Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الخميس، 6 ديسمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية الافتتاحيات والمقالات الأربعاء 05-12 -2007


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1

متى ينعم العراقيون بالأمن. . ؟!

اخبار العرب الامارات
يمر العراق بحالة هدوء نسبي بعد العمليات التي قامت بها قوات الأمن العراقية وقوات الجيش الأمريكي في معظم المناطق التي كانت ملتهبة بالتفجيرات. وقد ولّدت حالة الهدوء اعتقاداً بأن القوى المسلحة: المقاومة والمتمردين والإرهابيين، قد تمت هزيمتها بصورة تكاد تكون شبه نهائية، وتبقى مسؤولية الأهالي بالتضامن مع قوات الأمن العراقية استكمال المهام المتبقية.

وهذا أمر صحيح إذا كان لدى قوات الأمن المعدات الكافية والملائمة والمؤهلة لأداء المهمة ولكن الأمر ليس كذلك، فتقارير الداخلية العراقية تقول إن هناك عجزاً في المعدات والسيارات والمركبات والأسلحة التي تتوازن وتتعادل مع التي يمتلكها المتمردون.

والمتمردون يلجأون إلى سلاح واحد مؤثر وهو التفجيرات عن بعد أو التفجيرات الانتحارية، ويبدو أنهم يعانون في الحصول على المتفجرات والمواد الناسفة التي كانت تصلهم من الخارج، وبقي لديهم سلاح التفجيرات الانتحارية التي يصعب ضبطها واحتواؤها لأن المتحكم في العملية هو شخص انتحاري.

ويظهر ذلك جليا في التسجيل الذي نشره موقع للإسلاميين على شبكة الإنترنت الثلاثاء الماضي يعلن فيه عن حملة تفجيرات جديدة تبدأ من الاَن وتنتهي في يناير المقبل، أي ستستمر لمدة شهرين.

ويشكك الجيش الأمريكي في وجود جماعة يقودها شخص باسم ’’ أبو عمر البغدادي ’’ في ما يسمى ’’دولة العراق الإسلامية’’ التي يصفها بأنها قائمة في شبكة الإنترنت فقط. أي أنها منظمة وهمية قائمة على شبكة الإنترنت مهمتها الدعاية لقائد وهمي لم يره أحد. ولكن مسؤولاً في الجيش الأمريكي يرى أنه ربما كان هدف الإعلان أن يمنح تغطية عراقية لمنظمة تضم أجانب يتولى قيادتها المصري أبو أيوب المصري’’.

وإذا كانت المنظمة غطاءً أو حقيقة أو وهمية فإن المهم هو: هل خططها صحيحة ومن المتوقع تنفيذها؟ فليس المهم لون القط ولكن المفيد هو أن يُعرف إذا ما كان يستطيع صيد الفئران. فليس المهم ’’ أبو عمر البغدادي ’’ ولكن المهم ما إذا كان التنظيم الذي أعلن خطته لحملة تفجيرات سيقوم بتنفيذها تحت أي لافتة أو شعار. العراقيون ما زالوا يبحثون عن أمن واستقرار، وأفادت التقارير الواردة من سورية أن أعداداً كبيرة بدأت رحلة عودتها إلى العراق بعدما لمست نوعاً ودرجة من الاستقرار أو بالأحرى انخفاضاً في عمليات العنف المهلكة للنفس وللاَخرين، والمرهقة لأعصاب الأهالي والمستنزفة لطاقاتهم وممتلكاتهم ومستقبلهم.

إن اَخر ما يتمناه العراقيون الاضطرار إلى اللجوء والنزوح من البلاد لمواجهة مصير مجهول في عالم قاس ٍ لا يعرف غير مصالح مادية لا تلتفت إلى مصالح الإنسان. فقد جرّب العراقيون كل شيء اللجوء والنزوح والعيش وسط جحيم الحرب، وكلها سيان. . لم يبق إلا الأمن الذي لم يجربوه. . فهل ينعمون بالسلام بعد كل تلك المعاناة. . ؟

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
اَثار الديمقراطية الناشئة في كردستان على دول الجوار

مهى عون

اخبار العرب الامارات
يبلغ عدد الأكراد في جميع بلدان العالم ما يقارب ال 30 مليون نسمة، منها حوالي 16 مليون في تركيا، و6 ملايين في إيران، و5 مليين ونصف في العراق، وحوالي مليون نسمة في سوريا، يُسمون بالأكراد السوريين نسبة لعدم اعتراف النظام السوري بهويتهم الحقيقية. أما كردستان العراق فلا يشكل في الواقع سوى %19 من إجمال مساحة العراق، ويمتد على مساحة ثلاثة وثمانون ألف كيلومتر مربع،أي ما يساوى تقريباً مساحة النمسا. ويعد كردستان العراق ما يقارب ال 5 مليون نسمة أي بنسبة %28 من مجموع الشعب العراقي. ولقد كانت هذه المنطقة تتمتع بنوع من الاستقلالية الذاتية عند غزو العراق سنة 2003 من قبل القوات الأمريكية. ولقد عجل سقوط الطاغية صدام حسين في تحرر هذا الإقليم، ونشوء نوعاً من الديمقراطية التي ساهمت بازدهار ونمو الاقتصاد. والجدير بالذكر أن الأكراد رحبوا بالقوات الأمريكية الأمر الذي نمى عند العرب عامة نوعاً من العداوة تجاههم. والحكومة المركزية في بغداد تراقب من بعيد التطور الأمني والاقتصادي في الإقليم، ولا تستطيع بل هي عاجزة عن مجاراة جارتها تركيا في عدائها وكرهها لهذه الاستقلالية الناشئة. أما سوريا فهي طبعاً تلتزم بالموقف التركي وهذا ما أكدته زيارة الرئيس لأنقرة الأخيرة. إن قدرة الحكومة المركزية على الإقليم هي محدودة جداً، ولا يوجد أي علم عراقي يرفرف على أي مؤسسة رسمية في الإقليم،خاصة وأن العلم العراقي بات يذكر الشعب الكردي بمرحلة سابقة، حافلة بالعذابات والمعاناة، يفضلون نسيانها. وفيما خص الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تصاعد حدة التوتر فيما بين كردستان العراق وتركيا، فهي تعود إلى قيام حكومة إقليمية شبه مستقلة في شمال العراق. فهذا الوضع المستجد في كردستان أي هذه الديمقراطية الناشئة والذاهبة في التطور والنمو، بات يشكل مصدر لوجع الرأس ، ولا يبدو على المدى القريب أن هناك بوادر حلول لها. ووجع الرأس هذا لا يخص فقط تركيا، بل يعني كافة دول الجوار والتي تضم أقليات كردية قد يغريها النموذج الكردستاني في شمال العراق، فتسعى للتمثل به. زائد على ذلك التشجيع المعلن من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي تثمر نجاح التجربة الديمقراطية الكردستانية، وتعتبر أنه من الضروري أن ينسحب هذا النموذج على كل الدول المجاورة. هذا مع العلم أن وضع الأكراد في سوريا كما في تركيا ما زال على حاله من التردي،حيث يعاني الكورد من الظلامة والتهميش المعهودين. فالنظام في سوريا يعتبر مصطلح ’’القضية الكردية’’ مصطلح استفزازي، لا يعدو عن كونه تقليد لشعارارت أكراد العراق، والذين اقتربوا بعكس أقاربهم في الدول الأخرى من الدولة المستقلة. والتهديد والخطر بالنسبة لنظام سوريا يكمن في تحول محافظة في سوريا ذات طابع كردي،إلى كيان مستقل الأمر الذي يشكل سابقة تهدد التماسك على المستوى الداخلي في سوريا. فإذا هدد الأكراد اليوم بالانفصال، سوف تكر السبحة بالنسبة للاقليات الأخرى. فاليوم محافظة، وغداً حكم ذاتي، ولاحقاً حق تقرير المصير. . وهو خطر يعيه جيداً النظام في سوريا وعمل ويعمل دائماً وبكل الوسائل على قطع وطمس بذوره قبل أن تنمو. وحسبما تورد التقارير الصادرة عن منظمات حقوقية دولية، فإن البطش والظلم والتنكيل يطال المدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا، والذين يثيرون القضايا الخاصة بالأكراد. وهم إن شاركوا أو ساهموا بأنشطة سلمية في مجال حقوق الإنسان عامة،تراهم يتعرضون للاعتقال والحبس ، بموجب تهم غالباً ما تستخدم ضد الأكراد بشكل خاص ، منها الانخراط في خلايا تسعى لأضعاف الشعور القومي، وإثارة الصراع الطائفي والعنصري، ومحاولة فصل جزء من الأرض السورية أسوة بما هو حاصل في العراق. ويعتبر التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية أن المناطق التي تقطنها أغلبية كردية في سوريا هي مناطق متخلفة عن بقية أنحاء البلاد، من حيث المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية. وحسبما أورد التقرير أيضاً فإن هذه الأوضاع تتفاقم من جراء التمييز المباشر وغير المباشر الذي يمارس ضد السكان الاكراد. وفيما خص وضع الأكراد في إيران، فالوقائع تشير إلى استمرار الاضطهاد السياسي المركب(مذهبي-قومي)،تجاه أكراد إيران. وفي وقت أصبح الوعي القومي الكردي أكثر تجذراً، بعد غزو العراق وبداية استقلال إقليم كردستان العراق، تنوعت القوى السياسي الحاملة للمشروع القومي الكردي في إيران. واليوم وإثر ظهور بوادر الصراع الغربي مع السلطة الحاكمة في طهران تبدو الأوساط الكردية في إيران في حالة غليان، وعلى الأرجح أن أكراد إيران سوف يخرجون عن صمتهم الذي دام في دورته الأخيرة أكثر من عقدين من الزمن. والجدير بالذكر أن صمتهم هذا تزامن مع سكوت عالمي ممثلاً بأعلامه ومؤسساته الحقوقية، تجاه ضياع وتغييب حقوق أكثر من ستة ملايين كردي. وفيما خص الأزمة التركية الكردية اليوم يتناول الإعلام العربي والإقليمي المسألة الكردية التركية اليوم وكأنها مجرد مطاردة دولة لفلول حزب خارج عن القانون. ويوصف هذا النزاع وكأن دولة قوية محورية إقليمية فاعلة في محيطها وفي الشرق الأوسط بشكل عام، تتعرض لاعتداء من بعض عناصر منظمة إرهابية اتخذت لها من مغاور وأودية الجبال الحدودية ملاذاً وملجأً هروباً من المطاردة. والحقيقة إن المسألة الكردية التركية هي أبعد من ذلك بكثير. هي قضية معاناة شعب، وقومية محاربة ومضطهدة،وتاريخ مذابح وحروب وتهجير، وأسطورة تمزق وحنين لأرض مسلوبة ومجزأة منذ نيف ومئة سنة،أي منذ معاهدة سايكس بيكو السيئة الذكر،والتي كان نتيجتها ظلامة لاحقت الشعبين الفلسطيني والكردي حتى اليوم. ولكن تزامن خروج القضية الكردية على الواجهة الإعلامية اليوم ليس له علاقة مباشرة مع أحقية القضية،واستفاقة الضمير العالمي عليها لا يعني أنه يتبناها كقضية إنسانية عادلة، بل يتناولها انطلاقاً من معطيين أساسيين،أولهما،دنو تاريخ انسحاب الجيش الأمريكي من العراق، وثانيهما، صدور توصية من الكونغرس الأمريكي لتحويل العراق إلى دولة فيدرالية عرقية وطائفية. وليس عيباً أن يرى الشعب الكردي المشتت منذ قرابة المئة، في هذه الفرصة السانحة مناسبة لتحقيق حلم كان حتى البارحة من المحرمات. ولقد بات يشعر الشعب الكوردي اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن لحظة الخلاص من أحزان الماضي باتت وشيكة، خاصة وأن المادة 140 من الدستور العراقي والتي تتعلق بأحقية عودة الأكراد الذين هجروا قسراً من أراضيهم عادت تطرح من جديد على بساط البحث. يبقى إن التفاف كل دول جوار العراق، كسوريا وإيران حول تركيا من منطلق تصنيف حزب العمال الكردستاني تحت عنوان المنظمة هابية، ومن منطلق تلاقي المصالح لا يمكنه أن يؤثر كثيراًالإر على مجرى الأحداث لاحقاً. فالظلم والتهميش الذي لحق الشعب الكردي في تركيا، بالرغم من تواجد 20 نائباً كردياً في في البرلمان التركي، لا يمكن أن ترفعه سوى الدولة التركية. والعنف والحرب وصولاً إلى اختراق حدود كردستان العراق لا يمكنه أن يحل المشكلة الداخلية. وحل قضية معاناة الستة عشر مليون كردي تركي لا تكون عن طريق إلقاء القبض على بضع ثلاثة اَلاف من شباب الكرد والذين لا تتعدى أعمارهم العشرين سنة بل عن إعطاء حق المواطنية الكاملة لهذا الشعب ومنها بعضاً من حقوق القومية.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
المعجزة العراقية.. من الاجتياح إلى «الشراكة»
جيمس روتنبرغ

انفورميش كليرنج هاوس


ما كان يدور في ذهن الولايات المتحدة بشأن العراق كان واضحا بالفعل في خريف العام 2001 ، رغم ان الأمر تطلب سنة ونصف لتنفيذ الهجوم ، الذي عُرف باسم الصدمة والرعب. عندما بدأ الهجوم ، كان ملايين المواطنين الأميركيين يعلمون الدافع الحقيقي من ورائه. ولم يكن ذلك مهما ، أو يمكن ان يهم.

أثبتت الحملة الدعائة التي شنتها الحكومة فعاليتها لإخافة عامة الناس. ما دفع بمستوى سذاجتهم إلى مستويات عالية بفضل حقيبة الإدارة المليئة بالتبريرات المتغيرة والدعوة إلى الوطنية. باختصار ، كان الشعب قد هزم. كما كان متوقعا ، بعض اعضاء الكونجرس غير الساذجين ، ساروا في هذا الطريق لأسباب مختلفة. لعدم المغامرة بمواجهة التيار.

مهمة السياسي الرئيسية هي البقاء وأن يتم انتخابه. هذا صحيح لأنهم غير مقيدين بفترة نيابية واحدة. ولو كانوا مقيدين بفترة نيابية واحدة لكانوا أشد ميلا للتأكيد على فرديتهم.

الحجة المعتادة ضد قصر انتخابهم على فترة نيابية واحدة هي انهم بالكاد تعلموا شق طريقهم في دهاليز الكونجرس. لكن تلك هي المشكلة - بانه هناك "دهاليز". وهذا يعني معرفة التملق ، ومن هو المفيد ، ومن سيعقد الصفقات ومن سيدفع الثمن. هل نعتقد حقا أنه لو كان لدينا كونجرس جديد بالكامل لن يحدث اي شيء ، لأن لا أحد يعلم دهاليزه؟ لقد كان لدينا كونجرس جديد بالكامل في هذه البلد. ذات مرة. تنتهز وسائل الإعلام الفرصة لإظهار إذعانها. وتتميز بالسذاجة بقدر أقل من تميزها بالسخرية اللاذعة ، وهي برغم ذلك تردد بأمانة كل ما تزودها به الإدارة من دون اعتراض أو حتى تعليق.

الآن ما هو الامر الذي كان واضحا جدا للبعض منذ البداية؟ هو أن السيطرة على العراق كانت طريقا طبيعيا لإقامة وجود عسكري دائم في قلب الشرق الأوسط الغني بالمصادر. وهذا لم يكن ابتعادا عن أهداف السياسة الخارجية الأميركية الراسخة بل هو مجرد أخير تكرار لها. لقد صادف أن العراق يمتلك ثاني أكبر إحتياطي نفطي مؤكد ، وصادف ان النفط يدخل مرحلة نضوبه.

حملت صحف الصباح قصة لوكالة الأسوشيتد برس عن تفاصيل توقيع الرئيس بوش ورئيس الوزراء العراقي المالكي "إعلان مبادئ" بين البلدين ، والذي يشتمل ، بالنسبة لمن مازال يهمهم معرفة السبب الذي اجتحنا العراق لأجله ، على ما يرقى الى اعتراف كامل. ليس أمام محكمة الجرائم الدولية (فهذه ليست لنا) بل مجرد خبر نسق وصار صالحا للنشر. ستتمسك الحكومة العراقية "بتواجد طويل الأمد لجنود الولايات المتحدة في مقابل ضمانات أمنية أميركية كجزء من شراكة استراتيجية... وعلاقة دائمة في الشؤون السياسية والاقتصادية والعسكرية". بالإضافة إلى ذلك ، اتفاقية تنص على دعم أميركي لاقامة "نظام ديمقراطي في العراق ضد الاخطار المحلية والخارجية". ("خطر" ان يخرجوا عن نطاق نفوذنا).

يتعين ألا يتفاجأ المرء حين يجد أن الزعماء العراقيين الذين تدعمهم الولايات المتحدة يتقبلون الشروط التي تضعها واشنطن. ماذا يمكن أن يتوقع المرء ان يحدث بين دولة عميلة وسيدها. العميل ملتزم بالطاعة والسيد مستعد لمكافأة خدماته المفيدة؟

تبحث الاتفاقية تحديدا في "معاملة تفضيلية للاستثمارات الأميركية". عند هذه النقطة قد نستذكر مروجى الحروب الأذكياء الذين اختاروا ألا يستخدموا عبارة "عملية تحرير العراق" (الانجليزية) حتى لا تختلط حروفها الاولى بحروف كلمة نفط (الانجليزية ايضا).

يدعي الجنرال ليوت ، مستشار بوش في حربي العراق وأفغانستان ، ان مسألة ما إذا كانت القواعد العسكرية المطلوبة مطروحة "على طاولة المفاوضات". ليس كما جاء فيما اقتبس عن مسؤولين عراقيين في الخبر ذاته الذين "يتنبؤون بوجود طويل الأمد لحوالي 50 ألف جندي أميركي" في تلك القواعد.

مع مواصلة التمسك بممارسات النهب الامبريالي الراسخة ، فإن الغازي يضمن الآن أمن من جرى غزوه. وعندما تفكر في الأمن ، لا تفكر بأن تكون آمنا. فكر في السجن والمقابر. فالأمن هو للحكومة. وعندما تعلن حالة الطوارئ في هذا البلد (افترض فقط) ، اعلم أنه لا علاقة لها بالشعب. فستكون الطوارئ حقيقة ، لكنها للحكومة فقط.

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
العشائر تصحو ضد القاعدة وضد نفسها ايضا !

حمزة مصطفى

الملف برس
لم تعد الاخبار التي تاتي من الرمادي , ومن عشائرها بالذات , تبشر بخير مثلما كان عليه الامر خلال الفترة المنصرمة وطبقا لما كان الجميع ياملون لاسيما بعد تاسيس مجالس الانقاذ والصحوات . تلك المجالس التي طبقت شهرتها الافاق واشاد بها الخبراء العكسريون والمحللون السياسيون واجبرت طائرة بوش الرئاسية على الهبوط في ( قاعدة الاسد ) الجوية غربي العراق ليجتمع هناك بقادة هذه المجالس وهم انفسهم شيوخ ابرز العشائر في المنطقة الغربية اسوة بقادة العراق ممن يسكنون المنطقة الخضراء خوفا من الارهاب الذي تسببت به القاعدة والتي تشكلت مجالس الصحوات والانقاذ , رغما عن الحكومة اول الامر ولاسباب لا تخفى على لبيب , من اجل محاربة القاعدة وقهرها في اهم حاضنة لها .

واذا كان من المبكر الحديث عن النتائج النهائية لما حصل وتقديم كشف حساب بما جرى هناك في اطار تحالف عشائري فقط وغير مدعوم تماما من الحكومة ومن الاميركان اول الامر الا بعد ان ظهرت اولى بوادر العمل الكبير فان مجرد الحديث عما بات يجري الحديث عنه ظاهرا حينا وباطنا حينا اخر في مناطق عديدة في الرمادي وعموم المنطقة الغربية يحتاج الى وقفة جادة لمعالجة اي خلل يمكن ان يؤدي الى كارثة قد تسفر عنها نتائج عكسية . الاخبار تقول ان هناك خلافات حادة برزت بين بعض العشائر على الغنائم ان جاز التعبير مع ان ما عملته هذه العشائر التي قدمت خيرة ابنائها يتقدمهم شيخ الصحوة ومؤسسها الراحل عبد الستار البوريشة من اجل نجاح هذه التجربة الرائدة في العمل العسكري والجهادي لكن ليس على طريقة فقهاء ظلام الجهاد الذي يبرر القتل لاجل القتل يفوق في الواقع اي مغانم او مكاسب مادية او تجارية او مصالحية .

مع ذلك , فان البشر ليسوا معصومين وان النفس لامارة بالسوء طالما ان هناك مكافاة لما حصل ايا كانت هذه المكافاة , تعويضات , هدايا , عقود , رواتب , اجور .فمن حيث طبيعة التشكيلات وادوارها فمن الواضح ان هناك خلافات واضحة بين مجلس الصحوة الذي يتراسه حاليا الشيخ احمد ابوريشة وبين مجلس الانقاذ الذي يتزعمه الشيخ علي الحاتم الذي يعد نفسه ابرز زعيم عشائري في الانبار لانه امتداد لمشيخة ال على السليمان وهم شيوخ الدليم بلامنازع . وهناك ايضا الشيخ حميد الهايس المؤيد بقوة للعمل مع الحكومة وهو ما يجعله يضع نفسه باستمرار بمثابة ( احتياطي مضمون ) لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي كثيرا ما يشهر ورقة الهايس بوجه التوافق التي سحبت وزراءها من الحكومة على اثر خلافات حادة مع المالكي ولم تجد الجبهة طبقا لتصريحات قادتها ما يدل على جدية الحكومة في تلبية النقاط الاحدى عشرة التي طالبت بمعالجتها كشرط لاستمرارها في حكومة ( الوحدة الوطنية ) كما تصر الاوساط المؤيدة للحكومة تسميتها بها على الرغم من التصدع الواضح فيها مما يجعلها اقرب الى ائتلاف حكومي بين حزبيين شيعيين وحزبين كرديين لهما الاغلبية في البرلمان .

ليس هذا فقط , فان هناك من يتحدث عن اقسامات حادة داخل بعض العشائر . فالعشيرة الواحدة انقسمت الى ثلاثة اقسام حادة بينما كانت حتى وقت قريب مضرب المثل في الوحدة والتوحد والتي كانت هذه الوحدة سببا مباشرا في قهر اخطر تنظيم في العالم عجزت دول وجيوش واجهزة مخابرات واستخبارات دولية عن قهره وهو تنظيم القاعدة الذي لم يكتف في العراق بما اكتفى به من اعمال وممارسات بل اعلن تاسيس دولة اسمها ( دولة العراق الاسلامية ) التي اصبح لها وزراء حتى للثروة السمكية .

وهناك ايضا طبقا لهذه الاخبار التي نرجو ان لاتكون صحيحة قد شكلت تحالفات داخلية او ( صحوات سلبية ) اذا جاز التعبير ضد بعضها البعض ليس لها من هدف سوى الاستحواذ على اكبر كمية من المكاسب لاسيما بعد الشروع بعملية الاعمار .وبقطع النظر عن حجم المبالغة في الاخبار الواردة من هناك فانه لا يوجد دخان من غير نار .

وعليه فان النتائج التي يمكن ان تترتب على ذلك في المستقبل القريب والبعيد معا ستكون نتائج ليست في صالح كل المنظومة العشائرية في المنطقة الغربية . فالخلافات التي تنشا داخل العشائر لاسباب مادية تقود بالضرورة الى خلافات ذات طبيعة اكثر جذرية من المال والمكاسب بل تتصل بالبنية العشائرية ذاتها غير القابلة للتشظية . فبسبب ضعف البنية المؤسسية للعشيرة واستنادها الى مبادئ معروفة داخل العشائر تسمى الاعراف او السواني .وبالتالي فان انتهاك اي مبدا من مبادئ هذه الاعراف او السواني وهي بمثابة دساتير غير مكتوبة يعني دخول ليس العشيرة الواحدة بل البيت الواحد احيانا في سلسلة حروب داحس وغبراء جديدة .

وعلينا عند ذاك تصور حجم الخسارة , بل حجم الكارثة الوطنية والاجتماعية التي يمكن ان تحصل . لان ما يحصل في الواقع هو بمثابة التدمير المنهجي المتكامل للبناء العشائري الذي لا تزال مجتمعاتنا بحاجة اليه ومنها مجتمعنا العراقي الذي تمكنت عشائره من طرد المسلحين والمليشيات والخارجين عن القانون وقطاع الطرق وهذه كلها فشلت كل من الحكومة والاميركان في احراز اي تقدم فيها بالرغم من مئات الاف الجنود الاميركان والبريطانيين والاستراليين والكوريين والعراقيين فضلا عن شركات الحماية مدعومة بارقام فلكية من الاموال تزيد على عشرات ملايين الدولارات يوميا ناهيك عن ملفات السرقة والفساد وشتى انواع الاختراقات . ان الصحوة ضد القاعدة لا تبرر الاختلافات والخلافات التي تخرج العملية كلها من دافعها الوطني والقيمي لتضعها في اطار لم تكن تلك العشائر تفكر فيه على الاطلاق وهو المكاسب المالية وما يمكن ان تجره من خلافات . ان خطورة القاعدة وما يمكن ان يحصل من عمل ضدها قد سبق صحوات العشائر بنحو سنة . غير ان الجميع كان ينتظر من سيعلق الجرس حتى تقدم ابو ريشة لياخذ على عاتقه عملا بطوليا من هذا النوع تحول فيما بعد الى عمل درامي ذي طابع تراجيدي حين دفع حياته ثمنا لخلق تلك الفرصة الذهبية التي بدات تستثمرها واشنطن في مناطق اخرى مثل باكستان بينما يجري الحديث عن خلافات داخل من اطلق على ماقام به انقاذ وصحوة واذا بقسم منها يتحول الى صحوة .. لكن ضد النفس ايضا .
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
برقية : مؤتمر نخوة عشائر العراق برعاية السيد الرئيس محمد الطائي

صادق مهدي حسن
كتابات



في سابقة غريبة لا يفقه اي صاحب بصيرة مقصدها، لكنها لا تخفى على من يقرأ صفحات خراب العراق الجديد، خرجت قناة الفيحاء بواحدة من فيكات العراق (الجديد)، وحولت السلطة الرابعة الى سلطة (اولى) في سابقة دعائية لم يشهد لها تاريخ الاعلام مثيلا. المؤتمرات التي تخص امن الناس وحياتهم شأن من شؤون الدولة وليس من شأن الاعلام. هذا (شغل دول)، هكذا علق احد الشيوخ وهو يمسح بلحيته اسفا وهو يرى تلك (العكل) و (الغتر) و (الباينباغات) و (الشراويل) تدور حول عيون فاغرة تتطلع بوجه مدير قناة فضائية نصبته جهة ممولة مجهولة، وهو يخطب بالعشائر مكررا بين حين وحين: (صدقوني) (صدقوني)لا ادري لماذا يعيد كلمة صدقوني وكأن هاتفا بداخله يناديه (كذاب).

في هذه المحطة فرض البعض فرضا وصار امرا واقعا، ان يسمى الطائي بالسيد الرئيس. وها هو السيد الرئيس يستعرض شيوخ العشائر ويهتف بهم. لم يكتف الرجل بالظهور يوميا مدة ساعتين حية ثم تعاد مرتين لتصبح ست ساعت في اليوم (اسوة بالرئيس السابق) او اكثر، عاد يقف ويخطب و (الشيوخ) يطوفون حوله وهو يضع يده على صدره شاكرا ولاءهم وطاعتهم. وفي نشرات الاخبار ليوم 3/12 قدم السيد الرئيس الطائي على رئيس الوزراء المالكي وهي اشارة ذات مغزى يفهمها ابناء (عشيرة) الاعلام. (صدقوني) هكذا طلعت علينا نشرة أخبار الفيحاء. هل هذا عمل فضائية؟ أم هو عمل حكومات؟ اين حكومة كردستان وامنها وهي ترى ان هناك كيانا لبناء دولة داخل دولة او داخل اقليم؟ يبدو اننا مقبلون لا على فدراليات واقاليم، وحسب، بل على كيانات سيكثر عددها لحد انها ستكون لها جامعة (دول) عراقية او ربما هيئة أمم.

مؤسسة الفيحاء منظمة سرية وليست مؤسسة اعلامية كما قد يتوهم البعض. ووردت اخبار عنها بان فيها كواليس ودهاليز مرعبة وتديرها جهات على غاية كبيرة من السرية. فلا نعرف من هو الذي نصب الطائي مديرا ثم رئيسا؟ ومن هي الجهة التي تصرف الملايين لشراء بنايات في كل انحاء العالم باسم الفيحاء؟ ثم من هذا الذي يصرف على المئات من رجال العشائر وهي محطة حتى ليس فيها حتى اعلانات تمولها؟اين البرلمان العراقي؟ وهل في دولة فيها ذرة من نظام تسمح بمثل ما يحدث؟ لكن من سيحتج؟

اين الناطق الاعلامي باسم رئيس الوزراء من هذه السابقة الخطيرة؟اين الناطق الرسمي باسم اقليم كردستان؟ ونقول لهم هذه نتيجة سكوتكم عن الانتهاكات التي طالت البعض داخل بناية هذه المنظمة السرية.
لا بل اين ابن العشيرة الحقيقي الذي يصرخ ويقول نحن لسنا قطعان يجمعنا من يشاء ويتصرف بنا من يشاء؟وسؤال يائس .. اين المثقفون؟ اما سمعتم بانتهاك حقوق الانسان في هذه المحطة؟ ام ستكتفون كما اكتفى الشابندر قبل ايام حين شكى من عدم احترام هذه المحطة للإنسان مكتفيا بقول : ولله في خلقه شؤون؟ولك يا سيادة الرئيس محمد الطائي نقول تحياتنا وننقل لك شكر من شملتهم رعايتكم الكريمة بشراء شقق (مفروشة) لهم ولهن في دولة الامارات تكريما لتضحياتهم الجسام من اجل ان يظل اسمكم في الامام.
والى الامام يا سيادة الرئيس الهمام.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
من وإلى بغداد

وليد الزبيدي

الوطن عمان

استمعت الى حوار، جرى بين اثنين من الاعلاميين العراقيين، خلال مناسبة اجتماعية في العاصمة الاردنية، سأل فيها الطرف الاول عن مشاعر الطرف الثاني وهو يعود من بغداد قبل اشهر مرغما، بعد ان ضاقت به السبل، وحاصره الخوف على نفسه واطفاله وزوجته، مقارنة مع تلك الدقائق، التي سارع فيها الى حمل اطفاله وعائلته وسارع بالعودة الى بغداد بعد ايام من احتلال بغداد عام2003، اضاف الطرف الاول مذكرا الاعلامي العراقي والاستاذ الجامعي، الذي كان معارضا للحكومة حينذاك، كيف كان يعيش في بحور من الفرح الغامر، وهو يتهيأ لمغادرة الغربة صوب الوطن المحتل.
صمت الاستاذ الجامعي، حرك نظارته الطبية، حدج صاحبنا بنظرة طويلة، ثم فجأة انفجر ضاحكا، وقال لم نتوقع ما حصل في العراق.
الى هنا والحوار بين اثنين من الاعلاميين العراقيين، وانا التقط هذا المقطع واعلق عليه، لانني افهم ان مسؤولية النخبة في كل مكان وزمان، ان تكون لها رؤية وان لم تكن ثاقبة، فعلى اقل تقدير ان تقترب من الوضوح، وان لا تسيطر العواطف على المرء، ويحدق في الآماد البعيدة، ليرى الصورة من جميع الزوايا، ويتأمل المشهد ويقلبه يمينا وشمالا، قبل ان يحدد موقفه من الواقع، وتزداد المسؤولية عندما يكون الامر مرتبطا بغزو وحرب واحتلال.
انا لم اسأل الزميل الاعلامي والاستاذ الجامعي، كيف كان معارضا، ومفهوم المعارضة يفترض انه يرتبط بمعاني الوطنية الصافية، ما يجعله يعيش في دوامة من القلق وصولا الى لحظة الفرح، لا يأتي الا برؤية مستقبل البلد والناس وهم ينطلقون صوب ضفة الحرية والتنمية والرفاهية.
الا ان الذي حصل، ان المعارض الحزين، الذي يفترض انه يعيش هما حقيقيا، سرعان ما غسلت احزانه وآلامه الاخبار، التي تقول ان المارينز الاميركي يحتلون بلاده، ويقتلون الناس، ويدهمون بيوت العوائل العراقية ويمارسون مختلف انواع الاذلال والاهانة للرجال والشباب، وان قوات المارينز الاميركي بدأت بتفكيك الدولة وطرد الكفاءات وفتح ابواب السجون امام العلماء والضباط وغيرهم من ابناء العراق، وان ملامح التخريب انطلقت بقوة منذ اسابيع الاحتلال الاولى.
يضاف الى ذلك، ان ما يجري هو احتلال بجميع المواصفات، وعلى الطرف الاخر، ان الفرح قد سيطر على الشخص المعارض والاعلامي والاستاذ الجامعي، وهو الذي يفترض ان يرى ما خلف السواتر الغائمة، ويفهم الفرح بعقلية المواطن، لا بروحية التشفي والرغبة بالانتقام.
هذا جزء من مشهد تتناقض فيه المفاهيم في المعارضة والمواطنة.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
هزيمة القاعدة فـــي العـــــراق
أوستن باي
واشنطن تايمز

أصبحت العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق في فترة ما بعد الحرب موضوعا عاما واسعا، فقد أعلن البيت الأبيض و الحكومة العراقية خلال الأسبوع الماضي عن عقد محادثات بين الدولتين بهدف التوصل إلى اتفاقيات مفصلة تحكم العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين البلدين على المدى الطويل. طالب العراقيون بإقامة علاقات دائمة مع أمريكا.
لقد استخدمت تعبير »موضوع عام واسع« لأن هذا الأمر أصبح محورا لمناقشات مستمرة منذ أبريل ،2003 وكان القليل من هذه المناقشات سريا.
عندما بدأت عملي في العراق في مايو ،2004 كانت أول وثيقة وصلت إلى مكتبي عبارة عن مسودة القرار رقم 1546 الصادر عن مجلس الامن التابع للأمم المتحدة. قرأت المسودة باهتمام بالغ، ثم ناقشتها مع أحد الضباط البارعين في قسم التخطيط بالقوة المتعددة الجنسيات. كان ذلك الضابط منخرطا بالفعل في عملية تحليل الاحتياجات ومواءمة «القدرات مع المهام» (من يؤدي ماذا) بهدف دعم القرارات التي تنص على أنه ينبغي على العراق إجراء «انتخابات ديمقراطية مباشرة في موعد غايته 31 يناير 2005».
لقد تم تمرير القرار 1546 رسميا في الثامن من يونيو .2004 وحققت الانتخابات العراقية التي جرت في يناير ،2005 نجاحا باهرا مما كان بمثابة صفعة كبيرة على وجه الإرهابيين والطغاة.
كانت الانتخابات العراقية واحدة من سلسلة من النجاحات العراقية. وجاء الإعلان خلال الأسبوع الماضي عن الدعوة إلى تعزيز العلاقات الامريكية العراقية ليشكل دليلا آخر على النجاحات المتزايدة التي بدأت تتجسد الواحد تلو الآخر. لكن كل نجاح يمكن أن يعقبه فشل. لكن ما الحرب إلا عملية ديناميكية- ومن منظور تاريخي، يبدو أن التوجه الديناميكي في العراق يصب في صالح الولايات المتحدة الأمريكية- بمعنى آخر، إن التوجه السائد في العراق يدل على تحقق نجاح كبير.
أنا أعرف أن هذا الكلام يتناقض مع رأي زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور هاري ريد الذي قال في أبريل 2007 إن الولايات المتحدة «خسرت» في العراق، لكن الذي حدث هو أن السيناتور ريد هو الذي اختار أن يجعل من نفسه «حاشية» سيئة في سجلات التاريخ.
إن هذا النجاح الذي يشهده العراق حاليا احتاج إلى مبالغ طائلة، وتضمن فقدان دماء وأرواح كثيرة. كانت قد وصلت إلى مكتبي في بغداد وثيقة أخرى، وهي رسالة أبي مصعب الزرقاوي التي بعث بها إلى زعماء القاعدة في فبراير ،2004 والتي أعرب فيها عن أسفه للهزيمة الوشيكة التي تنتظر القاعدة في العراق.
أبو مصعب الزرقاوي وصف أيضا التمرد المسلح بأنه حرب طائفية شيعية سنية. إن الديناميكية والجهد المشينين لتلك الحرب لقيا معاناة وألما وقتلا في كل عملية. لقد بذل مقاتلو الزرقاوي كل ما في وسعهم لإذكاء الحرب الطائفية. يا إلهي لقد تصدرت تلك الأعمال عناوين الصحف، كما أنها استقطبت مجموعة مختلطة من الحلفاء المجرمين، وقد عطلوا الجدول الديمقراطي العراقي من 12 إلى 24 شهرا لكنهم فشلوا في نهاية المطاف.
إن الدليل على أن القاعدة تعرضت إلى هزيمة استراتيجية كبيرة في العراق مازال يتكشف يوما بعد يوم. أشار موقع استراتيجي بيج دوت كوم في 27 أكتوبر 2005 إلى أن وسائل الإعلام الإسلامية أصبحت أقل استعدادا لأن تكون بوقا للقاعدة أو مدافعا عنها، على الأقل عندما يأتي الامر إلى قتل المدنيين المسلمين، ولم تكن وسائل الإعلام العراقية بوجه خاص وسيلة للدفاع عن القاعدة. قال الموقع نفسه في الأول من أكتوبر 2006 إن «القتلى العراقيين يقتلون القاعدة». أضاف الموقع: إن الأوروبيين، ما لم يراقبوا وسائل الإعلام العربية عن كثب، وما لم تكن لديهم اتصالات داخل العالم العربي، لن يلاحظوا هذا الانخفاض الكبير في الدعم للقاعدة.
هل هذا يعتبر انتصارا في العراق؟ لا، لكنه يشير إلى أننا حققنا انتصارا كبيرا في معركة مهمة لها مغزى عالمي. إن ما تسميه وزارة الدفاع الأمريكية خطوط العمليات الحكومية (المشاركة السياسية وبناء الهياكل السياسية في الدولة) والمعلوماتية (وسائل الإعلام والمفاهيم السياسية) والاقتصادية (التنمية الاقتصادية وإعادة بناء البنية الأساسية في الدولة) سوف تكون مصدر الانتصار في العراق، وهذه العمليات سوف تحتاج إلى جهود أخرى تستمر من ست إلى ثماني سنوات.
أما فيما يتعلق بالخط الأمني للعمليات، فإن المناقشات حول العلاقات الأمريكية العراقية في فترة ما بعد الحرب تدل على أن الدولتين تستعدان لإقامة ما يسمى «بالمراقبة الاستراتيجية» حيث ستتمركز قوات رد الفعل السريع الأمريكية لمساعدة العراق في ردع أي تهديدات خارجية (من إيران على سبيل المثال). ربما مازال أمام تلك المراقبة الاستراتيجية سنتان، لنقل أنها ستتحقق في منتصف عام 2009 أو في نهايته. وسيكون تحقيق ذلك بمثابة انتصار محدود.
هل هناك إمكانية لقلب هذه التوجهات الإيجابية؟ نعم. سيواصل أعداء الولايات المتحدة والعراق من تنظيم القاعدة والصداميين اختبار إرادة العراق الحر والولايات المتحدة. ويمكن لهاري ريد ومجموعته الانسحاب وإعلان الهزيمة. لكنني أشك في ذلك، أنا فعلا أشك كثيرا في إمكانية حدوث ذلك من جانب هاري ريد ورفاقه.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
تغيير الدستور الإيراني بوابة العلاقة مع العرب
عاصم الفياض
شبكة البصرة
يدافع العديد من المثقفين العرب عن إيران، ويتهمون من يحذرون من خطرها، بأنهم يختلقون من إيران عدواً وهمياً، أو أنهم ينسون الخطر الأول (إسرائيل وأمريكا)، وكأن العرب والعراقيين يعانون من عدم وجود أعداء وإنهم يختلقون عدواً لسد هذا النقص، إن العرب وعلى رأسهم العراقيون لم ينسوا يوماً الخطر الإسرائيلي والأمريكي، ولكن لا منطق ولا عقل لنفي وجود عدو وخطر أخر لوجود عدو وخطر يعرفه الجميع، إن منطق لعبة الكرسي الواحد للعدو الذي أما أن تجلس عليه إسرائيل أو إيران، رغم تعدد الكراسي والأعداء، منطق ساذج إذا نفينا عن هذا المنطق سوء القصد أو رخص الثمن، ونرجو أن لا يكون قول موشي دايان (وزير دفاع الكيان الصهيوني الأسبق) بأن العرب لا يقرؤون.. صحيحاً لحد الآن، ولا ندري متى سيقرأ البعض من المثقفين العرب المدافعين عن إيران (أو المقللين من خطرها) ما يبيت للأمة والمنطقة.
وهنا سوف لا نستعرض تاريخ العلاقة مع إيران، وما يحويه من اعتداءات من طرف واحد ونقض للعهود والاتفاقات من طرف واحد أيضاً، وما يحويه من شراهة للتمدد على مر التاريخ في المنطقة.
اليوم نقرأ وندعو من يدافع عن إيران أو يبرر أفعاها أن يقرأ معنا، لنرى موقف إيران ومن خلال أهم مرجعية لها، ألا وهو دستور الجمهورية الإسلامية في إيران، وسنكتفي هنا بالإشارة إلى محورين يشكلان عقبة جدية في علاقات إيران الإقليمية والدولية، وكل هذا من نصوص الدستور وليس من التحليل والآراء السياسية.

المحور الأول: تصدير الثورة والدور العالمي لإيران وثورتها
يرد في مقدمة الدستور الإيراني تبيان لمفهوم الحكومة الإسلامية وكما يأتي:
الحكومة الإسلامية
عندما كان النظام الطاغي في قمة جبروته وسيطرته على الشعب، طرح الإمام الخميني فكرة الحكومة الإسلامية على أساس ولاية الفقيه، مما اوجد في الشعب المسلم دافعاً جديداً متميزاً ومنسجماً ورسم له الطريق الأصيل نحو النضال العقائدي الإسلامي، وازداد التلاحم الثوري بين صفوف المناضلين المسلمين والملتزمين في داخل البلاد وخارجها.
وهذا سيفسر الدور الذي لعبته وتلعبه إيران من خلال اذرعها الثورية في الإقليم والعالم.
وتكتمل صورة الدور الإيراني بشرح أسلوب الحكم:

أسلوب الحكم في الإسلام
ومع الالتفات لمحتوى الثورة الإسلامية في إيران - التي كانت حركة تستهدف النصر لجميع المستضعفين على المستكبرين - فإن الدستور يعدّ الظروف لاستمراريّة هذه الثورة داخل البلاد وخارجها، خصوصاً بالنسبة لتوسيع العلائق الدولية مع سائر الحركات الإسلامية والشعبيّة حيث يسعي إلى بناء الأمة الواحدة في العالم «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون» ويعمل على مواصلة الجهاد لإنقاذ الشعوب المحرومة والمضطهدة في جميع أنحاء العالم.
وتنتقل المقدمة إلى بيان دور الجيش العقائدي:

الجيش العقائدي
في مجال بناء القوات المسلحة للبلاد وتجهيزها، يتركز الاهتمام على جعل الإيمان والعقيدة أساساً وقاعدة لذلك، وهكذا يصار إلى جعل بنية جيش الجمهورية الإسلامية وقوات حرس الثورة على أساس الهدف المذكور ولا تلتزم هذه القوات المسلحة بمسؤولية الحماية وحراسة الحدود فحسب، بل تحمل أيضاً أعباء رسالتها الإلهية، وهي الجهاد في سبيل الله، والنضال من أجل بسط حاكمية القانون الإلهي في العالم «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم».

وينتقل الدستور الذي أقر في بداية القرن الخامس عشر الهجري إلى تمني انجاز الأهداف العالمية لإيران خلال هذا القرن:

النواب «مجلس الخبراء»
لقد أتم مجلس الخبراء المؤلف من ممثلي الشعب، تدوين هذا الدستور على أساس مشروع الدستور المقترح من قبل الحكومة، والمقترحات المقدمة من مختلف الفئات الشعبية في اثني عشر فصلاً، ‌والذي يشتمل على مئة وخمس وسبعين مادة في مستهل القرن الخامس عشر لهجرة الرسول الأكرم (ص) مؤسس الدين الإسلامي المحرر للبشرية، على أساس الأهداف والدوافع التي سبق ذكرها.
على أمل أن يكون هذا القرن قرن تحقق الحكومة العالمية للمستضعفين وهزيمة المستكبرين كافة.

ويرد في المواد.. الثالثة، الحادية عشرة، المادة التاسعة بعد المائة، المادة الثانية والخمسون بعد المائة والمادة الرابعة والخمسون بعد المائة:

المادة الثالثة
16- تنظيم السياسة الخارجية للبلاد على أساس المعايير الإسلامية والالتزامات الأخوية تجاه جميع المسلمين والحماية الكاملة لمستضعفي العالم.

المادة الحادية عشرة
بحكم الآية الكريمة: «إن هذه أمتكم امةً واحدة وأنا ربكم فاعبدون». يعتبر المسلمون امة واحدة، وعلى حكومة جمهورية إيران الإسلامية إقامة كل سياستها العامة على أساس تضامن الشعوب الإسلامية ووحدتها، وان تواصل سعيها من اجل تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية‌ والثقافية في العالم الإسلامي.

المادة التاسعة بعد المائة
الشروط اللازم توفرها في القائد وصفاته هي :
1. الكفاءة العلمية اللازمة للإفتاء‌ في مختلف أبواب الفقه.
2. العدالة والتقوى اللازمتان لقيادة الأمة الإسلامية.
3. الرؤية السياسية الصحيحة، والكفاءة الاجتماعية والإدارية، والتدبير والشجاعة، ‌والقدرة الكافية للقيادة. وعند تعدد من تتوفر فيهم الشروط المذكورة يفضل من كان منهم حائزاً على رؤية فقهية وسياسية أقوى من غيره.

المادة الثانية والخمسون بعد المائة
تقوم السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية على أساس الامتناع عن أي نوع من أنواع التسلط أو الخضوع له، والمحافظة على الاستقلال الكامل، ووحدة أراضي البلاد، والدفاع عن حقوق جميع المسلمين، وعدم الانحياز مقابل القوي المتسلطة، وتبادل العلائق السلمية ‌مع الدول غير المحاربة.

المادة الرابعة والخمسون بعد المائة
تعتبر جمهورية إيران الإسلامية سعادة الإنسان في المجتمع البشري كله قضية مقدسة لها،‌ وتعتبر الاستقلال، والحرية، وإقامة حكومة‌الحق والعدل حقاً لجميع الناس في أرجاء ‌العالم كافة، وعليه فإن جمهورية إيران الإسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في أية نقطة من العالم، وفي الوقت نفسه لا تتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى.

هل يستطيع المدافعون عن إيران أن يفسروا هذه المواد في الدستور الإيراني، وهل يستطيعون إيجاد مثيل لهذا الدستور في دساتير العالم.

المحور الثاني: الصياغة الطائفية للدستور
على حد علمنا (وقد قرءنا عدداً من دساتير الدول العربية والأجنبية) أن لا مثيل للدستور الإيراني في طائفيته، وهو يرتبط مع الدور العالمي لإيران كما مر ذكره،، والمواد الآتية من الدستور الإيراني تغنيان عن الشرح:

المادة الثانية عشرة
الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثني عشري، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير.

المادة الثانية والسبعون
لا يحق لمجلس الشورى الإسلامي أن يسن القوانين المغايرة لأصول وأحكام المذهب الرسمي للبلاد أو المغايرة للدستور. ويتولى مجلس صيانة الدستور مهمة البت في هذا الأمر طبقاً للمادة السادسة والتسعين من الدستور.

المادة الخامسة عشرة بعد المائة
ينتخب رئيس الجمهورية من بين الرجال المتدينين السياسيين الذين تتوفر فيهم الشروط التالية:
1. أن يكون إيراني الأصل ويحمل الجنسية الإيرانية.
2. قديراً‌ في مجالس الإدارة والتدبير.
3. ذا ماض جيد.
4. تتوفر فيه الأمانة والتقوى.
5. مؤمناً ومعتقداً بمبادئ جمهورية إيران الإسلامية والمذهب الرسمي للبلاد.

المادة الحادية والعشرون بعد المائة
يؤدي رئيس الجمهورية اليمين التالية، ويوقع على ورقة القسم، في مجلس الشورى الإسلامي في جلسة يحضرها رئيس السلطة القضائية ‌وأعضاء مجلس صيانة‌ الدستور:
بسم الله الرحمن الرحيم
»إنني باعتباري رئيساً للجمهورية اقسم بالله القادر المتعال في حضرة القرآن الكريم،‌ وأمام الشعب الإيراني أن أكون حامياً للمذهب الرسمي،‌ ولنظام الجمهورية الإسلامية، وللدستور،‌ وأن استخدم مواهبي وإمكانياتي كافة في سبيل أداء المسؤوليات التي في عهدتي، وأن اجعل نفسي وقفاً على خدمة ‌الشعب ورفعة البلاد، ونشر الدين والأخلاق، ومساندة الحق وبسط العدالة، وأن احترز عن أي شكل من أشكال الديكتاتورية، وأن أدافع عن حرية الأشخاص وحرماتهم،‌ والحقوق التي ضمنها الدستور للشعب، ولا اقصر في بذل أي جهد في سبيل حراسة الحدود، ‌والاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي للبلاد، ‌وأن اعمل كالأمين المضحي على صيانة السلطة ‌التي أودعها الشعب عندي وديعة مقدسة مستعيناً بالله ومتبعاً لنبي الإسلام والأئمة الأطهار (ع) وأن أسلمها لمن ينتخبه الشعب من بعدي«.

الخاتمة
ولا تلزم رعاية ذيل المادة ‌التاسعة‌ والخمسين في هذا الاستفتاء، مضامين المواد المتعلقة بكون النظام إسلامياً وقيام كل القوانين والمقررات على أساس الموازين الإسلامية والأسس الإيمانية، وأهداف جمهورية إيران الإسلامية وكون الحكم جمهورياً، ‌وولاية الأمر،‌ وإمامة الأمة،‌ وكذلك إدارة أمور البلاد بالاعتماد على الآراء العامة،‌ والدين والمذهب الرسمي لإيران،‌ هي من الأمور التي لا تقبل التغيير

(المادة التاسعة والخمسون
يجوز ممارسة السلطة التشريعية بإجراء الاستفتاء العام والرجوع إلى آراء الناس مباشرة بعد مصادقة ثلثي أعضاء مجلس الشورى الإسلامي، حول القضايا الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية المهمة جداً).

وبعد ما ذكرناه من مواد الدستور الإيراني والذي يمثل ما ورد في نصوص صريحة فقط، وإلا ففي كثير من مواد الدستور ترد هذه المعاني ضمناً أيضاً، ألا يكون من الإنصاف مطالبة إيران بتغيير دستورها، قبل الدعوة لتطبيع وتحالفات مع إيران، فإيران بدستورها الحالي تمثل شراً مستطيراً على المنطقة واستقرارها ومستقبلها، ولا مجال ولا إمكانية للتعايش مع دولة تضع توسعها وبأسلحة طائفية في صلب دستورها جهاراً نهاراً، ونقول: أيها الإيرانيون تغيير دستوركم (وبالتالي تغيير سلوككم) هو بوابة الدخول "الشرعي" إلى المنطقة والى قلوب وعقول شعوب المنطقة.
assemalfaiad@yahoo.com نص الدستور الإيراني على الرابط التالي :
http://www.albasrah.net/ar_articles_2007/0307/dstor_iran_010307.htm

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
التشيع ليس ظاهرة فارسية
موفق محادين
العرب اليوم الاردن
في حوار معرفي ساخن مع اصدقاء ذهب بعضهم الى اعتبار التشيع ظاهرة فارسية بل ظاهرة شعوبية.. ورأى هذا البعض بان التشيع كان المناخ المذهبي الملائم لشعوب ما وراء النهر وتشمل نيسابور وسمرقند وبلاد خراسان عموما..

ويعود هذا الرأي, كذلك, الى محاولات قديمة تبدأ مع الشافعي, وتربط بين المذهبية والقومية, فيصبح العرب سنة ويصبح الفرس شيعة.. وهكذا..

اما وجه الخلل الرئيسي في هذا التحليل فلا يلحظ البعد الاجتماعي-الثقافي ويفرغ الجغرافيا من مضمونها التاريخي-الاجتماعي خاصة الانثروبولوجي..

واعتقد انطلاقا من هذه الملاحظة ان التشيع ظاهرة عراقية من الدرجة الاولى, اي ظاهرة مرتبطة بعرب العراق وكان يمكن ان تكون ظاهرة مصرية ايضا لو امتدت دولة الفاطميين التي تسننت بعد سيطرة صلاح الدين على مصر..

ووجه التشابه بين مصر والعراق انهما بلدان نهريان بمعنى ان الانهار الكبرى تلعب دورا حاسما في ثقافتهما, وهو الامر الذي ساعدتنا في الاقتراب منه اكثر من دراسة بالاضافة لكتابات ماركس حول نمط الانتاج الاسيوي.. ولكن هذه الكتابات على اهميتها تأتي في مرتبة تالية بعد الدراسات الانثروبولوجية وتلك التي تتعلق بالاديان المقارنة.

فأما ان التشيع ظاهرة عراقية وقبلها ظاهرة فاطمية مصرية فيعود الى وجود مكونات وعناصر تموزية واوزيرية قوية فيه, مما يفسر ايضا وجود ملامح مشتركة بين التشيع والمسيحية "التموزية" خاصة التثليث باشكال مختلفة والكربلائيات والعاشورائيات غير البعيدة عن القراءة والفرويدية لظاهرة الندم الشيعية-المسيحية.

وجميعها ظواهر ترتبط بالجماعات النهرية "الشمسية" مقارنة بالجماعات الصحراوية "القمرية"..

غير ذلك, لو قارنا التشيع العراقي بالثقافة الفارسية لوجدنا فروقا معرفية وانثروبولوجية عميقة, فحيث تلعب الماء دورا حاسما في ثقافة التشيع قياسا بالدور الثانوي للنار المجوسية, فان النار هي العامل الحاسم في ثقافة فارس الزراد شتيه.. كما نعرف جميعا ان بلاد فارس ظلت لقرون طوال بلادا "سنية" قبل ان يفرض الصفويون الاتراك على الفرس السنة مذهب التشيع, تماما كما تعرضت مصر الفاطمية لتأثيرات صلاح الدين السنية

ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
ما لم يتفوه به الناطق باسم الجيش الأميركي

كاظم الموسوي
الوطن عمان


رغم كل التعتيم والتضليل الإعلامي يضطر الناطق باسم الجيش الاميركي المحتل للعراق او غيره من البلدان التصريح بجرائم حرب اقترفتها قواته عمدا او خطأ، دون اعتراف بها كجرائم حرب طبعا، ولا يخرج في تصريحاته عن النص المخول به وجوهره لا يبتعد عن اللف والدوران حول هوامش القضية دون تركيز عليها أو حساب لما يتطلبه الموقف وتستدعيه خطورتها على الأرض وحجم انتهاكاتها وخرقها لكل القوانين والأعراف والشرائع، أو تبريرها بعذر اقبح من الذنب، كما هو في الأغلب. متابعة ما يتفوه به هذا الناطق الرسمي تعطي كلمات معدودة عن مقتل مدنيين بنيران قوات أميركية كانت في مهمة عسكرية لملاحقة وقتل مسلحين و(إرهابيين) و(القاعدة)، وتتكشف بعدها عن نساء وأطفال وشيوخ، لا قدرة لهم على حمل سلاح، تضاف لها المفارقات في تضارب الأنباء والأرقام بين هذا الناطق وغيره من المتحدثين وصولا إلى تشويه الموضوع برمته، والتهرب عن المسئولية فيه.
حسب القناة الأميركية سي ان ان يوم 21/11/2007: (لقي 13 شخصا مصرعهم في العراق، 11 منهم في سامراء، وفقا للسلطات العراقية والجيش الأميركي، وثلاثة أشخاص في انفجار عبوة ناسفة قرب حافلة، منهم امرأة في بعقوبة. كما جرح في الحادث ثمانية آخرون، فيما أشارت السلطات إلى أنّ جميع القتلى ينتمون لنفس العائلة. الجيش الأميركي صرح إنّ 11 شخصا لقوا مصرعهم في سامراء، ومن ضمنهم مسلحون ومدنيون، عندما أطلقت مروحية أميركية النار على أشخاص كانوا بصدد زرع عبوة ناسفة. وأوضح أنّ مروحية الأباتشي لاحظت أشخاصا في (عمر التجنيد) بصدد زرع العبوة في منطقة سامراء، مما دفع طاقمها إلى فتح النار عليهم).
عند قراءة هذا الخبر لابد من التنبه لصياغات الجمل فيه، فكلها مقصودة، وبهدف التعمية والتغطية على الجريمة وتضيع آثارها بين الجيش الاميركي والسلطات العراقية، ومقارنته مع غيره من امثاله تتجلى الفظائع.
نشرت اغلب وكالات الأنباء يوم 28/11/2007 ما يلي: (أعلنت مصادر أمنية وطبية أمس مقتل 27 عراقياً بينهم 6 نساء وطفل واحد وجرح 19 آخرين خلال اعتداءات متفرقة وغارات أميركية في العراق، حيث قتلت قوات عراقية وأميركية 11 مسلحاً واعتقلت قيادياً في تنظيم (القاعدة) و85 مشتبهاً بهم، وأطلقت دورية عسكرية أميركية نيران أسلحتها على حافلة كانت تقل عدداً من موظفي مصرف الرشيد في حي الشعب شمال ـ شرقي بغداد، مما أدى إلى مقتل 3 نساء ورجل واحد وإصابة امرأة ورجل بجروح. وقال متحدث باسم الجيش الأميركي إن سائق الحافلة كان يقودها في طريق مخصص للسيارات فقط ولم يستجب لرصاصة تحذيرية. كما أعلن الناطق أن قواته شنت أمس الأول عملية عسكرية ضد تنظيم (القاعدة) في بيجي، أطلقت النار فيها على سيارة مدنية بعد أن تجاهل سائقها رصاصات تحذيرية فقتلت شخصين وطفلاً كانوا داخلها. وقال الناطق باسم الجيش الأميركي ايد بوكلاتن (نأسف لمقتل هؤلاء المدنيين، بينما تحاول قوات التحالف التخلص من الشبكات الإرهابية في البلاد).
رغم اختلاف زمن الخبرين فان الخطاب فيهما مشترك، في الوصف والتحرير والإخبار والصياغة والتوجهات وحتى في اختلاف الأرقام. ومعه يعلن أيضا عن توتر العلاقات بين السلطات الأميركية والعراقية حول الموضوع، وحادثة ساحة النسور مثال آخر سابق على ذلك، بعد ان راح ضحيتها مدنيون عراقيون على يد عناصر شركة بلاك ووتر الأميركية للتعهدات الأمنية، في 16 سبتمبر الماضي. وتتكرر الحالة نفسها في الهجوم العسكري على مدينة الصدر ببغداد، حيث صرح الجيش الأميركي ان قواته البرية المشتركة تعرضت لإطلاق نار أثناء إخلاء عدد من المباني السكنية في المنطقة المستهدفة. وجاء في بيانه العسكري: (استدعي الدعم الجوي لقمع العدو، ولقي عندها قرابة ستة من المجرمين حتفهم). وتابع البيان: (هدف العملية هو عضو في مجموعة خاصة متخصصة في عمليات الاختطاف، والمصادر الاستخبارتية تشير إلى أنه قائد خلية معروف وسبق أن تحصل على تمويل من إيران لاختطاف شخصيات بارزة). كما حصل بالتوازي، وحسب الإعلام الأميركي، في حملة أمنية نفذها الجيش الأميركي، وبدعم جوي، نجم عنها مصرع 19 مسلحاً و15 مدنياً، من بينهم تسعة أطفال، في غارة استهدفت قيادات تنظيم القاعدة شمال غربي بغداد في 11 أكتوبر2007. وفي كل هذه الحالات يأتي الرد بإشارات متناقضة وغير معبرة عن تسميتها، لا يتجاوز (أمر مؤسف).
في أية متابعة للأعداد والتصريحات تتبين المرامي التي يتعمد قولها الناطق الرسمي والتي تكون في النهاية وثيقة ادانة اكثر من وسيلة تمرير للجريمة او تغطية عليها، وفق القانون الدولي الانساني. ما يتفوه به الناطق الرسمي في هذه الحدود وتناقضه مع الدعاية الأميركية عن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية التي ما زالت الإدارة الأميركية تسعى إلى ترويجها بطرقها الملتوية يفيد بعدم استيعاب دروس فيتنام، حيث راح ضحايا فيها اكثر من ثلاثة ملايين مدني وعسكري فيتنامي، وسقط فيها نحو 58 ألف أميركي وصارت وصمة عار وإثما تاريخيا وهو ما يحصل اليوم بشكل آخر لتلك المجزرة.
منظمة مراقبة حقوق إنسان التي مقرها واشنطن طالبت بالحد من هذه التصرفات الوحشية. ومثلها الكثير من المنظمات والتجمعات الإنسانية. وصولا إلى الجنرال الأميركي المتقاعد ريكاردو سانشيز، الذي تلطخت يداه بالدم العراقي، طالب مؤخرا بانهاء الكارثة وسحب القوات الاميركية من العراق، فهل ومتى يتفوه بذلك الناطق الاميركي؟.k_almousawi@hotmail.com



ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
11
الصحوة... المقاومة... وتراجع أعمال العنف

يوسف مكي
الوطن السعودية

منذ صدر التقرير الذي أدلى به قائد القوات الأمريكية، الجنرال ديفيد باتريوس في مطلع شهر سبتمبر الماضي، أمام الكونجرس الأمريكي، وأجهزة الدعاية الغربية تتحدث عن تقدم ملموس في الخطة الأمنية، التي اعتمدتها إدارة الرئيس جورج بوش للتقليل من خسائرها في العراق. حملت الأنباء أيضا، أخباراً متواترة عن تولي العشائر العراقية شؤون الأمن في مناطقها، وأن ميليشيات، قدر تعدادها بعشرات الألوف، أخذت تتشكل في بغداد والأنبار وديالى والموصل، لاحتواء أعمال العنف، وحماية المدنيين.
كان آخر ما أبرزته جوقة الإعلام الغربي، حول التقدم الأمني في العراق هو ما نقلته وكالات الأنباء العالمية، وفي مقدمتها وكالة رويترز حول انخفاض أعداد القتلى من المدنيين بنسبة 29% في شهر نوفمبر 2007م، عنه في الشهر السابق. وأوضحت أن الإحصاءات الحكومية أشارت إلى أن أعمال العنف في أنحاء العراق قد تراجعت خلال شهر نوفمبر إلى أدنى مستوياتها في نحو عامين. وأظهرت البيانات أن 538 مدنيا قتلوا في شهر نوفمبر. وأشارت إلى أن سبب هذا التراجع يعود لزيادة حجم القوات الأمريكية بنحو 30 ألف جندي، وانتهاج تكتيك جديد يقوم على الانتقال من القواعد الكبيرة إلى مواقع أصغر في الضواحي.

قراءة هذه التطورات، كما تبدو على السطح تشي بأن تقدما حقيقيا، باتجاه تحقيق الاستقرار قد حصل في العراق، وأن هذا البلد الجريح في طريقه للتعافي. لكن القراءة الدقيقة للأوضاع، ومتابعة ما يجري على أرض الواقع فيما بين النهرين تشير إلى أن ما تبرزه أجهزة التضليل الغربية ليس سوى قراءات مخادعة، لواقع مغاير تماما لما هو بارز على السطح.
مرة أخرى، تطرح مشروعية مقاومة الاحتلال، وأهدافها بحدة، عند مناقشة التطورات الأخيرة في المشهد العراقي. فالمقاومة للغزو الأجنبي، بكل أنماطها حق كفلته الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، والمواثيق الدولية. والقانون الدولي واضح وصريح فيما يتعلق بإفرازات الاحتلال، بما في ذلك الدساتير والقوانين والمؤسسات والأجهزة واللوائح التي يفرزها، انطلاقا من الحجة القانونية التي تقول بأن ما بني على باطل فهو باطل وأن الإجراءات الباطلة لا تصبح صحيحة بالتقادم.
وفي هذا السياق، فإنه ليس من المقبول، بالقانون الدولي أن يأتي الاحتلال بعناصر موالية له، يمنحها قوة تشريع القوانين وتنفيذها، ثم يقول إن ذلك هو خيار الشعب. وحتى في البلدان المستقلة التي تعيش أزمات داخلية واحتراباً أهلياً، ترسل الأمم المتحدة مراقبين للتأكد من سلامة إجراءات وسير الانتخابات. يحدث ذلك أيضا، عندما تثار شكوك قوية حول نزاهة الانتخابات حيث تشكل لجنة تقص للحقائق من قبل الأمم المتحدة، فما بالك إذا تعلق هذا الأمر بقوانين ودساتير وهياكل وانتخابات تؤسس في ظل الاحتلال؟!.

ولما كان هدف المقاومة هو تحرير البلاد وتحقيق الاستقلال، وهو نهج عام تبنته جل حركات التحرر الوطني في العالم، فإن المناخ الذي تتحقق فيه الوحدة الوطنية، هو مجالها الحيوي للتنفس والتحرك. فعلاقتها بالناس، وفقا لتشبيه منظري حركات التحرر، هي "كعلاقة السمك بالماء". ولأن المقاومة العراقية، لا تختلف في بنيتها وأهدافها عن سائر حركات التحرر الوطني، فإنها، خلافا لما يشيع الاحتلال والقوى المتعاونة معه، لم توجه سلاحها للمدنيين من العراقيين، وإنما للتصدي للاحتلال وإفرازاته. وهي على هذا الأساس، أكثر العناصر المستفيدة من تراجع عمليات القتل في صفوف المدنيين.
ولأن المشروع المقاوم هو بطبيعته مشروع توحيدي، فإنه ضد التطهير الطائفي، والقتل على الهوية، وإعادة تركيب المدن على أسس طائفية، وبناء حوائط الفصل، بين المدن والأحياء العراقية: بين الأعظمية والكاظمية والوزيرية.. وبقية الأحياء الأخرى، وعزل العراقيين عن بعضهم البعض هو بالتأكيد ضد استراتيجية المقاومة وتكتيكاتها. والمستفيد الوحيد، تاريخيا، من عمليات التفتيت والاحتراب الطائفي والإثني، هو المحتل. ولذلك جرت العادة أن يعاد إنتاج شعار "فرق تسد" عند كل احتلال يتعرض له أي بلد، من بلدان العالم المقهور.
من هذه المسلمات، يمكن قراءة الواقع العراقي، وفك رموز الطلاسم التي يشهدها مسرح المواجهة. عمليات القتل على الهوية تقوم بها فرق الموت، وفرق التكفير.. وهي فرق لا علاقة لها البتة بمشروع المقاومة. وأهدافها في النهاية تصب في مخطط تقسيم العراق الذي تناولناه مرات عديدة بالمناقشة والتحليل. وقد أوضحنا أن هذه العمليات تأتي كمقدمة لفرض الفدرالية والدستور، والمحاصصات الطائفية والإثنية. وكانت نتائجها وبالا على العراق وأهله: تهجير السكان، وإعادة تركيب البنية الديموغرافية للعراق الجديد، تمهيدا لتقسيمه، وهروب أكثر من خمسة ملايين نسمة للخارج، حيث أصبحوا يعيشون على الأرصفة بالأردن ومدن الشام.
وفي سياق استكمال برنامج التفتيت، توصل مهندسو إدارة الاحتلال إلى أهمية تفتيت العراق إلى كانتونات صغيرة، تكون الإدارة فيها لجماعات محلية مسلحة, عشائرية صرفة, تتحرك في فضاء جغرافي محدد. وتكون وظيفتها الأساس هي المساعدة على إيجاد الأرضية الملائمة لتنفيذ خارطة التقسيم، وفقا لقرار الكونجرس الأمريكي "غير الملزم". وتصبح في هذه الحالة، مطاردة هذه الميليشيات لعناصر المقاومة، جزءا لا يتجزأ من تهيئة المسرح لتنفيذ مشروع التقسيم.
ومن اللافت للانتباه، أن مجاميع الصحوة، والميليشيات التابعة لها، والتي أعلن عن تشكلها حديثا، قد اقتصرت على المحافظات التي يشكل السنة غالبيتها. وهذا ما يوضح الأسباب الحقيقية لتأسيسها ودعمها من قبل قوات الاحتلال. فتأسيس الميليشيات الشيعية، بقيادة حزب الدعوة والمجلس الإسلامي الأعلى، والتيار الصدري، قد بدأ بعد احتلال العراق مباشرة، وربما حسب قراءات مختلفة، قبل ذلك بوقت طويل. وبالنسبة لشمال العراق، بات للزعامات الكردية التقليدية ما يقترب كثيرا في بنيته من الدولة. وكان لا بد من استكمال خارطة الكانتونات، بما أطلق عليه المثلث السني، لتتسق مع مشروع التقسيم.

إن الفكرة ببساطة، كما هي مجسدة الآن على أرض الواقع هي تغييب فكرة الوطن، وإعادة تسعير الانتماءات القبلية والعشائرية، بدلا من الانتماء للوطن الواحد. وإذا ما تحقق ذلك للاحتلال، فإنه يكون قد تجاوز أهم عقبة كأداء أمام مشاريعه. إنه تحويل البنية النفسية للعراقيين، من انتماء للعراق، إلى انتماء للعشيرة، باعتبارها الملجأ الوحيد لمواجهة الإقصاء والتهجير والعنف والقتل على الهوية.
ووفقا لهذا المخطط، تتحول بغداد قلعة الأسود ومدينة السلام، وعاصمة الرشيد التي اعتاد العراقيون، بمختلف طوائفهم وأديانهم وإثنياتهم، التعايش فيها بسلام ووئام منذ تأسيسها، أرضا بورا خالية من الحب والأمن. وتتحول إلى كانتونات مجهرية تؤمن للمحتل سلامة جنوده، وتسهل له تنفيذ مشاريعه.
تراجع عمليات العنف، ضمن هذه الرؤية، يعني أن إدارة الاحتلال الأمريكي، قد تمكنت فعلا من إنجاز المرحلة الأولى في عزل العراقيين عن بعضهم البعض، بعد أن تمكنت من خلق الحواجز النفسية والكنكريتية فيما بينهم.. وبعد أن شردت الملايين منهم إلى خارج العراق.
وتبقى هناك أسئلة كثيرة تنتظر أجوبة ملحة، يأتي في مقدمتها التساؤل حول الخلط المتعمد بين تراجع عمليات العنف وتراجع عمليات المقاومة الوطنية العراقية. هل هما شأن واحد؟! الأمر الآخر، يتعلق بمصداقية مصدر المعلومات عن تراجع عمليات العنف والمقاومة في العراق، وهو مصدر، غير نزيه، تكشف زيف ادعاءاته في أسلحة الدمار الشامل، والعلاقة المفترضة للنظام السابق مع عناصر القاعدة، وأيضا زيف أكذوبته فيما يتعلق بالمقابر الجماعية... وجملة الادعاءات الأخرى التي بنى عليها فرضياته قبل الاحتلال. وماذا عن المهجرين من أحيائهم، هل سيستمر الفصل الجماعي بين السكان، أم سيعود المهجرون إلى مساكنهم، وأحيائهم؟ وما هو مصير اللاجئين العراقيين بالخارج؟ وكيف سيتم التعامل مع المليون جندي، الذين تم تسريحهم من الخدمة مع قرار برايمرز سيئ الذكر حل الجيش العراقي؟ وأيضا التساؤل عن مصير قرار برايمرز باجتثاث البعث، الذي يعني ببساطة حرمان الملايين من العوائل العراقية من مصدر الرزق والغذاء؟
والأهم من ذلك بكثير، ما هو مصير الاحتلال ذاته؟ وهل سيبقى جاثما على صدور العراقيين إلى ما لانهاية؟ وهل سيكون قدر العراقيين التعايش معه؟ أم سيعود للعراق وجهه العربي الأصيل، ليلعب دوره التاريخي الذي أنيط به منذ فجر التاريخ؟
أسئلة كثيرة، لن يكون بمقدور أحد الإجابة عليها، غير فعل العراقيين وإرادتهم المتوثبة، ونزوعهم نحو صناعة مستقبلهم، بما يليق مع عظمة عصر نهضتهم، وهو فعل يضطلع به ويقود ركبه فرسان المقاومة الوطنية الباسلة.


ت
عنوان الم قالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
12
شيعة عراقيون ضد إيران.. أية
ياسر الزعاترة
الدستور الاردن
300 ألف من أهالي المحافظات الجنوبية الشيعية ، من بينهم 14 رجل دين 600و شيخ عشيرة 1250و حقوقياً ومحامياً 2200و بين طبيب ومهندس 25و امرأة.. كل هؤلاء وقعوا بياناً مؤخراً يدين ما وصفت بأنها "جرائم ارتكبها النظام الإيراني في العراق خلال السنوات الأربع". وأضاف أن "أكثر الطعنات إيلاماً وأكثر الخناجر تسمماً التي غرزها النظام الإيراني في خاصرتنا نحن الشيعة في العراق هو استغلال المذهب بشكل مخجل لتحقيق نياته الشريرة".

يأتي البيان الساخن وغير المسبوق إثر شهور من الصدامات بين التيارات الشيعية المتنافسة على النفط والمواقع والنفوذ وعوائد المراقد ، وعلى رأسها التيار الصدري والمجلس الأعلى الذي يسيطر على الكثير من تلك المواقع ، فيما يتهم بأنه اليد الضاربة لإيران في مدن الجنوب ، في ذات الوقت الذي يتهم فيه بتهيئة الأجواء على مختلف المستويات من أجل فصل الجنوب والوسط عن بقية العراق تحت لافتة الفيدرالية.

في هذه المعمعة سقط الكثير من الضحايا ، فيما غاب الأمن عن مدن الجنوب ، وامتد الصراع إلى بغداد ، وأخذ في بعض تجلياته طابعاً سياسياً ، فيما تذكر التيار الصدري خلفياته العروبية في مواجهة ما أطلق عليه البعض المد الإيراني ، وذلك بعد مرحلة كان خلالها الأقرب إلى طهران.

سيقول البعض هنا إن بياناً لم يتضمن الأسماء الصريحة للموقعين عليه لا يمكن أن يكون من النوع الذي تبنى عليه دلالات سياسية ذات قيمة ، حتى لو قيل إن سبب ذلك هو الخوف من الاستهداف ، لكن مجيئه على خلفية أحداث متوالية وصراعات في العلن بين التيارات الموالية لإيران وبين آخرين في الساحة الشيعية يمنحه المزيد من المصداقية ، ويفرض على المراقب أن يقرأ دلالاته على نحو من الأنحاء.

ما ينبغي التذكير به هنا هو أن جملة التحركات والسياسات الأمريكية في العراق منذ ما يقرب من عامين ما زالت تركز على محاصرة النفوذ الإيراني في العراق ، وبالطبع من أجل أن لا يغدو العراق ساحة استنزاف للقوات الأمريكية في حال جرى ضرب إيران بهدف شطب مشروعها النووي.

لذلك يبدو من العبث قراءة البيان ، ومعه عموم الحراك في الساحة الشيعية خارج هذا السياق ، وإن كان في الأصل حراكاً طبيعياً له صلة بالصراع على السلطة والنفوذ والمكاسب في عراق ما بعد الاحتلال ، لا سيما أننا في الغالب إزاء قيادات وتيارات انتهازية جاءت على ظهر دبابات الاحتلال ، فيما تبدو مدججة بالثأر وشبق البحث عن المكاسب.

حتى شهور ، كان المراقبون يعتقدون أن التيار الصدري هو الأقرب إلى الإيرانيين ، وأنه سيكون ذراعهم الضاربة في حال وجهت لهم ضربة عسكرية أمريكية ، لكن التطورات التالية ممثلة في هجوم الصدريين على إيران وعملائها ، ومن ثم البيان المشار إليه ستطرح أسئلة حول هذه النظرية.

هنا يمكن القول إن السلوك الإيراني التقليدي لا يضع بيضه في سلة تيار بعينه ، وعندما يتحالف مع تنظيم أو تيار ، فإنه لا يرتهن لقيادته التقليدية ، بل يعمد إلى إحداث اختراقات مباشرة في بنيته التنظيمية تحسباً لإمكانية تغيير الولاء: والسياسة ولاء في نهاية المطاف.

من الواضح هنا أن البيان الذي نحن بصدده لم يخرج من دون تشجيع من دوائر أمريكية مارست التحريض على الإيرانيين ، تماماً كما نجحت في التحريض على القاعدة التي طالما ربطت بدورها بالدوائر الإيرانية ، أقله فيما يتصل بالتسليح.

إذا نجح الأمريكيون في مسعاهم الجديد ، وأفسحوا المجال أمام مجالس صحوات عشائرية شيعية (رفضها المالكي) على نمط الصحوات السنية ، فعلى الإيرانيين أن يتحسسوا رؤوسهم ويدركوا أن الضربة باتت وشيكة. يبقى الجانب الإيجابي في البيان ممثلاً في رفض مشروع التقسيم الذي يتبناه المجلس الأعلى ، الأمر الذي يستحق الإشادة والدعم من الدول العربية.


ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
13
سياتل بوست الأسترالية» : الأطفال العراقيون يتحملون أذى الحرب وآلامها
سيزار شلالا
الدستور الاردن
النظر إلى صور الأطفال العراقيين الذين تشوهوا وفقدوا أطرافهم بسبب الحرب يجعل الصراع أمرا لا يمكن نسيانه ، والتفكير مليا في الأسباب التي أدت إلى تلك الحرب تجعلها أمرا لا يمكن لك أن تغفره. المعلومات الجديدة عن تأثير الحرب في العراق على الأطفال تصل إلينا ببطء ، لكن بانتظام ، وكيف أنها لم تؤثر على صحتهم فحسب ، لكنها أثرت ايضا على نوعية حياتهم ونظرتهم للمستقبل.

هناك طفل يموت كل خمس دقائق بسبب هذه الحرب ، كما يصاب عدد كبير بجراح بالغة. ومن حوالي أربعة ملايين عراقي هُجروا داخل العراق أو غادروا البلد ، هناك مليون ونصف من الأطفال. ومعظم هؤلاء ليس لديهم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الأساسية ولا التعليم ولا الماء النظيف أو التمديدات الصحية. إنهم يحملون على كاهلهم عواقب كل الأذى والألم الناجم عن الحرب.

مئة طبيب بريطاني وعراقي وضعوا تقييما لحال الأطفال العراقيين جاء فيه أن "الأطفال الجرحى أو المرضى ، الذين يمكن علاجهم بطريقة أو بأخرى بوسائل بسيطة ، تركو ليموتوا لأنه لم يكن لديهم طريقة للوصول على الأدوية الأساسية أو غيرها من مصادر العلاج. الأطفال الذين فقدوا أطرافهم تركوا بدون أطراف صناعية. كما أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية حادة تركوا دون علاج".

بغض النظر عن ما تقدم ، فإن بريطانيا العظمى والولايات المتحدة الأميركية ، ووفقا لقرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة رقم 1483 ، هما القوتات اللتان تحتلان العراق ، وتبعا لميثاق لاهاي ومعاهدة جنيف فإن قوى الاحتلال ليست مسؤولة عن فرض النظام فحسب ، بل الاستجابة لكل الحاجات الطبية للشعب. لكن المآسي لا تجد من يتبناها.

في هذه الأثناء ، تواصل مستويات سوء التغذية الارتفاع بين الأطفال ، وعدد هؤلاء الأطفال الآن أصبح ضعف ما كان عليه قبل الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة. معدلات سوء التغذية في العراق تعادل مثيلتها في بوروندي ، دولة في إفريقيا الوسطى مزقتها الحرب الأهلية ، وأعلى من مثيلتها في أوغندا وهاييتي.

عدد الأطفال العراقيين الذين ولدوا بوزن يقل عن المعدل ، أو ممن يعانون من سوء التغذية ما زال يتصاعد ، وهو الآن أعلى بكثير مما كان عليه قبل الاجتياح ، تبعا لتقرير أعدته منظمة أوكسفام وثمانين وكالة مساعدة أخرى.

إن ثلث السكان تقريبا - حوالي ثمانية ملايين شخص - بحاجة لمساعدة عاجلة ، وما يزيد على أربعة ملايين عراقي يعتمدون تماما على المساعدات الغذائية. وانهيار الخدمات الأساسية أثر على كافة السكان.

على سبيل المثال ، 70 بالمئة من العراقيين ليس لديهم وسيلة مناسبة للتزود بالماء وثمانين بالمئة يفتقرون لنظام صرف صحي مناسب ، وكلا الحالتين تشكلان أرضا خصبة لانتشار الأمراض المعوية وأمراض الجهاز التنفسي ، التي تصيب بصورة أساسية الأطفال.

أحمد عبيد ، المسؤول في وزارة الصحة ، حذر من الوضع قائلا "الأطفال يموتون كل يوم بسبب الافتقار للرعاية الطبية الأساسية. التمديدات الصحية السيئة والنقص في الماء النظيف ، وتحديدا في الضواحي ، أصبح مشكلة خطيرة ربما يستغرق حلها سنوات".

في الوقت نفسه ، فقد ظهرت بين الأطفال عدد من الأوبئة المزمنة ، التي تعود لعوامل بيئية ، بسبب تعرضهم للتلوث الذي أصاب البيئة التي يعيشون فيها. ويعتقد أن حالات عديدة من التشوهات بين المواليد الجدد أو إصابة الأطفال بالسرطان هي نتيجة لتعرضهم لمواد كيماوية ومشعة ، وهي مواد ازدادت بصورة ملحوظة خلال الحرب. كل هذا دون أن نحصي ما يمكن أن نطلق عليه بصورة ملطفة اسم "الأضرار الجانبية" ، اي المئات من الأطفال الذين قتلوا بسبب القنابل المزروعة على جانب الطريق أو في العمليات الانتحارية أو على يد قوات الاحتلال.

إنني أنظر مرة أخرى إلى صورة يظهر فيها وجه طفل مجهول الهوية ، التقطها مصور صحيفة الغارديان ، معالم وجهه محترقة إلى حد يجعل من الصعب التعرف عليه ، فيما نظرات عينيه الحزينة تبدو وكأنها تقول لمن ينظر إليها "ماذا فعلت لأستحق هذا"؟ ولم أستطع منع نفسي من التفكير كم هم بائسون أولئك الكبار الذين يدمرون حياة الأطفال ويتمتعون بحصانة تامة.

رغم كل الأدلة ، ما زال بعض القادة السياسيين مستمرون في إصرارهم على أن الحالة تسير نحو التحسن ، كما لو أن مشاهد الحرب العنيفة والوحشية لم تعد تظهر على شاشات التلفزيون ، أو كما لو أنها وهم من اختراع روح شريرة. إن الهوة بين نظرة الناس التي تتسم بالواقع ونظرة قادتهم البعيدة تماما عن هذه الواقعية ، نادرا ما كانت بهذا الاتساع.

الدكتور ريتشارد هورتون ، محرر مجلة ذي لانسيت ، صرح مؤخرا بأن "فشلنا الجماعي يعود إلى أننا صدقنا ما كان يقوله قادتنا السياسيون". السيناتور جون ماكين ، وفي حديثه إلى الطلبة في معهد فرجينيا العسكري ، أكد بأن مواصلة هذه الحرب تعني ، بالتأكيد ، أننا نسير على الطريق الصحيح.

وأضاف ماكين ، أحد المرشحين المتنافسين على منصب الرئاسة من الحزب الجمهوري ، "إن مواصلة الحرب أمر ضروري وعادل". لكن الحقائق التي ذكرت أعلاه يجب أن تؤكد له أنها ليست عادلة ولا ضرورية.

ليست هناك تعليقات: