادي مؤثر خاصة في مجال الطاقة.
وعلينا أن نؤكد للرئيس بوش أننا لسنا طرفاً في المواجهة مع إيران ، ولن ينفع الحشد والتخويف منها. وفي المقابل، لن نقوم بتطبيع مجاني مع إسرائيل قبل الاستجابة للمبادرة العربية ، وتحويل رؤية بوش لدولة فلسطينية متجانسة وقابلة للحياة أمر واقع.
لقد تحدث بوش عن «الاحتلال» وأبدى تفاؤلاً بالتوصل لحل الصراع الفلسطيني / الإسرائيلي قبل أن يترك البيت الأبيض في يناير 2009. والسؤال الكبير: هل ستبقى هذه مجرد رؤية أم سترى النور فعلاً.
ما ينبغي التعبير عنه بصراحة للرئيس بوش هو القلق من نتائج الحصاد المر للأعوام السبعة العجاف ، ونتائجها على الأوضاع في منطقتنا .. ففي الوضع العراقي الذي يشهد تراجعاً في دوامة العنف فيه دون أن يتلازم ذلك مع أي اختراق أو مصالحة سياسية ترسي قواعد واضحة تؤسس لمرحلة الاستقرار للعراق وللمنطقة.
وما يثير قلقنا هو انعكاس سحب 30000 جندي أمريكي من العراق في يوليو المقبل على الوضع الأمني .. وهناك أيضاً مخاوف من السياسة الأمريكية تجاه إيران ، مع أن فرص مواجهة عسكرية قد تراجعت بعد التقرير الاستخباري الأمريكي.
وهناك استمرار تداعيات اغتيال بينظير بوتو التي شجعتها واشنطن على العودة والمشاركة في الحكم في باكستان النووية ، إلى اغتيالات وقتل وحصار في غزة ، إلى تفجيرات لـ «القاعدة» في الجزائر، وتداعيات الملف النووي الإيراني والتحذيرات الإيرانية المتكررة من مرشد الثورة آية الله خامنئي بإذلال من يعتدي على إيران ، إلى عودة خطر «طالبان» بقوة ، إلى استمرار العمليات العسكرية التركية في العراق وتفجيرات انتقامية لحزب العمال الكردستاني في تركيا ، هذا طبعاً دون إغفال استمرار المراوحة المقلقة في لبنان بين الانفراج والانفجار.
هناك علاقات ثنائية سيتم التطرق إليها دون شك في زيارة الرئيس بوش لدول المنطقة من الالتزام الأمريكي بأمن الدول عبر اتفاقيات وترتيبات أمنية ثنائية بين واشنطن ودول المنطقة ، وقضايا صفقات الأسلحة .. ومع ملامسة أسعار النفط 100 دولار للبرميل سيتم التطرق لدور دول المنطقة في المساعدة على وقف صعود أسعاره.
وسيحظى وضع مواطني الدول المحتجزين في معتقل جوانتانامو بالنقاش ، حيث خرجت المظاهرات في عواصم العديد من دول العالم ، ومن بينها واشنطن ونيويورك بمناسبة الذكرى السادسة لافتتاحه ، والتي تزامنت مع بداية زيارة الرئيس بوش للكويت حيث تحتجز أمريكا أربعة من مواطنيها في سجن قاعدة جوانتانامو.
وبالرغم من اصطدام المشروع الأمريكي الذي يشهد تعديلات جذرية في العراق وإيران وعملية السلام بمشروع الممانعة في المنطقة الذي تتزعمه إيران وحلفاؤها الذين يرون زيارة الرئيس بوش كحملة علاقات عامة ، إلا أن هناك قلقاً في المنطقة من فرص «صفقة كبرى» مع إيران تعطيها اليد الطولى إقليمياً على حساب مصالحنا وأمننا القومي ، فيما نحن دول المنطقة الخليجية التي زارها الرئيس بوش نرى أن علينا أن نقرأ نصاً واحداً ونقدم خطاباً موحداً حول ما يقلقنا من السياسة الأمريكية .. ثم هناك تعامل الإدارة الأمريكية مع العالم الإسلامي الذي هو بحاجة إلى إعاة نظر جذرية بسبب تداعيات الحرب على الإرهاب .. لنقلْ للأمريكيين ، بعبارات واضحة : إن تعاملكم مع العالم الإسلامي والمسلمين وقضايانا يفتقد الموضوعية بسبب التوصيفات المعلبة كـ «الإسلام الفاشي»، و«الحملة الصليبية» وغير ذلك من كلمات لا تساعد على التعايش السلمي .. والمطلوب احترام إرادة الشعوب وخياراتها ، لعل ذلك يحقق أحلامها ويؤدي إلى تصالح وتعايش الحضارات وتلاقحها بدلا من تصادمها .. ولا تزال الفرصة سانحة ليكفِّر بوش عن كوارث الحصاد المُر.. فهل نحن حالمون في كل ذلك، أم أننا نراهن على سراب ؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
جولة بوش: وهْــمُ السير على طـريـق الـسـلام (3/3)
سعد محيو
اليوم السعودية
هل ستحظى هذه الدعوة المشبوبة لإبقاء المشروع الديمقراطي حياً في الشرق الاوسط بآذان صاغية في واشنطن؟
فوكوكوياما وماكفول لم يكتبا هذه الكلمات للرئيس الجمهوري بوش، بل للرئيس، أو (الرئيسة) الديمقراطي الذي قد يخلفه في يناير 2009 في البيت الأبيض. لكن هذين المفكرين نسيا أمراً مهماً: الاجتهادات الأيديولوجية في اميركا تتبخر من الشباك حين تدخل الاعتبارات المصلحية من الباب. وعقل اميركا هذه الأيام، بسبب ورطة العراق وأفغانستان وإيران ولبنان، في جيب مصالحها لا في قلبها. ولذا، فإن ما لم يقله بوش في جولته الشرق أوسطية، هو بالفعل ما تفكر به كل أميركا، أو معظمها على الأقل، وهو ما تريده أيضاً.
التسلية والتاريخ
ننتقل الآن إلى المحطة الثالثة، وهي الأهداف الشخصية لجولة بوش، لنطرح سؤالاً ملحاً: لماذا يصر الرؤساء الاميركيون على محاولة حل ازمة الشرق الأوسط، خلال السنة الأخيرة من ولايتهم؟
القاسم المشترك، على ما يبدو، هو احتلال موقع مرموق في التاريخ. ليس أي تاريخ، بل ذلك الذي يعج بالصور الرمزية، والأرواح السماوية، وقصص الأنبياء والمرسلين. الشرق الأوسط بالنسبة للرؤساء الامريكيين الذين يستعدون لإطفاء أضواء البيت الأبيض قبل مغادرته، هو مكان سحري يتحَول فيه كل من يحقق السلام فيه إلى ساحر يفتن القلوب والعقول لعقود عدة.
هكذا هو حال جيمي كارتر، الذي أبرم صفقة السلام المنفرد المصري-الإسرائيلي، وحال جورج بوش الاب الذي دخل التاريخ بعقده اول مؤتمر شامل لسلام الشرق الأوسط في مدريد العام 1991، وبيل كلينتون الذي كاد في سنته الرئاسية الأخيرة يرفع أعلام نصره الدبلوماسي الشخصي في الجولان والقدس.
والآن جاء دور جورج بوش الابن. صحيح ان الرجل كان، ولايزال، يرفض أن يشَبه بكلينتون أو غيره من الزملاء الرؤساء ويصَر على انه لن ينغمس شحصياً في المفاوضات، إلا ان هذا ما بدأ يفعله. فهو، كما كلينتون، اتصل وهاتف وضغط كي يجبر أكثر من 40 دولة على الحضور إلى أنابوليس. وهو تدَخل شخصياً مع محمود عباس وإيهود أولمرت لإجبارهما على توقيع «إعلان تفاهم» حول بدء المفاوضات وإنهائها خلال السنة المقبلة. كما أنه قرر المجيء بنفسه إلى أرض الرسالات السماوية لتجربة حظه في لعبة «رسالات السلام».
جميل. لكن، إلى أين من هنا؟
دنيس روس ومارتن أنديك وبرنارد كوشنير يجمعون على ان التحرك من أجل السلام شيء، وتحقيق السلام شيء آخر مختلف تماماً. وهذا يصح على وجه التحديد في المسألة الفلسطينية، حيث عباس واولمرت غير قادرين، بسبب ضعفهما السياسي الشديد، على وضع توقيعيهما على أي اتفاق يمكن التوصل إليه، فكيف بوضعه موضع التنفيذ؟ والأمر نفسه ينطبق على مسألة الجولان، بسبب الانقسام الحاد بين اولمرت ووزير دفاعه باراك حول أولوية أو لا أولوية المسار السوري. وبالتالي، كل ما يمكن ان يخرج به تحرك بوش هو وهم السير على طريق السلام. أي: التفاوض حول التفاوض إلى ما لا نهاية.
لكن، من قال إن هذه نتيجة سيئة للكثيرين؟ أليس هذا جل ما يريده الأميركيون، في خضم جهودهم لتأسيس «تحالف المعتدلين» العرب والإسرائيليين ضد «الخطر الإيراني» ؟ وما يريده العرب المعتدلون في سياق معركتهم مع الأصوليين المتطرفين؟ وما يسعى إليه عباس لسحب المبادرة الإستراتيجية من «حماس»؟ وما يرغب يه أولمرت لتعزيز موقعه في موقع رئاسة الوزارة؟
وهم العمل من أجل السلام، أهم بكثير بالنسبة لكل هؤلاء من السلام نفسه الذي لا يبدو أصلاً أن له أفقا في آفاق الشرق الأوسط. وهذا ينطبق بالطبع على الرئيس بوش، الذي يستطيع من الان فصاعداً ان يحَول نفسه من بطة عرجاء في سنته الرئاسية الأخيرة، إلى طائر سماوي يحمل بشارة السلام(او بالأحرى وهمه) إلى أرض السلام.
إنها «التسلية» نفسها التي يمارسها كل الرؤساء الامريكيين في سنتهم الأخيرة. وهي تسلية مهمة لهم، لكنها مملَة لسكان منطقة الشرق الأوسط من كثرة تكرارها.
سلام.. أم حرب؟
هل ثمة مبالغة ما في هذا التقييم السلبي لجولة بوش؟ أليس من المحتمل ان تنجح جهود هذا الأخير في إقناع الإسرائيليين والعرب بتغليب اتفاقهم ضد إيديولوجيا إيران، على خلافاتهم حول جيولوجيا فلسطين؟
الكل في الشرق الاوسط يعرف ذلك. ولذا، الكل لن يكون في وارد اتخاذ قرارات مؤلمة، أياَ كان نوعها، إلا بالطبع إذا ما وقعت المفاجأة الكبرى ونشبت الحرب الإيرانية- الاميركيةبـ «الصدفة» ، كما كاد يحدث قبل أيام في مضيق هرمز. حينها ستكون لجولة بوش الشرق اوسطية مضمونها الكبير: التبشير بالسلام، تحضيراً للحرب!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
الفتنة الطائفية في الكويت ... بؤس الحاقدين
داود البصري
السياسة الكويت
لعل ملف وقضية الوحدة الوطنية والترابط الاجتماعي في المجتمع الكويتي المسالم الصغير هو واحد من أهم الملفات الحساسة في دولة الكويت, والتي يشهد تاريخها السياسي والإجتماعي المعاصر على معاناتها وتأثرها بجملة من الأزمات والمشاكل البنيوية المرتبط بعضها بملفات الأزمة العامة في الدائرة الإقليمية المحيطة بها, و عمليات الشحن و التوتر الطائفي التي تحاول بعض الأطراف إشعالها في الكويت عبر عمليات صبيانية مثل العملية الأخيرة في تخريب عدد من المكتبات السلفية في محافظة حولي, لا تعدو إلا أن تكون عبث عناصر يائسة لا تفهم جيدا النفسية الكويتية الحرة المتسامية على كل خلافات أو اختلافات طائفية أو فكرية, فالكويتيون بمختلف أطيافهم وإنتماءاتهم ليسوا من السذاجة ليعيشوا سيناريوهات كوابيسية مثل السيناريو التدميري في العراق و الذي تقف خلفه أسباب و عوامل مختلفة بالمرة عن الحالة الكويتية , والمجتمع الكويتي كأي مجتمع آخر في الإقليم المليء بكل عقد التاريخ وصراعاته المتجذرة, وحسابات الجغرافية المتغيرة يعاني بين الفينة والأخرى من رذاذ حملات التوتر والصراع بكل صوره وأشكاله, وإن كانت الصورة العامة المعروفة عن الشخصية الكويتية هي انفتاحيتها, وتفاعلها مع الأحداث, وانسجامها مع واقعها المعاش وروحها الحوارية والحضارية المتسامحة, وخلوها من كل عقد الصراعات التاريخية سواء عبر أشكالها الأيديولوجية أو الطائفية والمذهبية وهي صراعات غريبة كل الغرابة عن المجتمع الكويتي الحيوي المتجدد المرتبط بتراث الأجداد والمتطلع لإشراقات المستقبل, والباحث عن أسرع الطرق وأيسرها للدخول في مسارب العصر الحديث والتسابق مع الزمن لردم هوة التخلف الحضاري الرهيبة التي تعاني منها أمتنا العربية, الكويتيون ومنذ أن انطلقت تجربتهم السياسية الحديثة وشرعوا في بناء دولتهم أوائل الستينات كانت توجهاتهم العامة توجهات قومية إنسانية وإسلامية معتدلة شاملة لا تتعصب لعنصر ولا تنتصر لطائفة على أخرى أو لتيار على آخر, بل كانوا في غاية الحرص على كسب رهان التشييد والتحديث في حالة إنفتاح شامل على العالم وعلى دول الجوار رغم كل عقد السياسة وحساسياتها, كما كانت تركيبتهم الاجتماعية بمثابة صورة مصغرة لواقع المنطقة الإثني والطائفي والديني فالكويت العربية لم تكن كيانا مغلقا على ذاته متعصبا لمفاهيم جاهلية بل إن مجتمعها قد استوعب المهاجرين والوافدين من مناطق الجوار سواء من جزيرة العرب أو من برفارس أو العراق والشام لينصهروا في البوتقة الكويتي, وليشيدوا ذلك الوطن الصغير بحجمه ورقعته والكبير بإنجازاته وتميزه وتألقه في أقصى الضفة الشمالية الغربية للخليج العربي كما ائتلف المسلمون السنة مع إخوانهم الشيعة في سباق ورهان التحدي لكسر التخلف الحضاري فكان ابن (القبلة) عونا وسندا لابن (الشرق) في التواصل والبناء, وتعاون ابن (الجهراء) والبادية مع ابن ( الشامية والفيحاء وكيفان والدسمة والشرق ) والحضر أو المدينة في إنجاح التجربة السياسية والمجتمعية الكويتية لتنبثق الكويت الحديثة من عمق الزاوية الشمالية الغربية للجزيرة العربية كدولة عصرية حديثة ورائدة من رواد النهضة والتحديث في المنطقة الخليجية والشرق أوسطية, وكانت لمسات الكويت على تطور المنطقة واضحة لا لبس فيها, وتآخى (المسجد) و(الحسينية) في شد أزر العمل الوطني وفي الانتصار للديمقراطية وتشييد دولة المؤسسات والقانون, والذي يخضع الجميع لأحكامه لافرق بين أمير أو إنسان بسيط , ولعل تلك العبارة الخالدة المنقوشة على واجهة (قصر السيف) والقائلة ]لو دامت لغيرك مااتصلت إليك[ أصدق تعبير عن هوية السلطة الحاكمة وتوجهاتها, وهي بمثابة درس واضح للمنهجية العلمية والواقعية السياسية في التعامل مع الأمور, ولانستطيع مجاملة الوقائع وتزييف التاريخ لنقول إن الصورة كانت وردية بالكامل, بل على العكس تماما فقد شهدت الأوضاع الاجتماعية والسياسية في الكويت, شأنها شأن بقية دول العالم حالات مد وجزر وانحسار وتقدم, كما شهدت فترات توتر سياسية وحتى طائفية محدودة ولكن من دون أن يوثر كل ذلك على الثوابت الوطنية, وليس سر إعادة تأكيد حقيقة إن فترة الثمانينات المتفجرة قد شهدت أشد حالات التوتر الطائفي حراجة مع تبلور وظهور المشروع البعثي الفاشي في العراق بصورته القومية الزاهية خارجيا وصورته الطائفية التي تقطر سما داخليا واندفاع تيارات داخلية كثيرة في الانبهار بذلك المشروع الذي كان يهدف لخلق فتنة تقسيمية رهيبة تدمر المجتمع الكويتي وتخلق عواملا لانفجارات مجتمعية ومناطقية لن يهدأ أوارها واستمرارا مع المشروع البعثي الفاشي الذي كان يهدف لإغراق المنطقة العربية بموجات عاتية من الأزمات والمشكلات السياسية والاجتماعية, فالنظام الصدامي البائد مثلا لم يكن يخفي أطماعه التقسيمية والتفتيتية لكيانات المنطقة وكما أعلنها بلسانه وصراحة عام 1982 (بأنه سيعمل على تقسيم إيران لخمسة أجزاء) رغم أن هذه التصريحات لاتعبر عن قوة النظام البائد ولكنها تعبر عن نواياه الحقيقية, وكانت للكويت حصتها في الأهداف الصدامية حيث اهتمت مخابرات النظام البائد اهتماما فائقا بها مستغلة التقارب والتعاطف وصلات الرحم بين الشعبين الشقيقيين, ومتلاعبة بالمشاعر القومية لدى قطاعات كبيرة من الشعب الكويتي تجاه قضايا الأمة العربية, ولم يكن سرا إن الإعلام الكويتي الرسمي والشعبي كان إعلاما تعبويا مقاتلا في خدمة قضايا التحرر وأهمها القضية الفلسطينية, وحيث كانت الكويت ما غيرها الداعم والمقر للنضال الفلسطيني, وكانت الصحف ووسائل الإعلام الكويتية مجندة ومكرسة بالكامل لدعم الشعب الفلسطيني, وهذه من الحقائق التي يتناساها اليوم أصحاب حملات الحقد الفاشي المؤدلج ضد السياسة القومية الكويتية, كما كانت السفارة العراقية تضم أوسع وأخطر تشكيلة مخابراتية وإرهابية بدءا من السفير وإنتهاءا بالحارس والخفير, كما كانت المداخلات التي أدت إلى نشوب الحرب العراقية - الإيرانية عام 1980 مدخلا أراد صدام البائد الدخول عبرها طائفيا مستغلا وبشكل فج موجات التعاطف القومي من بعض الأقلام الكويتية التي اندفعت أكثر من اللازم في تأييد الطروحات البعثية الفاشية وفي ترديد الشعارات البعثية ذات النفس الطائفي, ما خلق حالات من التوتر الطائفي حاول نظام صدام البائد المراهنة عليها من دون جدوى لأن العقلية الحاكمة في الكويت أذكى كثيرا من أن تقع في مطبات وفخاخ وقع بعض المثقفين والمتحمسين ضحية لها, ودفعوا فيما بعد أثمانا باهظة لها من أعصابهم وندمهم المتأخر, السلطات الكويتية كانت تعي جيدا حقيقة المخططات البعثية ولكنها وقتذاك كانت أسيرة لمواقف دولية واقليمية فيما كان الطرف الآخر يشد بكل قواه لانتزاع مواقف انتحارية لم يقدم عليها الكويتيون على الإطلاق, لأن صيغة التوازن الوطني الكويتية لاتقبل القسمة ولأن الوحدة الوطنية الكويتية أكبر من كل الولاءات, وجاء الغزو الصدامي صيف عام 1990 ليؤكد أن حقد الصداميين على الكويت كان حقدا شاملا لايفرق بين سني وشيعي ولابدوي أو حضري, وكان منهج التدمير الصدامي الشامل يعكس الحقد على نجاح التجربة الكويتية والفشل الصدامي في إدارة العراق, والطريف أن قرارات الاحتلال الصدامي للكويت كانت ظريفة في بعض جوانبها فمثلا منع الإعلام العراقي من إذاعة أغاني المطرب الكويتي الراحل (غريد الشاطىء) واسمه الحقيقي (عيسى خورشيد) لأنه مطرب فارسي!!! فتصوروا الجهل والغباء الصدامي الأحمق ونواياه المبيتة السوداء في تقسيم وشق الوحدة الوطنية الكويتية, وكانت أزمة الغزو وبزوغ المقاومة الوطنية الكويتية الشاملة الدليل التاريخي الذي لا يقبل الجدل على ترسخ الوحدة الوطنية في الكويت وعلى وقوف الطائفتين الكبيرتين في مواجهته, وبما أفشله وعراه وفضحه خصوصا وأن أصدقاء النظام السابقين من الكويتيين قد تخلوا عنه بعدما عرفوا حقيقته ليتمسكوا بكيانهم الحر الصغير, وقد وقف شيعة الكويت وقفتهم التاريخية مع المرابطين من أبناء السنة ومع كل الرافضين للهيمنة الصدامية المتخلفة, إنها مواقف تاريخية لن تنسى ولن تستطيع كل الأصوات الناعقة والمريضة من طيور الظلام ورسل الموت أن تغير من التناغم والتجانس الطائفي والوطني, أو أن تحد من توجهات القيادة الكويتية نحو تطوير وتوسيع العملية الديمقراطية وهي المهمة التي تعهد دينامو السياسة الكويتية سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتحقيقها, وها هي تتجسد اليوم حية بين يديه ولخدمة مستقبل الكويت الحرة العربية المسلمة, إن كل التوترات المصنعة والهادفة لتأزيم الأوضاع والتي يراد إلباسها لباسا طائفيا لا تعدو أن تكون سوى سهام طائشة قد تخلق توترا محدودا ولكنها لن تصيب الوحدة الوطنية الكويتية في مقتل, فهي أكبر من كل الأحقاد والمخططات السوداء وهزيمة أهل الفكر الظلامي في الكويت ليست مجرد جولة طارئة بقدر ما هي حقيقة ميدانية, فلا مجال حيويا للإرهاب والتعصب في الشارع الكويتي بغالبيته الشعبية وبقيادته المنفتحة, والكويتيون متمسكون بوحدتهم الوطنية وبشرعيتهم الدستورية وهزيمة التعصب و وأد الفتنة سيضاف لسجل الانتصار الكويتي على أعداء الحرية وهو انتصار حاسم يعبر عن حقيقة الدور الحضاري للكويت الحديثة, فكل محاولات صناعة الفتنة ستتبدد أمام الإرادة الوطنية الكويتية التي أثبت الكويتيون أنها أقوى أسلحتهم منذ معركة الجهراء وحتى اليوم, فقدر الكويت الدائم أن تظل عصية على الفتنة والانقسام, وحفظ الله الأشقاء في الكويت من كل مكروه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
متى "بعث" الهوية الوطنية العراقية؟
..... سعد محيو
الخليج الامارات
هل يمكن ل”قانون المساءلة والعدالة” الذي أقرّه البرلمان العراقي ليحل مكان “قانون اجتثاث البعث”، أن يكون مدخلاً للوفاق الوطني العراقي المفقود؟
كلا، من أسف. والأسباب عديدة، فالقانون الجديد لم يولد من رحم المصالحة والمكاشفة الوطنيتين، كما جرى في جنوب إفريقيا، بل كان الابن غير الشرعي للضغوط الأمريكية المتواصلة منذ أشهر على الحكومة العراقية وأحزابها الطائفية الرئيسية.
واشنطن أرادت تخفيف نقمة العرب السّنة عليها لتسريع إعادة نشر قواتها في بلاد الرافدين، فقررت “لحس” أول قرار اتخذته قوات الاحتلال العام ،2003 وهو إلغاء حزب البعث. وعلى الرغم من أن ذلك يشكّل تحولاً رمزياً في موقف الإدارة الأمريكية، من تغيير النظام العراقي على النمط الألماني والياباني والإيطالي بعيد الحرب العالمية الثانية إلى النمط الليبي بعد صدمة طرابلس الغرب من السقوط السريع لبغداد، إلا أنه جاء متأخراً أربع سنوات كاملة كانت خلالها السيطرة الأمريكية على السياسات العراقية تتقلص بالتدريج وإن بثبات.
القانون الجديد، أيضاً، سيكرّس نزعة الانتقام لدى بعض الأحزاب المذهبية بدل دفعها إلى العمل على شفاء الجروح. أو هذا على الأقل ما أسّر به فلاح شنشل، أحد أنصار مقتدى الصدر الذي يترأس اللجنة البرلمانية المشرفة على القانون، حين قال: “التشريع الجديد جيد، لأنه يدين كل الجرائم التي ارتكبها حزب البعث ونظامه الدموي، ويسمح لنا في الوقت ذاته بالبحث عن/ والقبض على كل شخص ارتكب جرائم ضد العراقيين”.
وبما أن القاضي والمدعي العام في مجال تحديد من هو المجرم ومن هو البريء، سيكون مئات آلاف الموظفين الأبرياء (ومن ضمنهم كل عديد الجيش العراقي) الذين عملوا في البيروقراطية البعثية، متهمين حتى تثبت ليس براءتهم، بل انتماءاتهم المذهبية.
ثم إن القانون، أخيراً، لن ينجح في فتح صفحة جديدة في السياسة العراقية. العكس هو الصحيح: إنه قد ينكأ الجراح القديمة، لأن من يملك في يده قرار تصفية الحساب مع الماضي الداكن لا يملك برنامجاً وطنياً لبناء حاضر ديمقراطي مضيء، إضافة إلى أنه قد لا يقل سوءاً عن الشوفينية التوتاليتارية البعثية بسبب تعصّبه الطائفي وانغلاقه المذهبي، لا بل أكثر: إنه ربما يكون أسوأ منها. فعلى الأقل كان البعث يدعّي العلمانية والقومية العربية، وبالتالي كان قادراً على استيعاب العراقيين من كل الأصناف، بما في ذلك بعض الإثنيات كالآشوريين والكلدان وحتى بعض الأكراد.
“قانون المساءلة والعدالة”، وبالطريقة التي وضع فيها والتي سينفذ بموجبها، يدل على أن الهوية الوطنية العراقية لم تستطع بعد فرض وجودها التاريخي على الساح السياسي العراقي. إنها حية وتركل، على الرغم من كل الانقسامات الراهنة. بيد أنها لم تفرز بعد القادة الكاريزميين التاريخيين القادرين على تقديمها كبديل عن شرذمة الهويات القاتلة المذهبية والقبلية والعشائرية. سويسرا عاشت بالأمس الحروب الأهلية، كما العراق اليوم، لقرون عدة، لكن الكثيرين قد لا يعلمون أن من أنقذ السويسريين من “مذابحهم الأخوية” لم يكن اتفاق الكانتونات القومية (الألمانية والفرنسية والإيطالية) ولا المذاهب الدينية (البروتستانية والكاثوليكية) في ما بينها، بل نخبة وطنية عابرة للطوائف والقوميات، نجحت في تحقيق الوحدة في إطار التعدد، والسلام في بوتقة الديمقراطية المباشرة.
العراقيون قد يكونون محظوظين إذا ما برزت هذه القيادات الآن، قبل أن تصبح الحرب الأهلية، ومعها التدخلات الإقليمية في الشأن العراقي، هي القانون وتتحول الهوية الوطنية العراقية إلى استثناء، إذ حينذاك، سيتوقف الحديث عن الوطن العراقي، وستبدأ الأحاديث عن الأوطان التي ربما تتبرأ حتى من لفظة العراق التاريخية، اقرأوا ما كتبته مادلين أولبرايت قبل أيام عن “التقسيم النهائي وغير المعلن” للعراق.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
ما هو نموذجكم الآن يا فخامة الرئيس...؟؟
عبدالله ناصر الفوزان
الوطن السعودية
حينما كانت قواتكم يا فخامة الرئيس في طريقها لغزو العراق لتحريره من صدام وأسلحة الدمار الشامل - كما تدعون آنذاك - كُنت تردد مقولة أن العراق سيصبح دوحة للديموقراطية ونموذجاً فريداً يطبق في جميع دول الشرق الأوسط وما حوله... ووقتها كتبت في هذه الصحيفة نفسها "الوطن" وفي الصفحة نفسها والموقع نفسه مقالاً قلت فيه إني لا أرى ما يبرر أن ننتظر تحرير العراق وما يتطلبه ذلك من وقت طويل وعناء شديد لنحصل على ذلك النموذج الجميل الفريد وأمامنا الآن حالة راهنة هي أفغانستان يمكن تحويلها إلى ذلك النموذج الذي بشرتم به لننعم به وتنعم جميع شعوب المنطقة وربما جميع شعوب الأرض.
وتم غزو العراق وسقط صدام ولم نجد أثرا لمبرر الغزو الذي هو أسلحة الدمار الشامل، وتحول العراق ومعه أفغانستان إلى نموذج بشع للدمار والقتل على الهوية المذهبية والنزوح الجماعي وإلى نار موقدة على الشعبين العراقي والأفغاني وعلى الشعب الأمريكي أيضاً، أما شعوب المناطق المجاورة فتحول النموذج إلى شبح مخيف توصد دونه الأبواب والنوافذ حتى لا يدخل وتقام الصلوات والدعوات حتى لا يتسلل وتبذل الجهود وتصرف الأموال لمحاصرته واتقاء ضرره.
إنني أدرك يا فخامة الرئيس أن هذا لم يحصل بإرادتكم بل أدرك أنكم كنتم تتمنون لو أن العراق ومعه أفغانستان قد تحولا إلى دوحة خضراء يانعة للديموقراطية الطيعة لكم ونموذج يعطي الانطباع الجيد عنكم ويحبب شعوب المنطقة فيكم لأن هذا ببساطة هو السبيل الأفضل لتحقيق مصالحكم، ولكنكم لم تستطيعوا تحقيق ما أردتم، ولا يمكن أن تستطيعوا ذلك بالطريقة التي اتبعتموها، الأمر الذي يطرح سؤالا بسيطا وهو كيف لم تدرك الولايات المتحدة بكل ما لديها من قوة وتجارب وإمكانات فكرية، ومراكز للبحوث المتقدمة وللدراسات والاستطلاعات أن تحويل الدول من نموذج إلى نموذج آخر أمر بالغ الصعوبة لا يمكن أن يتم بالقوة والتخويف والتسخير ولو حتى بقذائف الدبابات، وصواريخ الطائرات، وأن المسافة بين نموذج ونموذج لا بد أن تكون طويلة جداً ومليئة بالأوحال والحفر العميقة والنماذج الأخرى السيئة جداً كحال تلك النماذج التي يمر بها العراق وأفغانستان الآن، وهذا على افتراض حسن النية فكيف إذا لم تتوفر.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد أن سجل التاريخ كل ما سجل... وبعد أن سقط النموذجان العراقي والأفغاني... وبعد أن حصل كل ما حصل... ما هو نموذجكم الآن يا فخامة الرئيس... هل هو إسرائيل...؟
حسناً لا بأس... لتكن إسرائيل تلك الدولة التي أقيمت على أشلاء أبرياء مظلومين تم اغتصاب أرضهم ومنازلهم وتشريدهم... لا بأس... لتكن هي النموذج، فنحن لا نريد الآن التطلع للماضي. بل نتطلع للمستقبل... ولكن حتى تكون إسرائيل هي النموذج الجديد فلا بد على الأقل من تخفيف دمامتها ولو حتى بالمكياج، فمرر فرشة المكياج قليلاً على وجهها وعالج إن استطعت تلك النتوءات القبيحة أو على الأصح تلك المستوطنات الظالمة وذلك السور الأعوج شكلاً ومضموناً، وأوقف ذلك الجبروت الذي لم يعد من الممكن احتماله على كل المستويات.
لقد سجل التاريخ عليك يا فخامة الرئيس ما لم يسجله على غيرك من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، وكثرت تلك الصفحات السود، والفرصة الآن مواتية جداً أمامك لتخفيف هذا السواد الذي قد يسوّد تاريخك كله بأن تحقق ما وعدت به فيتم على يدك إيجاد دولة فلسطينية على بعض تلك الأرض المنهوبة ليشعر كل فلسطيني - على الأقل - بأن له وطناً... ألا يستحق الفلسطيني أن يكون له وطن...؟؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
غيرية مصطنعة
عمر جفتلي
صحيفة تشرين
من استمع إلى الرئيس جورج بوش، وهو يعظ ويطلق الأحكام ويلقي علينا المحاضرات حول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فإنه لا شك يصل إلى يقين بأن سيد البيت الأبيض ينطبق عليه المثال الشهير.. «على من تقرأ مزاميرك ياداود» أو المثال الآخر «من بيته من زجاج..الخ».
فبعد الاستفزازات التي افتعلتها إدارة الرئيس بوش في المنطقة والتي كان أخطرها احتلال العراق والتواطؤ مع إسرائيل ضد أبسط قضايا حقوق الإنسان والتمرد على قرارات الشرعية الدولية، لا يحق لهذه الإدارة ولا لرئيسها التشدق بالحريات وحقوق الإنسان وهما يدوسان هذه الحقوق ليل نهار وفي أربعة أرجاء الأرض، وهو ما شكل استياء حقيقياً لدى الشعوب على الولايات المتحدة التي رأت أنها انحرفت تماماً عن واجباتها كدولة عظمى وعن ميثاقها ودستورها اللذين يناصران حقوق الإنسان والشعوب المضطهدة. ‏
ولعل في أحدث تقرير نقلته وكالة الصحافة الفرنسية ما يلقي الضوء على ممارسات الإدارة الأميركية التي تعتقل حالياً عشرات الآلاف في 36 معتقلاً في مناطق مختلفة من العالم ويؤكد التقرير أن المعتقلين العراقيين فقط بلغ عددهم زهاء 400 ألف بينهم 6500 حدث وعشرة آلاف امرأة فضلاً عن الإبقاء على معتقلي غوانتانامو سبع سنوات دون أي محاكمة، وفضائح سجن أبو غريب والسجون الطائرة والسرية..الخ. ‏
وبعد كل هذه الممارسات المنافية لحقوق الإنسان ولمبادئ الحرية والديمقراطية والقانون الدولي، يتفتق ذهن الرئيس بوش عن مقولة أكثر خطورة من سابقاتها وأكثر ممالأة لإسرائيل من أي رئيس أميركي سابق عندما طالب بشطب حقوق الإنسان الفلسطيني بالعودة إلى وطنه، أي إلغاء القرار 194 الذي مضى عليه ستون عاماً هكذا وبكل بساطة، وكأن مصير شعب شرد من أرضه ووطنه وسلبت حقوقه بفعل الغزو الصهيوني والتواطؤ الدولي غير ذي شأن مهم، أما إسرائيل وبحسب السيد بوش فيحق لها ألا تكون مجبرة على الانسحاب لحدود عام 1967 ولا على تفكيك المستوطنات وأن تتحلل تماماً من أي التزامات تجاه قرارات الأمم المتحدة!. ‏
بصريح العبارة يمكن القول: إن إدارة الرئيس بوش لم ولن تفعل شيئاً حقيقياً لمصلحة حقوق الإنسان بشكل عام ولا للعرب بشكل خاص، وإنما صبت كل جهودها لإرغام العرب على التكيف مع الرغبات الاسرائيلية والسياسة الأميركية العوجاء عندما يتعلق الأمر بحقوقهم وبسيادتهم التي يدعي الرئيس بوش غيرية مصطنعة عليها. ‏
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
العراق.. اغنى بلد وأفقر شعب مع الاعتذار لمنظمة حقوق الانسان
د. اياد محمد الصقر
الدستور الاردن
تمر علينا السنون والاعوام وقد يتعرض احدنا الى ضائقة او محنة معينة ولكن لا بد ان تزول.. فالظلم لا يدوم.. فالظلم ظلام وكل عام ونتمنى ان يكون افضل من سابقه.. ولكن يبدو ان تحقق المثل «تجري الرياح بما لا تشتهي السفن».. ومنذ احتلال العراق من قبل اعداء العراق وهم يطبلون بالعراق الجديد.. وكانوا يراهنون على ذلك.. وساعدهم على ذلك وللاسف بعض المطبلين والسياسيين والبرلمانيين فمن باعوا ضمائرهم حتى بلغت بهم ان يفضحوا انفسهم امام شاشات التلفاز وهم يفتخرون بانتمائهم الى «،،،،» او ينفذون مخططات «،،» وآخرون يعلنون بأنهم خدموا مع وكالات المخابرات العالمية ممن ساهمت وبشكل فاعل في اعطاء معلومات مضللة والكل يعرف والتي ادت الي تدمير العراق وقتل اكثر من 2 مليوني شخص وتعويق اكثر من 1200 شخص وما الى الايتام والارامل ، وكذلك خلفوا اكثر من 5 ملايين شخص مهاجر خارج العراق وللاسف قد هدرت حقوقهم في بلدهم.. وفي خارج بلدهم.. ونحن نلاحظ عددا من الحملات لجمع التبرعات لهذا الشعب الذي قدم الكثير للامة ولا نريد ان نذكر ما قدمه لهم العراق وما قدمه الجيش العراقي نصرة لقضية العرب الرئيسية وهي قضية فلسطين المحتلة.. وأصبح قوة لا يستهان بها بين الامم. من الناحية الاجتماعية والثقافية والعسكرية حتى أصبح الامر يهدد اعداء العراق واعداء الامة والاسلام.. فحاكوا مخططاتهم لتدميره.
وبعد اكثر من اربع سنوات من الاحتلال يعلن الرئيس بوش بأنه لم يتحقق من الاهداف في احتلال العراق الا القليل.. ونحن نعيش المزيد من الهدم والتقتيل والدمار.. حتى ضاقت الانفس وقام بعض الشرفاء ومن ابناء العراق الغيارى من اطلاق حملات مناصرة الى العراقيين على حد سواء وتسخير الفضائيات والبرامج لتلك الحملات الوطنية التي تنم عن شعور وطني وقومي تجاه ابناء شعبهم ، وبارك الله في جهودهم ولكن نعتب وعلى من نعتب ، ننادي وعلى من ننادي.
ولماذا الكل يتفرج والعراقي يتلوى كالذبيح.. وبغداد تئن من جراحتها. وبات العراقيون تحت خط الفقر يا لمهازل القدر اما آن الاوان يا منظمات حقوق الانسان العمل وبشكل جدي لابناء هذا الشعب الذي قدم للبشرية ما لم يقدمه شعب آخر.. فيكفي ان اول كلمة خطت في التاريخ خطت بأيادي العراقيين .. وأول حضارة هي حضارة وادي الرافدين ولا نريد ان نستذكر فالكل يعرف.. خرج بنوخذ نصر من ارض بابل واحتل ودمر دولة اورشليم ، وخرج من العراق صلاح الدين الايوبي وخرج من ارض الرافدين تسعة وثلاثين صاروخا بعيدة المدى لتدك معاقل اليهود في عقر دارهم.. والكثير الكثير لا مجال لذكرها.
واليوم.. العراقي يستجدي التبرع دريهمات قليلة لكي يضمد جراحه.. ويتشمت به الاعداء.. وبعض من يدعون انهم اصدقاؤه.
لماذا يا حقوق الانسان.. لماذا.. وألف لماذا... أين حقوق العراقيين من نفط العراق.. لماذا لا يتم استقطاع حصصهم من نفطهم.. بدل ان يطلب الاستجداء واللجوء والوقوف بالطوابير؟،
أين حقه في نفطه؟، .. لماذا تذهب حصة العراقي الى جيوب ساسة العراق الليبراليين الجدد لتتخمهم .. والعراقي يتحسر على كسرة الخبز.. أين حقه؟ لماذا يُضمن حقوق اللاجئين في كل دول العالم عدا العراقيين؟ لماذا تجبروهم على الانحناء والخنوع؟ وهم لهم حق مشروع في نفط العراق.. وفي الحصة التموينية وفي التعليم المجاني والضمان الصحي المجاني.. لماذا لم تضمن كل تلك الحقوق لهم؟ من حصصهم من نفطهم بدل ان يتحول العراق الى مستجدي الفتات والحملات.. ارحموا عزيز قوم.. فالعراقي كريم النفس جاد في كل ما يملك من ثروته وابنائه لنصرة الامة.. نحن لا نستجدي العون ممن كنا سندا وعونا لهم ، ولكن نطلب حقوقنا كعراقيين ، لا نطلبها بمنة ولكن نحن نمر بمحنة اخرجونا من محنتنا.. واعطونا حقوقنا في نفطنا بدل من ان يشفطها الاعداء والجبناء ولا نامت اعين الجبناء وان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب،،
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
قراءة في الوضع العراقي.. البعث في العراق (3)
مكي حسن
اخبار الخليج البحرين
سادسا: ارتفع عدد الجنود الأمريكان سواء المنتحرين أو الفارين أو المصابين بأمراض نفسية أو المتعاطين للمخدرات وهذا ما كشفته كل من صحيفة صنداي تلغراف وصحيفة الإندبندنت البريطانية حول تراجع المعنويات وارتفاع نسبة تعاطي المخدرات بين الجنود والمجندات في القوات المقاتلة في الخليج، وقد شهدت القاعدة الأمريكية في البحرين مؤخرا خلافا راح ضحيته جندي وجنديتان مارينز، ولا أحد يعرف حقيقة أسباب القتل سوى ما أعلن أنه خلاف بينهم. بالإضافة إلى ارتفاع عدد الجرحى والمعوقين من جراء وجودهم في العراق لدرجة أصبحت القضية العراقية وعودة الجنود مثار جدل بين المحافظين والديمقراطيين بالولايات المتحدة وتعالت فيها أصوات المعارضين للحرب على العراق والمطالبين
بالانسحاب منه سواء الفوري أو التدريجي مقابل تشبث الرئيس بوش وأقطاب الصهيونية ومافيا الحروب باستمرار الحرب على العراق واستمرار بقاء القوات العسكرية في كل من أفغانستان والعراق تحت حجة مكافحة الإرهاب. سابعا: لم يتوقف مسلسل التراجعات السياسية في عراق ما بعد الاحتلال بل ظلت المشاريع تنهال على الأفق العراقي لدرجة التمادي على السيادة العراقية وإحكام القبضة من خلال طرح مشروع أمريكي يضع العراق تحت الوصاية الدولية حيث يقترح تشكيل لجان أمريكية ودولية لاختيار الرئيس والوزراء أعضاء الحكومة، إذًا هذه هي الحقيقة.. والحقيقة مرة مذاقها علقم. ان المعلومات المتعلقة بالمشروع الفيدرالي تعرض أن يكون رئيس الجمهورية عربيا سنيا ورئيس الوزراء شيعيا من قائمة الائتلاف ورئيس مجلس النواب من الأكراد.. أليست هذه التركيبة المقترحة هي على شاكلة التوزيع الطائفي الحكومي في لبنان؟ وها نحن نرى لبنان وما يعانيه حيث ربط لبنان بالحسم الخارجي مجيزا له التدخل في شئونه حتى في تحديد من هو رئيس الجمهورية، فهل من الصحيح أن يلبنن العراق؟ وبالمناسبة ونحن نسترسل في تسليط الضوء على البعض مما جرى ويجري في العراق نجد من الصعوبة حشر كل ما حدث خلال قرابة الخمس السنوات الماضية في هذا المقال، ولكن ليس من الأدب والإنصاف من جهة أخرى ألا نلفت نظر القارئ العربي إلى صمود المقاومة العراقية والعمليات البطولية التي تقوم بها ضد المحتل والمروجين لبقائه في العراق ولدوره في تحقيق الاستقرار لدرجة بلغت التعتيم الإعلامي على أعمال المقاومة العراقية ونشر فقط ما اتفق عليه بلا خلاف بالاعمال الإرهابية التي يقوم بها أفراد القاعدة في وادي الرافدين حيث تكرار عرضها عبر شاشات التلفزة تثبت لدى المشاهد والمتابع أن لا وجود لأي عمل مقاوم للاحتلال ماعدا (القاعدة) وبالتالي فإن من يؤيد المقاومة كأنه يؤيد الأعمال الإرهابية للقاعدة في العراق، وهذه مجافاة للحقيقة إذ شتان بين المقاومة الوطنية الشريفة والإرهاب الذي يقتل الأبرياء. كما يهمنا وبمناسبة الذكرى الأولى لإعدام الرئيس العراقي صدام حسين في الثلاثين من ديسمبر 2006 أن نسلط الضوء على مصير حزب البعث العربي الاشتراكي وما مدى صحة انباء اجتثاث البعث وما مدى مشاركة البعثيين في المقاومة الوطنية الشريفة؟ وغيرها من الأسئلة التي تدور في خلد العديد من القراء. فلقد وردت أخبار وتقارير متناقضة عن الحزب وكوادره وموقعه في الساحة العراقية ما بعد سقوط الأمين العام للحزب (صدام) وتصفية عدد ليس قليلا من كوادره، يتم ذلك باسم (اجتثاث البعث) سواء كان العضو بريئا أم مدانا لا يهم.. المهم أنه بعثي، والتهمة (بعثي) .. يجب تصفيته.. فأين الديمقراطية؟ وأين الحرية؟ وأين وأين؟ فإذا كان النظام السابق يمارس القتل.. فهل يجب على من هم في قمة النظام ومن خلال الميليشيات التي تأتمر بأوامرهم أن تمارس القتل والتصفية العشوائيين؟ وبشيء من التوسع في موضوع وجود الحزب وقوته أو ضعفه، نورد ما جاء في بعض تقاريرإعلامية تقول: ان الحزب أعاد تنظيم صفوفه وانتخب عزت الدوري أمينا عاما للحزب وأمينا عاما للقيادة القطرية والقومية، كما نشرت أنباء أخرى مناقضة تتحدث عن وجود انشقاق في صفوف الحزب وتشكيل جناح آخر لحزب البعث يقوده يونس الأحمد، ومنهم من ترك العمل الحزبي ومنهم من التحق بالعمل في قوات الجيش الحالي. ومنهم من غادر العراق طلبا للرزق والبعد عن توزيع الاتهامات التي تمهد لاغتياله حيث صفت الميليشيات الطائفية العديد من قيادات الحزب وكوادره خاصة تلك المجموعات من المثقفين والأكاديميين والمهنيين والعلماء صفوا بلا ذنب سوى انتمائهم إلى حزب البعث، ولم يستوعب قتلتهم أنهم كانوا موجودين في حقبة زمنية مزدهرة لفكر الحزب في العراق فانضموا إليه سواء بدواعي الجاه والسلطة أو بدواعي إيمانهم بعقيدة الحزب في الوحدة والقومية العربية وتحرير فئات المجتمع من العبودية كخطوة لتحقيق المجتمع الاشتراكي الديمقراطي العربي الموحد. وفي هذا الصدد نشر تقرير بجريدة «الشرق الأوسط« الصادرة في لندن ذكرت أن عزت إبراهيم رفض لقاء زعيم الجناح المنشق محمد يونس الأحمد مما يعني انقسام الحزب إلى جناحين حيث يحتمل ان (يونس الأحمد) يمثل جناحا للنظام السوري في العراق ولكني أقول: ان الانشقاق وارد في مثل هذه الحالات، وهذا ليس غريبا على التنظيمات في دول العالم الثالث في ظل «الطفش« والتمرد اللذين يصيبان العضو جراء مبدأ (التنفيذ أولا والنقاش لاحقا) بغض النظر عن صحة ما ينسب إلى العضو للقيام به وهذا يكشف عن ضيق مساحة الحرية في الأحزاب العربية وحق العضو في الإعراب عن المواقف السياسية والاقتصادية وغيرها. ومهما قيل هنا وهناك عن مصير حزب البعث وأعضائه ومحاولات اجتثاثه أو القضاء عليه، فهذا ليس صحيحا لأن الحزب له جذور تاريخية في العراق ومارس أعضاؤه العمل السري وبإمكانهم العودة إليه بسهولة من خلال الخلايا التنظيمية بأعداد أقل مما كانت عليه في عهد الحكم السابق. ومن المعروف أيضا ان في العراق أكثر من مليون عراقي عضو بحزب البعث وله ملايين المناصرين والأتباع ويقال ان عددا كبيرا منهم انخرط في صفوف المقاومة العراقية ويحمل السلاح دفاعا عن كرامة الأمة والروح الوطنية العراقية، بينما التزم عدد من البعثيين بدعم المقاومة ماليا والبعض الآخر سياسيا من خلال التمسك بسياسة ونهج مقارعة المحتل وعدم التهادن معه، وهذا الأمر قد اندرجت عليه نضالات الشعوب التي تعرضت للاحتلال في الشرق والغرب. فهل يعقل أن حزبا بهذا المستوى من التنظيم وبهذه الدرجة من العدد والحجم والقوة قد تم القضاء عليه بين ليلة وضحاها وبمجرد جرة قلم من بريمر؟ إني أشك في ذلك.. وفي هذا الشأن نقول: «حدث العاقل بما لا يليق، فإن صدق فلا عقل له«. وفي نهاية مقالنا نرى انه لمن الواجب علينا أن نقدم الى رجال المقاومة الوطنية في العراق التحية والعرفان وإلى شهدائها الأبرار الذين رووا التراب العراقي بدمائهم الطاهرة كل التقدير والإجلال سائلين المولى القدير أن يغمد أرواحهم الجنة.

ليست هناك تعليقات: