Iraq News
























مواقع إخبارية

سي أن أن

بي بي سي

الجزيرة

البشير للأخبار

إسلام أون لاين



الصحف العربية

الوطن العربي

كل العرب

أخبار اليوم

الأهرام

الوطن

القدس العربي

الحياة

عكاظ

القبس

الجزيرة

البيان

العربية

الراية

الشرق الاوسط

أخبار العراق

IRAQ News




فضائيات



قناة طيبة

قناة الحكمة

قناة اقرأ

قناة الشرقية

قناة بغداد الفضائية

قناة البغدادية

قناة المجد

وكالات أنباء

وكالة أنباء الإمارات

وكالة الأنباء السعودية

المركـز الفلسطينـي

وكالة أنباء رويترز

وكالة الانباء العراقية


تواصل معنا من خلال الانضمام الى قائمتنا البريدية

ادخل بريدك الألكتروني وستصلك رسالة قم بالرد عليها

Reply

لمراسلتنا أو رفدنا بملاحظاتكم القيمة أو

للدعم الفني

راسل فريق العمل

إنظم للقائمة البريدية


اخي الكريم الان يمكنك كتابة تعليق وقراءة آخر عن ما ينشر في شبكة أخبار العراق من خلال مساهماتك في التعليقات اسفل الصفحة



Website Hit Counter
Free Hit Counters

الاثنين، 19 نوفمبر 2007

صحيفة العراق الالكترونية المقالات والافتتاحيات الأحد 18/11/2007


نصوص الافتتاحيات والمقالات
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
1
قصر نظر أميركي
وليد الزبيدي
الوطن عمان
أحاديث ونقاشات وتبادل اتهامات كثيرة تداولتها وسائل الإعلام، حول اجتماعات جرت في منتجع البحر الميت قبل أيام، التقى فيها اكثر من عشرين شخصية عراقية بحضور ريتشارد ميرفي المسؤول السابق في الخارجية الأميركية وسفير بريطاني سابق، ومن يرصد مجمل ما نشر من اتهامات ونقاشات ، يجد أن الجميع تناولوا جانبا واحدا، تمثل في رمي الاتهامات بسبب حضور هذا الطرف أو ذاك من العراقيين على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم، ولم يتطرق أحد إلى الدور الأميركي في هذا الاجتماع، ولم يبحث أحد عن الأسباب التي أجبرت إدارة الامبراطورية الكبرى إلى الإصغاء إلى الأطراف العراقية.
للأسف الشديد ما يتحكم بالكثير من العراقيين هو الرغبة في البحث عن مرتكزات الضعف فيما بينهم، ولا يلتفت هؤلاء إلى منابع الوهن في الطرف الأميركي، وفي جميع الأحوال، فإن تقصي حقيقة الآخر، هو المطلوب، والوقوف عند الضفاف الغامضة أفضل بكثير من تبادل السب والشتم على الطريقة العراقية.
لكي لا نذهب بعيدا، لابد ان نتذكر ان الادارة الأميركية قبل عشر سنوات من الآن، لم تتعب نفسها كثيرا في البحث عن أوضاع العراق، واكتفت بمجموعة من الدراسات قدمها معارضون عراقيون سابقون، وبحوث وأفكار أخرى شارك في إعدادها دبلوماسيون وخبراء أمريكيون عملوا في الشرق الاوسط،، وتبنت ذلك مراكز بحوث ودراسات من أهمها مؤسسة(راند) التابعة للبنتاجون.
وقبل ما يقرب من خمس سنوات اي قبيل الغزو، لم يسأل قادة البيت الابيض العراقيين عن الطريقة التي يجب ان تدار بها الدولة العراقية، وكل ما فعلوه هو الاستعانة ببعض المجاميع من العراقيين، الذين ارتضوا العمل تحت مظلة القوات الأميركية، ودفعت الادارة الأميركية بقواتها المجهزة بأحدث المعدات واحتلت العراق، لتبدأ عملية بسط السيطرة التامة على هذا البلد.
في تلك الاثناء، اعتقد الأميركيون ان العراق والعراقيين يغطون في نوم عميق، وان ابناء هذا البلد في حال من السبات التام، ولن يحصل ما يعكر صفو جنود المارينز.
انقضت الأشهر الاولى من عمر الاحتلال، والأميركيون ما زالوا على تصورهم للأوضاع في العراق، ومع ظهور مؤشرات حقيقية تؤكد الخطا الجسيم الذي وقعوا فيه، وان ما تصوروه من السبات والنوم العميق، لم يكن كذلك،رغم ذلك الا ان القيادة الأميركية، لم تقبل بالاقرار بما يجري على ارض الواقع، وحاولت النأي بنفسها عن الحقيقة ، التي تؤكد دخول قواتهم في مستنقع العراق الأخطر.
ثم توالت الأحداث اليومية، التي اثبتت نهوض أبناء العراق وتصديهم للاحتلال، وبروز الجهد المقاوم على أوسع ما يكون، ما أجبر الإدارة الأميركية على إعادة التفكير والرضوخ إلى الحوار مع جميع الأطراف العراقية، وما حصل في البحر الميت وقبل ذلك في بيروت واسطنبول، إضافة إلى الحوارات المعلنة والسرية مع أطراف عراقية كثيرة، تؤكد ان الأميركيين بحاجة ماسة للاستماع إلى العراقيين، وهنا اعتقد بأن التفكير السليم يجب ان يذهب بالعراقيين إلى التصرف بطريقة ذكية، تنطلق من الضعف الأميركي، وإذا تأكد هذا الوهن للجميع، فإن العراقي المخلص يجب أن يفيد من ذلك، ويذهب صوب الضفة التي تحمي العراق من التقسيم وتحافظ على وحدته الاجتماعية، وان وقت التنازلات قد ذهب، وأن يكون الحوار العراقي في دائرة المصلحة العراقية الخالصة.
wzbidy@yahoo.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
2
العدالة الأمريكية
أسماء الزهراني
عكاظ السعودية
كنت أتابع فيلم ماتريكس كنوع من الخروج عن الجو الكئيب الذي تحصل عليه بعد مشاهدة حلقة الأخبار في أي قناة عربية، وكان البطل يواجه مجموعة كبيرة من الأعداء، ويهزمهم بطريقة عجيبة، ولم يكن الإخراج المتقن يجعل الأمر يبدو متناقضا إلا من شيء واحد، أن تلك المجموعة كانت تنظم هجومها عليه بحيث يتناوبون الدور ويسمحون له بمواجهتهم أشتاتا، وهذا لا يذكرني فقط بالقصة الشهيرة التي كان فيها الوالد يعلم أولاده جدوى الاجتماع وعاقبة الفرقة والتشتت، باستخدام العصي والأعواد، وإنما يذكرني بأن الفيلم كان يحتاج لهذا النمط من العراك المنظم لصالح البطل لكي تنتهي القصة ويستوفي الفيلم مدته المطلوبة. والأفلام الغربية تصنع بإتقان بالغ لتحقق أرباحا خيالية تعتمد على قدرتها على الإقناع والاحتفاظ بشد الجمهور أكثر وقت ممكن. وما يحصل في دنيا السياسة لا يختلف كثيرا عما يحصل في دنيا الفن، فبقدر ما تحصل على تعاطف الجمهور تحقق الأرباح، خاصة في الدول التي للجمهور فيها قيمة ووزن، أما في الشرق فلا حاجة للفن بالطبع.
والصناعة الأمريكية في الأفلام تظل هي الرائدة، وكذلك هي في السياسة، فعلى الحدود العراقية التركية مثلاً، ظلت الحكومة الأمريكية تنتظر أن تنتهي المشكلة بأكبر قدر من الضحايا، حتى لوحت بالتدخل، كأي مخرج محترف، يحسن استخدام المشهد وتوظيف كل عناصره.
مع أن الدكتور توفيق السيف في مقالته عن «حدود القوة»، في زاويته المتميزة في عكاظ، يذكر مبررات لتأخر التدخل الأميركي، منها الضغوط الداخلية.
مع أن تلك الضغوط لم تمنع من تدخل أمريكا في العراق وغيرها، واستمرار تدخلها وهندسته بحيث يأتي دائما في الوقت الضائع، بل والقادر على فتح صنبور الوقت الضائع لتصبح كل الأوقات بعده بلا جدوى. لكن الأفلام التي تديرها السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تبدو من النوع مفتوح النهاية، كتلفزيون الواقع الذي تشتهر به الشاشة الأمريكية أيضا، أو كالمسلسلات الأمريكية الشهيرة: دايناستي، أو بلاك بيوتي مثلاً.
وتذكرت الإخراج المتقن في وقائع البوسنة والهرسك والمقابر الجماعية التي انتهت بها تلك المشاهد الدامية، كوبا وفيتنام وبورما والصومال ولبنان، وأخيرا وليس آخرا: فلسطين التي لا يحين دورها أبدا على لائحة العدالة الأمريكية، تلك العدالة الخاصة والمبهمة جدا كما «الجمال الأميركي». تلك وجهة نظر عامية، فمعرفتي بالسياسة لا تتعدى معرفة شعبان عبدالرحيم في الطرب،
دعوة من القلب أرفعها للعزيز اللطيف، أن ينظر بعين اللطف لأخينا تركي الحميدان وأخوتنا الآخرين هناك تحت أي سماء وفوق كل أرض، وصباح العدالة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
3
حرب الشرعيات في العراق
افتتاحية
اخبار العرب الامارات
قبل شهور كان السؤال الطاغي في المشهد العراقي والعربي هو متى يرحل الاحتلال الأمريكي من العراق؟ والاَن بعد أن بدت الساحة عصية على فرض الأمن تحوّل السؤال إلى متى يعود العراق إلى سابق عهده في الهدوء والسلام والاستقرار؟ لا أحد يستطيع الاَن الإجابة على مثل تلك الاستفهامات الصعبة، لأن لا أحد يملك إجابة شافية كافية، فالأمر معلق على نوايا وسياسات وخطط لدى الاحتلال الأمريكي كما لدى المقاومة والجماعات المسلحة التي تعيش أحياناً حالة كمون قبل أن تخرج لعمليات التفجير والعنف. لا أحد يملك الجواب في نطاق الحكومة والمسؤولين وقادة الأحزاب والهيئات والمنظمات لأن الجميع لا يملك القرار ولا الوسائل.
إذاً من يملك القرار والخيار. . ؟ جهتان تملكان القرار. . الاحتلال والمقاومة. فالعراق تقتسمه هاتان الجهتان، ولا يملك أحدهما القرار النهائي، ولا يستطيع أحدهما أن يحدد مساره. ولكن الطرفين يمكنهما التوصل إلى رؤية مشتركة إذا جلسا وتحاورا وتباحثا في ما ينبغي أن يكون عليه حال العراق. والسؤال هو ماذا تريد المقاومة . . ؟ هل تريد إحياء النظام البعثي البائد واسترجاع ما يستحيل استرجاعه من نظام ورجال ومؤسسات واتجاهات. . ؟! من المؤكد هذا غير ممكن على المستوى الواقعي ولا على مستوى التمنيات أيضا. فالعراقيون لا يرغبون في عودة نظام صدام ولو كان وطنياً أكثر من ’’ نظام التبعية والاحتلال’’. كما لا يرغبون في رؤية رجال الأمس يحكمون مرة أخرى بأشخاصهم أو بأشباحهم. فالنظام قد سقط تماماً وذهب إلى مذبلة التاريخ لا يحن إليه إلا من ارتبط به مصلحة أو عقيدة. أما الذين ارتبطوا به تقية، وهم الأكثرية، لا نظن أن أحداً منهم يرغب في أن يختبئ وراء ما يكرهه ويخشاه.
وما دام مطلب عودة النظام السابق غير ممكن فإن الممكن له فضاء اَخر مختلف، هو وجود دولة عراقية موحدة ديمقراطية مستقلة ذات سيادة كاملة. وهذا يمكن بلوغه إما بالاتفاق بين العراقيين على جبهة وطنية عريضة ببرنامج واضح المعالم يؤكد على الثوابت الوطنية والديمقراطية والتعددية، أو باستمرار المقاومة المسلحة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
والاتفاق بين العراقيين سوف يقنع الاحتلال بأهمية الحوار مع الرموز الوطنية النظيفة غير الملوثة بأي علاقات مشبوهة أو أجندة خارجية، مهما كان بريق شعاراتها.
إذاً تحتاج المقاومة أولاً إلى توسيع قاعدة الاعتراف بها من العراقيين أنفسهم، قبل أن تسعى إلى الحصول على اعتراف الاحتلال. لأن المحتلين لا يقرون ولا يعترفون إلا بالأرقام والحسابات والاثقال. والثقل السياسي لدى المقاومة يرتكز على ’’ اعتراف عراقي شعبي بها. والحرب الدائرة الاَن بين المقاومة والاحتلال هي حرب للحصول على الاعتراف والشرعية. فحصول المقاومة على الشرعية لن يترك هامشا للاحتلال غير هامش الحوار والاتفاق.
والشرعية لا تكتسب إلا إذا راجعت المقاومة سياساتها وأداءها واستراتيجيتها كي لا تقع في الخطايا المدمرة لمشروعها الوطني بالتحالف مع الإرهاب الذي هو مقتل أي مشروع وطني.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
4
مشروع الدولة الفارسية
د. طارق سيف
الاتحاد الامارات
أشار كثيرون إلى وجود مشروع للدولة الفارسية لمنطقة الشرق الأوسط، وأفاضوا أكثر في دورها العلني والسري لمساعدة التمدد الشيعي في المنطقة، ولكن حتى الآن لم يحاول أحد تحديد الأهداف الاستراتيجية والدوافع الكامنة لهذا المشروع وطبيعته وأبعاده، رغم أن النخبة المسيطرة على الدولة الفارسية لم تحاول إنكاره أو إخفاءه منذ إعلان الجمهورية الإسلامية في بلاد الفرس. وعندما نتصدى لعرض حقيقة المشروع الفارسي للمنطقة نجدنا في مواجهة ثلاث حقائق، أولها: أننا بصدد الحديث عن مشروع ثورة على شكل دولة أصبحت وريثة للإمبراطورية الفارسية، تلك القوة العظمى التي ظهرت منذ آلاف السنين. وثانيها: أن الثورة -الدولة في فارس تعد الدولة الوحيدة على مستوى العالم، التي يشكل فيها المذهب الشيعي مصدر التشريع، وهو الأمر الذي يغذي إحساس الفرس بالتفرد. والحقيقة الأخيرة: أن الثورة -الدولة لديها عقدة "الخوف من الأجانب"، وتشعر بأن إحياء الإمبراطورية الفارسية هو السبيل الوحيد لحل هذه العقدة.
لذلك فإن مشروع الدولة الفارسية يهدف ببساطة إلى فرض "هيمنة الفرس الشيعة على المنطقة"، وإقامة "الإمبراطورية الشيعية العظمى"، ليس إحياءً لشعور تاريخي وطني فحسب، ولكن لأنه الضمانة الوحيدة للاعتراف بها قوة إقليمية كبرى، تستطيع فرض مصالحها على المستويين الإقليمي والدولي.
تم التمهيد لإقامة الإمبراطورية الفارسية بخطوات أهمها إنشاء المجمع العالمي لآل البيت، بمشاركة 65 دولة ومنظمة ومؤسسة شيعية، ومقره طهران!
وتلعب المعطيات الاستراتيجية دوراً بالغ الأهمية في تحديد دوافع هذا المشروع، ويُرد ذلك إلى ما فرضته الجغرافيا والتاريخ على "الفرس الجدد" من موقع ودور ومكانة، وما وفرته لهم من فرص وقيود أو تهديدات وخصومات، فرضت نفسها على مراحل تنفيذ وإدارة المشروع، ومن هنا جاء الفهم الخاطئ لأبعاد المشروع الفارسي في المنطقة والتركيز على بعده الطائفي والمذهبي فقط، في حين أن هذا البعد يمثل إحدى آليات تنفيذ المشروع. فالدولة الفارسية تشعر بتميزها الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط عامة، والخليج العربي خاصة، فهي سليلة حضارة ذات أمجاد تاريخية تفوقت خلالها على العراق العربي بل واحتلت أراضي تابعة له، كما أنها تفوق محيطها الخليجي من الناحية الديموجرافية، فضلاً عن اعتزازها بالانفراد بزعامة المذهب الشيعي، وتمتعها بخبرة تاريخية سياسية كثورة تفوق مثيلاتها في دول الجوار الاستراتيجي.
وإيران دولة "شبه مغلقة"، تحاصرها اليابسة من الشمال والشرق والغرب، بحيث تعتمد أساساً في اتصالها بالخارج على إطلالتها الخليجية التي هي الأطول مقارنة بالدول العربية المطلة عليه، ثم إن الخليج هو المعبر الرئيسي لنفط إيران الذي يشكل 80% من صادراتها إلى الخارج، والمصدر الأساسي لعملتها الأجنبية، وفي الوقت نفسه فإن معظم واردات إيران تأتي عند طريق الخليج، كما تشتبك دولة الفرس استثمارياً مع المنطقة، لذلك كان طبيعياً أن ينطلق المشروع الفارسي مُركزاً على الدول العربية والخليجية. لذلك ترى بلاد فارس أن قيام أي تقارب عربي أو خليجي على الحدود الغربية لها سيؤدي إلى وجود قوة سياسية وعسكرية قد تؤثر على الطموحات الفارسية ورؤيتها التوسعية في المنطقة، ويقلل من قيمتها الإقليمية، لذلك فإنها ترفض حتى هذه اللحظة الاعتراف بمجلس التعاون الخليجي، كما أن تهديدات قادة الحرس الثوري الإيراني لدول الخليج جادة وواقعية، لا تعتمد فقط على وجود خلايا نائمة تم إعدادها للعمل عند صدور الأمر بذلك، كما صرح أحد الدبلوماسيين الإيرانيين السابقين، بل على وجود جاليات إيرانية كبيرة العدد تعمل في دول الخليج وتم إعدادها لـ"الجهاد الثوري" في أي لحظة.
من هنا جاء تضخيم دولة الفرس الإعلامي والسياسي لبعض التهديدات التي تواجه المنطقة لصرف النظر عن توجهاتها وأهداف مشروعها للمنطقة، فتثير باستمرار موضوع الوجود العسكري الأجنبي في المنطقة، خاصة الوجود العسكري الأميركي، رغم أنها السبب الرئيسي وراء وجوده واستمراره، ثم سعت لإبراز التهديد الإسرائيلي واحتلاله لأرض فلسطين، وتناست أنها تحتل أرضاً عربية وتنتهج سياسة الصهيونية ذاتها في رفض أية حلول سلمية لهذه القضية، في الوقت الذي تتجاهل فيه التهديد الإرهابي وأنشطته في المنطقة. ورغم مزاعم إيران الخاصة بالدفاع عن قضايا المسلمين المستضعفين في العالم، فإنها لا تتذكر مستضعفي الشيشان في روسيا الاتحادية، ومساكين إقليم زينج يانج الإسلامي في الصين، لأنهما من المسلمين السنة من جانب، ولا يساعدان على تحقيق المشروع الفارسي من جانب آخر.
ويخطئ البعض إذا لم يأخذوا على محمل الجد الأطماع الفارسية في البحرين، التي لا يتورع أركان النظام الفارسي عن التصريح بها، ولا يخفى دور وسائل الإعلام الفارسية في تعزيز هذا التوجه وعدم إنكاره، باعتبار أن مملكة البحرين أحد مرتكزات المشروع الفارسي الذي يمتد من باكستان شرقاً إلى لبنان وسوريا غرباً، ومن العراق شمالاً إلى اليمن جنوباً. لقد حدد الدستور الإيراني بوضوح كافٍ أبعاد وآليات المشروع الفارسي، حيث تشير مقدمته إلى "أن الدستور يُعِد الظروف لاستمرارية هذه الثورة داخل البلاد وخارجها، خصوصاً بالنسبة إلى توسيع العلائق الدولية مع سائر الحركات الإسلامية والشعبية، حيث يسعى إلى بناء الأمة الواحدة في العالم، ويعمل على مواصلة الجهاد لإنقاذ الشعوب المحرومة والمضطهدة في جميع أنحاء العالم"، تم تعريفهم في الأدبيات الفارسية بأنهم المستضعفون في الأرض، وتنص المادة الثانية من البند الخامس في الدستور على مسؤولية الإمامة والقيادة ودورها الأساسي في استمرار الثورة.
ومن أهم مرتكزات الفرس لتحقيق مشروعهم الاعتماد على الشيعة "العرب" في تسويق الثورة لتمهد الطريق لتفتيت الدول العربية، وهو هدف لم ينكره الفارسيون في أي وقت وفق نص الدستور، ولا يزالون يعملون على تحقيقه بأساليب متعددة تتأرجح بين المساعدة على التطرف والعنف وتشجيع الانفصال؛ والتحالف مع الأعداء، مثل دعم حركة "طالبان" بالسلاح، وهي التي كانت ألد أعداء الثورة في بلاد فارس، فضلاً عن "إقامة الجيش العقائدي المكون من جيش الجمهورية الإسلامية وقوات حرس الثورة، ولا تلتزم هذه القوات بمسؤولية حماية وحراسة الحدود فحسب، بل تتحمل أيضاً أعباء رسالتها الإلهية، وهي الجهاد وتصدير الثورة إلى الخارج"، وهو ما يوفر مظلة دينية لأنشطة هذه القوات في الخارج بدءاً بالمناطق الشيعية المحيطة بإيران، ثم تتسع الدائرة بعد ذلك لتشمل أماكن وجود الشيعة في باقي الدول العربية والآسيوية، مما يجعل السعي لإقامة كيان شيعي متسع في المنطقة أمراً طبيعياً، يدين في النهاية بالولاء لزعيمة الشيعة في العالم، وسيتحقق ذلك بعد أن تكون القوى الشيعية العربية قد استنفدت كل قواها القتالية والسياسية في صراعها مع باقي الملل العربية. لقد استقر الرأي بعد نجاح الثورة في بلاد فارس على التمهيد لإقامة الإمبراطورية، ومن ثم فقد خطت الثورة خطوات في هذا السبيل، أهمها إنشاء المجمع العالمي لآل البيت الذي تشارك فيه 65 دولة ومنظمة ومؤسسة شيعية من جميع أنحاء العالم، ومقره طهران باعتبارها عاصمة التجمع الشيعي العالمي وقبلته الدينية، ويضم مراكز للاتصالات والبحوث في مختلف شؤون الشيعة السياسية والأمنية والفكرية والثقافية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية والمستقبليات، ويتولى أمانته آية الله محمد علي تسخيري زميل دراسة الزعيم الإيراني علي خامنئي.
ومثلما هي حال ابن لادن في تقسيم العالم إلى فسطاطين، "الخير" و"الشر"، وكذلك الإمبراطور بوش الذي قسم العالم إلى من معه ومن ضده، فإن دولة الفرس ترى أن العالم ينقسم إلى قسمين هما: المستضعفون والمستكبرون، وهناك الإسلام الشعبي والإسلام الرسمي، ومن ثم فإن على بلاد فارس تصدير الثورة الإسلامية للمستضعفين في الدول جميعها دون استثناء بما فيها الدول الإسلامية التي تعتنق الإسلام الرسمي ولا تقيم حدوده، وهذا الفهم يتيح لها تسويق مشروعها وفق إدراكها للظروف الملائمة لتنفيذه. إن أي محاولة للتهوين من شأن هذا المشروع، هي من قبيل دفن الرؤوس في الرمال والهروب من معطيات الواقع، تماماً كما كان آباؤنا يستبعدون نجاح العصابات الصهيونية في إقامة دولة عنصرية على أرض فلسطين، وما كان حلماً مستبعداً بالأمس صار حقيقة واقعة اليوم، وذلك بفضل إصرار القائمين على تحقيقه، وغفلة الآخرين الذين سيطر عليهم حسن الظن فاستسلموا لأحلام اليقظة.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
5
نزيف هائل!
حمد ذيبان
الراية فطر
التقرير الذي اعده الديمقراطيون في الكونغرس، حول كلفة حروب بوش، مثير لأقصي درجات الاستهجان والاستنكار، وربما يسبب الرعب للكثيرين ، لكن المشكلة ان مثل هذه التقارير، تقابلها ادارة بوش باستخفاف شديد ولا مبالاة، حتي رغم انها تشكل وسيلة ضغط عليها!.
خلاصة التقرير ان الحربين اللتين شنتهما ادارة بوش علي العراق وافغانستان منذ عام الفين وواحد، ولا تزالان مشتعلتان، بلغت حتي الان تريليون ونصف التريليون دولار، اي الف وخمسمائة مليار دولار، واذا استمرت هذه الحروب بعد رحيل بوش، فان كلفتها ستصل في عام الفين وسبعة عشر نحو ثلاثة تريليونات ونصف التريليون دولار!.
ولندع عام الفين وسبعة عشر للمستقبل والظروف، التي لا احد يستطيع التكهن بها، فهناك نحو عشر سنوات تفصلنا عن ذلك التاريخ، فقد تتوقف هاتان الحربان، وربما يضيف اليهما بوش قبل رحيله من البيت الابيض حربا جديده مع ايران، وهو الذي حذر من نشوب حرب عالمية جديدة اذا امتلكت طهران السلاح النووي، وكلها فرضيات كارثية !.
ان كثيرين من الناس لا يدركون الحجم الهائل لهذه النفقات العبثية لحروب بوش، فهم يتعاملون في مداخيلهم ونفقاتهم بمبالغ بسيطة تتراوح بين عشرات ومئات الدولارات ، لكن الارقام الفلكية التي تنفق علي حروب بوش والتي تعد ب " المليارات" و"التريليونات" فتلك مسألة تفوق خيال مئات الملايين من البشر الذين يرزحون تحت ضغط الفقر والبؤس والامراض والجهل والمجاعة والنزوح القسري جراء الحروب والعنف في العديد من البؤر الساخنة، غير البعيدة ايضا عن الاصابع الاميركية، التي تحرص علي زراعة الشر فيها !.
اي فوائد جنتها الولايات المتحدة وشعوب المنطقة بسبب السياسة الحمقاء لادارة بوش، وهذا الانفاق الهائل علي حروب غير شرعية تسببت بكوارث ونكبات، خاصة في العراق الذي تحول بعد الاحتلال الي ارض محروقة، ودخل في حالة ظلامية من الاقتتال الطائفي والعرقي، وكانت الحصيلة الاولية لذلك اكثر من مليون ضحية وتدمير البلد، وتهجير اكثر من اربعة ملايين لاجيء، ووضع البلد علي حافة التقسيم وجعله مسرحا مفتوحاً لأجهزة استخبارات العديد من الدول الطامعة او المعنية بالتدخل في شؤون العراق وخاصة ايران التي هيمنت فعليا علي مقدرات هذا البلد، اما في افغانستان فبعد ست سنوات من الغزو والاحتلال، فلا امن ولا استقرار بل ان الحرب متواصلة، وحركة طالبان التي اطيح بها تزداد قوة، وزراعة المخدرات والمتاجرة بها ازدادت في ظل الاحتلال!.
كيف يمكن فهم هذه المعادلة الجنونية؟، حيث يتم انفاق مبالغ هائلة لتدمير بلدان واحداث كوارث اقليمية، والتسبب بالمزيد من الازمات الدولية، وخلخلة الامن والاستقرار الدولي؟ ماذا لو وظفت هذه الاموال او جزء منها في تقديم مساعدات للدول النامية واقامة مشروعات انمائية؟ لكن ذلك لا يتفق مع عقلية الشر التي تسيطر علي عصابة المحافظين الجدد!.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
6
العراق مازال قصة الإعلام الأميركي
محمد الجوهري
تقرير واشنطن
لا يزال الملف العراقي وتطوراته المتلاحقة تسيطر على معظم مجريات الأحداث داخل الولايات المتحدة، خصوصاً مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي العام المقبل. فقد انشغل الإعلام الأميركي الأسبوع الماضي برصد محاولات الرئيس الأميركي جورج بوش التأكيد على نجاح استراتيجيته في العراق من ناحية. كما استمر الاهتمام باتجاهات الرأي العام الأميركي الغاضبة ليس فقط من الإدارة الأميركية ولكن أيضا من الكونغرس من ناحية أخرى.
الأميركيون غاضبون من الإدارة قدم ريك سانشيز تقريراً لبرنامج «Out In The Open» الذي يذاع على شبكة «CNN» رصد فيه رد فعل الشعب الأميركي تجاه الإدارة الأميركية الحالية، واعتبر التقرير أن الأميركيين غاضبون كما لم يغضبوا من قبل، إذ أكد التقرير أن 81 في المئة من الشعب الأميركي غاضبة للغاية، مما يحدث الآن داخل الولايات المتحدة الأميركية، ولفت التقرير الانتباه إلى أن هناك تغييراً جذرياً قد حدث في توجهات الأميركيين تجاه ما يحدث في الداخل الأميركي، وكانت هذه النسبة قبل انتخابات عام 2004 نحو 50 في المئة فقط، بينما كانت هذه النسبة 40 في المئة قبل الانتخابات الرئاسية في عام 2000.
وأشار التقرير إلى أن استطلاع الرأي الذي قامت به وحدة أبحاث دراسات الرأي العام CNN public opinion research poll في شبكة «CNN» أظهرت أن الإدارة الأميركية الحالية كان نصيبها من الرضا الأميركي العام فقط 34 في المئة، واظهر أيضاً هذا الاستطلاع أن عدم الرضا الشعبي لم يقتصر فقط على الإدارة الأميركية. بل طال المؤسسة التشريعية الأميركية (الكونغرس) أيضاً، إذ أظهر الاستطلاع أن 39 في المئة من الأميركيين أكدوا على أن عضو الكونغرس الأميركي الذي يمثلهم داخل المؤسسة التشريعية الأميركية لا يستحق أن يعاد انتخابه مرة أخرى، وهذا يعني طبقاً للتقرير أنه عليك كعضو في الكونغرس أن تقلق، خصوصاً إذا كنت منتمياً للحزب الجمهوري أكثر مما لو كنت منتمياً إلى الحزب الديموقراطي. وللوقوف أكثر على نتائج هذا الاستطلاع، استضاف سانشيز المحلل السياسي البارز في الـ»CNN» جون كينج الذي أكد أن نتائج هذا الاستطلاع تؤكد أن لا الجمهوريين ولا الديموقراطيين فعلوا شيئاً جيداً على ارض الواقع، يجعل الرأي العام يرضى عنهم. وأشار كينج إلى أن المشكلة تكمن في أن هناك إدارة أميركية جمهورية أطلقت حرباً غير مدعومة شعبياً على الإطلاق، فضلاً عن أن هناك أكثر من ثلاثة أرباع الأميركيين يعتقدون أن بلدهم يسير في الاتجاه الخاطئ، ولذلك فإنهم - في إشارة إلى الشعب الأميركي - يعتقدون أن الذي يجب أن يلام على ذلك هو الرئيس الأميركي جورج بوش وحزبه الجمهوري.
وفي مثل هذه الظروف اعتبر كينج أن حظوظ الحزب الديموقراطي أكثر بكثير من نظيره الجمهوري في تحقيق انتصار انتخابي كبير، عندما يحل موعد الاستحقاق الرئاسي في العام المقبل، خصوصاً وان الاتجاه العام السائد لدى الرأي العام الأميركي هو ضرورة تغيير الإدارة الأميركية، على حد قوله.
وامتدت الرؤية السلبية التي عبر عنها الشعب الأميركي إلى الكونغرس الأميركي، الذي تسيطر عليه غالبية ديموقراطية، ووصلت نسبة عدم الرضى العام عن أدائه إلى نحو 75 في المئة، في حين كانت نسبة الرضاء عنه إلى 22 في المئة فقط.
وأرجع سانشيز عدم الرضى هذا، إلى أن الشعب الأميركي أصبح لديه اعتقاد بان الكونغرس أصبح لا يملك زمام أمره، فقد سيطرت عليه أعضاء مجموعات الضغط اللوبي، فهم يأخذون كل ما يريدون منه. فضلا عن اعتبارهم أن الكونغرس لم يعد يلقي بالاً للأمور التي تهم أفراد الشعب العاديين، الأمر الذي زاد من السخط الشعبي عليه، فضلاً عن أن الديموقراطيين الذين استطاعوا تحقيق الغالبية في الكونغرس على أساس أنهم سوف يضعون حداً للحرب على العراق، ولكنهم لم يفعلوا ولم ينفذوا وعودهم الانتخابية. بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التأثير في الكثير من الموضوعات الأخرى مثل مسألة الرعاية الصحية.
العراق: استقرار أم
محاولة جديدة للخداع؟
اهتمت شبكة «CBS» الأسبوع الماضي بمجموعة التقارير التي نشرت أخيراً، وتناولت تأكيدات الرئيس الأميركي بوش على أن القوات العراقية استطاعت أن تستعيد العراق من أيدى المتمردين والارهابيين، ونجحت في إحكام سيطرتها على الأمور الأمنية في البلاد. وحاول برنامج «Up To A Point» الذي يعرض على شبكة «CBS» تفنيد المزاعم التي ساقها الرئيس الأميركي في هذا الإطار، واعد ألان بيدزي مراسل الشبكة تقريراً، أشار فيه إلى أنه بالفعل هناك بعض الأدلة الإحصائية والرقمية، والتي تؤكد تحسن الأوضاع في العراق، فمعدلات العنف تراجعت إلى حد ما، أيضاً بدأ الاستقرار يستتب في مناطق أوسع من البلاد، فضلاً عن وصول نسبة الوفيات من المدنيين والقوات العراقية والقوات الأميركية إلى أدنى مستوياتها خلال شهر أكتوبر، ودبت الحياة في بعض المناحي المعيشية للعراقيين، فالمحال التجارية والمطاعم في بغداد شرعت في إعادة فتح أبوابها من جديد. كما أعلنت الحكومة العراقية أخيراً أن هناك أكثر من ثلاثة آلاف عراقي من القاطنين في ضواحي قريبة من بغداد، والذين تركوا ديارهم بسبب أحداث العنف الطائفي، قد عادوا مرة أخرى إلى منازلهم. ورغم هذه المؤشرات الايجابية التي شهدتها الساحة العراقية أخيراً، لفت بيدزي الانتباه إلى أن مأساة العراقيين مازالت مستمرة خصوصاً في المناطق البعيدة عن العاصمة العراقية، خصوصاً مشكلة النازحين العراقيين، إذ تجاوز عدد النازحين في المناطق الداخلية حاجز الـ 2.3 مليون عراقي، حسبما يشير تقرير الهلال الأحمر العراقي الذي سوف يصدر قريباً، ويشير التقرير إلى أن نسبة النازحين زادت بنسبة 16 في المئة في الثلاثين يوماً الأخيرة، وبلغت نسبة الأطفال في هذا العدد الكبير نحو 67 في المئة. وحاول التقرير تفنيد المزاعم التي ساقها الرئيس الأميركي بوش في تدليله على تحسن الأوضاع في العراق، فبالنسبة إلى انخفاض عدد الوفيات من المدنيين من العراقيين، فيرجع، كما يشير بيدزي، إلى انخفاض عدد الضحايا نتيجة العنف الطائفي، الأمر الذي يمكن تفسيره بانخفاض عدد المناطق التي بها اختلاط إثني، خصوصاً بين الشيعة والسنة هذا من ناحية، وساعد إعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقف إطلاق النار، ومطالبته للميلشيات التابعة له بترك الشوارع على حدوث هذا الانخفاض من ناحية أخرى.
واعتبر بيدزي أن الرئيس بوش تعامل مع الموقف بسطحية شديدة، مكرراً الحجج الضعيفة التي ساقها عن أن عملية المصالحة الوطنية تسير بشكل جيد على المستوى المحلي، بل إن هناك قادة من الشيعة والسنة يتعاونون معاً من أجل القضاء على تنظيم «القاعدة». واستطرد انه إذا كان هذا صحيحاً فإن الدوافع ليست العمل على استقرار العراق أو تحقيق المصالحة الوطنية، وإنما دافعها الاساسي هو الحصول على نصيب من المال والأسلحة والسلطة، وليست كما يدعي الرئيس الأميركي.
وعلى صعيد آخر اعتبر بيدزي أن الأوضاع في العراق والتي شهدت بعضا من الاستقرار أخيراً لا يمكن الاعتماد عليها، فما هى إلا استقرار موقت، بل إنها تحمل في طياتها بذور الاضطراب والفوضى على المديين المتوسط والبعيد. ولفت الانتباه إلى أن الاستراتيجية التي تتبعها القوات الأميركية في العراق بتسليح القبائل هناك، يمكن أن تؤدي إلى استقرار الأوضاع في المدى القريب، ولكن لها العديد من المخاطر والسلبيات، في ظل حقيقة عدم وجود حكومة مركزية قوية تستطيع أن تفرض سلطانها وسيادتها على هذه القبائل، بما يضمن عدم انحرافها عن الخط المرسوم لها، وبالتالي فإن غياب هذه الحكومة المركزية عن العراق في ظل الأوضاع الراهنة يضع المزيد من علامات الاستفهام عن مدى نجاح هذه الاستراتيجية، حيث لن يكون هناك سبب قوي يدفع شيوخ القبائل إلى التخلي عن الأسلحة والمكانة السياسية التي حصلوا عليها في ظل هذه الاستراتيجية.
أما في ما يتعلق بمدى نجاح عملية المصالحة الوطنية في البلاد، أشار بيدزي إلى أن الرئيس بوش نفسه عبر عن خيبة أمله من تباطؤ هذه العملية، فأكد أخيراً في تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي «أن عملية المصالحة الوطنية على المستوى المحلي ليست كما كنا نأمل أن تكون عليه في الوقت الحاضر»، مضيفاً «أن هذا يزيد من اليأس والإحباط من القيادة العراقية». وأكد بيدزي أن هناك العديد من التقارير والتصريحات التي صدرت أخيراً عن الإدارة الأميركية وتفيد بعد رضائها عن الفشل المتتالي لحكومة نوري المالكي، بل إن هناك اتجاهاً قوياً يدفع نحو تنحية المالكي عن قيادة السفينة العراقية في هذا الوقت الحرج، على أن يتولى رئيس الوزراء السابق إياد علاوي توجيه الدفة العراقية نحو بر الأمان من وجهة النظر الأميركية.
وتعليقاً على ما ذكره بوش في تصريحاته الأخيرة من أن القوات العراقية استطاعت أن تتولى المسؤولية الأمنية في ثماني محافظات من المحافظات العراقية الثماني عشرة، لفت بيدزي الانتباه إلى أن ما ذكره بوش مخالف إلى حد كبير لما أكدته المصادر العسكرية في وقت سابق من هذا العام من أن القوات العراقية كان من المفترض أن تتولى جميع المسؤوليات الأمنية في كامل أراضي العراق بنهاية عام 2007، إلا أن التوقعات الجديدة تفيد بان ذلك يمكن أن يحدث بحلول يوليو المقبل.
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
7
نهاية أم بداية السياسة في الشرق الأوسط
د. باسم الطويسي
الغد الاردن
بانتظار ما سوف تؤول إليه نتائج الاجتماع الدولي المزمع عقده خلال الأيام القليلة القادمة في الولايات المتحدة حول التسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين،تبدو حالة الاستقطاب في حجم التوقعات غير موضوعية بين الرهان المفرط بالتفاؤل على تدشين محطة تاريخية تؤسس للتسوية النهائية،وبين القراءة الأكثر واقعية أحيانا،والأكثر تشاؤما أحيانا أخرى التي تشير الى نهاية السياسة في الشرق الأوسط،لا يوجد احتمالات أخرى،عمليا توقفت السياسة في هذا الجزء من العالم منذ حرب تموز بشكل واضح،بعد ان تم إعادة إنتاج المبادئ التقليدية للترقب والانتظار والحركة الأحادية لكل طرف بدون ان تنتج مخرجات سياسية واضحة.
خلال السنوات الثلاث الماضية تغير الشرق الأوسط التقليدي بقوة السلاح والنار ولم يتغير بفعل السياسة والدبلوماسية أو حتى الايدولوجيا،وتذهب هذه الخلاصة إلى ان التغيرات التي جرت بقدر عدم امتلاكها أسسا واضحة لرؤية المستقبل الذي يزداد غموضاً،وبقدر ما فيها من خلط بين القوة والايدولوجيا والعنف فقد جعلت دول المنطقة وأنظمتها الحاكمة والنخب السياسية وربما نخبها الفكرية،وكما يبدو في سلوكها خلال الشهور الماضية،أكثر حرصاً على السياسة وإعادة تعريف المصالح ولكن بصيغة براغماتية،وأحيانا نفعية وضيقة الأفق وبائسة، ما يذكرنا بقصة النهاية أو الأفول التي طالما رددها المفكر العربي الكبير ابن خلدون بقوله:"ربما يحدث عند آخر الدولة قوة توهم أن الهرم قد ارتفع عنها،ويومض ذبالها إيماضة الخمود،كما يقع في الذبال المشتعل،فإنه عند مقاربة انطفائه يومض إيماضة توهم بأنها اشتعال وهي انطفاء".
أحد تفسيرات إحياء السياسة في الشرق الأوسط في هذا الوقت غير بعيدة عن المنطق الخلدوني الذي يفسر هذا الانشغال الكبير بتحريك السياسية مثلما يحدث للشعلة قبيل الانطفاء.
المقدمات التي تصاغ هذه الأيام تنذر بشتاء سيغسل الغبار عن الكثير من الحقائق التي أخفتها حقبة المشروع الأميركي في العراق بالعودة المنتظرة لحالة من العزلة الاستراتيجية التي ستضفي بضلالها على مجمل التفاعلات في المنطقة،حيث ستحسم الصفقات السياسية القادمة الحراك الدولي في المنطقة وتغلقها في وجه الآخرين لمصلحة تكريس استعراض مشهد الرجل الواحد،شتاء الشرق الأوسط القادم سوف يعقبه خريف طويل تتكرس فيه التفاعلات السياسية في اتجاه واحد صوب واشنطن،الشرق الأوسط القادم لن يعود لتعدد المناخات وستختلط فيه الفصول ولكن بهدوء وبدون فوضى،وبينما تتراجع دراما الفوضى وتنحصر لغة الايدولوجيا وتزداد التناقضات البينية،ويزداد انكشاف السياسة البراغماتية في حدودها الضيقة ويكشف عدم جدواها.
يحق لأية نخبة حاكمة في الشرق الأوسط القديم أو الجديد ان تعقد الصفقات السياسية والاستراتيجية،وان تحقق مصالح بلادها وتكفل مستقبل شعوبها كيفما تشاء،ويحق لها ان تمارس براغماتية سياسية ما دامت تخدم مصالحها على المدى البعيد،وحتى ان بحت حناجر قادتها بالشتائم والوعيد والتهديد للولايات المتحدة ومن لف لفها؛المشكلة في ان أنظمة ونخبا سياسية ستكتشف عما قريب انها تركت تلعب وحيدة،وان ظاهرة الاستقطاب الإقليمي آنية وتقترب نهايتها ومرتبطة بمصالح محددة،المشكلة الأخرى ان مبادئ إدارة الصراع غير قابلة في هذه المنطقة للتبدل أو التغير بوجود مسارات للتسوية أو بعدم وجودها في ضوء وجود هجوم منظم للتسوية،وحتى في حال الدخول الفعلي في الحرب والصراع العسكري.
التغير الوحيد الذي نال الأنظمة العربية يكمن في فهمها للمصالح الوطنية،ولقوانين إدارة الصراع وممارسة التغيير والتكيف مع عالم لا يعرف الثبات والسكون،وهو حالة الذعر التي جعلت القطعان الهاربة كل على رأسه يتصرف ببراغماتية يومية ضيقة الأفق لا تحسب أكثر من حساب يومها؛لذا تكاد ان تنتهي ممارسة السياسة في الشرق الأوسط ويغلق المسرح قبل ان يكتشفها العرب.
basimtwissi@hotmail.com
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
8
اللاعبون الجدد في منطقتنا!!
صلاح الدين إبراهيم
الوفد مصر
لم تعد منطقة الشرق الأوسط ساحة مفتوحة للقوي الدولية الاستعمارية القديمة تقسم فيها دولها طبقا لأطماعها ومصالحها فقد أصبحت ميدانا لنشاط عدد جديد من القوي النامية والمتطورة.. ثم جاءت أحداث سبتمبر 2001 لتضع قواعد ومبادئ جديدة لنشاط هؤلاء اللاعبين الجدد! ففي الماضي كانت الدول الاستعمارية تهتم في المقام الأول بالثروات البكر المتوفرة في هذه المنطقة والممرات المائية المختلفة الموجودة علي أراضي دولها ومصالح الأطراف الأخري المنافسة لها أما في وقتنا الحالي
فقد تغيرت الأوضاع وأصبحت محاربة الإرهاب الذي تطورت أساليبه وقدراته تحتل المقام الأول خاصة بعد أن أصبح يمثل خطرا واضحا علي مكانة هذه القوي المتعددة من جهة.. وعلي نفوذها علي المستوي الدولي من جهة أخري، هذا الي جانب نشر مبادئها ومعتقداتها، خاصة بعد أن استطاعت الولايات المتحدة أن تصبح القوة الأساسية والوحيدة علي الساحة الدولية وبعد أن سقط الاتحاد السوفيتي بفلسفته الاشتراكية والشيوعية وانحل عقد حلف وارسو الذي كان يجمع في نطاقه مجموعة الدول الشيوعية في شرق أوروبا وفشل في نشر الفلسفة الاشتراكية في غالبية مناطق العالم الأخري.
واللاعبون الجدد التي بدأت معالم نشاطهم واهتماماتهم تتضح في الفترة الأخيرة بعضهم دول وقوي قديمة لا يزال لها نفوذها ومصالحها في المنطقة ومجموعة أخري من الناشطين الجدد من الدول التي استطاعت أن تفرض تواجدها في هذه المنطقة المهمة والحساسة.
وتأتي الولايات المتحدة علي رأس قائمة الدول الفاعلة في الوقت الحالي في منطقتنا بعد أن أصبحت الدولة الكبري الوحيدة وبعد أن زاد نشاطها علي أثر ما واجهته من أحداث إرهابية علي أراضيها وضد مصالحها في الفترة الأخيرة والتي كان علي رأسها أحداث سبتمبر المعروفة التي طالت مركزي التجارة في نيويورك ووزارة الدفاع في العاصمة الأمريكية، فقد ساعت تلك الأحداث سواء كانت بتدبير المنظمات الإسلامية المتطرفة والتي تناصب القوي الاستعمارية القديمة العداوة بعد أن أهملتها الأخيرة وابتعدت عنها بعد طرد الاتحاد السوفيتي عن أفغانستان، وبعد أن أصبحت خدمات هذه المنظمات غير فاعلة في المرحلة الجديدة التي انفردت بها الولايات المتحدة بالساحة الدولية. أو كانت تلك الأحداث بتدبير مسبق من بعض القوي المحافظة في الولايات المتحدة والتي وجدت في هذه الأحداث ما يبرر إبراز فلسفتها الجديدة المتعلقة بالسيطرة والهيمنة علي أهم المصادر والثروات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط والتي جاء منها معظم من اتهمه بالقيام بهذه الاعتداءات علي الولايات المتحدة وعلي مصالحها.
ولقد بدأت مجموعة »المحافظين الجدد« التي ظهرت علي الساحة الأمريكية مع وصول الحزب الجمهوري الي السلطة في انتخابات عام 2000 فلسفتها الرامية الي بسط هيمنة الولايات المتحدة في ظل ما أطلق عليه »القرن الأمريكي« فسارعت هذه المجموعة التي احتلت أماكن بارزة في الإدارة الجديدة الي إعلان الحرب الصليبية كما ذكر الرئيس بوش علي المنظمات الإسلامية المتطرفة العدو الجديد للولايات المتحدة والذي احتل مكان الاتحاد السوفيتي في الماضي. وبدأت أولي حروب القرن علي أرض أفغانستان ضد منظمة القاعدة التي ادعت مسئوليتها عن أحداث سبتمبر وحكومة طالبان التي أفسحت لها مكانا علي أرض هذا البلد الصغير والفقير.. واستطاعت الإدارة الأمريكية أن تجمع حولها بعض الدول الراغبة والتي وجدت في الاعتداءات المذكورة خطورة علي الأمة والسلام العالميين وبداية للفوضي الدولية التي قد تطول مصالح الجميع خاصة في هذه المنطقة الحساسة التي جاء منها غالبية من قام بهذه الأحداث علي الأراضي الأمريكية.
وظهرت علي الساحة الدولية مبادئ جديدة سوقت لها الإدارة الأمريكية وعلي رأسها »من ليس معنا فهو ضدنا«!! و»محاربة محور الشر«!! و»لماذا يكرهوننا«.. وغيرها من الشعارات التي أصبحت تمثل المرحلة الجديدة في العلاقات الدولية وبعد أن ضاعت أو كادت القواعد التي سادت بعد الحرب العالمية الثانية وفي ظل منظمة الأمم المتحدة والمبنية علي العدالة والمساواة واحترام حقوق الصغير من الدول قبل الكبير منها ومحاربة الاستعمار والقضاء علي الظلم والتفرقة العنصرية ونبذ الحروب واستخدام القوة، هذا الي جانب محاولات تقسيم دول المنطقة الي كيانات صغيرة متناحرة ذات اتجاهات عرقية وطائفية، مما يسهل عمليات السيطرة والهيمنة علي الثروات وعلي رأسها الثروة البترولية.. والتحكم في الممرات المائية.
وتحتل إيران مكانا بارزا في نطاق اللاعبين الجدد بعد أن زادت قوتها العسكرية خلال السنين العشر الماضية واهتماماتها النووية التي أثارت حافظة الإدارة الأمريكية وربيبتها الدولة الصهيونية خاصة بعد سقوط العراق في أيادي الدول النازية وعلي رأسها الولايات المتحدة وإفساح الميدان أمام زيادة الدور الإيراني الذي يتزعم في نفس الوقت إحياء الهلال الشيعي في منطقته ويعتبر الصراع الإيراني ـ الأمريكي في الوقت الحالي عصب الأوضاع المتدهورة في منطقتنا، خاصة بعد أن زادت الضغوط الدولية علي إيران وبرنامجها النووي الذي تحاول عن طريقه تدعيم دورها القيادي في المنطقة والحصول علي المعرفة في هذا الميدان المهم في نطاق عضويتها في اتفاقية منع الانتشار النووي والاتهامات التي ترددها الدول العربية بقيادة الولايات المتحدة حول نوايا إيران وأهدافها الإقليمية وقيام الدولة العبرية من جانبها بتزكية هذا الخلاف وهذا التصارع خدمة لمصالحها ودورها الإقليمي الذي لم تنازعه أي من الدول في المنطقة بعد غياب مصر واتفاقها السلمي مع إسرائيل وإسقاط نظام صدام حسين الذي كان شوكة واضحة في حلق إسرائيل في الفترة الماضية
ويلي ذلك دور مجموعة الدول العائدة الي المنطقة وعلي رأسها روسيا بعد أن تغلبت علي مشاكلها الداخلية وتسعي للعودة الي دورها الإقليمي والدولي سواء بالتعاون مع إيران من جهة في برنامجها النووي السلمي وبموقفها المعارض في تضييق الخناق علي النظام الإيراني عن طريق العقوبات التي تفرض عليه عن طريق مجلس الأمن أو توسيع نطاق معارضتها للهيمنة الأمريكية المتصاعدة والتي تحد من دور روسيا كدولة لها دورها الدولي التقليدي. ويشارك روسيا في هذا الاتجاه فرنسا التي بدأت تلعب الدور الذي قامت به بريطانيا طوال السنين القليلة الماضية ومحاولة حكومة الرئيس ساركوزي استعادة الدور الدولي لفرنسا بالمشاركة في السياسة الأمريكية في محاربة الإرهاب وادعاء القيام بدور أساسي في حل مشاكل المنطقة خاصة المشكلة اللبنانية أو مشكلة القدرات النووية الإيرانية. وتدخل في هذه المجموعة من الدول العائدة تركيا بعد وصول الاتجاه المعتدل الإسلامي الي مقاليد الحكم فيها بزعامة أردوغان ـ جول وفشل سياسة الانضمام الي السوق الأوروبية ومجموعة الدول الغربية الأوروبية ،الأمر الذي دفع النظام التركي الي محاولة استعادة دوره الاقليمي المفقود مرة أخري بمشاركته دول المنطقة في مشاكلها سواء كانت العراق أو لبنان أو إيران أو المشكلة الفلسطينية بتعقيداتها التقليدية.
وتأتي الصين بدورها الاقتصادي المتعاظم وازدياد انتشارها تجاريا في غالبية دول المنطقة واستثماراتها المتعاظمة في كثير من دول المنطقة خاصة في ميدان الطاقة وسعيها لمنافسة الدول الغربية التقليدية في ميدان استخراج البترول سواء كان في السودان أو في اليمن أو في ليبيا أو غيرها، مما يجعلها لاعبا أساسيا في الوقت الحاضر وفي رسم مستقبل المنطقة ورسم مصالح الدول المستفيدة منها.
وتحتل الدولة العبرية بحكم موقعها الجغرافي وسياستها الموالية للغرب بوجه عام أو الولايات المتحدة بوجه خاص موقعا مميزا في دائرة اللاعبين الجدد والقدامي أيضا.. ولا تزال الدولة العبرية بسياساتها الاستعمارية وعدم رغبتها الحقيقية في حل المشكلة الفلسطينية تلعب دورا أساسيا في تشكيل صورة منطقة الشرق الأوسط بوجه عام وسياسة الدول اللاعبة في المنطقة بوجه خاص.
ويأتي في نهاية هذا التصور دور مجموعة الدول المعتدلة وهي الدول التي تحاول ألا تتصادم مع أي من اللاعبين الأساسيين في المنطقة وعلي رأسها الولايات المتحدة أو إيران أو إسرائيل وتمثل هذه المجموعة مصر بدورها التقليدي والذي خفت تأثيراته بوجه عام بعد ابتعادها عن المشاكل الاقليمية الحالية وانشغالها لمشاكلها الداخلية، والأردن بسياستها التقليدية الهادفة، والسعودية بقدراتها المادية المتعاظمة ودورها التوفيقي المتعارف عليه.
ولن تستطيع شعوب المنطقة أن تخرج من نطاق سيطرة الدول اللاعبة قديمها وجديدها سوي بتبني لغة العصر في الالتحاق بالتقدم العلمي والتكنولوجي الذي يسود العالم في الوقت الحالي وتبني العدالة والديمقراطية واحترام حقوق المواطنين وحقوق الآخرين أيضا.. إن الثروات الطائلة التي جاءت مع الزيادة الكبيرة في أسعار النفط اذا لم تخدم هذا المخطط الأساسي للقضاء علي الفقر والجهل والمرض هذا الثالوث الذي ظل ينخر في عضد دول المنطقة وأنظمتها سوف يصبح وبالا علي أصحابه!!
وكما استطاعت الصين أن تحقق هذا التقدم المذهل في السنين الأخيرة باتجاهها الي العمل الجاد والالتزام بالتقدم العلمي والقضاء علي أمراض المجتمع التقليدية وأن تصبح لاعبا أساسيا علي المستوي الدولي في الوقت الحالي. ودولة عظمي في المستقبل القريب تستطيع دول المنطقة اذا اتخذ قادتها الطريق الذي اتبعته القيادة الصينية في الفترة الأخيرة تحقيق نفس التقدم ونفس المصير لشعوبها التي ظلت ترزح تحت نير الاستعمار من ناحية وسوء إدارة مواردها من ناحية أخري!!
فهل سنري في المستقبل تغييرا أساسيا في تحركاتنا، أما أننا سنستمر في هذا السبات العميق؟.. هذا هوالسؤال!!
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
9
تقارير مضروبة
سلوي حبيب
الاهرام مصر
إما أن تكون أكاذيب المخابرات الأمريكية‏(‏ سي‏.‏اي‏.‏ايه‏)‏ هي المسئولة عن حماقات السياسة الخارجية الأمريكية‏,‏ أو تكون هي مجرد أداة تستخدمها الإدارة الأمريكية في تلفيق الأكاذيب لتبرر بها سياساتها الحمقاء كما حدث في العراق ويحدث في إيران‏..‏ فمنذ أيام كشفت صحيفة واشنطن بوست عن أكاذيب للمخابرات الأمريكية ستعلنها كوريا الشمالية قبل نهاية العام الحالي‏,‏ لتوجه بها ضربة قوية أخري للـ سي‏.‏اي‏.‏ايه ولمصداقية إدارة بوش‏.‏
تعتزم كوريا تقديم الدليل القاطع علي أنها لم تخطط أبدا لإنتاج يورانيوم عالي التخصيب أو تصنيع أسلحة نووية‏,‏ بخلاف ما ادعته المخابرات الأمريكية عام‏2002,‏ وأنها عرضت علي خبراء أمريكيين خلال مباحثات سرية أخيرا‏,‏ وثائق وأدلة حول حدود نشاطاتها النووية‏..‏ وأن الاتهامات التي وجهتها لها واشنطن بانتاج يورانيوم علي نطاق واسع‏,‏ بناء علي تقارير مخابراتية كاذبة‏,‏ هي التي تسببت في انهيار اتفاقية أبرمت معها في عهد كلينتون‏(1994)..‏ وكان قد تم بمقتضاها تجميد مفاعل ينتيج مادة نووية أخري‏,‏ هي البلوتونيوم‏..‏ ولأن الاتهامات كانت افتراء استفز كوريا وانكرتها مرارا‏,‏ فقد قررت أن تتحرر من الالتزام بالاتفاقية‏,‏ وأن تتجه نحو جمع المادة المطلوبة لانتاج سلاح نووي‏,‏ أجرت عليه أولي تجاربها العام الماضي‏.‏
وطوال السنوات الخمس الماضية‏,‏ بذلت الدول المجاورة‏:‏ الصين وروسيا‏,‏ واليابان وكوريا الجنوبية‏,‏ جهودا مضنية لاصلاح ما أفسدته الإدارة الأمريكية بأكاذيبها وعنادها‏,‏ وما أفسدته كوريا الشمالية بمراوغاتها وتحديها السافر‏,‏ وما دفع ثمنه الشعب الكوري من معاناة ومجاعة‏..‏ وأخيرا فقط‏,‏ وبعد تغير الموقف الأمريكي مباشرة‏,‏ وافقت كوريا علي فك منشآتها النووية وكشف كل برامجها النووية مقابل اغراءات مادية كبيرة وتنازلات سياسية‏.‏
فلماذا لا تتعلم واشنطن الدرس من تجربة العراق وكوريا‏,‏ وتصر علي ارتكاب نفس الأخطاء الفادحة مع إيران؟ ألا يتعين عليها الاعتماد علي تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدلا من تقارير مخابراتية مخادعة؟ نائب الرئيس تشيني اعتبر أن واشنطن استنفدت الدبلوماسية مع إيران ولم يتبق سوي الحرب‏..‏ وردد في حديث لبرنامج‏60‏ دقيقة الأمريكي في‏30‏ أكتوبر الماضي نفس المهاترات التي رددتها واشنطن قبل غزو العراق‏,‏ مؤكدا أن الإيرانيين سيخرجون لاستقبال القوات الأمريكية التي ستذهب لتحررهم‏..‏ فهل استقي هذه المعلومات من تقارير مضروبة أم أنه كان يهذي؟
ت
عنوان المقالة او الافتتاحية
اسم الكاتب
مكان النشر
10
دروس أميركية متأخرة من غزو العراق
محمود عوض
الحياة
مع بداية هذا الشهر استقالت السيدة كارين هيوز مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للديبلوماسية العامة من وظيفتها. ليست الأهمية هنا فقط في أن تلك السيدة شخصية بارزة في الدائرة الضيقة التى جاءت مع الرئيس جورج بوش من ولاية تكساس، ولكن ربما لأنها ثالث من يستقيل من تلك الوظيفة تحديدا. وظيفة أنشأتها إدارة جورج بوش خصيصا لتحسين صورة أميركا دعائيا حول العالم بعد التدهور غير المسبوق عالميا بسبب سياسات جورج بوش نفسه. كانت أول من اختيرت للمهمة خبيرة دعاية وإعلانات تعمل للترويج للسلع المختلفة بين المستهلكين لحساب الشركات المنتجة. الثانية كانت سفيرة في وزارة الخارجية لكنها عملت سكرتيرة علاقات عامة ناطقة باسم وزارة الخارجية أيام جيمس بيكر وقت حرصه على وجود وجه جذاب للكاميرا خلال التسويق لحرب تحرير الكويت. الثالثة كارين هيوز إعلامية سابقة ووجه تلفزيوني جذاب آخر كلفها جورج بوش شخصيا بالمهمة نفسها التي استعصت على سابقتيها مع موازنة أكثر سخاء تجاوزت تسعمئة مليون دولار سنويا.
ومثل سابقتيها كانت مهمة المسؤولة الدعائية الثالثة مركزة على تسويق السياسة الأميركية الراهنة في العالمين العربي والإسلامي تحديدا خصوصا بين الشباب. في السياق المتتابع جربت كل واحدة من السيدات الثلاث وسائل شتى، ابتداء من توفير مواد إعلامية مجهزة خصيصا لتذيعها وتنشرها محطات تلفزيون وصحف ومجلات في العالمين العربي والإسلامي، بعد الاتفاق معها مسبقا على ذلك، ومن دون الإشارة إلى المصدر والممول، إلى إصدار مجلة فاخرة الطباعة قامت صحف وأقلام عربية بالترويج لها بين الشباب، إلى محطة إذاعة بديلة عن «صوت أميركا» باسم جديد هو «سوا»، ومحطة تلفزيونية باسم «الحرة» لمخاطبة الشريحة العمرية نفسها، وأيضا باللغة العربية.. إلى دعوات مجانية سخية لصحافيين شبان مختارين بتزكية من مؤسساتهم لزيارة تكون هي الأولى لأميركا ليعودوا منبهرين بالحياة الأميركية ومنبطحين أمام السطوة الأميركية في العالم التي يتم تسويقها على أنها في أي حال قدر لا فكاك منه.
مع ذلك، انتهت كل من السيدات الثلاث الخبيرات أميركيا في تسويق السلع والأفكار، إلى الاستقالة من المهمة مدركة للدرس الذي استمرت الإدارة الأميركية ترفضه من البداية: ان الخطأ ليس في الدعايات الأميركية، وإنما هو أساسا في السياسات الأميركية.
فلنتذكر أولا أن الحربين اللتين شنتهما الإدارة لغزو أفغانستان والعراق كلفتا حتى الآن تريليوناً و600 مليون دولار. وبرغم أن الاقتصاد الأميركي في حالته الراهنة لا يزال قادراً على امتصاص تلك الكلفة إلا أنها فاجأت الإدارة تماما وجاءت على غير هواها. فلنتذكر أيضا أنه عشية الغزو الأميركي للعراق قامت الإدارة بإسكات الجنرال شينسكي رئيس أركان حرب القوات البرية بعدما قال إن السيطرة على العراق بعد احتلاله ستتطلب أضعاف القوات التي تخطط لها الإدارة، وكذلك حينما قال لورانس ليندسي مساعد الرئيس جورج بوش للشؤون الاقتصادية إن تكاليف غزو واحتلال العراق ستتجاوز كثيرا ما خططت له الإدارة.
في حينه قمعت الإدارة كل صوت معارض أو حتى ناقد لها، وعبأت «المؤسسة» الحاكمة خلفها بما لم يحدث من قبل. قرار تفويض الإدارة بشن الحرب في العراق صدر عن الكونغرس بأغلبية كاسحة لم تتحقق في أي حرب سابقة، بما فيها حرب إخراج العراق من الكويت في 1991. وأحد التعقيدات الواضحة في استخلاص الدروس الصحيحة مما جرى يرجع إلى تورط كل أطراف تلك «المؤسسة» السياسية الحاكمة في تأييد ودعم قرار غزو العراق تحديداً وبمنطق غير معلن في حينه خلاصته أن بترول العراق سيعوض أميركا عن أي تكاليف تتحملها في الغزو والاحتلال.
هذا يفسر جزئيا، وبرغم كل ما جرى، لماذا لا يقصد السياسيون الأميركيون الانسحاب من العراق الآن أو مستقبلا، حتى وهم يذكرون كلمة الانسحاب بين وقت وآخر. في الجانب المعارض نجد أن هيلاري كلينتون أبرز مرشحي الحزب الديموقراطي للرئاسة خلفا لجورج بوش أعلنت بوضوح أنها لو أصبحت رئيسة فإنها تتوقع أن تظل القوات الأميركية في العراق حتى بعد انتهاء فترتي ولايتها في البيت الأبيض، يعني إلى ما بعد العام 2016. في جانب الجمهوريين نجد أن رودي جولياني أبرز المرشحين للرئاسة يتجاوز حتى العراق كمبرر للتواجد العسكري الأميركي، فيقول بلسان نورمان بودوريتز مستشاره للشؤون الخارجية إن إيران تشكل «المركز الرئيسي للأيديولوجية الإسلامية الفاشية التي نتحارب معها منذ 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وان الإسلاميين الفاشيين ماضون في طريقهم نحو خلق عالم يخضع لإرادتهم ورغباتهم» وان «بعض المراقبين يحذرون منذ بعض الوقت من أن أوروبا برمتها ستتحول بنهاية القرن الحادي والعشرين إلى مكان أطلقوا عليه اسم: أوروبا العربية».
تلك التخريجة العجيبة الأخيرة دفعت بول كروغمان في صحيفة «نيويورك تايمز» إلى السخرية منها قائلا إنه لا يوجد شيء اسمه الفاشية الإسلامية، فتلك ايديولوجيا اخترعتها مخيلة «المحافظين الجدد» كما أن «الزعم بأن إيران هي في طريقها إلى الهيمنة على العالم فكرة طريفة حقا وتثير الضحك بكل المقاييس. صحيح ان النظام الإيراني سيئ من نواحٍ عدة، لكن دعونا ننظر إلى الأمور بتعمق وتمعن لو سمحتم. إننا نتحدث هنا عن بلد ناتجه الداخلي الخام يعادل الناتج الداخلي الخام لولاية كونيكتيكيت تقريبا والميزانية العسكرية لحكومته تعادل ميزانية السويد تقريبا».
بالعودة إلى العراق، وإلى الاستقالة الثالثة لمسؤولية الدعاية الأميركية، أقصد الديبلوماسية العامة، نجد الشيء نفسه على مستويات أخرى. فإدارة الرئيس جورج بوش لديها الآن وزير دفاعها الثاني والمدير الثالث لوكالة الاستخبارات المركزية والقائد العسكري الميداني الثالث في العراق ورابع ممثل ديبلوماسي هناك، من دون أن نضيف استقالة (أو إقالة) كولن باول كوزير للخارجية والمجيء بكوندوليزا رايس لتحل محله. لكن لا شيء من كل تلك التغييرات أنقذ الوضع الأميركي في العراق من التدهور. هذا يعني أن تغيير الأشخاص لم يغير المعطيات على الأرض في ظل استمرار الأهداف والسياسات نفسها.
في الوقت نفسه جرى تبادل اللوم حول ما جرى بين البيت الأبيض والكونغرس ووزارتي الخارجية والدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية. الرئيس جورج بوش والكونغرس اتهما مجتمع الاستخبارات بتضليلهما بشأن أسلحة الدمار الشامل في العراق. جورج تينيت المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية رد بأن كبار صانعي السياسة في الإدارة لم يناقشوا بجدية مطلقا قرار الذهاب إلى الحرب. رامسفيلد وزير الدفاع وقتها قال تاليا إن الرئيس بوش لم يطلب منه مطلقا المشورة بشأن قرار الذهاب إلى الحرب. وزير الخارجية السابق كولن باول قال إنه عبر للرئيس جورج بوش عن وجهة نظره بشأن الحكمة من الحرب، وأنه فعل ذلك متطوعا من دون أن يطلب منه الرئيس رأيه، ومع ذلك ذهبت آراؤه سدى. مسؤولون كبار سابقون في الاستخبارات قالوا ان البيت الأبيض ووزارة الدفاع لفقا وبالغا في معلومات استخباراتية لدعم ومساندة قرار الذهاب إلى الحرب. بول بريمر الحاكم المدني السابق للعراق يقول إنه علم بعد الخدمة في العراق لأشهر عدة أن البنتاغون لم يكن يطلع البيت الأبيض أو وزارة الخارجية على تقاريره التي يبعث بها من العراق. جورج تينيت المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية يقول إنه حذر مسؤولي الإدارة مرات عدة من المصاعب التي ستجري مواجهتها في احتلال العراق... من دون جدوى. وأكدت تقارير صحافية تالية أقوال جورج تينيت.
عملت إدارة جورج بوش في البداية على إرهاب معارضيها المؤكدين والمحتملين حتى يتم إخراسهم. وكما سايرها الكونغرس بغالبية كاسحة، نتذكر أن الإعلام الأميركي تولى بكل همة تسويق الحرب في العراق. فقط بعد أن تم الغزو وجرى الاحتلال وبدأت الوقائع الميدانية تصبح أكبر من محاولة إنكارها، تابعنا جريدة «نيويورك تايمز» وهي تعتذر بأثر رجعي عن تغطيتها الإخبارية المضللة قبل الحرب وفي الطريق إليها. شيء قريب من ذلك شهد به توماس ريكس محرر شؤون الدفاع في جريدة «واشنطن بوست» الذي اتهم الجريدة في كتاب أخير له باستخدام صفحات الرأي لتسويق الحرب. بوب وودوارد الصحافي الأشهر في الجريدة نفسها اعترف بأنه كان جزءا من مجموعة ساعدت في تسويق الحرب في العراق.
لكن كل هذا جرى بطيئا بطيئا وبعد فوات الأوان، وفقط لأن تكاليف الغزو والاحتلال ماديا وبشريا فاجأت الرأي العام الأميركي. وبالتدريج، وعلى استحياء شديد، بدأت الإدارة تواجه انتقادات لم تعتد عليها من قبل. أيضا وعلى استحياء بدأت أطراف فاعلة في الخريطة السياسية الأميركية تتبادل اللوم. وللمرة الأولى نقرأ أخيراً دراسة رصينة بعنوان «من أضاع العراق؟» السؤال له جذور مؤلمة في التاريخ السياسي الأميركي لارتباطه سابقا باستيلاء الشيوعيين على السلطة في الصين عام 1949 بعد أن راهنت الولايات المتحدة على رجلها هناك تشيانغ كاي تشيك الذي فر إلى فورموزا (تايوان في ما بعد).
هذه الدراسة الأخيرة بعنوان «من أضاع العراق؟» كتبها جيمس دوبينز مدير مركز السياسات الدولية والدفاعية في مؤسسة «راند»، وهو نفسه عمل سابقا كمساعد لوزير الخارجية في عهدي بيل كلينتون وجورج بوش كما كان المبعوث الأول لإدارة جورج بوش إلى أفغانستان. في تلك الدراسة يلاحظ دوبينز أنه في حرب فيتنام بدأ السخط على الحرب من قاع الهرم العسكري، من الجنود والضباط في ميدان القتال حيث كان الجيش الأميركي يعتمد في حينه على نظام التجنيد الإجباري. الآن تعتمد القوات الأميركية على المتطوعين. ولذلك بدأت الانشقاقات بين ضباط كبار في نقدهم للقيادات العليا. في العام الماضي مثلا تابعنا ما عرف باسم «ثورة الجنرالات» وهم ستة من كبار الجنرالات الذين تقاعدوا حديثا من الخدمة وبعضهم كان عائدا لتوه من قيادة وحدات عسكرية في العراق. لقد خرجوا إلى العلانية منتقدين الطريقة التي أدار بها دونالد رامسفيلد الحرب في العراق. أما على المستوى الحزبي، ومع تصاعد النكسات والمصاعب في العراق، فقد بدأ الديموقراطيون يلقون بالمسؤولية عن تلك النكسات على الجمهوريين. أما الجمهوريون فيتهمون العراقيين. وبالتدريج تابعنا إغراء متزايدا لجعل العراقيين في الحكم - الذين أصبحوا في السلطة أصلا بمباركة من الاحتلال الأميركي - يتحولون الى كبش فداء عن الفشل الأميركي. لكن تبادل اللوم لن يغير من الوقائع شيئا. وبحلول كانون الثاني (يناير) عام 2009 سيكون كل شخص مسؤولاً عن شن وتوجيه الحرب في العراق غادر السلطة. بعدها سيكون تحديد من فعل ماذا من مهمة المؤرخين.
بالعودة إلى دراسة «من أضاع العراق؟» التي كتبها جيمس دوبينز نجده يستخلص دروسا مستفادة عديدة، أهمها على الإطلاق ضرورة أن يختار الأميركيون مستقبلا قادة من نوع مختلف. فما جرى في العراق سببه رئيس وإدارة حرصا على وضع اشخاص في مراكز المسؤولية العليا ممن هم تابعون ايديولوجيا وموالون سياسيا. لكن المصلحة الاساسية لدولة في حجم الولايات المتحدة، بل لكل دولة في الواقع، هي أن تختار قادة يشجعون مساعديهم على الجدل وطرح وجهات النظر المختلفة، بل وحتى يمارسون التمرد المنضبط.
الدرس الآخر البالغ الأهمية هو أن تُسقط أميركا من سياستها المعلنة عقيدة شن الحروب الاستباقية والإجهاضية التي أعلنها جورج بوش. وما لم يذكره دوبينز هنا هو أن تلك العقيدة الهجومية العدوانية التي سمحت لإدارة جورج بوش بشن حربين واحتلال بلدين، مع ما يستلزمه ذلك من قواعد عسكرية دائمة فيهما، عجلت في اختصار لحظة التفرد الأميركي بعرش القوة العالمية، وضاعفت كذلك من توجس وحذر القوى الكبرى الأخرى من القوة الأميركية بعد أن كشفت عن وجهها القبيح لمجرد أنها تملك التفوق العسكري والتكنولوجي اللازم.
لسنا في حاجة هنا إلى ذكر روسيا والصين مثلا. يكفي أن نعود إلى شهادة الرجل الرصين هانز بليكس كبير مفتشي الأمم المتحدة السابق الذي أجهضت أميركا مهمته في العراق. لقد قال أخيراً إن الحرب الأميركية في العراق «كان هدفها قبل كل شيء إزالة أسلحة الدمار الشامل التي لم تكن موجودة أصلا. وثانيا إقامة الديموقراطية ولم تحقق سوى الفوضى. وثالثا كانوا يريدون القضاء على تنظيم «القاعدة» الذي لم يكن هناك ولكنه أتى إلى هناك بعد الغزو». ثم زاد بليكس «على رغم أن الطغيان مريع إلا أن الفوضى يمكن أن تكون اسوأ من الطغيان». وقال هانز بليكس ايضا ان واشنطن ربما ترغب في البقاء في العراق لضمان أمن إمدادات البترول هانز بليكس أخذ نصيبه من ضغوط وتهديدات إدارة جورج بوش غير المعلنة كي يمنح غطاء لغزو العراق. هذا لم يحدث. الآن تتكرر الضغوط نفسها على محمد البرادعي مدير وكالة الطاقة النووية من قبل أميركا واسرائيل وبخشونة أكبر لانتزاع تقرير من وكالته يصلح غطاء لضرب إيران. لا محمد البرادعي ولا كل خبرائه في وكالة الطاقة النووية في فيينا يستطيعون منع أميركا من ضرب إيران لو أرادت ذلك. لكن في أقل القليل ستكون لشهادتهم الموضوعية مصداقية في أنحاء العالم بأضعاف ما لدى إدارة جورج بوش من مصداقية... حتى داخل أميركا.

ليست هناك تعليقات: