Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الجمعة، 4 يناير 2008

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الخميس 03-01-2008


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
برنامج الصحوات ... المرتزقة المحليين
د. اللواء الركن مزهر الركــــــــابي
صحيفة العراق

تعتبر مؤسسة راند من مراكز البحوث الأستراتيجية الأمريكية التي يعود الى وزارة الدفاع ( البنتاغون ) وهي واحده من (ثنك تانكس ) التي تُنَظِر للسياسة الأمريكية فيما يخص أستخدام القوات المسلحة .
لقد توصلت هذه المؤسسة بعد الخسائر التي تتكبدها القوات الأمريكية في العراق وموت العديد من جنودها وتدمير كبير لالياتها ولابد ان نعرف هنا ان الجندي الأمريكي يعتبره الجيش الأمريكي افضل جنود العالم ( سوبر مان ) حسب وصفهم وان خسارته هي بالحقيقة خسارة هائله . المهم توصلت هذه المؤسسة الى حقيقة مفادها ان التكنلوجيا العالية الدقة الأمريكية لا تصلح للحروب مع قوات غير نظامية اذ انها صممت لمواجهة جيوش مدربة ونظامية ولايمكن ان تمارس اعمال التطهير او الملاحقة او اية مهام بوليسية أخرى . الحل الذي اقترحته هو خصخصة الحرب والتعاقد مع شركات للمرتزقة تقوم بمهام محدده لصالح القوات الأمريكية وهذه المهام هي
1. الدوريات اليومية التقليدية لفرض واستعراض القوة
2. فتح واسناد طرق سير القوافل اللوجستية
3. اعتقال المطلوبين
4. مرافقة المسؤولين وحمايتهم
5. القيام بمهام خاصة

وبذلك تم التعاقد مع اكثر من 50 ألف متعاقد وبعدة شركات امنية مختلفة وبهذا الصدد صرح أحد الجنرالات الأمريكان لصحيفة الواشنطن بوست " لقد تمكنا بفضل آلاف من الدولارات من تأمين نقل معدات ثمينة وصهاريج محملة بمواد سريعة الأشتعال عبر طرق تعد الأخطر في العراق " وهنا المقصود هو طريق بغداد الأردن السريع حسب وصفه .
البند الثاني من المقترح هو صناعة مرتزقة محليين يتولون مهام الدوريات وتأمين الطرق والأعتقال ومواجهة المسلحين كما يتم تدريبهم لجمع المعلومات الأستخباراتية وتولى هذه المهمه فريق عمل مؤلف من السي آي أي وشركة امنية مختصة وبخطوات رسمت مسبقا تتضمن صناعة التهديد اولاً ( الارهاب , القاعدة , المسلحين , النفوذ الأيراني , الأكراد , الشيعة , السنة .... الخ ) من المتناقضات وتطوير هذا التهديد للوصول به الى مرحلة الرعب اليومي ومن ثم أيجاد مرتزقة محليين تقوم ظاهرا بالقضاء على هذا التهديد ومن ثم تناط بها المسؤوليات اللاحقة .
انفقت البنتاغون مايقارب من 62 مليون دولاراً لهذه المهمه وتمكنت من تشكيل مجاميع كبيرة من المرتزقة المحليين سميت بالصحوة عن طريق شيوخ عشائر ووجهاء نصف متعلمين وتم اغراؤهم بالأموال والسلطه المحلية وكذلك تعميم هذه التجربة في المناطق المتنازع عليها في الوسط والجنوب والشمال وفي افغانستان
المرحلة الثانية حسب مقترحات الدراسة هي تشكيل قوة ثالثة تنفذ ما تطلبه منها القيادات الأمريكية المحلية وسيتم تدريب قسما من هذه المجاميع في معسكرات خاصة خارج العراق .
المهم بالموضوع هو ان ينتبه الشعب العراقي الى حجم المؤامرة وان لا ينخدع بشعارات وهميه فالسبيل الوحيد للخلاص هو صناعة شعب مقاوم يذود عن ارضه وعرضه من شماله الى جنوبه يرفض كل مشاريع الأحتلال ويكشف كل مؤامراته يبدأ مشروعه بالتسامح وتبني المقاومة بكل اشكالها المسلحة وغير المسلحة وما حك جلدك مثل ظفرك ولا امريكا هي المخلص الموعود .


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
العراق بين شط العرب وكركوك
د.رنا خالد
البيان الامارات
المبدأ هو عندما تنهار الإرادة الوطنية في الحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه عند ذاك تنهار قدرة الدفاع عن حقوق الأرض وحقوق السيادة. هذا هو ما يحدث الآن في العراق.. فبعد أن استسهلت الأطراف السياسية العراقية عملية التنازل عن الحقوق الوطنية للعراقيين وبعد أن أجادت أداء دور المنفذ لمخططات المحتل والطامع نعتقد أن الوقت قد حان لتواجه الحكومة العراقية الاختيارات الحاسمة بين المفترض من الحاكم القيام به وبين المفترض بالتابع أن يؤديه..
فالحاكم يدافع عن محكوميه ويصون حقوق وكرامة البلد.. أما التابع فيسعى للحفاظ على أهداف ومصالح الجهة التي تديم بقاءه واستمراريته.
العراق اليوم يواجه تحدي البقاء وسط جملة من القضايا التي تجاوزت قضايا الأمن التي يئسنا جميعا من إمكانية حلها انه اليوم يواجه قضايا متعلقة بالوجود والسيادة ومن أهم هذه القضايا التي برزت في الأسابيع الماضية قضية شط العرب وقضية كركوك.
شط العرب هو ذلك المنفذ البحري الوحيد الذي قدمته الطبيعة للعراق والذي يصب فيه نهرا دجلة والفرات وكذلك يخرج العراق إلى الخليج العربي ويدخل جميع القادمين من البحر إليه هذا المنفذ البحري الاستراتيجي بالنسبة للعراق كان السبب الأساس لاندلاع واحدة من أعتى الحروب التي عرفها الشرق الأوسط وهي الحرب العراقية الإيرانية حيث إن شط العرب لا يمثل منفذ العراق البحري فحسب، بل هو جزء من الحدود التي تفصل العراق عن إيران.
وظلت مشكلة شط العرب عالقة بين الطرفين إلى أن وقع الطرفين ما يسمى باتفاقية الجزائر عام 1975 وتم الاتفاق فيها على نقطة خط القعر أو ما يسمى بخط التالوك كحدود بين الدولتين وعلى حرية الملاحة في شط العرب الذي يشكل الحدود الطبيعية بين العراق وإيران.
وبعد انهيار نظام الشاه في إيران وإعلان الجمهورية الإسلامية انهارت اتفاقية الجزائر بعد أن طالبت إيران بتعديلها. ثم أعيد العمل بها بعد عام 1990 باتفاق بين الحكومة الإيرانية والحكومة العراقية آنذاك. الرئيس العراقي جلال الطلباني أعلن أن اتفاقية الجزائر تعتبر ملغاة على اعتبار أن جميع الاتفاقيات التي ابرمها النظام العراقي السابق قد تم إلغاؤها .
إيران من جانبها رفضت تصريحات الطالباني واعتبرتها تمرير لمخطط أميركي يهدف إلى إعاقة مرور السفن الإيرانية عبر شط العرب وأيضا إعادة ترسيم الحدود العراقية الأميركية.
إذن الحكومة العراقية صارت وسيلة من وسائل تمرير المخططات وإثارة الهواجس والعداء بين الأطراف الدولية والإقليمية بغض النظر عن ما إذا كان ذلك يصب في مصلحة العراق أو انه مجرد تنفيذ لأوامر الآخرين.
وحتى لو افترضنا أن الحكومة العراقية فعلا قد وجدت أن إيران تجاوزت حتى على بنود اتفاقية الجزائر وان شط العرب تحول إلى منفذ آمن لتهريب البترول.
فان عملية إنقاذ هذا المنفذ المائي يجب أن تنطلق من منطلق صريح تعلنه الحكومة العراقية دون مواربة وهو أن مصلحة العراق وسلامة حدوده وأراضيه تعد قضية حاسمة وهو ما لم تقم به الحكومة العراقية.
حيث إن منطق إلغاء الاتفاقيات التي عقدتها الحكومة العراقية قد يعني بالضرورة انسحاب هذا الأمر إلى قضايا حدودية أخرى وبالتالي فان منطق المعايير المزدوجة ليس أسلوبا لمطالبة الآخرين باحترام سيادة العراق.
القضية الأخرى هي كركوكس التي لم ينقطع السجال فيها وهي تعكس مدى التشرذم والتمزق الذي تعيشه السياسة والسياسيون في العراق.كركوك تضم خليطا من كل الطوائف الموجودة على ارض العراق منذ مئات السنين فهي تحتوي على مزيج ديموغرافي يضم العرب شيعة وسنة ويضم الأكراد ويضم المسيحيين بكافة طوائفهم وكذلك أقليات أخرى من اليزيديين والصابئة.
وبالتالي فهي ديمغرافيا غير محسومة لجهة معينة ولا تستطيع جهة معينة أن تعلن بأن لها الأغلبية والأولوية فيها. الميزة الأخرى التي تتمتع بها كركوك والتي تجعلها نقطة صراع هي أنها تحتوي على اكبر احتياطي نفطي في العراق بعد البصرة إضافة إلى مزيج متنوع من المعادن الإستراتيجية مثل الحديد والنحاس وأخرى نادرة بكر لم يجر استثمارها.
وهي كذلك تعد مركزا اقتصاديا حيويا ونقطة التقاء لطرق العراق الإستراتيجية. من اجل ذلك أضحت كركوك قضية تتنازعها رغبات أطراف متعددة.
الطرف الأول، وهم الأكراد حيث الجانب الكردي يعتبر أن قضية كركوك لا تنازل عنها حيث انه يطالب بكركوك جزءا لا يتجزأ عن إقليم كردستان وان هذه المحافظة يجب أن تنفصل عن الجسد العراقي وتنضم إلى الجسد الكردي.
الطرف الثاني: في هذه القضية هي تركيا حيث إن كركوك بالنسبة لتركيا تعتبر الحفرة العميقة التي ترى تجنبها، لكونها تحتوي مشكلة سياسية داخلية وخارجية كحزب العمال المعارض والجوار الكردي المتطلع للاستقلال في العراق، ويخشى الجانب التركي من انفصال الأكراد العراقيين، لان أمرا كهذا يشجع الأكراد الأتراك إلى المطالبة بالانفصال على غرار أكراد العراق.
الطرف الثالث: وهي الولايات المتحدة بالنسبة إلى الجانب الأميركي فالمسألة تسير على إطارين.
الأول، ينطلق من النقطة الأساس وهي تواجدها في العراق، وهذا الوجود يفرض عليها المداراة كونها تعتمد على الأكراد لإنهاء مهمتها في العراق بسلام.
والثاني، أن أميركا لا تود في الوقت الحالي على الأقل إعلان موقفها المتوافق مع الجانب التركي، وهي تلجأ إلى العمل وفق سياسة المهادنة، واللعب على كل الحبال، لأطول فترة ممكنة، فان نال الأكراد استقلالهم وانفصلوا فهي تظل مكتسبة لقوة صديقة على المدى البعيد، والمقصود بالصداقة إنما صداقة المصالح والإستراتيجيات القريبة منها والبعيدة.
الطرف الرابع: وهي الحكومة العراقية هذا الطرف يحاول إبعاد قضية كركوك إلى أطول فترة ممكنة تجنبا لانهيار الحكومة خاصة مع تهديد الأكراد المستمر بالانسحاب من الحكومة إذا ماتم تأجيل موضوع كركوك.
حيث يصر الأكراد سواء كانوا مسؤولين في الحكومة العراقية ام مسؤولين في حكومة كردستان على الشروع بتنفيذ المادة 140 من الدستور والتي تنص على القيام بإفراغ محافظة كركوك من العرب من خلال إرجاعهم إلى محافظاتهم الأصلية في الوسط أو الجنوب علما انه توجد في كركوك أهم القبائل العربية..
وبالتالي فان ذلك قد يفتح المجال لصراع طويل ومدمر في محافظة كركوك تتقاتل فيه مختلف الفصائل وهو صراع سرعان ما سينتشر إلى سائر العراق.
والعراقيون جميعا يعون أن التعاطي السيئ مع قضية كركوك قد يقود العراق إلى حرب أهليه فعلية... ومع ذلك فان الحكومة العراقية لا تزال منقسمة وضعيفة الموقف فالإطراف الكردية داخل الحكومة تفكر في مصالحها العرقية قبل مصلحة العراق.
وأطراف الإئتلاف في الحكومة تتعامل مع كركوك كأنها كوكب آخر خارج المجرة وبالتالي تتمنى أن يتم انفصال كركوك بأسرع وقت خاصة وهي ذاتها تفكر بالانفصال بإقليم الجنوب..
ولا يعيقها عن ذلك إلا الضغوط والتوجيهات الأميركية التي ترى ضرورة إرجاء أي عملية انفصالية خوفا من صراع يعقد عملية خروج القوات الأميركية أو حفظ الوجود الأميركي خاصة وان الحكومة العراقية والولايات المتحدة شرعتا في عملية إعلامية تسوق صورة وهمية عن أن الوضع في العراق سائر نحو الاستقرار.
وبالتالي فان حكومة المالكي تحاول إلقاء قضية كركوك في كنف البرلمان العراقي سبيلا إلى إطالة المسألة إلى أقصى وقت ممكن. .إلا أن احتدام السجال بين تركيا وحكومة إقليم كردستان قد يدفع إلى ضرورة حسم قضية كركوك بصورة نهائية.
وعليه فان العراق بات يئن تحت ضغط مطرقة المصالح الدولية والإقليمية وسندان الحكومة العراقية التي بات كل فصيل فيها يمثل مصالحه الشخصية وبالتالي فان بلدا بأكمله سوف يتفتت بسيول جارفة ليتها ستقف عند حدود العراق وجيرانه لان هذه السيول وما تحمله قد تنساب إلى مختلف أرجاء الشرق الأوسط الذي لم يعد العراق علته الوحيدة فعلله متزايدة ومتفاقمة وحلولها مفقودة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
بداية دموية
افتتاحية
الجزيرة السعودية
المجزرة التي وقعت في بغداد في أول أيام العام الميلادي الجديد وراح ضحيتها ثلاثون شخصاً يضع ظلالاً من الخوف من مسلسل العنف في الأيام القادمة. فالعنف في العراق أصبح شبيه بالفعل ورد الفعل، في جوّ مليء بالكراهية والحقد والانتقام.
وتؤكد ذلك الأرقام التي أصدرتها جهات عراقية رسمية تتحدث عن مقتل أكثر من 16 ألف مدني عراقي و3902 جندي أمريكي في عام 2007 المنصرم.
وعلى الرغم من التحسن الأمني النسبي في الأشهر الماضية لدرجة دفعت قادة أمريكيين إلى القول بأن الهجمات بمختلف أنواعها انخفضت بمعدل يصل إلى 60% في عموم العراق بعد يونيو 2007، إلا أن استمرار وجود الميليشيات العسكرية الطائفية ينذر بانتكاسة أمنية وربما تعود الأوضاع إلى أسوأ مما كانت عليه في السابق.
العراق بلد ابتلي بنكبات عدة وعلى مدار سنوات، وبحسب أحد قاداته السياسيين فإن الفتنة والحروب أودت بحياة مليون قتيل ومليون ونصف المليون معاق وجريح وسبعة ملايين مهجر داخل وخارج العراق، وخمسة ملايين يتيم ومليون أرملة.. مآسٍ وآلام تتحدث عنها أرقام بالملايين، وكأن الحديث هنا عن عدة دول وليست دولة واحدة.. دولة يفترض فيها أنها في صدارة الدول المتحضرة لما تتمتع به من خيرات نفطية ومائية وزراعية وقوى بشرية متعلمة وعلى درجة عالية من الذكاء والطموح.
يخشى على العراق من التقسيم، وهو التقسيم وإن كان لم يقع حتى الآن ولله الحمد، إلا أن استمرار العنف والسياسات القائمة على المذهبية، وانتشار الميليشيات الطائفية والمتحكمة بمفاصل الحياة في العراق والتدخلات الخارجية قد تعجل بالتقسيم وعندها يخسر كل العراقيين، وسيكسب الطامعون في تقطيع أوصاله من أجل مصالحهم الذاتية.
يجب على قادة العراق وخاصة الذين يتحكمون بالقرار السياسي أن يتركوا جانباً الخلافات السياسية والمذهبية، والترسبات التي خلفها الماضي، وينظروا إلى مستقبل العراق، وألا يكتفوا بالتصريحات الرنانة، ولكن يجب أن يترافق معها أفعال تؤكد حب الوطن فوق المذاهب والانتماءات السياسية. وإذا لم يتوحد قادة العراق، فإن أعداء هذا البلد العربي الشقيق لن يجدوا صعوبة في نهب ثرواته، وتبديد مقدراته ليظل جرح العراق نازفاً.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
نخبة العراق.. والفوضى
كاظم الشبيب
الجزيرة السعودية
لا أريد من العنوان جلب التعاطف مع العراق, وإن كان يستحق ذلك. ولا أريد منه استجداء الشفقة لبلاد الرافدين. إنما هي محاولة للتأكيد على مأساوية الوضع هناك! أي تأكيد المؤكد! لأنه, دون مبالغة أو مزايدة, أن نخبة بلاد الحضارات تحتضر! نعم هناك تطور ملحوظ على الصعيد الأمني, لكنه لا يخفي نتائج ما آلت إليه أوضاع السنوات الأخيرة. قد يتساءل البعض: هل يُعقل هذا الأمر؟ أم أن أرواحنا أمست غارقة في اليأس مما يحيط بها من هزائم متتالية وتخلف متنوع وصراعات دائمة؟ وبالتالي تنطلق الأحكام السوداوية من هنا وهناك... ولكن لندع الحقائق تُعبر عن نفسها بنفسها.
بداية, من هم النخبة؟ وأين يتواجدون؟ وما هي أهميتهم؟...هم خلاصة المجتمع في كل عصر. هم النتاج الطبيعي للمجتمع الفاعل والدولة الفاعلة والمؤسسة الفاعلة. هم النبع الذي يزود الأمة بالفكر المبدع والمبادرات الخلاقة والتحولات الايجابية. هم المولدات التي تنتج الطاقة المُحركة للمفاصل العضلية لأي بلد. هم جزء أساسي ومحرك لنشاط المجتمع وحيويته. ربما يكونون في قمة هرم الدولة, أو في الإدارات الدنيا والوسطى, وقد يكونون مجرد موظفين لا يمكن الاستغناء عنهم. هم العلماء والساسة والاقتصاديون والمثقفون والإعلاميون والكتاب والشعراء والباحثون... ويتبين من جل ذلك أهمية النخبة للمجتمعات...
تتعرض النخبة العراقية لخطر شديد يتمثل في استهدافهم المستمر منذ انتشار الفوضى في البلاد عام 2003, القتل والاغتيال, التهديد, الاختطاف, الهجرة... فمن الإعلاميين فقط ومنذ شهر 3/2003 حتى شهر 5/2007 بلغ عدد القتلى 267 إعلامياً. ويُفيد «دليل العراق» الذي صنفه معهد بروكينغز في واشنطن(ابريل 2007) أن أكثر من 40% من العراقيين الاختصاصيين هجروا البلاد منذ 2003. وقدرت وزارة الصحة العراقية في عام 2007 أن 25 في المئة من 18.000طبيب عراقي غادروا البلاد منذ الغزو الأمريكي في عام 2003. ويقدر أن عدد الأطباء المخطوفين منذ 2003 بلغ 250 طبيباً. أما تقرير صحيفة «الإندبندت» في 19/1/2007 فقد ذكر بأن 50% من الأطباء العراقيين تركوا العمل, إما نتيجة استهدافهم بشكل متعمد وقتلهم, أو وفاتهم نتيجة العمليات العسكرية, أو هروبهم نتيجة أعمال التهجير أو التهديد.
وأفاد تقرير لرابطة المحامين العراقيين أن 210 محامين وقضاة على الأقل تعرضوا للقتل. ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية غادر مئات المحامين البلاد بسبب التهديدات. فإذا كانت النخبة السياسية, العاملة أو الحاكمة اليوم, تجد الحماية لنفسها في العراق بالفعل أو بالتمكن, فكيف ومن يحمي باقي النخب العراقية؟ فالحماية ينبغي توفرها للنخبة الحاكمة والنخب الأخرى أيضاً, سواءً كانت نخبة فعلية أو نخبة محتملة, لأن استنزافها, من أي نوع كانت, يعني استنزاف العقول البشرية, ومن ثم سيؤدي إلى نقص الخدمات العامة المباشرة, كالصحة والتمريض, أو غير المباشرة كالمحاماة والتخطيط.
خسارة النخبة تعني سقوط الأمة, لأنهم وجهها الذي يرمز إليها ويدل عليها. ويُعرفُ السياسيون النخبة بــ«مجموعة أو فئة قليلة من الناس يحتلون مركزاً سياسياً أو اجتماعياً مرموقاً»... ومجموعة تفوقت أو اكتسبت شهرة في مجال معين. وتجمع هذه الفئة الكفاءات في مجال تخصصها, وقد تكون النخبة حاكمة أو محكومة. والمصطلح تعبير عن الامتياز والتفوق وقيمة قيادية في مؤسسة أو في المجتمع.
وإذا ما أخذنا النتيجة التي توصلت إليها «جيسيكا ت. ماثيوز» رئيسة مؤسسة كارنيغي لأبحاث السلام, التي تفيد بأن الحروب الأهلية التي وقعت بعد سنة 1945 دامت عشر سنوات في المتوسط , واستمر نصفها أكثر من عشر سنوات...فإنه يعني بأن العراق سيبقى محتضراً حتى تنقضي عشر سنوات حتى تبدأ الحياة فيه من جديد؟ وهل يدرك العرب والمسلمون نتائج ذلك؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
في الذكرى السنوية الأولى لإعدام صدام حسين
عبدالرزاق محمد شريف خنجي
اخبار الخليج البحرين
يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: «ليس الإسلام طلقة فارغة تحدث دويا ولا تصيب هدفاً، انه نمو في الفكر، وكمال في النفس، وصلاح في العمل، ونظام يرفض الفوضى، ونشاط يحارب الكسل، وحياة جادة في كل ميدان«. عام على استشهاده عجيب هذا الصدّام، جاءته مبادرة زايد رحمه الله للخروج قبل بدء الحرب ولم يستجب، وجاءته عروض أخرى بالخروج وترك الساحة قبل بدء الحرب، وبعدها كانت مهلة بوش الأصغر وأبى الرجل إلا أن يواجه ويكمل حتى النهاية وكانت معركة المطار.
الأمريكيون لم يعيدوا احتلال المطار بالمنازلة وقوة المارينز بالعكس، فقد انفضوا عن المطار عبر دائرة قطرها واسع جدا، لكي ينفذوا هجومهم بمادة الفسفور الأبيض مما أدى إلى سحق القوات العراقية المقاتلة.. ومن شدة فظاعة المشهد رفض وزير الدفاع سلطان هاشم أن يتم تصوير الحالات المريعة والبشاعة التي تعرض لها الجنود العراقيون، بفعل مادة الفسفور المحرمة دوليا، لذلك رفض وزير الدفاع التصوير حتى لا يؤثر في معنويات الجيش العراقي. وحتى موضوع الحفرة انه فبركة إعلامية قصد الإساءة إلى الرئيس. كان صدام مقيما في بيت يشرف على نهر بين تكريت والدور ذلك النهر الذي عبره الرئيس سباحة. الساعات الأخيرة في حياة الرئيس العراقي السابق صدام حسين رحمه الله كانت معبرة عن كل من طرفي المواجهة فيها. من ناحيته ظهر صدام متقبلا القدر الذي انتهى إليه. كان يتصرف بكل هدوء وسكينة حسب صحيفة (الواشنطون بوست) الأمريكية كان يرتدي بنطالا أسود وقميصا أبيض عاجيا وسترة سوداء ثمينة. كان حذاؤه مصبوغا وملمعا، كأنه يتهيأ لحفلة وليس للمشنقة. في الطريق إلى المشنقة وفي غرفة الإعدام كان رابط الجأش بشكل واضح. لم يبد عليه أدنى علامة على الخوف أو الوجل من أنه يواجه الموت بعد لحظات. سئل: هل أنت خائف؟ أجاب بالنفي قائلا: لقد اخترت هذا الطريق. رفض وضع كيس أسود من القماش على وجهه لحظة الإعدام، كأنه أراد أن يواجه الموت مباشرة من دون حجب. كان يتحدث بثقة وهدوء لافتين. لم يعترض أبدا، بل بدا كأنه يسهل المهمة على جلاديه. بدا مستسلما للنهاية التي تنتظره، لكن بطريقة تنضح بالثقة والكبرياء. طوال المحاكمة وأثناء الإعدام تصرف صدام على أنه رئيس العراق الذي أطاحت به قوات غزو أجنبية. كان متسقا مع نفسه، لم يختلف وهو في الأسر، وعلى منصة الإعدام عما كان عليه عندما كان في القصر رئيسا للجمهورية. كل شيء بقي في مكانه: الاعتداد نفسه، الثقة بالنفس ذاتها ونبرة التحدي ذاتها. كيف اختلف صدام في لحظة نهايته عن صدام لحظة اعتقاله؟ يكمن التفسير في أن الأمريكيين كذبوا حول كيف ومتى اعتقلوا الرجل؟ في المقابل بدت صورة حكام العراق الجدد مرتبكة، مقابل الحديث عن الديمقراطية وحكم القانون، هيأوا لخصمهم حفلة قتل ي(Lynching) غير قانونية وبطقوس طائفية. تمكنوا من صدام، لكن شعورهم بأنهم لم يتمكنوا منه تماما فالرجل عصى حتى في لحظة ضعفه. ثم ان الذي هزم صدام وألقى القبض عليه واحتفظ به سجينا ثلاث سنوات هم الأمريكيون. هم حكام العراق لكنهم اختاروا أول أيام عيد الأضحى عند السنة لإعدام السني. تحدثوا عن جرائم صدام ضد الشعب العراقي، فأعدم الرجل في قضية الدجيل التي تخص حزب الدعوة الشيعي. لم يحضر حفلة القتل إلا أفراد من حزب الدعوة ومن أنصار مقتدى الصدر. حاول هؤلاء، أو بعضهم أن ينال من صدام. أحدهم خاطب صدام وهو على منصة الإعدام إلى جهنم وبئس المصير. بعد الإعدام قال موفق الربيعي مستشار الأمن القومي إن صدام كان يرتجف خوفاً وهو في طريقه إلى المشنقة. ثم ظهرت صور الجوال لتكشف انه كان على العكس من ذلك تماماً. وبرر سلوك من رقصوا على جثة صدام بأنهم لم يفعلوا أكثر من ممارسة تقليد عراقي بالرقص على الجثث. إبراهيم الجعفري، رئيس الوزراء السابق، وأحد قادة حزب الدعوة قال: إن إعدام صدام يوم العيد جعل من الفرحة فرحتين. مشهد الإعدام بالنسبة إلى حكام العراق لم يكن مشهداً لتنفيذ حكم القانون بل احتفالية للثأثر والانتقام. ولأن لحظة الإعدام كانت بتلك الشفافية في تعبيريتها تشكل حولها اجماع على مستوى العالم لا يتكرر كثيرا. كان هناك اجماع على أن الحكومة العراقية فشلت في محاكمة الرئيس صدام على أساس من الالتزام بالقانون، وحق المتهم في محاكمة عادلة ونزيهة، منذ بدايتها كانت المحاكمة نوعاً من المواجهة، ليس يريد أن أحدا يطيح بالآخر، حكام العراق الجدد في حماية الأمريكيين، وصدام بمفرده وأعزل في مواجهة الجميع، ولأنها كذلك كان مسار المحاكمة يوحي باستمرار أن نتيجتها معروفة مسبقاً. لم تكن المحاكمة مستقلة بل كانت محاكمة العدو لغريمه. فضلا عن انها كانت تتم، ولاتزال تحت مظلة الاحتلال. انتصر صدام على خصومه في لحظة إعدامه. خرج من الحرب مع إيران أضعف مما كان عليه قبلها، هزم هزيمة قاسية أمام الأمريكيين في معركة الكويت. وأخيراً أطاح الأمريكيون به وبنظامه. خسر صدام كل معاركه لكنه أصر بعناد لا يلين على ألا يخسر نفسه. من هنا تمكن من كسب معركة الاعدام، تعامل مع لحظة اعدامه على انها معركته الاخيرة، كان مصمما على ألا ينتصر فيها خصومه عليه، هزم سياسيا من هم أمامه، لم يكن له من خيار في لحظة الهزيمة هذه إلا أن يحقق نصرا أخلاقيا على أعدائه. لم يتبق له في لحظة أسره إلا ما لا يملكه إلا هو وحده، مشاعره وقناعاته ورباطة جأشه. وحده كان يملك التصرف في ذلك، كان مصمما على ألا يمكن خصومه من التشفي منه. لذا كان مقتنعا بأن خصومه أقل شأنا من ان يبدو خائفا منهم، ومما قد يفعلونه به. قال يوما للقاضي في المحكمة لولا الامريكيون لا أنت ولا أبوك تستطيع أن تأتي بي إلى هنا. كان يصر على أن يبدو صلبا لا يتزعزع، لم يذعن للهزيمة أبداً. اعتبر نفسه دائما رئيس العراق وتصرف وفقا لهذا الاعتبار، وبما يليق به. تصرف طوال فترة اعتقاله ومحاكمته، وحتى صعوده منصة الإعدام بما يحفظ لذلك كرامته ومهابته، لم يتلفظ بكلمة نابية، ولم تبدر منه أي إشارة طائفية أو اثنية، ولم يبد عليه الخوف من مصير كان يعرف أنه آتٍ. كانت لحظة إعدام صدام نموذجية للمواجهة بين طبقة سياسية رثة، وديكتاتور متماسك لا يخشى مواجهة الموت في سبيل قناعاته، وعندما تخسر أمام الديكتاتور في مثل هذه اللحظة فالأرجح أنك أسوأ منه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
العنف في العراق... إلى ارتفاع وانخفاض
وليد نويهض
الوسط البحرين
في بيان أصدرته وزارات الدفاع والداخلية والصحة العراقية أوردت فيه معلومات عن حصيلة القتلى في العام 2007 جاء فيه أن مجموع ضحايا العنف في السنة الماضية بلغ أكثر من 17732 مقابل أكثر من 13827 في العام السابق 2006. فالنتيجة العامة كانت مرتفعة وأكثر من 4 آلاف ضحية.
المقارنة بين السنتين تكشف الكثير من خفايا صورة تحتاج إلى فترة زمنية لتوضيح معالمها وزواياها. فالوزارات المعنية ذكرت أن ضحايا السكان المدنيين ارتفع إلى أكثر من 16 ألفاً مقابل أكثر من 12 ألفاً في العام 2006. كذلك ارتفع قتلى عناصر الشرطة من 1224 في العام 2006 إلى أكثر من 1300 في العام 2007. بينما انخفض قتلى الجيش العراقي من 603 جنود في العام 2006 إلى 432 جندياً في العام 2007.
الأرقام متقاربة نسبياً على رغم الارتفاع المحدود في القطاع المدني (أطفال، نساء، شيوخ، شباب). وهذا التقارب (أكثر من ألف ضحية عراقية شهرياً) يشير إلى عدم دقة نظرية الاحتلال الذي روّج لمقولة تراجع مستوى العنف في العراق. فالاحتلال الأميركي أطلق في الأشهر الأخيرة موجة من المعلومات الخاطئة بشأن ضحايا العنف بقصد تضليل الرأي العام ومنع المعارضة (الحزب الديمقراطي) الاستفادة منها في معركته الإعلامية التي تركز على ضرورة سحب القوات بأسرع وقت ممكن.
الحزب الجمهوري لاشك استفاد نسبياً في معركته الإعلامية من ترويج نظرية تراجع العنف وبدء نجاح الخطة الأمنية التي أعلنها الرئيس جورج بوش مطلع العام 2007 التي قضت بزيادة عدد القوات 30 ألفاً. كذلك استفاد الرئيس بوش من موجة تضليل المعلومات لتأكيد مقولته الشهيرة إن الولايات المتحدة انتصرت ولم تفشل وإنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لإقناع العالم والشارع الأميركي والجمهور الانتخابي بأن قرار الحرب كان صحيحاً وها هو بدأ يثمر ويعطي مردوده الايجابي.
الحزب الديمقراطي بدوره تضرر إعلامياً من ترويج مقولة تراجع العنف في العراق بدليل أنه اخذ بتقليل رهانه على موضوعة سحب القوات باعتبار أن الاحتلال بدأ ينجح وأخذ يفرض الأمن ويبسط سيادة الدولة تمهيداً لتسليم مقاليد السلطة إلى حكومة وطنية مشتركة.
منذ سنة تقريباً كان شعار الحزب الديمقراطي المركزي يتلخص في فكرة واحدة تختزل برنامجه في السياسة الخارجية وهو رفض الحرب والمطالبة بإنهاء الاحتلال والعمل على إخراج القوات بأسرع وقت. الآن وبعد أن اكتسحت نظرية تراجع العنف في العراق الإعلام الأميركي بدأ قادة الحزب الديمقراطي يبحثون عن شعار مركزي آخر يعوض تلك الخسائر السياسية التي نجمت من نجاح خطة الرئيس الأمنية في ضبط الأمن وبسط السيطرة.
ولكن ما الصحيح؟ وأين الخطأ؟ هل تراجع العنف فعلاً؟ وإذا تراجع فمتى بدأ الأمر وكيف؟
مقولة تراجع العنف صحيحة وخاطئة. فهي صحيحة إذا كانت تتعلق بأرقام قتلى الجيش الأميركي، وهي خاطئة إذا كانت تتعلق بضحايا الشعب العراقي. المؤشرات تؤكد أن خسائر الاحتلال تضاعفت في النصف الأول من العام 2007 حين قررت واشنطن زيادة قواتها ثم انخفضت فجأة في النصف الثاني من العام الماضي حين بدأت اللقاءات «الفنية» و «التقنية» مع الجانب الإيراني الذي يبدو أنه ضَمِنَ لإدارة بوش ما أسماه «الانسحاب المشرّف». وكانت النتيجة العامة بين حاصل الارتفاع في النصف الأول وحاصل الهبوط في النصف الثاني ترويج مقولة تراجع العنف.
هذا جانب من الصورة. الجانب الآخر يشير إلى ارتفاع ضحايا العنف من الشعب العراقي من قوى مدنية أو عسكرية أو هيئات وجمعيات ومنظمات تابعة لسلطة الاحتلال أو مستقلة عنه. والأرقام التي ذكرها بيان وزارات الدفاع والداخلية والصحة بشأن أعداد الضحايا ليست دقيقةً؛ لأنها تقتصر على الإحصاءات الرسمية المعلنة في المستشفيات والمراكز الصحية، بينما الواقع يشير إلى أضعاف مضاعفة وخصوصاً في المناطق التي يصعب على الجهات المحايدة الوصول إليها (محافظات الجنوب والغرب ذات اللون الطائفي والمذهبي الواحد).
المقولة في محصلتها العامة غير صحيحة. العنف تراجع ضد قوات الاحتلال في السنة الماضية مقابل نموه ضد العراقيين بمختلف أطيافهم. والجانب الأخير من الصورة غير مهم كما يبدو لقوات الاحتلال مادام تراجع قتلى الجيش الأميركي يشكل الهاجس الأساس لإدارة بوش التي تخوض معركة قاسية ضد الحزب الديمقراطي.
سر النجاح
يبقى السؤال: ما «سر» تراجع قتلى الجيش الأميركي مقابل ارتفاع ضحايا العنف الأهلي في العراق؟
هناك الكثير من القراءات وكلها تتجاوز ادعاءات الإدارة أن خطة الرئيس بوش الأمنية كانت صائبة وأعطت مردودها الايجابي. هذا الادعاء غير صحيح باعتبار أن قتلى الاحتلال في النصف الأول من 2007 ارتفع عن العام السابق وقبله أيضاً، ثم عاد ليهبط بسرعة لافتة منذ نهاية مايو/ أيار 2007. تراجع قتلى الجيش الأميركي بدأ قبل ستة أشهر وتحديداً بعد إعلان نجاح اللقاءات مع الجانب الإيراني في بغداد بإشراف حكومة نوري المالكي المدعومة من طهران ودمشق.
خلال الاجتماعات التي اقتصرت على الخبراء في الجانبين «الفني» و «التقني» لم تتسرب الكثير من المعلومات إذ اكتفت التعليقات بإطلاق تصريحات عامة وغامضة. ولكن المشهد السياسي الذي ظهر خلال النصف الثاني من العام 2007 أشار إلى مجموعة نقاط يمكن أن تساعد على ترسيم زوايا الصورة. إدارة واشنطن مثلاً أجلت لفترة وجيزة مسألة العقوبات لاختبار مدى صدق الجانب الإيراني. وطهران لمّحت بدورها إلى توقيف مشروع التخصيب أو تجميده إلى فترة نهاية السنة الجارية. إدارة بوش وافقت على تسليم بعض محافظات الجنوب لسلطات الأمن العراقية مقابل إعلان مقتدى الصدر تجميد ميليشيات «جيش المهدي» بداعي إعادة التأهيل والتنظيم لفترة ستة أشهر مع احتمال تمديد المهلة.
هذه الوقائع السياسية/ الميدانية حصلت خلال الفترة الفاصلة بين نهاية مايو ونهاية ديسمبر/ كانون الأول 2007. واشنطن أجّلت مناقشة العقوبات مع الدول الكبرى إلى نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي حتى انتهت بالضربة القاضية حين خرج تقرير المخابرات (16 جهازاً) يؤكد توقف الجانب العسكري من المشروع النووي في 2003. وواشنطن أيضاً بالتكافل والتضامن مع بريطانيا انسحبت من البصرة والكثير من المواقع في الجنوب تمهيداً لإعادة تجميع القوات في فترة لاحقة.
في المقابل تراجعت أعمال العنف في مختلف المناطق التي يسيطر عليها جيش مقتدى الصدر مقابل اتساع شبكة المواجهة الدموية بين تنظيم «القاعدة» ومجالس «الصحوة» في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وبعض مناطق ديالى.
مقولة تراجع العنف في العراق يجب أن تؤخذ من زوايا مختلفة تتجاوز ادعاء إدارة الرئيس بوش أن خطته الأمنية نجحت وبدأت تؤتي ثمارها. فالمقولة غير دقيقة وفيها جانب يعتمد على معلومات غير صحيحة لخداع الرأي العام الأميركي والجمهور الانتخابي. فالتراجع حصل في النصف الثاني من 2007 واقتصر على القوات الأميركية تحت سقف توافقات سياسية وخدمات ميدانية تم التفاهم عليها في اللقاءات المتتالية التي جرت مع الجانب الإيراني في بغداد بإشراف حكومة المالكي. مقابل ذلك امتد العنف واتسعت رقعته في مناطق أخرى شهدت سلسلة ارتفاعات في أرقام الضحايا المدنية... وهذا ما أشار إليه بحياء بيان وزارات الدفاع والداخلية والصحة العراقية.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
(بريمر) وإمّعاته (2)
جاسم الرصيف
اخبار الخليج البحرين
وتسترسل (فرنسيس) نقلا عن نبيها (بريمر) في سرد (الحكايات الملاح) عن إمّعات نبيّها القديم و(الوصف المباح) في اقواله عمّن احتذاهم ضد طقس العراق (الحار الجاف صيفا القارص البرودة شتاء) في شمال وجنوب العراق فتذكر بأن (بريمر) قال وصفا في (ابراهيم الجعفري) ابدع مما قاله (ابونؤاس) متغزلا بغلمانه: (إنه التطرف في ثوب الاعتدال. متطرف حتى النخاع، ومتحدث بارع، ومثقف، ولكنه سياسي فاشل)، وربما لهذا السبب اختارته ادارة الاحتلال لمنصب رئيس وزراء، ولكن الأطرف ان (بريمر) يرى فيه رجلا: (اقرب الى محاضر في احدى الحسينيات.. يلف ويدور حول الموضوع بشكل ممل).
و(بريمر) يشخص في (المالكي)، قبل ان يرقى الى رئيس وزراء، انه: (فاقد للكياسة والأناقة والدبلوماسية)، وهذا في الأغلب الأعم ما أهّله لمنصبه الجديد، لأنه من ذات الطيور الأمريكية العنصرية التي تقود الاحتلال، التي لا تستسيغ كياسة في السلوك ولا (دبلوماسية) في الحكم مع (الآخرين) ماداموا من خارج (سربهم المقدس)، وربما لهذا السبب، خاصة، وصفه عميد الحمقى من تجّار الحروب الخاسرة: (بالرجل الطيب). ويعترف (بريمر) بساديته المرَضية مع (احمد الجلبي)، الذي يرى فيه: (مهندسا لمشاريع التفرقة الطائفية وشق الصف)، وكان (بريمر): (يتلذذ) برفض مقابلته كلما طلب ذلك، وكان اوّل من تطوله توبيخات (بريمر) العلنية كلما ظهرت مشكلة (شيعية)، ويصف (بريمر) عضو مجلس الحكم (سلامة الخفاجي) بأنها: (اكثر الشخصيات النسائية تعصبا وتطرفا)، ولا تعوزها غير شوارب ثقيلة لتشارك فرق الموت. فيما يطرح رأيه بالنائب الكردي (محمود عثمان) بأنه: (رجل الشاشة)، وقد تكرّم (بريمر) بنصحه: (باحتراف الإخراج التلفزيوني لعشقه الظهور عبر وسائل الاعلام)، والمضحك هو تشخيصه بأن هذا (المحمود): (لا يدري ماذا يدور حوله ولكنه يلبي دعوات الفضائيات ويشبع فضول الصحفيين بالتصريحات النارية)، وتأكيدا من (محمود عثمان) لشجاعته، احتفظ بنصائح (بريمر) حتى ولّى هذا عن العراق فوصفه: بالحقارة. وبكلمتين يتيمتين يصف (بريمر) المناضل الكبير من اجل (عودة الحكم الملكي) للعراق (الشريف علي بن الحسين) بأنه: (الأمير النائم) وقد اصاب كبد الحقيقة وطحالها في تشخيص الثقافة الانجليزية الباردة الضبابية التي صنعت من سابع جار للملكية (اميرا) ثائرا ضد (الدكتاتورية) بخوذة امريكية، نام في المراعي الخضراء (على أودانه) - كما يقول اخواننا في مصر - ثم صحا وهرب (على رجليه) حالما شعر بأنه محاصر بالعراقيين. وفي انصع عبقريات التشخيص من محتل لواحد من أتباعه الصغار: (عمار الحكيم)، يقول (بريمر) انه يرى فيه: (القائد المستقبلي للشيعة - بطبعتها الأمريكية طبعا -.. فهو متحدث بارع ومدافع شرس عن حقوق الشيعة، ويستغل الدين أروع استغلال.. وهو أذكى من ابيه «المتطرف« عبدالعزيز الحكيم)، ولكنه يعيب على الابن: (تطرفه الديني المذهبي)، ويصفه بأنه: (متدين سياسيا وليس حقيقيا) في تدينه. وهذا يفسر سر التنافس بين (عمار الحكيم) و(مقتدى الصدر)، (اخطر رجل) على امريكا في العراق حسب توصيفات الاعلام الأمريكي، وسباقهما على نيل درجات (اعلى!!) في التدين السياسي للعب دور اكبر في الوسط الشيعي المتأمرك. كما يفسر الصراعات الدموية بين الصغيرين للسيطرة على منابع النفط وآليات تصريف اعمال المرجعيتين المتصارعتين علنا المؤتلفتين المتحالفتين سرّا: الأمريكية والايرانية، وبذلك يضمن الاحتلال المركّب لنفسه جيلا (شيعيا) جديدا يرتدي العمّة والعباءة في (بغداد) و(الشورت) في (واشنطن). ثم يصفعنا (بريمر) بمعلومة صاعقة ماحقة، تؤكد غباء امريكيا من اثقل العيارات، من خلال اعترافه بأن (جلال الدين الصغير)، النائب عن المجلس الاسلامي الأعلى: (يتلقى مرتبا شهريا من ايران، لأنه ضابط مخابرات ايراني، متعاون مع المخابرات الأمريكية)، و(حسن خاتمة) آراء (بريمر) في عملائه انه يصف (الصغير) هذا بقوله: (انه رجل وجد ليعيش وحده.. لأنه يكره الجميع)، ربما لأنه ايراني اضطرته المهنة ان يعايش من ربّي على كرههم منذ الطفولة، كما يعلم الآن حمقى امريكا واهل العراق. وجل ما اسفرت عنه ذكريات (فرنسيس) عن سيدها القديم، من خلال كتاب (محمد عرب)، انه كان محاطا بعملاء متطرفين وعنصريين مرضى، ولكن يؤكّد لنا التأريخ مرة اخرى ان المحتل يحتقر في قرارة نفسه عملاءه وهو معذور.

ليست هناك تعليقات: