Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الأحد، 9 ديسمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات السبت 08-12-2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
أي رأي عام أميركي؟
حياة الحويك عطية

الدستور الاردن
هل سينسحب الديمقراطيون من العراق ، ام سيعيدون نشر قواتهم بطريقة تخفف الخسائر وتؤمن الوجود الدائم؟ سؤال يقود الى ثان : هل العراق اشبه الى كووريا منها الى فييتنام؟ هذا ما حاولنا مناقشته في المقالين السابقين لنصل اخيرا الى السؤال الثالث المطروح كثيرا في المعادلة ، حول دور الرأي العام الاميركي في تقرير مصير هذه الحرب . واذا كان المقولة التي اصبحت قاعدة في كليات الاعلام والعلوم السياسية ، من ان حرب فييتنام لم تنته على ارضها وانما امام شاشات الاميركية ، فان ذلك يلتقي مع ما اكد عليه جورج بوش نفسه قبل فترة ، في مجال التحذير من التأثير الداخلي ، اذ قال بان بلاده لم تخسر حرب فييتنام بسبب هو شي منه والفيتكونغ انما بسبب المتخاذلين السلميين داخل الولايات المتحدة ولذلك فان علينا - يقول بوش - الا نترك الخونة للوطن يدفعوننا لخسارة الحرب مرة اخرى.

واذا كان من اللافت ان بوش هنا يستعمل كلمة الهزيمة والخسارة مرتين في جملة واحدة ، ويمضي حد نعت معارضي الحرب بالخونة ، فان ذلك يحتمل وجهين من التفسير السيكولوجي : الاول قد يقول بان بوش بات مسكونا بخوف الخسارة ، ومعترفا بها في اعماقه ، والثاني يقول غير ذلك تماما ، اذ يشكل عملية تهويل على الاميركيين بالخسارة والهزيمة مرة اخرى ، وتهويل على المعارضين باتهامهم بالخيانة ، وهما تهويلان لا يتجها فقط الى الراي العام وانما ايضا الى المرشحين للرئاسة المقبلة واداراتهم ، خاصة المرشحين الديمقراطيين.

هؤلاء الديمقراطيون ينتقدون جورج بوش وادارته للحرب لكن الاولين منهم في استطلاعات الرأي ، اي هيلاري كلينتون وجون هيوارد قد صوتا لصالح الحرب في مجلس الشيوخ ، اما باراك اوهاما فلم يكن سيناتور لكنه القى خطابا ضد الحرب . واذا كان هيوارد قد عاد واعتذر عن هذا التصويت ، فان هيلاري لم تعتذر ، وانما انتقدت ادارة الحرب فحسب. والاهم هو ان اتقادات جميع المرشحين تنصب على الماضي: اسلحة الدمار الشامل ، العلاقات مع القاعدة ، الارهاب ، و لم يلتزم احد منهم بسحب الجيش خلال السنة الاولى لحكمه الا بيل ريتشارسون وهو اقلهم حظا بحسب استطلاعات الرأي.

هنا يعود لثقل الرأي العام ومواقفه الدور الاكبر في تقرير مصير مواقف الادارات القادمة . العناصر الرئيسة المؤثرة في هذا الراي العام ، هي الخسائر الاقتصادية ، والخسائر البشرية. في الاولى ، بلغت كلفة الحرب حتى الان 300 مليون دولار يوميا اي 7500 دولار في السنة للعائلة الواحدة ، هذا عدا عن 4,1 مليار من ميزانية البنتاغون وهو رقم غير كبير ، بحيث يشكل محرضا وضغطا. غير ان المؤثر الاهم حتى الان هو ارتفاع سعر البترول اما من حيث الخسائر البشرية فهناك معيار يتعلق بالعدد ، واخر يتعلق بمنبت الجنود القتلى وثالث يتعلق بتسويق موتهم او اخفائه. ففي الاول لم يبلغ بعد عدد هؤلاء الخمسة الاف وما زال رقما غير ذي تأثير في بلد بحجم ديموغرافية الولايات المتحدة ، وفي الثاني ، ينتمي اكثر الجنود القتلى الى الاقليات اللاتينية والسود اغلبيتهم من ولايات : الاباما جورجيا المسيسيبي ، اما في الثالث فان الادارة تحرص على ان تجعل عودة النعوش تمر بصمت ، وبطريقة غير مرئية. كذلك المعوقون ، تتم معالجتهم بطريقة ممتازة حيث تاتي الاعضاء الاصطناعية التي توضع لهم وكانها طبيعية بحيث لا تلفت نظر من يراهم في الشارع من العامة. الا ان ذلك كله لا ينفع اذا ما احس الراي العام بان بلاده تتجه نحو الخسارة ، وقد كتب احد المحللين الاميركيين يقول" لم يكن الاميركيون ينظرون الى الحرب كحرب وانما كعملية تقوم بها الشرطة الفدرالية ضد مقاطعة متمردة وضد مجرم هو صدام حسين ، تغير الوضع ولكن حتى الان الاميركيون يرون الحرب لكنهم لا يعيشونها" واضاف :" المعارضة تضم الان 5 مليون ولكنه رقم لا يمثل الراي العام في بلد يعد 300 مليون : وما زال هذا الرقم مقتصرا على التيارات السلمية ، بعض اليسار ، وبعض النواب من معارضي الحرب ، اضافة الى اهالي الضحايا ." وعليه علق باحث ايطالي بالقول :" الاميركيون يصبحون ضد الحرب لا لانهم يخجلون منها اخلاقيا بل اذا شعروا بانهم سيخسرونها ، اي اذا استطاعت المقاومة العراقية ان تفشل مسرحيات استتباب الامن ونجاح مشاريع الاحتلال".



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
محاذير الانسحاب الأميركي المفاجئ


د. عبدالله جمعة الحاج

الاتحاد الامارات
على ضوء الإعلان البريطاني بتخفيض عدد الجنود العاملين في العراق، وفق جدول زمني للانسحاب الكامل، يتبادر إلى الذهن تساؤل حول نوايا الولايات المتحدة المستقبلية، وهل يشكل الانسحاب البريطاني مقدمة للانسحاب الأميركي في المستقبل القريب؟ رغم أني لم أبرح أكرر منذ احتلال العراق بأن الولايات المتحدة لن تخرج منه بسهولة، فإن سير الأحداث في العراق وفي كواليس السياسة في واشنطن، واستحقاقات الانتخابات القادمة، تجعل المرء يعيد حساباته استناداً إلى حقائق الواقع.



إن الفكرة التي أريد إيصالها، خاصة إلى متخذ القرار في الإمارات، هي أن الولايات المتحدة تواجه مأزقاً حقيقياً، وإن كنت لا أزال أعتقد أنها لن تخرج مهرولة. إن النقاش الدائر في واشنطن حول العراق، يثير تساؤلات عميقة: فما الذي يعنيه الانسحاب المتعجل إن عجزت الولايات المتحدة عن تحقيق أهدافها في العراق؟ وهل ستتأثر المصالح الأميركية الفعلية؟ وهل ستنتج عن الانسحاب تداعيات ومخاطر على مصالح وأمن الولايات المتحدة في عقر دارها؟ وما أثر ذلك على منطقة الخليج عامة؟



دعونا نطرحْ بعض الأحكام المسبقة حول الخسائر التي قد تمنى بها الولايات المتحدة لو حدث أن واجهت مصاعب أكبر من التي تواجهها الآن. نحن لا نفترض أن شيئاً من هذا القبيل سيحدث فجأة ودون سابق إنذار، فما يحدث من أعمال عنف لن تهزم الولايات المتحدة هزيمة حاسمة، فمن يدفع الثمن الحقيقي حتى الآن هم العراقيون، أما الجنود الأميركيون فيتحصنون خلف دباباتهم ومتاريسهم وأسلحتهم الثقيلة الأخرى، ومن يقتل منهم يومياً قليلون. والواقع أن لدى الولايات المتحدة القدرة على حسم الأمر لصالحها لو شاءت، لكن يبدو أن الإرادة الكاملة لتحقيق ذلك لم تتوفر بعد. إن السؤال حول ما الذي يعنيه الأمر بالنسبة للولايات المتحدة لو أن أهدافها في العراق لم تتحقق، يبدو سؤالاً منطقياً وذا علاقة بكل ما يحدث. إن المعنى المقصود من القول بوجود خسائر يحتاج إلى تحديد تلك الخسائر بشكل واقعي، فنحن لا نتحدث عن هزيمة عسكرية وسياسية كاملة تؤدي إلى انسحاب فوري وتنازلات سياسية هائلة ترقى إلى منح الجهات التي تحارب الولايات المتحدة فرصة النصر الكامل وتحقيق أهدافها النهائية المرجوة. ففشل السياسة الأميركية في العراق له تداعيات خطيرة على المستوى العالمي، خاصة في الخليج، إذ يعني الخروج من العراق تقديمه على طبق من ذهب للإيرانيين وأشياعهم، دعك مما ستواجهه دول الخليج العربية من مشاكل مع جيرانها الشماليين. لذلك فمن غير الممكن التفكير فيما سيحدث في العراق بعد خروج الأميركيين منه على أنه مشكلة داخلية أو حتى إقليمية فقط، وهذا حاصل ليس لأن أقطار العالم أجمع مركزة بكثافة على الدراما الدامية في العراق فقط طوال الفترة الماضية، ولكن أيضاً لأن الولايات المتحدة ضالعة فيه أيضاً وحتى النخاع.



إن السؤال الأكثر تحدياً هو فيما إذا كان الإيرانيون سيقومون بإعادة تقييم لقدرة الولايات المتحدة على الحسم في المنطقة، وهذا وارد على ضوء طريقة تعاملهم مع ملفهم النووي في الآونة الأخيرة، الأمر الذي قد يجرهم إلى القيام بأعمال عسكرية تجاه جيرانهم لو ثبت لهم قطعاً أن الولايات المتحدة غير قادرة، رغم إدراكهم أن القدرات والإرادة الأميركية لم تتناقص في الواقع الفعلي، وأنهم ربما يغامرون اعتماداً على المشاكل التي تواجهها الإدارة الأميركية الحالية على الصعيد الداخلي وفي العراق، خاصة إذا ما افترضوا أن ذلك قد يفقدها توازنها ويجعلها تحيد عن اتخاذ القرار المناسب في سياستها الخارجية. ونحن نعلم أنه توجد فرصة ربما يرغب الإيرانيون في اغتنامها والقيام بمحاولة اتخاذ قراراتهم بناء على الفرضيات السابقة. من الصعب التكهن أين أو كيف سيتحرك الإيرانيون لاختبار المشيئة والقوة والإرادة الأميركية، فإذا قاموا بذلك فإنهم قد يفعلونه بطريقة تجريبية أولية، ولو حدث ذلك فإنه سيشكل أمراً خطيراً لا أتوقع أن يكون رد الولايات المتحدة (وربما شركائها وحلفائها الغربيين) عليه سهلاً، وسينتهي فوراً عندما يتيقن الإيرانيون أن الولايات المتحدة لا تقبل أي مساس بمصالحها الحيوية، ولا بحدوث تغيير حقيقي على توازنات القوى، والتي تشكل مبدأً أساسياً لا زالت السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة قائمة عليه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
خبر جيد وآخر سيء
محمد عبد الجبار الشبوط
الوطن الكويت
الخبر الجيد يقول: ان عراقاً مستقراً وديموقراطياً بات هدفاً ممكن التحقق في المدى المنظور. هذا ما ذكره وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس حيث قال: ان انخفاض مستوى العنف يعني ان «هدف الوصول الى عراق آمن ومستقر وديموقراطي اصبح في متناول اليد».
الخبر السيء يقول: ان التقدم على المسار الامني لا يوازيه تقدم على المسار السياسي. هذا ما ذكره الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيف موريل حيث أوضح أن وزير الدفاع «قلق لأن التقدم السياسي على المستوى الوطني لا يواكب المكاسب على المستوى الأمني».
الخبران صحيحان طبعا. فلا يوجد بلد في العالم غير قابل للديموقراطية، والعراق من هذه البلدان التي يمكن ان يقام فيه نظام ديموقراطي بعد عقود من الدكتاتورية والعدوان. واذا كان تردي الاوضاع الامنية واحدا من الاسباب المعيقة لاقامة النظام الديموقراطي، فان الوضع الامني في طريقه الى التحسن، لكن التحسن الامني لا يتحول الى وضع آمن ومستقر بدون تسوية سياسية للمشاكل والخلافات العالقة.
واذا كان بمقدور القوات الامريكية تحقيق نجاحات على المستوى الامني والعسكري، فانها ليست قادرة على صنع شي مماثل على المستوى السياسي، لان كرة التسوية السياسية هي الان في ملعب الطبقة السياسية العراقية. ولا يبدو ان لاعبي هذه الطبقة مدربون جيدا على العمل السياسي. وبالتالي فهم غير قادرين حتى اللحظة على تسجيل اهداف الفوز في المسار السياسي.
النصر على المسار السياسي ليس متوقفا على تشريع قانون او قانونين، لأن المشكلة اعمق من ذلك، وهي تتعلق بطبيعة هذا المسار الذي قام منذ تشكيل مجلس الحكم على قاعدة المحاصصة التوافقية، والتي تنبأ كثيرون بوصولها الى طريق مسدود، وقد وصلت فعلا الى نهاية هذا الطريق الان، الامر الذي يحتم اعادة نظر جدية وجذرية بطبيعة المسار السياسي. ويدرك الان العديد من قادة العراق هذه الحقيقة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية جلال الطالباني الذي دعا الى "الإصلاح السياسي". وعبارة "الإصلاح السياسي" تعني وجود "فساد سياسي" يتعين إصلاحه. ويكمن جوهر الفساد في نظام المحاصصة التوافقية، وعليه، فان الإصلاح السياسي لا بد ان يبدأ اولا من هذا النظام اذا كان له ان يكون إصلاحا وليس ترقيعا. وهذا الافق من التفكير ليس واضحا في ادبيات الطبقة السياسية العراقية حتى هذه اللحظة. ذلك، هو مصدر القلق الحقيقي.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
منظور غيتس للأمن في العراق
د.رنا خالد
الاتحاد الامارات
في زيارة مفاجئة للعراق قام بها روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي شملت كلاً من الموصل وبغداد، قادماً من أفغانستان.. أعلن ان منظوره للأمن في العراق صار أكثر تفاؤلاً، وانه صار يرى أملاً في ان يحقق العراق الاستقرار. غيتس في زيارته الأخيرة هذه أعلن كذلك عن أربع نقاط أساسية عبر فيها عن منظوره الخاص للأمن في العراق:


أولاً: غيتس يرى ان تحقيق هدف الاستقرار في العراق صار في «متناول اليد»، إلا أنه عاد وطالب بالتحلي بالصبر.


ثانيا: تراجع معدلات العنف في العراق إلى اقل معدل لها منذ عامين والذي يرى انه ساعد على عودة كثيفة للاجئين العراقيين.


ثالثا: البحث عن محاولة للتوصل إلى تفاهم حول طريقة العمل المشترك وكيفية «تعزيز الدينامية التي ظهرت خلال الأشهر الأخيرة»، مشيرا إلى أن الوضع الأمني وفق رؤيته شهد تغيرا كبيرا.


رابعا: المفاوضات التي يتوقع أن تبدأ عام 2008 بين العراق والولايات المتحدة بحثا عن اتفاق إطار يحدد بصورة خاصة مستقبل الوجود العسكري الأميركي.


تصريحات غيتس ان كانت تعبر عن منظوره الخاص للأمن في العراق فتلك مصيبة، أما إذا كانت تعبر عن منظور الإدارة الأميركية فالمصيبة أعظم.


فمن ناحية الأمن الذي يرى غيتس انه صار في اليد، فإن بغداد ونيرانها واضحة للعيان لا يخفيها غربال ولا تجملها أوهام أو أكاذيب، فلا يكاد يمر يوم إلا وتشتعل بغداد أو إحدى محافظات العراق نارا.


وآخرها ما حدث نهاية الأسبوع الماضي وتحديدا مع زيارة غيتس لبغداد والموصل، حيث قتل وجرح عشرات العراقيين في سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة شهدتها بغداد وثلاث مدن عراقية أخرى. وفي أحدث الهجمات قتل 15 شخصا على الأقل وأصيب 33 آخرون في انفجار سيارة مفخخة في سوق شعبي بحي الكرادة وسط بغداد.


ويعد انفجار الكرادة الأكثر دموية في بغداد منذ سبتمبر الماضي، ويأتي بعدما هدد تنظيم القاعدة في العراق هذا الأسبوع باستئناف حملة الهجمات بالمفخخات. اما عن عودة اللاجئين التي يتحدث عنها غيتس وغيره، فالحقيقة ان هؤلاء اللاجئين ضاقت بهم السبل بعد ان بدأت الدول تساوم بهم، مقابل تجاهل من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التي لم تستطع مواجهة وضعهم وتدارك تدهور أحوالهم المعيشية.


هذا بالإضافة إلى ان اللاجئ العراقي صار غير مرغوب به في العديد من دول الاغتراب، ومحاصرا بكم من القوانين والشروط فما كان أمامه الا الاستسلام، وكانت العودة جزءا من الرغبة في انهاء قصة طويلة من المعاناة والطرق المسدودة مهما كانت نهاية ذلك الطريق.


أما عن دينامية العمل التي جاء غيتس ليبحثها مع الحكومة العراقية فنحن جميعا نعرف ان لم يحصل عمل يجمع الحكومة العراقية والإدارة الأميركية، فلا الولايات المتحدة صارت قادرة على إيجاد بديل عن الحكومة الموجودة على ذلك يصحح من مسار العملية السياسية في العراق، ولا حتى الحكومة العراقية صارت قادرة على الإيفاء بالطلبات الأميركية التي تدعوها إلى إعادة لم شمل الحكومة ولو شكليا أو إعادة بناء جزء من العملية أسياسية المتهاوية.


وبالتالي فان الدور الذي تطلبه الإدارة الأميركية من الحكومة العراقية صار محصورا في ان تقوم الحكومة العراقية بالتماسك لأطول فترة ممكنة، وتحديدا لحين إتمام المفاوضات التي تحدد صيغة بقاء القوات الأميركية في العراق.


إذن منظور غيتس للأمن في العراق هو في الحقيقة تعبير عن عملية الخداع للذات التي تمارسها الإدارة الأميركية بمسايرة من الحكومة العراقية. والحقيقة ان مؤشر الحالة الأمنية في العراقي هو على حالة منحدرة لا صعود فيه ولا قيد شعرة.


أما هذا المنظور المتفائل التي تحاول الإدارة الأميركية إشاعته فإن أسبابه كثيرة من أهمها مؤتمر انا بوليس، فمنذ ان وصلنا إلى مقتربات مؤتمر انا بوليس بدأت الولايات المتحدة التحضير لعملية تحويل الأنظار من العراق إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، كوسيلة أخيرة لإنقاذ إدارة بوش المتهاوية.


ولكي تكون عملية تحويل الاهتمام مدروسة كان لا بد من بث الإيحاء بأن الوضع في العراق قد بدا بالتحسن، من خلال أدوات وأبواق الإدارة الأميركية الإعلامية التي بدأت وتحديدا منذ أكتوبر، ببث أخبار عن ان القوات الأميركية نجحت في القضاء على اكبر تنظيمات القاعدة في العراق، وأخبار أخرى عن ان خسائر القوات الأميركية في العراق بدأت تنخفض إلى أدنى المستويات مقارنة بالشهور الماضية.


ومن جانبها فإن الحكومة العراقية بدأت بمسايرة الهوى الأميركي، من خلال رسم تلك الصور عن تحسن الوضع الأمني في العراق ونجاح خطة أمن بغداد أو خطة فرض القانون، وكذلك جعل الخلافات والسجالات بين الأطراف السياسية العراقية تبدو بأنها خلافات طبيعية وليست ذات تأثير على مجرى الحياة السياسية، وان تلك الأطراف التي تقاطع العملية السياسية ليست ذات أهمية أو تأثير بقدر ما انها تحاول إثارة زوبعة في فنجان.


محاولة الإدارة الأميركية الإيحاء بأن العراق يعيش حالة من الهدوء الأمني والسياسي سرعان ما ستنهار مع ضغط الوضع الداخلي المتأزم وضغط التدخل الخارجي، وخاصة مع إصرار تركيا على الدخول إلى شمال العراق لمطاردة حزب العمال الكردي.


وكذلك الدور الإيراني الملتبس في العراق. وبالتالي فإن عملية زرع الوهم ليست حلاً لمآزق الولايات المتحدة في العراق، ونقطة الصدام التي تحاول الإدارة الأميركية الفرار منها إنما هي واقعة ولا مناص من ذلك.


حتى ولو أرادت إدارة بوش الخروج من المآزق من خلال قصة مختلقة ترسم نهاية سعيدة لمغامرة غزو العراق، وحتى لو وافق حلفاء الولايات المتحدة على مثل تلك القصة التي تحفظ ماء الوجه، فإن أعداء الولايات المتحدة لن يسمحوا إلا بخروج مذل ومرهق لن تجرأ بعده الإدارة الأميركية على القيام بمغامرات في الشرق الأوسط، ولن تقوى على ردع أي طامح إقليمي من تحقيق مآربه.


المشكلة هي ان قضية العراق بدأت تدخل مرحلة التسويف، في محاولة لتحويل معانات شعب بأكمله إلى مجرد شكوى في المجهول، وتصير قضية هذا البلد بعيدة عن أحداث الصدى والتأثير. وهذا هو المصير الذي انتهى إليه العديد من القضايا العربية



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
ماذا نريد من قناة الجزيرة الفضائية ؟

محمد ابو علان
دنيا الوطن فلسطين

عندما انطلقت فضائية الجزيرة لم تكن الأقمار اللاقطة منتشرة في كل بيت كما هي هذه الأيام، وأسعارها لم تكن في متناول معظم الناس في حينه، وكنت أنا أحد هؤلاء الناس الذين لا يملكون قمراً لاقطاً في بيته، فكنت انتظر يوم الثلاثاء بشغف وشوق لأرى الاتجاه المعاكس في منزل أحد الأصدقاء، كنت أنتظره لما كان فيه من تجديد على مستوى الإعلام العربي، فكانت من المعجزات أن ترى مثقف عربي أو محلل سياسي ينتقد القيادات العربية وفي عقر دارهم، هذا إلى جانب برامج أخرى كانت على درجه من الأهمية ومنها شاهد على العصر.
بكلمات أخرى حققت الجزيرة نقله نوعية غير مسبوقة في الإعلام العربي، ولا أعتقد أن القائمين عليها سموها عبثاُ بالجزيرة، بل كان لهذه التسمية دلالتها لديهم بغض النظر عن مواقفهم ومقاصدهم السياسية من وراء إطلاق هذه القناة بهذا المنهج الإعلامي المختلف عما هو سائد ومعروف في عالمنا العربي، عالم عربي امتاز الإعلام فيه بالرسمية والتبعية المطلقة للأنظمة والحكومات ولبعض المتنفذين.
وعلى الصعيد الفلسطيني كان لفضائية الجزيرة الدور الكبير في متابعة ما يجري على الأرض الفلسطينية المحتلة، وكشفت بالبث الحي والمباشر الكثير من جرائم الاحتلال وممارساته القمعية ضد الشعب الفلسطيني، وكان ذلك بشكل خاص في فترة الانتفاضة الثانية، مما خلق لها شعبية في الشارع الفلسطيني لم تحظى بها غيرها من الفضائيات، وعلى الصعيد العربي لم يكن دوروها أقل، فقد نقلت جرائم الاحتلال الأمريكي في العراق، والجرائم الإسرائيلية في لبنان، وفي غيرها من الأماكن التي استطاعت الوصول إليها والعمل بحرية فيها.
ومع بدء حالة الانقسام الفلسطيني، وبدء المواجهات المسلحة بين طرفي الصراع على الساحة الفلسطينية "حركتي فتح وحماس" أصبحت هذه الفضائية محط خلاف في الشارع الفلسطيني، وبات الموقف منها جزء من حالة الاستقطاب السائدة في الشارع الفلسطيني، فهناك من ثبتت وجهة نظره بهذه الفضائية واعتبرها مؤسسة إعلامية موضوعية تتعاطى مع الحدث ومع الواقع بسلبياته وإيجابياته، وهناك من اعتبرها بأنها خانت رسالتها الإعلامية وجعلت من نفسها بوق إعلامي للون سياسي واحد على الساحة الفلسطينية، والبعض ذهب لأبعد من ذلك واعتبرها محرضة وتسعى لزيادة حدة التوتر الداخلي الفلسطيني لخدمة طرف دون آخر.
والموقف الفلسطيني المناهض لقناة الجزيرة لم يقتصر على جزء من الشارع الفلسطيني بل تجاوزه ليصل لجزء من السياسيين والإعلاميين وبعض المثقفين، فبتنا نرى بعض كتاب الأعمدة ومقالات الرأي يهاجمونها صبح مساء، وبمناسبة وبدون مناسبة، وفي ظل هذه المواقف يطفو على السطح سؤال صريح وهو ماذا نريد نحن الفلسطينيين من قناة الجزيرة ؟، هل نريدها أن تكون ناطقة باسم الشعب الفلسطيني فقط؟، وهذا بالتأكيد غير ممكن، وإن هي أرادات فلن تستطيع، فنحن كشعب فلسطيني يواجه نفس الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأصحاب قضية وطنية غير قادرين على بلورة موقف سياسي فيه ولو الحد الأدنى من نقاط التقاطع بيننا، موقف سياسي نستطيع أن نخرج به للمجتمع الدولي ونقول له بلغة واحده هذا هو الذي يريده الشعب الفلسطيني لتعيش المنطقة بأكملها في هدوء وأمن.
وأن نحاكم هذه الفضائية من منطلق المصلحة الفلسطينية البحتة سيكون أيضاً موقفاً يخلو من الموضوعية والمنطقية، فهي ليست فضائية فلسطينية رسمية ملزمة بالموقف الرسمي الفلسطيني لأي من الحكومتين الفلسطينيتين سواء المقالة أو حكومة تسيير الأعمال، فهي فضائية إخبارية تسعى لتحقيق السبق الصحفي بغض النظر عن المستفيد أو المتضرر من هذا السبق الصحفي، كما أن رجالات الحكومتين يأخذون مساحة لا بأس بها على فضائية الجزيرة عندما يكون حدث له مستوى معين من الأهمية في التأثير على مجريات الأحداث.
وعدم الرضا عن السياسية الإعلامية لفضائية الجزيرة أو غيرها من الفضائيات العربية والأجنبية لا يكون بتوجيه الاتهامات لها، لا بل يكون ببناء مؤسسات إعلامية فلسطينية حقيقية، لديها من الإمكانيات المادية والفنية والكفاءات الإعلامية ما يمكنها من الوقوف في وجه أية جهة إعلامية تحاول قلب الحقائق، أو تحاول نقل الحدث بصورة تعكس نفسها سلباً على الوضع الداخلي الفلسطيني، فنحن لا زلنا تحت خط الفقر المدقع في الموضوع الإعلامي على الرغم من أهمية وشرعية قضيتنا الوطنية.
وتعرض قناة الجزيرة للكثير المضايقات في أكثر من موقع فيه ما يكفي من المؤشرات التي تدل على أن هذه الفضائية لا زالت تلتقي في توجهاتها مع جزء كبير من الشارع العربي، فقتل طارق أيوب في العراق، واعتقال مصورها على الحاج في غوانتانامو، والإقامة الجبرية على تيسير علوني في اسبانيا شواهد كافية على مصداقيتها في الكثير من المواقف، وإن كان لنا بعض الملاحظات على أدائها على الساحة الفلسطينية.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
العراق بين رص الصف وسياسة الضد النوعي
عبد الرحمن سلوم الرواشدي (

وكالة حق)
إن الله سبحانه وتعالى وضع قواعد وسننا تبنى عليها العلاقات، سواء بين المسلمين أنفسهم أو مع غيرهم باختلاف أوصافهم.

وقد ركزت السنن الإلهية على تقوية روابط المجتمع الإسلامي، كونه اللبنة الأساسية في بناء الأمة الإسلامية، والمنطلق للنهوض بالإنسانية نحو السعادة ومن تلكم السنن:

• الحث على الاعتصام بمنهج الله وشريعته.
• الحث على الجماعة.
• الحث على رابطة الإخوة الإيمانية.
• ذم الاختلاف الذي يؤدي إلى الشقاق.
• الحث على الائتلاف والاتفاق.
• توحيد الصف عند الشدائد.
• إزالة كل من يريد تفريق الجماعة
وبالمقابل بين الله تعالى سياسة الآخرين في تمزيق المجتمع الإسلامي، ومنها:
• سياسة الشيطان وأوليائه في التحريش بين المسلمين.
• دفع المسلمين نحو الردة بكل صورها.
• عدم الرضا بالمسلمين إلا عند احتلالهم أو أن يحتكموا إلى شرائع الغرب.
• زرع أعضاء هجينة في جسد الأمة الإسلامية.
• سياسة فرق تسد، ولم تكن هذه السياسة على مستوى المواقف، وإنما عملت على التجزئة، فجعلت المسلمين دولا بينها حدود كما في معاهدة سايكس بيكو عام 1916م.
• سياسة تجزئة المجزأ ؛ ولم يكتف آخرون بسياسة فرق تسد فنشأت لديهم مع مطلع الألفية الثالثة سياسة جديدة تقوم على تجزئة المجزأ، وأول خطواتها تجلت في تجزئة النسيج الاجتماعي لكل دولة عربية أو إسلامية خاصة التي تكبر مساحة فلسطين، انطلاقا إلى رسم حدود جديدة ساخنة بين الأقاليم (مثل: أقاليم برايمر في العراق، وأقاليم السودان).
• سياسة الضد النوعي؛ وحينما لاقوا شدة في تطبيق سياسة التجزئة الثانية وأنها لم تحقق أهدافا وضعوها ومخططات رسموها ، لجئوا إلى سياسة الضد النوعي وذلك بخلق أو تغذية خصم من كل فئة منسجمة بإطار عام ديني أو عرقي أو مذهبي.

ولو ألقينا نظرة على الواقع العراقي منذ الاحتلال من خلال هذه السياسات ، لوجدنا أن أمريكا جاءت ومعها مشاريع عدة أبرزها تقسيم العراق وتجزئته إلى طوائف لا تقل عن ثلاثة وبدأت ذلك من إقامة مجلس الحكم على المحاصصة الطائفية بل إنها قدرت مسبقا نسبة الكيانات سواء اجتماعيا أو سياسيًا.

وحينما تفاجأت أمريكا بالمقاومة الجهادية، وقد أدخلتها في مستنقع لم تنغمس بمثله من قبل، بادرت إلى الترويج لسياسة مرحليَّة مستنبطة من سياسة فرق تسد إلى سياسة فرق تسلم وألقتها إلى فرقاء متنابزين، فكان هم أمريكا كيف تقلل من الخسائر الفادحة والجسيمة التي منيت بها عسكريا وأخلاقيا ومن ثم سياسيا واقتصاديا ، وكانت وهي في هذه المرحلة تعمل على تجزئة الحصة الواحدة بين شركاء متشاكسين ، لم يتصور أكثرهم أن يبلغ ما بلغ من مكاسب خلال مدة وجيزة.

وإذ برزت ثلاثة أطياف رئيسية وهم الأكراد والشيعة والعرب السنة ، فان هذه التشكيلة خضعت إلى تجزئة أخرى ألجئتهم إلى الاصطفاف في نظام انتخابي يقوم على انتخاب القوائم وليس الأفراد، ومع المحاصصة ألزمت الإدارة الأمريكيَّة هؤلاء الفرقآء على التنوع في القائمة الانتخابية الواحدة إذ ألزمتهم أن يكون من بين كل ثلاثة أعضاء ، امرأة على الأقل رضي المعممون أم لم يرضوا؛ ثم خلقت صراعات بين داخل القائمة الواحدة وصل إلى حد التصفيات الجسدية والاقتتال.

كل ذلك وأمريكا عينها على عدو أذاقها الذل وأصابها بكوارث أكدها أكثر من مسؤول آخرهم القائد العسكري سانشيز؛ ولهذا فقد حاولت الإدارة الأمريكية إنهاء المقاومة الجهادية ومن ورائها القوى السنية المناهضة للاحتلال،واستغلال تنوعها ، فادعت أنها محصورة بالمقاتلين الأجانب والبعثيين الصداميين.

أمريكا لا تريد مرجعية واحدة

إن سياسة أمريكا على خلاف ما يعتقده السياسيون، ومن المعلوم أنَّ القوى المشتركة إذا كانت لها مرجعية واحدة يسهل التعامل معها، إلاَّ أنَّ أمريكا سعت إلى تنوع محاور القوى، فلم يرق لها أن تكون هيئة علماء المسلمين مرجعية واضحة لأهل السنة ، فأقحمت الحزب الإسلامي ولكنه فشل أن ينافسها في ذلك بسبب تبدل قراراته بزاوية 180 درجة، مكتفيا بالمكاسب السياسية التي كاد يفقدها لولا طوق النجاة الذي ألقاه له مؤتمر أهل العراق ومجلس الحوار الوطني في الانتخابات التي استطاع ان يخرج منها ب27 مقعدا من بين 44 مقعدا لجبهة التوافق وما يزال يتخذ الخطوات والمواقف الانفرادية التي جعلت بعض أعضائه يمتعضون منها فكان فيه الصقور والحمائم.

كما وجدت في إعلان مجلس علماء العراق وطموحات رئيس الوقف السني ومن قبله جماعة علماء العراق، وجدت فيها تنوعا في مرجعية أهل السنة مما يقلل العمق الجماهيري على الأقل بين أوساط الإسلاميين ، مما يسهل عليها اللعب بأكثر من خيط من خيوط القوى السنية في الساحة، كما شكل وجود اغلب قادة الهيئة في الخارج وانشغال من بقي في الداخل بمشاريع أخرى، واستهداف أعضائها وأخيرا غلق مقرها العام عوامل تشتيت لهذه المرجعية.

أما المقاومة الجهادية فرغم تعدد فصائلها وتنوع مناهجها إلاَّ أنها استطاعت أن تفرض وجودا على الساحة العراقية أربكت الأعداء وخلطت عليهم أوراقهم وشتت حساباتهم، ولكنها رغم الانطلاقة المبكرة لها إلاَّ أنها لم تستطع أن تنحاز بمقاتليها في أماكن أو معسكرات إذ تم استهداف أول معسكر للمقاتلين في راوة وراح ضحيته ما يقرب من 200 مقاتل، وهذا مما أثر على البناء الداخلي للمقاومة ظهرت آثاره فيما بعد ، إذ لا نجد فصيلاً جهادياً يحمل جميع أفراده منهجا عقديا أو فكريا واحدا، وإذا ما حاول القادة الحفاظ على هوية فصائلهم فان الميدانيين خلطاء، وهذا مما عزز فيما بعد الانقسامات والتنقلات بين الفصائل وظهور جماعات صغيرة هنا وهناك.

إلاَّ إنَّنا نسجل أن هنالك فصائل استطاعت أن تحافظ على تماسكها إلى حد ما طوال سنوات الاحتلال وان أصابتها هنات وهنات، كما كان لدخول المقاتلين من خارج العراق إذ فيهم الصادقون ومنهم عناصر مجندة من قبل مخابرات الدول التي قدموا منها (فقد اعترف ضابط في إحدى دول الجوار لأحد العراقيين المعتقلين فيها انه دخل بين صفوف المجاهدين في العراق وكشف له حقائق وأسماء تؤكد ذلك) وهذا الاختراق أربك التنظيم الذي احتواهم وكان سببا في مقتل واعتقال قادته ، كما انه تميز بشدة فرضتها طبيعة البيئة التي نشؤوا فيها، وأيضا فإنَّ انشغال الفصائل الجهادية بالعمل العسكري والإعلام الخارجي وغفلتها عن الجانب الدعوي والاجتماعي والسياسي أربكها وساعد على انفصال عناصر منها لم تستوعب بعض الخطوات التي اتخذتها بعض هذه الفصائل ، كما ترك فراغا شغله من ليس هو أهل له أو ممن يجيد اغتنام جهود الآخرين ، وقد اغتنمت أمريكا هذا الفراغ فشغلته أو دفعت هؤلاء المتصيدين أو القوى النفعية لإشغاله لتفويت تكامل المشروع الجهادي بغياب بعض حلقاته.

وزيادة في الإشغال فتحت أمريكا جبهة جديدة أمام الجماعات الجهادية والمتمثلة بفرق الموت والميليشيات الصفوية سواء أكانت منظمة بدر أو جيش المهدي تحت مسمى (الفوضى الخلاقة او البناءة)، وبذلك كان على الفصائل الجهادية أن تناور في عقيدتها القتالية من حرب المدن الى المواجهات والاشتباكات استمرت بعضها أياما لصد هذه الميليشيات وحماية المدن والأحياء السكانية، مما صعد العنف الطائفي إلى مرحلة بدأت أمريكا تخشاه بعد أن غذته لأنه سيذهب بما تبقى لها في العراق والمنطقة.

حينذاك كان على الإدارة الأمريكية أن تفكر في سياسة جديدة لعلها تعيد لها بعض التوازن خاصة مع تعالي صيحات الانسحاب من داخل أمريكا وبعد أن انسحبت قوات متحالفة معها وأخرها بدء الانسحاب التدريجي لحليفتها الإستراتيجية بريطانيا ، هنا قدم جنرال أمريكي سياسة قتالية جديدة اطلق عليها (سياسة الضد النوعي)، وتقوم هذه السياسة على إيجاد خصوم من داخل الصنف الواحد حتى لو كان صغيرا ، مستغلة طموحات وتوجهات بعض القوى.

وكان لتنظيم القاعدة قصب السبق في إثارة خصوم له من فصائل المقاومة إذ مع إعلان قيام دولته التي كانت مرحلة متقدمة لفكرة مشروع إمارة الأنبار الإسلامية الذي قدم إلى أبي مصعب الزرقاوي أثناء قيام مجلس شورى المجاهدين ، الذي جعل من الجماعات الجهادية هدفا للدولة عند قيامها.

ثم كان لسكوت العلماء سببا في إضرام فتيل القتال بين الجماعات التي اجتهدت في مواجهة اعمال التنظيم، فبعض الفصائل رأت أنها وان دخلت في قتال مع تنظيم القاعدة الذي نقض جميع الاتفاقيات والمعاهدات التي أبرمت معه، فانه يجب أن لا يتسع الأمر ليصبح مكسبا للإدارة الأمريكية وصنيعتها الحكومة في العراق، وبعض الفصائل رأت أن في السكوت عن الجرائم والأخطاء التي يرتكبها عناصر من التنظيم (لدوافع متعددة) حتى صارت منهجا مما يجعل هذا الفصيل يتمادى في جرائمه مما يفقد الفصائل الجهادية حواضنها من المدن والعشائر ، كما أنها خشيت أن يكون ذلك مبررا لتأليب الناس على المجاهدين عموما وتحشيدهم لتبني مشاريع جديدة ومنها ما اسماه أصحابه إنقاذاً وأسمته الحكومة صحوة إذلالا واحتقارا لما قدمته هذه العشائر لنصرة الجهاد، إن خشية هذه الفصائل من ذلك خصوصا بعد أن حذرت بعض العشائر لفصائل المقاومة بأنها إن لم تضع حدا لجرائم القاعدة ضدها ولم تقف معها فإنها لن تكون مع هذه الفصائل ولن تستجيب لها مستقبلا ، ومع هذه الإشكاليات فان هذه الفصائل اقتصرت في مواجهة تصرفات عناصر تنظيم القاعدة عند سياسة رد الصائل.

إن ظهور أضداد من بين القوى السنية (علمية أو سياسية أو جهادية)، أربك المشهد العراقي، وللأسف كانت إحدى الأوراق التي احتفظت بها الإدارة الأمريكية لتغيير موازين القوى ولتحييدها أو تقليل أثرها، استعدادا لمرحلة المفاوضات.

إنَّنا إذ نحذر من تنامي إفرازات سياسة الضد النوعي فإننا ننبه القوى التي تستهدفها هذه السياسة، وعلى هذه القوى أن تقوم بمراجعة سريعة وصريحة وبناءة لعملها ، فهيئة علماء المسلمين عليها أن تراجع سياستها في احتواء الآخرين وخاصة من كانوا أعضاء فيها ولم تستوعب طاقاتهم الفكرية والعملية ، وان تنظر بعمق إلى الداخل وما شهدته الساحة من تحولات أملتها طاقة الناس على التحمل (ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به)، فالنزول للنهوض بالناس خير من أن يتركوا للأضداد.

كذلك على القوى الجهادية أن تنتبه إلى الإشكاليات التي دعتها للتصادم، فليس الإصرار على مشروع دولة مكونة من تنظيم وان كانت له شوكة بأولى من الحفاظ على مشروع أمة بني على مداد العلماء والدعاة وعلى دمائهم ، وقد أشار إلى ذلك الشيخ أسامة بن لادن في رسالته الأخيرة.
كما ان على الفصائل الأخرى أن تدرك أن إضعاف أي فصيل وان كانت فيه أخطاء يؤثر على قوة أهل السنة مع تعدد أعدائهم ، فان ما يأتي من محاولة تنقيته أفضل بكثير من محاولة إزالته ، ومن يطالع سجل العمليات الجهادية لأكبر فصيلين في العراق (وهما الجيش الإسلامي وتنظيم القاعدة) سيجدهما في انحسار يبلغ 80% من عملياتهم السابقة.

كما أن من الضروري الانتباه إلى مشاريع الصحوة أو الإنقاذ التي أريد لها أن تكون بديلا أو منافسا للمشروع الجهادي على الساحة أو على طاولة المفاوضات وتوظيفها لتكون على المحتل وأعوانه لا له ، كل هذه المعطيات تحتاج إلى تأمل لتفتح آفاقا أخرى.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
الاختصار المطلوب (3) انه انتقام الله سبحانه... وانها شماتتنا


كاظم عبد الحسين عباس

شبكة البصرة

من بين اخبث ما لعبه المجلس الحكيمي واداته الميليشياتيه فيلق القدس واطلاعات الفارسيه (غدر) انه مول عصابات مقتدى لتقوم بمهمة قتل العراقيين فى الوسط والجنوب لكونهم من مناضلى حزب البعث العربى الاشتراكى او ضباطا في الجيش العراقى وطيارين صقور فى القوة الجوية العراقية التى قهرت بلاد الفرس عبر سنوات قادسية سعد الثانية، قادسية صدام المجيده، او كوادر فى دولة العراق الوطنية التى استهدفها الاحتلال الامريكى الغاشم او من كوادر الصناعة والتصنيع الوطنى العراقى وعلماء العراق. وقد ادى تيار مقتدى هذا الواجب بشكل مبهر حيث قامت عصابات الوغد المنغولى بمداهمة بيوت الناس الامنة المقدسة اناء الليل واطراف النهار وغدرت بشرفاء العراق وهم نيام بين عيالهم او وهم يؤدون احدى فرائض الله الخمس او وهم يبحثون عن لقمة خبز يطعمون بها عيالهم او وهم فى مجالس العزاء ومسيرات تشييع الموتى او وهم يؤدون واجباتهم الوظيفية.... الخ. وللامانة ايضا فان فيلق الغدر قد اجاد لعبة التوريط الدموية تلك واجزل العطاء لزبانية الموت شاربى الدماء وجهزهم بكافة المعلومات الضرورية وامن لهم الاسناد والحماية والتنقل وكل ما يوصف على انه لوجستى فى عمليات التصفيات الجماعية ومهرجانات الغدر الخسيسة تلك. وكذلك قام ازلام فيلق الغدر بتصوير عمليات المداهمات وانتهاك الاعراض وعمليات الذبح البشعه وعمليات نثر الاجساد الممزقه فى الشوارع والازقه وبرك المياه ومكبات الانقاض ومقالع الرمل والحصى وغير ذلك من اماكن الاعلان عن الجريمة المنظمة التى استهوت مقتده واوغاده ايما استهواء خاصة وانها كانت تأتيه باوامر مبصومة من الخنزير كاظم الحائرى وتبريكات اية اللعنة والشيطنة علي تكفيري ومذيلة بوعود تبشر ابن الحرام بزعامة ظلت تراود مخيلة اجداده وابوه حتى صارت مجرد وهم لن تطاله ذيول الحقيقة ابدا.

واستفاد الغدريون بهدوء من حملات الموت التى نفذها نيابة عنهم الاخرق مقتده فى تقديم انفسهم للشارع العراقى فى الوسط والجنوب على انهم محترفوا سياسة واهل حنكة وحكمة ودراية بوسائل القياده ونظام الحكم وبكونهم عقلاء لايعنيهم الثأر ومترفعون على الخسة ومعنيين بامر الفدرالية الشيعيه اكثر من اى شئ اخر كطريق لرفع المظلوميه عن الفرس الذين طردهم الشعب العراقى عندما تحولوا الى طابور خامس مع بداية الحملة الخمينية سيئة الصيت لتصدير الثورة الصفوية عام 1979.

وفجر الغدريون الفرس والمتفرسون وبعقلية عرابهم المتمرس حتى النخاع باللئم والحقد والخبث الفارسى احمد الكلب فجروا مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام فى سامراء ليدفعوا الارعن ابن الارعن مقتدى نحو حمام دم اخر قل نظيره فى العالم المعاصر حيث حمل الماجورين والموتورين والاوغاد بنادق الغدر قبل تفجير القبتين الشريفتين بساعات ليبداوا مهرجان الذبح الجماعى فى بغداد واطرافها ضد ابناء العراق النجباء وليسجل لهم التاريخ بحروف من الكرب والشؤوم اسوء مجزرة يقوم بها جزارون ضد شعب. واليقين انها قد فاقت بكثير ما يدعيه الصهاينة من هوليكوست مفترض ضدهم.

ما حصل اذن هو باختصار:

1- حقق فيلق الغدر ماربه الفارسيه فى تصفية الاف العراقيين المصنفين اصلا عند الفيلق ومن هم من وراءه على انهم حواجز بشرية وارقام صعبه فى مواجهة الاحتلال واذنابه وبواسطة طرف ثالث معتقدين ان هذا المنهج سيبرئهم من دم هؤلاء العراقيين الابرار!

2- سحب البساط من تحت اقدام مقتده وتياره وميليشياته وافساد واتلاف مساحة التاييد التى حظى بها فى مختلف انحاء العراق وسطا وجنوبا بل وبالخصوص فى المنطقه الغربيه من البلد التى صدقت ان مقتده يقاوم الاحتلال!

3- وضع مقتده وانصاره فى ساحة مكشوفه سمحت بان توجه لهم السهام من كل الاتجاهات على يد المحتل واعوان المحتل وبما حقق انجازا للغدريين فى اضعاف هذه المجموعه وتشويه اكبر قدر ممكن من صورتها شعبيا. وقد حقق هذا المنحى الفارسى البدرى نجاحا واضحا وخاصة فى كربلاء والنجف وبابل والديوانيه وبغداد.

ثم جاء دور الغدريين للانقضاض على الذبيحه الصدريه. فدفعت مجاميع الشرطه والحرس البدريه وتحت راية الحكومه وقواتها وبالتعاون مع المحتل لضرب عصفورين على الاقل بحجر واحد. ضرب الصدريين وتفتيتهم من خلال التصفيات والاعتقالات والمطاردات بشتى الوسائل على اساس انهم مجاميع مسلحه وميلشيات خارجه على القانون وتعرقل العملية السياسيه وضرب العلاقه بين الصدريين وحزب الدعوه العميل التى يعتقد البدريون انها القصبه التى اتكأ عليها حزب الدعوه لتحقيق مكاسب سياسية انيه على حساب المجلس الاعلى جعلت المجلس يذعن مرغما لتسليم رئاسة الوزراء للدعوه فى حكومتى الاحتلال الثانية والثالثه. ان الضربه المزدوجه للمجلس الحكيمى قد وجهت بتوقيت وبطريقة تحمل بصمات الخبث الفارسى لاخراج او اضعاف مجموعة مقتده عن ساحة الفدراليه التى يحلم بها المجلس الحكيمى وهذا بدوره سيضعف حزب الدعوة أيضا".

وفوق هذا وذاك برع رئيس المجلس الحكيمى الفارسى الصفوى فى زج حلقات المجلس المختلفه فى دائرة الولاء رقم واحد للاحتلال لكى يفوز بارجحية التفضيل الامريكى فى المفاضلة بين العملاء.

وها نحن نرى رؤوس الاجرام الصدريه قد اقتص منها الله القصاص العادل فقتلت بواسطة الايدي التى مولت اجرامها ويسرت لها سبله حتى تحولت الحركة الصدرية الى نموذج سيء للنازية الجديده وقام البدريون بتحرير ما بحوزتهم من وثائق وافلام فيديو وشهود عيان لفضح التيار وجلاوزته واصدار مذكرات الاعتقال ضدهم مما اضطر الكثيرين منهم الى الهرب والاختباء تيمنا باسلوب زعيم العدمية مقتده والبدء بحملة ذبح لاولادهم واقرباءهم. فشاهدنا وسمعنا السفاح المجرم جواد الحسناوى والمرتزق المرتد الدعمى وسيد دولار وغيرهم وهم يحاولون التعكز على عروبة عشائر الوسط والجنوب التى تذكروها فجأة بعد ان كانت غائبه ومغيبه فى السنوات الاربع التى عاثوا مع مجرمى الدعوه وبدر والجلبى فيها فى ارض الفرات الاوسط عبثا" وقتلا" وفسادا" وافسادا".

نعم لقد قتلهم الله ثأرا" للدماء الطاهرة البريئه التى سالت على ايديهم واخزاهم وفضحهم على يد حلفاءهم وما هو قادم من الايام سيشهد المزيد باذن الله من التدمير والفناء لمقتده واتباعه من خنازير وجهلة واميين وحشاشيين ومنحرفين على يد من استغفلهم اولا واصلا وحولهم الى قتله محترفين ولطخ صفحاتهم بالعار.

ونحن نقول بشماته... اللهم مزيد من الخراب فى دائرة السوء هذه حتى تحين اللحظه التى سينقض فيها اسود الوسط والجنوب على كل هؤلاء الطارئين على تاريخ عراقنا ويرميهم كلهم خارج اطار حياتنا وتاريخنا.

وما النصر الا من عند الله، عاش العراق العظيم ومقاومته الوطنيه الجسور



عمامة الحكيم في كأس بوش

وكأس بوش كما هو معروف نادرا ما يكون فيه ماء طاهر وغالبا ما يكون فيه كحول محرم اسلاميا. اليس كذلك اخوتى ابناء العراق والامتين العربية والاسلامية؟؟؟؟

وبوش موصوف عند الايرانيين الخمينيين منذ عام 1979 والى هذا الحين على انه وبلده اميركا شيطان اكبر وقوى استكبار. ونحن طبعا اخوتهم فى الاسلام ولا نخالفهم هذا القول والتوجه ابدا" اذا لم يكونوا هم قد استعاروه منا اصلا. لكن ما يحيرنى حقا هو كيف يضع زعيم المجلس الحكيمى الذى ولد وترعرع ونما تحت حماية وبتمويل ودعم مطلق وشامل من ايران عمامته في كأس الشيطان وعلى ارض الاستكبار؟ من يعاوننى على تقديم تفسير مقنع من الفرس والعرب المتفرسين على حد سواء لانعدام المنطق هذا؟

الحكيم رجل فارسى بالاصل و/او بالولاء، لافرق، يجلس مع الشيطان الاكبر ومع قوى الاستكبار يرتب لبدء جولة جديده من المباحثات حول امن العراق!!!!! بين ايران وامريكا. ونحن الان طبعا نتحدى من يقول لنا ويخبرنا بيقين الى اي طرف ينتمى عراب المباحثات هذا... اهو ايرانى ام امريكى؟ وارجو ان لايتحول احد الى حد بعيد من السذاجه ويقول لنا انه.... عراقي اذ انه لو كان كذلك لكان خارج هذا التفاوض من طرفيه يحمل سلاحا يقاتله لانه فى حقيقته تفاوض بين احتلالين لعراقنا الجريح.

نحن ابناء العراق نعرف تماما اصل وانتماء عبد اللئيم ونعمل على اجتثاثه نهائيا من تاريخنا فى لحظة قادمة لامحال. انما ما ذا سيقول لنا العرب المستعربين عن العلاقة بين ايران وامريكا وكيف فهموها ويفهمونها ومتى ينزعون ثوب المكابرة عن العزة بالاثم ويعترفوا انهم اخطأوا التقدير تماما وان ايران والحكيم واميركا فى دائرة واحده هى دائرة ذبح العراق والامة العربية؟

النصر للعراق بأذن الله والذله والعار لعملاء اميركا وايران في العراق


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
أميركا وإيران.. من غير قواعد اللعبة؟

الجنرال وفيق السامرائي
القبس الكويت
لم يؤثر تقرير الاستخبارات الأميركية الأخير حول إيقاف ايران برامج التسلح النووي منذ عام 2003 كثيرا على الخطاب الاعلامي للبيت الأبيض، فقد أبقى الرئيس بوش الخيار العسكري قائما الى جانب الخيار الدبلوماسي وخيار العقوبات. وجعل التقرير الفاصلة الزمنية طويلة حيث خمن الفترة اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية بثمانية أعوام، وهي مدة أبعدت شبح حرب قريبة وفتحت باب الحوار، وخصوصا مع ما يمكن توقعه من متغيرات سياسية داخلية وإقليمية.
لقد تعاملت ايران مع التوجهات الأميركية في المنطقة بشكل جدي، معتبرة الفوز الاميركي في العراق تهديدا جديا لمصالحها وبرامجها المستقبلية، فكان ممكنا أن تكون ايران الهدف الثالث او الرابع بعد افغانستان والعراق، بطريقة او بأخرى، وكان ممكنا أن تكون الخيارات أكثر سهولة وأقل تكلفة لو تحقق الفوز في العراق من دون تعقيدات أو خسائر كبيرة. ووفقا لذلك تحركت إيران على الساحة العراقية لتأدية دور نشط وخفي في جعل الوجود الاميركي مكلفا، وأثبتت في المحصلة أن وجودها في العراق أو تأثيرها على الأحداث لا يمكن تجاهله. وهو ما تجسد في اجتماعات التنسيق بين فريقي العمل الأميركي والإيراني، التي قادها سفيرا البلدين في بغداد بحضور عراقي. ويبدو ان ايران أدركت ان الوقت قد حان لتغيير اللعبة، فالاستمرار بدعم الجماعات المسلحة في العراق يقود الى المزيد من التوتر ويمكن جدا أن يؤدي الى عملية ثأرية أميركية كبيرة، إذا ما فشلت العمليات الثأرية الصغيرة في ثني إيران عن نياتها في العراق. وهي حالة لها مثيل نسبي في التاريخ الحديث للعلاقات العراقية الإيرانية. وكانت عملية التجاذب الاولى واضحة من خلال اطلاق الضباط الايرانيين الذين اعتقلوا من قبل القوات الأميركية بتهمة الضلوع في دعم الجماعات المسلحة.

هكذا تبدو المناورة الإيرانية ناجحة، متخلية عن الجمود من دون تغيير في الخطاب الاعلامي والسياسي وعلى كل الجبهات. وتكريما للدور الايراني خففت الادارة الاميركية من لهجتها حيال الدور الايراني في العراق، كما حرصت على توصيف الجماعات من جيش المهدي التي تشن هجمات على القوات الأميركية بأنها متمردة وخارجة عن السيطرة، طامعة بدعم إيراني لوقف نشاطاتها. ومثل هذه المناورة هي التي مهدت الطريق لنشر التقرير الاستخباري الذي أبعد خطر التسلح النووي الايراني الى عام 2015. التقرير الذي أعطى صدقية أكبر لتقييم منظمة الطاقة الذرية، وأعطى مدى طويلا للبيت الأبيض للمناورة، وخصوصا في العام الأخير من سباق الانتخابات التي ستشهد تنافسا حادا ومثيرا. وبذلك تحقق عملان مهمان دبلوماسيا على جبهتي الضغط على أميركا في العراق هما المناورة الايرانية من جانب، والتوجه السوري النشط لتقييد عبور المتسللين الى العراق وحضور مؤتمر أنابوليس من جانب آخر، وهي مناورة سورية بارعة أيضا تدل على مراقبة دقيقة للوضع العام.
صعوبة الفصل
صحيح أن ايران نجحت في مساعدة أميركا بتخفيف الضغط عنها وساهمت في إنجاح استراتيجيتها في العراق، المهمة جدا لمستقبل الجمهوريين وسياسة بوش، وصحيح ان سياساتها أدت الى ظهور حجة أميركية، من خلال التقرير الاستخباري، لفتح باب التفاهم بدل المزيد من التصعيد العسكري، فإن مشكلة البرنامج النووي تبقى أم المشاكل على المدى البعيد بين العديد من الاطراف، فامتلاك القاعدة الصناعية النووية يعتبر خطا أحمر لا يمكن تفادي التصادم بسببه إلا من خلال تنسيق واضح وشفاف ومستمر للعمل الرقابي من قبل خبراء الامم المتحدة، ومن يدخل معهم بالطبع، وبخلاف ذلك فإن الفصل بين الملفات يبقى معقدا ومن دون نتيجة، فالدور الأميركي بمنع إيران من انتاج قنبلة نووية يحظى بدعم غربي وعربي، وخصوصا بعد دخول فرنسا على الخط بقوة قيادية مبادرة.
سنوات حافلة
السنوات السبع أو الثماني المقبلة لن تكون عجافا بين أميركا وإيران، وخصوصا مع تطور الوضع العراقي، فخلالها يمكن إجراء المزيد من الاتصالات السياسية وتقديم المزيد من الإغراءات، وخلالها سيذهب بوش وربما يذهب خليفته أيضا، وتتغير وجوه على الجانب الاميركي، كما ستنتج الأوضاع السياسية الداخلية في إيران وجوها أخرى معززة أو مخالفة للتوجهات الحالية، فضلا عن سنة الحياة في غياب وجوه وظهور أخرى، ومع المتغيرات الموقعية في المناصب والمواقع والمسؤوليات لا بد من حصول متغيرات سياسية لا يمكن استبعاد تطوراتها الايجابية، لكن هذا كله يتطلب تعاونا إيرانيا غير مقيد مع خبراء منظمة الطاقة الذرية، وبعيدا كل البعد عن المحاولات الفاشلة التي سميت بلعبة القط والفأر في عهد النظام العراقي السابق، والتي ظهر انها جوفاء لا معنى لها غير الضرر. وإذا ما اختارت إيران التعاون مع هؤلاء فلا شك انها ستتفادى المزيد من التعقيدات وتتجنب عملا عسكريا ربما يكون أمميا.
تدل تصريحات الجنرال باراك على ان اسرائيل ليست مقتنعة بالتقرير الاستخباري الأميركي، فقد أشار باراك الى أن إيران استأنفت نشاطاتها النووية بعد ان توقفت عام 2003، ويكشف التصريح عن وجود تنسيق معلوماتي بين الطرفين، كما إن حركة المعلومات تثبت أن الوصول الى النقاط الحساسة ليس مستحيلا، وخصوصا مع استمرار اتهام رئيس الملف النووي الايراني السابق بتسريب معلومات الى الغرب. إلا أن ذلك لا يعني حربا أو ضربة قريبة، وخصوصا ان اسرائيل لا تمتلك القدرة العسكرية التقليدية على تدمير أو وقف أو عرقلة البرامج الإيرانية قطعا.
ويبقى الموقف الخليجي مهما في صياغة أطر المرحلة المقبلة، وإذا ما عزز الموقف الايراني حضور الرئيس نجاد القمة الخليجية بمواقف لبناء الثقة، وتهدئة المشاعر، وإزالة جوانب الخلاف، وتخفيف عناصر الاختلاف مع عرب الجوار والجوار المضاف مصر الدولة الكبيرة والمؤثرة ، فلا شك سيكون ممكنا بناء علاقات من نمط آخر وتعاون حقيقي في مجالات الأمن والاقتصاد بما يخرج المنطقة من دوامات العنف والحروب الخفية التي تقودها اجهزة المخابرات. الحقيقة التي يمكن استخلاصها أو استنتاجها من التقرير الاستخباري الأميركي الجديد هي ان شبح حرب إيرانية اميركية لم يعد شاخصا في المرحلة الحالية، وأصبحت الكرة الآن في ساحة الفريق الإيراني، فكلما لعب بها سلميا وبطريقة شفافة صفق له المتفرجون واضطر الفريق الآخر الى التصفيق له، والعكس واضحة أبعاده، لكن ليس الآن.
في ضوء ما ورد فإن من غير قواعد اللعبة هو حاصل تحصيل الضغوط والضغوط المضادة. فلم يكن هناك لاعب واحد فقط بل أكثر.

ليست هناك تعليقات: