Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 24 ديسمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الأثنين 24-12-2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
موت حلم المحافظين الجدد
مورين داود
اخبار العرب الامارات
دوغلاس فيث: ’’كل شيء كان سيكون على ما يرام لو سلمت أمريكا مقاليد العراق لأحمد الجلبي ولم تتلكأ طويلا هناك’’.

في معهد ’’امريكان انتربرايز’’ تجمع غلاة الصقور الأمريكيين الأسبوع الماضي ليستمعوا إلى دوغلاس فيث، وكيل وزير الدفاع الأمريكي السابق للشؤون السياسية، وهو يقدم كتابه الجديد ’’الحرب والقرار’’. وفي الصف الأمامي من المقاعد التي شغلها أقطاب المحافظين الجدد جلس مديره السابق بول وولفويتز ومستشار البنتاغون السابق ريتشارد بيرل ليقدموا الدعم المعنوي لزميلهم الذي شكل معهم الثلاثي المحافظ الذي مثل حجر الزاوية في مخطط الحرب على العراق. دوغلاس فيث الذي وضع خطة المحافظين الجدد التي دفعت أمريكا إلى الحرب على العراق ينسحب اليوم، بلا خطة، بعد أن تردى العراق في حمأة الفوضى.

الجنرال تومي فرانكس ، قائد القيادة المركزية الأمريكية، كان قد وصف فيث انه ’’أغبى رجل على سطح الكوكب’’. وفي يوم الاثنين الماضي في القاعة المكتظة بالمحافظين الجدد، قدم فيث الدليل على صحة رأي فرانكس حين ألقى ’’ أغبى خطاب على سطح الكوكب’’.

قال فيث انه يمكن الاستنتاج بان ’’أخطاء قد ارتكبت’’. ولم يأت اعترافه هذا في مجال الإقرار بالذنب. إنما حاول به التخفيف من هول ما وقع في العراق. لكن نبرة الهزيمة كانت واضحة في خطابه الذي خلص به إلى ’’أننا هنا، وفي نهاية المطاف يبدو أن هناك احتمالا واردا بان يظل العراق بلدا موحدا’’. ما ابعد هذا عن التصريحات المتفاخرة الأولى عن الديمقراطية التي سوف تنتشر في العراق لتعم الشرق الأوسط! كما دافع فيث بحجة سقيمة عن سياسة اجتثاث البعث التي كان من دعاتها والمخططين لها والتي تسببت في بطالة قطاع واسع من العراقيين الذين رفدوا التمرد. يقول فيث إن اجتثاث البعث، من وجهة نظره الخاصة، ’’ لم يكن في الأساس خطأ كبيرا، وقد تعرض للانتقاد القاسي، لكنني اعتقد أن سياسة اجتثاث البعث قد انطوت على جانب كبير من الصواب’’. ويرى فيث أن كل ما في الأمر أن طريقة تنفيذ هذه السياسة قد خرجت عن السيطرة. وهنا أيضا ’’ارتكبت أخطاء’’.

وأعرب دوغلاس فيث عن رأيه بان كل شيء كان سيكون على ما يرام لو أن أمريكا لم تتلكأ طويلا في العراق، ولو أن بول بريمر والجنرالات سلموا مقاليد البلاد إلى يد احمد الجلبي، رجل المحافظين الجدد الذي كان فيث يرغب في تنصيبه على رأس المسؤولية في عراق ما بعد الحرب.

ودعا فيث الحضور إلى الانتباه إلى المعارك التي سجلها التاريخ الأمريكي والتي تشهد بان ’’الجيش يحارب على نحو افضل مع مرور الوقت’’. ومن الغريب أن يصدر مثل هذا الرأي عن الرجل الذي أرسل جنودنا إلى العراق من دون الدرع المناسب، ولا العدد الكافي، ولا التدريب اللازم لمحاربة التمرد.

وفي محاولة منه لتوزيع اللوم على الاَخرين، قال فيث ’’إن استخباراتنا لم تتوقع قيام تحالف استراتيجي بين البعثيين المخلوعين والجهاديين الأجانب’’.

لكن الواقع يفيد بان الأوساط الاستخبارية لم تكن غافلة عن مثل هذا الاحتمال، وكل ما في الأمر أن المحافظين الجدد قد حاولوا طمس هذا النوع من التحليلات لعلمهم بأنها تجعل تسويق الحرب أمرا صعبا. فالتقارير السرية التي قدمت إلى الرئيس جورج بوش في شهر كانون الثاني 2003 من قبل مجلس الاستخبارات القومي تحذر من أن عناصر مارقة من حكومة صدام حسين قد تلتقي مع الجماعات الإرهابية لشن حرب عصابات ضد القوات الأمريكية.

في كتابه ’’الإخفاق’’ يقول توم ريكس إن مكتب دوغلاس فيث في وزارة الدفاع الأمريكية كان يكنى ب ’’الثقب الأسود’’. حيث كان الجنرالات يشكون من تأخيره لخططهم وتضييعه لها. ويقول ريكس إن ضابطا في هيئة الأركان المشتركة حكى له باستياء شديد كيف أن الجنود الأمريكيين ظلوا مرابطين لساعات عند مدرج أحد المطارات بانتظار المغادرة لتأدية مهمة عسكرية معينة خارج الولايات المتحدة فيما كان فيث يجادل مراوغا حول استخدام الفوارز في نص الأمر العسكري الصادر بتنفيذ المهمة.

اما جاي غارنر، الحاكم الأمريكي الأول في العراق، فقد قال عن دوغلاس فيث ’’انه خطر بشكل لا يصدق’’ وان ’’الكتروناته غير موصولة’’.

يقول ريكس إن ازدراء فيث للدبلوماسية وشعاره القائل بان ’’الضعف يغري بالاعتداء يعودان إلى تاريخه الشخصي، لان فيث، حسب ريكس ، ’’شأنه شأن بول وولفوويتز ينتمي إلى عائلة تضررت بالمحرقة (الهولوكوست). فقد فقد والديه واخوته الثلاثة وأربع أخوات علي يد النازيين’’.

وفي مقابلة أجراها معه جيفري غولدبرغ، صرح فيث لمجلة ’’نيويوركر’’ قائلا ’’لقد أبيدت عائلتي على يد هتلر، وكل هذا الكلام عن إيجاد الحلول، مثل التحدث إلى هتلر حول حل المشكلة، لا يعني شيئا بالنسبة لي. هل الأشخاص الذين يضعون على سياراتهم ملصقات تقول ’’الحرب ليست الرد’’ يقدمون رأيا جديا؟ ما هو الرد على بيرل هاربر؟ ما هو الرد على المحرقة؟’’. ما هو الرد على بن لادن؟ في نظر دوغلاس فيث الرد هو الهجوم على دكتاتور لا علاقة له بابن لادن. وكان فيث هو الذي اشرف على ’’مجموعة تقييم سياسة مكافحة الإرهاب’’ التي كانت مهمتها التفتيش عن علاقات تربط صدام حسين بالقاعدة.

من الغريب أن البعض ما يزال يعتقد أن في هذه الرؤوس الفارغة التي أدارت اوركسترا المغامرة العراقية الفاشلة بقية من حكمة يمكن الاستفادة منها.

لقد لفظ محافظو البنتاغون الجدد كوندوليزا رايس خارج حلقتهم. لكن ’’كوندي’’ وحسب ما ذكرته مجلة نيوزويك، مصرة على وضع ’’وولفي’’ في منصب جديد. فبعد أن افسد ’’وولفي’’ الأمور في العراق ومن بعده البنك الدولي، ها هي ’’كوندي’’ تريد منه أن يقدم لها المشورة حول انتشار الأسلحة الذرية وأسلحة الدمار الشامل من خلال لجنة شكلتها في وزارة الخارجية الأمريكية مخولة بالاطلاع على الكثير من المعلومات الاستخبارية ذات السرية العالية.

والسؤال الاَن هو ألا يتوجب عليك، بعد أن ساهمت في تشويه المعلومات الاستخبارية حول أسلحة الدمار الشامل ودفعت البلاد عن طريق الخديعة إلى الحرب، أن يصدر عليك أمر بالإبعاد مدى الحياة عن أي منصب حكومي رفيع ذي علاقة بأسلحة الدمار الشامل؟


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
عن غارات تركيا على جبال قنديل ..... محمد نور الدين

محمد نور الدين
الخليج الامارات
حسب المعلومات التركية فإن الغارات الواسعة التي شنتها الطائرات المقاتلة التركية على قواعد حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل في شمال العراق كانت في غاية الاتقان والأولى بهذا النجاح للقوات التركية منذ سنوات طويلة!

حوالي خمسين طائرة من طراز “أف 4” و”أف 16” انطلقت بعد منتصف ليل السبت - الأحد من قواعد في ديار بكر وملاطية وبقنابل يصل وزنها الى الف كيلوغرام لقصف مراكز تواجد لحزب العمال الكردستاني ليس فقط في جبال قنديل، بل كذلك في حاكورك والزاب وأواشين، بعدما وردت معلومات ان اثنين من قادة العمال الكردستاني وهما مراد قره يلان، وفيمان حسين المعروف ببيهوز اردال يتواجدان فيها. وبعد ثلاث ساعات من القصف الليلي الدقيق عادت الطائرات الى قواعدها سالمة بعدما سوّت بالأرض معاقل الكردستاني لتعود بعدها المدافع التركية بعيدة المدى لتستأنف القصف البرّي.وبخلاف ما تناقلته وكالات النباء كانت الإصابات دقيقة بحيث لم يصب اي مدني بأذى وفقا لتصريحات القادة الأتراك.

وفي جردة لحصيلة الغارات تدمير ثمانية صواريخ أرض- جو ومراكز اتصالات انترنت للمقاتلين الأكراد.

وبذلك تكون هذه الغارات الأوسع منذ اتخاذ البرلمان التركي في 17 اكتوبر/تشرين الأول قرارا بتفويض الحكومة القيام بعمليات ما وراء الحدود ومن ثم تفويض الحكومة الجيش تنفيذ تلك العمليات عند الضرورة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ووفقا لبيان قيادة الجيش فإن رئيس الأركان ياشار بويوك أنيت تابع شخصياً العمليات مع القادة الآخرين ولم يغادر رئاسة الأركان الا في الساعة الثامنة صباحاً.

هذا في بعض التفاصيل العسكرية التي قصدنا تفصيلها، ثم نأتي الى الأهم:

1- ما كانت هذه الغارات لتتم من دون ضوء أخضر أمريكي (وأوروبي) ووفق المصادر التركية، من دون تعاون الولايات المتحدة بمعلوماتها الاستخباراتية وعبر طائراتها المستخدمة في الأساس للتجسس على ايران. وفي تصريح لرئيس الأركان أن الطائرات المقاتلة الأمريكية أخلت المجال الجوي فوق قنديل لتدخلها الطائرات التركية.

2- ربما جاءت العمليات مفاجئة بعض الشيء. أولاً لأن المناخ الداخلي في تركيا كان يتركز على صدور قانون للعفو وعودة عناصر حزب العمال الى منازلهم، وثانياً لأن الطقس كان مثلجاً وغير مؤات لمثل هذه العمليات.

ولعل أنقرة أرادت ان توجه رسالة مزدوجة الأولى أن عملية “الحل الشامل” التي تحدث عنها رئيس الحكومة قبل مدة لا تعني استبعاد الحل العسكري، وثانياً الضغط النفسي على المقاتلين الأكراد وقياداتهم من أنهم معرضون في كل لحظة للهجوم، ولن يقف لا الطقس الشتوي، ولا عتمة الليل عقبة أمام ذلك، ثم إنها المرة الأولى التي تقصف فيها معاقل قيادات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل أي لن تكون لهم ملاذات آمنة بعد الآن.

3- ولفت النظر برقيات التهنئة العاجلة التي وجهها أردوغان ورئيس الجمهورية عبدالله غول الى رئيس الأركان بنجاح العملية في ما اعتبر نجاحا للتوافق الذي أنجزه أردوغان مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وعلى ذلك تبدو الغارات نجاحا دبلوماسيا لحكومة حزب العدالة والتنمية.

4- وفي تعليقات حماسية لم يتردد رئيس تحرير صحيفة “حرييت” ارطغرل اوزكوك في القول إن هذه العمليات أظهرت أن تركيا “هي القوة الأقوى في المنطقة. هي القوة - السوبر”. وظهر ان سياسة الحكومة المتأنية لم تكن ضعفا او عجزا. لقد نسي هؤلاء ان تركيا حتى في ذروة ضعفها قامت بعملية التدخل في قبرص. لقد جسدت طائرات “اف 16” بغاراتها قرار الأمة وهي ستجدده لمن لم يفهم بعد ولمن عنده شك”. ويقول اوزكوك “إن تركيا هي القوة الأقوى في المنطقة، وهي أقوى من “اسرائيل” لأنها محقة أكثر من “إسرائيل”. لقد أعطت هذه الأمة شعارها: السلام لمن يريد السلام وحتى النهاية والحرب وحتى النهاية لمن يريد الحرب. اليوم لن يستطيع احد ان يتجاوز حدوده وحدّه. فليعلم الجار والصديق والعدو والقريب والبعيد والعالم. فليعلموا كلهم ذلك”!

مقالة اوزكوك واضحة الرسالة: تركيا تريد أن تقول: أنا الأقوى. أنا “رامبو” الشرق الأوسط.

إذا استبعدنا أن تكون هذه العمليات نتيجة، كما تقول صحيفة “راديكال”، لتوافق بين أمريكا وتركيا وبغداد وربما أكراد شمال العراق على أن يكون إقليم كردستان مرتبطاً بالحكومة المركزية وكركوك خارجه مع إنهاء وجود حزب العمال الكردستاني مقابل اعتراف تركيا بهذه الفدرالية الكردية “العصرية”، اذا استبعدنا ذلك تكون المحصلة ان العمليات هي حاجة نفسية تركية قبل اي شيء آخر نتيجة عجز أنقرة عن حل مشكلتها الكردية. وبقدر ما يتم تضخيم قوة “الرامبو” التركي بقدر ما تكون المشكلة أعمق. وحتى الآن لم يفهم الأتراك بعد ولم يتعظوا من دروس ثمانية عقود وهي أن المشكلة الكردية ليست مشكلة إرهاب او عنف مسلح بل مشكلة شعب له الحق بالاعتراف بهويته التي هي حق طبيعي له ومن الله وليس منّة من أحد. فلا اعتقال نورالدين ديميرطاش زعيم حزب المجتمع الديمقراطي (الكردي) ولا ألف غارة على جبال قنديل سيحل المشكلة.. خاصة اذا كانت بالتنسيق مع “الرامبو الأكبر” أمريكا.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
لماذا ترتكز القوات الأمريكية في بغداد ؟

بيتر سباجيل
وجوليان بارينس
لوس انجيلوس تايمز -
في تغيير لخططها، قررت القيادة العسكرية الامريكية في العراق الاحتفاظ بقواتها متمركزة في بغداد في الوقت الذي تنتهي فيه عملية زيادة القوات في العام المقبل، ناقلة الجنود من المناطق البعيدة من البلاد الى بغداد.
ويمثل هذا التغيير في الخطط، أول محاولة للجيش الامريكي لمواجهة التحدي الكبير في عام 2008 وهو تقليل عدد الجنود دون التضحية بالأمن؟
ويقوم التحول في استراتيجية الانتشار الذي شرحه كبار مسؤولي الجيش الامريكي في العراق وواشنطن على الخوف من أنه ورغم التحسن الراهن، فإن العاصمة العراقية يمكن ان تسقط في موجة منتشرة من العنف بدون وجود عسكري امريكي فعال.
وقبل عام واحد، عندما كانت الدوريات الأمريكية في بغداد قليلة والاغتيالات الطائفية خارجة عن السيطرة اقترح الرئيس جورج بوش زيادة القوات وكان الهدف من ذلك جزئيا هو حفظ النظام في العاصمة وخلال الاشهر الاربعة الماضية بدأ العنف يقل في العاصمة.
لكن التحسن الاكبر مغزى حدث في المناطق البعيدة خارج العاصمة حيث وصلت اول دفعة اضافية من الجنود بلغ عددها حوالي 28.500 في فبراير الماضي واعقب ذلك تحسن تدريجي في بغداد.
وكان المخططون العسكريون ظنوا أول الامر أن العكس هو ما سيحدث.
فقد قال مسؤول عسكري كبير في واشنطن لقد كان هناك احساس بأن علينا ان نركز بصورة كبيرة على بغداد، وأن التغيير سيحدث انطلاقا من بغداد باتجاه المناطق الخارجية واضاف هذا المسؤول الذي يتحدث مثل الآخرين يشترط عدم ذكر اسمه عندما يناقشون الاستراتيجية العسكرية اضاف: إن ما نراه الآن هو العكس تماما، فالتحسن بدأ بالمناطق الخارجية وزحف على العاصمة بغداد.
وسوف تحدث الانسحابات خلال الاشهر الثمانية القادمة حيث يقوم الجيش بعكس عملية زيادة القوات تدريجيا فالخطط الموضوعة تدعو لتقليل القوات التي وصلت الى 170.000 جندي، الى مستوى ما قبل الزيادة وهو 135.000.
ولا يخلو التخطيط الجديد من المخاطر واثارة الجدل فالتغير في خطة الانتشار الامريكية من المرجح ان يحول توازن القوى السياسية في العراق عن طريق وضع سلطات اكبر في ايدي المسؤولين الاقليميين والمحليين فميا يتعلق بشؤون المحافظات.
وهذا سوف يزيد من نفوذ هؤلاء المسؤولين ويقلل من سلطة الحكومة المركزية في بغداد والتي يهيمن عليها الشيعة.
يضاف لذلك ان بعض التخفيضات المبكرة في عدد القوات سوف تحدث تخفيضات في مناطق مثل محاظفة الانبار التي كانت موقعا لتمرد عنيف في الماضي القريب.
ومع ذلك، فإن الانسحاب العكسري الدولي من المناطق الخارجية لايزال جاريا، فالبريطانيون قد سلموا توا السلطة في محافظة البصرة والجنوب كله، للحكومة العراقية ويتوقع الضباط الامريكان ان الخطوة التالية هي تسليم المحافظات الغربية للسيطرة العراقية بما فيها محافظة الانبار ويتبع ذلك المحافظات شمال بغداد.
ووجهة النظر العسكرية الامريكية الجديدة تقلق المسؤولين في الحكومة العراقية والذي يخشون تضاؤل سلطتهم وقد عبرت الكتلة الشيعية الحاكمة، بالفعل عن قلقها بشأن الخطط الامريكية الرامية لتسليم المسؤوليات الامنية لقوات الشرطة حديثة التكوين خاصة في المناطق السنية مثل الانبار حيث ان معظم المسؤولين الجدد من السنة.
غير ان قائد العمليات اليومية في العراق، الجنرال ريموند أوديرنو وضباطه يعقتدون ان الكفاءة المتزايدة للامن في المحافظات وللقادة السياسيين سوف تضع ضغوطا على الحكومة المركزية في بغداد مما ينتج عنها، حكومة (مركزية افضل)، ويقول رئيس الاركان الجنرال جوزيف اندرسون: يوجد هنا مدارس مختلفة من التفكير، ومدرستنا هي ان الامن في المحافظات سوف يقود في النهاية الى تقوية مقدرات الحكومة المركزية.
وقبل اشهر كانت ادارة الرئيس بوش وكبار القادة العسكريين فقدوا الامل في مصالحة وطنية عراقية ذات معنى، وبدلا عن ذلك علق المسؤولون في واشنطن آمالهم على التقدم التدريجي على مستوى المحافظات ونتيجة لذلك حظيت خطة الجنرال اوديرنو بدعم واسع.
وقال ضابط كبير آخر بالجيش، مسؤول عن التخطيط العسكري بالعراق: ان المستوى التحتي الجذري سوف يفرض التغيير على المستويات العليا، واذا لم يجاروه فسوف تتجاوزهم الاحداث.
وحتى الآن فإن المسؤولين العسكريين سعوا لتصميم خفض القوات بطريقة تتجنب ايجاد فراغات امنية لكن بحلول الربيع القادم عندما يخفض عدد الوحدات الامريكية الى 17 وحدة بدلا عن 19 فإن تسليم المسؤوليات الامنية في المحافظات سوف يعتبر امرا لا بد منه حسب قول الجنرال اوديرنو.
كما ان تسليم المسؤوليات يجب ان يسرع ايضا عملية التحول من استراتيجية محاربة التمرد الصرفة، فقد ظل القادة العسكريون في واشطن يضغطون على الجنرال في بغداد من أجل التحرك في اتجاه ما يسمونه المراقبة التكتيكية الزائدة وبموجب تلك الاستراتيجية فإن القوات العراقية سوف تأخذ زمام المبادرة في معظم العمليات وسوف تستدعي القوات الامريكية فقط عندما تحدث مشاكل.
وقد لقي التحول السريع تجاه استراتيجية المراقبة الزائدة دفعة من حيث ان القوات الامريكية تحاول ان تستخلص الدروس والعبر من تجربة البريطانيين في البصرة، اكبر مدن الجنوب العراقي، والتي سوف تكون أول قطاع في البلاد خارج الحيز الكردي في الشمال، تسلم للحكومة العراقية وقوات امنها.
وعن الوضع في البصرة يقول مسؤول عسكري كبير في واشنطن لا يمكن للمرء ان يضع الانتاء الكامل للعنف كمقياس في العراق، فهذا ببساطة لا يمكن استدامته والمقياس من الافضل ان يكون هو مستوى من العنف يمكن احتواءه من قبل قوات الامن العراقية وهذا لحد كبير ما نراه في البصرة.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
المرأة العراقية فـي معترك الصمود

د. رفقة محمد دودين
الراي الاردن
لا شك أن المرأة هي الأكثر تضرراً في حالة الحرب والنزاعات المسلحة، وأن النساء وأطفالهنّ عرضة لانتهاك الحقوق وللاستغلال والحرمان، وفقدان الأمان في مثل هذه الأوضاع وأن المرأة العربية ابتداء من دخولها عتبات القرن العشرين وبسبب من ظروف استعمار العالم العربي، وخوضه معتركات تحرره وصولاً إلى بناء استقلاله الناجز، وهي تضطر للبدء في بناء منجزها من المربع الأول في كل مرة يقع فيها جزء من العالم العربي تحت أسنة الحراب غير واجدة الفرصة لالتقاط أنفاسها، ومحاورة مجتمعها لاستحقاق حقوقها، وبناء مكتسبات على مكتسباتها، إذ سرعان ما يعلو صوت المعارك، ولا صوت يعلو على صوتها، لتبدأ المرأة بخوض معترك الصمود، والحفاظ على لحمة العائلة، ولتثخن من جديد بجراح الفقد، وتشرد العائلة، والنضال من أجل تأمين لقمة الخبز، وحبة الدواء، فهي الراعية الحانية، وهي المضمدة للجراحات التي تمتد لتصير بمساحة وطن هو: من ذهب، ومن تعب، أندلس، وشام، وللمرأة العراقية الصامدة في حين يخوض وطنها العظيم مخاضات التحرر لينجو من محنته ويعود زاهياً قوياً شامخاً، هو عز لأمته، ولمشروعاتها في النهضة والتحرر، فهل يكون هذا العراق العظيم رغم أنه مثخن بالجراح مبعث أمل وطيد للأمة بالتحرر والازدهار؟ ذلك أنه يمتلك مقومات أن يكون مبعث هذا الأمل.

أقول قولي هذا بمناسبة إطلاعي على كتيب أصدره صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة العربية ''اليونيفم'' تحت عنوان حكايات من الواقع، وترصد في هذا الكتاب حكايات حقيقية عن معاناة وصمود المرأة العراقية اليومية التي تناضل تحت ظروف حرب قاسية، تنعدم فيها إحساسات الأمن والأمان، ويغيب فيها إيقاع الحياة الروتيني الذي صار أمنية غالية، ولكن الشعوب الصابرة المصابرة، المتواصية بالحق وبالصبر لن تغنى ولن تقهر، ولا بد لليل أن ينجلي مهما اشتدت حلكته وامتدت، وسيطلع العراق العظيم، عراق الحضارات، عراق الخلود، وأول قوانين مدنية في العالميين أقوى مما كان وأمضى، على أنه السيف الذي يأكل من غمده، ورغم أن جراحاته فاضت عن النصاب، فإن بابل لم يلحق بها العار، ولم يهرب منها الناس، ولا البهائم كما تدعي التوراة في بعض متونها وأن نساءها يأكلن من الأرض خشاشها، وحزمها وكل شيء يهون كي يعيش الوطن، على أنها أمام خيارات مؤلمة.

ثمة الكثير كثر من قصص البطولة والصمود التي يتحدث عنها هذا الكتيب، وهي قصص حقيقية لنساء اجترحن حالة وعي قسرية بسبب من الظروف القاهرة التي فرضت على حياتهن، وأسرهن، وأحبائهن، وجعلتهن يستنبتن الحياة من قلب الصخر وقد سبقتهنّ المرأة الفلسطينية إلى اجتراح مثل هذه الحالة من الصمود، ومن الصبر الاسطوري رغم كل أفانين الموت والدمار ومحاولات اقتلاع الإنسان والشجر، والحجر، وإذا كان للباطل جولة، فللحق جولات بإذن الله، ولعل في قصة صمود شدن التي استطاعت أن تخبز للحي بأكمله ما يؤشر إلى أصالة المرأة العراقية الصابرة وأنها تهزم الحصارات والإغلاقات المفروضة قسراً بنصف رغيف الخبز وتقسم أن سيظل على موائد العراقيات طعام، كما أن قصص صبرها ترعى الصغار وتسهر على تعليمهم وتجعل من بيتها مدرسة كي لا ينقطع طفل تهيأ لبري قلمه عن التعليم تحت الظروف القاسية، تدل على أنها امرأة حضارة ما بين الرافدين، وأول حروف مسمارية في التاريخ، هذا بالإضافة إلى صبرها المنقطع النظير وهي تعيل أسرة غادرها، وغاب عنها معيلها متطلعة إلى اليوم الذي يعود فيه الأمن ويسود فيه الأمان وتعمه القوانين التي تحمي الناس، وتحق حقوقهم، وستعود اللهجة العراقية التي مزجت العراقيين ووحدت وعيهم، وتطلعاتهم إلى سابق عهدها محببة حبابة، تبعث فينا الإحساس بالجمال، وبالنطق الذي سيعود موحداً لكل العراقيين، وسيسمو فوق كل طروحات الطائفية، والجهوية، والإقليمية، وسيخرج بإذن الله وهمة أبنائه المخلصين معافى من أتون سقوطه في الحرب، والدم، والدمار، سيعود المعذب البابلي أقوى مما كان وسينجو بإذن الله هذا العراق النبيل.



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
العراق وأفغانستان وبينهما الشرق الأوسط
عوامل النجاح والفشل في التحرك الاميركي والدولي
د نبيل حاوي
القبس الكويت
العديد من زعماء التحالف الغربي حرصوا على زيارة افغانستان مع انتهاء عام ،2007 وجميعهم اعترفوا، بصورة او بأخرى، بتدهور الاوضاع في بلد كان يفترض ان ينعم ابناؤه بثمار التحرر من كابوس حكم طالبان والقاعدة، لكن كلا من قادة فرنسا واستراليا وايطاليا اكدوا استمرار المعركة 'ضد الارهاب'.
اما زوار العراق، وبعضهم من كبار القادة ايضا، فقد اعترفوا بوجود مصاعب جمة في تنفيذ الوعود المعطاة للمواطنين، وفي تحقيق 'مواكبة سياسية للتحسن الامني'، لكنهم جميعا اكدوا عدم التراجع امام ارهابيي القاعدة، ولا امام 'التدخل الميليشياوي'، والخروج على القانون.. فضلا عن الفساد ونهب المال العام اللذين يزيدان في افقار اوساط كثيرة من الشعب، وقد يجعلان البعض لقمة سائغة للارهاب والتطرف.
والرئيس جورج بوش، الذي سيزور المنطقة في اول أشهر العام الجديد، سيعمل على تكريس بعض الايجابيات وتفادي دفع ثمن السلبيات، سواء بعد 'التطويق الاستيطاني' الاسرائيلي لنتائج مؤتمر انابوليس، او بعد الارباكات الناجمة عن تقرير 16 وكالة استخبارات اميركية حول تقلص خطر 'النووي العسكري' الايراني.. وكذلك بعد فشل الموفدين الفرنسي والاميركي في فتح الطريق امام انتخاب رئيس جديد للبنان.
واذا كانت كونداليسا رايس قد ابقت الباب مفتوحا امام كل من سوريا وايران اذا تعاملتا بايجابية ازاء ملفات لبنانية وفلسطينية وعراقية وغيرها، فان اخر تقرير اميركي صدر امس بالذات يؤكد تقلص الدعم الايراني لميليشيات عراقية.
وهذا كله سيبقي الباب مفتوحا امام مرحلة ضبابية قد تستغرق قسما من عام 2008 الذي سيشهد في اواخره انتخابات الرئاسة الاميركية.
غير أن بعض المراقبين يتوقعون ان تحسم ادارة بوش قرارها في ملفات محددة (النووي الايراني، او جوانب اساسية من الوضع العراقي، او انقاذ لبنان من فراغ رئاسي او مما هو اخطر( في الربيع المقبل، وقبل ان تتقلص قدرة الادارة الحالية على التحرك مع انطلاق 'معمعة' الانتخابات الرئاسية.
ومع اعتراف قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال بترايوس ليلة امس بان 'التقدم في العراق لا يزال هشا'، فان الاشهر المقبلة قد تشهد عودة الخيارات القصوى في التعاطي مع الملف الايراني.. فيما العلاقات العربية العربية مرشحة لمزيد من الحساسيات او التأزم.
هل هذا يعني ان الترقب سيكون سيد الموقف الى ان يتم استخلاص الدروس من عوامل الفشل، بالنسبة لهذه الدولة او تلك.. ام حلول معقولة، ولو اضطرارية، ستعرف طريقها الى التبلور؟!
الاجوبة نتركها الى مواعيد.. واستحقاقات.. لاحقة.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
في العراق..القبيلة لاعب سياسي!!

افتتاحية
الرياض السعودية
العراق، بأحواله الراهنة،، أصبح أكبر مدرسة في الفوضى الأمنية والسياسية، ولم يكن غريباً أن تنفجر الفقاعة الوطنية التي اختزنت في داخلها عصور الانقلابات والتحولات التي جعلت الساحات ميداناً لحروب حزبية ثم دكتاتورية مطلقة، غير أن الاحتلال الأمريكي الذي ولد من خلال أفكار (الفوضى الخلاقة) غيّر البوصلة باتجاهات غير متوقعة، ليكون الإضافة الأخطر لكل ما يجري في العراق..
الدعوة للفيدرالية والتقسيم هي معوّض عن الفشل الأمريكي، لكن جبهات الصراع خلقت الفوضى المدمرة عندما انقسم أصحاب المذاهب والقوميات، واستهداف الأقليات الصغيرة، إما بالانتماء لجبهة دينية أو التهجير والفناء، ثم جاءت القاعدة لتطرح خللاً في التوازن الوطني من خلال إشاعة الموت كطريق وحيد لتدمير الوحدة الوطنية بأطيافها ومذاهبها وقومياتها..
مجالس الصحوة خميرة صغيرة تحولت إلى شريحة كبيرة من تحالف قبلي تجاوز روابط حلقات الطوائف ليجمع الأفخاذ والأرومات العربية في جبهة واحدة، استطاعت أن تكون الوسيلة الأنجح في طرد متطرفي القاعدة، وهنا بدأت تتعالى المخاوف من أن يكون هذا التنظيم مليشيا كبيرة، تعادل قوى الشارع المشحون بالمليشيات الدينية، والغريب أن الأمريكان هم من ساعد وجنى الربح الأول لتثبيت أمن المناطق الأكثر تورطاً وانزلاقاً في الحروب بشكليها: المقاوم للاحتلال، والواقع خلف القاعدة، غير أن التمرد على أوضاع التقسيم، ورفض الفيدرالية، والتدخل الإيراني، جاءت طروحات مغرية للكثير من العراقيين الذين اكتووا بنيران الخلافات المذهبية والتحزبات الأخرى، التي أوجدت عامل التدخل من أطراف إقليمية ودول مجاورة في كل شؤون العراق..
الخوف من القبلية، خاصة عندما تكون تشكيلاً عسكرياً له ما يبرره، لو كانت عرقية وشوفينية، وأغرب ما في تاريخ القبيلة العربية أنها كانت المعلّم لأبناء الحاضرة، عندما كانت البعوث تذهب من المدن إلى الصحراء، لتلقّي الدروس في تجويد اللغة واكتساب مهارة الفروسية، وحفظ الشعر، لكن الجانب السلبي ظل قائماً في نشوء النزاعات والغزوات لأتفه الأسباب، والدارسون لأحوال العراق يعتقدون أن الذي حفظ وجهه العروبي، هو هجرات أبناء الجزيرة العربية إليه سواء في فترات ما قبل الإسلام، أو أثناء بروز الدولة الصفوية التي أرادت تغيير معالمه وثقافته..
قطعاً قد لا يوجد بيت في المدن العراقية ليس له صلة بالقبيلة، سواء كانت عربية أو كردية، لكن أن تفرز الأحداث تآلفاً قبلياً ينزع إلى طروحات مختلفة، أي كشف وجه العراق العربي، فهو خط أحمر عند البعض، وربما فصل غير مقبول إذا ما أخل بالتركيبة المذهبية سواء كانت سنية أو شيعية ركزت في توزيع الأكثرية والأقلية على هذا النمط من السلوك السياسي، وحاولت أن تحصل على امتيازاتها من (التخندق) وراء الطائفة..
هناك رهان على أن القبائل توحدها المشكلة والخطر، وتفرقها المغانم، لكن إذا كانت القيادات الراهنة لديها طموح بأن تكون مشروع الفكر الوسَطي بين المتناقضات فربما تنجح، لأن العراق بثرواته وموقعه وتاريخه، قادر على أن يسد احتياجات شعبه، ويصبح لديه الكثير من الفوائض المادية والزراعية، وقد أُهدرت موارده على الحروب والانقلابات، ثم الاحتلال، وإذا كان التآلف القبلي لديه طرح مشروعه الوطني على قاعدة التعايش وفتح الفرص لكل مواطن، ودون استعلاء قبلي أو روح جاهلية، فإن العراق مقبل على تغيير جوهري تقوده عناصر واعية بشروط المواطنة، والوحدة الوطنية


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
بوش: نصر في العراق وفشل مع إيران وتعادل مع كوريا

تشارلس كروثامر

واشنطن بوست
بعد أربعة شهور فقط من هجمات 11 سبتمبر 2001، وصف الرئيس جورج بوش كلا من إيران والعراق وكوريا الشمالية بـ«محور» الشر، وأعلن ان إضعاف هذه الأنظمة المارقة يعتبر من المهام العاجلة ذات الصلة بالأمن القومي الاميركي. ومن المؤكد ان الرأي العام سيحكم على مدى نجاح بوش في هذا الجانب.

بعد مرور ستة أعوام على حديث بوش ومع اقتراب انتهاء فترة إدارته في البيت الأبيض، سيكون بوش قد انتصر في العراق وفشل في التغلب على إيران وتعادل مع كوريا الشمالية.

فيما يتعلق بإيران، تراجع بوش عن مواجهتها عقب صدور تقرير الاستخبارات الذي جاء فيه، ان إيران أوقفت العمل في برنامجها النووي. وفي واقع الأمر إيران أوقفت فقط العمل في جانب واحد من برنامجها النووي هو التسليح.

الجانب الأكثر صعوبة في البرامج النووي، هو إنتاج الوقود النووي، وإيران في واقع الأمر مستمرة في تخصيب اليورانيوم، وتعمل في تحد واضح لقرارات مجلس الأمن. جدير بالذكر في هذا السياق ان الوقود النووي إذا توفر، فإن إنتاج القنبلة النووية لا يستغرق سوى بضعة شهور فقط. لذا من السخف الحديث عن وقف العمل في البرنامج النووي الإيراني في وقت لا تزال فيه عمليات تخصيب اليورانيوم مستمرة. وهذه حقيقة حتى إذا تجاهلنا تقارير المنشقين الأخيرة التي جاء فيها ان برنامج التسليح الذي زعم انه توقف عام 2003 استؤنف العام التالي، على العكس من النتيجة التي توصلت إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ينبغي على الإدارة الاميركية إدراك ان الرسالة المغلوطة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تتلخص في ان إيران أوقفت العمل في برنامجها النووي لم تتسبب فقط في استبعاد الخيار العسكري من على الطاولة، بل عرقلت أيضا فرض أية عقوبات إضافية على طهران. ويمكن القول ان بوش سيتصرف طبقا للتقارير الأخيرة حول النشاط النووي لإيران حتى نهاية رئاسته وسيترك أمر القنبلة النووية الإيرانية لخلفه.

اما كوريا الشمالية، فقد نجحت الولايات المتحدة في إقناع كيم جونغ ايل بوقف العمل في برنامج إنتاج البلوتونيوم. والخطوة التالية هي ان تكشف بيونغيانغ عن كل نشاطاتها النووية، وهذا يعني على وجه التحديد توضيح تفاصيل الإنتاج النووي السابق والبرنامج السري لتخصيب اليورانيوم حتى يصبح ممكنا المضي قدما في التطبيع مع كوريا الشمالية.

وقف العمل في مفاعل البلوتونيوم يعتبر إنجازا، ويمكن القول ان الولايات المتحدة نجحت في جمع معلومات مهمة من خلالها وجودها على الأرض للتفتيش. إلا ان كل ذلك لا يعني بأية حال، ان هناك أملا في تخلى كوريا الشمالية تماما عن مخزونها الحالي من الأسلحة النووية أو ضمان عثور الولايات المتحدة على برامج سرية، دعك عن وقف العمل فيها.

على العموم، نجحت الولايات المتحدة في الحصول على ما أمكنها الحصول عليه من بيونغيانغ.

فيما يتعلق بالعراق، القصة مختلفة تماما. بصرف النظر عن الصعوبات التي ظهرت، فإن نجاح الولايات المتحدة خلّص العالم من صدام حسين وابنيه المتوحشين.

إطاحة نظام صدام حسين أدت إلى وقف المشروع النووي الليبي كاملا، وأدت بلا شك إلى تعليق إيران لعمليات التسليح عام 2003. كما ان الولايات المتحدة نجحت أخيرا في التوصل إلى استراتيجية فاعلة لمكافحة التمرد.

نجح بوش بعد ثلاث سنوات في العثور على جنرال حول حربا خاسرة إلى انتصار. فبغداد وواشنطن تناقشان حاليا اتفاقا طويل المدى بشأن قواعد اميركية من المحتمل ان تمنح الولايات المتحدة وجودا عسكريا دائما في المنطقة، وعلاقة تعاون وثيق مع أهم دولة في قلب منطقة الشرق الأوسط، وهذا في حد ذاته إنجاز استراتيجي أساسي. رغم ذلك، ستستمر الضغوط على الإدارة الاميركية الحالية والمقبلة بغرض الخروج نهائيا من العراق. فهناك من يعتبرون ان هدفنا الوحيد في العراق هو خفض حجم القوات، بدلا عن تأمين حليف عربي مهم في منطقة ذات أهمية استراتيجية قصوى.

بالنسبة لكوريا الشمالية وإيران في ظل عدم وجود خيارات حقيقة في يد واشنطن، اتجهت الولايات المتحدة إلى خط النهاية، وقد فعلت ما اقترحه السناتور جورج ايتكين بشأن فيتنام: اعلنوا الانتصار واخرجوا عائدين. يمكن تفهم هذه القرارات في ظل الافتقار إلى وجود خيارات.

ولكن إذا طبق بوش أو خلفه في البيت الأبيض اقتراح السناتور ايتكين في العراق، فإن حكم التاريخ لن يرحم.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
محور الشر في موسم الخير

عاطف عبد الجواد
الوطن عمان


في الولايات المتحدة يتبادل الناس الهدايا في نهاية العام بمناسبة اعياد الميلاد وانصرام عام وحلول عام جديد. والأعداء يسامحون ويتصافحون ويتصرفون بما يتمشى مع روح العطاء والتسامح. والرئيس بوش ليس استثاء وإن كان هناك فارق كبير. وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اعلنت ان اميركا ليس لها اعداء مستديمون. وقالت ان ما لديها هو سياسة تقوم على استعداد لحل النزاعات مع الدول الأخرى بشرط ان تتعامل هذه الدول مع اميركا على هذا الأساس. والكلام هنا يستهدف ايران وكوريا الشمالية. وقالت الدكتورة رايس انها على استعداد لحوار مباشر مع نظيرها الإيراني في اي وقت واي مكان لبحث اي موضوع بشرط واحد وهو ان تعلق ايران انشطة تخصيب وتجهير اليورانيوم. وحثت كوريا الشمالية على اصدار بيان بكافة برامجها النووية في الوقت المحدد لذلك وهو انتهاء هذا العام. ثم تحدثت رايس عن سوريا فقالت إن الحكومة الأميركية ترغب ايضا في علاقات افضل مع دمشق بشرط ان توقف سوريا دعمها لحماس وحزب الله وتمنع تسلل الانتحاريين الأجانب عبر حدودها الى داخل العراق فضلا عن شرط آخر وهو ان تنفض دمشق يدها عن لبنان.
تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هي بمثابة شهادة وفاة لسياسة محور الشر. لقد بدأ الرئيس بوش رئاسته بسياسة محور الشر المتشددة التي اسفرت عن الإطاحة بصدام حسين وغزو العراق. وكان الدافع وراء الغزو هو القضاء على اسلحة الدمار الشامل في العراق. وبعد اكثر من اربع سنوات داخل العراق لم يعثر الرئيس بوش على هذه الأسلحة. فلماذا يلجأ الرئيس الأميركي اليوم الى الليونة في سياسة محور الشر؟ الدول الأصلية التي تألف منها محور الشر كانت هي العراق وايران وكوريا الشمالية. وكان الرئيس بوش قد اصر طول الوقت على ان البرنامج النووي الإيراني يستهدف بناء سلاح نووي وليس للأغراض السلمية كما تقول طهران. ولكن تقريرا سنويا هاما للمخابرات الأميركية عنوانه التقييم القومي الاستخباراتي السنوي قال إن ايران تخلت عام 2003 عن سعيها لإنتاج سلاح نووي. اهمية هذا التقرير هو ان خمس عشرة وكالة استخباراتية اميركية تشارك في وضعه. وهكذا وجد الرئيس بوش كلامه يتناقض مباشرة مع تقييم استخباراته. قبل غزو العراق لم يصدر عن الاستخبارات الأميركية مثل هذا التقييم القاطع بشأن اسلحة الدمار الشامل في العراق. ويبدو ان وكالات الاستخبارات الأميركية تلقنت الدرس من فشلها في العراق وقررت الاحتفاظ باستقلالية تقييمها عن الرئيس الأميركي خدمة لهذا الرئيس ولمصلحة الأمن القومي الأميركي. وزيرة الخارجية رايس تشير الى الاستثمارات الدولية والأميركية المتدفقة على ليبيا بعد تخليها عن برنامج اسلحة الدمار الشامل لديها. وتشير رايس الى الاجتماع الوشيك الذي سوف تعقده مع نظيرها الليبي قائلة إن الدول التي تعدل من سلوكها سوف تجد مكافأة اميركية كما في حالة ليبيا. لكن رغبة الرئيس بوش في تعديل جوهري في سياسة محور الشر في موسم التسامح والعطاء والخير ليس مدفوعا بروح الخير التي تعم بلاده في فترة اعياد الميلاد وحلول العام الجديد. بل هي مدفوعة بدلائل واضحة على قصور سياسة محور الشر. وأهم مظاهر هذا القصور هو تقييم الاستخبارات الأميركية الأخير للبرنامج النووي الإيراني وإن جاء متأخرا اربع سنوات.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
ما بعد التمويل

وليد الزبيدي

الوطن عمان
منذ مايقرب من عام ، يدور الصراع داخل المؤسسات الرسمية الاميركية ، في سبيل الوصول الى قناعة مشتركة، حول جدوى تمويل القوات الاميركية التي تحتل العراق وافغانستان، واخر مرحلة توصلت اليها هذه الاطراف، هو تخصيص سبعين مليار دولار لتمويل هذه القوات .
ومن الواضح ان قراءة هذا القرار، يجب ان تتم من ثلاث زوايا، في ضوء المتغيرات العميقة التي تتسم فيها هذه المرحلة، والتي ترتبط بمستقبل وجود هذه القوات في العراق وافغانستان، وهذه الزوايا الثلاث هي:
الاولى: ان الحديث والنقاش جرى وعلى نطاق واسع ، عن تمويل القوات الاميركية في العراق ، وتم تعبئة الرأي العام ، داخل الولايات المتحدة وخارجها، بما يؤكد ان المؤسسة الاميركية، لاتؤيد استمرار تواجد هذه القوات في العراق، بسبب الخسائر الجسيمة التي تتكبدها يوميا، والهدر الهائل بالاموال في مشروع( شركة) تاكد فشله واستحالة استمراره، خاصة بعد ان تاكد تهرئ جميع مرتكزاته، لهذا فان النقاش الذي كان سائدا انصب على الربط بين تمويل محدود للقوات الاميركية في العراق ، مع اقرار سحب هذه القوات من المستنقع العراقي، ولم يتم الخلط طيلة تلك الفترة بين الاوضاع في العراق و افغانستان، وبسبب الفشل الاميركي في العراق، فان القناعة قد ترسخت في الاذهان، بقرب التوصل الى اتخاذ القرار النهائي باسدال الستار على مشروع اميركا في العراق.
الثانية: ان البيت الابيض، يحاول الايحاء الى امكانية تأمين اوضاعهم ووجود قواتهم في افغانستان، وحشدوا لذلك الكثير من الابواق الاعلاميه، ومن خلال ذلك توحي الادعاءات الاميركية، التاكيد على استمرار مشروعها، وعدم الخنوع امام الاعداء، الذين يضعون خططا وبرامج واسعة لانهاك الولايات المتحدة وافشال مخططاتها في المنطقة العربية والاسلامية، وبهذا يكتشف المتابع لهذا الخطاب، ان الادارة الاميركية، تحاول الفصل بين اوضاع قواتها في العراق، واوضاعها في افغانستان، والهدف من جراء ذلك واضح ولا يحتاج الى المزيد من التفصيل والشرح والتدقيق.
الثالثة: ان الخلط المتعمد الذي نلاحظه في دمج التخصيصات المالية للقوات الاميركية في كل من افغانستان والعراق، يدلل على ان الادارة الاميركية، تحاول ان تجعل الابواب مفتوحة على جميع الاحتمالات، ويقف في مقدمتها احتمال الهزيمة الشنيعة في البلدين، واحتمال الهزيمة في واحد من البلدين، وما هو مؤكد اكثر انسحابهم من العراق، بسبب الفشل الذريع الذي وصلوا اليه، ومايعيشه جنودهم من اوضاع نفسية وماساوية، وازدياد خسائرهم في ميدان المعارك مع المقاومة في العراق.
في جميع الاحوال، فان هذا الخلط في التمويل للقوات في العراق وافغانستان، وعدم الوضوح ومحاولة رمي حالة من الضبابية على مستقبل هذه القوات في هذين البلدين، يؤكد وضوح الصورة، التي تعلن بكل صراحة حقيقة الهزيمة الاميركية في العراق وافغانستان وفشل مشروعهم.

wzbidy@yahoo.com



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
عراق تركيا حدود أكراد

كاظم الموسوي
كاتب
الوطن عمان


بين فترة وأخرى تشتعل هذه المنطقة ، الحدود العراقية التركية، وبينها الأكراد. والأسباب داخلية وخارجية، وتوصف في اكثر الأحيان بالأزمة بين كل هذه الأطراف، وخاصة الاهم فيما بينها الآن، الا وهو الطرف الاميركي، الذي تتواجد قواته في المنطقة ايضا، سواء بقواعد واتفاقات او باحتلال شرعن بلا قانون. وتكاد تكون الأزمة ، بهذا المعنى، شاملة الأطراف كلها، فكل طرف له مصالحه المتبادلة والمشتركة والمتوازية مع الآخر، من جهة وارتباطات وارتهانات محسوبة افتراضا أو مبنية على أوهام لم تتعظ من تجارب التاريخ ودروسه، من جهة اخرى. فضلا عن الصراع الفعلي حاليا وحساسية المواقف المعلنة أو التي تتزامن في توقيتاتها .
تركيا حليفة استراتيجية لأميركا وعضو حلف الأطلسي والقوة العسكرية الأكبر المحملة بمهمات اوسع من حدودها الجغرافية واللغوية والدينية. وأزماتها الداخلية متراكمة ومتداخلة، وتعمل بحنكة واقتدار ووظيفية منتظمة ومخطط لها أحيانا أو تخدم موقعها الاستراتيجي وخططها القومية والاستراتيجية المتشابكة مع غيرها في المنطقة. فمن يتمكن العبث بهذه المكانة ويتهرب من استحقاقاتها الكبرى؟. قد يقرصها بموضع معين ولكن يعمل على مداواتها بسرعة وتوفير ما يسهل لها تحمل القرصة، كما حصل بقانون إدانة إبادة الأرمن مثلا، مع تقدير أو تفهم ضغوطه وظروفه أيضا، وقد لا يتكرر مثله في المدى القريب. ولكن قد تستمر اللسعات العابرة للتنبيه أو لتصعيد الضغط لأفاق أبعد.
والعراق منذ الثمانينات وخطة القرن الأميركي ومشروع الامبراطورية هو مركز الثقل والانطلاقة والهدف الاستراتيجي الاكبر الذي تبذل الولايات المتحدة بكل اداراتها من اجله جهود الدم والمال على السواء، وهو ما حصل منذ احتلال القوات المتحالفة بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 ومازالت تسرح في أراضيه عشرات آلاف القوات العسكرية والمدنية المدججة بمختلف الأسلحة. وهنا في رأس كل الحسابات، أمنه واستقراره ونجاح مشروعه وقدرات الاستمرار فيه بدون منغصات مؤلمة على الأقل. وأي تحرك عسكري خارجي يدخل في الإطارات المرسومة أو على الأقل لا يؤثر كثيرا في الاستراتيجيات المعلنة والمخفية.
والأكراد قوة رئيسية في العراق وفي الاستراتيجية الأميركية المرسومة له ولهم، وعندهم دورهم في كل ما حصل وما جرى في المنطقة، وتاريخ هنري كيسنغر لم يعد مخفيا او اسرارا في الارشيفات الاميركية. وتحول القضية الكردية إلى ورقة في العمل السياسي أو عاملا من عوامل الحراك في السياسات والمخططات المعروفة في المنطقة له ثمنه، سواء مباشرة على الشعب الكردي أو غير مباشر على القضية الكردية والقيادات السياسية لها. وهذا ما يعكس وجها للازمة التي يصمت عنها حين يراد ذلك، مثلما حصل في اكثر من فترة راح فيها ضحايا كثر من أبناء الشعب الكردي في المنطقة نفسها والمنطق ذاته .
فهل مصادفة أن يجري التدخل أو التوغل العسكري التركي داخل الحدود العراقية في اليوم نفسه الذي تتسلل وزيرة الخارجية الأميركية إلى مدينة كركوك العراقية، ويتم قصف القرى العراقية وسكانها الكرد؟ وهل اصبح فجاة حزب العمال الكردستاني عدوا لكل الاطراف المتشابكة والقضاء عليه مصلحة مشتركة لها، وفق تصريح لرايس؟. قد يكون الأمر مصادفة للمفاجآت في كل ما يحصل اليوم في العراق خصوصا والإدارة الأميركية وقد يتحول الحزب إلى الضحية للتشابك والتعقيد لدى الأطراف المعنية، ولكنه يبقى بالنهاية حزب كردي ومعبر عن الأهداف التي تعمل في سبيلها الاطراف الكردية الاخرى في هذه الأزمة المفتوحة في المنطقة، مفككة العبارة ومركبة الكارثة. وهو في هذه الحالة يزيد من صعوبات وتعقيدات الوضع ويكشف في الوقت نفسه عن أزمته في العمل العسكري من خارج حدوده المعترف له بها وتعرضه لتداخلاتها وشروطها .
خلاصة ما يحدث على الحدود يعبر عن تفاقم الأزمات بين ومن وراء هذه الحدود، أو من هو فيها فعلا، ويفسر طبيعة التحالفات وأوهامها، ولغة التحذيرات والاستعدادات للتغامز فيها وبيع القضايا بين ثناياها، وبالاخير تاجيل او تخدير الانفجارات لازمان اخرى او لظروف معينة يحين وقتها.
تكشف صورة ما يحصل على الحدود بين العراق وتركيا تاريخيا وبينهما الأكراد عمق ازمة السياسة الأميركية وتخبطها بين المصالح والوعود، وبين الاستراتيجيات والتحالفات الانية، وبين ثبات المواقف ودبلوماسية الزيارات المفاجئة والعلاقات العامة. وتنعكس على رسم مستقبل المنطقة وشعوبها وثرواتها والآمال التي تعقدها عليها. وإذا صح خبر موافقة وتزويد الجيش التركي بمعلومات أميركية لتنفيذ الغارات والتوغلات التي نفذها داخل الحدود العراقية والتنسيق بين الطرفين، الاميركي والتركي فيها على هذا المستوى، وهو كذلك في طبيعة الامر، فيصبح وضع الحدود متناسبا مع المصالح المشتركة بينهما على حسابات أخرى. ويكون ما قام به المسئولون الأكراد، بعدم اللقاء بوزيرة الخارجية الأميركية في بغداد أو كركوك التي تسللت لها للمصالحة بين مجموعاتها الاثنية والدينية المختلفة فيها، كما نشر حينها، صرخة جريح في جبال قنديل، لا تسمع ولا تعني كثيرا عند الطرف الرئيسي في معادلات الصراع والقضايا المخطط لها في المنطقة، وقد تسجل في ردود الأفعال التي توضع على الرف مؤقتا. وهي في كل الأحوال تعيد تجربة الأكراد مع سياسة حليفهم ومصالحه في المنطقة وتذكير بليغ بدروس هنري كيسنغر.
للأسف يدفع الشعب الكردي وبالتالي شعوب المنطقة أيضا أثمانا باهضة جراء هذه السياسات ولم تتعظ القيادات السياسية من تجارب التاريخ البعيد والقريب، وتستفيد من دروسها الرئيسة في الاعتماد الواقعي على خيارات الشعوب واراداتها ومصالحها الحقيقية في السلم والامن، وبناء علاقات سليمة لمستقبل سعيد، لا كلمات وصف للحال مثل العنوان.

ليست هناك تعليقات: