Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الخميس، 13 ديسمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الخميس 13-12-2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
هل بإمكان أميركا أن تحافظ على ما تحقق في العراق؟

ستيفين بيدل

الوطن عمان
عدت في الشهر الماضي من ثاني زيارة لي للعراق خلال هذا العام. وعلى غرار كثير من المراقبين، أذهلتني التغيرات التي طرأت منذ الربيع الماضي. حيث تعود احياء بغداد التي كانت مناطق لا يمكن الحركة أو العبور فيها في مارس الماضي إلى الحياة. وأصبحت أجزاء من محافظة ديالي التي كانت خطرة بدرجة لا يمكن زيارتها آمنة الان. ودوريات الحراسة في الفلوجة التي غالبا ما كان يتم نصب كمائن لها قبل سنة يقابلها الاطفال الآن بالرغبة في الحصول على صور من مشاة البحرية الذين يحملون قطع كراميل في طرَف عود مع بنادقهم. لا يزال العراق منطقة حرب غير ان الدفة تتحول إلى الشكل الإيجابي.
ماذا يعني ذلك؟ هل هذه صورة نشأت عن الزيادة غير المستدامة في مستويات القوات الاميركية؟ هل هذه نافذة فرصة يمكن ان يبددها التردد وعدم الاستقرار في العراق في وقت قريب؟ ام هل هذا تغير اساسي يمكن ان يسمح لنا في البدء في اعادة قواتنا للوطن؟
يمكن ان يثبت انخفاض العنف انه مرحلة اساسية وجديدة في الحرب مع فرصة للاستقرار افضل مما شاهدناه في سنوات كثيرة. غير انه يمكن الا يوفر فرصة كبيرة لعمليات سحب كبيرة او سريعة للقوات الاميركية. فإذا لم نكن مستعدين للبقاء بأعداد كبيرة لفترة طويلة فإن مكاسب الاشهر الاخيرة يمكن بسهولة ان تتحول إلى العكس.
الصراع في العراق هو حرب اهلية طائفية. وبشكل تقليدي فان انهاء حرب اهلية يحتاج الى مطلبين رئيسيين: الاول انه يتعين التفاوض على هدنة. ويتعين ان تقوم قوات حفظ سلام خارجية بتنفيذ هذه الهدنة فيما بعد. فالسبب الكلي للحروب الاهلية يكمن في ان الاطراف المحلية لا تثق في بعضها البعض.
منذ الشتاء الماضي خلقت توليفة من الحظ الجيد واخطاء العدو والاستراتيجية الاميركية الجديدة مع زيادة القوات ومهمة امن السكان المباشر وضعا لم يكن متوقعا الى حد كبير. في كثير من انحاء العراق اختار المحاربون القدامى التخلي عن الحرب. وكثير من هؤلاء المقاتلين ارتبط بأطراف ووافقوا ليس فقط على وقف اطلاق النار على القوات الاميركية او الحكومية العراقية بل ايضا على توجيه اسلحتهم ضد الاعداء المشتركين مثل تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وبشكل متزايد العناصر المارقة من الميليشيات الشيعية مثل جيش المهدي الذي يتزعمه الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر. وقد حدت هذه الهدنات الطواعية بالكثير من الاهالي الى الانضمام الى منظمات"مواطنين مهتمين" برواتب تدفعها اميركا وزي رسمي واعتراف بهم بوصفهم موفري امن محليين في مقابل ان يتم تزويدهم بمعلومات بيولوجية احصائية لتسهيل فحص وتنفيذ بنود عقودهم. وهم الان أكثر من 60 الف عضو في هذه المنظمات اي بزيادة كبيرة عما كان عليه الحال في الشتاء الماضي حيث لم يكن احد يشترك في هذه المنظمات.
لا يزال هناك عراقيل مهمة في توسيع هذا النظام من الهدنات إلى الرافضين، لا سيما في المحافظات الشمالية والجنوبية. غير انه من المقبول بشكل متزايد انه قد يكون علينا تحقيق شيء ما مثل هدنة على مستوى البلد ككل من خلال تسويات محلية متفاوض عليها.
مع ذلك فإن هدنات الحروب الاهلية نادرا ما يتم تنفيذها بشكل تلقائي. حيث ان كثيرا من المخاطر يمكن ان تحدث حال انهيار اتفاقات منظمات مواطنين مهتمين: حيث ان الكثير منهم هم نفس المقاتلين الذين كانوا يقاتلون القوات الاميركية والعراقية بل انهم يحتفظون بأسلحتهم وبقادتهم في بعض الاحيان ويأمل البعض منهم ان يستولوا على السلطة فيما بعد اذا استطاعوا. وحقيقي فإننا لم ندمر العدو او نخرجه من العراق.
ومن ثم فإن دور قوات حفظ سلام أجنبية يعد أمرا حاسما في نجاح ذلك، وذلك من خلال معاقبة المنتهكين للهدنة وبناء الثقة بأن الاخرين يمكن ان يدخلوا في هدنة أو يستسلموا بشكل امن. واعداد القوات التي تسعى بشكل طبيعي الى الحصول على قوات حفظ سلام لا تقل بكثير عن اعداد القوات التي تتصدى للمقاومة على الاقل في السنوات الاولى، ويمكن ان يكون تواجد اجنبي ذات مغزى مطلوب لمدة جيل. ويأمل كثيرون ان الهدنات في العراق يمكن تنفيذها عن طريق محفزات ايجابية مثل مرتبات حكومية لمنظمات مواطنين مهتمين. غير ان سجل مثل هذه الاتفاقات يظهر في موضع اخر بأنه قد يكون مطلوب الكثير بالنسبة للسنوات المقبلة.
حتى الان فإن المرشح المقبول الوحيد لدور حفظ السلام هذا هو الولايات المتحدة. حيث لا يمكن توقع دخول احد غيرها ريثما تنتهي الحرب بشكل واضح. ومع ذلك فإن الضغط من اجل سحب كبير للقوات الاميركية يتزايد. ويمكن للمعارضين للحرب ان يقللوا خسائرنا، ويأمل كثير من مؤيدي الحرب بأن يتم ترجمة انخفاض مستوى العنف في شكل تقليص امن للقوات الاميركية. حقيقة ان بعض التخفيضات لا يمكن تجنبها: حيث اننا لا نستطيع الاحتفاظ بوتيرة الانتشار الموجودة حاليا دون انهاك للجيش. واذا ما كان علينا ان نحافظ على مكاسب العام الماضي، فإنه يتعين علينا الاحتفاظ بقوات كافية بغية تنفيذ نظام هدنات محلية بوصف هذه القوات قوات حفظ سلام.
الالتزام الاميركي بحراسة هدنة عراقية غير مضمون النجاح. اذ ان الهدنة يمكن ان تنهار حتى لو ابقينا قوات حفظ سلام كبيرة ويمكن ان يتم رفض قوات حفظ السلام في النهاية بوصفها قوات احتلال اجنبية. ويمكن للمرء ان يدافع عن اختيار سحب القوات مع التسليم بمثل هذا الغموض.
مع ذلك فإن التشبث باستقرار العراق ومنع وقوع العواقب المحتملة للفشل امر يجب الدفاع عنه الان بشكل اكبر مما كان عليه الحال فيما قبل - غير ان ذلك يكون فقط حالا اذا كنا عازمين على عمل كل ما يمكن عمله بغية عدم عودة العراق الى اراقة الدماء والفوضى. ويمكن ان يحقق الانسحاب المتسرع والكبير بشكل مبالغ فيه نبوءة الانهزام الذاتي. في الوقت الذي يمكن ان يعد فيه الانخفاض في مستوى العنف في العام الماضي بادرة مرحلة جديدة يتحول فيها الوجود الاميركي من قوات محاربة الى قوات حفظ سلام. غير اننا اذا اخذنا ذلك بشكل كبير على انه فرصة للعودة للوطن فإننا يمكن ان نخسر بسهولة ما حققناه.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
كراهية أمريكا... مشترك العراق الوحيد
باتريك كوكبيرن
اندبندنت
بعد أن وصلت القوات البريطانية لنهاية دورها في العراق نتساءل: اي نوع من البلاد ترك البريطاني خلفه؟
وهل استطاعت امريكا قلب موجة المد في بغداد؟ وهل انخفاض العنف معناه أن العراق يستقر بعد اربع سنوات من الحرب؟ وهل ما نراه الآن مجرد توقف مؤقت للقتال؟ حتى الآن لايزال المعلقون الامريكان يرتكبون نفس الخطأ الذي وقعوا فيه منذ غزو العراق منذ خمس سنوات مضت، إنهم ينظرون للعراق بمقاربات وبمنطلقات بسيطة مضت، ويبالغون في المدى الذي تسهم به امريكا في صنع مناخ سياسي صحي ويبالغون في وصف سيطرة امريكا على الأمور هناك، من المؤكد أن امريكا هي اقوى قوة مفردة في العراق، لكن من المؤكد اكثر انها ليست القوة الوحيدة هناك، والتغيرات في السياسات في العراق والتي تغيرت كثيرا العام الماضي تعود في جزء صغير منها الى خطة زيادة اعداد القوات الثلاثين الف جندي الاضافية اما الفضل الاكبر فيها فيعود الى المعركة من أجل السيادة والمشتعلة بين السنة والشيعة.
لقد تحول السنة ضد القاعدة لأن الاخيرة حاولت السيطرة على كل مصادر القوة والسلطة، لكن السبب الاصلي لهذا التحول هو أن تنظيم القاعدة أودى بالمجتمع السني إلى شفا الهاوية فالبنسبة للسنة كانت حربهم على الامريكان تمضي في صالحهم منذ بدء الحرب في عام 2003 لكن الحرب الاخرى هي التي كانت السنة تخسرها وهي حربها ضد الشيعة والتي كانت القاعدة تقودها، ورأت السنة انها لا تستيطع خوض حربين في نفس الوقت؟ واحدة ضد الامريكان والاخرى ضد الحكومة وهذا هو سبب تغيرالمتمردين من السنة وخروجهم على القاعدة اما خسران القاعدة لارضيتها في العراق فيعود الى الانقسام الداخلي الذي شب فيها، لقد كان السنة وتعدادهم خمسة ملايين فقط من تعداد العراق البالغ سبعا وعشرين مليون نسمة، قلب مقاومة الاحتلال الامريكي، وفي نفس الوقت كان السنة يخوضون حربا أخرى طائفية ضد الستة عشر مليون شيعي والخمسة ملايين كردي.
في البداية كانت المركبات المملوءة بالمتفجرات تنفجر في وسط الاسواق المكتظة بالتجمعات الشيعية وفي أماكن العبادة الخاصة بالشيعة ورغم ان الهجمات كان ينفذها انتحاريون تابعون للقاعدة، إلا ان قادة السنة السياسيين لم يدينوا ابدا هذه الهجمات، وأدت هذه التفجيرات لشن الشيعة هجمات واسعة على السنة في العاصمة بغداد، وبنهاية 2006 سيطر الشيعة على خمس وسبعين بالمائة من المدينة وهرب معظم السنة الى خارج المدينة أو تجمعوا في جيوب صغيرة اغلبها في غرب بغداد، وفي ذروة هذه الهزيمة لم يهتم السنة بحربهم الاولى وهي مقاومة الاحتلال الامريكي، فهم انفسهم يواجهون خطر اكتساح الشيعة لهم، ومع هذه الهزيمة من ناحية واختفاء شعبية تنظيم القاعدة تشكلت ميليشيات سنية جديدة قوامها سبع وسبعون الف فرد لمقاومة القاعدة، وقامت امريكا بتسليح هذه الميليشيات، لكن نشوء هذه القوة الجديدة في حرب العراق هو مرحلة جديدة من الحرب أكثر من كونه نهاية لصراع.
صحيح ان الجيوب السنية في بغداد هي الاكثر أمنا في العراق، لكن هذا الامان لا يتوافر في المناطق حيث يواجه الشيعة والسنة بعضهم البعض، وهناك بعض المناطق المختلطة حتى الآن.
وقد كان لتشكيل ميليشيات سنية مدعومة أمريكيا اثران متناقضان، في من ناحية قوت الحكومة العراقية الاخرى اضعفتها فهي قوتها لأن جبهة المتمردين السنة ضعفت واصبحت اقل فعالية في حربها مع الحكومة ومع امريكا.
واضعفتها لأنها (الحكومة) لا تسيطر على هذه القوة الجديدة وكانت هذه العصابات السنية احد اسباب العنف في عام 2006 فالسبب الآخر هو جيش المهدي والذي يقوده مقتدى الصدر الزعيم القومي الشيعي، ولقد خفض جيش المهدي من أعماله في العام الحالي لأن زعيمه يرغب في التخلص من العناصر التي لا يسيطر عليها ويرغب في تجنب مواجهات عسكرية مع منافسيه داخل المذهب الشيعي.
لكن جيش المهدي سيعود للقال لو تعرض لهجوم من أي طرف.
وفي النهاية وبعد قراءة كل جوانب الصورة سنجد ان شيئا في العراق لم يحل، وسيعرف الامريكيون مثل من سبقهم من البريطانيين في البصرة ان لديهم عددا قليلا جدا من الحلفاء الدائمين في العراق، لقد اصبح العراق ارضا للوردات الحرب حيث يمكن لوقف اطلاق نيران هش ان يستمر لبضعة اشهر او ينهار بعد بضع ساعات.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
الوضع في العراق والسياسات الحزبية الأمريكية
فيكتور ديفيز هانسن
واشنطن تايمز



زعم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي هاري ريد منذ أكثر من سبعة أشهر ان الولايات المتحدة خسرت الحرب في العراق. لكن هذا ليس هو الحال أبدا، فقد بدأ المسلحون السنة للتو الانضمام إلى القوات الأمريكية والعراقية والوقوف في مواجهة القاعدة.
إذن، نجد ان معظم كبار الديمقراطيين، على الرغم من صخبهم الكبير في معارضة الحرب، بدأوا يتراجعون الآن وبهدوء شديد عن كلامهم السابق حول إعادة القوات الأمريكية من العراق في إطار جدول زمني محدد.
ربما يكون هؤلاء الديمقراطيون قد فهموا أن الانسحاب من العراق الآن قد يكون من القرارات الحمقاء لأن الأخبار السيئة - بل كل الأخبار في واقع الأمر - القادمة من جبهة القتال باتت لا تتصدر عناوين الصفحات الرئيسية في الصحف. إن الديمقراطيين يعرفون أن الجمهوريين سوف يستخدمون مقتطفات الصحف حول الهزيمة خلال الصيف المقبل عندما تتصاعد حدة الحملة الانتخابية، وربما يكون المزيد من التقدم قد أحرز في العراق.
كما يشك الديمقراطيون الأذكياء في أنه قد ثبت أن حملتهم الشرسة المعادية للحرب كانت مفيدة بصورة أو بأخرى لإدارة الرئيس بوش. كما أن هجومهم العنيف على حكومة المالكي المنتخبة في العراق يجعلهم في الغالب يظهرون كما لو أنهم الشخصيات الليبرالية السيئة التي تسعى إلى تهويل الأخطاء، لكن الحكومة الدستورية في العراق بدأت الآن على ما يبدو في التحسن.
نعم التيار الكهربائي ما زال لا يتوفر للعراقيين لمدة 24 ساعة يوميا، لكن سبب المشكلة الآن يكمن في أن استهلاك العراقيين للكهرباء قد ارتفع إلى مستويات ما قبل الحرب. كما أن إنتاج النفط في ارتفاع مستمر على الرغم من أنه لم يصل بعد إلى مستويات ما قبل الغزو حيث وصل الآن إلى حوالي 2,5 مليون برميل يوميا حسبما جاء على لسان وزير النفط العراقي. علاوة على ذلك، تستفيد العراق حاليا من ارتفاع أسعار النفط التي وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق واقتربت من 100 دولار للبرميل.
والأهم من هذا وذاك كما يقول الجيش الأمريكي إن عدد الضحايا المدنيين من جراء أعمال العنف في بغداد قد انخفض بنسبة 75٪ عن معدلات شهر يونيو الماضي. وقد أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مؤخرا أن الهجمات الارهابية في العراق قد تراجعت بنسبة 80٪ عن العام الماضي.
بمعنى آخر، يبدو أن الغضب وسوء النية الحزبية بشأن العراق بدا في الانخفاض في الولايات المتحدة لعدد من الأسباب غير المرئية. ويبدو أن المناقشات بشأن العراق بدأت تتغير من التوجه القائل بأننا «لن نستطيع الانتصار» إلى ما إذا كان الانتصار يستحق التكلفة الكبيرة التي نتكبدها من أجله أم لا.
يحاول كل طرف تضخيم أو تقليل حجم الضحايا والأموال التي أنفقت على حرب العراق- وما إذا كانت التكاليف قد أدت إلى تحسين الأمن الأمريكي في الداخل وفي الخارج.
ومع تراجع حالة الخوف من الهزيمة في العراق من الصورة السياسية، ينبغي علينا أن ننظر إلى التوافق المتزايد في الآراء في أماكن أخرى. فتعبير «المحافظين الجدد» الذي غالبا ما كان يستخدم لوصف المحافظين الذين يؤيدون تعزيز الديمقراطية في الشرق الأوسط اليوم قد أصبح تعبيرا سيئا.
لكن إذا أخرجنا الغضب من الرئيس بوش من المعادلة، إلى جانب حرب العراق والخوف من قيام الولايات المتحدة بخوض حروب جديدة، لماذا لا ندعم الإصلاح الديمقراطي في الشرق الأوسط؟ إننا نعرف أن البديل الوحيد لذلك هو سقوط المنطقة برمتها في أيدي الإرهابيين.
لهذا السبب قال مرشح الرئاسة الديمقراطي باراك أوباما إن أمريكا بحاجة إلى دعم الديمقراطية والضغط على الرئيس الباكستاني برويز مشرف لاستعادة الديمقراطية والانتخابات في باكستان.
قد يختلف بعض الجمهوريين مع هذا الكلام المثالي. وعلى الرغم من أن أوباما قد لا يعرب عن نفس التأييد للديمقراطية العراقية الهشة، فهو كان يبدو شبيها بواحد من المحافظين الجدد المتساهلين، فهو أكثر قلقا بشأن الافتقار إلى الحرية في باكستان من حقيقة أننا قد نقضي على رجل قوي يمتلك الأسحلة النووية علاوة على أن الباكستانيين أنفسهم من الشعوب المعروف عنها أنها سريعة الغضب.
كما يعرب الحزبان عن قلقهما بشأن إيران إذا امتلكت القنبلة النووية. وليس لدى أي من الحزبين أي أفكار معقولة حول كيفية إيقافها. يبدو أن الجمهوريين يريدون التعامل مع إيران بصرامة بدون توجيه أي ضربات عسكرية إلى طهران. ويفضل الديمقراطيون مجرد التفاوض مع قادة إيران. على أية حال يتفق الطرفان على أن الولايات المتحدة تفتقر إلى أوراق الضغط التي تمكنها من كبح القيادة في إيران باستثناء تشجيع المنشقين وفرض العقوبات ومحاصرة إيران.
بعد عام من الآن لن يستطيع جورج بوش ولا عراق هادئ إثارة الديمقراطيين. وسوف يتعين عليهم أن يتحدثوا عن ما يريدون وليس عن ما يرفضون.
إذا احتفظ الديمقراطيون بالكونجرس وفازوا بالانتخابات الرئاسية، ربما لا يفعلون أشياء مختلفة في أفغانستان. كما أن دور الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لن يتغير كثيرا، وإذا افترضنا أن الرئيس الأمريكي المقبل سوف يكون جمهوريا، فمن المؤكد أنه لن يقدم على غزو أي دولة جديدة.
ومع اقتراب الديمقراطيين من اتخاذ موقف المحافظين الجدد المثير للجدل والذي يؤيد دعم الإصلاح الديمقراطي في الشرق الأوسط، فإنهم سوف يزعمون أن ديمقراطيتهم المثالية القوية هي السبيل المناسب لتصحيح الأخطاء الأحادية الكبيرة التي ارتكبتها إدارة الرئيس بوش.
الديمقراطيون من جانبهم سوف يواجهون ذلك بالقول بان صدام رحل، وأن حركة طالبان لم تعد في السلطة في أفغانستان، وأن حكومة دستورية تولت السلطة في كل من العراق وأفغانستان، وأن الدولتين بدأتا تعرفان الاستقرار لكن ببطء، وأن معظم الأعمال اللازمة الصعبة قد تمت بالفعل هنا وهناك. لذلك، فإن استخدام القوة للإطاحة بالنظم الشمولية المؤيدة للإرهاب، لم تعد، على الأقل في الوقت الحالي، خيارا مناسبا.
على أية حال، يبدو أن الاثنين متشابهان إلى حد كبير- أي أنهما يمثلان نوعا من المحافظين الجدد المتساهلين.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
أسرار لأول مرة //// انتهاكات دستورية خطيرة للمالكي ومستشاريه// تستوجب مسائلة أهليته لقيادة الحكومة واحالته الى محاكم جرائم الحرب الدولية
القاضي ابو علي الفراتي
القوة الثالثة

لشعوري العالي بالمسؤولية الملقاة على عاتقي كوني قاضي من الصنف الاول قبل عام 2003 وكوني عراقي من عشائر وسط العراق وتحديداً من القرات الاوسط ولكوني مهني قد تدرجت بوظيفتي القضائية بمرور عامل الزمن ولكوني مؤمن بان العراق للعراقيين ولتبرائة ذمتي امام الله عز وجل سوف اقوم بكشف اسرار وفضائح تكشف لاول مرة من قاضي يعمل داخل الحكمة الجنائية العراقية المختصة .

نص الدستور على الفصل بين السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية ويعتبر هذا الفصل أحد أهم اعمدة الانظمة الديمقراطية ومن أبرز خصائصها ويقسم من يتولى السلطة التنفيذية عند تنصيبه القسم المعروف والذي ينص على الالتزام بتطبيق الدستور والحرص على تنفيذه والسهر على حمايته من الانتهاكات التي قد يحاول البعض مخالفته بقصد أو بدون قصد ...... كما ان من واجباته الاساسية مراقبة حصول أي انتهاكات ومحاولة تصحيحها كلما أمكن ذلك وبعكسه يتم احالة الامر الى المحكمة الاتحادية العليا دون أن يجامل أي قوة تنتهك الدستور حفاضاً على المصلحة الوطنية العليا .

رئيس وزرائنا نوري المالكي أقسم اليمين على حماية الدستور .... والسؤال الذي يبرز هنا هل التزم رئيس الوزراء بما أقسم عليه بعد بضعة أشهر من توليه السلطة .. الوقائع والمؤشرات وحقائق أرض الواقع تشير الى أنه يجامل جهات عديدة تخالف الدستور وتنتهكه ولم يتقدم رئيس الوزراء بأي شكوى ضد منتهكي الدستور من القوى السياسية والاحزاب وذلك لحسابات ومعادلات تتعلق بالرغبة في الحفاظ على المنصب دون المبادئ أو مراعاة حقوق الامة فهل أوفى رئيس الوزراء بالقسم الذي تم على أساسه تنصيبه رئيساً للوزراء .....
يعلم الجميع الظروف السياسية التي جاءت بالمالكي الى السلطة والتي كانت نتيجة الفوضى السياسية التي خلقها الاصرار الذي بلغ حد الجنون بالعظمة لمن سبقه المؤمن الورع الأمين القوي د.ابراهيم الجعفري والذي استعان بمفردات صدام حسين للتمسك بالسلطة فقد طالب ثمناً لسحب ترشيحه لرئاسة الوزراء ان يرفضه الشعب لا من انتخبهم الشعب ..... فما بالك ياابن العراق برئيس للوزراء كما كان يخطط له رئيس وزرائنا أيام المعارضة في سوريا كما اعلمني أحد رفاقه في المهجر السوري والذي كان في الامس القريب مصدر الى المخابرات السورية يكتب التقارير بليرات سورية رخيصة ويرتبط بضابط مخابرات سوري يدعى ( سمير ).
ما أود أن اشير اليه اليوم في هذه السطور البسيطة دون ان نتجني ولو بحرف واحد على دولة المالكي مسألة خطيرة جدآ تستحق من أي مواطن أو الاحزاب السياسية وخاصة أعضاء مجلس النواب والذين من واجبهم مراقبة السلطة التنفيذية ومدى احترامها للدستور .

يا أبناء الوطن العزيز المالكي ينتهك الدستور مع سبق الاصرار وسنقوم في سلسلة من المقالات ببيان فضائح المالكي وانتهاكاته الدستورية المستمرة دون ان ينتبه أحد ، المالكي وبمعيته مدير مكتبه المدعو طارق والناطق باسمه د . \علي الدباغ والبعض من مستشاريه ووزارئه ينتهكون الدستور ويعرضون مصالح الامة الى الخطر في واحدة من أبشع الانتهاكات ألا وهي تدخله السافر في القضاء وفي واحدة من أخطر حلقات السلطة القضائية واكثرها حساسية ألا وهي تدخله المباشر في شؤون المحكمة الجنائية العليا التي تنظر في محاكمة رموز النظام الدكتاتوري السابق وسننشر في سلسلة من المقالات بالوقائع وبالتفصيل انتهاكات المالكي وعلى أعضاء مجلس النواب ووسائل الاعلام وكل القوى الوطنية محاسبة المالكي والنظر في اهليته لرئاسة الوزارة وتقديمه الى القضاء لما ارتكبه من انتهاكات دستورية قد اجرم بحق مئات الآلاف من الشعب العراقي .

على المالكي التوقف فوراً عن الارهاب الذي يمارسه ضد قضاة وموظفي المحكمة الجنائية العليا وسنفضح تدخله السافر بشؤونها في مقالات مهمة تتضمن معلومات خطيرة في الايام القليلة القادمة تستوجب الاطاحة بالمالكي جراء مخالفته الدستور وحنث اليمين ومسائلته امام مجلس النواب ان كان قد مارس صلاحياته بأمانة وحياد .
المالكي ياأبناء العراق يلعب بالنار من خلال تدخله السافر بالقضاء بشكل مباشر والعمل بشكل كبير على خرقه للدستور والتي تشمل انتهاكات حقوق الانسان .

نسأل الله أن يوفقنا في خدمة الوطن العزيز
1. مسألة القضاة والمدعين العاملين الغير معينين من السلطة المختصة :
· القضاة : علي حسن الكاهجي ، منير صبري حاتم الحداد ، عبد الكاظم الشيخ ، جبار دشر الساعدي .
· المدعين العامين – منقذ تكليف الفرعون وهو أبن عمة عبد الحسن راهي الفرعون عضو قيادة قطرية سابق ، نبال عبد الله الشبل .
· تم التعيين من قبل مدير عام المحكمة سالم الجلبي عام 2004 في حين أن القانون ينص على أن ( يعين جميع القضاة والمدعين العامين في هذه المحكمة من قبل مجلس الحكم أو الحكومة الوراثة بموجب القانون رقم 1 لسنة 2003 بتاريخ 18 / 10 / 2003 الملغي حيث تم تعديله بالقانون رقم 10 لسنة 2005 والذي أوجب أن يكون التعيين بترشيح من مجلس القضاء وموافقة مجلس الوزراء ومجلس الرئاسة واصدار مرسوم جمهوري بالتعيين .
2. مسالة تعيين القاضي منير حداد الغير معين أساساً من الجهة المختصة وكيفية ترشيحه الى قاض جنايات حيث تم عرضه على مجلس الوزراء في جلسة واتخذ قرار بتأييد قبوله في الجنايات ورفع اسمه الى الرئاسة لغرض اصدار المرسوم وفي الاسبوع اللاحق لجلسة مجلس الوزراء تم مناقشة وترشيحه كونه قاض جنايات الى محكمة التمييز في المحكمة ولم يصدر بعد امر تعيينه في الجنايات وكذلك تقديمه معلومات كاذبة عن نفسه ومجلس الوزراء يعلم بأنها معلومات كاذبة وتود معلومات بانه وكيل أمن سابق . علماً بأن القاضي منير حدادر خريج عام 1993 ولم يمارس اختصاصه مطلقاً الا بعد زوال النظام وتعيينه الغير شرعي في المحكمة كما انه كان مقيماً في سلطنة عمان وكان هارباً كونه شريكاً لأحد السماسرة لتهريب النساء العراقيات الى خارج العراق بالمشاركة مع السمسار المعروف في حينه جمال الكردي كما أنه لايتمتع بسمعة حسنة حيث قام أثناء عمله في المحكمة بتهريب شريط CD الى محطة العربية وقد أدى ذلك الى انهاء خدمات أحد اعضاء مكتب الارتباط الامريكي الذي وثق فيه وسلمه ال . CD
3. مسألة عدم حيادية البعض وفقاً للقانون حيث تنص القاعدة 7 من قواعد الاجراءات المعمول بها حالياً بوجوب تنحي القاضي أو المدعي العام عن القضية في حالة توفر مصلحة له في الدعوى وحيث أن القاضي منير حداد بأعلانه الصريح بأن لديه اربع من اشقائة وشقيقاته معدومين من قبل النظام السابق حيث أصبح في هذه الحالة وهو خصم جميع أركان النظام لاسابق وعلى راسهم رئيس النظام . كذلك المدعي العام والذي تم تحويله الى قاضي جنايات خلافاً للقانون محمود صالح الحسن حيث من الثابت ان والده معدوم من قبل النظام السابق وبعد سقط النظام سميت مدرسة بأسمة ( مدرسة الشهيد صالح عاتي ) في البصرة وهو الآخر لاتتوفر فيه الحيادية وكذلك توفير معلومات تفيد بأنه بعد اعدام المرحوم والده عمل وكيلاً للآمن في البصرة . اضافة الى كونه هو غير متزوج لحد الآن خلافاً للشروط القانونية الواجب توفرها بمن يتولى منصب قاضي او مدعي عام .

4. بعض القضاة والمدعين العامين لديهم احساس رأي واضح ضد المتهمين مما يفقد حياديتهم وهم كل من القضاة : نزار الموسوي ومحمد العريبي ومنير حداد والمدعين العامين كل من محمود صالح الحسن ومحمد عبد الصاحب ومنقذ الفرعون وهؤلاء جميعاً هم الذين يرفعون لواء الاجتثاث في المحكمة ضد القضاة والمدعين العامين والموظفين ................ جميعاً بدون استثناء باعدائهم ولايخفي على الجميع بأن النظام السابق جميعاً هم من البعثيين وهؤلاء جميعاً هم في ( اللجنة المحلية لاجتثاث البعث ) كما أن القاض نزار الموسوي هو وكيل مخابرات وكان دائما وأبداً يشارك في الفعاليات الجماهيرية للنظام السابق من خلال نقابة المحامين حيث كان يشارك دوماً ضمن فعالياتها واخرها قبل سقوط النظام شارك في سفرة الى مصر وكان من ضمن المشاركين النائبة في الجمعية الوطنية السابقة ومستشارة المالكي مريم الرويس وكان الاثنين يرفعان فيها صوراً لصدام حسين ويهتفان له بحياته ويعبرون عن ولاءهم المطلق له . وعند مجابهة أحد القضاة بهذه الحقائق القاضي الفذ نزار الموسوي تذرع بالتقية .
5. من المعلوم بأن التعيين في المحكمة لجميع القضاة والمدعيين العامين كان مبنياً على الكفاءة والمقدرة لكل منصب من المناصب القضائية ( قضاة التحقيق ، قضاة الجنايات ، قضاة التميير ، والادعاء العام ) وعند ما صدرت أوامر التعيينات من مجلس الوزراء وحالياً من مجلس الرئاسة مبينة منصب كل منهم ومثبت ذلك رسمياً ولايجوز تغيير موقع أحدهم من موقعه الى اي موقع اخر الا بامر من نفس سلطة التعيين . لكن كثير من التغييرات حصلت في المحكمة خلافاً للقانون حيث تم تنسيب قضاة تحقيق الى المحاكم الجنايات من قبل رئاسة المحكمة وهي سلطة غير مختصة بتغيير العنوان أو المنصب القضائي وكان الاختيار مبنياً على أساس التعهد بالحكم بالاعدام على المتهمين دون النظر الى أي دليل بالاتفاق مع الحكومة ومن هؤلاء القضاة نزار الموسوي ، ناظم العبودي ، مشكور عبد الله وناظم العبودي ، علي الكاهجي ، محمد العريبي ومنير حداد . حيث تم تغيير عناوين القضاة التالية أسمائهم ( مشكور عبد الله وناظم العبودي ومنير حداد الهيئة التمييزية في المحكمة بالاتفاق مع القاضي عارف عبد الرزاق رئيس المحكمة الحالي لغرض ضمان السيطرة على قرار التمييز في المحكمة كذلك تغيير منصب القضاة كل من محمد العريبي وعلي حسن الكاهجي ونزار الموسوي من قضاة تحقيق الى قضاة جنايات لضمان الحكم على المتهمين بغض النظر عن الادلة وبالاتفاق مع المالكي .
6. توجد امور في المحكمة غير أخلاقية تمارس من قبل بعض القضاة والمدعين العامين ورئيس المحكمة عارف عبد الرزاق ومنير حداد ومحمد العريبي ونزار الموسوي والمدعي العام نبال الشبل والمدعي العام محمود صالح الحسن والموظف السمسار هيثم طاهر الموسوي مع بعض موظفات المحكمة ومن خارجها ويتم ذلك لعلم الحكومة ولن تتدخل .
7. تدخل السلطة التنفيذية بأمور المحكمة وصل الى حد أخذ تعهد من بعض القضاة بأصدار حكم بالاعدام على جميع رموز النظام مهما كان الآمر سواء بتوفر الدليل أو بعدمه وهؤلاء القضاة هم منير حداد ومحمد العريبي ونزار الموسوي وعلي الكاهجي ومشكور عبد الله وناظم العبودي والمدعين العامين محمد عبد الصاحب ومنقذ الفرعون ونبال الشبل ومحمود صالح الحسن وقد تم ترشيح المدعين العامين كل من محمود صالح حسن ومحمد عبد الصاحب الى محاكم الجنايات من قبل المالكي في الآونة الاخيرة لهذا الغرض وبموجب القانون ، وقد بدى جلياً التدخل السافر من قبل المالكي والذي يمثل قمة السلطة التنفيذية في شؤون السلطة القضائية خلافاً للدستور واليمين الذي أقسمه المالكي عند توليه هرم السلطة التنفيذية حيث أعلن الناطق بأسم رئيس الوزراء أن امر نقل القاضي عبد الله العامري تم بناء على طلب رئاسة الوزراء ولدى انتباه بعض المحيطين بأمر هذه الفضيحة الدستورية تم التوجيه من قبل المالكي شخصياً بسحب الرسائل التي تم توزيعها على الجهات ذات العلاقة ومن ثم الاتفاق مع رئيس المحكمة على اصدار كتاب من قبله يطلب فيه تغيير رئيس المحكمة وبالفعل فقد تم على عجل وفي نفس اليوم اصدار الطلب وادخل على جدول أعمال مجلس الوزراء والمطلعين في مجلس الوزراء يعلمون صعوبة دراج أي بند على جدول اعمال مجلس الوزراء الا قبل اسبوع على الآقل ويقوم مدير مكتب رئيس الوزراء د . طارق ود . علي الدباغ والمستشار بسام الحسيني بتنفيذ أوامر رئيس الوزراء وبشكل سافر ودون اعارة أي اهتمام للدستور أو القانون وهم على علم كامل بمخالفاتهم الدستورية في خضم الوضع الأمني والفوضى السائدة في كل مرافق الدولة والتي تشهد تدهوراً كبيراً لم يسبق له مثيل منذ سقوط النظام الدكتاتوري حيث أحاط المالكي نفسه بطبقة من المستشارين الجهلة أمثال د.فاضل جواد / المستشار القانوني لرئيس الوزراء والذي كان مستشاراً للمقبور حسين كامل وكان يشرف على الشركات الوهمية التي أنشأها حسين كامل أضافة الى قصته المعروفة مع زميل له أسره بحديث عن حسين كامل حيث اعدم بعدها بوشاية من المستشار الفذ د. فاضل جواد وحمدية الحسيني التي سرقت أموال هيئة الانتخاابات كان من ضمنها صرفها لسبعة آلاف دولار يومياً على حمايتها ابان اقامتها في عمان أثناء الانتخاابات وعضوة الجمعية الوطنية السابقة مريم الرويس والمعروفة لجميع من زاملها عن مستواها العلمي ......... هؤلاء نبذة من مستشاري المالكي ولكم أن تسألوا عن بقية الجهلة من المستشارين وعلى رأسهم مدير مكتبه الذي استورده خصيصاً من لندن بدون اي خبرة في امور الدولة أو الخدمة العامة والذي يشبه مدير مكتب صدام بطريقة الأداء وكأنه لايصدق مكانه كما فعل عبد العزيز التميمي مدير مكتب الجعفري ولنا حديث في المستقبل حديث عن فضائح الجعفري المالية ابان حقبته العصيبة .
8. اصرار المالكي على التدخل في شؤون المحكمة من خلال توجيهاته حول عدم رضا الحكومة عن قاض لايقوم باهانة المتهمين او يفسح لهم المجال للدفاع عن انفسهم ويقول بالحرف الواحد عند مقابلته لمجموعة من قضاة المحكمة نحن لاتهمنا العلمية أو الخبرة القانونية والقضائية أو تطبيق الاجراءات أو عدمها لكن الذي نريده أن يقدم لنا القضاة والمدعون العامون تعهد بالحكم بالاعدام على جميع رموز النظام السابق واعوانه ويلوح دائما بسيف الاجتثاث على القضاة والمدعين العامين لغرض تنفيذ مآربه محاولاً استخدام المحكمة ونتائج المحاكمات التي يأمر بها .............. القضاة لدرء الفشل الذريع في توفير الامن والخدمات للشعب .
9. قام بعض القضاة والمدعين العامين وبالتعاون مع وزير العدل السابق بتغيير قانون المحكمة رقم 10 لسنة 2005 والمشرع من قبل الجمعية الوطنية والمصادق عليه من قبل الرئاسة والذي يحوي 42 مادة ونشر قانون محله غير المصادق عليه والذي لم تتم مناقشته من قبل الجمعية الوطنية وهناك خلاف كبير بين القانونين وخصوصاً نص المادة 26 في القانون الحقيقي والمادة 33 من القانون الموضوع محله حول قبول القضاة والمدعين العامين ففي المحكمة من حيث اجراءات الاجتثاث حيث ينص القانون الأصلي على كلمة ( ينتمي ) وهي تفيد في ظرف المستقبل لا الماضي وفي نص القانون الموضوع على كلمة ( منتمي ) وهي تنفيد ظرف الماصي وهذا فرق جوهري يتيح للسلطة او الحكومة التدخل وتسليط سيف الاجتثاث على القضاة كل من علي الكاهجي ونزار الموسوي ومحمد العريبي ومنير حداد ومحمود صالح الحسين ومحمد عبد الصاحب )
10. ورد في الدستور في المادة 138 الفقرة رابعاً بأن تتخذ قرارات الرئاسة بالاتفاق أو بالاجماع ولايجوز الانابة من أي طرف لأي طرف لآخر في حين أن جميع المراسيم الجمهورية الخاصة بالمحكمة .... موقع من قبل بعض الاعضاء بالانابة خلافاً للدستور.
11. ان ادعاء الجمعية الوطنية في حينه والحكومة كذلك بانها قد شرعت تجريم الجرائم الدولية ( الجرائم ضد الانسانية ، جرائم الابادة الجماعية وجرائم الحرب ) بموجب القانون رقم 1 لسنة 2003 في 10/12/2003 قانون المحكمة الجنائية العراقية العليا عارية عن الصحة وذلك لكون القانون شرع فقط جرائم النظام السابق المحصورة بين 17 تموز 1968 ولغاية 1/5/2003 الخاص بالمحكمة الجنائية العراقية المختصة الملغي قد وضع من قبل شخص أجنبي امريكي اسمه هوتمان نوح والذي كان محل الكثير من الشبهات وتم وضعه في زمن الاحتلال وفي ظل عدم وجود سلطة تشريعية عراقية . وعندما قررت المحكمة لفت انتباه الحكومة والجمعية الوطنية الى ذلك وضرورة تشريع قانون جديد والغاء القانون السابق لتفادي مثل تلك الدفوع جاء القانون الجديد المشرع من قبل الجمعية الوطنية المنتخبة رقم 10 لسنة 2005 في 18 / 10 / 2005 مطابقاً تماماً لجميع مواد وفقرات القانون الذي سبقه باستثناء تغيير تسلسل المواد .


* خاص بالقوة الثالثة www.thirdpower.org ونرجو ذكر المصدر عند إعادة النشر.
ملاحظة//
سلمت نسخة من المقال الى السفارات الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن صباح اليوم، والى ممثل الإتحاد الأوربي ، وأرسلت نسخه منه الى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة ومكتب السيد هادلي مستشار الأمن القومي في الولايات المتخدة



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
خارطة طريق توفر لواشنطن المليارات وحقن الدماء الأميركية والعراقية ــ من يمنع تحقيق المصالحة العراقية.... وما هو الطريق الأمثل لنجاحها وبوقت قياسي
سمير عبيد
القوة الثالثة
علينا أن نُحدد تاريخ المشكلة العراقية، أي إنعدام التوافق العراقي العام، فسنجدها مشكلة ترجلت مع المترجلين من الدبابات الأميركية، ومع المترجلين الذين عبروا من الضفة الشرقية نحو العراق، ومع الذين ترجلوا من السيارات الكابريس التي نقلتهم من الجهة الجنوبية للعراق، وكذلك جاءت مع الذين دخلوا بغداد عن طريق شمال العراق، وهذا يعني أنها مشكلة مستوردة، وليست مشكلة داخلية إطلاقا.

وهذا يعني إن الذين دخلوا مع المحتل وبتسهيلات منه، وفرضوا أنفسهم على الشعب العراقي هم الذين عبثوا بالمضيف العراقي، وهم الذين أسسوا ثقافة التمترس، وثقافة التقوقع الجغرافي والقبلي والمذهبي والحزبي، بل أسس هؤلاء مؤسسات وكوادر وجماعات داعمة نحو فرض ثقافة التمترس والتقوقع ،وعندما رفض الشعب العراقي هذا التوجه قابله المحتل بالهراوة والرصاصة والصاروخ من الجو والأرض والبحر، متناسيا جميع أدبياته وأفكاره الإنسانية والوردية التي أوعد الشعب العراقي بتحقيقها، ونسى أنه ترعرع وتثقف على تمثال الحرية، ولكن تبيّن أن هؤلاء الناس هم أعداءا للحرية ، وأصدقاءا للعبودية والقمع والتعذيب والكذب والتسويف.

وبما أن الشخصية العراقية تتحسّس جدا من الطرف الذي يكذب عليها، فتوسعت الفجوة بين الشعب العراقي والمحتل والذي جاء ليُدمر ناسفا جميع الوعود والتعهدات، فساعد هذا التوجه هؤلاء المترجلين من الدبابات والزوارق والكابريس والجبال على ترتيب أوضاعهم ضد الشعب العراقي، وبالاستفادة من ردات فعل الشعب العراقي ضد جميع محاولات التقوقع والتمترس، فجاءوا بفكرة تأسيس قبائل خاصة بهم ( قبائل البنادق) والتي أصبح شيوخها رؤساء الأحزاب والحركات والجمعيات ، ولقد أطلقوا على هذه القبائل المُستحدثة والغريبة على الشعب العراقي تسمية ( المليشيات) والتي ولدت من رحمها خلايا الموت السريّة .

ولو جئنا إلى سر تماسك هذه القبائل المتمترسة ( المليشيات) فنجد أن من يوحدها هو العامل المادي ( الدولار) ولقد استغرب الكثير من العراقيين والعرب والمتابعين لتاريخ الشعب العراقي، أن يكون الإنسان العراقي بهذا الموقع ولكن الجوع كافر، والفقر مخيف ومرعب، ولقد قال عنه الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكرم الله وجهه ( لو كان الفقر رجلا لقتلته ).

ولكن الذي دعم وجسّد الفقر في العراق هم هؤلاء المترجلين من دبابات الاحتلال وملحقاتها كي يحولوا المواطن العراقي إلى عجينة طيعة بأياديهم يصنعون منها ما يريدون، لهذا فأن نسبة 70% من أعضاء المليشيات الحزبية والطائفية والإثنية هم من المتورطين على غير قناعة، بل من أجل لقمة العيش، ومن أجل أن يحصلوا على الراتب الذي يعيلون به أنفسهم وعائلاتهم.

وكي لا يتحرر المواطن من المليشيات والخلايا السرية ( خلايا الموت) عملوا على نسف مشروع الإعمار من خلال إصرارهم على نسف التحسن الأمني، لأن الأمن يجلب الإعمار، والأمن يجلب الاستثمار ويُحسن الاقتصاد، لهذا جعلوا فرص الأعمار والاقتصاد والاستثمار تمر من خلالهم، وفي الجغرافيات التي تخدم مشروعهم ومصالحهم وتجعلهم أكثر تسيّدا على الشعب العراقي.

لهذا فالقضية أصبحت عكسية ،فكلما انعدم الأمن تعزز موقع هؤلاء الحاكمين والخاطفين للعراق، وكلما ضعف الاستثمار والأعمار كلما توسعت المليشيات أفقيا، وخلايا الموت سريا نتيجة البطالة والفقر والجوع، فلو قامت أي جهة محلية أو عربية أو دولية محايدة باستبيان محايد وشفاف سوف تجد بأن هؤلاء المترجلين الذين أصبحوا شيوخا وزعماء للمليشيات قد فرضوا جماعاتهم على المفاصل الأمنية والاقتصادية، وهيمنوا على المفاصل التي تتعلق برسم الخطط الخاصة بقوت وغذاء ودواء الشعب العراقي .

لهذا تطوّق المواطن العراقي، ومن جميع الجهات من قبل هؤلاء، فأجبر على أن يكون مليشياويا ومخبرا وطائفيا وإثنيا ومتطرفا للحزب الطائفي سين وللحركة الإثنية والعرقية صاد، أي فُتح التباري على النفاق والتملق والانتهازية، فأصبح الشغل الشاغل للمواطن العراقي هو رغيف الخبز، وتأمين استمرار العمر ( الحياة) لهذا أضطر للعمل في المليشيات الحزبية والطائفية والعِرقية كي يوفر الرغيف، وبالمقابل أضطر للتملق والنفاق للحزب الطائفي سين وللحركة العِرقية صاد كي يضمن توفير الأمن فيضمن استمرار الحياة من خلال حماية الحزب والحركة له وللجغرافية الذي يتواجد بها.

وهذا يعني أن في داخل العراق (مستعمرات) تدعم ( الدويلات) لهذا أصبح المواطن العراقي مضطراالى أن يكون جزء من المستعمرات، والتي هي خط الدفاع عن الدويلات، وهي الجمهور المُشجع ضمن إستراتيجية ( نفذ ولا تناقش) لصالح الدويلات .
وكذلك أصبح مضطرا الى أن يكون جزء من الدويلات، ولكن الذي سيكون من تركيبة الدويلات هو الإنسان الذي لديه انتماء عقائدي وسياسي وقبلي لقيادات الدويلات، أما الذين لم تتوفر لديهم تلك الشروط فأن نصيبهم سيكون المستعمرات بل حتى المستعمرات لها خلايا ( خلايا المنافقين) تدعم عمل المستعمرات.

فهذا هو حال المجتمع العراقي الآن، لهذا فمن يريد تحريك ملف المصالحة العراقية عليه أن لا يُخدر الشعب العراقي، وعليه أن لا يكون كلامه للاستهلاك الإعلامي والمحلي والسياسي، وبصريح العبارة ليست هناك جهة قادرة على فرض المصالحة العراقية، وحتى ان السيد ( نوري المالكي) لن يتمكن من فرض المصالحة الوطنية، لأن من آمن بجميع المشاريع التي وردت أعلاه، ومن أجل تحقيق مصالح خاصة لن يؤمن بالمصالحة.


لهذا فالمصالحة العراقية مولود معاق وبلا أطراف ومعالم، ولن يمشي على الأرض، لأن من عطل ويعطل المصالحة، ومن أعاق وشوه المولود هم أصحاب الأحزاب والحركات التي تمتلك مليشيات عسكرية، وخلايا موت سرية، فمن يعطل المصالحة بل من ينسفها هم من يسيرون على ثقافة الإقصاء والاجتثاث، والذين هم يحكمون العراق الآن ، ومعهم الذين يؤمنون بالحلول من خلال الكاتم والقنبلة وأسلاك التفخيخ.

فليست هناك مصالحة عراقية إن لم يُساوم هؤلاء أي ( الشخصيات والأحزاب والحركات) التي لها مليشيات وخلايا سرية ، والتي أصبحت لها إمبراطوريات مالية وأخطبوطية ، ومعها التي لها أحلام انفصالية على نمط مذهبي ونمط عِرقي ، فهؤلاء هم الذين يقفون ضد تحقيق المصالحة العراقية، وهم الذين ينسفون الأمن والبناء والأعمار لذا لابد من مساومة أميركية صادقة، ومن قبل الإدارة الأميركية وبشكل مباشر من خلال التهديد بتطويق مقراتهم واعتقال قياداتهم وتجريم مليشياتهم الحزبية، وخلاياهم السرية، ووضعها على قائمة الإرهاب، فهذا هو الحل الأمثل والمعقول لاستقرار العراق، ونجاح المصالحة الوطنية.

وبهذا تتمكن الولايات المتحدة من الاستحواذ على قلوب العراقيين لأن قلوبهم تجرحّت، ومنهم من تقيحت قلوبهم نتيجة إعمال وأفعال هؤلاء الذين يحكمون في العراق الآن برعاية أميركية، والذين لا يؤمنون بالمصالحة الوطنية وبنسبة أكثر من 70% منهم،.

لهذا على الولايات المتحدة تعزيز نسبة الـ 30% من هؤلاء، ودمجهم مع نسبة الـ 70% من الشعب والتركيبات السياسية الأخرى، والتي هي موجودة في الداخل والخارج، وتؤمن بالديمقراطية والوئام والمصالحة، وتؤمن بنسج العلاقات الممتازة مع الولايات المتحدة مع حماية مصالحها ومصالح الغرب، وتؤمن بنسج علاقات ممتازة مع دول الجوار والعالم، وتنبذ الحروب والإقصاء والاجتثاث والتهجير والتكميم والخطف، والاغتيال السياسي والجسدي.

فهؤلاء المعاقين سياسيا ووطنيا والذين تحكموا ولا زالوا يتحكمون بمصير الشعب العراقي حققوا وسيحققون أحلامهم الخاصة والحزبية والعائلية على حساب سمعة الولايات المتحدة، ومن خلال دماء أبناء الشعب الأميركي الذين يسقطون في العراق.

لذا .. فنجاح المصالحة الوطنية موجود على طاولة الرئيس الأميركي جورج بوش، وعند شرفاء العراق... وإن لم تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق ماورد أعلاه، عليها إذن حماية تحرك شرفاء العراق بين المدن والقبائل ، وتكون الحماية من بطش مليشيات وخلايا الأحزاب الطائفية والعِرقية الحاكمة كي تنجح المصالحة، لأن على الأرض وبين نسيج المجتمع العراقي لا توجد مشكلة بين فسيفساء الشعب العراقي، وإن وجدت فحلها بسيط جدا،و من خلال الاعتماد على الموروث والثقافة العراقية.

وختاما لا نعتقد أن هناك ( خارطة طريق) أفضل وأسهل من هذه الخارطة ، وهي الخارطة الوحيدة القادرة على إنقاذ سمعة الولايات المتحدة ( إن رغبت هي بذلك !!).
وبنفس الوقت هي الخارطة الوحيدة التي ستجعل الولايات المتحدة مقبولة وصادقة بنظر العراقيين ، ومن ثم هي بداية مشروع الإستقرار في العراق، والسبب لأن تطبيق قانون ( من أين لك هذا؟) من قبل واشنطن في العراق، وضد جميع الفصائل التي إشتركت في حكم العراق والعراقيين ومنذ التاسع من نيسان / أبريل 2003 ولغاية لحظة الشروع به ، ويتبعه مشروع تقليم أظافر وقصقصة أجنحة زعماء المليشيات والخلايا السرية والقادة الذين إشتركوا في تأسيس هذه المليشيات وهذه الخلايا ، ثم ترشيق جميع حماياتهم الى نسبة 5% فقط سيجعل الولايات المتحدة في قلوب العراقيين وحينها سيستقر العراق.

ولكن تعزيز هذا الإستقرار وإستمراه سيعزز العلاقة بين الولايات المتحدة والشعب العراقي ،والذي سيرضى عنه الشارع العربي ونعتقد أنه مشروع أرخص بكثير من الإستمرار في دعم السياسيين الفاشلين في العراق ،وأرخص من مشروع العنجهية وقعقعة السلاح وبناء القواعد العملاقة.

لذا فأن تأسيس (قفص إتهام) في العاصمة بغداد ،ويكون مكانا لجميع السياسيين والمسؤولين العراقيين الفاسدين والمارقين والفاشلين والسراق والإرهابيين والمجرمين والمتاجرين سوف يكون أرخص بكثير من المشاريع الغامضة في العراق وأرخص بكثير من دعم السياسيين العراقيين والذين يشيدّون بإمبراطورياتهم المالية والإقتصادية والسياسية والتجارية وعلى حساب دماء أفراد الجيش الأميركي وعلى حساب معاناة الشعب العراقي.

بإختصار شديد....
أن لائحة وزارة الخارجية الأميركية الخاصة بقائمة المنظمات الإرهابية تستوعب المليشيات الحزبية وخلايا الموت العراقية لتكون فيها ،ومعها زعماء هذه المليشيات وهذه الخلايا وزعماء الأحزاب التي تنتمي لها ... فحينها يتم استتباب الأمن في العراق ، وحينها ستنجح المصالحة العراقية وبوقت قياسي جدا.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
ماذا جنى العراقيون من الخلاف الشيعي ـ السني؟

د.علي ثويني
مجلة ميزوبوتاميا العراق
كنت أقابل من بناتي بسؤال محرج، أجد غضاضة في الإجابة عليه : هل نحن شيعة أم سنة ؟ وعادة ما أجد أن القرار والتصريح يحتاج الى تمحيص وقوة قناعة بالأمر، بعدما تبعت الى جيل عراقي يسمع عن السنة والشيعة ولايميز بينهما سوى أن أحدهم يسبل يديه والآخر يكتف في الصلاة. والحال ينطبق على سواد عراقي واسع أنحدر لوالدين من "نسل" أحد المذهبين أو كليهما، ولم يتشيع لأحدهما . فقد كانت المذهبية محل تندر ممن سبقونا في الوعي، وسرنا بها قدما، ونتذكر كيف كنا نستسيغ "دعابة"(نعله على مذهبك) العراقية المحضة بطيب خاطر.

حينما عدت الى العراق بعد الاحتلال الأمريكي الذي خلف الاحتلال البعثي، وبعد ثلاث عقود من الغربة القسرية، أو "المنفى الجميل" كما يشاع، وجدت أن من تركته من أقراني بعمر 18 عام ، قد كهل وأمسى(أبو فلان)،ونسي طبعه الوديع وتبدل شكله الجميل وغزى الشيب شعره أو أنحسر. ورصدت أن ثمة روحاً عدائية مذهبية قد وطأت الجموع، وتداعت أن تكون نظرية تفسر على ضوئها كل ظواهر الحياة.

قرأنا عام 1992 بحثا للمفكر العراقي اليساري هادي العلوي عن الطائفية، كتبها حينما أصبحت ورقة البعث في عداد السقوط المبرم بعيد الحروب الكارثية والإنتفاضة الشعبية، محذرا بأن الطائفية ستكون الورقة الأخيرة التي سيلعبها البعثيون قبل غروبهم. ثم بعدها بدأ تحول الخطاب القومي السقيم وشعاره (بوابة العرب الشرقية والحرب على الفرس المجوس) الى شعار (الحملة الإيمانية) و(عبدالله المؤمن)، في سياق التحضير الإبليسي لتلك اللعبة الطائفية الخبيثة.

بعد سنوات طويلة حينما حل الأمريكان وجدوا الأرضية ممهدة والنفوس محضرة وقانعة والمرجل الطائفي محتقن. فهاجت النفوس وماجت وأظهر الشيعة ترحيبا بالمتغيرات كونهم لايفقدون أكثر مما فقدوا، وطفق قادة التسنن يعلنون إحصاءات يزعمون فيها الغلبة العددية وشعارات مبطنة تعلن (ألكم اللطم وألنا الحكم).

الفطرة والعقلية العراقية


جدير بمن يدرس الظاهرة الطائفية في العراق أن يعود للمنظور التاريخي المتأخر ،لأربعة قرون خلت من الصراع بين التسنن العثماني والتشيع الفارسي(الصفوي والقاجاري). وكانت أرض العراق خلالها مسرحا للوغى وأمست دماء أهله قرباناً لها. ثم تلتها السلطة الملكية التي صنعها الإنكليز بعناية ونصبها دولة قومية عروبية وطائفية، وكان عمادها البيوتات والأفندية الذين جلبهم فيصل الأول من شتات وفتات ما مكث من العثمانيين. وربما تكون ثورة عبدالكريم قاسم 1958 الاستثناء الذي يمثل القاعدة بعدما لمس طريق الصواب فرام أن يرمم الخراب ويقيم دولة المواطنة والقسطاس، دون أقوام وطوائف وطبقات . لقد هاجم تلك النبتة كل أعداء العراق، حتى أجهضت التجربة مأسوف عليها، ليحل مكانها دولة قومية عروبية شمولية وطائفية من جديد.

لم تقم دراسة وافية للظاهرة العراقية إلا من نتف وردت في إجتهاد المرحوم علي الوردي ، بالرغم من محدودية طرحها مقارنة مع واقع الحال المرير. وجدير بالرصد أن الأمة العراقية لها ميزات وخصوصية، لاتنطبق عليها نظريات الإجتماع العالمية لماركس وفيبر ورهط روجت لهم النخب، فقد عكسوا هؤلاء تجارب مجتمعاتهم ولاسيما الغربية، بالرغم من إقرارنا موائمة نتف من حيثياتها علينا . وأهم ما يمكن استخلاصه من رصد الاجتماع العراقي أنه روحاني بالسليقة. ولايعني أن العراقيين متدينون، وثمة غضاضة في تركيبة تداخل الروحانية مع التدين، فالإنسان الكهفي كان روحاني كذلك لكنه لم يعرف الدين، والدين ولد حينما أنشأت المدن في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد في العراق السومري، وأمسى الدين(قانون العدل) لتنظيم معاشر المدينيين، وأستفاد من هواجس النفس ووظفها لصالحه في معادلة(الغيب-الأخلاق) الفذة.

لقد آمن العراقي يوماً بالنجوم والطوطميات والغيب الأسطوري(الميثولوجيا)، وكانت آلهته (أنانا) السومرية ثم عشتار البابلية الآشورية إناث مجسدات، ثم أخلص ديناً للنصرانية، وتبعها إيمان راسخ بعقيدة ماني البابلي(213-277م) وختمها برسالة العربي الكريم محمد بن عبدالله(ص) (570-632م). وهكذا أنتقل العراقي بإنسياب بين الديانات دون أن تتغير هواجسه الروحانية، وتسنى له دائما أن يوائم أي ديانة لاحقة مع معطيات روحانية سابقة، بما يدخل في كنف جدلية (الثابت والمتغير) بالثقافة الواحدة، أي ثابت الجغرافية ومتغير التاريخ.

وكانت جل ديانات العراقيين محلية أومتاخمة، وحتى المسيحية والإسلام لم يشكلا إلا جزء من الهالة الثقافية والحضارية للعراق في الشام والحجاز. وهنا نشير الى أن ثمة إله واحد تتبعه اليهودية والمسيحية والإسلام على حد سواء، بتغير التسميات ، بيد أنها جاءت فروع وشروح متباينه لأصل مشترك ثبته إبراهيم الخليل(ع)، الأوري الأكدي. وبذلك وعلى خلاف كل الأمم لم يستعر العراقيون أديانا من بعيد مثلما فعلت الكثير من الحضارات مثل اليونانية والرومانية والهندية والصينية، حينما استوردت لها إلهاً وديناً من ثقافات أخرى. ونجد بهذا السياق أن للعراق أطار ثقافي أشعاعي يتعدى الحدود السياسية للدول ويشمل الخليج العربي والجزيرة وإيران والأناضول والشام.

والطبيعة النفسية العراقية شكوكه وقلقة بإيجاب، والعراقي لا يقيني بطبعه، وغير متوافق مع الآلهة وذاعن لها بالمطلق، حتى تكتنف علاقته بها نوع من الجدل. وبالرغم من أن كثير من العراقيين يحتسون الخمرة مثلا، لكنهم روحانيون في سجاياهم، مثل بعض الشعوب. والعراقي لا يؤمن بمسلمات الأمور لذا لم ينتشر في أوساطه الفكر السلفي، كونه مرتاب من النص، يحاول أن يجد فيه مخرجا منطقيا وموائمة مع قناعاته المتوافقة مع بيئته. ومن جراء ذلك التقلب والمحاورة والجدل تطور لديه الجانب العقلي على حساب النقلي وعمق لديه العمق العرفاني المعتمد على المحتوى أكثر من الشكل. فأوجد للوثنية وللمسيحية ثم الإسلام طوائف ومذاهب تشمل شروحات تنبع وتتبع السجايا والذاتية. ونجد في هذا السياق أن كل التيارات الفكرية، وبغض النظر عن الأديان المنتمية لها تحاكي بعضها ضمناً، فالنسطورية واليعقوبية مثلما هو التسنن والتشيع لدينا اليوم. كذلك نجد الكثير من الملامح المشتركة بين التسنن واليعقوبية، والتشيع مع النسطورية، دون تطابق تام، بسبب تبعيتهما لتلك الحركة الفكرية التي جبل عليها العراقي.

والأمر عينه حدث مع الإسلام الذي توائم مع العراقيين بشكل ملفت للنظر، وأستطاعوا أن يجدوا خلاله ضالتهم ومداهم الفكري ووهبهم حافز الإجتهاد حتى خرجت من كنفه جل إذا لم نقل كل المذاهب الإسلامية. وهذا يعني أن الإسلام لم يأتي بحد السيف "كما يتهمه البعض" ،والدليل أن العراقيين أنساقوا له راضين، وتفانوا من أجله، وأمطروه علما ومنتجا حضاريا.

وهنا نشير الى أن النفس العراقية عنودة بسليقتها، وتعمل دائما عكس الشروط المفروضة قسرا ،وربما تذعن ردحا تحت مقتضيات(التقية) التي أوجدوها حلا لسلامتهم من الطغاة . ودليلنا في ذلك أن التشيع في العراق قد شاع وطغي إبان الحقبة العثمانية أكثر من أي وقت مضى، عنادا وردا على التسنن القسري. وشهد القرن الثامن عشر تشيع الكثير من العراقيين كما أورده فصيح الحيدري في كتابه(عنوان المجد في تأريخ البصرة وبغداد ونجد) الذي كتبه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وحدث قبيلها أن تشيعت عشائر (بني حضيم من الزبيد، والشبل من الخزاعل وآل فتلة وفرعهم من الدغارة من الدليم وبني حسن من بني مالك ، والعفك..الخ). بينما تشيع العبيد وفروع من شمر والظفير وبني تميم قبيل هذا التاريخ بقرن أو أكثر. بينما لم تتشيع اتحادات العراق العشائرية القديمة إلا ابتداءاً من أواخر القرن الثامن عشر مثل(المنتفق والزبيد والدليم والبو محمد وخزعل وبني لام وربيعة وكعب). وهذا يدل على أن العراقيين عنيدون بطبعهم ولا يمكن قسرهم عن شئ، وأن قناعاتهم هي التي تسيرهم، بل أن من يقسرهم سوف ينتظر منهم عكس النتائج ويجني ما لا يحمد عقباه، ولدينا مثال سلطة البعث.



مما يؤسف له أن الكثير من النخب الثقافية لم تقرأ سليقة العراقي الروحانية وأرادت أن تغيرها"شموليا". ولنأخذ الشيوعيين مثلا، وهم من كان يوماً يملك سطوة على الشارع الثقافي العراقي بالمطلق. لكن وبسبب عدم قرائتهم المتأنية لهذا الجانب، جعلهم ينصبوا العداء للروح، وأثبتت الايام عكس ماظنوا، فها هو العراقي اليوم، وبرغم إقرارنا بالتشويه الذي حصل على طبيعته الروحانية لكنها مكثت ثابتا فيه. وكم من فائدة جنيناها ونجنيها من تلك النزعة، حيث عادة ما أذكر بأن لو أهل السويد تعرضوا لهزات مدمرة مثلما تعرض لها العراقيون، فأنهم سيهجرون وطنهم عن بكرة أبيهم ودون رجعة، لكن صبّر العراقي جاء من طاقة الروح وسطوة الغيب.

وفي خضم الهجوم العربي على العراقيين والتشكيك في هويتهم العربية والإسلامية فقد فات النخب أن تعلن الحرب المضادة الفورية، وتهاجم ولا تهادن، وتسوق بالدليل الدامغ أن العراقيين أولى منهم وأسبقهم بالعروبة والإسلام تبعا لما قدموه من منتج أثرى الإسلام بعدما خرج من الجزيرة العربية محدوداً وشحيح المراس في الجانب الفكري والحضاري وبالرغم من ثراءه الروحي والأخلاقي. فللعراقيين فضل على منظومات الفقه بالدين وعلوم اللغه والفلسفه والعرفانية الصوفية والعقلانية الإعتزالية. وأسس العراقيون مدرستي الكوفة والبصرة ثم تبعتهما بغداد وسامراء والموصل، وسمى بها جهابذة العلم ورجاله ممن أرسى للإسلام كياناً مثقفاً بارى وغلب أكبر الحضارات المثقفة في التاريخ، وتسنى له أن ينقل بوتقة المنتج البشري الفكري بأمانة الى أيامنا الحاضرة.

لقد انتجت العقلية العراقية قراءات متعددة لنفس النص، بما يتماشى مع مستوى وذاتية إدراك الأمور. فظهرت الصوفية (طرقها الرئيسية) والزهد والتشيع (الخمسي والسبعي والإثنا عشري) وفرق المعتزلة والاشعرية والخوارج بألوانهم (الأباضية والصفرية والأزارقة)، وإجتهادات فكرية متنوعة، لم نجد لها نظير في أقطار الإسلام قاطبة، بل أن المنتج العراقي طغى هواه على الأصقاع كافة، ومازال القوم يعرفون ويعترفون أن جهابذة مذاهبهم قد وردوا من العراق أو تعلموا به . ومازال أعلام العراق يرتعون بالمجد، كما أبو حنيفه النعمان وأحمد بن حنبل، وزيد بن علي والحسن البصري وواصل بن عطاء وعبدالله بن أباظة التميمي، وأجيال ممن طوروا الفكر ووسعوه كما هم الشريف الرضي ورابعة العدوية والحسين الحلاج وأحمد الرفاعي وعبدالقادر الكيلاني وعمر السهروردي ومعروف الكرخي، ورهط مكث يحمل دلالات الحظوة في الأفاق.

ماهية التسنن والتشيع

وبغض النظر عن إدعاءات الفرقاء، فأننا نعتقد أن التشيع ظهر في العراق قبل التسنن، كموالاة للإمام علي(ع) خلال خمس سنوات من تواجده في الكوفة (655-660م). وبدايات التشيع كان سياسيا محضا وليس فقهيا، حيث أن الإسلام كان في بداياته متجانس وموحد التوجه الفكري، والتسنن عنى للجميع إتباع سنة الرسول الكريم. بيد أن الخلافات كانت ومكثت سياسية ووجدت لها مبررات فقهية واهية دائماً. ونجد أن وسع التيارات ومشايعيها تبع مناخات الدول والسلاطين. فمثلما كان المأمون متسامحا مع الشيعة، فعم التوجه الشيعي وتداخل مع نتاج المعتزلة الفكري، ثم جاء المتوكل وخلفاء سامراء ليعلنوا قطيعة معه فطفح إلى السطح التيار السلفي السني، وكان مرتعا رحبا لأفكار أحمد بن حنبل (164-241هـ / 780-855م) وطبقات الفقه بمذهبه.

وثمة أمر هام يتعلق بالاصطلاحات التي تتداولها (المعايرات الزقاقية) المتلبسة بورع المذهب ، ومنها مثلا تهمة (النواصب) التي يطلقها غلاة الشيعة على السنة، وهم في حقيقتهم مجموعة من المسلمين ظهروا في زمن عبد الملك بن مروان بقيادة مولى عبدالله بن عباس. وكان الأمويون يشجعون سب الأمام علي (ع) في المنابر على يد هؤلاء، واستمر الحال حتى عهد عمر بن عبد العزيز الذي منعها ، وأصدر أمراً يعاقب علية كل من ينصب العداء لأهل بيت النبي . أما اصطلاح (الروافض) التي يعير بها غلاة السنة أهل التشيع، فهم في حقيقة الأمر السحرة الذين يذكرهم القرآن ممن آمنوا برب موسى وهارون ورفضوا آلهة فرعون، ولم يكن الأمام علي منهم أو لم يكتب عنه أنه رفض ولا أحد أصحابه بيعة الخلفاء أبي بكر أوعمر(رض).

وأسم المذهب الجعفري ورد بغرض التفريق بين الإثنا عشرية خلافا للسبعية الإسماعيلية أو الخمسية الزيدية، ويرجعوها إلى إسم الإمام جعفر الصادق، وبعضهم الى جعفر بن محمد الطوسي قائلين أن جعفر الصادق لم يكن إمام طائفة وإنما هو أمام المسلمين كافة مثل جده. ويذكر الدكتور علي الوردي في لمحاتة الإجتماعية بأن مؤتمر النجف للتقريب بين المذاهب الذي نظمه نادر شاه أفشار القاجاري(التركماني)(حكم بين 1736-1747) هو الذي أطلق (الجعفرية)على الشيعة أول مرة. وهنا نشير الى أن ثمة فرق شيعية مغالية منها من ألهّ الإمام علي ورفضتها جموع الشيعة، كما هو حال السبئية والخطابية والغرابية والحلولية.

أما إدعاء أن أبو حنيفة تبنى التسنن على خلاف "شيخه" جعفر الصادق فهو محض مبالغة كون أبو حنيفه نفسه كان شيعيا(مناصراً لثورة زيد بن علي)، ومن تداعيات ولائه لها أنه سجن ومات في بغداد أبو جعفر. وكان بين جعفر وأبو حنيفة تجانس وتطابق ومحبة كونهما بنفس العمر (الإمام الصادق أكبر بعام). وتذكر التواريخ بأن الأمام أبو حنيفة عندما ذهب إلى الحج مر على مجلس الأمام الصادق, في المدينة فسأله الصادق من أنت كونه لا يعرفه، فأجابه: أنا أبو حنيفة النعمان, قال له: هل أنت مفتي أهل العراق, قال نعم . وهكذا أمسا خليلين. وكان أبو حنيفة صاحب مدرسة الرأي وواضع نظرية القياس وهذه لم تكن في فقه الأمام الصادق. وعادة ما كني فقه أبو حنيفة دائماً (بمذهب أهل العراق)، ولم يكنى فقه الصادق بأي مذهب.

والجدير بالمراجعة أن أصل التشيع لم يكن يوما فارسيا بل عراقيا كما أوردنا، حتى ورود البويهيون ثم تباعا الصفويون الفرس. ويقول المستشرق أدم ميتز في كتابه (الحضارة الإسلامية) ص 112 : (أما إيران فقد كانت كلها سنة ما عدا( قم)، بل كان أهل أصفهان يبالغون في حب( معاوية) حتى أعتقد بعض أهلها بأنه نبي !!. وأن أئمة السنة جاءوا بعضهم من بلاد فارس وجلهم من بلاد الترك(وسط آسيا): كالأمام البخارى والترمذى وابن ماجه والنسائى والنسفى والرازى والبيضاوى والزمخشرى والتفتازانى والغزالى والنيسابورى والبيهقى والجرجانى والراغب الأصفهاني والبيرونى ...... الخ.

وشاع التشيع السياسي في العراق إبان إمارة بني مزيد في الحلّة والنيل، وبني شاهين في البطائح(الهور)، وبني حمدان وآل المسيّب في الموصل، ونصيبين، كما هو الحال بعد سقوط بغداد على يد التتر، حيث أن دولتهم أمست شيعية على يد محمّد خدابنده الذي بنى السلطانية على تخوم تبريز، وابنه أبي سعيد، وأمّا محمود غازان فقد قيل بتشيّعه، وكذلك الحال مع الدولة الجلائرية التي أسّسها الشيخ حسن الجلائري أحد قوّاد المغول وابن أُخت محمود غازان. كل ذلك كانت نتيجة لجهد العراقيين كما هو الشيخ نصير الدين الطوسي حيث كان لعلمهم السطوة في إقناع حتى غالبيهم بمذهبهم. والأمر عينه ينطبق على حالة التشيع في إيران قاطبة، فالعراق كان الأصل كما كان دائما مصدر الدين والفقه لإيران خلال آلاف سنين خلت. ولاغريب أن يتبع الفرس آلهة بابلية أواعتنقوا المانوية بصيغتها المزدكية، ثم هبوا مخلصين للإسلام كونه ورد من العراق .
التشيع الصفوي والسجية التاريخية
لقد تشيع الإيرانيون على أيدي الصفويين، التي حكمت دولتهم بين أعوام (1501 -1722م). والصفويون أتراك وليسوا فرس كما يحلوا للبعض نسبهم غمزا، وهذه من ضمن التركة الدعائية التي أشاعها العثمانيون وكرسها الرعيل العروبي في الحقبة الملكية وشكلوا صورة مشوهة عنهم . وثمة خلط وتجهيل في التمييز بين الشعوب التي تقطن بلاد فارس كالفرس والترك والكرد والآذريين والبلوش واللر والعرب بشعب واحد عندما يطلقون عليهم بـ (الصفويين)، وهم أكثرعددا عرقيا من العراق . والصفويون سلالة تركمانية، وكلمة التركمان هنا تعني التركي المؤمن أوالمسلم فهي مشتقة من الكلمتين تورك وإيمان، وأطلق على المسلمين الأوائل من أتراك الاوغوز-الغز- في تركستان.

وكانت الحركة الصفوية في بواكيرها طريقة صوفية لصفي الدين الأردبيلي السني الشافعي (650 هـ -1334م) نشأت في أردبيل ثم شاعت في تبريز شمال شرق ايران (آذربيجان الإيرانية). وقد نجح أحفاد الشيخ صفي الدين وخاصة الشيخ جنيد 1447-1460م وابنه الشيخ حيدر 1460-1448م في نشر المذهب الشيعي بعدما تشيعوا لأهداف سياسية محضة، وأصبحوا قادرين على المشاركة في الأحداث السياسية في آذربيجان وإيران وتحولوا من شيوخ طريقة إلى دعاة دولة لها أهدافها السياسية.

ومنذ ذلك الحين كان الإسلام الشيعي دين الدولة في إيران، وكان التشيع فرصة استفاد منها الصفويون واستغلوها لكسب المزيد من الاتباع في عهد الشاه إسماعيل الأول بعدما كانت كل ايران سنية المذهب، ولم يكن فيها سوى أربع مدن شيعية صغيرة هي: آوه، كاشان، سبزوار، قم. وعقب تتويج إسماعيل الصفوي ملكا على إيران أعلن فرض المذهب الشيعي مذهبا رسميا للدولة، وأكره الناس عليه. لذا أنبرى المفكر(علي شريعتي) قبل عقود للتفريق بين (التشيع العلوي والصفوي) مما أغاض المعممين في إيران، ودفع الرجل حياته ثمنا لطرحه المسألة بصراحتها وأخلاقياتها ونصابها (التأريخي- الفقهي).

ويعاني الوعي العراقي اليوم من خلط يستوجب إعادة قراءة التاريخ على منهج عقلي وأخلاقي يشذب ما علق به من تناقضات، وبالنتيجة المساهمة في حل إشكال وطني يتعلق بماهية أمة. ومن المفارقات أن غلاة السنة يعيرون الشيعة بأنهم فرس أو(صفويون)، وبذلك حرموا أنفسهم من فخر أن التشيع الإيراني كان قد ورد من العراق وليس العكس. كون التشيع العراقي يتطابق في جل أوجهه مع المفاهيم والطقوس العراقية السابقة للإسلام، كما هي البكائيات والولولة على دموزي في أيلول، التي أنتقلت الى مرثية الإمام الحسين(ع)، أو حتى التوقف عند الأئمة الإثناعشر، وهو محض مفهوم روحي للأرقام أرتبط بالأبراج والنظام الستيني السومري، ونهلت منه اليهودية بالأسباط والمسيحية بالحواري. ونلمس مفارقة هي أن التشيع المغالي فارسي والتسنن السلفي عربي المنشأ بسبب البيئتان الرعويتان اللتان صدرتهما، وهما في جوهر الأمر لا يمتان بالصلة للطبيعة العراقية المتسامحة بإنتمائها الفلاحي الطيني التي أملت على أهلها عقليتهم المهادنة الراضية المرتضية.

وجدير بالإشارة إلى أن تقليد تبديل المذهب للجموع كان ساريا في كل الأصقاع وأن جل شيعة العراق كانوا يتمذهبون على فقه زيد بن علي وشروح جعفر الصادق، وليس على الفقهاء الإيرانيين. وكان المذهب السني الشائع في العراق هو الشافعي حتى روج العثمانيون للمذهب الحنفي، بسبب كون أبو حنيفة قد اجاز أن يكون الخليفة من عرق غير قريش، وراق الأمر للأتراك فأين هم من قريش العدنانية الحجازية.

والتشيع السلطوي في العراق كان تحريفات وموائمات فقهية من مصادر شتى، ساير رغبات ونزوات أملتها الأحداث السياسية بين الصفويين القاجاريين من جهة والعثمانيين من جهة أخرى. وهنا نشير الى أن الخلاف بين من سكن الهضبة الفارسية وآسيا الصغرى هي سجية تاريخية أو غريزة جماعية للقطرين. حيث تعارك الفرس والأغريق ثم الساسانيين والبيزنطيين، وفي أزمنة الإسلام دب الخصام بين السلاجقة والبويهيين ثم الصفويين والقاجاريين ضد العثمانيين. وانتقلت حمى الأمر الى المنافسة الحالية بين تركيا وإيران. ونعزي الأمر الى منافسة تاريخية في الاستحواذ على خط الحرير التاريخي الذي يمر في البلدين ويكون العراق مساره، ناهيك عن أساس الطمع في واحة الرافدين. والأمر لايهمنا لو كان بعيدا عنا ولا يصلنا شرره، لكن سطوته سيرت أحداث التاريخ لدينا، حتى يمكن اعتبار تاريخ العراق جزء جوهري من تلك الجدلية التاريخية.

لقد تعرض العراق الى هجرات بشرية ترده من الصقاعين القاحلين؛ الهضبة الفارسية من جهة ،والبادية العربية من جهة أخرى طمعاً في رغده وخضرته. وأمست الهجرات المتأخرة تعني مذهبياً تسنن من الغرب وتشيع من الشرق. وبذلك فأن المنافسة في الاستحواذ على العراق تدخل من باب تلك (الغريزة التاريخية)، والصراع بين من سكن الصقاعين. وأن حجج وترويجات أحقية التشيع والتسنن ما هي إلا إذكاء وتحريض يصدر من الصوبين المتحاربين أي العرب والفرس أوبالاسماء اليوم بين السعودية ومن ورائها وإيران وجماعتها. ومن سخرية أقدار السياسة أن صدام كان يختال بأنه حارب الفرس نيابة عن العرب. وكأن قدرالعراقيين الحرب بالنيابة والتضحية بدل الآخرين المتناحرين بالسليقة.

وقبل خمسة أعوام حدث أن دخل منافس غريب للأستحواذ على العراق وهم الأمريكان، وحينها أختل النصاب، وها نحن نسمع العجب العجاب حين تساند إيران قوى سلفية سنية(القاعدة) في ديالى، أوالسعودية تدعم جماعات شيعية مثل (جند السماء) في الفرات الأوسط. وأمسى العراقي قنطرة تعبر عليها المآرب والخصومات، وبذلك لم يعد للتسنن والتشيع قاعدة راسخة وثابته. وما يحدث محض صراع على غنيمة سهلة وبلد مهيض الجناح وشعب خائر القوى ومشتت الوعي. ويتذكر جلنا كيف أراد الأمير حسن الأردني أن يأتي ليتنصب ملكاً على العراق، وحينما سؤل لماذا؟: قال أنا أحسن من بريمر الأمريكي. لكن الرجل صقر ولم نسمع عنه بعدما تخطته الأحداث وكثر خطاّب ومبتزي العراق.

ومن المفارقات المضحكة أن الجهات الخارجية الداعمة بالسليقة للتشرذم العراقي والمتاجرة بطوائفه، لم يعاضدوا العراقيين إبان ظلم البعثيين لهم، ثم نكلوا بمن فر ولجأ إليهم. وسمعنا قصص تروى عن إستهانة إيران بشيعة العراق، والحال ينطبق على عرب الشام ومصر والخليج والجزيرة والكويت التي أوصدت بيبانها مع العراق، وأمسى العراقي غير مرحب به و ضيف ثقيل الظل، حتى سمعنا أحد التعليقات تقول: الحمد لله الذي لم يجعل كل الدنيا عرباً وإسلاماً، فلو كان الحال كذلك فأين يهرب العراقي ؟.
الحقائق والمغالطات والمفارقات


وللحقيقة نقر بأن شيعة العراق أكثر إلتصاقا بأرض بلادهم عن غيرهم، فقد تداخل لديهم الوطن ووجود أضرحة أئمتهم على ثراه، وتعمق في ما حدث تاريخيا كما هوحادث استشهاد الإمام علي في الكوفة والحسين في كربلاء، لذا أخذت العلاقة بعدا عاطفيا وأمست محبة الوطن متواشجة مع محبة أهل البيت وتأريخهم وعتباتهم. وأتذكر أن الصديق الشاعر عبدالرزاق الربيعي، طلب مني أن أصلي على (تربة)، فأبديت إعتذاري لتعودي الصلاة دونها، فمد يده نحوي بها وقال لي بتركيز: خذ وصل على أرض العراق. وقد أثارني عرضه وشعرت بإحراج مع نفسي لم أعهده. وعلى العكس من ذلك فقد تطلع رهط من العروبيين الى الغرب العربي كملاذ لهم. أليس هم أولاد عمومة وأرومة واحدة؟!.أليس العراقيون بحسب زعمهم محض نسل عدنان وقحطان؟.ونقف على مغالطة أخرى حينما نعلم اليوم أن أقدم حضارة في اليمن أو بلاد قحطان؛ هي المعينية ثم السبأية، ولا تعود لأكثر من سبعة قرون قبل الميلاد بالمقارنة مع حضارات العبيد وسومر السابقة لها بثلاثة آلاف عام على الأقل، وهنا غرر بالعقل وغشم، حينما أنتسب العراقي للذيل وليس للرأس، للفصل وليس للأصل، للنتيجة وليس للبؤرة.

وشكل ذلك الهراء قاعدة للوعي السياسي العراقي، فأتبع القوميون العروبيون التسنن وأتبع الشيوعيون التشيع، بالرغم من لادينية كلا الطرفين. ويتذكر الجميع بأن مناسبة المولد النبوي جيرها القوميون والبعثيون لصالحهم، بينما فعل الشيوعيون الأمر عينه في تعازي عاشوراء. ونتذكر الرئيس العراقي العروبي عبدالسلام عارف، صرح يوما بأنه يتطلع الى يوم الوحدة العربية ليس إلا ليجعل شيعة العراق أقلية في دولة الوحدة السنية. وهكذا لم ترتق النخب في الأزمنة المتأخرة الى فهم حقيقي لواقع الحال وطبيعة الصراع.

لقد شكل قانون الجنسية العراقية 1924 أساس الخراب العراقي اللاحق مثلما هو دستور العراق اليوم بالتمام والكمال، بعدما تبني في حينها القومية العربية والطائفية السنية على حساب المواطنة. وبذلك تم خلق مفهوم الأقليات والأكثريات، وأمسى الشيعة يشكلون سواد البلد وأمست السلطة تشكل الأقلية. فلجأت الأقلية غريزياً للإحتماء بجوشن الدعم الخارجي، وبذلك ارتضت ومهدت السلطة الملكية للسطوة الأنكليزية عليها، والبعثية بالحماية الأمريكية والغربية لها. وتنافس الطرفان المتصارعان طائفياً على تقديم تنازلات أكبر ولكسب حظوة وسند، حتى على حساب مصلحة الوطن. وهذا كله كان وراء أنخراط الشيعة طائفياً والأكراد قومياً تحت جناح الأمريكان لإسقاط السلطة البعثية السنية طائفياً والعروبية قومياً. وهكذا أمسينا في متاهة ونكوص قيمي، فكل منا مستعد أن يتعاون مع الشيطان من أجل رد الاعتبار لنفسه و"مصالحه" الأنانية.

أن التسنن والتشيع العراقي أخضع لنزعة الدونية النفسية، التي هي إرهاصة لتقمص شخصيات أوعوالم أخرى ووضعها موضع القدوة، وهو أمر يشترك به العراقيون مع الكثير من الشعوب. وبذلك أمسى التسنن العربي"أرقى" من العراقي بالرغم من ثراء المساهمة العراقية، والتشيع العراقي لاقيمة له أمام التشيع الإيراني، حتى عد القوم أي مقرئ "آخون" إيراني ساذج، أحسن منهم. وتداعى الأمر بعيداً وسرى حتى على إعلان هلال العيد ورؤياه في سماء العراق، حيث فضلوا رؤيته في سماء قم ومشهد النائيتين.

وفي الجانب الإيراني حدث العكس، فأن أقطاب التشيع الصفوي يعاملون التشيع العراقي كذيل وتابع، والأمر ينطبق حتى على الكثير من ورد منهم للدراسة في الحوزات العراقية وتبوأ درجة رفيعة. وأن الإيرانيين يعدون تشيعهم هو النموذجي حتى ورد مثل شعبي لدى عامتهم مفاده( شيعة العراق سنة، وسنتهم كفار). ومن المضحك المبكي بأن العراقيين يندبون حظهم ويجلدون ذاتهم على أنهم قتلوا الحسين بنزعة (مازوكية)، ب

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
بناء اقتصاد نفط كوردستاني انه طريق صعب ولكن لا خيار

عبد الوهاب الطالباني
شبكة الاخبار الكردية
نشر الاستاذ حمزة الجواهري الصديق العزيز لشعب كوردستان ، مقالا مهما حول رؤيته الى الازمة الناشبة بين حكومة اقليم كوردستان ووزير النفط العراقي حول عقود الشراكة النفطية التي ابرمتها حكومة الاقليم مع شركات اجنبية ، والمقال منشور على موقع كوردستان-تايمز وربما على مواقع اخرى الفت انظار الاخوة المهتمين الى اهمية ما طرحه وهو المهندس الاختصاصي في شؤون النفط ، من اراء ثمينة حول مبادئ العقود النفطية ورؤية موضوعية على طريق معالجة الموقف الحالي بين طرفي النزاع .

وعودة الى موضوع النفط والكورد وليس تعقيبا على المقال القيم للاستاذ الجواهري ، اود فقط هنا ان ابين بعض الملاحظات التي ارى انها جزء اساسي من المشكلة القائمة ، ففي رايي المتواضع ورأيي كتاب كورد اخرين ان تراكمات من عدم الثقة لدى الجانب الكوردي اصبحت تلعب دورها في تناول القضايا ، والحساسة منها على الاخص ، هذا اولا ، وثانيا ان بعض مواقف الحكومة العراقية (الطاقم العربي حصرا) يبدو مريبا وحادا بعض الاحيان كونه يطرح رؤى دون الاستناد الى الاصول القانونية الى حددها الدستور، او دون اعتماد التحكم الى اتفاقات موقعة بين الطرفين كقوى سياسية مشاركة في الحكم ، وقد تراكم عدم الثقة هذا نتيجة امور عدة منها:

اولا : التلكوء المتعمد في تنفيذ المادة 140 والذي وصل اثاره الان ومع اقتراب انتهاء عام 2007 الى درجة قد تفجر الكثير من المشاكل على الرغم من محاولات القيادة السياسية الكوردستانية الجادة في المضي الى ابعد الحدود لسلوك طريق الحوار السياسي لاستدراك الموقف في وضع بات الشارع الكوردي لا يحتمل ابدا هذا الامر لانه يضرب وبكل قسوة في قلب الاماني الكوردية ، ولا يمكن لكوردي تصور كوردستان بلا لهيب نيران بابا كركر ، فكركوك ليست مسألة يمكن ان يساوم فيها الكورد ، خاصة وانهم ارتضوا بالية دستورية لمعالجتها ، هذه الالية التي تعتبر عند مساحة عريضة من الشعب الكوردستاني بأنها كانت غير موفقة ، لآن لا يجوز المساومة على كوردستانية كركوك وربطها بشروط واليات ..فجغرافيا وتاريخيا وواقعا هذه المدينة وبكل توابعها المقتطعة منها كانت وما زالت كوردستانية ، هذا مع الفهم الكامل لابعاد المواقف الاقليمية والداخلية المتشددة حول الموضوع.

ثانيا: قضايا الميزانية المخصصة لكوردستان والتي تبدو للمواطن الكوردستاني كأنها نوع من الصدقة التي تمنحها حكومة بغداد لاقليم كوردستان ، اذ ان الحكومة لم تقدم هذه الميزانية في اي سنة دون ان يصاحبها الكثير من الاشكالات وارسال الوفود والمباحثات المعقدة والمتعبة ، اضافة الى التعامل الغريب لوزارات معينة في الحكومة مع الاقليم ومع الكورد عموما بنفس عنصرية ضيقة ، ولا بد ان الكثيرين قد سمعوا بأحد وزراء الصحة الذي منع ارسال الدواء الى اقليم كوردستان بأمر شخصي وبصورة مزاجية ، وقيام احد وكلاء وزير الداخلية العراقي بأحالة حوالى الفين من الشرطة الكورد في كركوك على التقاعد او انزال رتبهم ، والعديد من الامثلة الاخرى.

ثالثا: تداعيات الازمة مع تركيا ، اذ ان الحكومة تصرفت في هذه الازمة كأنها حكومة العهد السابق وابعدت الكورد نهائيا من تفاصيلها ، ابتداء من زيارة رئيس الوزراء السابق الدكتور الجعفري وصولا الى زيارة المالكي الشهيرة التي فضح تفاصيلها الدكتورالهاشمي عضو مجلس الرئاسة ، والزيارة الاخيرة ل (جواد البولاني) وزير الداخلية الذي تبين انه اعطى الضوء الاخضر لعسكر النظام الاتاتوركي بتجاوز حدود اقليم كوردستان ، تحت ذريعة ملاحقة ثوار العمال الكوردستاني ، تلك الزيارة التي احيت في ذائقة الطمع الطوراني الروائح الكريهة لاتفاقيات ثلاثينات القرن الماضي والتي تتضمن وعودا بمنح تركيا نسبة من ارباح نفط كركوك ، وقد تحدث عن هذا الموضوع قيادي كوردستاني بارز وعلنا وامام مايكروفونات الاعلام العالمي.

رابعا: المواطن الكوردي ومع تلك المواقف المعلنة للحكومة العراقية لا يشعر انه شريك حقيقي في عراق ساهم بدماء ابنائه في انقاذه من براثن الحكم الدكتاتوري السابق ، وانه يشعر ان هناك من يحاول ارجاع عقارب الساعة الى الوراء ، والتهديد والوعيد ، حتى وصل الامر بوزير النفط العراقي وفي معرض عرض الازمة التي نحن بصددها الى اعلان استقوائه التعيس والمخجل بأنظمة فاشية ما زالت تضطهد الشعب الكوردي وتود لو تمنع عنها حتى الهواء وليس النفط فقط .

الشركاء لا يتسولون حقوقهم ، ومن هذا المنطق لا يمكن للمواطن الكوردي ان يقبل بالتبعية لمن يعتقد ان من واجب الشعب الكوردي ان يكون تابعا له ولو بالاكراه ، وكما هوالحال في تركيا وايران وسوريا ، اليس هو ما عناه السيد الشهرستاني في ضميره عندما اطلق تهديده البائس؟

في اعتقاد الكثيرين ان الازمة اساسها ان ثمة عقلية في الحكم ، لا تقبل ان تكون للكورد اية قوة اقتصادية ، يريدونهم ضعفاء وعلى(قد الحال) ، ولا يطيقون تقرب الكورد من اقتصاديات النفط ، وكان هذا ديدن الحكومات العراقية منذ تاسيس دولة العراق ، فمنذ اكتشاف اول بئر نفطي في كركوك في عام 1927 بدأت سياسات الترحيل تأخذ برقاب الكورد الكركوكيين لترميهم خارج منطقتهم كلها ، يستخرج النفط من كركوك وتقام المصافي في بيجي عبر دجلة!

اما كان الاجدر بوزير النفط ان لا يثير كل تلك الضجة ويكررها في لقاءات تلفزيونية ، ويطرح ومن يقف وراءه الموضوع في مجلس الوزراء وامام شركائهم الكورد ، وان يذهبوا الى المحكمة الفيدرالية اذا لم يصلوا الى حل ، او ان هناك في الحكم من لا يؤمن بشيء اسمه الفيدرالية او محكمة فيدرالية ويريد حل الاشكالات وفق صياغات العهود الشمولية التي حكمت العراق؟

في رأيي المتواضع ان حكومة اقليم كوردستان لجأت الى عقود الشراكة ، لانها تفهم ان لا طريق او خيار اخر امامها في الوضع الكوردستاني الجيوبوليتيكي الصعب ، وعقود الشراكة ليست سيئة في كل الاحوال وهي مفيدة في كثير من الجوانب ، كما ارى ان حكومة الاقليم لا بد وانها تستأنس بمشاورين قانونيين واختصاصيين في مجال اقتصاديات النفط ، ويبدو انها مطمئنة من عدم تناقض ابرام تلك العقود مع نصوص الدستور ، واذا كان لوزير النفط ومن يقف وراءه تفسيرهم الخاص فلماذا لا يمتثلون لاقتراح حكومة الاقليم والذهاب الى المحكمة الفيدرالية؟

وحسب المعطيات المعلنة فأن الاتجاهات التي تتبناها حكومة الاقليم في تعاملها في موضوعة النفط والغاز ليست الاكتشاف بل الاستخراج و التصنيع ، وليس تصديرهما خاما ، اذ انه من البديهي ان ذلك يعتبر على الاقل في الظرف الراهن مشكلة كبيرة ، نبه الدكتور الشهرستاني الكورد اليها(!) ، ولكن بشكلهما المصنع قد يختفي الكثير من مصاعب التصدير ، هذا عدا ان اشباع الحاجة المحلية للمنتجات النفطية والغازية تعتبر في حد ذاته مسألة مهمة في خطط التنمية و تطوير المستوى المعاشي للمواطنين ، اما الاموال اللازمة للتصنيع ، مع صعوبة تأمينها ، الا انها تدريجيا يمكن تأمينها من مصادر عديدة مثل الاستثمار المحلي(الخاص) وكذلك الحكومي(العام) والقطاع المختلط والاستثمارالاجنبي.

امام الظروف التي يواجهها الكورد داخليا ( محاولات الاجهاز على الدستور ومضامينه الديمقراطية تحت عباءة المصالحة الوطنية) واقليميا مثل تهديدات تركيا والاتفاقات الموجهة ضد شعب كوردستان ، وعلى الرغم من كل التحديات ، لا يمكن للكورد الا ان يختاروا الطريق الصعب وهو المضي في شق طريق الاستفادة من ثروات كوردستان لبناء اقتصاد قوي له قدر من الاستقلالية التي تحمي شعب كوردستان من عاديات الزمن و تصون انجازاته من هوس البعض الذي لم يخرج بعد الى النور وما زال اسير ظلمات الكهف!


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
عراق "مستقر وديمقراطي" باحتلال أمريكي وحكم أيراني

أمير ألمفرجي

موقع الموطنة العراقية
لقد شد انتباهي وكالعديد من المتتبعين للملف العراقي عن ماحدث ويحدث في العراق اليوم. كل شي يتغير أو بالأحرى إنها أحداث يراد منها أن تتغير سواء كانت بفعل العصا السحرية الأمريكية "وديمقراطيتها", بداية من تصريحات بوش التي وعد بها العراقيين بدستور وانتخابات شفافة ونهاية بما أعلنه وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في بغداد الأربعاء الماضي من ان التوصل إلى عراق "مستقر وديمقراطي" بات امراً ممكن التحقيق في المدى المنظور.



وللتأكد من هذا الحدث المهم عسى ولعل أن كنت قد جفيت عن الأحداث التي مر بها الوطن, حاولت قراءه فحوى التصريح الأخير للسيد وزير الدفاع الأمريكي وسئلت نفسي عن ما يحدث من جديد إلى شعبي وما حال العراق اليوم بعد أكثر من أربع سنوات من الوجود الأجنبي وما مدى قدرة " القادر الأمريكي " في إعادة بناء العراق بالمواصفات المطلوبة التي رُسمت له في بلاد العم سام . لقد جاءوا وحسب مايقولون من أجل مساعده العراق وشعبه من الظلم والدكتاتورية ولا ندري أين كانت هذه المشاعر الانسانيه في الوقت الذي عاش العراق وشعبه الحروب والويلات المنظمة التي حصدوا ثمارها من مقايضة النفط العراقي بالسلاح ناهيك عن حصار الثلاثة عشر عام والتي ذهب فيها العديد من الأبرياء الذين ليس لهم ناقة ولاجمل في السياسة وصراع المصالح وما يريده "العظماء". لقد تكلم الغرب الأمريكي وحلفاءه ويتكلم لحد الآن عن مايريد حتى وان لزم الأمر من تشويه الحقيقة خصوصا عندما تكون الغاية هي المصالح ألاقتصاديه أو السياسية . لقد تكلموا سابقا عن الظلم الذي أصاب المرأة الافغانيه وكيفية تعامل الطالبان مع حقوقها وهو الحق الذي أرادوا منه باطلا حيث ان النية تتعدى الإنسان الأفغاني وحرية نساءه ورجاله لأن الحقيقة هي لاحقوق ولا حرية الإنسان الذي يقتلوه يوميا وبدون رحمة ولكن الموقع الستراتيجي لأفغانستان وأهميتها... فأفغانستان بها من الثروات الطبيعية.. كالنفط و الغاز.. ما يكفي لسد احتياجات أمريكا والغرب بسعر رخيص.. وبهذا وتحت شعار "رفع التشادور" وتحرير الإنسان الأفغاني من طالبان استطاع الغرب من أن يحكم قبضته على طريق النفط والغاز في وسط آسيا . للتذكير فأن المصدر الرئيسي للوجود الديني المتشدد في أفغانستان واهميتة العسكرية ترجع إلى فتره الحرب الباردة بين القطبين السوفيتي والغربي حيث كان هدف الولايات المتحدة الأمريكية هو تنشيط العنصر الديني للتأثير على الشعوب ألمسلمه في الجمهوريات السوفيتية السابقة . إنهم من يشعل الحرائق في العالم وهم أنفسهم من يطفئها على شرط اختيار ألطريقه أو التاريخ وشرط حصولهم على ما يريدوه . في البدأ تكلم الأمريكان عن العراق الديكتاتوري ووجود المنتفعين وهي حقيقة لاجدل فيها لكن تنقصها حقائق اخرى . أولها هي حقيقة العراق الواحد الحضاري وغياب الطائفية ووجود الأمان ناهيك عن غياب البطالة وازدهار الحالة الاقتصادية حتى بداية الحصار. بين الحالة الأفغانية والعراقية يصطدم القاري بتناقضات ملموسة. وبعكس الحالة الافغانية وتعصبها, أصبح العراق العلماني الأمن دوله للمحاصصة والطوائف , ومن دولة النفط الغنية الى دولة العاطلين وبمعدلات تصل إلى 60 بالمائة. بالاضافة الى زوال حرية المرأة التي طالما تكلم عنها الإعلام الغربي وجعل منها مسمار جحا عند الحديث عن المجتمع الإسلامي والشرقي. هذه الحرية التي كان العراق من روادها ومنذ تاريخه الطويل برجالة ونساءه لحين ظهور الاحتلال.
وهنا نرجع لفحوى عبارة العراق "المستقر والديمقراطي" والى ما قاله السيد غيتس و نوجه الآسئله التالية ... هل ان العراق الذي يتكلم عنه والذي تحتله جيوشه وتحكمه إيران التي تقتل وتعذب العراقيين هو المثال الديمقراطي في المنطقة وحسب تقرير بعثة الأمم المتحدة الأخير في العراق وإقرار الوزيرة العراقية المسؤوله " إن استخدام التعذيب والمعاملة اللاانسانية الأخرى في مراكز الاعتقال تحت إشراف وزارة الداخلية ووزارة الدفاع لا يزال قائما" . هل إن العراق "المستقر الديمقراطي" هو عراق إيران بشرطة أخلاقها "الباسيجي"، الذي قتل ما لا يقل عن 40 سيدة أو فتاة وعُثر على جثثهن في الشارع، خلال الأشهر الخمسة الأخيرة في مدينة البصرة، لأنهن لم يرتدين الحجاب. وقد قتلن بعضهن بمفردهن، والبعض الآخر قتلن برفقة أطفالهن". وعلى غرار ما تنتهجه شرطة الأخلاق الإيرانية في نظام الملالي الإيراني.

ألخلاصه من كل هذا,هو إن العراق "المستقر والديمقراطي" الذي يعنيه هو دوله المحاصصة والطوائف, دولة العاطلين عن العمل بمعدلات تصل إلى 60 بالمائة بالرغم من أنه دولة النفط الغنية . دولة اضطهاد حقوق المرأة والمواطنة. لقد أصبح من ألسهوله من معرفه حقيقة الوضع العراقي الذي هو بعيد كل البعد عن عراق "روبرت غيتس" "المستقر والديمقراطي" . انه بدون شك "عراق جيمس ببكر" عراق عصر ما قبل الحضارة الذي أُريد منه إن يصبح عاصمة الجهل والقتل وهذا لم يكن قد يحدث إلا بمساعده وبتواطئي إيراني عنصري وحاقد عن طريق موافقه أمريكيه بوضع حكومة إيرانيه في بغداد من أجل تخريب البلاد وتدمير عقولها ورسالة بلاد الرافدين الإنسانية العريقة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
لعنكم الله امة تستنكر لموتاها وتفرح لنزف دمائنا الازكى والاطهر

احمد مهدي الياسري
وكالة براثا للانباء

اكثر من 200 شهيد وعشرات الجرحى وكم هائل من الدمار في الممتلكات والارواح , هذه الصور للعراق الدامي في 24 ساعة دامية فقط موزعة بين يومين من ايام تشبه بعضها بعضا فيها الموت اصبح عادة وكرامة الابطال الصابرين منها الشهادة .. في ذات الساعات سقط في الجزائر بضع من ابنائها بايدي بغاة ابنائها وفجارهم ..
وحينما ابحر ابحث بين صخب وضجيج وكذب ونفاق وتدليس الامة التي تدعي انها عربية واسلامية وتنادي بوحدة الصف والقومية ووووماشاكل ذلك من سخافات اوصلتهم ورؤوسهم الى الحضيض لا بل مادون الحضيض ولم اجد سطراً او كلمة استنكار واحدة او شجب من اعلام او رجل او امراة او مسؤول اعرابي ولا اقل عربي لان الاعراب هي صفة هذه الامة الباغية التي يطالبنا بعض السفهاء والحمقى ان نخفف من لهجتنا معهم لانهم يحتاجون منا خطابا عقلانيا هادئا كما يقولون ..

هذه الامة ذاتها حينما سقط بضع من ابناء الجزائر بايدي ابناء الجزائر وتربية السلف التكفيري الوهابي مدرسة الضلالة والفساد ضج الملوك والامراء واصحاب التعاسة والمسؤولين وفتحوا اجندات التعازي واستنفروا الرسائل وقاموا بارسال التعازي والشجب والنحيب والاستنكار لا بل افردت كبريات الصحف الصفراء لهذا الحدث المساحات المتميزة واوقفت القنوات الفضائية بثها ونقلت الحدث مباشرة ...!!
اما في شهدائنا واشلاء اطفالنا ونسائنا وهم اضعاف مضاعفة فلن تجد جلفا قذرا منهم ارسل حتى كلمة تعزية واحدة او بيان او خبر هنا او هناك لا بل استنفر ابن ال سعود المصاب بلوثة الاهتزاز نتيجة تعاطي المخدرات سعود لا اسعد الله ايامه وساعاته زفر لسانه وقبيح قوله ومعه حثالة قطر وحثالة البحرين ليشتموا العراق ولينكلوا باجساد الشهداء متهمين اياهم مرة تلوا الاخرى بانهم وشعبهم لايستحقون ان يكون عرباً وااااااااااااااااااااه ليتني بمكانك يا ابا اسراء لاعلنتها واسمعت الدنيا صداها انني برئ من هذه الامة القذرة التي خاب من انتمى اليها وتاه من سار دربها وضل من امن بدينها .. ذلك دين المنقلبين على اعقابهم الى يوم الدين لن يضروا الله شيئا .
لن اطيل فالصورة اصبحت واضحة والامر بين واضحولكم ياشعبنا ياحرار الدنيا , يايهود يانصارى يابوذيين ياهندوس ياكفرة هل سمعتم بامة تستلذ بقتل خيرة الانام اطفال ونساء وشيوخ العراق العزل في اسواق ميسان وديالى وبغداد وووو وتستنكر ان يسقط لها كم نافق بايدي تريت وترعرعت بذات المدرسة والمال والخلق والدين المنحرف ..
اللهم اشهد ان هذه الامة اوصلتني ان اقول لا بل اشعر لا بل اتمنى ان ينصرالله اسرائيل وكل مستعمري الدنيا عليهم ..
اللهم اشهد ان هذه الامة اوصلتنا شعب العراق ان نقول ان تراب حذاء شارون لهو اطهر منها ومن ملوكها..
اللهم اشهد ان هذه الامة جعلتنا نقول اللهم انصر اسرائيل على مغتصبيها ابناء اللقطاء الاعراب..
اللهم اشهد ان هذه الامة اوصلتنا لان نستلذ حينما يسحق بني صهيون على رؤوسهم وعقالهم ورؤوس ملوكهم وامرائهم ..
اللهم اشهد اننا نضج ليل نهار بالدعاء ان يذل اللههذه الامة فوق ذلها وعارها ذلا وعارا ..
اللهم اشهد ان هذه الامة الباغية اوصلتنا شعب العراق اننا نتمنى لهذه الامة الهزيمة تلو الاخرى وان تنتهي الى حيث استحقاقها الالاهي وهو الدرك الاسفل من ازبال التاريخ ونيران الجحيم ..
تالله ان لعنكم لهو في فمي وقلبي وقلوب اليتامى والاحرار ليل نهار حتى قيام الساعة ..

اللهم ربنا اللعن هذه الامة حكامها ونعقة السلطان وكل باغ رضي ان تزهق ارواح العراقيين الطاهرة وكل من ندد بقتلاهم ورضي لنا ان تمضي جنائزنا وبواكيها اهليهم والاحبة والصابرين ولا احد منهم تدمع عينه عليهم ..
لعنكم الله امة باغية ترضى لنا الموت وتستنكره لمن صنعه لنا ولهم ..
اللهم اشهد اننا عشنا في زمان فيه امة باغية فاجرة تامر بالمنكر والضلالة والغي وتنهى عن المعروف والاحسان وتمنع ايتاء ذي القربى حقهم, كبيرهم فاجر وصغيرهم ابن حرام .
.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
قطار إدارة بوش على سكة «بيكر ـ هاملتون»
صبحي غندور
البيان الامارات
يبدو أنّ ما أشرت إليه في أكثر من مقال سابق هذا العام عن «خيارات إدارة بوش»، وعن «مفاوضات.. لا حرب مع سوريا وإيران»، وعن «عضّ أصابع.. لا حروب جديدة»، قد تأكّدت صحّة استنتاجه بأنّ إدارة بوش ستأخذ بالاضطرار، لا بالاختيار، بخلاصات التوصيات التي وردت في تقرير بيكر/هاملتون منذ سنة تقريباً.


وما يراه الآن البعض «مفاجأة» في مسار السياسة الأميركية بالشرق الأوسط وتجاه إيران، كان في تقديري أمراً متوقّعاً بعد نتائج الانتخابات الأميركية «النصفية» التي جرت في شهر نوفمبر من العام الماضي واستتبعها إعلان توصيات لجنة بيكر/هاملتون، ليكوّنا معاً (الانتخابات والتوصيات) علامة فارقة وضاغطة في اتجاهات السياسة الأميركية.


فانتخابات العام 2006 كانت صفعة أليمة على وجه إدارة بوش وعلى الحزب الجمهوري، كما كانت أشبه باستفتاء شعبي أميركي حول الحرب في العراق تحديداً وعلى عموم سياسات الإدارة، ممّا اضطرَّ الرئيس الأميركي إلى إجراء تعديلات فورية في إدارته كان أبرزها تنحّي وزير الدفاع رامسفيلد وإقالة جون بولتون من منصبه في الأمم المتحدة.


وهما معاً، كانا قطبين مهمّين لسياسة أيديولوجية فاشلة سارت عليها إدارة بوش في سنواتها الماضية. واستمرّ نائب الرئيس الأميركي تشيني في موقعه بحكم أنّه جاء للحكم مع الرئيس في انتخابات الرئاسة، وسوف يذهبان معاً في انتخابات نوفمبر في العام المقبل.


لكن الانتخابات التي كانت رسالة شعبية سلبية ضدّ سياسة الإدارة تزامنت أيضاً مع إعلان توصيات «بيكر/هاملتون» التي تضمّنت بديلاً استراتيجياً لسياسة الإدارة، وصدرت عن مجموعة من الأشخاص البارزين والمهمّين في السياسة الأميركية ويمثّلون «الجمهوريين» و«الديمقراطيين» معاً، فجاءت توصياتهم لتعبّر عن «المصالح الوطنية الأميركية» التي تضرّرت كثيراً من النهج الذي سارت عليه إدارة بوش.


لقد كان ممكناً أن يسير «قطار المحافظين القدامى والجدد» إلى أقصى مداه لولا إجباره على التوقّف أمام محطتيْ «الانتخابات» و«التوصيات»، ولم يكن ليردع هذه الطغمة التي حكمت أميركا ويلات سياساتها فقط، إذ إنّها كانت تراهن على مزيد من الحروب والصراعات.


لكن حيوية المجتمع الأميركي ووجود مرجعية شعبية تراقب وتحاسب، هي التي أجبرت إدارة بوش على وقف اندفاع «قطار المحافظين»، وعلى الاضطرار إلى السير في سكك جديدة، ولو في بطءٍ شديد، وهي المسارات التي حدّدتها «توصيات بيكر/هاملتون».


إذن، هو مزيج من الأسباب أدّى ويؤدّي إلى تحوّلات في سياسة إدارة بوش. فلا «الديمقراطية الأميركية» وحدها هي المسؤولة عن التحوّل، ولا انسداد الطرق أمام نهج الإدارة هو الدافع فقط، كلا الأمرين معاً هما وراء ما نشهده الآن من بوادر اعتماد الدبلوماسية والمفاوضات بدلاً من نهج الحروب والتصعيد في الأزمات.


وهكذا هو السياق في سياسات الإدارات الأميركية السابقة، إذ إنّ التحوّل يحدث حينما يمتزج الفشل في السياسة الخارجية مع مردود سلبي في الحياة السياسة الداخلية ووسط المجتمع الأميركي. والحرب الأميركية في فيتنام كانت خير مثال على ذلك.


طبعاً، يبقى الأساس في أي تحوّل بالسياسة الخارجية هو معيار النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف (وليس في حجم الخسائر فقط). ووفق هذا المعيار، فإنّ إدارة بوش فشلت في حروبها وسياساتها في كلٍّ من العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين، ولم تستطع حليفتها إسرائيل أيضاً تعويض هذا الفشل بل زادته خسارة في أكثر من مجال.


ولم ينجح الجبروت العسكري الأميركي والإسرائيلي في القضاء على حركات المقاومة ولا في إضعاف الدول الإقليمية المؤيّدة لها. وكان ذلك، ولا يزال، العامل الأهم في اضطرار إدارة بوش إلى مراجعة مسار السياسات الفاشلة.


وكانت أولى تباشير التحوّل في نهج إدارة بوش، هي المفاوضات المباشرة مع كوريا الشمالية، (رغم اعتراض كتلة من المحافظين على ذلك)، ثمّ في إجراء مفاوضات محدودة مع طهران ودمشق تحت مظلّة موضوع العراق، وصولاً إلى مؤتمر أنابوليس الذي شاركت فيه سوريا، وإلى تقرير أجهزة الاستخبارات الأميركية حول توقّف إيران عن تصنيع سلاح نووي منذ العام 2003.


ولم يكن ممكناً إعلان هذا التقرير الاستخباراتي لولا موافقة البيت الأبيض على ذلك، وترجمة ذلك سياسياً تعني أنّ الرئيس الأميركي حسم الآن ما كان أمامه من رؤى متضاربة بشأن الموقف من إيران.


فالإدارة كانت قبل «توصيات بيكر/هاملتون» تسير في نهج تصعيدي عسكري وسياسي ضدّ طهران ولم تكن في وارد المفاوضات معها، واستمرّت هذه الرؤية فاعلة داخل الإدارة من خلال موقع نائب الرئيس تشيني في مواجهة رؤية قائمة في وزارتي الخارجية والدفاع، تدعو إلى تنفيذ ما جاء في توصيات بيكر/هاملتون.


ويبدو أنّ الموقف من إيران كان أشبه بمسك ختام في سلسلة التراجعات الحاصلة في نهج إدارة بوش، وفي كيفيّة التنفيذ البطيء الممرحل لتوصيات بيكر/هاملتون، والتي دعت إلى اعتماد أسلوب المفاوضات المباشرة مع خصوم واشنطن، وإلى إقامة مؤتمرات دولية وإقليمية للتعامل مع شبكة من القضايا، وإلى تغليب نهج الدبلوماسية والتعاون الدولي والإقليمي في معالجة الأزمات المشتعلة.


وهذا التحوّل الجاري الآن في نهج الإدارة الأميركية لا يعني برداً وسلاماً فورياً في أزمات الشرق الأوسط، بل إنّ صراع الإرادات سيستمرّ بأشكال مختلفة إلى حين التوصّل إلى صيغ مقبولة من كل الأطراف الفاعلة في هذه الأزمات، لكن ما هو الآن في حال التعطيل أو التجميد، هو الخيارات العسكرية التي كانت تُلوّح بها إدارة بوش، وهو أيضاً الرؤية الأيديولوجية التي كانت ولا تزال تضغط باتجاه تغييرات جذرية في حكومات وكيانات معاً في منطقة الشرق الأوسط.


ويراهن النهج الجديد الآن في إدارة بوش على فرض تسويات سياسية تضمن المصالح الأميركية والوجود العسكري/الأمني الأميركي في المنطقة بشكل اتفاقيات تفرزها هذه التسويات.


فهناك مراهنة أميركية الآن على إمكان حدوث تسوية سياسية في الجبهة السورية/الإسرائيلية خلال العام 2008 تنعكس على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، وتؤدّي إلى تحجيم التأثير الإيراني في هذه الملفات، وإلى اضطرار طهران إلى القبول بهذه التسويات.


وترى واشنطن أنّ النجاح في هذا التوجّه الجديد في ملفات الصراع العربي/الإسرائيلي سيؤدّي حتماً إلى إفرازات ونتائج إيجابية داخل العراق وفي أوضاعه الأمنية والسياسية.


وأعتقد أنّ الأولوية غير المعلنة الآن في التوجّه الجديد لإدارة بوش ستكون الملف السوري/الإسرائيلي وليس الملف الفلسطيني كما هو ظاهر التحرّك الأميركي الراهن. فالتسوية على الجبهة السورية/الإسرائيلية، وما سيرافقها على الجبهة اللبنانية، تعني شمولية التسويات في كل الدول المحيطة بإسرائيل، وستؤدّي إلى إضعاف النهج الفلسطيني المعارض لقيادة السلطة الفلسطينية، والذي يجد متنفّساً له في الساحتين السورية واللبنانية.


وسيكون من السهل بعد ذلك التعامل مع القضايا الكبرى في الملف الفلسطيني والتي تعيق إعلان الدولة الفلسطينية. أمّا بالنسبة لإيران، فإنّ استمرار اللهجة السلبية الأميركية تجاهها، رغم ما ورد في تقرير أجهزة الاستخبارات، فهدفه هو مواصلة الضغوط لبناء أرضية مناسبة للمفاوضات معها عاجلاً أو آجلاً!.


ما هو مُهمَّش في الاهتمامات الإعلامية العالمية حينما يتمّ الحديث عن مخاطر الملف النووي الإيراني، أنّ الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تدعو إلى التصعيد العسكري ضدّ إيران، هي إسرائيل التي وحدها تملك السلاح النووي في المنطقة، وبأنّ أميركا التي تقود الحملة ضدّ الملف النووي الإيراني هي الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي في تاريخ الحروب البشرية!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
العراق الذي غاب عن “أنابولس
معن البياري
الخليج الامارات

يحتار المراقب لما جرى في أثناء ملتقى أنابولس وما بعد انفضاض سامره في المنجز الذي تطلع إلى تحقيقه، فإطلاق مفاوضات بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل” لا يحتاج إلى كل المهرجانية الدولية التي أرادتها إدارة جورج بوش فيه، لا سيما وأن التفاوض بين الجانبين لم ينقطع على الرغم من كل شيء، ولا يبدو أنه سينقطع بعد تنشيط حكومة إيهود أولمرت الاستيطان في جبل أبو غنيم في القدس المحتلة، الأمر الذي اعتبرته السلطة نقضا لتفاهمات “أنابولس”، ورأته واشنطن لا يخدم مناخ الثقة، أما “إسرائيل” فلم تكترث. وتزيد هذه الواقعة من افتقار ملتقى أنابولس لأي قيمة، وهو الذي افتتحه جورج بوش بقراءة بيان مقتضب مرتجل أنجزه فريقا محمود عباس وإيهود أولمرت قبل نحو ساعة من إشهاره ولم يكن ثمة وقت لطباعته، كان في محله إيضاح أحدهم أن التفاهمات في الوثائق الموقعّة بين فريقي أنور السادات ومناحيم بيغن قبيل كامب ديفيد كانت أكثر عمقاً منه.

لم تكسب أي من الدول العربية التي لبت الدعوة الأمريكية وحضرت الاجتماع المذكور شيئاً، ويمكن القول إنها لم تخسر شيئاً، إذا ما استثنينا سوريا التي كسبت جولة في كسر العزلة التي يتم فرضها عليها، وصافحت كوندوليزا رايس نائب وزير الخارجية فيصل المقداد وطلبت منه نقل تحياتها إلى الوزير وليد المعلم. وخسرت الحكومة اللبنانية بحضورها مناسبة كان من الممكن أن لا تزيد التباعد بينها وبين معارضيها. وخاب أمل تسيبي ليفني في “إنجاز” مصافحات مع مسؤولين عرب في دول الخليج. وموجز القول إذن أن “أنابولس” كان من لزوم ما يلزم، وأن المشاركة في أعماله نافلة لا جدوى جديّة منها. واللافت أن حكومة العراق رأت هذا الرأي وآثرت الغياب وعدم تلبية الدعوة التي تلقاها وزير الخارجية هوشيار زيباري من رايس، ومر الأمر مرور الكرام، ولم يحظ بضوء كاف عليه، ربما لأن الخارجية الأمريكية لم تر في المسلك العراقي ما يبعث على الزعل أو الاهتمام، وأفيد أن زيباري ترك الرد على الدعوة لنائبه لبيد عباوي الذي رأى أن مشاركة بلاده في “أنابولس” إن تمت ستكون معنوية فقط، حيث موقف بغداد واضح من ناحية دعم الرئاسة الفلسطينية ومحمود عباس، ولا داعي لتجشم الحضور الشكلي إياه، وهكذا غابت الحكومة العراقية عن محفل أنابولس وقد دعيت إليه. ويلفت المعلق الأمريكي توماس فريدمان انتباهنا إلى أن الحكومة الكويتية غابت أيضا، بعد أن طلبت عدم توجيه دعوة إليها، ويرى في غياب الكويت والعراق عن “أنابولس” مكمناً للغرابة، بالنظر إلى أن القوات الأمريكية ساهمت في تحريرهما من قبضة صدام حسين، بحسب تعبيره، وتستضيفان معظم القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة، وفيهما برلمانان منتخبان.

يخمن المراقب، وليس بين يديه تصريح حكومي يوضح المسألة، أن وراء طلب الكويت عدم تلقي دعوة إلى “أنابولس” حسابات حكومية مع قوى في البرلمان. ويكاد المراقب نفسه يغبط الخارجية العراقية على حسن إدراكها لطبيعة الملتقى، ثم يكاد يحترم موقف الغياب، غير أن مقالة شديدة الأهمية نشرها كامران قره داغي، وهو مستشار للرئيس جلال طالباني ومدير مكتبه إلى وقت قريب، تجعلنا نعدل عن تلك الغبطة وذلك الاحترام. فالرجل يفترض أن الملتقى الأمريكي الدولي العربي “الإسرائيلي” بشأن السلام في الشرق الأوسط في ميريلاند هو لدعم الفلسطينيين الذين يكفيهم من بغداد حاليا أنها مع الرئيس محمود عباس. ويفتتح مقالته التي نشرت في “الحياة” في 9 الشهر الحالي بتوضيح أن الموقف العراقي الرسمي من مؤتمر أنابولس عبر عن لامبالاة واضحة تجاه “قضية” العرب الكبرى، بحسب تعبيره حرفياً. ويمضي في إيضاحه أن هذه القضية لم تكن أبداً موضوعاً للبحث ولو مرّة في عشرات الاجتماعات على أعلى المستويات التي شهدها شخصياً بحكم عمله إلى جانب طالباني، ما يعود بحسب كامران قره داغي إلى “اتفاق” معظم العراقيين على أن القضية لا تستحق اهتماماتهم، وأن الموقف غير الودي، حتى لا يقال العدائي، من الفلسطينيين في العراق هو الثمن الذي تحتم عليهم أن يدفعوه بسبب انحيازهم إلى نظام صدام حسين.

كان يمكن أن تؤخذ حكاية لا مبالاة العراقيين تجاه الموضوع الفلسطيني من باب أنه ليس لديهم فائض من الوقت والعواطف وهم ما يغالبون أوضاعاً شديدة التعاسة في ظل احتلال قاس واحتراب أهلي وإرهاب دام وفوضى عظيمة وفساد كبير وجرائم غير هيّنة وخراب وفير، غير أن قره داغي لا يأتي على شيء من ذلك، ليس لموقعه قريباً من طالباني، بل أيضا لأنه كان من رؤوس العمل الدعائي الذي كان يحرض على قيام الحرب الأمريكية لإسقاط صدام. إنه يذهب في مقالته الكاشفة إلى أن أكراد العراق، وهو منهم، هم من باتوا حالياً الأكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين وقضيتهم، بل واستعداداً لحماية المقيمين منهم في العراق، ويحاول إقامة تماثل بين القضيتين الكردية والفلسطينية، ويذكّر بانتساب شبان أكراد غير قليلين للمقاومة الفلسطينية. وفي السياق، يرى وجاهة في قول مسعود البارزاني إن العلاقات مع “إسرائيل” ليست جريمة طالما أن دولاً عربية كثيرة تقيمها.

المفارقة في الأمر، وهو عويص على أي حال، أن أسباباً باتت وجيهة في السنوات الأخيرة لازورار بعض العرب عن الموضوع الفلسطيني، وكان يمكن لمقالة كامران قره داغي أن تكون أكثر إقناعا لو جاء على بعضها، ومنها هذا الحال المخزي بين حماس وفتح، وهذه الشناعة التعيسة التي بلغتها الوطنية الفلسطينية عموماً، والتي تكاد تصل إلى الاحتضار. يتواقت هذا الحال مع وجود عراق آخر، ترى حكومته في “أنابولس” دعماً للفلسطينيين، من النافل تأكيده فيما هي تدعم محمود عباس. وهذه واقعة مستجدة ترتبط حكماً بتفاصيل عراقية أخرى تنتسب في تقدير حصيف إلى فانتازيا لم تكن متخيلة يوماً. ترى، هل كان مطلوبا أن يتحطم العمق العراقي بالذات للقضية الفلسطينية؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12

بغدادُ... "الوردة" في تاريخ الحضارة!

محمد عارف

الاتحاد الامارات

حضرتُ الأسبوع الماضي اجتماعين علميين عن بغداد والعراق. كان الأول في البرلمان البريطاني في لندن، والثاني في ضواحي باريس، بمنزل أحد أبرز مؤرخي العلوم والفلسفة العربية والإسلامية. لم يناقش اجتماع لندن إحصائيات قتلى العراقيين، وقد بلغ عددهم نحو المليون، حسب تقديرات المجلة الطبية البريطانية "لانست"، ولم يعرض نتائج البحوث عن آثار استخدام قذائف "اليورانيوم المنضب" و"القنابل العنقودية"، ولم يتطرق إلى التعويضات التي ينبغي على لندن دفعها للضحايا بموجب القوانين الدولية والبريطانية، وصمت عن واجب دول التحالف بموجب اتفاقيات جنيف فيما يتعلق بالإنفاق على إيواء أربعة ملايين لاجئ عراقي.



اقتصر الاجتماع على بحث "فكرة العراق" المتسلطة على أذهان الساسة البريطانيين، والتي توهمهم بأن لندن أنشأت العراق في القرن الماضي، وستعيد إنشاءه كما تشاء. و"فكرة العراق" هو عنوان المحاضرة التي ألقاها في البرلمان البروفيسور "هيو كنيدي"، أستاذ العربية في "كلية الدراسات الشرقية" في جامعة لندن، ومؤلف كتب عدة في التاريخ، أحدثها بعنوان "كيف غيّر انتشار الإسلام العالم الذي نعيش فيه؟".



استشهد البروفيسور كنيدي بمصادر تاريخية عدة تبين أن العراق كان يُدعى عراقا، وسكانه يُدعون عراقيين منذ القرنين السابع والثامن الميلاديين على أقل تقدير، وكان الإمام علي رضي الله عنه يخاطبهم بهذا الاسم، ويشير إلى ولائهم لأرض العراق، كذلك كان يفعل كل من يتحدث عن العراقيين أو يخاطبهم، من عمرو بن العاص، والحجاج بن يوسف الثقفي، وحتى الرحالة ابن بطوطة.
أيُّ بلد كالعراق احتل مركز الحضارة العالمية مرات عدة؟ وأيُّ مدينةٍ كبغداد أصبحت عاصمة العالم الثقافية طوال خمسة قرون متواصلة؟

وليس هناك مكان أنسب من البرلمان البريطاني للعمل بحكمة الكاتب الهزلي الفرنسي موليير: "الأحمق العارف أعظم حُمقاً من الأحمق الجاهل". وقد عملت بحكمة موليير حين وجهت ثلاثة أسئلة للبروفيسور كنيدي. السؤال الأول عمّا إذا كان الأفضل بدلاً من إيراد مراجع ونصوص حول وجود العراق والعراقيين بالاسم قبل نحو 1400 عام، استقراء الواقعة "الجيوبوليتيكية" التي تعيد إنتاج البلد وسكانه منذ أقاموا أول الحضارات الإنسانية قبل نحو 10 آلاف عام؟.. والسؤال الثاني كان حول وجود "عراقَين" يتردد ذكرهما لدى الرحالة والمؤرخين منذ القرون الوسطى على الأقل: "عراق العرب" و"عراق العجم"؟.. والسؤال الثالث ليس مهماً، ويهدفُ، كالسؤالين الأولَّين لتسلية أكاديميين عراقيين شباب حضروا الاجتماع. فأفضل المؤرخين بالنسبة لحكومات لندن "كذباب الخيل"، حسب تصريح المؤرخ البريطاني المعروف "سيمون شاما" لتلفزيون "بي بي سي". ذكر ذلك في التعليق على المطالبة بتعيين مستشار رسمي للدولة لشؤون التاريخ. ولعل رئيس الوزراء السابق توني بلير كان يتسلّى بنش "ذباب الخيل" عندما حذّره المؤرخون الذين استدعاهم للتشاور قبل الحرب من "أن غزو العراق سيكون أكثر صعوبة جداً مما قد جعلوه يعتقد"، حسب "توبي دودج"، أستاذ التاريخ في جامعة لندن. والانتقال في اليوم التالي من البرلمان البريطاني وسط لندن إلى منزل العالم المصري رشدي راشد في ضواحي باريس، كالانتقال في القرون الوسطى من بريطانيا المتخلفة إلى بغداد، عاصمة الثقافة والعلوم العالمية. فبغداد بالنسبة للبروفيسور راشد الذي مُنح هذا العام "جائزة الملك فيصل العالمية"، ليست مكاناً محدداً في التاريخ والجغرافيا، بل هي قلب كتبه الستين، وأبحاثه التي يربو عددها على المائة، والمنشورة في أبرز الموسوعات والمراجع في تاريخ الحضارات والعلوم والفلسفة. وتحتل بغداد الحيّز الأكبر من موسوعة "تاريخ العلوم عند العرب" التي أشرف على تحريرها، وصدرت بالفرنسية والإنجليزية والعربية، وتشكل بغداد موضوع كثير من كتبه المنشورة بمختلف اللغات العالمية، وبينها "علم المناظر وعلم انعكاس الضوء"، و"الجبر والهندسة في القرن الثاني عشر"، و"تاريخ الرياضيات العربية بين الجبر والحساب"، و"تاريخ الرياضيات التحليلية". وتنتشر مؤلفات علماء وفلاسفة بغداد في كل ركن من منزله الشخصي، المخصص بالكامل للكتب، وتمتد إلى رفوف مسكنه العائلي، ومزرعته خارج باريس. وعندما يتحدث البروفيسور راشد عن الكندي والخوارزمي وثابت بن قُرة والأشقاء الثلاثة من أسرة "بنو موسى"... أشعر كأنه تناول الفطور معهم قبيل لقائنا في مقهى الضاحية بباريس. وأكاد أسمعهم يئنون بقلبه، ويفكرون بعقله. وهذه ليست محض عاطفة أشعلها احتلال بغداد، بل هو منهجه العلمي الذي يقول عنه في "موسوعة تاريخ العلوم العربية" إنه "من أجل معرفة وافية بالعلم العربي، لا بد من إرجاع هذا العلم إلى إطاره، إلى المجتمع الذي رأى فيه النور بمستشفياته ومراصده وجوامعه ومدارسه... فكيف يمكن فهم تطوراته إذا غابت عن بالنا المدينة الإسلامية ومؤسساتها ووظيفة العلم فيها وأهمية الدور الذي استطاع أن يلعبه؟.. إنه لتفكير ضروري لن يلبث أن يبدد آراء خدّاعة وليدة الجهل، متأصلة إلى يومنا، ما زالت تقوقع العلم ضمن هامشية مزعومة حول تخوم هذه المدينة، أو ترصد انحطاطا علمياً وهمياً ابتداءً من القرن الثاني عشر كنتيجة لردة كلامية دينية متخيلة".وكان الله في عون أعضاء لجان الجوائز العالمية التي مُنِحت للبروفيسور راشد. فهو يتحدّى التصنيف، كعالم رياضيات، أو كمؤرخٍ للعلوم، أو فيلسوف. ولعل مجموع قدراته، كعالم وفيلسوف ومؤرخ، قادته إلى حقائق "غافية" في قلب التاريخ، كالكشف عن أن "الحضارة الهيلينية" هي في الواقع حضارة المنطقة العربية الإسلامية، وفي قلب تراثها كانت "تغفو" نصوص علوم الفلك والكيمياء والطب التي أيقظها فيما بعد العلماء العرب والمسلمون.



تاريخ وفلسفة العلوم العربية الإسلامية يتحدّى بالعراق وعاصمته بغداد، كما تتحدّى بالوردة أغنية الرقص الأندلسية: "هنا الوردة فلنرقص هنا"!... فأيُّ بلد كالعراق احتل مركز الحضارة العالمية مرات عدة؟ وأيُّ مدينةٍ كبغداد أصبحت عاصمة العالم في الثقافة والمثقفين على مدى خمسة قرون متواصلة؟.. يذكر ذلك ديفيد كينغ، أستاذ تاريخ العلوم في جامعة غوته في ألمانيا، في محاضرته الاحتجاجية ضد الغزو الذي دمّر بغداد عام 2003 كما دمّرها المغول في القرن الثالث عشر. ويعلن البروفيسور كينغ أن المخطوطات المحفوظة خارج العراق كشفت خلال العشرين سنة الماضية معلومات جديدة عن فتوحات بغداد في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين في علوم الفلك والجغرافيا والرياضيات والترجمة. ويذكر البروفيسور كينغ أن هذه المخطوطات احتوت أقدم الجداول في علم المثلثات، وأقدم الدفاتر الفلكية بالعربية، وتضمنت معلومات جديدة عن أفضل من كتب العلوم بالعربية، كالخوارزمي، وحبش الحاسب، وثابت بن قُرّة. وعثر العلماء فيها على أول الجداول التي تحدد مواعيد الصلاة، بواسطة طول الظل، والشفق، وأول الجداول لتحديد أوقات النهار بواسطة الشمس والليل بالنجوم، وأول الجداول التي تعيّن اتجاه مكة لجميع خطوط الطول والعرض، وأول الجداول لتنظيم التقويم الإسلامي القمري، وأول جداول خطوط العرض والطول الجغرافية، وأول خريطة للعالم بالعربية، وأول قياسات إسلامية "جيودستية" لشكل الأرض وسطحها، وأول تاريخ فلكي بالعربية، وأول مواضيع فلكية، حول التعرف على بغداد، وطول عمر الإنسان، وأمور أخرى، وأول قبة سماوية إسلامية مرسومة في إسطرلاب مصنوع في القرن العاشر
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
حنان وحنين وصدام!!
علي أحمد البغلي
القبس الكويت
عمر واكد ممثل مصري شاب، شكله يعيدك للزمن المصري الجميل، فهو يذكرك بعمر الشريف واحمد رمزي في فيلم 'ايامنا الحلوة'، هذا الشاب الذي حصل على دور في مسلسل عالمي تموله مؤسسة بي بي سي B.B.C البريطانية الاعلامية مع ممثلين عالميين. اسم المسلسل السياسي المهم 'بين النهرين'.. والاهم من ذلك ان احداث المسلسل المصري تدور حول المقبور صدام حسين! الامر الذي احدث ضجة في المجال الفني المصري، فالكثير من الفنانين في مصر حجوا لصدام حسين، لا من فرط اعجابهم بمنجزاته القمعية، ولكن لحبهم لدولاراته النفطية!! هؤلاء وغيرهم ممن اغاظتهم الاطاحة بصدام من قبل الاميركان، ثم تشويه صورته في جحر الفئران، واعدامه في عيد الاضحى المبارك الفائت، هؤلاء حقدوا على عمر واكد، لان المسلسل سيشوه سمعة صدام بنظرهم!! هو امر غير مستغرب من اخواننا العرب والمسلمين، الم يقم الفلسطينيون والاردنيون والتونسيون والسودانيون وغيرهم برفع صوره، والاحتجاج على 'تهزيئه'؟! ولماذا نذهب بعيدا، هناك من اهل الكويت من اعمت بصرهم وبصيرتهم الاصولية المتزمتة الطائفية احتجوا وبأصوات تخلو من الحياء، عند اعدام صدام حسين في عيد الاضحى فمن اين كانوا يتوقعون ان يستورد العراق جلادين لازهاق روح صدام الشريرة أمن السويد او النرويج؟! وهل حسب صدام في اعداماته الجماعية لمئات الالاف من شعبه وغيرهم حسابا للاشهر الحرم او الايام الحرم؟ الم يغز الكويت في محرم الحرام؟!
نرجع للممثل المصري الشاب عمر واكد، الذي احيل الى التحقيق في نقابة المهن التمثيلية المصرية، وسبب التحقيق المعلن معه ليس لتشويه صورة صدام هذه المرة، فقد تم ايجاد سبب اخر هو تمثيله لدور في مسلسل 'بين النهرين' مع ممثل اسرائيلي من اصل عراقي اسمه ايغال ناؤور!! لجنة التحقيق اوصت بحفظ التحقيق بعد اجرائه، لتفاهة التهمة الموجهة للممثل الشاب، الذي اتهم بالتطبيع! حيث ان علم اسرائيل يرفرف في سماء القاهرة.. فضلا عن اشتغال عشرات العمال والشباب المصريين في اسرائيل. كما تذكرت لجنة التحقيق حتما تمثيل عمر الشريف دور البطولة في فيلم 'فتاة مرحة' مع الممثلة اليهودية المتعصبة بربارا سترايسند! ومع ذلك تم احتضانه والترحيب به في بلده مصر وتمثيله مؤخرا مسلسل 'حنان وحنين'!!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
14
حكومة المالكي وخيارات العراقيين
د. حامد الحمود
القبس الكويت

على الرغم من التفجيرات الأخيرة، التي أودت بحياة أعضاء من مجلس الصحوة في ديالى والموصل، فإن موجات العنف في العراق هي أقل نسبيا، حتى ان هذا الهدوء النسبي أعاد الحيوية إلى الكثير من أحياء بغداد، التي من مظاهرها ان أصبح الأطفال يترددون على الحدائق مع الكبار الذين يصرفون أوقاتا أطول في المقاهي. وهناك اجماع على ان السبب الرئيسي لانخفاض العنف هو ان الشارع السني في العراق أدرك ان حضانتهم للجماعات التكفيرية أخذت تدمر فرص مشاركتهم في الحياة السياسية، وعرضتهم للقتل الطائفي من الأحزاب الشيعية وفي كثير من الأحيان من الشرطة العراقية نفسها. لذا كان تشكيل 'مجالس الصحوة' في الأنبار وبغداد وديالى وتعاونهم مع القوات الأميركية في طرد أفراد الجماعات التكفيرية، أهم تحول سياسي واجتماعي منذ سقوط النظام السابق، ساهم في اعادة الأمن النسبي في كثير من مناطق العراق. والأهم من ذلك، كان هذا التحول تحررا أو اثباتا على ان الفكر الإسلامي التكفيري، هو فكر أو مرض طارئ على نمط التفكير الإسلامي السني في العراق، أصاب البعض بسبب صدمة الاحتلال، لكن هل يمكن التعويل على هذا التحول لبناء سلم أهلي في العراق، حيث ان الدلائل غير مشجعة، فحتى كثير من السياسيين العراقيين غير متفائلين بتحقيق سلم وازدهار قريب. فقد صرح برهم صالح نائب رئيس الجمهورية لصحيفة النيويورك تايمز، بأن ما تشهده الساحة العراقية على المستوى الأمني ما هو الا هدنة وليس بسلام. وقد كرر التصريح نفسه النائب في البرلمان الشيعي المستقل داود قاسم. ولا يمكن اختزال أسباب هذا التشاؤم إلى سبب أو اثنين، لكن من أهم اسبابه استمرارية حكومة المالكي على الرغم من الفضائح التي انبعثت منها والتي كانت واحدة منها ستطيح بحكومات أخرى حتى في دول العالم الثالث. وسنتطرق الى فضيحتين كشف عنهما في الأيام الأخيرة لاظهار مدى ضعف الحكومة وعمق فسادها:
الأولى، تتعلق بقتل المرضى في مستشفيات بغداد، والثانية حول تزوير الشهادات الجامعية لكبار الضباط والمسؤولين في الدولة. الفضيحة الأولى، التي تقشعر لها الأبدان، وتشمئز منها النفوس وتدينها العقول هي ما كشف من جرائم ارتكبت في حق المرضى السنة في مستشفيات اليرموك، وابن النفيس والنور في بغداد، والمتهم بالتخطيط والتنفيذ لها وكيل وزارة الصحة حاكم الزاملي، ومدير الأمن في الوزارة حميد الشمري اللذان تم اعتقالهما في مارس الماضي. وهذه الجرائم التي ارتكبت بحق المئات من المرضى كانت من البشاعة لأن توحي لمئات من أفلام وقصص الرعب. فقد أظهر التحقيق الذي أشرفت عليه القوات الأميركية ان كثيرا من المرضى السنة الذين كانوا يدخلون المستشفى لجروح بسيطة بسبب مرض عادي يخرجون بعد أيام قليلة جثثا هامدة. وقد أخبر رجل شيعي المحققين انه كان قد نقل جاره السني الى المستشفى ليعالج من جروح بسيطة، والذي أعلمه الطبيب المعالج انه سيشفى وان يأتي بعد يوم لاصطحاب جاره، لكن صدم عندما أخبر بوفاته في اليوم التالي. وقد علم بعد ذلك ان أفرادا من جيش المهدي قد خنقوه في سريره. وقد كانت هناك أوامر للأطباء والممرضين انه اذا كان هؤلاء المرضى في خطر فليتركوا ليموتوا، اما اذا كانت حالتهم جيدة نسبيا، فسيتم تسليمهم لرجال من التيار الصدري. وشمل ذلك حتى الزائرين للمرضى. وقد طالت الجرائم كل من احتج على هذه الممارسات البشعة من عاملين وممرضين وأطباء بمن فيهم عمار الصفار، وهو وكيل وزارة كذلك، والذي اختفى بعد ان عارض هذه الممارسات. اما الفضيحة الأخرى والتي تختلف في طبيعتها، فكانت توظيف الآلاف في وزارات الدولة باعتماد شهادات جامعية مزورة، وقد اعترفت وزارة الداخلية بأن تسعة آلاف من الضباط والموظفين في رئاسة الحكومة شهاداتهم مزورة. وقد تم القبض على شخصية مهمة كانت وراء عمليات التزوير وسلم إلى القوات الأميركية مخافة تهريبه. واحتوت قائمة الحاصلين على شهادات مزورة أسماء عدد من مستشاري مجلس الوزراء.
هذا، ومع انه قد مضى حوالي خمس سنوات على الاحتلال وحوالي ثلاث سنوات على تشكيل الحكومة، فإنه مازال الدور الأميركي محوريا ليس في تحقيق الأمن فقط، وانما كذلك في تحقيق العدالة بحيث يمتد من المحافظة على حياة الشهود وسلامة القضاة إلى إدارة محطات البنزين، فقد لوحظ أخيرا ان محطات البنزين التي يمتنع العاملون فيها عن ابتزاز السائقين هي فقط تلك التي تكون بمقربة من نقطة تفتيش أميركية، ولكن وعلى الرغم من الفضائح والفساد المستشري، والذي جعل العراق في المرتبة 178 في لائحة الشفافية، التي تضم 180 دولة والمعدة من قبل المنظمة العالمية للشفافية، وتدهور الأمن والاقتصاد وشيوع البطالة التي تصل الى اكثر من 40%، فإنه ليس هناك تحد حقيقي لحكومة المالكي ضمن التركيبة الطائفية لمجلس النواب العراقي. فكتلة الائتلاف الشيعية، التي تشكل شبه غالبية في المجلس منشقة على نفسها بتنافس حاد بين التيار الصدري والمجلس الأعلى وهما الكتلتان الرئيسيتان فيها، التي كثيرا ما يتحول هذا التنافس بينهما إلى قتال شوارع واقتحامات لمقار حزبية في البصرة والعمارة وكربلاء والنجف ومدن جنوبية أخرى. لذا فإن ديمومة نوري المالكي والذي يمثل ويرأس حزب الدعوة كذلك، معتمدة بشكل كبير على ديمومة الخلاف الدموي بين كتلتي الصدر والحكيم. لذا فإن حزب الدعوة ورئيسه نوري المالكي سيظل المنسق المقبول بين التيارات الشيعية المختلفة ضمن قائمة الائتلاف محافظا على منصبه رئيسا للوزراء.
فالمراقب للشؤون العراقية لا يسعه الا ان يتفق مع برهم صالح نائب رئيس الجمهورية، وقاسم داود العضو في مجلس النواب، بأن ما يشهده العراق من انخفاض نسبي في مستوى العنف لا يعدو كونه هدنة. فالسلام الحقيقي يحتاج الى تحولات في الرؤية والفكر لم تظهر بوادرها على التيارات الشيعية المسيطرة على الحكومة ومجلس النواب، فكثير من أفرادها مازال عبدا لخوفه من البعث أو سيطرة السنة على الحكم أو حتى من شبح صدام. فالأحزاب الشيعية تسيطر الى حد كبير على الحكومة المركزية وتجفل في الوقت نفسه من ذاكرة مركزية بغداد في إدارة شؤون العراق، كما ان التحرر الذي طرأ على رؤية أهالي مدن الأنبار وديالى وأحياء بغداد ذات الغالبية السنية وطردها تكفيريي القاعدة لم يقابله تحرر مقابل من سطوة التطرف الشيعي في الجنوب. وستظل التحولات هامشية ما لم تحدث مراجعة للرؤى والاهداف لدى أهل جنوب العراق الذي أصبح عاقرا الا من ولادة أحزاب شيعية أكثر تطرفا، وإلا كيف تقتل أخيرا أربعون امرأة في البصرة وترمى جثثهن في الشوارع لعدم التزامهن بالزي الإسلامي، وقد كان ان حصلت جرائم شبيهة في الفلوجة خلال سيطرة 'القاعدة' عليها، فهناك تشابه في أحكام تكفيريي السنة وتكفيريي الشيعة على المرأة المتبرجة أو غير المحجبة. هذا ومع ان ممثل التيار الصدري في البصرة قد أدان هذه الجرائم، لكنه ما كان لهذه الجرائم ان ترتكتب من دون سطوة التيار الصدري والمجلس الأعلى، اللذين فرضا فكرا ظلاميا على المرأة مقيدا لحريتها، ما خلا حريتها في الندب والبكاء. ففي فضاء اجتماعي وسياسي سوداوي محضرا الإنسان للموت لا للحياة، تسيطر عليه الأحزاب الدينية الشيعية المتعطشة للسلطة، لا يمكن ان يظهر في هذا المجتمع الا تيارات حزبية دينية أكثر تطرفا وأكثر قيدا وكرها للنساء.
ان مستقبل العراق لن تحدده هذه الهدنة الناتجة عن طرد مقاتلي 'القاعدة' من بغداد والأنبار بقدر ما يحدده مدى التغيرات التي ستطرأ على رؤية أهل جنوب العراق وآمالهم التي تتطلب مراجعة جريئة للدمار الذي أحدثته هذه التيارات الحزبية الشيعية على عقولهم وعواطفهم ورؤاهم. وقد تكون بداية التغيير بأن يزداد تأثير مرجعيات شيعية تنأى بنفسها عن العمل السياسي، مما سيشجع على تكوين تنظيمات سياسية متحررة من الدين والصبغة الطائفية ومحررة أهل الجنوب. آنذاك، سيكون هناك للعراقيين خيارات عن حكومة نوري المالكي، وعندها ستكون هناك خيارات أفضل يلتقي حولها أهل العراق.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
15
حربان تثقلان كاهلنا
شارلي ريس
أنتي وور


حسنا ، كان يجب أن تكون هناك ضربتان كي تتصدى للزبد الخارج من افواه مروجي الحروب. ويجب أن لا يكون مفاجئا أن الأشخاص الذين دعوا وهللوا لحرب العراق هم ذاتهم الذين يهللون ويدعون لحرب إيران. فأسلحة الدمار الشامل التي روجوا لها كثيرا في العراق لم تكن موجودة ، وظهر الآن أن برنامج الأسلحة النووية الإيرانية ، الموضوع الأخير لجعجعتهم ، غير موجود ، وفقا لإجماع وكالات الاستخبارات الأميركية الستة عشر.

وظهر أيضا أن محمد البرادعي ، المدير العام لوكالة الطاقة الذرية الدولية ، الذي حاول بشجاعة إخبار الشعب الأميركي الحقيقة ، كان محقا. كما كان محقا حيال العراق. وهو محق حيال إيران. وكان هذا الموظف المخلص قد تعرض للتشهير وهوجم بقسوة من قبل المروجين للحرب. فتنصتت إدارة بوش على مكالماته الهاتفية بشكل متكرر وحاولت أن تمنع إعادة انتخابه لمنصبه. ولحسن الحظ ، فشل البوشيون في ذلك. لا يمكنني التفكير بتصرف أرخص وأسوأ من قيام أناس بإخافة بلدهم بحرب لا يمكنهم جميعا خوضها بسبب كبر سنهم ، بناء على معلومات خاطئة مطبوعة ومنشورة زودتهم بها أسوأ إدارة سياسة منذ عهد يولسيس غرانت.

فقد أضافوا إلى خطاياهم عندما هاجموا أناسا صادقين لأنهم قالوا الحقيقة. هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم خبراء في السياسة الخارجية مجموعة تستحق الازدراء. فلو كانوا أشخاصا محترمين ، لاعترفوا بخطئهم واعتذروا للناس الذين حاولوا تجريدهم من المصداقية ، لكنهم بالطبع ليسوا كذلك. الأسوأ منهم جميعا هم الذين يدعون بأنهم صحفيون لكنهم في الحقيقة حاملو ماء للإدارة ، أو للحزب الجمهوري ، أو مجموعة المحافظين الجدد أو في بعض الحالات إسرائيل. فهم يستحقون ان يكتب على جباههم بالوشم كلمة "عاهر". وعندما يراهم الناس على شاشة التلفاز ، سيعرفون أن هؤلاء الصحفيين هم حفنة من المأجورين.

الصحفي الحقيقي له ولاء لمجموعة واحدة فقط - قرائه ومستمعيه. فعليه إلتزام بان يخبرهم الحقيقية بأفضل طريقة يمكنه تحديدها لا أن يمرر الدعاية لحساب شخص وراء الكواليس. كتب الآباء المؤسسون عن حماية الدستور لحرية الصحافة لأنهم تحققوا من أن الرأي العام الذي تصله المعلومات بشكل جيد هو الوحيد الذي يستطيع حكم نفسه. وسوء إيصال المعلومات للعامة هو هجوم مباشر على حرية المجتمع. وهو محاولة مباشرة لتدمير العملية الديمقراطية. وهو على الأغلب جريمة ضد الحرية عند الاعداد للانتخابات. أيادي مروجي الحرب ملطخة بالدماء. وهم يتحملون مسؤولية مساوية للحكومة عن قتلى وجرحى حرب العراق. وحمدا لله أن محللي الاستخبارات قد وقفوا بثبات أمام ضغط الإدارة لتسيس نتائج عملهم ، وإلا لتلطخت ايدي هؤلاء المروجين بالدماء أكثر.

لا تتوقع منهم أن يتوقفوا عن محاولة تصوير إيران كخطر وشيك على العالم. والحقيقة أن هناك دولتين فقط في العالم يمكن أن تشكل تهديدا على أميركا أو أوروبا. وهما روسيا والصين. عندما تريد أن تقيّم التهديد عليك أن تنظر إلى القدرات ، وليس إلى الكلام والنوايا. فالصين وروسيا هما اللتان لديهما القدرة على مهاجمة الولايات المتحدة. بالنظر الى هذه الحقيقة ، ربما تعتقد أن الإدارة قد تبدي مزيدا من الاهتمام بالعلاقات مع هاتان الدولتان بدلا من مناكفة العديد من دول العالم الثالث التي تفتقر إلى القدرة على إيذائنا بأي طريقة ذات معنى. المستقبل يزداد ظلاما بالنسبة للولايات المتحدة. فلدينا إدارة سيئة يسودها الفساد ، والتكتم ، وعدم الكفاءة ، واحتقار الحرية. ولدينا صحافة لا يمكنها تمييز الأخبار عن الإشاعات. ونظام تعليمي يفرز أميين. ولدينا جمهور يؤمن فيما يبدو بأن الأمور الوحيدة التي تستحق الأهتمام في الحياة هي التسلية والاستهلاك. الدين العام وصل الى 9,1 تريليون دولار ، وتزيده الفوائد بمعدل 1,4 مليار دولار كل يوم. وهذا وحده سيدمرنا إذا فشلنا في التصدي له. أما بالنسبة للحرب ، فلا يمكننا حتى تحمل الحربين اللتان نخوضهما الآن.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
16
ورقة النعوة» العربية
جهاد الخازن
الحياة
كانت الميديا أمس مثل «ورقة النعوة»، كما نقول في لبنان، أي مثل إعلان نعي، فمن الصحف الى الفضائيات، الى الراديو وأنا في السيارة، وأخبار الموت تأتي من كل مكان.

كنت قرأت في صحيفتنا «الحياة» مانشيت الصفحة الأولى الذي قال: القاعدة تستهدف مقر الأمم المتحدة والمحكمة الدستورية... واعتقدت ان الإرهاب في العراق، غير أن بقية العنوان كانت في الجزائر.

منذ ثورة المليون شهيد والاستقلال المجبول بالدم يكاد الإرهاب في الجزائر أن يقتل ما قتل الاستعمار، وفي كل مرة نعتقد أن صفحة الإرهاب طويت تفتح صفحة أخرى.

كنت أقرأ الخبر عن الجزائر، وأتفرج على التلفزيون وفوجئت بخبر انفجار آخر في لبنان واستشهاد العميد الركن فرنسوا الحاج مدير العمليات في الجيش مع نفر من رفاقه. لا أدري لماذا فوجئت، فالإرهاب في لبنان يعود في شكل منتظم، وقد قتل بعض خيرة السياسيين والمفكرين، ولا يزال يقتل، وأهل البلد منقسمون على أنفسهم، وكلٌ ينتظر اشارة من الخارج، والقلة من اللبنانيين الذين لا ولاء خارجياً لهم ضاعوا بين الطرفين المتناحرين، وهم لا ينحرون سوى لبنان.

طبعاً ما كان الصباح لينتهي من دون أخبار الموت في فلسطين والعراق، ووجدت خبراً عن توغل اسرائيلي آخر في قطاع غزة، وستة شهداء، وأرقاماً أعلى كثيراً في العراق، فبين أخبار الشرق الأوسط في الطبعات الالكترونية للصحف الأميركية خبر عن انفجار في بغداد قتل تسعة وأصاب مصفاة نفط. وخبر آخر عن ثلاث سيارات مفخخة في الجنوب، وقتلى وجرحى كثيرين، وعن تفجير انتحاري في بغداد، وقتلى آخرين.

القارئ صباح اليوم سيجد تفاصيل الجرائم هذه، وما قد يستجد خلال النهار بعد أن أكون انتهيت من الكتابة، ولا بد من أن أرقام الضحايا ستزيد كثيراً خلال الساعات الأربع والعشرين بين ما أكتب وما يقرأ المواطن العربي.

أسأل بلهجة عامية يفهمها الجميع: وبعدين؟ الإرهاب سيقضي على الأمة ان لم نقضِ عليه، كله ارهاب وكله مرفوض مدان، والسياسة الخارجية الأميركية (التي أدينها شخصياً كغالبية العرب) لا يمكن أن تستخدم تبريراً للإرهاب، فالذي يبرره شريك فيه كالذي يمارسه.

نحن جميعاً ندفع ثمن السياسة الأميركية، خصوصاً عدم مواصلة ادارة بوش الحرب على أفغانستان لتدمير القاعدة نهائياً، فالإرهابي أسامة بن لادن الذي طلبه جورج بوش حياً أو ميتاً لا يزال حياً (أو حية) يسعى، ويرسل فرق الموت لقتل المسلمين إنْ لم يستطع قتل «الصليبيين واليهود»، والعملية الأخيرة في الجزائر هي تذكير للذين يتعاطفون أو يبررون أو يموّلون سراً بأن الفكر الإرهابي يقتل المسلمين (كما فعل في عمان) وقد يقتل مستقبلهم.

تعددت الأسباب والإرهاب واحد، فما حدث في لبنان هو الحلقة الأخيرة في مسلسل إرهابي مستمر، وفشل أجهزة الأمن في كشف منفذي أي عملية جعل الإرهابيين يتجرأون على قتل قائد في الجيش اللبناني. من سيكون الضحية التالية، بعد شهر أو اثنين أو أكثر؟

ربما استطعنا ان نتجنب الفاجعة التالية لو أن الجيش أعلن حكم طوارئ في لبنان وتولى الحكم لفترة محددة منذ البداية، مثل ستة أشهر أو سنة، وأعاد السياسيين الى بيوتهم، وأخلى ساحات العاصمة من المعتصمين وغيرهم.

لا أقدم حلاً كاملاً، فلست من الغرور أن أفعل، وانما أقدم مخرجاً من الأزمة المستمرة، وأترك لقادة البلد أن يفتشوا عن حل دائم، وكل ما أقول هنا هو أن لي أصدقاء أثق بهم في الفريقين، الغالبية والمعارضة، الا ان ثقتي بالجيش وقائده أكبر. ولعل العماد ميشال سليمان يحزم أمره، ويعلن مع أحكام الطوارئ انه لن يقبل الرئاسة، فيلغى أي كلام عن «انقلاب» وتمرد على «الديموقراطية».

الديموقراطية لا تستحق اسمها اذا كان ثمنها مليون ضحية في العراق وخمسة ملايين مشرد داخل البلد وخارجه. وهي لا تستحق اسمها اذا كانت غطاء لقتل ممثلي البلد المنتخبين في لبنان، والجنود حماة الاستقلال. كذلك الديموقراطية لا تستحق اسمها إذا كانت حماس ستنفصل في قطاع غزة، وتسهّل على إسرائيل مهمة القتل اليومي.

نحن مسؤولون عن انتشار الإرهاب والتطرف قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، وكل بلد/ شماعة نعلق عليه أخطاءنا وخطايانا. نحن مسؤولون مرتين، الأولى لأننا لم نقمع الإرهاب، والثانية لأن هذا الفشل أعطى العدو العذر لاستباحة بلادنا وأخذ البريء بذنب المذنب.

أرجو أن أقرأ في الصحف يوماً أخباراً غير «ورقة النعوة» العربية، وأعرف أنني لن أفعل إلا اذا كسبنا المعركة، لا مجرد جولة، مع الإرهاب، فأما أن نقضي عليه أو يقضي علينا جميعاً».


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
17
هروب إلــــــي الأمام وتوطين للاحتلال
حول اتفاقية بوش - المالكي

د. محسن خليل
الموقف العربي
وقّع بوش والمالكي في السادس والعشرين من نوفمبر الماضي اتفاقية لتحديد العلاقات الأميركية ـ العراقية. واطلق عليها اتفاقية «إعلان مبادئ» وقيل عنها انها غير ملزمة تخفيفا ً لوقعها علي أطراف العملية السياسية الذين لم يستشاروا فيها.وقد تضمنت الاتفاقية ثلاثة محاور وثمانية عشر بنداً، . وستمهد الاتفاقية لإجراء محادثات رسمية بأسرع وقت للتوصل الي اتفاقية كاملة تحدد أوجه وتفاصيل العلاقة الاستراتيجية بين البلدين. إن هذه الاتفاقية التي جرت صياغتها بأسلوب فيه الكثير من التعميم والغموض، ستكون الاطار القانوني لتوطين الاحتلال بعد انتهاء مدة التمديد الاخير للقوات الامريكية من قبل مجلس الأمن، وبموجبها ستتحول صفة ووظيفة قوات الاحتلال (بجرة قلم) الي قوات صديقة وحليفة، وستكتسب حكومة الدمي التي انشأها المحتل و(بجرة قلم) أيضاً صفة حكومة ذات سيادة (كاملة)، وعندها يكون الاحتلال قد انتهي حسب ادعاءات إدارة بوش وحكومة العملاء، وستنتفي أسباب المقاومة الوطنية، وتتمتع حكومة الدمي خلال التفاوض علي الاتفاقية بمركز مكافيء تماما لمركز الولايات المتحدة باعتبارها تتم بين دولتين مستقلتين
الكذبة مفضوحة ومن الصعب تغطيتها أياً كانت التسميات والاوصاف التي تطلق علي الاتفاقية، وهي لن تحمل للعراق إلا مزيداً من المعاناة والدمار والخراب وتعطيل الحياة الطبيعية لشعبه.ويخطيء بوش والمالكي إذا صدّقا فعلا ان الاتفاقية يمكن ان تحمل شيئاً جديداً للعراق وإن كان في المجال السياسي والدبلوماسي أو في المجالين الامني والاقتصادي.وهي لن تكون اكثر من كلمات متقاطعة يؤدي حلها الي جملة واحدة هي توطين الاحتلال تحت غطاء الشراكة الاستراتيجية المزعومة.فمن الناحية العملية لن تستطيع قوات الاحتلال خلال عام 2008 إحداث أي تغيير جوهري في المشهد السياسي العراقي الراهن، اللهم إلا في اطار بعض المناورات والتكتيكات التي ستكون عديمة الجدوي علي غرار ما حملته مقترحات تقرير بيكر- هاملتون أو بترايوس - كروكر أو خطة امن بغداد.. قد تعلن قوات الاحتلال عن مشاريع جديدة أمنية وسياسية واقتصادية، ولكنها لن تختلف كثيرا عن تلك التي أدمن عليها شعب العراق والعالم طيلة سنوات الاحتلال الماضية من تعهدات ووعود لم يتحقق منها أي شيء، وما التزمت ادارة بوش به من تعهدات تضمنتها اتفاقية الشراكة موضوع المقال هي في حقيقتها تكرار لتعهداتها السابقة والتي فشلت في تحقيقها.وباستعراض سريع لما ورد في الاتفاقية يلقي الضوء علي حقيقة أن الادارة الامريكية تستخف بعقل العالم وتضحك علي نفسها
ففي المجال السياسي، وعدت الادارة الامريكية(بحماية النظام الديمقراطي في العراق، واحترام الدستور والوقوف بحزم امام اية محاولة لتعطيله أو تعليقه أو تجاوزه، وتحقيق المصالحة الوطنية).... هكذا وكأن العالم لايعرف ان الحماية الامريكية للديمقراطية في العراق كلفت شعب العراق حياة اكثر من مليون ونصف المليون من ابنائه علي أيدي قوات الاحتلال والقوات العميلة، وأن ادارة بوش ظلت تتحدث عن المصالحة الوطنية وتعقد لها المؤتمرات والاجتماعات طيلة اربع سنوات ونصف السنة من الاحتلال بينما الشرخ داخل المجتمع العراقي يزداد اتساعا.. أما الدستور فكل عراقي يعرف ان واشنطن هي التي وضعته بهدف تفكيك أوصال العراق ضمانا لأمن الكيان الصهيوني وتمهيدا لتقسيمه.إن اللغة التي استخدمت في صياغة الاتفاقية تكشف هشاشة الرؤية الامريكية للحل في العراق وخواء جعبتها، فقد أصبح الكلام الذي جاء في الاتفاقية ثقيلا علي العراقيين وعلي العالم، وأكثر الناس إنكاراً له أطراف العملية السياسية أنفسهم قبل غيرهم..
أما الاهداف الاخري للاتفاقية في المجال السياسي، فهي أقرب الي درس في كتاب مدرسي للمرحلة الابتدائية فقد جاء فيها (تعزيز مكانة العراق في المنظمات والمؤسسات والمحافل الدولية والاقليمية، والتعاون المشترك بين دول المنطقة، وايجاد علاقات ايجابية بين دول المنطقة، وتشجيع التبادل الثقافي والتعليمي والعلمي بين الدولتين).
وفي المجال الاقتصادي رددت الاتفاقية الكلام إياه الذي كانت تقوله الادارة الامريكية عشية كل مؤتمر إقليمي أو دولي كانت تعقده تحت رعاية الامم المتحدة أوجامعة الدول العربية أو الاتحاد الاوربي، وهي مؤتمرات تجاوز عددها العشرة دون ان يحصل العراق منها علي شيء محدد أو يحسن أوضاعه، وكل ما فعلته تلك المؤتمرات أنها وفرت أغطية لسرقة أموال العراق ونهب عوائده النفطية، وإطلاق يد العملاء في تفشي الفساد وإفساد ما لم يفسد حتي بلغت أموال العراق النفطية المنهوبة والاموال السائلة التي كانت في حسابه لدي الامم المتحدة عن برنامج النفط والغذاء نحو (200)مليار دولار..
تتعهد الاتفاقية في المجال الاقتصادي (بمساعدة العراق في الانتقال الي اقتصاد السوق، وحث الاطراف المختلفة علي الالتزام بتعهداتها المالية للعراق، وتوفير المساعدات المالية والفنية له، ومساعدته علي الاندماج في المؤسسات المالية والاقتصادية والاقليمية والدولية، وتشجيع تدفق الاستثمارات الاجنبية وخاصة الامريكية اليه، ومساعدته علي استرداد امواله وممتلكاته المهربة، واطفاء ديونه والغاء تعويضات الحروب، واعتباره دولة اولي بالرعاية من قبل الولايات المتحدة الامريكية بالاضافة الي مساعدته في الانضمام الي منظمة التجارة الدولية).
جميع هذه التعهدات تضمنتها المؤتمرات السابقة، ومع كل مؤتمر يزداد وضع العراق الاقتصادي سوءاً وتتدهور الحالة المعيشية وتتصاعد الاسعار بمعدلات جنونية، وتختفي سلع أساسية او تباع باسعار خيالية لا تقدر عليها الغالبية الساحقة من العراقيين.قالوا انهم زادوا رواتب الموظفين بنسبة (500%) او اكثر ولكن أسعار السلع ارتفعت أضعاف هذه الزيادة ومثال بسيط علي ذلك أن سعر أنبوبة الغاز قبل الاحتلال كان (250) دينارا فقط، ارتفع في ظل الاحتلال الي (20000) دينار، وارتفع البنزين والجاز والادوية والايجارات والعقارات بأكثر من هذه النسب.وجميع المؤتمرات الاقليمية والدولية تعهدت بالعمل علي اعادة اعمار العراق، ولكنها لم تعالج أبسط الامور مثل: الكهرباء والماء الصالح للشرب، وظلت البطالة تزيد علي (70%)، والمشاريع الخدمية متعطلة.أما الذي نجحت فيه فهو تخريب القطاع العام بكل فروعه وتدميرمنشآته ومؤسساته، وفتح ابواب العراق امام فوضي استيرادية لا تخضع لتنظيم أو تحمي القاعدة الانتاجية للاقتصاد الوطني. نعم أصدرت سلطة الاحتلال قوانين وقرارات تطلق العنان للاستثمار الاجنبي للعبث في اقتصاد البلد وهو يعيش فوضي الاحتلال ويفتقد الي سلطة وطنية تحميه من عبث ووحشية الرأسمال الاجنبي.أما ديون العراق الخارجية وألغاؤها أو خفضها فلها قصتها، فهذه الديون عبث بها العملاء والمحتل وضخموها ليبرروا رهن الاقتصاد العراقي لدي نادي باريس والبنك الدولي، وربطوا خفض الديون بشروط مجحفة، ولم تلغ دول الخليج ديونها المزعومة علي العراق خاصة الكويت، مع العلم ان العراق لا يدين لدول الخليج بأي ديون، والعكس هو الصحيح، للعراق أموال مجمدة لدي بعض هذه الدول تصل الي عدة مليارات لم يجر أي حديث عن مصيرها، وهل أعيدت له والي أين انتهي مصيرها؟وقد يري البعض أن ما ورد في الاتفاقية من تعهد امريكي بجعل العراق دولة أولي بالرعاية لدي الولايات المتحدة يشكل مكسباً حقيقيا للعراق ينتفع به اقتصاده وتنفتح أمامه فرص تنمية واسعة، وهذا الفهم يكون صحيحا عندما يكون العراق بلداً مستقلاً استقلالاً حقيقياً وليس تحت الاحتلال واقتصاده مخرب وتجارته تخضع للصوص والفاسدين الدوليين والمحليين.
وفي المجال الأمني كررت الاتفاقية ما سبق أن تعهدت إدارة بوش بتحقيقه أكثر من مرة خلال السنوات السابقة، واخفقت في الوفاء بتعهداتها كاملة، ومن بين تلك التعهدات (ردع اي عدوان خارجي، ومكافحة جميع المجموعات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة والصدّاميين واجتثاثها من العراق، وتدريب وتجهيز وتسليح قوات الحكومة العميلة). والسؤال هنا: ماذا كانت تفعل قوات الاحتلال طيلة السنوات السابقة؟! ألم تلاحق المقاومة، ألم تنفذ اجتثاث البعث بوحشية لم يعهدها العالم حتي لدي النازية؟فإذا لم تستطع ان تنجز هذه المهمات في السنوات السابقة فهل تستطيع انجازها في القادم من الايام بعد ان وصل الاستزاف في قواتها الي اعلي درجاته وانهكت المعنويات وتدهورت طاقة التحمل لدي جيشها في الوقت الذي يتجدد فيه شباب المقاومة يوميا من خلال انخراط الأعداد الكبيرة من العراقيين في صفوفها.. إن استنزاف المقاومة لقوات الاحتلال فرض عليها احراجات كبيرة أمام شعبها والرأي العام العالمي وخصوصا شيوع ظاهرة هروب الجنود الامريكيين من الخدمة في العراق وطلب بعضهم اللجوء السياسي في كندا وانتحار بعضهم الاخر بل حتي امتناع دبلوماسييها عن الالتحاق بسفارتهم في العراق، واعتراف قادة الجيش الامريكي في العراق انهم يخوضون حربا خاسرة في مواجهة المقاومة العراقية..
يصف الضابط الأمريكي كارل غرونو مستشار القوات العراقية في مقال حمل عنوان (نصائح للعراقيين) نشره بمجلة أمريكية تعني بالشئون العسكرية المعنويات الهابطة والمنهارة لقوات الحكومة العميلة بقوله: (من دون دعم أمريكي ثابت، فان هؤلاء الضباط والجنود سيستسلمون)ووصف حالة الارتباك التي تسودهم عند الاشتباك مع المقاومة الوطنية الباسلة قائلا: (ان هجوما علي الجنود العراقيين يستفز معظم الجنود فيقومون بتفريغ الطلقات الثلاثين في مخازن بنادقهم أو إطلاق أي ذخائر تكون بحوزتهم علي غير هدي).وقارن غرونو جيش الحكومة العميلة بالجيش الوطني قبل الاحتلال فقال: (الانضباط الحديدي كان النموذج في عهد صدام، أما اليوم فالجيش مختلف جدا، ويخدم قضية الحرية، والضباط والجنود علي حد سواء حائرون إزاء ما تعنيه هذه المسالة)والمعني الذي يريد غرونو أن يقوله: إن الجنود العراقيين يفتقرون الي حافز وطني يجعلهم يقاتلون بشجاعة لمعرفتهم انهم يقاتلون في صف المحتل، وان التحاقهم بالجيش العميل إما لاعتبارات ارتزاقية أو بسبب العوز والحاجة والبطالة.ووصف غرونو بسخرية أسلوب آمري الجيش العميل في تعقب جنودهم بقوله: (انهم ينتظرون الوحدات حتي يوم دفع الرواتب للحصول علي صورة شبه دقيقة عن المنتسبين إلي وحداتهم. ولان حالة التقارير العراقية دائما غير صحيحة فان المستشارين الأمريكيين يقومون بإحصاء الجنود علي الحواجز لمعرفة كيفية توزيع القوة القتالية.
مطلع اغسطس الماضي كتب الصحفي الامريكي واسع التأثير مورت زوكرمان مقالا بعنوان (عهدنا الذهبي قد ولّي) تعبيرا عن حالة الامريكيين الغارقين في مرارة سوداء، واستطلاعات الرأي التي أُجريت من قبل مجموعة من الأطراف ذات العلاقة مثل "وول ستريت جورنال" وشبكات الـ ان.بي.سي و سي.بي.اس توصلت الي نتائج متكدرة: 19 في المائة فقط من الامريكيين يعتقدون أن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح، بينما كان 70 في المائة علي قناعة بأن بلادهم ذاهبة نحو الضياع.وتعلق صحيفة يديعوت احرنوت الصهيونية علي نتائج الاستطلاع في مقال أفتتاحي كتبه سيفر بلوتسكر بعددها الصادر في 5/8/2007 تقول: إن (المصدر الاول للتشاؤم هو حرب العراق، لأن اخفاقاتها تخيم علي كل المجالات حتي علي مستوي مكانة أمريكا الاعتبارية في نظر مواطنيها ذاتهم. لم تعد دولة عظمي قائدة وناجحة - قال الامريكيون بلهجة تقريرية.(كذلك كشفت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، أن تقرير بترايوس أكد إمكانية بقاء الجيش الأمريكي في العراق 10 سنوات أخري وعند خروجها من الاجتماع مع بترايوس وكروكر قالت: إن مقاربة الرئيس بوش هي اهانة لذكاء الشعب الامريكي.وكان كبار الديموقراطيين في الولايات المتحدة قد قالوا للجنرال ديفيد بترايوس إن استراتيجيته العسكرية في العراق فاشلة، معبرين عن مخاوف وشكوك بشأن التقدم الذي تحدث عنه، ومن جانبه أكد السيناتور جوزيف بايدن إن الولايات المتحدة غير قادرة علي الاستمرار في الحرب بلا نهاية في الأفق، فيما وصف السيناتور رس فيتجولد الاجوبة غير المقنعة لبترايوس ورايان كروكر بأنها (علامة علي ما أطلق عليه عمي العراق).
والغريب أن إدارة بوش التي أثارت وما تزال ضجة كبيرة وانتقادات لاذعة لبقاء الميليشيات التابعة للأحزاب الحاكمة وطالبت المالكي بإلحاح لحلها وأبدت انزعاجها من تلكئه في ذلك، وبدلا من ذلك تنامت قوتها وتضخمت أعدادها، وتجاهلتها الاتفاقية الجديدة في محورها الامني تجاهلا تاما ولم تأت علي ذكرها أو علي ضرورة تطهير تشكيلات الجيش العميل والشرطة من عناصر الميليشيات المتسللة داخل هذه الأجهزة كما كانت تقول، مما يؤكد أن مطالبات بوش بحلها مجرد للاستهلاك داخل العراق.
المحور الامني كالمحاور الأخري، لا يحمل في ثناياه شيئا جديد ولا تستطيع قوات الاحتلال ان تفعل الان أو بعد توقيع الاتفاقية التفصيلية أكثر من تغيير تكتيكاتها وأساليبها القتالية ومناوراتها العسكرية، أما الوضع العام فسيبقي الحال علي ماهو عليه بفضل بسالة المقاومة الوطنية.الجديد الذي تضمنه المحور الأمني، وعد أمريكي للحكومة العميلة بأن (التمديد لقوات الاحتلال عن طريق مجلس الأمن سيكون الاخير وبعدها يخرج العراق من ولاية مجلس الأمن والفصل السابع لتعاد له السيادة الكاملة)، والعالم يتذكر أن هذا الوعد سبق أن منحته إدارة بوش لحكومة إياد علاوي في يونيو 2004 بموجب اتفاق نقل السيادة (كاملة) أيضاً إلي العراق، ولم يكن ذلك الاتفاق سوي مزحة مع العملاء فقد ظلت السيادة وما تزال بيد المحتل.المسألة الأخري في الاتفاقية، هو تأكيدها للمرة الألف علي اجتثاث البعث والصداميين، وقد أوردت البعث مع القاعدة، وبدون الخوض في واقع القاعدة في العراق، يكفي القول بأن القاعدة في العراق لاتملك إلا قدرات فنية ومهما عظم شأنها تظل منبتة الجذور في الواقع العراقي، أما البعث فهو حزب وطني وقومي امتلك مشروعا وطنيا وقوميا أستفز القوي الامبريالية والصهيونية علي مدي سنوات حكمه وأشهرت عداءها ضده بكل الوسائل وانحشرت تحت مظلتها كل الانظمة الظلامية والمقطوعة الجذور بشعوبها والمعتمدة علي الحماية الاجنبية في بقائها في الحكم.. لقد اصطف كل هؤلاء في حلف حقود معادٍ للأمة للقضاء علي النظام الوطني للبعث، ورغم ذلك صمد البعث وكان له شرف قيادة المقاومة من أول يوم للاحتلال، وتحدي الملاحقات والاعتقالات الجماعية والقتل اليومي لعشرات الآلاف البعثيين، وكل يوم يمضي يتجذر وجوده وارتباطه بالشعب، ويزداد إقبال المنتسبين اليه، وهذا يفسر لماذا تخرج أبواق الدعاية الأمريكية وتلك التي تدور في فلكها بين آونة وأخري للحديث عن اتصالات سرية بين أمريكا والبعث في محاولة لتشويه صورته وإقناع الجماهير بأنه فقد وطنيته وثوريته وأصبح علي استعداد للمشاركة في حكم الاحتلال، ولكن حبل الكذب قصير، وسرعان ما تفرض الحقائق نفسها، فهاهي ذي الاتفاقية الجديدة تعيد تأكيد التصميم الأمريكي للقضاء علي البعث، لاجتثاثه، وهو شعار دموي فاشي فيه من القسوة والوحشية ما لا يوجد إلا لدي الامبرياليين والصهاينة ونظام الملالي في طهران، وفي نفس الوقت يخفي خوفاً حقيقياً من قوة البعث وعمق جذوره داخل الشعب العراقي.. إن قوة المقاومة واستعصائها علي التصفية مع كل التفوق الذي يتمتع به المحتل، يجعل هؤلاء علي يقين من العراق لن يستقر تحت أقدام المحتل وعملائه ما دام البعث صامدا مجاهدا فارسا في الميدان.. إن علي المحتل أن ينتظر ساعة الفصل عندما يأذن من بيده النصر الله سبحانه وتعالي، فبفضله أنجزت المقاومة الوطنية بكل فصائلها وتوجهاتها السياسية هذا الصمود الأسطوري وأحبطت المشروع الامريكي الصهيوني الايراني.
والخلاصة أن الاتفاقية الجديدة ليس لها دلالة من الناحية العملية، فمن يحكم في العراق هو المحتل الأمريكي، ولا يحتاج أن يستأذن عملاؤه عندما يقرر ان يفعل شيئا في العراق، فلماذا أذن هذه الاتفاقية؟ إنها حملة من حملات العلاقات العامة التي اعتادت إدارة بوش القيام بها منذ فشل مشروعها الاحتلالي في العراق، وهي موجهة لتطمين الرأي العام الامريكي والكونجرس الضاغط علي إدارة بوش، وتقديم الاتفاقية لهما علي أنها بديل عن الاحتلال ومرادف للإنسحاب وستؤدي إلي تغيير مهمة القوات الامريكية في العراق إلي مهمة شبيهة بمهمة قواتها في اليابان أو ألمانيا، وستقتصر علي تدريب القوات العميلة ومساعدتها عند الحاجة، وأن العراقيين سيتولون الملف الامني بأنفسهم وإذا أحتاجوا المساعدة ستقدم لهم.. بالإضافة إلي أنها ستعزز المركز التنافسي للجمهوريين في مواجهة الديمقراطيين في الانتخابات القادمة.. قد تنجح إدارة بوش في تمرير قناعات كهذه علي الرأي العام وحتي علي الكونجرس لبعض الوقت لكنها لن تستطيع تمريرها لوقت طويل، فكيف ستتصرف إذا فوجئت بأن المقاومة الوطنية قلبت الطاولة علي رأسها، وهزت مواقع قوات الاحتلال نفسها، وأجهضت ما يسمي بمجالس صحوات العشائر.. كيف إذا استمر نزيف الدم في صفوف الجنود الامريكيين في العراق وظلت جثامينهم تنقل يوميا أو أسبوعيا إلي واشنطن؟ وماذا ستقول لأولئك الذي يصابون بالعوق الدائم جراء أصاباتهم من عمليات المقاومة؟عندها ستضع المقاومة بوش أمام اختيارات أحلاها مر.. أما ان يخضع لإرادة شعب العراق ومقاومته البطلة وينسحب طبقا لشروط المقاومة أو يكابر ويتجرع الهزيمة العسكرية القادمة بأذن الله علي أيدي المقاومة.
اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين بوش والمالكي شبيهة بمؤتمر انابوليس، كلاهما لعرض المشاركين أو استعراضهم، من دون نتائج عملية، مع فارق أن المقاومة العراقية الباسلة تتكفل بجعل الاتفاقية مع العراق لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به، أما في أنابوليس فإن الأطراف العربية في المؤتمر عبارة عن أنظمة أسيرة بأيدي الصهاينة والأمريكان، ولم يشارك أي منها برغبته، وعليهم أن يوافقوا علي ما يقرره لهم عرابا المؤتمر.. ولذلك ليس بعيدا عن الواقع ان يكون أنابوليس كما وصفه الصهاينة ونقلته عنهم صحف أمريكية (أن يكون إعدادا لحفلة الذكري الستين لتأسيس إسرائيل، والتي ستحل بعد أشهر، كما كتب روجر كوهين في نيويورك تايمز)، إنه مؤتمر الفاشلين، أولمرت ضعيف ويحقق معه في اختلاسات، وعباس يصل بنصف السلطة، ونصف بقية فلسطين، وبوش يخسر في أفغانستان ويخسر في العراق... إنه مؤتمر علاقات عامة، وهو ايضاً مؤتمر التطبيع الخليجي المجاني.. المشاركون قد يكسبون الصور التذكارية، أو كما قال باراك يقدمون عرضاً للثياب المميزة... الحسنة الكبري كما يراها صهاينة الغرب في المؤتمر، أن دول الخليج ستبارك الجهود الصهيونية علي مدي 60 عاما، وتدخل تحت حماية الجيش الإسرائيلي بذريعة حمايتها من هجوم إيراني قادم، أو متوقع، وفاتها أن وظيفة إيران المتواطئة مع أمريكا هي أن تدفع الانظمة اإلي بيت الطاعة الأمريكي من غير شروط... لأن إيران شريكة أمريكا حتي الآن في احتلال العراق وهي التي أطلقت لها العنان ووضعت رجالاتها (الحكيم والمالكي والبارزاني والطالباني) في حكومة الاحتلال.. اللعبة إياها، يخسر شعب فلسطين الصامد العظيم ما تبقي من حقوقه، ويبيع رأس السلطة الفلسطينية وأنظمة التطبيع حق عودة اللاجئين إلي وطنهم فلسطين، مقابل اعتراف بيهودية دولة الكيان الصهيوني والتمهيد لطرد عرب الأرض المحتلة عام 1948 خارج وطنهم.. لن يحصل هذا أبدا ما دامت بندقية المقاومة صامدة ومرابطة، وصكوك الانظمة لا تمنح الكيان حقا ولا تكسبه شرعية.. فحقوق الشعوب تصونها وتحميها الإرادات وليس صكوك التنازل والتفريط ..



ليست هناك تعليقات: